دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 جمادى الأولى 1440هـ/28-01-2019م, 09:53 PM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثامن: مجلس مذاكرة القسم الأول من دورة طبقات القراء والمفسرين

مجلس مذاكرة القسم الأول من دورة طبقات القراء والمفسرين




- اختر درسا من دروس القسم الأول من دورة طبقات القراء والمفسرين ثم فهرس مسائله.

الدرس الأول: مقدمات في علم السير والتراجم والطبقات
الدرس الثاني: مقدمات في طبقات القراء والمفسرين
الدرس الثالث: معلّمو القرآن وعلومه في العهد النبوي
الدرس الرابع: معلّمو القرآن وعلومه في عهد الخلفاء الراشدين


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24 جمادى الأولى 1440هـ/30-01-2019م, 12:35 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الرابع: معلّمو القرآن وعلومه في عهد الخلفاء الراشدين
-سبب بعثة القراء إلى الأمصار
لما استوسق الأمر في جزيرة العرب ، بعد حروب الردة ، توجه الصحابة إلى فتح بلاد الشام وفارس ، وكلما فتحوا بلدة جعلوا عليها من يقرئهم ويعلمهم القرآن ، وفي زمن عمر ، كثر الناس ، فاحتاجوا لمن يعلمهم القرآن ، فكتب إليه يزيد بن سفيان بذلك ، قال محمد بن كعب القرضي :لما كان زمن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه -كتب إليه يزيد بن أبي سفيان: إنَّ أهل الشام قد كثروا وملأوا المدائن واحتاجوا إلى من يعلمهم القرآن ويفقههم؛ فأعِنّي يا أميرَ المؤمنين برجالٍ يعلمونهم؛ فدعا عمرُ أولئك الخمسة ( الذين جمعوا القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ) فقال لهم: إنَّ إخوانكم من أهل الشام قد استعانوني بمن يعلّمهم القرآن ويفقههم في الدين؛ فأعينوني رحمكم الله بثلاثة منكم، إن أحببتم فاستهموا وإن انتدب ثلاثة منكم فليخرجوا؛ فقالوا: ما كنا لنتساهم؛ هذا شيخ كبير لأبي أيوب، وأمَّا هذا فسقيم لأبيّ بن كعب؛ فخرج معاذ وعبادة وأبو الدرداء.

-توجيهات عمر -رضي الله عنه - عندما وجههم للإقراء
1-فقال عمر: (ابدأوا بحمص؛ فإنكم ستجدون الناس على وجوه مختلفة، منهم من يلقن فإذا رأيتم ذلك فوجهوا إليه طائفة من الناس؛ فإذا رضيتم منهم فليقم بها واحد، وليخرج واحد إلى دمشق، والآخر إلى فلسطين، وقدموا حمص فكانوا بها حتى إذا رضوا من الناس أقام بها عبادة، وخرج أبو الدرداء إلى دمشق، ومعاذ إلى فلسطين فمات بها، وأما أبو الدرداء فلم يزل بدمشق حتى مات). رواه ابن سعد في الطبقات وهذا سياقه وهو أتمّ، ورواه البخاري في التاريخ الأوسط باختصار فيه وزاد: (وخرج أبو الدرداء إلى دمشق ومعاذ إلى فلسطين فمات بها، ولم يزل معاذ بها حتى مات عام طاعون عمواس، وصار عبادة بعدُ إلى فلسطين فمات بها، ولم يزل أبو الدرداء بدمشق حتى مات).
2- بين لهم رضي الله عنه أنهم سيقدمون على قوم ذلت ألسنتهم بالقرآن فلا يصدوهم عنه بالحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فعن قرظة بن كعب قال: شيَّع عمرُ الأنصارَ وقال: « إنكم تأتون أرضا أو قوما ألسنتهم بالقرآن، فلا تصدوهم بالحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا شريككم؛ فلم أحدّث بشيء بعد، ولقد سمعت كما سمع أصحابي »
3- بين لأهل الأمصار الذين بعث لهم القراء فضل أولئك القراء، ليقدروا لهم قدرهم .
قال هشام الدستوائي عن قتادة عن أنس قال: بعثني الأشعري إلى عمر فقال لي عمر: كيف تركت الأشعري؟
فقلت له: تركته يعلم الناس القرآن.
فقال: أما إنه كيس ولا تُسْمِعْها إياه). رواه ابن سعد في الطبقات.
وقال حارثة بن مضرب العبدي: قرئ علينا كتاب عمر ههنا [يريد بالكوفة]: « إني بعثتُ إليكم عمارا أميراً، وبعبد الله بن مسعود معلما ووزيرا، وهما من النجباء من أصحاب محمد من أهل بدر فاسمعوا لهما وأطيعوا، وآثرتكم بابن أم عبد على نفسي، وجعلته على بيت مالكم».رواه أحمد في فضائل الصحابة وابن أبي شيبة في المصنف من طريق سفيان الثوري عن أبي إسحاق السبيعي عن حارثة.

-مكانة وفضل أولئك القراء الذي بعثهم عمر رضي الله عنه
قال عمر رضي الله عنه عن الاشعري :فقال: أما إنه كيس ولا تُسْمِعْها إياه). رواه ابن سعد في الطبقات.
وقال عن عمار وابن أم عبد رضي الله عنهما:عمارا أميراً، وبعبد الله بن مسعود معلما ووزيرا، وهما من النجباء من أصحاب محمد من أهل بدر فاسمعوا لهما وأطيعوا، وآثرتكم بابن أم عبد على نفسي، وجعلته على بيت مالكم»
وقال الحسن البصري عن عبد الله بن المغفل : (كان عبد الله بن مغفل أحد العشرة الذين بعثهم إلينا عمر يفقهون الناس، وكان من نقباء أصحابه، وكان له سبعة أولاد). ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب.
وهذا أبو عبدالرحمن السلمي يحدث عن نفسه أنه قرأ على عثمان رضي الله عنه عامَّة القرآن، وكان يسأله عن القرآن، وكان وَلِيَ الأمر فشقَّ عليه وكان يسأله عن القرآن فيقول: « إنك تشغلني عن أمر الناس؛ فعليك بزيد بن ثابت؛ فإنه يجلس للناس ويتفرغ لهم، ولستُ أخالفه في شيء من القرآن ».
قال: (وكنت ألقى علياً رضي الله عنه فأسأله فيخبرني، ويقول: « عليك بزيد بن ثابت » ..
فأقبلت على زيد فقرأتُ عليه القرآن ثلاث عشرة سنة). رواه أبو طاهر البغدادي كما في "معرفة القراء الكبار" للذهبي.
-عمل القرّاء في عهد الخلفاء الراشدين
اشتهر في الأمصار في العهد الراشدي قرّاء ومفسرون ، وولاة من الصحابة رضي الله عنهم فاهتموا بالآتي :
1-تعليم حروف القرآن ، وبيان معانية
2-تعليم الناس أحكامه الفقهيه
3-الإجابة على ما يستشكل على الناس، من مسائل القرآن وعلومه.
5-كانوا قدوات ومصابيح يهتدى بهم لما اتصفوا به الهدى والعمل بآداب القرآن.
6- و الولاة من الصحابة -رضي الله عنهم -كانوا مع تعليمهم الناس القرآن ، كانوا يأمّون الناس في صلاتهم ، ويسو سون الناس على الهدي النبوي ،وتولوا القضاء بينهم ، والإفتاء في النوازل .


-أئمة الأمصار من القراء والمفسّرين في عهد الخلفاء الراشدين
اختلفت تنقلات القراء بين الأمصار ، فمنهم من تولى في أكثر من مصر
ومنهم بعث للتعليم في عدة أمصار ؛ وربما بعضهم لم يمكث سوى سنة أو نحوها. لذلك قد يتكرر ذكر الواحد في أكثر من مصر .
1- المدينة :
فيها : عثمان، وأبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت وعائشة، وحفصة، وأم سلمة، وأبو هريرة، وابن عمر، وجابر بن عبد الله، وأبو سعيد الخدري، وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، وغيرهم رضي الله عنهم وأرضاهم.
2- مكة:
فيها :عتّاب بن أسيد، وعبد الله بن السائب المخرومي، وعبد الرحمن بن أبزى، ثم ابن عباس، وابن الزبير، وغيرهم.
3- الطائف:
فيها:عثمان بن أبي العاص، وسفيان بن عبد الله الثقفي، وأبو رزين العقيلي، وعبد الله بن عمرو بن العاص انتقل إليها في آخر حياته، وابن عباس انتقل إليها في آخر حياته وتوفي فيها، رضي الله عنهم.
4- الكوفة:
فيها:ابن مسعود، ومجمّع بن جارية، وقرظة بن كعب الخزرجي، وأبو موسى الأشعري تولى إمارتها والإقراء بها سنة، ثمّ علي بن أبي طالب انتقل إليها في أول خلافته، وعمرو بن حُريث المخزومي، والمغيرة بن شعبة، وأبو قتادة الأنصاري، والبراء بن عازب، وجابر بن سمرة، وعبد الله بن أبي أوفى، وغيرهم رضي الله عنهم.
5- البصرة:
فيها:عثمان بن أبي العاص تولّى إمارتها مدّة، ثمّ أبو موسى الأشعري، وعبد الله بن مغفّل، وعمران بن الحصين، وأبو بكرة الثقفي، ثمّ ابن عباس في خلافة علي، ثم سمرة بن جندب، ومعقل بن يسار، وأنس بن مالك، وغيرهم رضي الله عنهم.
6- الشام وأطرافها:
فيها:أبو عبيدة عامر بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وأبو الدرداء، وعبادة بن الصامت، وعمير بن سعد بن عبيد الأوسي، ومعاوية بن أبي سفيان، وفضالة بن عبيد الأوسي، وتميم الداري، وواثلة بن الأسقع، والنعمان بن بشير، وأبو أمامة الباهلي، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري، وشداد بن أوس بن ثابت، والنواس بن سمعان الكلابي، وغيرهم رضي الله عنهم.
7- مصر وإفريقية:
فيها:عمرو بن العاص وابنه عبد الله، وعقبة بن عامر، ودحية الكلبي، وعبد الله بن سعد بن أبي السرح، وقيس بن سعد بن عبادة، والمستورد بن شداد الفهري، وعبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي، ومسلمة بن مخلد بن الصامت الخزرجي، وغيرهم رضي الله عنهم.
وفي اليمن:عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي خليفة معاذ في اليمن، والمهاجر بن أبي أمية المخزومي أخو أمّ المؤمنين أم سلمة، ويعلى بن أمية التميمي، وسعيد بن سعد بن عبادة، وعبيد الله بن عباس بن عبد المطلب رضي الله عنهم.
8 اليمامة والبحرين وعمان:
فيها:العلاء بن الحضرمي، وثمامة بن أثال الحنفي، وطلق بن عليّ السحيمي الحنفي، وأبو هريرة مدة، وعثمان بن أبي العاص مدة، وأخوه الحكم بن أبي العاص، وقدامة بن مظعون، والمغيرة بن شعبة.
9- فارس وخراسان:
فيها:سعد بن أبي وقاص، وحذيفة بن اليمان، وسلمان الفارسي، ثم عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي في خلافة عليّ، وأبو برزة الأسلمي.

-أسباب إقبال التابعين على تعلم القرآن
أقبل التابعون على تعلم القرآن والتفقه فيه إقبالاً شديد لتوفر عدة أسباب :
-تجمع عدد غفير منهم في البلدان القريبة من التثغور استعدادا للجهاد
- تواجد الصحابة رضي الله عنهم بينهم ، وما لمسوه فيهم من الهدي والفقه بالدين والعناية بالقرآن
-قيام الصحابة رضي الله عنهم بتعليم أولئك القرآن ، ومدارسته معهم ، وحضهم على تعلمه والعمل به .

-نتيجة تلك الأسباب
تعددت الحلق في المساجد ، وكثرت فخرجت تلك الحلق حفاظ مهرة وفقهاء وعباد زهاد ، ومجاهدون أبطال ، فذاع صيتهم ، من الدلائل على ذلك ، ما روي من آثار منها :
1. قال أبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي، عن أبيه، قال: بعث أبو موسى الأشعري إلى قراء أهل البصرة؛ فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرأوا القرآن؛ فقال: ( أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم، فاتلوه، ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم، كما قست قلوب من كان قبلكم، ...) الحديث رواه مسلم في صحيحه.
2. عن أبي عبيد الله مُسْلِم بن مِشْكَم كاتبِ أبي الدرداء، قال: قال لي أبو الدرداء: (اعدد من يقرأ عندنا يعني في مجلسنا هذا).
قال: (فعددتُ ألفا وستمائة ونيفا). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق، ورجاله ثقات.
3. وقال عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبيد الله بن عياض القارئ قال: جاء عبد الله بن شداد، فدخل على عائشة رضي الله عنها ونحن عندها قال: لما بلغ علياً ما عتبوا عليه وفارقوه – يقصد الخوارج - أمر فأذن مؤذنٌ له أن لا يدخلنَّ على أمير المؤمنين إلا رجلٌ قد حَمَلَ القرآن، فلما امتلأت الدار من قراء الناس...). رواه أحمد والبخاري في خلق أفعال العباد في خبر طويل وفيه مناظرة ابن عباس للخوارج بأمر علي رضي الله عنه.
4. وقال أبو السَّليل: (كان رجل من أصحاب النبي ﷺ يحدث الناس حتى يكثر عليه؛ فيصعد على ظهر بيت، فيحدّث الناسَ). رواه أحمد في مسنده، وهذا الرجل هو أبيّ بن كعب رضي الله عنه كما صُرّح به في الخبر.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 جمادى الأولى 1440هـ/1-02-2019م, 07:58 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

بِسْم الله الرحمن الرحيم
فهرسة مسائل دورة تراجم القرّاء والمفسرين
القسم الثاني :مقدمات في طبقات القرّاء والمفسرين
فهرسة المسائل :
-بيان أهمية دراسة طبقات المفسرين لطالب علم التفسير :
تكمن أهميته في أنه يُبين له مصادر هذا العلم الشريف، ومراتب أئمته، واختصاصِ بعض التلاميذ ببعض الشيوخ، ويستفيد من سيرهم وأخبارهم وطرائقهم في أخذ القرآن وتعلّمه وتعاهده والتفقه فيه ما ينتفع به في حياته.
-فوائد معرفة طبقات القرّاء والمفسرين :
من هذه الفوائد : أن يتعرّف أسباب نبوغ أولئك الأئمة وتقدّمهم وبركة علومهم؛ فيقوده ذلك إلى تعرّف طرائقهم في تعلّمه وضبط مسائله وتعاهده وتعليمه، وربما وجد بعض تلك الأسباب متيسرة له.
ومنها: أنّ أولئك الأئمة قد بلغوا مرتبة عالية في ذلك العلم، وخبروا مسائله، وتبصروا بمسالكه؛ ولهم وصايا جليلة القدر، وأخبار عظيمة النفع، فيستفيد طالب العلم الحرصَ على تحصيل تلك الوصايا والأخبار من مظانّها، ومعرفة قدرها، فينتفع بها انتفاعاً عظيماً. 

ومنها: أن يكون طالب العلم على بيّنة من مراتب أئمة ذلك العلم، وما ألّفوه من الكتب، ومن أخذ عنهم من التلاميذ، وكيف تنقّلت أوعية ذلك العلم، وجرى في مسالكه، ويتجنّب الوقوع في أخطاء قبيحة وقع فيها من جهل طبقات العلماء ومراتبهم.
ومنها: أنّ طالب العلم قد تعرض له أحوال في دراسة ذلك العلم وضبط مسائله وتعاهده يتحيّر فيها؛ فيجد في سير أئمة ذلك العلم وأخبارهم ما يسترشد به للطريقة التي تلائمه وينتفع بها في تحصيله لذلك العلم. 
ومنها: أن هذه المعرفة تكشف لطالب العلم جوانب من تاريخ هذا العلم الشريف، والحياة السياسية والاجتماعية التي عاش فيها أولئك الأئمة، فلا يكاد يمرّ أحدنا إلا بموقف إلا وجد من تعرّض لمثله أو أشدّ منه من الأئمة؛ فيسترشد بهديهم، ويعتبر بما وقع من أخطاء. 

ومنها: أنّ أصول طبقات القراء والمفسرين من الصحابة والتابعين وتابعيهم عليها مدار أسانيد القراءات والتفسير، وإلمام طالب العلم بمعرفة هذه الأصول ييسّر عليه معرفة أسانيد القراءات والتفسير، ويكشف له بعض علل مسائل القراءات والتفسير، وهي معرفة عزيزة.
-سبب عناية العلماء بطبقات أئمتهم في كل علم من العلوم العلوم :
ذلك لما رأوه من الفوائد الجليلة ،وليستفيدوا به في علومهم وصنعتهم.
-بيان حاجة طالب العلم إلى معرفة أئمة كل علم من العلوم :
يجب على طالب العلم أن يكون على معرفة حسنة بأئمة العلم الذي يتعلمه ويختص فيه فيعرف أخبار الأئمة وأحوالهم، وآثارهم في ذلك العلم تعليماً وتأليفاً، وابتكاراً وتجديداً.
-طريقة العلماء في إدراج تراجم القرّاء وبيان طبقاتهم في كتبهم :
منهم من جعلها في مقدمة كتابه، ومنهم من أفرد طبقات القراء بالتأليف.
-أول من عرف عنه الكتابة في طبقات القرّاء وفِي القراءات :
أول من عُرف عنه الكتابة في طبقات القراء وفي القراءات أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي(ت:224هـ)، فله كتاب "القراءات".
-الكتب الناقلة عن كتاب أبي عبيد القاسم بن سلام (القراءات ):
نقل منه أبو جعفر النحاس(ت:338هـ)، وعلم الدين السخاوي(ت:643هـ)، وأبو شامة المقدسي(ت:665هـ)، وشمس الدين الذهبي(ت:748هـ) وغيرهم.
-فائدة نقول السخاوي عن تراجم القرّاء وطبقاتهم في كتابه ( جمال القرّاء ):
هي نقول نفيسة وأصل مهمّ في طبقات القراء.
-العلماء الأوائل المتكلمون في تراجم القرّاء بعد أبو عبيد القاسم بن سلام :
1-أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني(ت:255هـ)، وكان إمام جامع البصرة، وإمام البصريين في القراءة والعربية، عرض على يعقوب الحضرمي وغيره، وأخذ عن جماعة من علماء اللغة كأبي عبيدة وأبي زيد الأنصاري والأصمعي وغيرهم، وروى عنه أبو داوود والنسائي وغيرهم، وله مؤلفات كثيرة في القراءات وعلوم القرآن والعربية. 

قال ابن الجزري: (أحسبه أول من صنف في القراءات).

2- أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد البغدادي (ت:324هـ) ،له كتاب "السبعة في القراءات"، وهو مطبوع، وهو أول من سبّع السبعة،و تكلّم في أعلام القراء وترجم لهم في مقدمة كتابه.
-أول من أفرد تأليفا في طبقات القرّاء وتراجمهم :
1. كتاب طبقات القراء، لخليفة بن خياط العصفري(ت:242هـ) الملقّب بشَباب، وهو مفقود.
2. المعجم الأكبر في أسماء القراء وقراءاتهم، لأبي بكر محمد بن الحسن الموصلي النقاش(ت:351هـ وكتابه في تراجم القراء مفقود.
3: طبقات القراء، لأبي بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني(ت: 381 هـ) ، وهو مفقود.
4: طبقات القراء والمقرئين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الخالفين إلى عصر مؤلفه وجامعه على حروف المعجم، لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني(ت:444هـ) ، وهو مفقود.
5. طبقات القراء، لأبي محمد ابن حزم الظاهري(ت:456هـ) ، وهو مفقود.
6: طبقات القراء، لأبي بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني الأصبهاني (ت: 460هـ)، من شيوخ أبي القاسم الهذلي، وكتابه مفقود.
7: طبقات القراء، لأبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري(ت:478هـ)، قال الذهبي: (كان إماما مجودا، بارعا، مصنفا، له كتب في القراءات)، وذكر من كتبه: طبقات القراء، وهو مفقود.
8: الانتصار في معرفة قراء المدن والأمصار، وعرف اختصاراً باسم (طبقات القراء)، لأبي العلاء الحسن بن أحمد بن على العطار الهمذاني (ت: 569هـ) ، وهو مفقود من قديم
9: معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار، لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي (ت:748هـ)، وهو كتاب قيّم مطبوع، رتّبه على الطبقات
10: رسالة ابن مكتوم في من أغفلهم الذهبي في طبقات القراء المشهورين، لأحمد بن عبد القادر بن أحمد ابن مكتوم(ت:749هـ)، وقد طبع بتحقيق عبد العزيز حرفوش، دار الجولان، دمشق. 

11: طبقات القراء السبعة وذكر مناقبهم وقراءاتهم، لأمين الدين أبي محمد عبد الوهاب بن السلار(ت:782هـ).

12: طبقات القراء، لسراج الدين عمر بن علي ابن الملقّن (ت: 804 هـ)، وهو مفقود، وقد ذكر حاجي خليفة أنه ذيَّل على معرفة القراء للذهبي، وطبع له كتاب "طبقات الأولياء"، وله أيضاً "طبقات المحدّثين" وهو مفقود.

13: ترتيب طبقات القراء للذهبي، لأحمد بن إسماعيل ابن الحسباني(ت:815هـ)، ذكره ابن فهد في "لحظ الألحاظ"، فلعه رتّبه على حروف المعجم، وقد طبع بتحقيق أحمد محمد عزوز، المكتبة العصرية، بيروت.

14:غاية النهاية في طبقات القراء، لإمام القراء الحافظ الكبير شمس الدين محمد بن محمد ابن الجزري الشافعي(ت:833هـ).

15: الذيل على طبقات القراء لابن الجزري، للحافظ محمد بن عبد الرحمن السخاوي(ت:902هـ)، ولم يطبع فيما أعلم.

16: طبقات المقرئين، لأبي عبد الله محمَّد بن عبد السلام الفاسي (ت:1214هـ) .

17: معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ للدكتور محمد سالم محيسن رحمه الله تعالى (ت 1422 هـ)، وقد طبع في جزأين، ترجم فيهما لنحو أربعمائة قارئ.
18: إمتاع الفضلاء بتراجم القراء فيما بعد القرن الثامن الهجري، إلياس بن أحمد البرماوي، مدرس القرآن الكريم والتجويد بالمسجد النبوي الشريف، وقد طبع كتابه بتقديم الشيخ محمد تميم الزعبي عام 1421هـ، وذكر فيه فصلاً في القارئات من النساء. 

19: طبقات القرّاء والمقرئين بإفريقيّة وتونس من الفتح الإسلامي إلى نهاية عام 1436هـ، للدكتور الهادي روشو.

20: مِنَّةُ الرحمن في تراجم أهل القرآن [قاموس تراجم لقراء القرآن الكريم ومقرئيه في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين]، للدكتور إبراهيم محمد الجرمي.
-أسباب تأخر التأليف في طبقات المفسرين :
لعل من أسباب ذلك أن الأئمة المفسرين في القرون الأولى مذكورون في كثير من كتب التراجم المتقدمة للقراء والمحدثين والفقهاء.
-أحوال العلماء المتقدمين في ذكر أئمة المفسرين من الصحابة والتابعين وذكر مراتب أصحابهم :

كان لبعض العلماء المتقدمين كلام متفرّق في ذكر أئمة المفسرين من الصحابة والتابعين وذكر مراتب أصحابهم .
-ما ذُكر في طبقات المفسرين مضمَّنا في كتب أهل العلم إلى عصر جلال الدين الأسيوطي :
1- ما عرضه ابن جرير الطبري(ت:310هـ) في مقدمة تفسيره للكلام على بعض المفسرين من الصحابة والتابعين وتابعيهم، وما قيل في بعضهم من ثناء حسن ونقد.
2- ما كتبه ابن عطية (ت:542هـ) في مقدمة تفسيره باباً في مراتب المفسرين حبّر فيه كلام ابن جرير وزاد عليه إلى القرن الرابع الهجري، وإن لم يتقصّ ولم يفصّل في تراجمهم.

3-ثم عرض شيخ الإسلام ابن تيمية (ت:728هـ) في مقدّمة تفسيره لذكر أصحاب ابن مسعود وابن عباس ومفسري الأمصار بكلام موجز نافع. 

4-ثم كتب ابن جُزيء الكلبي(ت:741هـ) مبحثاً في طبقات المفسرين في مقدمة تفسيره جوّد فيه كلام ابن عطية وزاد عليه زيادات حسنة.

5- ثم كتب بدر الدرين الزركشي(ت:794هـ) باباً في معرفة التفسير في كتابه "البرهان في علوم القرآن" ذكر فيه أسماء عدد من مفسري التابعين وتابعيهم والمصنفين في التفسير إلى عصر ابن عطية.

6- ثمّ ذكر ابن قاضي شهبة الدمشقي(ت:851هـ) في كتابه "تراجم طبقات النحاة واللغويين والمفسرين والفقهاء" أسماء عدد من المفسرين مع من ذكر من الفقهاء والنحويين واللغويين، وترجم لهم، ورتّب الأسماء على حروف المعجم، واشتمل كتابه على نحو ألف ترجمة.

- ثم كتب جلال الدين السيوطي(ت:911هـ) باباً في طبقات المفسرين في كتابه "الإتقان في علوم القرآن" ذكر فيه المفسرين من الصحابة والتابعين وتابعيهم وعددا من أصحاب التفاسير المصنفة على اختلاف مذاهبهم إلى قريب من عصره، وله في التحبير كلام موجز عن المفسرين رتبهم على الطبقات.
-أول من أفرد كتابا في طبقات المفسرين :
أول من عرف عنه ذلك هو الإمام جلال الدين الأسيوطي (ت: 911هـ)،في كتابه طبقـات المفسرين، وهو كتاب مختصر اشتمل على 136 ترجمة، رتبها على حروف المعجم، ولم يكمله.
-الكتب المؤلفة في طبقات المفسرين :
1: طبقـات المفسرين، لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي (ت: 911هـ)، وهو كتاب مختصر اشتمل على 136 ترجمة، رتبها على حروف المعجم، ولم يكمله.

2: طبقات المفسرين، لشمس الدين محمد بن علي بن أحمد الداوودي (ت: 945هـ) ، وهو تلميذ السيوطي، وعدد التراجم فيه: 704 ترجمة، جمع مادّة كتابه من نحو عشرين كتاباً في السير والتراجم والطبقات. 

3: طبقات المفسرين، لأبي سعيد بن صنع الله الكوزه كرانى (ت:980هـ)، قيل: اسمه كنيته، وكوزه كراني قرية من قرى تبريز، ذكره في كشف الظنون، ولم يطبع.

4: طبقات المفسرين،لأحمد بن محمد الأدرنوي (ت: بعد 1095هـ)، نسبة إلى أدرنه بتركيا وكتابه مطبوع، وعدد التراجم فيه 638 ترجمة، مرتبة على الطبقات، وقد وقع في أخطاء في تواريخ الوفيات، وتراجمه مختصرة جداً.

5: معجم المفسرين من صدر الإسلام حتى العصر الحاضر، للأستاذ عادل نويهض، مطبوع، جمع فيه تراجم نحو ألفي مفسّر، واختصر الكلام في تراجمهم، ورتّبهم على حروف المعجم.

6:نيل السائرين في طبقات المفسرين، لمحمد طاهر الفنج فيري (ت: بعد 1386هـ) ، من أهل باكستان، ترجم فيه لنحو 688 مفسراً، ورتبهم على الطبقات، ووقع في أخطاء في الوفيات، وختم كتابه بالترجمة لنفسه، وهو من مظانّ الكشف عن مفسري بلاد الهند والسند وما جاورهما، وذكر في مقدمة كتابه أنه أفرده من كتاب له آخر سمّاه "مرشد الحيران إلى أصول القرآن".

7: الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة، لجماعة من الباحثين في ثلاث مجلدات كبار، وهو من إصدارات مجلة الحكمة.

8: التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا،للدكتور محمد بن رزق طرهوني، وهو رسالة دكتوراه.

9: التفسير في اليمن، للدكتور علي بن حسان بن علي حسان، رسالة دكتوراه في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1424هـ.
-ما يجب العناية به في المؤلفات عن تراجم المفسرين:
يجب أن أن يُعتنى فيه بذكر ما ينفع طالب علم التفسير، من ذكر شيوخ المفسّرين، وتلاميذهم، وأخبارهم في تعلّم العلم وتعليمه، وتدارس التفسير، وآثارهم العلمية، ومواردهم في تفاسيرهم، ووصف مناهجهم فيها، وتحقيق وفياتهم، ونحو ذلك مما ينتفع به طلاب التفسير وعلوم القرآن.
-كيفية الرقي بالتأليف في تراجم المفسرين :
يكون ذلك بتصدي جماعة من الباحثين يأخذ كلّ واحد منهم ترجمة المفسّرين في قرن فيحسن الترجمة لهم ويجوّدها، وينتج من مجموع أعمالهم مشروع علميّ قيّم يحوي فوائد ما أُلِّفَ في طبقات المفسرين ويزيد عليها، وينبّه على ما في بعضها من أخطاء وأوهام .
-سبب الجمع بين طبقات القرّاء والمفسرين في هذه الدورة :
لأن عامّة القراء في تلك القرون الفاضلة من أهل العلم بالقراءة والتفسير والحديث والفقه.
-فائدة الجمع بين طبقات القرّاء والمفسرين في دورة واحدة :
فائدته أنه يتيح لنا الحديثَ عن نشأة علوم القرآن الأخرى، وما لبعض العلماء من عناية بها وتقدّم فيها بتدريس أو تأليف.
-فائدة معرفة طبقات القرّاء والمفسرين :
من أحسن معرفتها سهل عليه بإذن الله تعالى معرفة كثير من أسانيد التفسير، وتبيّن أحوال تعلّم القرآن وتعليمه في تلك القرون الفاضلة، وعرف من أخبار أولئك الأئمة ما سيكون فيه النفع الكبير بإذن الله .
-التعريف بطريقة الشيخ عبد العزيز الداخل في طرح هذه الدورة :
سيبدأ ببيان تاريخ تعليم القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وعهد الخلفاء الراشدين، ثمّ طبقات القراء والمفسرين في الأمصار المشهورة في ذلك الزمان في المدينة ومكة والطائف والعراق والشام واليمن ومصر وخراسان. 
ثم سيعتني في كل ترجمة بإذن الله بذكر ما يحتاج إلى معرفته من بيان فضل صاحبها، وتلخيص المهمّ من أخباره؛ فإن كان فيها طول اقتصرعلى بعضها، وذكر شيوخه وتلاميذه، ومن كان له كتب بينها بإذن الله حسب المعرفة والإمكان.
-بيان المقصد من هذه الدورة :
المقصود الأعظم من هذه الدورة هو أن ننتقل بتفكّرنا إلى تلك القرون الفاضلة، ونتعرّف على أخبارهم وأحوالهم في تعلّم القرآن وتدارسه وتعليمه، وطرقهم في ضبط مسائل علوم القرآن، ونشأة التأليف فيها، واختلاف أوجه العناية بعلوم القرآن وتنوّعها، والمدخل لذلك هو الحديث عن أعلام القرّاء والمفسّرين إذ هم الذين يُتلقّى عنهم كلّ ذلك.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 جمادى الأولى 1440هـ/2-02-2019م, 10:37 PM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

فهرسة الدرس الرابع: معلّمو القرآن وعلومه في عهد الخلفاء الراشدين .
1/بعوث الخلفاء الراشدين إلى الأمصار لتعليم القرآن.
&بيان اهتمام الصحابة بالقرآن وعلومه.
-بعثوا القراء إلى الأمصار لتعليمهم القرآن.
-وتأديبهم بآدابه.
-وتفقيههم بالدين، فكانوا من أعلم الناس بالقرآن وعلومه.
-وكانوا كلما فتحوا بلاداً جعلوا في أكابر مدنها من يعلم القرآن ويقرئه ، ومن يعلم شعائر الدين.
&شأن وحال القرّاء والمفسرون في الصدر الأول.
-منهم من تولى الإمارة.
-ومنهم من تولى القضاء مع عنايتهم بالإقراء والتفسير.
&الأقوال والأخبار في معلّمي القرآن في الأمصار على عهد الخلفاء الراشدين .
*أول من جمع القرآن في العهد النبوي .
كما علمنا في عهد النبوة جمع القرآن خمسة من الأنصار: معاذ بن جبل وعبادة بن صامت وأبيّ بن كعب وأبو أيوب وأبو الدرداء ، وكان هذا الجمع المبارك أغلبه في الصدور ، وما كتبوه في ماتوفر في بيئتهم من أدوات جلود وعظام وألواح وعظام .
*أسباب حرص الخليفة عمر بن الخطاب على إرسال القراء .
لما كثرت التوسعات في المدائن ، واحتاجوا لمن يعلمهم القرآن ، وكثر أهل الشام طلب يزيد بن أبي سفيان من سيدنا عمر إرسال القراء ، قال محمد بن كعب القرظي :فلما كان زمن عمر بن الخطاب كتب إليه يزيد بن أبي سفيان: إنَّ أهل الشام قد كثروا وملأوا المدائن واحتاجوا إلى من يعلمهم القرآن ويفقههم؛ فأعِنّي يا أميرَ المؤمنين برجالٍ يعلمونهم؛ فدعا عمرُ أولئك الخمسة فقال لهم: إنَّ إخوانكم من أهل الشام قد استعانوني بمن يعلّمهم القرآن ويفقههم في الدين؛ فأعينوني رحمكم الله بثلاثة منكم، إن أحببتم فاستهموا وإن انتدب ثلاثة منكم فليخرجوا؛ فقالوا: ما كنا لنتساهم؛ هذا شيخ كبير لأبي أيوب، وأمَّا هذا فسقيم لأبيّ بن كعب؛ فخرج معاذ وعبادة وأبو الدرداء.
*خطط وتوجيهات الخليفة عمر رضي الله عنه .
1-قال عمر: (ابدأوا بحمص؛ فإنكم ستجدون الناس على وجوه مختلفة، منهم من يلقن فإذا رأيتم ذلك فوجهوا إليه طائفة من الناس؛ فإذا رضيتم منهم فليقم بها واحد، وليخرج واحد إلى دمشق، والآخر إلى فلسطين، وقدموا حمص فكانوا بها حتى إذا رضوا من الناس أقام بها عبادة، وخرج أبو الدرداء إلى دمشق، ومعاذ إلى فلسطين فمات بها، وأما أبو الدرداء فلم يزل بدمشق حتى مات). رواه ابن سعد في الطبقات وهذا سياقه وهو أتمّ، ورواه البخاري في التاريخ الأوسط باختصار فيه وزاد: (وخرج أبو الدرداء إلى دمشق ومعاذ إلى فلسطين فمات بها، ولم يزل معاذ بها حتى مات عام طاعون عمواس، وصار عبادة بعدُ إلى فلسطين فمات بها، ولم يزل أبو الدرداء بدمشق حتى مات).
2-وبين لهم رضي الله عنه أنهم سيمرون على قوم ذلت ألسنتهم للقرآن ، روى أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة من طريق عبيد الله بن عمر القواريري: أخبرنا حماد بن زيد عن مجالد به:(إنكم تقدمون على قوم للقرآن في صدورهم دويّ كدويّ النحل؛ فإذا رأوكم مدُّوا إليكم أعناقهم، وقالوا: أصحاب محمد؛ فأقلّوا الحديثَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا شريككم).
ورواه ابن قانع من طريق شعبة عن بيان عن الشعبي ، عن قرظة بن كعب قال: شيَّع عمرُ الأنصارَ وقال: « إنكم تأتون أرضا أو قوما ألسنتهم بالقرآن، فلا تصدوهم بالحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا شريككم؛ فلم أحدّث بشيء بعد، ولقد سمعت كما سمع أصحابي".
*الشواهد على حرص الخليفة عمر رضي الله عنه إرسال خيار الناس لإقراء القرآن ، ومكانتهم وفضلهم عنده .
1-قال هشام الدستوائي عن قتادة عن أنس قال: بعثني الأشعري إلى عمر فقال لي عمر: كيف تركت الأشعري؟
فقلت له: تركته يعلم الناس القرآن.
فقال: أما إنه كيس ولا تُسْمِعْها إياه). رواه ابن سعد في الطبقات.
2-وقال حارثة بن مضرب العبدي: قرئ علينا كتاب عمر بالكوفة : « إني بعثتُ إليكم عمارا أميراً، وبعبد الله بن مسعود معلما ووزيرا، وهما من النجباء من أصحاب محمد من أهل بدر فاسمعوا لهما وأطيعوا، وآثرتكم بابن أم عبد على نفسي، وجعلته على بيت مالكم».
3-وقال الحسن البصري: (كان عبد الله بن مغفل أحد العشرة الذين بعثهم إلينا عمر يفقهون الناس، وكان من نقباء أصحابه، وكان له سبعة أولاد). ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب.
4-وقال حفص بن عمر عن عاصم بن بهدلة، وعطاء بن السائب، ومحمد بن أبي أيوب الثقفي، وعبد الله بن عيسى بن أبي ليلى، أنهم قرأوا على أبي عبد الرحمن، وذكروا أنه أخبرهم أنه قرأ على عثمان رضي الله عنه عامَّة القرآن، وكان يسأله عن القرآن، وكان وَلِيَ الأمر فشقَّ عليه وكان يسأله عن القرآن فيقول: « إنك تشغلني عن أمر الناس؛ فعليك بزيد بن ثابت؛ فإنه يجلس للناس ويتفرغ لهم، ولستُ أخالفه في شيء من القرآن ».
قال: (وكنت ألقى علياً رضي الله عنه فأسأله فيخبرني، ويقول: « عليك بزيد بن ثابت » ..
فأقبلت على زيد فقرأتُ عليه القرآن ثلاث عشرة سنة). رواه أبو طاهر البغدادي كما في "معرفة القراء الكبار" للذهبي.
2/ أئمة الأمصار من القراء والمفسّرين في عهد الخلفاء الراشدين.
&حال الولاة والقراء في عهد الصحابة ومااشتهروا فيه :
*اشتهر في كل مصر من الأمصار قراء ومفسرون على حد سواء.
* اعتنى كثير منهم بتعليم حروف القرآن ، وبيان معانيه، وتفقيه الناس فيه ، والإجابة عن مسائله وعلومه .
*وكان أكثرهم أهل علم ودراية ،ومعرفة حسنة بعلوم القرآن وتعليمه على هدي النبي الكريم ، وعلم القضاء والنوازل.
*منهم من انتدب للتعليم في أكثر من مِصْر ، وولّي على أمصار عدّة.
&أسماء أئمة الأمصار ومدنهم.
هؤلاء من عامة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتحوا الأمصار وتفرقوا بها ، وعلموا الناس القرآن ، وشرائع الدين بما معهم من علم من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
* في المدينة : جماعة من أهل العلم بالقرآن والتفسير، منهم: عثمان، وأبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت وعائشة، وحفصة، وأم سلمة، وأبو هريرة، وابن عمر، وجابر بن عبد الله، وأبو سعيد الخدري، وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، وغيرهم رضي الله عنهم وأرضاهم.
ومنهم من كان يقرئ ويعلّم ويجيب على أسئلة السائلين بالمدينة ثمّ انتقل إلى غيرها من الأمصار.
*وفي مكة: عتّاب بن أسيد، وعبد الله بن السائب المخرومي، وعبد الرحمن بن أبزى، ثم ابن عباس، وابن الزبير، وغيرهم.
*وفي الطائف: عثمان بن أبي العاص، وسفيان بن عبد الله الثقفي، وأبو رزين العقيلي، وعبد الله بن عمرو بن العاص انتقل إليها في آخر حياته، وابن عباس انتقل إليها في آخر حياته وتوفي فيها، رضي الله عنهم.
*وفي الكوفة: ابن مسعود، ومجمّع بن جارية، وقرظة بن كعب الخزرجي، وأبو موسى الأشعري تولى إمارتها والإقراء بها سنة، ثمّ علي بن أبي طالب انتقل إليها في أول خلافته، وعمرو بن حُريث المخزومي، والمغيرة بن شعبة، وأبو قتادة الأنصاري، والبراء بن عازب، وجابر بن سمرة، وعبد الله بن أبي أوفى، وغيرهم رضي الله عنهم.
*وفي البصرة: عثمان بن أبي العاص تولّى إمارتها مدّة، ثمّ أبو موسى الأشعري، وعبد الله بن مغفّل، وعمران بن الحصين، وأبو بكرة الثقفي، ثمّ ابن عباس في خلافة علي، ثم سمرة بن جندب، ومعقل بن يسار، وأنس بن مالك، وغيرهم رضي الله عنهم.
*وفي الشام وأطرافها:أبو عبيدة عامر بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وأبو الدرداء، وعبادة بن الصامت، وعمير بن سعد بن عبيد الأوسي، ومعاوية بن أبي سفيان، وفضالة بن عبيد الأوسي، وتميم الداري، وواثلة بن الأسقع، والنعمان بن بشير، وأبو أمامة الباهلي، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري، وشداد بن أوس بن ثابت، والنواس بن سمعان الكلابي، وغيرهم رضي الله عنهم.
*وفي مصر وإفريقية:عمرو بن العاص وابنه عبد الله، وعقبة بن عامر، ودحية الكلبي، وعبد الله بن سعد بن أبي السرح، وقيس بن سعد بن عبادة، والمستورد بن شداد الفهري، وعبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي، ومسلمة بن مخلد بن الصامت الخزرجي، وغيرهم رضي الله عنهم.
*وفي اليمن:عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي خليفة معاذ في اليمن، والمهاجر بن أبي أمية المخزومي أخو أمّ المؤمنين أم سلمة، ويعلى بن أمية التميمي، وسعيد بن سعد بن عبادة، وعبيد الله بن عباس بن عبد المطلب رضي الله عنهم.
*وفي اليمامة والبحرين وعمان: العلاء بن الحضرمي، وثمامة بن أثال الحنفي، وطلق بن عليّ السحيمي الحنفي، وأبو هريرة مدة، وعثمان بن أبي العاص مدة، وأخوه الحكم بن أبي العاص، وقدامة بن مظعون، والمغيرة بن شعبة.
*وفي فارس وخراسان: سعد بن أبي وقاص، وحذيفة بن اليمان، وسلمان الفارسي، ثم عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي في خلافة عليّ، وأبو برزة الأسلمي.
3/بيان كثرة التابعين المقبلين على تعلّم القرآن وتفسيره.
&سبب إقبال التابعين وحرصهم على تعلم كتاب الله
-نزول الجموع الغفيرة و تواجدهم في أماكن قريبة من الثغور.
-حرصهم على تعلم القرآن وتعليمه .
-لما لقوا من حرص الصحابة واجتماعهم بهم ، ومامعهم من علم .
-ومارأوا من الصحابة من حسن السمت ،والفقه في الدين ،كان له الأثر البالغ في إقبالهم على تعلم القرآن والإجتهاد فيه.
&نتائج وأثر ذلك
كثرت الحلق في المساجد جداً، واشتهر منهم حفّاظ مهرة، وعلماء فقهاء، وعبّاد زهّاد، ومجاهدون أبطال.
&الآثار الدالة على كثرة إقبال التابعين على تعلّم القرآن في عهد الخلفاء الراشدين .
1. قال أبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي، عن أبيه، قال: بعث أبو موسى الأشعري إلى قراء أهل البصرة؛ فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرأوا القرآن؛ فقال: ( أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم، فاتلوه، ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم، كما قست قلوب من كان قبلكم، وإنا كنَّا نقرأ سورة كنَّا نشبهها في الطول والشدة ببراءة، فأنسيتُها، غير أني قد حفظت منها: [لو كان لابن آدم واديان من مال، لابتغى واديا ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب]، وكنا نقرأ سورة، كنا نشبهها بإحدى المسبحات، فأنسيتها، غير أني حفظت منها: [يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، فتكتب شهادة في أعناقكم، فتسألون عنها يوم القيامة]).رواه مسلم في صحيحه.
2. وقال الوليد بن مسلم: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن أبي عبيد الله مُسْلِم بن مِشْكَم كاتبِ أبي الدرداء، قال: قال لي أبو الدرداء: (اعدد من يقرأ عندنا يعني في مجلسنا هذا).
قال: (فعددتُ ألفا وستمائة ونيفا). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق، ورجاله ثقات.
3. وقال عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبيد الله بن عياض القارئ قال: جاء عبد الله بن شداد، فدخل على عائشة رضي الله عنها ونحن عندها قال: لما بلغ علياً ما عتبوا عليه وفارقوه – يقصد الخوارج - أمر فأذن مؤذنٌ له أن لا يدخلنَّ على أمير المؤمنين إلا رجلٌ قد حَمَلَ القرآن، فلما امتلأت الدار من قراء الناس...). رواه أحمد والبخاري في خلق أفعال العباد في خبر طويل وفيه مناظرة ابن عباس للخوارج بأمر علي رضي الله عنه.
4. وقال أبو السَّليل: (كان رجل من أصحاب النبي ﷺ يحدث الناس حتى يكثر عليه؛ فيصعد على ظهر بيت، فيحدّث الناسَ). رواه أحمد في مسنده، وهذا الرجل هو أبيّ بن كعب رضي الله عنه كما صُرّح به في الخبر.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 27 جمادى الأولى 1440هـ/2-02-2019م, 11:46 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي


الدرس الثاني: مقدمات في طبقات القرّاء والمفسرين
1- سبب الجمع بين طبقات القراء والمفسرين في هذه الدورة .
- لقتصارها على طبقات أصول الطبقات،وهم الصحابة والتابعين وتابعي التابعين .
- لكون عامّة القراء في تلك القرون الفاضلة من أهل العلم بالقراءة والتفسير والحديث والفقه .
- كذلك في دمجهم عدم تكرار لشتراكهم في أصول الطبقات .
- كذلك يتيح الحديثَ عن نشأة علوم القرآن الأخرى، لما لبعض العلماء من عناية بها .

# الكتب المؤلفة في طبقات القراء والمفسرين وتراجمهم .
من أعظم النعم التي من الله بها علينا نعمة الكتابة والتوثيق حيث حفظت ووثقت هذه العلوم حتى وصلت إلينا؛ فتبيّن لنا أحوالهم وعرفنا أخبارهم في تعلّم القرآن وتعليمه،وقد عُني جماعة من العلماء بتراجم القراء والمفسرين وبيان طبقاتهم، فمنهم من جعلها في مقدمة كتابه، ومنهم من أفردها بالتأليف.

2- ممن كتب عن القراء وترجم لهم في كتبه:
1- أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي، في كتابه "القراءات"
-الكتاب فيه ترجمة لجماعة من القراء ممن رويت عنهم حروف القراءة
- نقل منه الكثير من العلماء منهم أبو جعفر النحاوي وأبو شامة المقدسي وشمس الدينالذهبي وقد نَقَل منه عَلَمُ الدين السخاوي في كتابه "جمال القراء" نقولاً نفيسة ذكر فيها أئمة القراء من الصحابة والتابعين وتابعيهم، ومشاهير القراء في الأمصار، وهي أصل مهمّ في طبقات القراء.

2- أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني، له مؤلفات كثيرة في القراءات وعلوم القرآن والعربية.
- قال عنه ابن الجزري: (أحسبه أول من صنف في القراءات).
3- أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد البغدادي في مقدمة كتابه"السبعة في القراءات"
- هو أول من سبّع السبعة،وله ترجمه للأئمة السبعة

# من خص طبقات القراء وتراجمهم بالتأليف:
1- جماعة منهم فقدت كتبهم وقد نقل عنهم الذهبي وترجم لهم
- كخليفة العصفري مؤلف كتاب (طبقات القراء)
- وأبي بكر النقاش مؤلف كتاب (المعجم الأكبر في أسماء القراء وقراءاتهم)
قال عنه الذهبي (لوتثبت في النقل، لصار شيخ الإسلام)
- أبي عمرو الداني نقل الذهبي من كتابه (طبقات القراء والمقرئين) الشيء الكثير .
- كتاب طبقات القراء، لأبي بكر الأصبهاني
- قال عنه الذهبي: (قرأ القرآن على جماعة من الأئمة القدماء، وصنف كتاب "الشواذ"، وكتاب "طبقات القراء").
- طبقات القراء، لأبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري0
- قال الذهبي: (كان إماما مجودا، بارعا، مصنفا، له كتب في القراءات)
- وكتاب(في معرفة قراء المدن والأمصار)، لأبي العلاء الهمذاني ،عرف اختصاراً باسم (طبقات القراء) وقد أثنى الذهبي وابن الجزري على مؤلفه .

2- الكتب التي ألفت في هذا الباب وطبعت :
- كتاب (معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار) لشمس الدين الذهبي
- رتّبه على الطبقات، وذكر فيه القراء المشهورين الذين تدور عليهم أسانيد القراءات، وقد نشر عدة مرات ،أشتهر منها ثلاث .
- وقام بترتيبه على المعجم أحمد ابن الحسباني، وطبع بتحقيق أحمد محمد عزوز .
- اختصره مع كتاب أبي عمرو الداني الإمام الشافعي وزاد عليه نحوأربعة آلاف ترجمة، وقد حقق الكتاب في رسائل علمية في جامعة أمّ القرى وله نشرات عديدة، منها بتحقيق: "علي عمر " أشهر الطبعات .
وغير هذا كثير من الكتب التي عنيت بتراجم القراء .

3- ممن كتب عن المفسرين وترجم لهم في كتبه:
لكون عامة القراء من المفسرين والمحدثين تأخر التأليف في طبقات المفسرين فكان ابتدائه .
- بالكلام المتفرق في ذكر أئمة المفسرين
- ثم عرض له ابن جرير الطبري في مقدمة تفسيره
- حتى أفرد له ابن عطية بابا في مقدمة تفسيره وذكر حتى القرن الرابع .
- وذكره ابن تيمية في مقدمة تفسيره بكلام موجز نافع .
- تلا هؤلاء ابن جُزيء الكلبي،بدر الدرين الزركشي،وابن قاضي شهبة الدمشقي ذكروا في كتبهم أسماءً لأئمة التفسير .
-اخرهم جلال الدين السيوطي كتب باباً في طبقات المفسرين في كتابه "الإتقان في علوم القرآن"

2- ما أفرد من كتب في طبقات المفسرين .
- جلال الدين السيوطي أول من أفرد كتابا في طبقات المفسرين في كتاب سماه(طبقات المفسرين)
- تلا هذا الكتاب عدة كتب منها ما طبع ومنها لم يطبع .
وما زال هذا العلم والحمدلله محل عناية واهتمام إلى وقتنا الحاضر حيث أن بعض الجامعات لها عناية بالتعريف بأعلام المفسّرين وذكر طبقاتهم في رسائل علمية .

4 - فوائد دراسة طبقات القراء والمفسرين .

* بيان أبرز سمات هؤلاء القراء والمفسرين :
- المجاهدة في طلب هذا العلم وبلوغ المرتبة العالية فيه والتبصر بمسالكه وطرائقه .
- انتفاعهم بماعلموا وتطبيقه في حياتهم .
- بذلهم النصح والتوجيه لمن بعدهم .

* فوائد هذه الدراسة لطلاب العلم بعدهم .
- زيادة التعظيم لكتاب الله والعلوم المتعلقة به .
- الحرص على تحصيل هذا العلم من مظانه ومعرفة طرقه وضبط مسائله .
- معرفة نشأة أسانيد القراءات والتفسير تزيد طالب العلم ثقة بصحة مصدرها وخلوها من التدليس واللبس وغير ذلك .
- بذل مافي الوسع للسير على نهجهم واقتفى أثرهم .
- الانتفاع بوصاياهم،ومعرفة أسباب نبوغهم .
- كذلك في معرفتها اختصار الوقت والجهد ونيل بركة العلم ، إذا صدق في الطلب وأحسن القصد .
- معرفة سبب من وقع في بعض الأخطاء إنما كان بجهله وعدم تبصره لرتبهم وطبقاتهم .
- معرفة أن للحياة السياسية والإجتماعية أثر على طالب العلم في احواله أقواله؛ فيقدر لكل شيئ قدره.
- وكذلك نيل أعز المعارف وهي معرفة علل مسائل القراءات والتفسير،فيزيده تبصراً وفقهاً وطمأنينة لما قد يرد عليه من مسائل أثناء تعلمه .

- وكذلك من فوائد هذه المعرفة؛ السعي بتطويره وتجديده وطرحه بشتى الأساليب وأحسن الطرق ليسهل على طلبة العلم المبتدئين تحصيله والانتفاع به .
- ومن الفوائد من هذه الدراسة تقصير المسافة بيننا وبينهم ، حيث ننتقل بشعورنا وقلوبنا إلى عالمهم فنقتفي أثرهم ونحذوا حذوهم ونسأل الله أن يجمعنا بهم في مستقر رحمته وفسيح جناته .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 27 جمادى الأولى 1440هـ/2-02-2019م, 11:48 PM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

الدرس الثالث : معلّمو القرآن وعلومه في العهد النبوي
===========================

مظاهر تعليم القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم :
أولا :كان بتعليمه للصحابه :
طرق تعليمه الصحابة :
تعليم حروفه :
-الإقراء : فكان يقرأهم القرآن بنفسه .
-التلاوة المباشرة : حيث كان يتلوا عليهم القرآن بلسان عربي مبين .
تعليم معانية :
-تفسير الآيات : فكان يفسر لهم الآيات ،ويفسر لهم بالذات نوع معين من التفسير الذي لايصلح أن يجتهد فيه أحد ؛لأنه لايدرك إلا بالوحي .
مثاله : كما في الصحيحين من حديث علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إذا أُقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت} )).
تعليم هداياته :
-تطبيق الأحكام في العبادات والمعاملات .
-الإجابة على ما أشكل عليهم .
-الدعوة والتعامل مع المخالفين ، وإنزال الآيات على مختلف الأحوال .
-في التعامل مع المصائب والأمور التي تصيبهم من السراء والضراء .
أدلة تعليم الصحابة كل شيء :
- في الحديث الذي رواه الطبراني في الكبير ورواه ابن حبان في صحيحه في كتاب العلم من طريق أَبِي الطُّفَيْلِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ: «ما بقي شيء يقرب من الجنة ويباعد من النار إلا وقد بُيّن لكم».
فرواه الطبراني بلفظ : تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما طائر يقلب جناحيه في الهواء إلا وهو يذكّرنا منه علما) وروى ابن حبان بلفظ آخر : (إلا عندنا منه علم).
دلالة الحديث :
دلالة على العلم المتعلق بالأحكام الشرعية وهو أخص من العلوم والمعارف الأخرى المختصة بالخلق والأمر .

ثانيا : ارساله بعوث لتعليم القرآن :
أهميته :
-مهم للدعوة ونشر الدين .
-مهم لتبليغ آيات القرآن ومعانيه ، ولبيان ما أنزل الله فيه من البينات والهدى .
- مهم ليأخذوا بالقرآن ويعرفوه ويعملوا به .
أمثلة على البعوث التي أرسلها :
1)المرة الأولى : بعث مصعب بن عمير العبدري القرشي:
مكان البعثة : المدينة
زمن البعثة : بعد بيعة العقبة الأولى .
أهداف البعثة:
- اقراء القرآن .
- تعليم شرائع الإسلام .
- الدعوة إلى الإسلام .
نتائج البعثة :
- اسلام جماعة من الصحابة على يديه منهم : عبَّاد بن بشر، وأسيد بن الحضير، وسعد بن معاذ.
- اسلام قبائل بسبب اسلامهم ، فأسلم أكثر بني عبد الأشهل من الأوس.
دليله :
ما رواه البيهقي في دلائل النبوة و ابن عساكر في تاريخ دمشق من طريق ابن اسحاق عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، وعبد الله بن المغيرة بن معيقيب،قال: (بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مصعبَ بن عمير مع النفر الاثني عشر الذين بايعوه في العقبة الأولى إلى المدينة يُفَقّه أهلها ويقرئهم القرآن)
[تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ،ج9، ص82، رواه البيهقي في دلائل النبوة في باب ذكر العقبة الأولى ،وقال عنه البيهقي أنه موقوف ]
2)المرة الثانية : بعث مصعب بن عمير مع وابن أم مكتوم .
مكان البعثة : المدينة .
زمن البعثة : بعد العقبة الثانية .
هدف البعثة :
-تعليم القرآن .
دليله :
في الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه قال : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : " أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ , وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَكَانَا يُقْرِئَانِ النَّاسَ , فَقَدِمَ بِلَالٌ , وَسَعْدٌ , وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ ، ثُمَّ قَدِمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَمَا رَأَيْتُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَرِحُوا بِشَيْءٍ فَرَحَهُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , حَتَّى جَعَلَ الْإِمَاءُ يَقُلْنَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَمَا قَدِمَ حَتَّى قَرَأْتُ : سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى فِي سُوَرٍ مِنَ الْمُفَصَّلِ " .

3) بعث سبعين من أصحابه .
مكان البعثة : إلى رعل وذكوان وعصية وبني لحيان.
هدف البعثة :
-دعوة المشركين .
-تعليم القرآن .
- تعليم الدين .
نتائج البعثة :
- غدر بهم وقتل أكثرهم في يوم بئر معونة .
دليله :
-ما رواه الإمام أحمد في مسنده ومسلم في صحيحه من طريق ثابت، عن أنس بن مالك، قال: جاء ناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا أنِ ابعث معنا رجالا يعلمونا القرآن والسنة، فبعث إليهم سبعين رجلا من الأنصار، يقال لهم: القراء، فيهم خالي حَرَام، يُقرِئِون القرآن، ويتدارسون بالليل يتعلَّمون، وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه في المسجد، ويحتطبون فيبيعونه، ويشترون به الطعام لأهل الصفة وللفقراء، فبعثهم النبي صلى الله عليه وسلم إليهم، فعرضوا لهم، فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان، فقالوا: اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا.
قال: وأتى رجلٌ حراماً - خالَ أنس - من خلفه؛ فطعنه برمح حتى أنفذه، فقال حرام: فُزْتُ وربِّ الكعبة؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه:(( إن إخوانكم قد قُتلوا، وإنهم قالوا: اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك، ورضيت عنا" )).
- ما رواه البخاري ومسلم والإمام أحمد من طريق قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رعلا وذكوان وعصية وبني لحيان استمدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على عدوٍّ، فأمدَّهم بسبعين من الأنصار، كنَّا نسمّيهم القراءَ في زمانهم، كانوا يحتطبون بالنهار، ويصلّون بالليل، حتى كانوا ببئر معونة قتلوهم وغدروا بهم، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقَنَت شهراً يدعو في الصبح على أحياء من أحياء العرب، على رعل وذكوان وعصية وبني لحيان.
- قال أنس: (فقرأنا فيهم قرآنا، ثم إنَّ ذلك رُفِعَ: [بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا]).
[ رواه البخاري في كتاب المغازي ، والإمام أحمد في مسنده في مسند أنس بن مالك ، ومسند أي العباس السراج ، ص 323]
- وروى مسلم في كتاب المساجد من طريق سفيان عن عاصم قال : سمعت أنسا يقول: « ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد على سرية ما وجد على السبعين الذين أصيبوا يوم بئر معونة، كانوا يُدعون القرَّاء، فمكث شهراً يدعو على قَتَلَتِهم».

4)خلف النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل :
مكان البعثة : مكة .
الزمن : بعد فتح مكة .
الهدف :
- تعليم القرآن .
- تفقيه الناس أمر دينهم .
دليله :
- روى الحاكم في مستدركه في كتاب معرفة الصحابة من طريق عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ ، عَنْ عُرْوَة والبيهقي في دلائل النبوة من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمّه موسى بن عقبة : «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم استخلف معاذ بن جبل رضي الله عنه على أهل مكة حين خرج إلى حنين، وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلّم الناس القرآن، وأن يفقّهَهم في الدين، ثم صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم عامداً إلى المدينة، وخلَّف معاذَ بنَ جبلٍ على أهل مكة»).[رواه البيهقي في دلائل النبوة من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمّه موسى بن عقبة.]

5)بعث عمرو بن حزم بن زيد لوذان النجاري الخزرجي الأنصاري.
عمره : كان في السابعة عشر من عمره .
مكان البعثة : نجران .
هدف البعثة :
- تفقيه الناس في دينهم .
- تعليم القرآن .
- أخذ الصدقات .
- بيان الحقوق الواجبة لهم والواجبة عليهم .
- - التبشير بالخير والأمر به .
نتائج البعثة :
- اسلامهم .

دليله :
- في الحديث الذي رواه البيهقي في دلائل النبوة و الذهبي في سير أعلام النبلاء عن ابن اسحاق من طريق عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، قال: هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا الذي كتبه لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن يفقه أهلها ويعلمهم السنة، ويأخذ صدقاتهم، فكتب له كتابا وعهدا، وأمره فيه أمره فكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من الله ورسوله {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود}، عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن أمره بتقوى الله في أمره، فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، وأمره أن يأخذ الحقَّ كما أمره، وأن يبشر الناس بالخير ويأمرهم، ويعلم الناس القرآن، ويفقههم فيه، وينهى الناس، ولا يمسَّ أحدٌ القرآن إلا وهو طاهر، ويخبر الناس بالذي لهم والذي عليهم ويلين لهم في الحق، ويشد عليهم في الظلم، فإنَّ الله عز وجل كره الظلم ونهى عنه...).[ والحديث صححه أحمد شاكر ].
- وفي الحديث الذي رواه النسائي في السنن في باب الديات ، والبيهقي في السنن الكبرى في باب القسامة من طريق يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال : قرأت كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كتبه لعمرو بن حزم حين بعثه على نجران، وكان الكتاب عند أبي بكر بن حزم). [وهذا الحديث جاء من طريق وهب بن منبه ، وهو ثقة غير أنه ضعفه أبو حفص الفلاس ]
- وقال ابن عبد البر في الاستيعاب : (أول مشاهده الخندق، واستعمله رسول الله صلى عليه وسلم على أهل نجران، وهم بنو الحارث بن كعب، وهو ابن سبع عشرة سنة، ليفقههم في الدين، ويعلم القرآن، ويأخذ صدقاتهم، وذلك سنة عشر بعد أن بعث إليهم خالد بن الوليد، فأسلموا، وكتب له كتابا فيه الفرائض والسنن والصدقات والديات، ومات بالمدينة سنة إحدى وخمسين).

6) بعث أبا موسى الأشعري ثم معاذ بن جبل .
مكان البعثة: اليمن .

هدف البعثة :
-تعليم الناس القرآن .
- تعليم شرائع الإسلام .
- أخذ الصدقات .
دليله :
- روى الإمام أحمد في مسنده والحاكم في مستدركه من طريق أبو بردة، عن أبي موسى، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معاذا وأبا موسى إلى اليمن فأمرهما أن يعلّما الناس القرآن).
- روى البخاري ومسلم في صحيحهما والبيهقي في السنن الكبرى من طريق شعبة عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن جده، أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه ومعاذا إلى اليمن، فقال: «يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا، وتطاوعا ولا تختلفا».[ وفي مسند الإمام أحمد جاء من طريق محمد بن جعفر عن شعبة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده بلفظ آخر ( يسرا ولا تعسرا ولا تنفرا وتطاوعا )، وكذا جاء في السنن الكبرى للبيهقي من طريق رجل مجهول من طريق شعبة عن سعيد بن أبي بردة ، بلفظ ( يسرا ولا تعسرا ولا تفترقا وتطاوعا) .]
-وفي الحديث الذي وراه البخاري في صحيحه في كتاب المغازي قال : حَدَّثَنَا مُوسَى ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا مُوسَى وَمُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى الْيَمَنِ ، قَالَ : وَبَعَثَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى مِخْلَافٍ ، قَالَ : وَالْيَمَنُ مِخْلَافَانِ ، ثُمَّ قَالَ : " يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا ، وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا " ، فَانْطَلَقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَى عَمَلِهِ ، وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِذَا سَارَ فِي أَرْضِهِ كَانَ قَرِيبًا مِنْ صَاحِبِهِ أَحْدَثَ بِهِ عَهْدًا فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، فَسَارَ مُعَاذٌ فِي أَرْضِهِ قَرِيبًا مِنْ صَاحِبِهِ أَبِي مُوسَى ، فَجَاءَ يَسِيرُ عَلَى بَغْلَتِهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِ ، وَإِذَا هُوَ جَالِسٌ ، وَقَدِ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ وَإِذَا رَجُلٌ عِنْدَهُ قَدْ جُمِعَتْ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ ، فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ : يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ ، أَيُّمَ هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا رَجُلٌ كَفَرَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ ، قَالَ : لَا أَنْزِلُ حَتَّى يُقْتَلَ ، قَالَ : إِنَّمَا جِيءَ بِهِ لِذَلِكَ ، فَانْزِلْ ، قَالَ : مَا أَنْزِلُ حَتَّى يُقْتَلَ ، فَأَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ ، ثُمَّ نَزَلَ ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، كَيْفَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ ؟ قَالَ : أَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقًا ، قَالَ : فَكَيْفَ تَقْرَأُ أَنْتَ يَا مُعَاذُ ؟ قَالَ : أَنَامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ ، فَأَقُومُ وَقَدْ قَضَيْتُ جُزْئِي مِنَ النَّوْمِ ، فَأَقْرَأُ مَا كَتَبَ اللَّهُ لِي ، فَأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي .
- في الحديث الذي رواه النسائي من طريق عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى اليمن، ثم أرسل معاذ بن جبل بعد ذلك، فلما قدم قال: أيها الناس، إني رسولُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إليكم، فألقى له أبو موسى وسادة ليجلس عليها، فأتي برجل كان يهوديا فأسلم، ثم كفر، قال معاذ: «لا أجلس حتى يقتل، قضاء الله ورسوله، ثلاث مرار، فلما قتل قعد».[ ورواه أبوداود بلفظ آخر (فَلَمَّا قَدِمَ مُعَاذٌ قَالَ لاَ أَنْزِلُ عَنْ دَابَّتِي حَتَّى يُقْتَلَ ‏.‏ فَقُتِلَ)].
- في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه والطبراني في المعجم الكبير والبيهقي في السنن الكبرى ودلائل النبوة والبزار في مسنده من طريق عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ , عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ , قَالَ : لَمَّا بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ , خَرَجَ مَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوصِيهِ , وَمُعَاذٌ رَاكِبٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي تَحْتَ رَاحِلَتِهِ , فَلَمَّا فَرَغَ , قَالَ : " يَا مُعَاذُ , إِنَّكَ عَسَى أَنْ لَا تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي هَذَا , أَوْ لَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ بِمَسْجِدِي هَذَا , أَوْ قَبْرِي "
فذكر البيهقي في دلائل النبوة أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف معاذ على مكة ف عام الفتح ثم كان معه في غزوة تبوك ، وذكر أنه كان بعثه بعد ذلك إلى اليمن .
-قال ابن عبد البر في "الاستيعاب": (قال ابن إسحاق: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين معاذ بن جبل وبين جعفر بن أبي طالب، شهد العقبة وبدرا والمشاهد كلها، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم قاضيا إلى الجَنَد من اليمن، يعلّم الناس القرآن وشرائع الإسلام، ويقضي بينهم، وجعل إليه قبض الصدقات من العمال الذين باليمن، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قسم اليمن على خمسة رجال: خالد بن سعيد على صنعاء، والمهاجر بن أبي أمية على كندة، وزياد بن لبيد على حضرموت، ومعاذ بن جبل على الجَنَد، وأبي موسى الأشعري على زبيد وعدن والساحل).

7) بعث عثمان بن أبي العاص الثقفي .
مكان البعثة : الطائف .
هدف البعثة :
- اقراء القرآن .
دليله :
- ما رواه البيهقي في دلائل النبوة من طريق عمرو بن أويس، عن عثمان بن أبي العاص، قال: استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أصغر الستة الذين وفدوا عليه من ثقيف، وذلك أني كنت قرأت سورة البقرة، فقلت: يا رسول الله إن القرآن ينفلت مني، فوضع يده على صدري، وقال: « يا شيطان اخرج من صدر عثمان » ، فما نسيت شيئا بعده أريد حفظه).والحديث صححه الألباني .
- وفي الحديث الذي رواه ابن ماجه في سننه وأبي عاصم في الآحاد والمثاني من طريق عيينة بن عبد الرحمن ابن جوشن عن أبيه، عن عثمان بن أبي العاص قال: لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف جعل يعرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي، فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ابن أبي العاص؟» قلت: نعم يا رسول الله.
قال: «ما جاء بك؟»
قلت: يا رسول الله، عرض لي شيء في صلواتي حتى ما أدري ما أصلي.
قال: «ذاك الشيطان ادنه» فدنوت منه، فجلست على صدور قدمي، قال: فضرب صدري بيده، وتفل في فمي وقال: «اخرج عدو الله» ففعل ذلك ثلاث مرات، ثم قال:«الحق بعملك».
قال: فقال عثمان: «فلعمري ما أحسبه خالطني بعد» [صححه الألباني ].

8) بعث عباد بن بشر الأشهلي إلى بني المصطلق.
مكان البعثة : بني المصطلق .
زمن البعثة : سنة عشر للهجرة .
هدف البعثة :
- أخذ الصدقات .
- تعليم شرائع الإسلام .
- اقراء القرآن .

مسألة استطرادية :
مكانته :
- ثناء النبي صلى الله عليه وسلم على قراءته ودعا له بالرحمة .
دليل ذلك :
- في الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه قال : حدثنا ربيع بن يحيى حدثنا زائدة حدثنا هشام عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ في المسجد فقال يرحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آية من سورة كذا)
- وفي رواية أخرى زاد فيها عباد بن عبد الله عن عائشة تهجد النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي فسمع صوت عباد يصلي في المسجد فقال يا عائشة أصوت عباد هذا قلت نعم قال اللهم ارحم عبادا.

9) هناك بعوث أخرى ، وذكر منها شيخ الإسلام ابن تيمية بعضها والتي كانت لأهداف الدعوة وتعليم القرآن وتعليم الدين :
- بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أسعد بن زرارة إلى المدينة .

 وبعث العلاء بن الحضرمي إلى البحرين.
 وبعث معاذا وأبا موسى إلى اليمن.
 وبعث عتاب بن أسيد إلى مكة.


ثالثا: أمره صلى الله عليه وسلم لأصحابه بتعلم القرآن والتفقهه في الدين .
طريقته :
- حثهم على تعلم القرآن .
- التحذير من هجر القرآن والإعراض عن تعلمه والعمل به .
- الثناء على المحسنين من الصحابة في أخذهم القرآن علما وعملا .
الأدلة على ذلك :
- في الحديث الذي رواه البخاري والإمام أحمد في مسنده وأبي داود في سننه وابن حبان في صحيحه والطيالسي والنسائي والبيهقي وأبي نعيم والطحاوي في مشكل الآثار من طريق أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، ورواه البزار والدارمي من طريق النعمان بن سعد عن علي .
- وفي رواية في صحيح البخاري من طريق سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان مرفوعاً: «إنَّ أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه ».
- في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه في كتاب صلاة المسافرين وقصرها ورواه داود في سننه في كتاب الصلاة وابن حبان في صحيحه وأبي عوانة في مسنده من طريق موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن عقبة بن عامر الجهني قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال أيكم يحب أن يغدو إلى بطحان أو العقيق فيأخذ ناقتين كوماوين زهراوين بغير إثم بالله عز وجل ولا قطع رحم قالوا كلنا يا رسول الله قال فلأن يغدو أحدكم كل يوم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين وإن ثلاث فثلاث مثل أعدادهن من الإبل)
[ جاءت روايات بلفظ ( فيتعلم آيتين ) كما في صحيح ابن حبان ومسند أبي عوانة ، وأما في مسلم فجاء بلفظ ( يعلم أو يقرأ آيتين ) .]


رابعا : عناية الصحابة أنفسهم بالقرآن وعلومه :
طرق عناية الصحابة بالقرآن وعلومه :
1-تلقي القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم بحروفه وقراءاته ، فحتى كان منهم القراء الذين يعلمون الناس القرآن :
عدد القراء :
اختلفوا في أعدادهم ، وذكر ابن كثير نحو خمسمائة .
سبب عدم اشتهار كثير من القراء :
بسبب وفاة كثير منهم في يوم اليمامة .

مثال على ثناء النبي صلى الله عليه وسلم للقراء :
- ثناؤه لثابت بن قيس بن شماس ، وبن شريح الحضرمي .
دليله :
في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده ورواه أبو عبيدة في فضائل القرآن من طريق السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنَ شُرَيْحٍ الْحَضْرَمِيِّ ، قَالَ : ذُكِرَ رَجُلٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " ذَاكَ رَجُلٌ لَا يَتَوَسَّدُ الْقُرْآنَ "
أمثلة على القراء :
القراء من المهاجرين : أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعلياً، وطلحة، وسعداً، وابن مسعود، وسالماً مولى أبي حذيفة، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وعمرو بن العاص، وأبا هريرة، ومعاوية بن أبي سفيان، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن السائب قارئ مكة.
القراء من الأنصار : أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وأبا الدرداء، وزيد بن ثابت، ومجمع بن جارية، وأنس بن مالك.
القراء من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم : عائشة، وحفصة، وأم سلمة.
دليله :
- في الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه في باب ومسلم في صحيحه من طريق إبراهيم عن مسروق قال ذكر عبد الله عند عبد الله بن عمرو فقال ذاك رجل لا أزال أحبه بعد ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول استقرئوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود فبدأ به وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل قال لا أدري بدأ بأبي أو بمعاذ بن جبل."
-وفي الحديث الذي رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب فضائل القرآن من طريق إبراهيم النخعي، عن عبد الله بن مسعود قال: جاء معاذ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله أقرئني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أقرئه » فأقرأته ما كان معي، ثم اختلفت أنا وهو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه معاذ، فكان معلّما من المعلمين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ».
- وفي الحديث الذي رواه بخاري ومسلم من طريق شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:« جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد أحد عمومتي ».
-وروى البخاري في صحيحه في كتاب المناقب قال : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : " أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ , وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَكَانَا يُقْرِئَانِ النَّاسَ".
- وروى الإمام مسلم في صحيحه في كتاب المساجد ومواضع الصلاة قال : حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن عاصم قال سمعت أنسا يقول ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد على سرية ما وجد على السبعين الذين أصيبوا يوم بئر معونة كانوا يدعون القراء فمكث شهرا يدعو على قتلتهم".
- وروى البخاري والترمذي وعبد الرزاق وأبي جعفر الطحاوي في مشكل الآثار من طريق الزهري عن عبيد بن السباق عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال:« أرسل إليَّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده؛ قال أبو بكر رضي الله عنه: إنَّ عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن؛ فيذهب كثير من القرآن .. » فذكر الحديث.

2-ومن عنايتهم ضبط عدد الآي .
3- ومن عنايتهم كتابة ما يملى عليهم .
4-ومن عنايتهم مشاهدة كثير من أحوال التنزيل .
5-ومن عنايتهم معرفة فضائل القرآن وفضائل سوره وآياته .
6-ومن عنايتهم التأدب بآدابه .
7-ومن عنايتهم دراستهم لعلوم القرآن : من تدبر وفهم الأمثال والتفقه في الأحكام ، ودراسة تفسيره ، ودراسة الناسخ والمنسوخ ، وغيرها .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28 جمادى الأولى 1440هـ/3-02-2019م, 09:44 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

فهرسة مسائل الدرس الأول
مراتب مصادر السير والتراجم

المرتبة الأولى : دواوين السنة من الصحاح والسنن والمسانيد وغيرها
أهميتها : في المرتبة العليا لما تضمنته من مرويات السير مسندة ، خاصة سير الصحابة ومناقبهم ، سير بعض التابعين وتابعي التابعين .
أصناف كتب هذه المرتبة :
1- ما رتب على أبواب : مثل صحيح البخاري الذي فيه كتاب في السير وكتاب في المغازي وكتاب في المناقب وكتاب في فضائل الصحابة ، وكذلك باقي دواوين السنة .
2- ما لم يرتب على أبواب : مثل كتب الزهد والرقائق المسندة ككتاب الزهد لابن المبارك والزهد لوكيع وأحمد بن حنبل وأبي داود وابن عاصم والبيهقي وشعب الإيمان
3- ما رتب على أسماء الرجال .

المرتبة الثانية : كتب التاريخ والأخبار المسندة
أهميتها : يذكر أصحابها الأخبار بأسانيدها ، لذا فهي مرجع أصلي .
أمثلة : الطبقات لابن سعد ، المعرفة والتاريخ لأبي يوسف الفسوي ، التاريخ الكبير للبخاري ، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي .

المرتبة الثالثة : الكتب البديلة :
أهميتها : تنقل عن مصادر أصلية مفقودة بالأسانيد .
أمثلة : كتب الذهبي وابن كثير وابن حجر وابن الجزري وغيرهم .

المرتبة الرابعة : كتب الثقات والمقبولين من الأخباريين :
تعريف الأخباريين : هم جماعة قاموا برواية الأخبار، وقد أثنى عليهم العلماء وهم في عداد المقبولين ، ومنهم من أثني عليه ثناء بليغا ويعد من الثقات والحفاظ .
أشهر الأخباريين :
1- موسي بن عقبة بن أبي عياش المدني (ت : 141هـ)
نبذة عنه : مولى آل الزبير بن العوام ، من صغار التابعين ، سمع من أم خالد الأموية ، كتابه مفقود .
كان مالك إذا سئل عن المغازي قال : " عليك بمغازي الرجل الصالح موسى" .
2- خليفة بن خياط العصفري (ت: 240هـ)
معروف بشباب ، ثقة يخطئ ، أخرج له البخاري في صحيحه ، ضعفه بن المديني وأبو زرعه وأبو حاتم ، ووثقه ابن عدي وابن حبان .
3- أبو جعفر محمد بن عبدالله بن سليمان الحضرمي الكوفي (ت: 297هـ)
معروف بمطين ، تنقل أقواله في وفيات الأعيان .
ومن الأخباريين الثقات أيضا : محمد بن إسحاق بن يسار ، وأبو الحسن علي بن محمد المدائني ، والزبير بن بكار الأسدي .

المرتبة الخامسة : كتب المؤرخين المحققين :
أهميتها : يقوم المؤرخون المحققون بنقل ونقد وتحرير وتصحيح المرويات ، ولهم خبرة في أحوال الرواة ومراتب الكتب .
أمثلة : أبو الحجاج المزي ، الذهبي ، ابن كثير ، ابن حجر .

المرتبة السادسة : كتب الأخبارين الضعفاء
أشتهر بعض الضعفاء برواية الأخبار ، ومن أمثلتهم :
محمد بن السائب الكلبي ، وهشام بن محمد بن السائب الكلبي ، الهيثم بن عدي الطائي ، والواقدي وغيرهم .
أحوالهم : متروكوا الحديث ، شديدوا الضعف ، عامتهم متهم بالكذب ، وأخفهم حالا الواقدي .
حكم رواياتهم : في باب الأحكام لا يلتفت إليهم
في باب السير والتراجم : من أهل العلم من تساهل في إيراد أخبارهم لاسيما الواقدي والهيثم بن عدي .

المرتبة السابعة : كتب المتأخرين التي يذكر فيها الأخبار مجردة من الأسانيد
أهيمتها : ملخص من كتب سابقة ، قد تكون صالحة للعامة والمبتدئين من طلاب العلم لتحصيل المعرفة الموجزة بالأحداث والأخبار الهامة .
حكمها : يُنظر فيها من جهة موارد أصحابها ومقدار معرفتهم بأحوال المرويات وأحكامها .

أحكام مرويات التاريخ والسير والتراجم

حكم هذه المرويات :
لا يشدد فيها كتشديد مرويات الأحكام ، ولا تؤخذ بتساهل مطلق حتى لا يؤدي ذلك للوقوع في أخطاء .
كيفية الحكم على مرويات التاريخ والسير والتراجم .
يُنظر فيها من ثلاث جهات للحكم عليها ، وهي : المصدر والإسناد والمتن .
أولا المصدر :
المراد به : أصل منشأ الخبر ، وقد يكون كتابا أو رجلا أخباريا .
حكمه : إن كان ثقة تحمل المرويات على أصل القبول ما لم يكن فيها نكارة ، وتكون العهدة على المصدر لاسيما إذا حفت بالقرائن .
القرائن التي تدل على صدق المصدر .
أ‌- تظافر الأخبار على تقويته
ب‌- أن يكون المصدر صاحب اختصاص بالموضوع ومعروف بتثبته .
مراتب مصادر الأخبار :
1- ثقة متثبت
2- صدوق مقارب
3- مخلط
4- حاطب ليل يجمع الغث والسمين
5- متهم بالكذب

ثانيا : الأسانيد
درجات الأسانيد
1- أسانيد مقبولة في التاريخ وهي إما صحيحة أو حسنة
حكمها : حجة في التاريخ ما لم يكن لها علة .
2- أسانيد معتبرة : وهي من رواية الضعفاء غير شديدي الضعف ، كضعيف الضبط ، ومجهول الحال ، ومراسيل الثقات وما فيها انقطاع يسير .
حكمها : لا يحتج بها ، ولا ترد ، وحملها كثير من العلماء على القبول ما لم يكن بها مخالفة أو نكارة .
3- أسانيد غير معتبرة : تكون من رواية المتروكين كالكذابين والمتهمين بالكذب وكثرة التخليط .
حكمها : الأصل فيها الرد وعدم القبول إلا ما انتقاه بعض الثقات الأثبات وإن كانت لا يحتج بها .

كيفية التعامل مع الأخبار التي في إسنادها بعض المتروكين :
ينظر إلى تلميذه الذي رواه عنه :
أ‌- إن كان من الأثبات فهذا قرينة على أنه انتقى هذا الخبر من مروايته ، كما انتقى ابن سعد من مرويات الواقدي ، وكما انتقى الثوري من مرويات الكلبي .
ب‌- إن كان الراوي ضعيفا فلا يتشاغل به .

س : كيف تحمل بعض الأخبار الغير مسندة على أصل القبول ، وترد بعض الأخبار المسندة بأسانيد ضعيفة ؟
الجواب : تعليق بعض العلماء الأثبات لبعض الروايات بصيغة الجزم قرينة على معتبرة على صحة الرواية لمكانتهم العلمية ، ولكن نتوسط في ذلك فلا نحتج بها على مخالف أقوى منها ولا نهملها مطلقا .

ثالثا : متون الأخبار
تحمل المتون على أصل القبول إذا رويت بأسانيد معتبرة مصدرها من الثقات الأثبات .
الفرق بين مرويات المناقب ومرويات المثالب :
يتساهل في مرويات المناقب ما لا يتساهل في مرويات المثالب لأن فيها قدح لعرض مسلم ، فلا يكون ذلك بغير حجة .

أنواع المؤلفات والسير والتراجم والطبقات

تعدد الاعتبارات في التصنيف
تكرر سيرة الرجل الواحد في كتب متعددة ، وذلك لاعتبارات مختلفة ، منها :
- باعتبار طبقته
- باعتبار بلده
- باعتبار صنعته أو تخصصه في علم من العلوم
- باعتبار حاله وكونه ثقة أو ضعيف
- باعتبار سنة وفاته

فائدة تصنيف المؤلفات في السير والتراجم
يسهل على طالب العلم معرفة طرق البحث عن تراجم العلماء ، وأهم الكتب فيها .

أنواع المؤلفات في السير والتراجم والطبقات
تنقسم المؤلفات في هذا الفن إلى سبعة أنواع ، هي :
النوع الاول : كتب الطبقات العامة
وهي الكتب التي اهتم أصحابها بالترجمة للأعيان من العلماء والأمراء والقضاة والوجهاء والمشاهير وغيرهم .
أهم كتب هذا النوع :
- كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد الأزهري ، كتاب الطبقات لخليفة بن خياط العصفري ، التاريخ الأوسط للبخاري ، كتاب الطبقات للإمام مسلم ، كتاب المعرفة والتاريخ لأبي يوسف الفسوي ، التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة ، تاريخ الإسلام وسير أعلام النبلاء للذهبي ، وبعض الكتب المفقودة ككتاب الطبقات للواقدي وكتاب الطبقات لابن المنذر الحزامي وغيرها .

النوع الثاني : كتب سير الصحابة والتابعين وطبقاتهم وفضائلهم
وهذا النوع على صنفين :
1- ما موضوعه الفضائل ، وهي من أشرف الأخبار
- أمثلة على هذا الصنف :
- فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ، وقد رواه عنه ابنه عبدالله الذي روى زيادات مما يرويه عن شيوخه من غير طريق أبيه والضعف فيها أكثر ، وكذلك روى عن عبدالله بن أحمد تلميذه أبو بكر بن جعفر بن حمدان القطيعي الذي زاد زيادات أيضا كثيرة فيها الضعيف جدا والموضوع ، فلا يضح نسبة هذه الزيادات لأحمد .
- فضائل الصحابة للنسائي .
- فضائل الصحابة للدارقطني .
2- ما هو في سرد الأسماء ، وربما أضيف بعض الإضافات كالتعريف بالبلد وأو الوفاة أو الكنية وغيرها .
أمثلة على هذا الصنف :
- معرفة الصحابة لابن منده العبدي ، كتاب قيم جمع من نحو أربعين كتابا أكثرها مفقودا ، ورتب على حروف المعجم .
- معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني ، تعقب فيه ابن منده ، وبلغ عدد ما ترجم لهم من الصحابة 4200 .
- الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر ، بلغت التراجم فيه نحو 4000 ترجمة ، وسماه بذلك لأنه ظن أنه استوعب فيه من ورد ذكرهم في كتب أهل العلم ، ولعله لم يقف على كتاب أبي نعيم .
- الجامع لما في المصنفات الجوامع من أسماء الصحابة الأعلام أولي الفضائل والأحلام للحافظ أبي موسى عيسى بن سليمان الرعيني الأندلسي ، وبلغ عدد التراجم فيها 7534 ترجمة .
- تجريد أسماء الصحابة ، للذهبي ، بلغ ما جرد فيه من أسماء الصحابة 8866 صحابي .
- الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني ، استغرق تأليفه له ما يقرب من أربعين عاما ، وذكر فيه 12446 مع المكرر .
- بعض الكتب التي أفردت في سير التابعين :
- بعض الكتب أفردت في سير التابعين ولكنها مفقودة ، ومنها : فضائل التابعين لسعيد بن أسد بن موسى الأموي المصري ، وكتاب في التابعين لأبي حاتم الرازي ، طبقات التابعين لأبي القاسم عبدالرحمن بن محمد بن إسحاق ابن منده .

النوع الثالث : طبقات العلماء
وهذا النوع ينقسم إلى قسمين :
1- من يعمم بلفظ العلماء : ككتاب مشاهير علماء الأمصار لابن حبان
2- من يخص بعلم من العلوم : كطبقات القراء والمفسرين والمحدثين والفقهاء وغيرهم .
- أول من ألف في هذا النوع الهيثم بن عدي الطائي وهو متروك الحديث متهم بالكذب ، وله كتاب "طبقات الفقهاء والمحدثين " وهو كتاب مفقود .
- ومن أمثلة الكتب المطبوعة في هذا النوع : طبقات الفقهاء والمحدثين لابن قتيبة النسائي المعروف بابن زنجويه ، تسمية فقهاء الأمصار للنسائي ، مشاهير علماء الأمصار لأبي حاتم بن حبان البستي ، حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم الأصبهاني ، الإرشاد في معرفة علماء الحديث لأبي يعلى الخليلي ، صفة الصفوة لابن الجوزي .
- ملاحظات على كتاب صفة الصفوة لابن الجوزي :
ابن الجوزي على سعة علمه إلا أنه انتقد بسبب كثرة جمعه وضعف تهذيبه وتصحيحه ، فصار في كتبه كثير من الأخطاء والأوهام والتصحيفات لعدم مراجعه لما يكتبه وعدم التوثق وحذف ما ينبغي حذفه ، لذا قال الذهبي عنه : "هكذا هو له أوهام وألوان من ترك المراجعة ، وأخذ العلم من صحف "

النوع الرابع : كتب الوفيات
أهمية معرفة تاريخ الوفيات :
أعتنى العلماء به لمعرفة علل بعض الروايات ، وكشف انقطاع بعض الأسانيد ، وتمييز طبقات العلماء .
- من أول وأشهر من تنقل أقوالهم في الوفيات
- الليث بن سعد الفهمي : إمام جليل من أقران مالك .
- الهيثم بن عدي الطائي : أخباري متروك الحديث ، له كتاب مفقود في "طبقات الفقهاء والمحدثين " .
- محمد بن عمر الواقدي : لم يكن يتثبت فيما يكتب ، وكان يخلط الأسانيد ، واتهم بتركيبها ، وتفرد بأحاديث كثيرة منكرة لأخذه من الضعفاء والمتروكين ، فسقط الاحتجاج به ، وتركه أحمد والبخاري والنسائي وغيرهم ، له كتاب مفقود في الطبقات ، وانتقى منه ابن سعد بعض المرويات ولكن لا يحتج به .
- أبو نعيم الفضل بن ذكين الكوفي : إمام ثقة حافظ له كتاب مفقود في التاريخ ، وله رسالة في وفيات أعيان من الصحابة رواها ابن أبي شيبة ، وقد استشهد رحمه الله في فتنة القول بخلق القرآن قبل خروج الإمام أحمد من السجن بنحو شهر .
- أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي : له كتاب مفقود في القراءات ترجم فيه لجماعة من القراء .
- أبو الحسن على بن محمد المدائني : له كتب أكثرها مفقودا ، وطبع له كتاب التعازي ، وكتاب " المردفات من قريش" وهن اللواتي تزوجن بعد أزواجهن.
- سعد بن كثير بن غفير المصري : ثقة حافظ سمع مالك والليث بن سعد ، وحدث عنه البخاري وأخرج له مسلم والنسائي بواسطة ، له كتاب مفقود في التاريخ .
- يحيى بن معين وعلي بن عبدالله ابن المديني وأحمد بن حنبل : أشهر النقاد وكاشفي أحوال الرجال ، ولهم كتب في معرفة الرجال والتاريخ رواها عنهم أصحابهم ، لذا كثرة الروايات عنهم.

- بعض المؤلفات التي تميزت بالتأليف المفرد في الوفيات
كتاب المولد والوفاة لأبي بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي ، كتاب الوفيات لأبي الحسين عبدالباقي بن قانع بن مرزوق البغدادي
تاريخ مولد العلماء ووفياتهم لأبي سليمان محمد بن عبدالله بن زبر الربعي .
- بعض من كتب في الوفيات من العلماء :
- ابن منده ، وأبو إسحاق الحبال ، وابن خلكان في كتابه وفيات الأعيان ، أبي العباس المعروف بابن قنفذ القسنطيني في كتابه الوفيات ، أحمد بن يحيى الونشريسي في كتابه الوفيات .

النوع الخامس : كتب الطبقات والسير المختصة بالبلدان
وهي الكتب المؤلفة في تواريخ البلدان ، وهي على نوعين :
1- نوع يؤرخ لمعالم البلدان والحوادث فيها
2- نوع يترجم للأعلام الذين قاموا فيها أو زاروها أو ماتوا فيها .
- بعض أصحاب الكتب يجمع بين النوعين
- أو من ألف في هذا النوع ابن أبي شيبة فذكر في مؤلفاته "طبقات أهل الكوفة"
من البلدان التي ألف في تواريخها :
مكة :
ومن أمثلة الكتب التي ألفت في تاريخها : أخبار مكة لأبي الوليد الأزرقي ، أخبار المكيين لابن أبي خيثمة ، العقيد الثمين في تاريخ البلد الأمين لتقي الدين محمد بن أحمد الفاسي .
المدينة :
من أقدم ما كتب في تاريخها : أخبار المدينة لمحمد بن الحسن بن زبالة ، تاريخ المدينة لأبي زيد عمر بن شبة النميري ، التحفة اللطفية في تاريخ المدينة الشريفة لشمس الدين السخاوي .
العراق :
من أشهر ما كتب فيها : تاريخ واسط لأبي الحسن أسلم بن سهل الواسطي المعروف ببحشل ، طبقات العلماء من أهل الموصل لأبي زكريا يزيد بن محمد ين إياس الأزدي الموصلي ، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي .
الشام :
من أشهر ما كتب فيها : طبقات الشاميين لأبي سعيد عبدالرحمن بن أبراهيم بن عمرو ين ميمون الدمشقي المعروف بدحيم ، كتاب التاريخ لأبي زرعة عبدالرحمن بن عمرو الدمشقي ، تاريخ الرقة ومن نزلها من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم والتابعين والفقهاء والمحدثين لأبي علي محمد القشيري الحراني ، تاريخ دمشق لأبي القاسم ابن عساكر الدمشقي ،
اليمن :
مما ألف فيها : كتاب " من دخل اليمن من الصحابة " لأحمد بن علي بن أبي بكر العرشاني اليمني ، طبقات فقهاء اليمن لعمر بن علي بن سمرة الجعدي ، السلوك في طبقات العلماء والملوك في اليمن لأبي عبدالله محمد بن يوسف بن يعقوب الجندي ، تاريخ حضرموت لصالح الحامد ،
مصر :
بعض ما كتب في أعلامها : من نزل مصر من الصحابة لأبي عبيد الله محمد بن الربيع بن سليمان الجيزي ، درّ السحابة لمن دخل مصر من الصحابة للسيوطي ، تاريخ مصر لأبي سعيد عبدالرحمن بن أحمد الصدفي المصري ، تاريخ علماء أهل مصر لابن الطحان
خراسان :
أكثر البلدان التي ألف في تاريخها
وذلك لأن إقليم خراسان تم فتحه في عهد عثمان بن عفان ، ووفد إليه كثير من الصحابة فاتحين ومعلمين ومقيمين .
ومن الكتب المطبوعة المؤلفة في تاريخ خراسان : طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها لأبي الشيخ الأصبهاني ، تاريخ نيسابور لأبي عبدالله الحاكم النيسابوري ، تاريخ جرجان لأبي القاسم الجرجاني ، تاريخ أصبهان لأبي نعيم الأصبهاني .
أفريقية :
من الكتب التي ألفت فيها : طبقات علماء أفريقيا لأبي عبدالله محمد بن عبد السلام الخشني ، طبقات علماء أفريقيا لأبي العرب محمد بن أحمد بن تميم القيرواني ، قضاة قرطبة وعلماء أفريقية لأبي عبدالله محمد بن حارث بن أسد الخشني
الأندلس :
ألف في تراجم علمائها كتب منها : تاريخ علماء الأندلس لأبي الوليد عبدالله بن محمد بن الفرضي ، والصلة في تاريخ أئمة الأندلس لأبي القاسم خلف بن عبدالملك بن بشكوال الأندلسي ، بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس لأبي جعفر أحمد بن يحيى بن عميرة الضبي .
ا
لنوع السادس : كتب الجرج والتعديل وأحوال الرجال
أهميتها : تعني بالكشف عن أحوال الرجال وشيوخهم وتلاميذهم ووفياتهم ، وما قيل فيهم من جرح وتعديل ، وهي مراجع هامة لاسيما إن كان من ترجم له م رواة الحديث .
أصناف كتب أحوال الرجال :
- منها ما هو في أحوال الرجال عموما
- منها ما هو مختص بالثقات
- منها ما هو مختص بالضعفاء
- منها ما هو مختص بنوع من أنواع الضعف في الرجال أو طريقة الرواية كالتدليس والتخليط والإرسال .
- منها ما هو مختص ببعض الكتب كرجال صحيح البخاري ، ورجال مسلم وغيرهم .
- منها ما هو مختص ببعض البلدان

من أجمع الكتب في هذا النوع :
- تهذيب الكمال لجمال الدين أبي الحجاج يوسف بن عبدالرحمن القضاعي المزي ، وأصله كتاب " الكمال في أسماء الرجال" ، وقد تلقاه العلماء بالقبول واعتنى به أهل الحديث لنفاسته في بابه .
بعض المختصرات على تهذيب الكمال :
1- تذهيب تهذيب الكمال للحافظ الذهبي .
2- الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة للذهبي
3- إكمال تهذيب الكمال لعلاء الدين مغلطاي بن قليج الحنفي
4- تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني
بعض الزيادات على تهذيب الكمال :
1- الإكمال في ذكر من له رواية في مسند الإمام أحمد من الرجال سوى من ذكر في تهذيب الكمال لشمس الدين أبي المحاسن محمد بن علي بن الحسن بن حمزة الحسيني الدمشقي .
2- الذكرة لمعرفة رجال الكتب العشرة لأبي المحاسن أيضا .
3- الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة لأبي الفداء زين الدين قاسم بن قطلوبغا السودوني الحنفي
4- تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة لابن حجر العسقلاني .
من الكتب الهامة أيضا في أحوال الرجال :
- ميزان الاعتدال للذهبي : وقد جمع فيه الذهبي بين كتابي "الكامل في ضعفاء الرجال" لابن عدي و " الحافل في تكملة الكامل" لابن الرومية
- لسان الميزان لابن حجر : جمع فيه بين ميزان الاعتدال وما ذيله الحافظ العراقي عليه ، وأضاف إضافات كثيرة عليه .
- التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل لابن كثير : جمع فيه ابن كثير بين ميزان الاعتدال وتهذيب الكمال .

النوع السابع : الكتب المختصة ببعض القرون
ترجم بعض أهل العلم للأعيان من أهل قرنهم ، ومنهم من خص بعض القرون بتراجم أعلامها وإن لم يكن منها .
ومن أشهر هذه الكتب :
- الذيل على الروضتين لأبي القاسم عبدالرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة المقدسي : وفيه تراجم رجال القرنين السادس والسابع إلى تاريخ وفاته .
- المقتفى على كتاب الروضتين لعلم الدين أبي محمد القاسم بن محمد بن يوسف البرزالي .
- أعيان العصر وأعوان النصر لصلاح الدين بن أبيك الصفدي
- الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر العسقلاني
- الضوء اللامع لأهل القرن التاسع لمحمد بن عبدالرحمن السخاوي .
- نظم العقيان في أعيان الأعيان للسيوطي .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 30 جمادى الأولى 1440هـ/5-02-2019م, 04:33 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الأول من دورة طبقات القراء والمفسرين



تعليق عام:

الدرس الأول:
هناء هلال محمد: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ، وأثني على اجتهادكِ في فهرسة مسائل هذا الدرس.
توضيحات:
- قول الشيخ: " وما لم يرتّب منها على الأبواب من المسانيد والمعاجم فكثير منها صنّف في كتب الزوائد على الكتب والأبواب، ومنها كتب في السير والتراجم "
المقصود بذلك أن المسانيد مثل " مسند الإمام أحمد بن حنبل " مرتبة على أسماء الرواة، يعني يجمع كل ما رواه عبد الله بن عباس في باب، وهكذا كل راو، فمن الصعب استخلاص ما يتعلق بسيرة عبد الله بن عباس مثلا منها، لكن هذه المسانيد مرتبة في كتب الزوائد (مثل إتحاف المهرة) على الكتب والأبواب مع تخصيص كتب للسير والتراجم.
حاولي فتح أحد كتب المسانيد، وأحد كتب الزوائد ليتضح لكِ المراد.
- تعريف الأخباريين غير دقيق، لأنكِ ذكرتِ فيهم أنهم ثقات، وهذا يوحي أن عمومهم من الثقات والأمر ليس كذلك بل اكثر البلاء جاء من ضعفائهم وكذابيهم، والشيخ قيد في العنوان " الثقات من الأخباريين"، لذا خص الثقات بالذكر فيما دون ذلك.
- قولكِ: " س : كيف تحمل بعض الأخبار الغير مسندة على أصل القبول ، وترد بعض الأخبار المسندة بأسانيد ضعيفة ؟"
"أل " لا تدخل على غير.
-آسفُ لخصم نصف درجة للتأخير.


فاطمة الزهراء: أ+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ، وأرجو قراءة التعليق العام، مع التأكيد على أمرين:
1: إمكانية التصرف في إعادة ترتيب المسائل بما يسهل عليكِ فهمه، فلا يلزمكِ التزام ترتيب المؤلف في فهرستكِ.
2: مراجعة المسائل لعدم تكررها في الفهرسة، فقد يكررها المؤلف بغرض التذكير أو الإطناب في الشرح والتوضيح، لكن في الفهرسة التكرار غير مستحب، ومما كررتيه " -فائدة معرفة طبقات القرّاء والمفسرين " وهذه المسألة فصلها الشيخ في بداية الدرس؛ وذكر بها في نهايته على سبيل الاختصار، لكن لا ينبغي تكرارها في فهرستكِ.

منيرة محمد: أ
بارك الله فيكِ أختي الفاضلة، أثني على اجتهادكِ في الفهرسة، واجتهادكِ في ترتيب مسائلها، مع التأكيد على:
أحد أهم مقاصد هذه الدورة هو التعرف على أئمة الكتب في هذا العلم؛ فيرجع إليها الطالب إذا أراد التوسع في معرفة طبقات القراء والمفسرين، وفهرستكِ، بالإضافة لفهرسة الأخوات تُعد بمثابة أصل علمي ترجعين إليه عند بحثكِ، وليس من التلخيص هنا إغفال ذكر عدد كبير من الكتب والاكتفاء بأحدها لأنكِ عند البحث بغية توسيع الاطلاع في هذا الباب ستحتاجين الاطلاع على معظم الكتب المتوفرة في هذا الباب، كذا ليس من الإطالة والإطناب المذموم ذكر جميع الكتب التي ذكرها الشيخ مع ذكر تاريخ وفاة مؤلفيها.


يُتبع بإذن الله ...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 1 جمادى الآخرة 1440هـ/6-02-2019م, 11:42 AM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

تعديل : عذرا لأني انتبهت إلى أدلة سقطت سهوا ولم أنتبه لها فعدلتها مع تعديل غيرها .
==================
الدرس الثالث : معلّمو القرآن وعلومه في العهد النبوي
===========================

مظاهر تعليم القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم :
أولا :كان بتعليمه للصحابه :
طرق تعليمه الصحابة :
تعليم حروفه :
-الإقراء : فكان يقرأهم القرآن بنفسه .
-التلاوة المباشرة : حيث كان يتلوا عليهم القرآن بلسان عربي مبين .
تعليم معانية :
-تفسير الآيات : فكان يفسر لهم الآيات ،ويفسر لهم بالذات نوع معين من التفسير الذي لايصلح أن يجتهد فيه أحد ؛لأنه لايدرك إلا بالوحي .
مثاله : كما في الصحيحين من حديث علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إذا أُقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت} )).
تعليم هداياته :
-تطبيق الأحكام في العبادات والمعاملات .
-الإجابة على ما أشكل عليهم .
-الدعوة والتعامل مع المخالفين ، وإنزال الآيات على مختلف الأحوال .
-في التعامل مع المصائب والأمور التي تصيبهم من السراء والضراء .
أدلة تعليم الصحابة كل شيء :
- في الحديث الذي رواه الطبراني في الكبير ورواه ابن حبان في صحيحه في كتاب العلم من طريق أَبِي الطُّفَيْلِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ: «ما بقي شيء يقرب من الجنة ويباعد من النار إلا وقد بُيّن لكم».
فرواه الطبراني بلفظ : تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما طائر يقلب جناحيه في الهواء إلا وهو يذكّرنا منه علما) وروى ابن حبان بلفظ آخر : (إلا عندنا منه علم).
دلالة الحديث :
دلالة على العلم المتعلق بالأحكام الشرعية وهو أخص من العلوم والمعارف الأخرى المختصة بالخلق والأمر .

ثانيا : ارساله بعوث لتعليم القرآن :
أهميته :
-مهم للدعوة ونشر الدين .
-مهم لتبليغ آيات القرآن ومعانيه ، ولبيان ما أنزل الله فيه من البينات والهدى .
- مهم ليأخذوا بالقرآن ويعرفوه ويعملوا به .
أمثلة على البعوث التي أرسلها :
1)المرة الأولى : بعث مصعب بن عمير العبدري القرشي:
مكان البعثة : المدينة
زمن البعثة : بعد بيعة العقبة الأولى .
أهداف البعثة:
- اقراء القرآن .
- تعليم شرائع الإسلام .
- الدعوة إلى الإسلام .
نتائج البعثة :
- اسلام جماعة من الصحابة على يديه منهم : عبَّاد بن بشر، وأسيد بن الحضير، وسعد بن معاذ.
- اسلام قبائل بسبب اسلامهم ، فأسلم أكثر بني عبد الأشهل من الأوس.
دليله :
ما رواه البيهقي في دلائل النبوة و ابن عساكر في تاريخ دمشق من طريق ابن اسحاق عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، وعبد الله بن المغيرة بن معيقيب،قال: (بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مصعبَ بن عمير مع النفر الاثني عشر الذين بايعوه في العقبة الأولى إلى المدينة يُفَقّه أهلها ويقرئهم القرآن)
[تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ،ج9، ص82، رواه البيهقي في دلائل النبوة في باب ذكر العقبة الأولى ،وقال عنه البيهقي أنه موقوف ]
2)المرة الثانية : بعث مصعب بن عمير مع وابن أم مكتوم .
مكان البعثة : المدينة .
زمن البعثة : بعد العقبة الثانية .
هدف البعثة :
-تعليم القرآن .
دليله :
في الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه قال : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : " أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ , وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَكَانَا يُقْرِئَانِ النَّاسَ , فَقَدِمَ بِلَالٌ , وَسَعْدٌ , وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ ، ثُمَّ قَدِمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَمَا رَأَيْتُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَرِحُوا بِشَيْءٍ فَرَحَهُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , حَتَّى جَعَلَ الْإِمَاءُ يَقُلْنَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَمَا قَدِمَ حَتَّى قَرَأْتُ : سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى فِي سُوَرٍ مِنَ الْمُفَصَّلِ " .

3) بعث سبعين من أصحابه .
مكان البعثة : إلى رعل وذكوان وعصية وبني لحيان.
هدف البعثة :
-دعوة المشركين .
-تعليم القرآن .
- تعليم الدين .
نتائج البعثة :
- غدر بهم وقتل أكثرهم في يوم بئر معونة .
دليله :
-ما رواه الإمام أحمد في مسنده ومسلم في صحيحه من طريق ثابت، عن أنس بن مالك، قال: جاء ناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا أنِ ابعث معنا رجالا يعلمونا القرآن والسنة، فبعث إليهم سبعين رجلا من الأنصار، يقال لهم: القراء، فيهم خالي حَرَام، يُقرِئِون القرآن، ويتدارسون بالليل يتعلَّمون، وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه في المسجد، ويحتطبون فيبيعونه، ويشترون به الطعام لأهل الصفة وللفقراء، فبعثهم النبي صلى الله عليه وسلم إليهم، فعرضوا لهم، فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان، فقالوا: اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا.
قال: وأتى رجلٌ حراماً - خالَ أنس - من خلفه؛ فطعنه برمح حتى أنفذه، فقال حرام: فُزْتُ وربِّ الكعبة؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه:(( إن إخوانكم قد قُتلوا، وإنهم قالوا: اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك، ورضيت عنا" )).
- ما رواه البخاري ومسلم والإمام أحمد من طريق قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رعلا وذكوان وعصية وبني لحيان استمدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على عدوٍّ، فأمدَّهم بسبعين من الأنصار، كنَّا نسمّيهم القراءَ في زمانهم، كانوا يحتطبون بالنهار، ويصلّون بالليل، حتى كانوا ببئر معونة قتلوهم وغدروا بهم، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقَنَت شهراً يدعو في الصبح على أحياء من أحياء العرب، على رعل وذكوان وعصية وبني لحيان.
- قال أنس: (فقرأنا فيهم قرآنا، ثم إنَّ ذلك رُفِعَ: [بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا]).
[ رواه البخاري في كتاب المغازي ، والإمام أحمد في مسنده في مسند أنس بن مالك ، ومسند أي العباس السراج ، ص 323]
- وروى مسلم في كتاب المساجد من طريق سفيان عن عاصم قال : سمعت أنسا يقول: « ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد على سرية ما وجد على السبعين الذين أصيبوا يوم بئر معونة، كانوا يُدعون القرَّاء، فمكث شهراً يدعو على قَتَلَتِهم».

4)خلف النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل :
مكان البعثة : مكة .
الزمن : بعد فتح مكة .
الهدف :
- تعليم القرآن .
- تفقيه الناس أمر دينهم .
دليله :
- روى الحاكم في مستدركه في كتاب معرفة الصحابة من طريق عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ ، عَنْ عُرْوَة والبيهقي في دلائل النبوة من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمّه موسى بن عقبة : «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم استخلف معاذ بن جبل رضي الله عنه على أهل مكة حين خرج إلى حنين، وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلّم الناس القرآن، وأن يفقّهَهم في الدين، ثم صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم عامداً إلى المدينة، وخلَّف معاذَ بنَ جبلٍ على أهل مكة»).[رواه البيهقي في دلائل النبوة من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمّه موسى بن عقبة.]

5)بعث عمرو بن حزم بن زيد لوذان النجاري الخزرجي الأنصاري.
عمره : كان في السابعة عشر من عمره .
مكان البعثة : نجران .
هدف البعثة :
- تفقيه الناس في دينهم .
- تعليم القرآن .
- أخذ الصدقات .
- بيان الحقوق الواجبة لهم والواجبة عليهم .
- - التبشير بالخير والأمر به .
نتائج البعثة :
- اسلامهم .

دليله :
- في الحديث الذي رواه البيهقي في دلائل النبوة و الذهبي في سير أعلام النبلاء عن ابن اسحاق من طريق عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، قال: هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا الذي كتبه لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن يفقه أهلها ويعلمهم السنة، ويأخذ صدقاتهم، فكتب له كتابا وعهدا، وأمره فيه أمره فكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من الله ورسوله {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود}، عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن أمره بتقوى الله في أمره، فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، وأمره أن يأخذ الحقَّ كما أمره، وأن يبشر الناس بالخير ويأمرهم، ويعلم الناس القرآن، ويفقههم فيه، وينهى الناس، ولا يمسَّ أحدٌ القرآن إلا وهو طاهر، ويخبر الناس بالذي لهم والذي عليهم ويلين لهم في الحق، ويشد عليهم في الظلم، فإنَّ الله عز وجل كره الظلم ونهى عنه...).[ والحديث صححه أحمد شاكر ].
- وفي الحديث الذي رواه النسائي في السنن في باب الديات ، والبيهقي في السنن الكبرى في باب القسامة من طريق يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال : قرأت كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كتبه لعمرو بن حزم حين بعثه على نجران، وكان الكتاب عند أبي بكر بن حزم). [وهذا الحديث جاء من طريق وهب بن منبه ، وهو ثقة غير أنه ضعفه أبو حفص الفلاس ]
- وقال ابن عبد البر في الاستيعاب : (أول مشاهده الخندق، واستعمله رسول الله صلى عليه وسلم على أهل نجران، وهم بنو الحارث بن كعب، وهو ابن سبع عشرة سنة، ليفقههم في الدين، ويعلم القرآن، ويأخذ صدقاتهم، وذلك سنة عشر بعد أن بعث إليهم خالد بن الوليد، فأسلموا، وكتب له كتابا فيه الفرائض والسنن والصدقات والديات، ومات بالمدينة سنة إحدى وخمسين).

6) بعث أبا موسى الأشعري ثم معاذ بن جبل .
مكان البعثة: اليمن .

هدف البعثة :
-تعليم الناس القرآن .
- تعليم شرائع الإسلام .
- أخذ الصدقات .
دليله :
- روى الإمام أحمد في مسنده والحاكم في مستدركه من طريق أبو بردة، عن أبي موسى، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معاذا وأبا موسى إلى اليمن فأمرهما أن يعلّما الناس القرآن).
- روى البخاري ومسلم في صحيحهما والبيهقي في السنن الكبرى من طريق شعبة عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن جده، أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه ومعاذا إلى اليمن، فقال: «يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا، وتطاوعا ولا تختلفا».[ وفي مسند الإمام أحمد جاء من طريق محمد بن جعفر عن شعبة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده بلفظ آخر ( يسرا ولا تعسرا ولا تنفرا وتطاوعا )، وكذا جاء في السنن الكبرى للبيهقي من طريق رجل مجهول من طريق شعبة عن سعيد بن أبي بردة ، بلفظ ( يسرا ولا تعسرا ولا تفترقا وتطاوعا) .]
-وفي الحديث الذي وراه البخاري في صحيحه في كتاب المغازي قال : حَدَّثَنَا مُوسَى ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا مُوسَى وَمُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى الْيَمَنِ ، قَالَ : وَبَعَثَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى مِخْلَافٍ ، قَالَ : وَالْيَمَنُ مِخْلَافَانِ ، ثُمَّ قَالَ : " يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا ، وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا " ، فَانْطَلَقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَى عَمَلِهِ ، وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِذَا سَارَ فِي أَرْضِهِ كَانَ قَرِيبًا مِنْ صَاحِبِهِ أَحْدَثَ بِهِ عَهْدًا فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، فَسَارَ مُعَاذٌ فِي أَرْضِهِ قَرِيبًا مِنْ صَاحِبِهِ أَبِي مُوسَى ، فَجَاءَ يَسِيرُ عَلَى بَغْلَتِهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِ ، وَإِذَا هُوَ جَالِسٌ ، وَقَدِ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ وَإِذَا رَجُلٌ عِنْدَهُ قَدْ جُمِعَتْ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ ، فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ : يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ ، أَيُّمَ هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا رَجُلٌ كَفَرَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ ، قَالَ : لَا أَنْزِلُ حَتَّى يُقْتَلَ ، قَالَ : إِنَّمَا جِيءَ بِهِ لِذَلِكَ ، فَانْزِلْ ، قَالَ : مَا أَنْزِلُ حَتَّى يُقْتَلَ ، فَأَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ ، ثُمَّ نَزَلَ ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، كَيْفَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ ؟ قَالَ : أَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقًا ، قَالَ : فَكَيْفَ تَقْرَأُ أَنْتَ يَا مُعَاذُ ؟ قَالَ : أَنَامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ ، فَأَقُومُ وَقَدْ قَضَيْتُ جُزْئِي مِنَ النَّوْمِ ، فَأَقْرَأُ مَا كَتَبَ اللَّهُ لِي ، فَأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي .
- في الحديث الذي رواه النسائي من طريق عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى اليمن، ثم أرسل معاذ بن جبل بعد ذلك، فلما قدم قال: أيها الناس، إني رسولُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إليكم، فألقى له أبو موسى وسادة ليجلس عليها، فأتي برجل كان يهوديا فأسلم، ثم كفر، قال معاذ: «لا أجلس حتى يقتل، قضاء الله ورسوله، ثلاث مرار، فلما قتل قعد».[ ورواه أبوداود بلفظ آخر (فَلَمَّا قَدِمَ مُعَاذٌ قَالَ لاَ أَنْزِلُ عَنْ دَابَّتِي حَتَّى يُقْتَلَ ‏.‏ فَقُتِلَ)].
- في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه والطبراني في المعجم الكبير والبيهقي في السنن الكبرى ودلائل النبوة والبزار في مسنده من طريق عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ , عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ , قَالَ : لَمَّا بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ , خَرَجَ مَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوصِيهِ , وَمُعَاذٌ رَاكِبٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي تَحْتَ رَاحِلَتِهِ , فَلَمَّا فَرَغَ , قَالَ : " يَا مُعَاذُ , إِنَّكَ عَسَى أَنْ لَا تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي هَذَا , أَوْ لَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ بِمَسْجِدِي هَذَا , أَوْ قَبْرِي "
فذكر البيهقي في دلائل النبوة أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف معاذ على مكة ف عام الفتح ثم كان معه في غزوة تبوك ، وذكر أنه كان بعثه بعد ذلك إلى اليمن .
-قال ابن عبد البر في "الاستيعاب": (قال ابن إسحاق: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين معاذ بن جبل وبين جعفر بن أبي طالب، شهد العقبة وبدرا والمشاهد كلها، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم قاضيا إلى الجَنَد من اليمن، يعلّم الناس القرآن وشرائع الإسلام، ويقضي بينهم، وجعل إليه قبض الصدقات من العمال الذين باليمن، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قسم اليمن على خمسة رجال: خالد بن سعيد على صنعاء، والمهاجر بن أبي أمية على كندة، وزياد بن لبيد على حضرموت، ومعاذ بن جبل على الجَنَد، وأبي موسى الأشعري على زبيد وعدن والساحل).

7) بعث عثمان بن أبي العاص الثقفي .
مكان البعثة : الطائف .
هدف البعثة :
- اقراء القرآن .
دليله :
- ما رواه البيهقي في دلائل النبوة من طريق عمرو بن أويس، عن عثمان بن أبي العاص، قال: استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أصغر الستة الذين وفدوا عليه من ثقيف، وذلك أني كنت قرأت سورة البقرة، فقلت: يا رسول الله إن القرآن ينفلت مني، فوضع يده على صدري، وقال: « يا شيطان اخرج من صدر عثمان » ، فما نسيت شيئا بعده أريد حفظه).والحديث صححه الألباني .
- وفي الحديث الذي رواه ابن ماجه في سننه وأبي عاصم في الآحاد والمثاني من طريق عيينة بن عبد الرحمن ابن جوشن عن أبيه، عن عثمان بن أبي العاص قال: لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف جعل يعرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي، فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ابن أبي العاص؟» قلت: نعم يا رسول الله.
قال: «ما جاء بك؟»
قلت: يا رسول الله، عرض لي شيء في صلواتي حتى ما أدري ما أصلي.
قال: «ذاك الشيطان ادنه» فدنوت منه، فجلست على صدور قدمي، قال: فضرب صدري بيده، وتفل في فمي وقال: «اخرج عدو الله» ففعل ذلك ثلاث مرات، ثم قال:«الحق بعملك».
قال: فقال عثمان: «فلعمري ما أحسبه خالطني بعد» [صححه الألباني ].

8) بعث عباد بن بشر الأشهلي إلى بني المصطلق.
مكان البعثة : بني المصطلق .
زمن البعثة : سنة عشر للهجرة .
هدف البعثة :
- أخذ الصدقات .
- تعليم شرائع الإسلام .
- اقراء القرآن .

مسألة استطرادية :
مكانته :
- ثناء النبي صلى الله عليه وسلم على قراءته ودعا له بالرحمة .
دليل ذلك :
- في الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه قال : حدثنا ربيع بن يحيى حدثنا زائدة حدثنا هشام عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ في المسجد فقال يرحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آية من سورة كذا)
- وفي رواية أخرى زاد فيها عباد بن عبد الله عن عائشة تهجد النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي فسمع صوت عباد يصلي في المسجد فقال يا عائشة أصوت عباد هذا قلت نعم قال اللهم ارحم عبادا.

9) هناك بعوث أخرى ، وذكر منها شيخ الإسلام ابن تيمية بعضها والتي كانت لأهداف الدعوة وتعليم القرآن وتعليم الدين :
- بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أسعد بن زرارة إلى المدينة .

 وبعث العلاء بن الحضرمي إلى البحرين.
 وبعث معاذا وأبا موسى إلى اليمن.
 وبعث عتاب بن أسيد إلى مكة.


ثالثا: أمره صلى الله عليه وسلم لأصحابه بتعلم القرآن والتفقهه في الدين .
طريقته :
- حثهم على تعلم القرآن .
- التحذير من هجر القرآن والإعراض عن تعلمه والعمل به .
- الثناء على المحسنين من الصحابة في أخذهم القرآن علما وعملا .
- كان ينهاهم في أول الأمر عن كتابة شيء غير القرآن ؛ ليتفرغوا وليعتنوا بالقرآن وليقبلوا عليه .

الأدلة على ذلك :
- في الحديث الذي رواه البخاري والإمام أحمد في مسنده وأبي داود في سننه وابن حبان في صحيحه والطيالسي والنسائي والبيهقي وأبي نعيم والطحاوي في مشكل الآثار من طريق أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، ورواه البزار والدارمي من طريق النعمان بن سعد عن علي .
- وفي رواية في صحيح البخاري من طريق سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان مرفوعاً: «إنَّ أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه ».
- في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه في كتاب صلاة المسافرين وقصرها ورواه داود في سننه في كتاب الصلاة وابن حبان في صحيحه وأبي عوانة في مسنده من طريق موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن عقبة بن عامر الجهني قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال أيكم يحب أن يغدو إلى بطحان أو العقيق فيأخذ ناقتين كوماوين زهراوين بغير إثم بالله عز وجل ولا قطع رحم قالوا كلنا يا رسول الله قال فلأن يغدو أحدكم كل يوم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين وإن ثلاث فثلاث مثل أعدادهن من الإبل)
[ جاءت روايات بلفظ ( فيتعلم آيتين ) كما في صحيح ابن حبان ومسند أبي عوانة ، وأما في مسلم فجاء بلفظ ( يعلم أو يقرأ آيتين ) .]
- وفي الحديث الذي رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق والهيثمي في مجمع الزوائد و من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنه خطب الناس قائما، فحمد الله وأثنى عليه، وذكر طوائف من المسلمين فأثنى عليهم ثم قال: «ما بال أقوام لا يعلّمون جيرانهم، ولا يفقهونهم، ولا يفطّنونهم، ولا يأمرونهم، ولا ينهونهم، وما لأقوام لا يتعلمون من جيرانهم، ولا يتفقهون، ولا يتفطنون، والذي نفسي بيده ليعلمن جيرانهم وليفقهنهم وليفطننهم وليأمرنهم ولينهونهم، وليتعلمن قوم من جيرانهم وليتفقهن وليتفطنن أو لأعاجلنهم بالعقوبة في دار الدنيا »
ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بيته...).[ الحديث فيه بكير بن معروف والذي قال عنه ابن حجر في تهذيب التهذيب : (قال البخاري: قال أحمد: "ما أرى به بأسا" وكذا قال الأصم عن عبد الله بن أحمد عن أبيه وكذا قال أبو حاتم وقال النسائي: "ليس به بأس، وقال ابن عدي: "وبكير بن معروف ليس بكثير الرواية وأرجو أنه لا بأس به وليس حديثه بالمنكر جدا") ، وقال العيني في عمدة القاري : (قال ابن الأثير : أبزى والد عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي ذكره البخاري في الوحدان ، ولا يصح له صحبة ولا رواية ، ولابنه عبد الرحمن صحبة ورواية ).]

رابعا : عناية الصحابة أنفسهم بالقرآن وعلومه :
طرق عناية الصحابة بالقرآن وعلومه :
1-تلقي القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم بحروفه وقراءاته ، فحتى كان منهم القراء الذين يعلمون الناس القرآن :
عدد القراء :
اختلفوا في أعدادهم ، وذكر ابن كثير نحو خمسمائة .
سبب عدم اشتهار كثير من القراء :
بسبب وفاة كثير منهم في يوم اليمامة .

مثال على ثناء النبي صلى الله عليه وسلم للقراء وعنايته بهم :
- ثناؤه لثابت بن قيس بن شماس ، وبن شريح الحضرمي .
دليله :
في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده ورواه أبو عبيدة في فضائل القرآن من طريق السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنَ شُرَيْحٍ الْحَضْرَمِيِّ ، قَالَ : ذُكِرَ رَجُلٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " ذَاكَ رَجُلٌ لَا يَتَوَسَّدُ الْقُرْآنَ "

- حزنه على موت القراء ودعاءه شهرا على من قتلهم .
روى الإمام مسلم في صحيحه في كتاب المساجد ومواضع الصلاة قال : حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن عاصم قال سمعت أنسا يقول ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد على سرية ما وجد على السبعين الذين أصيبوا يوم بئر معونة كانوا يدعون القراء فمكث شهرا يدعو على قتلتهم".

أمثلة على القراء :
القراء من المهاجرين : أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعلياً، وطلحة، وسعداً، وابن مسعود، وسالماً مولى أبي حذيفة، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وعمرو بن العاص، وأبا هريرة، ومعاوية بن أبي سفيان، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن السائب قارئ مكة.
القراء من الأنصار : أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وأبا الدرداء، وزيد بن ثابت، ومجمع بن جارية، وأنس بن مالك.
القراء من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم : عائشة، وحفصة، وأم سلمة.
دليله :
- في الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه في باب ومسلم في صحيحه من طريق إبراهيم عن مسروق قال ذكر عبد الله عند عبد الله بن عمرو فقال ذاك رجل لا أزال أحبه بعد ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول استقرئوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود فبدأ به وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل قال لا أدري بدأ بأبي أو بمعاذ بن جبل."
-وفي الحديث الذي رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب فضائل القرآن من طريق إبراهيم النخعي، عن عبد الله بن مسعود قال: جاء معاذ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله أقرئني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أقرئه » فأقرأته ما كان معي، ثم اختلفت أنا وهو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه معاذ، فكان معلّما من المعلمين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ».
- وفي الحديث الذي رواه بخاري ومسلم من طريق شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:« جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد أحد عمومتي ».
-وروى البخاري في صحيحه في كتاب المناقب قال : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : " أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ , وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَكَانَا يُقْرِئَانِ النَّاسَ".
- وروى البخاري والترمذي وعبد الرزاق وأبي جعفر الطحاوي في مشكل الآثار من طريق الزهري عن عبيد بن السباق عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال:« أرسل إليَّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده؛ قال أبو بكر رضي الله عنه: إنَّ عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن؛ فيذهب كثير من القرآن .. » فذكر الحديث.

2-ومن عنايتهم ضبط عدد الآي .

3- ومن عنايتهم كتابة ما يملى عليهم .

4-ومن عنايتهم مشاهدة كثير من أحوال التنزيل .
دليله :
-مارواه ابن سعد في الطبقات الكبرى وأبو نعيم في الحلية من طريق عَنْ سُلَيْمَانَ الأَحْمَسِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ عَلِيُّ : " وَاللَّهِ ، مَا نَزَلَتْ آيَةٌ إِلا وَقَدْ عَلِمْتُ فِيمَا نَزَلَتْ ، وَأَيْنَ نَزَلَتْ ، وَعَلَى مَنْ نَزَلَتْ ، إِنَّ رَبِّي وَهَبَ لِي قَلْبًا عَقُولا ، وَلِسَانًا طَلْقًا " .[ وذكر ابن سعد في الطبقات الكبرى أن الحديث موقوف، والأحمسي من الثقات ، قال عنه النسائي : ثقة ،وذكره ابْن حبان في كتاب الثقات ]
-وفي الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه في كتاب فضائل القرآن قال : (حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا مسلم عن مسروق قال قال عبد الله رضي الله عنه والله الذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيم أنزلت ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه.).
- في الحديث الذي رواه ابن جرير في تفسيره والدارمي في سننه و رواه أبو نعيم في الحلية من طريق أبان بن صالح ، عن مجاهد ، قال : (عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات أقفه على كل آية أسأله فيما نزلت وكيف كانت ؟ ).
- وروى ابن سعد في الطبقات الكبرى من طريق الحارث التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال :« ما رأيت أحدا أعلم بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أفقه في رأي إن احتيج إلى رأيه، ولا أعلم بآية فيما نزلت، ولا فريضة من عائشة»
5-ومن عنايتهم معرفة فضائل القرآن وفضائل سوره وآياته .
6-ومن عنايتهم التأدب بآدابه ، وفيتعلمون منه الإيمان ويعملون به .

دليله :
- مارواه الطحاوي في أحكام القرآن، ورواه الحاكم في مستدركه في كتاب الإيمان ،والبيهقي في السنن الكبرى في كتاب الحيض من طريق زيد بن أبي أنيسة ، عن القاسم بن عوف الشيباني قال : سمعت ابن عمر ، يقول : " لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن ، وتنزل السورة على محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - فيتعلم حلالها وحرامها ، وما ينبغي أن يوقف عنده فيها كما تعلمون أنتم القرآن " ، ثم قال : " لقد رأيت رجالا يؤتى أحدهم القرآن فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما أمره ولا زاجره ، ولا ما ينبغي أن يوقف عنده منه ينثره نثر الدقل " . [قال عنه الحاكم أن الحديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ]
- ما رواه البخاري في التاريخ الكبير ورواه ابن ماجه في سننه والطبراني في المعجم الكبير ورواه أبي الشيخ الأصبهاني في طبقات المحدثين من طريق أبو عمران الجوني، عن جندب بن عبد الله البجلي قال: « كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة، فتعلَّمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن، ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا »
- وروى مجاهد في تفسيره و الإمام أحمد في مسنده وابن أبي شيبة في مصنفه وأبي العباس في فضائل القرآن من طريق عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: « حدَّثنا من كان يُقرِئُنا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أنهم كانوا يقترئون من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر آيات؛ فلا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل، قالوا: فعلمنا العلم والعمل ».[ لم أجد الحديث بهذا اللفظ عند ابن جرير ولم أجده أيضا عند ابن سعد في الطبقات الكبرى ].

7-ومن عنايتهم دراستهم لعلوم القرآن : من تدبر وفهم الأمثال والتفقه في الأحكام ، ودراسة تفسيره ، ودراسة الناسخ والمنسوخ ، وغيرها .
دليله :
- ما رواه ابن جرير وابن شيبة من طريق شَقِيقٍ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : " كَانَ الرَّجُلُ مِنَّا إِذَا تَعَلَّمَ عَشْرَ آيَاتٍ ، لَمْ يُجَاوِزْهُنَّ حَتَّى يَعْرِفَ مَعَانِيَهُنَّ وَالْعَمَلَ بِهِنَّ " .
- وفي الحديث الذي وراه الطبراني في المعجم الكبير والإمام أحمد في الزهد والبيهقي في شعب الإيمان من طريق شعبة عن أبو إسحاق ، عن مرة قال : ( قال عبد الله : من أراد العلم فليثور القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين ).[ والحديث رواه الطبراني أيضا في المعجم الكبير بلفظ آخر من طريق زهير ، عن أبي إسحاق ، عن مرة ، (قال : قال عبد الله : من أراد علما فليثور القرآن ، فإنه خير الأولين وخير الآخرين *)، ورواه سعيد بن منصور من طريق معاوية عن أبي إسحاق عن مرة عن ابن مسعود ، بنفس اللفظ ، وكذلك رواه ابن أبي شيبة في مصنفه بنفس اللفظ لكن من طريق سفيان عن أبي إسحاق عن مرة *]
- وفي الحديث الذي وراه ابن أبي شيبة والقاسم بن سلام في باب فضل علم ناسخ القرآن من طريق أبي حصين عن أبي عبد الرحمن أن عليا رأى رجلا يقص ، قال : علمت الناسخ والمنسوخ ؟ قال : لا ، قال : هلكت وأهلكت . [ولم أجد الحديث عند البيهقي ]

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 2 جمادى الآخرة 1440هـ/7-02-2019م, 03:12 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تابع تقويم مجلس مذاكرة القسم الأول من دورة طبقات القراء والمفسرين


الدرس الثالث:
هيا أبو داهوم: أ+
أحسنتِ، وتميزتِ، أثني كثيرًا على فهرستكِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
توضيح:
قولكِ:
اقتباس:
عدد القراء :
اختلفوا في أعدادهم ، وذكر ابن كثير نحو خمسمائة . [ هذا خاص بالقراء الذين قُتلوا يوم اليمامة]
سبب عدم اشتهار كثير من القراء : [المسألة كانت خاصة بسبب عدم اشتهار كثير من القراء الذين قُتلوا يوم اليمامة، والسبب أنهم ماتوا قبل أن يعرفهم كثير من التابعين ]
بسبب وفاة كثير منهم في يوم اليمامة .
ومن الآثار التي فاتكِ الاستشهاد بها:
الآثار عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - والتي فيها معرفته بأحوال نزول الآيات، وفيها سؤال رجل من القصاص إن كان يعرف عن الناسخ والمنسوخ أو لا؛ فيستدل بهما على معرفة الصحابة بأحوال النزول والناسخ والمنسوخ.


الدرس الرابع:
مضاوي الهطلاني: أ+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
ملحوظة يسيرة:
اقتباس:
-توجيهات عمر -رضي الله عنه - عندما وجههم للإقراء
الأولى بيان الوجهة التي قيل فيها كل توجيه قبل ذكر الأثر، مثلا: " لمن بعثهم إلى الشام " ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

بدرية صالح: أ+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
توضيحات:
قولكِ:
اقتباس:
&الأقوال والأخبار في معلّمي القرآن في الأمصار على عهد الخلفاء الراشدين .
*أول من جمع القرآن في العهد النبوي .
لم يرد في خبر محمد بن كعب القرظي كلمة " أول" وقد علمتِ من دروس ومقررات سابقة تعدد الآثار فيمن جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مع اختلاف الأسماء، فيُنسب القول لقائله، ويُذكر من أخرجه من الأئمة كما ذكره الشيخ عبد العزيز الداخل.
- راجعي الملحوظة على الأخت مضاوي.


تم بحمد الله، وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 4 ذو الحجة 1440هـ/5-08-2019م, 10:54 AM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

الدرس الثانى :فهرسة مسائل مقدمات في طبقات القراء والمفسرين:

-أن يستفيد طالب العلم من وصايا وأخبار أولئك الأئمة معرفتها من مصادرها والإنتفاع بها فيحذو حذوهم وينتهج طرائقهم
-تجنب الوقوع في الأخطاء القبيحة التى هى نتاج الجهل بطبقات هؤلاء العلماء ومراتبهم ومن أخذوا عنه وأخذ عنهم وما ألفوه من كتب
-معرفة طبقات هؤلاء الأئمة تعين طالب العلم في ضبط بعض مسائل هذا العلم التى قد يتحير فيها فينتفع من سيرهم بالاسترشاد بالطريقة التى تلائمه
-معرفة جوانب من تاريخ هذا العلم والحياة السياسية والاجتماعية التى عاشوها فيقتبس منها الدروس والعبر
-معرفة طبقات القراء والمفسرين ييسر معرفة أسانيد القراءات والتفسير وكشف بعض علل القراءات والتفسير
-لأجل هذه الفوائد وغيرها عنى العلماء وغيرهم في كل فن من الفنون بطبقات أئمته

المقصود الأعظم من هذه الدورة :
-أن ننتقل بتفكّرنا إلى تلك القرون الفاضلة، ونتعرّف على أخبارهم وأحوالهم في تعلّم القرآن وتدارسه وتعليمه،
وطرقهم في ضبط مسائل علوم القرآن، ونشأة التأليف فيها، واختلاف أوجه العناية بعلوم القرآن وتنوّعها، والمدخل لذلك هو الحديث عن أعلام القرّاء والمفسّرين إذ هم الذين يُتلقّى عنهم كلّ ذلك
.
المؤلفات في طبقات القراء وتراجمهم:

أولا:مؤلفات في مقدمات الكتب:
كتاب القراءات لأبي عبيدة القاسم بن سلام ت(224ه):
-أول من عرف عنه الكتابة في طبقات القراء والقراءات أبو عبيد القاسم بن سلام ت:224ه فله كتاب (القراءات) وهو مفقود
-قال الشيخ عبد العزيز الداخل حفظه الله والذي يظهر لى أنه ترجم لجماعة من القراء ممن رويت عنهم حروف في القراءة فقد نقل عنه الذهبي وفيات جماعة من القراء في كتبه
-هذا الكتاب لأبي عبيد وإن كان مفقودا إلا أن كلامه فيه قد نقل منه علم الدين السخاوى ت:643ه نقولا نفيسة في كتابه (جمال القراء)
-ذكر فيه أئمة القراء من الصحابة والتابعين وتابعيهم ومشاهير القراء في الأمصار وهو أصل مهم في طبقات القراء
-نقل عنه أيضا أبوشامة المقدسي (665ه) وشمس الدين الذهبي 748

-أبو حاتم سهل بن محمد السجستانى ت:255ه
-هو إمام جامع البصرة وإمام البصريين في القراءة والعربية
-عرض على يعقوب الحضرمى وأخذ على جماعة من أهل اللغة كأبي عبيدة وأبي زيد الأنصارى والأصمعي وغيرهم
-روى عنه أبوداود والنسائي وغيرهم وله مؤلفات كثيرة في القراءات وعلوم القرآن والعربية
-قال عنه ابن الجزري:أحسبه أول من صنف في القراءات

-أبو بكرأحمد بن موسى بن مجاهد البغدادي ت:324ه وله كتاب السبعة في القراءات وهو مطبوع
-ترجم لأعلام القراء السبعة في مقدمة كتابه وبين أسانيدهم في القراءة إلى الصحابة رضي الله عنهم
-وهو أول من سبع السبعة وقال عنه ابم الجزرىاشتهر أمره وفاق نظراءه مع الدين والحفظ والخير، ولا أعلم أحدًا من شيوخ القراءات أكثر تلاميذ منه، ولا بلغنا ازدحام الطلبة على أحد كازدحامهم عليه

-ترجم أبو عمرو الدانى ت:444ه في مقدمة كتابه (جامع البيان في القراءات السبع ) للقراء السبع ورواتهم وطرفا من أخبارهم بالأسانيد

ثانيا :كتب أفردت لذكر طبقات القراء وتراجمهم :
1-كتاب طبقات القراء، لخليفة بن خياط العصفري(ت:242هـ) الملقب بشباب وهو مفقود،نقل منه أبو الحجاج المزي في تراجم بعض القراء
-خليفة بن خياط معدود من القراء وترجم له ابن الجزرى في غاية النهاية
-وذكر أبو القاسم الهذلي أنه روى القراءة عن ورقاء بن عمر اليشكري وأبي عمرو بن العلاء، والصحيح أنه لم يدركهما
-المعجم الأكبر في اسماء القراء وقراءاتهم لأبي بكر محمد بن الحسن الموصلي النقاش ت:351ه
-هو تلميذ الإمام ابن خزيمة وصاحب تفسير شفاء الصدور وقد تكلم فيه وفي تفسيره على رغم سعة علمه بسبب توسعه في الرواية وضعف تثبته
-كتابه في تراجم القراء مفقود،ذكره ياقوت الحموى وشمس الدين الذهبي

2-طبقات القراء لأبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران الأصبهاني ت:381ه وهو مفقود ،ذكره ابن الجزرى
3-طبقات القراء والمقرئين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى عصر مؤلفه وجامعه أبي عمرو الداني ت:444ه وهو مفقود نقل منه الذهبي كثيرا ونقل منه ابن الجزرى فأدرج جميع الرجال الذين ترجم لهم أبو عمرو لكن ليس بالضرورة أنه نقل كل تراجمهم فقد كان ابن الجزرى يستوفي في الرجال ويختصر في التراجم
4-طبقات القراء لأبي محمد بن حزم الظاهرى ت:456ه وهو مفقود نقل منه مغلطاي في إكمال تهذيب الكمال
5-طبقات القراء لأبي بكر أحمد بن الفضل الباطرقانى ت:460ه وهو مفقود وقال عنه ابن الجزرى ألف كتاب طبقات القراء وسماه المدخل إلى معرفة أسانيد القراءات ومجموع الروايات وكتابا في الشواذ
6-طبقات القراء لأبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري ت:478ه وهو مفقود
7-الانتصار في معرفة قراء المدن والأمصار (طبقات القراء)اختصارا لأبي العلاء الحسن بن أحمد بن على العطار الهمذاني ت:569ه وهو مفقود قديما
8-معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي ت:748ه وهو مطبوع وقد رتبه على الطبقات وذكر فيه القراء المشهورين الذين تدور عليهم أسانيد القراءات اختصارا وخشية الإطالة ،وكرر التنبيه على ذلك في مواضع عدة وقد نشر الكتاب نشرات عدة أشهرها ثلاث نشرات :
-الأولى :بتحقيق الدكتور بشار عواد زشعيب الأرناؤوط وصالح مهدى عباس وتضمنت ترجمة 734 قارئا
-الثانية بتحقيق:الدكتور طيار آالتى قولاج التركى وتضمنت نشرته ترجمة 1228 قارئا وقد أضاف ثمانية عشر قارئا بعد الذهبي
-الثالثة :الدكتور أحمد خان الباكستانى وبلغت نشرته ترجمة 1269 قارئا وعزا الاختلاف في العدد لتعدد النسخ وأن الذهبى كتب كتابه ثلاث مرات في كل مرة ينقح ويهذب ويزيد وأنه وقف على النسخة الأخيرة
9-رسالة ابن مكتوم في من أغفلهم الذهبي في طبقات القراء المشهورين لأحمد بن عبد القادر بن احمد بن مكتوم ت:749ه وهو مطبوع
10-طبقات القراء السبعة وذكر مناقبهم وقراءاتهم، لأمين الدين أبي محمد عبد الوهاب بن السلار(ت:782هـ).
11-طبقات القراء، لسراج الدين عمر بن علي ابن الملقّن (ت: 804 هـ)، وهو مفقود، وقد ذكر حاجي خليفة أنه ذيَّل على معرفة القراء للذهبي، وطبع له كتاب "طبقات الأولياء"، وله أيضاً "طبقات المحدّثين" وهو مفقود.
12-ترتيب طبقات القراء للذهبي، لأحمد بن إسماعيل ابن الحسباني(ت:815هـ)، ذكره ابن فهد في "لحظ الألحاظ"، فلعه رتّبه على حروف المعجم، وقد طبع بتحقيق أحمد محمد عزوز، المكتبة العصرية، بيروت.
13-غاية النهاية في طبقات القراء، لإمام القراء الحافظ الكبير شمس الدين محمد بن محمد ابن الجزري الشافعي(ت:833هـ).
قال في مقدمته: (اختصرت فيه كتاب طبقات القراء الكبير الذي سميته: نهاية الدرايات في أسماء رجال القراءات، أتيت فيه على جميع ما في كتابي الحافظين أبي عمرو الداني وأبي عبد الله الذهبي رحمهما الله وزدت عليهما نحو الضعف)
. 14-الذيل على طبقات القراء لابن الجزري، للحافظ محمد بن عبد الرحمن السخاوي(ت:902هـ)، ولم يطبع فيما أعلم.
15-طبقات المقرئين، لأبي عبد الله محمَّد بن عبد السلام الفاسي (ت:1214هـ)، ولم يطبع فيما أعلم.
:16 -معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ للدكتور محمد سالم محيسن رحمه الله تعالى (ت 1422 هـ)، وقد طبع في جزأين، ترجم فيهما لنحو أربعمائة قارئ.
17-إمتاع الفضلاء بتراجم القراء فيما بعد القرن الثامن الهجري، إلياس بن أحمد البرماوي، مدرس القرآن الكريم والتجويد بالمسجد النبوي الشريف، وقد طبع كتابه بتقديم الشيخ محمد تميم الزعبي عام 1421هـ، وذكر فيه فصلاً في القارئات من النساء. :
18 -طبقات القرّاء والمقرئين بإفريقيّة وتونس من الفتح الإسلامي إلى نهاية عام 1436هـ، للدكتور الهادي روشو -طبقات القراء والمقرئين بإفريقية وتونس من
[قاموس تراجم لقراء القرآن الكريم ومقرئيه في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين]-منة الرحمن في تراجم أهل القرآن للدكتور إبراهيم محمد الجرمي.


طبقات المفسرين :
ما ينبغى ذكره والإعتناء به في تراجم المفسرين:
-ذكر شيوخ المفسرين وتلاميذهم وأخبارهم في تعلم العلم وتعليمه وتدارس التفسير ومواردهم في تفاسيرهم ومناهجهم فيها وآثارهم العلمية وتحقيق وفياتهم
توصية:
-حث طلاب العلم والباحثين على التصدى لتراجم المفسرين كل قرن على حدة فيحسن الترجمة ويجودها فيخرج بفوائد من هذه التراجم للطبقات ماينفع طلاب العلم

المصنفات في طبقات المفسرين على ضربين :
الأول :كلام متفرق في بطون الكتاب أو المقدمات أو مباحث وأبواب ومن ذلك:
-مانقل عن ابن سيرين ويحيى بن سعيد القطان، وسفيان الثوري، وعليّ ابن المديني، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وأبي عبيد القاسم بن سلام في ذكر أئمة المفسرين من الصحابة والتابعين وذكر مراتب أصحابهم ،وهذا النقل إذا جمع ونظم لكان مادة حسنة تصلح للحديث عن طبقات المفسرين من الصحابة والتابعين ومن تبعهم
-ما عرضه ابن جرير الطبري ت:310ه في مقدمة تفسيره من الكلام عن بعض المفسرين من الصحابة والتابعين وماقيل في بعضهم من ثناء ونقد
-ثم كتب ابن عطية (ت:542هـ) في مقدمة تفسيره باباً في مراتب المفسرين حبّر فيه كلام ابن جرير وزاد عليه إلى القرن الرابع الهجري، وإن لم يتقصّ ولم يفصّل في تراجمهم.
-وعرض شيخ الإسلام ابن تيمية (ت:728هـ) في مقدّمة تفسيره لذكر أصحاب ابن مسعود وابن عباس ومفسري الأمصار بكلام موجز نافع.
-ثم كتب ابن جُزيء الكلبي(ت:741هـ) مبحثاً في طبقات المفسرين في مقدمة تفسيره جوّد فيه كلام ابن عطية وزاد عليه زيادات حسنة.
-ثم كتب بدر الدرين الزركشي(ت:794هـ) باباً في معرفة التفسير في كتابه "البرهان في علوم القرآن" ذكر فيه أسماء عدد من مفسري التابعين وتابعيهم والمصنفين في التفسير إلى عصر ابن عطية.
-ثمّ ذكر ابن قاضي شهبة الدمشقي(ت:851هـ) في كتابه "تراجم طبقات النحاة واللغويين والمفسرين والفقهاء" أسماء عدد من المفسرين مع من ذكر من الفقهاء والنحويين واللغويين، وترجم لهم، ورتّب الأسماء على حروف المعجم، واشتمل كتابه على نحو ألف ترجمة
-ثم كتب جلال الدين السيوطي(ت:911هـ) باباً في طبقات المفسرين في كتابه "الإتقان في علوم القرآن" ذكر فيه المفسرين من الصحابة والتابعين وتابعيهم وعددا من أصحاب التفاسير المصنفة على اختلاف مذاهبهم إلى قريب من عصره، وله في التحبير كلام موجز عن المفسرين رتبهم على الطبقات.
سبب تأخر التأليف المفرد في طبقات المفسرين :
-لعل من أسباب ذلك أن الأئمة المفسرين في القرون الأولى مذكورون في كثير من كتب التراجم المتقدمة للقراء والمحدثين والفقهاء.

الثانى :الكتب المؤلفة في طبقات المفسرين خاصة وأول من صنف فيها:

-هو جلال الدين السيوطي الذي كان هو أوّل من عرف عنه التأليف المفرد في طبقات المفسرين، وقد قال في مقدمته: (هذا المجموع فيه طبقات المفسرين إذْ لم أجد من اعتنى بإفرادهم كما اعتُنيَ بإفراد المحدثين والفقهاء والنحاة وغيرهم) وهو كتاب مختصر اشتمل على 136 ترجمة، رتبها على حروف المعجم، ولم يكمله.
قال تلميذه الداوودي بعد أن نسخ كتابه: (علقت ذلك من مسودة في أوراق لم يتمها شيخنا، وكان عزمه أن يكون مؤلفاً حافلاً)
-طبقات المفسرين، لشمس الدين محمد بن علي بن أحمد الداوودي (ت: 945هـ) ، وهو تلميذ السيوطي، وعدد التراجم فيه: 704 ترجمة، جمع مادّة كتابه من نحو عشرين كتاباً في السير والتراجم والطبقات.
-طبقات المفسرين، لأبي سعيد بن صنع الله الكوزه كرانى (ت:980هـ)، قيل: اسمه كنيته، وكوزه كراني قرية من قرى تبريز،ذكره في كشف الظنون ولم يطبع فيما يعلم
-طبقات المفسرين،لأحمد بن محمد الأدرنوي (ت: بعد 1095هـ)، نسبة إلى أدرنه بتركيا وكتابه مطبوع، وعدد التراجم فيه 638 ترجمة، مرتبة على الطبقات، وقد وقع في أخطاء في تواريخ الوفيات، وتراجمه مختصرة جداً.
-معجم المفسرين من صدر الإسلام حتى العصر الحاضر، للأستاذ عادل نويهض، مطبوع، جمع فيه تراجم نحو ألفي مفسّر، واختصر الكلام في تراجمهم، ورتّبهم على حروف المعجم.
-نيل السائرين في طبقات المفسرين، لمحمد طاهر الفنج فيري (ت: بعد 1386هـ) ، من أهل باكستان، ترجم فيه لنحو 688 مفسراً، ورتبهم على الطبقات، ووقع في أخطاء في الوفيات، وختم كتابه بالترجمة لنفسه، وهو من مظانّ الكشف عن مفسري بلاد الهند والسند وما جاورهما، وذكر في مقدمة كتابه أنه أفرده من كتاب له آخر سمّاه "مرشد الحيران إلى أصول القرآن".
-الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة، لجماعة من الباحثين في ثلاث مجلدات كبار، وهو من إصدارات مجلة الحكمة.
-التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا،للدكتور محمد بن رزق طرهوني، وهو رسالة دكتوراه.
-التفسير في اليمن، للدكتور علي بن حسان بن علي حسان، رسالة دكتوراه في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1424هـ.

سبب الجمع بين طبقات القراء والمفسرين في هذه الدورة :
-هذه الدورة يقتصر فيها على ذكر طبقات الصحابة والتابعين وتابعيهم وهم اصول الطبقات ويشترك في كثير منها القراء والمفسرون
-وذلك أن عامة القراء في تلك القرون المفضلة كانوا من أهل العلم بالقراءة والتفسير والحديث والفقه
-ولذلك كانت دراسة طبقات القراء والمفسرين معا أولى من دراستها مكررة في مادتين
-هذا الجمع يتيح الحديث عن نشأة علوم القرآن الأخرى وما لبعض العلماء من عناية بها في تأليف أو تدريس
-من أحسن معرفة هذه الطبقات تيسر عليه بفضل الله معرفة كثير من أسانيد التفسير وأحوال تعلم القرآن وتعليمه في تلك القرون المفضلة
خطة الدراسة :
-البدء ببيان تاريخ تعليم القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد الخلفاء الراشدين
-ثم ذكر طبقات القراء والمفسرين في الأمصار المشهورة في ذلك الزمان المدينة ومكة والطائف والعراق والشام واليمن ومصر وخراسان
-يتم بإذن الله في كل ترجمة الاعتناء ببيان فضل صاحبها وتلخيص المهم من أخباره وذكر شيوخه وتلاميذه وماله من كتب إن وجد

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 6 محرم 1441هـ/5-09-2019م, 06:17 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل يوسف مشاهدة المشاركة
الدرس الثانى :فهرسة مسائل مقدمات في طبقات القراء والمفسرين:


[فوائد دراسة طبقات القراء والمفسرين]

-أن يستفيد طالب العلم من وصايا وأخبار أولئك الأئمة معرفتها من مصادرها والإنتفاع بها فيحذو حذوهم وينتهج طرائقهم
-تجنب الوقوع في الأخطاء القبيحة التى هى نتاج الجهل بطبقات هؤلاء العلماء ومراتبهم ومن أخذوا عنه وأخذ عنهم وما ألفوه من كتب
-معرفة طبقات هؤلاء الأئمة تعين طالب العلم في ضبط بعض مسائل هذا العلم التى قد يتحير فيها فينتفع من سيرهم بالاسترشاد بالطريقة التى تلائمه
-معرفة جوانب من تاريخ هذا العلم والحياة السياسية والاجتماعية التى عاشوها فيقتبس منها الدروس والعبر
-معرفة طبقات القراء والمفسرين ييسر معرفة أسانيد القراءات والتفسير وكشف بعض علل القراءات والتفسير
-لأجل هذه الفوائد وغيرها عنى العلماء وغيرهم في كل فن من الفنون بطبقات أئمته

المقصود الأعظم من هذه الدورة :
-أن ننتقل بتفكّرنا إلى تلك القرون الفاضلة، ونتعرّف على أخبارهم وأحوالهم في تعلّم القرآن وتدارسه وتعليمه،
وطرقهم في ضبط مسائل علوم القرآن، ونشأة التأليف فيها، واختلاف أوجه العناية بعلوم القرآن وتنوّعها، والمدخل لذلك هو الحديث عن أعلام القرّاء والمفسّرين إذ هم الذين يُتلقّى عنهم كلّ ذلك
.
المؤلفات في طبقات القراء وتراجمهم:

أولا:مؤلفات في مقدمات الكتب:
كتاب القراءات لأبي عبيدة القاسم بن سلام ت(224ه):
-أول من عرف عنه الكتابة في طبقات القراء والقراءات أبو عبيد القاسم بن سلام ت:224ه فله كتاب (القراءات) وهو مفقود
-قال الشيخ عبد العزيز الداخل حفظه الله والذي يظهر لى أنه ترجم لجماعة من القراء ممن رويت عنهم حروف في القراءة فقد نقل عنه الذهبي وفيات جماعة من القراء في كتبه
-هذا الكتاب لأبي عبيد وإن كان مفقودا إلا أن كلامه فيه قد نقل منه علم الدين السخاوى ت:643ه نقولا نفيسة في كتابه (جمال القراء)
-ذكر فيه أئمة القراء من الصحابة والتابعين وتابعيهم ومشاهير القراء في الأمصار وهو أصل مهم في طبقات القراء
-نقل عنه أيضا أبوشامة المقدسي (665ه) وشمس الدين الذهبي 748

-أبو حاتم سهل بن محمد السجستانى ت:255ه
-هو إمام جامع البصرة وإمام البصريين في القراءة والعربية
-عرض على يعقوب الحضرمى وأخذ على جماعة من أهل اللغة كأبي عبيدة وأبي زيد الأنصارى والأصمعي وغيرهم
-روى عنه أبوداود والنسائي وغيرهم وله مؤلفات كثيرة في القراءات وعلوم القرآن والعربية
-قال عنه ابن الجزري:أحسبه أول من صنف في القراءات

-أبو بكرأحمد بن موسى بن مجاهد البغدادي ت:324ه وله كتاب السبعة في القراءات وهو مطبوع
-ترجم لأعلام القراء السبعة في مقدمة كتابه وبين أسانيدهم في القراءة إلى الصحابة رضي الله عنهم
-وهو أول من سبع السبعة وقال عنه ابم الجزرىاشتهر أمره وفاق نظراءه مع الدين والحفظ والخير، ولا أعلم أحدًا من شيوخ القراءات أكثر تلاميذ منه، ولا بلغنا ازدحام الطلبة على أحد كازدحامهم عليه

-ترجم أبو عمرو الدانى ت:444ه في مقدمة كتابه (جامع البيان في القراءات السبع ) للقراء السبع ورواتهم وطرفا من أخبارهم بالأسانيد

ثانيا :كتب أفردت لذكر طبقات القراء وتراجمهم :
[حبذا لو فصلتِ المفقود عن غيره]

1-كتاب طبقات القراء، لخليفة بن خياط العصفري(ت:242هـ) الملقب بشباب وهو مفقود،نقل منه أبو الحجاج المزي في تراجم بعض القراء
-خليفة بن خياط معدود من القراء وترجم له ابن الجزرى في غاية النهاية
-وذكر أبو القاسم الهذلي أنه روى القراءة عن ورقاء بن عمر اليشكري وأبي عمرو بن العلاء، والصحيح أنه لم يدركهما
-المعجم الأكبر في اسماء القراء وقراءاتهم لأبي بكر محمد بن الحسن الموصلي النقاش ت:351ه
-هو تلميذ الإمام ابن خزيمة وصاحب تفسير شفاء الصدور وقد تكلم فيه وفي تفسيره على رغم سعة علمه بسبب توسعه في الرواية وضعف تثبته
-كتابه في تراجم القراء مفقود،ذكره ياقوت الحموى وشمس الدين الذهبي

2-طبقات القراء لأبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران الأصبهاني ت:381ه وهو مفقود ،ذكره ابن الجزرى
3-طبقات القراء والمقرئين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى عصر مؤلفه وجامعه أبي عمرو الداني ت:444ه وهو مفقود نقل منه الذهبي كثيرا ونقل منه ابن الجزرى فأدرج جميع الرجال الذين ترجم لهم أبو عمرو لكن ليس بالضرورة أنه نقل كل تراجمهم فقد كان ابن الجزرى يستوفي في الرجال ويختصر في التراجم
4-طبقات القراء لأبي محمد بن حزم الظاهرى ت:456ه وهو مفقود نقل منه مغلطاي في إكمال تهذيب الكمال
5-طبقات القراء لأبي بكر أحمد بن الفضل الباطرقانى ت:460ه وهو مفقود وقال عنه ابن الجزرى ألف كتاب طبقات القراء وسماه المدخل إلى معرفة أسانيد القراءات ومجموع الروايات وكتابا في الشواذ
6-طبقات القراء لأبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري ت:478ه وهو مفقود
7-الانتصار في معرفة قراء المدن والأمصار (طبقات القراء)اختصارا لأبي العلاء الحسن بن أحمد بن على العطار الهمذاني ت:569ه وهو مفقود قديما
8-معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي ت:748ه وهو مطبوع وقد رتبه على الطبقات وذكر فيه القراء المشهورين الذين تدور عليهم أسانيد القراءات اختصارا وخشية الإطالة ،وكرر التنبيه على ذلك في مواضع عدة وقد نشر الكتاب نشرات عدة أشهرها ثلاث نشرات :
-الأولى :بتحقيق الدكتور بشار عواد زشعيب الأرناؤوط وصالح مهدى عباس وتضمنت ترجمة 734 قارئا
-الثانية بتحقيق:الدكتور طيار آالتى قولاج التركى وتضمنت نشرته ترجمة 1228 قارئا وقد أضاف ثمانية عشر قارئا بعد الذهبي
-الثالثة :الدكتور أحمد خان الباكستانى وبلغت نشرته ترجمة 1269 قارئا وعزا الاختلاف في العدد لتعدد النسخ وأن الذهبى كتب كتابه ثلاث مرات في كل مرة ينقح ويهذب ويزيد وأنه وقف على النسخة الأخيرة
9-رسالة ابن مكتوم في من أغفلهم الذهبي في طبقات القراء المشهورين لأحمد بن عبد القادر بن احمد بن مكتوم ت:749ه وهو مطبوع
10-طبقات القراء السبعة وذكر مناقبهم وقراءاتهم، لأمين الدين أبي محمد عبد الوهاب بن السلار(ت:782هـ).
11-طبقات القراء، لسراج الدين عمر بن علي ابن الملقّن (ت: 804 هـ)، وهو مفقود، وقد ذكر حاجي خليفة أنه ذيَّل على معرفة القراء للذهبي، وطبع له كتاب "طبقات الأولياء"، وله أيضاً "طبقات المحدّثين" وهو مفقود.
12-ترتيب طبقات القراء للذهبي، لأحمد بن إسماعيل ابن الحسباني(ت:815هـ)، ذكره ابن فهد في "لحظ الألحاظ"، فلعه رتّبه على حروف المعجم، وقد طبع بتحقيق أحمد محمد عزوز، المكتبة العصرية، بيروت.
13-غاية النهاية في طبقات القراء، لإمام القراء الحافظ الكبير شمس الدين محمد بن محمد ابن الجزري الشافعي(ت:833هـ).
قال في مقدمته: (اختصرت فيه كتاب طبقات القراء الكبير الذي سميته: نهاية الدرايات في أسماء رجال القراءات، أتيت فيه على جميع ما في كتابي الحافظين أبي عمرو الداني وأبي عبد الله الذهبي رحمهما الله وزدت عليهما نحو الضعف)
. 14-الذيل على طبقات القراء لابن الجزري، للحافظ محمد بن عبد الرحمن السخاوي(ت:902هـ)، ولم يطبع فيما أعلم.
15-طبقات المقرئين، لأبي عبد الله محمَّد بن عبد السلام الفاسي (ت:1214هـ)، ولم يطبع فيما أعلم.
:16 -معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ للدكتور محمد سالم محيسن رحمه الله تعالى (ت 1422 هـ)، وقد طبع في جزأين، ترجم فيهما لنحو أربعمائة قارئ.
17-إمتاع الفضلاء بتراجم القراء فيما بعد القرن الثامن الهجري، إلياس بن أحمد البرماوي، مدرس القرآن الكريم والتجويد بالمسجد النبوي الشريف، وقد طبع كتابه بتقديم الشيخ محمد تميم الزعبي عام 1421هـ، وذكر فيه فصلاً في القارئات من النساء. :
18 -طبقات القرّاء والمقرئين بإفريقيّة وتونس من الفتح الإسلامي إلى نهاية عام 1436هـ، للدكتور الهادي روشو -طبقات القراء والمقرئين بإفريقية وتونس من
[قاموس تراجم لقراء القرآن الكريم ومقرئيه في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين]-منة الرحمن في تراجم أهل القرآن للدكتور إبراهيم محمد الجرمي.


طبقات المفسرين :
ما ينبغى ذكره والإعتناء [والاعتناء] به في تراجم المفسرين:
-ذكر شيوخ المفسرين وتلاميذهم وأخبارهم في تعلم العلم وتعليمه وتدارس التفسير ومواردهم في تفاسيرهم ومناهجهم فيها وآثارهم العلمية وتحقيق وفياتهم
توصية:
-حث طلاب العلم والباحثين على التصدى لتراجم المفسرين كل قرن على حدة فيحسن الترجمة ويجودها فيخرج بفوائد من هذه التراجم للطبقات ماينفع طلاب العلم

المصنفات في طبقات المفسرين على ضربين :
الأول :كلام متفرق في بطون الكتاب أو المقدمات أو مباحث وأبواب ومن ذلك:
-مانقل عن ابن سيرين ويحيى بن سعيد القطان، وسفيان الثوري، وعليّ ابن المديني، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وأبي عبيد القاسم بن سلام في ذكر أئمة المفسرين من الصحابة والتابعين وذكر مراتب أصحابهم ،وهذا النقل إذا جمع ونظم لكان مادة حسنة تصلح للحديث عن طبقات المفسرين من الصحابة والتابعين ومن تبعهم
-ما عرضه ابن جرير الطبري ت:310ه في مقدمة تفسيره من الكلام عن بعض المفسرين من الصحابة والتابعين وماقيل في بعضهم من ثناء ونقد
-ثم كتب ابن عطية (ت:542هـ) في مقدمة تفسيره باباً في مراتب المفسرين حبّر فيه كلام ابن جرير وزاد عليه إلى القرن الرابع الهجري، وإن لم يتقصّ ولم يفصّل في تراجمهم.
-وعرض شيخ الإسلام ابن تيمية (ت:728هـ) في مقدّمة تفسيره لذكر أصحاب ابن مسعود وابن عباس ومفسري الأمصار بكلام موجز نافع.
-ثم كتب ابن جُزيء الكلبي(ت:741هـ) مبحثاً في طبقات المفسرين في مقدمة تفسيره جوّد فيه كلام ابن عطية وزاد عليه زيادات حسنة.
-ثم كتب بدر الدرين الزركشي(ت:794هـ) باباً في معرفة التفسير في كتابه "البرهان في علوم القرآن" ذكر فيه أسماء عدد من مفسري التابعين وتابعيهم والمصنفين في التفسير إلى عصر ابن عطية.
-ثمّ ذكر ابن قاضي شهبة الدمشقي(ت:851هـ) في كتابه "تراجم طبقات النحاة واللغويين والمفسرين والفقهاء" أسماء عدد من المفسرين مع من ذكر من الفقهاء والنحويين واللغويين، وترجم لهم، ورتّب الأسماء على حروف المعجم، واشتمل كتابه على نحو ألف ترجمة
-ثم كتب جلال الدين السيوطي(ت:911هـ) باباً في طبقات المفسرين في كتابه "الإتقان في علوم القرآن" ذكر فيه المفسرين من الصحابة والتابعين وتابعيهم وعددا من أصحاب التفاسير المصنفة على اختلاف مذاهبهم إلى قريب من عصره، وله في التحبير كلام موجز عن المفسرين رتبهم على الطبقات.
سبب تأخر التأليف المفرد في طبقات المفسرين :
-لعل من أسباب ذلك أن الأئمة المفسرين في القرون الأولى مذكورون في كثير من كتب التراجم المتقدمة للقراء والمحدثين والفقهاء.

الثانى :الكتب المؤلفة في طبقات المفسرين خاصة وأول من صنف فيها:

-هو جلال الدين السيوطي الذي كان هو أوّل من عرف عنه التأليف المفرد في طبقات المفسرين، وقد قال في مقدمته: (هذا المجموع فيه طبقات المفسرين إذْ لم أجد من اعتنى بإفرادهم كما اعتُنيَ بإفراد المحدثين والفقهاء والنحاة وغيرهم) وهو كتاب مختصر اشتمل على 136 ترجمة، رتبها على حروف المعجم، ولم يكمله.
قال تلميذه الداوودي بعد أن نسخ كتابه: (علقت ذلك من مسودة في أوراق لم يتمها شيخنا، وكان عزمه أن يكون مؤلفاً حافلاً)
-طبقات المفسرين، لشمس الدين محمد بن علي بن أحمد الداوودي (ت: 945هـ) ، وهو تلميذ السيوطي، وعدد التراجم فيه: 704 ترجمة، جمع مادّة كتابه من نحو عشرين كتاباً في السير والتراجم والطبقات.
-طبقات المفسرين، لأبي سعيد بن صنع الله الكوزه كرانى (ت:980هـ)، قيل: اسمه كنيته، وكوزه كراني قرية من قرى تبريز،ذكره في كشف الظنون ولم يطبع فيما يعلم
-طبقات المفسرين،لأحمد بن محمد الأدرنوي (ت: بعد 1095هـ)، نسبة إلى أدرنه بتركيا وكتابه مطبوع، وعدد التراجم فيه 638 ترجمة، مرتبة على الطبقات، وقد وقع في أخطاء في تواريخ الوفيات، وتراجمه مختصرة جداً.
-معجم المفسرين من صدر الإسلام حتى العصر الحاضر، للأستاذ عادل نويهض، مطبوع، جمع فيه تراجم نحو ألفي مفسّر، واختصر الكلام في تراجمهم، ورتّبهم على حروف المعجم.
-نيل السائرين في طبقات المفسرين، لمحمد طاهر الفنج فيري (ت: بعد 1386هـ) ، من أهل باكستان، ترجم فيه لنحو 688 مفسراً، ورتبهم على الطبقات، ووقع في أخطاء في الوفيات، وختم كتابه بالترجمة لنفسه، وهو من مظانّ الكشف عن مفسري بلاد الهند والسند وما جاورهما، وذكر في مقدمة كتابه أنه أفرده من كتاب له آخر سمّاه "مرشد الحيران إلى أصول القرآن".
-الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة، لجماعة من الباحثين في ثلاث مجلدات كبار، وهو من إصدارات مجلة الحكمة.
-التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا،للدكتور محمد بن رزق طرهوني، وهو رسالة دكتوراه.
-التفسير في اليمن، للدكتور علي بن حسان بن علي حسان، رسالة دكتوراه في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1424هـ.

سبب الجمع بين طبقات القراء والمفسرين في هذه الدورة :
-هذه الدورة يقتصر فيها على ذكر طبقات الصحابة والتابعين وتابعيهم وهم اصول الطبقات ويشترك في كثير منها القراء والمفسرون
-وذلك أن عامة القراء في تلك القرون المفضلة كانوا من أهل العلم بالقراءة والتفسير والحديث والفقه
-ولذلك كانت دراسة طبقات القراء والمفسرين معا أولى من دراستها مكررة في مادتين
-هذا الجمع يتيح الحديث عن نشأة علوم القرآن الأخرى وما لبعض العلماء من عناية بها في تأليف أو تدريس
-من أحسن معرفة هذه الطبقات تيسر عليه بفضل الله معرفة كثير من أسانيد التفسير وأحوال تعلم القرآن وتعليمه في تلك القرون المفضلة
خطة الدراسة :
-البدء ببيان تاريخ تعليم القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد الخلفاء الراشدين
-ثم ذكر طبقات القراء والمفسرين في الأمصار المشهورة في ذلك الزمان المدينة ومكة والطائف والعراق والشام واليمن ومصر وخراسان
-يتم بإذن الله في كل ترجمة الاعتناء ببيان فضل صاحبها وتلخيص المهم من أخباره وذكر شيوخه وتلاميذه وماله من كتب إن وجد



التقويم: أ
خُصمت نصف درجة للتأخير.

أحسنتِ، بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثامن

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:09 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir