خمس فوائد سلوكية من الآيات (إن علينا للهدى. وإن لنا للآخرة والأولى):
1- من سلك سبيل الهداية والطاعة سيصل إلى ربه. (إن علينا للهدى)
2- على العبد معرفة طريق الحق وطريق الضلال من كتاب ربه (إن علينا للهدى)
3- الإلحاح بالدعاء لله تعالى أن يهديه إلى طريق هدايته (إن علينا للهدى)
4- تعلق العبد بربه في كل أمر يرجوه وكل أمر يخافه (وإن لنا للآخرة والأولى)
5- قطع الرجاء عن المخلوقين والتعلق بخالقهم الذي بيده الأمر (وإن لنا للآخرة والأولى)
6- طلب الهداية والاستقامة وصلاح القلب من الله تعالى (وإن لنا للآخرة والأولى)
7- سؤال الله عز وجل كل الأمور الدنيوية التي يحتاجها العبد، فالله هو المالك على الحقيقة وعدم الطمع فيا في أيدي الناس (وإن لنا للآخرة والأولى).
8- الغنى بالله تعالى عما في أيدي الخلق والرضا به ربا مدبرا متصرفا مالكا، سبحانه وبحمده (وإن لنا للآخرة والأولى).
المجموعة الثانية:
1- فسر قوله تعالى: (ثم كان من الذين ءامنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة. أولئك أصحاب الميمنة. والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشئمة. عليهم نار مؤصدة)
أي ومع هذه الأفعال الجميلة الطاهرة التي يقوم بها من عتق الرقاب والإطعام في وقت المجاعة للفقير والمسكين واليتيم المحتاج، هو من المؤمنين، الذين آمنوا بقلوبهم وبما يجب الإيمان به ورغبوا فيما عند ربهم من الأجر والثواب وعملوا الصالحات بجوارحهم مما أمروا به من الطاعات الواجبة والمستحبة وتواصوا بالرحمة على عباد الله من إعطاء المحتاج والفقير والمسكين واليتيم وتعليم الجاهل ومساعدتهم على جميع مصالحهم الدينية والدنيوية وما يحتاجون إليه، كما قال النبي "الراحمون يرحمهم الرحمن"، فأولئك الموصوفون بهذه الصفات هم أصحاب اليمين الذين يؤتون كتبهم بيمينهم ويدخلون الميمنة وهي الجنة، خلافًا للكفار الذين كذبوا بآيات الله المنزلة على رسله وآيات الله في الكون، فلم يصدقوا بها ولا عملوا صالحا ابتغاء وجه الله ولا أحسنوا ولا رحموا عباد الله، فهم أصحاب الشمال الذين يؤتون كتبهم بشمالهم فيدخلون المشأمة وهي النار المشؤومة وتكون مطبقة مغلقة، فهي عليهم حيط لا باب لها ولا ضوء فيها ولا خروج منها للأبد. نسأل الله السلامة والعافية وأن يوفقنا لما يحب ويرضى ونعوذ بالله من الخذلان.
2- تحرير القول في قوله تعالى: "فإذا فرغت فانصب"
فيها أربعة أقوال:
1- إذا فرغت من أمور الدنيا وأشغالها وانشغال قلبك، فانصب في العبادة وأنت فارغ البال، قاله ابن كثير والسعدي وروى ابن كثيرعن مجاهد فانصب لربك وانصب في حاجتك إذا قمت إلى الصلاة.
2- إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل، ذكره ابن كثير عن ابن مسعود
3- إذا فرغت من الصلاة وأكملتها فانصب واجتهد في الدعاء، وهو قول للسعدي وذكره ابن كثير عن ابن مسعود وابن عباس وهو قول للأشقر.
4- إذا فرغت من الجهاد فانصب للعبادة، ذكره ابن كثير عن زيد بن أسلم والضحاك وهو قول للأشقر.
3- أ- المقسم به والمقسم عليه وفائدة القسم في سورة الليل
المقسم به ثلاثا وهم:
1- الليل إذا يغشى: يقسم تعالى بالليل عندما يغطي الكون والخلق بظلامه، فيسكن كل إلى مأواه.
2- والنهار إذا تجلى: قسم منه تعالى بالنهار متى ظهر وانكشف ووضح فاستضاؤوا بنوره وإشراقه.
3- وما خلق الذكر والأنثى: وورد فيها قراءة "والذكر والأنثى" في قراءة ابن مسعود وأبي الدرداء.
وفي معنى الآية قولان:
1- إذا كانت ما موصولة، فيكون القسم بنفسه تعالى الكريمة أي وخالق الذكور والإناث
2- وإذا كانت ما مصدرية، كان قسما بخلقه للذكر والأنثى كما في قوله تعالى "وخلقناكم أزواجا" وقوله تعالى "ومن كل شيء خلقنا زوجين".
المقسم عليه: قوله تعالى: "إن سعيكم لشتى"، ولما كان كان القسم قبلها بالأشياء المتضادة (الليل، النهار)، (الذكر والأنثى)، كان المقسم عليه متضادا ولهذا قال تعالى "إن سعيكم لشتى" أي إن سعيكم أيها المكلفون وعملكم مختلف ومتفاوت، فمن ساعٍ للخير عامل للجنة، ومن ساعٍ للشر عامل للنار
فائدة القسم: ينبه تعالى على قيمة الزمان، يقسم بالزمان الذي تقع فيه أفعال العباد، وكذلك التنبيه على كمال حكمته تعالى في خلق كل صنف يريد بقاءه من ذكر وأنثى؛ ليبقى النوع ولا يضمحل، وقاد كلا منهما إلى الآخر بسلسلة الشهوة، وجعل كلا منمها مناسبا للآخر، فسبحان الله القدير.
ب- الحكمة من الأمر بالتحديث بالنعم في قوله: "وأما بنعمة ربك فحدث"
النعم تشمل النعم الدينية التي أنعم الله بها على نبيه من النبوة والقرآن وغيرها ، وعلى النعم الدنيوية، والحكمة من الأمر بالتحديث بالنعم، هو الثناء على الله بها، فالتحدث بنعم الله سبيل لشكرها وتحبيب القلوب إلى من أنعم بها وهو الله سبحانه وتعالى، فالقلوب مجبولة على محبة من أنعم عليها والتحدث بالنعمة من وسائل شكر الله على نعمه.