المجموعة الأولى:
س1: بيّن حاجة الأمّة إلى فهم كتاب الله تعالى.
ج: قال الله جل وعلا: (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين.يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم), فذلك غيث السماء الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم, لتحيا به القلوب وتهتدي, وتسير إلى ربها على بصيرة ونور.
فحاجة الأمة إلى فهم كتاب الله تعالى ماسة؛ إذ فيه الوعيد الشديد, والبشائر العظيمة, وفيه الرشاد والارشاد, والفرقان بين الحق والباطل, وبين الضلالة والهدى, فحاجة العباد إلى فهم كلام ربهم أشد من حاجتهم إلى الطعام والشراب.
وإن من أوجه حاجة الأمة إلى ذلك:
- حاجة الأمة إلى الاهتداء بهدي القرآن الكريم في الفتن, وكلما كثرت الفتن وعظمت ازدادت الحاجة إلى تدبر القرآن والاهتداء بهديه, قبل وقوع الفتنة وعند وقوعها, (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة).
- حاجة الأمة إلى الاهتداء بهدي القرآن في معاملة أعدائها من اليهود والنصارى والمشركين, (فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا).
- حاجة الأمة إلى معرفة المنافقين وحيلهم, فما أشد خطرهم على المسلمين, وكذلك في معاملة أصحاب الطوائف الضالة, وأهل المنكرات.
س2: بيّن سعة علم التفسير.
ج: علم التفسير من أشرف العلوم وأجلها, وأعظمها بركة, وأوسعها معرفة, وكيف لا وهو المتعلق بأشرف الكلام وأحسنه, وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: "من أراد العلم فليثور القرآن", فهو الجامع لأنواع العلوم النافعة ومقاصدها وأصولها, فالقرآن الكريم مبين لأصول الإيمان بالله تعالى وبأسمائه وصفاته وأفعاله, وأصول الأحكام الفقهية في العبادات والمعاملات وما إلى ذلك, وأصول السلوك والتزكية والمواعظ, وكذلك سنن الابتلاء والفتن وطرق النجاة منها.
كما حوى أصول الآداب الشرعية والخصال الحميدة, وتاريخ السابقين وأخبارهم.
وتضمن القرآن الكريم علم الدعوة إلى الله على بصيرة, وعلم المقاصد الشرعية والسياسة الشرعية, وكل ما يحتاجه العبد لتستقيم حياته ويهتدي إلى صراط الله المستقيم, وصدق الله إذ يقول: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم).
س3: بيّن أثر الاشتغال بعلم التفسير في صلاح القلب.
ج: الاشتغال بعلم التفسير من أعظم الأسباب المعينة على صلاح القلب والعمل لمن حسنت نيته, فبه يبصر العبد ما في كتاب الله من البصائر والهدى, ولا يزال يكثر التلاوة والتدبر في آيات الذكر الحكيم حتى يخشع القلب وينيب, ويطهر ويتزكى بما عرف من الحق والهدى, ليكتب عند الله من المحسنين, قال جل وعلا: (والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون.لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين).
وتزداد المعرفة القلبية بازدياد العلم بمعاني القرآن الحكيم والبصيرة في الدين, وتصديق القول بالعمل,
كذلك فإن حسن التلاوة يزداد بازدياد العلم بتفسير القرآن؛ إذ يظهر للمرء من اللطائف والمعاني في كل مرة يقرأ فيها ما يزداد به إيمانا وتوفيقا, ويستشعر من حلاوة القرآن وحسنه ما يحمله على الاستكثار من تلاوته, والتلذذ به.