المجموعة الرابعة
س1 : اشرح قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ألا تأمنوني ...) .
سبب هذا الحديث أن ذي الخويصرة قال للنبي صلى الله عليه وسلم : "اعدل " فطلب بعض الصحابة قتله ورفض النبي صلى الله عليه وسلم , وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ألا تأمنوني ...) .
قوله صلى الله عليه وسلم (ألا) : اداة استفتاح يستفتح بها الكلام .
قوله صلى الله عليه وسلم ( وأنا أمين من في السماء ) : أي : إنني أمين الله تعالى الذي هو في السماء , فأنا أمين شرعه ودينه , فكيف لا أكون أمين على أمور الدنيا الحقيرة .
وفي هذا الحديث دلالة على إثبات صفة العلو لله سبحانه وتعالى , إذ وصفه النبي صلى الله عليه وسلم أنه سبحانه وتعالى في السماء أي : في العلو , و "في" بمعنى على .
قال الشيخ تقي الدين رحمه الله في ( الرسالة الحموية ) : ثم من توهم أن كون الله في السماء تحيط به وتحويه فهو كاذب إن نقله عن غيره وضال إن اعتقده في ربه , وما سمعنا احدا يفهمه من اللفظ , ولا رأينا أحدا يفهمه من اللفظ , ولا رأينا أحدا نقله عن أحد , ولو سئل سائر المسلمين هل يفهمون من قول الله ورسوله أن الله في السماء أن السماء تحويه لبادر كل أحد أن يقول هذا شيء لعله لم يخطر ببالنا .
وفي الحديث دليل لمن لم يكفر الخوارج كالشافعي وجماهير أصحابه وجماهير العلماء أن الخوارج لا يكفرون , ولا يكفرون القدرية والمعتزلة .
وفي الحديث دليل على صبر النبي صلى الله عليه وسلم وتحمله لأذى المنافقين والكافرين .
س2 : دلل على صفة الفرح والضحك لله تعالى .
من الصفات الثابتة لله تعالى وهي من صفات الافعال صفة الفرح والضحك لله تعالى .
ومن الأدلة على ثبوت هذه الصفات قوله صلى الله عليه وسلم : ( لله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن التائب من أحدكم براحلته ) .
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة ) .
س3 : كيف ترد على الجهمية والمعتزلة في إنكارهم صفة النزول ؟
يرد عليهم بان نقول :
1 – أن هذه الصفة ثابتة لله تعالى قد أثبتها له نبينا صلى الله عليه وسلم في الحديث : ( ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فاستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه , من يستغفرني فاغفر له ؟
2 – أن هذا النزول نزول حقيقي يليق بجلال الله تعالى من غير تكيف ولا تشبيه , ومن غير تكيف ولا تمثيل .
3 – أن ادعاء مجاز الحذف في هذه الصفة لا يصح لأن الأصل عدم الحذف .
4 – انه سبحانه يقول من يدعوني من يستغفرني , فلا يصح ولا يعقل أن الذي يقول ذلك أمره أو رحمته .
5 – أنه سبحانه حدد وقت نزوله الثلث الخير من الليل , فلو كان أمره او رحمته لم يحدد لها وقته , فرحمته وأمره ينزلان في كل وقت .
وبهذا يتبين ضعف قولهم وإثبات ان الله تعالى ينزل حقيقة في ثلث الليل الآخر من كل ليلة كما يليق به سبحانه .
س4 : ما المراد بالزيادة في قوله تعالى : ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) ؟
المراد بالزيادة رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة , كما فسرها بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال ابن رجب : وهذا مناسب لجعله جزاء لأهل الإحسان ؛ لأن الإحسان هو ان يعبد المؤمن ربه على وجه الحضور والمراقبة كأنه يراه بقلبه وينظر إليه في حال عبادته , فكان جزاء ذلك النظر إلى وجه الله سبحانه وتعالى عيانا في الآخرة وعكس هذا ما أخبر عن جزاء الكفار أنهم عن ربهم محجوبون وذلك جزاء لحالهم في الدنيا , وهو تراكم الران على قلوبهم حتى حجبت عن معرفته في الدنيا , فكان جزاؤهم على ذلك أن حجبوا عن رؤيته في الآخرة .
س5 : فسر قوله تعالى ك ( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ) .
أي : إنه سبحانه وتعالى هو المعبود بحق في السماء , وهو المعبود بحق في الأرض ؛ فالإله هو المعبود سبحانه وتعالى .
والله اعلم