المجموعة الثالثة:
س1: عدد مراتب طرق التفسير.
أجل طرق التفسير تفسير القرآن بالقرآن
ثم تفسير القرآن بالسنة
ثم تفسير القرآن بأقوال الصحابة
ثم تفسير القرآن بأقوال التابعين ومن تبعهم من الأئمة الربانيين
ثم تفسير القرآن بلغة العرب
ثم تفسير القرآن بالاجتهاد المشروع.
وهذه الطرق ليست متمايزة ولا متخالفة فقد يجتمع في الآية طرق متعددة من طرق التفسير .
س2: هل يدخل الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن؟
نعم ، فتفسير العلماء للقرآن بالقرآن على نوعين:
النوع الأول: تفسير مستنده النص الصريح في القرآن. مثل قول الله تعالى: {والسماء والطارق . وما أدراك ما الطارق . النجم الثاقب}فنص الله تعالى على بيان المراد بالطارق
بأنه النجم الثاقب.
والنوع الثاني: تفسير اجتهادي يعتمد فيه المجتهد على استخراج دلالة من آية لبيان معنى آية أخرى من غيرأن يكون فيها نص صريح في المسألة.
مثل: ما ذكره بعض أهل العلم في تحديد مقدار ما أمر الله بإنفاقه في قوله تعالى: {وأنفقوا مما رزقناكم}حيث قالوا هو العفو لقوله تعالى : : {ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو} فهذا اجتهاد من المفسر في تفسير القرآن بالقرآن.
والتفسير الاجتهادي على مراتب :
1- فمنه ما يقيم عليه المفسر دلائل صحيحة تفيد العلم اليقيني.
2- ومنه مايفيد الظن الغالب.
3- ومنه ما يفيد وجهاً معتبراً في التفسير.
4- ومنه ما هو خطأ من المجتهد في اجتهاده.
س3: عددما تعرف من المؤلفات في تفسير القرآن بالقرآن.
لا تكاد تخلو كتب التفسير المعتبرة من اعتماد على تفسير القرآن بالقرآن وأفرد بعض العلماء كتباً في التفسير اعتنوا فيها بتفسير القرآن بالقرآن مثل:
1. مفاتيح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن لمحمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني
2. تفسير نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان لعبد الحميد الفراهي الهندي
3. تفسير القرآن بكلام الرحمن لأبي الوفاء ثناء الله الآمرتسري
4. أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن لمحمد الأمين الجكني الشنقيطي
س4: بيّن أنواع الأحاديث المتعلقة بالتفسير.
الأحاديث النبوية التي يوردها المفسرون في تفاسيرهم على نوعين:
النوع الأول: أحاديث تفسيرية فيها نص على معنى الآية
مثل حديث أبي هريرةوحديث أبي موسى الأشعري في تفسير قول الله تعالى: {يوم يُكشفعن ساق}.
النوع الثاني:أحاديث ليس فيها نص على معنى الآية لكن يمكن أنتفسر الآية اجتهادا
مثل ما في الصحيحين عنابن عباس، قال: ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لامحالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه». فهو فهم ابن عباس لمعنى اللمم من الحديث.
س5: بيّن خلاصة القول في حديث معاذ بن جبل في طرق القضاء رواية ودراية.
أما من حيث الرواية فقد ضعفه جماعة من أهل العلم لأجل انقطاع إسناده وجهالة حال الحارث بن عمرو.
قال الترمذي: (هذاحديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده عندي بمتصل).
وذكر البخاري هذا الحديث في ترجمة الحارث بن عمرو في التاريخ الكبير وقال: ("لا يصح، ولا يعرف إلا بهذا، مرسل).
وأما من حيث المتن فقد أعله بعض أهل العلم لما فهموا منه أنه لا يقضي بالسنة إلا إذا لم يجد شيئاً في كتاب الله
والصحيح أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة بكل حال وليست موقوفة على حال عدم وجود نص من القرآن بل يجب الأخذ بالقرآن والسنة معا فالسنة مبينة للقرآن وقد تخصص عمومه وتقيد مطلقه.
ومن أهل العلم من لم يفهم من هذا الحديث هذا المعنى المستنكر واستدلو ابهذا الحديث على تقديم النص على الرأي وعلى ترتيب الأدلة فالقرآن أشرف رتبة من السنة والسنة تابعة للقرآن مبينة له فالترتيب المذكور في الحديث عندهم ليس ترتيبا حتجاجيا.
س6: بيّن أوجه تفضيل تفسير الصحابة رضي الله عنهم على تفسير منجاء بعدهم.
ومن أوجه تقديم الصحابة رضي الله عنهم في التفسير
1-كثرة اجتماعهم بالنبي صلى الله عليه واستماعهم لخطبه ووصاياه وتمكنهم من سؤاله عمّا يحتاجون إليه.
2- تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه الكتاب والحكمة وتزكيته لهم كما قال الله تعالى (لَقَد عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164، والصحابة أوفر الناس حظاً بهذه الآية
3-رضا الله تعالى عنهم وتزكيته لهم وطهارة قلوبهم وزكاة نفوسهم وما فضلوا به غيرهم من الفهم الحسن والعلم الصحيح والعمل الصالح
4- علمهم بالقراءات وبالأحرف السبعة وبما نسخت تلاوته
5- علمهم بمواضع النزول وشهودهم لوقائعه وأسبابه وأحواله، وهذه المعرفة العزيزة لا يقاربهم فيها أحد بعدهم.
قال أبو الطفيل عامر بن واثلة رضي الله عنه: شهدت عليا وهو يخطب ويقول : سلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار وأم في سهل، أم في جبل
6- فصاحة لسانهم العربي ونزول القرآن بلغتهم وفي ديارهم وسلامتهم من اللحن والضعف الذي حدث بعد زمانهم.
7- سلامتهم من الأهواء والفتن والفرق التي حدثت بعد زمانهم.
س7: ما هي أسباب اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير؟
- أن يقول كل واحد بما بلغه من العلم ويكون تمام المعنى بمجموع ما بلغهم
- أن يفسر أحدهم بمثال أو بجزء من المعنى ويفسر الآخر بمثال آخر أو بجزء آخر من المعنى.
- أن يقصد بعضهم إلى إلحاق معنى تشمله دلالة الآية وقد يغفل عنه فيفسر الآية به تنبيهاً وإرشادا ويفسر غيره الآية على ظاهرها
- أن يدرك بعضهم مقصد الآية فيفسر الآية بها ويفسر بعضهم الآية على ظاهر لفظها
- أن يفسر الآية بآية أخرى فينقل قوله على أنه تفسير لتلك الآية وهو مما يدخل في باب التفسير ببعض المعنى
- أن يكون أحدهم متمسكا بنص منسوخ لم يعلم بنسخه
- أن يكون مستند أحدهم النص ومستند الآخر الاجتهاد
- أن تكون المسألة اجتهادية فيختلف اجتهادهم فيه
- أن يفسر بعضهم على اللفظ ويفسر بعضهم على سبب النزول لعلمه به
س8: بيّن مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة في التفسير.
النوع الأول:ما يكون ضعفه بسبب نكارة متنه وهي قليلة.
والحكم بنكارة المتن مسألة اجتهادية فقد يفهم المفسر معنى منكر ويكون للقول تأويل صحيح سائغ غير متكلف ولا منكر.
ونكارة المتن تدل على علة خفية في الإسناد تعرف بجمع الطرق وتفحص أحوال الرواة وأخبارهم فمن الرواة من يكون ثقة له أوهام وأخطاء وقد ينص بعض الأئمة النقاد على أخطاء بعض الثقات من الرواة .
والنوع الثاني ما يكون ضعفه بسبب ضعف إسناده، وهو على ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى الضعف اليسير والمتن غير منكر فمرويات هذه المرتبة قد جرى عمل أئمة المحدثين والمفسرين على روايتها والتفسير بها إلا أن تتضمن حكماً شرعياً إلا أن تحتف به قرائن تقويه كجريان العمل به
والمرتبة الثانية الضعف الشديد في الاسناد من غير أن يظهر في المتن نكارة فهذا النوع من أهل الحديث منيشدد في روايته ومن المفسرين الكبار من ينتقي من مرويات هذه الطرق ويدع منها
وهذه المرتبة ليست حجة في التفسير
ولا تصح نسبة ما روي بأسانيدها إلى الصحابة ، وقد تساهل بعض المفسرين في ذلك فمرويات هذا النوع كثيرة في كتب التفسير المسندة
والمرتبة الثالثة الموضوعات على الصحابة في التفسير فهذه لاتحل روايتها إلا على التبيين أو لفائدة عارضة يستفاد منها في علل المرويات
وقد اشتهر برواية الموضوعات رواة ضعفاءمتهمون بالكذب لهم نسخ في التفسير في زمانهم من أمثال محمد بن السائبالكلبي ومقاتل بن سليمان البلخي وأبو الجارود زياد بن المنذرالهمداني وموسى بن عبد الرحمن الصنعاني وغيرهم.
س9: هل يحمل قول الصحابة فينزول الآية على الرفع مطلقاً؟ وضّح إجابتك.
قول الصحابي: (هذه الآية نزلت في كذا) قد يراد به صريح سبب النزول وقد يراد به التفسير أي أن معنى الآية يتناوله
- فما كان صريحاً فينقل سبب النزول فهذا له حكم الرفع لأنه نقل حادثة وقعت في زمان النبي صلى اللهعليه وسلم والصحابة عدول فيما ينقلون
قال ابن الصلاح: (ما قيل من أنّتفسير الصّحابيّ حديثٌ مسندٌ، فإنّما ذلك في تفسيرٍ يتعلّق بسبب نزول آيةٍ يخبر بهالصّحابيّ أو نحو ذلك، كقول جابرٍ رضي اللّه عنه: (كانت اليهود تقول: من أتى امرأتهمن دبرها في قبلها جاء الولد أحول؛ فأنزل اللّه عزّ وجلّ (نساؤكم حرثٌ لكم) . )
- وما كان لبيان معنى تدل عليه الآية فهذا حكمه حكم اجتهاد الصحابة في التفسير
ومن أمثلته: ما رواه ابن جرير عن سلمة بن كهيل، عن أبي الطفيل، قال: سأل عبد الله بن الكوَّاء عليًّا عن قوله (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا) قال: أنتم يا أهل حروراء
فهذا فيه أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه يرى أن معنى الآية يتناولهم وإن كان لا يحكم بكفرهم لكنهم شابهوا الكفار في هذا المعنى.
.