1. عامّ لجميع الطلاب
استخرج خمس فوائد سلوكية، وبين دلالة الآيات عليها في قوله تعالى:-
{ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12) وَإِنَّ لَنَا لَلْآَخِرَةَ وَالْأُولَى (13)}
- الاستشعار بعظمة الله وفضله على عباده الذين أنعم عليه بالهداية, فالله وحده هو الهادي المتفضل على الخلق , فالإنسان لاحول له ولا قوة إلا بالله , ووجه الدلالة قوله تعلى :{ إن علينا للهدى}.
- الاستمرار والمداومة على شكر الله تعالى على إنعامه علينا بالهداية والإكثار من القربات وعمل الطاعات, فسبحانه يهدي من يشاء ويضل من يشاء , ووجه الدلالة بقوله { إن علينا للهدى}.
- أن نحرص دائما على سؤاله وحده تعالى الهداية والتوفيق , والثبات , فلا مالك للهداية والتوفيق إلا سبحانه وتعالى , ووجه الدلالة قوله تعالى : { إن علينا للهدى}.
- أن نعلق قلوبنا بالله تعالى وحده ونستشعر قوته وجبروته وأنه مالك كل شيء , ووجه الدلالة قوله تعالى : { وإن لنا للآخرة والأولى }.
- أن يكون حالنا وقت الدعاء لطلب حاجاتنا سواء الدنيوية أو الأخروية ,أن نكون متضرعين ومتذلل ومفتقرين لله تعالى , فهو هو المالك المدبر المصرف , ووجه الدلالة قوله تعالى : { وإن لنا للآخرة والأولى}.
المجموعة الثالثة:
1. فسّر قول الله تعالى:
{فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16( }.
{فلا اقتحم العقبة}: بعد أن ذكر تعالى بعضا من نعمه التي امتن بها على الإنسان ,والفائدة المرجوة منها فهلا نشط هذا العبد واخترق العقبات الشديدة وأزال كل الموانع التي تحول بينه وبين طاعته لله , من تقصير في حق الله وتسويف النفس واتباع خطوات الشيطان .
{وما أدراك ما العقبة }: هذا الاستفهام فيه من استدعاء الانتباه، انتباه السامع، وجذب الأذهان من أجل الإصغاء لما سيذكر بعده لأهميته، وهذا تعظيم لأمر التزام الدين .
{فك رقبة }:بين الله تعالى هنا سبل اقتحام العقبات والسلامة منها والنجاة والخير , فكان أول أمر هو فك رقبة أي تحرير الرقاب , وتخليصها من فكاك الأسر , وقد قال عليه الصلاة والسلام :" من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل إرب منها إربا من النار، حتى إنه ليعتق باليد اليد، وبالرجل الرجل، وبالفرج الفرج".
{أو إطعام في يوم ذي مسغبة }: ومن سبل اجتياز العقبات أيضا تقديم الطعام في وقت يكون فيه الطعام عزيرا , وتكثر هذه الصورة في حالات المجاعة , حيث احتياج الناس الشديد للطعام .
{يتيما ذا مقربة }:أن يكون هذا الفقير جامعا بين الفقر واليتم مع كونه من ذوي القربى للمتصدق في سبيل الله , فقد قال عليه الصلاة والسلام :"الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان: صدقة وصلة."
{أو مسكينا ذا متربة}:أو المسكين الذي وصل في فقره حد الفقر المدقع , لا مأوى له ولا يجد ما يستره أو يقيه من التراب من شدة الحاجة , فمن أكرم هذين الصنفين , سهل الله عليه اقتحام العقبة , واتصف بأنه من أصحاب اليمين.
2. حرّر القول في:
معنى "الكبد" في قوله تعالى: {لقد خلقنا الإنسان في كبد}.
ورد في معنى الكبد ثلاثة أقوال كما ذكره ابن كثير :
1. القول الأول : الاستواء والاستقامة , ومعنى هذا القول أن الله خلق الإنسان سويا منتصبا في أحسن تقويم , كقول الله تعالى :{ يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم الّذي خلقك فسوّاك فعدلك}. ذكره عن ابن مسعود، وابن عباس، وعكرمة، ومجاهد، وإبراهيم النخعي، وخيثمة، والضحاك، وذكره السعدي.
2. القول الثاني : الشدة والمقاساة والمشقة , حيث الإنسان في مكابدة لأمور الدنيا ومقاساة شدائدها منذ ولادته ,وفي مكابدة في آخرته منذ مماته في شدائد القبر, وحتى مبعثه يوم يقوم الأشهاد وأهوال ذلك اليوم , كقول الله تعالى : { حملته أمه كرها ووضعته كرها}.ذكره ابن عباس ,مجاهد,و سعيد بن جبير , وعكرمة , وقتادة ,واختاره ابن جرير, وذكره السعدي والأشقر.
3. القول الثالث : السماء ,أي أن آدم خلق في السماء , فسمي ذلك الكبد. ذكره ابن زيد .
3. بيّن ما يلي:
أ: دلائل محبة الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ممّا درست:
- { وأنت حل بهذا البلد }, لقد كرم الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن أحل له مكة المكرمة ساعة من نهار,وقد قال عليه الصلاة والسلام :" إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، لا يعضد شجره، ولا يختلى خلاه، وإنما أحلت لي ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، ألا فليبلغ الشاهد الغائب .
- { ما ودعك ربك وماقلى },حيث تتجلى بهذه الآية عظم دوام عناية الله تعالى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
- { وللآخرة خير لك من الأولى}, فقد وصل النبي صلى الله عليه وسلم بعون الله ومحبته له إلى حال لا يصل إليها الأولون والآخرون، من الفضائل والنعم، وقرة العين، وسرور القلب.
- { ولسوف يعطيك ربك فترضى }, امتن الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالفتح بالدين وفي الآخرة بآلاء عظيمة جزاء حبه تعالى له , كألف ألف قصر , ونهر الكوثر والشفاعة لأمته .
- { ألم يجدك يتيما فآوى }, فقد تكفل الله تعالى مأوى محمد صلى الله عليه وسلم بعد وفاة والديه.
- { وجدك ضالا فهدى },هدايته تعالى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى القرآن والشرائع , وأوضح له أمر النبوة.
- { ووجدك عائلا فأغنى }, فالله وحده تعالى هو من رزق النبي صلى الله عليه وسلم بالمال والفتوحات الإسلامية.
- { ألم نشرح لك صدرك }, فقد شرح الله قلب النبي صلى الله عليه وسلم لقبول النبوة والدعوة إلى الله.
-{ ووضعنا عنك وزرك},غفران الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
- {ورفعنا لك ذكرك },لقد أعلى الله تعالى قدر نبيه صلى الله عليه وسلم , فلا يذكر الله إلا ويذكر معه اسم النبي صلى الله عليه وسلم.
ب: دلالة التعبير بفعل الإهلاك في قوله: {يقول أهلكت مالا لبدا}.
دلالة على الخسران الفاحش الذي يصيب صاحبه , فكل ما ينفقه العبد في سبيل الشهوات واتباع خطوات الشيطان يذهب هباء , ولا يجني سوى الندم والحسرة وخيبة الأمل والتعب والقلة , خلافا لمن ينفق أمواله بالمعروف بأوجه الخير ابتغاء مرضات الله تعالى , فإن الله يربي هذه الصدقات أضعافا مضاعفة , فيكون رابحا في الدنيا والآخرة .