السؤال الأوّل :بيّن أدوات التحرير العلمي التي استعملها المفسّرون في رسائلهم.
مما استخدمه المفسرون في تحرير رسائلهم من أدوات :
1– القرآن الكريم .
2 – السنة النبوية .
3 – اللغة .
4– دلالات الألفاظ .
5 – أصول الفقه والاعتقاد .
6 – أقوال السلف من الصحابة والتابعين وتابعيهم .
السؤال الثاني:المجموعة الأولى:
1: هل يُحاسب العبد على ما همّ به؟
اختلف أهل العلم في محاسبة العبد على ما هم به على قولين :
الأول : يؤخذ به إن كان عزما .
الثاني : لا يؤخذ به .
وذكر شيخ الإسلام أن التحقيق في ذلك " أنّ الهمّة إذا صارت عزمًا فلا بدّ أن يقترن بها قولٌ أو فعلٌ؛ فإنّ الإرادة مع القدرة تستلزم وجود المقدور" .
2: قال ابن رجب: (دلّت هذه الآية على إثبات الخشية للعلماء بالاتفاق، وعلى نفيها عن غيرهم على أصح القولين، وعلى نفي العلم عن غير أهل الخشية أيضًا)بيّن هذه المسائل الثلاث بإيجاز.
أولا : دلالة الآية الخشية للعلماء بالاتفاق :
فقد أثبتت هذه الآية الخشية للعلماء بالاتفاق ؛ لأن "إنما" تفيد تأكيد ثبوت المذكور بالاتفاق ؛ لأن خصوصية "إن" إفادة التأكيد , والمذكور في الآية هو خشية العلماء فأفادت تأكيد خشية العلماء من الله تعالى وذلك بالاتفاق .
ثانيا : دلالة الآية على نفي الخشية عن غير العلماء :
وهذه الدلالة تؤخذ من صيغة "إنما" :
1 – على قول الجمهور أن "ما" هي الكافة ؛ فإذا دخلت على "إن" فإنها تفيد الحصر على الصحيح , واختلفوا هل تفيد النفي عن طريق المفهوم ,أم المنطوق على قولين :
الأول : إن دلالتها على النفي بطريق المنطوق كالاستثناء سواء .
الثاني : إن دلالتها على النفي بطريق المفهوم .
واختلفوا كذلك هل تدل على النفي بطريق النص , أو الظاهر على قولين :
الأول : أن إنما تدل على الحصر ظاهرا , أو يحتمل التأكيد .
الثاني : أن إنما تدل على الحصر بطريق النص .
2 – على قول من جعل "ما" موصولة ؛ فتفيد الحصر من جهة أخرى : أن تقدير الكلام يكون "إن الذين يخشون الله هم العلماء" وهو يفيد الحصر لأن الموصول يقتضي العموم لتعريفه، وإذا كان عامًّا لزم أن يكون خبره عامًّا أيضًا لئلا يكون الخبر أخصّ من المبتدأ، وهذا النوع من الحصر يسمّى حصر المبتدأ في الخبر، ومتى كان المبتدأ عامًّا فلا ريب إفادته الحصر .
ثالثا : دلالة الآية على نفي العلم عن غير أهل الخشية :
وقد دلت الآية على حصر الخشية على العلماء , فالآية تقتضي أن كل من خشي الله فهو عالم , وأن العالم هو من يخشى الله , فإذا كان العلم سببا مقتضيا للخشية كان ثبوت الخشية عاما لجميع أفراد العلماء لا يتخلف إلا لوجود مانع .
فالذي لا يخشى الله تعالى فإن صفة العلم تنفى عنه لعدم ثبوت الخشية له , فعن ابن عباس قال: "يريد: إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزّتي وجلالي وسلطاني ".
وعن مجاهدٍ والشعبيّ: "العالم من خاف اللّه ".
وغير ذلك كثير من أقوال السلف التي تؤيد أن الذي لا يخشى الله تعالى تنفى عنه صفة العلم .
3: بيّن خطر مخالفة هدى الله جلّ وعلا.
إن الذي يخالف هدى الله تعالى فإنه يكون على خطر عظيم , وقد تلحق به عقوبتين عظيمتين :
الأولى : أن يفتتن بما خالف فيه ؛ فيحبب إليه المعصية ويتشربها قلبه , وتطمح إليها نفسه ؛ فيزداد ضلالا على ضلاله , وغيا على غيه , وقد تسلط عليه الفتنة فلا يهتدي إلى طريق نجاة , أو سبيل هداية .
الثانية : أن يعذب على هذه المخالفة عذابا أليما .
والدليل على وقوع هاتين العقوبتين قوله تعالى : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ).
والله أعلم