المجموعة الثانية:
س1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟
يتحقق الإيمان بالقرآن بالاعتقاد و القول و العمل به
الإيمان الإعتقادي: يكون بأن يؤمن إيمانا تاما أنه كلام الله لا ياتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه ، و أنه أحسن الكلام و أعظمه و بإتباع ما جاء به سيفوز برضى الرحمن
و أنه محفوظ من جميع الآفات كالتبديل و الزيادة و النقصان أو أن يمسه الشيطان بشيء من التحريف . و ان يؤمن بأن ما جاء في القران صالح لكل زمان و مكان و أن يصدق
الاخبار التي ذكرها القرآن عن الأمم السابقة و التي لم تحدث بعد كأحوال البعث و ما سيحدث يوم القيامة ، و يكون على يقين بأنه تنزيل من رب العالمين امر جبريل أن ينزله
على نبيه محمد عليه الصلاة و السلام لينذرو يبشر به العالمين .
الإيمان القولي : يكون بتلاوته بتدبر و خشوع و ان يستشعر بركة هذه التلاوة و يحافظ و يستمر على تلاوته و لا ينقطع عنها بحيث يكون له ورد يومي من القرآن . و ان يتعبد الله و يقترب إليه بتلاوة كتابه .
الإيمان العملي: يكون بإتباع هدي القرآن و ان يكون القرآن دستور في حياة العبد يرجع إليه و يحكم به . كل حياته مرتبطة بالقرآن فيفعل ما امر الله به و يجتنب ما نهاه الله عن و كل ذلك مذكور و مفصل بالقرآن .
س2: بيّن أهميّة معرفة مسائل الإيمان بالقرآن، وكيف يحقق طالب العلم هذه المعرفة؟
مسائل الإيمان بالقرآن نوعين : مسائل اعتقادية و مسائل سلوكية ، و كلاهما له أهميته
فبمعرفة المسائل الاعتقادية يزيد يقين المرء بأن القرآن كلام الله و أنه مهمين على جميع الكتب السماوية الأخرى و يتبين للمرء أيضا الحلال و الحرام في الأمور جميعها
و يكون على دراية بالأمور العقدية التي تكفر صاحبها و تخرجه من الإسلام و يسهل عليه معرفة طرق أهل البدع في بحث مسائل الاعتقاد، و كيفية الرد عليهم و الحذر منهم ،
فبمعرفة هذه المسائل يحمي العبد نفسه من سلوك الطرق التي تؤدي إلى الشرك والبدع ويقوده إلى عبادة الله على علم و بصيرة .
أما معرفة المسائل السلوكية تزيد من انتفاع المرء بالقرآن و ببصائره و هداياته و تكون استجابته لله فيما أمر فيه و نهى عنه كما يحب ربنا ويرضى . و ستوضح له الحكمة و المقصد
في ذكر القصص و الامثال في القرآن مما يوفقه لسلوك الصراط المستقيم { وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67)
وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (68)و أخذ العبرة و العظة من آيات القرآن و يكون على بينة في معرفة كل ما يؤدي إلى الضلال أو الهدى.
وكيف يحقق طالب العلم هذه المعرفة؟
أولا بأن يكون طلبه للعلم خالصا لوجه الله بعيدا عن المراء أو أي غرض دنيوي ، و أن يسأل الله أن يمن عليه و يتفضل عليه بمعرفة هذه المسائل و الإيمان و العمل بها .
أن يكون مصدره الأول في معرفة هذه المسائل و الإيمان بها الكتاب و السنة .أن يتبع منهج أهل السنة و الجماعة في دراسة هذه المسائل من حيث التلقي و الاستدلال
و البحث فيها، و يتمسك بأدابهم في البحث و السؤال و الرد عن المخالفين .و أيضا أن يبتعد في القول فيما ليس له به علم ،و ان يقي نفسه من سلوك طرق أهل البدع .
أن يحرص على طلب العلم الصحيح الذي يقوده إلى الفلاح ، و يكون ذات عزيمة و إرادة جازمة في اتباع و تطبيق ما تعلم و يقرن العلم بالعمل .
س3: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟
أولا يكون بالتصديق الحسن لأخباره فإنه أصل من أصول الاهتداء بالقرآن ، و هذا التصديق يزيد المرء علما و هدى و يقينا بالقرآن و ما جاء به و هذا كله يؤثر على قلبه
فيؤتى صدق الرغبة و الخشية و الإنابة و الخوف و الرجاء و بذلك يصلح قلب المرء و صلاح القلب دلالة على صلاح الجسد و العمل و الحياة .
ثانيا يكون بتعقل أمثال القرآن الصريحة و الكامنة و ذلك بفقه مقاصدها و معرفة ما يراد منها و الاعتبار بها لان ذلك يقود إلى صلاح العمل و حسن العاقبة. {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون}.
ثالثا يكون بإلتزام ما امر الله به و اجتناب ما نهى عنه فالإيمان دائما مقترن بالعمل الصالح .
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9)}
س4: بيّن فضل الإيمان بالقرآن.
الإيمان بالقرآن هو الطريق الموصل إلى معرفة العبد بربه جلا في علا المعرفة الصحيحة بعيدة عن الطرق البدعية و الشركية و التقرب إليه كما يحب و يرضي ربنا ،
و أيضا يعرفه بأسمائه و صفاته و كيف السبيل إلى النجاة من وعيده و الفوز بما أعده الله لعباده المؤمنين و بمحبته و رضوانه .القرآن يبصر المؤمن به إلى حكمة الله
في مخلوقاته جميعا و يبين للعبد آثار رحمة الله في كل شيء.
يهدي القرآن المؤمن به إلى كل ما هو خير له في دينيه و دنياه و أخرته ، الايمان بالقرآن الكريم يحث العبد على الاكثار من تلاوته في كل وقت وحين وذلك سبب في
الحصول على الأجور الكثيرة و سبب في سعادة الانسان الدنيوية الآخروية و مما يجعله في انشراح و طمأنينة و أيضا يحصنه من مكائد الشيطان و يجعله في حفظ الرحمن .
و كلما زاد إيمان العبد بالقرآن زاد انتفاعه بتلاوته و يفتح له في معرفة بصائر و بينات القرآن و هذا كله يزيد من يقينه و يثبته على الاستقامة و سلوك الصراط المستقيم و يهديه إلى أحسن الاخلاق .
س5: دلّل على إثبات صفة الكلام لله تعالى من الكتاب والسنّة .
آيات تثبت صفة الكلام لله و منها :
-
{ومن أصدق من الله قيلا}
-
{وكلم الله موسى تكليما}
-
{وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ}.
و ما جاء في السنة:
-حديث عديّ بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم،
وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة» متفق عليه، وفي رواية في صحيح البخاري: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجاب يحجبه».
- قول عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك: « ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمر يتلى » متفق عليه.
فيقال: قال {الحق وهو العلي الكبير} » وهذا الحديث علقه البخاري في صحيحه، ووصله في كتاب خلق أفعال العباد، ورواه أيضاً أبو داوود وأبو سعيد الدارمي ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم بإسناد صحيح.