المجموعة الأولى:
1: لخّص تفسير قول الله تعالى: {لا يكلّف الله نفسا إلا وسعها} مبيّنا كيف تناول شيخ الإسلام تفسير هذه الآية.
- ذكر سبب نزول الآية وأنها نزلت بعد نزول قوله تعالى ({وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به اللّه فيغفر لمن يشاء ويعذّب من يشاء واللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ} اشتدّ ذلك على أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فأتوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ثمّ بركوا على الرّكب وقالوا: أي رسول اللّه كلّفنا من العمل ما نطيق: الصّلاة والصّيام والجهاد والصّدقة؛ وقد نزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم: سمعنا وعصينا؟ قولوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير)، فلمّا قرأها القوم وذلّت بها ألسنتهم أنزل اللّه في أثرها: {آمن الرّسول بما أنزل إليه من ربّه والمؤمنون كلٌّ آمن باللّه وملائكته وكتبه ورسله لا نفرّق بين أحدٍ من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير} فلمّا فعلوا ذلك نسخها اللّه فأنزل اللّه: {لا يكلّف اللّه نفسًا إلّا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} قال: نعم {ربّنا ولا تحمل علينا إصرًا كما حملته على الّذين من قبلنا}، قال: نعم، {ربّنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به}، قال: نعم {واعف عنّا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين} قال: نعم.
- بسط القول في كون الآية ناسخه أم لا لقوله (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه) حيث ثبت عن كثير من الصحابه والتابعين القول بأنها ناسخة ,بينما رد بعضهم ذلك ,وقالوا أنها ثابته في المحاسبة على العموم ,فيعذب من يشاء ,ويغفر لمن يشاء , واختار عدم النسخ أبو سليمان الدمشقي والقاضي أبو يعلى ورجحوا ذلك بكونها خبر والأخبار لا تنسخ .
- بين القول الراجح في المسألة بأنها غير ناسخة , وأن المراد بالنسخ المذكور عن السلف أنهم كانوا يطلقونه على النسخ المجمل أو العموم المراد في الآية , وضرب مثالا لذلك بقوله تعالى ( واتقوا الله حق تقاته ) وقوله ( واتقوا الله ما استطعتم ) فسمي القول فيه نسخ وإن لم يكن بينهما تعارض ولكنه نسخ ما يقع في الأذهان من الفهم الخاطيء بأن الله أمر بما لا يستطيعه العبد من التكاليف ثم بين أن المراد من قوله ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) بأنه نسخ ما يتبادر إلى الأذهان من أن الله يحاسب على كل ما في النفوس , أو أن الله يعذب بلا حكمة, ولا عدل تعالى الله عن ذلك ,بل إن الله وعد هذه الأمه أن يتجاوز عن ما حدثت به نفسها مالم تتكلم أو تعمل .
- أبطل اعتقاد من اعتقد أن الله يكلف العباد مالا يطيقون ,ويحاسبهم على تركه واستدل عليه بقول سفيان بن عيينه لما سئل عن قوله: {لا يكلّف اللّه نفسًا إلّا وسعها} قال: إلّا يسرها ولم يكلّفها طاقتها,و قال البغوي: (وهذا قولٌ حسنٌ؛ لأنّ الوسع ما دون الطّاقة ) وبين أصل هذا القول بأنه قول طائفةٌ من المتأخّرين لمّا ناظروا المعتزلة في " مسائل القدر " وسلك هؤلاء مسلك الجبر جهمٍ وأتباعه)
- بين معنى الإستطاعه في الشرع وأنه (مالا يحصل للعبد معه ضرر راجح) كالصيام, والقيام فلو أخر البرء لعد غير مستطيع , بخلاف الكافر والعاصي فقال الله فيهم ( ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون ) فهؤلاء لا يستطيعون لبغضهم للحق فهم غير معذورين لذلك .
- استدل على ذلك بمعنى الاستطاعه في لغة العرب فإن الرجل يقول للرجل ما أطيق النظر إليك وهو يطيق لكنه ثقيل على نفسه .
2: ظهرت في هذه الرسالة براعة الحافظ ابن رجب في تناول مسائل التفسير والمسائل الأصولية واللغوية والسلوكية وعنايته بالأحاديث والآثار وتوظيف هذه العناية لبيان مقصد الرسالة؛ عدد المسائل التي ذكرها في كل نوع.
مسائل التفسير
- إثبات الخشية للعلماء باتفاق العلماء كما دلت عليه الآية .
- إثبات العلم لمن يخشى الله تعالى ويعرفه .
- الاستدلال على ذلك بالشرع واللغة والعقل .
- أسباب حصول العلم من خشية الله .
- المراد من قوله ( لو كانوا يعلمون ).
- المراد بالخلاق في الآخرة .
- المراد بالمثوبة .
المسائل الأصولية :
- الأقوال في دلالة نفي الخشية عن غير العلماء بطريق المنطوق أم المفهوم ,أم بالنص ,أو الظاهر .
- بيان حجة من قال أنها بطريق الظاهر.
- بيان حجة من قال إنها بطريق النص.
- سبب المخالفة في القول بإفادتها الحصر .
- أقسام القائلين بإن دلالتها على النفي بطريق المفهوم .
- بيان العلة المقتضيه والتمثيل عليها .
المسائل اللغوية :
- بيان فائدة ذكر "إن" بأنها تقتضي تأكد ثبوت المذكور.
- الأقوال في نوع (ما)
- بيان نوع( ما) وعملها على الجملة سواء كانت الزائدة أو النافية .
- الرد على من قال أن ما نافيه لإنها تفيد الحصر .
- جواز القول بأن (ما )في هذه الآية بمعنى الذي .
- إطلاق ( ما) على جماعة العقلاء كقوله تعالى {أو ما ملكت أيمانكم}
- ترجيح قول جمهور العلماء بأن ( ما ) إذا دخلت على إن تفيد الحصر .
- الرد على من قال بأن ( أن ) المكفوفة بما لا تزيد معنى زائدا ,وإنما تثبت التوكيد فقط .
- الفرق بين أنواع الحصر العام ,والخاص .
المسائل السلوكية :
- بيان حال المفلس الحقيقي وهو من يأتي يوم القيامة مفلس من الحسنات .
- معنى الرقوب الحقيقي وهو الذي لم يقدم شيئا من الولد .
- بيان معنى القوه الحقيقية وهي أن يملك نفسه عند الغضب .
- بيان معنى الغنى الحقيقي وهو غنى النفس وعدم سؤال الناس .
- بيان العلم الحقيقي هو خشية الله ومخافته .
- أسباب الوهن في العبادة والضنك في العيش .
- أسباب لذة الجنة العاجلة في الدنيا .
- حاجة القلوب والأبدان إلى ذكر الله تعالى .
عنايته بالأحاديث والآثار:
- بيان معنى حديث لا ربا إلا في النسيئة .
- الاستدلال من القرآن على انتفاء الاسم الشرعي إذا انتفت بعض واجباته .
- الاستدلال بكثير من أقوال السلف على وجوب الخوف من الله وخشيته .
- الاستدلال بكثير من الأحاديث على فضل معرفة الله .
- الاستدلال بكثير من الآثار على فضل ذكر الله عز وجل.
3: عدد الفوائد التي إستفدتها من طريقة شيخ الإسلام في هذه الرسالة.
- البدء بذكر سبب النزول .
- تحريره القول في كونها منسوخه أم لا .
- الإستشهاد على القول الراجح بنظائر الآيات وبسطه القول في ذلك .
- توضيحه المراد بالنسخ .
- تفسيره وتوضيحه لقوله ( يعذب من يشاء ) أن ذلك بالعدل والحكمة .
- تفسيره معنى الوسع والطاقة بالنقل والعقل ولغة العرب .
- ذكره للفرق بين المحاسبة ,والعقاب عند الله تعالى ,والفرق بين المؤمن, والكافر .
- ذكره للحديث ثم توجيه الحديث .
- ذكره ما يتعلق بالمسألة ,وهو صلاح القلب ,و النية ومالها من أثر كبير في ثواب العبد ,أو عقابه .
4: استخلص الفوائد السلوكية من قوله تعالى: {قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينّكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}.
- أن مقرنا الأول هو الجنة فالسعيد من عمل صالحا حتى يعود لمنزله الأول (قلنا اهبطوا منها )
- إن الهدى الذي يصلح أحوال الناس ويسعدهم هو الذي يأتي من الله تعالى فهو أعلم بما يسعدهم بخلاف ما سواه .( فإما يأتينكم مني هدى )
- اتباع هدى الله هو المنجي من الشقاء والهلاك في الآخرة ,من الأمور الماضية والمستقبلة ( فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون )
والحمد لله رب العالمين ,,,