المجموعة الثانية:
1. تحدث بإيجاز عن أوصاف القرآن الجامعة.
القرآن كلام الله العلي الكبير أنزله على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل الملك الكريم ، وهو يحوي المعاني العظيم، قال العلامة السعدي رحمه الله: أنه بلغ في البلاغة نهايتها، وفي الحسن غايته، وفي الأسلوب البديع، والتأثير العجيب ما هو أكبر الأدلة على أنه كلام الله، وتنزيل من حكيم حميد، فتجده في آية واحدة يجمع بين الوسائل والمقاصد، وبين الدليل والمدلول، وبين الترغيب والترهيب، وبين العلوم الأصولية والفروعية، وبين العلوم الدينية والدنيوية والأخروية، وبين الأغراض المتعددة والمقاصد النافعة، ويعيد المعاني النافعة على العباد، ليتم علمهم، وتكمل هدايتهم، ويستقيم سيرهم على الصراط المستقيم، علما وعملا.
ومن الأوصاف الجامعة التي وصف بها الله القرآن هدى ورحمة للمؤمنين ففيه الهداية إلى الطريق المستقيم، وهوالنور والفرقان الذي يفرق بين الحق والباطل، وأنه مبين فيه بيان كل شيء، وبذلك فهو رحمة لأنه سبيل الهداية والرشاد في الدنيا والآخرة.
ومن صفات القرآن أنه شفاء لما في الصدور، يشفي أمراض القلوب، يبينها لنا ويصفها لنا ويرشدنا إلى طريق الشفاء، وهو شفاء لأمراض الشبهات مثل الشك ، ويرشدنا إلى العلم واليقين لعلاج الشك، وسلوك الطرق الصحيح لليقين.
وكتاب الله محكم الأيات محكم المعاني محكم في أخباره وهو من لدن حكيم عليم، ومع إحكامه هم حسن مبارك، يهدينا إلى الآداب الحسنة والمعاملات الحسنة ويذكرنا بالإحسان وأن الله يحب المحسنين ومبارك لمن قرأه وفهمه وعمل به، فتحل عليها البركات من طمأنينة وسكينة وهداية إلى الصراط المستقيم والفوز العظيم في الآخرة في جنات النعيم.
.
.
2. تحدّث عن منّة الله تعالى علينا بإرسال رسوله الكريم
جاء في القرآن الكريم قوله تعالى في سورة آل عمران:" لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ"، ففي الآية يمتن الله على عباده بأن أرسل لهم الرسول الكريم الأمين، وهو أفضل الرسل وهي من أعظم المنن، كيف هذا؟ لما كان من الآثار العظيمة التي جعلها الله تابعة لبعثته ونشر رسالته، صلى الله عليه وسلم، فجاء يعرفنا بربنا وبأوامر الله وما نهى عنه الله وجاء متمما لمكارم الأخلاق مبينا لنا أحكام المعاملات كما أوحى إليه ربه، قال تعالى:" "، ولقد أدى عليه الصلاة والسلام الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة، فبلغ القرآن لفظا وفهما وعملا، وعلم الصحابة أن يزكوا أنفسهم ويطهروها من الشرك والمعاصي بالطاعات والخلق الحسن، وعلمهم القرآن والسنة، فالسنة مبينة لما في آيات القرآن، فإن نعمة إرسال رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والرسل هي من النعم العظيمة التي امتن بها الله على هذه الأمة.
. 3. عدد سبع فوائد من تفسير قول الله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا - وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}
سبع فوائد من قوله تعالى:"أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا - وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا":
1- الأمر بإقامة الصلاة بشروطها ومنها حضور الوقت، وأركانها وواجباتها وسننها وحضور القلب والخشوع.
2- بيان أوقات الصلاة والجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء .
3- أهمية صلاة الفجر وأنها شاقة على المنافقين.
4- فضل قراءة القرآن في صلاة الفجر والإطالة فيه وتدبره.
5- فضل قيام الليل والتهجد والدعاء في هذا الوقت العظيم.
6- فضل الثلث الأخير من الليل والدعاء فيه .
7- فضل النبي صلى الله عليه وسلم حيث أكرمه الله بالمقام المحمود.
4. فسّر قول الله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} مبيّنا مقاصد تشريع الصيام وآدابه وبعض أحكامه.
قال تعالى :"يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ"، ينادي الله عباده المؤمنين آمرهم بالصيام فإنه فرض عليهم كما فرض على الأمم السابقة، وهذه العبادة إن أقمتموها تملأ التقوى قلوبكم ولذلك قال تعالى:" لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" ،
مقاصد تشريع الصيام:
- تحقيق التقوى، فالصيام هو الطريق لتحقيق التقوى لأنه يتقرب إالى الله بترك ما يشتهيه من طعام وشراب ونكاح، فيقدم محبة الله على ما يحب.
- الصبر على الجوع والعطش، فيتمرن العبد على الصبر، فيزداد إيمانه وقدرته على تحمل المشاق ومخالفة هوى النفس الأمارة بالسوء.
- مراقبة الله تعالى، فهي العبادة التي لا يعلم حقيقة القيام بها إلا الله، فيتعلم أن الله الرقيب السميع البصير العليم الخبير.
- زيادة الطاعات من صلاة وقراءة قرآن وإطعام وأداء عمرة لمن يستطيع، كل ذلك تزكية للنفس وتطهير لها.
-الشعور بجوع الفقراء فيقوم العبد بالإكثار من الصدقات.
من آدابه:
- عدم اللغو واستغلال الشهر في قراءة القرآن وقيام الليل.
- عدم الانشغال بالطعام والمبالغة فيه
من أحكامه:
- ترخيص الفطر للمريض والمسافر وأن يقضيها بعد عودته.
- المريض الذي لا يرجى برؤه والمسن الضعيف له أن يفطر ويطعم مسكين عن كل يوم.
والله تعالى أعلى وأعلم
جزاكم الله خير