دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 جمادى الآخرة 1439هـ/22-02-2018م, 02:14 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الحادي عشر: مجلس مذاكرة مقدمة تفسير ابن عطية

مجلس مذاكرة مقدمة تفسير ابن عطية الأندلسي


س: استخلص المسائل التي اشتملت عليها مقدّمة تفسير ابن عطية الأندلسي، ثم لخّص بأسلوبك ما قيل في كل مسألة.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 9 جمادى الآخرة 1439هـ/24-02-2018م, 05:17 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

بِسْم الله الرحمن الرحيم
تلخيص مسائل مقدمة ابن عطية
المسائل :
-بيان فضل القران
قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء من علم علمه سبق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم)).
قال أنس بن مالك في تفسير قول تعالى: {فقد استمسك بالعروة الوثقى} [البقرة: 256، لقمان: 22]. قال: هي القرآن.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن)).
وقال صلى الله عليه وسلم: ((اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف)).
-صور الاعتصام بالقران الكريم :
تدبر القران والعمل به :
قال رجل لعبد الله بن مسعود: أوصني فقال: إذا سمعت الله تعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه.
وروى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أحسن الناس قراءة أو صوتا بالقرآن فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى)).
وقال عليه السلام: ((اقرؤوا القرآن قبل أن يجيء قوم يقيمونه كما يقام القدح ويضيعون معانيه يتعجلون أجره ولا يتأجلونه)).
ويروى أن أهل اليمن لما قدموا أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه سمعوا القرآن فجعلوا يبكون فقال أبو بكر: هكذا كنا ثم قست القلوب.
وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ مرة: {إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع} [الطور: 7] فأن أنة عيد منها عشرين يوما وقال الحسن بن أبي الحسن البصري إنكم اتخذتم قراءة القرآن مراحل وجعلتم الليل جملا تركبونه فتقطعون به المراحل وإن من كان قبلكم رأوه رسائل إليهم من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار.
وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول أنزل عليهم القرآن ليعملوا به فاتخذوا درسه عملا إن أحدهم ليتلو القرآن من فاتحته إلى خاتمته ما يسقط منه حرفا وقد أسقط العمل به.
قال القاضي عبد الحق رضي الله عنه قال الله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} [القمر: 17، 22، 23، 40].
وقال تعالى: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا} [المزمل: 5] أي علم معانيه والعمل به والقيام بحقوقه ثقيل فمال الناس إلى الميسر وتركوا الثقيل وهو المطلوب منهم.
وقيل ليوسف بن أسباط: بأي شيء تدعو إذا ختمت القرآن قال: أستغفر الله من تلاوتي لأني إذا ختمته وتذكرت ما فيه من الأعمال خشيت المقت فأعدل إلى الاستغفار والتسبيح.
وقرأ رجل القرآن على بعض العلماء قال فلما ختمته أردت الرجوع من أوله فقال لي: اتخذت القراءة علي عملا اذهب فاقرأه على الله تعالى في ليلك وانظر ماذا يفهمك منه فاعمل به.
-فضل تفسير القران :
قال أبو العالية في تفسير قوله عز وجل: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} [البقرة: 269] قال الحكمة: الفهم في القرآن وقال قتادة الحكمة: القرآن والفقه فيه وقال غيره: الحكمة تفسير القرآن.
وذكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه جابر بن عبد الله فوصفه بالعلم فقال له رجل: جعلت فداك تصف جابرا بالعلم وأنت أنت فقال: إنه كان يعرف تفسير قول تعالى: {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} [القصص: 197].
وقال الشعبي رحل مسروق إلى البصرة في تفسير آية فقيل له: إن الذي يفسرها رحل إلى الشام فتجهز ورحل إليه حتى علم تفسيرها.
- حكم تفسير القران :
روي
عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آيا بعدد علمه إياهن جبريل.
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: ومعنى هذا الحديث في مغيبات القرآن وتفسير مجمله ونحو هذا مما لا سبيل إليه إلا بتوقيف من الله تعالى ومن جملة مغيباته ما لم يعلم الله به كوقت قيام الساعة ونحوه ومنها ما يستقرأ من ألفاظه كعدد النفخات في الصور وكرتبة خلق السموات والأرض.
ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)).
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: ومعنى هذا أن يسأل الرجل عن معنى في كتاب الله فيتسور عليه برأيه دون نظر فيما قال العلماء أو اقتضته قوانين العلوم كالنحو والأصول وليس يدخل في هذا الحديث أن يفسر اللغويون لغته والنحاة نحوه والفقهاء معانيه ويقول كل واحد باجتهاده المبني على قوانين علم ونظر فإن القائل على هذه الصفة ليس قائلا بمجرد رأيه.
-حال السلف مع تفسير القران :
كان أكثر السلف كسعيد بن المسيب
وعامر الشعبي وغيرهما يعظمون تفسير القرآن ويتوقفون عنه تورعا واحتياطا لأنفسهم مع إدراكهم وتقدمهم وكان جلة من السلف كثير عددهم يفسرونه وهم أبقوا على المسلمين في ذلك رضي الله عنهم.
-المشهورون بالتفسير من الصحابة :
فأما صدر المفسرين والمؤيد فيهم فعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ويتلوه عبد الله بن العباس رضي الله عنهما وهو تجرد للأمر وكمله وتتبعه وتبعه العلماء عليه كمجاهد وسعيد بن جبير وغيرهما والمحفوظ عنه في ذلك أكثر من المحفوظ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وقال ابن عباس ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب.
وكان علي بن أبي طالب يثني على تفسير ابن عباس ويحث على الأخذ عنه.
وكان عبد الله بن مسعود يقول: نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس وهو الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم فقهه في الدين)) وحسبك بهذه الدعوة.
وقال عنه علي بن أبي طالب: ابن عباس كأنما ينظر إلى الغيب من ستر رقيق ويتلوه عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو بن العاص.
-المشهورون بالتفسير من التابعين :
من
أبرزهم الحسن بن أبي الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وعلقمة.
قرأ مجاهد على ابن عباس قراءة تفهم ووقوف عند كل آية ويتلوهم عكرمة والضحاك بن مزاحم وإن كان لم يلق ابن عباس وإنما أخذ عن ابن جبير.
- المفسرون من بعد عصر التابعين وأحوالهم :
أما السدي رحمه الله فكان عامر الشعبي يطعن عليه وعلى أبي صالح لأنه كان يراهما مقصرين في النظر ثم حمل تفسير كتاب الله تعالى عدول كل خلف وألف الناس فيه كعبد الرزاق والمفضل وعلي بن أبي طلحة والبخاري وغيرهم.
ثم إن محمد بن جرير الطبري رحمه الله جمع على الناس أشتات التفسير وقرب البعيد وشفى في الإسناد.
ومن المبرزين في المتأخرين أبو إسحاق الزجاج وأبو علي الفارسي فإن كلامهما منخول وأما أبو بكر النقاش وأبو جعفر النحاس فكثيرا ما استدرك الناس عليهما وعلى سننهما مكي بن أبي طالب رضي الله عنه وأبو العباس المهدوي رحمه الله متقن التأليف وكلهم مجتهد مأجور رحمهم الله ونضر وجوههم.
- معنى القراءات السبعة :
قال ابن عطية رحمه الله : قصد النبي عليه السلام عنده عد الوجوه والطرائق المختلفة في كتاب الله مرة من جهة لغة ومرة من جهة إعراب وغير ذلك ولا مرية أن هذه الوجوه والطرائق إنما اختلفت لاختلاف في العبارات بين الجملة التي نزل القرآن بلسانها وذلك يقال فيه اختلاف لغات.
وصحيح أن يقصد عليه السلام عد الأنحاء والوجوه التي اختلفت في القرآن بسبب اختلاف عبارات اللغات.
وصحيح أن يقصد عد الجماهير والرؤوس من الجملة التي نزل القرآن بلسانها وهي قبائل مضر فجعلها سبعة وهذا أكثر توسعة للنبي صلى الله عليه وسلم لأن الأنحاء تبقى غير محصورة فعسى أن الملك أقرأه بأكثر من سبعة طرائق ووجوه.
قال القاضي في كلامه المتقدم فجائز أن يقرأ بهذه الوجوه على اختلافها.
قال القاضي أبو محمد رضي الله عنه: والشرط الذي يصح به هذا القول هو أن تروى عن النبي عليه السلام ومال كثير من أهل العلم كأبي عبيد وغيره إلى أن معنى الحديث المذكور أنه أنزل على سبع لغات لسبع قبائل انبث فيه من كل لغة منها وهذا القول هو المتقرر من كلام القاضي رضي الله عنه وقد ذكر بعضهم قبائل من العرب روما منهم أن يعينوا السبع التي يحسن أن تكون مراده عليه السلام نظروا في ذلك بحسب القطر ومن جاور منشأ النبي صلى الله عليه وسلم.
حكم القراءات السبع المتواترة :
يجوز قراءتها والتعبد بها لأنها ثبتت بالإجماع .
سبب اختلاف الناس في القراءات بعد الاجتماع على رسم المصحف العثماني :
لأنه كان المصحف غير مشكول ولا منقوط .
مراحل جمع القران :
الجمع الأول : في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه
وكان سببه كثرة استشهاد القرّاء في غزوة اليمامة
وذلك لأن القران كان في مدة رسول الله صلى الله عليه وسلم متفرقا في صدور الرجال وقد كتب الناس منه في صحف وفي جريد وظرر وفي لخاف وفي خزف وغير ذلك فلما استحر القتل بالقراء يوم اليمامة أشار عمر بن الخطاب على أبي بكر الصديق رضي الله عنهما بجمع القرآن مخافة أن يموت أشياخ القراءة كأبي وزيد وابن مسعود فيذهب فندبا إلى ذلك زيد بن ثابت فجمعه غير مرتب السور بعد تعب شديد منه رضي الله عنه
وبقيت هذه الصحف عند أبي بكر ثم عمر ثم عند حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها .
الجمع الأخير : كان في عهد عثمان رضي الله عنه
وكان سبب هذا الجمع الخوف من الفتنة بين المسلمين ،والحرص على جمعهم على رسم واحد وذلك لما وقع بينهم من الاختلاف في القراءات ، فلما قدم حذيفة من غزوة أرمينيا انتدب عثمان لجمع المصحف وأمر زيد بن ثابت بجمعه وقرن بزيد فيما ذكر البخاري ثلاثة من قريش سعيد بن العاصي وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن الزبير وكذلك ذكر الترمذي وغيرهم، ونسخ من مصحف حفصة رضي الله عنها، ثم نسخ منه عدة نسخ وأرسلها إلى الأمصار ،ثم أمر بتحريف باقي المصاحف .
ترتيب السور:
قال القاضي أبو بكر بن الطيب وترتيب السور اليوم هو من تلقاء زيد ومن كان معه مع مشاركة من عثمان رضي الله عنه في ذلك وقد ذكر ذلك مكي رحمه الله في تفسير سورة براءة وذكر أن ترتيب الآيات في السور ووضع البسملة في الأوائل هو من النبي صلى الله عليه وسلم ولما لم يأمر بذلك في أول براءة تركت بلا بسملة هذا أحد ما قيل في براءة ،
وظاهر الاثار كما قال ابن عطية رحمه الله : أن السبع الطول والحواميم والمفصل كان مرتبا في زمن النبي عليه السلام وكان في السور ما لم يرتب فذلك هو الذي رتب وقت الكتب وأما شكل المصحف ونقطه فروي أن عبد الملك بن مروان أمر به وعمله فتجرد لذلك الحجاج بواسط وجد فيه وزاد تحزيبه وأمر وهو والي العراق الحسن ويحيى بن يعمر بذلك وألف إثر ذلك بواسط كتاب في القراءات جمع فيه ما روي من اختلاف الناس فيما وافق الخط ومشى الناس على ذلك زمانا طويلا إلى أن ألف ابن مجاهد كتابه في القراءات.
زمن تنقيط المصاحف وتحزيبها وتعشيرها:
أسند الزبيدي في كتاب الطبقات إلى المبرد أن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي وذكر أيضا أن ابن سيرين كان له مصحف نقطه له يحيى بن يعمر.
وذكر أبو الفرج أن زياد بن أبي سفيان أمر أبا الأسود بنقط المصاحف.
وذكر الجاحظ في كتاب الأمصار أن نصر بن عاصم أول من نقط المصاحف وكان يقال له: نصر الحروف.
وأما وضع الأعشار فيه فمر بي في بعض التواريخ أن المأمون العباسي أمر بذلك وقيل إن: الحجاج فعل ذلك.
وذكر أبو عمرو الداني عن قتادة أنه قال: بدؤوا فنقطوا ثم خمسوا ثم عشروا وهذا كالإنكار.
حكم وجود ألفاظ أعجمية في القران :
ذكر ابن عطية أنه في هذه المسألة خلاف ،ورجح هذا القول :
حقيقة العبارة عن هذه الألفاظ أنها في الأصل أعجمية لكن استعملتها العرب وعربتها فهي عربية بهذا الوجه وما ذهب إليه الطبري من أن اللغتين اتفقتا في لفظة فذلك بعيد بل إحداهما أصل والأخرى فرع في الأكثر لأنا لا ندفع أيضا جواز الاتفاق قليلا شاذا.
وبذلك ضعف قول الطبري رحمه الله .
المراد بالتحدي في القران :
ذكر ابن عطية رحمه الله أقوالا في ذلك ورجح أن المراد به :
هو ما وقع بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه، وأبطل قول من قال :
إن العرب كان من قدرتها أن تأتي بمثل القرآن فلما جاء محمد صلى الله عليه وسلم صرفوا عن ذلك وعجزوا عنه.
والصحيح أن الإتيان بمثل القرآن لم يكن قط في قدرة أحد من المخلوقين ويظهر لنا قصور البشر في أن الفصيح منهم يصنع خطبة أو قصيدة يستفرغ فيها جهده ثم لا يزال ينقحها حولا كاملا ثم تعطى لآخر نظيره فيأخذها بقريحة جامة فيبدل فيها وينقح ثم لا تزال كذلك فيها مواضع للنظر والبدل كتاب الله لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد.
أحوال العرب مع إعجاز القران :
منهم من آمن وأذعن ومنهم من حسد كأبي جهل وغيره ففر إلى القتال ورضي بسفك الدم عجزا عن المعارضة حتى أظهر الله دينه ودخل جميعهم فيه ولم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الأرض قبيل من العرب يعلن كفره
وقامت الحجة على العالم بالعرب إذ كانوا أرباب الفصاحة ومظنة المعارضة كما قامت الحجة في معجزة عيسى بالأطباء وفي معجزة موسى بالسحرة فإن الله تعالى إنما جعل معجزات الأنبياء بالوجه الشهير أبرع ما يكون في زمن النبي الذي أراد إظهاره فكأن السحر في مدة موسى قد انتهى إلى غايته وكذلك الطب في زمن عيسى والفصاحة في مدة محمد عليهم الصلاة والسلام.
حكم إسناد الأفعال التي لم يأتِ في إسنادها توقيف شرعي:
قال القاضي ابن عطية رحمه الله : وهذا على تقرير هذه الصفة له وثبوتها مستعملة كسائر أوصافه تبارك وتعالى، وأما إذا استعمل ذلك في سياق الكلام والمراد منه حكت الآية أو اللفظ فذلك استعمال عربي شائع وعليه مشى الناس وأنا أتحفظ منه في هذا التعليق جهدي لكني قدمت هذا الباب لما عسى أن أقع فيه نادرا واعتذارا عما وقع فيه المفسرون من ذلك.
معاني أسماء القران :
قال القاضي أبو محمد عبد الحق وهذا على تقرير هذه الصفة له وثبوتها مستعملة كسائر أوصافه تبارك وتعالى، وأما إذا استعمل ذلك في سياق الكلام والمراد منه حكت الآية أو اللفظ فذلك استعمال عربي شائع وعليه مشى الناس وأنا أتحفظ منه في هذا التعليق جهدي لكني قدمت هذا الباب لما عسى أن أقع فيه نادرا واعتذارا عما وقع فيه المفسرون من ذلك.
معنى السورة :
وأما السورة فإن قريشا كلها ومن جاورها من قبائل العرب كهذيل وسعد بن بكر وكنانة يقولون سورة بغير همز وتميم كلها وغيرهم أيضا يهمزون فيقولون سؤر وسؤرة
فأما من همز فهي عنده كالبقية من الشيء والقطعة منه التي هي سؤر وسؤرة من أسأر إذا أبقى ومنه سؤر الشراب ومنه قول الأعشى وهو ميمون بن قيس: [المتقارب]
فبانت وقد أسأرت في الفؤاد = صدعا على نأيها مستطيرا
أي: أبقت فيه.
وأما من لا يهمز فمنهم من يراها من المعنى المتقدم إلا أنها سهلت همزتها ومنهم من يراها مشبهة بسورة البناء أي القطعة منه لأن كل بناء فإنما يبنى قطعة بعد قطعة وكل قطعة منها سورة وجمع سورة القرآن سور بفتح الواو وجمع سورة البناء سور بسكونها
قال أبو عبيدة: إنما اختلفا في هذا فكأن سور القرآن هي قطعة بعد قطعة حتى كمل منها القرآن.
ويقال أيضا للرتبة الرفيعة من المجد والملك سورة ومنه قول النابغة الذبياني للنعمان بن المنذر: [الطويل]
ألم تر أن الله أعطاك سورة = ترى كل ملك دونها يتذبذب
معنى الاية :
أما الآية فهي العلامة في كلام العرب ومنه قول الأسير الموصي إلى قومه باللغز: (بآية ما أكلت معكم حيسا).
فلما كانت الجملة التامة من القرآن علامة على صدق الآتي بها وعلى عجز المتحدى بها سميت آية هذا قول بعضهم وقيل سميت آية لما كانت جملة وجماعة كلام كما تقول العرب جئنا بآيتنا أي بجماعتنا وقيل لما كانت علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها سميت آية
ووزن آية عند سيبويه فعلة بفتح العين أصلها أيية تحركت الياء الأولى وما قبلها مفتوح فجاءت آية.
وقال الكسائي أصل آية آيية على وزن فاعلة حذفت الياء الأولى مخافة أن يلتزم فيها من الإدغام ما لزم في دابة.
وقال مكي في تعليل هذا الوجه سكنت الأولى وأدغمت فجاءت آية على وزن دابة ثم سهلت الياء المثقلة وقيل: أصلها أية على وزن فعلة بسكون العين أبدلت الياء الساكنة ألفا استثقالا للتضعيف قاله الفراء وحكاه أبو علي عن سيبويه في ترجمة {وكأين من نبي} [آل عمران: 146].
وقال بعض الكوفيين أصلها أيية على وزن فعلة بكسر العين أبدلت الياء الأولى ألفا لثقل الكسر عليها وانفتاح ما قبلها.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 9 جمادى الآخرة 1439هـ/24-02-2018م, 10:54 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

المسائل التي اشتملت عليها خطبة ابن عطية

- خطبة الحاجة لابن عطية
- منهج طالب العلم في التعلم
على طالب العلم أن يبدأ أولا بالأخذ من كل علم طرفا ، ثم يجتهد أيما اجتهاد ، وعليه بالصبر والاحتساب حتى يلم بأساسيات العلوم ، ثم يبدأ باختيار علما يتخصص فيه ، ويبذل كل وسعه لضبط أصوله وإحكام فصوله .
- أسباب اختيار ابن عطية لدراسة علم التفسير
علم التفسير من أشرف العلوم ، حيث إن شرف العلم من شرف المعلوم ، كما أنه من أعظم العلوم للتقرب لله ، ومن أهم العلوم الشرعية .
- أسباب تأليف ابن عطية لكتابه المحرر الوجيز
فوائده وبيانه يغلب قوة الحفظ ، لذا وجب حفظه بالكتابة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : "قيدوا العلم بالكتاب" .
- منهج ابن عطية في تأليف كتابه
1- أن يكون جامعا محررا وجيزا
2- لا يذكر من القصص مما لا تنفك عنه الآية
3- إثبات أقوال العلماء منسوبة إليهم
4- التنبيه على الألفاظ التي تنحو إلى شيء من أغراض الملحدين.
5- تتبع الألفاظ وتوضيح المعاني وجميع محتملاتها على غاية من الإيجاز
6- إيراد جميع القراءات مستعملها وشاذها
- ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل القرآن الكريم
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث تبين فضل تلاوة القرآن والعمل به والاعتصام به من الفتن ، منها : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن)).
وقال صلى الله عليه وسلم: ((اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف))
- ما ورد عن الصحابة والتابعين في فضل القرآن الكريم
قال عبد الله بن مسعود إن كل مؤدب يحب أن يؤتى أدبه وإن أدب الله القرآن.
ومر أعرابي على عبد الله بن مسعود وعنده قوم يقرؤون القرآن فقال: ما يصنع هؤلاء؟ فقال له ابن مسعود: يقتسمون ميراث محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال محمد بن كعب القرظي في قول تعالى: {ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان} قال: هو القرآن ليس كلهم رأى النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعض العلماء في تفسير قول تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته} قال: الإسلام والقرآن.
وذكر أبو عمرو الداني عن علي الأثرم قال: كنت أتكلم في الكسائي وأقع فيه فرأيته في النوم وعليه ثياب بيض ووجهه كالقمر فقلت يا أبا الحسن ما فعل الله بك فقال غفر لي بالقرآن
- أهمية تدبر القرآن والعمل به
على المسلم أن يقرأ القرآن ليتدبره ويعمل بما جاء فيه من أوامر ونواهي ، لا مجرد تلاوة فقط : وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول أنزل عليهم القرآن ليعملوا به فاتخذوا درسه عملا إن أحدهم ليتلو القرآن من فاتحته إلى خاتمته ما يسقط منه حرفا وقد أسقط العمل به.
قال القاضي عبد الحق رضي الله عنه قال الله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} وقال تعالى: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا} أي علم معانيه والعمل به والقيام بحقوقه ثقيل فمال الناس إلى الميسر وتركوا الثقيل وهو المطلوب منهم.
- فضل تفسير القرآن على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه
لاشك أن القرآن نزل بالغة العربية ، لذا فإن إعراب القرآن وتفسير معانيه بلغته أصل من أصول الشريعة ، وقد كان الصحابة والسلف يبذلون كل جهدهم في ذلك ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه فإن الله يحب أن يعرب
وذكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه جابر بن عبد الله فوصفه بالعلم فقال له رجل: جعلت فداك تصف جابرا بالعلم وأنت أنت فقال: إنه كان يعرف تفسير قول تعالى: {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد}
وقال الشعبي رحل مسروق إلى البصرة في تفسير آية فقيل له: إن الذي يفسرها رحل إلى الشام فتجهز ورحل إليه حتى علم تفسيرها.
- الاجتهاد في التفسير

-المراد بقول عائشة : "ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آيا بعدد علمه إياهن جبريل.
قال ابن عطية : أي في مغيبات القرآن ، وتفسير مجمله ومما لا سبيل إليه إلا بتوقيف من الله سبحانه .
- موقف السلف من التفسير :
أنقسم السلف في التفسير إلى :
1- بعضهم تورع واحتاط لنفسه عن التفسير تعظيما للقرآن كسعيد بن المسيب وعامر الشعبي
2- الجل فسره وأيد تفسيره كعلي بن أبي طالب وابن عباس وجاهد وغيرهم .
-أنواع التفسير بالرأي
ينقسم التفسير بالرأي إلى :
1- الاجتهاد المذموم : وهو أن يتسور الرجل برأيه دون النظر فيما قال العلماء أو ما اقتضته علوم العربية كالنحو والأصول وغير ذلك .
2- الاجتهاد المحمود : وهو أن يفسر اللغويون لغته ، والنحويون نحوه والفقهاء معانيه وذلك وفق قوانين العلوم والنظر .
- مراتب المفسرين
أولا : من الصحابة : علي بن أبي طالب وابن عباس وابن مسعود وأبي وزيد وعمرو بن العاص
ثانيا : من أخذ عن الصحابة : كمجاهد والحسن وسعيد بن جبير وغيرهم
ثالثا : من جاء بعدهم كعكرمة والضحاك
رابعا : السدي وأبي صالح وكان الشعبي يطعن عليهما ويراهما مقصرين في النظر .
خامسا : عدول كل خلف ممن جاء بعدهم عبدالرازق والمفضل والبخاري .
سادسا : الطبري الذي جمع الناس على أشتات التفسير
سابعا : من المبرزين المتأخرين : الزجاج والفارسي ، وأما النقاش والنحاس فاستدرك عليهما الناس بعض المآخذ .
ثامنا : مكي والمهدوي ، وكل مأجور حسب اجتهاده إن شاء الله .
- المراد بالأحرف السبعة
اختلف المفسرون في ذلك على أقوال كثيرة ، منها :
1- قال بعضهم : أنها ما يتفق أن يقال على سبعة أوجه فما دونها كتعال وهلم وأقبل .
2- قال ابن شهاب : أنها في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلاله ولا حرامه .
قال ابن عطية : وهذا كلام محتمل .
3- المراد معاني كتاب الله وهي أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال .
قال ابن عطية : وهذا قول ضعيف لأن هذه لا تسمى حروفا ، والإجماع أن هذه الحروف للتوسعة ، ولا يقع ذلك في الحلال والحرام .
4- وجوه الاختلاف في القراءة ، فمنها ما يتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل : أطهر .
ومنها ما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب مثل: {ربنا باعِد} وباعَد.
ومنها ما تبقى صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف مثل (ننشرها) و{ننشزها}.
ومنها ما تتغير صورته ويبقى معناه كقوله: {كالعهن المنفوش} و(كالصوف المنفوش)
ومنها ما تتغير صورته ومعناه مثل: {وطلح منضود} و(طلع منضود)
ومنها بالتقديم والتأخير كقوله: {وجاءت سكرة الموت بالحق} و(سكرة الحق بالموت).
ومنها بالزيادة والنقصان كقوله: (تسع وتسعون نعجة أنثى).
5- قال القاضي أبو بكر الطيب : المراد بها ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم : "إن هذا القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف نهي وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وائتمروا وانتهوا واعتبروا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه)).
قال ابن عطية : الراجح في هذا الحديث أن المراد بالحرف هنا : الطريقة والجهة ، وليس المراد بها الأحرف التي أجاز لهم القراءة بها .
6- أنها سبعة أوجه من أسماء الله تعالى لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم : يا أبي إني أقرئت القرآن على حرف أو حرفين ثم زادني الملك حتى بلغ سبعة أحرف ليس منها إلا شاف وكاف إن قلت: غفور رحيم سميع عليم أو عليم حكيم وكذلك ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)).
قال ابن عطية : إذا ثبتت الرواية حمل هذا على أنه كان مطلقا ثم نسخ فلا يجوز ذلك الآن .
7- المراد هو سبع لغات مختلفة من لغات العرب ، واعترض القاضي أبو بكر الطيب بقوله : هذا باطل والدليل اختلاف عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم وابن مسعود .
قال ابن عطية : إطلاق البطلان على هذا القول فيه نظر ، وإنما الاختلاف ليس بشديد التباين حتى يجهل بعضهم ما عند بعض في الأكثر وإنما هو أن قريشا استعملت في عباراتها شيئا واستعملت هذيل شيئا غيره في ذلك المعنى وسعد بن بكر غيره والجميع كلامهم في الجملة ولغتهم
وكأن القاضي أبطل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قصد عدد اللغات التي تختلف بجملتها وأن تكون سبعا متباينة لسبع قبائل فقرأ كل حي القرآن كله بلغته .
وإنما قصد النبي صلى الله عليه وسلم عدد الوجوه والطرق المختلفة في كتاب الله ، مرة من لهجة ومرة من إعراب ، وإنه أنزل على سبع لغات لسبع قبائل ، واختلفوا في تسمية هذه القبائل على أقوال .
- سبب نزول القرآن على سبعة أحرف
نزل القرآن على سبعة أحرف توسعة وتيسيرا على الناس في ذلك الوقت إذ كانوا أمة أمية ، لذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)
- أسباب اختلاف الناس زمن عثمان
السبب في ذلك كثرة الروايات التي رويت بعدة معان وانتشار هذه الروايات عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وكذلك تفرق الصحابة بعد الفتوحات في البلدان ، كل يُعلم ما أخذه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فوقع بين الناس الاختلاف والتنازع .
- الحرف الذي عليه مصحف عثمان
اجمع الصحابة على ضرورة جمع الناس على قراءة واحدة حتى لا يتنازعوا ويختلفوا في كتاب الله ، فجمعوا القرآن على قراءة واحدة وهي على أشهر الروايات وأفصح اللغات فقال عثمان رضي الله عنه : ما اختلفتم في شيء منه فاكتبوه على لغة قريش .
- سبب ظهور القراءات السبعة المشهورة
تتبع القراء ما روي لهم من الاختلافات التي وافقت خط المصحف فروها حسب اجتهادهم وذلك لأن المصحف لم يكن مشكولا ولا منقوطا ، فظهرت القراءات السبع وتلقتها الأمة بالقبول وثبتت بالإجماع .
- جمع المصحف
كان القرآن زمن النبي صلى الله عليه وسلم محفوظا في الصدور ، متفرقا في الصحف من الجريد واللخاف وغير ذلك ، ولكنه لم يكن مجموعا بكامله .
- جمع أبو بكر للقرآن
بعد أن استحر القتل بالقراء يوم اليمامة أشار عمر بن الخطاب على أبي بكر أن يجمع القرآن خوفا عليه من الضياع فأمر زيدا فجمعه غير مرتب السور ، وظلت هذه الصحف عند أبي بكر ثم عمر ثم حفصة .
- جمع عثمان للقرآن
لما دخل غير العرب الإسلام وقع بينهم الاختلاف والتنازع فجاء حذيفة إلى عثمان يحثه على إدراك هذه الأمة حتى لا تختلف كالأمم السابقة ، فأمر عثمان زيدا بجمع القرآن على قراءة واحدة ، ونسخ هذه المصاحف وإرسالها إلى الآفاق ، وحرق ما عداها من المصاحف ، وبذلك جمع المسلمون على قراءة واحدة .
- ترتيب السور
رتبت السور وفق ما رآه زيد وعثمان ، ولذا لم يكن ترتيب السور توقيفيا .
- ترتيب الآيات
ترتيب الآيات توقيفيا من النبي صلى الله عليه وسلم
- أول من شكل المصحف
اختلف في ذلك فقيل : أمر به عبدالملك بن مروان ، وتجرد لذلك الحجاج الذي أمر الحسن ويحيى بن يعمر بذلك .
وقال المبرد : أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي .
وذكر أبو الفرج أن زياد بن أبي سفيان أمر أبا الأسود بنقط المصحف
وقال الجاحظ أن نصر بن عاصم أول من نقط المصاحف .
- تعشير المصحف
قيل أن المأمون أمر بذلك ، وقيل أن الحجاج فعل ذلك .
- الألفاظ الأعجمية في القرآن
اختلف الناس في ذلك على أقوال :
1- في كتاب الله من كل لغة ، قاله أبو عبيدة وغيره
2- ليس في كتاب الله إلا الألفاظ العربية ، وأما ما ورد من ألفاظ أعجمية فهي مما اتفقت اللغات عليه ، قاله الطبري .
قال ابن عطية : الراجح أن القرآن نزل بلغة عربية فصيحة ، وأما ما ورد فيه من ألفاظ أعجمية ، فهذه الألفاظ اخذها العرب من العجم بسبب مخالطتهم لهم واستعملوها وعربوها واستخدموها في أحاديثهم وأشعارهم فصارت عربية من هذا الوجه .
- الإعجاز في القرآن
اختلف الناس في وجه الإعجاز في القرآن بما هو ؟ على أقوال :
1- التحدي وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات
2- التحدي وقع بما في القرآن من أنباء صادقة وغيوب مسرودة .
3- التحدي وقع بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه .
قال ابن عطية : الرأي الثالث هو ما عليه الجمهور ، ووجه الإعجاز إحاطة الله سبحانه بعلم كل شيء وأنه لا تصلح كلمة مكان أخرى .
- موقف العرب من إعجاز القرآن
عجز العرب عن الإتيان بمثل أقصر سورة منه ، وأقروا بإعجازه ، فمنهم من آمن وأذعن ، ومنهم من حسد وبغى ورضي بالقتال والقتل .
- حكم إسناد أفعال إلى الله تعالى التي لم يأت إسنادها بتوقيف من الشرع
استعمل هذه الطريقة كثير من العلماء والمفسرون والفقهاء بغرض الإيجاز في التفسير ، وقد ذكر بعض الأصوليين عدم جواز ذلك .
قال ابن عطية : وهذا على تقرير هذه الصفة له وثبوتها مستعملة كسائر أوصافه تبارك وتعالى، وأما إذا استعمل ذلك في سياق الكلام والمراد منه حكت الآية أو اللفظ فذلك استعمال عربي شائع وعليه مشى الناس
ويبنى على ذلك قول سعد بن معاذ: عرق الله وجهك في النار يقول هذا للرامي الذي رماه وقال: خذها وأنا ابن العرقة.
- أسماء القرآن ومعانيها
1- القرآن : قيل مصدر من قرآ إذا تلا الرجل تلاوة ، وقيل معناه التأليف إذا جمع وألف قولا .
2- الكتاب : مصدر من كتب إذا جمع ، ومنه الكتيبة لاجتماعها .
3- الفرقان : مصدر من فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر .
4- الذكر : قيل سمي بذلك لأنه يذكر الناس بآخرتهم وإلههم ، وقيل لأن فيه ذكر الأمم السابقة والأنبياء ، وقيل لأن فيه ذكر وشرف للنبي صلى الله عليه وسلم وقومه وسائر العلماء به .
- معنى السورة
اختلف في معنى السورة على أقوال :
1- من سؤر أي البقية من الشيء ، والقطعة منه
2- وقيل من سور البناء أي القطعة منه فكأن سور القرآن قطعة قطعة حتى كمل منها القرآن
3- وقيل السورة : الرتبة الرفيعة من المجد والملك ، فكأن الرتبة انبنت حتى كملت .
- معنى الآية
اختلف في معنى الآية على أقوال ، منها :
1- العلامة : فهي علامة على صحة الآتي بها وعجز المتحدي بها
2- الجملة والجماعة : فهي جملة وجماعة كلام
3- سميت آية للفصل بين ما قبلها وما بعدها .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10 جمادى الآخرة 1439هـ/25-02-2018م, 05:59 AM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

باب ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة وعن نبهاء العلماء في فضل القرآن المجيد وصورة الاعتصام به.
فضل القرآن :
- النجاة من الفتن .
- حبل الله المتين ونوره .
- فيه علم الأولين والآخرين .
- من اعتصم به هدي إلى الصراط المستقيم .
- من قرأها يؤجر بكل حرف منها حسنة والحسنة إلى عشر أمثالها .
- - وهي أفضل عبادة .
- شفيع لأصحابه .
- هو وصية النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته .
- ينال به شرف الدنيا والآخرة .
- الذي يشق عليه يكون له اجران والماهر به مع السفرة الكرام البررة .
صور الانتفاع بالقرآن :
- تعلمه والعمل به .
- كثرة قراءته وتدبره .
- تعليم الأخرين والأبناء .
آداب القرآن :
- تحسين الصوت عند قراءته .
- إقامة حدوده .
- قراءته بخشية .
- الإخلاص عند قراءته .
- الدعاء عند ختمه .
- التخلق والتأدب بآدابه .
- وجوب تعاهده .
------------------------------------------------------
باب في فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه
فضل إعراب القرآن :
- اعراب القرآن هون أصل معين في فهم معانيه .
- جاءت أحاديث ترغب في إعرابه وأن الله يحبه :
فقد روى ابن عباس أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي علم القرآن أفضل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عربيته فالتمسوها في الشعر)).
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: ((أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه فإن الله يحب أن يعرب)).
وهذا الحديث أخرجه أبو شيبة وأبو يعلى وأبو عبيدة والحاكم لكنه ضعيف ، وقد ضعفه المناوي والذهبي والألباني ، وقال الهيثمي فيه متروك .
وهذه الأحاديث وإن كان فيها ضعف إلا أنه أخرج في معناه ابن الأنباري والشعبي ، وجاءت آثار أخرى ترغب فيها .

الترغيب إلى فهم القرآن وتفسيره :
فجاءت الآثار تحث على فهم القرآن وتفسيره كالآثار المروية عن أبو العالية وعلي رضي الله عنه والشعبي وابن عباس ومجاهد والحسن وإياس بن معاوية .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوها كثيرة)).
وهذا الحديث رواه أبو نعيم في الحلية ، لكن ابن عبد البر ضعفه أن يكون مرفوعا ، ولكن الصحيح أنه قول أبي الدرداء .
-----------------------------------
باب ما قيل في الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتب المفسرين
ما فسره النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن :
فسر النبي صلى الله عليه وسلم من الآيات التي تحمل أمورا غيبة كعدد النفخات في الصور ورتبة خلق السموات والأرض .
وفسر النبي من الألفاظ المجملة التي لا تحتمل إلا التوقيف .
روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آيا بعدد علمه إياهن جبريل.
ضوابط الاجتهاد في القرآن :
- ان يجتهد بالنظر لأقوال العلماء .
- أن ينظر إلى قوانين العلوم كالنحو والأصول
ذم الرأي المجرد :
يروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)).
موقف السلف من تفسير القرآن الكريم :
انقسموا على قسمين :
القسم الأول : يعظمون القرآن الكريم ويتورعون عن تفسيره احتياطا لأنفسهم مع أنهم أهل علم ، ومنهم سعيد بن المسيب وعامر الشعبي وغيرهم .
القسم الثاني : تصدر التفسير وأيده .
فمن الصحابة منهم : علي بن أبي طالب وعبد الله بن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وغيرهم .
ومن التابعين : الحسن بن أبي الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وعلقمة.
ومن الذين بعدهم العدول : كعبد الرزاق والمفضل وعلي بن أبي طلحة والبخاري وغيرهم.
ومن المتأخرين : أبو إسحاق الزجاج وأبو علي الفارسي ومكي بن أبي طالب رضي الله عنه وأبو العباس المهدوي رحمه الله.
-----------------------------
باب معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه))
المراد بالأحرف السبعة :
اختلف على المراد به على أقوال :
1) قيل الحروف السبعة هي الأوجه السبعة المتفقة ، فما دونها كتعال وأقبل وإلي ونحوي وقصدي واقرب وجئ ، وكاللغات التي في أف وكالحروف التي في كتاب الله فيها قراءات كثيرة وهذا قول ضعيف.
2) وقيل أن المراد هو معاني كتاب الله من أمر ونهي ووعد وعيد وقصص وأمثال ومجادلة ، وهذا القول أيضا ضعيف ؛ لأن هذه الأمور لا تسمى حروفا ولوقوع الإجماع في أن التوسعة فيه لم تغير من حلال إلى حرام ولا عكسه .
3) وحكى بعضهم عن أن الأحرف السبعة هي وجوها سبعة وهي منها:
1- ما تتغير حركته ولايزول معناه وصورته ، كقوله تعالى : ({هن أطهرُ} وأطهرَ.
2- ومنها ما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب، كقوله تعالى : {ربنا باعِد} وباعَد.
3- ومنها ما تبقى صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف، كقوله : (ننشرها) و{ننشزها}.
4- ومنها ما تتغير صورته ويبقى معناه ،كقوله: {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5]
5- ومنها ما تتغير صورته ومعناه ، كقوله : {وطلح منضود}.
6- ومنها بالتقديم والتأخير كقوله: {وجاءت سكرة الموت بالحق}.
7- ومنها بالزيادة والنقصان كقوله: (تسع وتسعون نعجة أنثى).
4) الطرائق السبعة وهو معنى ذكره القاضي أبو بكر بن الطيب ، من حديث النبي صلى الله عليه وسلم : : ((إن هذا القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف نهي وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وائتمروا وانتهوا واعتبروا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه))
5) سبعة اوجه من اسماء الله تعالى ، ذكره القاضي أبو بكر الطيب مستدلا بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يا أبي إني أقرئت القرآن على حرف أو حرفين ثم زادني الملك حتى بلغ سبعة أحرف ليس منها إلا شاف وكاف إن قلت: غفور رحيم سميع عليم أو عليم حكيم وكذلك ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)).

6) زعم قوم أنها اللغات السبعة ، وهذا القول اعتبره أبو بكر الطيب أنه باطل ، وفي هذا نظر .

الراجح : هو أنها اللغات السبعة لسبع قبائل وهو قول رجحه القاضي أبومحمد وأبو عبيد وغيرهم من أهل العلم
ما فعل عند اختلاف الناس في زمن عثمان :
عندما اختلف الناس على القرآن في زمن عثمان عنما توسعت رقعة البلاد الإسلامية وانتشرت القراءة بالروايات حصل اختلاف الناس فتم حرق المصاحف الأخرى سدا للذريعة ومنعا للفتنة .
ما ذكر حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وذلك أنهم لما اجتمعوا في غزوة أرمينية فقرأت كل طائفة بما روي لها فاختلفوا وتنازعوا حتى قال بعضهم لبعض: أنا كافر بما تقرأ به فأشفق حذيفة مما رأى منهم فلما قدم حذيفة المدينة فيما ذكر البخاري وغيره دخل إلى عثمان بن عفان قبل أن يدخل بيته فقال: أدرك هذه الأمة قبل أن تهلك قال: فيماذا؟ قال: في كتاب الله إني حضرت هذه الغزوة وجمعت ناسا من العراق ومن الشام ومن الحجاز فوصف له ما تقدم وقال: إني أخشى عليهم أن يختلفوا في كتابهم كما اختلفت اليهود والنصارى قال عثمان رضي الله عنه: أفعل فتجرد للأمر واستناب الكفاة العلماء الفصحاء في أن يكتبوا القرآن ويجعلوا ما اختلفت القراءة فيه على أشهر الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفصح اللغات وقال لهم: "إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش".
- أما ابن مسعود رضي الله عنه فأبى أن يزال مصحفه فترك .
شروط قبول القراءة :
-موافقة خط المصحف .
- وجود أدلة صحيحة عليها .
حكم القراءة بالقراءة الشاذة في الصلاة :
لا يصح قراءة القرءاة الشاذة في الصلاة لعدم حصول الإجماع عليه .
=========================

باب ذكر جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره
مراحل حفظ القرآن :
1) في حياة النبي صلى الله عليه وسلم :
لم يجمع القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم في دفة واحدة ، وكانت تكتب في في صحف وفي جريد وظرر وفي لخاف وفي خزف ونحوه .
2) في عهد أبو بكر وعمر رضي الله عنهما :
بدأ جمع القرآن من القراء بعد أن كثر قتل القراء في يوم اليمامة ، فأشار عمر بن الخطاب إلى أبي بكر بجمع القرآن من القراء ، فاستدعى لذلك زيد بن ثابت فجمعه لكن غير مرتب .
3) في عهد عثمان رضي الله عنه :
لما قدم حذيفة من أرمنية ذكر ما حصل من اختلاف الناس في المصاحف بعد اتساع رقعة البلاد الإسلامية ، فأمر زيد بن ثابت لجمع المصحف ، وحرق بقية المصاحف .
ترتيب السور :
ذكر القاضي أبو بكر الطيب ان ترتيب السور هو من تلقاء زيد ، فهو من اجتهاده ، وأما السبع الطول والحواميم والمفصل كان مرتبا في زمن النبي عليه السلام وكان في السور ما لم يرتب.
ترتيب الآيات والبسملة في أوائل السور :
هو بأمر النبي صلى الله عليه وسلم فالمسألة توقيفية هنا .
تشكيل المصحف وتنقيطه
كان هذا الأمر بأمر من عبد الملك بن مروان ، وأول من قام بتنقيطه هو أبو الأسود الدؤلي.
أما وضع الأعشار :
قيل أنهم بأمر من المأمون العباسي ، وقيل إن الحجاج فعل ذلك .

===================
باب في ذكر الألفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق
في اللغات الذي في القرآن :
اختلفوا على أقوال :
1) منهم من يرى في القرآن من كل لغة ، كأبو عبيدة وغيره .
2) ومنهم من ذهب إلى أن ليس في القرآن لفظة إلا وهي عربية صريحة ، منهم الطبري .
الراجح :
أن القرآن نزل بلسان عربي وليس في القرآن لفظة غير عربية ، ولكن هناك ألفاظ أعجمية لكن جرت استخدامها في الأشعار والمحاورات حتى جرت مجرى العربي الصريح .
=============================
نبذة مما قال العلماء في إعجاز القرآن
اختلفوا في الذي وقع عليه الإعجاز من القرآن :
القول الأول : أن التحدي وقع في الكلام القديم الذي هو صفة الذات .
القول الثاني : أن التحدي وقع بما في كتاب الله من الأنباء الصادقة والغيبيات .
القول الثالث : أن التحدي وقع في نظم القرآن وفصاحته .
الراجح : هو القول الثالث ، وهو الصحيح ، ووجه إعجازه :
1) أن اللفظة بعدها لفظة والمعنى بعدها معنى فهي بترتيب ونظم في غاية الفصاحة .
2) عجز الناس عن الاتيان بمثل هذا القرآن .
3) أن كل لفظة منها أيضا معجزة فلا يمكن استبدالها بلفظة أخرى أحسن منها .
صور قيام الحجة بالقرآن على العرب :
- عجز العرب عن الاتيان بسوره مثله .
- قامت الحجة على العرب لأنهم أهل فصاحة ومظنة المعارضة ، فمنهم من أقر به وبفصاحته كالوليد بن المغيرة ، ومنهم من عاند ولكنه عجز عن المعارضة كأبي جهل.

==========================

باب في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى
من الالفاظ التي تستعمل للإيجاز :
- إسناد أفعال إلى الله تعالى لم يأت اسنادها من الشرع ، كقول : خاطب الله في هذه الآية ، وشرف الله بالذكر ، وحكى الله عن أم موسى .
وهي طريقة العلماء والمفسرين والمحدثين ، وهي طريقة العرب في مجاز كلامها .
مثال ذلك :
مثاله من كلام العرب : -قول أبي عامر يرتجز بالنبي صلى الله عليه وسلم (فاغفر فداء لك ما اقتفينا).
مثاله من قول الصحابة : -قول سعد بن معاذ: عرق الله وجهك في النار يقول هذا للرامي الذي رماه وقال: خذها وأنا ابن العرقة.
-قول أم سلمة فعزم الله لي في الحديث في موت أبي سلمة.
===========================
باب في تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية
أسماء القرآن الكريم :
من أسماءها الكتاب والفرقان والذكر .
معنى القرآن في اللغة :
فيه قولان :
القول الأول : مصدر من قولك: قرأ الرجل إذا تلا يقرأ قرآنا وقراءة.
القول الثاني : معناه التأليف قرأ الرجل إذا جمع وألف قولا ،وقد فسر قتادة قول الله تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه} [القيامة: 17] أي تأليفه .
والأرجح هو القول الأول أن القرآن مصدر من قرأ إذا تلا.
معنى الكتاب في اللغة :
مصدر من كتب إذا جمع ومنه قيل كتيبة لاجتماعها، فقال الشاعر : (واكتبها بأسيار) أي: اجمعها.
معنى الفرقان في اللغة :
مصدر لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر فرقا وفرقانا.
سبب تسميته بالذكر :
فيه أقوال :
القول الأول : سمي به لأنه ذكر به الناس آخرتهم وإلههم وما كانوا في غفلة عنه.
القول الثاني : سمي بذلك لأنه فيه ذكر الأمم الماضية والأنبياء .
القول الثالث : سمي بذلك لأنه ذكر وشرف لمحمد صلى الله عليه وسلم وقومه وسائر العلماء به.
تسمية ( سورة ) :
في تسمية السورة لغتان :
1) فقريش ومن جاورتها من قبائل العرب يقولون سورة بغير همز ، واختلفوا على معناها فمنهم من يرى معنها أنها كالبقية من الشيء والقطعة منه، ومنهم من يراها مشبهة بسورة البناء أي القطعة منه.
2)وأما تميم وغيرهم يهمزون فيقولون سؤر وسؤرة، فهي عنده كالبقية من الشيء والقطعة منه التي هي سؤر وسؤرة من أسأر إذا أبقى ومنه سؤر الشراب .
قال أبو عبيدة: إنما اختلفا في هذا فكأن سور القرآن هي قطعة بعد قطعة حتى كمل منها القرآن.

الآية :
معنى الآية في اللغة :
هي العلامة في كلام العرب ومنه قول الأسير الموصي إلى قومه باللغز: (بآية ما أكلت معكم حيسا).
سبب تسميتها آية :
1)

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 جمادى الآخرة 1439هـ/25-02-2018م, 06:38 AM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

تابع :
سبب تسميتها آية :
1)دلالة على عجز المتحدي باتيان بجملة منها .
2) وقيل لأنها جملة وجماعة كلام ،كما تقول العرب جئنا بآيتنا أي بجماعتنا .
3)وقيل لوجود علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها .
أصل وزن كلمة آية :
فاختلف أهل اللغة على وزن آية :
1) وزن آية فعلة بفتح العين أصلها أيية تحركت الياء الأولى وما قبلها مفتوح، وهذا ما ذكره سيبويه .
2) أن أصل آية آيية على وزن فاعلة حذفت الياء الأولى مخافة أن يلتزم فيها من الإدغام ما لزم في دابة، وهو قول الكسائي .
3) أن أصلها أية على وزن فعلة بسكون العين أبدلت الياء الساكنة ألفا استثقالا للتضعيف، قاله الفراء وحكاه أبو علي عن سيبويه.
4)أصلها أيية على وزن فعلة بكسر العين أبدلت الياء الأولى ألفا لثقل الكسر عليها وانفتاح ما قبلها، وهو قول بعض الكوفيين .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11 جمادى الآخرة 1439هـ/26-02-2018م, 12:25 AM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

uس: استخلص المسائل التي اشتملت عليها مقدّمة تفسير ابن عطية الأندلسي، ثم لخّص بأسلوبك ما قيل في كل مسألة.
*باب باب ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة وعن نبهاء العلماء في فضل القرآن المجيد وصورة الاعتصام به .

-كيفية سبل النجاة من الفتن
من محاسن ديننا الإسلامي أنه وجهنا إلى كيفية التعامل مع الفتن ، وأوضح لنا سبل الخلاص منها ،بالاعتصام بالله وكتابه المنير ، وكان النبي الكريم وهو المعصوم كثير سؤال ربه أن ينجيه منها بقوله (يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) ،فلذلك يجب على المسلم الهروب منها وعدم الالتفات لها ، والرجوع لأهل العلم ضماناً له منها ،وإعلاء الدعوة إلى الله وسيلة للنجاة فهي من وظائف الأنبياء ، فيجب التمسك بكتاب الله وسنة نبيه ،فلن يضل المسلم ولن يشقى بعدها ،وروي عنه عليه السلام أنه قال في آخر خطبة خطبها وهو مريض: ((أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين إنه لن تعمى أبصاركم ولن تضل قلوبكم ولن تزل أقدامكم ولن تقصر أيديكم كتاب الله سبب بينكم وبينه طرفه بيده وطرفه بأيديكم فاعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وأحلوا حلاله وحرموا حرامه ألا وعترتي وأهل بيتي هو الثقل الآخر فلا تسبعوهم فتهلكوا)).

-بيان فضل القرآن الكريم
القرآن الكريم هو معجزة الله الخالدة ،المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم ، الهادي إلى سواء السبيل ، رفعة للمسلم ، أمان الدنيا والآخرة ، من له حظ فيه فقد أوتي الدنيا ومافيها ، شفيع لصاحبه ،قال عليه السلام: ((ما من شفيع أفضل عند الله من القرآن لا نبي ولا ملك)). -بقراءته تتضاعف الحسنات ،ففي كل حرف منه حسنة ،وتتضاعف كذلك في شهر الخير بقراءته ،
فيجب علينا تعاهده بالتلاوة ، والعمل بما فيه ،قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الذي يتعاهد هذا القرآن ويشتد عليه له أجران والذي يقرأه وهو خفيف عليه مع السفرة الكرام البررة)).
تتنزل الرحمة والسكينة في البيت الذي يقرأفيه القرآن ، ويشعر أهله بالراحة والاطمئنان ، ويباهي به ملائكته ، قال قوم من الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم: ألم تر يا رسول الله ثابت بن قيس لم تزل داره البارحة يزهر فيها وحولها أمثال المصابيح فقال لهم: ((فلعله قرأ سورة البقرة)) فسئل ثابت بن قيس فقال: نعم قرأت سورة البقرة.

-صور كيفية الاعتصام به
-بقراءته تلاوة وتدبراً ، والاهتداء بهديه ، والعمل به فيكون واقعاً في سلوكنا ، وفي أفعالنا ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن)).
-بتبليغه وتعليمه الناس ، ومدارسته ، والتفكر بآياته ، وروى عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه)).
-ترديد القصص المذكورة فيه لأخذ العبرة والاتعاظ بحال من كانوا قبلنا ،قيل لمحمد بن سعيد: ما هذا الترديد للقصص في القرآن فقال ليكون لمن قرأ ما تيسر منه حظ في الاعتبار.
-ايضاح حال السلف مع القرآن
أقبل السلف على القرآن إقبالاً كبيراً ، وتعاهدوه تلاوةً وحفظاً ، وأقاموا حروفه وحدوده ،وكان له الحظ الأوفر من أوقاتهم ، فتعلموه وعلموه ، وكانت تقشعر جلودهم لسماعه ،وتدمع أعينهم ، حتى قال الله فيهم : {الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم} الآية [الزمر: 23] ،. فنالوا الخيرية بذلك ،والعقبى في الدنيا والآخرة.
-كانت بيوتهم عامرة بالقرآن تدبراً وعملاً ، يحيون ليلهم بتلاوته ، ويتهجدون به ، حتى أن خالد بن الوليد ،أمسك بالقرآن وقال أشغلنا عنك الجهاد ، وقيل لعبد الله بن مسعود: إنك لتقل الصوم فقال إنه يشغلني عن قراءة القرآن وقراءة القرآن أحب إلي منه.

-أجر قارئ القرآن ومنزلته
لقارئ القرآن منزلة كبيرة ، فأعطي بذلك ثمرات حسان منها :
-علو الدرجات في الدنيا والآخرة ،فليس بأفضل منه عند الله ، أعطي خيري الدنيا والآخرة ، قال صلى الله عليه وسلم : إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين . رواه مسلم
-جعله الله من أهله وخاصته ،وحضي بهذه الصفة وكُرم بها ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ) إن لله أهلين من الناس قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته (.
-حامله من أشراف الأمة ، يأمن الفزع الأكبر ، هادئ القلب والنفس ، يتمتع بالسكينة ،ما روى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أشراف أمتي حملة القرآن)).
-مغفور لصاحبه إذا تعاهده تلاوةً وتدبراً وعملاً ، لما ذكر أبو عمرو الداني عن علي الأثرم قال: كنت أتكلم في الكسائي وأقع فيه فرأيته في النوم وعليه ثياب بيض ووجهه كالقمر فقلت يا أبا الحسن ما فعل الله بك فقال غفر لي بالقرآن.
-قارئ القرآن يرقى لقمة المعالي في الجنة ،لحديث أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ مائة آية كتب من القانتين ومن قرأ مائتي آية لم يكتب من الغافلين ومن قرأ ثلاثمائة آية لم يحاجه القرآن)).
*باب في فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه .
-بيان أفضل علوم القرآن.
من معجزاته نزوله بلغة قريش ، وعربيته ، فمن فضلها يعرف بها أحكام الشرع ، ويلتمس بها غرائبه ،قال صلى الله عليه وسلم: ((أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه فإن الله يحب أن يعرب)).
-معرفة معاني القرآن والوقوف عليها وفهمها.
السلف الصالح كان يهمهم معرفة معنى مايشكل عليهم ،فيلتمسوها من الشعر ، ويتنوع لديهم المعنى بما لايخل فيه ،فيكون تنوع ألفاظ جميعها تصب في نفس المعنى ،مثاله معنى الحكمة ،قال أبو العالية في تفسير قوله عز وجل: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} [البقرة: 269] قال الحكمة: الفهم في القرآن وقال قتادة الحكمة: القرآن والفقه فيه وقال غيره: الحكمة تفسير القرآن.
-فضل التفسير ،ومنزلة متعلمه ومعلمه.
للتفسير منزلة عظيمة ، وهو الطريق لفهم كلام الله تعالى ، وكان الصحابة من المهتمين فيه تعلماً وتعليماً ، فأحب الخلق إلى الله أعلمهم بما أنزل ، وذكر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه جابر بن عبد الله فوصفه بالعلم فقال له رجل: جعلت فداك تصف جابرا بالعلم وأنت أنت فقال: إنه كان يعرف تفسير قول تعالى: {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} .
-حرص الصحابة على طلب التفسير واهتمامهم به.
الصحابة رضوان الله عليهم من أحرص الخلق لفهم كتاب الله ، فكانوا يقفون على كل آية ويسألوا عنها ، ويتدارسونه فيما بينهم ، وما أشكل عليهم ردوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفهموه ، فكانوا يطلبونه حتى لو قطعوا المسافات في ذلك، قال الشعبي رحل مسروق إلى البصرة في تفسير آية فقيل له: إن الذي يفسرها رحل إلى الشام فتجهز ورحل إليه حتى علم تفسيرها.
الأحاديث والمرويات في فضل التفسير وفضل طلبه.
رويت أحاديث ومرويات كثيرة على فضل التفسير. وفضل طالبه ،وكيف أن السلف الصالح كانوا من المهتمين فيه ومن ذلك ..
قال ابن عباس: الذي يقرأ ولا يفسر كالأعرابي الذي يهذ الشعر.
وقال مجاهد: أحب الخلق إلى الله أعلمهم بما أنزل.
وقال الحسن: والله ما أنزل الله آية إلا أحب أن يعلم فيمن أنزلت وما يعني بها0
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوها كثيرة)).
وقال الحسن: أهلكتهم العجمة يقرأ أحدهم الآية فيعيى بوجوهها حتى يفتري على الله فيها.
وكان ابن عباس يبدأ في مجلسه بالقرآن ثم بالتفسير ثم بالحديث.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ما من شيء إلا وعلمه في القرآن ولكن رأي الرجل يعجز عنه.

*باب ما قيل في الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتب المفسرين.
-ذكر مغيبات القرآن ،ومالا وصول إليه إلا بتوقيف من الله سبحانه
روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آيا بعدد علمه إياهن جبريل.
فمعنى هذا الحديث لاسبيل للوصول للمغيبات الا بتوقيف من الله سبحانه ، ولايدخلها الإجتهاد ، كوقت القيامة ، وعدد نفخ الصور ونحوه.
-توقف جلة من المفسرين عن تفسير القرآن بما لايعلم وتورعهم في ذلك.
كان بعض السلف يتورع عن التفسير بما لايعلم ، رغم تقدم علمهم ، فكانوا يخافون التفسير بالرأي دون اللجوء لقواعد التفسير من اللغة ، والنظر للأصول وكلام العلماء ، مخافة الخطأ والتكلم بغير علم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)).
-مراتب المفسرين من الصحابه.
-علي بن أبي طالب
-عبدالله ابن عباس ، وقال عنه علي بن أبي طالب: ابن عباس كأنما ينظر إلى الغيب من ستر رقيق.
-عبدالله بن مسعود
-أبي بن كعب.
-زيد بن ثابت.
-عبدالله بن عمرو بن العاص.
-من التابعين.
-الحسن بن أبي الحسن.
-مجاهد بن جبر, وقد قرأ على ابن عباس قراءة تفهم ووقوف عند كل آية.
-سعيد بن جبير.
-عكرمة. 
-علقمة. 
-الضحاك بن مزاحم ،لم يلق مجاهد لكن أخذ من ابن جبير. 
-السدي, وكان الشعبي يطعن فيه لأنه كان يراه مقصراً في النظر.
ثم إن محمد بن جرير الطبري رحمه الله جمع على الناس أشتات التفسير وقرب البعيد وشفى في الإسناد.
-من المتأخرين
-أبو إسحاق الزجاج
-وأبو علي الفارسي
-مكي بن أبي طالب رضي الله عنه
-وأبو العباس المهدوي

*باب معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه
الاختلاف في معنى الأحرف السبعة.
1-قيل هي الحروف السبعة هي فيما يتفق أن يقال على سبعة أوجه فما دونها كتعال وأقبل وإلي ونحوي وقصدي واقرب وجئ وكاللغات التي في أف وكالحروف التي في كتاب الله فيها قراءات كثيرة وهذا قول ضعيف.
2-وقال فريق من العلماء: إن المراد بالسبعة الأحرف معاني كتاب الله تعالى وهي أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال وهو ضعيف.
3-وقيل السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام.
و حكى القاضي أبو بكر بن الطيب ، وصاحب الدلائل عن بعض العلماء أنها سبعة .
-منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل: {هن أطهرُ} وأطهرَ.
-ومنها ما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب مثل: {ربنا باعِد} وباعَد.
-ومنها ما تبقى صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف مثل (ننشرها) و{ننشزها}.
-ومنها ما تتغير صورته ويبقى معناه كقوله: {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5] و(كالصوف المنفوش).
-ومنها ما تتغير صورته ومعناه مثل: {وطلح منضود} [الواقعة: 29] و(طلع منضود) ——ومنها بالتقديم والتأخير كقوله: {وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق: 19] و(سكرة الحق بالموت).
-ومنها بالزيادة والنقصان كقوله: (تسع وتسعون نعجة أنثى).
4-قيل في معنىاها هي الطرائق السبعة، لحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف نهي وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وائتمروا وانتهوا واعتبروا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه)).ذكره أبو بكر بن الطيب.
5-معناها السبعة أوجه ،بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يا أبي إني أقرئت القرآن على حرف أو حرفين ثم زادني الملك حتى بلغ سبعة أحرف ليس منها إلا شاف وكاف إن قلت: غفور رحيم سميع عليم أو عليم حكيم وكذلك ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)).ذكره القاضي بماروى ابيا رضي الله عنه.
6- قيل معناها السبع لغات لسبع قبائل ، رجحه أبو عبيد والقاضي أبو محمد وغيرهم.
-الحكمة من الجمع في العهد العثماني.
ما ذكر حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وذلك أنهم لما اجتمعوا في غزوة أرمينية فقرأت كل طائفة بما روي لها فاختلفوا وتنازعوا حتى قال بعضهم لبعض: أنا كافر بما تقرأ به فأشفق حذيفة مما رأى منهم فلما قدم حذيفة المدينة فيما ذكر البخاري وغيره دخل إلى عثمان بن عفان قبل أن يدخل بيته فقال: أدرك هذه الأمة قبل أن تهلك قال: فيماذا؟ قال: في كتاب الله إني حضرت هذه الغزوة وجمعت ناسا من العراق ومن الشام ومن الحجاز فوصف له ما تقدم وقال: إني أخشى عليهم أن يختلفوا في كتابهم كما اختلفت اليهود والنصارى قال عثمان رضي الله عنه: أفعل فتجرد للأمر واستناب الكفاة العلماء الفصحاء في أن يكتبوا القرآن ويجعلوا ما اختلفت القراءة فيه على أشهر الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفصح اللغات وقال لهم: "إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش".
حكم الصلاة بالقراءات السبعة ، والشاذة منها.
يجوز الصلاة بها لثبوتها بالإجماع ، والشاذ منها لايجوز الصلاة به.

*باب ذكر جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره.
-مراحل جمع القرآن.
-الجمع في عهد أبو بكر.

كان القرآن الكريم محفوظاً في الصدور في عصر النبي الكريم ، وكتبه البعض في اللخاف واللحاء والجريد ، فلما أستحر القتل بالقراء بموقعة اليمامة ،هرع عمر لأبي بكر وأمر بجمعه ، فأمر زيد بن ثابت بجمعه ، فسقطت آية من أواخر سورة التوبه ،فوجدها عند خزيمة بن ثابت هذا بالجمع الأول، وقيل في الجمع الثاني فقد زيد آية ( من المؤمنين رجال} فوجدها عند خزيمة بن ثابت ،وهو من شهد له النبي الكريم بشهادة رجلين لصدقه،وبقيت الصحف عند أبي بكر ثم عند عمر بن الخطاب بعده ثم عند حفصة بنته في خلافة عثمان وانتشرت في خلال ذلك صحف في الآفاق كتبت عن الصحابة كمصحف ابن مسعود وما كتب عن الصحابة بالشام ومصحف أبي وغير ذلك.
-الجمع في عهد عثمان بن عفان.
بإشاره من حذيفة رضي الله عنه ، بعد غزوة أرمينية بأن تدرك هذه الأمة قبل أن تختلف كاختلاف اليهود والنصارى لاختلاف القراءات ، فأمر عثمان بجمعه، وحرق ماسواه من الصحف ، وأرسله للآفاق ، وكان هذا الجمع المبارك منقذ هذه الأمة من الاختلاف
-ترتيب الآيات والبسملة توقيفي من الرسول صلى الله عليه وسلم.
-ترك البسملة في سورة التوبة توقيفي من الرسول صلى الله عليه وسلم.
-السبع الطول والحواميم والمفصل كان مرتبا في زمن النبي عليه السلام.
-شكل المصحف وتنقيطة ورد في الأثر أن عبدالملك بن مروان من أمر به .
-أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي.
-من وضع الأعشار قيل أنه المأمون العباسي أمر بذلك وقيل إن: الحجاج فعل ذلك.

*باب في ذكر الألفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق.
-الألفاظ التي لها تعلق بلغة العجم والأقوال فيها
-قال أبو عبيدة وغيره: إن في كتاب الله تعالى من كل لغة وذهب الطبري وغيره إلى أن القرآن ليس فيه لفظة إلا وهي عربية صريحة.
-اتفقوا أن الفاظ عربية صريحة ، وأن الأمثلة والحروف التي تنسب إلى سائر اللغات إنما اتفق فيها أن تواردت اللغتان ، مثال قوله ( ناشئة الليل) ، قال ابن عباس: نشأ بلغة الحبشة قام من الليل 0
-هذه الألفاظ أنها في الأصل أعجمية لكن استعملتها العرب وعربتها فهي عربية0
-لمخالطة العرب الأعاجم في رحلة الشتاء والتأثر بهم.

*نبذة مما قال العلماء في إعجاز القرآن
الاختلاف فيما أعجز به القرآن.
-القرآن كلام الله المعجز المنزل من سبع سموات ،على رسوله الكريم ، تحدى الله سبحانه العرب وهو المنزل بلسانهم أن يأتوا بمثله فلم يستطيعوا.
-التحدي كان بنظمه وصحة معانيه وفصاحة الفاظه.
-وفيه تحدي لما فيه من الأخبار الغيبية ،والأنباء الصادقة والمعجزات.
والثاني هو الصحيح وماعليه الجمهور والحذاق.
-وجه إعجاز القرآن الكريم
أن الله سبحانه قد أحاط بكل شيء علماً، وأحاط بالكلام علماً ، فإذا ترتبت اللفظة من القرآن علم بإحاطته أي لفظة تصلح أن تلي الأولى وتبين المعنى بعد المعنى.
-قيام الحجة بالقرآن على العرب
لأنه من معجزاته نزوله بلسان العرب ، فكان حجة عليهم بالإتيان بمثله، فمنهم من أقر بفصحاته كالوليد بن المغيرة ، ومنهم من كفر وحسد كأبو جهل.

*باب في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى.
-الألفاظ التي يجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى.
مثل قوله خاطب الله بهذه الآية المؤمنين.
وشرف الله بالذكر الرجل المؤمن من آل فرعون.
وحكى الله تعالى عن أم موسى أنها قالت: {قصيه}.
ووقف الله ذرية آدم على ربوبيته بقوله: {ألست بربكم}.

أمثلة الإيجاز من كلام العرب.
قول أبي عامر يرتجز بالنبي صلى الله عليه وسلم (فاغفر فداء لك ما اقتفينا).
وقول أم سلمة فعزم الله لي في الحديث في موت أبي سلمة وإبدال الله لها منه رسول الله.
ومن ذلك قولهم الله يدري كذا وكذا.

*باب في تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية.
أسماء القرآن.
القرآن وهو الكتاب وهو الفرقان وهو الذكر.
المعاني اللغوية لأسماء القرآن.
معنى القرآن: معناه التأليف إذ قرأ الرجل أي جمع و ألف قولاً.
معنى الكتاب : مصدر من جمع وكتب.
معنى الفرقان : مصدر لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر فرقا وفرقانا.
معنى الذكر : لأنه يذكر الناس بآخرتهم، وفيه ذكر وشُرف محمد صلى الله عليه وسلم ، وذكر للأمم السابقة ومافيها من القصص والعبر.
-القراءات بكلمة (سورة.
-منهم من لم يهمز كقريش كلها ومن جاورها من قبائل العرب كهذيل وسعد بن بكر وكنانة.
-ومنهم من همز كتميم وغيرها.
معنى الآية.
هي العلامة بلغة العرب.
الأقوال بسبب تسميتها آية.
-سميت آية لصدق قائلها وعجز المتحدي بها ، فلذلك صارت جملة واحدة فسميت بذلك.
-وقيل لما كانت جملة وجماعة كلام كما تقول العرب جئنا بآيتنا أي بجماعتنا.
-وقيل سميت بذلك لأنها علامة فصل لماقبلها ومابعدها.
وزن آية والأقوال فيها.
-عند سيبويه فعلة بفتح العين أصلها أيية تحركت الياء الأولى وما قبلها مفتوح فجاءت آية.
-وقال الكسائي أصل آية آيية على وزن فاعلة حذفت الياء الأولى مخافة أن يلتزم فيها من الإدغام ما لزم في دابة.
-وقال مكي في تعليل هذا الوجه سكنت الأولى وأدغمت فجاءت آية على وزن دابة ثم سهلت الياء المثقلة.
-وقيل: أصلها أية على وزن فعلة بسكون العين أبدلت الياء الساكنة ألفا استثقالا للتضعيف قاله الفراء وحكاه أبو علي عن سيبويه.
-وقال بعض الكوفيين أصلها أيية على وزن فعلة بكسر العين أبدلت الياء الأولى ألفا لثقل الكسر عليها وانفتاح ما قبلها.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 11 جمادى الآخرة 1439هـ/26-02-2018م, 09:49 AM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

س: استخلص المسائل التي اشتملت عليها مقدّمة تفسير ابن عطية الأندلسي، ثم لخّص بأسلوبك ما قيل في كل مسألة.
*المسائل:
*فضل القرآن :
إن للقرآن فضل عظيم ،بينه الله تعالى في كتابه وعلى لسان الرسول صلى الله عليه وسلم فمن فضله:
-إنه سبيل النجاة وقت الفتن ،*قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى ..))
قال أنس بن مالك في تفسير قول تعالى: {فقد استمسك بالعروة الوثقى} [البقرة: 256، لقمان: 22]. قال: هي القرآن.
-ومن فضله أنه فيه علم الأولين والآخرين*، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن)).
-ومن فضله أن من يتلوه يؤجر على كل حرف منه *،قال صلى الله عليه وسلم: ((اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف))،*
-ومنها أنه لا يمل ترديده ،قيل لجعفر بن محمد الصادق: لم صار الشعر والخطب يمل ما أعيد منها والقرآن لا يمل؟ فقال: لأن القرآن حجة على أهل الدهر الثاني كما هو حجة على أهل الدهر الأول فكل طائفة تتلقاه غضا جديدا ولأن كل امرئ في نفسه متى أعاده وفكر فيه تلقى منه في كل مرة علوما غضة وليس هذا كله في الشعر والخطب
-ومنها أنه يكون شفيعا لصاحبه ،*قال عليه السلام: ((ما من شفيع أفضل عند الله من القرآن لا نبي ولا ملك)).وروى أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من شفع له القرآن نجا ومن محل به القرآن يوم القيامة كبه الله لوجهه في النار وأحق من شفع له القرآن أهله وحملته وأولى من محل به من عدل عنه وضيعه)).
-ومنها أنه شرف لحامله،وهو أفضل ما تعلم وعلم،*روى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أشراف أمتي حملة القرآن)).
وروى عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه))
-ومنها أن القرآن أدب الله،وفضله ورحمته، وميراث رسول الله عليه الصلاة والسلام ،*قال عبد الله بن مسعود إن كل مؤدب يحب أن يؤتى أدبه وإن أدب الله القرآن.
ومر أعرابي على عبد الله بن مسعود وعنده قوم يقرؤون القرآن فقال: ما يصنع هؤلاء؟ فقال له ابن مسعود: يقتسمون ميراث محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال بعض العلماء في تفسير قول تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته} [يونس: 58] قال: الإسلام والقرآن.
-ومنها أنه سبب لنزول السكينة على تاليه ،*قال قوم من الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم: ألم تر يا رسول الله ثابت بن قيس لم تزل داره البارحة يزهر فيها وحولها أمثال المصابيح فقال لهم: ((فلعله قرأ سورة البقرة)) فسئل ثابت بن قيس فقال: نعم قرأت سورة البقرة.
-الحث على تلاوته والخشوع عن تلاوته وتدبر معانيه، قال عقبة بن عامر عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقال: ((عليكم بالقرآن)).*
وروى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أحسن الناس قراءة أو صوتا بالقرآن فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى)).
وقال عليه السلام: ((اقرؤوا القرآن قبل أن يجيء قوم يقيمونه كما يقام القدح ويضيعون معانيه يتعجلون أجره ولا يتأجلونه)).
ويروى أن أهل اليمن لما قدموا أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه سمعوا القرآن فجعلوا يبكون فقال أبو بكر: هكذا كنا ثم قست القلوب.
وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ مرة: {إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع} [الطور: 7] فأن أنة عيد منها عشرين يوما.
قال ابن عطية رحمه الله: قال الله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} [القمر: 17، 22، 23، 40].وقال تعالى: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا} [المزمل: 5] أي علم معانيه والعمل به والقيام بحقوقه ثقيل فمال الناس إلى الميسر وتركوا الثقيل وهو المطلوب منهم.

-من وصايا اصحابة رضي الله عنهم ووصايا التابعين:
قيل لعبد الله بن مسعود: إنك لتقل الصوم فقال إنه يشغلني عن قراءة القرآن وقراءة القرآن أحب إلي منه.
وقال عبد الله بن عمرو بن العاص: إن من أشراط الساعة أن يبسط القول ويخزن الفعل ويرفع الأشرار ويوضع الأخيار وأن تقرأ المثناة على رؤوس الناس لا تغير قيل: وما المثناة؟ قال: ما استكتب من غير كتاب الله قيل له فكيف بما جاء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما أخذتموه: عمن تأمنونه على نفسه ودينه فاعقلوه وعليكم بالقرآن فتعلموه وعلموه أبناءكم فإنكم عنه تسألون وبه تجزون وكفى به واعظا لمن عقل.
وقال رجل لأبي الدرداء: إن إخوانا لك من أهل الكوفة يقرئونك السلام ويأمرونك أن توصيهم فقال أقرئهم السلام ومرهم فليعطوا القرآن بخزائمهم فإنه يحملهم على القصد والسهولة ويجنبهم الجور والحزونة.
وقال رجل لعبد الله بن مسعود: أوصني فقال: إذا سمعت الله تعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه.
*وقال الحسن بن أبي الحسن البصري إنكم اتخذتم قراءة القرآن مراحل وجعلتم الليل جملا تركبونه فتقطعون به المراحل وإن من كان قبلكم رأوه رسائل إليهم من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار.

-فضل تفسير القرآن
فسر السلف الحكمة في قول الله عز وجل: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} [البقرة: 269] بفهم القرآن وبتفسيره،*قال أبو العالية الحكمة: الفهم في القرآن وقال قتادة الحكمة: القرآن والفقه فيه وقال غيره: الحكمة تفسير*القرآن.
وكان السلف يفضل الرجل على الرجل بعلمه بالتفسير ،فقد روي أن*علي بن أبي طالب رضي الله عنه ذكر جابر بن عبد الله فوصفه بالعلم فقال له رجل: جعلت فداك تصف جابرا بالعلم وأنت أنت فقال: إنه كان يعرف تفسير قول تعالى: {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} [القصص: 197].
قال مجاهد: أحب الخلق إلى الله أعلمهم بما أنزل.
كما كانوا يرتحلون من أجل معرفة تفسير آية،وقال الشعبي رحل مسروق إلى البصرة في تفسير آية فقيل له: إن الذي يفسرها رحل إلى الشام فتجهز ورحل إليه حتى علم تفسيرها،وكان ابن عباس يبدأ في مجلسه بالقرآن ثم بالتفسير ثم بالحديث.
كما يذمون من لا يعرف تفسير الآية،*قال ابن عباس: الذي يقرأ ولا يفسر كالأعرابي الذي يهذ الشعر.
وبينوا إن من تفسير القرآن ،معرفة ،أسباب نزوله ،وفيما أنزلت، قال الحسن: والله ما أنزل الله آية إلا أحب أن يعلم فيمن أنزلت وما يعني بها.
- إعراب القرآن*
اعراب القرآن مما حث عليه النبي صلى الله عليه ، وهو معين على فهمه ،ومعرفة معانية ،ومعرفة وجوهه ،فالقرآن عربي ،ولايفهم إلا بتعريبه،*روى ابن عباس أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي علم القرآن أفضل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عربيته فالتمسوها في الشعر)).
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: ((أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه فإن الله يحب أن يعرب)).
قال ابن عطية رحمه الله: إعراب القرآن أصل في الشريعة لأن بذلك تقوم معانيه التي هي الشرع.
وقال الحسن: أهلكتهم العجمة يقرأ أحدهم الآية فيعيى بوجوهها حتى يفتري على الله فيها.
-تفسير القرآن*ومراتب المفسرين
*قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وقد بين الدين كله ،ومنه بيان معاني آيات القرآن ، التي استشكل فهمها على الصحابة ،فالقرآن ، جله بين واضح ،يفهمه العامة ، ومنه ما استأثر الله به من المغيبات ،كوقت الساعة وأحوال الآخرة ،وغيرها، وما خفي عليهم فهمه بينه لهم ،*روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آيا بعدد علمه إياهن جبريل.
قال ابن عطية رحمه الله: ومعنى هذا الحديث في مغيبات القرآن وتفسير مجمله ونحو هذا مما لا سبيل إليه إلا بتوقيف من الله تعالى ومن جملة مغيباته ما لم يعلم الله به كوقت قيام الساعة ونحوه ومنها ما يستقرأ من ألفاظه كعدد النفخات في الصور وكرتبة خلق السموات والأرض.
ونهى عليه الصلاة والسلام عن تفسيره بالرأي ،
فيروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)).
قال ابن عطية رحمه الله : ومعنى هذا أن يسأل الرجل عن معنى في كتاب الله فيتسور عليه برأيه دون نظر فيما قال العلماء أو اقتضته قوانين العلوم كالنحو والأصول وليس يدخل في هذا الحديث أن يفسر اللغويون لغته والنحاة نحوه والفقهاء معانيه ويقول كل واحد باجتهاده المبني على قوانين علم ونظر فإن القائل على هذه الصفة ليس قائلا بمجرد رأيه.
-حال السلف في تفسير القرآن
تورع بعض السلف من تفسير القرآن ،مع إدراكهم لمعانية احتياطا لأنفسهم ،كسعيد*بن المسيب وعامر الشعبي وغيرهما.
و كثير من السلف يفسرونه وهم أبقوا على المسلمين في ذلك رضي الله عنهم.

-المفسرون من الصحابة رضي الله عنهم*
إمامهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه ويتلوه عبد الله بن العباس رضي الله عنهما ، أخذ التفسير من علي رضي الله عنهما،
*ويتلوه عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو بن العاص .
- المفسرون من التابعين، ومن بعدهم
أخذ التفسير عن ابن عباس ،مجاهد وسعيد بن جبير،
* ومن أئمة التفسير ،الحسن بن أبي الحسن ،*عكرمة والضحاك بن مزاحم ، أخذ عن ابن جبير.
وأما السدي رحمه الله وعلى أبي صالح فكان عامر الشعبي يطعن عليه *
*.ثم حمل تفسير كتاب الله تعالى عدول منهم عبد الرزاق والمفضل وعلي بن أبي طلحة والبخاري وغيرهم.
- جهود أهل التفسير*
جمع *محمد بن جرير الطبري رحمه الله في تفسيرة *أشتات التفسير في كتاب واحد جمع فيه بين الرواية والاسناد .أما**أبو إسحاق الزجاج وأبو علي الفارسي فقال عنهما ابن عطية :فإن كلامهما منخول
وأما أبو بكر النقاش وأبو جعفر النحاس *استدرك الناس عليهما وكذلك على مكي بن أبي طالب رضي الله عنه وأبو العباس المهدوي رحمه الله متقن التأليف وكلهم مجتهد مأجور رحمهم الله ونضر وجوههم.
-الأقوال في معنى الأحرف السبعة وتوجيه ابن عطية لهذه الأقوال
ذكر رحمه الله الأقوال في معنى قوله صلى الله عليه وسلم :( إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه) ورد على تلك الأقوال ، ورأى أن *قوله: ((على سبعة أحرف)) *قصد به النبي عليه السلام عنده عد الوجوه والطرائق المختلفة في كتاب الله مرة من جهة لغة ومرة من جهة إعراب وغير ذلك .وهذه القبائل السبع هي:قريش وكنانة وأسد و هذيل وتميم وضبة وألفافها وقيس .
وسبب اختيار هذه القبائل أنها وسط الجزيرة لم تطرقها الأمم فسلمت لغاتها من الدخيل عليها.
-جمع القرآن
كان القرآن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ،محفوظ في الصدور ومكتوب متفرق ،في اللخاف والجريد وغيره .
ثم في عهد أبي بكر رضي الله عنه لما استحر القتل بالقراء يوم اليمامة ،أشار عليه عمر رضي الله عنه بجمع القرآن ،فاختار زيد بن ثابت ليقوم بالمهمة ،فجمعه غير مرتب السور ،رضي الله عنه، فبقيت الصحف عند إبي*بكر ثم عند عمر بن الخطاب بعده ثم عند حفصة بنته .
وفي خلافة عثمان انتشرت مصاحف الصحابة في الأممصار،كمصحف ابن مسعود وأبيّ رضي الله عنهما وغيرهم ، وكان بينها اختلاف حسب الأحرف السبعة ،فلما قدم حذيفة من غزوة أرمينية ، التي اجتمع فيها ،أهل الشام وأهل العراق وأهل الحجاز ، وكلا كان يقرأ بحرف ،فتنازعوا واختلفوا حتى ان بعضهم كفر بعض ،فذكر ذلك لعثمان رضي الله عنهم وقال إني أخشى أن يختلفوا في كتابهم كما اختلف اليهود والنصارى، فانتدب عثمان لجمع المصحف ،وأمر زيد بجمعه ،وثلاثة نفر من قريش سعيد بن العاصي وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن الزبير. وجعل الصحف التي عند حفصة إماما في هذا الجمع الأخير ،وأمرهم ما اختلفوا فيه أن يكتبوه بلغة قريش ثم نسخ منها *نسخ وبعثها في الإمصار ، وأمر بأن يحرق ما سواها من المصاحف.
-ترتيب الآيات والسور
ترتيب الآيات في السورة والبسملة في الأوائل هو من النبي صلى الله عليه وسلم ، وترك في براءة لأنه لم يأمر بها .
أما ترتيب السور ، فالسبع الطوال والحواميم والمفصل كان مرتبا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، وما لم يرتب رتب وقت الكتابة باجتهاد من زيد بن ثابت ومن معه ومشاركة مع عثمان رضي الله عنهم اجمعين .
-*تشكيل المصحف وتعشيره
أما شكل المصحف ونقطه فروي أن عبد الملك بن مروان أمر به وعمله ،أمر الحجاج *عندما كان *والي العراق الحسن ويحيى بن يعمر بذلك.
وقيل أول من نقط المصحف،أبو الأسود الدؤلي قاله المبرد ،وذكر أيضا أن ابن سيرين كان له مصحف نقطه له يحيى بن يعمر.
وقيل :أن نصر بن عاصم أول من نقط المصاحف وكان يقال له: نصر الحروف. ذكره الجاحظ.
وأما وضع الأعشار فيه فذكر أن المأمون العباسي أمر بذلك وقيل إن: الحجاج فعل ذلك.
وذكر أبو عمرو الداني عن قتادة أنه قال: بدؤوا فنقطوا ثم خمسوا ثم عشروا وهذا كالإنكار.

القراءات:
تتبع القراء في الأمصار ما روي لهم من اختلافات لاسيما ما وافق خط المصحف فقرؤوا بذلك حسب اجتهادهم فترتب أمر القراء السبعة فمضت في الأمصار والأعصار ، ويجوز يصلى بها لأنها ثبتت بالإجماع.
ألف بواسط كتاب في القراءات جمع فيه ما روي من اختلاف الناس فيما وافق الخط ومشى الناس على ذلك زمانا طويلا إلى أن ألف ابن مجاهد كتابه في القراءات.
-اللغات في القرآن
اختلف الناس في هذه المسألة:
1-إن في كتاب الله من كل لغة ،قاله أبو عبيدة وغيره.
2-إن القرآن ليس فيه لفظة إلا وهي عربية ، والأمثال والحروف التي تنسب إلى سائر اللغات ،إنما تواردت بها اللغتان ،فتكلم فيها بالعربية والفارسية أو الحبشية بلفظ واحد ، قاله الطبري وغيره .
مثل تفسير ناشئة الليل ،فقد فسر ابن عباس ،نشأ بقام من الليل بلغة الحبشة .
وأكد ابن عطية على القول الأول وعلل سبب وجود تلك الألفاظ أنها بسبب مخالطة العرب العاربة لسائر الألسنة في تجاراتها وأسفارها،فعلقت بعض الألفاظ الأعجمية ،فغيرت بعضها بالنقص من حروفها أو تخفيف ثقل عجمتها ،واستعملتها في اشعارها ،حتى جرت مجرى العربي الصريح، ووقع بها البيان ،
واستبعد قول الطبري ،وقال : إنما أحدهما أصل والأخرى فرع .
-إعجاز القرآن
اختلف الناس في اعجاز القرآن بماهو ؟
-قيل : التحدي وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات.
-وقيل: وقع التحدي بما في القرآن من أمور الغيب والأنبياء الصادقة.
وهذان القولان يرى العجز فيهما المؤمن.
-قول الجمهور وهو الذي رجحه ابن عطية ان الإعجاز وقع ،بنظمه ،ورصف مبانية،وصحة معانيه،وفصاحة ألفاظه.
لذلك عجز البشر أن يأتوا بمثله ،في الفصاحة ، والبلاغة ، فقد اختار العرب على فصاحتهم ،قتال محمد صلى الله عليه وسلم ،على أن يأتوا بمثله.

- الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى
قد يحتاج المتكلم في التفسير إلى إيجاز العبارة كأن يقول: خاطب الله بهذه الآية المؤمنين،حكى الله عن أم موسى أنها قالت ( قصيه)،ونحو هذا بأن يسند أفعال لله لم ترد شرعاً،وقد استعمل هذه الطريقة المفسرون والمحدثون والفقهاء ،واستعملها أبو المعالي في الإرشاد، والأصوليون لا يجيزون ذلك .
والصحيح :إن هذا إذا كان على تقرير أنها صفة لله ثابته ،إما إذا استعمل في سياق الكلام ،وكان المراد حكاية الآية أو اللفظ ،فذاك استعمال شائع في لغة العرب،*فمن ذلك قول أبي عامر يرتجز بالنبي صلى الله عليه وسلم (فاغفر فداء لك ما اقتفينا).
وقول أم سلمة فعزم الله لي في الحديث في موت أبي سلمة وإبدال الله لها منه رسول الله.
-أسماء القرآن وتفسيرها
-القرآن : مصدر قرأ يقرأ قرآنا وقراءة وحكى أبو زيد الأنصاري وقرءا
وقال قتادة: القرآن معناه التأليف ، وبهذا فسر قتادة قول الله تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه} [القيامة: 17] أي تأليفه .
-*الكتاب فهو مصدر من كتب إذا جمع ومنه قيل كتيبة لاجتماعها .
- الفرقان :مصدر لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر فرقا وفرقانا
- الذكر فسمي به لأنه ذكر به الناس آخرتهم ، وما كانوا في غفلة عنه .
وقيل: *لأنه فيه ذكر الأمم الماضية والأنبياء
وقيل: لأنه ذكر وشرف لمحمد صلى الله عليه وسلم وقومه .
-معنى سورة
من العرب من يقولون سورة بغير همز ،وهم
*قريشا كلها ومن جاورها من قبائل العرب .
ومنهم من يهمزون فيقولون سؤر،وسؤرة ،وهم*تميم كلها وغيرهم أيضا ،
فأما من همز فمعناها :بقية من الشيء والقطعة منه التي هي سؤر وسؤرة من أسأر إذا أبقى .
وأما من لا يهمز فمنهم من يراها من المعنى السابق إلا أنها سهلت همزتها ومنهم من يراها مشبهة بسورة البناء أي القطعة منه لأن كل بناء فإنما يبنى قطعة بعد قطعة وكل قطعة منها سورة.
ويقال أيضا للرتبة الرفيعة من المجد والملك سورة ومنه قول النابغة الذبياني للنعمان بن المنذر: [الطويل]
ألم تر أن الله أعطاك سورة = ترى كل ملك دونها يتذبذب
-معنى الآية
*الآية : هي العلامة في كلام العرب.*
سبب تسميتها بآية
قيل : لأن الجملة التامة من القرآن دليل وعلامة على*
*صدق الآتي بها وعلى عجز المتحدى بها سميت آية *وقيل : لما كانت جملة وجماعة كلام كما تقول العرب جئنا بآيتنا أي بجماعتنا.
وقيل : لأنها علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها .

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنه لا إله إلا أنت *استغفرك وأتوب إليك

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12 جمادى الآخرة 1439هـ/27-02-2018م, 02:10 AM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

ملخص المسائل التي اشتملت عليها مقدّمة تفسير ابن عطية الأندلسي

فضل صحبة القرآن
ذكر ابن عطية رحمه الله عدة أحاديث في فضل القرآن وفضل الاعتصام به وخاصة في زمن الفتن.

- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء ولايشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء من علم علمه سبق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم)).
- قال أنس بن مالك في تفسير قول تعالى: {فقد استمسك بالعروة الوثقى}. قال: هي القرآن.

- قال صلى الله عليه وسلم: ((اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف).
- وقال عليه السلام: ((أفضل عبادة أمتي القرآن))
- وقال عبد الله بن عمرو بن العاصي من قرأ القرآن فقد أدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه.
- وحدث أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ مائة آية كتب من القانتين ومن قرأ مائتي آية لم يكتب من الغافلين ومن قرأ ثلاثمائة آية لم يحاجه القرآن)).
- وروى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أشراف أمتي حملة القرآن)).

- وروى أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من شفعله القرآن نجا ومن محل به القرآن يوم القيامة كبه الله لوجهه في النار وأحق من شفع له القرآن أهله وحملته وأولى من محل به من عدل عنه وضيعه)).
وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الذي يتعاهد هذا القرآن ويشتد عليه له أجران والذي يقرأه وهو خفيف عليه مع السفرة الكرام البررة))


وجوب العمل بالقرآن

قال ابن عطية في معنى قوله تعالى{إناسنلقي عليك قولا ثقيلا} أي علم معانيه والعمل به والقيام بحقوقه ثقيل فمال الناس إلى الميسر وتركوا الثقيل وهو المطلوب منهم.
واستشهد بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ((اقرؤوا القرآن قبل أن يجيء قوم يقيمونه كما يقام القدح ويضيعون معانيه يتعجلون أجره ولا يتأجلونه
)

وقول ابن مسعود رضي الله عنه يقول أنزل عليهم القرآن ليعملوا به فاتخذوا درسه عملا إن أحدهم ليتلو القرآن من فاتحته إلى خاتمته ما يسقط منه حرفا وقد أسقط العمل به.
و
قول الحسن البصري إنكم اتخذتم قراءة القرآن مراحل وجعلتم الليل جملا تركبونه فتقطعون به المراحل وإن من كان قبلكم رأوه رسائل إليهم من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار.


حال السلف مع القرآن
ذكر ابن عطية في ذلك عدة روايات ومنها:
- أن أهل اليمن لما قدموا أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه سمعوا القرآن فجعلوا يبكون فقال أبو بكر: هكذا كنا ثم قست القلوب
.
-
أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ مرة: {إن عذاب ربك لواقع ما له مندافع} فأن أنة عيد منها عشرين يوما
- قيل ليوسف بن أسباط: بأي شيء تدعو إذا ختمت القرآن قال: أستغفر الله من تلاوتي لأني إذا ختمته وتذكرت ما فيه من الأعمال خشيت المقت فأعدل إلى الاستغفار والتسبيح.

- قيل لعبد الله بن مسعود: إنك لتقل الصوم فقال إنه يشغلني عن قراءة القرآن وقراءة القرآن أحب إلي منه.
- وقال قوم من الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم: ألم تر يا رسول الله ثابت بن قيس لم تزل داره البارحة يزهر فيها وحولها أمثال المصابيح فقال لهم: ((فلعله قرأ سورة البقرة)) فسئل ثابت بن قيس فقال: نعم قرأت سورة البقرة. وفي هذا المعنى حديث صحيح عن أسيد بن حضير في تنزل الملائكة في الظلة لصوته بقراءة سورة البقرة.

فضل تعلم القرآن وتعليمه


ذكر ابن عطية رحمه الله عدة أحاديث في فضل تعلم القرآن وتعليمه
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن وهذا القول موقوف عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
-روى عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه))
- مر أعرابي على عبد الله بن مسعود وعنده قوم يقرؤون القرآن فقال: ما يصنع هؤلاء؟ فقال له ابن مسعود: يقتسمون ميراث محمد صلى الله عليه وسلم.
- قال عبد الله بن عمرو بن العاص: إن من أشراط الساعة أن يبسط القول ويخزن الفعل ويرفع الأشرار ويوضع الأخيار وأن تقرأ المثناة على رؤوس الناس لا تغير قيل: وماالمثناة؟ قال: ما استكتب من غير كتاب الله قيل له فكيف بما جاء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما أخذتموه: عمن تأمنونه على نفسه ودينه فاعقلوه وعليكم بالقرآن فتعلموه وعلموه أبناءكم فإنكم عنه تسألون وبه تجزون وكفى به واعظا لمن عقل.
وقال رجل لأبي الدرداء: إن إخوانا لك من أهل الكوفة يقرئونك السلام ويأمرونك أن توصيهم فقال أقرئهم السلام ومرهم فليعطوا القرآن بخزائمهم فإنه يحملهم على القصد والسهولة ويجنبهم الجور والحزونة.

روى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أحسن الناس قراءة أو صوتا بالقرآن فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى)).

فضل علم التفسير

قال أبو العالية في تفسير قوله عز وجل: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا}قال الحكمة: الفهم في القرآن وقال قتادة الحكمة: القرآن والفقه فيه وقال غيره: الحكمة تفسير القرآن.
قال إياس بن معاوية مثل الذين يقرؤون القرآن وهم لا يعلمون تفسيره كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلا وليس عندهم مصباح فتداخلتهم روعة لا يدرون ما في الكتاب ومثل الذي يعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرؤوا ما في الكتاب.

قال مجاهد: أحب الخلق إلى الله أعلمهم بما أنزل.
وقال الحسن: والله ما أنزل الله آية إلا أحب أن يعلم فيمن أنزلت وما يعني بها.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوها كثيرة)).
وكان ابن عباس يبدأ في مجلسه بالقرآن ثم بالتفسير ثم بالحديث.

أهمية تعلم لغة العرب في فهم القرآن

قال ابن عطية: " إعراب القرآن أصل في الشريعة لأنه بذلك تقوم معانيه التي هي الشرع ."
وذكر عدة أحاديث للدلالة على ذلك ومنها:
روى ابن عباس أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي علم القرآن أفضل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عربيته فالتمسوها في الشعر)).
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: ((أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه فإن الله يحب أن يعرب)).

قال ابن عباس: الذي يقرأ ولا يفسر كالأعرابي الذي يهذ الشعر.

الحذر من القول في القرآن بغير علم
والفرق بينه وبين الاجتهاد المعتبر.


استشهد ابن عطية رحمه الله على خطر القول في القرآن بغير علم بفعل الرسول صلى الله عليه وسلم وذكر حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آي بعدد علمه إياهن جبريل".
وقال ابن عطية في بيان معنى هذا الحديث: " أن هذا في مغيبات القرآن وتفسير مجمله ونحو هذا مما لا سبيل إليه إلا بتوقيف من الله تعالى ومن جملة مغيباته ما لم يعلم الله به كوقت قيام الساعة ونحوه ومنها ما يستقرأ من ألفاظه كعدد النفخات في الصور وكرتبة خلق السموات والأرض.


وأيضًا حديث الرسول الله صلى الله عليه وسلم ((من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)).

وفرق بين القول بغير علم وبين الاجتهاد المعتبر في التفسير بقوله " ومعنى هذا أن يسأل الرجل عن معنىفي كتاب الله فيتسور عليه برأيه دون نظر فيما قال العلماء أو اقتضته قوانين العلوم كالنحو والأصول وليس يدخل في هذا الحديث أن يفسر اللغويون لغته والنحاة نحوه والفقهاء معانيه ويقول كل واحد باجتهاده المبني على قوانين علم ونظر فإن القائل على هذه الصفة ليس قائلا بمجرد رأيه.
وقد عمل بهذا السلف فكانوا يعظمون التفسير ويتوقفون في ما لا علم لهم به مع عدم كتمان ما علموه رضي الله عنهم أجمعين.

مراتب المفسرين من الصحابة

وذكر علي بن أبي طالب في المقدمة ثم ابن عباس رضي الله عنه ، وذكر أن ابن عباس أخذ التفسير عن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما وأن علي بن أبي طالب كان يثني على تفسير ابن عباس ويحث على الأخذ عنه.
وكذلك عبد الله بن مسعود قال: نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس.
ثم ذكر عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو بن العاص.


مراتب المفسرين من التابعين

ثم ذكر من التابعين:
الحسن بن أبي الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وعلقمة.
وأثنى على مجاهد فذكر قراءته على ابن عباس وأنها " قراءة تفهم ووقوف عند كل آية "
ويتلوهم عكرمة والضحاك بن مزاحم.
وقال "وأما السدي رحمه الله فكان عامر الشعبييطعن عليه وعلى أبي صالح لأنه كان يراهما مقصرين في النظر".

المؤلفات في التفسير

- تفسير عبد الرزاق والمفضل وعلي بنأبي طلحة والبخاري وغيرهم.
ثم تفسير محمد بن جرير الطبري رحمه الله جمع على الناس أشتات التفسير وقرب البعيد وشفى في الإسناد.
ومن المبرزين في المتأخرين أبو إسحاق الزجاج وأبو علي الفارسي فإن كلامهما منخول.

- وأما أبو بكر النقاش وأبو جعفرالنحاس فكثيرا ما استدرك الناس عليهما وعلى سننهما مكي بن أبي طالب رضي الله عنه وأبو العباس المهدوي رحمه الله متقن التأليف وكلهم مجتهد مأجور رحمهم الله ونضر وجوههم.

المراد بالأحرف السبعة:

ذكر ابن عطية رحمه الله عدة أقوال في معنى نزول القرآن على سبعة أحرف كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه))

القول الأول: هي فيما يتفق أن يقال على سبعة أوجه فما دونها كتعال وأقبل وإلي ونحوي وقصدي واقرب وجئ وكاللغات التي في أف وكالحروف التي في كتاب الله فيها قراءات كثيرة . قال ابن عطية "وهذا قول ضعيف."

القول الثاني: هي في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام. قاله ابن شهاب في كتاب مسلم. قال ابن عطية:"وهذا كلام محتمل".

القول الثالث: هي معاني كتاب الله تعالى من أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال.
قال ابن عطية "وهذا أيضا ضعيف لأن هذه لا تسمى أحرفا
وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحريم حلال ولا في تحليل حرام ولا فيتغيير شيء من المعاني المذكور".


القول الرابع : هي أوجه اختلاف للقراءة. حكاه صاحب الدلائل عن بعض العلماء وقد حكى نحوه القاضي أبو بكر بن الطيب فقال: تدبرت وجوه الاختلاف في القراءة فوجدتها سبعة منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل: {هن أطهرُ} وأطهرَ.
ومنها ما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب مثل: {ربنا باعِد} وباعَد.
ومنها ما تبقى صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف مثل (ننشرها) و{ننشزها}.
ومنها ما تتغير صورته ويبقى معناه كقوله: {كالعهن المنفوش}و(كالصوف المنفوش) ومنها ما تتغير صورته ومعناه مثل: {وطلح منضود} و(طلع منضود) ومنها بالتقديموالتأخير كقوله: {وجاءت سكرة الموت بالحق }و(سكرة الحق بالموت).
ومنها بالزيادة والنقصان كقوله: (تسع وتسعون نعجة أنثى).
واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا القرآن منسبعة أبواب على سبعة أحرف نهي وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وائتمروا وانتهوا واعتبروا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه)).
قال ابن عطية: فهذا تفسير منه صلىالله عليه وسلم للأحرف السبعة ولكن ليست هذه التي أجاز لهم القراءة بها على اختلافها وإنما الحرف في هذه بمعنى الجهة والطريقة ومنه قول تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف}أي على وجه وطريقة هي ريب وشك فكذلك معنى هذا الحديث على سبع طرائق من تحليل وتحريم وغير ذلك.


قول ابن عطية في المراد بالأحرف السبعة

إن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)) أي فيه عبارات سبع قبائل بلغة جملتها نزل القرآن فيعبر عن المعنى فيه مرة بعبارة قريش ومرة بعبارة هذيل ومرة بغير ذلك بحسب الأفصح والأوجز في اللفظة ألا ترى أن (فطر) معناها عند غير قريش ابتدأ خلق الشيء وعمله فجاءت في القرآن فلم تتجه لابن عباس حتى اختصم إليه أعرابيان في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها قال ابن عباس: ففهمت حينئذ موقع قول تعالى: {فاطر السماوات والأرض}
وقال أيضا ما كنت أدري معنى قوله: {ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق}. حتى سمعت بنت ذي يزن تقول لزوجها: تعال أفاتحك أي: أحاكمك.
وكذلك قال عمر بن الخطاب وكان لا يفهم معنى قول تعالى: {أو يأخذهم على تخوف} فوقف به فتى فقال: إن أبي يتخوفني حقي فقال عمر: الله أكبر {أو يأخذهم على تخوف} أي: على تنقصلهم.


فأباح الله تعالى لنبيه هذه الحروف السبعة وعارضه بها جبريل في عرضاته على الوجه الذي فيه الإعجاز وجودة الوصف ولم تقع الإباحة في قوله عليه السلام: ((فاقرؤوا ما تيسر منه)) بأن يكون كل واحد من الصحابة إذا أراد أن يبدل اللفظة من بعض هذه اللغات جعلها من تلقاء نفسه.
ولو كان هذا لذهب إعجاز القرآن وكان معرض اأن يبدل هذا وهذا حتى يكون غير الذي نزل من عند الله وإنما وقعت الإباحة في الحروف السبعة للنبي عليه السلام ليوسع بها على أمته فقرأ مرة لأبي بما عارضه به جبريل صلوات الله عليهما ومرة لابن مسعود بما عارضه به أيضا.
وفي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)


وعلى هذا يحمل قول أنس بن مالك حين قرأ (إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأصوب قيلا) فقيل له: إنما تقرأ: {وأقوم} فقال أنس: أصوب وأقوم وأهيأ واحد.
فإنما معنى هذا أنها مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم وإلا فلو كان هذا لأحد من الناس أن يضعه لبطل معنى قول الله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}


مراحل جمع القرآن

المرحلة الأولى:

جمعه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فكان محفوظًا في صدور الرجال وفي الصحف والجريد واللخاف ولكنه كان مفرقا.

المرحلة الثانية:

جمعه في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه وذلك لما استحر القتل بالقراء في يوم اليمامة فأشار عمر بن الخطاب على أبي بكر بجمعه خوفًا من ضياع القرآن بموت الحفظة له فاستجاب له أبو بكر وأمر زيد بن ثابت رضي الله عنه فجمعه في مصحف واحد ولكنه كان غير مرتب.

المرحلة الثالثة:

جمعه في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه لما وقع الخلاف بين أهل الشام والعراق في غزوة أرمينية فقرأت كل طائفة منهم بما لديها من قراءة بالأحرف السبعة فاختلفوا وتنازعوا وكفر بعضهم بعضا فشاهد ذلك حذيفة بن اليمان رضي الله عنه فبلغ الخبر أمير المؤمنين عثمان بن عفان وأشار عليه بجمع القرآن على لغة واحدة فكتبوه بلغة قريش وأمر عثمان بحرق كل المصاحف سدا للزريعة وحفظًا للقرآن.


ترتيب السور

قالالقاضي أبو بكر بن الطيب وترتيب السور اليوم هو من تلقاء زيد ومن كان معهمع مشاركة من عثمان رضي الله عنه في ذلك وقد ذكر ذلك مكي رحمه الله فيتفسير سورة براءة وذكر أن ترتيب الآيات في السور ووضع البسملة في الأوائلهو من النبي صلى الله عليه وسلم ولما لم يأمر بذلك في أول براءة تركت بلابسملة هذا أحد ما قيل في براءة وذلك مستقصى في موضعه موفى إن شاء اللهتعالى.
وظاهر الآثار أن السبع الطول والحواميموالمفصل كان مرتبا في زمن النبي عليه السلام وكان في السور ما لم يرتب فذلكهو الذي رتب وقت الكتب.





مصحف ابن مسعود

فأماابن مسعود فأبى أن يزال مصحفه فترك ولكن أبى العلماء قراءته سدا للذريعةولأنه روي أنه كتب فيه أشياء على جهة التفسير فظنها قوم من التلاوة فتخلطالأمر فيه ولم يسقط فيما ترك معنى من معاني القرآن لأن المعنى جزء منالشريعة وإنما تركت ألفاظ معانيها موجودة في الذي أثبت.



نشأة القراءات السبعة
ذكر
ابن عطية أن الأمصار تتبعوا ما رويلهم من اختلافات فيما وافق خط المصحف فقرؤوا بذلك حسب اجتهاداتهمفترتب على ذلك أمر القراء السبعة وغيرهم رحمهم الله ومضت الأعصار والأمصار علىقراءة السبعة وبها يصلى لأنها ثبتت بالإجماع.
وقال: وأما شاذ القراءات فلا يصلى به وذلك لأنهلم يجمع الناس عليه أما أن المروي منه عن الصحابة رضي الله عنهم وعن علماءالتابعين لا يعتقد فيه إلا أنهم رووه.



شكل المصحف
كان المصحف غير مشكول ولا منقوط وروي أن عبد الملك بن مروان أمر به وعمله فتجرد لذلك الحجاج بواسط وجد فيه وزاد تحزيبه وأمر الحسنويحيى بن يعمر بذلك.


أسندالزبيدي في كتاب الطبقات إلى المبرد أن أول من نقط المصحف أبو الأسودالدؤلي وذكر أيضا أن ابن سيرين كان له مصحف نقطه له يحيى بن يعمر.
وذكر أبو الفرج أن زياد بن أبي سفيان أمر أبا الأسود بنقط المصاحف.
وذكر الجاحظ في كتاب الأمصار أن نصر بن عاصم أول من نقط المصاحف وكان يقال له: نصر الحروف.
وأما وضع الأعشار فيه فمر بي في بعض التواريخ أن المأمون العباسي أمر بذلك وقيل إن: الحجاج فعل ذلك.
وذكر أبو عمرو الداني عن قتادة أنه قال: بدؤوا فنقطوا ثم خمسوا ثم عشروا وهذا كالإنكار.




الخلاف في كون القرآن اشتمل على لغات أخرى

اختلف العلماء في ذلك على عدة أقوال:

الأول: إن في كتاب الله تعالى من كل لغة. قاله أبو عبيدة وغيره

الثاني: أن القرآن ليس فيه لفظة إلا وهي عربية صريحة وأن الأمثلة والحروف التي تنسب إلى سائر اللغات إنما اتفق فيها أن تواردت اللغتان فتكلمت بها العرب والفرس أو الحبشة بلفظ واحد وذلك مثل قول تعالى: {إن ناشئة الليل} قال ابن عباس: نشأ بلغة الحبشة قام من الليل ومنه قول تعالى: {يؤتكم كفلين من رحمته} قال أبو موسى الأشعري كفلان ضعفان من الأجر بلسان الحبشة وكذلك قال ابن عباس في القسورة إنها الأسد بلغة الحبشة إلى غير هذا من الأمثلة.قاله الطبري وغيره.

وضعف ابن عطية قول الطبري وقال ببعده.




القول الراجح عند ابن عطية:

أن العقيدة هي أن القرآن نزل بلسان عربي مبين فليس فيه لفظة تخرجعن كلام العرب فلا تفهمها إلا من لسان آخر فأما هذه الألفاظ وما جرىمجراها فإنه قد كان للعرب العاربة التي نزل القرآن بلسانها بعض مخالطةلسائر الألسنة بتجارات وبرحلتي قريش وغير ذلك فأخذت العرب بعض الألفاظ الأعجمية وغيرت بعضها وخففت ثقل العجمة بها واستعملتها في أشعارها ومحاوراتها حتىجرت مجرى العربي الصريح ووقع بها البيان وعلى هذا الحد نزل بها القرآن فإنجهلها عربي ما فكجهله الصريح بما في لغة غيره كما لم يعرف ابن عباس معنىفاطر إلى غير ذلك فحقيقة العبارة عن هذه الألفاظ أنها في الأصل أعجمية لكناستعملتها العرب وعربتها فهي عربية بهذا الوجه.



وجه الإعجاز الحاصل بالقرآن



ذكر ابن عطية أن البعض اختلف في وجه هذا الإعجاز على أقوال:

الأول: أن التحدي وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات وإن العرب كلفت في ذلك ما لا يطاق وفيه وقع عجزها.

الثاني : أن التحدي وقع بما في كتاب الله تعالى من الأنباء الصادقة والغيوب المسرودة.
وعلق ابن عطية على هذا أن تلك الأقوال فيمن صدق بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم وبما جاء به القرآن وأما من كان قائمًا على كفره فلن يكون هذا عنده إعجازا.


والقول الراجح عنده أن الإعجاز وقع في الإتيان بمثل هذا القرآن في فصاحته ونظمه وقال " وهذا هو القول الذي عليه الجمهور والحذاق وهو الصحيح في نفسه أن التحدي إنما وقع بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه، ووجه إعجازه أن الله تعالى قد أحاط بكلشيء علما وأحاط بالكلام كله علما فإذا ترتبت اللفظة من القرآن علم بإحاطتهأي لفظة تصلح أن تلي الأولى وتبين المعنى بعد المعنى ثم كذلك من أول القرآنإلى آخره والبشر معهم الجهل والنسيان والذهول ومعلوم ضرورة أن بشرا لم يكنقط محيطا".



الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى

أشار ابن عطية في تلك المسألة إلى أن من أفعال بعض المفسرين رغبة في الإيجاز إسناد أفعال إلى ذات الله جل وعلا كقولهم " خاطبالله بهذه الآية المؤمنين، وشرف الله بالذكر الرجل المؤمن من آل فرعون وحكىالله تعالى عن أم موسى أنها قالت: {قصيه}"

وقال أن ذلك لم يأت إسناده بتوقيف من الشرع وهو استعمالعربي شائع وعليه مشى الناس وأنه يتحفظ قدر امكانه عن استعماله.



أسماء القرآن ومعانيها

"القرآن "

وذكر في معناه قولان:

1: أنه مصدر من قرأ أي تلا ومنه قرأ يقرأ قرآنا وقراءة.

2: أن القرآن معناه التأليف قرأ الرجل إذا جمع وألف قولا وبهذا فسر قتادةقول الله تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه} أي تأليفه.

وقد رجح ابن عطية القول الأول واستشهد بقول حسان بن ثابت يرثي عثمان بن عفان رضي الله عنه: ضحوا بأشمط عنوان السجود به = يقطع الليل تسبيحا وقرآنا



"الكتاب"

وهو مصدر من كتب إذا جمع ومنه قيل كتيبة لاجتماعها ومنه قول الشاعر: (واكتبها بأسيار) أي: اجمعها.



"الفرقان"

وهو مصدر لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر فرقا وفرقانا.


"الذكر "


وذكر فيه ثلاث معاني:

1: ذكر به الناسآخرتهم وإلههم وما كانوا في غفلة عنه فهو ذكر لهم

2: فيهذكر الأمم الماضية والأنبياء.

3: فيه ذكر وشرف لمحمد صلى اللهعليه وسلم وقومه وسائر العلماء به.



أصل كلمة " السورة" ومعناها

ذكر ابن عطية أن سورة بغير همز هي لغة قريش كلها ومن جاورها من قبائل العرب.

وأما تميم وغيرها يهمزون فيقولون " سؤر وسؤرة ".



- والمعنى عند من يهمز كالبقية من الشيءوالقطعة منه التي هي سؤر وسؤرة من أسأر إذا أبقى ومنه سؤر الشراب ومنه قولالأعشى وهو ميمون بن قيس:

فبانت وقد أسأرت في الفؤاد = صدعا على نأيها مستطيرا

أي: أبقت فيه.


وأما من لا يهمز فهي على معان ثلاثة:


1: البقية من الشىء كمعناها بالهمز.

2: القطعة من البناء، لأن كل بناء فإنما يبنى قطعة بعد قطعة وكل قطعة منها سورة وجمعسورة القرآن سور بفتح الواو وجمع سورة البناء سور بسكونها.
قال أبو عبيدة: إنما اختلفا في هذا فكأن سور القرآن هي قطعة بعد قطعة حتى كمل منها القرآن.
3: الرتبة الرفيعة من المجد والملك، ومنه قول النابغة الذبياني للنعمان بن المنذر


ألم تر أن الله أعطاك سورة = ترى كل ملك دونها يتذبذب

فكأن الرتبة انبنت حتى كملت.





أصل كلمة " الآية " ومعناها

هي العلامة في كلام العرب ومنه قول الأسير الموصي إلى قومه باللغز: (بآية ما أكلت معكم حيسا).
وقيل في سبب تسميتها:


1: أنه لما كانت الجملة التامة من القرآن علامةعلى صدق الآتي بها وعلى عجز المتحدى بها سميت آية.

2: |أنه لما كانت جملة وجماعة كلام كما تقول العرب جئنا بآيتنا أي بجماعتنا.

3: وقيل لما كانت علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها سميت آية.





وفي أصلها أقوال:

1: أصلها أيية على وزن فعلة بفتح العين. عند سيبويه.
2: أصلها آيية على وزن فاعلة حذفت الياء الأولى مخافة أن يلتزم فيها من الإدغام ما لزم في دابة. عند الكسائي، وقال مكي في تعليل هذا الوجه سكنت الأولىوأدغمت فجاءت آية على وزن دابة ثم سهلت الياء المثقلة.


3: أصلها أية علىوزن فعلة بسكون العين أبدلت الياء الساكنة ألفا استثقالا للتضعيف. قالهالفراء وحكاه أبو علي عن سيبويه في ترجمة {وكأين من نبي}.
4: أصلها أيية على وزن فعلة بكسر العين أبدلت الياء الأولى ألفا لثقل الكسر عليها وانفتاح ما قبلها. قاله بعض الكوفيين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12 جمادى الآخرة 1439هـ/27-02-2018م, 02:43 AM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

ملخص المسائل التي اشتملت عليها مقدّمة تفسير ابن عطية الأندلسي

فضل صحبة القرآن
ذكر ابن عطية رحمه الله عدة أحاديث في فضل القرآن وفضل الاعتصام به وخاصة في زمن الفتن.

- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء ولايشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء من علم علمه سبق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم)).
- قال أنس بن مالك في تفسير قول تعالى: {فقد استمسك بالعروة الوثقى}. قال: هي القرآن.

- قال صلى الله عليه وسلم: ((اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف).
- وقال عليه السلام: ((أفضل عبادة أمتي القرآن))
- وقال عبد الله بن عمرو بن العاصي من قرأ القرآن فقد أدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه.
- وحدث أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ مائة آية كتب من القانتين ومن قرأ مائتي آية لم يكتب من الغافلين ومن قرأ ثلاثمائة آية لم يحاجه القرآن)).
- وروى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أشراف أمتي حملة القرآن)).

- وروى أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من شفعله القرآن نجا ومن محل به القرآن يوم القيامة كبه الله لوجهه في النار وأحق من شفع له القرآن أهله وحملته وأولى من محل به من عدل عنه وضيعه)).
وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الذي يتعاهد هذا القرآن ويشتد عليه له أجران والذي يقرأه وهو خفيف عليه مع السفرة الكرام البررة))


وجوب العمل بالقرآن

قال ابن عطية في معنى قوله تعالى{إناسنلقي عليك قولا ثقيلا} أي علم معانيه والعمل به والقيام بحقوقه ثقيل فمال الناس إلى الميسر وتركوا الثقيل وهو المطلوب منهم.
واستشهد بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ((اقرؤوا القرآن قبل أن يجيء قوم يقيمونه كما يقام القدح ويضيعون معانيه يتعجلون أجره ولا يتأجلونه
)

وقول ابن مسعود رضي الله عنه يقول أنزل عليهم القرآن ليعملوا به فاتخذوا درسه عملا إن أحدهم ليتلو القرآن من فاتحته إلى خاتمته ما يسقط منه حرفا وقد أسقط العمل به.
و
قول الحسن البصري إنكم اتخذتم قراءة القرآن مراحل وجعلتم الليل جملا تركبونه فتقطعون به المراحل وإن من كان قبلكم رأوه رسائل إليهم من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار.


حال السلف مع القرآن
ذكر ابن عطية في ذلك عدة روايات ومنها:
- أن أهل اليمن لما قدموا أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه سمعوا القرآن فجعلوا يبكون فقال أبو بكر: هكذا كنا ثم قست القلوب
.
-
أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ مرة: {إن عذاب ربك لواقع ما له مندافع} فأن أنة عيد منها عشرين يوما
- قيل ليوسف بن أسباط: بأي شيء تدعو إذا ختمت القرآن قال: أستغفر الله من تلاوتي لأني إذا ختمته وتذكرت ما فيه من الأعمال خشيت المقت فأعدل إلى الاستغفار والتسبيح.

- قيل لعبد الله بن مسعود: إنك لتقل الصوم فقال إنه يشغلني عن قراءة القرآن وقراءة القرآن أحب إلي منه.
- وقال قوم من الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم: ألم تر يا رسول الله ثابت بن قيس لم تزل داره البارحة يزهر فيها وحولها أمثال المصابيح فقال لهم: ((فلعله قرأ سورة البقرة)) فسئل ثابت بن قيس فقال: نعم قرأت سورة البقرة. وفي هذا المعنى حديث صحيح عن أسيد بن حضير في تنزل الملائكة في الظلة لصوته بقراءة سورة البقرة.

فضل تعلم القرآن وتعليمه


ذكر ابن عطية رحمه الله عدة أحاديث في فضل تعلم القرآن وتعليمه
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن وهذا القول موقوف عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
-روى عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه))
- مر أعرابي على عبد الله بن مسعود وعنده قوم يقرؤون القرآن فقال: ما يصنع هؤلاء؟ فقال له ابن مسعود: يقتسمون ميراث محمد صلى الله عليه وسلم.
- قال عبد الله بن عمرو بن العاص: إن من أشراط الساعة أن يبسط القول ويخزن الفعل ويرفع الأشرار ويوضع الأخيار وأن تقرأ المثناة على رؤوس الناس لا تغير قيل: وماالمثناة؟ قال: ما استكتب من غير كتاب الله قيل له فكيف بما جاء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما أخذتموه: عمن تأمنونه على نفسه ودينه فاعقلوه وعليكم بالقرآن فتعلموه وعلموه أبناءكم فإنكم عنه تسألون وبه تجزون وكفى به واعظا لمن عقل.
وقال رجل لأبي الدرداء: إن إخوانا لك من أهل الكوفة يقرئونك السلام ويأمرونك أن توصيهم فقال أقرئهم السلام ومرهم فليعطوا القرآن بخزائمهم فإنه يحملهم على القصد والسهولة ويجنبهم الجور والحزونة.

روى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أحسن الناس قراءة أو صوتا بالقرآن فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى)).

فضل علم التفسير

قال أبو العالية في تفسير قوله عز وجل: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا}قال الحكمة: الفهم في القرآن وقال قتادة الحكمة: القرآن والفقه فيه وقال غيره: الحكمة تفسير القرآن.
قال إياس بن معاوية مثل الذين يقرؤون القرآن وهم لا يعلمون تفسيره كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلا وليس عندهم مصباح فتداخلتهم روعة لا يدرون ما في الكتاب ومثل الذي يعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرؤوا ما في الكتاب.

قال مجاهد: أحب الخلق إلى الله أعلمهم بما أنزل.
وقال الحسن: والله ما أنزل الله آية إلا أحب أن يعلم فيمن أنزلت وما يعني بها.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوها كثيرة)).
وكان ابن عباس يبدأ في مجلسه بالقرآن ثم بالتفسير ثم بالحديث.

أهمية تعلم لغة العرب في فهم القرآن

قال ابن عطية: " إعراب القرآن أصل في الشريعة لأنه بذلك تقوم معانيه التي هي الشرع ."
وذكر عدة أحاديث للدلالة على ذلك ومنها:
روى ابن عباس أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي علم القرآن أفضل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عربيته فالتمسوها في الشعر)).
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: ((أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه فإن الله يحب أن يعرب)).

قال ابن عباس: الذي يقرأ ولا يفسر كالأعرابي الذي يهذ الشعر.

الحذر من القول في القرآن بغير علم
والفرق بينه وبين الاجتهاد المعتبر.


استشهد ابن عطية رحمه الله على خطر القول في القرآن بغير علم بفعل الرسول صلى الله عليه وسلم وذكر حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آي بعدد علمه إياهن جبريل".
وقال ابن عطية في بيان معنى هذا الحديث: " أن هذا في مغيبات القرآن وتفسير مجمله ونحو هذا مما لا سبيل إليه إلا بتوقيف من الله تعالى ومن جملة مغيباته ما لم يعلم الله به كوقت قيام الساعة ونحوه ومنها ما يستقرأ من ألفاظه كعدد النفخات في الصور وكرتبة خلق السموات والأرض.


وأيضًا حديث الرسول الله صلى الله عليه وسلم ((من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)).

وفرق بين القول بغير علم وبين الاجتهاد المعتبر في التفسير بقوله " ومعنى هذا أن يسأل الرجل عن معنىفي كتاب الله فيتسور عليه برأيه دون نظر فيما قال العلماء أو اقتضته قوانين العلوم كالنحو والأصول وليس يدخل في هذا الحديث أن يفسر اللغويون لغته والنحاة نحوه والفقهاء معانيه ويقول كل واحد باجتهاده المبني على قوانين علم ونظر فإن القائل على هذه الصفة ليس قائلا بمجرد رأيه.
وقد عمل بهذا السلف فكانوا يعظمون التفسير ويتوقفون في ما لا علم لهم به مع عدم كتمان ما علموه رضي الله عنهم أجمعين.

مراتب المفسرين من الصحابة

وذكر علي بن أبي طالب في المقدمة ثم ابن عباس رضي الله عنه ، وذكر أن ابن عباس أخذ التفسير عن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما وأن علي بن أبي طالب كان يثني على تفسير ابن عباس ويحث على الأخذ عنه.
وكذلك عبد الله بن مسعود قال: نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس.
ثم ذكر عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو بن العاص.


مراتب المفسرين من التابعين

ثم ذكر من التابعين:
الحسن بن أبي الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وعلقمة.
وأثنى على مجاهد فذكر قراءته على ابن عباس وأنها " قراءة تفهم ووقوف عند كل آية "
ويتلوهم عكرمة والضحاك بن مزاحم.
وقال "وأما السدي رحمه الله فكان عامر الشعبييطعن عليه وعلى أبي صالح لأنه كان يراهما مقصرين في النظر".

المؤلفات في التفسير

- تفسير عبد الرزاق والمفضل وعلي بنأبي طلحة والبخاري وغيرهم.
ثم تفسير محمد بن جرير الطبري رحمه الله جمع على الناس أشتات التفسير وقرب البعيد وشفى في الإسناد.
ومن المبرزين في المتأخرين أبو إسحاق الزجاج وأبو علي الفارسي فإن كلامهما منخول.

- وأما أبو بكر النقاش وأبو جعفرالنحاس فكثيرا ما استدرك الناس عليهما وعلى سننهما مكي بن أبي طالب رضي الله عنه وأبو العباس المهدوي رحمه الله متقن التأليف وكلهم مجتهد مأجور رحمهم الله ونضر وجوههم.

المراد بالأحرف السبعة:

ذكر ابن عطية رحمه الله عدة أقوال في معنى نزول القرآن على سبعة أحرف كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه))

القول الأول: هي فيما يتفق أن يقال على سبعة أوجه فما دونها كتعال وأقبل وإلي ونحوي وقصدي واقرب وجئ وكاللغات التي في أف وكالحروف التي في كتاب الله فيها قراءات كثيرة . قال ابن عطية "وهذا قول ضعيف."

القول الثاني: هي في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام. قاله ابن شهاب في كتاب مسلم. قال ابن عطية:"وهذا كلام محتمل".

القول الثالث: هي معاني كتاب الله تعالى من أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال.
قال ابن عطية "وهذا أيضا ضعيف لأن هذه لا تسمى أحرفا
وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحريم حلال ولا في تحليل حرام ولا فيتغيير شيء من المعاني المذكور".


القول الرابع : هي أوجه اختلاف للقراءة. حكاه صاحب الدلائل عن بعض العلماء وقد حكى نحوه القاضي أبو بكر بن الطيب فقال: تدبرت وجوه الاختلاف في القراءة فوجدتها سبعة منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل: {هن أطهرُ} وأطهرَ.
ومنها ما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب مثل: {ربنا باعِد} وباعَد.
ومنها ما تبقى صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف مثل (ننشرها) و{ننشزها}.
ومنها ما تتغير صورته ويبقى معناه كقوله: {كالعهن المنفوش}و(كالصوف المنفوش) ومنها ما تتغير صورته ومعناه مثل: {وطلح منضود} و(طلع منضود) ومنها بالتقديموالتأخير كقوله: {وجاءت سكرة الموت بالحق }و(سكرة الحق بالموت).
ومنها بالزيادة والنقصان كقوله: (تسع وتسعون نعجة أنثى).
واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا القرآن منسبعة أبواب على سبعة أحرف نهي وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وائتمروا وانتهوا واعتبروا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه)).
قال ابن عطية: فهذا تفسير منه صلىالله عليه وسلم للأحرف السبعة ولكن ليست هذه التي أجاز لهم القراءة بها على اختلافها وإنما الحرف في هذه بمعنى الجهة والطريقة ومنه قول تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف}أي على وجه وطريقة هي ريب وشك فكذلك معنى هذا الحديث على سبع طرائق من تحليل وتحريم وغير ذلك.


قول ابن عطية في المراد بالأحرف السبعة

إن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)) أي فيه عبارات سبع قبائل بلغة جملتها نزل القرآن فيعبر عن المعنى فيه مرة بعبارة قريش ومرة بعبارة هذيل ومرة بغير ذلك بحسب الأفصح والأوجز في اللفظة ألا ترى أن (فطر) معناها عند غير قريش ابتدأ خلق الشيء وعمله فجاءت في القرآن فلم تتجه لابن عباس حتى اختصم إليه أعرابيان في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها قال ابن عباس: ففهمت حينئذ موقع قول تعالى: {فاطر السماوات والأرض}
وقال أيضا ما كنت أدري معنى قوله: {ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق}. حتى سمعت بنت ذي يزن تقول لزوجها: تعال أفاتحك أي: أحاكمك.
وكذلك قال عمر بن الخطاب وكان لا يفهم معنى قول تعالى: {أو يأخذهم على تخوف} فوقف به فتى فقال: إن أبي يتخوفني حقي فقال عمر: الله أكبر {أو يأخذهم على تخوف} أي: على تنقصلهم.


فأباح الله تعالى لنبيه هذه الحروف السبعة وعارضه بها جبريل في عرضاته على الوجه الذي فيه الإعجاز وجودة الوصف ولم تقع الإباحة في قوله عليه السلام: ((فاقرؤوا ما تيسر منه)) بأن يكون كل واحد من الصحابة إذا أراد أن يبدل اللفظة من بعض هذه اللغات جعلها من تلقاء نفسه.
ولو كان هذا لذهب إعجاز القرآن وكان معرض اأن يبدل هذا وهذا حتى يكون غير الذي نزل من عند الله وإنما وقعت الإباحة في الحروف السبعة للنبي عليه السلام ليوسع بها على أمته فقرأ مرة لأبي بما عارضه به جبريل صلوات الله عليهما ومرة لابن مسعود بما عارضه به أيضا.
وفي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)


وعلى هذا يحمل قول أنس بن مالك حين قرأ (إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأصوب قيلا) فقيل له: إنما تقرأ: {وأقوم} فقال أنس: أصوب وأقوم وأهيأ واحد.
فإنما معنى هذا أنها مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم وإلا فلو كان هذا لأحد من الناس أن يضعه لبطل معنى قول الله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}


مراحل جمع القرآن

المرحلة الأولى:
جمعه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فكان محفوظًا في صدور الرجال وفي الصحف والجريد واللخاف ولكنه كان مفرقا.

المرحلة الثانية:
جمعه في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه وذلك لما استحر القتل بالقراء في يوم اليمامة فأشار عمر بن الخطاب على أبي بكر بجمعه خوفًا من ضياع القرآن بموت الحفظة له فاستجاب له أبو بكر وأمر زيد بن ثابت رضي الله عنه فجمعه في مصحف واحد ولكنه كان غير مرتب.

المرحلة الثالثة:
جمعه في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه لما وقع الخلاف بين أهل الشام والعراق في غزوة أرمينية فقرأت كل طائفة منهم بما لديها من قراءة بالأحرف السبعة فاختلفوا وتنازعوا وكفر بعضهم بعضا فشاهد ذلك حذيفة بن اليمان رضي الله عنه فبلغ الخبر أمير المؤمنين عثمان بن عفان وأشار عليه بجمع القرآن على لغة واحدة فكتبوه بلغة قريش وأمر عثمان بحرق كل المصاحف سدا للزريعة وحفظًا للقرآن.

ترتيب السور

قال القاضي أبو بكر بن الطيب وترتيب السور اليوم هو من تلقاء زيد ومن كان معه مع مشاركة من عثمان رضي الله عنه في ذلك وقد ذكر ذلك مكي رحمه الله في تفسير سورة براءة وذكر أن ترتيب الآيات في السور ووضع البسملة في الأوائل هو من النبي صلى الله عليه وسلم ولما لم يأمر بذلك في أول براءة تركت بلابسملة هذا أحد ما قيل في براءة.
قال ابن عطية : وظاهر الآثار أن السبع الطول والحواميم والمفصل كان مرتبا في زمن النبي عليه السلام وكان في السور ما لم يرتب فذلك هو الذي رتب وقت الكتب.


مصحف ابن مسعود

قال ابن عطية " فأما ابن مسعود فأبى أن يزال مصحفه فترك ولكن أبى العلماء قراءته سدا للذريعة ولأنه روي أنه كتب فيه أشياء على جهة التفسير فظنها قوم من التلاوة فتخلط الأمر فيه ولم يسقط فيما ترك معنى من معاني القرآن لأن المعنى جزء من الشريعة وإنما تركت ألفاظ معانيها موجودة في الذي أثبت".

نشأة القراءات السبعة
ذكر
ابن عطية أن الأمصار تتبعوا ما روي لهم من اختلافات فيما وافق خط المصحف فقرؤوا بذلك حسب اجتهاداتهم فترتب على ذلك أمر القراء السبعة وغيرهم رحمهم الله ومضت الأعصار والأمصار على قراءة السبعة وبها يصلى لأنها ثبتت بالإجماع.
وقال: وأما شاذ القراءات فلا يصلى به وذلك لأنه لم يجمع الناس عليه أما أن المروي منه عن الصحابة رضي الله عنهم وعن علماء التابعين لا يعتقد فيه إلا أنهم رووه.


شكل المصحف
كان المصحف غير مشكول ولا منقوط وروي أن عبد الملك بن مروان أمر به وعمله فتجرد لذلك الحجاج بواسط وجد فيه وزاد تحزيبه وأمر الحسن ويحيى بن يعمر بذلك.

أسند الزبيدي في كتاب الطبقات إلى المبرد أن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي وذكر أيضا أن ابن سيرين كان له مصحف نقطه له يحيى بن يعمر.
وذكر أبو الفرج أن زياد بن أبي سفيان أمر أبا الأسود بنقط المصاحف.
وذكر الجاحظ في كتاب الأمصار أن نصر بن عاصم أول من نقط المصاحف وكان يقال له: نصر الحروف.
وأما وضع الأعشار فيه فمر بي في بعض التواريخ أن المأمون العباسي أمر بذلك وقيل إن: الحجاج فعل ذلك.
وذكر أبو عمرو الداني عن قتادة أنه قال: بدؤوا فنقطوا ثم خمسوا ثم عشروا وهذا كالإنكار.


الخلاف في كون القرآن اشتمل على لغات أخرى


اختلف العلماء في ذلك على عدة أقوال:
الأول:
إن في كتاب الله تعالى من كل لغة. قاله أبو عبيدة وغيره.

الثاني:
أن القرآن ليس فيه لفظة إلا وهي عربية صريحة وأن الأمثلة والحروف التي تنسب إلى سائر اللغات إنما اتفق فيها أن تواردت اللغتان فتكلمت بها العرب والفرس أو الحبشة بلفظ واحد وذلك مثل قول تعالى: {إن ناشئة الليل} قال ابن عباس: نشأ بلغة الحبشة قام من الليل ومنه قول تعالى: {يؤتكم كفلين من رحمته} قال أبو موسى الأشعري كفلان ضعفان من الأجر بلسان الحبشة وكذلك قال ابن عباس في القسورة إنها الأسد بلغة الحبشة إلى غير هذا من الأمثلة.قاله الطبري وغيره.

وضعف ابن عطية قول الطبري وقال ببعده.

القول الراجح عند ابن عطية:
أن العقيدة هي أن القرآن نزل بلسان عربي مبين فليس فيه لفظة تخرجعن كلام العرب فلا تفهمها إلا من لسان آخر فأما هذه الألفاظ وما جرى مجراها فإنه قد كان للعرب العاربة التي نزل القرآن بلسانها بعض مخالطة لسائر الألسنة بتجارات وبرحلتي قريش وغير ذلك فأخذت العرب بعض الألفاظ الأعجمية وغيرت بعضها وخففت ثقل العجمة بها واستعملتها في أشعارها ومحاوراتها حتى جرت مجرى العربي الصريح ووقع بها البيان وعلى هذا الحد نزل بها القرآن فإن جهلها عربي ما فكجهله الصريح بما في لغة غيره كما لم يعرف ابن عباس معنى فاطر إلى غير ذلك فحقيقة العبارة عن هذه الألفاظ أنها في الأصل أعجمية لكن استعملتها العرب وعربتها فهي عربية بهذا الوجه.

وجه الإعجاز الحاصل بالقرآن

ذكر ابن عطية أن البعض اختلف في وجه هذا الإعجاز على أقوال:
الأول:
أن التحدي وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات وإن العرب كلفت في ذلك ما لا يطاق وفيه وقع عجزها.

الثاني :
أن التحدي وقع بما في كتاب الله تعالى من الأنباء الصادقة والغيوب المسرودة.
وعلق ابن عطية على هذا أن تلك الأقوال فيمن صدق بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم وبما جاء به القرآن وأما من كان قائمًا على كفره فلن يكون هذا عنده إعجازا.


والقول الراجح عنده أن الإعجاز وقع في الإتيان بمثل هذا القرآن في فصاحته ونظمه وقال " وهذا هو القول الذي عليه الجمهور والحذاق وهو الصحيح في نفسه أن التحدي إنما وقع بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه، ووجه إعجازه أن الله تعالى قد أحاط بكل شيء علما وأحاط بالكلام كله علما فإذا ترتبت اللفظة من القرآن علم بإحاطته أي لفظة تصلح أن تلي الأولى وتبين المعنى بعد المعنى ثم كذلك من أول القرآن إلى آخره والبشر معهم الجهل والنسيان والذهول ومعلوم ضرورة أن بشرا لم يكن قط محيطا".

الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى

أشار ابن عطية في تلك المسألة إلى أن من أفعال بعض المفسرين رغبة في الإيجاز إسناد أفعال إلى ذات الله جل وعلا كقولهم " خاطب الله بهذه الآية المؤمنين، وشرف الله بالذكر الرجل المؤمن من آل فرعون وحكى الله تعالى عن أم موسى أنها قالت: {قصيه}"
وقال أن ذلك لم يأت إسناده بتوقيف من الشرع وهو استعمال عربي شائع وعليه مشى الناس وأنه يتحفظ قدر امكانه عن استعماله.

أسماء القرآن ومعانيها


"القرآن "
وذكر في معناه قولان:

1: أنه مصدر من قرأ أي تلا ومنه قرأ يقرأ قرآنا وقراءة.
2: أن القرآن معناه التأليف قرأ الرجل إذا جمع وألف قولا وبهذا فسر قتادة قول الله تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه} أي تأليفه.
وقد رجح ابن عطية القول الأول واستشهد بقول حسان بن ثابت يرثي عثمان بن عفان رضي الله عنه: ضحوا بأشمط عنوان السجود به = يقطع الليل تسبيحا وقرآنا

"الكتاب"
وهو مصدر من كتب إذا جمع ومنه قيل كتيبة لاجتماعها ومنه قول الشاعر: (واكتبها بأسيار) أي: اجمعها.

"الفرقان"

وهو مصدر لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر فرقا وفرقانا.

"الذكر "
وذكر فيه ثلاث معاني:
1: ذكر به الناس آخرتهم وإلههم وما كانوا في غفلة عنه فهو ذكر لهم.
2: فيه ذكر الأمم الماضية والأنبياء.
3: فيه ذكر وشرف لمحمد صلى الله عليه وسلم وقومه وسائر العلماء به.

أصل كلمة " السورة" ومعناها

ذكر ابن عطية أن سورة بغير همز هي لغة قريش كلها ومن جاورها من قبائل العرب.
وأما تميم وغيرها يهمزون فيقولون " سؤر وسؤرة ".
- والمعنى عند من يهمز كالبقية من الشيءوالقطعة منه التي هي سؤر وسؤرة من أسأر إذا أبقى ومنه سؤر الشراب ومنه قول الأعشى وهو ميمون بن قيس:
فبانت وقد أسأرت في الفؤاد = صدعا على نأيها مستطيرا
أي: أبقت فيه.

- وأما من لا يهمز فهي على معان ثلاثة:
1: البقية من الشىء كمعناها بالهمز.
2: القطعة من البناء، لأن كل بناء فإنما يبنى قطعة بعد قطعة وكل قطعة منها سورة وجمع سورة القرآن سور بفتح الواو وجمع سورة البناء سور بسكونها.
قال أبو عبيدة: إنما اختلفا في هذا فكأن سور القرآن هي قطعة بعد قطعة حتى كمل منها القرآن.
3: الرتبة الرفيعة من المجد والملك، ومنه قول النابغة الذبياني للنعمان بن المنذر

ألم تر أن الله أعطاك سورة = ترى كل ملك دونها يتذبذب
فكأن الرتبة انبنت حتى كملت.

أصل كلمة " الآية " ومعناها
هي العلامة في كلام العرب ومنه قول الأسير الموصي إلى قومه باللغز: (بآية ما أكلت معكم حيسا).
وقيل في سبب تسميتها:

1: أنه لما كانت الجملة التامة من القرآن علامة على صدق الآتي بها وعلى عجز المتحدى بها سميت آية.
2: أنه لما كانت جملة وجماعة كلام كما تقول العرب جئنا بآيتنا أي بجماعتنا.
3: وقيل لما كانت علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها سميت آية.

وفي أصلها أقوال:
1: أصلها أيية على وزن فعلة بفتح العين. عند سيبويه.
2: أصلها آيية على وزن فاعلة حذفت الياء الأولى مخافة أن يلتزم فيها من الإدغام ما لزم في دابة. عند الكسائي، وقال مكي في تعليل هذا الوجه سكنت الأولى وأدغمت فجاءت آية على وزن دابة ثم سهلت الياء المثقلة.

3: أصلها أية علىوزن فعلة بسكون العين أبدلت الياء الساكنة ألفا استثقالا للتضعيف. قاله الفراء وحكاه أبو علي عن سيبويه في ترجمة {وكأين من نبي}.
4: أصلها أيية على وزن فعلة بكسر العين أبدلت الياء الأولى ألفا لثقل الكسر عليها وانفتاح ما قبلها. قاله بعض الكوفيين



تم بفضل الله وأعتذر عن التقصير.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 12 جمادى الآخرة 1439هـ/27-02-2018م, 12:52 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي


عناصر المقدمة:

تعريف المؤلف نفسه وبيان منهجه في الكتاب :
-الثناء على الله تعالى وكتابه العزيز
-سبب اختيار المؤلف لعلم التفسير
علمه بأن شرف العلم على قدر شرف المعلوم وأن أمتن العلوم وأجلها ومنبع العلوم الأخرى كلها ومصدرها كتاب الله تعالى فمنه تستمد العلوم والفهوم {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد}
ولرجائه أن يكون هذا العلم العظيم سببا في حجبه عن النار ففرغ نفسه وجهده وعمره لتفهم معانيه واستخراج كنوزه ولآليه
-بيان المسلك الذي سلكه في كتابه
قصد أن يكون كنابه جامعا وجيزا محررا :
لايذكر من القصص إلا مالاتفسر الآية إلا به
-نسبة الأقوال إلى قائليها من السلف الصالح دون غيرهم من أهل القول بالرموز واللغز وعلم الباطن
-سرد التفسير بحسب رتبة ألفاظ الآية من حكم أو نحو أو لغة أو معنى أو قراءة
-قصد إيرد جميع القراءات مستعملها وشاذها
-وقصد تتبع الألفاظ حتى لايقع طفر كما في كثير من كتب التفسير
-تبيين المعانى وماتحتمله الألفاظ بحسب العلم والجهد


الآثار الواردة في بيان فضل القرآن المجيد وأهله وكيفية الاعتصام به

-الأحاديث النبوية في فضل القرآن
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء من علم علمه سبق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم)).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن)).
وقال صلى الله عليه وسلم: ((اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف)).
وروي عنه عليه السلام أنه قال في آخر خطبة خطبها وهو مريض: ((أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين إنه لن تعمى أبصاركم ولن تضل قلوبكم ولن تزل أقدامكم ولن تقصر أيديكم كتاب الله سبب بينكم وبينه طرفه بيده وطرفه بأيديكم فاعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وأحلوا حلاله وحرموا حرامه ألا وعترتي وأهل بيتي هو الثقل الآخر فلا تسبعوهم فتهلكوا)).
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ القرآن فرأى أن أحدا أوتي أفضل مما أوتي فقد استصغر ما عظم الله)) وقال عليه السلام: ((ما من شفيع أفضل عند الله من القرآن لا نبي ولا ملك)).
وقال عليه السلام: ((أفضل عبادة أمتي القرآن)
وحدث أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ مائة آية كتب من القانتين ومن قرأ مائتي آية لم يكتب من الغافلين ومن قرأ ثلاثمائة آية لم يحاجه القرآن)).
وروى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أشراف أمتي حملة القرآن)
وروى أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من شفع له القرآن نجا ومن محل به القرآن يوم القيامة كبه الله لوجهه في النار وأحق من شفع له القرآن أهله وحملته وأولى من محل به من عدل عنه وضيعه)).
وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الذي يتعاهد هذا القرآن ويشتد عليه له أجران والذي يقرأه وهو خفيف عليه مع السفرة الكرام البررة)).
وقال ابن مسعود: مل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ملة فقالوا: يا رسول الله حدثنا فأنزل الله تعالى: {الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم} الآية [الزمر: 23] ثم ملوا ملة أخرى فقالوا قص علينا يا رسول الله فأنزل الله تعالى: {نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن} [يوسف: 3].
وروى عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه)).
وقال قوم من الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم: ألم تر يا رسول الله ثابت بن قيس لم تزل داره البارحة يزهر فيها وحولها أمثال المصابيح فقال لهم: ((فلعله قرأ سورة البقرة)) فسئل ثابت بن قيس فقال: نعم قرأت سورة البقرة.
وفي هذا المعنى حديث صحيح عن أسيد بن حضير في تنزل الملائكة في الظلة لصوته بقراءة سورة البقرة

-الآثار المروية عن الصحابة والتابعين في ذلك
قال أنس بن مالك في تفسير قول تعالى: {فقد استمسك بالعروة الوثقى} [البقرة: 256، لقمان: 22]. قال: هي القرآن
. وقال عبد الله بن عمرو بن العاصي من قرأ القرآن فقد أدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه
وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} [فاطر: 32].
فقال سابقكم سابق ومقتصدكم ناج وظالمكم مغفور له وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا إن أصفر البيوت بيت صفر من كتاب الله)
وقال ابن مسعود: مل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ملة فقالوا: يا رسول الله حدثنا فأنزل الله تعالى: {الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم} الآية [الزمر: 23] ثم ملوا ملة أخرى فقالوا قص علينا يا رسول الله فأنزل الله تعالى: {نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن}
وقال عبد الله بن مسعود إن كل مؤدب يحب أن يؤتى أدبه وإن أدب الله القرآن.
ومر أعرابي على عبد الله بن مسعود وعنده قوم يقرؤون القرآن فقال: ما يصنع هؤلاء؟ فقال له ابن مسعود: يقتسمون ميراث محمد صلى الله عليه وسلم.
ومرت امرأة على عيسى ابن مريم عليه السلام فقال طوبى لبطن حملك ولثديين رضعت منهما فقال عيسى: طوبى لمن قرأ كتاب الله واتبع ما فيه.
وقال محمد بن كعب القرظي في قول تعالى: {ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان} [آل عمران: 193] قال: هو القرآن ليس كلهم رأى النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعض العلماء في تفسير قول تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته} [يونس: 58] قال: الإسلام والقرآن.
وقيل لعبد الله بن مسعود: إنك لتقل الصوم فقال إنه يشغلني عن قراءة القرآن وقراءة القرآن أحب إلي منه.
وذكر أبو عمرو الداني عن علي الأثرم قال: كنت أتكلم في الكسائي وأقع فيه فرأيته في النوم وعليه ثياب بيض ووجهه كالقمر فقلت يا أبا الحسن ما فعل الله بك فقال غفر لي بالقرآن.
وقال رجل لأبي الدرداء: إن إخوانا لك من أهل الكوفة يقرئونك السلام ويأمرونك أن توصيهم فقال أقرئهم السلام ومرهم فليعطوا القرآن بخزائمهم فإنه يحملهم على القصد والسهولة ويجنبهم الجور والحزونة.
وقال رجل لعبد الله بن مسعود: أوصني فقال: إذا سمعت الله تعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه.
وقيل لجعفر بن محمد الصادق: لم صار الشعر والخطب يمل ما أعيد منها والقرآن لا يمل؟ فقال: لأن القرآن حجة على أهل الدهر الثاني كما هو حجة على أهل الدهر الأول فكل طائفة تتلقاه غضا جديدا ولأن كل امرئ في نفسه متى أعاده وفكر فيه تلقى منه في كل مرة علوما غضة وليس هذا كله في الشعر والخطب
وقيل لمحمد بن سعيد: ما هذا الترديد للقصص في القرآن فقال ليكون لمن قرأ ما تيسر منه حظ في الاعتبار
-التحذير من ترك العمل به
وروى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أحسن الناس قراءة أو صوتا بالقرآن فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى)).
وقال عليه السلام: ((اقرؤوا القرآن قبل أن يجيء قوم يقيمونه كما يقام القدح ويضيعون معانيه يتعجلون أجره ولا يتأجلونه)).
ويروى أن أهل اليمن لما قدموا أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه سمعوا القرآن فجعلوا يبكون فقال أبو بكر: هكذا كنا ثم قست القلوب.
وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ مرة: {إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع} [الطور: 7] فأن أنة عيد منها عشرين يوما وقال الحسن بن أبي الحسن البصري إنكم اتخذتم قراءة القرآن مراحل وجعلتم الليل جملا تركبونه فتقطعون به المراحل وإن من كان قبلكم رأوه رسائل إليهم من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار.
وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول أنزل عليهم القرآن ليعملوا به فاتخذوا درسه عملا إن أحدهم ليتلو القرآن من فاتحته إلى خاتمته ما يسقط منه حرفا وقد أسقط العمل به.
قال القاضي عبد الحق رضي الله عنه قال الله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} [القمر: 17، 22، 23، 40].
وقال تعالى: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا} [المزمل: 5] أي علم معانيه والعمل به والقيام بحقوقه ثقيل فمال الناس إلى الميسر وتركوا الثقيل وهو المطلوب منهم.
وقيل ليوسف بن أسباط: بأي شيء تدعو إذا ختمت القرآن قال: أستغفر الله من تلاوتي لأني إذا ختمته وتذكرت ما فيه من الأعمال خشيت المقت فأعدل إلى الاستغفار والتسبيح.
وقرأ رجل القرآن على بعض العلماء قال فلما ختمته أردت الرجوع من أوله فقال لي: اتخذت القراءة علي عملا اذهب فاقرأه على الله تعالى في ليلك وانظر ماذا يفهمك منه فاعمل به.
فضل علم التفسير وما يتعلق به من اللغة والإعراب ودقيق المعانى:
:الآثار الواردة في فضل علم التفسير
قال أبو العالية في تفسير قوله عز وجل: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} [البقرة: 269] قال الحكمة: الفهم في القرآن وقال قتادة الحكمة: القرآن والفقه فيه وقال غيره: الحكمة تفسير القرآن.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوها كثيرة))
كان ابن عباس يبدأ في مجلسه بالقرآن ثم بالتفسير ثم بالحديث.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ما من شيء إلا وعلمه في القرآن ولكن رأي الرجل يعجز عنه
وذكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه جابر بن عبد الله فوصفه بالعلم فقال له رجل: جعلت فداك تصف جابرا بالعلم وأنت أنت فقال: إنه كان يعرف تفسير قول تعالى: {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} [القصص: 197].
وقال الشعبي رحل مسروق إلى البصرة في تفسير آية فقيل له: إن الذي يفسرها رحل إلى الشام فتجهز ورحل إليه حتى علم تفسيرها.
وقال إياس بن معاوية مثل الذين يقرؤون القرآن وهم لا يعلمون تفسيره كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلا وليس عندهم مصباح فتداخلتهم روعة لا يدرون ما في الكتاب ومثل الذي يعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرؤوا ما في الكتاب.
وقال ابن عباس: الذي يقرأ ولا يفسر كالأعرابي الذي يهذ الشعر.
وقال مجاهد: أحب الخلق إلى الله أعلمهم بما أنزل.
وقال الحسن: والله ما أنزل الله آية إلا أحب أن يعلم فيمن أنزلت وما يعني بها0
.

-عربية القرآن وإعرابه:
وقال الحسن: أهلكتهم العجمة يقرأ أحدهم الآية فيعيى بوجوهها حتى يفتري على الله فيها.
روى ابن عباس أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي علم القرآن أفضل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عربيته فالتمسوها في الشعر)).
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: ((أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه فإن الله يحب أن يعرب)).
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه إعراب القرآن أصل في الشريعة لأن بذلك تقوم معانيه التي هي الشرع.

فضل الفقه في كتاب الله والترهيب من التكلم فيه بالرأي المجرد:

-معنى حديث عائشة
روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آيا بعدد علمه إياهن جبريل
ومعناه أنه لاسبيل لمعرفة معانى ما ذكر في القرآن من المغيبات وتفسير المجمل أو تخصيص العام ونحو ذلك إلا بتوقيف من الله تعالى
ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)).
-معنى التكلم في القرآن بالرأي:
أن يسأل الرجل عن معنى في كتاب الله تعالى فيتكلم من رأيه دون الرجوع إلى ما قال العلماء وما تقتضيه علوم اللغة والإجتهاد المبنى على قوانين ونظر
صور من تعظيم السلف وتورعهم عن التكلم في القرآن مع علمهم به:
كسعيد بن المسيب وعامر الشعبي وغيرهما يعظمون تفسير القرآن ويتوقفون عنه تورعا واحتياطا لأنفسهم مع إدراكهم وتقدمهم
-مراتب الصحابة في التفسير
صدرهم في ذلك علي بن أبي طالب
ويليه في الرتبة عبد الله بن عباس ومن تلامذته مجاهد وبن جبير وغيرهما وجل ما أخذه عن علي رضى الله عنهم جميعا
ويتلوه عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو
ومن التابعين:
الحسن بن أبي الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وعلقمة
ويتلوهم عكرمة والضحاك بن مزاحم وقد أخذ عن سعيد بن جبير
وأما السدى وأبي صالح فقد كان الشعبي يطعن عليهما لتقصيرهما في النظر
ثم حمل تفسير كتاب الله عدول كعبد الرزاق والبخاري وغيرهم
وقد جمع الطبري أشتات التفسير بالإسناد
ومن المتأخرين :الزجاج وأبو علي الفارسي وغيرهما
معنى قول النبي {أنزل القرآن على سبعة أحرف:
-أقوال العلماء في المراد بالأحرف السبعة:
قد اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة اختلافا شديدا على أقوال شتى نذكر منها:
-أن المراد بالأحرف :أوجه المعانى المتفقة بألفاظ مختلفة كتعال وأقبل وإلي ونحوي وقصدي وكاللغات في أف وكالحروف التى في كتاب الله فيها قراءات كثيرة ، وهوضعيف
وقد ذكر القاضي أبو بكر حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في معنى الأحرف السبعة ((إن هذا القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف نهي وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وائتمروا وانتهوا واعتبروا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه)).
وقد رد ابن عطية ذلك التفسير للأحرف وقال ليس المقصود بالأحرف في هذا الحديث الأحرف السبعة التى نزل بها التخفيف على الأمة ولكن الأحرف المذكورة في هذا الحديث بمعنى الأوجه والطرق كمافي قوله تعالى {ومن الناس من يعبد الله على حرف}فمعنى الحديث أنزل القرآن على سبع طرائق تحليل وتحريم ...

-وقيل هى معانى كتاب الله من أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال ،وهذا أيضا ضعيف لأن هذه الأمور لاتسمى أحرفا وإنما هى أصناف وأنواع للأبواب التى نزل منها القرآن فمنه الأحكام ومنه المواعظ ومنه الأمثال وغير ذلك كما أن التوسعة والتخفيف الذي من أجله أنزلت الأحرف السبعة لايكون في الحلال والحرام ولا في تغيير المعاني المذكورة ولكن كماقال ابن شهاب :بلغنى أن الأحرف السبعة إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا لايختلف في حلال ولاحرام
-وقيل هى وجوه الإختلاف في القراءة وهى سبعة،ذكره صاحب الدلائل والقاضي أبو بكر الطيب ومن ذلك:
1-ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل: {هن أطهرُ} وأطهرَ.
2-ومنها ما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب مثل: {ربنا باعِد} وباعَد.
3-ومنها ما تبقى صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف مثل (ننشرها) و{ننشزها}.
4-ومنها ما تتغير صورته ويبقى معناه كقوله: {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5] و(كالصوف المنفوش)
5- ومنها ما تتغير صورته ومعناه مثل: {وطلح منضود} [الواقعة: 29] و(طلع منضود)
6- ومنها بالتقديم والتأخير كقوله: {وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق: 19] و(سكرة الحق بالموت).
7-ومنها بالزيادة والنقصان كقوله: (تسع وتسعون نعجة أنثى)
قيل هى سبعة أوجه من أسماء الله تعالى -و،ذكره القاضي ابن الطيب واستدل له بحديث أبي رضي الله عنه:
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يا أبي إني أقرئت القرآن على حرف أو حرفين ثم زادني الملك حتى بلغ سبعة أحرف ليس منها إلا شاف وكاف إن قلت: غفور رحيم سميع عليم أو عليم حكيم وكذلك ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)).
قال القاضي أبو محمد عبد الحق وقد أسند ثابت بن قاسم نحو هذا الحديث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر من كلام ابن مسعود نحوه
ثم تعقبه ابن الطيب فقال :فإذا ثبتت هذه الرواية فإنه يحمل على أن ذلك كان مطلقا ثم نسخ فلايجوز للناس قراءة اسما لله في غير موضعه بغيره
-وقيل المراد أن كل كلمة تختلف القراءة فيها فإنها على سبعة أوجه فما نقل إلينا الخبر فيه عرفناه ومالم ينقل فيه خبر لم يعرف،وحجتهم في ذلك أن هذا هو معنى الحديث {أنزل القرآن على سبعة أحرف}وإلا بطل معنى الحديث
واعترض آخرون فقالوا بل يكفي أن يوجد في القرآن كلمة أو كلمتين تقرآن على سبعة أوجه ليتم معنى الحديث
-وقيل المراد بالأحرف :اللغات ،ذكره ابن الطيب وقال ببطلان هذا القول إلا إن يكون المراد الوجوه المختلفة التى تستعمل للقصة الواحدة واستدل لقوله بأن لغة عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم وأبي بن كعب وبن مسعود واحدة ومع ذلك قراءتهم مختلفة فهى إذن سبع أوجه وسبع قراءات مختلفات وطرائق يقرأبها في جميع القرآن أو معظمه
ثم ختم كلامه وجمعه بأن القرآن أنزل على سبعة أحرف من اللغات والإعراب وتغيير الأسماء والصور وأن ذلك مفترق في كتاب الله وليس جميع ذلك موجود في حرف واحد ولاسورة واحدة.
ثم علق ابن عطية على كلام القاضي أبو بكر ورده القول بأن الأحرف هى اللغات مع أنه ختم كلامه الأخير بأن اللغات من الأحرف
وقد بين أنه لاتعارض بين كون لغة بعض الصحابة واحدة وكون الأحرف هى اللغات وذلك لسببين:
-الأول :أن اختلاف لغات العرب لم يكن بالإختلاف الشديد التباين وإنما هو اختلاف في استعمالات العبارات لنفس المعنى وكانوا يعرفون لغات بعضهم البعض
-الثاني :أن المنكر منهم على الآخر إنما أنكر القراءة التى لم يقرئه بها النبي صلى الله عليه وسلم لاإنكار اللغة نفسها
وعلى ذلك فيحمل قول القاضي ابن الطيب في رد المراد بالأحرف اللغات مع إقراره بذلك أن يكون مراده : اللغات التى تختلف بجملتها فتكون سبعا متباينة لسبع قبائل كل يقرأ القرآن بحرفه حيث لاتدخل عليه لغة أخرى وأن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قصد عد الوجوه والطرائق المختلفة في كتاب الله مرة من جهة اللغة ومرة من جهة الإعراب
ثم قال ابن عطية وهذه الاختلافات إنما نشأت بسبب اختلاف العبارات بين القبائل التى نزل القرآن بلسانها وذلك يقال له اختلاف لغات
فصحيح أن ىقصد عد الرؤس من القبائل التى نزل القرآن بلسانها وهي قبائل مضر
وصحيح أن يقصد عد الأنحاء والوجوه التى اختلفت القراءة بها لاختلاف عبارات اللغات
ولكن القول الأول أكثر توسعة للنبي صلى الله عليه وسلم لأن الأنحاء والوجوه كثيرة يصعب حصرها فقد يكون أقرأه الملك على أكثر من سبعة أوجه ولكن لايصح هذا القول إلابمايروى عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه
والراجح عنده أن المراد أن القرآن أنزل على سبع لغات لسبع قبائل انبث فيه من كل لغة منها واختلفوا في تعيين السبع قبائل على أقوال كثيرة منها ماذكره ثابت بن قاسم:
الأحرف منها لقريش ومنها لكنانة ولأسد ولهذيل ولتميم ولضبة ومنها لقيس فيكون قد جمع قبائل مضر المعروفة بغاية الفصاحة السلامة من اللحن وليظهر بذلك آية النبي صلى الله عليه وسلم في عجز هؤلاء مع فصاحتهم عن الإتيان بمثله
ثم ساق المصنف كلاما يبين فيه سبب سلامة لغة هذا الحي من العرب دون غيرهم من الأحياء والقبائل
ثم نبه على أن الإباحة التى وقعت للنبي صلى الله عليه وسلم في الأحرف تخصه دون غيره فلم تترك لاجتهاد الناس يبدلون ويغيرون كماشاؤوا وإلا ذهبت بلاغة القرآن وإعجازه الذي لبه نظمه ولغته ولو كان ذلك كذلك لبطل معنى قوله تعالى {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}
سبب اختلاف الناس في القراءة والتخوف من تفرقهم بسببها:
لما كثرت الفتوحات وانتشر الإسلام واتسعت رقعته واجتمع المسلمون من أقطار شتى فسمع بعضهم قراءة بعض أنكر وا ذلك وجعل الواحد منهم يقول لأخيه أنا كافر بما تقرأ ؛فلما وقع ماحذر منه النبي صلى الله عليه وسلم {لاتماروا في القرآن فإن مراء فيه كفر} فزع حذيفة إلى عثمان رضي الله عنهم ليدرك الأمة قبل أن تختلف على كتابها اختلاف اليهود والنصارى فما كان منه إلا جمع الناس على أشهر ما اختلفت القراءة فيه على أشهر الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتبوا في القرآن من كل اللغات السبع المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أحرق أو خرق ماسواها تأليفا للأمة
علاقة القراءات السبع بالأحرف بالسبعة:
القرأة في الأمصار تتبعوا ماروى لهم من اختلافات مماوافق الخط فقرؤا بحسب اجتهاداتهم فترتب أمرهم
وأما ماشذ من القراءات فلايصلى به لعدم إجماع الناس عليه
وأما ماروى منه عن الصحابة والتابعين فنعتقد أنهم رووه
وما روى عن أبي السمال وماقاربه فلايوثق به

جمع القرآن ونقطه وتحزيبه وتعشيره:
مراحل جمع القرآن:
-الجمع النبوي:كان متفرقا في صدور الرجال ومكتوبا في الصحف واللخاف والأكتاف والعسب وغير ذلك
-جمع أبي بكر الصديق:لما استحر القتل بالقراء يوم اليمامة أشار عمر بن الخطاب عليه بجمع القرآن مكتوبا في مكان واحد بين دفتين خشية ضياعه بموت القراء
-جمع عثمان بن عفان :جمع المسلمين على مصحف واحد وكان المصحف الذي عند حفصة هو الإمام في هذا الجمع وما اختلفوا فيه كتبوه بلغة قريش وأمر بماسواها من المصاحف أن تحرق أو تخرق
-الأقوال في من ينسب له ترتيب السور:
-أن ترتيب السور اليوم هو من تلقاء زيد ومن كان معه مع مشاركة من عثمان في ذلك
-وأن ترتيب الآيات في السور ومواضع البسملة بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم عدا براءة
-ظاهر الآثار أن السبع الطول والحواميم كانت مرتبة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعض السور لم يرتب فذلك الذي اجتهد فيه

-أول من نقط المصحف وحزبه:
-نقط المصحف وشكله :أمر به عبد الملك بن مروان فقام به الحجاج،وأسند الزبيدي إلى المبرد أن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي ،وذكر الجاحظ في كتاب الأمصار أن أول من نقطه نصر بن عاصم وكان يقال له نصر الحروف
-أمر الحجاج الحسن ويحيى بن يعمر بتحزيبه
-وألف كتاب في القراءات المختلفة مما وافق خط المصحف إلى أن ألف ابن مجاهد كتابه في القراءات إلى يومنا هذا
حقيقة ذكر الألفاظ المتعلقة بلغات العجم في القرآن
-وأما وضع الأعشار :
-فقيل قام به الحجاج وقيل أن المأمون أمر به

الأقوال في ماورد في القرآن من ألفاظ لها تعلق بلغة العجم:
-قيل في كتاب الله من كل لغة وهذا قول ضعيف
-ومال الطبري إلى أن القرآن ليس فيه إلا العربي الفصيح وأن ماجاء في القرآن من الحروفوالأمثلة التى تنسب لسائر اللغات فهى مما اتفق فيه توارد اللغتان بلفظ واحد نحو قوله تعالى {ناشئة الليل} فهى بلغة الحبشة قام من الليل وغيره
وهذا القول من الطبري لايمكن تعميمه كما لايجوز رده بالكلية فهناك ألفاظ توافقت بين العربية والعجمية لكنها قليلة شاذة
وبيان ذلك ماذكره المصنف :
أن القرآن نزل بلسان عربي مبين فلاتخرج لفظة منه عن كلام العرب وما تفهمه وأما هذه الألفاظ التى توافقت فيها لغة العجم فهى بسبب مخالطة العرب لمن جاورهم فعلقت بألفاظهم ألفاظا أعجمية ولكنها غيرت فيها بتخفيف بعض الحروف وإزالة ثقل عجمتها واستعملت حتى صارت من صريح كلام العرب فهي وإن كانت في أصلها أعجمية لكن استعملتها العرب وعربتها فهى عربية من هذا الوجه وهذا هو الأصل في بيان حقيقة الأمر أن إحدى اللغتين هى الأصل والأخرى فرع عنها


المراد بإعجاز القرآن:
اختلف الناس في تحديد المراد بالإعجاز القرآنى بأي شيء يكون؟
-قيل وقع التحدى بالكلام القديم الذي هو صفة الذات وأن العرب كلفت مالاتطيق ووقع عجزها
-وقيل التحدى قد وقع بما في القرآن من ذكر الأنباء الصادقة والغيوب المستقبلة وهذا القول يخاطب به من آمن بالقرآن ومن جاء به
-وقيل بل وقع التحدي بنظم القرآن ورصفه وفصاحته وبلاغته وذلك أن الكفار الذين جحدوا نبوة محمد يدعون أنه من عند نفسه ومع ذلك عجزوا أن يأتوا بمثله ولا بإقل شىء مثله مع كونهم أرباب الفصاحة والبيان فعلم بالضرورة أن هذا نبي يوحى إليه بماليس في مقدور البشر وهذا هو قول الجمهور
وجه الإعجاز فيه:
أن الله تعالى قد أحاط بكل شىء علما وأحاط بالكلام كله علما فهو أعلم بترتيب ألفاظه وما هو الأصلح أن يأتى أولا ثم مايليه وأما البشر فوصفهم الجهل والنسيان والذهول وأنهم لايحيطون بكل شىء علما قطوهذا يبطل قول من ادعى أن العرب كان في مكنتهم أن يأتوا بمثل القرآن لكنهم صرفوا عنه كيف ولم تتهيأ لهم أسباب ذلك من كمال العلم والإحاطة التى لاتنبغي إلا لله تعالى
وهذا واضح بين في أشعارهم التى ينظمونها فينقحونها ويغيرون فيها المرة بعد المرة فهى موضع نظر وتعديل وأما كلام الله فإن اللفظة منه لو نزعت ثم أدير لسان العرب ليأتى بأحسن منها ماوجد
-صور قيام الحجة بالقرآن على العرب:
لما تحدوا بأن يأتوا بمثله فتدبروه وتأملوه :
-فمنهم من ميز منه ماميز وعرف أنه ليس بكلام البشر من الشعر والكهانة فمنهم من آمن وأقر ومنهم من استكبر ومال إلى القتال عن المعارضة لعجزه عنها
-كما قامت الحجة على العالم بالعرب الذين هم أرباب الفصاحة لما عجزوا عنه فكيف بغيرهم ممن لم يبلغوا منزلتهم ولا أدنى منها

التعقيب على استعمال المفسرين لألفاظ تقتضي الإيجازمنسوبة إلى الله تعالى:
ذهب بعض المفسرين إلى استعمال أفعال في التفسير يقصدون بها إيجاز العبارة ينسبونها إلى الله تعالى بغير توقيف من الشرع نحو خاطب الله وحكى الله تعالى ونحوه واستعملها أيضا الفقهاء والمحدثون
وذكر بعض الأصوليون أنه لايجوز أن يقال حكى الله ونحو ذلك
وتعقبه ابن عطية بأن ذلك لايستعمل على سبيل تقرير الصفة لله تعالى وإنما يستعمل في سياق الكلام وذكر أنه يحاول اجتناب ذلك ما أمكنه في هذا الكتاب
ثم ذكر أقوالا للصحابة رضي الله عنهم في نحو ذلك مما يجوز استعماله لاماسواه
فمن ذلك قول أبي عامر يرتجز بالنبي صلى الله عليه وسلم (فاغفر فداء لك ما اقتفينا).
وقول أم سلمة فعزم الله لي في الحديث في موت أبي سلمة وإبدال الله لها منه رسول الله.
ومن هذا الاستعمال الذي يبنى الباب عليه قول سعد بن معاذ: عرق الله وجهك في النار يقول هذا للرامي الذي رماه وقال: خذها وأنا ابن العرقة.
وفي هذه الأمثلة كفاية فيما نحوناه إذ النظير لذلك كثير موجود وإن خرج شيء من هذه على حذف مضاف فذلك متوجه في الاستعمال الذي قصدنا الاعتذار عنه والذي منه
.ما قال العجاج: فارتاح ربي وأراد رحمتي
وقال الآخر: قد يصبح الله إمام الساري
فهذا لاشك أنه لايجوز ولايليق بجلال الله وكماله

تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية

أسماء القرآن:القرآن والكتاب والفرقان والذكر
1-القرآن:مأخوذ من القراءة يقرأ قرآنا وقراءة
ومأخوذ من التأليف والجمع وبهذا فسر قوله تعالى {إن علينا جمعه وقرآنه}
2-الفرقان:
لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر
3-الذكر:
لأنه ذكر به الناس آخرتهم ومعادهم وإلههم
وذكرهم كل ماغفلوا عنه
وقيل سمي بذلك:لأن فيه ذكر الأمم الغابرة مع أنبيائهم
وقيل لأنه ذكر وشرف لمحمد وقومه وكل من علمه
معنى السورة:
قراءة الهمز:السؤرة :فيكون المعنى القطعة من الشىء
قراءة من لايهمز :السورة :فمنهم من يرى أنها القطعة من الشىء أيضا ومنهم من يراها مشبهة بسورة البناء
وكل بناء إنما يبنى قطعة قطعة
قال أبو عبيد :كأن سور القرآن قطعة بعد قطعة حتى كمل منها القرآن
ويقال السورة للرتبة الرفيعة من المجد والملك فكأن الرتبة بنيت حتى كملت وارتفعت
معنى الآية:
العلامة في لغة العرب
والجملة التامة من القرآن علامة على صدق الآتي بها وعجز المتحدى بها ،وقيل علامة للفصل بين ماقبلها ومابعدها
وقيل الآية :الجماعة والجملة من الكلام

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 12 جمادى الآخرة 1439هـ/27-02-2018م, 10:55 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 727
افتراضي

خطبة تفسير ابن عطية
وصلى الله على سيدنا محمد الكريم وعلى آله


- أثنى الشيخ ابن عطية على الله ثناءً جميلاً وحمد الله على نعمه وخص منها نعمة الاسلام والقرآن وبين فضائله وذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وبين فضائله
-ذكر خوضه في طلب أنواع العلم الشرعي العامة وأخذها من مصادرها الصحيحة وتحمله المشاق في ذلك .
-ذكر سبب اختياره لعلم يتخصص به وضرورة الإتقان وأن يكون مرجع في ذلك العلم وحتى ينفعه بعد الممات
-ذكر أسباب اختياره علم التفسير وأنه أشرف العلوم لارتباطه بأشرف معلوم ولأنه أساس الشرع وقوامه ،تتفرع منه سائر العلوم ولعظيم منزلة أهله عند الله .-وصف منهجه في التفسير وهو تعاهد كتاب الله حفظاً ودراسةً وكتابةً
تفسيره جامعاً وجيزاً يذكر ما لزم فقط من القصص ويهتم بالأقوال وسندها مرجعه في ذلك السلف الصالح منبهاً لكل قول ضال مبيناً لضلاله من خلال ما ورد في الآية من اللغة والنحو أو المعنى أو القراءة متتبعاً للألفاظ
-اهتم بجميع القراءات صحيحها وشاذها
-بين في تفسيره المعاني وأورد جميع احتمالات الألفاظ
-دعا الله البركة والنفع واستعان به على الاخلاص .
-وطلب التماس العذر له وتصويب الأخطاء التي قد ترد.
-ذكر أنه سيقدم بين يدي تفسيره أمور مهمة قدم مثلها المفسرون
📌باب ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة وعن نبهاء العلماء في فضل القرآن المجيد وصورة الاعتصام به
ذكر ابن عطية أحاديث وآثار حول :
&صور الاعتصام بالقرآن:
-هو العروة الوثقى
من الأحاديث:قال أنس بن مالك في تفسير قول تعالى: {فقد استمسك بالعروة الوثقى} [البقرة: 256، لقمان: 22]. قال: هي القرآن.
-فيه علوم الأولين والآخرين
أحاديث:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن)).
-سبب بين العبد وربه
حديث:روي عنه عليه السلام أنه قال في آخر خطبة خطبها وهو مريض: ((أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين إنه لن تعمى أبصاركم ولن تضل قلوبكم ولن تزل أقدامكم ولن تقصر أيديكم كتاب الله سبب بينكم وبينه طرفه بيده وطرفه بأيديكم فاعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وأحلوا حلاله وحرموا حرامه ألا وعترتي وأهل بيتي هو الثقل الآخر فلا تسبعوهم فتهلكوا)).
قال عقبة بن عامر عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقال: ((عليكم بالقرآن)).
-تحري الخشية وتدبر مواعظه عند قراءته
أحاديث:روى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أحسن الناس قراءة أو صوتا بالقرآن فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى)).
قال عبد الله بن عمرو بن العاص: إن من أشراط الساعة أن يبسط القول ويخزن الفعل ويرفع الأشرار ويوضع الأخيار وأن تقرأ المثناة على رؤوس الناس لا تغير قيل: وما المثناة؟ قال: ما استكتب من غير كتاب الله قيل له فكيف بما جاء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما أخذتموه: عمن تأمنونه على نفسه ودينه فاعقلوه وعليكم بالقرآن فتعلموه وعلموه أبناءكم فإنكم عنه تسألون وبه تجزون وكفى به واعظا لمن عقل.
أثار:ويروى أن أهل اليمن لما قدموا أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه سمعوا القرآن فجعلوا يبكون فقال أبو بكر: هكذا كنا ثم قست القلوب.
قال رجل لأبي الدرداء: إن إخوانا لك من أهل الكوفة يقرئونك السلام ويأمرونك أن توصيهم فقال أقرئهم السلام ومرهم فليعطوا القرآن بخزائمهم فإنه يحملهم على القصد والسهولة ويجنبهم الجور والحزونة.
وقال رجل لعبد الله بن مسعود: أوصني فقال: إذا سمعت الله تعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه.
قال القاضي عبد الحق رضي الله عنه قال الله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} [القمر: 17، 22، 23، 40].
وقال تعالى: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا} [المزمل: 5] أي علم معانيه والعمل به والقيام بحقوقه ثقيل فمال الناس إلى الميسر وتركوا الثقيل وهو المطلوب منهم.
وقيل ليوسف بن أسباط: بأي شيء تدعو إذا ختمت القرآن قال: أستغفر الله من تلاوتي لأني إذا ختمته وتذكرت ما فيه من الأعمال خشيت المقت فأعدل إلى الاستغفار والتسبيح.
-القيام بحدوده:
وقال عليه السلام: ((اقرؤوا القرآن قبل أن يجيء قوم يقيمونه كما يقام القدح ويضيعون معانيه يتعجلون أجره ولا يتأجلونه)).
وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ مرة: {إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع} [الطور: 7] فأن أنة عيد منها عشرين يوما وقال الحسن بن أبي الحسن البصري إنكم اتخذتم قراءة القرآن مراحل وجعلتم الليل جملا تركبونه فتقطعون به المراحل وإن من كان قبلكم رأوه رسائل إليهم من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار.
وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول أنزل عليهم القرآن ليعملوا به فاتخذوا درسه عملا إن أحدهم ليتلو القرآن من فاتحته إلى خاتمته ما يسقط منه حرفا وقد أسقط العمل به.
وقرأ رجل القرآن على بعض العلماء قال فلما ختمته أردت الرجوع من أوله فقال لي: اتخذت القراءة علي عملا اذهب فاقرأه على الله تعالى في ليلك وانظر ماذا يفهمك منه فاعمل به.

&صور أفضاله:
-فضل أجر تلاوته وتعلمه وتعليمه :
من الأحاديث:قال صلى الله عليه وسلم: ((اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف)).
وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الذي يتعاهد هذا القرآن ويشتد عليه له أجران والذي يقرأه وهو خفيف عليه مع السفرة الكرام البررة)).
وروى عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه)).
-فضله في حجيته وتجدد علومه ومنافعه وتذكيره ومواعظه
-من الآثار :وقيل لجعفر بن محمد الصادق: لم صار الشعر والخطب يمل ما أعيد منها والقرآن لا يمل؟ فقال: لأن القرآن حجة على أهل الدهر الثاني كما هو حجة على أهل الدهر الأول فكل طائفة تتلقاه غضا جديدا ولأن كل امرئ في نفسه متى أعاده وفكر فيه تلقى منه في كل مرة علوما غضة وليس هذا كله في الشعر والخطب
-أنه أفضل ما أوتي من الدنيا
من الأحاديث:روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ القرآن فرأى أن أحدا أوتي أفضل مما أوتي فقد استصغر ما عظم الله))وقال ابن مسعود: مل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ملة فقالوا: يا رسول الله حدثنا فأنزل الله تعالى: {الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم} الآية [الزمر: 23] ثم ملوا ملة أخرى فقالوا قص علينا يا رسول الله فأنزل الله تعالى: {نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن} [يوسف: 3].
-أفضل شفيع عند الله
من الأحاديث:قال عليه السلام: ((ما من شفيع أفضل عند الله من القرآن لا نبي ولا ملك)).
روى أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من شفع له القرآن نجا ومن محل به القرآن يوم القيامة كبه الله لوجهه في النار وأحق من شفع له القرآن أهله وحملته وأولى من محل به من عدل عنه وضيعه)).
أثر:ذكر أبو عمرو الداني عن علي الأثرم قال: كنت أتكلم في الكسائي وأقع فيه فرأيته في النوم وعليه ثياب بيض ووجهه كالقمر فقلت يا أبا الحسن ما فعل الله بك فقال غفر لي بالقرآن.
-أفضل عبادة وأصحابه أشراف مصطفين من الله
من الأحاديث :قال عليه السلام: ((أفضل عبادة أمتي القرآن))0
حديث :روى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أشراف أمتي حملة القرآن)).
أثر وحديث:روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} [فاطر: 32].
فقال سابقكم سابق ومقتصدكم ناج وظالمكم مغفور له وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا إن أصفر البيوت بيت صفر من كتاب الله))0
-من الآثار:قال عبد الله بن عمرو بن العاصي من قرأ القرآن فقد أدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه
وقيل لعبد الله بن مسعود: إنك لتقل الصوم فقال إنه يشغلني عن قراءة القرآن وقراءة القرآن أحب إلي منه.
-هو ميراث الأنبياء
أثر:قال عبد الله بن مسعود إن كل مؤدب يحب أن يؤتى أدبه وإن أدب الله القرآن.
ومر أعرابي على عبد الله بن مسعود وعنده قوم يقرؤون القرآن فقال: ما يصنع هؤلاء؟ فقال له ابن مسعود: يقتسمون ميراث محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال محمد بن كعب القرظي في قول تعالى: {ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان} [آل عمران: 193] قال: هو القرآن ليس كلهم رأى النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعض العلماء في تفسير قول تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته} [يونس: 58] قال: الإسلام والقرآن.
-أنه تنزل الملائكة لسماعه
وقال قوم من الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم: ألم تر يا رسول الله ثابت بن قيس لم تزل داره البارحة يزهر فيها وحولها أمثال المصابيح فقال لهم: ((فلعله قرأ سورة البقرة)) فسئل ثابت بن قيس فقال: نعم قرأت سورة البقرة.
وفي هذا المعنى حديث صحيح عن أسيد بن حضير في تنزل الملائكة في الظلة لصوته بقراءة سورة البقرة.

📌باب في فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه
-أهمية وفضل إعراب القرآن الكريم:
1-أنه أفضل علوم القرآن
روى ابن عباس أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي علم القرآن أفضل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عربيته فالتمسوها في الشعر)).
2-أن الله يحبه
قال صلى الله عليه وسلم: ((أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه فإن الله يحب أن يعرب)).
3-أنه أصل في الشريعة
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه:( إعراب القرآن أصل في الشريعة لأن بذلك تقوم معانيه التي هي الشرع).

-أهمية وفضل تفسير القرآن
1-فسر بالحكمة
قال أبو العالية في تفسير قوله عز وجل: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} [البقرة: 269] قال الحكمة: الفهم في القرآن وقال قتادة الحكمة: القرآن والفقه فيه وقال غيره: الحكمة تفسير القرآن.
2-وصف على رضي الله عنه من فسر آية بالعلم
ذكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه جابر بن عبد الله فوصفه بالعلم فقال له رجل: جعلت فداك تصف جابرا بالعلم وأنت أنت فقال: إنه كان يعرف تفسير قول تعالى: {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} [القصص: 197].
3-سافر لأجله السلف الصالح وحرصوا على معرفته
وقال الحسن: والله ما أنزل الله آية إلا أحب أن يعلم فيمن أنزلت وما يعني بها
قال الشعبي رحل مسروق إلى البصرة في تفسير آية فقيل له: إن الذي يفسرها رحل إلى الشام فتجهز ورحل إليه حتى علم تفسيرها.
4-هو النور والبصيرة
قال إياس بن معاوية مثل الذين يقرؤون القرآن وهم لا يعلمون تفسيره كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلا وليس عندهم مصباح فتداخلتهم روعة لا يدرون ما في الكتاب ومثل الذي يعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرؤوا ما في الكتاب.
وقال ابن عباس: الذي يقرأ ولا يفسر كالأعرابي الذي يهذ الشعر.
5-قال مجاهد: أحب الخلق إلى الله أعلمهم بما أنزل.
6-وصف النبي صلى الله عليه وسلم لمن يرى للقرآن وجوهاً كثيرة بالفقيه
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوها كثيرة)).
7-ذم من لايعرف وجوه التفسير فيتأول على الله سبحانه
قال الحسن: أهلكتهم العجمة يقرأ أحدهم الآية فيعيى بوجوهها حتى يفتري على الله فيها.
8-قدمه ابن عباس على الحديث
كان ابن عباس يبدأ في مجلسه بالقرآن ثم بالتفسير ثم بالحديث.
9-يحتوي على جميع العلوم
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ما من شيء إلا وعلمه في القرآن ولكن رأي الرجل يعجز عنه.
📌باب ما قيل في الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتب المفسرين
&الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه:
-مفهوم حديث عائشة رضي الله عنها:
أنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آيا بعدد علمه إياهن جبريل.
يدخل فيه تفسير الغيبيات كالروح وقيام الساعة وغيرها لأنه توقيف من الله وتفسير مجمله .قاله ابن عطية
-حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : ((من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)).
يدخل في الحديث كل من فسر بالرأي من غير علم بأقوال العلماء ولا أساس يبني عليه كالنحو والأصول ،أما من فسر لغته من اللغويين ونحوه من النحاة ومعانيه من الفقهاء فهذا لا يدخل في الحديث لأنه اجتهاد مبني على علم ونظر .

&أحوال السلف مع التفسير:
-قلة من السلف من يتوقفون عن التفسير تعظيماً وخشية وتورعاً كسعيد بن المسيب وعامر الشعبي وغيرهما
-كثير من السلف يفسرونه
&رتبة المفسرين:
-المرتبة الأولى:علي بن أبي طالب رضي الله عنه .وقال ابن عباس ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب.
-المرتبة الثانية: عبد الله بن العباس رضي الله عنهما أخذ منه التفسير مجاهد وسعيد بن جبير وغيرهما وما وصلنا من تفسيره أكثر من تفسير علي بن أبي طالب رضي الله عنه. دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((اللهم فقهه في الدين))
أقوال الصحابة فيه :
قال عبد الله بن مسعود : نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس
وقال عنه علي بن أبي طالب: ابن عباس كأنما ينظر إلى الغيب من ستر رقيق
-المرتبة الثالثة:عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو بن العاص وكل ما أخذ عن الصحابة
-المرتبة الرابعة :من التابعين :
المرتبة الأولى:الحسن بن أبي الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وعلقمة.
المرتبة الثانية: عكرمة والضحاك بن مزاحم وإن كان لم يلق ابن عباس وإنما أخذ عن ابن جبير.
وأما السدي رحمه الله فكان عامر الشعبي يطعن عليه وعلى أبي صالح لأنه كان يراهما مقصرين في النظر
ثم حمل تفسير كتاب الله تعالى عدول كل خلف وألف الناس فيه
-المرتبة الخامسة : كعبد الرزاق والمفضل وعلي بن أبي طلحة والبخاري وغيرهم.
ومحمد بن جرير الطبري رحمه الله جمع على الناس أشتات التفسير وقرب البعيد وشفى في الإسناد.
-المرتبة السادسة :من أجاد من المتأخرين مثل:أبو إسحاق الزجاج وأبو علي الفارسي فإن كلامهما منخول وأما أبو بكر النقاش وأبو جعفر النحاس فكثيرا ما استدرك الناس عليهما وعلى سننهما مكي بن أبي طالب رضي الله عنه وأبو العباس المهدوي رحمه الله متقن التأليف وكلهم مجتهد مأجور رحمهم الله ونضر وجوههم.
باب معنى قول النبي صلى الله عليه 📌وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه))

اختلف في معنى الحديث على أقوال هي:
1-أن الحروف السبعة هي سبعة أوجه كتعال وأقبل وإلي ونحوي وقصدي واقرب وجئ وكاللغات التي في أف وكالحروف التي في كتاب الله فيها قراءات كثيرة ،ضعف ابن عطية هذا القول.
2-قال ابن شهاب في كتاب مسلم: بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام.قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: وهذا كلام محتمل.

3-أنها معاني كتاب الله تعالى وهي أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال.قاله صاحب الدلائل عن بعض العلماء, ضعفه ابن عطية لأنها لاتسمى أحرفاً ولا يصح أن يدخل فيها التغيير والاختلاف.رده ابن عطية وقال أن معنى الحرف في الحديث هو الطريق أو الجهة وليس ما أجاز لهم بها القراءة أي على سبع طرائق من تحليل وتحريم ومحكم ومتشابه وغيره
4-ذكرالقاضي أبو بكر بن الطيب
.وقال أنها سبعة وجوه :
- ما تتغير حركته ويبقى معناه وصورته ، مثل: {هن أطهرُ} وأطهرَ.
-ومنها ما يتغير معناه بالاعراب وتبقى صورته ،مثل: {ربنا باعِد} وباعَد.
-ما تبقى صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف مثل (ننشرها) و{ننشزها}.
-ما تتغير صورته ويبقى معناه كقوله: {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5] و(كالصوف المنفوش)
- ما تتغير صورته ومعناه مثل: {وطلح منضود} [الواقعة: 29] و(طلع منضود)
-ما يتغير بالتقديم والتأخير كقوله: {وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق: 19] و(سكرة الحق بالموت).
-ما يتغير بالزيادة والنقصان كقوله: (تسع وتسعون نعجة أنثى).
وذكر القاضي أبو بكر بن الطيب في ذلك حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف نهي وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وائتمروا وانتهوا واعتبروا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه)).
رد ابن عطية قوله بأن معنى الحرف في الحديث هو الطريق أو الجهة وليس ما أجاز لهم بها القراءة أي على سبع طرائق من تحليل وتحريم ومحكم ومتشابه وغيره
5-أنها سبعة أوجه من أسماء الله تعالى.حديث أبيا رضي الله عنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يا أبي إني أقرئت القرآن على حرف أو حرفين ثم زادني الملك حتى بلغ سبعة أحرف ليس منها إلا شاف وكاف إن قلت: غفور رحيم سميع عليم أو عليم حكيم وكذلك ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)).قاله القاضي ابن الطيب
وقال ابن عطية :(إذا ثبتت هذه الرواية حمل على أن هذا كان مطلقا ثم نسخ فلا يجوز للناس أن يبدلوا اسما لله في موضع بغيره مما يوافق معناه أو يخالفه.)
6-انها اختلاف القراءات في الكلمة الواحدة ،قيل أن كل كلمة لابد أن يكون لها سبعة أوجه وأن الخبر قد أتى ببعضها .وقيل أن ظاهر الحديث لايوجب جميع الكلمات المختلف في قراءتها أن يكون لها سبعة أوجه وإنما اذا وجد في كلمة أوكلمتين تمت صحة الحديث
7-أنها نزلت على لغات منها لقريش ومنها لكنانة ومنها لأسد ومنها لهذيل ومنها لتميم ومنها لضبة وألفافها ومنها لقيس ومنها لمضر.سبع لغات مختلفات من لغات القبائل السليمة التي لم سلمت من اللحن لعدم اختلاطها بالعجم. أبطله االقاضي ابو بكر ودليله على ذلك أن لغة عمر بن الخطاب وأبي بن كعب وهشام بن حكيم وابن مسعود واحدة وقراءتهم مختلفة وخرجوا بها إلى المناكرة.ورجحه ابن عطية هذا القول قال :( ونقول في الجملة إنما صح وترتب من جهة اختلاف لغات العرب الذين نزل القرآن بلسانهم وهو اختلاف ليس بشديد التباين حتى يجهل بعضهم ما عند بعض في الأكثر وإنما هو أن قريشا استعملت في عباراتها شيئا واستعملت هذيل شيئا غيره في ذلك المعنى وسعد بن بكر غيره والجميع كلامهم في الجملة ولغتهم.)وأضاف أن سبب المناكرة هو سمعاع أحدهم خلاف ما أقرأه النبي صلى الله عليه وسلم
مثال: (فطر) معناها عند غير قريش ابتدأ خلق الشيء وعمله فجاءت في القرآن فلم تتجه لابن عباس حتى اختصم إليه أعرابيان في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها قال ابن عباس: ففهمت حينئذ موقع قول تعالى: {فاطر السماوات والأرض} [فاطر: 1، الزمر 46].
📌باب ذكر جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره
-تم جمع القرآن على ثلاث مراحل :
1-زمن النبي صلى الله عليه وسلم:
جمع من صدور الرجال وكتب في صحف وسعف النخل وحجارة رقيقة وحجارة مدورة وخزف وغير ذلك
2- زمن أبي بكر الصديق :بسبب فقد كثير من القراء يوم اليمامة وخوفاً من موت سادة القراء كأبي وابن مسعود وزيد استشار عمر على أبي بكر بجمع القرآن
وشرح الله صدرهما لذلك وأوكلوا مهمة جمعه لزيد بن ثابت وكان جمعه غير مرتب السور وقيل أنه سقطت آية آخر براءة حتى وجدها مع أبي خزيمة الأنصاري كما روى البخاري .
وبقيت الصحف عند أبي بكر ثم عند عمر بن الخطاب بعده ثم عند حفصة رضي الله عنهم وأرضاهم
3-الجمع زمن عثمان بن عفان:
تم الجمع خوفاً من فتنة المسلمين بسبب اختلاف القراءات التي انتشرت في الأمصار كما جاء في حديث أنس بن مالك أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق ، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة ، فقال حذيفة لعثمان : يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى ، فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ، ثم نردها إليك ، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان ، فأمر زيد بن ثابت ، وعبد الله بن الزبير ، وسعيد بن العاصي وعبد الله بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف ، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاث : إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم ففعلوا ، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة ، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا ، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق ، قال ابن شهاب : فأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت أنه سمع زيد بن ثابت قال : فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت أسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بها ، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) فألحقناها في سورتها في المصحف ) رواه البخاري .

-ترتيب سوره: تروى نسخة عثمان بالحاء غير منقوطة وتروى بالخاء على معنى ثم تدفن، ورواية الحاء غير منقوطة أحسن.
اختلف في ترتيب السور هل هو موقوف أم أمر اجتهادي ؛فقيل أن زيد بن ثابت ومن كان معه هم من اجتهدوا في ترتيب السور . قاله القاضي أبو بكر بن الطيب وذكر ذلك مكي رحمه الله في تفسير سورة براءة وذكر أن ترتيب الآيات في السور
ووضع البسملة في الأوائل هو من النبي صلى الله عليه وسلم ولما لم يأمر بذلك في أول براءة تركت بلا بسملة هذا أحد ما قيل في براءة وذلك مستقصى في موضعه موفى إن شاء الله تعالى.
وأن قيل أن السبع الطول والحواميم والمفصل كان مرتبا في زمن النبي عليه السلام.قاله ابن عطية

أما شكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره :
-قيل أن عبد الملك بن مروان أمر الحجاج بذلك وزاد تحزيبه وأمر وهو والي العراق الحسن ويحيى بن يعمر بذلك وألف إثر ذلك بواسط كتاب في القراءات وافق الخط العثماني سار عليه الناس
زمانا طويلا إلى أن ألف ابن مجاهد كتابه في القراءات.
قيل أن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي ،ذكره الزبيدي نسبه للمبرد في الطبقات وذكر أيضا أن ابن سيرين كان له مصحف نقطه له يحيى بن يعمر.وذكر أبو الفرج أن تنقيط الدؤلي كان بأمر من زياد بن أبي سفيان
وذكر الجاحظ في كتاب الأمصار أن نصر بن عاصم أول من نقط المصاحف وكان يقال له: نصر الحروف.
-وأما تعشيره قيل أن الحجاج قام بذلك
بأمر من المأمون العباسي .
وذكر أبو عمرو الداني عن قتادة أنه قال: بدؤوا فنقطوا ثم خمسوا ثم عشروا وهذا كالإنكار.
📌باب في ذكر الألفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق
ذكر في هذه المسألة أقوال:
1-أنه يوجد في كتاب الله تعالى من كل لغة قاله أبو عبيدة وغيره
2-أنه لا يوجد في كتاب الله لفظة غير عربية وغير صريحة وما ينسب الى لغة أخرى ماهو إلا توارد اللفظة في اللغتين
وذلك مثل قول تعالى: {إن ناشئة الليل} [المزمل: 6] قال ابن عباس: نشأ بلغة الحبشة قام من الليل ،وكذلك قال ابن عباس في القسورة إنها الأسد بلغة الحبشة .قاله الطبري وغيره ،وضعف ابن عطية هذا القول لأنهما ليستا أصلاً واحداً .
3- إن القرآن نزل بلسان عربي مبين وما ينسب فيه للغات الأخرى هي مما عرّبه العرب نتيجة مخالطتهم بالعجم خلال أسفارها ؛فغيرت من حروفها وأضافت عليها بما يتناسب مع نطقها. واستعملتها في أشعارها وحديثها حتى أصبحت ألفاظ عربية صريحة بينة
وإن جهلها أحد فهو كجهلهه بما في لغة غيره .مثال:لم يعرف ابن عباس معنى فاطر .
📌نبذة مما قال العلماء في إعجاز القرآن
-الأقوال بم كان إعجاز القرآن
1-إعجاز الكلام الذي هو صفة الذات
الذي لم تستطيعه العرب وعجزت عنه لفصاحته وبيانه ونظم ألفاظه.
2-اعجاز بما فيه من الأخبار الصادقة والغيبيات
القول الراجح:هو القول الأول وهو قول الجمهور.
لم ينكر كفار قريش أن القرآن ليس من عند محمد صلى الله عليه وسلم فقد علموا أنه لايمكن أن يأتي بمثله بشر ،وقامت الحجة عليهم لعجزهم الاتيان بمثله وهم أصحاب الفصاحة والبيان . كما قامت الحجة في معجزة سيدنا عيسى عليه السلام لعجز الناس أن يأتوا بمثل ما أتى من احياء الموتى وابراء المريض بالرغم من براعتهم بالطب واشتهارهم به في زمنه وكما كانت معجزة سيدنا موسى عليه السلام واشتهار السحر في زمنه ؛فالله سبحانه وتعالى جعل معجزات الأنبياء بما اشتهرت به أقوامهم كلٌ في زمن بعثه .
📌باب في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى
اعلم أن القصد إلى إيجاز العبارة قد
-التحرز والتحفظ من نسبة أقوال وأفعال إلى الله سبحانه وتعالى أثناء التفسير ،مأن يقول خاطب الله بهذه الآية المؤمنين وشرف الله بالذكر الرجل المؤمن من آل فرعون ،لأن هذا الأمر لا بد من أن يتوقف فيه على ما جاء به الشرع .وقال الأصوليون بعدم جواز ذلك .
وقد استعمل هذه الطريقة كثير من المفسرين والمحدثين والفقهاء ،وذكر ابن عطية تحفظه منه واعتذر لما وقع منه وما وقع من المفسرين من استعمال هذه الطريقة حتى وان كان على سبيل المجاز كأن يذكره في سياق الكلام والمراد منه ما تعنيه الآية أو اللفظ وهذا شائع في استعمال العرب ؛فمن ذلك قول أبي عامر يرتجز بالنبي صلى الله عليه وسلم (فاغفر فداء لك ما اقتفينا).
📌باب في تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية
-معاني أسماء القرآن الكريم
1-القرآن:في المعنى أقوال:
1-إن القرآن مصدر من قرأ بمعنى تلا. .قاله أبو زيد الأنصاري
وهو الكتاب وهو الفرقان وهو الذكر فالقرآن مصدر من قولك: قرأ الرجل إذا تلا يقرأ قرآنا وقراءة وحكى أبو زيد الأنصاري وقرءا
2-من الفعل قرأ بمعنى جمع وألف .قاله قتادة في تفسيره لقوله تعالى : {إن علينا جمعه وقرآنه} [القيامة: 17]
ورجح ابن عطية القول الأول وذكر قول حسان بن ثابت يرثي عثمان بن عفان رضي الله عنه: [البسيط]
ضحوا بأشمط عنوان السجود به = يقطع الليل تسبيحا وقرآنا
أي: قراءة
2- الكتاب :مصدر من كتب إذا جمع ومنه قيل كتيبة لاجتماعها ومنه قول الشاعر: (واكتبها بأسيار) أي: اجمعها.
3-الفرقان : مصدر سمي بذلك لتفريقه بين الحق والباطل والمؤمن والكافر .
4- الذكر :فسمي بذلك لأنه ذكر للناس من غفلتهم يذكرهم بإلاههم ومصيرهم وفيه ذكر الأمم الماضية والأنبياء وفيه ذكر وشرف لمحمد صلى الله عليه وسلم ومن تبعه وسار على نهجه وعلم به .
&معنى سورة :فيه أقوال
-القول الأول :بحسب القراءات :
1-قراءة بغير همز وهي قراءة قريش ومن جاورها من قبائل العرب كهذيل وسعد بن بكر وكنانة ،وهي على معنيين هما :-أذا سهلت همزتها؛فيكون معناها نفس معنى من يقرأها بالهمز .
-اذا لم يسهل همزها بمعنى سورة البناء أي القطعة منه ، و الجمع سور بسكون الواو .
2-قراءة بالهمز (سؤر وسؤرة) والجمع سور بفتح الواو وهي قراءة تميم معناها :البقية من الشيء والقطعة ومنه قول الأعشى وهو ميمون بن قيس:
فبانت وقد أسأرت في الفؤاد = صدعا على نأيها مستطيرا
أي: أبقت فيه.
قال أبو عبيدة:( إنما اختلفا في هذا فكأن سور القرآن هي قطعة بعد قطعة حتى كمل منها القرآن).
-القول الثاني :.بمعنى الرتبة الرفيعة من المجد والملك . ومنه قول النابغة الذبياني للنعمان بن المنذر: [الطويل]
ألم تر أن الله أعطاك سورة = ترى كل ملك دونها يتذبذب
&معنى آية :فيه أقوال:
1-العلامة ،سميت بذلك لأنها علامة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم .وقيل لأنها علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها.
2-المعجزة :سميت بذلك لعجز العرب أن يأتوا بمثلها .
3-جملة وجماعة .تقول العرب جئنا بآيتنا أي بجماعتنا،سميت بذلك لأنها مجموع حروف وكلمات .
وقيل أن أصل آية آيية على وزن فاعلة
وقيل: أصلها أية على وزن فعلة

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 18 جمادى الآخرة 1439هـ/5-03-2018م, 12:48 PM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

مجلس مذاكرة مقدمة تفسير ابن عطية الأندلسي


س: استخلص المسائل التي اشتملت عليها مقدّمة تفسير ابن عطية الأندلسي، ثم لخّص بأسلوبك ما قيل في كل مسألة.
باب ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة وعن نبهاء العلماء في فضل القرآن المجيد وصورة الاعتصام به.
ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل القرآن
- إنه سبب لنجاة العبد في الدنيا والآخرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء من علم علمه سبق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم)).
قال أنس بن مالك في تفسير قول تعالى: {فقد استمسك بالعروة الوثقى} [البقرة: 256، لقمان: 22]. قال: هي القرآن.
- سبب للحصول على زيادة العلم :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن)).
- سبب لزيادة الأجر :
وقال صلى الله عليه وسلم: ((اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف)).
- سبب لشفاعة القرآن لصاحبه يوم القيامة : قال عليه السلام: ((ما من شفيع أفضل عند الله من القرآن لا نبي ولا ملك)).
- فضل العمل بالقرآن:ومرت امرأة على عيسى ابن مريم عليه السلام فقال طوبى لبطن حملك ولثديين رضعت منهما فقال عيسى: طوبى لمن قرأ كتاب الله واتبع ما فيه.
- وقال محمد بن كعب القرظي في قول تعالى: {ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان} قال: هو القرآن ليس كلهم رأى النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعض العلماء في تفسير قول تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته} قال: الإسلام والقرآن.
وذكر أبو عمرو الداني عن علي الأثرم قال: كنت أتكلم في الكسائي وأقع فيه فرأيته في النوم وعليه ثياب بيض ووجهه كالقمر فقلت يا أبا الحسن ما فعل الله بك فقال غفر لي بالقرآن.

- الوعيد الشديد لمن ترك العمل بالقرآن :وروى أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من شفع له القرآن نجا ومن محل به القرآن يوم القيامة كبه الله لوجهه في النار وأحق من شفع له القرآن أهله وحملته وأولى من محل به من عدل عنه وضيعه)).
- فضل تعليم كتاب الله تعالى :روى عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه)).
- فضل البيت الذي يقرأ فيه القرآن :قال قوم من الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم: ألم تر يا رسول الله ثابت بن قيس لم تزل داره البارحة يزهر فيها وحولها أمثال المصابيح فقال لهم: ((فلعله قرأ سورة البقرة)) فسئل ثابت بن قيس فقال: نعم قرأت سورة البقرة.
- سبب لرقة القلب واستحضار خشية الله تعالى يروى أن أهل اليمن لما قدموا أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه سمعوا القرآن فجعلوا يبكون فقال أبو بكر: هكذا كنا ثم قست القلوب.
وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ مرة: {إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع} فأعيد منها عشرين يوما وقال الحسن بن أبي الحسن البصري إنكم اتخذتم قراءة القرآن مراحل وجعلتم الليل جملا تركبونه فتقطعون به المراحل وإن من كان قبلكم رأوه رسائل إليهم من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار.
- امتحان الله للعباد بما فيه من التكاليف مع ثقلها على النفس ابتلاء من الله عز وجل قال تعالى: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا} أي علم معانيه والعمل به والقيام بحقوقه ثقيل فمال الناس إلى الميسر وتركوا الثقيل وهو المطلوب منهم.

باب في فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه.

- فضل تعلم اللغة العربية :روى ابن عباس أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي علم القرآن أفضل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عربيته فالتمسوها في الشعر)).
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: ((أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه فإن الله يحب أن يعرب)) والحكمة من ذلك أنها سبب لفهم النصوص واستنباط الأحكام التي هي أصل الشريعة .

- فضل فهم معاني القرآن وتعلم تفسيره :قال أبو العالية في تفسير قوله عز وجل: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} قال الحكمة: الفهم في القرآن وقال قتادة الحكمة: القرآن والفقه فيه وقال غيره: الحكمة تفسير القرآن.

باب ما قيل في الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتب المفسرين

- معنى حديث عائشة رضي الله عنها (ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آيا بعدد علمه إياهن جبريل), وأن المراد بذلك الأمور الغيبية التوقيفية التي لايعلمها إلا الله كأمور الآخرة ففسرها النبي صلى الله عليه وسلم بما أوحي إليه وأما باقي القرآن فلم يكونوا يحتاجوا إليه لإنه نزل بلغتهم وإذا أشكل عليهم أمر من الأمور سألوا النبي صلى الله عليه وسلم بينه لهم .
- عظم حرمة القول على الله بلا علم ولافقه :يروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)).ولذلك كان كثير من السلف يتورعون عن التفسير ويقولون إنما هو الرواية عن الله .
- أعلام المفسرين من الصحابة : من برز من الصحابة علي بن أبي طالب وأخذ عنه التفسير عبد الله بن عباس وهو حبر هذه الأمة ثم يتلوه ابن مسعودوأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو بن العاص.
- أعلام المفسرين من التابعين :الحسن بن أبي الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وعلقمة. وأما مجاهد فقرأ على ابن عباس القرآن مرتين يسأله عند كل آية ,ويتلوهم عكرمة والضحاك بن مزاحم وإن كان لم يلق ابن عباس وإنما أخذ عن ابن جبير.
- أعلام المفسرين في القرن الثالث : عبد الرزاق والمفضل وعلي بن أبي طلحة والبخاري وغيرهم.
- مكانة تفسير الطبري :جمع علوم التفسير المتفرقة مع ايضاحه للأسانيد .
- ثم جاء من بعدهم أبو إسحاق الزجاج وأبو علي الفارسي وقد أثنى على تفاسيرهما ,وأما تفاسيرأبو بكر النقاش وأبو جعفر النحاس فقد استدرك عليهما مكي بن أبي طالب رضي الله عنه وأبو العباس المهدوي . أثابهم الله جميعا وجعل ما قدموه ذخرا لهم يوم لا ينفع مال ولا بنون .

باب معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه)).

- معنى السبعة أحرف .
اختلف العلماء في ذلك اختلافا كثيرا
- فقيل أي على سبعة أوجه كتعال وأقبل وإلي ونحوي وقصدي وإقرب وجئ , أو هي سبع لغات ,أو كالحروف التي في كتاب الله فيها قراءات كثيرة , وقال هو قول ضعيف.
- وقيل السبعة أحرف تكون في الأمر الواحد ولا يكون من الحلال والحرام ,ذكره ابن شهاب في كتاب مسلم . وقال ابن عطية هو كلام محتمل
- وقيل إن المراد بالسبعة الأحرف معاني كتاب الله تعالى وهي أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال. وضعفه ابن عطية لإن هذه لا تسمى أحرف و لإن الإجماع على أن التوسعة لم تقع في تغيير الحرام حلالا والحلال حراما .
- وقال القاضي أبو بكر بن الطيب أن السبعة أحرف ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل: {هن أطهرُ} وأطهرَ.
ومنها ما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب مثل: {ربنا باعِد} وباعَد.
ومنها ما تبقى صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف مثل (ننشرها) و{ننشزها}.
ومنها ما تتغير صورته ويبقى معناه كقوله: {كالعهن المنفوش} و(كالصوف المنفوش) ومنها ما تتغير صورته ومعناه مثل: {وطلح منضود} و(طلع منضود) ومنها بالتقديم والتأخير كقوله: {وجاءت سكرة الموت بالحق} و(سكرة الحق بالموت).
ومنها بالزيادة والنقصان كقوله: (تسع وتسعون نعجة أنثى).
- وقال أيضا القاضي أبو بكر بن الطيب أن السبعة أحرف ما ذكرت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف نهي وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وائتمروا وانتهوا واعتبروا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه)).
ورد هذا القول ابن عطية فقال هذا تفسير منه صلى الله عليه وسلم للأحرف السبعة ولكن ليست هذه التي أجاز لهم القراءة بها على اختلافها وإنما المراد بالحرف في هذه بمعنى الجهة والطريقة ومنه قول تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف} أي على وجه وطريقة هي ريب وشك وعلى هذا يكون معنى الحديث أي على سبع طرائق من تحليل وتحريم وغير ذلك.
وكذلك أن أبيا رضي الله عنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يا أبي إني أقرئت القرآن على حرف أو حرفين ثم زادني الملك حتى بلغ سبعة أحرف ليس منها إلا شاف وكاف إن قلت: غفور رحيم سميع عليم أو عليم حكيم وكذلك ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)).
- قال القاضي ابن طيب هي سبعة أوجه من أسماء الله تعالى. قال ابن عطية ينبغي أن يحمل على أن هذا كان مطلقا ثم نسخ لإنه لا يجوز للناس أن يبدلوا اسما لله في موضع بغيره مما يوافق معناه أو يخالفه.
- وقيل أن كل كلمه اختلفت فيها القراءة هي على سبعة أحرف وإلا بطل معنى الحدبث.
- وقيل يوجد في القرآن كلمة أو كلمتين تقرأ على سبعة أحرف وبهذا يتم معنى الحديث .
- قال القاضي ابن الطيب ببطلان القول بأن الحديث أنزل القرآن على سبع لغات مختلفات هذا باطل إلا إذا كان الإختلاف في القصة الواحدة وأن لغة عمر بن الخطاب وأبي بن كعب وهشام بن حكيم وابن مسعود واحدة وقراءتهم مختلفة وحصل الإنكار للقراءة المختلفة .
- وقيل أن هذه الأحرف السبعة التي صوب النبي صلى الله عليه وسلم القراءة بها وذلك لاختلافهم في اللغات فلها سبعة أوجه وسبعة قراءات لها طرائق يقرأ بها في القرآن كله أو معظمه فيجوز القراءة بها على اختلافها ويدل على ذلك قول الناس حرف أبي وحرف ابن مسعود ونقول إن القرآن منزل على سبعة أحرف من اللغات والإعراب وتغيير الأسماء والصور وإن ذلك متفرق في كتاب الله ليس في حرف واحد وسورة واحدة وعلى ذلك جرى الإجماع .
- رد ابن عطية على ابن الطيب قوله أن المراد بالأحرف سبعة لغات وقال أن الإختلاف ليس شديدا بحيث يجهل كل قبيلة لغة الأخرى وإنما مجرد ألفاظ مختلفة تستخدم في كل قبيلة على حده ,وإنما اللغة هي التي تقرأ القرآن كله بلغتها ولا يدخل في قراءتها لغة غيرها.
- بيان ابن عطية رحمه الله لمعنى حديث النبي عليه السلام بأنه الوجوه والطرائق المختلفة في كتاب الله مرة من جهة اللغة ومرة من جهة الإعراب وغير ذلك , كما صحح أن نحسب قراءة كل قبيلة التي نزل القرآن بلسانها بأنها لغة .
- شروط القراءة الصحيحة التي يقرأ بها في الصلاة .
أن القراء تتبعوا ما ورد من ألفاظ مختلفة فما وافق خط المصحف وثبت بالإجماع قرأوا به وهكذا كانت القراءات السبعة .
- حكم القراءات الشاذة لا تصح الصلاة بها وأما ما روي عن الصحابة و أئمة التابعين بغير إجماع لا يصح في ذلك إلا اعتقاد أنهم رووه .

باب ذكر جمع القرآن وشكله ونقطه وتحزيبه وتعشيره

- سبب جمع القرآن في عهد أبي بكر : وذلك لما استحر القتل في القراء يوم اليمامة خشي الصحابة على القرآن فأشار عمر بن الخطاب على أبي بكر بجمعه فكلف أبي بكر زيد بن ثابت لإنه من كتاب الوحي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولإمانته فجمعه من اللخاف والعظم وصدور الرجال غير مرتب السور وسقطت منه آية من آخر سورة براءة حتى وجدها عند خزيمة بن ثابت .
- سبب الجمع في عهد عثمان بن عفان
لما كان الجمع في عهد أبي بكر بالأحرف السبعة وغير منقوط ولا مشكل حصل هناك اختلاف في القراءة فلما خشي عثمان من تفرق المسلمين في الكتاب وأن يكفر بعض المسلمين بعضا جمعه على مصحف إمام بإشارة من حذيفة بن اليمان وكلف بذلك زيد بن ثابت ثلاثة من قريش سعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن الزبير.ثم بعث لكل مصر بمصحف وأمر بإحراق ماسواها .

- ترتيب السور على ماهو معروف في مصحف عثمان هو اجتهاد من زيد وعثمان رضي الله عنهما ,بخلاف السبع الطوال والحواميم والمفصل فقد كان مرتبا زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأما ترتيب الآيات في السور والبسملة بين السور من النبي صلى الله عليه وسلم .
- أول من وضع الشكل ونقط الحروف
قيل عبد الملك بن مروان أمر الحجاج وزاد تحزيبه وأمر الحسن ويحيى بن يعمر بذلك وألف إثر ذلك بواسط كتاب في القراءات جمع فيه ما روي من اختلاف الناس فيما وافق الخط ومشى الناس على ذلك زمانا طويلا إلى أن ألف ابن مجاهد كتابه في القراءات.
وقيل أن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي
وقيل أن ابن سيرين كان له مصحف نقطه له يحيى بن يعمر.ذكره الزبيدي
وقيل أن زياد بن أبي سفيان أمر أبا الأسود بنقط المصاحف.ذكره أبو الفرج
وذكر الجاحظ في كتاب الأمصار أن نصر بن عاصم أول من نقط المصاحف وكان يقال له: نصر الحروف.
- أول من حزب القرآن .
قيل المأمون العباسي أمر بذلك وقيل إن: الحجاج فعل ذلك.


باب في ذكر الألفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق.

- هل في القرآن بعض الألفاظ من لغات أخرى سوى العربية ؟
أختلف المفسرون في ذلك
فقال أبو عبيدة إن القرآن فيه من الألفاظ الغير عربية كألفاظ من لغة الحبشة كقسورة وكفلين وألفاظ فارسية.
وقال الطبري بل كل ألفاظ القرآن عربية أصلا وإن كان هناك ألفاظ غير عربية فهو من باب الإتفاق في الألفاظ بين اللغات .
وقال ابن عطية إن ألفاظ القرآن عربية وما كان فيه من ألفاظ غير عربية فهم قد تأثروا بهذه الألفاظ أثناء رحلاتهم التجارية وسفرهم واختلاطهم بغيرهم من الأمم ثم عربوا تلك الكلمات واستخدموها في أشعارهم ومحاوراتهم بعد أن أدخلوا عليها بعض التعديل من التخفيف أو الزيادة أو النقصان لبعض الحروف فجرت مجرى الفصيح فنزل بها القرآن .


نبذة مما قال العلماء في إعجاز القرآن.

- تحدي القرآن وإعجازه .
اختلف المفسرون في أي شيء وقع إعجاز القرآن :
- فقيل في صفة الكلام القديم الذي هو صفة الذات وأن العرب كلفت مالا تطيق فلذلك عجزت عن التحدي.
- وقيل وقع في الأخبار الصادقة والأمور الغيبية .
وهذه يرى العجز فيها من كان مقر بدين الإسلام معترفا بالله تعالى ونبوة النبي صلى الله عليه وسلم .
- وأما الكفار فلا شك أنها تحديت برصف القرآن ونظمه وفصاحته وتوالي معاني ألفاظه , فتحداهم الله أن يأتوا بمثل ألفاظه .
وهذا القول الذي رجحه ابن عطية والذي قال عليه الجمهور .

- وجه إعجاز القرآن إنه نزل من الله تعالى الذي أحاط علمه بكل شيء بعكس الإنسان وما يتصف به من صفات الجهل والنسيان وغيرها .

باب في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى
حكم إسناد بعض الأفعال إلى الله تعالى لم يأت بها الشرع .
- أجاز ذلك المحدثون والفقهاء والمفسرون واستخدمها أبو المعالي في الإرشاد وذلك مثل قول خاطب الله بهذه الآية المؤمنين وشرف الله بالذكر الرجل المؤمن من آل فرعون وحكى الله تعالى عن أم موسى أنها قالت: {قصيه} ووقف الله ذرية آدم على ربوبيته بقوله: {ألست بربكم}
- وقال الأصوليين أنه لا يجوز أن يقال حكى الله ولا ما جرى مجراه
وقال ابن عطية يكون ذلك غير جائزا إذا كان إثبات ذلك كصفة من صفاته أما إذا كان ذلك في سياق الكلام فإنه أسلوب شائع في كلام العرب وهذا كقول أم سلمة فعزم الله لي في الحديث في موت أبي سلمة وإبدال الله لها منه رسول الله.
ومن ذلك قولهم الله يدري كذا وكذا، والدراية إنما هي التأتي للعلم بالشيء حتى يتيسر ذلك.


باب في تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية

- معنى القرآن : مصدر من قرأ الرجل إذا تلا يقرأ قرآنا وقراءة

- وقال قتادة: القرآن معناه التأليف قرأ الرجل إذا جمع وألف قولا وبهذا فسر قتادة قول الله تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه} أي تأليفه وهذا نحو قول الشاعر :
ذراعي بكرة أدماء بكر = هجان اللون لم تقرأ جنينا
أي لم تجمع في بطنها ولدا .
ورجح ابن عطية القول الأول لإنه أقوى ومنه قول حسان بن ثابت يرثي عثمان بن عفان رضي الله عنه
ضحوا بأشمط عنوان السجود به = يقطع الليل تسبيحا وقرآنا
أي: قراءة
- معنى الكتاب : مصدر من كتب إذا جمع ومنه قولهم كتيبة لاجتماعها ومنه قول الشاعر: (واكتبها بأسيار) أي: اجمعها.
- معنى الفرقان : مصدر لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر فرقا وفرقانا
- معنى الذكر فسمي به لأنه يذكر به الناس بأمر آخرتهم وإلاههم وما كانوا في غفلة عنه فهو ذكر لهم .
وقيل: سمي بذلك لأنه فيه ذكر الأمم الماضية والأنبياء .
وقيل: سمي بذلك لأنه ذكر وشرف لمحمد صلى الله عليه وسلم وقومه وسائر العلماء به.
- معنى السورة :
من العرب من يقرأها بهمز( سؤر) فيكون المعنى عندهم كالبقية من الشيء والقطعة منه التي هي سؤر وسؤرة من أسأر إذا أبقى ومنه سؤر الشراب ومنه قول الأعشى وهو ميمون بن قيس: [المتقارب]
فبانت وقد أسأرت في الفؤاد = صدعا على نأيها مستطيرا
أي: أبقت فيه.

- وأما من لا يهمز فمنهم من يرى أنها سهلت همزتها ولها نفس معنى من همز .
- ومنهم من يشبهها بسور البناء أي القطعة منه لأن كل بناء فإنما يبنى قطعة بعد قطعة , قال أبو عبيدة: إنما اختلفا في هذا فكأن سور القرآن هي قطعة بعد قطعة حتى كمل منها القرآن.
- ويقال أيضا للرتبة الرفيعة من المجد والملك سورة ومنه قول النابغة الذبياني للنعمان بن المنذر:
ألم تر أن الله أعطاك سورة = ترى كل ملك دونها يتذبذب
فكأن الرتبة انبت حتى كملت .

- معنى الآية :
- قيل هي العلامة, ومنه قول الأسير الموصي إلى قومه باللغز: (بآية ما أكلت معكم حيسا).
- وقيل هي الجملة التامة من القرآن علامة على صدق الآتي بها وعلى عجز المتحدى بها
- وقيل سميت آية لإن العرب تقول لمجموع الكلام وجملته آية وذلك كقولهم جئنا بآيتنا أي بجماعتنا .
- وقيل لإنها علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها سميت آية.

وزن كلمة آية :

- عند سيبويه فعلة بفتح العين أصلها أيية تحركت الياء الأولى وما قبلها مفتوح فجاءت آية.
- وقال الكسائي أصل آية آيية على وزن فاعلة حذفت الياء الأولى مخافة أن يلتزم فيها من الإدغام ما لزم في دابة.
- وقال مكي في تعليل هذا الوجه سكنت الأولى وأدغمت فجاءت آية على وزن دابة ثم سهلت الياء المثقلة وقيل: أصلها أية على وزن فعلة بسكون العين أبدلت الياء الساكنة ألفا استثقالا للتضعيف قاله الفراء وحكاه أبو علي عن سيبويه في ترجمة {وكأين من نبي}.
- وقال بعض الكوفيين أصلها أيية على وزن فعلة بكسر العين أبدلت الياء الأولى ألفا لثقل الكسر عليها وانفتاح ما قبلها.


والحمد لله رب العالمين ,,,

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 19 جمادى الآخرة 1439هـ/6-03-2018م, 07:19 PM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

س: استخلص المسائل التي اشتملت عليها مقدّمة تفسير ابن عطية الأندلسي، ثم لخّص بأسلوبك ما قيل في كل مسألة.

-سبب تأليف كتابه
لأن علم تفسير القرآن أعظم العلوم فشرف العلم على قدر شرف المعلوم وهو العلم الذي جعل للشرع قواما واستعمل سائر المعارف خداما منه تأخذ مبادئها وبه تعتبر نواشئها فما وافقه منها أخذناه وما خالفه تركناه
وهو أعظم العلوم تقريبا إلى الله تعالى وتخليصا للنيات ونهيا عن الباطل وحضا على الصالحات.

-منهجه في التأليف.
قام ببيان معاني القران على أن يكون جامعا وجيزا محررا ، لا يذكر من القصص إلا ما يتعلق بالآية تعلقًا مباشرا ، وأثبت أقوال العلماء في المعاني منسوبة إليهم على ما تلقى السلف الصالح رضوان الله عليهم ،ومتى وقع لأحد من العلماء الذين قد حازوا حسن الظن بهم لفظ ينحو إلى شيء من أغراض الملحدين نبه عليه وسرد التفسير في هذا التعليق بحسب رتبة ألفاظ الآية من حكم أو نحو أو لغة أو معنى أو قراءة ، وقصد ذكر جميع القراءات مستعملها وشاذها واعتمد تبيين المعاني وجميع محتملات الألفاظ مع الحرص على الإيجاز وعدم التطويل.

-بيان فضل القران الكريم وأهمية الاعتصام به.
1-فيه نجاة من الفتن :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء من علم علمه سبق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم)).
2-أساس كل علم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن)).
3-قراءته ومصاحبته باب من أبواب زيادة الحسنات ومضاعفتها
قال صلى الله عليه وسلم: ((اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف)).
حدث أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ مائة آية كتب من القانتين ومن قرأ مائتي آية لم يكتب من الغافلين ومن قرأ ثلاثمائة آية لم يحاجه القرآن)).
4-يشفع لصاحبه يوم القيامة
قال عليه السلام: ((ما من شفيع أفضل عند الله من القرآن لا نبي ولا ملك)).
وروى أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من شفع له القرآن نجا ومن محل به القرآن يوم القيامة كبه الله لوجهه في النار وأحق من شفع له القرآن أهله وحملته وأولى من محل به من عدل عنه وضيعه)).
5-تشريف صاحب القران على غيره
روى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أشراف أمتي حملة القرآن)).
وروى عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه)).

6-أجر من اجتهد وجاهد في تعلمه
قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الذي يتعاهد هذا القرآن ويشتد عليه له أجران والذي يقرأه وهو خفيف عليه مع السفرة الكرام البررة)).


-تيسير قراءته وحفظه للناس مع الأمر بالعمل بما فيه وتعظيمه :
قال القاضي عبد الحق رضي الله عنه قال الله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} [القمر: 17، 22، 23، 40].
وقال تعالى: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا} [المزمل: 5] أي علم معانيه والعمل به والقيام بحقوقه ثقيل فمال الناس إلى الميسر وتركوا الثقيل وهو المطلوب منهم.

-ما جاء في خشية السلف وما يفعل بعد ختم القرآن:
قيل ليوسف بن أسباط: بأي شيء تدعو إذا ختمت القرآن قال: أستغفر الله من تلاوتي لأني إذا ختمته وتذكرت ما فيه من الأعمال خشيت المقت فأعدل إلى الاستغفار والتسبيح.


باب في فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه

-أهمية إعراب القرآن
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: ((أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه فإن الله يحب أن يعرب)).
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه إعراب القرآن أصل في الشريعة لأن بذلك تقوم معانيه التي هي الشرع.

-بيان أهمية تعلم التفسير وتعليمه
وقال أبو العالية في تفسير قوله عز وجل: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} [البقرة: 269] قال الحكمة: الفهم في القرآن وقال قتادة الحكمة: القرآن والفقه فيه وقال غيره: الحكمة تفسير القرآن.
وذكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه جابر بن عبد الله فوصفه بالعلم فقال له رجل: جعلت فداك تصف جابرا بالعلم وأنت أنت فقال: إنه كان يعرف تفسير قول تعالى: {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} [القصص: 197].
وقال إياس بن معاوية مثل الذين يقرؤون القرآن وهم لا يعلمون تفسيره كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلا وليس عندهم مصباح فتداخلتهم روعة لا يدرون ما في الكتاب ومثل الذي يعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرؤوا ما في الكتاب.
وقال ابن عباس: الذي يقرأ ولا يفسر كالأعرابي الذي يهذ الشعر.

-حرص السلف على التفسير والرحلة في طلبه
وقال الشعبي رحل مسروق إلى البصرة في تفسير آية فقيل له: إن الذي يفسرها رحل إلى الشام فتجهز ورحل إليه حتى علم تفسيرها.
وقال مجاهد: أحب الخلق إلى الله أعلمهم بما أنزل.
وقال الحسن: والله ما أنزل الله آية إلا أحب أن يعلم فيمن أنزلت وما يعني بها0
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوها كثيرة)).
وقال الحسن: أهلكتهم العجمة يقرأ أحدهم الآية فيعيى بوجوهها حتى يفتري على الله فيها.
وكان ابن عباس يبدأ في مجلسه بالقرآن ثم بالتفسير ثم بالحديث.

باب ما قيل في الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتب المفسرين


باب ما قيل في الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتب المفسرين


-بيان نوع من أنواع التفسير النبوي وهو ما يكون مصدره الوحي :
روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آيا بعدد علمه إياهن جبريل.
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: ومعنى هذا الحديث في مغيبات القرآن وتفسير مجمله ونحو هذا مما لا سبيل إليه إلا بتوقيف من الله تعالى ومن جملة مغيباته ما لم يعلم الله به كوقت قيام الساعة ونحوه ومنها ما يستقرأ من ألفاظه كعدد النفخات في الصور وكرتبة خلق السموات والأرض.

-ماجاء في التحذير من في الكلام في القران بغير علم :
يروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)).
-بيان نوعي التفسير بالرأي المحمود والمذموم
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: ومعنى هذا أن يسأل الرجل عن معنى في كتاب الله فيتسور عليه برأيه دون نظر فيما قال العلماء أو اقتضته قوانين العلوم كالنحو والأصول (المذموم)
وليس يدخل في هذا الحديث أن يفسر اللغويون لغته والنحاة نحوه والفقهاء معانيه ويقول كل واحد باجتهاده المبني على قوانين علم ونظر فإن القائل على هذه الصفة ليس قائلا بمجرد رأيه.(المحمود)

-حال السلف مع التفسير

1-منهم من عظم القول فيه وتركه خشية وخوفا من وقوع الخطأ وتورعا واحتياطا لأنفسهم منه كسعيد بن المسيب وعامر الشعبي.
2-ومنهم من فرغ نفسه لتفسير القران والعلم به والعمل بما فيه وهم أبقوا على المسلمين في ذلك رضي الله عنهم.


-مراتب المفسرين:
الصحابة
1- صدر المفسرين والمؤيد فيهم فعلي بن أبي طالب رضي الله عنه
2-ويتلوه عبد الله بن العباس رضي الله عنهما وهو تجرد للأمر وكمله وتتبعه وتبعه العلماء عليه كمجاهد وسعيد بن جبير وغيرهما والمحفوظ عنه في ذلك أكثر من المحفوظ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

التابعين:
الحسن بن أبي الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وعلقمة.
ويتلوهم عكرمة والضحاك بن مزاحم وإن كان لم يلق ابن عباس وإنما أخذ عن ابن جبير.
وأما السدي رحمه الله فكان عامر الشعبي يطعن عليه وعلى أبي صالح لأنه كان يراهما مقصرين في النظر.

بداية التدوين في التفسير:
حمل تفسير كتاب الله تعالى عدول كل خلف وألف الناس فيه كعبد الرزاق والمفضل وعلي بن أبي طلحة والبخاري وغيرهم.
وكان أفضل من جمع التفسير واهتم بالإسناد ابن جرير الطبري.
-ومن المبرزين في المتأخرين أبو إسحاق الزجاج وأبو علي الفارسي فإن كلامهما منخول
وأما أبو بكر النقاش وأبو جعفر النحاس فكثيرا ما استدرك الناس عليهما وعلى طريقهم مكي بن أبي طالب رضي الله عنه وأبو العباس المهدوي رحمه الله متقن التأليف وكلهم مجتهد مأجور رحمهم الله ونضر وجوههم.



باب معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه))
-اختلف العلماء في المراد بالسبعة أحرف اختلافًا شديدًا:
القول الأول:المراد سبعة أوجه من المعاني كتعال وأقبل وإلي ونحوي..., وضعف ابن عطية هذا القول.
القول الثاني: المراد بالسبعة الأحرف معاني كتاب الله تعالى وهي أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال.
قال ابن عطية : وهذا أيضا ضعيف لأن هذه لا تسمى أحرفا وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحريم حلال ولا في تحليل حرام ولا في تغيير شيء من المعاني المذكورة.
القول الثالث:ما قاله القاضي أبو بكر بن الطيب قال: تدبرت وجوه الاختلاف في القراءة فوجدتها سبعة منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل: {هن أطهرُ} وأطهرَ.
ومنها ما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب مثل: {ربنا باعِد} وباعَد.
ومنها ما تبقى صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف مثل (ننشرها) و{ننشزها}.
ومنها ما تتغير صورته ويبقى معناه كقوله: {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5] و(كالصوف المنفوش) ومنها ما تتغير صورته ومعناه مثل: {وطلح منضود} [الواقعة: 29] و(طلع منضود) ومنها بالتقديم والتأخير كقوله: {وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق: 19] و(سكرة الحق بالموت).
ومنها بالزيادة والنقصان كقوله: (تسع وتسعون نعجة أنثى).
وذكر القاضي أبو بكر بن الطيب في معنى هذه السبعة الأحرف حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف نهي وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وائتمروا وانتهوا واعتبروا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه)).
قال القاضي أبو محمد فهذا تفسير منه صلى الله عليه وسلم للأحرف السبعة ولكن ليست هذه التي أجاز لهم القراءة بها على اختلافها وإنما الحرف في هذه بمعنى الجهة والطريقة ومنه قول تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف} [الحج: 11] أي على وجه وطريقة هي ريب وشك فكذلك معنى هذا الحديث على سبع طرائق من تحليل وتحريم وغير ذلك.

القول الرابع: المراد بالسبعة أحرف سبع لغات من لغات العرب ، واختلفوا في اللغات فقال ابن عطية رحمه الله وغفر له :فأصل ذلك وقاعدته قريش ثم بنو سعد بن بكر لأن النبي عليه السلام قرشي واسترضع في بني سعد ونشأ فيهم ثم ترعرع وعقت تمائمه وهو يخالط في اللسان كنانة وهذيلا وثقيفا وخزاعة وأسدا وضبة وألفافها لقربهم من مكة وتكرارهم عليها ثم بعد هذه تميما وقيسا ومن انضاف إليهم وسط جزيرة العرب فلما بعثه الله تعالى ويسر عليه أمر الأحرف أنزل عليه القرآن بلغة هذه الجملة المذكورة وهي التي قسمها على سبعة لها السبعة الأحرف وهي اختلافاتها في العبارات حسبما تقدم.


-سبب اختيار تنزيل القران بلغة قريش:
لسلامتها من الدخيل ويسرها الله لذلك ليظهر آية نبيه بعجزها عن معارضة ما أنزل عليه ، وسبب سلامتها أنها في وسط جزيرة العرب في الحجاز ونجد وتهامة فلم تطرقها الأمم.

-الحكمة من انزال القران على 7 أحرف:
تيسيرا على امته عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف))

-السبب الباعث لجمع عثمان القران الكريم
لما انتشر الإسلام وافترق الصحابة في البلدان وجاء الخلف وقرأ القرآن كثير من غير العرب وقع بين أهل الشام والعراق اختلاف وشقاق كما ذكر حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وذلك أنهم لما اجتمعوا في غزوة أرمينية فقرأت كل طائفة بما روي لها فاختلفوا وتنازعوا حتى قال بعضهم لبعض: أنا كافر بما تقرأ به فأشفق حذيفة مما رأى منهم فلما قدم حذيفة المدينة فيما ذكر البخاري وغيره دخل إلى عثمان بن عفان قبل أن يدخل بيته فقال: أدرك هذه الأمة قبل أن تهلك قال: فيماذا؟ قال: في كتاب الله إني حضرت هذه الغزوة وجمعت ناسا من العراق ومن الشام ومن الحجاز فوصف له ما تقدم وقال: إني أخشى عليهم أن يختلفوا في كتابهم كما اختلفت اليهود والنصارى قال عثمان رضي الله عنه: أفعل فتجرد للأمر واستناب الكفاة العلماء الفصحاء في أن يكتبوا القرآن ويجعلوا ما اختلفت القراءة فيه على أشهر الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفصح اللغات وقال لهم: "إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش".


-منهج عثمان في كتابة المصحف:
قال لهم: "إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش".
فمعنى هذا إذا اختلفتم فيما روي ، وإلا فمحال أن يحيلهم على اختلاف من قبلهم لأنه وضع قرآن فكتبوا في القرآن من كل اللغات السبع مرة من هذه ومرة من هذه وذلك مقيد بأن الجميع مما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم وقرئ عليه واستمر الناس على هذا المصحف المتخير وترك ما خرج عنه مما كان كتب سدا للذريعة وتغليبا لمصلحة الألفة وهي المصاحف التي أمر عثمان بن عفان رضي الله عنه أن تحرق أو تخرق.

-موقف ابن مسعود من جمع عثمان رضي الله عنه وأرضاه :
فأما ابن مسعود فأبى أن يزال مصحفه فترك ولكن أبى العلماء قراءته سدا للذريعة ولأنه روي أنه كتب فيه أشياء على جهة التفسير فظنها قوم من التلاوة فتخلط الأمر فيه ولم يسقط فيما ترك معنى من معاني القرآن لأن المعنى جزء من الشريعة وإنما تركت ألفاظ معانيها موجودة في الذي أثبت.


-نشأة القراءات السبعة:
ثم أن القراء في الأمصار تتبعوا ما روي لهم من اختلافات لاسيما فيما وافق خط المصحف فقرؤوا بذلك حسب اجتهاداتهم فلذلك ترتب أمر القراء السبعة وغيرهم رحمهم الله ومضت الأعصار والأمصار على قراءة السبعة وبها يصلى لأنها ثبتت بالإجماع.

منهج التعامل مع القراءات الشاذة:
وأما شاذ القراءات فلا يصلى به وذلك لأنه لم يجمع الناس عليه أما أن المروي منه عن الصحابة رضي الله عنهم وعن علماء التابعين لا يعتقد فيه إلا أنهم رووه.

-سبب ذكر القراءات الشاذة والضعيفة:
يذكر لأجل العلم به ومعرفته ورده ، قال ابن عطية: وأما ما يؤثر عن أبي السمال ومن قاربه فلا يوثق به وإنما أذكره في هذا الكتاب لئلا يجهل والله المستعان.

-سبب خلاف القراء في القراءة مع ان المصاحف واحدة:
وذلك لأن المصحف لم يكن مشكول ولا منقوط فوقع خلاف بين الناس في بعض الكلمات.

-جمع القران في عصر النبي ﷺ :
1-محفوظا في الصدور
2- مدون في الصحف واللخاف والجريد ، وقد كان للنبي ﷺ من أصحابه كتابًا ، فإذا نزلت الآيات أمرهم بكتابتها وأخبرهم عن مكانها من السورة.

-جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه :
كان الباعث وراء هذا الجمع قتل القراء وحفظة القرآن في قتال المرتدين في اليمامة ، فاقترح عمر رضي الله عنه وأرضاه ان يجمع القران في مصحف واحد حفظا له ، وعرض هذا الأمر على أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه إلى أن اطمأن قلبه لذلك ثم رشحوا لهذه المهمة زيد بن ثابت رضي الله عنه وأرضاه فجمعه غير مرتب السور بعد تعب شديد ، وبقيت الصحف عند أبي بكر ثم عند عمر بن الخطاب بعده ثم عند حفصة بنته في خلافة عثمان وانتشرت في خلال ذلك صحف في الآفاق كتبت عن الصحابة كمصحف ابن مسعود وما كتب عن الصحابة بالشام ومصحف أبي وغير ذلك وكان في ذلك اختلاف حسب السبعة الأحرف التي أنزل القرآن عليها.

-جمع القران في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه :
كان السبب خلف هذا الجمع هو اختلاف الناس في القراءة كما ذكرنا سابقًا فندب لهذا العمل زيد بن ثابت رضي الله عنه ومعه ثلاثة من قريش سعيد بن العاصي وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن الزبير ، فبعث بهذه الصحف إلى الأمصار وأمر بحرق وإتلاف ما سواها ، وقد كان إمامهم في هذا الجمع الصحف التي كانت عند أم المؤمنين حفصة رضي الله عنه وأرضاها.

-ترتيب السور في المصحف :
قال القاضي أبو بكر بن الطيب وترتيب السور اليوم هو من تلقاء زيد ومن كان معه مع مشاركة من عثمان رضي الله عنه في ذلك.
قال ابن عطية: وظاهر الآثار أن السبع الطول والحواميم والمفصل كان مرتبا في زمن النبي عليه السلام وكان في السور ما لم يرتب فذلك هو الذي رتب وقت الكتب

-ترتيب الآيات في السور ووضع البسملة بداية كل سورة :
وقال مكي رحمه الله أن الترتيب كان من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لما لم يأمر بذلك في أول براءة تركت بلا بسملة هذا أحد ما قيل في براءة وذلك مستقصى في موضعه موفى إن شاء الله تعالى.

- شكل المصحف ونقطه:
قيل: إن عبد الملك بن مروان أمر به وعمله فتجرد لذلك الحجاج بواسط وجد فيه وزاد تحزيبه وأمر وهو والي العراق الحسن ويحيى بن يعمر بذلك وألف إثر ذلك بواسط كتاب في القراءات جمع فيه ما روي من اختلاف الناس فيما وافق الخط ومشى الناس على ذلك زمانا طويلا إلى أن ألف ابن مجاهد كتابه في القراءات.
وقيل : أن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي وقد امره بذلك زياد بن أبي سفيان ، وذكر أيضا أن ابن سيرين كان له مصحف نقطه له يحيى بن يعمر.
وذكر الجاحظ في كتاب الأمصار أن نصر بن عاصم أول من نقط المصاحف وكان يقال له: نصر الحروف.

-وضع الأعشار في المصحف:
قيل: إن المأمون العباسي أمر بذلك وقيل إن: الحجاج فعل ذلك.
وذكر أبو عمرو الداني عن قتادة أنه قال: بدؤوا فنقطوا ثم خمسوا ثم عشروا وهذا كالإنكار.

-هل في القرآن كلمات أعجمية؟
اختلف الناس في ذلك اختلافا كثيرا فقيل:
1- أن في القران من كل لغة. قاله أبو عبيدة.
2-أن القرآن كله عربي ولا توجد به كلمة أعجمية ، أما الأمثلة والحروف التي تنسب إلى سائر اللغات إنما اتفق فيها أن تواردت اللغتان فتكلمت بها العرب والفرس أو الحبشة بلفظ واحد وذلك مثل قول تعالى: {إن ناشئة الليل} [المزمل: 6] قال ابن عباس: نشأ بلغة الحبشة قام من الليل . قاله الطبري.
3-ومما قال القاضي أبو محمد رحمه الله وغفر له : فحقيقة العبارة عن هذه الألفاظ أنها في الأصل أعجمية لكن استعملتها العرب وعربتها فهي عربية بهذا الوجه وما ذهب إليه الطبري من أن اللغتين اتفقتا في لفظة فذلك بعيد بل إحداهما أصل والأخرى فرع في الأكثر لأنا لا ندفع أيضا جواز الاتفاق قليلا شاذا.


-اختلف الناس في إعجاز القرآن بم هو؟
1-قال قوم: إن التحدي وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات وإن العرب كلفت في ذلك ما لا يطاق وفيه وقع عجزها
2-قال قوم: إن التحدي وقع بما في كتاب الله تعالى من الأنباء الصادقة والغيوب المسرودة.
3-قال ابن عطية: و القول الذي عليه الجمهور والحذاق وهو الصحيح في نفسه أن التحدي إنما وقع بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه.

-باب في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى:
وهي أن يقول خاطب الله بهذه الآية المؤمنين وشرف الله بالذكر الرجل المؤمن من آل فرعون ... الخ
وقد استعمل هذه الطريقة المفسرون والمحدثون والفقهاء واستعملها أبو المعالي في الإرشاد وذكر بعض الأصوليين أنه لا يجوز أن يقال حكى الله ولا ما جرى مجراه.

-باب في تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية
#معنى القرآن:
هو القرآن وهو الكتاب وهو الفرقان وهو الذكر.
1-فالقرآن مصدر من قولك: قرأ الرجل إذا تلا يقرأ قرآنا وقراءة.
قال قتادة في قول الله تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه} [القيامة: 17] أي تأليفه ، فجعل معنى القرآن التأليف.
2-وأما الكتاب فهو مصدر من كتب إذا جمع.
3-وأما الفرقان أيضا فهو مصدر لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر فرقا وفرقانا
4-وأما الذكر فسمي به لأنه ذكر به الناس آخرتهم وإلههم وما كانوا في غفلة عنه فهو ذكر لهم ، وقيل: سمي بذلك لأنه فيه ذكر الأمم الماضية والأنبياء، وقيل: سمي بذلك لأنه ذكر وشرف لمحمد صلى الله عليه وسلم وقومه وسائر العلماء به.

#معنى السورة:
وأما السورة فإن قريشا كلها ومن جاورها يقولون سورة بغير همز ، وتميم كلها وغيرهم أيضا يهمزون فيقولون سؤر وسؤرة
1-فأما من همز: فهي عنده كالبقية من الشيء والقطعة منه.
2-وأما من لا يهمز :
أ/فمنهم من يراها من المعنى المتقدم إلا أنها سهلت همزتها.
ب/ ومنهم من يراها مشبهة بسورة البناء أي القطعة منه لأن كل بناء فإنما يبنى قطعة بعد قطعة ، فالقرآن مجموعة من السور.
ج/ومن معاني السورة الرتبة الرفيعة من المجد والملك، فكأن الرتبة انبنت حتى كملت.


#معنى الآية :
فهي العلامة في كلام العرب.
وقيل في سبب تسمية آيات القرآن بهذا الاسم:
1-أن الجملة التامة من القرآن لما صارت علامة على صدق الآتي بها وعلى عجز المتحدى بها سميت آية.
2-وقيل سميت آية لما كانت جملة وجماعة كلام كما تقول العرب جئنا بآيتنا أي بجماعتنا.
3-وقيل لما كانت علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها سميت آية

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 1 رجب 1439هـ/17-03-2018م, 02:30 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

[size="5"]

تقويم مجلس مذاكرة مقدمة تفسير ابن عطية


تعليق عام:

أحسنتم جميعًا، بارك الله فيكم ونفع بكم.
- أكثركم لم يلخص ما ورد في خطبة الكتاب على أهميتها؛ ففيها بيان منهج ابن عطية في تفسيره والباعث له على كتابة هذا التفسير القيم.
- من المهم استخلاص المسائل من الآثار والأحاديث الواردة وعدم الاكتفاء بسردها تحت عنوان عام، مثلا:" ما ورد في فضل القرآن "
مثال :
- شفاعة القرآن في أهله يوم القيامة
وروى أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من شفع له القرآن نجا ومن محل به القرآن يوم القيامة كبه الله لوجهه في النار وأحق من شفع له القرآن أهله وحملته وأولى من محل به من عدل عنه وضيعه)).
- في الأحرف السبعة أورد ابن عطية : [ قال ابن شهاب في كتاب مسلم: " بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام".
قال ابن عطية: وهذا كلام محتمل.]
وهذا تعليق عام على ما قبله وليس قولا مستقلا في المراد بالأحرف السبعة، والمعنى أن تلك الأحرف قد تكون في كلمة واحدة ولكن لا يتغير معناها من حلال إلى حرام أو العكس.




فاطمة الزهراء أحمد:ب+
- أحسنتِ استخلاص المسائل، بارك الله فيكِ، لكن يؤخذ عليكِ الاعتماد على النسخ في بعض المواضع بدلا من الاجتهاد في تلخيص ما ورد تحت كل مسألة بأسلوبكِ، وهذا الأمر مردود كما هو مبين في رأس السؤال.
- من المسائل التي فاتتكِ: منهج ابن عطية في تفسيره وهي مسألة هامة يوردها المفسرون غالبًا في خطبة كتبهم، وهكذا فعل ابن عطية.
- يؤخذ عليكِ أيضًا دمج بعض المسائل في بعض، مثل تشكيل المصحف ونقطه دُمجت مع ترتيب السور.
- المسائل الخلافية نذكر جميع الأقوال فيها ثم نبين الراجح منها ووجه ترجيحه.
- مراحل جمع القرآن: إذا أطلقتِ هذا العنوان فيجب أن نبدأ بالجمع النبوي، لأن القرآن كان مجموعًا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم في صدور الصحابة سواء كان الجمع فرديًا أو عامًا، وكان مكتوبًا كاملا لكن مفرقًا بين الصحابة، ولم يجمع فقط في مصحف واحد بين دفتين، والجمع النبوي أصل لما بعده.



هناء هلال : أ+
الأحرف السبعة:
الثاني مما ذكرتِ ليس قولا مستقلا وإنما عام في وصف الأحرف السبعة.



هيا أبو داهوم: ب+
أثني على اجتهادكِ في التلخيص بأسلوبكِ، وحسن تنسيقكِ.
- بالنسبة لمسائل فضل القرآن، أثني على حسن استخراجكِ للفوائد من الأدلة، لكن هذا لا يغني عن ذكر نص الأحاديث والآثار فهي الأصل.
- في تفسير النبي صلى الله عليه وسلم، لابد من بيان معنى أثر عائشة " لم يفسر النبي صلى الله عليه وسلم إلا آيا......"
- اختصرتِ في بيان القول بأن الأحرف السبعة هي اللغات مع الاختصار كذلك في إيراد اعتراض القاضي أبي بكر الطيب.
- بالنسبة لترتيب السور، ابن عطية يرى أنه اجتهادي لكن الصحابة تحروا الأحاديث والآثار وفعل النبي صلى الله عليه وسلم، فما ورد من أحاديث فيها ترتيب للسور أثبتوه منها السبع الطوال مثلا.
- بالنسبة للخلاف في وجود ألفاظ أعجمية في القرآن: الطبري يرى بتوافق اللغات، بينما يرى ابن عطية أن إحداهما أصل والأخرى فرع، وأن العرب مع اختلاطهم بالعجم انتقلت إليهم بعض الكلمات لكن لاكتها ألسنتهم وعربوها ونزل القرآن وهم يتكلمون بها، وكلاهما يرى أن القرآن كله بلسان عربي.
- ومن المسائل التي فاتتكِ: بيان منهج ابن عطية في تفسيره، وسبب تأليفه لهذا التفسير.


بدرية صالح: ب
- مراتب المفسرين من الصحابة: يفضل جعل العنوان عام " مراتب المفسرين " لأنكِ ألحقتِ بالصحابة التابعين ومن بعدهم من أهل التفسير.
الضحاك لم يلق ابن عباس.
وقبل الطبري هناك عدد من المفسرين مثل عبد الرزاق.
- القول بأن الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام، هذا قول عام سواء كان مع القول بأنها اللغات السبع أو القول بأنها في الكلمات المترادفة المتفقة في المعنى ..
واختصرتِ كذلك في إيراد القول بأنها اللغات، وفي إيراد اعتراض أبي بكر الطيب.
- مراحل جمع القرآن ثلاثة أولها الجمع النبوي وهو أصل لما بعده، وإن كان لم يُجمع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بين دفتين، وقد أشار إليه ابن عطية اختصارًا في بداية حديثه عن جمع القرآن.
- بالنسبة للخلاف في وجود ألفاظ أعجمية في القرآن: الطبري يرى بتوافق اللغات، بينما يرى ابن عطية أن إحداهما أصل والأخرى فرع، وأن العرب مع اختلاطهم بالعجم انتقلت إليهم بعض الكلمات لكن لاكتها ألسنتهم وعربوها ونزل القرآن وهم يتكلمون بها، وكلاهما يرى أن القرآن كله بلسان عربي.
- اختصرتِ في بيان الخلاف في معنى كلمة " القرآن" ومعنى كلمة " سورة ".
ومن المسائل التي فاتتكِ أيضًا منهج ابن عطية في تفسيره وسبب كتابته لهذا التفسير.
- خُصمت نصف درجة للتأخير.



مضاوي الهطلاني: ب
- اختصرتِ كثيرًا في تحرير الخلاف في المراد بالأحرف السبعة.
- فاتكِ عدد من المسائل منها :
منهج ابن عطية في تفسيره وسبب تأليفه لهذا التفسير.
نقط المصحف وتشكيله وتحزيبه وتعشيره.
- ابن عطية يؤيد القول بأنه ليس في القرآن ألفاظ أعجمية قال : " إن القاعدة والعقيدة هي أن القرآن نزل بلسان عربي مبين فليس فيه لفظة تخرج عن كلام العرب فلا تفهمها إلا من لسان آخر"
لكن أشكل عليهم بعض الألفاظ ؛ فالطبري يرى أنها مما اتفقت فيها اللغات، وابن عطية لا يرى بالتوافق وإنما أحد اللغتين أصل والآخر فرع وأن الألفاظ التي أصلها أعجمية لاكتها العرب بألسنتهم وعربوها، فجرت مجرى العربي الفصيح ونزل القرآن وهم يستعملونها ويعرفونها.
- خُصمت نصف درجة للتأخير.


الشيماء وهبة: ب+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ، وأرجو قراءة التعليق العام.
خُصمت نصف درجة للتأخير.


أمل يوسف: أ
- بالنسبة للكلام في كتاب الله بالرأي؛ يفرق بين الرأي المحمود والرأي المذموم على ما تعلمنا في مقررات سابقة.
- بالنسبة للخلاف في المراد بالأحرف السبعة: الحديث الذي أوردتيه تحت القول بأنها المعاني المتقاربة؛ ليس تابعًا لهذا القول وإنما يصلح لما يليه، وأنها في سبعة أنحاء.
- خُصمت نصف درجة للتأخير.

ميسر ياسين : أ
- أحسنتِ، بارك الله فيكِ، وأثني على حسن ترتيبك واستنباطك للفوائد من الأحاديث والآثار، لكن يؤخذ عليكِ عدم التنسيق، والتنسيق يظهر جودة عملكِ وهو من تمامه.
- يُرجى قراءة التعليق العام، وقد أحسنتِ تلخيص ما أورده ابن عطية في خطبة كتابه لكن لم تصيغي عناوين لمسائل هذه الخطبة كما هو المعتاد في التلخيص.


عابدة المحمدي: ب+
- يُرجى قراءة التعليق العام.
- تحريركِ للخلاف في الأحرف السبعة بحاجة لمزيد تنظيم، والتفريق بين الأقوال في المراد بها، وبين تحقيقها أي السبعة أحرف في كلمة واحدة أو تفرقها أو تأثيرها على المعنى.
- مراحل جمع القرآن ثلاثة أولها الجمع النبوي وهو أصل لما بعده، وإن كان لم يُجمع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بين دفتين، وقد أشار إليه ابن عطية اختصارًا في بداية حديثه عن جمع القرآن.
- خُصمت نصف درجة للتأخير.

تماضر: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ، وكان ينقص عملكِ التنسيق لبيان جودته وحسن تلخيصكِ.
خُصِمت نصف درجة للتأخير.



وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى.
[/FONT]


رد مع اقتباس
  #15  
قديم 8 رجب 1439هـ/24-03-2018م, 07:11 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي

مجلس مذاكرة مقدمة تفسير ابن عطية الأندلسي
س: استخلص المسائل التي اشتملت عليها مقدّمة تفسير ابن عطية الأندلسي، ثم لخّص بأسلوبك ما قيل في كل مسألة.
ما ورد في خطبة تفسير ابن عطية:
*بدأ مقدمته بحمد الله والثناء عليه بما هو أهل له.
* سبب اختياره الشيخ علم التفسير للتوسع في دراسته والبحث فيه.
* فضل علم تفسير كتاب الله ،وأنه أعظم العلوم تقريباً إلى الله ،و تخليصاً للنيات .
*منهج الشيخ الذي انتهجه في كتابه وفي تفسير الآيات:
- فقصد أن يكون تفسيره جامعاً وجيزاً محرراً.
-لا يذكر من القصص إلا ما لابد منه ولا تنفك الآية إلا به .
- يأتي بأقوال علماء اللغةعلى ما ذكر السلف الصالح من الصحابة والتابعين حيث كانوا أهل لغة عربية صحيحة.
- ينبه على ما يقع من إلحاد في بعض المعاني إذ كان قائلة ممن يحسن بهم الظن من العلماء .
- يسرد التفسير حسب رتبة ألفاظ الآية من حكم أو نحو أو لغة أو معنى أو قراءة .
- أورد القراءات الصحيحة والشاذة لتبين جميع المعاني وجميع احتمالات الألفاظ.
-أوجز في القول وحذف فضول القول.
ما ورد من الآثار في فضل القرآن :
1-فيه النجاة من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء من علم علمه سبق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم)).
* وروي عنه عليه السلام أنه قال في آخر خطبة خطبها وهو مريض: ((أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين إنه لن تعمى أبصاركم ولن تضل قلوبكم ولن تزل أقدامكم ولن تقصر أيديكم كتاب الله سبب بينكم وبينه طرفه بيده وطرفه بأيديكم فاعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وأحلوا حلاله وحرموا حرامه ألا وعترتي وأهل بيتي هو الثقل الآخر فلا تسبعوهم فتهلكوا)).
2-فيه علم الأولين والأخرين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن)).
3-من استمسك بالقرآن فقد استمسك بالعروة الوثقى
قال أنس بن مالك في تفسير قول تعالى: {فقد استمسك بالعروة الوثقى} [البقرة: 256، لقمان: 22]. قال: هي القرآن.
4- الثواب الجزيل في قرأة القرآن :
ا)الحرف في القرن بعشر حسنات ،والحسنة بعشر أمثالها .
*وقال صلى الله عليه وسلم: ((اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف)).
*وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الذي يتعاهد هذا القرآن ويشتد عليه له أجران والذي يقرأه وهو خفيف عليه مع السفرة الكرام البررة)).
ب)رفعة الدرجات
*وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ القرآن فرأى أن أحدا أوتي أفضل مما أوتي فقد استصغر ما عظم الله)).
* حدث أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ مائة آية كتب من القانتين ومن قرأ مائتي آية لم يكتب من الغافلين ومن قرأ ثلاثمائة آية لم يحاجه القرآن)).
5- شفاعة القرآن لأهله يوم القيامة.
*وقال عليه السلام: ((ما من شفيع أفضل عند الله من القرآن لا نبي ولا ملك)).
*وروى أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من شفع له القرآن نجا ومن محل به القرآن يوم القيامة كبه الله لوجهه في النار وأحق من شفع له القرآن أهله وحملته وأولى من محل به من عدل عنه وضيعه)).
6- فضل من تعلم القرآن وعلمه على غيره،وإنه ميراث النبوة.
وروى عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه)).
*وقال عبد الله بن مسعود إن كل مؤدب يحب أن يؤتى أدبه وإن أدب الله القرآن.
* ومر أعرابي على عبد الله بن مسعود وعنده قوم يقرؤون القرآن فقال: ما يصنع هؤلاء؟ فقال له ابن مسعود: يقتسمون ميراث محمد صلى الله عليه وسلم.
*ومرت امرأة على عيسى ابن مريم عليه السلام فقال طوبى لبطن حملك ولثديين رضعت منهما فقال عيسى: طوبى لمن قرأ كتاب الله واتبع ما فيه.
ما ورد في كيفية الاعتصام به :
· وقال عليه السلام: ((أفضل عبادة أمتي القرآن))0
· وقال عبد الله بن عمرو بن العاصي من قرأ القرآن فقد أدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه.
· قال عبد الله بن عمرو بن العاص: إن من أشراط الساعة أن يبسط القول ويخزن الفعل ويرفع الأشرار ويوضع الأخيار وأن تقرأ المثناة على رؤوس الناس لا تغير قيل: وما المثناة؟ قال: ما استكتب من غير كتاب الله قيل له فكيف بما جاء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما أخذتموه: عمن تأمنونه على نفسه ودينه فاعقلوه وعليكم بالقرآن فتعلموه وعلموه أبناءكم فإنكم عنه تسألون وبه تجزون وكفى به واعظا لمن عقل.
· وقال رجل لأبي الدرداء: إن إخوانا لك من أهل الكوفة يقرئونك السلام ويأمرونك أن توصيهم فقال أقرئهم السلام ومرهم فليعطوا القرآن بخزائمهم فإنه يحملهم على القصد والسهولة ويجنبهم الجور والحزونة.
· وقال رجل لعبد الله بن مسعود: أوصني فقال: إذا سمعت الله تعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه.
· روى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أحسن الناس قراءة أو صوتا بالقرآن فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى)).
· وقال عليه السلام: ((اقرؤوا القرآن قبل أن يجيء قوم يقيمونه كما يقام القدح ويضيعون معانيه يتعجلون أجره ولا يتأجلونه)).
· ويروى أن أهل اليمن لما قدموا أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه سمعوا القرآن فجعلوا يبكون فقال أبو بكر: هكذا كنا ثم قست القلوب.
· وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ مرة: {إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع} [الطور: 7] فأن أنة عيد منها عشرين يوما وقال الحسن بن أبي الحسن البصري إنكم اتخذتم قراءة القرآن مراحل وجعلتم الليل جملا تركبونه فتقطعون به المراحل وإن من كان قبلكم رأوه رسائل إليهم من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار.
· وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول أنزل عليهم القرآن ليعملوا به فاتخذوا درسه عملا إن أحدهم ليتلو القرآن من فاتحته إلى خاتمته ما يسقط منه حرفا وقد أسقط العمل به.
· قال القاضي عبد الحق رضي الله عنه قال الله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} [القمر: 17، 22، 23، 40].
· وقال تعالى: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا} [المزمل: 5] أي علم معانيه والعمل به والقيام بحقوقه ثقيل فمال الناس إلى الميسر وتركوا الثقيل وهو المطلوب منهم.

ما ورد من الآثار في فضل تفسير القرآن :
لما ذكر الشيخ فصلاً في بيان فضل القرآن الكريم الآثار الواردة فيه ،اعقبه ببيان فضل التفسير،الذي هو من أجل العلوم وأشرفها ، والمراد بالتفسير هو بيان معاني القرآن الكريم ،لأن شرف العلم بشرف المعلوم ،ولا أجل شرفاً من كلام الله عز وجل
قال أبو العالية في تفسير قوله عز وجل: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} [البقرة: 269] قال الحكمة: الفهم في القرآن وقال قتادة الحكمة: القرآن والفقه فيه وقال غيره: الحكمة تفسير القرآن.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ما من شيء إلا وعلمه في القرآن ولكن رأي الرجل يعجز عنه.
وقال الحسن: أهلكتهم العجمة يقرأ أحدهم الآية فيعيى بوجوهها حتى يفتري على الله فيها.
وقال إياس بن معاوية مثل الذين يقرؤون القرآن وهم لا يعلمون تفسيره كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلا وليس عندهم مصباح فتداخلتهم روعة لا يدرون ما في الكتاب ومثل الذي يعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرؤوا ما في الكتاب.
والنبي صل الله عليه وسلم كان يُعلم أصحابه معاني القرآن الكريم كما بين لهم ألفاظه ، كما قال تعالى : { لتبين للناس ما نزل إليهم}
وبين لهم طريقة هذا البيان بالنظر في عربيته ،حيث أنه نزل بلسان عربي مبين،كما قال تعالى :{ نزل به الروح الأمين بلسان عربي مبين} الشعراء،
و كما روى بن عباس أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي علم القرآن أفضل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عربيته فالتمسوها في الشعر)).
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: ((أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه فإن الله يحب أن يعرب)).
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه إعراب القرآن أصل في الشريعة لأن بذلك تقوم معانيه التي هي الشرع.
بيان حال السلف في تلقي علم التفسير :
1- إجلال من يعرف المزيد من تفسير كتاب الله ووصفه بالعالم
ذكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه جابر بن عبد الله فوصفه بالعلم فقال له رجل: جعلت فداك تصف جابرا بالعلم وأنت أنت فقال: إنه كان يعرف تفسير قول تعالى: {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} [القصص: 197].
2- الرحلة في طلب العلم
وقال الشعبي رحل مسروق إلى البصرة في تفسير آية فقيل له: إن الذي يفسرها رحل إلى الشام فتجهز ورحل إليه حتى علم تفسيرها.
3-حرص الصحابة على فهم معاني القرآن ومعرفة سبب نزولها لأنه يعين على فهم معناها.
وقال ابن عباس: الذي يقرأ ولا يفسر كالأعرابي الذي يهذ الشعر.
وقال مجاهد: أحب الخلق إلى الله أعلمهم بما أنزل.
وقال الحسن: والله ما أنزل الله آية إلا أحب أن يعلم فيمن أنزلت وما يعني بها0
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوها كثيرة)).
4-كان الصحابه يبدأون به مجالسهم.
كان ابن عباس يبدأ في مجلسه بالقرآن ثم بالتفسير ثم بالحديث.
5-كان الصحابة يرون أن القرآن جامع لجميع العلوم ،وأن من شئ إلا وعلمه في القرآن، فهمه من فهمه وجهله من جهله، كما قال علي ابن أبي طالب.
باب ما ورد في كيفية تفسير النبي –صل الله عليه وسلم – القرآن
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آيا بعدد علمه إياهن جبريل.
وهذا في مغيبات القرآن ، مثل وقت قيام الساعة وعدد نفخات الصور وكرتبة خلق السموات والأرض ونحو ذلك ،مما لا سبيل في معرفته إلا بتوقيف من الله عزوجل.
فلم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم – يجلس مع أصحابه يفسر لهم القرآن آية آيه ،ولكن يعلمهم ما خفي عليهم منه ،وما يسألوا عليه من ،فأن من القرآن ما تعلمه العرب بلغتهم .
حكم من تجرأ علي تفسير القرآن برأيه بغير علم:
يروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)).
بالتفسير بالرآي ينقسم إلى قسمان:
1-تفسير بالرآي محمود :وهو ما كان عليه دليل من أقوال السلف الصالح أو ما اقتضته قوانين اللغة كالنحو و الأصول .
2-تفسير بالرآي مذموم : وهو ما لم يدل عليه دليل من اللغة ،وصاحبه اجتهد فيه بمجرد رأيه فقط.
ورع السلف في القول في التفسير :
كان بعض السلف الصالح من التابعين وتابعيهم يتورعون في تفسير القرآن ويتوقفون فيه تعظيماً للقرآن ،واحتياطاً لأنفسهم ،منهم سعيد ابن المسيب ،وعام الشعبي.
طبقات المفسرين:
طبقة الصحابة : علي ابن أبي طالب ،وعبد الله ابن عباس ، عبد الله ابن مسعود ،وأبي ابن كعب ،وزيد ابن ثابت ،وعبد الله بن عمرو بن العاص .
طبقة التابعين : الحسن بن أبي الحسن ،ومجاهد ،وسعيد بن جبير وعلقمة.
طبقة تابعي التابعين : عكرمة ، والضحاك بن مزاحم ، فهم قد روا عن بن عباس وإن لم يلقوه عن طريق سعيد بن جبير .
طبقه تابعي التابعين الضعيفة: السدي الصغير ،وأبي صالح فكلاهما يروي عن ابن عباس من طريق ضعيف ،فقد كان عامر الشعبي يطعن عليهما ويراهم مقصرين في النظر.
طبقة مفسرين القرن الثالث :عبد الرزاق والمفضل وعلي بن أبي طلحة والبخاري وغيرهم .
طبقه مفسرين القرن الرابع:شيخ المفسرين محمد ابن جرير الطبري (ت310) الذي يروي الأحاديث والأثار مسندة ويجمع الأقوال ويرجح بينها ويوجهها.
طبقة المتأخرين :
- الزجاج وأبو علي الفارسي ،فأن كلامهما منخول .
-أبوبكر النقاس و أبو جعفر النحاس، كثيرما استدرك عليهم الناس.
-مكي بن أبي طالب ، أبو العباس المهدوي ، متقن التأليف .

المراد بالأحرف السبعة التي أنزل بها القرآن:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه))
اختلف الناس في معنى هذا الحديث اختلافاً شديداً على أقوال:
1-أن الأحرف السبعة هي سبعة أوجه للكلمة،كتعال وأقبل وإلي وكالحروف التي في كتاب الله فيها قراءات كثيرة وهذا قول ضعيف.
2-إن الأحرف السبعة هي في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام ،قاله ابن الشهاب ، وقال القاضي أبو محمد هذا كلام محتمل.
3-إن المراد بالسبعة الأحرف معاني كتاب الله تعالى وهي أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال،وهذا أيضا ضعيف.
4-إن المراد بالأحرف السبعة وجوه الاختلاف في القراءة وهي سبعة :
منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل: {هن أطهرُ} وأطهرَ.
ومنها ما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب مثل: {ربنا باعِد} وباعَد.
ومنها ما تبقى صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف مثل (ننشرها) و{ننشزها}.
ومنها ما تتغير صورته ويبقى معناه كقوله: {كالعهن المنفوش} و(كالصوف المنفوش)
ومنها ما تتغير صورته ومعناه مثل: {وطلح منضود}و(طلع منضود) .
ومنها بالتقديم والتأخير كقوله: {وجاءت سكرة الموت بالحق} و(سكرة الحق بالموت).
ومنها بالزيادة والنقصان كقوله: (تسع وتسعون نعجة أنثى).
قاله صاحب الدلائل و القاضي أبو بكر بن الطيب.
5-أن الأحرف السبعة جاء معناها في حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف نهي وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وائتمروا وانتهوا واعتبروا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه)).ذكره القاضي أبو بكر بن الطيب ، وقال القاضي أبو محمد هذا تفسير النبي للأحرف السبعة ولكن هذه ليست التي أجاز لهم القراءة بها .
6- أن الأحرف السبعة جاء بيانها في حديث أبي رضي الله عنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يا أبي إني أقرئت القرآن على حرف أو حرفين ثم زادني الملك حتى بلغ سبعة أحرف ليس منها إلا شاف وكاف إن قلت: غفور رحيم سميع عليم أو عليم حكيم وكذلك ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)).
وقال القاضي أبو محمد أيضا هذه سبعة أوجه من أسماء الله تعالى غير السبعة التى هي من القراءات.
7- وقد زعم قوم أن الأحرف السبعة التي جاءت في معنى الحديث أنه نزل على سبع لغات مختلفات وهذا باطل إلا أن يريد الوجوه المختلفة التي تستعمل في القصة الواحدة والدليل على ذلك أن لغة عمر بن الخطاب وأبي بن كعب وهشام بن حكيم وابن مسعود واحدة وقراءتهم مختلفة،قاله القاضي أبي بكربن الطيب ،وقال القاضي أبو محمد أن أطلاقه البطلاق على هذا القول فيه نظر .
والراجح ما رحجه القاضي أبومحمد وأبو عبيد وغيرهم هو: أنزل على سبع لغات لسبع قبائل انبث فيه من كل لغة منها.
فأباح الله تعالى لنبيه هذه الحروف السبعة وعارضه بها جبريل في عرضاته على الوجه الذي فيه الإعجاز وجودة الوصف ولم تقع الإباحة في قوله عليه السلام: ((فاقرؤوا ما تيسر منه)) بأن يكون كل واحد من الصحابة إذا أراد أن يبدل اللفظة من بعض هذه اللغات جعلها من تلقاء نفسه.
والدليل:
في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف))
ثم أن القراء في الأمصار تتبعوا ما روي لهم من اختلافات لاسيما فيما وافق خط المصحف فقرؤوا بذلك حسب اجتهاداتهم فلذلك ترتب أمر القراء السبعة وغيرهم رحمهم الله ومضت الأعصار والأمصار على قراءة السبعة وبها يصلى لأنها ثبتت بالإجماع.
حكم القراءة بالقراءات في الصلاة:
1- أجمع القراء على أن يصلى بما صح من القراءات العشر .
2- أما ما شذ من القراءات فلا يصح الصلاة به.
جمع القرآن
مرجمع القرآن بثلاث مراحل :
المرحلة الأولى : في عهد النبي صلى الله عليه وسلم : وكان الاعتماد في هذه المرحلة على الحفظ في الصدور أكثر منه الاعتماد على الكتابة ،ولذلك لم يجمع القرآن في مصحف واحد ،بل كل من سمع آية حفظها أو كتبها فيما تيسر عنده من عسب النخل أو اللخاف والجريد.
المرحلة الثانية :في عهد أبي بكر الصديق ، لما استحر القتل بالقراء يوم اليمامة أشار عمر ابن الخطاب على أبي بكر-رضي الله عنهما – (خليفة رسول الله حين ذاك ) بجمع القرآن مخافة ضياعه بسبب موت القراء ، فأنتدبا لذلك زيد بن ثابت أحد كتاب الوحي بين يدي رسول الله – صلى الله عليه وسلم- فجمعه غير مرتب السور، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى وفاته ،ثم عند عمر بن الخطاب ،ثم عند حفصة بنت عمر زوج النبي صلى الله عليه وسلم في خلافة عثمان بن عفان.
المرحلة الثالثة : في عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وذلك لما وقع اختلاف القراء لما كثرت الفتحات الإسلامية ،كما حدث في فتح أرمينية وأذربيجان ،فانتدب عثمان لجمع القرآن زيد بن ثابت الأنصاري و ثلاثةمن قريش هم عبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام ،ووقال عثمان للرهط الثلاثة القرشيين :إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شئ في القرآن فاكتبوه بلسان قريش فأنما أنزل بلسانهم .
ونسخ عثمان منه نسخا ووجهها إلى الأفاق وأمر بما سواهامن المصاحف أن تحرق.
ترتيب السور
ترتيب السور في مصحف عثمان اجتهادي من الصحابة (زيد ومن معه وعثمان رضي الله عنهم أجمعين) على القول الراجح من أقوال أهل العلم ،وأن السبه الطوال والحواميم والمفصل كان مرتبا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم .
ترتيب الآيات
ترتيب الآيات في السورة الواحدة ووضع البسملة في أوائل السور توقيفي من الرسول صل الله عليه وسلم .
شكل المصحف نقطه
تم شكل المصحف ونقطة في واسط أمر به الحجاج في عهد عبد الملك بن مروان ،وقام به الحسن ويحي بن يعمر، وقيل أبو الأسود الدؤلي .
وضع الأعشار
قيل تم وضع الأعشار فيما بعد في عهد الخليفة العباسي المأمون وقيل الحجاج فعل ذلك
باب ذكر الألفاظ الأعجمية في كتاب الله
اختلف الناس في يوجد ألفاظ أعجمية في القرآن على قولين:
القول الأول : إن كتاب الله فيه من كل لغة ،قاله أبو عبيدة وغيره
القول الثاني : إن القرآن ليس فيه لفظ غير عربي ،قاله الطبري .
ورجح ابن عطية:
إن القاعدة والعقيدة هي أن القرآن نزل بلسان عربي مبين كما قال تعالى:{نزل به الروح الأمين* علي قلبك لتكون من المنذرين *بلسان عربي مبين } الشعراء ،فليس فيه لفظة تخرج عن كلام العرب فلا تفهمها إلا من لسان آخر فأما هذه الألفاظ وما جرى مجراها فإنه قد كان للعرب العاربة التي نزل القرآن بلسانها بعض مخالطة لسائر الألسنة بتجارات والسفر استعملتها في أشعارها ومحاوراتها حتى جرت مجرى العربي الصريح ووقع بها البيان ،وعلىهذا الحد نزل بها القرآن.
إعجاز القرآن
اختلف الناس في :ما هو إعجاز القرآن على ثلاث أقول :
القول الأول : إن التحدي وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات وإن العرب كلفت في ذلك ما لا يطاق وفيه وقع عجزها.
القول الثاني:إن التحدي وقع بما في كتاب الله تعالى من الأنباء الصادقة والغيوب المسرودة.
القول الثالث:أن التحدي إنما وقع بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه.
وهذا هو الراجح الذي عليه الجمهور والصحيح ،وأن الإتيان بمثل القرآن لم يكن قط في قدرة أحد من المخلوقين ويظهر لك قصور البشر في أن الفصيح منهم يصنع خطبة أو قصيدة يستفرغ فيها جهده ثم لا يزال ينقحها حولا كاملا ثم تعطى لآخر نظيره فيأخذها بقريحة جامة فيبدل فيها وينقح ثم لا تزال كذلك فيها مواضع للنظر والبدل كتاب الله لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد.
فالقرآن معجز لكونه من عند الله عزوجل وهذا ما أقر به كل فصيح في نفسه لما تأمله وتدبره فعرف أنه لا يقدر بشر على أن يأتي بمثله .
باب في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى
من الطرق المستعملة في كتب التفسير ،الإيجاز في العبارات واختلف الناس في صحة هذا المسلك على أقوال :
القول الأول :يجوز إسناد أفعال إلى الله تعالى لم يأت إسنادها بتوقيف من الشرع.
نحوقول المفسر: خاطب الله بهذه الآية المؤمنين،
وشرف الله بالذكر الرجل المؤمن من آل فرعون
وحكى الله تعالى عن أم موسى أنها قالت: {قصيه}
ووقف الله ذرية آدم على ربوبيته بقوله: {ألست بربكم}
واستعملها كثير من المفسرين والمحدثون
القول الثاني : لايجوزأن يقال حكى الله ولا ما جرى مجراه .
القول الثالث: لايجوز تقرير الصفةلله وثبوتها واستعمالها كسائر أوصافه تبارك وتعالى، وأما إذا استعمل ذلك في سياق الكلام والمراد منه حكت الآية أو اللفظ فذلك استعمال عربي شائع وعليه مشى الناس ،قاله القاضي أبو محمد ابن عطية ويعتذر منه إذا حصل معه في كتابه وهو قليل.
أسماء القرآن:
من أسماء القرآن:
القرآن:مصدر من قرأ الرجل إذا تلا يقرأ قرآنا
وقال قتادة: القرآن معناه التأليف قرأ الرجل إذا جمع وألف قولا وبهذا فسر قتادة قول الله تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه}
الكتاب: فهو مصدر من كتب إذا جمع ،ومنه قيل كتيبة لاجتماعها ومنه قول الشاعر: (واكتبها بأسيار) أي: اجمعها.
الفرقان:مصدر لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر فرقا وفرقانا.
الذكر: فسمي به لأنه ذكر به الناس آخرتهم وإلههم وما كانوا في غفلة عنه فهو ذكر لهم.
وقيل: سمي بذلك لأنه فيه ذكر الأمم الماضية والأنبياء.
وقيل: سمي بذلك لأنه ذكر وشرف لمحمد صلى الله عليه وسلم وقومه وسائر العلماء به.
السورة
اختلف الناس في معنى السورة على ثلاث أقوال:
القول الأول : سورة بغير همز وهي لغة قريش ومن جاورها، وهي بمعنى القطعة وشبهوها بسورة البناء أي القطعة منه وجمعها سور بفتح الواو
قال أبو عبيدة: إنما اختلفا في هذا فكأن سور القرآن هي قطعة بعد قطعة حتى كمل منها القرآن.
القول الثاني :سؤرة بالهمز وهي كالبقية من الشيء والقطعة منه التي هي سؤر وسؤرة من أسأر إذا أبقى ومنه سؤر الشراب
القول الثالث: يقال للرتبة الرفيعة من المجد والملك سورة،فكأن الرتبة انبنت حتى كملت.
الآية:
والآيةفهي العلامة في كلام العرب.
سبب تسميتها آية:
قيل:الجملة التامة من القرآن علامة على صدق الآتي بها وعلى عجز المتحدى بها.
وقيل سميت آية لما كانت جملة وجماعة كلام .
وقيل لما كانت علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 5 رمضان 1439هـ/19-05-2018م, 05:33 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تابع تقويم مجلس مذاكرة مقدمة تفسير ابن عطية


مها شتا: ب+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

في الأحرف السبعة:
- أورد ابن عطية : [ قال ابن شهاب في كتاب مسلم: " بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام".
قال ابن عطية: وهذا كلام محتمل.]
وهذا تعليق عام على ما قبله وليس قولا مستقلا في المراد بالأحرف السبعة، والمعنى أن تلك الأحرف قد تكون في كلمة واحدة ولكن لا يتغير معناها من حلال إلى حرام أو العكس.
- في القول الخامس منها قولكِ : " وقال القاضي أبو محمد هذا تفسير النبي للأحرف السبعة ولكن هذه ليست التي أجاز لهم القراءة بها "
أراد ابن عطية أن يبين أن الحرف في هذه الحديث بمعنى الجهة وليس الأحرف التي يُقرأ بها.
باب في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى
القول الأول والثالث في الحقيقة قولا واحدًا لا يفصلان، لأن ابن عطية فرق بين إثبات الصفة لله عز وجل - فهذه لا تجوز - ، وبين إسناد الفعل في سياق الكلام، فهذه جوزها مستدلا ببعض الآثار، واعتذر عما بدر منه.
ثم ذكر أن بعض الأصوليين منع هذا الإسناد حتى ولو في سياق الكلام.


منيرة محمد: ج+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ، أثني على تصرفك في التلخيص واجتهادك فيه وألا يكون عملكِ النسخ واللصق، لكن في بعض العناصر اختصار شديد يغفل كثير من المسائل الهامة.
- في الأحرف السبعة: اختصار في توضيح القول الذي رجحه ابن عطية أنها سبع لغات ومناقشته لرأي الباقلاني.
- جمع القرآن الكريم :
لم يجمعه عثمان على قراءة واحدة، وإنما على رسم واحد، ثم قرأ الصحابة بما يحتمله هذا الرسم من قراءات ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- خُصمت نصف درجة للتأخير.

وفقني الله وإياكم.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 3 شعبان 1439هـ/18-04-2018م, 04:50 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

🔷المسائل التي اشتملت عليها خطبة ابن عطية
🔹حمد الله والثناء عليه،والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
🔹ضرورة تصور طالب العلم للسبيل الذي يسلكه.

وقد أوضح هذا ابن عطية في مقدمته حيث ذكر أن سبل العلم كثيرة ومتشعبه وما لا يدرك كله لا يترك جله،ويحتاج إلى صبر عظيم واحتساب ومجاهدة كبيرة، وأخذ بالأوليات وضروة ضبط الأصول ، ومعرفة الشبه والأعترضات .
🔹توضيح سبب اختيار علم التفسير والدافع له .
كلما تصور طالب العلم قيمة العلم الذي اختاره تفانى لأجله وبذل ،ولا أشرف وأجل من تعلم كتاب الله ومعرفة معانية لأنه أصل العلوم ومنتهاها،قد بان فضله على ما سواها.
🔹ضرورة تقييد صيود العلم بالكتابة .
وهذا من الضروة بمكان لأن العلوم يزاحم بعضها بعضا وما قيد في وقته ثبت ونبت وأنيع بالتعاهد والتنقيح والدرس والتصحيح .
🔹تصور المنهج ووضوح القصد .
وهي من أهم الأسباب التي ينبغي لطلب العلم أن يجعله بين ناظريه عند البدأ في الكتابة، وفي كل عمل ، نلحظ أن ابن عطية قد جعل له منهجاً في التفسير بشكل عام،أن يكون جامعا محررا وجيزا، وألا يذكر من القصص إلا ما لا تنفك الآية إلا به، وأثبات أقوال العلماء منسوبة إليهم، والتنبيه على على الألفاظ التي تنحو إلى شيء من أغراض المحدين ...
وخاصاً في الآيات بحسب رتبة ألفاظ الآية من حكم أو نحو أو لغة أو معنى وإيراد جميع القراءات مستعملها وشاذها، وتبيين جميع المعاني ومحتملات الألفاظ .
🔷ماورد في فضل القرآن الكريم والنظر في إعرابه ودقائق معانيه .
🔹أولاً ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث عديدة في فضل القرآن وبركته في الدنيا والآخرة، وكذلك رويت آثارً عن سلفنا الصالح تبين ماله من المنزلة والقدرفي قلوبهم، منها : ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في آخر خطبة خطبها وهو مريض: ((أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين إنه لن تعمى أبصاركم ولن تضل قلوبكم ولن تزل أقدامكم ولن تقصر أيديكم كتاب الله سبب بينكم وبينه طرفه بيده وطرفه بأيديكم فاعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وأحلوا حلاله وحرموا حرامه ألا وعترتي وأهل بيتي هو الثقل الآخر فلا تسبعوهم فتهلكوا) ) ،وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ القرآن فرأى أن أحدا أوتي أفضل مما أوتي فقد استصغر ما عظم الله)) وقال عليه السلام: ((ما من شفيع أفضل عند الله من القرآن لا نبي ولا ملك)).
وقال عبد الله بن عمرو بن العاصي من قرأ القرآن فقد أدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه .
قال رجل لأبي الدرداء: إن إخوانا لك من أهل الكوفة يقرئونك السلام ويأمرونك أن توصيهم فقال أقرئهم السلام ومرهم فليعطوا القرآن بخزائمهم فإنه يحملهم على القصد والسهولة ويجنبهم الجور والحزونة.
🔹ما ورد في لغته وإعرابه .
نزل القرآن بالسان عربي مبين فلاشك إن معرفة إعرابه ومعانية أصل من الأصول التي ينبغي أن يتقنها طالب علم كتاب الله لأنها تفتح له أبواب التأمل والتدبر ،قال إياس بن معاوية مثل الذين يقرؤون القرآن وهم لا يعلمون تفسيره كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلا وليس عندهم مصباح فتداخلتهم روعة لا يدرون ما في الكتاب ومثل الذي يعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرؤوا ما في الكتاب.
وقال مجاهد: أحب الخلق إلى الله أعلمهم بما أنزل.
وقال الحسن: والله ما أنزل الله آية إلا أحب أن يعلم فيمن أنزلت وما يعني بها.
🔹الاجتهاد في التفسير وموقف السلف منه.
معرفة معاني كتاب الله وتدبر آياته من أعظم ما يتقرب به العبد إلى ربه ويتزود به للقاء بين يديه ولا يتصدر لهذا العمل الجليل إلا من كان له أهلا خشية وعلماً وفهما ، وقد علمنا من حال سلفنا الصالح أنهم كانوا يتورعون من القول فيه وهم من هم في الخشية والفهم، ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)
قال القاضي "أبو محمد"ومعنى هذا أن يسأل الرجل عن معنى في كتاب الله فيتسور عليه برأيه دون نظر فيما قال العلماء أو اقتضته قوانين العلوم كالنحو والأصول ..)
وقد علمنا موقف سلفنا الصالح من تفسير كتاب الله،فبعض منهم تورع واحتاط لنفسه تعظيما لكتاب الله، كسعيد بن المسيب وعامر الشعبي ، وجلهم فسره وكانوا من كبار الصحابة وأيده علي بن أبي طالب وابن عباس ومجاهد وغيرهم ، وكان تفسيرهم وفق قوانين العلوم والنظر مع مامعهم من الخشية والتعظيم ،وهوالتفسير بالرأي الذي يحمد لصاحبه اجتهاده، ويخرج منه ما يقوله الرجل برأيه دون نظر في قاله العلماء ولا ما اقتضته العلوم الأخرى ،
وهم في هذا مراتب ،ولكل خلف عدوله، وكل مجتهد ومأجور حسب اجتهاده بإذن الله .

🔹ماجاء في نزول القرآن على سبعة أحرف .
تعددت أقوال أهل العلم في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم «إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه» فمنهم من قال أنه
🔸أنه فيما يتفق أن يقال على سبعة أوجه فما دونها، كتعال، وأقبل، وإليّ ، وقد ضعف هذا القول ابن عطية .
🔸الثاني : قال ابن شهاب «بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام»
قال ابن عطية وهذا القول محتمل .
🔸القول الثالث: قول فريق من العلماء: «إن المراد بالسبعة الأحرف معاني كتاب الله تعالى، وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال ، وضعف أيضا هذا القول ابن عطية بقوله إن المعاني
لا تسمى أحرفا، وكذلك إجماع العلماء على أن التوسعة لم تقع في تحريم حلال، ولا في تحليل حرام، ولا في تغيير شيء من المعاني المذكورة.
🔸وقال القاضي أبو بكر بن الطيب،"تدبرت وجوه الاختلاف في القراءة فوجدتها سبعة، منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته، مثل: هن أطهر، وأطهر، ومنها ما لا تتغير صورته، ويتغير معناه بالإعراب، مثل: ربنا باعد وباعد، ومنها ما تبقى صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف، مثل: نشرها، وننشزها. ومنها ما تتغير صورته ويبقى معناه كقوله:كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ ، ومنها ما تتغير صورته ومعناه، مثل: وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ، ومنها بالتقديم والتأخير كقوله: وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَق، ومنها بالزيادة والنقصان كقوله: «تسع وتسعون نعجة أنثى» .
وذكر ابن عطية قولاً للقاضي أبو بكر بن الطيب في معنى هذه السبعة الأحرف أنه أورد حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن هذا القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف، نهي، وأمر، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال، فأحلوا حلاله، وحرموا حرامه، وائتمروا، وانتهوا، واعتبروا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه» .
وعلق ابن عطية على هذا بقوله،"فهذا تفسير منه صلى الله عليه وسلم للأحرف السبعة، ولكن ليست هذه التي أجاز لهم القراءة بها على اختلافها، وإنما الحرف في هذه بمعنى الجهة والطريقة، ومنه قوله تعالى:(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ )أي على وجه وطريقة، هي ريب وشك، فكذلك معنى هذا الحديث على سبع طرائق، من تحليل، وتحريم، وغير ذلك.
واستشهد ابن عطية لهذا القول بما ورد عن أُبيّ ، وما أسند ثابت بن قاسم عن ابو هريرة ،بقوله: «وهذه أيضا سبعة غير السبعة التي هي وجوه وطرائق، وغير السبعة التي هي قراءات ووسع فيها، وإنما هي سبعة أوجه من أسماء الله تعالى» .
🔸وقيل: أن المراد سبع لغات مختلفات ، وقد أبطل
أبو بكر الطيب هذا القول مستدلاً بقصة عمر وأبي بن كعب ، وتعقب هذا ابن عطية بقوله :"أن ما استعملته قريش في عبارتها ومنهم عمر وهشام، وما استعملته الأنصار ومنهم أبيّ وما استعملته هذيل ومنهم ابن مسعود، قد يختلف، فليست لغتهم واحدة في كل شيء، وأيضا فلو كانت لغتهم واحدة، فقد يكون النبي صلى الله عليه وسلم أقرأه ما ليس من لغته واستعمال قبيلته.
🔸وقيل: هي سبعة أوجه، وسبع قراءات مختلفات، وطرائق يقرأ بها على اختلافها في جميع القرآن أو معظمه، حسبما تقتضيه العبارة في قوله:«أنزل القرآن»
وتعقب ابن عطية قوله ما خلاصته "بل قصد النبي عليه السلام- عنده- عد الوجوه والطرائق المختلفة في كتاب الله مرة من جهة لغة، ومرة من جهة إعراب، وغير ذلك، ولا مرية أن هذه الوجوه والطرائق إنما اختلفت لاختلاف في العبارات بين الجملة التي نزل القرآن بلسانها وذلك يقال فيه اختلاف لغات" .
🔹سبب نزول القرآن على سبعة أحرف
من رحمة الله بعباده أن وسع على الناس ويسر عليهم قراءة القرآن على سبعة أحرف في ذلك الوقت الذي كانت الأمة فيه أمية لا تقرأ ولا تكتب حيث استزاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه فزاده كما ورد ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم : أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)
🔹ما ورد من اختلاف الناس في زمن عثمان .
لما قرأ القرآن كثير من غير العرب ووقع بين أهل الشام والعراق خلاف وتنازع بسبب تعدد الرويات التي رويت عن النبي صلى الله عيه وسلم خشي الصحابة أن يختلفوا كما اختلفت اليهود، والنصارى فأشار حذيفة على عثمان رضي الله عنهما بجمع القرآن،فقام للأمر واستناب الكفاء العلماء وجمع الآمة على قراءة واحدة، وقال رضي الله عنه : ما اختلفتم في شيء منه فاكتبوه على لغة قريش .
🔹أصل القراءات السبع .
أصل هذه القراءات ما تتبعه القراء في الأمصار مما
وافق خط المصحف مجتهدين في ذلك .

🔹جمع القرآن الكريم .
قد عرف إن القرآن زمن النبي صلى الله عليه وسلم محفوظا في الصدور ، ومتفرقا في اللخاف وبعد أن استحسر القتل بالقراء يوم اليمامة أشار عمر بن الخطاب على أبي بكر أن يجمع القرآن خوفا عليه من الضياع فأمر زيداً بجمعه ، ثم لما انتشر الإسلام وحصل ماحصل من اختلاف جمعه عثمان بمشورة حذيفة رضي الله عنهما على قراءة واحدة .

🔹ترتيب السور والآيات .
أما ترتيب الآيات فقد كان توقيفيا من النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما السور فلم يكن توقيفياً بل حسب اجتهاد مارأه عثمان ومن معه ممن جمع المصحف الشريف .

🔹تشكيل المصحف وتعشيره .
اختلف في من شكل المصحف : وقال المبرد : أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي .
وقال الجاحظ أن نصر بن عاصم أول من نقط المصاحف ، وقيل في تعشيره أن المأمون أمر به والحجاج نفذه .
🔹ما ورد في الألفاظ الأعجمية في القرآن
ورد فيها عدة أقوال :
- قال الطبري : ما ورد من ألفاظ أعجمية في كتاب الله هي مما اتفقت عليه اللغات .
- قال أبو عبيدة بل في كتاب الله من كل لغة .
والذي رجحه ابن عطية : أن القرآن نزل بلغة عربية فصيحة ، و ما ورد فيه من ألفاظ أعجمية ، فهي مما عرب من ألفاظ أخذها العرب من العجم بسبب الخلطة .

🔹الإعجاز في القرآن ،وموقف العرب منه .
ورد بين الناس اختلاف في وجه الإعجاز في القرآن فمنهم من قال : أن اعجازه وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات فكان به التحدي .
- وقيل وقع بما في القرآن من أنباء صادقة وأمور غيبيه .
- وقيل وقع بنظمه وبلاغة معانيه وفصاحة ألفاظه .
وهذا القول هو الذي عليه الجمهور، ورجحه ابن عطية ، وقد اعجز العرب وتحداهم الله عن الإتيان بأية أو سورة منه .
🔹ما قد يعترى المفسر من الايجاز في بعض الألفاظ .
عند تفسير الآيات قد يحتاج المفسر إلى الإيجاز فيورد بعض الألفاظ التي يسند فيها أفعال إلى الله لم يرد فيها توقيف من الشرع ،كأن يقول خاطب الله بهذه الآية المؤمنين وشرف الله بالذكر الرجل المؤمن من آل فرعون وحكى الله تعالى عن أم موسى أنها قالت: {قصيه} وغير ذلك مما يرد وهي طريقة مستعملة عند المفسرون والمحدثون والفقهاء، قال ابن عطية رحمه الله "وأما إذا استعمل ذلك في سياق الكلام والمراد منه حكت الآية أو اللفظ فذلك استعمال عربي شائع وعليه مشى الناس وأنا أتحفظ منه في هذا التعليق جهدي "وقال
ومن هذا الاستعمال الذي يبنى الباب عليه قول سعد بن معاذ: عرق الله وجهك في النار يقول هذا للرامي الذي رماه وقال: خذها وأنا ابن العرقة.

🔹 أسماء القرآن ومعانيها .
🔸القرآن : مصدر من قولك: قرأ الرجل إذا تلا يقرأ قرآن
وقال قتادة: القرآن معناه التأليف قرأ الرجل إذا جمع وألف قولا وبهذا فسر قتادة قول الله تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه} [القيامة: 17] أي تأليفه .
🔸الكتاب : مصدر من كتب إذا جمع ومنه قيل كتيبة لاجتماعها ومنه قول الشاعر: (واكتبها بأسيار) أي: اجمعها.
🔸الفرقان : مصدر لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر فرقا وفرقانا
🔸الذكر : سمي به لأنه يذكر الناس بآخرتهم وخالقهم ،وما كانوا في غفلة عنه .
.وقيل: سمي بذلك لأنه فيه ذكر الأمم الماضية والأنبياء قيل: سمي بذلك لأنه ذكر وشرف لمحمد صلى الله عليه وسلم وقومه وسائر العلماء به
🔹 معنى السورة .
وردت عدة أقوال في معنى السورة منها :
🔸أنها بمعنى السؤر أي بقية الشيء ، والقطعة منه ، 🔸وقيل من سور البناء أي القطعة منه فكأن كل سورة من القرآن قطعة فتتابعت سورة سورة حتى كمل ،كالسور يوضع قطعة قطعة حتى يكتمل .
🔸وقيل : هي الرتبة الرفيعة من المجد والملك .
🔹معنى الآية .
🔸: قيل هي العلامة ، فهي علامة على صحة الآتي بها وعجز من تحداهم بها .
🔸وقيل : سميت بآية لأنها جملة وجماعة وكلام ،كما تقول العرب جئنا بآيتنا أي بجماعتنا.
🔸وقيل سميت بآية لأنها تفصل بين ما قبلها وما بعدها .

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 7 شوال 1439هـ/20-06-2018م, 04:10 AM
شيماء طه شيماء طه غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 318
افتراضي

تلخيص مسائل مقدمة ابن عطية
بدأت المقدمة بالخطبة وفيها حمد الله والثناء عليه والصلاة والسلام على نبينا محمد.
ثم تحدثت عن منهج طالب العلم في التعلم

على طالب العلم أن يبدأ أولا بالأخذ من كل علم طرفا ، ثم يجتهد أيما اجتهاد ، وعليه بالصبر والاحتساب حتى يلم بأساسيات العلوم ، ثم يبدأ باختيار علما يتخصص فيه ، ويبذل كل وسعه لضبط أصوله وإحكام فصوله .
- أسباب اختيار ابن عطية لدراسة علم التفسير
علم التفسير من أشرف العلوم ، حيث إن شرف العلم من شرف المعلوم ، كما أنه من أعظم العلوم للتقرب لله ، ومن أهم العلوم الشرعية .
- أسباب تأليف ابن عطية لكتابه المحرر الوجيز
فوائده وبيانه يغلب قوة الحفظ ، لذا وجب حفظه بالكتابة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : "قيدوا العلم بالكتاب" .
- منهج ابن عطية في تأليف كتابه
1- أن يكون جامعا محررا وجيزا
2- لا يذكر من القصصالا ما لا تنفك عنه الآية الا به.
3- إثبات أقوال العلماء منسوبة إليهم على ما تلقى السلف الصالح
4- التنبيه على الألفاظ التي تنحو إلى شيء من أغراض الملحدين.
5- تتبع الألفاظ وتوضيح المعاني وجميع محتملاتها على غاية من الإيجاز
6- ايراد جميع القراءات المتواترة والشاذة.

بيان فضل القرآن
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء من علم علمه سبق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم)).
قال أنس بن مالك في تفسير قول تعالى: {فقد استمسك بالعروة الوثقى} [البقرة: 256، لقمان: 22]. قال: هي القرآن.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن)).
وقال صلى الله عليه وسلم: ((اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف)).
-صور الاعتصام بالقران الكريم :
تدبر القران والعمل به :
قال رجل لعبد الله بن مسعود: أوصني فقال: إذا سمعت الله تعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه.
وروى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أحسن الناس قراءة أو صوتا بالقرآن فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى)).
وقال عليه السلام: ((اقرؤوا القرآن قبل أن يجيء قوم يقيمونه كما يقام القدح ويضيعون معانيه يتعجلون أجره ولا يتأجلونه)).
ويروى أن أهل اليمن لما قدموا أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه سمعوا القرآن فجعلوا يبكون فقال أبو بكر: هكذا كنا ثم قست القلوب.
وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ مرة: {إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع.) فأن أنة عيد منها عشرين يوما وقال الحسن بن أبي الحسن البصري إنكم اتخذتم قراءة القرآن مراحل وجعلتم الليل جملا تركبونه فتقطعون به المراحل وإن من كان قبلكم رأوه رسائل إليهم من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار.
وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول أنزل عليهم القرآن ليعملوا به فاتخذوا درسه عملا إن أحدهم ليتلو القرآن من فاتحته إلى خاتمته ما يسقط منه حرفا وقد أسقط العمل به.
قال الله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر.)
وقال تعالى: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا.) أي علم معانيه والعمل به والقيام بحقوقه ثقيل فمال الناس إلى الميسر وتركوا الثقيل وهو المطلوب منهم.
وقيل ليوسف بن أسباط: بأي شيء تدعو إذا ختمت القرآن قال: أستغفر الله من تلاوتي لأني إذا ختمته وتذكرت ما فيه من الأعمال خشيت المقت فأعدل إلى الاستغفار والتسبيح.
-فضل تفسير القرآن :
قال أبو العالية في تفسير قوله عز وجل: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} [البقرة: 269] قال الحكمة: الفهم في القرآن وقال قتادة الحكمة: القرآن والفقه فيه وقال غيره: الحكمة تفسير القرآن.
وذكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه جابر بن عبد الله فوصفه بالعلم فقال له رجل: جعلت فداك تصف جابرا بالعلم وأنت أنت فقال: إنه كان يعرف تفسير قول تعالى: {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} [القصص: 197].
وقال الشعبي رحل مسروق إلى البصرة في تفسير آية فقيل له: إن الذي يفسرها رحل إلى الشام فتجهز ورحل إليه حتى علم تفسيرها.
- حكم تفسير القرآن :
روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آيا بعدد علمه إياهن جبريل.
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: ومعنى هذا الحديث في مغيبات القرآن وتفسير مجمله ونحو هذا مما لا سبيل إليه إلا بتوقيف من الله تعالى ومن جملة مغيباته ما لم يعلم الله به كوقت قيام الساعة ونحوه ومنها ما يستقرأ من ألفاظه كعدد النفخات في الصور وكرتبة خلق السموات والأرض.
ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)).
-حال السلف مع تفسير القرآن :
كان أكثر السلف كسعيد بن المسيب وعامر الشعبي وغيرهما يعظمون تفسير القرآن ويتوقفون عنه تورعا واحتياطا لأنفسهم مع إدراكهم وتقدمهم وكان جلة من السلف كثير عددهم يفسرونه وهم أبقوا على المسلمين في ذلك رضي الله عنهم.
-المشهورون بالتفسير من الصحابة :
فأما صدر المفسرين والمؤيد فيهم فعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ويتلوه عبد الله بن العباس رضي الله عنهما وهو تجرد للأمر وكمله وتتبعه وتبعه العلماء عليه كمجاهد وسعيد بن جبير وغيرهما والمحفوظ عنه في ذلك أكثر من المحفوظ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وقال ابن عباس ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب.
وكان علي بن أبي طالب يثني على تفسير ابن عباس ويحث على الأخذ عنه.
وكان عبد الله بن مسعود يقول: نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس وهو الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم فقهه في الدين)) وحسبك بهذه الدعوة.
وقال عنه علي بن أبي طالب: ابن عباس كأنما ينظر إلى الغيب من ستر رقيق ويتلوه عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو بن العاص.
-المشهورون بالتفسير من التابعين :
من أبرزهم الحسن بن أبي الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وعلقمة.
قرأ مجاهد على ابن عباس قراءة تفهم ووقوف عند كل آية ويتلوهم عكرمة والضحاك بن مزاحم وإن كان لم يلق ابن عباس وإنما أخذ عن ابن جبير.
- المفسرون من بعد عصر التابعين وأحوالهم :
أما السدي رحمه الله فكان عامر الشعبي يطعن عليه وعلى أبي صالح لأنه كان يراهما مقصرين في النظر ثم حمل تفسير كتاب الله تعالى عدول كل خلف وألف الناس فيه كعبد الرزاق والمفضل وعلي بن أبي طلحة والبخاري وغيرهم.
ثم إن محمد بن جرير الطبري رحمه الله جمع على الناس أشتات التفسير وقرب البعيد وشفى في الإسناد.
ومن المبرزين في المتأخرين أبو إسحاق الزجاج وأبو علي الفارسي فإن كلامهما منخول وأما أبو بكر النقاش وأبو جعفر النحاس فكثيرا ما استدرك الناس عليهما وعلى سننهما مكي بن أبي طالب رضي الله عنه وأبو العباس المهدوي رحمه الله متقن التأليف وكلهم مجتهد مأجور رحمهم الله ونضر وجوههم.
- معنى القراءات السبعة :
قال ابن عطية رحمه الله : قصد النبي عليه السلام عنده عد الوجوه والطرائق المختلفة في كتاب الله مرة من جهة لغة ومرة من جهة إعراب وغير ذلك ولا مرية أن هذه الوجوه والطرائق إنما اختلفت لاختلاف في العبارات بين الجملة التي نزل القرآن بلسانها وذلك يقال فيه اختلاف لغات.
وصحيح أن يقصد عليه السلام عد الأنحاء والوجوه التي اختلفت في القرآن بسبب اختلاف عبارات اللغات.
وصحيح أن يقصد عد الجماهير والرؤوس من الجملة التي نزل القرآن بلسانها وهي قبائل مضر فجعلها سبعة وهذا أكثر توسعة للنبي صلى الله عليه وسلم لأن الأنحاء تبقى غير محصورة فعسى أن الملك أقرأه بأكثر من سبعة طرائق ووجوه.
قال القاضي في كلامه المتقدم فجائز أن يقرأ بهذه الوجوه على اختلافها.
قال القاضي أبو محمد رضي الله عنه: والشرط الذي يصح به هذا القول هو أن تروى عن النبي عليه السلام ومال كثير من أهل العلم كأبي عبيد وغيره إلى أن معنى الحديث المذكور أنه أنزل على سبع لغات لسبع قبائل انبث فيه من كل لغة منها وهذا القول هو المتقرر من كلام القاضي رضي الله عنه وقد ذكر بعضهم قبائل من العرب روما منهم أن يعينوا السبع التي يحسن أن تكون مراده عليه السلام نظروا في ذلك بحسب القطر ومن جاور منشأ النبي صلى الله عليه وسلم.
حكم القراءات السبع المتواترة :
يجوز قراءتها والتعبد بها لأنها ثبتت بالإجماع .
سبب اختلاف الناس في القراءات بعد الاجتماع على رسم المصحف العثماني :
لأنه كان المصحف غير مشكول ولا منقوط .
مراحل جمع القران :
الجمع الأول : في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه
وكان سببه كثرة استشهاد القرّاء في غزوة اليمامة
وذلك لأن القران كان في مدة رسول الله صلى الله عليه وسلم متفرقا في صدور الرجال وقد كتب الناس منه في صحف وفي جريد وظرر وفي لخاف وفي خزف وغير ذلك فلما استحر القتل بالقراء يوم اليمامة أشار عمر بن الخطاب على أبي بكر الصديق رضي الله عنهما بجمع القرآن مخافة أن يموت أشياخ القراءة كأبي وزيد وابن مسعود فيذهب فندبا إلى ذلك زيد بن ثابت فجمعه غير مرتب السور بعد تعب شديد منه رضي الله عنه
وبقيت هذه الصحف عند أبي بكر ثم عمر ثم عند حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها .
الجمع الأخير : كان في عهد عثمان رضي الله عنه
وكان سبب هذا الجمع الخوف من الفتنة بين المسلمين ،والحرص على جمعهم على رسم واحد وذلك لما وقع بينهم من الاختلاف في القراءات ، فلما قدم حذيفة من غزوة أرمينيا انتدب عثمان لجمع المصحف وأمر زيد بن ثابت بجمعه وقرن بزيد فيما ذكر البخاري ثلاثة من قريش سعيد بن العاصي وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن الزبير وكذلك ذكر الترمذي وغيرهم، ونسخ من مصحف حفصة رضي الله عنها، ثم نسخ منه عدة نسخ وأرسلها إلى الأمصار ،ثم أمر بتحريف باقي المصاحف .
ترتيب السور:
قال القاضي أبو بكر بن الطيب وترتيب السور اليوم هو من تلقاء زيد ومن كان معه مع مشاركة من عثمان رضي الله عنه في ذلك وقد ذكر ذلك مكي رحمه الله في تفسير سورة براءة وذكر أن ترتيب الآيات في السور ووضع البسملة في الأوائل هو من النبي صلى الله عليه وسلم ولما لم يأمر بذلك في أول براءة تركت بلا بسملة هذا أحد ما قيل في براءة ،
وظاهر الاثار كما قال ابن عطية رحمه الله : أن السبع الطول والحواميم والمفصل كان مرتبا في زمن النبي عليه السلام وكان في السور ما لم يرتب فذلك هو الذي رتب وقت الكتب وأما شكل المصحف ونقطه فروي أن عبد الملك بن مروان أمر به وعمله فتجرد لذلك الحجاج بواسط وجد فيه وزاد تحزيبه وأمر وهو والي العراق الحسن ويحيى بن يعمر بذلك وألف إثر ذلك بواسط كتاب في القراءات جمع فيه ما روي من اختلاف الناس فيما وافق الخط ومشى الناس على ذلك زمانا طويلا إلى أن ألف ابن مجاهد كتابه في القراءات.
زمن تنقيط المصاحف وتحزيبها وتعشيرها:
أسند الزبيدي في كتاب الطبقات إلى المبرد أن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي وذكر أيضا أن ابن سيرين كان له مصحف نقطه له يحيى بن يعمر.
وذكر أبو الفرج أن زياد بن أبي سفيان أمر أبا الأسود بنقط المصاحف.
وذكر الجاحظ في كتاب الأمصار أن نصر بن عاصم أول من نقط المصاحف وكان يقال له: نصر الحروف.
وأما وضع الأعشار فيه فمر بي في بعض التواريخ أن المأمون العباسي أمر بذلك وقيل إن: الحجاج فعل ذلك.
وذكر أبو عمرو الداني عن قتادة أنه قال: بدؤوا فنقطوا ثم خمسوا ثم عشروا وهذا كالإنكار.
حكم وجود ألفاظ أعجمية في القران :
ذكر ابن عطية أنه في هذه المسألة خلاف ،ورجح هذا القول :
حقيقة العبارة عن هذه الألفاظ أنها في الأصل أعجمية لكن استعملتها العرب وعربتها فهي عربية بهذا الوجه وما ذهب إليه الطبري من أن اللغتين اتفقتا في لفظة فذلك بعيد بل إحداهما أصل والأخرى فرع في الأكثر لأنا لا ندفع أيضا جواز الاتفاق قليلا شاذا.
وبذلك ضعف قول الطبري رحمه الله .
المراد بالتحدي في القران :
ذكر ابن عطية رحمه الله أقوالا في ذلك ورجح أن المراد به :
هو ما وقع بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه، وأبطل قول من قال :
إن العرب كان من قدرتها أن تأتي بمثل القرآن فلما جاء محمد صلى الله عليه وسلم صرفوا عن ذلك وعجزوا عنه.
والصحيح أن الإتيان بمثل القرآن لم يكن قط في قدرة أحد من المخلوقين ويظهر لنا قصور البشر في أن الفصيح منهم يصنع خطبة أو قصيدة يستفرغ فيها جهده ثم لا يزال ينقحها حولا كاملا ثم تعطى لآخر نظيره فيأخذها بقريحة جامة فيبدل فيها وينقح ثم لا تزال كذلك فيها مواضع للنظر والبدل كتاب الله لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد.
أحوال العرب مع إعجاز القران :
منهم من آمن وأذعن ومنهم من حسد كأبي جهل وغيره ففر إلى القتال ورضي بسفك الدم عجزا عن المعارضة حتى أظهر الله دينه ودخل جميعهم فيه ولم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الأرض قبيل من العرب يعلن كفره
وقامت الحجة على العالم بالعرب إذ كانوا أرباب الفصاحة ومظنة المعارضة كما قامت الحجة في معجزة عيسى بالأطباء وفي معجزة موسى بالسحرة فإن الله تعالى إنما جعل معجزات الأنبياء بالوجه الشهير أبرع ما يكون في زمن النبي الذي أراد إظهاره فكأن السحر في مدة موسى قد انتهى إلى غايته وكذلك الطب في زمن عيسى والفصاحة في مدة محمد عليهم الصلاة والسلام.
حكم إسناد الأفعال التي لم يأتِ في إسنادها توقيف شرعي:
قال القاضي ابن عطية رحمه الله : وهذا على تقرير هذه الصفة له وثبوتها مستعملة كسائر أوصافه تبارك وتعالى، وأما إذا استعمل ذلك في سياق الكلام والمراد منه حكت الآية أو اللفظ فذلك استعمال عربي شائع وعليه مشى الناس وأنا أتحفظ منه في هذا التعليق جهدي لكني قدمت هذا الباب لما عسى أن أقع فيه نادرا واعتذارا عما وقع فيه المفسرون من ذلك.
معاني أسماء القران :
قال القاضي أبو محمد عبد الحق وهذا على تقرير هذه الصفة له وثبوتها مستعملة كسائر أوصافه تبارك وتعالى، وأما إذا استعمل ذلك في سياق الكلام والمراد منه حكت الآية أو اللفظ فذلك استعمال عربي شائع وعليه مشى الناس وأنا أتحفظ منه في هذا التعليق جهدي لكني قدمت هذا الباب لما عسى أن أقع فيه نادرا واعتذارا عما وقع فيه المفسرون من ذلك.
معنى السورة :
وأما السورة فإن قريشا كلها ومن جاورها من قبائل العرب كهذيل وسعد بن بكر وكنانة يقولون سورة بغير همز وتميم كلها وغيرهم أيضا يهمزون فيقولون سؤر وسؤرة
فأما من همز فهي عنده كالبقية من الشيء والقطعة منه التي هي سؤر وسؤرة من أسأر إذا أبقى ومنه سؤر الشراب ومنه قول الأعشى وهو ميمون بن قيس: [المتقارب]
فبانت وقد أسأرت في الفؤاد = صدعا على نأيها مستطيرا
أي: أبقت فيه.
وأما من لا يهمز فمنهم من يراها من المعنى المتقدم إلا أنها سهلت همزتها ومنهم من يراها مشبهة بسورة البناء أي القطعة منه لأن كل بناء فإنما يبنى قطعة بعد قطعة وكل قطعة منها سورة وجمع سورة القرآن سور بفتح الواو وجمع سورة البناء سور بسكونها
قال أبو عبيدة: إنما اختلفا في هذا فكأن سور القرآن هي قطعة بعد قطعة حتى كمل منها القرآن.
ويقال أيضا للرتبة الرفيعة من المجد والملك سورة ومنه قول النابغة الذبياني للنعمان بن المنذر: [الطويل]
ألم تر أن الله أعطاك سورة = ترى كل ملك دونها يتذبذب
معنى الاية :
أما الآية فهي العلامة في كلام العرب ومنه قول الأسير الموصي إلى قومه باللغز: (بآية ما أكلت معكم حيسا).
فلما كانت الجملة التامة من القرآن علامة على صدق الآتي بها وعلى عجز المتحدى بها سميت آية هذا قول بعضهم وقيل سميت آية لما كانت جملة وجماعة كلام كما تقول العرب جئنا بآيتنا أي بجماعتنا وقيل لما كانت علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها سميت آية
ووزن آية عند سيبويه فعلة بفتح العين أصلها أيية تحركت الياء الأولى وما قبلها مفتوح فجاءت آية.
وقال الكسائي أصل آية آيية على وزن فاعلة حذفت الياء الأولى مخافة أن يلتزم فيها من الإدغام ما لزم في دابة.
وقال مكي في تعليل هذا الوجه سكنت الأولى وأدغمت فجاءت آية على وزن دابة ثم سهلت الياء المثقلة وقيل: أصلها أية على وزن فعلة بسكون العين أبدلت الياء الساكنة ألفا استثقالا للتضعيف قاله الفراء وحكاه أبو علي عن سيبويه في ترجمة {وكأين من نبي} [آل عمران: 146].
وقال بعض الكوفيين أصلها أيية على وزن فعلة بكسر العين أبدلت الياء الأولى ألفا لثقل الكسر عليها وانفتاح ما قبلها.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 18 شوال 1439هـ/1-07-2018م, 12:17 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيماء طه مشاهدة المشاركة
تلخيص مسائل مقدمة ابن عطية
بدأت المقدمة بالخطبة وفيها حمد الله والثناء عليه والصلاة والسلام على نبينا محمد.
ثم تحدثت عن منهج طالب العلم في التعلم

على طالب العلم أن يبدأ أولا بالأخذ من كل علم طرفا ، ثم يجتهد أيما اجتهاد ، وعليه بالصبر والاحتساب حتى يلم بأساسيات العلوم ، ثم يبدأ باختيار علما يتخصص فيه ، ويبذل كل وسعه لضبط أصوله وإحكام فصوله .
- أسباب اختيار ابن عطية لدراسة علم التفسير
علم التفسير من أشرف العلوم ، حيث إن شرف العلم من شرف المعلوم ، كما أنه من أعظم العلوم للتقرب لله ، ومن أهم العلوم الشرعية .
- أسباب تأليف ابن عطية لكتابه المحرر الوجيز
فوائده وبيانه يغلب قوة الحفظ ، لذا وجب حفظه بالكتابة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : "قيدوا العلم بالكتاب" .
- منهج ابن عطية في تأليف كتابه
1- أن يكون جامعا محررا وجيزا
2- لا يذكر من القصصالا ما لا تنفك عنه الآية الا به.
3- إثبات أقوال العلماء منسوبة إليهم على ما تلقى السلف الصالح
4- التنبيه على الألفاظ التي تنحو إلى شيء من أغراض الملحدين.
5- تتبع الألفاظ وتوضيح المعاني وجميع محتملاتها على غاية من الإيجاز
6- ايراد جميع القراءات المتواترة والشاذة.

بيان فضل القرآن
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء من علم علمه سبق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم)).
قال أنس بن مالك في تفسير قول تعالى: {فقد استمسك بالعروة الوثقى} [البقرة: 256، لقمان: 22]. قال: هي القرآن.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن)).
وقال صلى الله عليه وسلم: ((اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف)).
-صور الاعتصام بالقران الكريم :
تدبر القران والعمل به :
قال رجل لعبد الله بن مسعود: أوصني فقال: إذا سمعت الله تعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه.
وروى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أحسن الناس قراءة أو صوتا بالقرآن فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى)).
وقال عليه السلام: ((اقرؤوا القرآن قبل أن يجيء قوم يقيمونه كما يقام القدح ويضيعون معانيه يتعجلون أجره ولا يتأجلونه)).
ويروى أن أهل اليمن لما قدموا أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه سمعوا القرآن فجعلوا يبكون فقال أبو بكر: هكذا كنا ثم قست القلوب.
وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ مرة: {إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع.) فأن أنة عيد منها عشرين يوما وقال الحسن بن أبي الحسن البصري إنكم اتخذتم قراءة القرآن مراحل وجعلتم الليل جملا تركبونه فتقطعون به المراحل وإن من كان قبلكم رأوه رسائل إليهم من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار.
وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول أنزل عليهم القرآن ليعملوا به فاتخذوا درسه عملا إن أحدهم ليتلو القرآن من فاتحته إلى خاتمته ما يسقط منه حرفا وقد أسقط العمل به.
قال الله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر.)
وقال تعالى: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا.) أي علم معانيه والعمل به والقيام بحقوقه ثقيل فمال الناس إلى الميسر وتركوا الثقيل وهو المطلوب منهم.
وقيل ليوسف بن أسباط: بأي شيء تدعو إذا ختمت القرآن قال: أستغفر الله من تلاوتي لأني إذا ختمته وتذكرت ما فيه من الأعمال خشيت المقت فأعدل إلى الاستغفار والتسبيح.
-فضل تفسير القرآن :
قال أبو العالية في تفسير قوله عز وجل: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} [البقرة: 269] قال الحكمة: الفهم في القرآن وقال قتادة الحكمة: القرآن والفقه فيه وقال غيره: الحكمة تفسير القرآن.
وذكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه جابر بن عبد الله فوصفه بالعلم فقال له رجل: جعلت فداك تصف جابرا بالعلم وأنت أنت فقال: إنه كان يعرف تفسير قول تعالى: {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} [القصص: 197].
وقال الشعبي رحل مسروق إلى البصرة في تفسير آية فقيل له: إن الذي يفسرها رحل إلى الشام فتجهز ورحل إليه حتى علم تفسيرها.
- حكم تفسير القرآن :
روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آيا بعدد علمه إياهن جبريل.
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: ومعنى هذا الحديث في مغيبات القرآن وتفسير مجمله ونحو هذا مما لا سبيل إليه إلا بتوقيف من الله تعالى ومن جملة مغيباته ما لم يعلم الله به كوقت قيام الساعة ونحوه ومنها ما يستقرأ من ألفاظه كعدد النفخات في الصور وكرتبة خلق السموات والأرض.
ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)).
-حال السلف مع تفسير القرآن :
كان أكثر السلف كسعيد بن المسيب وعامر الشعبي وغيرهما يعظمون تفسير القرآن ويتوقفون عنه تورعا واحتياطا لأنفسهم مع إدراكهم وتقدمهم وكان جلة من السلف كثير عددهم يفسرونه وهم أبقوا على المسلمين في ذلك رضي الله عنهم.
-المشهورون بالتفسير من الصحابة :
فأما صدر المفسرين والمؤيد فيهم فعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ويتلوه عبد الله بن العباس رضي الله عنهما وهو تجرد للأمر وكمله وتتبعه وتبعه العلماء عليه كمجاهد وسعيد بن جبير وغيرهما والمحفوظ عنه في ذلك أكثر من المحفوظ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وقال ابن عباس ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب.
وكان علي بن أبي طالب يثني على تفسير ابن عباس ويحث على الأخذ عنه.
وكان عبد الله بن مسعود يقول: نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس وهو الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم فقهه في الدين)) وحسبك بهذه الدعوة.
وقال عنه علي بن أبي طالب: ابن عباس كأنما ينظر إلى الغيب من ستر رقيق ويتلوه عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو بن العاص.
-المشهورون بالتفسير من التابعين :
من أبرزهم الحسن بن أبي الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وعلقمة.
قرأ مجاهد على ابن عباس قراءة تفهم ووقوف عند كل آية ويتلوهم عكرمة والضحاك بن مزاحم وإن كان لم يلق ابن عباس وإنما أخذ عن ابن جبير.
- المفسرون من بعد عصر التابعين وأحوالهم :
أما السدي رحمه الله فكان عامر الشعبي يطعن عليه وعلى أبي صالح لأنه كان يراهما مقصرين في النظر ثم حمل تفسير كتاب الله تعالى عدول كل خلف وألف الناس فيه كعبد الرزاق والمفضل وعلي بن أبي طلحة والبخاري وغيرهم.
ثم إن محمد بن جرير الطبري رحمه الله جمع على الناس أشتات التفسير وقرب البعيد وشفى في الإسناد.
ومن المبرزين في المتأخرين أبو إسحاق الزجاج وأبو علي الفارسي فإن كلامهما منخول وأما أبو بكر النقاش وأبو جعفر النحاس فكثيرا ما استدرك الناس عليهما وعلى سننهما مكي بن أبي طالب رضي الله عنه وأبو العباس المهدوي رحمه الله متقن التأليف وكلهم مجتهد مأجور رحمهم الله ونضر وجوههم.
- معنى القراءات السبعة :
قال ابن عطية رحمه الله : قصد النبي عليه السلام عنده عد الوجوه والطرائق المختلفة في كتاب الله مرة من جهة لغة ومرة من جهة إعراب وغير ذلك ولا مرية أن هذه الوجوه والطرائق إنما اختلفت لاختلاف في العبارات بين الجملة التي نزل القرآن بلسانها وذلك يقال فيه اختلاف لغات.
وصحيح أن يقصد عليه السلام عد الأنحاء والوجوه التي اختلفت في القرآن بسبب اختلاف عبارات اللغات.
وصحيح أن يقصد عد الجماهير والرؤوس من الجملة التي نزل القرآن بلسانها وهي قبائل مضر فجعلها سبعة وهذا أكثر توسعة للنبي صلى الله عليه وسلم لأن الأنحاء تبقى غير محصورة فعسى أن الملك أقرأه بأكثر من سبعة طرائق ووجوه.
قال القاضي في كلامه المتقدم فجائز أن يقرأ بهذه الوجوه على اختلافها.
قال القاضي أبو محمد رضي الله عنه: والشرط الذي يصح به هذا القول هو أن تروى عن النبي عليه السلام ومال كثير من أهل العلم كأبي عبيد وغيره إلى أن معنى الحديث المذكور أنه أنزل على سبع لغات لسبع قبائل انبث فيه من كل لغة منها وهذا القول هو المتقرر من كلام القاضي رضي الله عنه وقد ذكر بعضهم قبائل من العرب روما منهم أن يعينوا السبع التي يحسن أن تكون مراده عليه السلام نظروا في ذلك بحسب القطر ومن جاور منشأ النبي صلى الله عليه وسلم.
حكم القراءات السبع المتواترة :
يجوز قراءتها والتعبد بها لأنها ثبتت بالإجماع .
سبب اختلاف الناس في القراءات بعد الاجتماع على رسم المصحف العثماني :
لأنه كان المصحف غير مشكول ولا منقوط .
مراحل جمع القران :
الجمع الأول : في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه
وكان سببه كثرة استشهاد القرّاء في غزوة اليمامة
وذلك لأن القران كان في مدة رسول الله صلى الله عليه وسلم متفرقا في صدور الرجال وقد كتب الناس منه في صحف وفي جريد وظرر وفي لخاف وفي خزف وغير ذلك فلما استحر القتل بالقراء يوم اليمامة أشار عمر بن الخطاب على أبي بكر الصديق رضي الله عنهما بجمع القرآن مخافة أن يموت أشياخ القراءة كأبي وزيد وابن مسعود فيذهب فندبا إلى ذلك زيد بن ثابت فجمعه غير مرتب السور بعد تعب شديد منه رضي الله عنه
وبقيت هذه الصحف عند أبي بكر ثم عمر ثم عند حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها .
الجمع الأخير : كان في عهد عثمان رضي الله عنه
وكان سبب هذا الجمع الخوف من الفتنة بين المسلمين ،والحرص على جمعهم على رسم واحد وذلك لما وقع بينهم من الاختلاف في القراءات ، فلما قدم حذيفة من غزوة أرمينيا انتدب عثمان لجمع المصحف وأمر زيد بن ثابت بجمعه وقرن بزيد فيما ذكر البخاري ثلاثة من قريش سعيد بن العاصي وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن الزبير وكذلك ذكر الترمذي وغيرهم، ونسخ من مصحف حفصة رضي الله عنها، ثم نسخ منه عدة نسخ وأرسلها إلى الأمصار ،ثم أمر بتحريف باقي المصاحف .
ترتيب السور:
قال القاضي أبو بكر بن الطيب وترتيب السور اليوم هو من تلقاء زيد ومن كان معه مع مشاركة من عثمان رضي الله عنه في ذلك وقد ذكر ذلك مكي رحمه الله في تفسير سورة براءة وذكر أن ترتيب الآيات في السور ووضع البسملة في الأوائل هو من النبي صلى الله عليه وسلم ولما لم يأمر بذلك في أول براءة تركت بلا بسملة هذا أحد ما قيل في براءة ،
وظاهر الاثار كما قال ابن عطية رحمه الله : أن السبع الطول والحواميم والمفصل كان مرتبا في زمن النبي عليه السلام وكان في السور ما لم يرتب فذلك هو الذي رتب وقت الكتب وأما شكل المصحف ونقطه فروي أن عبد الملك بن مروان أمر به وعمله فتجرد لذلك الحجاج بواسط وجد فيه وزاد تحزيبه وأمر وهو والي العراق الحسن ويحيى بن يعمر بذلك وألف إثر ذلك بواسط كتاب في القراءات جمع فيه ما روي من اختلاف الناس فيما وافق الخط ومشى الناس على ذلك زمانا طويلا إلى أن ألف ابن مجاهد كتابه في القراءات.
زمن تنقيط المصاحف وتحزيبها وتعشيرها:
أسند الزبيدي في كتاب الطبقات إلى المبرد أن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي وذكر أيضا أن ابن سيرين كان له مصحف نقطه له يحيى بن يعمر.
وذكر أبو الفرج أن زياد بن أبي سفيان أمر أبا الأسود بنقط المصاحف.
وذكر الجاحظ في كتاب الأمصار أن نصر بن عاصم أول من نقط المصاحف وكان يقال له: نصر الحروف.
وأما وضع الأعشار فيه فمر بي في بعض التواريخ أن المأمون العباسي أمر بذلك وقيل إن: الحجاج فعل ذلك.
وذكر أبو عمرو الداني عن قتادة أنه قال: بدؤوا فنقطوا ثم خمسوا ثم عشروا وهذا كالإنكار.
حكم وجود ألفاظ أعجمية في القران :
ذكر ابن عطية أنه في هذه المسألة خلاف ،ورجح هذا القول :
حقيقة العبارة عن هذه الألفاظ أنها في الأصل أعجمية لكن استعملتها العرب وعربتها فهي عربية بهذا الوجه وما ذهب إليه الطبري من أن اللغتين اتفقتا في لفظة فذلك بعيد بل إحداهما أصل والأخرى فرع في الأكثر لأنا لا ندفع أيضا جواز الاتفاق قليلا شاذا.
وبذلك ضعف قول الطبري رحمه الله .
المراد بالتحدي في القران :
ذكر ابن عطية رحمه الله أقوالا في ذلك ورجح أن المراد به :
هو ما وقع بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه، وأبطل قول من قال :
إن العرب كان من قدرتها أن تأتي بمثل القرآن فلما جاء محمد صلى الله عليه وسلم صرفوا عن ذلك وعجزوا عنه.
والصحيح أن الإتيان بمثل القرآن لم يكن قط في قدرة أحد من المخلوقين ويظهر لنا قصور البشر في أن الفصيح منهم يصنع خطبة أو قصيدة يستفرغ فيها جهده ثم لا يزال ينقحها حولا كاملا ثم تعطى لآخر نظيره فيأخذها بقريحة جامة فيبدل فيها وينقح ثم لا تزال كذلك فيها مواضع للنظر والبدل كتاب الله لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد.
أحوال العرب مع إعجاز القران :
منهم من آمن وأذعن ومنهم من حسد كأبي جهل وغيره ففر إلى القتال ورضي بسفك الدم عجزا عن المعارضة حتى أظهر الله دينه ودخل جميعهم فيه ولم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الأرض قبيل من العرب يعلن كفره
وقامت الحجة على العالم بالعرب إذ كانوا أرباب الفصاحة ومظنة المعارضة كما قامت الحجة في معجزة عيسى بالأطباء وفي معجزة موسى بالسحرة فإن الله تعالى إنما جعل معجزات الأنبياء بالوجه الشهير أبرع ما يكون في زمن النبي الذي أراد إظهاره فكأن السحر في مدة موسى قد انتهى إلى غايته وكذلك الطب في زمن عيسى والفصاحة في مدة محمد عليهم الصلاة والسلام.
حكم إسناد الأفعال التي لم يأتِ في إسنادها توقيف شرعي:
قال القاضي ابن عطية رحمه الله : وهذا على تقرير هذه الصفة له وثبوتها مستعملة كسائر أوصافه تبارك وتعالى، وأما إذا استعمل ذلك في سياق الكلام والمراد منه حكت الآية أو اللفظ فذلك استعمال عربي شائع وعليه مشى الناس وأنا أتحفظ منه في هذا التعليق جهدي لكني قدمت هذا الباب لما عسى أن أقع فيه نادرا واعتذارا عما وقع فيه المفسرون من ذلك.
معاني أسماء القران :
قال القاضي أبو محمد عبد الحق وهذا على تقرير هذه الصفة له وثبوتها مستعملة كسائر أوصافه تبارك وتعالى، وأما إذا استعمل ذلك في سياق الكلام والمراد منه حكت الآية أو اللفظ فذلك استعمال عربي شائع وعليه مشى الناس وأنا أتحفظ منه في هذا التعليق جهدي لكني قدمت هذا الباب لما عسى أن أقع فيه نادرا واعتذارا عما وقع فيه المفسرون من ذلك.
معنى السورة :
وأما السورة فإن قريشا كلها ومن جاورها من قبائل العرب كهذيل وسعد بن بكر وكنانة يقولون سورة بغير همز وتميم كلها وغيرهم أيضا يهمزون فيقولون سؤر وسؤرة
فأما من همز فهي عنده كالبقية من الشيء والقطعة منه التي هي سؤر وسؤرة من أسأر إذا أبقى ومنه سؤر الشراب ومنه قول الأعشى وهو ميمون بن قيس: [المتقارب]
فبانت وقد أسأرت في الفؤاد = صدعا على نأيها مستطيرا
أي: أبقت فيه.
وأما من لا يهمز فمنهم من يراها من المعنى المتقدم إلا أنها سهلت همزتها ومنهم من يراها مشبهة بسورة البناء أي القطعة منه لأن كل بناء فإنما يبنى قطعة بعد قطعة وكل قطعة منها سورة وجمع سورة القرآن سور بفتح الواو وجمع سورة البناء سور بسكونها
قال أبو عبيدة: إنما اختلفا في هذا فكأن سور القرآن هي قطعة بعد قطعة حتى كمل منها القرآن.
ويقال أيضا للرتبة الرفيعة من المجد والملك سورة ومنه قول النابغة الذبياني للنعمان بن المنذر: [الطويل]
ألم تر أن الله أعطاك سورة = ترى كل ملك دونها يتذبذب
معنى الاية :
أما الآية فهي العلامة في كلام العرب ومنه قول الأسير الموصي إلى قومه باللغز: (بآية ما أكلت معكم حيسا).
فلما كانت الجملة التامة من القرآن علامة على صدق الآتي بها وعلى عجز المتحدى بها سميت آية هذا قول بعضهم وقيل سميت آية لما كانت جملة وجماعة كلام كما تقول العرب جئنا بآيتنا أي بجماعتنا وقيل لما كانت علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها سميت آية
ووزن آية عند سيبويه فعلة بفتح العين أصلها أيية تحركت الياء الأولى وما قبلها مفتوح فجاءت آية.
وقال الكسائي أصل آية آيية على وزن فاعلة حذفت الياء الأولى مخافة أن يلتزم فيها من الإدغام ما لزم في دابة.
وقال مكي في تعليل هذا الوجه سكنت الأولى وأدغمت فجاءت آية على وزن دابة ثم سهلت الياء المثقلة وقيل: أصلها أية على وزن فعلة بسكون العين أبدلت الياء الساكنة ألفا استثقالا للتضعيف قاله الفراء وحكاه أبو علي عن سيبويه في ترجمة {وكأين من نبي} [آل عمران: 146].
وقال بعض الكوفيين أصلها أيية على وزن فعلة بكسر العين أبدلت الياء الأولى ألفا لثقل الكسر عليها وانفتاح ما قبلها.
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
- من المهم استخلاص المسائل من الآثار والأحاديث الواردة وعدم الاكتفاء بسردها تحت عنوان عام، مثلا:" ما ورد في فضل القرآن "
مثال :
شفاعة القرآن في أهله يوم القيامة
وروى أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من شفع له القرآن نجا ومن محل به القرآن يوم القيامة كبه الله لوجهه في النار وأحق من شفع له القرآن أهله وحملته وأولى من محل به من عدل عنه وضيعه)).

- التلخيص لا يعني الاقتصار على قول المؤلف في تحرير المسائل الخلافية، وإنما نذكر جميع الأقوال التي أوردها ثم نبين ترجيحه ووجهه.
- تحت عنوان " المفسرون من بعد عصر التابعين "
وضعتِ السدي، وهو من التابعين.

التقويم : ب
بارك الله فيكِ ونفع بكِ، وبارك في جهدكِ وعلمكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الحادي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:26 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir