المجموعة الأولى
س1: بيّن المقسم به والمقسم عليه في سورة العاديات.
الله سبحانه يقسم بما يشاء, ولا يجوز للعبد أن يقسم بغير الله تعالى, وقد أقسم سبحانه في سورة العاديات بالخيل, لما فيها من آيات مبهرات, تدل على كمال القدرة, وعظمة الخالق, واختار من أحوالها ما لا يشاركها فيه غيرها من الحيوانات.
أما المقسم عليه فهو قوله سبحانه: (إن الإنسان لربه لكنود).
س2: في قوله تعالى: { نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7)}، لِم خصّ الأفئدة مع كونها تغشى جميع أبدانهم ؟
خص الأفئدة مع كونها تغشى جميع أبدانهم؛ لأن هذه الأفئدة هي محل نياتهم الخبيثة وأخلاقهم السيئة, من الكبر واحتقار أهل الفضل.
كما يدل ذلك على شدة النار ونفاذها إلى القلوب التي في في الصدور.
س3: فسّر قوله تعالى: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3) وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4) وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)}.
يقول تعالى:
(لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ): أي من اليهود والنصارى, (وَالْمُشْرِكِينَ): من كافة أنواع المشركين, على اختلاف أنواعهم وأممهم. (مُنْفَكِّينَ): أي منتهين عن كفرهم ومفارقين له.
(حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ): أي الحجة الواضحة التي تبين لهم الحق؛ والمراد هنا: النبي محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته التي أرسل بها إلى الناس كافة.
(رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ): هو محمد صلى الله عليه وسلم.
(يَتْلُو صُحُفاً مُطَهَّرَةً): أي يقرأ عليهم ما جاء في الصحف وكتب فيها, وهو القرآن الكريم, وهي كتب مطهرة من الكذب والشبهات, وكل ما فيها حق, لا لبس فيه ولا تحريف, لأنها من عند الله تعالى.
(فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ): أي كتب فيها آيات محكمات, تبين الهدى وطريق الحق, وأخبار صادقة.
(وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ): أي ليس كفرهم وتفرقهم واختلافهم في أمر الدين بسبب اشتباه الأمر عليهم, بل كان بعد وضوح الحق, وقدوم الرسالة, ببعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم, وكان الأولى لهم أن يتبعوا الحق الذي جاء به مصدقا لما معهم.
(وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ): أي إنما جاءهم القرآن الكريم ليلتزموا بعبادة الله تعالى وحده, مخلصين أنفسهم له في الدين, غير مشركين به.
(حُنَفَاءَ): أي مائلين عن كل الأديان إلى دين الإسلام.
(وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاة): أي يقيموا الصلاة على أوقاتها, ويؤتوا الزكاة كما أمر الله بأدائها, وخص الصلاة والزكاة بالذكر لأنهما مشتملتان على العبادات كلها, ولفضلهما.
(وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ): أي هذا هو دين الملة المستقيمة, الذي جاء به كل الرسل, يدعون إلى دين واحد, هو الإسلام.
س4: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى :{ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5)}.
1- ينبه الله تعالى عباده إلى أن الأرض التي سواها الله لهم, وجعل فيها قوامهم , أنما هي من الشهود عليهم, ترقب ما يفعلون على ظهرها, وتخبر به يو الحساب, ولذلك يجب على العبد مراقبة الله في كل أعماله في حياته, ويوقن بأن ما يفعل من خير أو شر سيحصى عليه لا محالة.
2- أن الأرض إنما جعلت للعبادة والإعمار, لا للإفساد والتخريب, فليسلك العبد فيها الطريق الذي رسمه الله سبحانه له, لينجو من العذاب, ويحظى بالثواب.
3- أن الأرض خلق من خلق الله, سخرها الله لعباده وذللها لهم, ولا يجوز لها تعصي أمر ربها, فهي الممهدة في الدنيا, والشاهدة في الآخرة, وإذا كانت كذلك أفلا يجدر بالإنسان الذي سخر الله له هذه الأرض, وميزه بالعقل وحسن الخلقه,وغير ذلك من النعم الكثير والكثير, أن يمتثل لأمر ربه, ويسمع ويطيع؟
4- أن الله تعال هو الخلاق العظيم, له من الجنود الكثير, وأن الإنسان محاط بعلم الله في كل زمان ومكان, فلا يغتر العبد بعقل أو مال أو سلطان, فهو الضعيف المقيد تحت سلطان الله وملكه, والله سبحانه هو المستحق للعبادة والشكر.