سؤال عن معنى عبارة للأشقر: «فأمكنه بذلك أن يكون خليفته في الأرض»
قال الشيخ الأشقر في تفسير سورة التين: "{لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}: خَلَقَ اللَّهُ كُلَّ ذِي رُوحٍ مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ إِلاَّ الإِنْسَانَ، فَقَدْ خَلَقَهُ مَدِيدَ القامةِ، يَتَنَاوَلُ مَأْكُولَهُ بِيَدِهِ، وَخَلَقَهُ عَالِماً مُتَكَلِّماً مُدَبِّراً حَكِيماً، فَأَمْكَنَهُ بِذَلِكَ أَنْ يَكُونَ خَلِيفَتَهُ فِي الأَرْضِ كَمَا أَرَادَ اللَّهُ لَهُ".
ما معنى قول الشيخ -رحمه الله-: "فأمكنه بذلك أن يكون خليفته في الأرض"؟ رابط الدرس: http://www.afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=40 |
اقتباس:
وقد اختلف في معنى الخليفة هنا على قولين: القول الأول: خليفة أي يخلف بعضهم بعضاً، كلما هلك قرن خلفه قرن، وهو قول جمهور السلف. والقول الآخر: خليفة أي حاكماً مؤتمناً يحكم بأمر الله تعالى وشرعته؛ فهو استخلاف للناس في الأرض ليحكموا فيها بما أنزل الله كما استخلفهم الله في أموالهم فقال تعالى: {وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه} على أحد القولين في تفسيرها. ولا يقتضي هذا القول ما قد يتبادر إلى بعض الأذهان أنهم ينوبون عن الله تعالى كما ينوب الحاكم عمّن قبله إذا ذهب سلطانه، بل هو استخلاف ابتلاء وامتحان. والجعل على القول الأول جعل كوني، وعلى القول الثاني جعل شرعي، والفرق بينهما أنّ الجعل الكوني واقع لا محالة ولا يقتضي محبة الله تعالى له، والجعل الشرعي هو ما يحبّه الله تعالى، لكنّه قد يقع وقد لا يقع، وهذا كما تقسّم الإرادة إلى إرادة كونية وإرادة شرعية. |
الساعة الآن 11:43 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir