المجموعة الثانية:
1: بيّن المقصد العام لرسالة عبد العزيز الداخل حفظه الله.
تحرير القول في المراد بالإسلام الوارد في الآية ,هل المراد به الإسلام الذي هو دون مرتبة الإيمان ,أم هو الإسلام الظاهرالذي لايلزم من صاحبه أن يكون مسلما في الباطن كما هو حال المنافقين الذين يتظاهرون بالإسلام خوفا من القتل والسبي .
2: بيّن فضل مرتبة الإيمان.
وعد الله تعالى المؤمنين الذين حققوا الإيمان الكامل بالأمن والأمان في الدنيا والآخرة فقال تعالى (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون )
كما وعدهم الله عز وجل بالتثبيت في الدنيا والآخرة كما قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ )فصلت (31)
وقال تعالى (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا ) طه (112)
كما وعدهم الله عز وجل بالهداية وإخراجهم من الظلمات إلى النور فقال تعالى (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)البقرة (257)
وغيرها من الآيات التي تدل على منزلة المؤمنين العالية عند الله عز وجل وموالاة الله لهم بخلاف المسلمين الذين لايكون لهم عهد بعدم الآمان من العذاب في الدنيا ولا في الآخرة .
3: اذكر ما لاحظته من جوانب الإحسان والقوة العلمية في رسالة ابن تيمية رحمه الله، مع التمثيل.
- بدأ بتقرير أفضلية هذا الدين على غيره من الأديان مستدل على ذلك ببيان غرض الإستفهام وهو الإنكار على من قال بأفضلية غيره ,في قوله ( ومن أحسن ).
- ذكر الأقوال في سبب نزول الآية ثم رجح القول الأول ثم ذكر أسباب ترجيحه للقول الأول
بأن السورة مدنية والخطاب فيها للمؤمنين وليس للكفار ,وأن الأقوال مستفيضة في أنه لما نزلت قوله تعالى ( ومن يعمل سوء يجز به ) شق ذلك على الصحابة حتى بين لهم النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما يصيبهم من أذى في الدنيا ,كما إن الآيات ( ومن أحسن ) و( ومن يعمل من الصالحات ..) يدل على أن هناك تنازع في الأديان وليس إنكار العقوبة بعد الموت .
- الرد على من قال أن الآية نصٌّ في نفي دينٍ أحسن من دين هذا المسلم لكن من أين أنّه ليس دينٌ مثله؟
فبين أن الخطاب يتنوع على حسب مقامه في الخطاب فتارةً بإثبات صلاح الدّين إذا كان المخاطب يدّعي أو يظنّ فساده وتارة في التّفاضل فيبيّن أنّ غيره ليس أفضل منه. ثمّ في ثالثٍ يبيّن أنّه أفضل من غيره.
- ثم ذكر وجوه أفضلية هذا الدين :-
أولا من حيث الصيغة :
- فذكر الصيغ التي تدل على الأفضلية كوقوع المذكور مجرور بمن فإنه يدل على أنه مفضول وغيره فاضل .
- وإذا عبر لا أحسن أو من أحسن أو من أحسن دل على أنه فاضل وغيره مفضول .
- كذلك ما يدل على الأفضلية على غيره الإستثناء .
- استخدام اللّفظ على معنًى غير ما كان يقتضيه أصل الوضع. و يكون في الأسماء المفردة تارةً ويكون في تركيب الكلام أخرى و الأمثال السّائرة جملةً فيتغيّر الاسم المفرد بعرف الاستعمال عمّا كان عليه في الأصل إمّا بالتّعميم وإمّا بالتّخصيص وإمّا بالتّحويل؛ كلفظ الدّابّة والغائط والرّأس.
- تتغيّر التّركيب بالاستعمال عمّا كان يقتضيه نظائره كما في زيادة حرف النّفي في الجمل السّلبيّة وزيادة النّفي في كاد وبنقل الجملة عن معناها الأصليّ إلى غيره كالجمل المتمثّل بها كما في قولهم: (يداك أوكتا وفوك نفخ)
- ثانيا من حيث العمل فلابد من تفضيل قولٍ وعملٍ على قولٍ وعملٍ فالأقوال والأعمال المختلفة لا بدّ فيها من تفضيل بعضها على بعضٍ عند جمهور الأمّة.
- ثم بين ضرورة بيان تفضيل الأديان لوجوب ذلك .
- ثالثا : في الفصل بين المتخاصمين
فلم يفصل بينهما ببيان أيهما أفضل ولم ينههم عن ذلك بل حسم مادة الفخر والخيلاء من جراء تفضيل أحدهما على الآخر ببيان أن من يعمل صالحا يجز به من الطرفين سواء كان فاضلا أو مفضولا كما أن العقوبه على السيئات واقعه لا محالة .
- (بين للمؤمنين أن جزاء سيئاتهم يكون في الدنيا بما يحصل لهم من مصائب , وبين للكفارأن حسناتهم لا يدخلون بها الجنة وأنّ العمل الصّالح إنّما يقع الجزاء عليه في الآخرة مع الإيمان وإن كان قد يجزى به صاحبه في الدّنيا بلا إيمانٍ , ثمّ بيّنّ بعد هذا فضل الدّين الإسلاميّ بقوله: {ومن أحسن دينًا} فجاء الكلام في غاية الإحكام).انتهى كلام الشيخ رحمه الله .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ,,,