المجلس السادس: مجلس مذاكرة القسم الأول من دورة تاريخ علم التفسير
القسم الأول من دورة تاريخ علم التفسير اختر مجموعة من المجموعات التالية، وأجب على أسئلتها إجابة وافية: المجموعة الأولى: س1: بيّن فوائد دراسة تاريخ علم التفسير. س2: ما سبب عناية علماء أهل السنة بتقرير البيان الإلهي للقرآن؟ س3: اذكر أنواع البيان النبوي للقرآن مع التوضيح والتمثيل. س4: ما سبب قلة الرواية عن بعض أكابر الصحابة وكثرتها عن صغارهم؟ المجموعة الثانية: س1: اذكر أنواع البيان الإلهي للقرآن مع البيان والتمثيل. س2: هل فسّر النبي صلى الله عليه وسلم جميع آيات القرآن؟ س3: بيّن مكانة الصحابة رضي الله عنهم وإمامتهم في علم التفسير. س4: حدثت أمور في عصر التابعين كان لها أثر في علم التفسير بيّنها. المجموعة الثالثة: س1: اذكر الأدلّة الدالة على بيان الله تعالى للقرآن. س2: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلّم القرآن لأصحابه؟ س3: ما هي طرق الصحابة رضي الله عنهم في تعلم التفسير وتعليمه؟ س4: بيّن طبقات المفسرين في عصر التابعين. المجموعة الرابعة: س1: ما هي مصادر معرفة تاريخ علم التفسير؟ س2: بيّن أهميّة معرفة البيان النبوي للقرآن. س3: اكتب عن سيرة اثنين من مفسّري الصحابة رضي الله عنهم مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما. س4: بيّن طرق التابعين في تعلّم التفسير وتعليمه. تعليمات: - ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته. - يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة. - يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق. - تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب. تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة: أ+ = 5 / 5 أ = 4.5 / 5 ب+ = 4.25 / 5 ب = 4 / 5 ج+ = 3.75 / 5 ج = 3.5 / 5 د+ = 3.25 / 5 د = 3 هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة. معايير التقويم: 1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ] 2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص] 3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد] 4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية. 5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض. نشر التقويم: - يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب. - تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها. - نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم. _________________ وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم |
القسم الأول من دورة تاريخ علم التفسير المجموعة الأولىس1: بيّن فوائد دراسة تاريخ علم التفسير. لدراسة تاريخ علم التفسير فوائد عظيمة ، منها : 1- التعرف على نشأة علم التفسير ، وكيفية طريقة تعلمه وتعليمه . 2- معرفة بدايات تدوينه ، وتدرج التأليف فيه ، وتكوين هذه التفاسير الكبيرة . 3- معرفة طرق ومناهج التأليف في التفسير . 4- معرفة أئمة المفسرين ، ومراتبهم ، وتنوع عناياتهم في التفسير . 5- معرفة أسباب شهرة بعض التفاسير ، ومصادر استمدادها ، ورأي النقاد فيها ، ومعرفة جوانب الإحسان فيها وجوانب الضعف والتقصير . 6- إدراك جملة من أصول التفسير ، وعلله . 7- معرفة المصادر الأصلية والبديلة لأقوال السلف ، وأقوال اللغويين ، ومظان جمعها ونقدها وتحريرها . 8- معرفة أسباب انتشار بعض المرويات المعلولة ، والأقوال الضعيفة ، وبدع التفاسير ، ومعرفة ما بذله العلماء من جهود لنقدها وردها . س2: ما سبب عناية علماء أهل السنة بتقرير البيان الإلهي للقرآن؟ اهتم أهل السنة بتقرير البيان الإلهي وذلك لعدة أسباب منها : 1- البيان الألهي له دلالة على اليقين في أبواب الدين ، والعصمة من الضلال والهداية للحق . 2-كما يبصر طالب العلم بالأصول التي تحصنه من ضلالات الطوائف التي ضلت في باب التفسير ، سواء من الفلاسفة أو المتكلمين أو الروافض أو الصوفية أو غيرهم . 3- درء الشبهات التي يحاول بها أهل هذه الضلالات الطعن في بيان القرآن ، وعدم تمكينهم من تأويله التأويلات الباطلة التي يريدون بها نشر مذاهبهم الهادّمة كزعمهم أن لنصوص الكتاب والسنة ظواهر لفظية لا يمكن فهمها إلا بالتحاكم إلى القواطع العقلية ، وقدموا العقل على النقل ، وأعرضوا عن اتباع هدي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فزادوا ضلالا وجهلا . 4- معرفة خطر المنهج الذي سار عليه أهل هذه البدع والأهواء وما أصابهم من شك وحيرة وندامة ، وما آل إليه مصائرهم ، وأنهم ليسوا على سبيل المؤمنين من المهاجرين والأنصار ومن تبعهم إلى يوم الدين ، فقد انشغلوا بعلم لا ينفع في الدنيا ولا في الآخرة ، وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من علم لا ينفع ، فصح عن جابر رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "سلوا الله علما نافعا وتعوذوا بالله من علم لا ينفع " رواه ابن ماجه. س3: اذكر أنواع البيان النبوي للقرآن مع التوضيح والتمثيل. بيان النبي صلى الله عليه وسلم لمعاني القرآن على أنواع ، منها : أولا : بالتلاوة وذلك بتلاوة القرآن تلاوة بينة يُسمع بها أصحابه فيفهموا دلائله ، ويظهر أثر هذا الفهم عليهم ، حتى أن كثيرا من الصحابة أسلم بمجرد سماعه ، كالطفيل بن عمرو الدوسي ، وقصته مشهورة . ثانيا : بالدعوة وذلك بمعرفة ما وقع بينه وبين مخالفيه من خصومات ومجادلات ودحض شبه وحجج المبطلين ، ومثال ذلك ما وقع بينه وبين الوليد بن المغيرة ، وعتبة بن ربيعة . ثالثا : بالعمل وذلك ببيان كيفية العمل بما جاء في القرآن ، كإقامة الصلاة وقوله عليه الصلاة والسلام : "صلوا كما رأيتموني أصلى" . رابعا : بابتداء التفسير فكان صلى الله عليه وسلم يبتدأ بتفسير بعض الآيات وبيان المراد منها ، كما في حديث أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : (فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى) قال : لا إله إلا الله " رواه الترمذي وصححه الألباني خامسا : بإجابة أسئلة المشركين وغيرهم فكان صلى الله عليه وسلم يجيب عن أسئلة المشركين وأهل الكتاب والمنافقين عن بعض المعاني والشبه التي يردونها ، كجوابه عن المشركين حين سألوه عن الروح ، وكمجادلته وفد نصارى نجران في عيسى . سادسا : بإجابة ما يشكل على المسلمين فكان عليه الصلاة والسلام يجيب على ما أشكل على المسلمين من معاني الآيات ، كما ورد في صحيح مسلم من حديث المغيرة بن شعبة أنه قال : لما قدمت نجران سألوني : إنكم تقرؤون (يا أخت هارون) وموسى قبل عيسى؟ فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألته عن ذلك ، فقال : "إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم". سابعا : بتعليم الصحابة فكان عليه الصلاة والسلام يعلم أصحابه وينبههم إلى أخطائهم ، ويرشدهم إلى الصواب ، كما في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد بن المعلى قال : مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي ، فدعاني فلم أنه حتى صليت ثم أتيت ، فقال : "ما منعك أن تأتيني" ، فقلت : كنت أصلى ، فقال : ألم يقل الله : (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) ثم قال : "ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد " فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج من المسجد فذكرته ، فقال : "الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته" . ثامنا : بالتلقي بالوحي فكان عليه الصلاة والسلام يفسر ويبين بعض المعاني من الأمور الغيبية التي لا تدرك إلا بالتلقي بالوحي ، وهذا النوع من خصائص التفسير النبوي ، ومن ذلك ما ورد عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إذا قعد المؤمن في قبره أتي ، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فذلك قوله : (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت) متفق عليه . س4: ما سبب قلة الرواية عن بعض أكابر الصحابة وكثرتها عن صغارهم؟ لم يؤثر عن كثير من أكابر الصحابة شيء لأنهم هلكوا قبل أن يحتاج إلى علمهم ، نظرا لكثرة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما كثرت عن عمر وعلي لأنهما وليا فسئلا وقضيا بين الناس . أما صغار الصحابة كعقبة بن عامر وعمران بن الحصين والنعمان بن بشير فكانوا أكثر رواية لأنهم بقوا وطالت أعمارهم وأحتاج الناس إلى علمهم . |
المجموعة الثانية:
س1: اذكر أنواع البيان الإلهي للقرآن مع البيان والتمثيل البيان الإلهى للقرآن أربعة انواع: -النوع الأول :بيان القرآن بالقرآن :وهذا النوع تحته نوعان: أ-تفسير القرآن بالقرآن صراحة :كمافي قوله تعالى {والسماء والطارق وما أدراك ما الطارق ،النجم الثاقب}ففسرت لفظة الطارق بعدها صراحة وفي نفس الموضع ب-تفسير القرآن بالقرآن اجتهادا :وقد يصيب المجتهد أو يخطىء في ذلك ومثاله :اجتهاد بعض المفسرين في تفسير قوله تعالى {وغركم بالله الغرور }أنه الشيطان بدلالة قوله تعالى { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}وغيرها من الآيات -النوع الثانى :تفسير القرآن بالحديث القدسي:مثاله ما رواه الإمام أحمد والدارمي والترمذي والحاكم وغيرهم من طرق عن سهيل بن أبي حزم القطعي عن ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في هذه الآية: {هو أهل التقوى وأهل المغفرة} قال: قال الله عز وجل: (أنا أهل أن أتقى؛ فمن اتقاني فلم يجعل معي إلها فأنا أهل أن أغفر له). . -النوع الثالث:تفسير القرآن بالوحى :مثل الإخبار عن المغيبات ومالايعلم تفسيره إلا بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم وهذا النوع يعتبره بعض أهل العلم من قبيل التفسير النبوى لأن اللفظ مؤداه من قبل النبي صلى الله عليه وسلم مثاله: حديث علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت})). متفق عليه. وأيضا: حديث سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أحب الله عبدا نادى جبريل: إني قد أحببت فلانا فأحبه، قال: فينادي في السماء، ثم تنزل له المحبة في أهل الأرض، فذلك قول الله: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا}، وإذا أبغض الله عبدا نادى جبريل: إني قد أبغضت فلانا، فينادي في السماء ثم تنزل له البغضاء في الأرض)). رواه أحمد والترمذي وأصله في الصحيحين. -النوع الرابع:تفسير القرآن ببعض الأمور القدرية:تنزل الآيات ولايعلم المراد منها في وقت نزولها حتى يقدر الله تعالى أمورا تقع فتكون بمثابة التأويل للآية والتفسير لها ،وهذا النوع منه مامضى تأويله قبل نزول القرآن كأخبار الأمم السابقة ومنه ما وقع بعد نزوله بيسير ومنه ما ينتظر تأويله إلى قيام الساعة وانقضاء الحساب مثاله :مارواه الطبري بسنده قال حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن أيوب قال : لا أعلمه إلا عن عكرمة أن عمر قال لما نزلت( سيهزم الجمع ) جعلت أقول : أي جمع يهزم ؟ فلما كان يوم بدر رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يثب في الدرع ويقول : ( سيهزم الجمع ويولون الدبر ) . ومثاله أيضا: ما في الصحيحين وغيرهما من حديث عائشة رضي الله عنها: أن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، قلن للنبي صلى الله عليه وسلم: أينا أسرع بك لحوقًا؟ قال: «أطولكن يدًا»؛ فأخذوا قصبةً يذرعونها، فكانت سودة أطولهن يدًا، فلما ماتت زينب علمنا بعد أنما كانت طول يدها الصدقة، وكانت أسرعنا لحوقًا به، وكانت تحب الصدقة). وفي رواية في المستدرك عن عائشة أنها قالت: فكنا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم نمد أيدينا في الجدار نتطاول، فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحشٍ زوج النبي صلى الله عليه وسلم وكانت امرأةً قصيرةً، ولم تكن أطولنا، فعرفنا حينئذٍ أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد بطول اليد الصدقة قال: «وكانت زينب امرأة صناعة اليد فكانت تدبغ وتخرز وتصدق في سبيل الله عز وجل». س2: هل فسّر النبي صلى الله عليه وسلم جميع آيات القرآن؟ هذا السؤال من المسائل التى أشكلت على كثير من الناس وحصل فيها خلاف هل فسر النبي صلى الله عليه وسلم جميع آيات القرآن أم لا والسبب في هذا الاختلاف الحديث المروى عن عائشة رضي الله عنها رواه رواه ابن جرير؛ والبزار وأبو يعلى ؛ كلهم من طريق جعفر بن محمد بن خالد بن الزبير بن العوام الأسدي به وفيه (ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفسر شيئا من القرآن إلا آيا بعددٍ علمهن إياه جبريل عليه السلام) وهذا الحديث قال فيه ابن كثير حديث منكر غريب وأعله البخارى وجود محمد بن جعفر الزبيرى وقال عنه لايتابع و المضطرب في تحرير اسمه عند أبي يعلى والبزار وعلى هذا فلايعول عليه وأما التفسير النبوى فله أنواع كثيرة منها المباشر الصريح ومنها بالعمل ومنها إجابة السؤال وغير ذلك مما يبين أنه صلى الله عليه وسلم كان يبين لهم معانى القرآن مما يحتاج إلى بيان كماقال تعالى {وأنزلنا إليك الذكر لتبين لهم مانزل إليهم ولعلهم يتفكرون} ومما يدل على أن النبي قد بين معانى القرآن بصفة عامة : -ما صرح به الصحابة أنفسهم من أنهم كانوا يأخذون عن رسول الله الآيات يقرؤنها ويتعلمون مافيها من العلم والعمل ومن ذلك: زيد بن أبي أنيسة، عن القاسم بن عوف الشيباني، قال: سمعت ابن عمر، يقول: «لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدثنا يؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فيتعلم حلالها وحرامها، وما ينبغي أن يوقف عنده فيها كما تعلمون أنتم القرآن، ثم لقد رأيت رجالا يؤتى أحدهم القرآن فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما أمره ولا زاجره، ولا ما ينبغي أن يوقف عنده منه ينثره نثر الدقل». رواه الطحاوي والحاكم والبيهقي قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (يجب أن يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لأصحابه معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه فقوله تعالى: {لتبين للناس ما نزل إليهم} يتناول هذا وهذا. -ولكن هذا لايمنع أن يكون هناك بعض الآيات التى لم يفسرها النبي صلى الله عليه وسلم وذلك أن التفسير للقرآن يقع على أربعة أوجه كماروى عن ابن عباس وذكره ابن كثير قسم تعرفه العرب من كلامها ،وقسم لايعلمه إلا الله ،وقسم يعلمه العلماء دون غيرهم والقسم الأخير مالايعذر أحد بجهله وعلى هذا :فإن النبي صلى الله عليه وسلم فسر من القرآن مايحتاج إلى التفسير والبيان وهذه مهمته صلى الله عليه وسلم وترك تفسير ما لايحتاج إلى تفسير مماتعرفه العرب من لغاتها وما لايعذر احد بجهله وكذلك مالايعلمه إلا الله من الأمور المتعلقة بحقائق صفات الله تعالى وكيفيتها وحقائق الغيب واليوم الآخر وماسوى ذلك فيحتاج الناس فيه للرجوع لأهل العلم الذين أخذوا التفسير عن السلف من الصحابة ومن بعدهم ممن أخذ عنهم س3: بيّن مكانة الصحابة رضي الله عنهم وإمامتهم في علم التفسير كل علم ينبغى أن يؤخذ عن أئمته والصحابة رضي الله عنهم هم أئمة علم التفسير ويشهد لذلك من عرف طريقتهم في تلقى تفسير القرآن وكيفية العمل به والحرص على النصح به والتحاكم إليه والاهتداء بهديه كيف لا؟وقد تلقوه مباشرة من المعصوم صلى الله عليه وسلم إما قولا أو عملا لذا كانت أقوالهم التى صحت عنهم هى المقدمة في التفسير وذلك لزكاة قلوبهم وسلامة صدورهم ومعرفتهم المقصد الأعظم الذي من أجله أنزل القرآن ولذا ففهمهم هو المقدم وقولهم لايرد ولايدعى أن من بعدهم أتى بما لم يأتوا به ممن ينتحلون المناهج الباطلة في تفسير القرآن وقد حاز الصحابة هذه المكانة الرفيعة في فهم القرآن وتفسيره لعدة أسباب : -صحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم وأخذهم عنه علما وأدبا وعملا وشهود التنزيل ومعايشة الوقائع والأحداث ومعرفة أسباب النزول -رضا الله تعالى عنهم لصحبة نبيه وحمل أمانة التبليغ بعد النبي صلى الله عليه وسلم : {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29) }. -نزول القرآن بلسانهم ومعرفتهم أساليب الخطاب العربية وفنونه ولهذا أعظم الأثر في فهم القرآن ومعانيه -كان منهم القراء والفقهاء والقضاة والمعلمين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعده -كان الصحابة رضي الله عنهم مراتب في صحبة النبي صلى الله عليه وسلم فمنهم : -من لازمه وأطال صحبته في معظم شئونه كأـبي بكر الصديق وعمر وعثمان وعلى رضي الله عنهم ثم بقية العشرة ثم بقية السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار -ومنهم من اختص بشئونه الأسرية كأمهات المؤمنين ومواليه والمعتنين بخدمته كأنس وبلال رضى الله عنهم جميعا -ومنهم من كانت له عناية خاصة بتلقى القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم قراءة وإقراء كعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وغيرهم وقد ظهرت مكانة الصحابة من الخلفاء في التفسير لأنهم تولوا وحكموا فسئلوا وأفتوا وقضوا كمافعل عمر وعلى وغيرهما وأما غيرهم من الأكابر فإنما قلت الرواية عنهم رغم جلالة قدرهم وعلمهم لأنهم هلكوا قبل أن يحتاج إليهم وأما من كانوا أحدث سنا منهم فقد كثرت عنهم الرواية لاحتياج الناس إليهم وكثرة الفتن والحوادث س4: حدثت أمور في عصر التابعين كان لها أثر في علم التفسير بيّنها -لم يكن التابعون كلهم على نفس رتبة الصحابة من العدالة ولكن كان منهم التابعون لهم بإحسان ومنهم من دون ذلك وقد حث الصحابة التابعين ألا يأخذوا العلم إلا عن أهله -كثرة الحروب والفتن في عصرهم مما انعكس على التفسير ببعض التأويلات الخاطئة واتباع الأهواء أحيانا -ظهور الفرق المبتدعة وكثرة الأهواء كالخوارج والشيعة والقدرية والمرجئة والمعتزلة -ظهور العجمة على اللسان العربي بسبب كثرة الفتوحات واتساعها واختلاط العرب بالعجم فوقع اللحن مما أدى إلى حث الصحابة ومن تبعهم بإحسان الناس على تعلم العربية والتفقه فيها خشية الوقوع في التأويلات الخاطئة للقرآن بسبب ذلك -انتشار الإسرائيليات بسبب دخول بعض أحبار اليهود في الإسلام وروايتهم الأقاصيص والأخبار التى في كتب أهل الكتاب فانتشر ذلك كثيرا في عصر التابعين -ظهور مظاهر التفريط والإفراط :بين التشدد والغلوبما يشق على النفس ومالم يأت به الشرع وبين التفريط والوقوع في المعاصي وفتن المال والجاه والسلطان وكان الصحابة رضى الله عنهم وكبار التابعين يحذرون من هذه الأمور فكان لهذه الأمور أثر في تعلم التفسير وتعليمه |
المجموعة الثالثة:
س1: اذكر الأدلّة الدالة على بيان الله تعالى للقرآن. قال الله تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه . فإذا قرأناه فاتبع قرآنه . ثم إن علينا بيانه} - وقال تعالى: {ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً} أي بيانا وتفصيلا، ومن ذلك بيان الله لما أنزل في القرآن. - وقال تعالى: {وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلًا والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين} مفصلا: أي مبينا. - وقال تعالى: {قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين (15) يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراطٍ مستقيمٍ} - وقال تعالى: {حم . والكتاب المبين} س2: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلّم القرآن لأصحابه؟ أنزل الله سبحانه القرآن لأفضل خلقه ، واصطفاه ليبلغ رسالته ، فكان أصدقهم حديثاً ، وأبلغهم بياناً ، وأفصحهم لساناً ، وُكـل بالرسالة فكان أهلاً لها صلوات الله وسلامه عليه فأرشدهم بياناً وتفصيلاً . -فكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلّم أصحابه القرآن تعليماً يحفظون به ألفاظه، ويعقلون به معانيه، ويهتدون به إلى صراط الله المستقيم. -وكان بعض الصحابة مقربين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لحسن حفظهم ، وسرعة فهمهم ،وحرصهم على العلم . -وكانوا يتلقون القرآن من عند رسول الله ، فيحفظونه ويتدبرون معانيه ، ويتدارسونه ويدرسونه ، قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محفوظ بالصدور ، ومكتوب بالسطور. وقد ورد في شأن تعلم القرآن وتعليمه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث وآثار منها: 1: ما رواه مسروق بن الأجدع الهمداني قال: ذُكر عبد الله بن مسعود عند عبد الله بن عمرو، فقال: ذاك رجل لا أزال أحبه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «خذوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود - فبدأ به -، وسالم، مولى أبي حذيفة، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب». متفق عليه. 2: ما رواه الأعمش، عن إبراهيم النخعي، عن عبد الله بن مسعود قال: جاء معاذ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله أقرئني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أقرئه»، فأقرأته ما كان معي، ثم اختلفت أنا وهو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه معاذ، فكان معلّما من المعلمين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم). 3/ وعن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: (حدثنا من كان يقرئنا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أنهم كانوا يقترئون من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر آيات؛ فلا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل، قالوا: فعلمنا العلم والعمل). رواه الإمام أحمد وابن جرير الطبري وابن سعد في الطبقات. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (يجب أن يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لأصحابه معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه فقوله تعالى: {لتبين للناس ما نزل إليهم} يتناول هذا وهذا. فحرص رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن يبين لهم ألفاظ ومعاني القرآن ،حتى عقلوه ،فكان شأن الصحابة رضوان الله عليهم ،أن لايتجاوزون القرآن حتى يعلموا مافيه من علم وعمل. س3: ما هي طرق الصحابة رضي الله عنهم في تعلم التفسير وتعليمه؟ كان للصحابة طرق في تدارس معاني القرآن وتعلّمه وتعليمه منها: 1: طريقة الإقراء والتعليم. كان قراء الصحابة ، وعلماء التفسير منهم ، لايتجاوزا القرآن قبل أن يفهموا ويعقلوا معانيه ، فكان حفظهم ليس نطقاً بالحرف فقط ، بل تفهماً وتعلماً وتدارساً . عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن). رواه ابن أبي شيبة وابن جرير. وكان تعليمهم للقرآن ليس مقتصراً على حروفه فقط ، بل كان تفقيهاً ، وتعليماً للأحكامه وحدوده ، وأوامره ونواهيه ، وإرشاداً لآدابه ومواعظه ، فبلغوه أحسن تبليغ ، تعلماً وتعليماً رضي الله عنهم ، ولذلك قال أنس بن مالك: (كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جدَّ فينا) رواه الإمام أحمد، وأصل الحديث في الصحيحين. 2: طريقة القراءة والتفسير كان الصحابة يقرؤون القرآن ويحرصون على تفسيره عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الله بن مسعود: " أنه كان إذا اجتمع إليه إخوانه نشروا المصحف فقرؤوا، وفسر لهم" ). رواه أبو عبيد وصححه ابن كثير. - قال أبو بكر المرّوذي: سمعت أبا عبد الله [يريد أحمد بن حنبل] يقول لرجل: (اقعد اقرأ؛ فجئته أنا بالمصحف فقعد فقرأ عليه؛ فكان يمر بالآية فيقف أبو عبد الله فيقول له: ما تفسيرها؟ فيقول: لا أدري فيفسرها لنا فربما خنقته العبرة فيردّها. وكان إذا مر بالسجدة سجد الذي يقرأ وسجدنا معه؛ فقرأ مرة فلم يسجد؛ فقلت لأبي عبد الله: لأي شيء لم تسجد؟ قال: "لو سجد سجدنا معه؛ قد قال ابن مسعود للذي قرأ: أنت إمامنا إن سجدت سجدنا" وكان يعجبه أن يسلم فيها. وقال: اذهب إلى ابن سواء فكان يقرأ بنسخة لعبد الوهاب فكان يقرأ ويفسّر. قال ابن سواء: "كان يقرأ ويفسر" قال: "وكان قتادة يقرأ ويفسر" وقال لرجل: (لو قرأت فسمعنا ونحن يسير من العسكر) فكان الرجل يقرأ وأبو عبد الله يسمع وربما زاد أبو عبد الله الحرف والآية فتفيض عيناه، وسمعته يفسر القرآن). ذكره ابن القيم في بدائع الفوائد. 3: طريقة السؤال والجواب: كان العالم فيهم يسأل السؤال فإن اصابوا أقرهم ، وإن اخطؤوا صحح لهم وأعلمهم ،مثاله : -ما رواه ابن جرير من طريق الأسود بن هلالٍ المحاربي، قال: قال أبو بكرٍ: " ما تقولون في هذه الآية: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} قال: فقالوا " ربنا الله ثم استقاموا من ذنبٍ، قال: فقال أبو بكرٍ: " لقد حملتم على غير المحمل، قالوا: ربنا الله ثم استقاموا فلم يلتفتوا إلى إلهٍ غيره ". -قال السيوطي: (أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الشعبي قال: كان حذيفة جالسا في حلقة فقال: ما تقولون في هذه الآية {من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذٍ آمنون ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار} فقالوا: نعم يا حذيفة من جاء بالحسنة ضعفت له عشر أمثالها. فأخذ كفا من حصى يضرب به الأرض وقال: تبا لكم، وكان حديداً وقال: من جاء بلا إله إلا الله وجبت له الجنة، ومن جاء بالشرك وجبت له النار). قال السيوطي: (أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الشعبي قال: كان حذيفة جالسا في حلقة فقال: ما تقولون في هذه الآية {من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذٍ آمنون ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار} فقالوا: نعم يا حذيفة من جاء بالحسنة ضعفت له عشر أمثالها. فأخذ كفا من حصى يضرب به الأرض وقال: تبا لكم، وكان حديداً وقال: من جاء بلا إله إلا الله وجبت له الجنة، ومن جاء بالشرك وجبت له النار). 4: طريقة التدارس والتذاكر : عملوا رضي الله عنهم بما أمرهم به النبي الكريم ، بتلاوة القرآن وتدارسه ،وكان لتدارسهم القرآن أثر في استثارة معانيه والتفقه فيه، والوقوف على عجائبه. وروى أبو إسحاق، عن مرة الهمداني، عن عبد الله بن مسعود أنه قال: «من أراد العلم فليثور القرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين». وإيثارة القرآن تكون بتدارسه وفهم معانيه والتفقه فيه . قال شعبة: سمعت علي بن الحكم، يحدث عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: «كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قعدوا يتحدثون كان حديثهم الفقه، إلا أن يأمروا رجلا فيقرأ عليهم سورة، أو يقرأ رجل سورة من القرآن» رواه ابن سعد في الطبقات. وفقههم إنما كان في نصوص الكتاب والسنة. 5: تصحيح الخطأ الشائع في فهم الآية - عن قيس بن أبي حازم أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه خطب فقال: يا أيها الناس، إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير ما وضعها الله: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الناس إذا رأوا المنكر بينهم فلم ينكروه يوشك أن يعمهم الله بعقابه". رواه الإمام أحمد. 6: الرد على من تأوّل تأولاً خاطئاً في القرآن. عن ثور بن زيدٍ الديلي، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ، أن قدامة بن مظعونٍ، شرب الخمر بالبحرين فشهد عليه ثم سئل فأقر أنه شربه، فقال له عمر بن الخطاب: ما حملك على ذلك، فقال: لأن الله يقول: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناحٌ، فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا، وعملوا الصالحات}، وأنا منهم أي من المهاجرين الأولين، ومن أهل بدرٍ، وأهل أحدٍ، فقال: للقوم أجيبوا الرجل فسكتوا، فقال لابن عباسٍ: أجبه، فقال: إنما أنزلها عذرًا لمن شربها من الماضين قبل أن تحرم وأنزل: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجسٌ} من عمل الشيطان، حجةٌ على الباقين ثم سأل من عنده عن الحد فيها، فقال علي بن أبي طالبٍ: إنه إذا شرب هذي، وإذا هذي افترى فاجلدوه ثمانين). رواه النسائي في السنن الكبرى. وقال سعيد بن المهلب: حدثني طلق بن حبيب قال: كنت من أشد الناس تكذيبا بالشفاعة، حتى لقيت جابر بن عبد الله، فقرأت عليه كل آية أقدر عليها يذكر الله تعالى فيها خلود أهل النار؛ فقال: يا طلق، أتراك أقرأ لكتاب الله وأعلم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مني؟ قال: فاتضعت له، فقلت: لا والله، بل أنت أقرأ لكتاب الله مني، وأعلم بسنته مني. قال: إن الذين قرأت هم أهلها، هم المشركون، ولكن هؤلاء قوم أصابوا ذنوبا فعذبوا، ثم أخرجوا منها ثم أهوى بيديه إلى أذنيه، فقال: صُمَّتا إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يخرجون من النار بعدما دخلوا". ونحن نقرأ كما قرأت: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم (38) فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم (39) ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء والله على كل شيء قدير (40) }). 7: الدعوة بالقرآن تعلم الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم أساليب التذكير بالقرآن وآدابه. فكانوا يوعظون الناس به ، بأساليب حسنة فيها تفسير وتقريب، وترغيب وترهيب وتبصير ، ودعوة وإرشاد . قال مالك بن سعيد بن الحسن: حدثنا الأعمش، عن أبي وائل، قال: حججت أنا وصاحب لي، وابن عباس على الحج، فجعل يقرأ سورة النور ويفسرها؛ فقال صاحبي: يا سبحان الله، ماذا يخرج من رأس هذا الرجل، لو سمعت هذا الترك لأسلمت). رواه الحاكم في المستدرك وصححه. قال مجاهد: «كان ابن عباس إذا فسر الشيء رأيت عليه نورا» رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة. 8: مناظرة المخالفين وكشف شبههم كما في مناظرة ابن عباس للخوارج، والقصة مذكورة بطولها في مصنف عبد الرزاق والسنن الكبرى للنسائي ومستدرك الحاكم وغيرها. 9: إجابة السائلين عن التفسير وأمّا إجاباتهم لأسئلة السائلين عن معاني القرآن؛ فكثيرة جداً. - قال عطاء بن أبي رباح: «ما رأيت مجلسا أكرم من مجلس ابن عباس كانوا يجيئون أصحاب القرآن فيسألونه، ثم يجيء أهل العلم فيسألونه، ثم يجيء أصحاب الشعر فيسألونه» رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة. - وقال أبيّ بن كعب لزرّ بن حبيش: لا تريد أن تدع آية في كتاب الله تعالى إلا سألتني عنها!! ) رواه الإمام أحمد. 10: اجتهاد الرأي كان الصحابة يجتهدون في الرأي ، مالم يكن في الكتاب والسنة له ذكر ، واجتهادهم بماعلموه من الله ورسوله ، وماعندهم من علم وفقه ، مثل اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة؛ فإنه قد روي عنه من طرق متعددة أنه قال: «إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد ، وهو اجتهاد من أبي بكر ، لعله من علمه بسبب النزول . س4: بيّن طبقات المفسرين في عصر التابعين. الطبقة الأولى: طبقة أئمة أهل التفسير الذين جمعوا الرواية والدراية وهم الأئمة الثقات ،الذين تعلموا التفسير على طريقة الصحابة رضوان الله عليهم ، منهم عروه بن الزبير ، وسعيد بن المسيب ، ومجاهد ، وقتادة ، وأبو العالية ، وعكرمة مولى ابن عباس ، وطاووس بن كيسان ، والحسن البصري ، وابن سيرين وغيرهم كثير. الطبقة الثانية: طبقة ثقات نقلة التفسير وهم من الأئمة الذين رووا تفاسير الصحابة وكبار التابعين، وأدّوها كما سمعوها، ولا تكاد تُحفظ لهم أقوال في التفسير منسوبة إليهم إلا قليلاً، وإنما كانت أكثر عنايتهم بالتفسير روايته عمّن سبقهم، وكانت روايتهم مما يحتجّ به في الجملة. ومن هؤلاء: سعيد بن نمران، وعبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي، وحسان بن فائد، وأربدة التميمي، وسعيد بن أبي سعيد المقبري، والربيع بن أنس البكري وغيرهم. الطبقة الثالثة: المفسّرون المتكلّم فيهم هم من كان لهم مرويات في التفسير ، وقد تكلم عنهم أهل الحديث ، منهم من يتوقى عند الأخذ منه ، ومنهم مايترك قوله ، ومنهم من لايترك . وكلام الأئمة النقّاد في أهل هذه الطبقة له أسباب منها ، منها مايتعلق بالضبط ، وبالعدالة ، وتحديث بعضهم عن المجاهيل وكثرة الإرسال والتدليس، ورواية الأخبار المنكرة ، لكن لبعضهم أقوال حسنة في التفسير؛ ولهم عناية بجمعه وروايته، فهم على أصناف : الصنف الأوّل: من يترجّح قبول مروياتهم بشرط عدم مخالفة الثقات، وتعتبر أقوالهم في التفسير، ومنهم: أبو صالح مولى أمّ هانئ، والسدي الكبير. ومعنى اعتبار الأقوال في التفسير أن يُنظر فيها فإن كان لها وجه صحيح في الاستدلال قُبلت، وإن تبيّن فيها خطأ رُدَّت، وإن لم تُعرف صحتها ولم يتبيّن خطؤها فيتوقّف فيها وتجعل عهدتها على قائلها. الصنف الثاني: من لا يحتجّ بهم إذا تفرّدوا في جانب المرويات لضعفهم، وتعتبر أقوالهم في التفسير، ومنهم: شهر بن حوشب، وعطية العوفي، وشرحبيل بن سعد المدني. الصنف الثالث: المتروكون لاتّهامهم بالكذب أو غلوّهم في البدعة، ومنهم: الحارث بن عبد الله الهمداني، وجابر الجعفي. الطبقة الرابعة: طبقة ضعفاء النقلة: هم من غلبت المناكير في روايتهم ، وكثر الخطأ في مروياتهم ، فحذر منهم الأئمة ، منهم من يكون صالح في نفسه ، لكن يخطأ بالرواية ، ومنهم من يعتبر بروايتهم لو تعدد طرق النقل ، ومنهم من لم يعتبر بروايته لنكارتها . - فمن الضعفاء الذين تُعتبر رواياتهم في التفسير إذا سلمت من النكارة والمخالفة: علي بن زيد بن جدعان، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وعاصم بن عبيد الله العدوي. - ومن المتروكين الذين لا تعتبر رواياتهم: أبان بن أبي عياش، ويزيد بن أبان الرقاشي، وعبد الله بن يزيد الدالاني، والأصبغ بن نباتة التميمي، وأبو هارون العبدي، وأبو المهزم التميمي. |
المجموعة الثالثة:
س1: اذكر الأدلّة الدالة على بيان الله تعالى للقرآن. قال الله تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه . فإذا قرأناه فاتبع قرآنه . ثم إن علينا بيانه} - وقال تعالى: {ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً} أي بيانا وتفصيلا، ومن ذلك بيان الله لما أنزل في القرآن. - وقال تعالى: {وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلًا والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين} مفصلا: أي مبينا. - وقال تعالى: {قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين (15) يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراطٍ مستقيمٍ} - وقال تعالى: {حم . والكتاب المبين} كل هذه الآيات الكريمة دلت على بيان الله تعالى للقران الكريم . س2: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلّم القرآن لأصحابه؟ كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلّم أصحابه القرآن تعليماً يحفظون به ألفاظه، ويعقلون به معانيه، ويهتدون به إلى صراط الله المستقيم. وقد تميز بعض الصحابةبحسن الحفظ والفهم وجودة التلقّي والحرص على العلم ما كان سبباً في رفعتهم، وتقريب النبي صلى الله عليه وسلم لهم، وتنويهه بذكرهم، وإرشاده إلى الأخذ عنهم؛ فكانوا يتلقّون القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم؛ فتحفظه صدورهم، وتعيه قلوبهم، ويتفقهون فيه ويتدبّرونه ويعلّمونه لإخوانهم . وقد ورد في شأن تعلم القرآن وتعليمه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث وآثار منها: 1: ما رواه مسروق بن الأجدع الهمداني قال: ذُكر عبد الله بن مسعود عند عبد الله بن عمرو، فقال: ذاك رجل لا أزال أحبه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «خذوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود - فبدأ به -، وسالم، مولى أبي حذيفة، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب». متفق عليه. س3: ما هي طرق الصحابة رضي الله عنهم في تعلم التفسير وتعليمه؟ 1: طريقة الإقراء والتعليم. - عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن). رواه ابن أبي شيبة وابن جرير. 2: طريقة القراءة والتفسير - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الله بن مسعود: " أنه كان إذا اجتمع إليه إخوانه نشروا المصحف فقرؤوا، وفسر لهم" ). رواه أبو عبيد وصححه ابن كثير. 3: طريقة السؤال والجواب: يسأل العالم أصحابه؛ فإن أصابوا أقرّهم على صوابهم، وأثنى على علمهم، وإن أخطؤوا بيّن لهم الصواب، ومن أمثلة ذلك: أ: ما رواه ابن جرير من طريق الأسود بن هلالٍ المحاربي، قال: قال أبو بكرٍ: " ما تقولون في هذه الآية: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} قال: فقالوا " ربنا الله ثم استقاموا من ذنبٍ، قال: فقال أبو بكرٍ: " لقد حملتم على غير المحمل، قالوا: ربنا الله ثم استقاموا فلم يلتفتوا إلى إلهٍ غيره ". 4: طريقة التدارس والتذاكر وقد علموا حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على تلاوة القرآن وتدارسه، ففي صحيح مسلم من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده). وكان لتدارسهم القرآن أثر في استثارة معانيه والتفقه فيه، والوقوف على عجائبه. 5: تصحيح الخطأ الشائع في فهم الآية - عن قيس بن أبي حازم أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه خطب فقال: يا أيها الناس، إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير ما وضعها الله: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الناس إذا رأوا المنكر بينهم فلم ينكروه يوشك أن يعمهم الله بعقابه". رواه الإمام أحمد 6: الرد على من تأوّل تأولاً خاطئاً في القرآن. - عن ثور بن زيدٍ الديلي، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ، أن قدامة بن مظعونٍ، شرب الخمر بالبحرين فشهد عليه ثم سئل فأقر أنه شربه، فقال له عمر بن الخطاب: ما حملك على ذلك، فقال: لأن الله يقول: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناحٌ، فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا، وعملوا الصالحات}، وأنا منهم أي من المهاجرين الأولين، ومن أهل بدرٍ، وأهل أحدٍ، فقال: للقوم أجيبوا الرجل فسكتوا، فقال لابن عباسٍ: أجبه، فقال: إنما أنزلها عذرًا لمن شربها من الماضين قبل أن تحرم وأنزل: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجسٌ} من عمل الشيطان، حجةٌ على الباقين ثم سأل من عنده عن الحد فيها، فقال علي بن أبي طالبٍ: إنه إذا شرب هذي، وإذا هذي افترى فاجلدوه ثمانين). رواه النسائي في السنن الكبرى. 7: الدعوة بالقرآن فكانوا يدعون إلى الله عزّ وجلّ بالقرآن، ويبيّنون للناس ما أنزل الله فيه، بأساليب حسنة فيها تفسير وتقريب، وترغيب وترهيب، وإرشاد وتبصير. وقد قال الله تعالى: {فذكّر بالقرآن من يخاف وعيد} ، وقد تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم أساليب التذكير بالقرآن وآدابه. - قال مالك بن سعيد بن الحسن: حدثنا الأعمش، عن أبي وائل، قال: حججت أنا وصاحب لي، وابن عباس على الحج، فجعل يقرأ سورة النور ويفسرها؛ فقال صاحبي: يا سبحان الله، ماذا يخرج من رأس هذا الرجل، لو سمعت هذا الترك لأسلمت). رواه الحاكم في المستدرك وصححه. 8: مناظرة المخالفين وكشف شبههم كما في مناظرة ابن عباس للخوارج، والقصة مذكورة بطولها في مصنف عبد الرزاق والسنن الكبرى للنسائي ومستدرك الحاكم وغيرها. 9: إجابة السائلين عن التفسير وأمّا إجاباتهم لأسئلة السائلين عن معاني القرآن؛ فكثيرة جداً. - قال عطاء بن أبي رباح: «ما رأيت مجلسا أكرم من مجلس ابن عباس كانوا يجيئون أصحاب القرآن فيسألونه، ثم يجيء أهل العلم فيسألونه، ثم يجيء أصحاب الشعر فيسألونه» رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة. - وقال أبيّ بن كعب لزرّ بن حبيش: لا تريد أن تدع آية في كتاب الله تعالى إلا سألتني عنها!! ) رواه الإمام أحمد. 10: اجتهاد الرأي وكان من علماء الصحابة من يجتهد رأيه في التفسير – عند الحاجة - إذا لم يجد نصّاً، وكانوا أقرب الأمة إلى التوفيق للصواب، وذلك مثل اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة؛ فإنه قد روي عنه من طرق متعددة أنه قال: «إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد» قال الشعبي: (فلما استخلف عمر رضي الله عنه، قال: إني لأستحيي من الله تبارك وتعالى أن أخالف أبا بكر في رأي رآه). رواه ابن جرير. س4: بيّن طبقات المفسرين في عصر التابعين. الطبقة الأولى: طبقة أئمة أهل التفسير الذين جمعوا الرواية والدراية وهم الذين اعتنوا بالتفسير على الطريقة التي تعلّموها من الصحابة رضي الله عنهم رواية ودراية، ومنهم: محمد بن الحنفية، وعَبيدة السلماني، ومسروق بن الأجدع الهمداني وغيرهم . وهؤلاء عامّتهم من الأئمة الثقات، وقد يدخل في بعض رواياتاتهم وأقوالهم بعض الخطأ ولذلك أسبابه التي تبحث في علل التفسير. الطبقة الثانية: طبقة ثقات نقلة التفسير وهم من الأئمة الذين رووا تفاسير الصحابة وكبار التابعين، وأدّوها كما سمعوها، ولا تكاد تُحفظ لهم أقوال في التفسير منسوبة إليهم إلا قليلاً، وإنما كانت أكثر عنايتهم بالتفسير روايته عمّن سبقهم، وكانت روايتهم مما يحتجّ به في الجملة. ومن هؤلاء: سعيد بن نمران، وعبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي، وحسان بن فائد، وأربدة التميمي، وسعيد بن أبي سعيد المقبري، والربيع بن أنس البكري، وأبو المتوكّل الناجي، وأبو تميمة طريف بن مجالد الهجيمي، وأبو حازم سلمة بن دينار، وأبو الزبير المكي. وأصحاب الطبقتين الأولى والثانية هم عماد علم التفسير في عصر التابعين. الطبقة الثالثة: المفسّرون المتكلّم فيهم وهم الذين تنقل عنهم الأقوال في التفسير، ولهم مرويات فيه، وهم متكلّم فيهم عند أهل الحديث، على تفاوت في مقتضى ذلك الكلام؛ فمنه ما لا يصل إلى ترك مرويات المفسّر وأقواله، ومنه ما يوجب تركهم وتوقّي ما يروى عنهم. ويكون في أقوالهم صواب وخطأ، وفي مروياتهم ما يعرف وما ينكر. وهم على أصناف: الصنف الأوّل: من يترجّح قبول مروياتهم بشرط عدم مخالفة الثقات، وتعتبر أقوالهم في التفسير، ومنهم: أبو صالح مولى أمّ هانئ، والسدي الكبير. ومعنى اعتبار الأقوال في التفسير أن يُنظر فيها فإن كان لها وجه صحيح في الاستدلال قُبلت، وإن تبيّن فيها خطأ رُدَّت، وإن لم تُعرف صحتها ولم يتبيّن خطؤها فيتوقّف فيها وتجعل عهدتها على قائلها. الصنف الثاني: من لا يحتجّ بهم إذا تفرّدوا في جانب المرويات لضعفهم، وتعتبر أقوالهم في التفسير، ومنهم: شهر بن حوشب، وعطية العوفي، وشرحبيل بن سعد المدني. الصنف الثالث: المتروكون لاتّهامهم بالكذب أو غلوّهم في البدعة، ومنهم: الحارث بن عبد الله الهمداني، وجابر الجعفي. الطبقة الرابعة: طبقة ضعفاء النقلة: وهم الذين غلبت المناكير على مروياتهم، وكثرت أخطاؤهم في الرواية فحذّر منهم الأئمة النقّاد، وقد يكون منهم من هو صالح في نفسه لكنّه لا يقيم الحديث من كثرة ما يخطئ فيه، ويكون منهم من هو متّهم بالكذب؛ فهم ليسوا على درجة واحدة في الضعف، فمنهم من تعتبر روايته فتقبل بتعدد الطرق، ومنهم من لا تعتبر روايته. - فمن الضعفاء الذين تُعتبر رواياتهم في التفسير إذا سلمت من النكارة والمخالفة: علي بن زيد بن جدعان، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وعاصم بن عبيد الله العدوي. - ومن المتروكين الذين لا تعتبر رواياتهم: أبان بن أبي عياش، ويزيد بن أبان الرقاشي، وعبد الله بن يزيد الدالاني، والأصبغ بن نباتة التميمي، وأبو هارون العبدي، وأبو المهزم التميمي. |
المجموعة الرابعة:
س1: ما هي مصادر معرفة تاريخ علم التفسير؟ لمعرفة تاريخ علم التفسير مصادر عديدة يمكن تصنيفها إلى أنواع منها: 1: كتب طبقات المفسرين مثل: طبقات المفسرين للسيوطي والداوودي. 2: كتب علوم القرآن مثل: البرهان والتحبير. 3: كتب مناهج المفسرين والكتب التي اعتنت بنقد التفاسير مثل: كتاب التفسير والمفسرون للذهبي. 4: كتب السير والتراجم على اختلاف أنواعها، مثل: سير أعلام النبلاء وتاريخ الإسلام للذهبي وكتب تراجم الصحابة والمحدثين. 5: الدراسات العلمية المعاصرة، والرسائل الجامعية المتخصصة في بعض جوانب تاريخ علم التفسير. ومن أجل تلك المصادر وأنفسها: مقدمات المفسرين والمحدثين واللغويين وكتب علل الحديث والسؤالات وأحوال الرجال. س2: بيّن أهميّة معرفة البيان النبوي للقرآن. - حسن الدلالة على أن رسولنا الكريم قد أدى الرسالة وبلغ الأمانة ونصح للأمة وبين لها ما تحقق به الاستقامة على الرشاد أحسن البيان. - تعظيم السنة النبوية وبذل الوسع في فقه ما تشتمله من حسن بيان لمعاني القرآن. - إقامة البراهين على أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بين القرآن كله للصحابة على اختلاف أنواع ذلك البيان، وأنه بين للكافرين وللسائلين والمجادلين كذلك أحسن البيان. س3: اكتب عن سيرة اثنين من مفسّري الصحابة رضي الله عنهم مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما. أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق (ت: 57هـ) مناقبها رضي الله عنها: - من أفقه النساء وأحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.- كانت ذكية فطنة محبة لفقه كل شىء، كثيرة السؤال عما يشكل عليها ومن ذلك: عن الشعبي عن مسروق قال: قالت عائشة: أنا أول الناس سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار} قالت: فقلت: أين الناس يومئذ يا رسول الله؟ قال: " على الصراط " رواه الإمام أحمد ومسلم. قال نافع بن عمر: حدثني ابن أبي مليكة أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: كانت لا تسمع شيئا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من حوسب عذب» قالت عائشة: فقلت أوليس يقول الله تعالى: {فسوف يحاسب حسابا يسيرا} قالت: فقال: " إنما ذلك العرض، ولكن: من نوقش الحساب يهلك). رواه البخاري. - تعلّمت من رسول الله صلى الله عليه وسلم علماً غزيراً، وروت عنه كثيرًا مما قيل عنها: عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: «ما رأيت أحدا أعلم بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أفقه في رأي إن احتيج إلى رأيه، ولا أعلم بآية فيما نزلت، ولا فريضة من عائشة» رواه ابن سعد. عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال: (رأيت مشيخة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الأكابر يسألونها عن الفرائض). رواه ابن سعد. مما روي عنها في التفسير: قال الزهري: أخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت له وهو يسألها عن قول الله تعالى: {حتى إذا استيأس الرسل} قال: قلت: أكُذِبوا أم كُذّبوا؟ قالت عائشة: «كُذّبوا» قلت: فقد استيقنوا أن قومهم كذبوهم فما هو بالظن؟ قالت: «أجل لعمري لقد استيقنوا بذلك» فقلت لها: وظنوا أنهم قد كُذِبوا، قالت: «معاذ الله لم تكن الرسل تظن ذلك بربها» قلت: فما هذه الآية؟ قالت: «هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم، وصدقوهم فطال عليهم البلاء، واستأخر عنهم النصر حتى إذا استيأس الرسل ممن كذبهم من قومهم، وظنت الرسل أن أتباعهم قد كذبوهم، جاءهم نصر الله عند ذلك» عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي (ت:65هـ) مناقبه رضي الله عنه: - أسلم قبل أبيه وهاجر إلى المدينة. - كان كثير التعبد بالقيام والصيام وكان حافظًا للقرآن ربما يقرأه كله في ليلة واحدة حتى نهاه النبي صلى الله عليه وسلم وأمره بالاعتدال في قيامه وصومه. - اشتهر بعلمه وزهده وتواضعه وحسن خلقه مما قيل عنه: - تعلّم اللسان السرياني، وأصاب يوم اليرموك زاملتين من كتب أهل الكتاب؛ فقرأ في كتبهم؛ لكنّه لم يكن كثير التحديث منها؛ فمروياته من أخبار بني إسرائيل قليلة غير كثيرة؛ وأكثر ما يرويه في التفسير إما مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإما من اجتهاده في التفسير. عن طلحة بن عبيد الله قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (نعم أهل البيت عبد الله وأبو عبد الله وأم عبد الله). رواه الإمام أحمد. قال سليمان بن ربيعة الغنوي: (كنا نُحدَّث أنه أشد الناس تواضعاً). ذكره الذهبي. - أذن له النبي صلى الله عليه وسلم بكتابة الحديث فكان يكتب كل ما يسمع في صحيفة سماها الصادقة فكتب حديثًا كثيرًا حتى قال عنه أبو هريرة رضي الله عنه «ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثا عنه مني، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب» رواه البخاري. من مروياته في التفسير: روي عن عبد الله بن عمرو قال: (إن ابني آدم اللذين قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر، كان أحدهما صاحب حرث، والآخر صاحب غنم. وأنهما أمرا أن يقربا قربانا، وإن صاحب الغنم قرب أكرم غنمه وأسمنها وأحسنها طيبة بها نفسه وإن صاحب الحرث قرب شر حرثه) رواه ابن جرير. ما استفدته من سيرتهما: - تعظيم الصحابة رضي الله عنهم وما حصلوه من علم فقد تلقوه مباشرة من في رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم أشد الخلق فقهًا في كتاب الله. - أن تلقيهم للقرآن تلقي علم وعمل فهم قرآن يمشي على الأرض ولهم في معلمهم قدوة، ولهذا نالوا ما نالوا من العلم الغزير والفقه في الدين. - تعظيم قولهم في التفسير وتقديمه عما سواه إن صح سنده إليهم، وعدم الاغترار بأعاجيب الأقوال فالعبرة بمن فهم مراد الله حقًا وليس بمن زخرف الكلام. - تأمل طرق تعلمهم لعلنا نقتدي بهم ومن ذلك: كثرة سؤال أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عما تجهله، وشغفها بالعلم والفقه. س4: بيّن طرق التابعين في تعلّم التفسير وتعليمه. كان للتابعين عناية كبيرة بالتفسير وبذل الجهد في تعلمه وكان للصحابة حلق للعلم ومجالس للتفسير يحرص التابعون على حضورها والتعلم منها وتعددت طرق التابعين في الأخذ عن الصحابة والتعلم منهم ومن ذلك: 1: طريقة العرض والسؤال. فيقرأ التابعي القرآن على الصحابي ويسأله عن معاني الآيات التي يقرؤها ومن مظاهر شدة حرصهم على ذلك: - قال مجاهد: (لقد عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات أقف عند كل آية أسأله فيم أنزلت، وفيم كانت؟ ) - قال أبيّ بن كعب لزرّ بن حبيش: (لا تريد أن تدع آية في كتاب الله تعالى إلا سألتني عنها ) رواه الإمام أحمد. 2:طريقة الكتابة والتقييد. فكان من التابعين من يكتب ما يسمع من التفسير من بعض الصحابة رضي الله عنهم، - قال ابن أبي مليكة: (رأيت مجاهدًا يسأل ابن عباسٍ عن تفسير القرآن ومعه ألواحه فيقول له ابن عباسٍ: اكتب , قال: حتى سأله عن التفسير كله) رواه ابن جرير. 3: طريقة الملازمة فكان منهم من يلزم أحد الصحابة مدّة حتى يأخذ عنه العلم والهدي والسمت، ثم ينتقل إلى غيره حتى يحصّل علماً كثيراً. - عن أبي الضحى عن مسروق قال: لقد جالست أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - فوجدتهم كالإخاذ. فالإخاذ يروي الرجل والإخاذ يروي الرجلين والإخاذ يروي العشرة والإخاذ يروي المائة والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم. فوجدت عبد الله بن مسعود من ذلك الإخاذ). رواه ابن سعد. 4: طريقة المراسلة - قال ابن أبي مليكة: كتبت إلى ابن عباس أسأله عن شهادة الصبيان، فكتب إلي: إن الله عز وجل يقول: {ممن ترضون من الشهداء} فليسوا ممن نرضى، لا تجوز). رواه سعيد بن منصور. 5: طريقة عرض التفسير وهي أن يعرض التابعي ما يظهر له من التفسير على شيخه فإن كان صواباً أقرّه وإلا صوّبه. 6: التدارس والتذاكر فكانوا يتدارسون التفسير فيما بينهم ويتذاكرونه، ويخبر بعضهم بعضاً بما عرف من التفسير، وما حفظ من الرواية فيه. وكانوا في تعلمهم وتعليمهم يعظمون القول في التفسير ولا تأخذهم الجرأة في القول في كتاب الله بغير علم بالرغم مما حصلوه من علم غزير ولكنهم تلقوا معه الخشية لله ومن أقوالهم في ذلك: قال الشعبي: أدركت أصحاب عبد الله، وأصحاب علي وليس هم لشيءٍ من العلم أكره منهم لتفسير القرآن). رواه ابن أبي شيبة. وقال القاسم بن محمد: «لأن يعيش الرجل جاهلا بعد أن يعلم حق الله عليه خير له من أن يقول ما لا يعلم» رواه الدارمي. |
المجموعة الثالثة:
س1: اذكر الأدلّة الدالة على بيان الله تعالى للقرآن. - قال الله تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه . فإذا قرأناه فاتبع قرآنه . ثم إن علينا بيانه} فهذا دليل على بيان الله للقرآن . - وقال تعالى: {ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً} أي بيانا وتفصيلا، ومن ذلك بيان الله لما أنزل في القرآن. - وقال تعالى: {وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلًا والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين} مفصلا: أي مبينا. - وقال تعالى: {قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين (15) يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراطٍ مستقيمٍ}، فالكتاب المبين :يدل على البيان . - وقال تعالى: {حم . والكتاب المبين} في مطلع سورتي الزخرف والدخان، وهذا إقسام من الله تعالى بالقرآن بصفة من أظهر صفاته وهو أنه قرآن مبين؛ يبين بعضه بعضا . س2: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلّم القرآن لأصحابه؟ كان النبي صلى الله عليه وسلم يلقن القرآن أصحابه ،فيحفظونه ،ويتعلموا منه ألفاظه ومعانيه ،فلم يتجاوزوا العشر آيات حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل ،وبل كان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم الإيمان قبل القرآن ثم علمهم القرآن ،فكان تعلمهم القرآن بعد ذلك زيادة في إيمانهم ، ولم يقبض النبي صلى الله عليه وسلم حتى جمع القرآن طائفة من أصحابه . ما رواه الأعمش عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن ابن مسعود، قال: «كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات، لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن» رواه ابن أبي شيبة في مصنفه وابن جرير الطبري في تفسيره. و عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: (حدثنا من كان يقرئنا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أنهم كانوا يقترئون من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر آيات؛ فلا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل، قالوا: فعلمنا العلم والعمل). رواه الإمام أحمد وابن جرير الطبري وابن سعد في الطبقات. وعن جندب بن عبد الله البجلي قال: « كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة، فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن، ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا» رواه البخاري في التاريخ الكبير وابن ماجه في سننه. س3: ما هي طرق الصحابة رضي الله عنهم في تعلم التفسير وتعليمه؟ 1) طريقة الإقراء والتعليم. - فكانوا يتعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات ويتعلموا ما فيها من معاني ، ولا يتجاوزها حتى يتعلموا ما فيها من المعاني ومن العلم والعمل . عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن). رواه ابن أبي شيبة وابن جرير. -وكان تعليمهم ليس مقتصرا على الحروف بل تعلموا معانيه وأحكامه وأدابه ومواعظه وزواجره . ذكر مالك في الموطّأ أنه بلغه أن عبد الله بن عمر «مكث على سورة البقرة، ثماني سنين يتعلمها». 2) طريقة القراءة والتفسير. - كانوا يجتمعون وينشرون المصحف ثم يفسرونه . عن عبد الله بن مسعود: " أنه كان إذا اجتمع إليه إخوانه نشروا المصحف فقرؤوا، وفسر لهم" ). رواه أبو عبيد وصححه ابن كثير. - 3) طريقة السؤال والجواب. - بأن يسأل العالم فإن أصابوا أقرهم على صوابهم ، وإن أخط. مثاله : ما رواه ابن جرير من طريق الأسود بن هلالٍ المحاربي، قال: قال أبو بكرٍ: " ما تقولون في هذه الآية: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} قال: فقالوا " ربنا الله ثم استقاموا من ذنبٍ، قال: فقال أبو بكرٍ: " لقد حملتم على غير المحمل، قالوا: ربنا الله ثم استقاموا فلم يلتفتوا إلى إلهٍ غيره ". 4) طريقة التدارس والتذاكر : .- فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على مدارسته ،ففي صحيح مسلم من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده). - فكانوا يجتمعون لتدراسه والتفقه به ووالوقوف عند معانيه وعجائبه . قال عبد الله بن دينار: كان عمر بن الخطاب يسأل ابن عباس عن الشيء من القرآن ثم يقول: «غص غواص» رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة. وقال شعبة: سمعت علي بن الحكم، يحدث عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: «كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قعدوا يتحدثون كان حديثهم الفقه، إلا أن يأمروا رجلا فيقرأ عليهم سورة، أو يقرأ رجل سورة من القرآن» رواه ابن سعد في الطبقات. 5) تصحيح الخطأ الشائع في فهم الآية. فكانوا يبينون لو كان هناك خطأ في فهم آية . فعن قيس بن أبي حازم أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه خطب فقال: يا أيها الناس، إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير ما وضعها الله: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الناس إذا رأوا المنكر بينهم فلم ينكروه يوشك أن يعمهم الله بعقابه". رواه الإمام أحمد. 6) الرد على من تأوّل تأولاً خاطئاً في القرآن. مثاله عن ثور بن زيدٍ الديلي، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ، أن قدامة بن مظعونٍ، شرب الخمر بالبحرين فشهد عليه ثم سئل فأقر أنه شربه، فقال له عمر بن الخطاب: ما حملك على ذلك، فقال: لأن الله يقول: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناحٌ، فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا، وعملوا الصالحات}، وأنا منهم أي من المهاجرين الأولين، ومن أهل بدرٍ، وأهل أحدٍ، فقال: للقوم أجيبوا الرجل فسكتوا، فقال لابن عباسٍ: أجبه، فقال: إنما أنزلها عذرًا لمن شربها من الماضين قبل أن تحرم وأنزل: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجسٌ} من عمل الشيطان، حجةٌ على الباقين ثم سأل من عنده عن الحد فيها، فقال علي بن أبي طالبٍ: إنه إذا شرب هذي، وإذا هذي افترى فاجلدوه ثمانين). رواه النسائي في السنن الكبرى. 7) الدعوة بالقرآن. فكانوا يدعون بالقرآن ، فيبنون للناس ما أنزل فيه ،بأسلوب حسن ، وبالترغيب والترهيب والإرشاد والتبصير ، وقد تعلموا ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم . قال مالك بن سعيد بن الحسن: حدثنا الأعمش، عن أبي وائل، قال: حججت أنا وصاحب لي، وابن عباس على الحج، فجعل يقرأ سورة النور ويفسرها؛ فقال صاحبي: يا سبحان الله، ماذا يخرج من رأس هذا الرجل، لو سمعت هذا الترك لأسلمت). رواه الحاكم في المستدرك وصححه. 8) مناظرة المخالفين وكشف شبههم. مثال ذلك: مناظرة ابن عباس للخوارج . 9) إجابة السائلين عن التفسير. كان السائلين يسألونهم عن معاني القرآن الكريم فيبينونه لهم . قال عطاء بن أبي رباح: «ما رأيت مجلسا أكرم من مجلس ابن عباس كانوا يجيئون أصحاب القرآن فيسألونه، ثم يجيء أهل العلم فيسألونه، ثم يجيء أصحاب الشعر فيسألونه» رواه الإمام أحمد 10) اجتهاد الرأي. فكانوا يجتهدون في الرأي إن لم يجدوا في ذلك نصا، فهم أقرب الناس للصواب . مثل اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة؛فإنه قد روي عنه من طرق متعددة أنه قال: «إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد» قال الشعبي: (فلما استخلف عمر رضي الله عنه، قال: إني لأستحيي من الله تبارك وتعالى أن أخالف أبا بكر في رأي رآه). رواه ابن جرير. وهذا الاجتهاد من أبي بكر قد أصاب فيه رضي الله عنه، وهذا من دلائل حسن اجتهاده، وأدبه في الاجتهاد، وبين للصحابه أن رأي يحتمل الخطأ والصواب . ودليل إصابته ما في الصحيحين من حديث محمد بن المنكدر أنه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، يقول: مرضت مرضاً، فأتاني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني، وأبو بكر، وهما ماشيان، فوجداني أغمي علي؛ فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم ثم صب وضوءه علي، فأفقت؛ فإذا النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، كيف أصنع في مالي، كيف أقضي في مالي؟ فلم يجبني بشيء، حتى نزلت آية الميراث {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة}. وفي رواية عند مسلم فقلت: «يا رسول الله، إنما يرثني كلالة، فنزلت آية الميراث». فقد يكون مستند أبي بكر في اجتهاده علمه بسبب النزول، وغاب عنه قول جابر للنبي صلى الله عليه وسلم"إنما يرثني كلالة"، أو أن القصة رويت بالمعنى. س4: بيّن طبقات المفسرين في عصر التابعين. الطبقة الأولى : طبقة أئمة أهل التفسير الذين جمعوا الرواية والدراية. وهم الذين اعتنوا بالتفسير على الطريقة التي تعلّموها من الصحابة رضي الله عنهم رواية ودراية، ومنهم: محمد بن الحنفية، وعَبيدة السلماني، ومسروق بن الأجدع الهمداني، وأبو العالية رفيع بن مهران الرياحي، والربيع بن خثيم الثوري، ومرة بن شراحيل الهمداني، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وشريح القاضي، وقيس بن أبي حازم، والأسود بن يزيد النخعي، وعلقمة بن قيس النخعي، وأبو وائل شقيق بن سلمة، وأبو الأحوص عوف بن مالك الجشمي، وزرّ بن حبيش، وصلة بن زفر، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو رجاء العطاردي، وسعيد بن المسيب، وغيرهم . وهؤلاء ثقات ، وهم اكثر من يروى عنهم في التفاسير المسندة ولكن قد يدخل في رواياتهم بعض الخطأ في أقوالهم ، ويحتاج له النظر لعلل التفسير . الطبقة الثانية : طبقة ثقات نقلة التفسير. وهؤلاء الذين رووا تفاسير الصحابة وكبار التابعين،وأدوها كما سمعوها ،ولكن أقوالهم المحفوظة في كتب التفسير قليلة . ومن هؤلاء: سعيد بن نمران، وعبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي، وحسان بن فائد، وأربدة التميمي، وسعيد بن أبي سعيد المقبري، والربيع بن أنس البكري،وغيرهم , الطبقة الثالثة : طبقة المفسرون المتكلم فيهم . وهم الذين نقلت كلامهم في التفسير ولهم مرويات، ولكن متكلم فيهم عند أهل الحديث ، لكن هم على قسمين : - قسم لا يصل إلى ترك الرواية عنه . - وقسم يوجب ترك الرواية عنهم . والذي ينتقده أهل العلم : - الاتهام بالكذب . - فيما يتعلق بالضبط : كثرة الخطأ في المرويات ،والتحديث عن المجاهيل ، وكثرة الإرسال والمجاهيل . - الرواية عن الأقوال المنكرة و المخالفة لرواية الثقات . وحكم هؤلاء على أصناف : الصنف الأول : من يترجح قبول مروياتهم بشرط عدم مخالفة الثقات، وتعتبر أقوالهم في التفسير، ومنهم: أبو صالح مولى أم هانئ، والسدي الكبير. الصنف الثاني : من لا يحتج بهم إذا تفردوا في جانب المرويات لضعفهم، وتعتبر أقوالهم في التفسير، ومنهم: شهر بن حوشب، وعطية العوفي، وشرحبيل بن سعد المدني. الصنف الثالث : المتركون بسبب اتهامهم بالكذب أو لغلوهم وبدعتهم ،ومنهم: الحارث بن عبد الله الهمداني، وجابر الجعفي. الطبقة الرابعة : طبقة ضعفاء النقلة . وهم الذين غلبت المناكير على مروياتهم، وكثرت أخطاؤهم في الرواية فحذر منهم الأئمة النقاد. وهؤلاء على درجات : - منهم من هو صالح في نفسه لكنّه لا يقيم الحديث من كثرة ما يخطئ فيه. - منهم من هو متّهم بالكذب؛ فهم ليسوا على درجة واحدة في الضعف، فمنهم من تعتبر روايته فتقبل بتعدد الطرق، ومنهم من لا تعتبر روايته. شروط قبول الضعفاء واعتبار رواياتهم : 1)إذا سلمت من النكارة . 2) إذا سلمت من المخالفة . مثالهم : علي بن زيد بن جدعان، وعبد الله بن محمد بن عقيل. مثال على المتروكين الذين لا تعتبر رواياتهم : أبان بن أبي عياش، ويزيد بن أبان الرقاشي، وعبد الله بن يزيد الدالاني، وغيرهم . |
لمجموعة الأولى:
س1: بيّن فوائد دراسة تاريخ علم التفسير. دراسة تاريخ علم التفسير فوائد جليلة منها: 1-معرفة نشأة علم التفسيروطيف كان يتكم تعلمه وتعليمه 2-معرفة بداية التأليف فى التفسير وكيف جمعت تالتفاسير الكبيره 3-معرفة مناهج المفسرين فى تأليف التفاسير 4-معرفة أئمة المفسّرين واهتمامات كل منهم 5- معرفة أسباب شهرة التفاسير المشتهرة ومصادرها ومعلفة ما قال النقاد فيها ومواطن ضعفها وقونها 6-معرفة بعض من أصول التفسير 7-التعرّف على المصادر الأصلية والبديلة لأقوال السلف في التفسير، وأقوال اللغويين، ومظانّ جمعها ونقدها وتحريره 8- معرفة أسباب المرويات الضعيفة، وبدع التفاسيرومعرفة ونقد العلماء س2: ما سبب عناية علماء أهل السنة بتقرير البيان الإلهي للقرآن؟ سبب عناية علماء اهل السنة بتقرير البيان الالهى: 1-أن البيان الالهى هو أول بيان للقرأن وأجل بيان وأحسن تفسير فالقرأن يصدق بعضه بعضاً وقد انزله الله ليخرج الناس من الظلمات الى النور 2-لأن التفسير الإلهى للقرأن يفيد اليقين و الله سبحانه وتعالى أمر عباده بتدبر القرأن ليهتدوا به فى الدنيا ويهتدوا به الى توحيده جل وعلا والى اليقين فى البعث والجزاء والجنه والنار ولا يمكن تدبر القرأن الا بفهم معناه والتفكر فيه وقد فصل الله تعالى وبين فى كتابه وضرب فيه من الأمثال ما يبين مراده جل وعلا فاهتم علماء السنه ببيان التفسير الالهى لأنه من اسباب حسن تدبر القرأن للعمل به ولليقين بما جاء فيه 3 الرد على ضلالات طوائف ممن خالفوا في هذا الباب من الفلاسفة والمتكلمين وطوائف من الرافضة والصوفية وغيرهم الذين لهم شبهات عديدة ويحاولون الطعن فى بيان القرأن ودلالته على اليقين فى أبواب الدين حتى يمكنهم تأويله للدلالة على باطلهم وكذلك تبصير طالب العلم بأصول تحصّنه من شبهاتهم س3: اذكر أنواع البيان النبوي للقرآن مع التوضيح والتمثيل. النوع الأول: تلاوة القرآن تلاوة بيّنة باللسان العربي المبين وكان بيان واضحاً وعرف ذلك من تأثر من يسمعه ومنهم من اسلم ومنهم من كان يظهر انبهاره به من غير أن يسلم النوع الثاني: ما يكون بيانه بمعرفة دعوته صلى الله عليه وسلم فإن معرفة فقه دعوة النبى وكيف رد على مجادلات وخصومات المشركين تعين على فهم القرأن النوع الثالث: ما يكون بيانه بالعمل به كبيان المراد بإقامة الصلاة بفعله صلى الله عليه وسلم، وقال لأصحابه: (صلوا كما رأيتموني أصلي). متفق عليه من حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه. النوع الرابع: ما يكون من ابتداء النبي صلى الله عليه وسلم تفسير بعض الآيات، كما في حديث أبيّ بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى:{فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى} قال: لا إله إلا الله). رواه الترمذي، وصححه الألباني النوع الخامس: جوابه صلى الله عليه وسلم عن أسئلة المشركين وأهل الكتاب والمنافقين ببيان بعض معاني القرآن ورد شبههم النوع السادس: جواب ما يشكل على بعض المسلمين من معاني القرآن. كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت {من يعمل سوءا يجز به} بلغت من المسلمين مبلغا شديدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قاربوا، وسددوا، ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة، حتى النكبة ينكبها، أو الشوكة يشاكها» النوع السابع: تعليم الصحابة وبيانه صلى الله عليه وسلم لأخطاء وقعت منهم [كما في صحيح البخاري وغيره من حديث أبي سعيد بن المعلى، قال: مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي، فدعاني فلم آته حتى صليت ثم أتيت، فقال: «ما منعك أن تأتيني؟» فقلت: كنت أصلي، فقال: " ألم يقل الله: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} ثم قال: «ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد» فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج من المسجد فذكَّرته، فقال: «الحمد لله رب العالمين. هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته» النوع الثامن: التفسير المتلقّى بالوحي كالإخبار عن المغيبات ومن أمثلته حديث علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت})). متفق عليه. س4: ما سبب قلة الرواية عن بعض أكابر الصحابة وكثرتها عن صغارهم؟ ملخص ماذكره بن سعد فى الطبقات عن محمد بن عمر الواقدى قلت الرواية عن الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم هلكوا قبل أن يحتاج إليهم وقد كانوا أئمة يقتدى بهم ويحفظ عليهم ما كانوا يفعلون ويستفتون فيفتون منهم ابي بكر وعثمان وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وأبي عبيدة بن الجراح ومن الصحابة الاكابر من كثرت الروايه عنهم مثل عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب لأنهما وليا فسئلا وقضيا بين الناس وكثرت الرواية عن صغرهم مثل جابر بن عبد الله، وأبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن العباس، ، وأحدث منهم مثل عقبة بن عامر الجهني وزيد بن خالد الجهني وعمران بن الحصين والنعمان بن بشير ومعاوية بن أبي سفيان لأنهم بقوا وطالت أعمارهم واحتاج الناس إليهم. ومضى كثير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبله وبعده بعلمه لم يؤثر عنه بشيء ولم يحتج إليه لكثرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم |
المجموعة الثالثة: س1: اذكر الأدلّة الدالة على بيان الله تعالى للقرآن. قال تعالى "ان علينا جمعه وقرآنه فاذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم أن علينا بيانه." وقال تعالى "ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا." أي بيانا وتفصيلا. وقال تعالى "وهو الذي أنزل اليكم الكتاب مفصلا والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين." وقال تعالى "قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبلا السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور باذنه ويهديهم الى صراط مستقيم." س2: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلّم القرآن لأصحابه؟ كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه القرآن تعليما يحفظون به ألفاظه ويعقلون به معانيه ويهتدون به الى صراطه المستقيم وكان لبعض الصحابة من حسن الحفظ وجودة الفهم والحرص والتلقي ما كان سببا في رفعتهم وتقريب النبي صلى الله عليه وسلم لهم كانوا يتلقون القرآن فتحفظه صدورهم وتعيه قلوبهم ويتفقهون فيه ويعلمونه لاخوانهم حتى كثر تدارس القرآن ولم يقبض النبي صلى الله عليه وسلم حتى جمع القرآن طائفة من أصحابه واكتملت كتابته في صحف مكرمة س3: ما هي طرق الصحابة رضي الله عنهم في تعلم التفسير وتعليمه؟ 1 طريقة الاقراء والتعليم. 2 طريقة القراءة والتفسير. 3 طريقة السؤال والجواب. 4 طريقة التدارس والتذاكر. 5 تصحيح الخطأ الشائع في فهم الآية. 6 الرد على من تأول تأويلا خاطئا في القرآن. 7 الدعوة بالقرآن. 8 مناظرة المخالفين وكشف شبههم. كما في مناظرة ابن عباس للخوارج. 9 اجابة السائلين عن التفسير. 10 اجتهاد الرأي. س4: بيّن طبقات المفسرين في عصر التابعين. 1 طبقة أئمة أهل التفسير الذين جمعوا الرواية والدراية ومنهم عبيدة بن الحنفية ومسروق بن الأجدع. 2 طبقة ثقاة نقلة التفسير. ومنهم سعيد بن نمران وعبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي والربيع بن أنس. 3 المفسرون المتكلم فيهم وهم على أصناف : 1 من يترجح قبول مروياته بشرط عدم مخالفة الثقاة ومنهم أبو صالح مولى أم هانئ. والسدي الكبير. 2 من لا يحتج بهم أذا تفردوا في جانب المرويات لضعفهم ومنهم شهر بن حوشب وعطية العوفي 3 المتروكون لاتهامهم بالكذب أو غلوهم في البدعة ومنهم الحارث بن عبد الله الهمداني |
المجموعة الأولى:
س1: بيّن فوائد دراسة تاريخ علم التفسير. 1-معرفة نشأته وطريقة تعلمه وتعليمه وبدايات تدوينه وتدرج التأليف فيه. 2-معرفة معالم مهمّة من مناهج التأليف في التفسير ، والتعرف على أئمة المفسرين ومراتبهم وعناياتهم ، ومصادر استمدادهم وأقوال النقاد في تفاسيرهم ، ومعرفة المميزات والسلبيات في كل تفسير . 2-إدراك جملة من أصول التفسير وعلله ومعرفة مصادره الأصلية والبديلة وأقوال السلف واللغويين ومظان جمعها . 3- معرفة أسباب انتشار بعض المرويات المعلولة والأقوال الضعيفة، وبدع التفاسير، وما بذله العلماء من أعمال جليلة في نقدها وردّها. س2: ما سبب عناية علماء أهل السنة بتقرير البيان الإلهي للقرآن؟ لكثرة من ضل فيه عن طريق الصواب وجمع المتشابهات وتأولوه على ما يريدون من باطل وقدموا في مراده ومعناه العقل على النقل حتى وصل بهم الحال إلى أن ظنوا أن كلام الله ظاهر لفظي لا يقين في معناه وكل يحمل ألفاظه على ما يريد من معنى. س3: اذكر أنواع البيان النبوي للقرآن مع التوضيح والتمثيل. 1- تلاوة القرآن تلاوة بيّنة باللسان العربي ، يفهمها من سمعها ويعلم مقتضاها ومنهم من ينبهر لبلاغتها ويسلم عند سماعها ، ومنهم من يسأل عما يشكل عليه. 2-بيانه بفقه الدعوة ومعرفة الأحداث التي دارت في حياته. 3-بيانه العمل به ، كإقامة الصلاة مثلا كما قال صلى الله عليه وسلم :(صلوا كما رأيتموني أصلي). 4-بيانه بتفسير النبي صلى الله عليه وسلم له ابتداء كما في حديث أبي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى) قال: لا إله إلا الله. 5-جواب أسئلة اعداء الدين والرد على ما يوردونه من شبهات وهذا كثير ومن ذلك قوله تعالى :( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ..) 6-جواب ما يشكل على بعض المسلمين من معاني القرآن ، كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : أنه لما نزلت (من يعمل سوءًا يجز به) بلغت من المسلمين مبلغا شديدًت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"قاربوا وسددوا ،ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة ، حتى النكبة ينكبها أو الشوكة يشاكها ). 7-تعليم الصحابة وإرشادهم وتنبيه من أخطأ منهم ببيان الصواب له في كتاب الله كما في حديث أبي سعيد بن المعلى قال: مرَّ بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي فلم آت حتى صليت ثم أتيت ، فقال :"ما منعك أن تأتيني " فقلت:"كنت أصلي" فقال : ألم يقل الله تعالى :(يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) ..... الحديث. 8- التفسير المتلقى بالوحي مما فيه بعض المعاني التي لا تدرك إلا بوحي من الله تعالى كالإخبار عن المغيبات ونحوها ، وهذا من خصائص التفسير النبوي ، منها حديث البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إذا قعد المؤمن في قبره أتى ثم شهد أن لاإله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، فذلك قوله:(يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت). س4: ما سبب قلة الرواية عن بعض أكابر الصحابة وكثرتها عن صغارهم؟ وذلك لأن كبار الصحابة ماتوا رحمهم الله ورضي عنهم قبل أن يحتاج إليهم ، وإنما كثرت عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما لأنهما وليا فسئلا وقضيا بين الناس ، أما صغار الصحابة وكثرة الرواية عنهم ذلك بسبب أن بقوا واحتيج إليهم ومضوا بعلمه ولم يكتموا شيئا مما سمعوه عنه رضي الله عنهم أجمعين. |
تقويم مجلس مذاكرة القسم الأول من تاريخ علم التفسير أحسنتن جميعًا، بارك الله فيكن ونفع بكن. المجموعة الأولى: هناء هلال محمد: أ عائشة أبو العينين: أ أرجو الانتباه للأخطاء الإملائية، بارك الله فيكِ. المجموعة الثانية: أمل يوسف: أ س1: - تفسير القرآن بالقرآن اجتهادًا - إن كان مما أخطأ فيه المفسر خاصة - لا يدخل ضمن البيان الإلهي للقرآن. - المثال الثاني مما وضعتيه تحت البيان القدري هو في تفسير الأحاديث النبوية وذكره الشيخ استطرادًا من باب ذكر الشيء بالشيء. س4: القصاص والإخباريين ليس شرطًا أن يكون ما يروونه من قصص أهل الكتاب، وإنما يقومون بالوعظ عامة، ويخلطون في ذلك بين الصحيح والضعيف. المجموعة الثالثة: س1: الأدلة على نوعين: - دليل صريح في أن القرآن مبين ومفصل. - دليل فيه أن القرآن هدىً للناس، وأنهم مأمورون باتباعه وهذا يستلزم أن يكون مبينًا. مع بيان وجه الاستدلال بالآيات. س2: يستفاد في إجابة هذا السؤال أيضًا من أنواع البيان النبوي. بدرية صالح: ب+ - أرجو قراءة التعليق العام. - وددتُ لو نظمتِ الإجابات بأسلوبك والإقلال من النسخ. فاطمة الزهراء: ب+ - أرجو قراءة التعليق العام. هيا أبو داهوم: ب+ - أرجو قراءة التعليق العام. شيماء طه: ج+ - أرجو قراءة التعليق العام. - س3: الإجابة مختصرة، ينقصها توضيح كل طريقة وبيان مثال عليها. س4: فاتكِ بيان النوع الرابع من طبقات المفسرين من التابعين وهم طبقة ضعفاء النقلة. المجموعة الرابعة: الشيماء وهبة: ب+ س2: الإجابة فيها اختصار؛ فينبغي الاستشهاد بالأدلة على ما ذكرتِ، مع التفصيل في أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أعلم الناس بمراد الله فهو المكلف بتبليغ ما أنزل الله إلينا، وبأنه لا ينطق عن الهوى، وإنما سنته وحيٌ بنص القرآن :{ وما ينطقُ عن الهوى. إن هو إلا وحيٌ يوحى }، وبأنه إن ثبت التفسير النبوي فلا يصح مخالفته. ملحوظة: = خُصم من الجميع نصف درجة للتأخير. وفقني الله وإياكن لما يحب ويرضى. |
حل من القسم الأول من دورة تازيخ التفسير
المجموعة الأولى: س1: بيّن فوائد دراسة تاريخ علم التفسير. عدة فوائد منها: 1- ليكون طالب العلم على بينة من المؤلفات في العلم التفسير ،لأن هذا العلم كثر التأليف فيه وتعددت اتجاهات المفسرين . 2- ليميز طالب بين مراتب المفسرين وتفاسيرهم 3- معرفة مزايا كل تفسير والمآخذ عليه س2: ما سبب عناية علماء أهل السنة بتقرير البيان الإلهي للقرآن؟ دخلت على المسلمين الفلسفة اليونانية بعد ترجمة كتبهم فظهر المتكلمين والفلاسفة ،الذين يأولون معاني آيات الله وبخاصة الأسماء والصفات ، كما اتخذت بعض الفرق التي ظهرت كالرافضة والصوفية وغيرهم اتخذت آيات الله للإستدلال على مذاهبهم وذلك بلي اعناق الآيات حسب أهوائهم ، فانبرى علماء أهل السنة لتقرير البيان الإلهي للقرآن من مصدره الأصيل ،القرآن والسنة وأقوال الصحابة والتابعين ، ودون ذلك ليكون حصن حصين لطالب الهدى ،وهداية لطريق الحق ،وعاصم من الضلال ، وحفظاً للقرآن ،فبحفظ تفسيره وبيان معانية ،حفظ للقرآن والإهتداء به. س3: اذكر أنواع البيان النبوي للقرآن مع التوضيح والتمثيل. أنواع البيان النبوي لمعاني القرآن: 1- تلاوة القرآن تلاوة بينة بلسان عربي مبين، ومما يدل على ذلك أنه صلى الله عليه وسلم كان يتلوه فيسمعه السامع فيسلم ،ومنهم من لا يسلم تكبرا وعنادا ولكن ينبهر من فصاحته وبيانه، ومنهم من يسأل عما أشكل عليه فهمه. 2-ومنه ما يكون بيانه بفقه دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ،فمعرفة دعوته وحاله مع خصومه ، وما وقع بينهم من مجادلات ،وكيف دحض الله حججهم الباطله ، وأيد نبيه صلى الله عليه وسلم ،ونصره عليهم ،فهذا الفقة في دعوته صلى الله عليه وسلم مما يعين على فهم معاني القرآن. 3-ومنه ما يكون بيانه بالعمل والتطبيق ، كمعنى إقامة الصلاة ،أدٓها صلى الله عليه وسلم عمليا ،وقال : (صلوا كما رأيتموني أصلى) 4-ومنه ما يكون بتفسير الرسول صلى الله عليه وسلم للآية وبيان معناها ابتداءاً، كما في حديث أبيّ بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى} قال: لا إله إلا الله). رواه الترمذي، وصححه الألباني 5-ومنه ماهو جواب أسئلة المشركين أو أهل الكتاب أو المنافقين ،عن بعض معاني القرآن مما يوردونه من شبه واعتراضات ، وهذا كثير . كسؤال أهل الكتاب عن الروح فأنزل الله :( يسألونك عن الروح...) 6-ومنه ماهو جواب لما يشكل على بعض المسلمين ،من معاني القرآن ،كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت {من يعمل سوءا يجز به} بلغت من المسلمين مبلغا شديدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قاربوا، وسددوا، ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة، حتى النكبة ينكبها، أو الشوكة يشاكها» 7- تعليم الصحابه وأرشادهم وتنبيه من أخطأ منهم، كما في صحيح البخاري وغيره من حديث أبي سعيد بن المعلى، قال: مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي، فدعاني فلم آته حتى صليت ثم أتيت، فقال: «ما منعك أن تأتيني؟» فقلت: كنت أصلي، فقال: " ألم يقل الله: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} ثم قال: «ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد» فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج من المسجد فذكَّرته، فقال: «الحمد لله رب العالمين. هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته» 8- التفسير المتلقى بالوحي ،والذي فيه معاني غيبية لا يدرك معناها الا بوحي من الله ،كالأخبار بالغيبيات ،منها: حديث علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت})). متفق عليه. س4: ما سبب قلة الرواية عن بعض أكابر الصحابة وكثرتها عن صغارهم؟ كان أصحابه صلى الله عليه وسلم كلهم أئمة يقتدى بهم ويستفتون ويفتون ، ولكن أكابر الصحابة كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وباقي العشرة والمبشرين بالجنة والسابقين للإسلام ونظرائهم ، أقل رواية ممن هم أحدث منهم ،من أصحابه كجابر بن عبدالله وأبي سعيد وأبي هريرة وعبدالله بن عمر وعبدالله بن عمرو وعبدالله بن عباس ونظراؤهم ،فهؤلاء كان يلزمون الرسول صلى الله عليه وسلم ويعتبرون من الفقهاء مع غيرهم من نظرائهم ومن هم أحدث منهم كعقبة بن عامر وزيد بن خالد وعمران بن حصين وغيرهم ممن كان يخدم رسول صلى الله عليه وسلم ،فأكثر الرواية والعلم من هؤلاء ونظرائهم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،لأنهم بقوا وطالت حياتهم ،واحتاج الناس إليهم ،بينما ،مضى كثير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبله وبعده، وأيضا لم يحتج إليهم لكثرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في زمنهم. والله اعلم اعتذر عن التأخير في الواجبات لظروف أسرية |
]
المجموعة الأولى: س1: بيّن فوائد دراسة تاريخ علم التفسير. لمعرفة تاريخ علم التفسير فوائد جليلة لدراسة تاريخ علم التفسير فوائد جليلة في تصوّر مسائل أصول التفسير، وتنظيم طلب العلم والتدرّج في قراءاته منها: 1: التعرّف على نشأته، وطريقة تعلّمه وتعليمه. 2: معرفة بداياته وتدوينه،ومناهج التأليف فيه وكيفية تدرّجه . 3: معرفة أئمة المفسّرين،وتنوع عناياتهم في التفسير ومراتبهم . 4: التعرّف على المصادر الأصلية والبديلة لأقوال السلف في التفسير، وأقوال اللغويين 5: معرفة أسباب شهرة بعض التفاسير ، ومصادر استمدادها،وما امتازت به من جوانب الإجادة والإحسان . 6: إدراك جملة من أصول التفسير وعلله وغيرها من الفوائد الكثيرة . س2: ما سبب عناية علماء أهل السنة بتقرير البيان الإلهي للقرآن؟ اعتنى علماء أهل السنة بتقرير البيان الإلهي للقرآن للتأكيد على إفادته للهدى واليقين ولتكون له أصول راسخة يتحصن به طالب العلم والمسلم من ضلالات الطوائف المخالفة، وما يقدح في حسن بيانه إلا ضالّ مضلّ قد فسد تصوره وإرادته وإن كان له شأن في العلوم حيث اجترؤوا على القول بتقديم العقل على النقل وأوردوا من الشبهات الكثيرة مايحاولون بها الطعن في بيان القرآن، وكل هذا سببه إعراضهم عن اتّباع هدى الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما يجب أن يتلّقى به خطابه جلّ وعلا من القبول والتعظيم، والانقياد والتسليم. س3: اذكر أنواع البيان النبوي للقرآن مع التوضيح والتمثيل. للبيان النبوى أنواع عديدة منها : - الأول: تلاوة القرآن تلاوة بيّنة باللسان العربي المبين، بحيث يفهمه يسمعه وُيرى من دلائل خطابه ما يعرف أثره على سامعه،فمنهم من يستنير قلبه فيسلم بمجرّد استماعه ، ومنهم من ينبهر بفصاحته وبيانه وإن لم يسلم، كما حصل للوليد بن المغيرة فقال :(والله إن لقوله الذي يقول حلاوة وأن عليه لطلاوة وأنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله وأنه ليعلو وما يعلى عليه ) . - الثاني: ما كان من طريقتة صلى الله عليه وسلم،مع المخالفين والمشككين ،من تفنيد للحجج ودحض للشبه التي يثيرونها كما وقع مع وفد نجران ،والذي جحد البعث والنشور ،كما قال تعالى ( وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم @قل يحيها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم ..) - الثالث: ما كان بيانه بالعمل به ،كماقال لأصحابه: (صلوا كما رأيتموني أصلي ) وتفسيره صلى الله عليه وسلم لمعنى إتمام الحجّ المأمور به في قوله تعالى: {وأتمّوا الحجّ والعمرة لله} بأدائه لمناسك الحج على الوجه الذي رضيه الله تعالى، وأمر أصحابه أن يأخذوا عنه مناسكهم. - الرابع: ما يكون من تفسيره صلى الله عليه وسلم تفسير لبعض الآيات، وبيان المراد منها، كما ورد في تفسير كلمة التقوى، قال هي : لا إله إلا الله) وتفسير لقوله تعالى :(وأعدوا لهم استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ..) قال صلى الله عليهوسلم "إلا إن القوة الرمى " - الخامس: جوابه صلى الله عليه وسلم على أسئلة المشركين وأهل الكتاب والمنافقين عن بعض معاني القرآن، وما يوردونه من الشبه والاعتراضات،وله أمثلته كثيرة منها ماورد الآية الكريمة (يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ..) - السادس: جواب ما أشكل على بعض المسلمين من معاني القرآن. كما في قوله تعالى {من يعمل سوءا يجز به} فسرها صلى الله عليه وسلم "بكل ما يصاب به المسلم كفارة، حتى النكبة ينكبها، أو الشوكة يشاكها» وكما وقع للصحابة من إشكال عند قوله تعالى:(وإن تبدوا مافي أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ..) فجثوا على الركب وأصابهم الكرب . -السابع: تبيين الصواب لمن أخطأ منهم ،كما في حديث أبي سعيد بن المعلى، قال: مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي، فدعاني فلم آته حتى صليت ثم أتيت، فقال: «ما منعك أن تأتيني؟» فقلت: كنت أصلي، فقال: " ألم يقل الله: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} -الثامن: تفسيره صلى الله عليه وسلم لبعض معاني الوحي التي لا تُدرك إلا بوحي من الله تعالى كالإخبار عن المغيبات ونحوها،كما فسر قوله تعالى {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت} بالمؤمن إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله:يثبت الله ..)) . س4: ما سبب قلة الرواية عن بعض أكابر الصحابة وكثرتها عن صغارهم؟ كل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا أئمة يقتدى بهم ويحفظ عليهم ما كانوا يفعلون، وإنما ماورد من قلة الرواية عن أكابر الصحابة فكان بسبب قرب مدتهم من زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهلكوا قبل أن يحتج إليهم ،وكثرت عن ممن بعدهم لأنهم بقوا بعدهم طويلا ووليا فسئلا وقضيا بين الناس، ويستفتون فيفتون لحاجة الناس لهم ،ولأنهم وسمعوا أحاديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأدوها . |
تابع تقويم مجلس مذاكرة القسم الأول من دورة تاريخ علم التفسير مضاوي الهطلاني: أ منيرة محمد: أ أحسنتما، بارك الله فيكما ونفع بكما. |
القسم الأول من دورة تاريخ علم التفسير س1: بيّن فوائد دراسة تاريخ علم التفسير. لدراسة تاريخ علم التفسير فوائد جليلة منها على سبيل المثال لا الحصر: 1- معرفة كيف نشأة علم التفسير، وكيف كانت طريقة تعلّمه وتعليمه. 2- معرفة بدايات تدوينه، وتدرّج التأليف فيه، وكيف تكوّنت هذه التفاسير الكبيرة. 3- معرفة مناهج التأليف في التفسير. 4- معرفة أئمة المفسّرين، ومراتبهم، وعناياتهم في التفسير. 5- معرفة أسباب شهرة التفاسير المشتهرة، والمصادرالتي استمدت منها الأقوال في التفسير، وأقوال النقاد فيها، وما امتازت به ، وما أخذ على بعضها . 6- معرفة جملة من أصول التفسير وعلله. 7- التعرّف على المصادر الأصلية والبديلة لأقوال السلف في التفسير، وأقوال اللغويين، ومظانّ جمعها ونقدها وتحريرها. 8- معرفة أسباب انتشار المرويات المعلولة والأقوال الضعيفة، وبدع التفاسير، وما بذله العلماء من أعمال جليلة في نقدها وردّها. س2: ما سبب عناية علماء أهل السنة بتقرير البيان الإلهي للقرآن؟ من أسباب عناية علماء أهل السنة بتقرير البيان الإلهي للقرآن: 1-لأن القرآن الكريم كتاب أنزله الله ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ويهديهم إلى صراطه المستقيم، وقد بين الله آياته ووضحها لينتفع به الناس ويتدبره،وما كانوا لينتفعوا بتدبّره لولا ما فيه من البيان والهدى ،لأن لاأحد يعلم مراد الله من كلامه إلا هوسبحانه. 2-البيان الإلهي للقرآن مفيد لليقين،في شتى فروع الدين من العقائد والعمليات. 3- البيان الإلهي هادٍ للحقّ،موضح له ومبينه ،يهدي إلى سواء السبيل،فلا يستغنى عنه. 4- البيان الإلهي عاصم لمن اتّبعه من الضلالة ،يبصر طالب العلم بأصول وقواعد تحصّنه من ضلالات الفرق المنحرفة ، التي ضلت عن سواء السبيل، وشبههم التي يبثوها في العامةأمثال المتكلمين والروافض والصوفية وبدعهم . 5-البيان الإلهي يبين بدع المبتدعين ، ويدحض شبههم. 6-البيان الإلهي يفضح كل المفترين على الله بغير علم ويبين شبههم ويفندها ،ويبين سفة عقولهم حيث قدموا العقل على النقل ،ولذلك كان لهذه الفرق شبهات كثيرة في محاولة الطعن في البيان القرآني . س3: اذكر أنواع البيان النبوي للقرآن مع التوضيح والتمثيل. للبيان النبوي للقرآن أنواع كثيرة منها : النوع الأول :تلاوة القرآن ،فمن أهم أنواع البيان النبوي للقرآن تلاوته تلاوة بينة باللسان العربي المبين ،وذلك لأن من أنُزل لهم القرآن أهل لغة فمجرد ما يسمعوا القرآن ويفهموه وبما معهم من االلغة يظهر أثر ذلك عليهم فمنهم من أسلم مثل عمر ابن الخطاب عندما سمع سورة طه في بيت أخته فاطمة فأسلم بمجرد سماع التلاوة ،ومثل جبير بن مطعم لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة المغرب بسورة الطور قوله تعالى :{أم خلقوا من غير شئ أم هم الخالقون ....} فوكان كافر فقال "كاد قلبي يطير" . النوع الثاني : معرفة دعوة النبي صلى الله عليه و سلم ، لأن فقة دعوته صلى الله عليه وسلم تعين على فهم القرآن وما كان بينه وبين قومه من خصومات ومجادلات . النوع الثالث :العمل بالقرآن ، وما يتأوله به صلى الله عليه وسلم ، فلما نزل قوله تعالى :{وأقيموا الصلاة...} دلهم النبي صلى الله عليه وسلم بكيفية أقامة الصلاة فقال :"صلوا كما رأيتموني أصلي " ووصلى أمام الصحابة فوق المنبر يعلم كيف يصلوا ،ولما أمروا بالحج في قوله تعالى :{ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا...}، قال صلى الله عليه وسلم "خذوا عني مناسككم" أما تأوله القرآن كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قول: «سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه» قالت: فقلت يا رسول الله، أراك تكثر من قول: «سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه؟» فقال: " خبرني ربي أني سأرى علامة في أمتي، فإذا رأيتها أكثرت من قول: سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه، فقد رأيتها {إذا جاء نصر الله والفتح}، فتح مكة، {ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا، فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا}" النوع الرابع:ما يكون من تفسير النبي صلى الله عليه وسلم من بعض آيات القرآن ابتداء ، كما في حديث أبيّ بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى} قال: لا إله إلا الله). رواه الترمذي، وصححه الألباني النوع الخامس :ما يكون من إجابة لأسئلة المشركين وأهل الكتاب والمنافقين ،وما يوردونه من الشبة والاعتراضات ،ما يردون أن يختبروا به الرسول صلى الله عليه وسلم ، مثل ما سأله اليهود عن الروح أو عن قصة أصحاب الكهف أو ذو القرنين ,غير ذلك. النوع السادس: ما يكون من جواب على ما يشكل على بعض أصحابه من معاني القرآن ، كما سألوه عن أحكام المحيض ، وأيضاً حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت {من يعمل سوءا يجز به} بلغت من المسلمين مبلغا شديدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قاربوا، وسددوا، ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة، حتى النكبة ينكبها، أو الشوكة يشاكها» النوع السابع:ما يكون من تعليم الصحابة ،وتنبية من أخطأ منهم ، كما في صحيح البخاري وغيره من حديث أبي سعيد بن المعلى، قال: مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي، فدعاني فلم آته حتى صليت ثم أتيت، فقال: «ما منعك أن تأتيني؟» فقلت: كنت أصلي، فقال: " ألم يقل الله: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} ثم قال: «ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد» فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج من المسجد فذكَّرته، فقال: «الحمد لله رب العالمين. هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته» النوع الثامن : ما يكون من التفسير المتلقى بالوحي الذي فيه بيان بعض المعاني التي لا تدرك إلا بالوحي كالأخبار عن الغيبيات، منهاحديث علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت})). متفق عليه. س4: ما سبب قلة الرواية عن بعض أكابر الصحابة وكثرتها عن صغارهم؟ لقلة الرواية عن بعض أكابر الصحابة وكثرتها عن صغارهم أسباب منها ما أورده ابن سعد في طبقاته: لأن كبار الصحابة ماتوا قبل أن يحتاج الناس إليهم في بيان ما أشكل عليهم ، وكان أصحاب رسول الله يومئذ كثر ،فكبار الصحابة عاصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وشاهدوا التنزيل ،أما صغار الصحابة طالت أعمارهم بعد رسول الله وكبار الصحابة واحتاج الناس إليهم في القضاء والافتاء فكثرت الرواية فيهم. |
تابع التقويم
مها شتا أ أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. - خصمت نصف درجة للتأخير. |
تابع التقويم
تماضر ب أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. - يلاحظ اختصارك في جواب السؤال الثاني. - خصمت نصف درجة للتأخير. |
الساعة الآن 01:59 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir