معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   منتدى المستوى الثالث (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=1004)
-   -   المجلس السابع: مجلس مذاكرة القسم الثاني من مقاصد مقدمة تفسير ابن كثير (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=44642)

هيئة الإشراف 9 صفر 1443هـ/16-09-2021م 02:03 AM

المجلس السابع: مجلس مذاكرة القسم الثاني من مقاصد مقدمة تفسير ابن كثير
 
مجلس مذاكرة مقاصد مقدمة تفسير ابن كثير


اختر إحدى المجموعات التالية، ثم أجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
1: اذكر حكم تفسير القرآن، وبيّن فضله.
2: ما هي أحسن طرق التفسير؟ وكيف نفسّر ما لا نجده في الوحيين ولا في أقوال الصحابة

3: ما المقصود بالأحرف السبعة، وما الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف.


المجموعة الثانية:
1
: بيّن فضل القرآن وأهله.

2: اذكر أقوال أهل العلم في قراءة القرآن بالألحان المحدثة.
3: تكلم عن جمع القرآن في العهد النبويّ.

المجموعة الثالثة:
1: تكلّم عن جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه.
2: بيّن معنى التغنّي بالقرآن.
3: أيهما أفضل: القراءة من المصحف أم القراءة عن ظهر قلب؟

المجموعة الرابعة:
1: تكلم عن جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه.
2: اذكر أهم الآداب الواجبة أثناء تلاوة القرآن.

3: بيّن حكم نسيان القرآن.

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

جيهان أدهم 9 صفر 1443هـ/16-09-2021م 06:52 AM

مجلس مذاكرة مقاصد مقدمة تفسير ابن كثير


اختر إحدى المجموعات التالية، ثم أجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
1:
اذكر حكم تفسير القرآن، وبيّن فضله.
حكم تفسير القرآن:
الواجب على العلماء تفسير القرآن الكريم، وتعليمه للناس، قال تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون}.
والواجب على عامة الناس تعلم التفسير وطلبه من مصادره الصحيحة، ليفقهوا كلام الله وما فيه من أوامر ونواهي وحكمة وموعظة، فيخالفوا بذلك أهل الكتاب، حيث فرطوا في كتابهم فذمهم الله على ذلك، قال تعالى: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم}.
ويستدل على وجوب تعلم التفسير، أيضا بالآيات الدالة على التدبر، لأن التدبر واجب كما دلت على ذلك الآيات التي أنكر الله فيها على الذين لا يتدبرون، والله لا ينكر إلا على ترك أمر شرعه وأوجبه، قال تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب}.
لذلك حكم تعلم التفسير إجمالا واجب، وتدبره واجب وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
فضل تفسير القرآن:
1- به يحيي الله القلوب وتخشع كما يحيي الأرض بعد موتها، فتلين القلوب بالإيمان وتهتدى بعد أن قست بالذنوب والمعاصي، قال تعالى: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون * اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون}.
2- حتى نخرج من دائرة الذم، فقد ذم الله تعالى أهل الكتاب قبلنا بإعراضهم عن كتاب الله الذي أنزله عليهم، وإقبالهم على الدنيا وجمعها، واشتغالهم بغير ما أمروا به من اتباع كتاب الله، قال تعالى: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم}.
3- حتى نستطيع تدبر القرآن الكريم استجابة لأمره تعالى، علينا بتعلم تفسير القرآن وفهمه أولا، قال تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن أم على على قلوب أقفالها}.

2:
ما هي أحسن طرق التفسير؟ وكيف نفسّر ما لا نجده في الوحيين ولا في أقوال الصحابة
أحسن طرق التفسير؛ تفسير القرآن بالقرآن وبالسنة وبأقوال الصحابة، وتفصيل ذلك ما يلي:
- تفسير القرآن بالقرآن: فما أجمل في موضع من القرآن فإنه قد فسر في موضع آخر.
- تفسير القرآن بالسنّة: فهيمبيّنة للقرآن وشارحة له.
قال الله تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون}.
فالسنّة وحي من الله إلا أنها لا يتعبد بها ولا تقرأ في الصلاة، قال الرسول:((ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه)).
قال الشافعي: (كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن، قال الله تعالى:{إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما}) الشاهد: بما أراك الله.
- تفسير القرآن بأقوال الصحابة رضي الله عنهم، إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنّة، وذلك لأن الصحابة أعلم الناس بالقرآن لما شاهدوا من القرائن والأحوال التي حضروها وعاشوها، ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح وصحبة النبي صلى الله عليه وسلم وتوجيهه إياهم، وأن كبراء الصحابة لهم مزيد عناية بالعلم بالقرآن، فكانوا يسألون الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أشكل عليهم، كالخلفاء الأربعة وابم مسعود وابن عباس، رضي الله عنهم جميعا.
ولكن كيف نفسّر ما لا نجده في الوحيين ولا في أقوال الصحابة:
- نرجع لأقوال التابعين، فقد مدحهم الرسول صلى الله عليهم ووصفهم أنهم خير القرون مع قرن الصحابة، فقد أخذوا عنهم وتعلموا منهم، فإذا أجمع التابعون على تفسير فهو حجة، وإن اختلفوا فلا يكون بعضهم حجة على بعض، ولا على من بعدهم، ولا على غيرهم ممن خالفهم.
- فإذا لم نجد في أقوال التابعين، نجتهد في التفسير ولكن ليس بمجرد الرأي بغير علم؛ فهذا محرم وتقول على الله بغير علم، بل بعد التزود بالعلوم اللازمة للوصول إلى التفسير الصحيح، فعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال في القرآن برأيه، -أو بما لا يعلم-، فليتبوأ مقعده من النار)).
ويكون الاجتهاد في التفسير بالقرآن أوبالسنة فيما لا نص فيه أو باللغة، فقد قال ابن عباس: (التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله).
3: ما المقصود بالأحرف السبعة، وما الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف.
المقصود بالأحرف السبعة:
اختلف العلماء في المراد بها على 35 قولا ، وذكر القرطبي خمسة أقوال:
القول الأول: أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة، نحو: أقبل وتعال وهلم.
وقد ذكر هذا القول: أكثر أهل العلم، منهم سفيان بن عيينة، وابن وهب، وابن جرير، والطحاوي.
استدلوا بما يلي:
بحديث: أبي بكرة قال: "جاء جبريل إلى النبي، فقال: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده فقال: اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكل شاف كاف إلا أن تخلط آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل".
وبقراءة أبي بن كعب: أنه كان يقرأ: {يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم}:"للذين آمنوا أمهلونا""للذين آمنوا أخرونا" "للذين آمنوا ارقبونا"، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه} "مروا فيه" "سعوا فيه".
وجه الاستدلال:
1- كان ذلك رخصة أن يقرأ الناس القرآن على سبع لغات، وذلك لما كان يتعسر على كثير من الناس التلاوة على لغة قريش، وقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدم علمهم بالكتابة والضبط وإتقان الحفظ.
2- جواز ترك الرخصة لحصول الضرر:
كما ألزم عمر بن الخطاب الناس بالطلاق الثلاث المجموعة حتى تتابعوا فيها وأكثروا منها، قال: فلو أنا أمضيناه عليهم، فأمضاه عليهم.
وكان كذلك ينهي عن المتعة في أشهر الحج لئلا يتقطع زيارة البيت في غير أشهر الحج. وقد كان أبو موسى يفتي بالتمتع فترك فتياه اتباعا لأمير المؤمنين وسمعا وطاعة لأئمة المهديين.

القول الثاني: نزل سبع لغات متفرقة في جميع القرآن من لغات العرب:
- أنه نزل سبع لغات متفرقة في جميع القرآن من لغات العرب، فيكون الحرف الواحد منها بلغة قبيلة والثاني بلغة أخرى ، والثالث بلغة أخرى سواهما، كذلك إلى السبعة، وقد يقرأ بعضه بالسبع لغات كما في قوله: {وعبد الطاغوت}[المائدة: 60]و{يرتع ويلعب}[يوسف: 12].
- بعض الأحياء أسعد بها وأكثر حظا فيها من بعض.
- لا يعني ذلك أن يكون الحرف الواحد يقرأ على سبعة أوجه، ولا أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف فهذا شيء غير موجود.
وقد ذكر هذا القول: أبو عبيد، واختاره ابن عطية.
واستدلوا بما يلي:
بقول ابن عباس قال: "نزل القرآن على سبع لغات، منها خمس بلغة العجز من هوازن"؛ولهذا قال عمر: لا يملي في مصاحفنا إلا غلمان قريش أو ثقيف.
استدلال ابن عباس بالشعر على معاني القرآن؛ واستشهاده به على التفسير، فقد روي عن ابن عباس في قوله:{فإذا هم بالساهرة}، قال: "الأرض، قال أمية بن أبي الصلت: عندهم لحم بحر ولحم ساهرة".
الردعلى هذا القول:
الذي نزل به القرآن من ألسن العرب البعض منها دون الجميع، وقد صح وثبت ذلك؛ إذ كان معلوما أن ألسنتها ولغاتها أكثر من سبع بما يعجز عن إحصائه، فاسم العرب يتناول جميع القبائل تناولا واحدا، يعني حجازها ويمنها.
القول الثالث: أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة: لقول عثمان: إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب، كما نطق به الحديث في سنن ابن ماجه وغيره.
الرد على هذا القول:
ليس القرآن كله بلسان قريش ولا بغير لسان قريش: فمعنى قول عثمان: إنه نزل بلسان قريش، أي: معظمه، ولم يقم دليل على أن جميعه بلغة قريش كله، قال الله تعالى: {قرآنا عربيا}[يوسف: 2]، ولم يقل: قرشيا، كما أن غير لغة قريش موجودة في صحيح القراءات كتحقيق الهمزات، فإن قريشا لا تهمز.

القول الرابع: وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء:
1. ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه مثل: {ويضيقُ صدري} [الشعراء: 13] و "يضيقَ".
2. ما لا تتغير صورته ويختلف معناه مثل: {فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا}[سبأ: 19]و "باعَد بين أسفارنا".
3. الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف مثل: {ننشزها} [البقرة: 259]، و"ننشرها".
4. الاختلاف في الصورة بالكلمة مع بقاء المعنى مثل {كالعهن المنفوش}[القارعة: 5]، أو "كالصوف المنفوش".
5. اختلاف الكلمة واختلاف المعنى مثل: {وطلح منضود} "وطلع منضود".
6. الاختلاف بالتقدم والتأخر مثل: {وجاءت سكرة الموت بالحق}[ق: 19]، أو "سكرة الحق بالموت".
7. الاختلاف بالزيادة مثل "تسع وتسعون نعجة أنثى"، "وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين". "فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم".
حكى هذا القول: الباقلاني عن بعض العلماء.
القول الخامس: أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن، وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال.
استدلوا بما روي عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد وعلى حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب وعلى سبعة أحرف: زاجر، وآمر، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال، فأحلوا حلاله، وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به، وانتهوا عما نهيتم عنه، واعتبروا بأمثاله، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)).
الرد على هذا القول:
- قول الزهري: بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا لا تختلف في حلال ولا في حرام
- وهذا ضعيف؛ لأن هذه لا تسمى حروفا.
- الإجماع أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني.
مع العلم أن:
اختلاف القراءات في رفع حرف ونصبه وجره وتسكين حرف وتحريكه، ونقل حرف إلى آخر مع آخر مع اتفاق الصورة ليس من الأحرف السبعة، لأن المراء في مثل هذا ليس بكفر، في قول أحد من علماء الأمة، وقد أوجب صلى الله عليه وسلم بالمراء في الأحرف السبعة الكفر.
علاقة القراءات السبع ليست هي الأحرف السبعة، لأنها تنسب للقراء السبعة، الذين جاؤوا لاحقا، فهي ليست الأحرف السبعة التي اتسعت الصحابة في القراءة بها، قال به كثير من علمائنا كالداودي وابن أبي صفرة وغيرهما.
الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف هي التخفيف:
لأن الشارع رخص للأمة التلاوة على سبعة أحرف تخفيفا عليهم، فبأي حرف قرؤوا فقد أصابوا، فعن أبي بن كعب قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عند أحجار المراء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: ((إني بعثت إلى أمة أميين فيهم الشيخ الفاني، والعجوز الكبيرة، والغلام، فقال: مرهم فليقرؤوا القرآن على سبعة أحرف)).
وروى ابن جرير عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار، فأتاه جبريل فقال: (إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف، قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، فإن أمتي لا تطيق ذلك)).ثم أتاه الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين. قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، فإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم جاءه الثالثة قال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك)).ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا).

شريفة المطيري 10 صفر 1443هـ/17-09-2021م 09:16 PM

المجموعة الرابعة:
1: تكلم عن جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه.


روى البخاري رحمه الله: عن أنس أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان رضي الله عنهما وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة. فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما أنزل بلسانهم. ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.
وهذا من أمناقب أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه، حيث جمع الناس على قراءة واحدة؛ لئلا يختلفوا في القرآن، ووافقه على ذلك جميع الصحابة،
وهو من الخلفاء الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم: ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي)).

2: اذكر أهم الآداب الواجبة أثناء تلاوة القرآن.
• الإخلاص في تلاوة القرآن وابتغاء وجه الله ، والبعد عن الرياء
• الوضوء والسواك قبل التلاوة
• الإستعاذة والبسملة
• تحسين الصوت بالقراءة
• الخشوع وحضور القلب
• تعظيم القرآن وتوقيره بتجنب الضحك أو قطع القراءة للحديث أو العبث باليد

3: بيّن حكم نسيان القرآن.
• اذا كان بسبب تغافل وتهاون:فهو من أعظم الذنوب ، بدليل ما روى أبو داود والترمذي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت علي ذنوب أمتي، فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها)).
• اذا كان بعد اجتهاد وحرص:فلا شيء عليه ، ولكن عليه أن يكثر من تعاهد القرآن ، بدليل ما رواه مسلم عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تعاهدوا القرآن، فوالذي نفسي بيده، لهو أشد تفصيا من الإبل في عقلها)). ويكثر من التضرع والدعاء.

محمد حجار 11 صفر 1443هـ/18-09-2021م 10:47 AM

مجلس مذاكرة القسم الثاني من مقدمة تفسير ابن كثير


المجموعة الثانية:
1: بيّن فضل القرآن وأهله.
أولاً : بيان فضل القرأن
فضل القرأن لا حصر له و لا عد ، إذ هو كلام الله جل وعلا و فضل الكلام من فضل قائله و فضل الله لا حصر له و لا عد ، و لكن سأُحاول بيان طرفٍ من فضله مستدلاً ببعض النصوص التي وردة في بيان فضله و منزلته و هي كثيرة جدا و مقتصراً على بعض وجوه الفضل التي وردة في مقدمة تفسير ابن كثير و منها
1- أنه مهيمن على الكتب التي قبله : قال تعالى ( و أنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب و مهيمناً عليه ) [المائدة: 48] ، قال ابن عباس المهيمن يعني الأمين ، أي أمين على كل كتاب قبله. رواه البخاري معلقاً في صحيحه وبنحو ذلك قال مجاهد والسدي وقتادة وابن جريج والحسن البصري وغير واحد من أئمة السلف. وأصل الهيمنة: الحفظ والارتقاب
2- نزوله في مكان شريف و زمان شريف : روى البخاري في صحيحه من حديث عائشة و ابن عباس قالا: لبث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن، وبالمدينة عشرا. و وجه ذكر البخاري لهذا الحديث في فضائل القرأن هو بيان شرف المكان الذي نزل فيه . فالمكان مكة البلد الحرام و دليل تشريفها قوله تعالى ( لا أقسم بهذا البلد (1) و أنت حلٌ بهذا البلد (2) ) [البلد] ، و الزمان شهر رمضان و ليلة القدر فيه قال تعالى ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرأن .... (185) ) [البقرة] و قال تعالى ( إنا أنزلناه في لبلة القدر (1) و ما أدراك ما ليلة القدر (2) ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر (3) ) [القدر]
3- نزل به رسول كريم على رسول كريم : روى البخاري في صحيحه من حديث أسامة بن زيد ( أنبئت أن جبريل، عليه السلام، أتى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أم سلمة، فجعل يتحدث، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من هذا؟)) أو كما قال، قالت: هذا دحية الكلبي، فلما قام قالت: والله ما حسبته إلا إياه، حتى سمعت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يخبر خبر جبريل ) و وجه ذكر البخاري لهذا الحديث في فضائل القرأن هو بيان أنه نزل به رسول كريم على رسول كريم . و قال الله تعالى ( نزل به الروح الأمين (193) على قلبك لتكون من المنذرين (194) )[الشعراء] و قد مدح الله سبحانه عبديه ورسوليه جبريل ومحمدا صلى الله عليه وسلم فقال تعالى ( إنه لقول رسول كريم (19) ذي قوة عند ذي العرش مكين (20) مطاع ثم أمين (21) وما صاحبكم بمجنون (22) ) [التكوير]
4- إعجازه و حفظه و صونه عن التحريف و التبديل إلى يوم القيامة : روى البخاري في صحيحه من حديث أبو هريرة أنَّ النبي صلى الله عليه و سلَّم قال ( ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة ) و وجه ذكر البخاري لهذا الحديث في فضائل القرأن بيان إعجاز القرأن و حفظه و صونه عن التحريف و التبديل إلى يوم القيامة ، ذاك أنَّ كثرة الأتْباع مرتبطة بحضور المعجزة و الأدلة على إعجاز القرأن و حفظه و صونه عن التحريف و التبديل إلى يوم القيامة في كتاب الله كثيرة جداً منها قوله تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون (9)) [الحجر] و قوله تعالى ( قل لئن اجتمعت الإنس و الجن على أن يأتوا بمثل هذا القرأن لا يأتون بمثله و لو كان بعضهم لبعض ظهيرا (88) ) [الإسراء]
5- فيه مجامع الخير و الهدى و النور : روى الترمذي من حديث علي ابن أبي طالب أنه قال : أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنها ستكون فتنة)) فقلت: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، هو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: {إنا سمعنا قرآنا عجبا * يهدي إلى الرشد فآمنا به} [الجن: 1، 2]،من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم)). قال ابن كثير : وقصارى هذا الحديث أن يكون من كلام أمير المؤمنين علي، رضي الله عنه، وقد وهم بعضهم في رفعه، وهو كلام حسن صحيح على أنه قد روي له شاهد عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم. و روى أبو عبيد من حديث عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا القرآن مأدبة الله تعالى فتعلموا من مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله عز وجل، وهو النور المبين، والشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن تبعه، لا يعوج فيقوم، لا يزيغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق عن كثرة الرد، فاتلوه، فإن الله يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول لكم الم حرف، ولكن ألف عشر، ولام عشر، وميم عشر ))
6- نزول السكينة والملائكة عند قراءته : روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة أنَّ النبي صلى الله عليه و سلَّم قال : ((ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه فيما بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده))
7- وصفه بأنه تَرِكةُ رسول الله صلى الله عليه و سلَّم : روى الخاري في صحيحه من حديث ابن عباس عندما سأله شداد بن معقل:" أترك النبي صلى الله عليه وسلم من شيء؟ قال: ما ترك إلا ما بين الدفتين. وفي حديث أبي الدرداء: ((إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر)).
8- فضله على سائر الكلام : روى البخاري في صحيحه من حديث أبي موسى أنَّ النبي صلى الله عليه و سلَّم قال : ((مثل الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة، طعمها طيب وريحها طيب. والذي لا يقرأ القرآن كالتمرة، طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة، ريحها طيب وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها)).ووجه الدلالة في هذا الحديث: أن طيب الرائحة دار مع القرآن وجودا وعدما، فدل على شرفه على ما سواه من الكلام الصادر من البر والفاجر. و روى أيضاً من حديث ابن عمر أنَّ النبي صلى الله عليه و سلَّم قال : ((إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم كما بين صلاة العصر ومغرب الشمس، ومثلكم ومثل اليهود والنصارى كمثل رجل استعمل عمالا فقال: من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط؟ فعملت اليهود فقال: من يعمل لي من نصف النهار إلى العصر؟ فعملت النصارى، ثم أنتم تعملون من العصر إلى المغرب بقيراطين قيراطين، قالوا: نحن أكثر عملا وأقل عطاء! قال: هل ظلمتكم من حقكم؟ قالوا: لا. قال: فذلك فضلي أوتيه من شئت)). و وجه الدلالة في الحديث ، أن هذه الأمة مع قصر مدتها فضلت الأمم الماضية مع طول مدتها، وإنما ذلك بالقرأن
9- وصية رسول الله به : روى البخاري في صحيحه من حديث ابن أبي أوفى عندما سأله طلحة بن مصرف هل أوصى رسول الله صلى الله عليه و سلَّم فقال : لا. فقلت: فكيف كتب على الناس الوصية، أمروا بها ولم يوص؟ قال: أوصى بكتاب الله، عز وجل".
10- فيه علم الأولين و الأخرين : روى الطبراني عن ابن مسعود أنه قال : من أراد العلم فليثور من القرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين.
و غير هذه الوجوه كثير
ثانياً : بيان فضل أهل القرأن
لبيان فضل أهل القرأن لا بد من بيان من هم أهل القرأن ؟ فأهل القرأن : هم الذين يتلونه حق تلاوته قال تعالى ( الذين أتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ... (121)) [البقرة] و هذه التلاوة قائمة على أركان منها
1- قراءته مع مراعاة شروط و سنن و أداب قراءته ( تعلّم قراءته )
2- فهمه و تدبر معانيه ( تعلم أحكامه )
3- العمل بمقتضاه - أي بأمره و نهيه – ( الاتعاظ بهديه و بصائره و أمثاله )
4- تبليغه للناس ( تعليمه للناس )
فمن تلا القرأن حق تلاوته كان من أهل القرأن الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه و سلَّم كما روى البخاري من حديث عثمان بن عفان ( خيركم من تعلم القرأن و علمه ) و قال أيضاً كما روى ابن ماجة من حديث أنس ابن مالك و صححه الألباني ( ... أهل القرأن أهل الله و خاصته ) ، و كان له فضل على غيره من الناس من وجوه كثيرة منها
1- اغتباط صاحب القرآن : فقد روى البخاري في صحيحه من حديث عبد الله ابن عمر أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب فقام به آناء الليل، ورجل أعطاه الله مالا فهو يتصدق به آناء الليل والنهار)). و وجه الدلالة في الحديث أنه لا حسد غبطة إلا لصاحب فضل
2- شهادة الرسول صلى الله عليه و سلَّم لصاحب القرأن بالخيرية : فقد روى البخاري في صحيحه من حديث عثمان ابن عفان أنَّ النبي صلى الله عليه و سلَّم قال ( خيركم من تعلم القرأن و علمه )
3- أنَّه يرفع من يحفظه حتى يبلغ منزلة الملائكة الكرام السفرة : فقد روى البخاري في صحيحه من حديث أم المؤمنين عائشة أنَّ النبي صلى الله عليه و سلَّم قال ( مثل الذي يقرأ القرآن، وهو حافظ له، مع ‌السفرة ‌الكرام، ومثل الذي يقرأ، وهو يتعاهده، وهو عليه شديد، فله أجران )
4- تالي القرأن حق تلاوته من أهل الله و خاصته : فقد روى المنذري في الترغيب والترهيب من حديث أنس بن مالك أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ للهِ أهلين من النَّاسِ قالوا من هم يا رسولَ اللهِ قال أهلُ القرآنِ هم أهلُ اللهِ وخاصَّتُه».
5- من فضل أهل القرأن رفعة القدر في الدنيا : فقد روى أبو داود في سننه من حديث أبو موسى الأشعري أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ».
6- شفاعة القرأن يوم القيامة لتاليه حق تلاوته : روى أحمد و الحاكم من حديث عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ..... )
7- الترقي في منازل الجنة : روى أبو داود والترمذي والنسائي وأحمد كلهم عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يقال لقارئ القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها.
8- إكرام الله لوالدي تالي القرأن حق تلاوته : روى أحمد و أبو داود من حديث معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه أن رسول الله عليه وسلم قال : ( مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ ، أُلْبِسَ وَالِدَاهُ تَاجًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، ضَوْءُهُ أَحْسَنُ مِنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ فِي بُيُوتِ الدُّنْيَا لَوْ كَانَتْ فِيكُمْ ، فَمَا ظَنُّكُمْ بِالَّذِي عَمِلَ بِهَذَا ) .
و غير هذه الوجوه كثير
2: اذكر أقوال أهل العلم في قراءة القرآن بالألحان المحدثة.
التغني بالقرأن سنة من هدي النبي صلى الله عليه و سلَّم فقد ثبت عنه أنه قال ((زينوا القرآن بأصواتكم)) و المقصود بالتغني المطلوب شرعا إنما هو التحسين بالصوت الباعث على تدبر القرآن وتفهمه والخشوع والخضوع والانقياد للطاعة، فأما الأصوات بالنغمات المحدثة المركبة على الأوزان والأوضاع الملهية والقانون الموسيقي، فالقرآن ينزه عن هذا ويجل ويعظُم أن يُسلك في أدائه هذا المذهب، وقد جاءت السنة بالزجر عن ذلك، كما روى أبو عبيد من حديث حذيفة بن اليمان أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابيين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم)).
و قد ورد عن أهل العلم عدة أقوال في مسألة قراءة القرآن بالألحان المحدثة. حاصلها ذم و تحريم هذه القراءة و من هذه الأقوال
1- روى أبو عبيد عن شعبة أنه قال: نهاني أيوب أن أحدث بهذا الحديث: ((زينوا القرآن بأصواتكم)). و قال أبو عبيد: وإنما كره أيوب فيما نرى، أن يتأول الناس بهذا الحديث الرخصة من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الألحان المبتدعة، فلهذا نهاه أن يحدث به. و في هذا الأثر دلالة على ذم القراءة بالألحان المبتدعة المحدثة
2- و روى أبو عبيد عن أنس بن مالك: أنه سمع رجلا يقرأ القرآن بهذه الألحان التي أحدث الناس، فأنكر ذلك ونهى عنه.
3- و روى أبو عبيد من حديث عابس الغفاري أنه رأى الناس يخرجون في الطاعون فقال: ما هؤلاء؟ قالوا: يفرون من الطاعون، فقال: يا طاعون خذني، فقالوا: تتمنى الموت وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يتمنين أحدكم الموت))؟ فقال: إني أبادر خصالا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوفهن على أمته: بيع الحكم، والاستخفاف بالدم، وقطيعة الرحم، وقوم يتخذون القرآن مزامير يقدمون أحدهم ليس بأفقههم ولا أفضلهم إلا ليغنيهم به غناء" وذكر خلتين أخرتين.
4- و قد علَّق ابن كثير على ما رواه أبو عبيد فقال : هذه طرق حسنة في باب الترهيب، وهذا يدل على أنه محذور كبير، وهو قراءة القرآن بالألحان التي يسلك بها مذاهب الغناء، وقد نص الأئمة، رحمهم الله، على النهي عنه، فأما إن خرج به إلى التمطيط الفاحش الذي يزيد بسببه حرفا أو ينقص حرفا، فقد اتفق العلماء على تحريمه، والله أعلم.
3: تكلم عن جمع القرآن في العهد النبويّ.
المراد بالعهد النبوي هو الزمن الذي كان فيه رسول الله صلى الله عليه و سلَّم حياً و المراد بالقرأن هو ما عارض به النبي صلى الله عليه و سلَّم جبريل في أخر رمضان من عمره الشريف و قد تمَّ ذلك مرتين و المراد بجمع القرأن ينقسم إلى أربع حالات باعتبار متعلق الجمع و هذا ينقسم إلى قسمين الأول باعتبار النوع و هو ينقسم إلى ( جمع صدر و جمع سطر ) و الثاني باعتبار المكان و هو ينقسم إلى ( في مكان واحد أو في أماكن متفرقة ) و حاصل هذه الاعتبارات أربع حالات كما قلت أنفاً و هي
أولاً – جمعه في صدور الصحابة : و هذا حاصل في عهد النبي صلى الله عليه و سلَّم فقد كان القرأن وفق العرضة الأخيرة موزع في صدور الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين
ثانياً – جمعه في صدر صحابي واحد : و هذا أيضاً حاصل في عهد النبي صلى الله عليه و سلَّم فقد كان القرأن وفق العرضة الأخيرة مجموع في صدر أكثر من صحابي . فقد ثبت في الصحيحين عن أنس أنه قال: جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أربعة، كلهم من الأنصار؛ أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد و في لفظ للبخاري أبو الدرداء بدل أبي بن كعب . و قد علَّق ابن كثير على هذا الأثر بقوله ( ومعنى قول أنس: "ولم يجمع القرآن". يعني من الأنصار سوى هؤلاء، وإلا فمن المهاجرين جماعة كانوا يجمعون القرآن كالصديق، وابن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة وغيرهم. )
وحكى القرطبي في أوائل تفسيره عن القاضي أبي بكر الباقلاني أنه قال -بعد ذكره حديث أنس بن مالك هذا- : فقد ثبت بالطرق المتواترة أنه جمع القرآن عثمان، وعلي، وتميم الداري، وعبادة بن الصامت، وعبد الله بن عمرو بن العاص. فقول أنس: "لم يجمعه غير أربعة" يحتمل أنه لم يأخذه تلقيا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم غير هؤلاء الأربعة، وأن بعضهم تلقى بعضه عن بعض. قال: وقد تظاهرت الروايات بأن الأئمة الأربعة جمعوا القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم لأجل سبقهم إلى الإسلام، وإعظام الرسول لهم.
ثالثاً – جمعه في السطور وليس في مكان واحد : فقد روى البخاري عن زيد ابن ثابت لما كلفه أبو بكر الصديق بجمع القرأن أنه قال ( "فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال" وفي رواية: "من العسب والرقاع والأضلاع، وفي رواية: "من الأكتاف والأقتاب وصدور الرجال". ) فهذا يدل دلالة واضحة على أنَّ القرأن كان مكتوباً في عهد النبي صلى الله عليه و سلَّم على العسب واللخاف والرقاع والأضلاع و موزعاً في أماكن متفرقة بدليل تتبع زيد لها و جمعها و أما مسألة كون المكتوب كل القرأن أم بعضاً منه فلم أقف على أثرٍ فيها
رابعاً - جمعه في السطور في مكان واحد : و هذا لم يحصل في عهد النبي صلى الله عليه و سلَّم الله عليه و سلم لأنَّ نزول القرأن استمرَّ طوال حياة النبي صلى الله عليه و سلَّم و لم يأخذ القرأن شكله النهائي إلا في العرضة الأخيرة التي قبض بعدها رسول الله صلى الله عليه و سلَّم في نفس العام و قد ثبت أنَّ الذي قام بهذا الجمع هو زيد ابن ثابت بأمر من أبو بكر و بمشورة عمر رضوان الله عليهم جميعاً و ذلك فيما أخرجه البخاري و مسلم من حديث زيد ابن ثابت في قصة جمعه للقرأن

جوري المؤذن 11 صفر 1443هـ/18-09-2021م 05:17 PM

المجموعة الثانية :
1) بيّن فضل القرآن وأهله.
اختص الله -سبحانه و تعالى- القرآن الكريم بالفضل العظيم ، فهو أفضل الكتب المنزلة حفظه الله من التبديل و التحريف ، فقال -تعالى-:" إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون " . و حظي بالفضل أهل القرآن الحاملين له ، المعظمين لما فيه من أوامر و أحكام ، المرتلين آياته آناء الليل و أطراف النهار .


-و وردت عدة أحاديث تدل على فضل هذا الكتاب العزيز ، منها :
ما يدل على أثر القرآن على بيت المسلم ، فعن أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم -قال: ((إن البيت الذي يقرأ فيه القرآن يكثر خيره، والبيت الذي لا يقرأ فيه القرآن يقل خيره)).
و قول ابن مسعود -رضي الله عنه- عن فضل العمل بما جاء في القرآن :"إن هذا القرآن شافع مشفع، من اتبعه قاده إلى الجنة، ومن تركه أو أعرض عنه -أو كلمة نحوها- زج في قفاه إلى النار".
وعن شفاعة القرآن للعبد يوم القيامة ، فيدل عليها قول النبي -صلى الله عليه وسلم- :" الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه"، قال: "فيشفعان".


-أما ما ورد في فضل أهل القرآن عدة أحاديث ، منها :
ما يدل على رُقي حامل القرآن الدرجات العالية من الجنة ، فعن عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:" يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها" .
و عن امتداح أهل القرآن أنهم أهل الله و خاصته ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن لله أهلين من الناس" . قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته".
و من فضائل أهل القرآن أيضاً أنهم عرفاء أهل الجنة ، دلّ على ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "حملة القرآن عرفاء أهل الجنة يوم القيامة ".

2) اذكر أقوال أهل العلم في قراءة القرآن بالألحان المحدثة.
إن المطلوب شرعاً عند قراءة القرآن التحسين بالصوت الذي يورث التدبر و الفهم و الخشوع و الخضوع . ومن ذلك ما قاله الرسول -عليه الصلاة و السلام- لأبي موسى الأشعري : "لو رأيتني وأنا أستمع قراءتك البارحة". فقال: أما والله لو علمت أنك تستمع قراءتي لحبرتها لك تحبيرا.
أما القراءة بالأصوات المحدثة و النغمات التي يُسلك بها طرق الغناء فالسنة حذرت منها ، فعن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابيين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم".
و كان لبعض أهل العلم أقوالاً في قراءة القرآن بالألحان المحدثة ، منها :
- ما نقل الأزدي عن يحيى بن سعيد القطان أنه قال: سألت عنه بالمدينة، فلم أرهم يحمدونه.
- وعن شعبة قال: نهاني أيوب أن أحدث بهذا الحديث: "زينوا القرآن بأصواتكم".
و علة كراهة أيوب من تحديث هذا الحديث أنه كره أن يتأول الناس بهذا الحديث الرخصة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الألحان المبتدعة . كما قال أبو عبيد القاسم بن سلام .
- وعن أنس بن مالك: أنه سمع رجلا يقرأ القرآن بهذه الألحان التي أحدث الناس، فأنكر ذلك ونهى عنه.
و خلاصة القول أن قراءة القرآن بالألحان المحدثة أمر محذور ، نهى عنه الشرع . و اتفق العلماء على تحريم القراءة التي يكون فيها زيادة أو نقصان حرف ؛ نتيجة المبالغة في التمطيط .


3) تكلم عن جمع القرآن في العهد النبويّ.
مر جمع القرآن الكريم على ثلاث مراحل :
*في عهد الرسول -عليه الصلاة و السلام – كان الصحابة -رضي الله عنهم- يكتبون الآيات على ما يتيسر لهم من العسب و اللخاف و عظم الأكتاف ، و كان -عليه الصلاة و السلام- يأمرهم بكتابة القرآن وينهاهم عن كتابة شيء غيره ، كما قال-عليه الصلاة و السلام- :" لا تكتبوا عني شيئاً غير القرآن ، و من كتب عني شيئاً غير القرآن فليمحه " و ذلك حتى لا يختلط القرآن بكلام آخر .
و لما توفي -عليه الصلاة و السلام- كان القرآن الكريم مكتوباً كاملاً لم يفقد منه حرفاً واحداً ، آياته مرتبة ، لكنه غير مرتب على حسب السور و لم يكن القرآن مجموعاً في مصحف واحد .



في عهد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- لما قُتل عدد كبير من القراء الذين يحفظون القرآن الكريم في معركة اليمامة ، جاء عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى أبي بكر -رضي الله عنه- و قال : يا أبا بكر اجمع القرآن فإني أخشى أن يتكاثر القتل و يستحر القتل في القراء فيضيع شيء من القرآن .

و هذا مما يدل على أنهم كانوا يعتمدون على حفظ الصدور أكثر من اعتمادهم على الكتابة .
فأبو بكر لما يقتنع بهذا الاقتراح في البداية ثم لم يزل عمر -رضي الله عنه- يقنعه حتى انشرح صدره لجمع القرآن ، و لذلك عمر -رضي الله عنه- له فضائل عظيمة و منها هذا المقترح فهو صاحب فكرة جمع القرآن في مصحف .
فلما اقتنع أبو بكر -رضي الله عنه- استدعى زيد بن ثابت وهو -من كتاب الوحي – و طلب منه جمع القرآن من الصحف و من الذين كتبوا في عهد النبي- عليه الصلاة و السلام- ثم يجمعه في مصحف واحد .
فما كان من زيد -رضي الله عنه- إلا أن يجمع و يتتبع القرآن رغم مشقة هذ التكليف ، كما قال : " فتتبعت القرآن أجمعه في العسب و اللخاف و صدور الرجال " . و بعد أن أتم زيد المهمة ، أخذ أبو بكر -رضي الله عنه- المصحف و حفظه في بيته .


و لما تولى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الخلافة لم يكن هناك أمر جديد يتعلق في موضوع جمع القرآن .


*أما في عهد عثمان بن عفان -رضي الله عنه- لما رأى حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- الناس يتجادلون في القرآن في معركة أذربيجان ، رجع حذيفة إلى عثمان بن عفان و قال له : أدرك الأمة يا أمير المؤمنين قبل أن تختلف اختلاف اليهود و النصارى ، لأن بعضهم يقرأ بقراءة و بعضهم يقرأ بقراءة أخرى فثار الجدل بينهم . و أشار عليه أن يعمم القرآن الكريم ، فكان الهدف من جمع القرآن الكريم في عهد عثمان بن عفان -رضي الله عنه- هو التأكيد على أن هذه القراءات التي يُقرأ بها صحيحة و معتبرة .
فكان هذا آخر جمع للقرآن الكريم ، و منه وُزع بشكل رسمي على الأمصار الإسلامية ؛ و لذلك نقول المصاحف العثمانية و الرسم العثماني نسبةً إلى المصحف الذي جُمع في عهد عثمان بن عفان -رضي الله عنه- .




-و صلّ اللهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين -

عبير الغامدي 12 صفر 1443هـ/19-09-2021م 01:38 PM

المجموعة الأولى:
1: اذكر حكم تفسير القرآن، وبيّن فضله.
ندب الله تعالى إلى تعلم تفسير القرآن حيث ذكر ذلك في آيات متفرقة فقال في سورة محمد:( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) والتدبر لايكون صحيحا إلا بعد معرفة معاني الآيات ؛ وقال في سورة ص:(كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب).
وقال في سورة النساء:( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا).
والواجب على العلماء أن يبينوا للناس معانيه وأحكامه
قال تعالى:( وإذ أخذ الله ميثاق بني إسراءيل لتبيننه للناس ولاتكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم) فنهى الله عن كتمان هذا العلم عن الناس ونبذه، ومن بلغه ذلك فهو نذير له ويحاسب على تركه؛ وفي تعلمه زيادة للايمان وتدبر للآيات ورفعة للدرجات .

2: ما هي أحسن طرق التفسير؟ وكيف نفسّر ما لا نجده في الوحيين ولا في أقوال الصحابة؟
أحسن طرق التفسير تفسير القرآن بالقرآن ؛ فإن لم نجده ففي السنة فهي وحي وموضحة وشارحة له.
ثم في أقوال الصحابة؛فإن لم يوجد نرجع إلى أقوال التابعين كمجاهد وعكرمة وطاووس وابن عباس وغيرهم فإن أقوالهم حجة إذا أجمعوا عليه؛ ولأنهم عاصروا الصحابة وهم قريبين من عهد النبوة.

3: ما المقصود بالأحرف السبعة، وما الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف.
اختلف العلماء فيها على ٣٥ قولا منها خمسة اقوال:
١- أوجه المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة.
٢- أن القرآن نزل على سبعة احرف وليس جميعه يقرا على سبعة احرف ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر.
٣- ان لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة .
٤- ان وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء منها ماتتغير حركته ولاتتغير صورته ومعناه ومنها مالاتتغير صورته ويختلف معناه ؛ ويكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف؛ او اختلاف الكلمة والمعنى.
٥- ان المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وامثال.
والحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف:
١- التخفيف على الأمة .
٢-جمع كلمة الأمة .
٣- حفظ لغات العرب والعمل بها.
وغيرها من الحكم التي أنزل الله به القرآن.

أفراح قلندة 16 صفر 1443هـ/23-09-2021م 06:45 PM

المجموعة الثانية:
1: بيّن فضل القرآن وأهله.
قال الله تعالى: {وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه}. عن ابن عباس في قوله: {ومهيمنا عليه} قال: (المهيمن: الأمين). قال: (القرآن أمين على كل كتاب قبله). وفي رواية: (شهيدا عليه). رواه ابن جرير وعلقه البخاري.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه)) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله تعالى: من شغله قراءة القرآن عن دعائي أعطيته أفضل ثواب السائلين)).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" و عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أحسن الناس قراءة من قرأ القرآن يتحزن به)). عن ابن عباس مرفوعا: ((أشرف أمتي حملة القرآن)).
فأهل القرآن هم أهل الله وخاصته وأي فضل أعلى من ذلك!، ولهم الفضل والعلو في الدنيا والآخر، فتلاوة القرآن يفتح على أهله باب البركة بالرزق والأهل وبركة العلم والتقوى فيدخل الله على قلبهم السكينة والرضى. وفي الآخرة يأتي بهم القرآن صاحبا وشفيعا.
2: اذكر أقوال أهل العلم في قراءة القرآن بالألحان المحدثة.
الألحان المبتدعة المحدثة التي تأوله الناس من الحديث التغني بالقرآن فهو منهي عنه وقد حذر العلماء منه. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :((اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابيين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم)). رواه أبو عبيد.
قال ابن كثير: (وهذا يدل على أنه محذور كبير، وهو قراءة القرآن بالألحان التي يسلك بها مذاهب الغناء، وقد نص الأئمة، رحمهم الله، على النهي عنه، فأما إن خرج به إلى التمطيط الفاحش الذي يزيد بسببه حرفا أو ينقص حرفا، فقد اتفق العلماء على تحريمه).
فالتغني بالقرآن على طريق أهل الغناء وأوزانهم وسلمهم الموسيقي من الفسق المحذر منه. القرآن الكريم ينزه ويعظم عن سلوك هذا المنهج في قراءته.

3: تكلم عن جمع القرآن في العهد النبويّ.
‌أ. جمع القرآن قبل خلافة عثمان رضي الله عنه
1. حديث لم يجمع القرآن إلا أربعة، والمسائل الذي تحته:
قال البخاري: حدثنا حفص بن عمر، حدثنا همام، حدثنا قتادة قال: سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أربعة، كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد ونحن ورثناه. ورواه مسلم من حديث همام.
• من هو أبو زيد؟
اختلف في اسمه في أقوال:
القول الأول : هو قيس بن السكن النجار. قاله الواقدي.
القول الثاني: هو سعيد بن عبيد بن النعمان من الأوس. قاله ابن نمير.
القول الثالث: هما اثنان جمعا القرآن . قاله أبو عمرو بن عبدالبر.
قال ابن كثير عن القول الثالث هذا بعيد، ورجح القول الأول وقال: قول الواقدي أصح لأنه خزرجي. لدليل أن الحديث من طرق أخرى في بعض ألفاظه قال أنس ونحن ورثناه وهم من الخزرج. وقال قتادة عن أنس قال: افتخر الحيان الأوس والخزرج، فقالت الأوس: منا غسيل الملائكة حنظلة بن أبي عامر، ومنا ... فقالت الخزرج: منا أربعة جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد.
• الإشكال في ظاهر الحديث :
الحديث في ظاهره أنه لم يجمع القرآن من الصحابة سوى هؤلاء الأربعة فقط، وهو ليس كذلك بل لا شك أنه جمع القرآن عدد من المهاجرين أيضاً، ولعل المراد هنا :
- أنه لم يجمع القرآن من الأنصار سوى هؤلاء الأربعة.
- يحتمل أنه لم يأخذه تلقيا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم غير هؤلاء الأربعة، وأن بعضهم تلقى بعضه عن بعض.
• الدليل على جمع المهاجرين للقرآن:
- وأورد الشيخ أبو الحسن الأشعري دليل على جمع المهاجرين للقرآن أن الرسول صلى الله عليه وسلم قدم أبوبكر الصديق في مرضه ليؤم على المهاجرين والأنصار في الصلاة، وفي حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله" فلو لم يكن الصديق أقرأ القوم لما قدمه.
- وحكى القرطبي عن أبي بكر الباقلاني أنه قال: فقد ثبت بالطرق المتواترة أنه جمع القرآن عثمان، وعلي، وتميم الداري، وعبادة بن الصامت، وعبدالله بن عمرو بن العاص.
2. جمع أبو بكر الصديق القرآن :
قال البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم بن سعد، حدثنا ابن شهاب، عن عبيد بن السباق، أن زيد بن ثابت قال: "أرسل إلى أبو بكر -مقتل أهل اليمامة- فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبو بكر: إن عمر بن الخطاب أتاني، فقال: إن القتل قد استحر بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان علي أثقل مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما. فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز} [التوبة: 128] حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر، رضي الله عنهم".
عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، أنه قال: "أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر، إن أبا بكر كان أول من جمع القرآن بين اللوحين". هذا إسناده صحيح.

‌ب. جمع عثمان رضي الله عنه للقرآن على قراءة واحدة
قال البخاري رحمه الله: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم، حدثنا ابن شهاب، أن أنس بن مالك، حدثه أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان رضي الله عنهما وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة. فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما أنزل بلسانهم. ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.
1. سبب فزع حذيفة بن اليمان:
السبب أن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه لما كان غازيا في فتح أرمينية وأذربيجان، وكان قد اجتمع هناك أهل الشام والعراق وجعل حذيفة يسمع منهم قراءات على حروف شتى، ورأى منهم اختلافا كثيرا وافتراقا، فلما رجع إلى عثمان أعلمه وقال لعثمان: أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى.
2. اختلاف اليهود والنصارى في الكتاب:
ذلك أن اليهود والنصارى مختلفون فيما بأيديهم من الكتب، فاليهود بأيديهم نسخة من التوراة، والسامرة يخالفونهم في ألفاظ كثيرة ومعان أيضا، وليس في توراة السامرة حرف الهمزة ولا حرف الياء، والنصارى -أيضا- بأيديهم توراة يسمونها العتيقة وهي مخالفة لنسختي اليهود والسامرة، وأما الأناجيل التي بأيدي النصارى فأربعة: إنجيل مرقس، وإنجيل لوقا، وإنجيل متى، وإنجيل يوحنا، وهي مختلفة -أيضا- اختلافا كثيرا، وهذه الأناجيل الأربعة كل منها لطيف الحجم منها ما هو قريب من أربع عشرة ورقة بخط متوسط، ومنها ما هو أكبر من ذلك إما بالنصف أو بالضعف، ومضمونها سيرة عيسى وأيامه وأحكامه وكلامه وفيه شيء قليل مما يدعون أنه كلام الله، وهي مع هذا مختلفة، كما قلنا، وكذلك التوراة مع ما فيها من التحريف والتبديل، ثم هما منسوخان بعد ذلك بهذه الشريعة المحمدية المطهرة.
3. القراء الذين اختارهم عثمان رضي الله عنه لنسخ المصحف:
• زيد بن ثابت الأنصاري هو أحد كتاب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
• عبدالله بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي أحد فقهاء الصحابة ونجبائهم علما وعملا وأصلا وفضلا.
• سعيد بن العاص بن أمية القرشي الأموي كان أعرب الناس وأشبههم لهجة برسول الله صلى الله عليه وسلم.
• عبدالرحمن بن الحارث بن هشام القرشي المخزومي.
4. ما اختلف فيه القراء الأربعة عند نسخ المصحف:
اختلفوا في التابوت أيكتبونه بالتاء أو الهاء فقال زيد بن ثابت: إنما هو التابوه وقال الثلاثة القرشيون: إنما هو التابوت. فترافعوا إلى عثمان فقال: اكتبوه بلغة قريش، فإن القرآن نزل بلغتهم.
وكانوا إذا تدارؤوا في شيء أخروه لينظروا أحدثهم عهدا بالعرضة الأخيرة فيكتبونها على قوله.
5. في شأن آية الأحزاب وإلحاقهم إياها في سورتها:
روى البخاري: قال ابن شهاب الزهري: فأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت: سمع زيد بن ثابت قال: فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، التمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} [الأحزاب: 23]، فألحقناها في سورتها في المصحف.
منهم من ذكر ذلك في جمع عثمان وفيه نظر، إنما حدث ذلك في جمع الصديق كما جاء مصرحاً به في رواية أخرى عن الزهري عن عبيد بن السباق عن زيد بن ثابت. ودليل ذلك أنه قال: "فألحقناها في سورتها من المصحف" وليست هذه الآية ملحقة في الحاشية في المصاحف العثمانية. فهذه الأفعال من أكبر القربات التي بادر إليها الأئمة الراشدون أبو بكر وعمر، رضي الله عنهما، حفظا على الناس القرآن، جمعاه لئلا يذهب منه شيء، وعثمان، رضي الله عنه، جمع قراءات الناس على مصحف واحد ووضعه على العرضة الأخيرة التي عارض بها جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر رمضان من عمره .
6. توزيع نسخ المصاحف على الأمصار:
مصحفا إلى مكة، ومصحفا إلى البصرة وآخر إلى الكوفة وآخر إلى اليمن وآخر إلى البحرين وترك عند أهل المدينة مصحفاً. رواه أبوبكر السجستاني .
وقال القرطبي: إنما نفذ إلى الآفاق أربعة مصاحف. وقال ابن كثير عن هذا القول : هذا غريب.
7. موقف الصحابة من أمر عثمان بن عفان بحرق ما عدا المصحف الإمام:
ذلك لما يقتضيه مصالح الدين وقد وافقه على ذلك جميع الصحابة وإنما روي عن عبد الله بن مسعود شيء من التغضب ثم إلى الوفاق. وقال علي بن أبي طالب، رضي الله عنه: لو لم يفعل ذلك عثمان لفعلته أنا.
8. المصحف الذي جمعه أبوبكر الصديق:
كانت عند حفصة رضي الله عنها، فلما جمعها عثمان رضي الله عنه في المصحف الإمام، رد المصحف إلى حفصة ولم يحرقها في جملة ما حرق سواها لأنه كان قد عاهدها أن يردها إليها. فما زالت عند حفصة حتى تولى مروان الحكم، فأرسل إلى حفصة يطلب المصحف فأبت حفصة أن تعطيه. فلما توفيت حفصة أرسل مروان إلى عبدالله بن عمر يسأله المصحف، فأرسله عبدالله إليه. فحرق مروان المصحف وقال: إنما فعلت هذا لأن ما فيها قد كتب وحفظ بالمصحف، فخشيت إن طال بالناس زمان أن يرتاب في شأن هذه الصحف مرتاب أو يقول: إنه قد كان شيء منها لم يكتب. إسناده صحيح.

هيئة التصحيح 2 16 صفر 1443هـ/23-09-2021م 07:58 PM

تقويم مجلس

مذاكرة مقاصد مقدمة تفسير ابن كثير

1: جيهان أدهم.أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.

2: شريفة المطيري.أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ، وددت لو نظمتِ إجابتك على السؤال الأول بذكر العناصر الأساسية في هذه المسألة مثلا:
- سبب الجمع.
- من قام بالجمع.
...
...
وهكذا.

3: محمد حجار.أ+
أحسنت في إجابتك وأسلوبك مميّز أثني على اجتهادك، ويكفي من ذكر الأدلة الشاهد منها، وفقك الله وسددك.

4:جوري المؤذن.أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
- السؤال الثالث يحتاج الوقوف على الجمع في العهد النبوي، ويُفيدك مراجعة إجابة الأخ الفاضل محمد حجار.

5: عبير الغامدي.أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
ولو مثّلتِ على معاني الأحرف السبعة لكان أتم.


6: أفراح قلندة.أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ، وعودا حميدا.
- لو استخلصت الفضل من الأدلة على فضل القرآن وأهله ابتداء ثم ذكرتِ الدليل، تطبيقا لما تعلمناه من طرق التلخيص، فهو أنفع وفقكِ الله.
- المطلوب في السؤال الأخير ذكر الجمع في العهد النبوي فقط، وفي إجابة زميلكم الأخ محمد حجار الفائدة بإذنه تعالى.


أحسن الله إليكم ونفعكم ونفع بكم.

عزيزة أحمد 17 صفر 1443هـ/24-09-2021م 11:54 PM

المجموعة الثالثة:

١. بعد معركة اليمامة ومقتل الكثير من القراء في المعركة أشار عمر على الصديق بجمع القرآن لأنه خشي أن يضيع القرآن بضياع الحملة، فما زال عمر بالصديق حتى شرح الله صدره لذلك، فذهبا لزيد بن ثابت فمازالا به حتى شرح الله صدره لذلك فجمع القرآن من اللخاف والسعف والجريد وصدور الرجال وكان يقبل شهادة رجلين على أن الآية سمعاها من النبي، فلم يجد آخر آيتين من سورة التوبة إلا مع الصحابي الذي عد النبي شهادته بشهادة رجلين، فجمع الصديق القرآن في مصحف واحد حفاظا عليه من الضياع أو ذهاب بعضه بموت الحملة، وظلت الصحف عنده ثم عند عمر بعد موت الصديق ثم عند حفصة بنت عمر بعد موت عمر ولهذا يعد الصديق أعظم المسلمين أجرا في المصاحف

٢. معنى التغني بالقرآن: قال النبي "ليس منا من لم يتغن بالقرآن"
قيل يتغن بمعنى يجهر، وقيل بمعنى ليستغنى بالقرآن وقيل بمعنى يجود صوته ويحسنه بقراءة القرآن وهذا المعنى الأخير هو المفهوم عن السلف وهو الأقرب للصواب

٣.ذهب بعض العلماء إلى أن القراءة عن ظهر قلب أفضل استنادا للحديث الذي أورده البخاري أن النبي سأل رجلا ما معك من القرآن؟ فقال له سور فقال: تحفظها عن ظهر قلب؟ قال نعم، فملكه النبي المرأة بما يحفظه عن ظهر قلب، وذهب بعض العلماء إلى أن القراءة من المصحف أفضل لأنه أثبت من فم الرجال ولأن النظر في المصحف عبادة، وذهب البعض أن مدار الأمر على الخشوع فأيهما أعون له على الخشوع فهو الأفضل.
أما حديث البخاري فالرد عليه من وجهين:
١- أنه أمر معين قد يكون خاص بهذه الصحابي لعدم مقدرته على الحفظ مثلا.
٢- أن المراد التأكد والاستثبات من حفظه عن ظهر قلب كي يحفظ زوجته.

هيئة التصحيح 2 21 صفر 1443هـ/28-09-2021م 12:24 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزيزة أحمد (المشاركة 403112)
المجموعة الثالثة:

١. بعد معركة اليمامة ومقتل الكثير من القراء في المعركة أشار عمر على الصديق بجمع القرآن لأنه خشي أن يضيع القرآن بضياع الحملة، فما زال عمر بالصديق حتى شرح الله صدره لذلك، فذهبا لزيد بن ثابت فمازالا به حتى شرح الله صدره لذلك فجمع القرآن من اللخاف والسعف والجريد وصدور الرجال وكان يقبل شهادة رجلين على أن الآية سمعاها من النبي، فلم يجد آخر آيتين من سورة التوبة إلا مع الصحابي الذي عد النبي شهادته بشهادة رجلين، فجمع الصديق القرآن في مصحف واحد حفاظا عليه من الضياع أو ذهاب بعضه بموت الحملة، وظلت الصحف عنده ثم عند عمر بعد موت الصديق ثم عند حفصة بنت عمر بعد موت عمر ولهذا يعد الصديق أعظم المسلمين أجرا في المصاحف

٢. معنى التغني بالقرآن: قال النبي "ليس منا من لم يتغن بالقرآن"
قيل يتغن بمعنى يجهر، وقيل بمعنى ليستغنى بالقرآن وقيل بمعنى يجود صوته ويحسنه بقراءة القرآن وهذا المعنى الأخير هو المفهوم عن السلف وهو الأقرب للصواب

٣.ذهب بعض العلماء إلى أن القراءة عن ظهر قلب أفضل استنادا للحديث الذي أورده البخاري أن النبي سأل رجلا ما معك من القرآن؟ فقال له سور فقال: تحفظها عن ظهر قلب؟ قال نعم، فملكه النبي المرأة بما يحفظه عن ظهر قلب، وذهب بعض العلماء إلى أن القراءة من المصحف أفضل لأنه أثبت من فم الرجال ولأن النظر في المصحف عبادة، وذهب البعض أن مدار الأمر على الخشوع فأيهما أعون له على الخشوع فهو الأفضل.
أما حديث البخاري فالرد عليه من وجهين:
١- أنه أمر معين قد يكون خاص بهذه الصحابي لعدم مقدرته على الحفظ مثلا.
٢- أن المراد التأكد والاستثبات من حفظه عن ظهر قلب كي يحفظ زوجته.

سددكِ الله وبارك فيكِ.
يحسن نسخ السؤال ثم الإجابة عليه وفقكِ الله.
الدرجة:أ

دانة عادل 22 ربيع الثاني 1443هـ/27-11-2021م 12:59 AM

المجموعة الرابعة:
1: تكلم عن جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه.
سبب الجمع: اختلاف المسلمين وتنازعهم في فتح أرمينية وأذربيجان، فقال حذيفة لعثمان رضي الله عنهما: أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا ونقل لهم اختلافهم وتفرقهم فقام عثمان بطلب الصحف من حفصة رضي الله عنها.
وقد جمعه على قراءة واحدة وجمع الأمة على مصحف واحد بلغة قريش لئلا يختلفوا في القرآن، ووافقه على ذلك جميع الصحابة، وأمر عثمان هؤلاء الأربعة وهم زيد بن ثابت الأنصاري، أحد كتاب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وعبد الله بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي، أحد فقهاء الصحابة ونجبائهم علما وعملا وأصلا وفضلا وسعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية القرشي الأموي، وكان كريما جوادا ممدحا، وكان أشبه الناس لهجة برسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، فجلس هؤلاء النفر الأربعة يكتبون القرآن نسخا، وإذا اختلفوا في وضع الكتابة على أي لغة رجعوا إلى عثمان، كما اختلفوا في التابوت أيكتبونه بالتاء أو الهاء، فقال زيد بن ثابت: إنما هو التابوه وقال الثلاثة القرشيون: إنما هو التابوت فترافعوا إلى عثمان فقال: اكتبوه بلغة قريش، فإن القرآن نزل بلغتهم.
وكان عثمان -والله أعلم- رتب السور في المصحف، وقدم السبع الطوال وثنى بالمئين.

2: اذكر أهم الآداب الواجبة أثناء تلاوة القرآن.
1- استحباب ترتيل القراءة والترسل فيها من غير هذرمة ولا سرعة مفرطة، بل بتأمل وتفكر.
2-وجوب الإخلاص وعدم المراءاة في تلاوة القرآن، كما ورد عن النبي ﷺ: (يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة).
3- ألا يقرأ القرآن منكوساً بل يقرأه مرتباً كما ورد.
4- عدم هجر القرآن وترك تلاوته.


3: بيّن حكم نسيان القرآن
ورد ذم عن النبي ﷺ فيمن قال نسيت آية كذا وكذا، وقد قال النبي ﷺ: (وما من رجل تعلم القرآن ثم نسيه إلا لقي الله يوم القيامة أجذم)، وقال أيضًا: (من أكبر ذنب توافى به أمتي يوم القيامة سورة من كتاب الله كانت مع أحدهم فنسيها).
فيكره هجر القرآن مما يؤدي إلى نسيانه وتفلته وهذا من الخطر العظيم خاصةً إن كان عن إهمال وتفويت بلا عذر، أما إن كان بعد اجتهاد وحرص على تلاوته لكن نُسّيه فهذا أهون كما في حديث النبي ﷺ (بئس ما لأحدهم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل هو نسي)

هند محمد المصرية 2 جمادى الأولى 1443هـ/6-12-2021م 01:14 PM

المجموعة الأولى:
1: اذكر حكم تفسير القرآن، وبيّن فضله.
الإجابة:-

إن تفسير القرآن من أشرف العلوم وأرفعها؛ فشرف العلم من شرف معلومه، وعلم التفسير يختص ببيان كلام الله عزوجل فيوضحه ويبين معانيه.
وقد أمرنا الله عزوجل بتدبر القرآن والعمل به، فقال تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}
ولا يكون التدبر إلا بفهم المعنى المراد وبيان ما استشكل منه، وهذا هو دور التفسير.
فالتفسير لابد منه لكل من أراد أن يتدبر القرآن، فيفهم المعنى ويفقهه حتى يتدبره.
لذلك واجب على العلماء بيان معاني القرآن وتفسيره وتعليمه للناس حتى يتدبروا القرآن ويقبلون عليه فلقد ذم الله أهل الكتاب من قبلنا بسبب إعراضهم عن كتب الله المنزلة عليهم.
***************************



2: ما هي أحسن طرق التفسير؟

الإجابة:
أحسن طرق التفسير هي: تفسير القرآن بالقرآن ثم بالسنة النبوية الشارحة المبينة لما جاء في القرآن.
ثم بأقوال الصحابة لأنهم عايشوا نزول القرآن بأنفسهم وأحوال نزوله فهم أدرى الناس به.



وكيف نفسّر ما لا نجده في الوحيين ولا في أقوال الصحابة؟
وأما ما لم نجده في الوحيين فيتم تفسيره، فنرجع فيه إلى أقوال التابعين كمجاهد وعكرمة وسعيد بن الجبير وعطاء والحسن البصري ومسروق.
فإننا نذكر أقوالهم فإن أجمعوا فيكون إجماعهم حجة.
وإن اختلفوا فلا يكون قول أحدهم على الآخر حجة ولا على من بعدهم.
*************************

3: ما المقصود بالأحرف السبعة، وما الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف.

الإجابة :-
اختلف العلماء على معنى الأحرف السبعة على 35 قول منهم خمسة أقوال هي:-
القول الأول : وهو قول أهل العلم كسفيان بن عيينيه.

أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلف مثل : أقبل وتعال وهلم

القول الثاني: القرآن نزل على سبعة أحرف، وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف، ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر.

القول الثالث: أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها.

القول الرابع: وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء، منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه ومنها ما لا تتغير صورته ويختلف معناه قد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف.

القول الخامس: أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال.


وقد نزل القرآن على سبعة أحرف من باب التخفيف والتيسير والتسهيل على من لا يقرأون بلسان قريش.

هيئة التصحيح 2 4 جمادى الأولى 1443هـ/8-12-2021م 07:39 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دانة عادل (المشاركة 404732)
المجموعة الرابعة:
1: تكلم عن جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه.
سبب الجمع: اختلاف المسلمين وتنازعهم في فتح أرمينية وأذربيجان، فقال حذيفة لعثمان رضي الله عنهما: أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا ونقل لهم اختلافهم وتفرقهم فقام عثمان بطلب الصحف من حفصة رضي الله عنها.
وقد جمعه على قراءة واحدة وجمع الأمة على مصحف واحد بلغة قريش لئلا يختلفوا في القرآن، ووافقه على ذلك جميع الصحابة، وأمر عثمان هؤلاء الأربعة وهم زيد بن ثابت الأنصاري، أحد كتاب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وعبد الله بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي، أحد فقهاء الصحابة ونجبائهم علما وعملا وأصلا وفضلا وسعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية القرشي الأموي، وكان كريما جوادا ممدحا، وكان أشبه الناس لهجة برسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، فجلس هؤلاء النفر الأربعة يكتبون القرآن نسخا، وإذا اختلفوا في وضع الكتابة على أي لغة رجعوا إلى عثمان، كما اختلفوا في التابوت أيكتبونه بالتاء أو الهاء، فقال زيد بن ثابت: إنما هو التابوه وقال الثلاثة القرشيون: إنما هو التابوت فترافعوا إلى عثمان فقال: اكتبوه بلغة قريش، فإن القرآن نزل بلغتهم.
وكان عثمان -والله أعلم- رتب السور في المصحف، وقدم السبع الطوال وثنى بالمئين.

2: اذكر أهم الآداب الواجبة أثناء تلاوة القرآن.
1- استحباب ترتيل القراءة والترسل فيها من غير هذرمة ولا سرعة مفرطة، بل بتأمل وتفكر.
2-وجوب الإخلاص وعدم المراءاة في تلاوة القرآن، كما ورد عن النبي ﷺ: (يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة).
3- ألا يقرأ القرآن منكوساً بل يقرأه مرتباً كما ورد.
4- عدم هجر القرآن وترك تلاوته.


3: بيّن حكم نسيان القرآن
ورد ذم عن النبي ﷺ فيمن قال نسيت آية كذا وكذا، وقد قال النبي ﷺ: (وما من رجل تعلم القرآن ثم نسيه إلا لقي الله يوم القيامة أجذم)، وقال أيضًا: (من أكبر ذنب توافى به أمتي يوم القيامة سورة من كتاب الله كانت مع أحدهم فنسيها).
فيكره هجر القرآن مما يؤدي إلى نسيانه وتفلته وهذا من الخطر العظيم خاصةً إن كان عن إهمال وتفويت بلا عذر، أما إن كان بعد اجتهاد وحرص على تلاوته لكن نُسّيه فهذا أهون كما في حديث النبي ﷺ (بئس ما لأحدهم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل هو نسي)

بارك الله فيكِ.
الدرجة:أ

هيئة التصحيح 2 4 جمادى الأولى 1443هـ/8-12-2021م 07:41 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هند محمد المصرية (المشاركة 404899)
المجموعة الأولى:
1: اذكر حكم تفسير القرآن، وبيّن فضله.
الإجابة:-

إن تفسير القرآن من أشرف العلوم وأرفعها؛ فشرف العلم من شرف معلومه، وعلم التفسير يختص ببيان كلام الله عزوجل فيوضحه ويبين معانيه.
وقد أمرنا الله عزوجل بتدبر القرآن والعمل به، فقال تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}
ولا يكون التدبر إلا بفهم المعنى المراد وبيان ما استشكل منه، وهذا هو دور التفسير.
فالتفسير لابد منه لكل من أراد أن يتدبر القرآن، فيفهم المعنى ويفقهه حتى يتدبره.
لذلك واجب على العلماء بيان معاني القرآن وتفسيره وتعليمه للناس حتى يتدبروا القرآن ويقبلون عليه فلقد ذم الله أهل الكتاب من قبلنا بسبب إعراضهم عن كتب الله المنزلة عليهم.
***************************



2: ما هي أحسن طرق التفسير؟

الإجابة:
أحسن طرق التفسير هي: تفسير القرآن بالقرآن ثم بالسنة النبوية الشارحة المبينة لما جاء في القرآن.
ثم بأقوال الصحابة لأنهم عايشوا نزول القرآن بأنفسهم وأحوال نزوله فهم أدرى الناس به.



وكيف نفسّر ما لا نجده في الوحيين ولا في أقوال الصحابة؟
وأما ما لم نجده في الوحيين فيتم تفسيره، فنرجع فيه إلى أقوال التابعين كمجاهد وعكرمة وسعيد بن الجبير وعطاء والحسن البصري ومسروق.
فإننا نذكر أقوالهم فإن أجمعوا فيكون إجماعهم حجة.
وإن اختلفوا فلا يكون قول أحدهم على الآخر حجة ولا على من بعدهم.
*************************

3: ما المقصود بالأحرف السبعة، وما الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف.

الإجابة :-
اختلف العلماء على معنى الأحرف السبعة على 35 قول منهم خمسة أقوال هي:-
القول الأول : وهو قول أهل العلم كسفيان بن عيينيه.

أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلف مثل : أقبل وتعال وهلم

القول الثاني: القرآن نزل على سبعة أحرف، وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف، ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر.

القول الثالث: أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها.

القول الرابع: وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء، منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه ومنها ما لا تتغير صورته ويختلف معناه قد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف.

القول الخامس: أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال.


وقد نزل القرآن على سبعة أحرف من باب التخفيف والتيسير والتسهيل على من لا يقرأون بلسان قريش.

بارك الله فيكِ.
الدرجة:أ

دينا المناديلي 15 جمادى الآخرة 1443هـ/18-01-2022م 10:59 PM

المجموعة الثالثة:



1: تكلّم عن جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه.

كان السبب في جمع القرآن في عهد الخليفة أبي بكر الصديق ما حصل في حديقة الموت " يوم اليمامة " حيث اشتدت المعركة بين المسلمين وجيش مسيلمة الكذاب عليه من الله ما يستحق،
حيث التقى جيش المسلمين بجيش مسيلمة ومن معه من المرتدين، وفي هذه المعركة قتل الكثير من قراء القران؛ لذلك أشار عمر بن الخطاب رضي الله عنه على أبي بكر الصديق بجمع القرآن خشية
أن يذهب منه شيء بسبب موت من يكون يحفظه من الصحابة، فإذا جمع القرآن لا يُخشى بعد ذلك إذا مات قراء القرآن من ذهاب القرآن.
فلم يزل عمر يراجع أبو بكر الصديق حتى شرح الله صدر أبي بكر لهذا الأمر. ثمّ إنّ أبا بكر كلّف زيد بن ثابت رضي الله عنه بجمع القرآن،أي: يتتبعه يجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال.
وقد أمر أبي بكر عمر وزيد رضي الله عنهما بقبول الآية من الصحابة إذا كان عليها شاهدين. وقد كان ذلك إلا فيما كان من أبي خزيمة الأنصاري رضي الله عنه
فقد قبلوا منه شهادته في آخر سورة التوبة منفردا لورود الدليل في جعل شهادته بشهادة رجلين.
فقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادتين في قصة الفرس التي ابتاعها رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأعرابي،
فأنكر الأعرابي البيع، فشهد خزيمة هذا بتصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمضى شهادته وقبض الفرس من الأعرابي.

روى البخاري أن زيد بن ثابت قال: أرسل إلى أبو بكر -مقتل أهل اليمامة- فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبو بكر: إن عمر بن الخطاب أتاني، فقال: إن القتل قد استحر بقراء القرآن،
وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك،
وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان علي أثقل مما أمرني به من جمع القرآن.
قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر،
رضي الله عنهما. فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره:
{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز} [التوبة: 128] حتى خاتمة براءة.

فكان في هذا الجمع للقرآن مصلحة دينية عظيمة، وسبحان الذي تكفل بحفظ هذا القرآن حتى وصل إلينا، قال تعالى: {إنّا نحنُ نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون}.
وعن علي رضي الله عنه أنه قال: (أعظم الناس في المصاحف أجرا أبو بكر، رحمة الله على أبي بكر هو أول من جمع كتاب الله)
وقد كانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر، رضي الله عنهم.




2: بيّن معنى التغنّي بالقرآن.

قد ورد قولان في معنى التغنّي بالقرآن:
القول الأول: يستغني به،قاله سفيان بن عيينة، ووكيع.
القول الثاني: يترنّم به، أي يحسن القراءة ويُحَزّن بها، قاله ابن وهب والشافعي.
- قال حرملة: سمعت ابن عيينة يقول: معناه: يستغني به، فقال لي الشافعي: ليس هو هكذا، ولو كان هكذا لكان يتغانى به، وإنما هو يتحزن ويترنم به.
ويدلّ على أنّ معنى يتغنّ به أي يترنم به ما روي عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((زينوا القرآن بأصواتكم)).

وخلاصة القول في معنى التغني بالقرآن :
قيل الاستغناء به وقيل يترنم به وقد رد القول بأنّ المعنى الاستغناء الشافعي وابن كثير وقد قال ابن كثير عن القول بأنّ المعنى يستغني به:
خلاف الظاهر من مراد الحديث؛ لأنه قد فسره بعض رواته بالجهر، وهو تحسين القراءة والتحزين بها.
وقد استدلّ على معنى تحسين القراءة والتحزين بها بما روي عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((زينوا القرآن بأصواتكم)).





3: أيهما أفضل: القراءة من المصحف أم القراءة عن ظهر قلب؟

- قيل أن القراءة عن ظهر قلب أفضل من القراءة من المصحف نظرا، وهذا ما أشعرته ترجمة البخاري في صحيحه، حيث أورد الحديث الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم
لرجل: ((فما معك من القرآن؟)). قال: معي سورة كذا وكذا، لسور عددها. قال: ((أتقرؤهن عن ظهر قلبك؟)). قال: نعم. قال: ((اذهب فقد ملكتكها بما معك من القرآن)).
وقال ابن كثير عن هذا أنّ في هذا نظر، أن نقول إنّ البخاري قد أراد بهذا أنّ القراءة عن ظهر قلب أفضل القراءة من المصحف نظرا، لأنّ ذلك لا يدلّ عليه الحديث، إنّما كان النبي يريد أن يستثبت أن الرجل يحفظ هذه السور حتى يعلمها لزوجته.
ومن الأمور التي أوردها ابن كثير أيضا أنّ الرجل لعله يكون أميا لا يدري مالكتابة.

- وقيل أنّ القراءة من المصحف أفضل من القراءة عن ظهر قلب، لأنه يشتمل على التلاوة والنظر في المصحف وهو عبادة، كما صرح به غير واحد من السلف، وكرهوا أن يمضي على الرجل يوم لا ينظر في مصحفه.
وقد استدلوا بحديث ضعيف نصه: (فضل قراءة القرآن نظرا على من يقرأه ظهرا، كفضل الفريضة على النافلة)
واستدلوا بما روي عن ابن مسعود قال: أديموا النظر في المصحف.
واستدلوا بما روي عن عمر: أنه كان إذا دخل بيته نشر المصحف فقرأ فيه.
وقد يقع للبعض نسيان فالاستثبات بالنظر أولى والرجوع للمصحف أثبت من أفواه الرجال.

وما روي عن ابن مسعود وعن عمر رضي الله عنهما هو في النظر للمصحف دون تعيين لمسألة الإثابة .

وقال بعض العلماء: المدار في هذه المسألة على الخشوع في القراءة، فإن كان الخشوع عند القراءة على ظهر القلب فهو أفضل، وإن كان عند النظر في المصحف فهو أفضل فإن استويا فالقراءة نظرا أولى؛
لأنها أثبت وتمتاز بالنظر في المصحف قال الشيخ أبو زكريا النووي رحمه الله، في التبيان: والظاهر أن كلام السلف وفعلهم محمول على هذا التفصيل.

هيئة التصحيح 2 17 جمادى الآخرة 1443هـ/20-01-2022م 10:54 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دينا المناديلي (المشاركة 407278)
المجموعة الثالثة:



1: تكلّم عن جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه.

كان السبب في جمع القرآن في عهد الخليفة أبي بكر الصديق ما حصل في حديقة الموت " يوم اليمامة " حيث اشتدت المعركة بين المسلمين وجيش مسيلمة الكذاب عليه من الله ما يستحق،
حيث التقى جيش المسلمين بجيش مسيلمة ومن معه من المرتدين، وفي هذه المعركة قتل الكثير من قراء القران؛ لذلك أشار عمر بن الخطاب رضي الله عنه على أبي بكر الصديق بجمع القرآن خشية
أن يذهب منه شيء بسبب موت من يكون يحفظه من الصحابة، فإذا جمع القرآن لا يُخشى بعد ذلك إذا مات قراء القرآن من ذهاب القرآن.
فلم يزل عمر يراجع أبو بكر الصديق حتى شرح الله صدر أبي بكر لهذا الأمر. ثمّ إنّ أبا بكر كلّف زيد بن ثابت رضي الله عنه بجمع القرآن،أي: يتتبعه يجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال.
وقد أمر أبي بكر عمر وزيد رضي الله عنهما بقبول الآية من الصحابة إذا كان عليها شاهدين. وقد كان ذلك إلا فيما كان من أبي خزيمة الأنصاري رضي الله عنه
فقد قبلوا منه شهادته في آخر سورة التوبة منفردا لورود الدليل في جعل شهادته بشهادة رجلين.
فقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادتين في قصة الفرس التي ابتاعها رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأعرابي،
فأنكر الأعرابي البيع، فشهد خزيمة هذا بتصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمضى شهادته وقبض الفرس من الأعرابي.

روى البخاري أن زيد بن ثابت قال: أرسل إلى أبو بكر -مقتل أهل اليمامة- فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبو بكر: إن عمر بن الخطاب أتاني، فقال: إن القتل قد استحر بقراء القرآن،
وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك،
وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان علي أثقل مما أمرني به من جمع القرآن.
قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر،
رضي الله عنهما. فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره:
{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز} [التوبة: 128] حتى خاتمة براءة.

فكان في هذا الجمع للقرآن مصلحة دينية عظيمة، وسبحان الذي تكفل بحفظ هذا القرآن حتى وصل إلينا، قال تعالى: {إنّا نحنُ نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون}.
وعن علي رضي الله عنه أنه قال: (أعظم الناس في المصاحف أجرا أبو بكر، رحمة الله على أبي بكر هو أول من جمع كتاب الله)
وقد كانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر، رضي الله عنهم.




2: بيّن معنى التغنّي بالقرآن.

قد ورد قولان في معنى التغنّي بالقرآن:
القول الأول: يستغني به،قاله سفيان بن عيينة، ووكيع.
القول الثاني: يترنّم به، أي يحسن القراءة ويُحَزّن بها، قاله ابن وهب والشافعي.
- قال حرملة: سمعت ابن عيينة يقول: معناه: يستغني به، فقال لي الشافعي: ليس هو هكذا، ولو كان هكذا لكان يتغانى به، وإنما هو يتحزن ويترنم به.
ويدلّ على أنّ معنى يتغنّ به أي يترنم به ما روي عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((زينوا القرآن بأصواتكم)).

وخلاصة القول في معنى التغني بالقرآن :
قيل الاستغناء به وقيل يترنم به وقد رد القول بأنّ المعنى الاستغناء الشافعي وابن كثير وقد قال ابن كثير عن القول بأنّ المعنى يستغني به:
خلاف الظاهر من مراد الحديث؛ لأنه قد فسره بعض رواته بالجهر، وهو تحسين القراءة والتحزين بها.
وقد استدلّ على معنى تحسين القراءة والتحزين بها بما روي عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((زينوا القرآن بأصواتكم)).





3: أيهما أفضل: القراءة من المصحف أم القراءة عن ظهر قلب؟

- قيل أن القراءة عن ظهر قلب أفضل من القراءة من المصحف نظرا، وهذا ما أشعرته ترجمة البخاري في صحيحه، حيث أورد الحديث الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم
لرجل: ((فما معك من القرآن؟)). قال: معي سورة كذا وكذا، لسور عددها. قال: ((أتقرؤهن عن ظهر قلبك؟)). قال: نعم. قال: ((اذهب فقد ملكتكها بما معك من القرآن)).
وقال ابن كثير عن هذا أنّ في هذا نظر، أن نقول إنّ البخاري قد أراد بهذا أنّ القراءة عن ظهر قلب أفضل القراءة من المصحف نظرا، لأنّ ذلك لا يدلّ عليه الحديث، إنّما كان النبي يريد أن يستثبت أن الرجل يحفظ هذه السور حتى يعلمها لزوجته.
ومن الأمور التي أوردها ابن كثير أيضا أنّ الرجل لعله يكون أميا لا يدري مالكتابة.

- وقيل أنّ القراءة من المصحف أفضل من القراءة عن ظهر قلب، لأنه يشتمل على التلاوة والنظر في المصحف وهو عبادة، كما صرح به غير واحد من السلف، وكرهوا أن يمضي على الرجل يوم لا ينظر في مصحفه.
وقد استدلوا بحديث ضعيف نصه: (فضل قراءة القرآن نظرا على من يقرأه ظهرا، كفضل الفريضة على النافلة)
واستدلوا بما روي عن ابن مسعود قال: أديموا النظر في المصحف.
واستدلوا بما روي عن عمر: أنه كان إذا دخل بيته نشر المصحف فقرأ فيه.
وقد يقع للبعض نسيان فالاستثبات بالنظر أولى والرجوع للمصحف أثبت من أفواه الرجال.

وما روي عن ابن مسعود وعن عمر رضي الله عنهما هو في النظر للمصحف دون تعيين لمسألة الإثابة .

وقال بعض العلماء: المدار في هذه المسألة على الخشوع في القراءة، فإن كان الخشوع عند القراءة على ظهر القلب فهو أفضل، وإن كان عند النظر في المصحف فهو أفضل فإن استويا فالقراءة نظرا أولى؛
لأنها أثبت وتمتاز بالنظر في المصحف قال الشيخ أبو زكريا النووي رحمه الله، في التبيان: والظاهر أن كلام السلف وفعلهم محمول على هذا التفصيل.

أحسنتِ نفع الله بك.
الدرجة:أ


الساعة الآن 01:45 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir