س1: بيّن أهميّة معرفة طرق التفسير.
تكتسب أهمية طرق التفسير أهميتهما من ناحيتين :
1- أن لكل علم أبوابه وطرقه التي لايستطيع الدارس والمتعلم الدخول لهذا العلم وتعلمه وفهمه الفهم الصحيح إلا من خلالها , وإلا فإن الانحراف في التعلم والفهم والشذوذ عن الجادة التي سلكها من تضلعوا من هذا العلم سيكون مصيره, ومعرفة هذه الطرق والأبواب تجعل الدارس يعرف مصدر كل قول ومعلومة في هذا العلم , ومن ثم قبولها أو رفضها , أيضا تكون هذه الطرق بمثابة الخريطة الكبيرة التي يتغذى بها هذا العلم وترسم أبوابه وقواعدة .
2- أن هذه الطرق تتعلق بأشرف كتاب وأعظم كلام وهو القرأن , حيث أنها طرق تفسيره وبيان فهمه والمراد منه , ولهذا لها مزية خاصة عن ساير طرق العلوم الأخرى.
س2: بيّن عناية العلماء بتفسير القرآن بالقرآن.
هي أجل الطرق وأحسنها وأقربها الى الصحة , لذلك اجتهد علماء هذه الأمة سلفها وخلفها بهذا التفسير, فروي عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم أمثلة كثيرة لتفسير القرآن بالقرآن؛ وهو غالبا رأي اجتهادي ويريد أن يدعمه ؛ فيستدل لذلك بالقرآن. ومن بعدهم جاء إمام المفسّرين محمّد بن جرير الطبري
وإسماعيل بن عمر ابن كثير الدمشقي.وفي عصرنا الحاضر محمد الأمين الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ,وفي هذه الطريقة ربط الآيات القرآنية بعضها ببعض, وتأكيد المعنى ,إلا أنَّه ليس كل ما يُذكر من تفسير القرآن بالقرآن يكون صحيحاً لا خلاف فيه؛ لأن منه ما يكون صادراً عن اجتهاد قد يصيب فيه المفسر وقد يخطئ، وقد يصيب بعض المعنى، وقد يكون لقوله وجه معتبر في حال من الأحوال، فيكون صحيحاً في خصوص ذلك الحال من غير تعميم.,اما إن كان التفسير مستنده نص من القرآن فليس لأحد مخالفته.
س3: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في التفسير؟
نعم النبي صلى الله عليه وسلم هو إمام المجتهدين في علوم الشرع كلها سواء أحكام أو تفسير , واجتهاده في التفسير كاجتهاده في غيره من مسائل الدين، فيجتهد في فهم النص، وفيما لا نصّ فيه، لكنه معصوم من أن يُقَرَ على خطأ.,فإن أصاب أقره الله على ذلك سواء بالتأييد بنص آخر أو السكوت كما في اجتهاده في اختيار شرب اللبن على الخمر عندما خيّره جبريل وكتركه بناء قواعد البيت الحرام على قواعد إبراهيم, وإن أخطاء لم يقره الله وبين أن ذلك خطاء كما حصل في أخذ الفداء في أسارى بدر وفي صلاته على عبدالله بن أبي بن سلول ذلك المنافق وقول لعمر ابن الخطاب :(عندما أنكر على الرسول صلاته على ابن أبيّ) أخّر عني ياعمر!! فإن الله خيرني وانا اخترت, قد قيل لي: {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم}، لو أعلم أني لو زدت على السبعين غفر له لزدت». ثم صلّى ومشى, فأنزل الله آية تنهاه عن الصلاة على المنافقين فامتثل ولم يعد لذلك.
س4: من هم القرآنيون؟ وما خطر فتنتهم؟
هم من يرفض الاستدلال بالسنة او غيرها من مصادر الأدلة لدى أهل العلم , ويقولون القرآن محفوظ , وغيره مشكوك فيه ويقصدون بذلك أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم متناسين بذلك أن حفظ السنة من حفظ القرآن ,والالتزام بالسنة من الالتزام بالقران ,أليس الله يقول " وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى" ويقول " وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا", ومن أين لنا بصفة الصلاة والصوم والحج وكثير من الأحكام , هذه الطائفة من صنائع الإنجليز بأرض الهند في القرن التاسع عشر الميلادي، يتزعمها رجل يقال له أحمد خان؛ بدأ توجهه بالتفسير العقلي للقرآن، والإعراض عن الاحتجاج بالسنة، ثم تلاه عبد الله جكرالوي في الباكستان، وأسس جماعة أهل الذكر والقرآن ودعا إلى اعتبار القرآن المصدر الوحيد لأحكام الشريعة, وفي مصر تزعَّم هذه الطائفةَ رجلٌ يقال له: أحمد صبحي منصور ، وكان مدرّساً في الأزهر ففُصِل منه بسبب إنكاره للسنة، ثم انتقل إلى أمريكا وأسس المركز العالمي للقرآن الكريم، وبثَّ أفكاره من هناك، وله أتباع ومناصرون في مصر وخارجها. , وتتابع لهذه الطائفة رموز وجمعيات أسّست لخدمتهم، ونشر أفكارهم، وغرضها محاولة هدم الدين الإسلامي بأيدي المنتسبين إليه ,ولها شبهات وطرق في محاولة التشكيك في السنة، تلقفوا كثيراً منها عن المستشرقين, قد تنطلي على بعض العوام من المسلمين نسال الله أن يخيب مساعيهم ويرد كيدهم عليهم وينجي المسلمين من شبهاتهم.
س5: هل كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير؟ بيّن ذلك.
نعم فكبراء الصحابة وعلماؤهم لهم مزيد عناية بالقرآن وبيانه كالخلفاء الأربعة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وابن مسعود وأبي الدرداء وسلمان الفارسي وحذيفة بن اليمان وزيد بن ثابت وعائشة وأبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص وابن عباس وأبي موسى الأشعري، وجابر بن عبد الله، وابن عمر، وأبي سعيد الخدري، وأنس بن مالك.
قال مسروق بن الأجدع: «لقد جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فوجدتهم كالإخاذ، فالإخاذ يروي الرجل، والإخاذ يروي الرجلين، والإخاذ يروي العشرة، والإخاذ يروي المائة، والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم، فوجدت عبد الله بن مسعود من ذلك الإخاذ» والإخاذ هو مجتمع الماء يشبه الغدير قاله ابوعبيده
س6: بيّن مراتب حجيّة أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
المراتب كالتالي :
1- ماله حكم الرفع وهو أنواع , قول الصحابي الذي ذكر صريحا أنه أخذه من الرسول صلى الله عليه وسلم أو القول الذي قاله ولايدخل فيه الاجتهاد او القول بالراي كالغيب مثلا اوالقول الصريح في سبب النزول , وهذه المرتبة حجة
2- أقوال للصحابة اتفقوا عليها ولم يختلفوا وصحت عنهم , فهذه حجة أيضاً.
3- أقوال للصحابة اختلفوا فيها وهي نوعين : أ- اختلاف تنوع وهذه الاقوال يمكن جمعها فهذه في مجموعها حجة , ب- اختلاف تضاد ولا يمكن الجمع بينها , فهذه يجتهد المفسرون في الترجيح بينها .