المجموعة الثالثة:
إجابة السؤال الأول: فسّر قول الله تعالى::
{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158)}.
الصفا والمروة جبلان بمكة ، والصفا مأخوذ من البياض والصلابة ، والمروة واحدة من المرو وهي الحجارة التي فيها لين ، وفي هذه الآية يبين الله عز وجل أنهما من شعائر الله أي: من معالم عبادته ومواضعها ، فقد سعت بينهما السيدة هاجر عليها السلام بحثاً عن الماء، وسعى سيدنا إبراهيم وسعى النبي صلى الله عليه وسلم ،أما قوله تعالى: ( إن الصفا والمروة من شعائر الله ) خبر بمعنى الأمر، وقد سن النبي صلى الله عليه وسلم الطواف بينهما في الحج والعمرة ، وقال ( خذوا عني مناسككم) ، والمؤمن الذي يحج البيت أو يعتمر مطالب بالسعي بينهما ، واختلف العلماء في حكم السعي بين الصفا والمروة على أقوال : فذهب الشافعي ومالك وأحمد في رواية إلى أنه ركن في الحج ، وذهب أحمد في رواية إلى أنه واجبٌ وليس بركنٍ فإن تركه عمدًا أو سهوًا جبره بدمٍ، وذهب أبو حنيفة والثّوريّ والشّعبيّ وابن سيرين إلى أنه مستحب ، والذي يترجح القول الأول لأن النبي صلى الله عليه وسلم طاف بينهما وقال: «لتأخذوا عنّي مناسككم» وذكر الله عز وجل أن الطواف بينهما من الشعائر التي شرعها للخليل إبراهيم ، ولقوله صلى الله عليه وسلم ( اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي).
ومعنى نفي الجناح في الطواف بين الصفا والمروة يوضحه سبب نزول الآية؛ فقد ورد فيها عدة أسباب للنزول:
1- أنهم كانوا في الجاهلية يطوفون هنالك ، وكانت العرب تعتقد أن ذلك السعي إجلالا لإساف ونائلة، وكان الساعي يتمسح بإساف عند الصفا، فإذا بلغ المروة تمسح بنائلة وكذلك حتى تتم أشواطه، فلما جاء الإسلام كرهوا السعي ، وظنوا أنه من عمل أهل الجاهلية وتحرجوا فنزلت الآية.
ويدل لذلك ما جاء في البخاري عن عاصم بن سليمان قال: «سألت أنسًا عن الصّفا والمروة قال: كنّا نرى ذلك من أمر الجاهليّة، فلمّا جاء الإسلام أمسكنا عنهما، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {إنّ الصّفا والمروة من شعائر اللّه}»رواه البخاري.
2- أن الآية نزلت في الأنصار أنهم كانوا قبل أن يسلموا يهلون لمناة التي كانوا يعبدونها عند المشلل وكان من أهلَّ لها يتحرج أن يطوف بالصفا والمروة إجلالا لها ، وبعدما أسلموا قالوا لرسول الله ( يارسول الله إنا كنا نتحرج أن نطوف بالصفا والمروة في الجاهلية ) فأنزل الله الآية.
ويدل لذلك مارواه الإمام أحمد عن عروة، عن عائشة قالت: «قلت: أرأيت قول الله تعالى: {إنّ الصّفا والمروة من شعائر اللّه فمن حجّ البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطّوّف بهما}» قلت: «فواللّه ما على أحدٍ جناحٌ أن لا يطّوف بهما؟ » فقالت عائشة: «بئسما قلت يا ابن أختي إنّها لو كانت على ما أوّلتها عليه كانت: فلا جناح عليه ألّا يطّوف بهما، ولكنّها إنّما أنزلت أنّ الأنصار كانوا قبل أن يسلموا كانوا يهلّون لمناة الطّاغية، التي كانوا يعبدونها عند المشلّل. وكان من أهلّ لها يتحرّج أن يطوّف بالصّفا والمروة، فسألوا عن ذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالوا: يا رسول اللّه، إنّا كنّا نتحرّج أن نطّوف بالصّفا والمروة في الجاهليّة. فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {إنّ الصّفا والمروة من شعائر اللّه}إلى قوله: {فلا جناح عليه أن يطّوّف بهما} قالت عائشة: ثمّ قد سنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الطّواف بهما، فليس لأحدٍ أن يدع الطّواف بهما». أخرجاه في الصّحيحين.
3- أن الآية نزلت في الأنصار لما قالوا ( إنما أمرنا بالطواف بالبيت ولم نؤمر بالطواف بين الصفا والمروة ، فأنزل الله الآية.
4- روي أن الجن كانت تعزف وتطوف بينهما في الجاهلية فكانت طائفة من تهامة لا تطوف بينهما في الجاهلية لذلك ، فلما جاء الإسلام تحرجوا من الطواف .
فلعل الآية نزلت في هؤلاء وهؤلاء ، وهو الراجح كما قال أبو بكر بن عبد الرحمن وهو من أئمة التابعين ؛ فالأحداث قد تتعدد وتكون كلها سبباً لنزول آية واحدة .
ثم قال تعالى:( ومن تطوع خيراً ) أي: من زاد بعد الواجب ، ومن المعلوم أن التطوع بالسعي استقلالاً لم يشرعه الله ، فالمقصود أنه من حج أو اعتمر تطوعاً بعد الفريضة ،وتحتمل الآية أن المقصود التطوع في سائر العبادات ، كما تحتمل بظاهرها الزيادة في الطواف بينهما على القدر الواجب بأن يزيد ثامنة أو تاسعة ، ولكن هذا الأمر يحتاج إلى دليل.
وختم الله الآية باسمين كريمين جليلين عظيمين يدلان على معاملة الله لعباده المتقربين إليه بالطاعات فمن تطوع خيراً (فإن الله شاكر ) يعطي على العمل القليل الأجر العظيم ، ويضاعف للعبد أضعافاً مضاعفة (عليم ) بنيته وبعمله على وجه الدقة، وبقدر مايستحقه من الثواب فيثيبه ولايضيع عنده عمل عامل ، وختام الآية بهذين الاسمين الكريمين مما يقوى القلب ويطمعه في فعل الطاعات ويحثه على الإخلاص وابتغاء الأجر من الله وحده.
إجابة السؤال الثاني:حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالسفهاء وموقفهم من تحويل القبلة في قوله تعالى: {سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها}.
معنى السفه في اللغة : الخفة والهلهلة ، والسفهاء هم خفاف الأحلام والعقول.
واختلف المفسرون في المراد بالسفهاء في الآية على أقوال:
الأول:أنهم اليهود ذكره الزجاج ، وابن عطية عن السدي ، وحاصل كلام ابن كثير .
الثاني :كفار قريش ، ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير عن الزجاج.
الثالث:المنافقون ، ذكره ابن عطية وابن كثير عن السدي .
الرابع :أحبار اليهود ، ذكره ابن عطية عن ابن عباس وابن كثير عن مجاهد .
والخلاصة :أن المراد بالسفهاء يعم كل هؤلاء ويعم كل من قال ( ما ولاهم) كما ذكر ذلك ابن عطية، وكما قال ابن كثير.
موقف هؤلاء من تحويل القبلة:
لما أمر الله نبيه بتحويل القبلة حصل من أهل الزيغ شك وتخبط وانكروا تحويل القبلة ومنهم من طلب من النبي صلى الله عليه وسلم العودة للقبلة الأولى ومنهم من طمع في رجوع النبي صلى الله عليه وسلم عن دينه وقالوا: {ما ولاهم عن قبلتهم الّتي كانوا عليها} أي: ما لهؤلاء تارةً يستقبلون كذا، وتارةً يستقبلون كذا؟
أما اليهود حصل لهم ارتياب وقالوا ( ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها) ، وأما كفار قريشقالوا : ما ولاه عن قبلته؟ ما رجع إلينا إلا لعلمه أننا على الحق وسيرجع إلى ديننا، وأما أحبار اليهود فقد جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يامحمد ما ولاك عن قبلتك ؟ ارجع إلينا نؤمن بك ، يريدون فتنته.
وأما المنافقونفقد قالوها استهزاءً قبحهم الله، وذلك أنهم قالوا: اشتاق الرجل إلى وطنه.
ب: معنى قوله تعالى: {إلا لنعلم من يتّبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه} الآية.
الإشكال في لفظ الآية هو ورود علم الله تعالى بلفظ الاستقبال ، وعلم الله أزلي فالله يعلم ماكان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون، لذلك اختلف المفسرون في معنى قوله تعالى( إلا لنعلم) على أقوال:
1- أي : ليعلم رسولي وأوليائي المؤمنون به من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه ، قاله ابن عطية، وهذا التفسير مبني على حذف مضاف ، وجاء مسنداً إلى الله تعالى لأنهم حزبه وخاصته ، ومثل هذا الاستعمال شائغ في كلام العرب ، كما يقول القائل فتح عمر العراق وإنما فعل جنده.
2- المراد أن الله قد علم في الأزل من يتبع الرسول ، واستمر العلم حتى وقت حدوثه ، ويستمر بعد ذلك ، فالله متصف في كل ذلك بأنه يعلم ، وأراد بقوله (لنعلم) ذكْرَ علمه وقت مواقعتهم الطاعة أو المعصية، إذ بذلك الوقت يتعلق الثواب والعقاب ، فليس معنى لنعلم لنبتديءالعلم ، بل يكون المعنى لنعلم ذلك موجوداً ، والمعنى ليظهر حال من يتبعك ويطيعك ، فهذا علم يحاسبهم عليه وهو حاصل ما ذكره ابن عطية وحاصل كلام ابن كثير.
3- معنى لنعلم أي لنثيب، والمعنى : لنعلم في حال استحقوا فيها الثواب، وعلق العلم بأفعالهم لتقوم عليهم الحجة ولا مدافعة لهم فيه، حكاه ابن عطية عن ابن فورك.
4- معنى لنعلم أي لنميز ، ذكره ابن عطية عن ابن فورك وذكره الطبري عن ابن عباس.
5- معنى لنعلم أي لنرى ، حكاه الطبري.
الخلاصة : هذه الأقوال قال عنها ابن عطية متقاربة ، لكن أصح الأقوال والله أعلم هو القول الثاني ، أن المقصود هو العلم الذي يحاسبهم الله عليه ولهذا نظائر في القرآن.
----
:إجابة السؤال الثالث:بيّن ما يلي:
أ: المخاطب في الآية، ومعنى الذكر في قوله تعالى: {فاذكروني أذكركم}.
أقوال المفسرين في المخاطب في الآية:
القول الأول:الخطاب لمشركي العرب قاله الزجاج ، أي أن الله عز وجل خاطبهم بما دلهم على إثبات رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال:كما أرسلنا فيكم محمدا - صلى الله عليه وسلم - وهو رجل منكم أمّي تعلمون أنه لم يتل كتابا قبل رسالته، ولا بعدها إلا بما أوحي إليه. وإنكم كنتم أهل جاهلية لا تعلمون الحكمة ، ولا أخبار الأنبياء، فُأرسل إليكم النبي صلى الله عليه وسلم ، فأنبأكم بأخبار الأنبياء، وبما كان من أخبارهم مع أممهم، فكما أنعمت عليكم بإرساله فاذكروني بتوحيدي، وتصديقه صلى الله عليه وسلم ، أذكركم برحمتي ومغفرتي.
القول الثاني:الخطاب لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، قاله ابن عطية وحاصل كلام ابن كثير .
ويمكن الجمع بين القولين فكل واحد من بني آدم له حظ من هذا المعنى ، فالله عز وجل أمر الكافر بذكره أي بتوحيده ، وأمر المؤمن بذكره أي بدعائه وتسبيحه وطاعته.
المراد بالذكر في الآية:
ذكر السلف معان للذكر من باب التفسير بالمثال فقالوا :
- قال سعيد بن جبير: معنى الآية اذكروني بالطاعة أذكركم بالثواب والمغفرة ، وفي رواية أذكركم برحمتي وفي رواية بمغفرتي.
- قال الربيع والسدي: المعنى اذكروني بالدعاء والتسبيح ونحوه.
- قال الحسن البصريّ في قوله: {فاذكروني أذكركم} قال: (اذكروني، فيما افترضت عليكم أذكركم فيما أوجبت لكم على نفسي).
- عن ابن عبّاسٍ في قوله {فاذكروني أذكركم} قال: «ذكر اللّه إيّاكم أكبر من ذكركم إيّاه»..
قال ابن عطية : اذكروني عند كل أموركم فيحملكم خوفي على الطاعة فأذكركم حينئذ بالثواب.
والخلاصة :
كل هذه المعاني للذكر لا تنافي بينها بل هي من باب التفسير بالمثال، فالذكر اللساني يدخل في المقصود بالذكر قطعاً ولكنه ليس مقتصرا عليه ، ويشهد لذلك قول سعيد بن جبير فالطاعة تشمل الذكر اللساني وغيره من الطاعات الظاهرة والباطنة.
ب: المراد بالإيمان وفائدة التعبير عنه بوصف الإيمان في قوله تعالى: {وما كان الله ليضيع إيمانكم}.
الأقوال في المراد بالإيمان في الآية:
1- الصلاة إلى بيت المقدس قبل تحويل القبلة ، وهو قول ابن عباس والبراء بن عازب وقتادة والسدي والربيع وغيرهم ، وذكره الزجاج وابن كثير وابن عطية.
2- ايمانكم بالقبلة الأولى ، وتصديقكم نبيكم واتباعه إلى القبلة الأخرى ، أي ما كان الله ليضيع أجركم في الحالين ، قاله ابن عباس وذكره الزجاج وابن كثير.
3-المراد ما كان الله ليضيع محمداً صلى الله عليه وسلم وانصراف الصحابة معه حيث انصرف، وهذا القول مروي عن الحسن البصريّ وذكره ابن كثير.
لا تعارض بين هذه الأقوال ؛ فالقولين الثاني والثالث من لازم القول الأول المشهور بأنها الصلاة ولا تنافي بينهم.
وفائدة التعبير عن الصلاة بوصف الإيمان:
1- سميت الصلاة إيماناً لأنها صادرة عن الإيمان والتصديق في وقت ما كانت الجهة لبيت المقدس وفي وقت التحويل.
2- ولأن الإيمان الأصل الذي تدور عليه الأعمال ، فلا يمكن أن تكون صلاة بدون إيمان ، فالإيمان أصل في الصلاة وغيرها من الأوامر والنواهي.
3- الصلاة شعبة من شعب الإيمان ، فهي الإيمان العملي.
4- ولئلا يدخل في اسم الصلاة صلاة المنافقين إلى بيت المقدس .
----
ج: معنى الصبر، وأنواعه، وفضله.
معنى الصبر لغةً:
الصَّبْـرُ نقيض الجَزَع، وأَصل الصَّبْر الحَبْس وكل من حَبَس شيئًا فقد صَبَرَه، والصبر: حبس النفس عن الجزع والتسخط.
معنى الصبر اصطلاحًا:
(الصبر هو حبس النفس عن محارم الله، وحبسها على فرائضه، وحبسها عن التسخط والشكاية لأقداره).
وقيل هو:(ترك الشكوى من ألم البلوى لغير الله لا إلى الله)
أنواع الصبر:
1- الصبر على الطاعة:
وهو أعلى أنواع الصبر ويكون ذلك بالعلم عن الله ومن خلال معرفة طريقه المستقيم الموصل لجنات النعيم ؛الطريق الذي ينجي الإنسان، فيطيع الله ، ويداوم على ذلك ويصبر عليه، ويتحمل في سبيل ذلك جميع المصاعب والعقبات التي قد تواجهه في حياته، فيرزقه الله حلاوة الإيمان ويصبح صابراً ومحتسباً عند الله تعالى، وهناك العديد من الطاعات التي فرضها الله تعالى على عباده كالصلاة والصيام والزكاة وغيرها من الطاعات، فعندما يؤدّيها المسلم ويلتزم بها ويداوم عليها يشعر بحلاوتها وبراحة نفسيّة لم يحصل عليها عند ترك هذه العبادات، ويتجلّى الصبر في العبادات، عند قيام المسلم بفرض الصيام، فهو ينمّي في نفسه الصبر والتحمّل على الجوع والعطش، وبالتالي الصبر والتحمّل على الشدائد والابتلاءات.
2- الصبر عن المعصية والمخالفات:
طبيعة الحياة تحتم على الإنسان السعي فيها والاختلاط بالناس ، مما يجعله دائما معرضا لارتكاب المعاصي والمخالفات ، وكلما قوي إيمانه كبح نفسه وصبر عن المعصية خوفا من الله ، وهذا الصبر في الدرجة الثانية بعد الصبر على الطاعات. وهو صبر محمود يقوى عزم الإنسان في سيره إلى الله.
3-الصبر على الأقدار المؤلمة:
كتب الله عز وجل أن تكون الدنيا دار الاختبار ، ومن اختبارات الله أن يمرر على العبد الأقدار المؤلمة ليختبر صبره ؛ كما قال تعالى ( لنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين )، فإذا علم العبد أن كلّ شيء في هذه الحياة بيد الله تعالى، وأنه مقدّر ومكتوب للإنسان منذ ولادته، سهل عليه العيش بسلام وراحة في هذه الدنيا، ويتجلّى ذلك عند فقد الإنسان لشخص عزيز عليه، يجب أن يتحلّى بالصبر على ذلك، وتقبّل الأمر بكل إيمان، وتجنّب التذمّر والشكوى لحدوث ذلك؛ لأنّه يؤدّي إلى خسارة الأجر والثواب، والعيش بحياة تعيسة وكئيبة.
فضل الصبر:
1-الصبر خير للمؤمن،كما جاء في الحديث: «عجبًا للمؤمن. لا يقضي اللّه له قضاءً إلّا كان خيرًا له: إن أصابته سرّاء، فشكر، كان خيرًا له؛ وإن أصابته ضرّاء فصبر كان خيرًا له».
2-أجود ما يستعان به على تحمّل المصائب الصّبر والصّلاة، كما في قوله: {واستعينوا بالصّبر والصّلاة وإنّها لكبيرةٌ إلا على الخاشعين}[البقرة: 45].
وفي الحديث كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا حزبه أمرٌ صلّى.
3-يدخل الصابرون الجنة بلا حساب ، قال عليّ بن الحسين زين العابدين: «إذا جمع اللّه الأوّلين والآخرين ينادي منادٍ: أين الصّابرون ليدخلوا الجنّة قبل الحساب؟ قال: فيقوم عنق من النّاس، فتتلقّاهم الملائكة، فيقولون: إلى أين يا بني آدم؟ فيقولون: إلى الجنّة. فيقولون: وقبل الحساب؟ قالوا: نعم، قالوا: ومن أنتم؟ قالوا: الصّابرون، قالوا: وما كان صبركم؟ قالوا: صبرنا على طاعة اللّه، وصبرنا عن معصية اللّه، حتّى توفّانا اللّه. قالوا: أنتم كما قلتم، ادخلوا الجنّة، فنعم أجر العاملين».
--------