المجلس الحادي عشر: مجلس مذاكرة القسم الثاني من الحزب 59
مجلس مذاكرة تفسير سورتي النازعات وعبس أجب على إحدى المجموعات التالية: المجموعة الأولى: 1. فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}. 2. حرّر القول في: المراد بـالنازعات في قوله تعالى: {والنازعات غرقا}. 3. بيّن ما يلي: أ: صفات الملائكة التي أقسم الله بها في أول سورة النازعات. ب: المراد بالسبيل في قوله تعالى: {ثم السبيل يسّره}. ج: المراد بالراجفة والرادفة. المجموعة الثانية: 1. فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها: {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)}. 2. حرّر القول في: المراد بـالسفرة في قوله تعالى: {بأيدي سفرة}. 3. بيّن ما يلي: أ: أيهما خلق أولا الأرض أم السماء؟ ب: متعلّق التطهير في قوله تعالى: {مرفوعة مطهّرة}. ج: معنى الاستفهام في قوله تعالى: {يقولون أئنا لمردودون في الحافرة . أئذا كنا عظاما نخرة}. المجموعة الثالثة: 1. فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها: {هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19) فَأَرَاهُ الْآَيَةَ الْكُبْرَى (20) فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى (25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26)}. 2. حرّر القول في: المراد بـالحافرة في قوله تعالى: {يقولون أئنا لمردودون في الحافرة}. 3. بيّن ما يلي: أ: المقسم عليه في أول سورة النازعات. ب: المراد بالصاخّة وسبب تسميتها بذلك. ج: دلائل حفظ الله تعالى لكتابه. تعليمات: - ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته. - يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة. - يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق. - تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب. تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة: أ+ = 5 / 5 أ = 4.5 / 5 ب+ = 4.25 / 5 ب = 4 / 5 ج+ = 3.75 / 5 ج = 3.5 / 5 د+ = 3.25 / 5 د = 3 هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة. معايير التقويم: 1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ] 2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص] 3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد] 4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية. 5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض. نشر التقويم: - يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب. - تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها. - نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم. _________________ وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم. |
المجموعة الأولى:
1. فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}. (عبس وتولى) يخبر الله تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم عندما كلح بوجهه واعرض ببدنه لا جل مجئ الاعمى له [COLOR="blue"]( أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى) سبب نزول هذه السوره ان قوماً من اشراف قريش كانوعند النبي صلى الله عليه وسلم وقد طمع في إسلامهم فأقبل إلية رجل اعمى وهو عبدالله بن ام مكتوم فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقطع عليه ابن ام كتوم حديثه فأعرض عنه ( وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى) اي يحصل له زكاه وطهارة في نفسه ويتتطهر من الذنوب بالعمل الصالح بسبب ما يعلمه منك (او يذكر فتنفعه الذكرى) اي يحصل له إتعاظ وانزجار عن المحارم ويتذكر ما ينفعه فيعمل بتلك الذكرى فيتعظ بما تعلمه من المواعظ (اما من استغنى) أَيْ: كَانَ ذَا ثَرْوَةٍ وَغِنًى أَوِ اسْتَغْنَى عَنِ الإِيمَانِ وَعَمَّا عِنْدَكَ مِنَ الْعِلْمِ (فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى) أيْ: تُقْبِلُ عَلَيْهِ بِوَجْهِكَ وَحَدِيثِكَ، وَهُوَ يُظْهِرُ الاستغناءَ عَنْكَ وَالإِعْرَاضَ عَمَّا جِئْتَ بِهِ) (وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى) ايْ: أَيُّ شَيْءٍ عَلَيْكَ فِي أَلاَّ يُسْلِمَ وَلا يَهْتَدِيَ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ إِلاَّ البلاغُ، فَلا تَهْتَمَّ بِأَمْرِ مَنْ كَانَ هكذا مِنَ الْكُفَّارِ (وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى) أَيْ: وَصَلَ إِلَيْكَ مُسْرِعاً فِي المَجِيءِ إِلَيْكَ, طَالِباً مِنْكَ أَنْ تُرْشِدَهُ إِلَى الْخَيْرِ وَتَعِظَهُ بِمَوَاعِظِ اللَّهِ (وهو يخشى) أَيْ: يَخَافُ اللَّهَ تَعَالَى (فأنت عنه تلهى) اي تتشاغل عنة وتعرض وتتغافل الفوائد السلوكية 1-مايدريك في الاقبال عليه اي الاعمى اي يزكى ويتطهر عن الاخلاق الرذيله ويتصف بالخلاق الجميله 2-او يذكر فتنفعه الذكرى )وهي المقصود من بعثه الرسل ووعظ الوعاظ وتذكير المذكرين فإقبالك على من جاء بنفسه لذلك منك هو الأليق الواجب واما تصديك وتعرضك للغني المستغنى الذي لايسأل ولا يستفتي لعدم رغبته في الخير مع ترك من هو اهم منه فإنه لاينبغي لك فإنه ليس عليك ان لا يزكى فلو لم يتزك فلست بمحاسب على ما عمل من الشر (القاعدة المشهوره ) انه لايترك امر موهوم ولا مصلحه متحققه لمصلحه متوهمه )وينبغي الاقبال على طلب العلم المفتقر إليه الحريص عليه أزيد من غيره حرّر القول في: المراد بـالنازعات في قوله تعالى: {والنازعات غرقا}. القول الاول : الملائكه حين تنزع ارواح بنى أدم فمنهم من تأخذ روحه بعسر فتغرقه في نزعها ومنهم من تأخذ روحه بسهوله وكأنما حلته من نشاط وهو قوله ( وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا) القول الثاني : هي انفس الكفار تنزع ثم تنشط ثم تغرق في النار القول الثالث: الموت القول الرابع : هي النجوم القول الخامس: هي القسي في القتال القول السادس: الملائكه التى تنزع الارواح بقوه وتغرق في نزعها حتى تخرج الروح فتجازى بعملها القول السابع : الملائكه التى تنزع ارواح العباد عن اجسادهم كما ينزع النازع في القوس فيبلغ بها غايه المد الادله: اسناد الاقوال القول الاول : قال ابن مسعود وابن عباس ومسروق وسعيد بن جبير وابو صالح وابو الضحى والسدي : ذكره عنهم ابن كثير القول الثاني : روايه اخرى عن ابن عباس : ذكرها ابن كثير القول الثالث:قال مجاهد : ذكره عنه ابن كثير القول الرابع : قال الحسن وقتاده : ذكر عنهم ابن كثير القول الخامس : قال عطاء بن رباح : ذكر عنه ابن كثير القول السادس :قال لسعدي القول السابع: قال الاشقر عدد الاقوال سبعه اقوال بيان نوع الاقوال من حيث الاتفاق والتباين الاقوال فيها اتفاق وتباين فهي متفقه في انها الملائكه في القول الاول والقول السادس والقول السابع ومتباينه في الاقوال الاخرى الراجح رجح ابن كثير القول الاول وهي انها الملائكه وقال وعليه الاكثرون الخطوه النهائيه المراد بقول (والنازعات غرقاً) 1- الملائكه حين تنزع ارواح بنى ادم 2-انفس الكفار تنزع ثم تنشط ثم تغرق في النار 3- الموت 4- القسي في القتال بيّن ما يلي: أ: صفات الملائكة التي أقسم الله بها في أول سورة النازعات. ب: المراد بالسبيل في قوله تعالى: {ثم السبيل يسّره}. ج: المراد بالراجفة والرادفة. أ- ملائكه كرام وافعالهم الداله على كمال انقيادهم لامر الله وإسراعهم في تنفيذامره ب - 1-يسر عليه خروجه من بطن امه : قال العوفي عن ابن عباس وكذلك قال عكرمه والضحاك وابو صالح وقتاده والسدي واختاره ابن جرير : ذكر عنهم ابن كثير 2- يسر له الاسباب الدينيه والدنيويه : قال السعدي 3- يسر له الطريق الى تحصيل الخير والشر : قال الاشقر ج- 1- هما النفختان الاولى والثانيه : قال مجاهد والحسن وقتاده والضحاك وغير واحد : ذكر عنهم ابن كثير 2-(يوم ترجف الارض والجبال :والثانيه وهي الرادفه فهي كقوله (وحملت الارض والجبال فدكتا دكه واحده ) روايه اخرى عن مجاهد :ذكره عنه ابن كثير 3- جات الراجفه تتبعها الرادفه جاء الموت بما فيه : في حديث الامام احمد : ذكره عنه ابن كثير 4- يوم ترجف الراجفه :وهي قيام الساعه (تتبعها الرادفه ): اي الرجفه الاخرى التى تردفها وتأتي تلوها : قال السعدي 5- يوم ترجف الراجفه : وهي النفخه الاولى التى يموت بها جميع الاخلائق ( تتبعها الرادفه :الرادفه : النفخه الثانيه التى يكون عندها البعث : قال الاشقر |
المجموعة الثانية
الخميس 7/30 مجلس المذاكرة تفسير سورتي النازعات وعبس 1_ تفسير الآيات " فإذا جاءت الطامة ...." 34 – 41 يخبر الله سبحانه عن تحقق مجئ يوم القيامة ، وأنه حدث يطم على كل أمر هائل ، فيذهل كل إنسان عن غيره وهي النفخة الثانية ، في ذلك الحين يطلع الإنسان على ما في صحيفة أعماله من خير أو شر وبحسبها تكون سعادته أو شقاوته ، كما أن النار في ذلك الوقت تظهر لكل أحد فيراها الناس ، مستعدة لأخذ من أمرت به ، فيغتم الكافر ويتحسر على تفريطه، فمن تجاوز الحد بالطغيان والمعاصي والكفر ، وقدم حظوظ الدنيا وشهواتها على الآخرة ولم يستعد لها فإن مصيره إلى النار مسكنا ، وفي مقابل فإن من آمن وصدق وأبعد نفسه عن هواها والتزم بطاعة ربه وسار وفق ما أمر الله سبحانه ، فإن منقلبه ومصيره إلى الجنة. الفوائد السلوكية من الآيات: 1_ ينبغي للإنسان أن يعد ويتجهز ليوم القيامة بالعمل الصالح ، والحذر من المعاصي والذنوب . 2_ يجب على الإنسان أن يهتم بأمر الآخرة ولا يغفل عنها ، ويتجنب إيثار الشهوات والهوى . 3_ أن يحذر الإنسان من تجاوز الحد المشروع له ، في أعماله وأقواله. 4_أن يستحضر المسلم موقفه بين يدي الله يوم القيامة ، فيرجع عن المعاصي ويرجع الحقوق لأهلها ، ولا يتمادى في الباطل. المراد بالسفرة في قولة "بأيدي سفرة " ورد في تحديد المراد بالسفرة عدة أقوال: القول الأول: هم الملائكة ، وهو قول ابن عباس ومجاهد والضحاك وابن زيد ، ورجحه الطبري ، قال " الصحيح أن السفرة : الملائكة ، وبه نص: السعدي ، والأشقر. القول الثاني: هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وهو قول وهب بن منبه. القول الثالث : هم القراء، ذكره ابن جريج عن ابن عباس، وهو معنى السفرة بالنبطية ، وقال بهذا القول قتادة. وفي معنى السفرة : قال الطبري : أي: بين الله وخلقه ، ومنه السفير الذي يسعى بين الناس في الخير . 3- أيهما خلق أولا: الأرض أم السماء: خلق الأرض مقدم على خلق السماء ، والدليل على ذلك قوله تعالى " قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين " إلى أن قال تعالى " ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائفين" 3-ب/ متعلق التطهير في قوله " مرفوعة مطهرة" القول الأول : أن متعلق التطهير : أي من الدنس والزيادة والنقص، قاله ابن كثير . القول الثاني: متعلق التطهير : عن أن تنالها أيدي الشياطين أو يسرقونها ، قاله السعدي والأشقر. ج/ معنى الاستفهام في قوله" يقولون أننا لمرددون في الحافرة . ائذا كنا عظاما نخرة" في معنى الاستفهام في قوله " ائنا لمردودن" القول الأول : معنى الاستفهام : الاستبعاد لوقوع البعث بعد الموت ، وهو قول مجاهد ، ذكره ابن كثير . القول الثاني : معنى الاستفهام : التكذيب ، ذكره السعدي. القول الثالث: معنى الاستفهام : الإنكار للبعث ، ذكره الأشقر. |
المجموعة الأولى :
1- (عبس و تولى) : إن سبب نزول هذه الآية أن نفرا من أعيان قريش كانوا عند النبي صلى الله عليه وسلم، و كان عليه الصلاة والسلام حريصاً على إسلامهم، و أثناء جلوسهم عند النبي، جاء رجل من قدماء الصحابة إسلاما، و هو عبدالله إبن أم مكتوم سائلاً النبي صلى الله عليه وسلم عن بعض أمور الدين، فعبس الرسول صلى الله عليه وسلم في وجهه و تولى عنه بدنه الشريف، رجاء من النبي صلى الله عليه وسلم في إسلام هؤلاء النفر من علية قريش، فنزلت هذه الآية فيها عتاب من الله تعالى للنبي في صد إبن أم مكتوم. 2- (أن جاءه الأعمى): الأعمى :هو عبدالله بن أم مكتوم، صحابي جليل، و قد كان كفيف البصر، رضي الله عنه. 3_(و ما يدريك لعله يحكى): هذا عتاب من الله سبحانه وتعالى للنبي صلى الله عليه وسلم، في صد ابن أم مكتوم، لأنه جاء يسأل عن أمر الدين و هو مؤمن و مصدق، لعله كان بأجابة رسول الله له تطهير له و لقلبه من الرذيلة و إكتساب الأخلاق الجميلة التي حث عليها الإسلام، و يتطهر من الذنوب بالعمل الصالح بسبب تعلمه من الرسول الكريم. 4-( أو يذكر فتنفعه الذكرى) : في هذه الآية الكريمة مقصد الله تعالى من بعثه لرسله الى خلقه، من أجل و عظهم و إرشادهم و تعليمهم كل ما يقود الى توحيد الله تعالى، و يبعدهم عن الشرك به. 5_ (أما من إستغنى ): تقصد هذه الآية نفر قريش الذين كانوا من الأغنياء، و كان يجلس الرسول صلى الله عليه وسلم معهم، لأجل هديته. 6_ (فأنت له تصدى): هذا خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم، بأنك حريص على إسلام هؤلاء الأغنياء من قريش،و تتعرض لهم طمعاً في إسلامهم. 7_(و ما عليك ألا يحكى): ما زال الخطاب هنا موجها للنبي صلى الله عليه وسلم، أي ليس عليك من الأمر شئ إن لم يؤمنوا ما دمت قد قمت بتبليغهم ما أمرك الله تعالى، فلا يجب الإهتمام بمن صد من كفار قريش. 8-(و أما من جاءك يسعى) : يواصل الله تعالى خطابه للنبي صلى الله عليه وسلم، و يقول أن الأولى في الهداية و الإرشاد، هو من جاءك من تلقاء نفسه، من أجل الهداية و معرفة طريق الخير و الهدى. 9-(و هو يخشى) : الخشية :هي مخافة الله تعالى أملاً في الثواب و خوفاً من العقاب. 10-(فأنت عنه تلهى) : و ما زال الخطاب موجها للنبي صلى الله عليه وسلم، معاتبا له في صد هذا الصحابي الجليل، و كانت هذه الحادثة، سببا بأن الله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم، بعدم تخصيص أحد بالدعوة إلى الله تعالى، و لكن التبليغ يكون للناس كافة. #الفوائد السلوكية التي دلت عليها الآيات الكريمات : 1_ تعليم أهل الإسلام الإسلام أولى من إقناع الكفار بالإسلام. 2_ عدم التجهم، و صد من يريد طلب العلم من المسلمين. 3- عدم موالاة الكفار على المسلمين. 4-تعلم الأخلاق الفاضلة التى تتوافق و ديننا الحنيف، واجب شرعي. 2- الأقوال الواردة بالمراد بالنازعات: 1- الملائكة، قاله إبن مسعود و إبن عباس و مسروق و سعيد بن جبير و أبو صالح و أبو الضحى و السدي. (ك) 2_ أنفس الكفار، تنزع ثم تنشط،ثم تغرق في النار، قاله إبن عباس ورواه إبن أبي حاتم. (ك) 3- الموت، قاله مجاهد. (ك) 4- النجوم، قاله الحسن و قتادة. (ك) 5- القسي في القتال، قاله عطاء بن أبي رباح.(ك) 6- الملائكة، قاله السعدي. 7- الملائكة، قاله الأشقر. عدد الأقوال الأولية سبعة أقوال. بيان نوع الأقوال من حيث الإتفاق و التباين : بعض الأقوال متقاربة و بعضها الأخر متباين و خلاصة الأقوال كالتالي : الأول :أن المراد بالنازعات هي الملائكة. الثاني :أن المراد بالنازعات هي أنفس الكفار تنزع ثم تنشط ثم تغرق في النار. الثالث :أن المراد بالنازعات هو الموت. الخطوة الأخيرة : - المراد بالنازعات في قوله تعالى ( و النازعات غرقاً) : الأول: أن المراد بالنازعات هي الملائكة، و هو حاصل كلام إبن مسعود و إبن عباس و مسروق و سعيد بن جبير و أبو صالح و أبو الضحى و السدي و رجح هذا القول ابن كثير، و ذكره في تفسيره، و كما ذكره السعدي و الاشقر في تفسيرهما أيضاً. الثاني: أن المراد بالنازعات هي أنفس الكفار، تنزع ثم تنشط، ثم تغرق في النار، و هو حاصل كلام إبن عباس ذكره عنه إبن أبي حاتم في تفسيره. الثالث: أن المراد بالنازعات، هو الموت، و هو حاصل كلام مجاهد، و ذكره إبن كثير في تفسيره. 3- أ- 1- أن هذه الملائكة موكلة بنزع الأرواح ( ملائكة الموت) 2- أن هذه الملائكة منقادة بشكل كامل و مطلق لما يأمرهم به الله تعالى. 3- أن هذه الملائكة سريعوا تنفيذ ما يأمرهم به الله تعالى. 4- أن هذه الملائكة تنزل من السماء بسرعة إستجابة لأمر الله تعالى، و تسبق الشياطين في إيصال الوحي الى رسل الله تعالى. 5- أن الله تعالى، قد كلف الملائكة بأعمال محددة. ب- الأقوال الواردة بالسبيل في قوله تعالى ( ثم السبيل يسره) : الأول: يسر على الإنسان خروجه من بطن أمه، قاله العوفي عن إبن عباس و عكرمة و الضحاك و أبو صالح و قتادة و السدي و أختاره إبن جرير . (ك) الثاني: بيان و وضوح و سهولة العمل المكلف به العبد، قاله مجاهد و الحسن و إبن زيد، و رجحه إبن كثير. (ك) الثالث: تيسير الأسباب الدينية و الدنيوية و تبيانها، و إمتحان العبد بالأمر و النهي. (س) الرابع: تيسير الطريق إلى تحصيل الخير و الشر. ( ش) - عدد الأقوال الأولية أربعة أقوال. - بيان نوع الأقوال من حيث الإتفاق و التباين : بين بعضها تقارب و بين بعضها الأخر تباين و يمكن إختصار هذه الأقوال الى ثلاثة أقوال و هي : الأول: أن المراد بالسبيل، هو تيسير خروج الإنسان من بطن أمه. الثاني: بيان و وضوح و سهولة العمل المكلف به العبد. الثالث: تيسير طريق العبد الى تحصيل الخير و الشر و إمتحانه بها. الخطوة الأخيرة : - المراد بالسبيل في قوله تعالى ( ثم السبيل يسره): الأول: أن المراد بالسبيل، هو تسهيل خروج الإنسان من بطن أمه، و هو حاصل كلام إبن عباس و رواه عنه العوفي و عكرمة و الضحاك و أبو صالح و قتادة و السدي و أختاره إبن جرير،و ذكر هذه الأقوال إبن كثير في تفسيره. الثاني: أن المراد بالسبيل، هو بيان و وضوح و سهولة العمل المكلف به العبد من ربه، و هو حاصل كلام مجاهد و الحسن و إبن زيد و رجح إبن كثير هذا القول. الثالث: أن المراد بالسبيل، هو تيسير طريق العبد الى تحصيل الخير و الشر و إمتحانه بها، و هذا حاصل كلام السعدي و الاشقر. ج- الأقوال الواردة في الراجفة و الهادفة: الأول: النفختين الأولى و الثانية، قاله إبن عباس و مجاهد و الحسن و قتادة و الضحاك و غير واحد. (ك) الثاني: الراجفة في قوله تعالى ( يوم ترجف الأرض و الجبال)، و الرادفة في قوله تعالى (و حملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة)، قاله مجاهد. (ك) الثالث: الراجفة، هي قيام الساعة، و الرادفة، هي الرجفة الأخرى التي ترد فيها. (س) الرابع: الراجفة، النفخة الأولى التي يموت بها جميع الخلائق. و الرادفة، النفخة الثانية التي يكون عندها البعث. (ش) - عدد الأقوال الأولية أربعة أقوال. - بيان نوع الأقوال من حيث الإتفاق و التباين يلاحظ أن الأقوال الأربعة يمكن إختصارهما في قولين فقط هما : الأول: الراجفة و الرادفة، هما النفخة الأولى و الثانية. الثاني: أن معنى الراجفة في قوله تعالى: ( يوم ترجف الأرض و الجبال)، و الثانية و هي الرادفة معناها في قوله تعالى: ( و حملت الأرض و الجبال فدكتا دكة واحدة). الخطوة الأخيرة : - المراد بالراجفة و الرادفة : الأول: النفختين، الأولى و الثانية، و هو حاصل كلام إبن عباس و مجاهد و الحسن و قتادة و الضحاك و غير واحد من المفسرين، و ذكره إبن كثير في تفسيره، كما و ذكره السعدي و الاشقر في تفسيرهما أيضاً. الثاني: أن المراد بالراجفة في قوله تعالى: ( يوم ترجف الأرض و الجبال). و الرادفة في قوله تعالى: ( و حملت الأرض و الجبال فدكتا دكة واحدة)، و هو حاصل كلام مجاهد، و ذكره إبن كثير في تفسيره. |
المجموعة الثانية
تفسير قوله تعالى: (فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) )
وهو يوم القيامة،وهو قول ابن عبّاسٍ: سمّيت بذلك؛ لأنّها تطمّ على كلّ أمرٍ هائلٍ مفظعٍ، وهي الشدةُ العظمى، التي تهونُ عندَها كلُّ شدةٍ، فحينئذٍ يذهلُ الوالدُ عن ولدهِ، والصاحبُ عن صاحبه وكلُّ محبٍّ عنْ حبيبهِ وهِيَ النَّفْخَةُ الثَّانِيَةُ الَّتِي تُسْلِمُ أَهْلَ الْجَنَّةِ إِلَى الْجَنَّةِ، وَأَهْلَ النَّارِ إِلَى النَّارِ. تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35) ) أي: حينئذٍ يتذكّر ابن آدم جميع عمله؛ خيره وشرّهمُدَوَّناً فِي صَحَائِفِ عَمَلِهِ ، فيتمنى زيادةَ مثقالِ ذرةٍ في حسناتهِ، ويغمّه ويحزنُ لزيادةِ مثقالِ ذرةٍ في سيئاتهِ. ويعلمُ إذ ذاكَ أنَّ مادَّةَ ربحِهِ وخسرانهِ ما سعاهُ في الدنيا، وينقطعُ كلُّ سببٍ وصلةٍ كانتْ في الدنيا، سوى الأعمالِ. تفسير قوله تعالى: (وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) ) }. أي: أظهرت للنّاظرين فرآها النّاس عياناً قدْ برزتْ لأهلِهَا، واستعدتْ لأخذِهمْ، منتظرةً لأمرِ ربِّها قَالَ مُقَاتِلٌ: يُكْشَفُ عَنْهَا الغِطاءُ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا الْخَلْقُ، فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَعْرِفُ بِرُؤْيَتِهَا قَدْرَ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْهِ بالسلامةِ مِنْهَا، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيَزْدَادُ غَمًّا إِلَى غَمِّهِ، وَحَسْرَةً إِلَى حَسْرَتِهِ. تفسير قوله تعالى: (فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) ) أي: تمرّد وعتا وجاوزَ الحدَّ بأَنْ تجرَّأَ علَى الكفر والمعاصي الكبارِ، ولمْ يقتصرْ علَى ما حدَّهُ اللهُ. تفسير قوله تعالى: (وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) ) أي: قدّمها على أمر دينه وأخراه، فصارَ سعيُهُ لهَا، ووقتُهُ مستغرقاً في حظوظِهَا وشهواتِها، ونسيَ الآخرةَ وتركَالاستعداد و العملَ لهَا. تفسير قوله تعالى: (فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) ) أي: فإنّ مصيره ومكانه ومقره الذي ليس له غيره إلى الجحيم، وإنّ مطعمه من الزّقّوم، ومشربه من الحميم. تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) ) أي: خاف القيام بين يدي اللّه عزّ وجلّ وخاف حكم اللّه فيه ومجازاته بالعدل لا بالفضل ، فأثَّرَ هذا الخوفُ في قلبِهِ فنهى نفسه عن هواها وميلها إلي المعاصي والمحارم التي تشتهيها ، وردّها إلى طاعة مولاهاوصارَ هواهُ تبعاً لِمَا جاءَ بهِ الرسولُ، وجاهدَ الهوى والشهوةَ الصادِّينِ عن الخيرِ . تفسير قوله تعالى: (فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) ) أي: منقلبه ومصيره ومرجعه الَّذِي يَأْوِي إِلَيْهِ، لا إلي غَيْرُهَ الجنّة الفيحاءالمشتملةَ على كلِّ خيرٍ وسرورٍ ونعيمٍلمنْ هذا وصفُهُ. الفوائد السلوكية التي دلت عليها الآيات: 1- الاستعداد ليوم القيامة وتذكره كل حين. 2- الخوف من الوقوف بين يدي الله عز وجل. 3- تقديم الأعمال الصالحة في الدنيا سبب دخول الجنة في الآخرة. 4- خطورة اتباع الهوي. 5- عقوبة إيثار الدنيا علي الآخرة. 6- الموقف المسدد هو الذي يمنع نفسه من اتباع هواها. 7- الانسان سيندم علي اعمال صالحة لم يعملها وعلي اعمال طالحة اقترفها عندما يتذكر اعماله وقت لا ينفع الندم. تحرير قوله تعالى: (بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ) اختلف المفسرون في من هم السفرة علي أقوال قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ قال ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ والضّحّاك وابن زيدٍ: هي الملائكة. وقال وهب بن منبّهٍ: هم أصحاب محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم. وقال قتادة: هم القرّاء. وقال ابن جريجٍ: عن ابن عبّاسٍ: السّفرة بالنّبطيّة: القرّاء. وقال ابن جريرٍ: الصّحيح أنّ السّفرة: الملائكة. والسّفرة يعني: بين اللّه وبين خلقه، ومنه يقال: السّفير الذي يسعى بين النّاس في الصّلح والخير، كما قال الشّاعر: وما أدع السّفارة بين قومي = وما أمشي بغشٍّ إن مشيت وقال البخاريّ: سفرة الملائكة. سفرت: أصلحت بينهم، وجعلت الملائكة إذا نزلت بوحي اللّه وتأديته كالسّفير الّذي يصلح بين القوم. قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ همُ الملائكةُ الذينَ همُ السُّفراءُ بينَ اللهِ وبينَ عبادهِ. قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ السَّفَرَةُ هُنَا الْمَلائِكَةُ الَّذِينَ يَسْفِرُونَ بالوَحْيِ بَيْنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ. مِنَ السِّفَارَةِ؛ وَهِيَ: السَّعْيُ بَيْنَ الْقَوْمِ. عدد الأقوال الأولية ثلاثة أقوال يمكن تلخيصها كالتالي: 1- الملائكة: وهو قول ابن عباس ومجاهد والضحاك وابن زيد واختيار ابن جرير وابن كثير والسعدي والاشقر. 2- أصحاب محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم. وهو قول وهب ابن منبه. 3- القراء. وهو قول قتادة وابن جريج ونسبه إلي ابن عباس. الأدلة التي ذكرها ابن كثير : استدل ابن جرير بالمعني اللغوي للسفرة فقال: والسّفرة يعني: بين اللّه وبين خلقه، ومنه يقال: السّفير الذي يسعى بين النّاس في الصّلح والخير. واستدل بقول الشاعر وما أدع السّفارة بين قومي = وما أمشي بغشٍّ إن مشيت واستدل ايضا بكلام البخاري : وقال البخاريّ: سفرة الملائكة. سفرت: أصلحت بينهم، وجعلت الملائكة إذا نزلت بوحي اللّه وتأديته كالسّفير الّذي يصلح بين القوم. الاقوال من حيث التقارب و التباين: الاقوال متباينة الراجح منها : ان المقصود بالسفرة هم الملائكة. وهو قول ابن عباس ومجاهد والضحاك وابن زيد واختيار ابن جرير وابن كثير والسعدي والأشقر. 3. بيّن ما يلي: أ: أيهما خلق أولا الأرض أم السماء؟ خلقت الأرض قبل خلق السموات وهو قول ابن عباس وابن جرير واختيار ابن كثير والسعدي والدليل علي ذلك قوله تعالي في سورة فصلت {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ}إلى أنْ قالَ: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}.. ولكن الدحي كان بعد خلق السموات والمقصود بالدحي : بمعنى أنّه أخرج ما كان فيها بالقوّة إلى الفعل و أودعَ فيهامنافعهَا وبسطها. ب: متعلّق التطهير في قوله تعالى: {مرفوعة مطهّرة}. أي انها منزهة عن الدّنس والزّيادة والنّقص وعن أنْ تنالهَا أيدي الشياطين أو يسترقوهَاولا يَمَسُّهَا إِلاَّ المُطَهَّرُون ج: معنى الاستفهام في قوله تعالى: {يقولون أئنا لمردودون في الحافرة . أئذا كنا عظاما نخرة}. معني الاستفهام هنا استفهام استنكاري فهم يستنكرون ويستبعدون أن يبعثوا بعد الموت وبعد أن يصيروا عظاما بالية كيف يرجعون إلي الحياة مرة إخري. |
بسم الله الرحمن الرحيم
الإجابة عن أسئلة مجلس مذاكرة سورتى النازعات والعبس المجموعة الثانية : س١- فسر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التى دلت عليها ... ج١/أ- قوله تعالى : { فإذا جاءت الطامة الكبرى * يوم يتذكر الإنسان ما سعى * وبرزت الجحيم لمن يرى * فأما من طغى * وآثر الحياة الدنيا * فإن الجحيم هي المأوى * وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإن الجنة هي المأوى } يخبر الحق سبحانه بعد ذكره لأكبر مخلوقاته ( السماء والأرض ) واحكامه فى خلقهما ، وتعاقب الليل والنهار اللتان من آياته سبحانه ، وإخراجه الماء والمرعى اللذان من ضروريات الحياة الطيبة فى الأرض ، وأنه. رسخ على الأرض الجبال لئلا تميد بأهلها فتحدث الاضطراب ويفقد القرار عليها ، وأنه لم يعمل هذا كله إلا للإمتاع وليسعدنا والدواب التى سخرها لنا . ثم يعقب على ذلك بقوله : { فإذا جاءت الطامة الكبرى * يوم يتذكر الإنسان ما سعى * وبرزت الجحيم لمن يرى } أي : النفخة الثانية التى تنبئ عن القيامة وما يحدث فيها من أمور عظام شداد التى تهون عندها كل شديد ؛ الأمر المفظع الهائل ، وعندها يتذكر ابن آدم أعماله الحسنة فيطمئن لها ، وأعماله السيئة فيندم لها ، ثم يكشف الحق سبحانه الستار عن النار فيراها أهلها وغير أهلها فلا يخفى على أحد . وقوله تعالى : { فأما من طغى * وآثر الحياة الدنيا * فإن الجحيم هي المأوى } بعد أن ذكر الحق تعالى الساعة وأنها آتية لا ريب فيها ، وأن كل بنى إنسان سيروا أعمالهم الصالحة والخبيثة ، وأن الجحيم ستظهر وتبصر فيراها أهلها وغير أهلها ... هنا قسّم الله تعالى بنى البشر إلى طاغ عات الذى يطغى ويتعد حدود الله ويقترف المعاصى والسيئات ، وإلى خائف لكبريائه سبحانه وعظمته ، فالطاغي لإيثاره الحياة الدنيا الفانية اللا خلود بالسعي إليها والحرص على جمعها ، فيغفل بذلك عن الآخرة – والآخرة خير وأبقى – فمصيره الجحيم . وأما المؤمن الخائف من الله ووقوفه بين يديه يوم القيامة فى العرصات ، وانتهى عما نهي عنه ونهى نفسه - الأمارة بالسوء – عن اتباع هواه ، وتمكن بإذن الله من تدبيرها فمصيره الجنة . ج١/ب – ومما تقدم من الآيات فوائد سلوكية جمة ، أذكر على سبيل المثال : ١- أن الساعة لا محالة آتية لا ريب فيها ، وأن حدوثها مخيفة ، مما يستلزم خشية الله المدبر لها. ٢- الأعمال فى عرصات القيامة مرئية كقوله تعالى : { ووجدوا ما عملوا حاضرا ... } سواء أكانت صالحة أم طالحة ، فليحرص العاقل على اغتنام الفرص فى كسب الحسنات ، وليحذر من اقتراف السيئات ، كقوله { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } ٣- الإيمان برؤية الصالحين والطالحين جميعا للجحيم . ٤- الطغيان وإيثار حصاد الدنيا ومغرياتها ، والسعي فى طلبها وجمعها ... والغفلة عن ذكر الله سبب المصير إلى الجحيم . ٥- الخوف من الله والوقوف بين يديه ، والعمل بالمأمور به والانتهاء عما نهي عنه ، وتكريس الجهد فى نهي النفس عن اتباع ملذات الدنيا وشهواتها ، التى هي ما تهواها النفوس ، فمن كان هذا همه فمصيره إلى الجنة التى عرفها لهم سبحانه . س٢- حرر القول فى المراد بـ ( سفرة ) فى قوله تعالى : { بأيدى سفرة } * أقوال المفسرين : ** قال إسماعيل بن عمر بن كثير - سفرة : الملائكة ، قاله ابن عباس ، ومجاهد ، والضحاك ، وابن زيد - السفرة : أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قاله وهب بن منبه - السفرة : القراء ، قاله قتادة - السفرة : القراء عند النبطية ، قاله ابن جرير رواية عن ابن عباس - السفرة : الملائكة ، قال به ابن جرير وصححه ، قال : " السفرة يعنى بين الله وبين خلقه ، ومنه يقال : السفير ، الذى يسعى بين الناس فى الصلح والخير ، كما قال الشاعر وما أدع السفارة بين قومي ... وما أمشى بغش إن مشيت - السفرة : الملائكة ، قاله البخاري ، ثم قال : سفرت : أصلحت بينهم ، وجعلت الملائكة إذا نزلت بوحي الله وتأديته كالسفير الذى يصلح بين قوم . قال السعدي : السفرة : الملائكة الذين هم السفراء بين الله وبين خلقه . قال الأشقر : • السفرة : الملائكة الذين يسفرون بالوحي بين الله ورسوله. قال : من السفارة ، وهي تلسعي بين القوم . ** إسناد الأقوال إلى قائليها : ( تم ذلك ) ** أدلة الأقوال : - استدل ابن جرير بقوله " السفرة يعنى بين الله وبين خلقه ، ومنه يقال : السفير ، الذى يسعى بين الناس فى الصلح والخير ، كما قال الشاعر وما أدع السفارة بين قومي ... وما أمشى بغش إن مشيت. - وستدل البخاري قائلا : سفرت : أصلحت بينهم ، وجعلت الملائكة إذا نزلت بوحي الله وتأديته كالسفير الذى يصلح بين القوم . - قال محمد بن سليمان الأشقر : السفرة : من السفارة وهي السعي بين القوم . ** ملاحظة : روى الإمام أحمد بسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله وسلم : ( الذى يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة ... ) الحديث ، أخرجه جماعة عن قتادة به . يلاحظ أن ابن كثير ذكر قول قتادة بأن ( السفرة ) هم القراء ، وهنا يبدو أنه قد قال قولا ثانيا كما يظهر من الحديث وإن لم يصرح به ؛ لأن السفرة فى الحديث ليسوا هم القراء بل إنهم معهم فى الشرف والطهر . ** نلاحظ فى الأقوال المتقدمة أن ابن كثير ذكر ستة أقوال ثلاثة منها متفقة وهي الأول والخامس والسادس ( الملائكة ) فتفرد فى قول . والقول الثالث والرابع متفقان كذلك ( القراء ) ومتباينان عن السابقة فيصنفان فى قول . والقول الثانى متباين عن الثلاثة الأولى ، ومتقارب من الثالث والرابع ، لأن لفظة ( القراء ) يشمل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم ، فلا تعنى أنهم هم القراء ، ولذلك يفرد فى قول . فيصبح الأقوال فى المسألة ثلاثة عند ابن كثير . ** ونلاحظ اتفاقا بين قولي السعد والأشقر بأقوال الثلاثة المتفقة لدى ابن كثير . نخلص إلى القول فى المسألة بأن مجموع الأقوال فيها ثلاثة متباينة : ( الملائكة – القراء – أصحاب رسول الله ) • فالسفرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هو حاصل كلام وهب بن منبه وذكره ابن كثير فى تفسيره . • أوالسفرة القراء : هذا حاصل قول ابن جرير رواية عن ابن عباس ، وذكره ابن كثير فى تفسيره . • أوالسفرة الملائة ، هذا مفاد قول ابن عباس ومجاهد والضحاك وابن زيد والبخاري ، وهو اختيار ابن جرير فى تفسيره وصححه ، وذكره ابن كثير والسعدي والأشقر فى تفاسيرهم . ** وهذا الأخير هو الراجح . س٣- أيهما خلق أولا ... الأرض أم السماء ؟ ج٣/أ- الأرض مخلوق قبل السماء بدليل قوله تعالى : { قل أئنكم لتكفرون بالذى خلق الأرض فى يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين * وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين * ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض اتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين } وهذا قبل تأكيد الأرض وانبساطها وتفجير أنهارها واحداث الحيوية فيها ، وبعد خلق السماء بسطت الأرض ودحيت وجعل فيها متاعها بدليل قوله تعالى : { والأرض بعد ذلك دحاها * أخرج منها ماءها ومرعاها * والجبال أرساها } أي بعد خلق السماء . ج٣/ب- متعلق التطهير فى قوله تعالى : { مرفوعة مطهرة } فمتعلق التطهير فى الآية هو أنه كلام الرب سبحانه المقدس العالية القدر والمكانة الرفيعة ، وقداسة الرب تعالى يستلزم قداسة كلامه ووحيه – القرآن – المنزه عن الزيادة والنقصان وعن أن تناله أيدى الشياطين الخبثاء أو يسترقوها ، فجعله فى أيدى السفرة الكرام – الملائكة – حيث أنهم مؤتمنون ويسعون بالإصلاح بين بنى آدم من غير خيانة . ج٣/ج- معنى الإستفهام فى قوله تعالى : { يقولون أئنا لمردودون فى الحافرة * أئذا كنا عظاما نخرة } معنى الاستفهام هنا ( الإنكار ) لاستنكارهم البعث والنشور وأنهم يبعثون إلى الوجود بعد أن أكلت الدود الأجساد وبليت العظام ، وقد صاروا إلى الحافرة وهي القبور . هذا والله ولي التوفيق |
بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى 1/ عبس وتولى : كلح النبي صلى الله عليهوسلم بوجهه واعرض . أن جاءه الأعمى : سبب نزول هذه الأية ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يخاطب رؤساً من المشركين طمع في اسلامهم ثم جاءه رجل أعمى من المسلمين هو( عبد الله بن ام مكتوم ) فأعرض عنه وعاتبه الله على ذلك . ومايدريك لعله يزكى : لعل هذا الأعمى الذي اعرضة عنه يتطهر من الذنوب بالأعمال الصالحة ويتخلق بالأخلاق الفاضلة. أو يذكر فتنفعه الذكرى : ينتفع بالموعظة ويتذكر . أما من استغنى : من المشركين استغنى عما عندك من العلم والخير . فأنت له تصدى : تتعرض له لعله يهتدي وتقبل بوجهك عليه . وماعليك ألا يزكى :أنت ليس عليك إلا البلاغ ولست مطالب بهداية واسلامه. وأما من جاءك يسعى : طالباً للهدى مقبل عليك يريد ماعندك . وهويخشى :يخاف الله مع تعظيمه له . فأنت عنه تلهى :تتشاغل عنه ولا تُقبل عليه . * الفوائد السلوكية من هذه الأيات : 1/ الهدية توفيق من الله ومنة منه . 2/الكرامة عند الله والتفضل بالتقوى والإيمان 3/ بذل العلم والدعوة لمن اقبل عليه 4/ليس عليك هداية الناس (هداية التوفيق ) إنما عليك الدلاة والإرشاد 2_ تحرير القول في المراد بالنازعات - ذكر ابن كثير اقولاً في المراد بالنازعات القول الأول : ابن مسعودٍ وابن عبّاسٍ ومسروقٌ وسعيد بن جبيرٍ وأبو صالحٍ وأبو الضّحى والسّدّيّ (الملائكة التى تنزع ارواح الكفار ) القول الثاني : مجاهد (الموت) القول الثالث :الحسن وقتادة (النجوم ) القول الرابع :عطاء بن ابي رباح ( القسي في القتال ) - ورجح ابن كثير القول الأول وهو ماذهب إليه السعدي والاشقر في تفسيرهما 3_ أ) 1 تنزع ارواح الكفار 2 تجذب الارواح بقوة ونشاط 3 تتردد في الهواء صعوداً ونزولاً لامر الله 4 تبادر لأمر الله وتتسابق فيه 5 تدبر الأمور بأمر الله مما أوكلها بع ب) يسر له الأمور الدينية والدنيوية ، ويسر له طريق الخير والشر ج) الراجفة: هي النفخة الأولى الرادفه : النفخة الثانية |
المجموعة الثانية:
1. فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها: {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)}. تفسير قوله تعالى : (( فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) أي فاذا جاء يوم القيامة وسميت بالطامة الكبرى لانها تطم على كل امر هائل كما ذكر ابن كثير عن ابن عباس انها سميت لاجل ذلك فهي تطم على سائر الطامات وهي النفخة الثانية حين يسلم اهل الجنة للجنة واهل النار للنار تفسير قوله تعالى : (( يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35) أي يوم القيامة حين يرى الانسان عمله الحسن والسيء فيتمنى لو زاد بالخير ولو بمثقال ذرة , ويرى اعماله السيئة فيحزنه ذلك كما قال تعالى : (( يوم يتذكر الانسان وانى له الذكرى )) تفسير قوله تعالى : ((وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) أي جعلت في البراز فهي ظاهرة لكل احد ؛ قَالَ مُقَاتِلٌ: يُكْشَفُ عَنْهَا الغِطاءُ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا الْخَلْقُ، فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَعْرِفُ بِرُؤْيَتِهَا قَدْرَ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْهِ بالسلامةِ مِنْهَا، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيَزْدَادُ غَمًّا إِلَى غَمِّهِ، وَحَسْرَةً إِلَى حَسْرَتِهِ( تفسير قوله تعالى : فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) أي من تمرد وتجاوز الحد في الكفر وارتكابه للمحرمات تفسير قوله تعالى : (( وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) أي قدمها على الاخرة ونسيها وانغمس في الشهوات فلم يعمل لاخرته ، فإن مصيره جهنم وهي مقره ومسكنه الدائم تفسير قوله تعالى : (( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41 ) أي من خاف القيام بين يدي الله سبحانه فحجب نفسه عن المعاصي ورغب في الاخرة وزجر نفسه كلما دعته لشهواتها ، وانتهج بنهج رسوله ؛ فإن الجنة هي مسكنه ومنقلبه . من الفوائد السلوكية التي دلّت عليها الآيات السابقة : 1- على الانسان ان يتذكر يوم الميعاد فان ذلك يجعل في النفس وازعا يصرفه عن المعصية ، والطمع بما عند الله من الفضل 2- ان كل عمل سيحاسب العبد عليه ان خيرا فخير وان شر فلا يلومن الا نفسه . 3- ان من اتبع هدى الله واستن بسنة رسول الله وارتدع عن المحرمات فان الله لن يضيع عمله وان الجنة ستكون داره وقراره . 2. حرّر القول في: المراد بـالسفرة في قوله تعالى: {بأيدي سفرة}. وردت أقوال عن السلف في معنى السفرة في هذه الآية ذكرها ابن كثير في تفسيره : الاول : الملائكة وهو مروي عن ابن عباس ومجاهد الضحاك وابن زيد . الثاني : اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مروي عن وهب بن منبه . الثالث : القراء وهو قول قتادة ؛ وقال ابن جريج : عن ابن عباس : السفرة بالنبطية : القراء . ورجح ابن كثير والسعدي والاشقر القول الاول ، قال ابن كثير في تفسيره : ((قال ابن جريرٍ: الصّحيح أنّ السّفرة: الملائكة. والسّفرة يعني: بين اللّه وبين خلقه، ومنه يقال: السّفير الذي يسعى بين النّاس في الصّلح والخير، كما قال الشّاعر: وما أدع السّفارة بين قومي وما أمشي بغشٍّ إن مشيت وبالنظر لهذه الاقوال يترجح القول الاول ان المراد بالسفرة ( الملائكة ) ؛ قال البخاريّ: سفرة الملائكة. سفرت: أصلحت بينهم، وجعلت الملائكة إذا نزلت بوحي اللّه وتأديته كالسّفير الّذي يصلح بين القوم )) أ.هـ 3. بيّن ما يلي: أ: أيهما خلق أولا الأرض أم السماء؟ خلق الله الارض قبل السموات ، والمراد في قوله تعالى (( والارض بعد ذلك دحاها )) أي : خلق الله الارض ثم السماء ثم بسط الارض بعد خلق السموات . كما ورد ذلك عن ابن عبّاسٍ: انه قال : (( (دحاها (ودحيها أن أخرج منها الماء والمرعى، وشقّق فيها الأنهار، وجعل فيها الجبال والرّمال والسّبل والآكام، فذلك قوله: )) والأرض بعد ذلك دحاها . )) ورجحه ابن جرير وابن كثير والسعدي والاشقر . ب: متعلّق التطهير في قوله تعالى: {مرفوعة مطهّرة}. متعلق التطهير : المراد انها مطهرة من ان ينالها الكفار او الشياطين فينالوا منها بشيء من التحريف والتدنيس . ، كما ذكر ذلك المفسرين كابن كثير والسعدي والاشقر ، والله اعلم . ج: معنى الاستفهام في قوله تعالى: (( يقولون أئنا لمردودون في الحافرة . أئذا كنا عظاما نخرة)) الاستفهام هو على وجه الانكار لوقوع البعث بعد المصير للقبور وتحول العظام الى فتات ، والتكذيب به .قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(10-{يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ}.هَذَا يَقُولُهُ المُنْكِرُونَ لِلْبَعْثِ إِذَا قِيلَ لَهُمْ: إِنَّكُمْ تُبْعَثُونَ.أَيْ: أَنُرَدُّ إِلَى أَوَّلِ حَالِنَا وَابْتِدَاءِ أَمْرِنَا، فَنَصِيرَ أَحْيَاءً بَعْدَ مَوْتِنَا، وَبَعْدَ كَوْنِنَا فِي حُفَرِ الْقُبُورِ؟!) . |
المجموعة الأولى :
1. فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}. عبس وتولى أي كلح النبي صلى الله عليه وسلم بوجهه وأعرض ببدنه عند مجيئ عبدالله بن أم مكتوم رضي الله عنه وكان أعمى . أن جاءه الأعمى كان سبب عبوس النبي صلى الله عليه وسلم وإعراضه مجيئ عبدالله بن أم مكتوم في مجلس ضم قوماً من أشراف قريش كانوا عند النبي صلى الله عليه وسلم وقد طمع في إسلامهم فكره رسول الله أن يقطع عليه ابن أم مكتوم كلامه فأعرض عنه ، وكان هذا سبب نزول السورة . ومايدريك لعله يزكى : أي مايدريك يامحمد لعل هذا الأعمى تحصل له الطهارة والزكاة في نفسه فيتطهر عن الأخلاق الرذيلة ويتحلّى بالأخلاق الجميلة ويتطهّر من الذنوب بالعمل الصالح بسبب مايتعمله منك . أو يذّكر فتنفعه الذكرى : أي يتّعظ وينزجر عن المحارم بتلك الموعظة ويتنفع بها . أما من استغنى : من استغنى عن الأيمان وعمّا عندك من العلم . فأنت له تصدّى : أي تُقبل عليه بوجهك وحديثك وتتعرّض له لعلّه يهتدي . وماعليك ألا يزّكّى : أي لاشيئ عليك في ألاّ يُسلم هؤلاء القوم وألاّ يهتدوا ، فليس عليك إلا البلاغ ، فلاتهتم لأمرهم . وأما من جاءك يسعى : أي وصل مسرعاً في المجيئ إليك طالباً منك ان ترشده للخير وتعظه بمواعظ الله . وهو يخشى : أي يخاف الله تعالى . فأنت عنه تلهّى : أي تتشاغل عنه وتُعرض وتتغاقل . من الفوائد السلوكية المستخلصة من هذه الآيات : 1- أنّ المقصود من بعثة الرُّسُل ووعظ الوعّاظ أن تكون الموعظة لمن يُقبل عليها بنفسه ويطلبها ، لأنه لاينبغي أن يُتصدّى لمن هو مُستغني عنها ولايسأل ولايستفتي لعدم رغبته في الخير ، مع ترك من هو أهم منه ممن يُرجى انتفاعه بها. 2- لا يُترك أمر معلوم لأمر موهوم ، ولامصلحة متحققة لمصلحة متوهمة . 3- ينبغي الإقبال على طالب العلم المُفتقر إليه الحريص عليه أكثر من غيره . 4- ليس على الرُسل والوعّاظ إلا البلاغ ، وأمر الهداية والانتفاع بيد الله سبحانه . 5- الاعراض عن طالب العلم والسائل للموعظة أمر غير محمود في الشريعة . 6- الخشية من الله تدفع العبد لطلب العلم والاستزادة من الخير واجتناب المحرمات . 2. حرّر القول في: المراد بـالنازعات في قوله تعالى: {والنازعات غرقا} الأقوال الواردة في المراد بالنازعات : 1- قول ابن مسعود وابن عباس ومسروق وسعيد بن جبير وأبو صالح وأبو الضحى والسدّي أن المراد بالنازعات الملائكة ذكره عنهم ابن كثير . 2- قول ابن عباس أن المراد بالنازعات أنفس الكفار ذكره عنه ابن كثير . 3- قول قول مجاهد أن المراد بالنازعات الموت ذكره عنه ابن كثير . 4- قول الحسن وقتادة أن المراد بالنازعات النجوم ذكره عنهما ابن كثير . 5- قول عطاء ابن أبي رباح أن المراد بالنازعات القسيّ في القتال ذكره عنه ابن كثير . إسناد الأقوال : تم في الخطوة السابقة عدد الأقوال: خمسة . بيان نوع الأقوال من حيث الاتفاق والتباين : الأقوال الثلاثة الأولى متفقة ، أما القول الرابع والخامس فهما مختلفان عنها . الخلاصة النهائية في المراد بالنازعات ثلاثة أٌوقوال : الأول : أن المراد بالنازعات الملائكة تنزع أرواح الكفار عند الموت وهو حاصل كلام ابن مسعود وابن عباس ومسروق وسعيد بن جبير وأبو صالح وأبو الضحى والسدّي ومجاهد ذكره عنهم ابن كثير . الثاني : أن المراد بالنازعات النجوم وهو حاصل كلام الحسن وقتادة ذكره عنهما ابن كثير . الثالث : أن المراد بالنازعات القسيّ في القتال وهو حاصل قول عطاء ابن أبي رباح ذكره عنه ابن كثير . والصحيح القول الأول وعليه الأكثرون . 3. بيّن ما يلي: أ: صفات الملائكة التي أقسم الله بها في أول سورة النازعات. ب: المراد بالسبيل في قوله تعالى: {ثم السبيل يسّره}. ج: المراد بالراجفة والرادفة. أ- صفات الملائكة التي أقسم الله بها في أول سورة النازعات : 1- النازعات والناشطات التي تنزع أرواح بني آدم فمنهم من تأخذ روحه بعسر فتغرق في نزعها ، ومنهم من تأخذ روحه بسهولة وكأنما حلته من نشاط . 2- السابحات المترددات في الهواء صعوداً ونزولاً ينزلون من السماء مسرعين لأمر الله . 3- السابقات لغيرها المبادرة لأمر الله ، تسبق الشياطين في إيصال الوحي إلى الرسل حتى لاتسترقه . 4- المدبرات من الملائكة الذين وكلهم الله أن يدبّروا كثيراً من أمور العالم العلوي والسفلي ، من الأمطار ، والنبات ، والأشجار والرياح ، والبحار ، والأجنحة ، والحيوانات، والأنة ، والنار وغير ذلك . ب- المراد بالسبيل في قوله تعالى { ثم السبيل يسّره }: يسّر له الأسباب الدينية والدنيوية وهداه السبيل وبيّنه وامتحنه بالأمر والنهي ويسّر له الطريق إلى تحصيل الخير أو الشر . ج- المراد بالراجفة النفخة الأولى التي يموت بها جميع الخلائق . |
المجموعة الأولى:
1. فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}. الإجابة: أن الرسول صلّ الله عليه وسلم قام بالعبوس في وجه الأعمى الذي جاءه، وتولى بجسده الشريف عنه، أي أعرض ببدنه عن الأعمى، وهو عبد الله بن أم مكتوم. وكان فعل الرسول بسبب وجود قوم من أشراف مكة جالسون بين يديه وقد طمح الحبيب محمد بإسلامهم. ثم ذكر الله الفائدة من إقبال الأعمى على الرسول، وهو حصول الطهارة والزكاة في نفس الأعمى. أو أن يتذكر هذا الأعمى فيتعظ بتلك المواعظ التي تذكرها. والآن سيتكلم الله في ذلك الشخص الذي يُعرض بوجهه عن الرسول، حيث يقوم الرسول بالاقبال عليه والتكلم معه، فيذكر الله رسوله بأنه لا واجب عليه بأن يتقبل ذلك الشخص دعوته، وأن يزكي نفسه، فعلى الرسول فقط الدعوة والبلاغ. ثم يتكلم الله عن ذلك الرجل الذي يجيء ساعياً ومقبلاً إلى الرسول، وهو يخاف الله، لكن يتشاغل الرسول صلّ الله عليه وسلم عن هذا الرجل. الفوائد السلوكية: - القيام بالعمل والحركة في الدعوة إلى الله، وتبقى النتائج على رب العباد لا على العباد. - عدم إعطاء أي تمييز في دعوة الأشخاص إلى الله، فالجميع متساوٍ في هذا المقام. 2. حرّر القول في: المراد بـالنازعات في قوله تعالى: {والنازعات غرقا}. الأقوال الواردة في تفسير النازعات في قوله (والنازعات غرقاً) ثلاثة: ما ورد في تفسير ابن كثير – رحمه الله- : - القول الأول: قال ابن مسعودٍ وابن عبّاسٍ ومسروقٌ وسعيد بن جبيرٍ وأبو صالحٍ وأبو الضّحى والسّدّيّ: {والنّازعات غرقاً}: الملائكة. - القول الثاني: عن ابن عبّاسٍ: {والنّازعات}. هي أنفس الكفّار تنزع، ثمّ تنشط، ثمّ تغرق في النّار. - القول الثالث: قال مجاهدٌ: {والنّازعات غرقاً}: الموت. - القول الرابع: قال الحسن وقتادة: {والنّازعات غرقاً (1) والنّاشطات نشطاً}. هي النّجوم. - القول الخامس: قال عطاء بن أبي رباحٍ في قوله: {والنّازعات}،{والنّاشطات}: هي القسيّ في القتال. قال ابن كثير: (والصّحيح الأوّل، وعليه الأكثرون) أي: الملائكة. ما ورد في تفسير السعدي – رحمه الله- : القول السادس: ({وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً}وهمُ الملائكةُ التي تنزعُ الأرواحَ بقوةٍ، وتغرقُ في نزعِها حتى تخرجَ الروحُ، فتجازى بعملهَا). ما ورد في تفسير الأشقر: القول السابع: ({وَالنَّازِعَاتِ} أَقْسَمَ سُبْحَانَهُ بالملائكةِ الَّتِي تَنْزِعُ أرواحَ الْعِبَادِ عَنْ أجسادِهِم كَمَا يَنْزِعُ النازِعُ فِي القَوْسِ فَيَبْلُغُ بِهَا غايةَ المَدِّ) الأدلة: - يقول السعدي في تفسيره: (يحتملُ أنَّ المقسم عليهِ والمقسمَ بهِ متحدانِ،وأنَّه أقسمَ على الملائكةِ؛ لأنَّ الإيمانَ بهمْ أحدُ أركانِ الإيمانِ الستةِ، ولأنَّ في ذكِر أفعالهِمْ هنَا ما يتضمنُ الجزاءَ الذي تتولاهُ الملائكةُ عندَ الموتِ وقبلَه وبعدَه، فقالَ:{وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً}وهمُ الملائكةُ التي تنزعُ الأرواحَ بقوةٍ، وتغرقُ في نزعِها حتى تخرجَ الروحُ، فتجازى بعملهَا). نوع الأقوال من حيث الاتفاق أو الاختلاف أو التقارب: القول الأول والقول السادس والقول السابع متفقون تماماً، أما القول الثاني والثالث والرابع والخامس فهم مختلفون. العرض النهائي للمسألة: اتفق كل من ابن مسعودٍ وابن عبّاسٍ ومسروقٌ وسعيد بن جبيرٍ وأبو صالحٍ وأبو الضّحى والسّدّيّ وابن كثير والسعدي والأشقر على أن المقصود بالنازعات هو: الملائكة. أما ابن عبّاسٍ فقال أن النازعات هي:أنفس الكفّار تنزع، ثمّ تنشط، ثمّ تغرق في النّار. وقال مجاهدٌ: {والنّازعات غرقاً}: الموت. أما الحسن وقتادة فقد اتفقوا على أن النازعات هي: النجوم. وقد اعتمد عطاء بن أبي رباحٍ في قوله: {والنّازعات}،{والنّاشطات}: أنها القسيّ في القتال. وقد استدل السعدي بما يلي: (يحتملُ أنَّ المقسم عليهِ والمقسمَ بهِ متحدانِ،وأنَّه أقسمَ على الملائكةِ؛ لأنَّ الإيمانَ بهمْ أحدُ أركانِ الإيمانِ الستةِ، ولأنَّ في ذكِر أفعالهِمْ هنَا ما يتضمنُ الجزاءَ الذي تتولاهُ الملائكةُ عندَ الموتِ وقبلَه وبعدَه، فقالَ:{وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً}وهمُ الملائكةُ التي تنزعُ الأرواحَ بقوةٍ، وتغرقُ في نزعِها حتى تخرجَ الروحُ، فتجازى بعملهَا). 3. بيّن ما يلي: أ: صفات الملائكة التي أقسم الله بها في أول سورة النازعات. صفات الملائكة هي: - الجزاء والحساب الذي تتولاه الملائكة عند الموت وقبله وبعده. - وهمُ الملائكةُ التي تنزعُ الأرواحَ بقوةٍ، وتغرقُ في نزعِها حتى تخرجَ الروحُ، فتجازى بعملهَا. ب: المراد بالسبيل في قوله تعالى: {ثم السبيل يسّره}. هناك عدة أقول، نحصرها فيما يلي: - قال ابن كثير نقلاً عن ابن عباس أنها: تيسير على الطفل الخروج من بطن أمه. - قال السعدي: أي: يسَّرَ لهُ الأسبابَ الدينيةَ والدنيويةَ، وهداهُ السبيلَ، [وبيَّنَهُ] وامتحنهُ بالأمرِ والنهي، أي: أكرَمهُ. - يقول الأشقر: أي يسر إليه طريقه لتحصير الخير أو الشر. ج: المراد بالراجفة والرادفة. هما النفختان الأولى والثاني في يوم القيامة. |
المجموعة الأولى:
1/ يخبر الله عز وجل في هذه الآيات قصة الصحابي الجليل عبد الله ابن أم مكتوم مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ جاء عبد الله يطلب من النبي -صلى الله عليه وسلم- مما علمه الله، فدبر عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يلتفت إليه، ووجهه عبوس، لأنه كان يخاطب قوما من مكة راجيا اهتداءهم، فأنزل الله -عز وجل- هذه الآيات من فوق سبع سماوات معاتبا النبي -صلى الله عليه وسلم- في فعلته، ويخاطبه قائلا: ما يدريك لعل عبد الله يتطهّر من الأخلاق الرذيلة، أو يتذكر الله فتنفعه الذكرى ويزداد تقربا إلى الله عز وجل، أما من أغناهم الله فتستقبل عليهم، وتولي لهم الاهتمام البالغ، مع أنك لست ملزما باهتدائهم، وأما من أتاك ساعيا للتزود من فضل الله منك، خاشعا لربه سبحانه وتعالى، فأنت تتشاغل عنه وتعرضه. الفوائد السلوكية: 1. صدق رسالة النبي -صلى الله عليه وسلم- وصدق نزول القرآن من الله عز وجل؛ إذ لو كان القرآن من عند النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنه مفترى، لخلا مما يعاتبه. 2. المصلحة المتحققة مقدمة على المصلحة المرجوة. 3. الداعية إلى الله لا يلزم عليه أن يهتدي المدعوّون، بل التبليغ والحرص على إيصال الوحي هو ما وجب عليه. 4. التمسك بالدين سبب للتزكي دينيا وخلقيا. 2/ المراد بالنازعات: اختلف أهل التفسير في المراد بالنازعات على أقوال خمسة، وهي: القول الأول: الملائكة، وهو قول ابن مسعود وابن عبّاسٍ ومسروق وسعيد بن جبيرٍ وأبو صالحٍ وأبو الضّحى والسّدّيّ كما ذكره ابن كثير. واختاره السعدي والأشقر. القول الثاني: أنفس الكفار، وهو قول رواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس كما ذكره ابن كثير. القول الثالث: الموت، ذكره ابن كثير عن مجاهد. القول الرابع: النجوم، قول للحسن وقتادة، ذكره ابن كثير. القول الخامس: القسيّ في القتال، أورده ابن كثير ونسبه إلى عطاء ابن أبي رباح. وقد علق ابن كثير بعد إيراد الأقوال قائلا: والصحيح الأول، وعليه الأكثرون. 3/ أ: وصف الله الملائكة في أول سورة النازعات بأنهن نازعات لأرواح الكافرين نزعا شديداً، ناشطات لأرواح المؤمنين نشطا سريعا مريحا، سابحات في السماء والأرض، متردّدات في الهواء صعوداً ونزورلاً، سابقات إلى الإيمان بالله والتصديق به، وإلى إيصال الوحي إلى الرسل قبل استراق الشياطين، وإلى إيصال أرواح المؤمنين إلى الجنة، مدبّرات لأمور السماء والأرض بإذن الله، من المطر والنبات وقبض الأرواح ونحوها ... ب: ورد في معنى السبيل قولان عن أئمة التفسير: القول الأول: تيسير الخروج من بطن الأم، وهو قول ابن عبّاسٍ وعكرمة والضّحّاك وأبو صالحٍ وقتادة والسّدّيّ، واختاره ابن جريرٍ كما ذكره ابن كثير. القول الثاني: أن السبيل هنا كقوله: {إنّا هديناه السّبيل إمّا شاكراً وإمّا كفوراً}. أي: بيّنّاه له ووضّحناه وسهّلنا عليه عمله. وهكذا قال مجاهد والحسن وابن زيدٍ كما ذكره ابن كثير. وهو حاصل كلام السعدي والأشقر. ورجح ابن كثير القول الثاني. ج: المراد بالراجفة والرادفة: اختلف أهل التفسير في معناهما على أقوال أربعة: القول الأول: النفختان الأولى والثانية، هكذا قال ابن عباس ومجاهدٌ والحسن وقتادة والضّحّاك وغير واحدٍ. واختاره الأشقر. القول الثاني: أمّا الأولى: وهي قوله: {يوم ترجف الرّاجفة}. فقوله جلّت عظمته: {يوم ترجف الأرض والجبال}. والثّانية: وهي الرّادفة، فهي كقوله: {وحملت الأرض والجبال فدكّتا دكّةً واحدةً}. قاله مجاهد كما أورده ابن كثير. القول الثالث: الراجفة الموت بما فيه، وهو تفسير النبي -صلى الله عليه وسلم- كما رواه أحمد والترمذي وغيره. ذكره ابن كثير. القول الرابع: الراجفة: قيام الساعة، والرادفة: الرجفة الأخرى التي تردفهَا وتأتي تِلوَه. |
مجلس مذاكرة تفسير سورتي النازعات وعبس - الإجابات لأسئلة المجموعة الأولى
1- تفسير قول الله تعالى : (عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) : نزلت هذه السورة في شأن عبدالله بن أم مكتوم رضي الله عنه وأرضاه وذلك لما جاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخاطب بعض عظماء قريش ، وقد طمع في إسلامه ، فبينما هو يخاطبه جعل يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء ويلحّ عليه ، وودّ النبي صلى الله عليه وسلم أن لو كفّ ساعته تلك ليتمكّن من مخاطبة ذلك الرجل طمعاً ورغبةً في هدايته ، وعبس في وجه ابن أم مكتوم وأعرض عنه وأقبل على الآخر ، فأنزل الله هذه الآيات . تبيّن هذه الآيات بأن النبي صلى الله عليه وسلم كلح في وجه ابن أم مكتوم وأعرض عنه ببدنه لأجل مجيئه إليه وإلحاحه له في السؤال عن العلم ، فإنه ما جاء إلا ليتعلم من الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم يخاطب الله تعالى نبيّه بأنه لا يدري لعله بسؤال هذا الأعمى لك عن العلم يتزكى ويتطهر من الذنوب بالعلم والعمل الصالح ويحصل له الاتعاظ والكفّ عن المحارم فينتفع بالموعظة والعلم ، وأيضاً أنت تتعرّض للمستغني بماله وللمستغني عن الإيمان والعلم وتقبل عليه بوجهك وحديثك لعله يهتدي ، وأنت لست بمطالب به في ألا يسلم ولا يهتدي ، فلا يهمنّك أمره ، أما من جاءك مقبلا مسرعا إليك طالبا منك الموعظة والعلم والرشاد وهو مع ذا يخاف الله ويخشاه فأنت تعرض وتتشاغل وتتغافل عنه . - من الفوائد السلوكية التي تدل عليها الآيات السابقة : 1- ينبغي أن يكون الإقبال على من جاء مفتقرا للعلم والموعظة والفائدة أكثر من غيره ، وهذا هو الواجب والأليق بأخلاق العلماء . 2- هداية التوفيق بيد الله وحده ، فما على الرسول إلا البلاغ ، وليس على الداعي إلى الله تعالى إلا الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة . 3- لا يُترك أمر معلوم لأمر موهوم ، ولا تُترك مصلحة متحققة لمصلحة متوهمة . 4- على الداعي إلى الله تعالى ألا يخصّ أحداً بالإنذار ، بل يسوي فيه بين الضعيف والشريف وبين الفقير والغني وبين العبد والسيد وبين الرجال والنساء وبين الكبار والصغار . 2- تحرير القول في المراد بالنازعات : اختلفت عبارات السلف في المراد بالنازعات على خمسة أقوال : 1- الملائكة حين تنزع أرواح بني آدم ، فمنهم من تأخذ روحه بعسر وقوة ، ومنهم من تأخذ روحه بيسر وسهولة ، وهو قول ابن مسعود وابن عباس ومسروق وسعيد بن جبير وأبي صالح وأبي الضحى والسدي ، وفسّره بذلك السعدي والأشقر في تفسيرهما ، وصحّحه ابن كثير وقال : وعليه الأكثرون . 2- أنفس الكفار ، وهو قول آخر عن ابن عباس . 3- الموت ، وهو قول مجاهد . 4- النجوم ، وهو قول الحسن وقتادة . 5- القسي في القتال ، وهو قول عطاء بن أبي رباح . 3- بين ما يلي : أ- صفات الملائكة التي أقسم الله تعالى بها في أول سورة النازعات : 1- الملائكة تنزع أرواح بني آدم بقوة ، كما ذكر ذلك ابن كثير عن ابن مسعود وابن عباس ومسروق وسعيد بن جبير وأبي صالح وأبي الضحى والسدي ، وفسّره بذلك أيضا السعدي والأشقر . 2- الملائكة تنزع أرواح بني آدم بسرعة ، كما ذكر ذلك ابن كثير عن ابن مسعود وابن عباس ومسروق وسعيد بن جبير وأبي صالح وأبي الضحى والسدي ، وفسّره بذلك أيضا السعدي والأشقر . 3- الملائكة ينزلون من السماء مسرعين لأمر الله -كما فسره الأشقر- ويترددون في الهواء نزولا وصعودا -كما فسره السعدي- لتنفيذ أمر الله ، وهو قول ابن مسعود كما ذكر ابن كثير . 4- الملائكة سبقت إلى الإيمان والتصديق به -وهو قول الحسن كما ذكر ابن كثير- وتسبق وتبادر لأمر الله قبل الشياطين في إيصال الوحي للرسل حتى لا يسترقونه -كما فسّره السعدي- وتسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنة -كما فسّره الأشقر- . 5- الملائكة تدبّر الأمر من السماء بأمر الله إلى الأرض -وهو قول الحسن كما ذكر ابن كثير- فهم موكلون بكثير من أمور العالم العلوي والسفلي من مطر ونبات وشجر ورياح وبحار وحيوان وجنة ونار وغيرها -كما فسره السعدي- وهم موكلون بكثير من أمور الدنيا والآخرة ، وموكلون بإنزال وتفصيل الحلال والحرام للرسل عليهم الصلاة والسلام -كما فسره الأشقر- . ب- المراد بالسبيل في قوله تعالى : (ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ) : أي : بيّن الطريق ووضّحه وسهّله للإنسان وهداه إليه ، فهو كقوله تعالى : (إنا هديناه السيبل إما شاكرا وإما كفورا) وبه قال مجاهد والحسن وابن زيد ، ورجّحه ابن كثير ، وقال السعدي : يسّر له الأسباب الدينية والدنيوية وهداه السبيل وبيّنه وامتحنه بالأمر والنهي ، وقال الأشقر : يسّر له الطريق لتحصيل الخير أو الشر . ج- المراد بالراجفة والرادفة : الراجفة : النفخة الأولى ، وهو قول ابن عباس ومجاهد والحسن وقتادة والضحاك وغير واحد كما ذكر ابن كثير ، واستدلوا بما رواه الترمذي وغيره : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال : يا أيها الناس اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه) ووافقهم الأشقر في تفسيرها فقال : هي النفخة الأولى التي يموت بها جميع الخلائق ، أما السعدي فقال : هي قيام الساعة . الرادفة : النفخة الثانية ، وهو قول ابن عباس ومجاهد والحسن وقتادة والضحاك وغير واحد كما ذكر ابن كثير ، ووافقهم الأشقر في تفسيرها فقال : هي النفخة الثانية التي يكون عندها البعث ، وقال السعدي في معناها : الرجفة الأخرى التي تردفها وتأتي تلوها . |
المجموعة الثانية
المجموعة الثانية:
1. فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها: {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)}. بعد أن ذكر الله سبحانه وتعالى خلق السماوات العظام وارتفاعها، والأرض وما أودع الله فيها من منافع وضروريات لا تقوم الحياة إلا بها، والجبال التي جعلها الله كالأوتاد للأرض لئلا تميد وتضطرب، وما في هذه الآيات العظام من دلالة على أن الله لم يخلقنا عبثا، بل لابد من مرجع ومآب وبعث بعد الموت، حتى يميز الله الخبيث من الطيب، والمؤمن من الكافر، فشرع سبحانه بعدها بذكر القيام للجزاء والحساب، وأحوال وأهوال ذلك اليوم العظيم. قال تعالى:(فإذا جاءت الطامة الكبرى) والطامة: هي الداهية العظمى والشدة الكبرى، والمراد بها: يوم القيامة، قال ابن عباس: (وسميت بذلك لأنها تطم على كل أمر هائل مفظع)، فتطم على سائر الطامات، وتهون عندها كل شدة، ولشدتها تذهل الأم عن ابنها، وتشغل كل محب عن حبيبه. قال تعالى:(يوم يتذكر الإنسان ما سعى)، فإذا كان هذا اليوم وجاء، يتذكر ابن آدم جميع عمله، خيره وشره، ويشاهده في صحائف أعماله، فيتمنى زيادة في حسناته، ويغمه ويحزنه ما وجد من سيئاته، ولا يتذكر سوى سعيه وعمله، فهو الصلة الوحيدة بدنياه، وكل ما سواه فقد انقطع بمجيء هذا اليوم. قال تعالى:(وبرزت الجحيم لمن يرى) أي: أظهرت الجحيم وجعلت في البراز ظاهرة لكل أحد، وحين تظهر تستعد لأخذ أهلها وتنتظر أمر ربها، فأما المؤمن إذا رآها يعرف نعمة الله عليه بالسلامة منها، وأما الكافر فتزيده هما على همه وغما على غمه وحسرة على حسرته، فالنعيم أعظم النعيم بالسلامة منها، والعذاب أشد العذاب بالخلود فيها، أعاذنا الله منها. ثم شرع سبحانه وتعالى بذكر الفريقين وما أعده لهم، فبدأ بذكر حال الأشقياء، قال تعالى:(فأما من طغى): أي تمرد وعتا وجاوز الحد بالكفر والمعاصي، فلم يؤمن بما بعث الله به رسله، ولم يقتصر على ما حده الله، (وآثر الحياة الدنيا) أي وآثر الحياة الدنيا على الآخرة، فآثر بذلك العمل للدنيا على الآخرة، وكأنه سيخلد في الأرض، فجعل جهده وعمله وهمه وغاية مطلبه سعيا للدنيا، فأنساه الله بذلك الآخرة، فغفل عنها وترك العمل والاستعداد لها، حتى أتاه اليقين، (فإن الجحيم هي المأوى) فجعل الله له بذلك دارا ومسكنا ومأوى جزاء له، موافقة لعمله عدلا منه سبحانه وتعالى، فمرجعه إلى الجحيم، ومشربه من الحميم، ومطعمه من الزقوم. قال تعالى:( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى) ثم شرع سبحانه بذكر حال السعداء، فذكر حالهم في الدنيا وأنهم كانوا قد أعدوا العدة للقيام بين يدي الله، فخافوا هذا المقام العظيم، فأثر بهم هذا الخوف ودفعهم إلى نهي النفس عن الهوى، فجعلوا هواها موافقا لما أمر الله به ورسوله، وقيدوها بطاعة الله، وابتعدوا عما يغضب الله من اتباع للهوى والشهوات والشبهات، ثم قال سبحانه (فإن الجنة هي المأوى): أي هي دارهم ومسكنهم ومأواهم جزاء لهم لإيثارهم الآخرة على الدنيا، فجلعوا عملهم وسعيهم لها، ابتغاء لما عند الله وطمعا في فضله، وهذا هو الفوز العظيم والنعيم الحق المقيم، وما نالوا مانالوه إلا بفضل الله ورحمته، وأما الأشقياء فاستحقوا العذاب عدلا من الله تبارك وتعالى، ولايظلم ربك أحدا. الفوائد السلوكية: . - على المؤمن أن يعد نفسه لما يعلم أنه مقبل عليه، والإعداد يكون على حسب الامتحان، فلما كانت هذه الطامة هي الامتحان الأعظم، وجب الإعداد بما يليق بمقامها، وكذلك في الحياة الدنيا، فعلى العبد أن يعد لما هو مقبل عليه كل بحسب أهميته،فمن كان مقبل على دراسة أو تجارة أو وظيفة أو غيره، فعليه أن يعد العدة من غير أن يتعدى حدود الله، ولا أن يعطي هذا الأمر فوق حقه، كأن يجره ذلك لليأس والحزن والهم وغيرها من الآفات. - قال تعالى:(يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى)، ففي هذا اليوم يتذكر الإنسان كل ما عمله في الدنيا حين يراه في صحائف عمله، فلا شيء يخفى على الله سبحانه وتعالى، فقد أوكل لهذه المهمة ملائكة حفظة يكبتون عمله كله، وكتبه قبل ذلك في اللوح المحفوظ، فإذا علم ذلك العبد، استحضر أن كل قوله وفعله مكتوب محفوظ، وأنه سيلاقيه مكتوب أمامه يوم لا تخفى خافية، دعاه ذلك إلى التعبد بقلبه لله بعبادة الخوف، ودعاه إلى أن يكون تعامله مع الناس قائم على ما يرضي ربه سبحانه وتعالى، فهو الفوز الحق، وإن خسر ما خسر في أمر دنياه. - قال تعالى:( وآثر الحياة الدنيا)، ينبغي على المؤمن أن لا يجعل الدنيا أكبر همه، فإن أصابه خير إطمأن به، وإن أصابه شر انقلب على وجه وسخط وقنط من رحمة الله، فهذه من عادات الكفرة ونهينا عن التشبه بهم، بل يجب على المؤمن أن يصبر على الدنيا وأن يجعلها مطية للفوز بالآخرة - أهمية الخوف من الله وأثرها على نهي النفس عن الهوى، قال تعالى:(وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى)، فمن خاف القيام بين يدي الله حق الخوف، وأثر هذا الخوف على قلبه، فصلح بذلك عمله، نهى نفسه عن هواها وشهواتها وشبهاتها. - عظم أجر من آثر عمل الآخرة على عمل الدنيا مع توفر القدرة والوسائل الداعية للمعاصي والافتتان بالدنيا، كأن يكون شابا غنيا قويا وتعرضت له فتن، فنهى نفسه عن الهوى والشهوات ابتغاء لوجه الله. 2. حرّر القول في: المراد بـالسفرة في قوله تعالى: {بأيدي سفرة}. ورد في المراد بالسفرة أقوال ثلاثة: الأول: الملائكة فهم سفرة بين الله وعباده، وهو حاصل ما قاله به ابن عباس، ومجاهد، والضحاك، وابن زيد، والبخاري، وابن جرير ورجحه، وذكر ذلك عنهم ابن كثير، والسعدي، والأشقر. قال ابن جرير: (الصحيح أن السفرة: الملائكة، والسفرة يعني بين الله وبين خلقه، ومنه يقال: السفير الذي يسعى بين الناس في الصلح والخير، كقول الشاعر: وما أدع السفارة بين قومي . وما أمشي بغش إذ مشيت)، وروى ذلك ابن كثير، وقال البخاري: (سفرت الملائكة، سفرت: أصلحت بينهم، وجعلت الملائكة إذا نزلت بوحي الله وتأديته كالسفير الذي يصلح بين القوم)، وذكر ذلك ابن كثير. الثاني: أصحاب محمد، قال به وهب بن منبه، ورواه عنه ابن كثير. الثالث: القراء، وقال به ابن عباس في رواية أخرى عنه، وقتادة، وذكر ذلك عنهم ابن كثير، وقال ابن عباس أن السفرة بالنبطية القراء، وذكره ذلك ابن كثير. 3. بيّن ما يلي: أ: أيهما خلق أولا الأرض أم السماء؟ الأرض خلقت قبل السماء، قال تعالى:( قل أإنكم لتكفرون با الذي خلق الأرض في يومين) ثم قال:(ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض إئتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين)، ولكن دحي الأرض كان بعد خلق السماء، وهو أن الله بسطها وأودع فيها منافعها وأخرج منها ماءها ومرعاها وشق فيها الأنهار بعد خلق السماء، كما قال تعالى:(أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها) ثم قال:(والأرض بعد ذلك دحاها). ب: متعلّق التطهير في قوله تعالى: {مرفوعة مطهّرة}. أن هذه الصحف مطهرة ومنزهة من الدنس فلا يمسها إلا المطهرون، ومن الزيادة والنقصان فلا تنالها أيدي الشياطين فيسترقوها ولا أيدي الكفرة فيحرفوها. ج: معنى الاستفهام في قوله تعالى: {يقولون أئنا لمردودون في الحافرة . أئذا كنا عظاما نخرة}. هذا ما يقوله الكفار في الدنيا ومشركو قريش على الوجه التكذيب والإنكار للبعث، والمعنى أئذا كنا عظاما بالية نرد ونبعث من القبور مع كونها أبعد شيء عن الحياة . |
المجموعه الاولى
1- تفسير سورة عبس (1-10) يعاتب الله عز وجل نبيه فى هذه الآيات بسبب اعراضه عن ابن أم مكتوم وقد جاءه يسأله يبغى طريق الهدايه والايمان وقد كان النبي مشغولا بخطابه الى صناديد قريش آملا فى دخولهم الى الاسلام فكره الرسول أن يقطع كلامهم معهم . ولعل هذا الأعمى يتطهر من دنس الذنوب ويقذف الله نور الايمان فى قلبه فيتعظ بما يتعلمه منك من المواعظ. أما من استغنى عن الايمان فليس لك من أمره شيئا فلا تشغل به وهو معرض عن حديثك، أما من جاء طالبا الرشد والهدى حريصا على طريق الإيمان فلا تتشاغل او تتغافل عن الدعوة اليه. 2-المراد ب(النازعات): الأقوال الواردة: 1- الملائكة 2-أنفس الكفار تنزع ثم تنشط ثم تغرق فى النار 3-الموت 4-النجوم 5-القسي فى القتال عدد الأقوال: خمسة الاسناد: 1- ذكره ابن كثير عن ابن مسعودٍ وابن عبّاسٍ ومسروقٌ وسعيد بن جبيرٍ وأبو صالحٍ وأبو الضّحى والسّدّيّ ورجحه،وذكره السعدى والأشقر 2- ذكره ابن كثير عن ابن عباس 3- ذكره ابن كثير عن مجاهد 4- ذكره ابن كثير عن الحسن وقتادة 5- ذكره ابن كثير عن عطاء بن أبي رباح نوع الأقوال: بينها تباين واختلاف ورجح القول الاول بأنها الملائكة لقوله تعالى بعدها (والناشطات نشطا) فالملائكة هى التى تخرج الروح من الأجساد بأمر ربها وقيل أن النزع لأرواح الكافرين أما النشط لأرواح المؤمنين. 3-أقسم الله تعالى بالملائكة التى تخرج الأرواح من الاجساد فتنزع أرواح الكافرين وتنشط أرواح المؤمنين أى تجذبها بسرعه (واسابحات سبحا) وتنزل من السماء الى الارض مسرعين بأمر الله (فالسابقات سبقا) سبقت الى الايمان والتصديق وقد يكون سبقت بأرواح المؤمنين الى الجنة (فالمدبرات أمرا) تدبر الأمرمن السماء الى الارض بإذن ربها. 2- ثم السبيل يسره - يسر الله الخروج من بطن أمه وهو قول ابن عباس وعكرمة والضّحّاك وأبو صالحٍ وقتادة والسّدّيّ، واختاره ابن جريرٍ. -هذه كقوله: {إنّا هديناه السّبيل إمّا شاكراً وإمّا كفوراً}. أي: بيّنّاه له ووضّحناه وسهّلنا عليه عمله. وهو قول مجاهد والحسن وابن زيدٍ ورجحه ابن كثير. يسر له الاسباب الدينية والدنيويه وتحصيل الخير والشر ذكره السعدى والاشقر نوع الاقوال: بينها تباين واتفاق فالقولين الآخرين متفقين فى أنه يسر الله الطريق لعمل الخير والشر وهذا بوجود الاسباب الدينية والدنيويه التى تعين على ذلك والقول الاول متباين عن ذلك وهو خروج الجنين من بطن أمه بعد اكتمال خلقه ففى تفسيرها قولان 3- المراد بالراجفة النفخة الاولى وهى قيام الساعه والمراد بالرادفة النفخة الثانية وعن مجاهدٍ قوله: {يوم ترجف الرّاجفة}. فقوله جلّت عظمته: {يوم ترجف الأرض والجبال}. والثّانية: وهي الرّادفة، فهي كقوله: {وحملت الأرض والجبال فدكّتا دكّةً واحدةً}. عن الطّفيل بن أبيّ بن كعبٍ عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه تعالى عليه وآله وسلّم: (جاءت الرّاجفة تتبعها الرّادفة، جاء الموت بما فيه). فقال رجلٌ: يا رسول اللّه، أرأيت إن جعلت صلاتي كلّها عليك؟ قال: (إذن يكفيك اللّه ما أهمّك من دنياك وآخرتك) والأقوال متفقة |
المجموعة الأولى:
1- فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها: { عبس وتولّى } عبس أي كلح النبي صلى الله عليه وسلم بوجهه، وأعرض ببدنه. { أن جاءه الأعمى } أي.. أقبل الأعمى « ابن أم مكتوم » إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوماً وكان يخاطب بعض عظماء قريش . { وما يدريك لعلّه يزّكّى } أي وما يدريك يامحمد لعلّ الأعمى يحصل له زكاة وطهارة من الذنوب بالعمل الصالح، بسبب ما يتعلّمه منك. { أو يذّكّر فتنفعه الذكرى} أي يتذكّر فيتّعظ بما تعلّمه من المواعظ، فيعمل بتلك الذكرى .... { أمّا من استغنى } أي أمّا الغني الذي استغنى عن الإيمان وعمّا عندك من العلم. { فأنت له تصدّى } أي تًقبِل عليه بوجهك وحديثك رغم استغناءه عنك وإعراضه عمّا جئت به. { وما عليك ألّا يزّكّى } أي ليس عليك إلا البلاغ، وما أنت بمطالب به إذا لم يُسلم أو يهتدي أو يحصلْ له زكاة. { وأما من جاءك يسعى } أمّا من وصل إليك مسرعاً في المجيء إليك، وقصدك لتًرشده إلى الخير وتعظه بمواعظ الله. { وهو يخشى } أي يخاف الله تعالى. { فأنت عنه تلهّى } أي تتشاغل عنه وتُعرض. الفوائد السلوكية.. 1- أن نحرص على الدعوة إلى الله،كما كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصاً عليها، وعلى هداية الناس، والذي كان سبباً للمعاتبة من ربه جلّ وعلا. 2- ينبغي الإقبال على طالب العلم، المفتقر إليه، الحريص عليه أزيَد من غيره. 3- لا يُترك أمر معلوم لأمر موهوم ولا مصلحة متحقّقة لمصلحة متوهمة. 4- أن نحرص على طلب العلم، كما كان الأعمى، شتان بين أعمى البصر وأعمى البصيرة. 5- أنّ القرآن عاتب الحريص أشد الحرص على الهداية على عبوسٍ، فكيف بالتخريب والإفساد والقتل الذي نعيشه الآن. السؤال الثاني: حرّر القول في المراد بالنازعات في قوله تعالى{ والنازعات غرقاً } • الأقوال الواردة في المراد بالنازعات: القول الأول: الملائكة. القول الثاني: أنفس الكفار. القول الثالث: الموت. القول الرابع: النجوم. القول الخامس: القسيّ في القتال. القول السادس : الملائكة الكرام. • إسناد الأقوال. الأول : قاله ابن مسعود وابن عباس ومسروق و سعيد بن جبير وأبو صالح وأبو الضحى والسدّي، ذكر عنهم ابن كثير، كما ذكره الأشقر في تفسيره الثاني: قاله ابن عباس. الثالث: قاله مجاهد. الرابع: قاله الحسن وقتادة. الخامس: عطاء بن أبي رباح. السادس: ذكره السعدي في تفسيره. • عدد الأقوال الأولية ستة أقوال. • الأقوال من حيث الاتفاق والتقارب والتباين. الأقوال متباينة، وبعضها متّفقة. فالقول الأول والسادس الأقوال فيها متّفقة، أما بقية الأقوال متباينة و الخلاصة النهائية هي أنّ الراجح فيها أنّ النازعات هي الملائكة التي تنزع روح بني آدم، وهذا حاصل كلام ابن مسعود وابن عباس ومسروق وسعيد بن جبير وأبو صالح وأبو الضحى والسدّي، ذكره عنهم ابن كثير،كما ذكره السعدي و الأشقر في تفسيرهما. 3- بيّن مايلي : أ- صفات الملائكة. 1- نازعات: تنزع نفوس الكفار بشدة، قال تعالى: { والنازعات غرقاً }. 2- ناشطات: تنشط وتجذب روح المؤمن برفقٍ ولين فتقبضها، قال تعالى: { والناشطات نشطاً }. 3- سابحات: تنزل من السماء مسرعين لتنفيذ أوامر الله، قال تعالى: « والسابحات سبحاً ». 4- مدبّرات: تدبّر الأمر من السماء إلى الأرض بأمر ربها، من الأمطار، والأشجار، ونزولها بالحلال والحرام وتفصيلهما، قال تعالى: { والمدبّرات أمراً }. ب- بيّن معنى السبيل في قوله تعالى: { ثم السبيل يسّره } 1- السبيل : هو الطريق لتحصيل الخير أو الشر، وهذا ما ذكره الأشقر في تفسيره. 2- السبيل: هو الأسباب الدينية والدنيوية، وامتحان الله للعبد بالأمر والنهي، وهذا ما ذكره السعدي في تفسيره. 3- خروج بني آدم من بطن أمه، وهذا ما قاله عكرمة والضحّاك وأبو صالح وقتادة والسدّي وذكر عنهم ابن كثير، .وذلك لأنه أشبهها بظاهر الآية وذلك أن الخبر الذي قبلها وبعدها عن صفته خلقه وتدبيره جسمه، وتصريفه إياه في الأحوال، فالأَولى أن يكون أوسط ذلك نظير ما قبله وما بعده.. وهذا ما أشار إليه ورجّحه الطبري في تفسيره. 4- هو الطريق الذي بيّنه الله ووضّحه للعبد وسهّل الله عليه عمله، وهذا ما قاله الحسن وابن زيد وذكره ابن كثير في تفسيره، وهو القول الراجح والله أعلم. ج - المراد بالراجفة والرادفة. الراجفة: هي النفخة الأولى عند قيام الساعة، حيث يموت بها جميع الخلائق،فعن الطفيل بن أُبي بن كعب عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { جاءت الراجفة تتبعها الرادفة ، جاء الموت بما فيه، فقال رجل: يا رسول الله؛ أرأيت إن جعلت صلاتي كلّها عليك؟ قال:[ إذن يكفيك الله ما أهمّك من دنياك وآخرتك ]. والرادفة: هي النفخة الثانية التي تليها التي يكون عندها البعث. في حديث سفيان الثوري عن ابن أبي حاتم: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلثا الليل قام فقال: { ياأيها الناس اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه. |
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نجيب بعون الله على أسئلة المجموعة الثالثة : السؤال الأول : فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها: قوله تعالى : {هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) يخبر الله تعالى الرسول عليه الصلاة والسلام عن موسى عليه السلام وعن فرعون فيقول هل سمعت خبره وهل بلغك من القصص عنهما وهذا استفهام عن امر عظيم متحقق وقوعه . قوله تعالى : إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) كلم الله تعالى نبيه موسى عليه السلام نداءا في الوادي المطهر واسمه طوى وهو في منطقة سيناء وفيه كان الوحي والإجتباء لموسى عليه السلام فقال له : اذهب إلى فرعون فقد تجاوز الحد في عصيانه وتكبره والكفر بالله تعالى . قوله تعالى : قُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19) يقول تعالى لموسى عليه السلام ان يقول لفرعون هل ادلك على طريقة ومسلك وخصلة حميدة تطهر نفسك من الكفر والطغيان وادلك على الإيمان بالله تعالى و توحيده وعلى مواطن رضاه وسخطه فتخشى عقابه . قوله تعالى : فَأَرَاهُ الْآَيَةَ الْكُبْرَى (20) فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) فاظهر له موسى عليه السلام حجة قوية واضحة مع دعوته له وقيل هي العصا وقيل يده , فكذب فرعون بالحق الذي جاء به موسى عليه السلام وعصى الله وخالف أمره , ثم أعرض عن الحق واجتهد في مبارزة الحق والإعراض عن والفساد في الفساد في الأرض في جمع الناس والسحرة حتى يعارضوا موسى عليه السلام . قوله تعالى : فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) جمع الناس للمشاهدة والسحرة للمعارضة والمقاتلين حتى يحاربوا موسى عليه السلام فادعى اللعين إنه لا رب فوقه . قوله تعالى : َأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى (25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26) } فانتقم الله منه وجعله عبرة لإمثاله في عذاب الدنيا في غرقه وعذاب الآخرة في النار ليتعظ به من يسمع خبره , وفي قصة فرعون وما وقع له موعظة عظيمة لمن شأنه يخشى الله ويتقه . الفوائد السلوكية التي دلت عليه الآيات : 1- الكلام اللين الطيب مطلوب حتى أقسى الناس قلوبا . 2- تدبر القصص فيه عبرة وموعظة لنا حتى نزداد إيمان ونزداد خشية لله . 3- من علامات الخشية الإعتبار والإتعاظ بالمواعظ . 4- تزكية النفس يحتاجها المسلم في كل وقت وحين . 5- لا تكون اخشية الله إلى بعد الهداية إلى الله وتعظيمه ومعرفة أسمائه وصفاته . السؤال الثاني : حرّر القول في: المراد بـالحافرة في قوله تعالى: {يقولون أئنا لمردودون في الحافرة}. المراد بالحافرة : القول الأول : القبور قاله مجاهد وأورده ابن كثير . القول الثاني : الرجوع إلى حالهم الأولى وهذا مفهوم كلام السعدي في تفسير قوله تعالى(قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (12) القول الثالث : هي أول الحال وابتداء الأمر أورده الأشقر . القول الرابع : حفر القبور أورده الأشقر الجمع بن الأقوال : القول الأول والرابع متشابهين ويكون المقصود بالحافرة هو القبور أورده ابن كثير والأشقر والقول الثاني والثالث متشابهين والحافرة تكون أول الحال في الدنيا. والخلاصة أن الحافرة قولين : الأول : القبور الثاني : أول الحال في الدنيا . الراجح من الأقوال : تكون الحافرة هي القبور لإن أول الحال وابتداء الأمر هو البعث بشكل عام فيكون قول الكفار هل نحن سوف نرد إلى القبور بعد أن يبعثنا الله تعالى من قبورنا . والله أعلم . السؤال الثالث. بيّن ما يلي: أ: المقسم عليه في أول سورة النازعات؟ قال السعدي رحمه الله : يحتمل أن المقسم عليه هو الجزاء والبعث بدليل الإتيان به بعد آيات القسم ويحتمل أنَّ المقسم عليهِ والمقسمَ بهِ متحدانِ،وأنَّه أقسمَ على الملائكةِ؛ لأنَّ الإيمانَ بهمْ أحدُ أركانِ الإيمانِ الستةِ، ولأنَّ في ذكِر أفعالهِمْ هنَا ما يتضمنُ الجزاءَ الذي تتولاهُ الملائكةُ عندَ الموتِ وقبلَه وبعدَه. ب: المراد بالصاخّة وسبب تسميتها بذلك؟ الصاخة هي صيحة يوم القيامة سمّيت بذلك؛ لأنّها تصخّ لها الأسماع حتى تكاد تصم الآذان من قوتها وتنزعج لها الأفئدة . ج: دلائل حفظ الله تعالى لكتابه؟ 1- قوله تعالى: (في صحف مكرمة ) .. بمعنى معظمة موقرة عند الله تعالى . 2- قوله تعالى: (مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) . فهي مرفوعة عند الله عالية القدر بعيدة عن التحريق والتدنيس والزيادة والنقصان او تنالها أيدي الشياطين . 3- قوله تعالى : بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16) .. بمعنى هذه الصحف في أيدي ملائكة كرام عند الله خلقهم كريم أمناء بررة في أخلاقهم وافعالهم يحافظون على كلام الله لإن أخلاقهم توجب ذلك في حفاظهم على كلام الله وتبليغه . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبارك الله فيكم |
المجموعة الأولى:
1. فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}. الإجابة: أن الرسول صلّ الله عليه وسلم كلح بوحهه وأعرض في وجه الأعمى الذي جاءه، وتولى بجسده الشريف عنه، أي أعرض ببدنه عن الأعمى،وسبب نزول السورة أن قوما من أشراف قريش كانوا عند النبي صلى الله عليه وسلم , وقد طمع في إسلامهم , فأقبل إليه رجل أعمى هو عبد الله بن أم مكتوم فكره الرسول أن يقطع عليه ابن أم مكتوم كلامه فأعرض عنه فنزل قوله تعالى :( عبس وتولى , أن جاءه الأعمى) ثم ذكرت الآيات أنه جاء وأقبل على الرسول ليتذكر ويتعظ ويتطهر من الذنوب بالعمل الصالح. وقد أمر اللّه عز وجل رسوله أن لا يخصّ بالإنذار أحدا، بل يساوي فيه بين الشريف والضعيف، والفقير والغني، والرجال والنساء، ثمّ اللّه يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ، وله الحكمة البالغة الفوائد السلوكية: الدعوة إلى الله والوعظ والإقبال للجميع دون تمييز بينهم ثم الهداية من الله تعالى فلا يطمع بالغني الذي لايسأل عن الخير دون الفقير الذي يسأل ويريد الخير أو السيد دون العبد فالكل في الدعوة سواء والقاعدة تقول : (لا يترك أمر معلوم لأمر موهوم، ولا مصلحة متحققة لمصلحة متوهمة) 2. حرّر القول في: المراد بـالنازعات في قوله تعالى: (والنازعات غرقا) ورد في تفسير النازعات في قوله (والنازعات غرقاً) أقوالا ثلاثة: ما ورد في تفسير ابن كثير – رحمه الله- : - القول الأول: قال ابن مسعود وابن عباس ومسروق وسعيد بن جبير وأبو صالح وأبو الضحى والسدي: (والنّازعات غرقاً): الملائكة. - القول الثاني: عن ابن عبّاسٍ: (والنّازعات). هي أنفس الكفار تنزع، ثم تنشط، ثم تغرق في النار. - القول الثالث: قال مجاهدٌ: (والنّازعات غرقاً): الموت. - القول الرابع: قال الحسن وقتادة: (والنّازعات غرقاً (1) والنّاشطات نشطاً). هي النجوم. - القول الخامس: قال عطاء بن أبي رباحٍ في قوله: (والنّازعات)،(والنّاشطات): هي القسيّ في القتال. قال ابن كثير: (والصّحيح الأوّل، وعليه الأكثرون) أي: الملائكة. ما ورد في تفسير السعدي – رحمه الله- : القول السادس: (وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً) وهم الملائكة التي تنزع الأرواح بقوة. ما ورد في تفسير الأشقر- رحمه الله -: القول السابع: (وَالنَّازِعَات) أقسم سبحانه بالملائكة التي تنزع أرواح العباد عن أجسادهم . نوع الأقوال من حيث الاتفاق أو الاختلاف أو التقارب: القول الأول والقول السادس والقول السابع متفقون أما القول الثاني والثالث والرابع والخامس فهم مختلفون. العرض النهائي للمسألة: اتفق كل من ابن مسعود وابن عباس ومسروق وسعيد بن جبير وأبو صالح وأبو الضحى والسدي وابن كثير والسعدي والأشقر على أن المقصود بالنازعات هو: الملائكة. أما ابن عباس فقال أن النازعات هي:أنفس الكفار تنزع، ثم تنشط، ثم تغرق في النار. وقال مجاهد: (والنّازعات غرقاً): الموت. أما الحسن وقتادة فقد اتفقوا على أن النازعات هي: النجوم. وقد اعتمد عطاء بن أبي رباح في قوله: (والنّازعات)،(والنّاشطات): أنها القسيّ في القتال. وقد استدل السعدي بما يلي: (يحتملُ أنَّ المقسم عليهِ والمقسمَ بهِ متحدانِ،وأنَّه أقسمَ على الملائكةِ؛ لأنَّ الإيمانَ بهمْ أحدُ أركانِ الإيمانِ الستةِ، ولأنَّ في ذكِر أفعالهِمْ هنَا ما يتضمنُ الجزاءَ الذي تتولاهُ الملائكةُ عندَ الموتِ وقبلَه وبعدَه، فقالَ:{وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً}وهمُ الملائكةُ التي تنزعُ الأرواحَ بقوةٍ، وتغرقُ في نزعِها حتى تخرجَ الروحُ، فتجازى بعملهَا). 3. بيّن ما يلي: أ: صفات الملائكة التي أقسم الله بها في أول سورة النازعات. صفات الملائكة هي: نزع ونشط أرواح المؤمنين و أرواح الكافرين السبق لأوامر الله تعالى التدبير أمر السماء والأرض ب: المراد بالسبيل في قوله تعالى: (ثم السبيل يسّره). هناك عدة أقول، نحصرها فيما يلي: -تفسير ابن كثير : قال ابن عباس: ثم يسر عليه خروجه من بطن أمه. وكذا قال عكرمة والضّحّاك وأبو صالح وقتادة والسدي، واختاره ابن جرير. - تفسير السعدي: يسر له الأسباب الدينية والدنيوية وهداه السبيل، وبينه وامتحنه بالأمر والنهي، أي: أكرَمهُ. - تفسير الأشقر: أي يسر إليه طريقه لتحصيل الخير أو الشر. ج: المراد بالراجفة والرادفة. هما النفختان الأولى والثاني في يوم القيامة. |
تقويم مجلس مذاكرة تفسير سورتي النازعات وعبس أحسنتم بارك الله فيكم وزادكم إحسانا. وأوصيكم بالعناية بسؤال التفسير على وجه الخصوص، أن يكون بأسلوب الطالب، وألا تفسّر الآيات بصورة إجمالية بأن توضع عبارات تقريبية لمعنى الآيات فحسب، بل تفصّل ألفاظها وأساليبها، وتفسّر كل آية على حدة ضمانا لعدم فوات أي من مسائلها. المجموعة الأولى: - المراد بالسبيل في قوله تعالى: {ثم السبيل يسّره}. أقوال المفسّرين في المراد بالسبيل ثلاثة أقوال: الأول: أنه سبيل الخروج من الرحم، ورجّحه ابن جرير وذكر أنه أليق بالسياق، لأن الآيات كلها في بيان خلق الإنسان وذكر مراحل نشأته. الثاني: أنه سبيل الدين ومعرفة الله تعالى والوصول إليه ومعرفة الخير من الشرّ، وهو كقوله تعالى: {إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا}، رجّحه ابن كثير واختاره الأشقر في تفسيره. الثالث: أنه أعمّ مما سبق فيشمل أسباب الدنيا والآخرة، وهو ما ذهب إليه السعدي. - فائدة: عدد النفخات في الصور. في عدد النفخات في الصور قولان مشهوران: الأول: أنها نفختان، نفخة الصعق ونفخة البعث، وهو قول جمهور أهل العلم. الثاني: أنها ثلاث نفخات، نفخة الفزع تليها نفخة الصعق تليها نفخة القيام لرب العالمين. ومن أهل العلم من ذهب إلى ترجيح القول الثاني منهم ابن تيمية وابن القيّم -رحمهما الله- جمعا بين الآيات الواردة في هذا السياق. وهي قوله في سورة النمل: {ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله (87)} فهذه نفخة الفزع، وقوله في سورة الزمر: {ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون (68)} فهاتان نفخة الصعق ونفخة القيام . وهذا القول هو مذهب ابن كثير في تفسيره، بينما ذهب السعدي والأشقر إلى القول الأول، وهذا هو سبب الاختلاف بينهم في تفسير الآية أي في عدد النفخات وبالتالي في ترتيبها وحقيقة أحداث كل واحدة منها. 1: بندر الربيعي أ أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. ج1: أحسنت -بارك الله فيك- وأرجو أن يكون التفسير بعد ذلك بأسلوبك. - بالنسبة للفوائد السلوكية فالمطلوب أن تتأمّل الآيات بنفسك وتضع ما استفدته من فوائد، وليست هناك حاجة للنقل من الدرس. ج3 أ: اختصرت كثيرا، وأوصيك بالاستفادة من إجابات الزملاء. ج3 ج: أحسنت، وأرجو عدم تكرار الأقوال، فما كان منها متّفقا يعبّر عنه بعبارة واحدة فقط. 2: معاذ المحاسنة أ+ أحسنت وأفدت بارك الله فيك ونفع بك. ج2: أحسنت، ونسيت القول بأنها القسيّ في القتال في نهاية المسألة. 3: سلطان الفايز أ+ أحسنت وأجدت بارك الله فيك ونفع بك. ج3 ب: من الأقوال المشهورة في المراد بالسبيل أنه سبيل الخروج من الرحم، وقد رجّحه ابن جرير -رحمه الله- وجمع من المفسّرين، فلا ينبغي إغفاله. 4: عبد المجيد المتعاني أ أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. ج2: لم تذكر قولا ابن كثير والأشقر في المسألة. ج3 ب: من الأقوال المشهورة في المراد بالسبيل أنه سبيل الخروج من الرحم، وقد رجّحه ابن جرير -رحمه الله- وجمع من المفسّرين، فلا ينبغي إغفاله. ج3 ج: فاتك بيان المراد بالرادفة. 5: عمر لقمان أ أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. ج1: التفسير فيه اختصار، وأحيلك إلى هذا الرابط لبيان الطريقة المثلى في التفسير ( #9 ). ج3 أ: لم تتناول بقية الصفات وهي النشط والسبح والسبق والتدبير. 6: محمد انجاي أ+ أحسنت وأجدت بارك الله فيك ونفع بك. ج1: أحسنت التفسير والتدبّر، لكن قسّمه على الآيات بعد ذلك ليكون أعون للقاريء على الفهم وتمييز معاني الألفاظ. 7: يعقوب دومان أ+ أحسنت وأجدت بارك الله فيك ونفع بك. ج1: أحسنت التفسير والتدبّر، لكن قسّمه على الآيات بعد ذلك ليكون أعون للقاريء على الفهم وتمييز معاني الألفاظ. ج3 ب: من الأقوال المشهورة في المراد بالسبيل أنه سبيل الخروج من الرحم، وقد رجّحه ابن جرير -رحمه الله- وجمع من المفسّرين، فلا ينبغي إغفاله. 8: محمد شحاتة أ أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. ج1: أحسنت التفسير -بارك الله فيك- ولكن حصل فيه اختصار وفوات لبعض المسائل، فأرجو أن يقسّم على الآيات بعد ذلك ليكون أعون للقاريء على الفهم ولضمان عدم فوات أي من مسائل الآية. - لم تذكر الفوائد السلوكية المستفادة من الآيات. 9: عصام عطار أ أحسنت وأجدت بارك الله فيك وسدّدك. - خصمت نصف درجة على التأخير. 10: نائل غوينم أ أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. ج1: حصل اختصار وفوات لبعض المسائل، فأرجو أن يقسّم على الآيات بعد ذلك ليكون أعون للقاريء على الفهم ولضمان عدم فوات أي من مسائل الآية. - خصمت نصف درجة على التأخير. المجموعة الثانية: فائدة: معاني الاستفهام في القرآن الكريم. الاستفهام هو طلب العلم بالشيء بأداة خاصّة من أدوات الاستفهام، كالهمزة، وهل، وكيف، ومتى، ومن، وما.....، ولكل أداة من هذه الأدوات استعمال محدّد. وقد تخرج ألفاظ الاستفهام عن معناها الأصلي لمعان أخرى تفهم من سياق الكلام، فمن هذه المعاني: - النفي، نحو: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلاَّ الْإِحْسَانُ}. - الإنكار، نحو: {أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ}، {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}. - الأمر، نحو: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}، و: {أَأَسْلَمْتُمْ}، بمعنى: انتَهُوا، وأَسْلِمُوا. - النهي، نحو: {أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ}، بمعنى: لا تخشوهم. - التشويق، نحو: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}. - التعظيم، نحو: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ}. - التعجب، نحو: {مَا لِهَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ}. ومعاني الاستفهام من الموضوعات الشيّقة، وأرجو أن تكون أكثر وضوحا ويسرا مع التقدّم في الدراسة. 11: عبد الكريم الشملان أ+ أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. ج1: أحسنت التفسير والتدبّر -بارك الله فيك- لكن قسّمه بعد ذلك على الآيات حتى يمكن للقاريء أن يربط بين التفسير وبين ألفاظ الآية. ج3 أ: إضافة إلى ما ذكرت، لابد من الإشارة إلى أن الأرض دحيت واكتمل إعدادها بعد خلق السماء، حتى لا يتوهم التعارض بين آيتي فصّلت والنازعات. ج3 ج: أحسنت، والأقوال كلها متّفقة وترجع إلى معنى واحد وهو التكذيب والإنكار. 12: مؤمن عجلان أ+ أحسنت وأجدت بارك الله فيك ونفع بك. وأرجو أن يكون سؤال التفسير كله بأسلوبك بعد ذلك، وفقك الله. 13: عنتر علي أ+ أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. ج3 ج: المّقصود بمتعلق التطهير أي مطهّرة من أي شيء؟ فنقول إن الصحف مطهّرة من التدنيس والزيادة والنقصان..، وقد تضمّنه جوابك -بارك الله فيك- ولكن أردنا التنبيه للفائدة. 14: مصطفى الراوي أ+ أحسنت بارك الله فيك وزادك من فضله. 15: سعود الجهوري أ+ أحسنت وتميّزت بارك الله فيك ونفع بك. المجموعة الثالثة: المراد بالحافرة في قوله تعالى: {يقولون أئنا لمردودون في الحافرة}. ورد في "الحافرة" ثلاثة أقوال: القبور، الحياة بعد الموت، النار. والقول بأن الحافرة هي العودة إلى الحياة مأثور عن ابن عباس وعدد من السلف، وعن مجاهد أنها القبور، والقول بأنها النار مروي عن ابن زيد. وللفائدة: فإن العرب تقول: رجع فلان في حافرته إذا عاد إلى عهده الأول وسيرته الأولى، مأخوذة من الحُفَر التي هي آثار مشيه في الأرض، فكأنه يتبع حفر قدميه في الأرض حتى يعود إلى حاله الأول. والقول بأنها القبور مأخوذة أيضا من الحَفر لأن القبور تحفر لهم في الأرض، ومعنى قولهم: {أئنا لمردودون في الحافرة}: أئنا لمبعوثون بعد أن صرنا في حفر الأرض؟ فليس الردّ في الحافرة يقصد به الردّ في القبور، إنما الردّ إلى الحياة بعد أن صاروا موتى في القبور. 16: إبراهيم الكفاوين ب+ أحسنت جدا في جميع إجاباتك، بارك الله فيك وزادك تسديدا. ج2: أثني على اجتهادك فيها، وقد أحسنت في استخلاص أول قولين فيها، وللمسألة بقيّة مذكورة في تفسير قوله تعالى: {قالوا تلك إذا كرّة خاسرة} وإسناد للأقوال إلى السلف، لذلك نوصي دائما بالإلمام بأطراف الإجابة من جميع الدرس. - خصمت نصف درجة على التأخير. رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح |
لمجموعة الأولى:
1. فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}. عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى: أي كلح النبي صلى الله عليه وسلم بوجه و تولى ببدنه حين جاء إليه ذلك الرجل الأعمى ، و ذلك أن عبدالله ابن ام مكتوم كان رجلا أعمى فاقبل على النبي صلى الله عليه و سلم و هو مشغول ببعض أشراف قريش و يطمع في إسلامهم ، فلم يقبل على الأعمى بل أعرض عنه فعاتبه ربه . ثم ذكر له فائدة الاقبال عليه }وَمَا يُدْرِيكَ{ يا محمد }لَعَلَّهُ يَزَّكَّى{ فيتطهر من الأخلاق الرذيلة و الذنوب و يحصل له زكاة و طهارة في نفسه و يتصف بالأخلاق الجميلة بسبب ما يتعلمه منك . }أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى{ فيتذكر ما ينفعه و يعمل بتلك الذكرى و ينزجر عن المحارم }أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى{ أما من استغنى عنك و أعرض عما جئت به فأنت تقبل عليه بوجهك وحديثك لعله يهتدي }وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى{ فليس عليك غير البلاغ ولا شيء عليك اذا لم يهتدي و يسلم {وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى} أما ذلك الرجل الذي جاء إليك مسرعا يطلب منك أن تدله و ترشده و هو خائف من ربه مقبل عليه {فأنت عنه تلهّى} متشاغل عنه معرض 2. حرّر القول في: المراد بـالنازعات في قوله تعالى: {والنازعات غرقا}. الاقوال الواردة في معنى النازعات من تفسير ابن كثير - الملائكة يعنون حين تنزع أرواح بني آدم ابن مسعودٍ وابن عبّاسٍ ومسروقٌ وسعيد بن جبيرٍ وأبو صالحٍ وأبو الضّحى والسّدّيّ . و ابن عباس - هي أنفس الكفّار تنزع، ثمّ تنشط، ثمّ تغرق في النّار.... ابن عباس ايضا - الموت .... مجاهد - هي النّجوم ...... الحسن و قتادة - هي القسيّ في القتال.... عطاء الاقوال الواردة في معنى النازعات من تفسير السعدي وهمُ الملائكةُ التي تنزعُ الأرواحَ بقوةٍ الاقوال الواردة في معنى النازعات من تفسير الاشقر الملائكةِ الَّتِي تَنْزِعُ أرواحَ الْعِبَادِ عَنْ أجسادِهِم كَمَا يَنْزِعُ النازِعُ فِي القَوْسِ فَيَبْلُغُ بِهَا غايةَ المَدِّ الاقوال من حيث الاتفاق و التباين بعض الأقوال متقفة و بعضها متقاربة و بعضها متابينة ، و يمكن جمعها في أربعة أقوال كما سنوردها في المسألة التالية الصورة النهائية المراد بالنازعات على أربعة أقوال - الملائكة التي تنزع الأرواح و هذا حاصل قول ابن مسعودٍ وابن عبّاسٍ ومسروقٌ وسعيد بن جبيرٍ وأبو صالحٍ وأبو الضّحى والسّدّيّ . و ابن عباس و السعدي والأشقر و اختاره ابن كثير. - الموت ... و هو حاصل قول مجاهد و ابن عباس - النجوم ... و هو حاصل قول الحسن و قتادة. - هي القسيّ في القتال.... عطاء 3. بيّن ما يلي: أ: صفات الملائكة التي أقسم الله بها في أول سورة النازعات. اقسم الله بالملائكة في بداية سورة النازعات و وصف الملائكة بصفات متعددة ، و صفها بأنها تنزع الأروح و تغرق في نزعها فتجذبها من أقصى الجسم ، و وصفها بأنها ناشطات فهي تخرج الأرواح بنشاط و سرعة و وصفها بأنها تتردد في الهواء صعودا و نزولا مسرعة مستجيبة لأمر الله و وصفها بأنها تسابق لأمر الله و تصدق به و تسابق لايصال الوحي الى الرسل كي لا تسبقها الشياطين و تسبق بأرواح المؤمنين للجنة و وصفها تدبر كثير من أمور العالم العلوي و السفلي بمشيئته سبحانه من الامطارو النبات و البحار و غير ذلك ب: المراد بالسبيل في قوله تعالى: {ثم السبيل يسّره}. أي يسر له الطريق من يوم ولادته فيسر خروجه من بطن أمه ثم يسر له طرق معيشته و سهل له التعرف على ما يحتاجه و يسر له أمور دنياه و أوضح له طريق الخير و طريق الشر لكي لا يكون لأحد على الله بعد ذلك من حجة فطريق الخير و مسالك واضحة للسالك و طريق الشر كذلك ، ابتلاء منه سبحانه . ج: المراد بالراجفة والرادفة. المراد بها النفخة الأولى و النفخة الثانية و هو قول مجاهدٌ والحسن وقتادة والضّحّاك و الأشقر وغير واحد و أعتذر على التأخر بسبب بعض الضروف |
اقتباس:
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك ويسّر جميع أمورك. |
المجموعة الثانية:
1. فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها: {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)}. يقول الله تعالى مخبرا عباده عن حالهم يوم تأتي الداهية العظمى فإذا جاءت الطامة الكبرى قال المبرد: الطامة عند العرب: الداهية التي لا تستطاع. واختلف المفسرون في المراد بالطامة هنا مع أن أقوالهم متقاربة ومتفقة في أصلها فروي عن ابن عباس أنها القيامة ذكره العماد في تفسره وجاء عن الحسن وغيره أنها النفخة الثانية وعن قال مجاهد: الطامة الكبرى هي التي تسلم أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النا، ذكر ذلك الإمام الشوكاني في تفسيره .. قال الله تعالى يوم يتذكر الإنسان ما سعى المراد بالسعي هنا العمل أي يتذكر الإنسان في ذلك ما عمله من خير أو شر لأنه يشاهده مدونا في صحائف عمله قال تعالى:( ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا ..) قال تعالى: وبرزت الجحيم لمن يرى..) وبرزت أي أظهرت والبروز الظهور والجحيم النار لمن يرى قيل: لمن يرى من الكفار، لا من المؤمنين ذكر ذلك الإمام الشوكاني وقال : والظاهر أن تبرز لكل راء.. قلت : وهو أظهر وذكر كلاما جيدا قال:( أما المؤمن فيعرف برؤيتها قدر نعمة الله عليه بالسلامة منها، وأما الكافر فيزداد غما إلى غمه، وحسرة إلى حسرته.) وجاءت في قراءة عن عائشة ومالك ابن دينار وعكرمة وزيد بن علي بالتاء لمن ترى ،فيكون المعنى: لمن تراه الجحيم، أو لمن تراه أنت يا محمد. وقرأ ابن مسعود: «لمن رأى» على صيغة الفعل الماضي.. قال تعالى: فأما من طغى ..الطغيان مجاوزة الحد والمراد به هنا مجاوزة الحد في الكفر والمعاصي والتمرد والعتو..وآثر الحياة الدنيا أي قدمها على الآخرة الباقية والإيثار التقديم بأن ألهته عن أداء الواجبات والفرائض فإن الجحيم هي المأوى أي المنزل والمرجع والمآل .. والعياذ بالله قال تعالى: وأما من خاف مقام ربه أي: خاف المقام والحال الذي يكون فيها بين يدي ربه يوم القيامة. وجاءت دلالات هذه الآية عن بعض السلف فجاء عن الربيع: مقامه يوم الحساب. وقال قتادة: يقول: إن الله عز وجل مقاما قد خافه المؤمنون. وقال مجاهد: هو خوفه في الدنيا من الله عز وجل عند مواقعة الذنب فيقلع عنه، نظيره قوله: ولمن خاف مقام ربه جنتان.. وقوله ونهى النفس عن الهوى أي منعها عما تشتهي من المعاصي والذنوب والسيئات والنفس أمارة بالسوء قال مقاتل: قال مقاتل: هو الرجل يهم بالمعصية فيذكر مقامه للحساب فيتركها .. ذكره عنه الإمام الشوكاني. فإن الجنة هي المأوى أي: المكان الذي مآلهم إليه ومرجعهم له. والايات فيها الحث على اليقين بالله والعمل الصالح. وتذكر الوقوف بين يدي الله تعالى المؤدي إلى العمل. وبيان حال الفريقين المسلمين والكفار مما يجعل المسلم يتبع سبيل الهدى وينأى عن سبيل الغي والضلال. 2. حرّر القول في: المراد بـالسفرة في قوله تعالى: {بأيدي سفرة}. السفرة جمع سافر واختلف السلف في المراد بالسفرة هنا : فقيل : الملائكة جاء ذلك عن قال ابن عباس، ومجاهد، والضحاك، وابن زيد: هي الملائكة. وقال قتادة القراء لأنهم يقرءون الأسفار. وقال ابن جريج، عن ابن عباس: السفرة بالنبطية: القراء. وعن وهب بن منبه: هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. أورد ذلك العماد في تفسيره ونقل عن ابن جرير قوله: الصحيح أن السفرة الملائكة، والسفرة يعني بين الله وبين خلقه. وختار هذا القول الإمام البخاري أيضا. ويستدل لهذا القول بماروه الجماعة من طريق قتادة رحمه الله تعالى عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرؤه وهو عليه شاق له أجران". 3. بيّن ما يلي: أ: أيهما خلق أولا الأرض أم السماء؟ لعل الراجح والأصح ما اختار العماد في تفسيره أن الأرض خلقت قبل السماء، ولكن إنما دحيت بعد خلق السماء، بمعنى أنه أخرج ما كان فيها بالقوة إلى الفعل. قال: وهذا معنى قول ابن عباس، وغير واحد، واختاره ابن جرير. ب: متعلّق التطهير في قوله تعالى: {مرفوعة مطهّرة}. يحتمل أن يكون متعلقه: هذه السورة أو العظة التي فيها وكلاهما متلازم، كما ذكر ذلك ابن كثير وقال: بل جميع القرآن . ج: معنى الاستفهام في قوله تعالى: {يقولون أئنا لمردودون في الحافرة . أئذا كنا عظاما نخرة} الاستفهام هنا استفهام انكاري: أي: أنبعث بعد الموت بعد أن بليت أجسامنا..؟ ... والله تعالى أعلم |
اقتباس:
- خصمت نصف درجة على التأخير. التقويم: ب |
المجموعة الأولى
أجب على إحدى المجموعات التالية: المجموعة الأولى: 1. فسّر الآيات التالية بإيجاز واستخلص الفوائد السلوكية التي دلّت عليها: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}. افتتح الله هذه السورة بمعاتبته للنبي –صلى الله عليه وسلم- في حادثة وقعت , حاصلها يرجع إلى أن بعض وجهاء قريش كانوا عند النبي صلى الله عليه وسلم , كان حريصاً على إسلامهم , فأقبل إليه عبدالله بن أم مكتوم , فكره الرسول صلى الله عليه وسلم فوات مطلوبه وهو إسلامهم وقد كان يطمع في ذلك ,فأعرض عنه فنزلت هذه السورة معاتبة النبي صلى الله عليه وسلم كما في صدر هذه السورة عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى إلى آخر الآيات . عبَسَ وَتَوَلَّى (1) كلح النبي صلى الله عليه وسلم وقطب وجهه وأعرض عن هذا الأعمى الذي أتاه , أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) أي بسبب مجيء هذا الأعمى الذي أتاه حال انشغاله , وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) إما أن يتطهر من ذنوبه وإما أن ينتفع بشيء مما جئت به من الوحي و العلم النافع ,أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) أي كان ذا ثروة وغنى واستغنى عن الإيمان و عما عندك من العلم , فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) فأنت تتعرض له لعله يهتدي فتتقبل عليه بوجهك وحديثك وهو يظهر لك خلاف ذلك , وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) ما أنت بمطالبٍ بشيء إذا لم يحصل زكاة لهذا المستغني بماله وجاهة والذي لا يرغب في سماع ما عندك من الحق , فليس عليك شيء إن لم يتزكى , فالأولى بك أن تقبل على من أقبل ولا تأبه بمن أعرض , وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) يقصدك ويؤمّك ليهتدي بما تقول له , وَهُوَ يَخْشَى (9) أي حملته مخافة ربه على السؤال والإقبال عليك , فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) فسمى الله إنشغال رسوله صلى الله عليه وسلم تلهياً لأنك يا محمد تركت ما يليق بك مع من أقبل عليك وأقبلت على من أعرض عنك , فمن جاءك مسرعاً قاصداً لك حريصاً ومقبلا فهو الأولى بالإقبال عليه . ومن الفوائد السلوكية التي دلت عليها الآيات النهي عن العبوس بوجه الأعمى وهو لا يرى،فكيف بمن يرى و أن اللقب بالعيب إذا كان المقصود به تعيين الشخص فلا بأس به، وأما إذا كان المقصود به تعيير الشخص فإنه حرام وذلك مستخرج من من قوله تعالى ) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) و أن التخلية تكون قبل التحلية كما قال تعالى : (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) ومن الفوائد أن هذه الدعوة تقدَّم لكل من يأتي إليها ولا يُنظر إلى المستويات التي عليها أهل الدنيا والرتب التي يضعها أهل الأرض لأنفسهم ومن الفوائد عدل الاسلام فليس الأغنياء وأصحاب الجاه أحق من أهل الفقروالعاهات لاستماع الحق والاستئثار بالداعية وجهده ووقته وهمه . 2. حرّر القول في: المراد بـالنازعات في قوله تعالى: {والنازعات غرقا}. ورد في المراد بـالنازعات في قوله تعالى: (والنازعات غرقا) أقوال ذكرها ابن كثير في تفسيره وهي : القول الأول : الملائكة التي تنزع أرواح الكفار بقوة وعسر , قال به ابن مسعودٍ وابن عبّاسٍ ومسروقٌ وسعيد بن جبيرٍ وأبو صالحٍ و أبو الضّحى والسّدّيّ ورجح هذا القول ابن كثير في تفسيره كما ذكر هذا القول السعدي في تفسيره وكذلك الأشقر في تفسيره . القول الثاني : الموت , قال به مجاهد . القول الثالث : النجوم , قال به الحسن وقتادة . القول الرابع : القسي في القتال , قال به عطاء بن أبي رباحٍ . هذه أقوال أربعة , والراجح من هذه الأقوال هو القول الأول , وهو أن المراد بالنازعات الملائكة حين تنزع أرواح الكفار من أجسادهم كما ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره . 3. بيّن ما يلي: أ: صفات الملائكة التي أقسم الله بها في أول سورة النازعات. النازعات التي تنزع أرواح الكفار بشدة وعسر فتغرق في نزعها ، والناشطات التي تنشط أرواح المؤمنين بيسر وسهولة وكأنّما حلّته من نشاطٍ ، والسابحات التي تسبح في الفضاء صعوداً وهبوطاً ، والسابقات التي تتسابق في إنفاذ أمر ربه فتبادرُ لأمرِ اللهِ، وتسبقُ الشياطينَ في إيصالِ الوحيِ إلى رسلِ اللهِ حتى لا تسترقَهُ و تَسْبِقُ بِأَرْوَاح الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الْجَنَّةِ ا ، والمدبرات التي تدبر ما أمرها الله تعالى بتدبيره مما يقع في الكون . ب: المراد بالسبيل في قوله تعالى: {ثم السبيل يسّره}. ورد في المراد بالسبيل في قوله تعالى: ( ثم السبيل يسّره ) أقوال وهي : القول الأول : يسّر عليه خروجه من بطن أمّه , قال به ابن عباس و عكرمة والضّحّاك وأبو صالحٍ وقتادة والسّدّيّ، واختاره ابن جريرٍ , ذكر هذ القول ابن كثير في تفسيره . القول الثاني : سبيل الشكر أو الكفر أي: بيّناه له ووضحناه وسهلنا عليه عمله كقوله تعالى : {إنّا هديناه السّبيل إمّا شاكراً وإمّا كفوراً} , قاله مجاهد و الحسن وابن زيد و ذكر ها القول ابن كثير في تفسيره ورجحه , كما ذكره ابن سعدي في تفسيره وكذلك الأشقر في تفسيره . ج: المراد بالراجفة والرادفة. ورد في المراد بالراجفة في قوله تعالى: (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ )(6) عدة أقوال : القول الأول : النفخة الأولى , قاله ابن عباس و مجاهدٌ والحسن وقتادة والضّحّاك ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره , كما ذكر هذا القول الأشقر في تفسيره . القول الثاني : الموت , ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره في الحديث المروي عن أبيّ بن كعبٍ عن أبيه . القول الثالث : قيام الساعة , ذكره السعدي في تفسيره . ورد في المراد بالرادفة في قوله تعالى : ( تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ) (7) عدة أقول : القول الأول : النفخة الثانية , قاله ابن عباس و مجاهدٌ والحسن وقتادة والضّحّاك ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره كما ذكر هذا القول الأشقر في تفسيره . القول الثاني : الموت , ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره في الحديث المروي عن أبيّ بن كعبٍ عن أبيه . القول الثالث : الرجفةُ الأخرى التي تردف قيام الساعة وتأتي تِلوَها, ذكره السعدي في تفسيره |
اقتباس:
أحسنت بارك الله فيك . - تم خصم نصف درجة للتأخير . |
الساعة الآن 01:58 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir