المجلس الثالث: مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة من الآية 87 إلى الآية 100
مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة الآيات (87 - 100) السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب). اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة. السؤال الثاني: أجب على إحدى المجموعات: المجموعة الأولى: 1: فسّر باختصار قول الله تعالى:{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98)} البقرة. 2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من: أ: معنى قول اليهود: "قلوبنا غلف". ب: غرض الأمر في قوله تعالى: {فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين}. 3: بيّن الحكمة من تخصيص عيسى عليه السلام بذكر تأييده بالبيّنات وروح القدس. 4: ما الحكمة من تخصيص الظالمين في قوله: {والله عليم بالظالمين} مع سعة علمه تعالى بالظالمين وغيرهم؟ المجموعة الثانية: 1: فسّر قول الله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93)} البقرة. 2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من: أ: المراد بروح القدس. ب: مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}. 3: بيّن دلالة استعمال فعل القتل في صيغة المضارع في قوله تعالى: {ففريقا كذّبتم وفريقا تقتلون}. 4: استدلّ على حسد اليهود للنبيّ صلى الله عليه وسلم. المجموعة الثالثة: 1: فسّر قول الله تعالى: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90)} البقرة. 2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من: أ: معنى قلّة الإيمان في قوله: {فقليلا ما يؤمنون}. ب: معنى قوله تعالى: {فباؤوا بغضب على غضب}. 3: بيّن فائدة الإظهار في موضع الإضمار في قوله تعالى: {فإن الله عدو للكافرين}. 4: استدلّ على صدق النبوة مما درست. تعليمات: - ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته. - يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة. - يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق. - تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب. تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة: أ+ = 5 / 5 أ = 4.5 / 5 ب+ = 4.25 / 5 ب = 4 / 5 ج+ = 3.75 / 5 ج = 3.5 / 5 د+ = 3.25 / 5 د = 3 هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة. معايير التقويم: 1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ] 2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص] 3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد] 4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية. 5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض. نشر التقويم: - يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب. - تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها. - نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم. _________________ وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم |
السؤال الأول :
الفوائد السلوكية : ولَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُل وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ الاجابة : 1-من رحمة الله تعالى بعباده والكمال الالهي أنه لم يتركهم هملا بل تابع عليهم بالرسل لتوجيههم ونصحهم وإرشادهم إلى الطريق الصحيح ( ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل ) ، وهذا في كل أمة ، قال تعالى : ( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير)-فاطر- فيعلم المسلم أن الطريق الصحيح هو في وحي الله وعلى أيدي رسله ومن تبعهم فليلزم . 2-من أركان الإيمان الإيمان بكتب الله التي أنزلها الله تعالى هداية واصلاحا لشؤون المجتمع في كل أموره ( ولقد آتينا موسى الكتاب ) وأعظم هذه الكتب المنزلة وأجلها هو القرآن الكريم الذي جعل الله تعالى فيه صلاح الأمة وهداياتها ، قال تعالى : ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) –الأنعام ،فأجل العلوم وماأفضلها هو ماجاء به القرآن ، وما سواها من العلوم فهي لخدمة القرآن ، فمن أعرض عن القرآن هلك في متاهات الضلال والحيرة ، فالهدى كل الهدى في اتباع القرآن ، قال تعالى : ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ) –طه - 3-قال تعالى : ( ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل ) فالله تعالى يصطفي من خلقه رسله ( الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس ) –الحج - .اقتضت حكمته الالهية أن يؤيد الرسل بالمعجزات والبينات التي على مثلها يؤمن الناس ، وهذا من حكمته تعالى ورحمته حتى لا تشتبه الأمور على الناس ، وعندها يتمكنوا من معرفة الصادق من الكاذب ، وهلى هذا فعلى المسلم الواعي أن يستطيع أن يميز بين أحوال العباد الربانيين الذي اهتدوا بهدي الوحي ، وبين المشعوذين والكهنة الذين تلبسوا بلباس التقوى وهم أبعد مايكونوا عن ذلك / فلنتفطن . 4-جاءت رسل الله تعالى بالحق والهدى ، وهذا يدركه أصحاب الفطر الصحيحة والعقول السليمة ، ولكن من أصابت فطرته لوثة الضلال واتباع الهوى ، فمثله قد لا يلتفت لأمر الله ويعرض عنه (أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ) ، وفرد الناس للحق ،أو انتشار الباطل بينهم لا يعني قبوله والرضى به ، فالحق هو ماجاءت بالرسل من وحي الله وأمره ، والأصل أن يعلم المسلم أن جميع أمور حياته لابد أن يردها إلى الله ورسوله ، قال تعالى : ( فإن تنتازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول ) –النساء- فيحذر المسلم أشد الحذر ممن يأخذ دينه . 5-الحقد والحسد واتباع الهوى من الذنوب العظيمة التي قد تهوي بصاحبها إلى كبائر الذنوب والاجتراء على محارم الله ، فقد وصلت في طوائف الضلال إلى التجرؤ على تكذيب الأنبياء وقتلهم ( فريقا كذبتم وفريقا تقتلون ) وعلى المسلم أن يحذر من هذ الخصال الذميمة وأن يطهر قلبه منها ، وأن يتعاهد نفسه بين الفنية والفنية وأن يسأل الله التوفيق والسداد . السؤال الثاني : المجموعة الثالثة : فسّر قول الله تعالى : بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90)} البقرة ذكرت هذه الآية طائفة من اليهود عرفوا الحق وتبين لهم صدق محمد صلى الله عليه وسلم وصفته في التوراة لكنهم مع هذا أعرضوا وباعوا الحق بالباطل وكتموا ما في كتابهم من صفة محمد صلى الله عليه وسلم ، قال مجاهد : شروا الحق بالباطل ) ، وقال السدي : ( باعوا به أنفسهم ) ، فبئس ما اعتاضوا لأنفسهم من الضلال ورضوا به ، وكان الأجدر بهم أن يؤمنوا بما أنزل الله تعالى على محمد صلى الله عليه وسلم ويعمدوا إلى تصديقه ونصرته وهم الذين كانوا ينتظرون خروجه ، وما حملهم على هذا إلا البغي والحسد الذي ملأ قلوبهم أن يكون هذا النبي من غيرهم ، وكرهوا أن ينزل الله تعالى فضله من النبوة والرسالة على من يشاء من عباده إذ بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم نبيا ومن قبله عيسى عليه السلام ، وعلى هذا الفعل الفظيع استوجبوا واستحقوا بغضب على غضب بما كفروا بالتوراة وأعرضوا عنها وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم وكفروا بعيسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم ، فاستحقوا العذاب المهين في النار لتكبرهم على أمر الله وحكمته واستكبروا عن عبادته تعالى الذي اقتضى لهم الخلود في النار . السؤال الثاني : اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من: أ: معنى قلّة الإيمان في قوله: {فقليلا ما يؤمنون قوله تعالى : قليلا : نعت لضمير محذوف تقديره : ( فإيمانا قليلا مايؤمنون ) ، والضمير في يؤمنون لحاضري محمد صلى الله عليه وسلم ، ويتجه هذا إلى قلة إيمان : -أما أن يكون من آمن منهم قليل ( فيقل لقلة الرجال ) -قليل إيمانهم بمعنى أنهم يؤمنون بما جاءهم موسى عليه السلام من أمر المعاد والثواب والعقاب ، ولكن هذا الإيمان لا ينفعهم لأنه لا يقف أمام كفرهم وعنادهم وتكبرهم عما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم . ومثله: لأنهم لم يبق لهم بعد كفرهم غير التوحيد على غير وجهه قد قللوه بكفرهم وجحدهم للنبي صلى الله عليه وسلم ، وردوا ما جاءت به التوراة من صفته ( قليلا من حيث انتفاعهم بالايمان ) -أو لأن وقت إيمانه قليل عندما كانوا يستفتحون بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه إذ قد كفروا بعد ذلك(وقتا قليلا ) -وقيل أنهم كانوا غير مؤمنين بشيء ، وإنما قال ( فقليلا ما يؤمنون ) وهم بالجميع كافرون كما تقول العرب ( قلما رأيت مثل هذا قط ) ويقصدون : ما رأيت مثل هذا قط . والقول الراجح : هو أنهم قيل من آمن منهم واتبع محمد صلى الله عليه وسلم ، ومنن بقي على دينه ففليلا ما نفعهم إيمانهم بدينهم لأنهم جحدوا منه وردوا ما لم يوافق هواهم فكان ما بقي لهم من أيمان ببقية شرعهم قليل لا ينفعهم – والله أعلى وأعلم – . ب: معنى قوله تعالى: {فباؤوا بغضب على غضب -الغضب الأول كفرهم بعيسى عليه السلام والانجيل ، ثم الغضب الثاني كفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن -الغضب الأول فيما ضيعوا من التوراة وهي معهم ، وغضب بكفرهم بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم -الغضب الأول حين عبدوا العجل ، والغضب الثاني حين كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم -غضب لقولهم عزير ابن الله ، والثاني بكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم -غضب على غضب أي : بإثم استحقوا به النار على إثم تقدم أي استحقوا به أيضا النار -وقيل غضب على غضب هو للتأكيد وتشديد الحال عليهم ، لأنه أراد غضبين معللين بمعصيتين والراجح : أنهم عصوا الله تعالى بما استوجبوا به الغضب بما ضيعوا من التوراة ( وهذه شملت معاصي وذنوب كثيرة ) وأتموها بالكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم وقد وجدوا صفته في التوراة وهم على هذا يتأكد عليهم غضب الله والتشديد على حالهم لتجرؤهم على رد أوامر الله والله أعلى وأعلم السؤال الثالث : بيّن فائدة الإظهار في موضع الإضمار في قوله تعالى: {فإن الله عدو للكافرين جاء الاظهار في موضع الاضمار : ( من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين ) حتى لا يشكل عود الضمير . فجاءت العبارة بعموم الكافرين لأن عود الضمير على ( من ) يشكل سواء أفردته أو جمعته ، ولو صرفنا نظرا عن هذا الاشكال واعتمدنا على أن السامع سيفهم المقصود للزم تعيين قوم بعداوة الله لهم . ويحتمل أن الله تعالى أن بعض ممن كان عدوا سيؤمن فلا ينبغي أن تطلق العداوة للمآل .السؤال الرابع : استدلّ على صدق النبوة مما درست. -يؤكد الله تعالى على أنه سبحانه يبعث رسلا للهداية ، وذكر موسى عليه السلام فقال : ( ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل ) فما زال بعد موسى انبياء يرسلهم الله يحملون شرع الله ، فقال : ( وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ) فالأنبياء كلهم مؤيدون من الله منصورون . ومازال اليهود على دأبهم في التكذيب والاستكبار وقتل الأنبياء ، وجاء قوله تعالى ( فريقا كذبتم وفريقا تقتلون ) ففيه اشارة إلى بتكذيبهم محمد صلى الله عليه وسلم الذي جاءهم بالحق والهدى ومحاولة قتله صلى الله عليه وسلم في القصة المشهورة . وفي هذا تأكيد على أمور غيبية حدثت قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم وقبل بعثته وما سيحدث بعد ذلك ، وهذا من اخبارالله تعالى نبيه بذلك بوحي . -وأن اليهود كانوا يستفتحون بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه لأنهم على علم من كتابهم أنه نبي صدق وحق سيبعث في جزيرة العرب ولهذا كان تجمعهم في تلك المنطقة قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، فهو النبي الحق المذكور في كتبهم بصفته ( وفي هذا اخبار لهم بما كتموه عن العرب وغيرهم حتى لا يتبعه الناس ففضحهم الله تعالى ) -وأكد الله تعالى ما كتموه في صدورهم من البغي والحسد وأنه سبب تكذيبهم للنبي صلى الله عليه وسلم ، وبهذا باعوا أنفسهم ، واختاروا الكفر بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم على نصرته وتأييده ( وكان هذا أمرا غيبيا في نفوسهم لم يكن ليعلمه محمد صلى الله عليه وسلم إلا بوحي ) -ثم يأمرهم الله تعالى بتصديق النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( آمنوا بما أنزل الله ) وهو سبحانه يعلم أنه أمرهم بالايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وتصديقه بأنه النبي الخاتم ، وإذا بهم يزعمون أنهم يؤمنون بما أنزل عليهم ويكفرون بما وراءه ( وهم يقصدون في ذلك الكفر بعيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام ) فيرد عليهم تعالى فأوسعهم كذبا وتفنيداوأن دأبهم الجحود والكفر والتكذيب فقال : ( فلم تقتلون أنبياء الله من قبل ) وفي هذا ما فيه من تصديق النبي صلى الله عليه وسلم وتأييد رسالته -ثم يذكر تعالى حالهم في سابق عهدهم من الرسالات والنبوات السابقة ( ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون..... ) وهذا مما لم يحضره محمد صلى الله عليه وسلم في عهده فكيف له أن يعرفه إن لم يبلغه الله تعالى به؟ -ثم يتحداهم بتمني الموت على قولهم ( وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كانو هودا أو نصارى ) وقولهم ( نحن أبناء الله وأحباؤه) وفي هذا حجة على صحة الاسلام وصدق النبي صلى الله عليه وسلم لأنه قال لهم تمنوا الموت ثم أعلمهم أنهم لن يفعلوا ، وكان ما أخبر به الله تعالى ، ويؤكد تعالى : ( يود أحدهم لو يعمر ألف سنة ) وهذا دليل علمهم بصدق النبي صلى الله عليه وسلم |
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة.
بِسْم الله الرحمن الرحيم : - علينا تقوية علاقتنا بالله عز وجل لأن الله سبحانه هو الذي يؤيد أولياءه وأحباءه . - وجوب الإيمان بجميع الرسل لأنهم كلهم مرسلون من عند الله. - عدم اتباع الهوى ووجوب طاعة أوامر الله والابتعاد عن نواهييه حتى إذا لم توافق أهواءنا. - البعد عن الاستكبار فهو رأس البلاء والمهلك لأصحابه والتواضع للصالحين حتى إن لم يرقنا حالهم وكلامهم . المجموعة الثالثة : 1: فسّر قول الله تعالى: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90)} البقرة. ( بئس مّا اشتروا به أنفسهم ) ( بئس)يدل على جنس، وإنما كانتا كذلك لأن "نعم" مستوفية لجميع المدح، و"بئس" مستوفية لجميع الذم،والمعنى :بئس شيئا اشتروا به أنفسهم،و(اشتروا) بمعنى باعوا، يقال: شرى واشترى بمعنى باع، وبمعنى ابتاع، ومرجع الضمير في ( أنفسهم ) على اليهود - قال مجاهدٌ: «{بئسما اشتروا به أنفسهم}يهود شروا الحقّ بالباطل، وكتمان ما جاء به محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم بأن يبيّنوه» ( أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده ) (بما أنزل اللّه) يعني به القرآن. - ويحتمل أن يراد به التوراة لأنهم إذ كفروا بعيسى ومحمد عليهما السلام فقد كفروا بالتوراة، - ويحتمل أن يراد به الجميع من توراة وإنجيل وقرآن، لأن الكفر بالبعض يلزم الكفر بالكل، و(بغياً) مفعول من أجله، وقيل: نصب على المصدر. و(أن ينزّل) نصب على المفعول من أجله أو في موضع خفض بتقدير: بأن ينزل. وقرأ أبو عمرو وابن كثير «أن ينزل» بالتخفيف في النون والزاي، و(من فضله) يعني من النبوة والرسالة. و(من يشاء) يعني به محمدا صلى الله عليه وسلم لأنهم حسدوه لما لم يكن منهم وكان من العرب. ويدخل في المعنى عيسى عليه السلام لأنهم قد كفروا به بغيا، والله قد تفضل عليه. ( فباءوا بغضب على غَضَب ) معنى {باءوا} استوجبوا، واستحقّوا، واستقرّوا بغضبٍ على غضبٍ. ومعنى {بغضب على غضب}فيه ثلاثة أقوال: قال بعضهم:{بغضب} من أجل الكفر بالنبي -صلى الله عليه وسلم- {على غضب} على الكفر بعيسى -صلى الله عليه وسلم-، يعني بهم اليهود. وقيل:{فباءوا بغضب على غضب} أي: بإثم استحقوا به النار، على إثم تقدم أي: استحقوا به أيضا و(بغضبٍ) معناه من الله تعالى لكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم على غضب متقدم من الله تعالى عليهم وقيل في الغضب المتقدم أقوال : - قيل: لعبادتهم العجل، - وقيل: لقولهم عزير ابن الله، قال ابن عبّاسٍ: «فالغضب على الغضب، فغضبه عليهم فيما كانوا ضيّعوا من التّوراة وهي معهم، وغضب بكفرهم بهذا النّبيّ الذي أحدث اللّه إليهم». - وقال أبو العالية: «غضب اللّه عليهم بكفرهم بالإنجيل وعيسى، ثمّ غضب عليهم بكفرهم بمحمّدٍ، وبالقرآن عليهما السّلام»، [وعن عكرمة وقتادة مثله]. - قال السّدّيّ: «أمّا الغضب الأوّل فهو حين غضب عليهم في العجل، وأمّا الغضب الثّاني فغضب عليهم حين كفروا بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم»، [وعن ابن عبّاسٍ مثله] خلاصة ماذكره المفسرون الثلاثة . قال القاضي أبو محمد رحمه الله: فالمعنى: على غضب قد باء به أسلافهم حظ هؤلاء منه وافر بسبب رضاهم بتلك الأفعال وتصويبهم لها.ورجح هذا القول ابن عطية . والقول الثالث: - وقال قوم: المراد بقوله: {بغضبٍ على غضبٍ} التأكيد وتشديد الحال عليهم لا أنه أراد غضبين معللين بقصتين. ذكره ابن عطية. ( وللكافرين عذاب مهين ) (مهينٌ) مأخوذ من الهوان، وهو ما اقتضى الخلود في النار، ولمّا كان كفرهم سببه البغي والحسد، ومنشأ ذلك التّكبّر، قوبلوا بالإهانة والصّغار في الدّنيا والآخرة. 2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من: أ: معنى قلّة الإيمان في قوله: {فقليلا ما يؤمنون}. في ذلك أقوال : 1- فقال بعضهم: فقليلٌ من يؤمن منهم [واختاره فخر الدّين الرّازيّ وحكاه عن قتادة والأصمّ وأبي مسلمٍ الأصبهاني]. - وقيل: فقليلٌ إيمانهم. بمعنى أنّهم يؤمنون بما جاءهم به موسى من أمر المعاد والثّواب والعقاب، ولكنّه إيمانٌ لا ينفعهم، لأنّه مغمورٌ بما كفروا به من الذي جاءهم به محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم. - وقال بعضهم: إنّهم كانوا غير مؤمنين بشيءٍ، وإنّما قال: {فقليلا ما يؤمنون} وهم بالجميع كافرون، كما تقول العرب: قلّما رأيت مثل هذا قطّ. حكاه ابن جرير .ذكره ابن كثير . ب: معنى قوله تعالى: {فباؤوا بغضب على غضب}. معنى {باءوا} استوجبوا، واستحقّوا، واستقرّوا بغضبٍ على غضبٍ. ومعنى {بغضب على غضب}فيه ثلاثة أقوال: قال بعضهم:{بغضب} من أجل الكفر بالنبي -صلى الله عليه وسلم- {على غضب} على الكفر بعيسى -صلى الله عليه وسلم-، يعني بهم اليهود. وقيل:{فباءوا بغضب على غضب} أي: بإثم استحقوا به النار، على إثم تقدم أي: استحقوا به أيضا و(بغضبٍ) معناه من الله تعالى لكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم على غضب متقدم من الله تعالى عليهم. وقيل في الغضب المتقدم أقوال : - قيل: لعبادتهم العجل، - وقيل: لقولهم عزير ابن الله، قال ابن عبّاسٍ: «فالغضب على الغضب، فغضبه عليهم فيما كانوا ضيّعوا من التّوراة وهي معهم، وغضب بكفرهم بهذا النّبيّ الذي أحدث اللّه إليهم». - وقال أبو العالية: «غضب اللّه عليهم بكفرهم بالإنجيل وعيسى، ثمّ غضب عليهم بكفرهم بمحمّدٍ، وبالقرآن عليهما السّلام»، [وعن عكرمة وقتادة مثله]. - قال السّدّيّ: «أمّا الغضب الأوّل فهو حين غضب عليهم في العجل، وأمّا الغضب الثّاني فغضب عليهم حين كفروا بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم»، [وعن ابن عبّاسٍ مثله] خلاصة ماذكره المفسرون الثلاثة . قال القاضي أبو محمد رحمه الله: فالمعنى: على غضب قد باء به أسلافهم حظ هؤلاء منه وافر بسبب رضاهم بتلك الأفعال وتصويبهم لها.ورجح هذا القول ابن عطية . والقول الثالث: - وقال قوم: المراد بقوله: {بغضبٍ على غضبٍ} التأكيد وتشديد الحال عليهم لا أنه أراد غضبين معللين بقصتين. ذكره ابن عطية. 3: بيّن فائدة الإظهار في موضع الإضمار في قوله تعالى: {فإن الله عدو للكافرين}. لئلا يشكل عود الضمير . ويحتمل أن الله تعالى قد علم أن بعضهم يؤمن فلا ينبغي أن تطلق عليه عداوة الله للمآل. ذكره ابن عطية. -وقيل :فيه إيقاع المظهر مكان المضمر، حيث لم يقل: فإنّه عدوٌّ للكافرين. قال: {فإنّ اللّه عدوٌّ للكافرين}، كما قال الشّاعر: لا أرى الموت يسبق الموت شيءٌ ....... نغّص الموت ذا الغنى والفقيرا أظهر الاسم هاهنا لتقرير هذا المعنى وإظهاره، وإعلامهم أنّ من عادى أولياء اللّه فقد عادى اللّه، ومن عادى اللّه فإنّ اللّه عدوٌّ له.ذكره ابن كثير . 4: استدلّ على صدق النبوة مما درست . الدليل قوله تعالى: " قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كُنتُم صادقين " للنبي صلى الله عليه وسلم وللمسلمين في هذه الآية أعظم حجة, وأظهر آية, وأدلة على الإسلام، وعلى صحة تثبيت رسالة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه قال لهم: تمنّوا الموت وأعلمهم أنهم لن يتمنوه أبداً, فلم يتمنّه منهم واحد؛ لأنهم لو تمنوه لماتوا من ساعتهم"فدل هذا على صدق النبي صلى الله عليه وسلم وصدق رسالته . |
مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة الآيات (87 – 100)
مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة الآيات (87 – 100) السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب). اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87( }البقرة . إجابة السؤال الأول: الفوائد السلوكية: 1- سعة رحمة الله سبحانه بخلقه ، ومن ذلك إرسال الرسل وإنزال الكتب . 2- الإيمان بأن عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله. 3- الخضوع والتسليم لشرع الله، وعدم الاستكبار. 4- أن لابد للحق من دليل راسخ وقوة تحميه. قال تعالى:{وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ}. 5- أنه كلما كان العبد متعلق بالله كان أعظم وأشرف، قال تعالى: { رُوحِ الْقُدُسِ}. 6- مخالفة الهوى ، وعدم اتباعه، لأنه سبب الاستكبار والكفر. 7- استخدام جميع السبل المتاحة للدعوة إلى الحق ونصرته. السؤال الثاني: أجب على إحدى المجموعات: المجموعة الأولى: 1:فسّر باختصار قول الله تعالى:{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98)}البقرة. جـ1: التفسير: قال الإمام أبو جعفر بن جريرٍ الطّبريّ رحمه اللّه: أجمع أهل العلم بالتّأويل جميعًا [على] أنّ هذه الآية نزلت جوابًا لليهود من بني إسرائيل، إذ زعموا أنّ جبريل عدوٌّ لهم، وأن ميكائيل وليٌّ لهم، ثمّ اختلفوا في السّبب الذي من أجله قالوا ذلك، ووقال مجاهدٌ: ((قالت يهود: يا محمّد، ما ينزل جبريل إلّا بشدّةٍ وحربٍ وقتالٍ، وإنّه لنا عدوٌّ. فنزل: {قل من كان عدوًّا لجبريل}الآية)). ذكره ابن كثير يقول سبحانه وتعالى{قُلْ}:أي قل يامحمد لليهود . مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ: أي من كان يعادي رسول الله إلى رسله ، وهو جبريل أمين الوحي عليه السلام الرّوح الأمين الذي نزل بالذّكر الحكيم على قلبك من اللّه بإذنه له في ذلك ، ومن عادى رسولًا فقد عادى جميع الرّسل، كما أنّ من آمن برسولٍ فإنّه يلزمه الإيمان بجميع الرّسل، وكما أنّ من كفر برسولٍ فإنّه يلزمه الكفر بجميع الرّسل ، وجبريل: جاء فيه لغات كثيرة ، أشهرها جبريل ، وجبرائيل ،وهو موكل بالوحي. فَإِنَّهُ: أي فإن الله سبحانه ، فالضمير عائد عليه. نَزَّلَهُ :أي جبريل عليه السلام، وقيل أن الضمير في أنه عائد على جبريل ، وفي نزله عائد على القرآن، والمعنى أن الله سبحانه أنزل جبريل دون غيره من الملائكة بالقرآن والوحي. عَلَى قَلْبِكَ:أي على قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وخص القلب بالذكر لأنه موضع العقل والعلم وتلقي المعارف. بِإِذْنِ اللَّهِ : أي بعلمه وتمكينه إياه من هذه المنزلة . مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ: أي مصدقا لما تقدمه من الكتب التي أنزلها الله سبحانه. وهدًى وبشرى للمؤمنين: هدىً أي إرشاد، والبشرى: أكثر استعمالها في الخير، ولا تجيء في الشر إلا مقيدة به، ومعناه أنه هدىً لقلوبهم ، وبشرى لهم بالجنة ، وهذا لا يكون إلا للمؤمنين. قال ابن عطية: [ومقصد هذه الآية: تشريف جبريل صلى الله عليه وسلم وذم معاديه]. من كان عدوًّا للّه: هذا وعيد وذم منه سبحانه لمن عادى جبريل عليه السلام ، وفيها إعلام أن من عادى بعض رسل الله سواء من الملائكة أو البشر فقد عادى الله سبحانه. عدوًّا للّه: وعداوة العبد لله هي معصيته واجتناب طاعته ومعاداة أوليائه، وعداوة الله للعبد تعذيبه وإظهار أثر العداوة عليه. كما ذكره ابن عطية وملائكته ورسله وجبريل وميكال: هذا من باب عطف الخاصّ على العامّ، فإنّهما دخلا في الملائكة، ثمّ عموم الرّسل خص الله جبريل وميكائل لفضلهما ، وقيل لأن اليهود ذكروهما والسّياق في الانتصار لجبريل وهو السّفير بين اللّه وأنبيائه. وميكال: هو ملك من ملائكة الله سبحانه ، موكّلٌ بالقطر والنّبات فيه لغات منها : ميكائيل , وميكال, وقد قرئ بهما جميعاً، وفيه أيضاً غيرهما، رواى ابن جريرٍ عن عكرمة أنّه قال: ((جبر، وميك، وإسراف: عبيد. وإيل: الله)). فإنّ اللّه عدوٌّ للكافرين: وهذا فيه إيقاع المظهر مكان المضمر ، وذلك لتقرير هذا المعنى وإظهاره، وإعلامهم أنّ من عادى أولياء اللّه فقد عادى اللّه، ومن عادى اللّه فإنّ اللّه عدوٌّ له، ومن كان اللّه عدوّه فقد خسر الدّنيا والآخرة،وقد جاء في الحديث: ((من عادى لي وليًّا فقد بارزني بالحرب))وفي الحديث الآخر: ((إنّي لأثأر لأوليائي كما يثأر اللّيث الحرب))وفي الحديث الصّحيح: ((ومن كنت خصمه خصمته((. 2:اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من : أ: معنى قول اليهود: "قلوبنا غلف". أ: ورد في كلمة غلف قراءتين رئيسيين ، ويُبنى عليهما ما جاء في معنى الكلمة: الأولى:غُلْف. بسكون اللام ، وهى أجود القراءتين ، لأن لها شاهد من القرآن ومعناها: ذوات غلف، الواحد منها أَغْلَف، وعلى هذا يكون المعنى قلوبنا في أوعية، وذلك لعدم طهارة قلوبهم، وأنّها بعيدةٌ من الخير. والدليل على ذلك قوله: {وقالوا قلوبنا في أكنّة ممّا تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب}، ويندرج تحت هذا القول ، ويرجع إليه ما جاء عن بعض السلف من اقوال: قيل معناه: في أكنّةٍ. وهذا قاله قتادة ، ورواه محمّد بن إسحاق عن عكرمة أو سعيد بن جبيرٍ عن ابن عباس، وقد جاء عن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم أنه قال: ((يقول: قلبي في غلافٍ فلا يخلص إليه ما تقول))، قرأ: {وقالوا قلوبنا في أكنّةٍ ممّا تدعونا إليه}. وقيل معناه: لا تفقه. وهذا قاله أبو العالية ، ورواه عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس. وقيل هي القلوب المطبوع عليها. قاله عكرمة ، وذكره العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ. وقيل معناه: عليها غشاوةٌ. قاله مجاهد وقال السّدّيّ : يقولون: عليها غلافٌ، وهو الغطاء. ذكره ابن كثير وهذا هو الذي رجّحه ابن جريرٍ، واستشهد ممّا روي من حديث عمرو بن مرّة الجمليّ، عن أبي البختريّ، عن حذيفة، قال: ((القلوب أربعةٌ)) فذكر منها: ((وقلبٌ أغلف مغضوب عليه، وذاك قلب الكافر)). الثانية: غُلُف. بضم اللام ، وهو جمع غلاف وغُلُف، مثل: مثال ومُثُل، وحِمار وحُمُر، فيكون معنى هذا: إن قلوبنا أوعية للعلم. روى الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ في قوله: {وقالوا قلوبنا غلفٌ}قال: ((قالوا: قلوبنا مملوءةٌ علمًا لا تحتاج إلى علم محمّدٍ، ولا غيره)) . - وقال عطيّة العوفيّ: {وقالوا قلوبنا غلفٌ} ((أي: أوعيةٌ للعلم)). وهذا خُلاصة ما ذكره الزجاج وابن كثير ب: غرض الأمر في قوله تعالى: {فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين}. ب: ورد في غرض الأمر في الآية أقوال: 1-أن المراد به : أي أريدوه بقلوبكم واسألوه، هذا قول جماعة من المفسرين. وهذا الأقرب للصواب وفسر به ابن كثير الآية 2-وقال ابن عباس: المراد فيه السؤال فقط وإن لم يكن بالقلب. وأورده أيضاً ابن كثير عن الضحاك 3-وقال ابن عباس وغيره : إنما أمروا بالدعاء بالموت على أردأ الحزبين من المؤمنين أو منهم. 4-وقيل أن سبب هذا الدعاء إلى تمني الموت أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد به هلاك الفريق المكذب أو قطع حجتهم، لا أن علته قولهم نحن أبناء الله. وهذا أورده ابن عطية عن بعض الفرق 3:بيّن الحكمة من تخصيص عيسى عليه السلام بذكر تأييده بالبيّنات وروح القدس. جـ3:الحكمة من تخصيص عيسى عليه السلام بذكر تأييده بالبيّنات وروح القدس ، لأنه جاء بمخالفة التّوراة في بعض الأحكام، كما قال تعالى إخبارًا عن عيسى:{ولأحلّ لكم بعض الّذي حرّم عليكم وجئتكم بآيةٍ من ربّكم}الآية[ 50 ]آل عمران، ولهذا أعطاه اللّه من البيّنات ، ما يؤيده. خُلاصة ما ذكره ابن كثير 4:ما الحكمة من تخصيص الظالمين في قوله: {والله عليم بالظالمين} مع سعة علمه تعالى بالظالمين وغيرهم؟ جـ4: الحكمة في ذلك هى إنّه عليم بمجازاتهم, وهذا جرى في كلام الناس المستعمل بينهم إذا أقبل الرجل على رجل قد أتى إليه منكرا، قال: أنا أعرفك، وأنا بصير بك ، فالمعنى: إنه عليم بهم, وبصير بما يعملون، أي: يجازيهم عليه بالقتل في الدنيا, أو بالذلّة والمسكنة وأداء الجزية ، والفائدة من ذلك : تخصيصهم حصول الوعيد. خُلاصة ما ذكره الزجاج وابن عطية |
حل مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة
الآيات (87 - 100) السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب). اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة 1- على العبد أن يحرص على ما أتاه الله من النّعم والمواهب وأن يسخرها في طاعة الله والدعوة إلى دينه اقتداء برسل الله 2- اتباع الهوى به فيه الهلاك فعلى العبد أن يحرص على التفقه في الدّين وإلزام النفس بتباع أمر الله وعدم مخالفته من قوله تعالى (أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ ) 3- الأمراض القلبية شأنها خطير فعلينا أن نتفقد أنفسنا ونسعى في صلاحها قوله تعالى (اسْتَكْبَرْتُمْ ) 4- صفة الكذب صفة ذميمة تسوق إلى أفعال عظيمة خطيرة فعلينا أن نراقب أنفسنا جيداً وأن لا نقع فيها ولو كان مزاحا قوله تعالى(فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ ) 5- اظهرت الآية الجليلة صفات بني اسرائيل الذميمة لنعرف صفاتهم ونحذر من مشابهتهم ولو تزينوا بغيرها من الصفات الحسنة السؤال الثاني: أجب على إحدى المجموعات: المجموعة الأولى: 1 : فسّر باختصار قول الله تعالى:{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ و يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98)} البقرة. يخاطب الله عزوجل النّبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية وخطابه للنّبيّ صلى الله عليه وسلم خطاب لأمّته، وقد أجمع أهل التفسير على أن هذه الآية نزلت جواباً لليهود من بني اسرائيل، حين زعموا أن جبريل عدواً لهم وأن ميكائيل وليّ لهم ، وأختلف المفسرون في السبب وذكروا أقوال : منها . - أن اليهود سألوا النّبي صلى الله عليه وسلم ،عن أربعة أشياء، عما حرم إسرائيل على نفسه، فقال: «لحوم الإبل وألبانها»، وسألوه عن الشبه في الولد، فقال: «أي ماء علا كان الشبه له»، وسألوه عن نومه، فقال:«تنام عيني ولا ينام قلبي»، وسألوه عمن يجيئه من الملائكة، فقال: «جبريل»، فلما ذكره قالوا: ذاك عدونا، لأنه ملك الحرب والشدائد والجدب، ولو كان الذي يجيئك ميكائيل ملك الرحمة والخصب والأمطار لاتبعناك، وأورد " ابن كثير حديث " ابن عباس" رضي الله عنهما الذي رواه الإمام أحمد في مسنده ]] - القول الثاني : ذكره "ابن كثير"عن "ابن جرير"من أجل مناظرة جرت بينهم وعمر بن الخطاب رضي الله عنه في أمر النّبي صلى الله عليه وسلم ،ذكره " ابن كثير" من رواية " ابن جرير" عن " الشعبي" و" قتادة" وذكر أن فيه انقطاع . - الثالث : أنها نزلت بسبب كلام جرى بين اليهود للمسلمين ، ذكره " ابن كثير من رواية "ابن جرير"عن أبي ليلى . - الرابع : ذكره " ابن عطية" قالوا أن سبب عداوتهم لجبريل أنه حمى بختنصر حين بعثوا إليه قبل أن يملك من يقتله، فنزلت هذه الآية لقولهم. و" جبريل" اسم أعجمي عربته العرب ولها فيه عدة لغات، بعضها موجود في أبنية العرب، وبعضها خارجة عن أبنيتة . وذكر ابن عباس رضي الله عنه وغيره أن «جبر» و«ميك» و«سراف» كلها بالأعجمية بمعنى عبد ومملوك، وإيل: اسم الله تعالى، ويقال فيه إلّ، ومنه قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه حين سمع سجع مسيلمة: «هذا كلام لم يخرج من إلّ». وذكر الزّجاج أن أجود اللغات "جَبرئيل" بفتح الجيم، والهمز، لضبط اصحاب الحديث له في حديث صاحب الصور : «جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره»، وذكر لغة شاذة لا يجوز القراءة بها في القرآن، لأنها خلاف المصحف وهي" جبرين" وأورد " ابن كثير" عدة رويات عن " أبي حاتم" عن " ابن عباس" وغيره في معنى اسم"جبريل"أنها كقوله"عبد اللّه"و"عبد الرّحمن" وقوله تعالى: {فإنّه نزّله على قلبك} ذكر " ابن عطية" أن الضمير في {فإنّه} عائد على الله عز وجل، وأورد قولاً أخر، أنه عائد على جبريل، وهو ظاهر كلام " ابن كثير . وأما الضمير في {نزّله} فذكر " ابن كثير " و" ابن عطية" أنه عائد على جبريل صلى الله عليه وسلم، والمعنى: بالقرآن وسائر الوحي، وأورد " ابن عطية" قولا أخر أنه يعود على القرآن وخص القلب بالذكر لأنه موضع العقل والعلم وتلقي المعارف، ومقصد هذه الآية تشريف جبريل صلى الله عليه وسلم، لأن من عادى جبريل فإنه عدو لله؛ لأنّ جبريل لا ينزل بالأمر من تلقاء نفسه، وإنّما ينزل بأمر ربّه كما قال: {وما نتنزل إلا بأمر ربّك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربّك نسيًّا}[ وقوله (بإذن الله ) أي بعلمه وتمكينه له ،«وما بين يديه» أي الكتب المتقدمة قوله وهدًى وبشرى للمؤمنين} أي: هدًى لقلوبهم وإرشاداًلهم ،وبشرى لهم بالجنّة، وليس ذلك إلّا للمؤمنين، والبشرى: أكثر استعمالها في الخير، ولا تجيء في الشر إلا مقيدة به، وجبريل وميكال} وهذا من باب عطف الخاصّ على العامّ، فإنّهما دخلا في الملائكة، ثمّ عموم الرّسل، ثمّ خصّصا بالذّكر؛ لأنّ السّياق في الانتصار لجبريل وهو السّفير بين اللّه وأنبيائه، قوله تعالى: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98)} هذه الآية، وعيد وذم لمعادي جبريل عليه السلام، وإعلام أن عداوة البعض تتضمن الكل ، وأن معاداة الله هي معصيته واجتناب طاعته ومعاداة أوليائه، وعداوة الله للعبد تعذيبه وإظهار أثر العداوة عليه، وسبب تخصيص ذكر جبريل وميكائيل وهم من الملائكة من باب عطف الخاص على العام ، وذلك لتشريفها ولأن سياق الآيات تتحدث عنهما ،وقرن مع جبرائيل ميكائيل في اللّفظ؛ لأنّ اليهود زعموا أنّ جبريل عدوّهم وميكائيل وليّهم، فأعلمهم أنّه من عادى واحدًا منهما فقد عادى الآخر وعادى اللّه أيضًا. وورد «ميكائل» لغات مختلفة وذكر فيها كما ذكر في "جبريل" وأظهر لفظ الجلالة في قوله: {فإنّ اللّه} لتعم جميع الكافرين المعادين لله ورسوله، ولما كان بسابق علمه أنه قد يؤمن بعضُ منهم ،فعمم الآية ولم تقتصر عليهم . 2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من: أ: معنى قول اليهود: "قلوبنا غلف". ورد في قراءة (غلف) وجهان ،(غُلْف) و(غُلُف)،وذكر الزّجاج إن أجود القراءتين (غُلْف) بإسكان اللام، لأن له شاهدا من القرآن، وذكر المفسرون في معنى قوله تعالى " غلف" عدة أقوال ترجع إلى القراءتان السابقتان : - قال عكرمة: «عليها طابعٌ». - وقال أبو العالية: «أي: لا تفقه». - وقال السّدّيّ: «يقولون: عليها غلافٌ، وهو الغطاء». - وقال الحسن :«لم تختن». أي أنها بعيدةُ عن الخير ولم تطهر ويجمع هذه الأقوال ما قاله عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، في قوله: {غلفٌ} قال: «يقول: قلبي في غلافٍ فلا يخلص إليه ما تقول»، قرأ: {وقالوا قلوبنا في أكنّةٍ ممّا تدعونا إليه}، ذكر هذه الأقوال " ابن كثير" ونحوه ذكر الزجاج ، أي قلوبنا في أوعية ،مستشهداً بالآية السابقة ، ويرجع هذا القول إلى القراءة بضم العين وتسكين اللام (غُلْف) وهذا هو الرّاجح ،وهو الذي رجّحه ابن جريرٍ، واستشهد بحديث حذيفة، قال:«القلوب أربعةٌ». فذكر منها: «وقلبٌ أغلف مغضوب عليه، وذاك قلب الكافر». - القول الثاني : أي قوبنا أوعية للعلم ،ويرجع هذ القول إلى القراءة بالضم (غُلُف) ذكره ابن كثير عن عطية ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما قال : «قالوا: قلوبنا مملوءةٌ علمًا لا تحتاج إلى علم محمّدٍ، ولا غيره». وذكره الزّجاج ب: غرض الأمر في قوله تعالى: {فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين}. غرض الأمر تحديهم وإثبات صدق النّبيّ صلى الله عليه وسلم 3: بيّن الحكمة من تخصيص عيسى عليه السلام بذكر تأييده بالبيّنات وروح القدس. الحكمة من تخصيص عيسى عليه السلام بذكر تأيده بالبينات وروح القدس زيادة في تنكيل الذين كفروا به وكذبوه،وكذلك لأن ما ورد في شريعة عيسى يخالف مافي التوراة فعاندوا وحسدوا فخصّه الله في هذه الآيات تشريفاً له وتكبيتاً لهم . 4: ما الحكمة من تخصيص الظالمين في قوله: {والله عليم بالظالمين} مع سعة علمه تعالى بالظالمين وغيرهم؟ الحكمة من ذلك تخصيصهم بحصول الوعيد لأن الآية تتضمن هذا . |
مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة الآيات (87 - 100) السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب). اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة. الفوائد السلوكية من الآية: 1-وجوب تعظيم الله في نفوسنا بما هوأهل له ، لما له من السماء الحسنى والصفات العلى ، دل عليه نون العظمة في قوله تعالى:(ءاتينا – قفينا- أيدنا). 2- وجوب تعظيم رسل الله كلهم لأن تعظيمهم من تعظيم رسولنا ،وذلك ركن من أركان الإيمان فكل الرسل مرسلون من عند الله مؤيدون منه سبحانه ،دل عليه قول الله تعالى {ولقد آتينا موسى الكتاب.......} 3-وجوب الحذر من الكبر لأنه سبب كل الشر في الدنيا وأيضا سبب في الحرمان من دخول الجنة في الآخرة ،كما قال رسول صاى الله عليه وسلم (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) ،دل عليه مفهوم الآية. 4- وجوب الحذر من أتباع الهوى لأن أتباع الهوى لا يأتي بخير، وقد يؤدي إلى الوقوع في الموبقات ، دل عليه قول الله تعالى { أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكيرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون}. 5- وجوب شكر نعم الله علينا ، إذ خلقنا وزرقنا ولم يتركنا هملاً ،بل أرسل إلينا الرسل وأنزل معهم الكتب لهدايتنا للرشاد ،وليخرجنا من الظلمات إلي النور ، فما أعظمها من نعمة عناية الله بنا. 6-وجوب الحذر من أمراض القلوب التي تفتك بدين الإنسان من الحسد والحقد ولكبر والعجب والرياء ،ومن يترك نفسه بدون محاسبة وتقويم لها يعرضها لسخط الله،ولعقوبته من اللعن والطبع على القلب،دل عليه مفهوم الآية. 7- وجوب تفويض الأمر كله لله والتسليم له ،وتعلق القلب به وحده ،لأنه الذي بيده الخلق والأمر،وهو الذي أرسل الرسل وأيدهم بالآيات الواضحات وأنزل الكتب ،دل عليه قول الله تعالى:{لقد آتينا موسى الكتاب .......}. المجموعة الثانية: 1: فسّر قول الله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93)} البقرة. يقول الله تعالى في سياق تعداد نعمه على بني إسرائيل في قصتهم مع نبيهم موسى عليه السلام الذي أرسل إليهم ،منبهاً أمة محمدصلى الله عليه وسلم و ضارباً لهم مثلاً للذين عصوا رسولهم وما حاق بهم من العذاب في الدنيا و الآخرة ،فقال تعالى ولقد جاءكم رسولكم موسى عليه السلام بالآيات الواضحات الدالة على صدقه ، ثم بعد أن ذهب لميقات ربه لم تصبروا حتى يعود إليكم جعلتم العجل إلها لكم تعبدونه من دون الله ،وأنتم بذلك ظالمون أنفسكم للإشراككم بالله ما لم ينزل به سلطان ،وهو سبحانه المستحق للعباده وحده ، ثم يذكرهم سبحانه وتعالى بما أخذ عليهم بالعهود المؤكدة باتباع رسولهم الذي أرسل لهم وقبول ما جاء به من عند الله ،ورفعنا فوقكم جبل الطور تخويفاً لكم و قلنا لكم خذوا ما آتيناكم من التوارة بجد واجتهاد واسمعوا سمع استجابه وقبول وإلا أُ سقط الجبل فوقكم ،فقلتم سمعنا بأذننا وعصينا بأفعالنا وتمكن حب العجل في قلوبهم بسبب كفرهم بالله ورسولهم ،فلذلك قل لهم يا أيها الرسول :بئس ما يأمركم به هذا الإيمان الذي قلتم فيه سمعنا وعصينا أن كنتم مؤمنين ،لأن المؤمنين يجب أن يكون شعارهم "سمعنا وأطعنا" 2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من: أ: المراد بروح القدس. المراد بروح القدس على أقوال: القول الأول:روح القدس هو جبريل عليه السلام ،والدليل قال النبي صلي الله عليه وسلم لحسان بن ثابت:"اهج قريشاً وروح القدس معك "وفي رواية :" وجبريل معك" .،نص عليه ابن مسعود في تفسيره و قاله ابن عباس ومحمد القرظي وعطية العوفي والسدي والضحاك والربيع وقتادة وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثيرورجحه ابن جرير. وقيل أن القدس هو اسم من أسماء الله تعالى والأضافة على هذا إضافة الملك إلى المالك ،قاله الربيع ومجاهد والحسن البصري،وذكره القرطبي و ابن عطية وابن كثير. القول الثاني : هو الاسم الأعظم الذي كان يحي به عيسى عليه السلام الموتى، قاله ابن عباس ،وذكره ابن جريروالقرطبي وابن عطيه وابن كثير. القول الثالث:هو الإنجيل ،سمي روح القدس كما سمي القرآن روحاً، قاله ابن زيد ،وذكره ابن عطيةوابن كثير . القول الرابع:المراد روح عيسى نفسه المقدسة المطهرة ذكره ابن كثير عن الزمخشري. القول الأول هو الراجح ورجحه ابن جرير. ب: مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}. مرجع هاء الضمير في (بعده) على أقوال: القول الأول: يعود على موسى عليه السلام ،ويكون معنى الآية :أي من بعد أن غاب عنكم موسى في المناجاة ،ذكره ابن عطية وابن كثير . القول الثاني : يعود على المجئ ،ويكون معنى الآية :أي من بعد مجئ موسى عليه السلام بالآيات الواضحات ، وهه الآيةرد عليهم في أن من آمن بما نزل عليه لا يتخذ العجل ، ذكره ابن عطية. والراجح القول الأول. 3: بيّن دلالة استعمال فعل القتل في صيغة المضارع في قوله تعالى: {ففريقا كذّبتم وفريقا تقتلون}. استعمال فعل القتل في صيغة المضارع يدل على أن الأمر مستمر، فأراد بذلك وصفهم في المستقبل ،وأشارة بذلك في محاواتهم قتل النبي صلى الله عليه سلم بالسم والسحر كما قال صلى الله عليه وسلم في مرض موته: ) ما زالت أكلة خيبر تعاودني فهذا أوان انقطاع أبهري)رواه البخاري 4: استدلّ على حسد اليهود للنبيّ صلى الله عليه وسلم. قوله تعالى:{ بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90)} فهم كفروا بما أنزل الله علي رسوله ظلماً وحسداً بسبب إنزال النبوة والقرآن على محمد صلي الله عليه وسلم وهو من العرب وليس منهم بن إسرائيل والله ينزل كتابه على من يشاء من عباده ويؤتي فضله من يشاء. |
السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة. 1- على المؤمن أن يعتبر بمن مضى فلايتصف بما وصفوا به من الحسد ومعرفة الحق وعدم اتباعه . 2- الكبر يمنع الإنسان من قبول الحق فعلى المؤمن ألا يقع فيه . 3- ذم الهوى وعدم اتباع النفس هواها لأنها تهلكها . المجموعة الثانية: 1: فسّر قول الله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93)} البقرة.2: (وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ) يخبر الله سبحانه أن موسى عليه السلام جاءهم بالآيات الواضحة والدالة على صدقه وأنه رسول الله وأن لا إله إلا الله ومن الآيات العصا وفرق البحر والتوارة والطوفان وغيرها . (ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ) ثم اتخذتم معبودا من دون الله وذاك في زمن موسى عليه السلام من بعد ماجاءكم لماغاب لمناجاة الله وأنتم ظالمون بصنيعكم هذا وأنتم تعلمون أن لا إله إلا الله (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ) يخبر الله سبحانه أنه لما أخذ الله على بني إسرائيل الميثاق فخالفوا رفع فوقهم الطور قبلوا ثم خالفوا. (خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا) أمرهم الله بأخذ التوراة والشرع بعزم وجد ونشاط وأطيعوا لكنهم خالفوا وقالو سمعنا وعصينا قيل أنهم قالو وقيل بمقتضى فعلهم . (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ ) وجازاهم الله بسبب كفرهم أنهم أشربت قلوبهم حب العجل (قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)أي قل لهم بئس الإيمان الذي في قلوبكم إن كانت هذه أفعالكم . اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من: أ: المراد بروح القدس. وردت فيها أقوال : القول الأول :جبريل عليه السلام وهذا أصح الأقوال والدليل على ذلك قوله تعالى: {نزل به الرّوح الأمين* على قلبك لتكون من المنذرين* بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ} قول لنبي صلى الله عليه وسلم لحسان( اهج قريشا وروح القدس معك) مرة قال له: «وجبريل معك» وقوله صلى الله عليه وسلم «إنّ روح القدس نفخ في روعي: إنّ نفسًا لن تموت حتّى تستكمل رزقها وأجلها فاتّقوا اللّه وأجملوا في الطّلب» والآية التي بعدها تدل على ذلك {وإذ علّمتك الكتاب والحكمة والتّوراة والإنجيل} فلو كان المراد الإنجيل لكان تكرار قول لا معنى عنه , تعالى الله أن يكون في كتابه تكرار لافائدة فيه . القول الثاني :روح القدس الإسم الذي كان يحيى به الموتى . مروي عن ابن عباس القول الثالث : هو الإنجيل كما سمى الله القرآن روحا . مروي عن ابن زيد القول الرابع : الروح حفظة من االملائكة القول الخامس : روح عيسى نفسه المقدسة الطاهرة ب: مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}. فيه قولان : 1- عائد على موسى عليه السلام ،والمعنى من بعد ما غاب عنكم لمناجاة الله . 2- عائدة على المجئ . 3: بيّن دلالة استعمال فعل القتل في صيغة المضارع في قوله تعالى: {ففريقا كذّبتم وفريقا تقتلون}. وصف لهم في المستقبل لأنهم حاولوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم بالسم والسحر.فتدل على استمرارهم في أفعالهم . 4: استدلّ على حسد اليهود للنبيّ صلى الله عليه وسلم. قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89) بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ ) |
السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة. 1- كثرة الأنبياء والرسل دلالة على كثرة فساد الأمة، لأن الرسل إنما يجيئون لتخليص البشرية من فساد وأمراض وإنقاذها من الشقاء 2- من معاني الروح معنيين.. المعنى الأول ما يدخل الجسم فيعطيه الحركة والحياة.. وهناك روح أخرى هي روح القيم تجعل الحركة نافعة ومفيدة.. ولذلك سمى الحق سبحانه وتعالى القرآن بالروح {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا} من الآية 52 سورة الشورى. فالقرآن روح.. من لا يعمل به تكون حركة حياته بلا قيم.. 3- التمسك بالمنهج الصحيح يعصم الإنسان من السقوط الناتج عن الهوى "بما لا تهوى أنفسكم": 4- أن بعض الناس يستكبر عن الحق؛ لأنه مخالف لهواه 5- من استكبر عن الحق إذا كان لا يوافق هواه من هذه الأمة فهو شبيه ببني إسرائيل المجموعة الثانية: 1: فسّر قول الله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93)} البقرة. “ولقد جاءكم موسى بالبيّنات”:وهي الآيات الواضحات التي تدل دلالة قاطعة على أنّه رسول اللّه، وأنّه لا إله إلّا اللّه. ومن هذه الآيات الطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم ، والعصا، واليد، وفلق البحر، وتظليلهم بالغمام، والمنّ والسّلوى، والحجر، وغير ذلك من آيات موسى عليه السلام. ثم اتخذتم العجل معبودًا من دون اللّه وفعلتم ذلك بعد مشاهدتكم لهذه الآيات، وفي أثناء غياب موسى عنكم إلى الطّور لمناجاة اللّه ، وقد ظلمتم أنفسكم في هذا الصّنيع الذي صنعتموه من عبادتكم العجل، وأنتم تعلمون أنّه لا إله إلّا اللّه، ثم يعدّد -تبارك وتعالى- عليهم خطأهم ومخالفتهم للميثاق وعتوّهم وإعراضهم عنه، حتّى رفع الطّور عليهم وقال لهم "خذوا ما آتيناكم بقوّةٍ" يعني التوراة والشرع، بعزم ونشاط وجد.{واسمعوا} معناه هنا: وأطيعوا، وليس معناه الأمر بإدراك القول فقط.فقالوا سمعنا وعصينا. أما نطقاً وفيه التعنت والمعصية. أو مجازاً حيث أن فعلهم اقتضاه، وفي هذا أيضا احتجاج عليهم في كذب قولهم: {نؤمن بما أنزل علينا "وأشربوا في قلوبهم حب العجل -.قال أبو العالية، والرّبيع بن أنسٍ :"أشربوا [في قلوبهم] حبّه، حتّى خلص ذلك إلى قلوبهم ، - قال السّدّيّ:" أخذ موسى -عليه السّلام- العجل فذبحه ثمّ حرقه بالمبرد، ثمّ ذرّاه في البحر، فلم يبق بحرٌ يجري يومئذٍ إلّا وقع فيه شيءٌ منه، ثمّ قال لهم موسى: اشربوا منه. فشربوا، فمن كان يحبّه خرج على شاربيه الذّهب. فذلك حين يقول اللّه تعالى:{وأشربوا في قلوبهم العجل}» - قال سعيد بن جبيرٍ: {وأشربوا في قلوبهم العجل} قال: «لمّا أحرق العجل برد ثمّ نسف، فحسوا الماء حتّى عادت وجوههم كالزّعفران». قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا قول يرده قوله تعالى: {في قلوبهم}، وروي أن الذين تبين فيهم حب العجل أصابهم من ذلك الماء الجبن - حكى القرطبيّ عن كتاب القشيريّ: أنّه ما شرب منه أحدٌ ممّن عبد العجل إلّا جنّ، [ثمّ قال القرطبيّ] ليس هذا المقصود من هذا السّياق، أنّه ظهر النّقير على شفاههم ووجوههم، والمذكور هاهنا: أنّهم أشربوا في قلوبهم حبّ العجل، يعني: في حال عبادتهم له "بكفرهم": أي: فعل الله ذلك بهم مجازاة لهم على الكفر، " قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين ": أمر لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يوبخهم بأنه بئس هذه الأشياء التي فعلتم وأمركم بها إيمانكم الذي زعمتم في قولكم: {"نؤمن بما أنزل علينا" كيف تدّعون لأنفسكم الإيمان وقد فعلتم هذه الأفاعيل القبيحة، من نقضكم المواثيق، وكفركم بآيات الله، وعبادتكم العجل؟ 2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من: أ: المراد بروح القدس. أقوال المفسرين بالمراد بروح القدس : - هو الاسم الأعظم الذي كان عيسى يحيي به الموتى" عن ابن عباس -«الرّوح هو حفظةٌ على الملائكة». قاله ابن أبي نجيح - قيل هو الإنجيل : قال ابن زيدٍ في قوله تعالى: {وأيّدناه بروح القدس} قال:«أيّد اللّه عيسى بالإنجيل روحًا كما جعل القرآن روحًا، كلاهما روحٌ من اللّه، كما قال تعالى:{وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا - «القدس: هو اللّه تعالى، وروحه: جبريل " عن مجاهدٍ والحسن البصريّ وهذا أصح الأقوال. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت: «اهج قريشا وروح القدس معك»، ومرة قال له: «وجبريل معك»، -» قال ابن جريرٍ: وأولى التّأويلات في ذلك بالصّواب قول من قال: الرّوح في هذا الموضع جبريل، لأنّ اللّه -عزّ وجلّ- أخبر أنّه أيّد عيسى به، كما أخبر في قوله: {إذ قال اللّه يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيّدتك بروح القدس تكلّم النّاس في المهد وكهلا وإذ علّمتك الكتاب والحكمة والتّوراة والإنجيل} الآية [المائدة: 110]. فذكر أنّه أيّده به، فلو كان الرّوح الذي أيّده به هو الإنجيل، لكان قوله: {إذ أيّدتك بروح القدس}، {وإذ علّمتك الكتاب والحكمة والتّوراة والإنجيل} تكرير قولٍ لا معنى له، واللّه أعزّ أن يخاطب عباده بما لا يفيدهم به. وأيضاً أنّ نفرًا من اليهود سألوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقالوا: أخبرنا عن الرّوح. فقال:«أنشدكم باللّه وبأيّامه عند بني إسرائيل، هل تعلمون أنّه جبريل؟ وهو الذي يأتيني؟»، قالوا: نعم. وفي صحيح ابن حبّان أظنّه عن ابن مسعودٍ أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: «إنّ روح القدس نفخ في روعي: إنّ نفسًا لن تموت حتّى تستكمل رزقها وأجلها فاتّقوا اللّه وأجملوا في الطّلب قيل أيضاً: أنّ المراد روح عيسى نفسه المقدّسة المطهّرة. ب: مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: {ثم اتّخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}. وفي عودة الضمير في قوله "من بعده" قولان: أحدهما أنه عائد على موسى عليه السلام، أي: من بعده حين غاب عنكم إلى الطّور لمناجاة اللّه ، والثاني يحتمل أن يعود الضمير على المجيء. القول الأرجح الأول لقوله تعالى {واتّخذ قوم موسى من بعده من حليّهم عجلا جسدًا له خوارٌ} [الأعراف: 148]، 3: بيّن دلالة استعمال فعل القتل في صيغة المضارع في قوله تعالى: {ففريقا كذّبتم وفريقا تقتلون}. لأن هذا الفعل سيتكرر منهم مرات في المستقبل وفعلا حاولوا قتل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بالسّمّ والسّحر، وقد قال -عليه السّلام- في مرض موته: «ما زالت أكلة خيبر تعاودني فهذا أوان انقطاع أبهري»، وهذا الحديث في صحيح البخاري وغيره 4: استدلّ على حسد اليهود للنبيّ صلى الله عليه وسلم. قال الله تعالى: {أن يكفروا بما أنزل اللّه بغيا أن ينزّل اللّه من فضله على من يشاء من عباده} أن كفرهم وعداوتهم للنبي صلى الله عليه وسلم ليس بسبب شكهم بنبوته وإنما حسداً على ما أعطاه الله من الفضل، |
مجلس مذاكرة القسم السابع من تفسير سورة البقرة الآيات (87 - 100) السؤال الأول: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة. * من رحمة الله بعباده أن أنزل عليهم رسلا من أنفسهم ،حاملين دعوة ربهم للعباد ،مبشرين بجنة ورضوان ؛ ومنذرين من عذاب وسخط، ليكونوا هؤلاء الرسل حجة عليهم يوم يقوم الأشهاد، وموسى وعيسى عليهما السلام كانا أحد هؤلاء الرسل،أؤمن برسوليتهما وأنّ الله قد بعثهما لبني إسرائيل؛ وأيّدهما بالتوراة والإنجيل ليخرجا الناس من الظلمات إلى النور، {ولقد آتينا موسى الكتاب}{وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ}. *وما خلت أمة من بعده عليه السلام إلا ورحمات الله تعالى لازالت تنزل عليهم ، بتوالي نزول الرسل والرسالات ،{وقفّينا من بعده بالرّسل}، لذلك فلننظر إلى عظمة الله تعالى بالتدبير لشؤون خلقه واستشعار هذه الصفة له تعالى ورؤية آثارها من حولنا ،تأمل قليلا أفعال الله تعالى في قوله :" آتينا، وقفينا ، وأيّدناه "، فمن تزيدنا إلا تعظيما وإجلالا له سبحانه، وكذلك رؤية آثار صفة رحمته تعالى بالعباد فهو رحمن رحيم، فما قامت عبادة صحيحة لله تعالى إلا إذا عُظّم الخالق في النفوس ، ولكن ..ما قدرنا الله حق قدره. * الحذر ثم الحذر من تحكيم النفس والهوى، وما نزلت العقوبات على الأمم إلا والنفس كانت المشّرع الأساسي ، فاستكبرت عن الاتباع، وقتلت الرسل والأنبياء،{أفكلّما جاءكم رسولٌ بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقًا كذّبتم وفريقًا تقتلون}، * يجب الاهتمام بتدبر كلام الله تعالى والنظر في أحوال بني إسرائيل وأخذ العبرة من أخطائهم، فما تردت أحوال الأمة اليوم إلا وقد كان لعدم فهم كتاب الله والاتعاظ بأخباره سببا لذلك. ____________________________________________ المجموعة الثانية: 1: فسّر قول الله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93)} البقرة. بعد أن رفض اليهود اتباع النبي صلى الله عليه وسلم بزعمهم أنهم متبعوا ما أنزل إليهم ،بيّن الله تعالى دحض حججهم وذلك ببيان تكذيبهم وقتلهم للأنبياء،ولا زال سياق الآيات التي بين أيدينا تتحدث حول هذا الأمر فقال تعالى : الحجة الأولى : (وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ) والبيّنة في اللغة :الدليل القاطع والآية الواضحة ، والمراد بها هنا الآيات والمعجزات التي أيّد الله تعالى بها نبيّه موسى عليه السلام من التوراة والعصا وفرق البحر والطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم،وغير ذلك. لكن ماذا كانت ردة فعلهم ،هل اتبعوا رسالته. ( ثُمَّ ) أي بعد مدة من النظر لما بين يديه من الآيات والتفكر ما لبثوا إلا أن ( اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ) أي عبدوه من دون الله تعالى، فمتى كان ذلك؟ قال تعالى :(مِنْ بَعْدِهِ) قيل من بعد ما غاب عنكم موسى لميقات ربه ، وقيل كان اتخاذهم للعجل من بعد مجيء موسى عليه السلام بالبينات ، ثمّ بيّن تعالى حالهم بهذا الفعل فقال تعالى (وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ) أي ظالمون لأنفسهم لمعرفتهم أن لا معبود بحق إلا الله وصرفوا العبادة لغيره ، فهم ارتكبوا أعلى درجات الظلم وهو الكفر بالله تعالى. وفي هذه الآية رد عليهم في أن من آمن بما نزل عليه لا يتخذ العجل. الحجة الثانية في السياق: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ) الميثاق هو العهد ، وقد أخذ الله تعالى على بني إسرائيل الكثير من العهود والمواثيق بتوحيده واتباع أمره ،وحتى يقروا بهذا العهد ، ( وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ ) رفع فوقهم الجبل ، والسبب في ذلك (خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ) آتاهم التوراة وأمرهم بالأخذ به ( بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا) أي ليأخذوه بهمة وعزم وجد والعمل بما فيه، فما فعلوا ؟ ( قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا ) قيل أنهم قالوا بالسمع والمعصية تعنتا. فما كان جزاؤهم ؟؟ (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ ) أي محبة العجل ، وفيه تعبير مجاز عن تمكن محبة العجل في قلوبهم . وهناك قول آخر: أي شربهم الماء الذي ألقى فيه موسى برادة العجل، وذلك أنه برده بالمبرد ورماه في الماء، وقيل لبني إسرائيل: اشربوا من ذلك الماء فشرب جميعهم، فمن كان يحب العجل خرجت برادة الذهب على شفتيه. |