المجلس الخامس: مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير سورة البقرة من الآية 26 إلى الآية 39
مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير سورة البقرة (من الآية 26- حتى الآية 39) أجب على إحدى المجموعات التالية: المجموعة الأولى: 1. حرّر القول في المسائل التالية: أ: معنى الفوقية في قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها}. ب: المراد بالعهد في قوله تعالى: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه}. 2. بيّن ما يلي: أ: مناسبة ختم قوله تعالى: {فتلقّى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم} باسميه "التواب الرحيم". ب: هل الجنة التي سكنها آدم هي جنة الخلد؟ ناقش بالتفصيل من خلال كلام المفسّرين في الآية. ج: المراد بما أمر الله أن يوصل. المجموعة الثانية: 1.حرّر القول في المسائل التالية: أ: معنى الاستواء في قوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء فسوّاهن سبع سماوات}. ب: المراد بالكلمات التي تلقّاها آدم. 3. بيّن ما يلي: أ: دليلا على قاعدة سد الذرائع مما درست. ب: سبب نزول قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها}. ج: المراد بالحين في قوله تعالى: {ولكم في الأرض مستقرّ ومتاع إلى حين}. المجموعة الثالثة: 1. حرّر القول في المسائل التالية: أ: هل كان إبليس من الملائكة؟ ب: علّة تكرار الأمر بالهبوط لآدم وحواء. 3. بيّن ما يلي: أ: أيهما خلق أولا: الأرض أم السماء؟ ب: المخاطب في قوله تعالى: {وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدوّ}. ج: معنى "الفسق" لغة وشرعا. المجموعة الرابعة: 1. حرّر القول في المسائل التالية: أ: معنى استفهام الملائكة: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء}. ب: معنى قوله تعالى: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون}. 3. بيّن ما يلي: أ: لم خصّ آدم بالتلقّي والتوبة في قوله تعالى: {فتلقّى آدم من ربه كلمات فتاب عليه}. ب: متعلّق الخوف والحزن في قوله تعالى: {فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}. ج: دليلا على صدق النبوة مما درست. المجموعة الخامسة: 1. حرّر القول في المسائل التالية: أ: المراد بالخليفة ومعنى خلافته في قوله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة}. ب: القراءات في قوله تعالى: {فأزلّهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه} ومعنى الآية على كل قراءة. 3. بيّن ما يلي: أ: الحكمة من أمر الملائكة بالسجود لآدم عليه السلام. ب: المراد بالهدى في قوله تعالى: {فإما يأتينّكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}. ج: دليلا على عودة آدم للجنة بعد أن أهبط منها. تعليمات: - ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته. - يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة. - يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق. - تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب. تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة: أ+ = 5 / 5 أ = 4.5 / 5 ب+ = 4.25 / 5 ب = 4 / 5 ج+ = 3.75 / 5 ج = 3.5 / 5 د+ = 3.25 / 5 د = 3 هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة. معايير التقويم: 1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ] 2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص] 3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد] 4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية. 5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض. نشر التقويم: - يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب. - تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها. - نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم. _________________ وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم |
المجموعة الأولى:
1. حرّر القول في المسائل التالية: أ: معنى الفوقية في قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها}. قيل في قولان: - فما فوقها في الكبر، لأن البعض ليس شيء أحقر و لا أصغر منها و هذا قول قتادة و اخيار بن جرير. ذكره ابن كثير. و يؤيد هذا الرأي قوله صلى الله عليه وسلم : ما من مسلمٍ يشاك شوكةً فما فوقها إلّا كتبت له بها درجةٌ ومحيت عنه بها خطيئةٌ. و لعل ابن كثير يرجح هذا. - و قيل فما دونها من الصغر و الحقارة، كما لو وصف رجل بسوء في فعاله فيل و هو فوق ذلك أي فيما وصف به. و هذا قول الكسائي و أبو عبيده قال الرازي و أكثر المحققين و في الحديث : لو أنّ الدّنيا تزن عند اللّه جناح بعوضةٍ ما سقى كافرًا منها شربة ماءٍ. ذكره ابن كثير ب: المراد بالعهد في قوله تعالى: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه}. اختلف أهل التفسير فيه على أقوال : - قيل هو وصية الله لخلقه بطاعته في أمره و اجتناب نهيه . - و قيل هو في كفار أهل الكتاب و المنافقين حين نقضوا عهد الله فلم يتبعوا ما جاء في التوراة من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به فجحدوه بعد معرفتهم بحقيقته و كتمان هذا الحق عن الناس. - و قيل بل المراد جميع أهل الشرك و الكفر و النفاق و العهد الذي نقضوه توحيد الله و أمره و نهيه و المعجزات التي جاءت بها رسله فنقضهم له بعدم الاقرار بما تبينلهم من صحته . روي عن مقاتل و مال إليه الزمخشري. - و قيل هو العهد الذي أخذ عليهم و هم في صلب آدم حين، و الوارد في قوله تعالى [وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيّتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم قالوا بلى [شهدنا] ] - و نقضهم ذلك ترك الوفاء به . روي عن مقاتل أيضا. حكى هذه الأقوال ابن جرير. ذكرها ابن كثير - و قيل : هي ستّ خصالٍ من المنافقين إذا كانت فيهم الظّهرة على النّاس أظهروا هذه الخصال: إذا حدّثوا كذبوا، وإذا وعدوا أخلفوا، وإذا اؤتمنوا خانوا، ونقضوا عهد اللّه من بعد ميثاقه، وقطعوا ما أمر اللّه به أن يوصل، وأفسدوا في الأرض، وإذا كانت الظّهرة عليهم أظهروا الخصال الثّلاث: إذا حدّثوا كذبوا، وإذا وعدوا أخلفوا، وإذا اؤتمنوا خانوا. قاله أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية. ذكره ابن كثير 2. بيّن ما يلي: أ: مناسبة ختم قوله تعالى: {فتلقّى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم} باسميه "التواب الرحيم". فيها تنبيه على أن التوبةعلى العبد إنما هي نعمة من الله لا من العبد وحده لكي لا يغتر بنفسه بل الواجب شكره سبحانه يوم تاب عليه و فيه أيضا أن الله يتوب على من تاب ويقابل المعترف بالتجواز سبحانه وفيه حض على التوبة و الرجوع فالله تواب يقبل التائبين و هو رحيم بهم سبحانه. ب: هل الجنة التي سكنها آدم هي جنة الخلد؟ ناقش بالتفصيل من خلال كلام المفسّرين في الآية. قيل هي جنة الخلد و هذا هو الأصل الذي تجب أن تحمل عليه الآية ، لأن الجنة حين تطلق يراد بها الجنة التي في السماء المعدة لعباد الله الفائزين. و قال قوم ليست جنة الخلد، و سبب حمله على هذا المعنى لأن من دخل جنة الخلد لا يخرج منها، و لكن صرف المعنى عن ظاهره يحتاج إلى دليل و ربما يرد عليه بأن من دخلها ثوابا من الله ليس كمن دخلها ابتداء فالأول لا يخرج و الثاني ربما يخرج . ج: المراد بما أمر الله أن يوصل. قيل المراد به : - صلة الأرحام و القرابات . رجحه ابن جرير . ذكره ابن كثير - و قيل أعم من ذلك فالمراد كل ما أمر الله به أن يوصل قطعوه وتركوه |
المجموعة الثانية:
1.حرّر القول في المسائل التالية: أ: معنى الاستواء في قوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء فسوّاهن سبع سماوات}. فيها قولان : القول الأول:{استوى إلى السّماء}: عمد وقصد إلى السماء , كما ذكره الزجاج , وابن عطية , و ابن كثير . فقد ذكر ابن كثير : والاستواء هاهنا تضمن معنى القصد والإقبال , لأنه عدي بـ ( إلى ). القول الثاني : "استوى" أي : صعد وعلا أمره وقدرته وسلطانه إلى السماء، قاله ابن عباس كما ذكره الزجاج , وابن عطية وهو اختيار الطبري . حيث ذكر الطبري في تفسيره : وأولى المعاني بقول اللّه جل ثناؤه: {ثمّ استوى إلى السّماء فسوّاهنّ} علا عليهن وارتفع فدبرهن بقدرته وخلقهن سبع سموات.والعجب ممن أنكر المعنى المفهوم من كلام العرب في تأويل قول الله: {ثمّ استوى إلى السّماء} الذي هو بمعنى العلو والارتفاع هربا عند نفسه من أن يلزمه بزعمه إذا تأوله بمعناه المفهم كذلك أن يكون إنما علا وارتفع بعد أن كان تحتها، إلى أن تأوله بالمجهول من تأويله المستنكر، ثم لم ينج مما هرب منه. ب: المراد بالكلمات التي تلقّاها آدم. ذكر ابن عطية أقوالا في تفسيره : - هي قوله تعالى:{ربّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين } , قاله الحسن بن أبي الحسن .وذكره الزجاج . و قاله أبو العالية كما ذكره ابن كثير . واستدل ابن كثير بما رواه مجاهد: وقال أبو إسحاق السبيعي، عن رجلٍ من بني تميم، قال: أتيت ابن عباسٍ، فسألته: [قلت]: ما الكلمات الّتي تلقّى آدم من ربه؟ قال: علم [آدم] شأن الحج. - هي أن آدم قال: سبحانك اللهم لا إله إلا أنت ظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت التواب الرحيم , قاله مجاهد , وذكره ابن كثير . - هي أن آدم قال: أي رب ألم تخلقني بيدك؟ قال: بلى، قال: أي رب ألم تنفخ فيّ من روحك؟ قال بلى، قال: أي رب ألم تسكني جنتك؟ قال: بلى. قال: أرأيت إن تبت وأطعت أراجعي أنت إلى الجنة؟ قال: نعم , قاله ابن عباس , وذكره أيضا ابن كثير . - إن آدم قال: أي رب أرأيت ما عصيتك فيه أشيء كتبته علي أم شيء ابتدعته؟ قال: بل شيء كتبته عليك. قال: أي رب كما كتبته علي فاغفر لي, قاله عبيد بن عمير كما ذكره أيضا ابن كثير. - الكلمات هي أن آدم قال: أي رب أرأيت إن أنا تبت وأصلحت؟ قال: إذا أدخلك الجنة, قاله قتادة. وقاله أبو العالية كما ذكره ابن كثير. - وقالت طائفة: إن آدم رأى مكتوبا على ساق العرش "محمد رسول الله" فتشفع بذلك، فهي الكلمات. - وقالت طائفة: إن المراد بالكلمات ندمه واستغفاره وحزنه، وسماها كلمات مجازا لما هي في خلقها صادرة عن كلمات، وهي كن في كل واحدة منهن، وهذا قول يقتضي أن آدم لم يقل شيئا إلا الاستغفار المعهود. 3. بيّن ما يلي: أ: دليلا على قاعدة سد الذرائع مما درست. قال تعالى : { وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ }. فقوله تعال { لا تقربا } النهي هنا عن عدم الاقتراب من الشجرة , وهو باب سد الذرائع المفضي إلى الوقوع في المحرم, فيكون العبد ظالما نفسه إذا أوقعها فيما حرم الله. ب: سبب نزول قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها}. اختلف المفسرون في سبب النزول : * قال السدي في تفسيره، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس - وعن مرّة، عن ابن مسعود، وعن ناس من الصحابة: لما ضرب الله هذين المثلين للمنافقين - يعني قوله: {مثلهم كمثل الّذي استوقد نارًا} وقوله {أو كصيّبٍ من السّماء} الآيات الثلاث- قال المنافقون: الله أعلى وأجل من أن يضرب هذه الأمثال، فأنزل الله هذه الآية إلى قوله:{هم الخاسرون}. * وقال عبد الرزّاق، عن معمر، عن قتادة: «لما ذكر الله العنكبوت والذباب، قال المشركون: ما بال العنكبوت والذباب يذكران؟ فأنزل الله [تعالى هذه الآية] {إنّ اللّه لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضةً فما فوقها}. * وقال سعيد، عن قتادة: أي إن الله لا يستحيي من الحق أن يذكر شيئا ما، قل أو كثر، وإن الله حين ذكر في كتابه الذباب والعنكبوت قال أهل الضلالة: ما أراد الله من ذكر هذا؟ فأنزل الله:{إنّ اللّه لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضةً فما فوقها}. وذكر ابن كثير : العبارة الأولى عن قتادة فيها إشعار أن هذه الآية مكية، وليس كذلك، وعبارة رواية سعيد، عن قتادة أقرب. * قال أبو جعفرٍ الرازي عن الربيع بن أنس في هذه الآية قال: هذا مثل ضربه الله للدنيا , إذ البعوضة تحيا ما جاعت، فإذا سمنت ماتت. وكذلك مثل هؤلاء القوم الذين ضرب لهم هذا المثل في القرآن، إذا امتلؤوا من الدنيا ريا أخذهم الله تعالى عند ذلك، ثم تلا {فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كلّ شيءٍ}. وقد ذكر ابن كثير بتفسيره : اختار ابن جرير الطبري ما حكاه السدي , لأنه أمسّ بالسورة، وهو مناسب. ج: المراد بالحين في قوله تعالى: {ولكم في الأرض مستقرّ ومتاع إلى حين}. قيل : إلى يوم القيامة , ذكره الزجاج , وابن عطية , وابن كثير . قيل : إلى فناء الآجال، أي: كل مستقر إلى فناء أجله، ذكره الزجاج , وابن عطية. |
مجلس المذاكرة الأول:
المجموعة الثالثة : أ-هل كان إبليس من الملائكة : القول الأول : أنه من الملائكة ، فاستثنى منهم في السجود، وهو قول الجمهور ، وهو ظاهر في الآية " وقلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس " ،ومروى عن ابن عباس. ورجحه الطبري ، وقال :" ليس في خلقة من نار مايرجح أنه ليس من الملائكة . القول الثاني : هو قول أهل اللغة : أن يكون من الجن " واختاره الزجاج ،ورد أهل القول الأول على الدليل " أي كان ضالا مثل الجن " ،فجعل منهم ، عمل عملهم فصار بعضهم ، ويرجح القول الأول. 1-ب- عله تكرار الأمر بالهبوط لآدم وحواء: أ- العله أنه لما علق بكل أمر منهما حكما غير حكم الآخر ، فعلق بالأول العداوة ، وعلق بالثاني إتيان الهدى . ب- وقيل : كرر الأمر على جهة تغليظ الأمر وتأكيده. ج- وقيل : أن الهبوط الثاني إنما هو من الجنة إلى السماء ، والأول من ترتيب الآيه إنما هو إلى الأرض ،وهو الآخر في الوقوع فليس في الأمر تكرار. 3-أ - خلق الأرض والسماء : في الآية "هو الذي خلق لكم مافي الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء " يدل على أن ابتداء خلق الأرض ،ثم السماء (سبع سماوات) وغيرها من الآيات " قل أإنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين ..ثم استوى إلى السماء " وهذا شان البناء ، أن يبدأ بعمارة أسافله ثم أعاليه ، أما قوله " أم السماء بناها. رفع سمكها فسواها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها .والأرض بعد ذلك دحاها" فالدحى بعد خلق السماوات، وفي البخاري عن ابن عباس أن الأرض خلقت قبل السماء والأرض دحيت بعد خلق السماء . ج3- المخاطب في قوله " وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو" أُهبط إبليس أولا ، بدليل قوله تعالى " فاخرج منها فإنك رجيم" وأُهبط آدم وحواء بعد ذلك ، فجمع الخبر للنبي عليه السلام لأنهم قد اجتمعوا في الهبوط ، بأوقات متفرقة . والعداوة : أي إبليس عدو للمؤمنين من ولد آدم ، وعداوته لهم : كفر ، والمؤمنون أعداء إبليس وعداوتهم له : إيمان 3/ج معنى الفسق : لغة وشرعا : في اللغة : الخروج عن الشئ ، يقال فسقت الفأرة خرجت من حجرها ، والرطبة إذا خرجت من قشرها شرعا : الخروج من طاعة الله عز وجل ، فقد يقع على من خرج بكفر وعلى من خرج بعصيان |
المجموعة الثانية:
1.حرّر القول في المسائل التالية: أ: معنى الاستواء في قوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء فسوّاهن سبع سماوات}. في معنى الاستواء قولان: الأول قول أهل السنة والجماعة: 1. بمعنى القصد والإقبال؛ لأنّه عدّي بإلى، قول ابن كثير والزجاج، وذكره ابن عطية عن ابن كيسان، وهو الراجح عند علماء التفسير. 2.صعد أمره إلى السماء، وهذا قول ابن عباس ذكره الزجاج. 3.علا دون تكييف ولا تحديد، وهو اختيار الطبري ذكره ابن عطية. 4.بمعنى أقبل ، ضعّفه الطبري كما ذكر ابن عطية. 5.كمل صنعه فيها، كما تقول استوى الأمر، ذكره ابن عطية الثاني قول أهل البدع: استوى بمعنى استولى، ذكره ابن عطية وقال: إنه لا يكون في هذه الآية ويكون في قوله تعالى" على العرش استوى"، وهذا قول باطل يخالف صحيح القرآن والسنة وليس له في العربية وجه. ب: المراد بالكلمات التي تلقّاها آدم. الأقوال في المراد بالكلمات: 1. اعتراف آدم عليه السلام وحواء بالذنب؛ لأنهما قالا: {ربّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين (23)}، قول الزجاج وابن كثير عن مجاهد وسعيد بن جبير وأبي العالية وجمع من التابعين وذكر ذلك ابن عطية عن الحسن، وهو القول الراجح عند جمهور المفسرين، لأن الآية التي بعده تفسره. 2. دعاء واستغفار آدم عليه السلام، وقد ذكر المفسرون في ذلك عدة آثار عن ابن عباس رضي الله عنه ومجاهد وبعض التابعين منها: عن ابن عباس "هي أن آدم قال: أي رب ألم تخلقني بيدك؟ قال: بلى، قال: أي رب ألم تنفخ فيّ من روحك؟ قال بلى، قال: أي رب ألم تسكني جنتك؟ قال: بلى. قال: أرأيت إن تبت وأطعت أراجعي أنت إلى الجنة؟ قال: نعم» وقال مجاهد: «هي أن آدم قال: سبحانك اللهم لا إله إلا أنت ظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت التواب الرحيم». وقال سفيان الثوري عن مجاهد:" أنّه قال: قال آدم: يا ربّ، خطيئتي الّتي أخطأت شيءٌ كتبته عليّ قبل أن تخلقني، أو شيءٌ ابتدعته من قبل نفسي؟ قال: بل شيءٌ كتبته عليك قبل أن أخلقك. قال: فكما كتبته عليّ فاغفر لي. قال: فذلك قوله تعالى: {فتلقّى آدم من ربّه كلماتٍ}. 3. إن آدم رأى مكتوبا على ساق العرش "محمد رسول الله" فتشفع بذلك، فهي الكلمات. ذكره ابن عطية عن بعض العلماء. 4. إن المراد بالكلمات ندمه واستغفاره وحزنه، وسماها كلمات مجازا لما هي في خلقها صادرة عن كلمات، وهي كن في كل واحدة منهن، ذكره ابن عطية وقال: وهذا قول يقتضي أن آدم لم يقل شيئا إلا الاستغفار المعهود. 3. بيّن ما يلي: أ: دليلا على قاعدة سد الذرائع مما درست. قال تعالى ﴿... قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)} ب: سبب نزول قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها}. اختلف العلماء في سبب نزول هذه الآية على أقوال: 1. روى السدي عن عن ابن مسعودٍ، وعن ناسٍ من الصّحابة: «لمّا ضرب اللّه هذين المثلين للمنافقين -يعني قوله: {مثلهم كمثل الّذي استوقد نارًا}[البقرة: 17] وقوله {أو كصيّبٍ من السّماء}[البقرة: 19] الآيات الثّلاث- قال المنافقون: اللّه أعلى وأجلّ من أن يضرب هذه الأمثال، فأنزل اللّه هذه الآية إلى قوله:{هم الخاسرون}». اختاره ابن جرير لأنه أمس بالسورة ورجحه ابن كثير. 2. عن قتادة: «أي إنّ اللّه لا يستحيي من الحقّ أن يذكر شيئًا ما، قلّ أو كثر، وإنّ اللّه حين ذكر في كتابه الذّباب والعنكبوت قال أهل الضّلالة: ما أراد اللّه من ذكر هذا؟ فأنزل اللّه:{إنّ اللّه لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضةً فما فوقها}».وروي عن مجاهد والحسن وغيرهما نحو هذا. 3. عن الرّبيع بن أنسٍ في هذه الآية قال: «هذا مثلٌ ضربه اللّه للدنيا؛ إذ البعوضة تحيا ما جاعت، فإذا سمنت ماتت. وكذلك مثل هؤلاء القوم الّذين ضرب لهم هذا المثل في القرآن، إذا امتلؤوا من الدّنيا ريًّا أخذهم اللّه تعالى عند ذلك»، ثمّ تلا {فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كلّ شيءٍ}[الأنعام: 44]. ذكره ابن كثير أنه رواه ابن جريرٍ، ورواه ابن أبي حاتمٍ من حديث أبي جعفرٍ، عن الرّبيع، عن أبي العالية، بنحوه. ج: المراد بالحين في قوله تعالى: {ولكم في الأرض مستقرّ ومتاع إلى حين}. 1. قيل إلى يوم القيامة، عند من يقول المستقر القبور، وقيل فناء الآجال لمن يقول المستقر المقام في الدنيا، ذكره الزجاج وابن عطية. 2. إلى وقت مؤقّت ومقدار معيّن، ثمّ تقوم القيامة، قول ابن كثير. والله أعلم. تم الجواب وبالله التوفيق. |
المجموعة الثالثة:
1. حرّر القول في المسائل التالية: أ: هل كان إبليس من الملائكة؟ اختلف العلماء في ابليس هل كان من الملائكة ام لا القول الاول : انه من الملائكة لذلك استثني منهم عندما رفض السجود، ورجح الطبري قول من قال: «إن إبليس كان من الملائكة». وقال: «ليس في خلقه من نار ولا في تركيب الشهوة والنسل فيه حين غضب عليه ما يدفع أنه كان من الملائكة»اما قوله تعالى : {كان من الجنّ ففسق عن أمر ربّه} اي عمل عمل الجن فكان منهم بعمله مع انه في الأصل كان من الملائكة ، أو على أن الملائكة قد تسمى جنا لاستتارها، قال تعالى: {وجعلوا بينه وبين الجنّة نسباً}. ذكره الزجاج في تفسيره و ابن عطية القول الثاني : انه ليس من الملائكة بل هو من الجن لقوله تعالى {إلّا إبليس كان من الجنّ} لانه كان ضالاً مثلهم و قد ردّ بعض العلماء هذا القول لانه استثني من الملائكة في السجود فأجاب من قال انه من الجن بان الله عز وجل امر الملائكة و ابليس بالسجود لآدم لذلك قال الله تعالى { إلا إبليس أبى} و هو ما اختاره الزجاج القول الثالث: انه من حي من أحياء الملائكة، قال ابن عبّاسٍ قال: «كان إبليس من حيّ من أحياء الملائكة يقال لهم: الجنّ، خلقوا من نار السّموم، من بين الملائكة، وكان اسمه الحارث، وكان خازنًا من خزّان الجنّة»، قال: «وخلقت الملائكة كلّهم من نورٍ غير هذا الحيّ»،قال به ابراهيم الزجاج و ابن عطية و ابن كثير و أقوى الاقوال في ابليس انه كان من الملائكة او من حي من احياء الملائكة و امر بالسجود لآدم مع الملائكة و عندما رفض السجود شابه الجن في طغيانهم و كفرهم فقال الله تعالى { الا ابليس كان من الجن } اي شابههم في طغيانهم و قد تسمى الملائكة جن لانها تستتر قال تعالى {وجعلوا بينه وبين الجنّة نسباً} ب: علّة تكرار الأمر بالهبوط لآدم وحواء. اختلف العلماء في علة تكرار الهبوط لآدم وحواء القول الاول: لاختلاف علة متعلق الهبوط في القول الاول عن الثاني حيث كانت علة متعلق الهبوط في القول الاول متعلق بالعداوة و علة الهبوط الثاني متعلق بالهدى ذكر ذلك ابن عطية في تفسيره و ابن كثير القول الثاني: علة تكرار الهبوط من باب التأكيد كان يقول احدهم لآخر ليؤكد له القيام ( قم قم )ذكره ابن عطية في تفسيره و ابن كثير القول الثالث: ان الهبوط الاول كان من الجنة الى السماء و الهبوط الثاني الاخير من السماء الى الارض و ليس هناك تكرار ذكره ابن عطية و ابن كثير و الزجاج القول الاول و الثالث متلازمان اي ان هناك هبوطان لسببين و بمكانين و رجح ابن كثير القول الاول علة التكرار للهبوط لاختلاف المتعلق من العداوة الى الهدى 3. بيّن ما يلي: أ: أيهما خلق أولا: الأرض أم السماء؟ خلق الله الأرض اولا ثم السماء لقوله تعالى {{قل أئنّكم لتكفرون بالّذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادًا ذلك ربّ العالمين * وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدّر فيها أقواتها في أربعة أيّامٍ سواءً للسّائلين * ثمّ استوى إلى السّماء وهي دخانٌ فقال لها وللأرض ائتيا طوعًا أو كرهًا قالتا أتينا طائعين * فقضاهنّ سبع سماواتٍ في يومين وأوحى في كلّ سماءٍ أمرها وزيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح وحفظًا ذلك تقدير العزيز العليم}[فصّلت: 9-12] وفي صحيح البخاريّ: أنّ ابن عبّاسٍ سئل عن هذا بعينه، فأجاب بأنّ الأرض خلقت قبل السّماء وأنّ الأرض إنّما دحيت بعد خلق السّماء، وكذلك أجاب غير واحدٍ من علماء التّفسير قديمًا وحديثًا،و هذا الذي رجحه اكثر العلماء بان الله خلق الارض في يومين ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سموات في يومين ثم دحى الارض و خلق فيها أقواتها و الجبال أرسها عليها ب: المخاطب في قوله تعالى: {وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدوّ}. المخاطب في الآية ادم عليه السلام و حواء و ابليس و الحية التي قيل انها دخل ابليس الجنة بواسطتها في بعض الاقوال و قيل ادم وحواء و الوسوسة على قول من قال بان ابليس لم يدخل الجنة بل عن طريق الوسوسة ازلهما و غواهما وقد هبط هو في الارض من قبل ج: معنى "الفسق" لغة وشرعا. الفسق لغة الخروج . وتقول العرب: فسقت الرّطبة: إذا خرجت من قشرتها ؛ ولهذا يقال للفأرة: فويسقةٌ، لخروجها عن جحرها للفساد. شرعا : الخارج من طاعة الله عز وجل الى المعصية سواءً كان خروجه شديدا كلياً كالكافر او خروجا بسيطا كالعاصي |
بسم الله الرحمن الرحيم المجموعة الأولى: 1. حرّر القول في المسائل التالية: أ: معنى الفوقية في قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها}. ذكر المفسرون قولين في المراد بقول الله تعالى: ( فما فوقها): 1. القول الأول: أكبر منها. - ذكره الزجاج، وقال بأن بعض النحويين يختارونه، وتوجيه ذلك القول أن البعوضة يُضرب بها المثل في الصغر، فيكون ( فما فوقها) المراد به الأكبر منها. -وقال به قتادة وابن جريج وغيرهما، فيما ذكره ابن عطية. -واختاره ابن جرير، ذكره ابن كثير. -ويستدل له ابن كثير، بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتبت له بها درجة ومحيت عنه بها خطيئة". رواه مسلم. 2.القول الثاني: فما فوقها في الصغر. - ذكره الزجاج، وقال بأن البعض اختاره، وتوجيه ذلك القول هو أن المطلوب هنا تقليل وتصغير المثل بالأنداد. -وقال به الكسائي وأبو عبيدة وغيرهما، فيما ذكره ابن عطية. وقال الرزاي أن أكثر المحققين قالوا به، فيما ذكره ابن كثير، واستدل بقوله صلى الله عليه وسلم: (لو أنّ الدّنيا تزن عند اللّه جناح بعوضةٍ ما سقى كافرًا منها شربة ماءٍ). والمراد هنا التحقير لشأن الدنيا حتى أنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة. ولم يرجح ابن عطية أي من القولين، وقال أن الكل محتمل. - وما يؤكد احتمالية القولين: 1.قول مجاهد في معنى قول الله تعالى: (إنّ اللّه لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضةً فما فوقها)، قال: "الأمثال صغيرها وكبيرها يؤمن بها المؤمنو ويعلمون أنها الحق من ربهم ويهديهم بها". 2.قول قتادة في معنى هذه الآية، حيث قال: "إن اللّه لا يستحيي من الحقّ أن يذكر شيئًا ما، قلّ أو كثر، وإنّ اللّه حين ذكر في كتابه الذّباب والعنكبوت قال أهل الضّلالة: ما أراد اللّه من ذكر هذا؟ فأنزل اللّه: (إنّ اللّه لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضةً فما فوقها). وهذا ما ذكره ابن كثير، فقال معنى الآية: "أنّه تعالى أخبر أنّه لا يستحيي، أي: لا يستنكف، وقيل: لا يخشى أن يضرب مثلًا ما، أي: أيّ مثلٍ كان، بأيّ شيءٍ كان، صغيرًا كان أو كبيرًا." ب: المراد بالعهد في قوله تعالى: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه}. ذكر المفسرون أقوالا في المراد بالعهد، نذكرها على النحو التالي: 1.العهد المأخوذ على كل من اتبع الأنبياء أن يؤمنوا بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم مصدقا لما معهم، وألا يكتموا أمره. -وذكر الزجاج ما يؤيد هذا القول من القرآن، وهو قول الله تعالى: "وإذ أخذ اللّه ميثاق النّبيّين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثمّ جاءكم رسول مصدّق لما معكم لتؤمننّ به ولتنصرنّه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا...". -وقال ابن عطية أن على هذا القول تكون هذه الآية في أهل الكتاب، وظاهر ما قبلها وما بعدها في الكفار جميعا. -وذكر ابن كثير قول البعض بأن الآية في أهل الكتاب ومنافقيهم. -وهذا قول مقاتل بن حيان، وقد اختاره ابن جرير، ذكره ابن كثير في تفسيره. 2.العهد الذي أخذه الله من بني آدم حين أخرجهم من صلب آدم. - وهذا القول رواية عن مقاتل بن حيان، رواها ابن جرير في تفسيره، فيما ذكره ابن كثير. وكذا ذكرها الزجاج وابن عطية في تفسيريهما. - وذكر الزجاج وابن كثير ما يؤيد هذا القول من القرآن وهو قول الله تعالى: " وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيّتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم قالوا بلى شهدنا ". 3.عهد الله توحيده، فكل مميز يعلم أن الله هو الخالق، وجب عليه الإيمان به، بما وصل إليه من أدلة كونية دالة على ربوبية الله، وشرعية بلغها الرسل للأقوام، وما برهنت عليه المعجزات التي أتى بها الرسل. -وهذا القول مروى عن مقاتل بن حيان، فيما رواه ابن كثير. -وكذلك قال به الزمخشري، وقال بأنه معنى قول الله تعالى: " وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى". ذكر ذلك ابن كثير. -وكذا ذكره الزجاج، وابن عطية. وهذا القول يحمل على القول الثاني، فالله عز وجل. 4. العهد الذي عهده الله إلى عباده في القرآن. وهو ما قاله السدي في تفسيره بإسناده، في معنى قول الله تعالى: ( الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه..)، وقد ذكر هذا القول ابن كثير في تفسيره. 5.عهد الله هو طاعة الإمام والقيام بشرائع الإسلام وعبادة الله، وحفظ حدوده. -وهذا مفهوم من رواية مصعب بن سعد بن أبي وقاص- إن صح سندها- في المراد ب(الذين ينقضون عهد الله ..) بأنهم الحرورية، وهذا تفسير على المعنى، ويؤخذ منه بأن عهد الله المطلوب القيام به هو لزوم شرائع الإسلام. ذكره ابن كثير. - ويستنبط من قول قتادة الذي أورده ابن عطية في تفسيره، وهو أن: "هذه الآية هي فيمن كان آمن بالنبي عليه السلام ثم كفر به فنقض العهد". وهذا محمول على أهل الكتاب الذين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ثم كفروا به وأبقوا على النفاق. -ذكر ابن عطية هذا القول، ونسبه إلى جمهور العلماء، واختاره قائلا: "وهذ هو الحق..". 6.تشمل كل عهد بين المسلمين. ذكره ابن عطية. والظاهر والله أعلم أن الأقوال متقاربة فعهد الله الذي أمر به عز وجل هو التوحيد، فهو المقصد الرئيس الذي من أجله قامت الدنيا، كما قال تعالى: ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، ولذلك أرسل الرسل وأنزل الكتب وأقام من الأدلة والمعجزات المبرهنة على ربوبيته، ويستدل بها على ألوهيته سبحانه، ومن أتبع الإسلام، وأقام شرائعه وحدوده، فقد حقق التوحيد، وهذا يدخل فيه أهل الكتاب الذين جاءهم الإخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم، ووجب عليهم الإيمان به. والآية في المنافقين ودليل ذلك سياق الكلام، وإن ذهب البعض بالقول أنها في كفار أهل الكتاب، فإن المنافقين والكفار سواء في المعصية بما انطوت عليه قلوبهم من كفر. -------------------------------- 2. بيّن ما يلي: أ: مناسبة ختم قوله تعالى: {فتلقّى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم} باسميه "التواب الرحيم". -فائدة ختم الآية باسمي الله التواب الرحيم: تأكيدا لأن توبة العبد إنما أصلها توفيق الله له ليتوب، وهى نعمة تستحق الشكر، فيخضع العبد لربه شكرا على تلك النعمة لا تكبرا وعجبا ظنا أنه هو الذي تاب، كما جاء في قوله تعالى: (.. ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم). -وقد جاء اسم التواب بصيغة المبالغة والتكثير فالله كثير التوبة على عباده، يحب أن يتوب عليهم، ويكره لهم أن يعصوه، وهذا من كمال لطفه ورحمته بعباده، أن يوفقهم للتوبة ويقبلها منهم، ثم يوفقهم لشكر الهداية للتوبة، ويشكرهم بالجزيل من العطاء والفضل. وفي اقتران اسمي التواب والرحيم فائدة: أن من مظاهر رحمته سبحانه وتعالى بعباده توفيقهم للتوبة. مستفاد مما ذكره ابن عطية وابن كثير. -------------------------------- ب.هل الجنة التي سكنها آدم هي جنة الخلد؟ ناقش بالتفصيل من خلال كلام المفسّرين في الآية. الجنة لغة هى البستان. وقد اختلف في الجنة التي سكنها آدم عليه السلام، في قول الله تعالى: (وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)) -وقد ذكر ابن عطية أن الخلاف في الجنة أهى جنة الخلد، أم أنها جنة أُعدت لآدم وحواء خصيصاً. -وقال ابن كثير أن الخلاف في الجنة أكانت في السماء أم في الأرض. وقبل أن نشرع في بيان ما قيل من أقوال. فإن عبارة ابن عطية وابن كثير في ذلك بمعنى واحد، فجنة الخلد هى التي في السماء، كما هو معروف من الشرع أن الجنة في السماء، وأما كونها جنة أعدت خصيصا لآدم وزوجه فإن كانت الأولى المراد بها تلك التي في السماء، فهذه الجنة يُقصد بها جنة في الأرض، كما يُقال للبستان الرحب الملئ بالخيرات جنة. -فالحاصل أن الخلاف على قولين: أهى جنة الخلد التي في السماء أم جنة مخصوصة تكون في الأرض. والأظهر -والله تعالى أعلم- أن آدم كان في جنة الخلد التي في السماء، وسنسوق أدلة ذلك لاحقا –إن شاء الله. وهناك من نفى أن تكون الجنة التي سكنها آدم عليه السلام هى جنة الخلد التي أُعدت للمتقين، واستُدل على ذلك بالتالي: 1.أن الجنة التي أعدها الله للمتقين ليس فيها شيء ممتنع- كالشجرة التي مُنع منها آدم-، فالمُخلد لا يُحظر عليه شيء، كما أنه لا يؤمر ولا يُنهى. ذكره ابن عطية. 2.جاء في الأقوال التي قيلت في نوع الشجرة التي حُظرت على آدم، أنها شجرة تحوج آكلها إلى التبرز، وقد نُهى عنها لأن الجنة ليست بموضع لذلك.ذكره ابن عطية. ويُفهم من هذا القول أن الجنة التي كان فيها آدم ليست جنة الخلد. 3.ما نقله أبو جعفر الرازي من قول أبي العالية في نوع الشجرة: " كانت الشجرة التي أكل منها أحدث ولا ينبغي أن يكون في الجن حدث". ذكره ابن كثير ، وهو قريب من القول السابق. 4.نفى المعتزلة والقدرية أن تكون الجنة هى التي في السماء، وقالوا بأنها جنة في الأرض، وهذا القول نقله القرطبي، وذكره ابن كثير. -وقد ذكر ابن عطية في تفسيره ما يُستدل به على أن الجنة هى جنة الخلد التي في السماء: -فقد ذكر ما قيل في قول الله تعالى: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ .. ): أنهما خرجا من نعمة الجنة إلى شقاء الأرض. -وما ذكره في معنى الهبوط في قول الله تعالى: (وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ)، فقال الهبوط: النزول من علو إلى أسفل. فدل ذلك على أن آدم عليه السلام كان في مكان مرتفع ثم أُهبط إلى مكان أقل منه انخفاضا، فيؤخذ من ذلك أنه كان في الجنة ثم نزل منها إلى الأرض. - وقال في قوله تعالى: (إِلَى حِينٍ )، فائدة لآدم عليه السلام، ليعلم أنه غير باق فيها ومنتقل إلى الجنة التي وعد بالرجوع إليها، وهي لغير آدم دالة على المعاد. فيؤخذ من الوعد بالرجوع إلى الجنة التي كان فيها أنها جنة الخلد التي في السماء. - وقد نقل فخر الدين الرازي عن فتح الموصلي أنه قال: "كنّا قومًا من أهل الجنّة فسبانا إبليس إلى الدّنيا، فليس لنا إلّا الهمّ والحزن حتّى نردّ إلى الدّار الّتي أخرجنا منها". -وقد ذكر ابن عطية قولا قيل في تفسير المراد بالكلمات في قول الله تعالى: (فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ...) ، وهو لابن عباس، حيث قال: (هي أن آدم قال: أي رب ألم تخلقني بيدك؟ قال: بلى، قال: أي رب ألم تنفخ فيّ من روحك؟ قال بلى، قال: أي رب ألم تسكني جنتك؟ قال: بلى. قال: أرأيت إن تبت وأطعت أراجعي أنت إلى الجنة؟ قال: نعم". وهذا قريب مما ذكره ابن كثير كما سيأتي في موضعه إن شاء الله مما ذكره ابن كثير كدليل على أن الجنة المرادة هى جنة الخلد. -وقد ذكر ابن كثير في تفسيره ما يُستدل به على أن الجنة هى جنة الخلد التي في السماء: - حديث أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم: "خير يومٍ طلعت فيه الشّمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنّة، وفيه أخرج منها". رواه مسلمٌ والنّسائيّ. - قول ابن عباس:" ما أسكن آدم الجنّة إلّا ما بين صلاة العصر إلى غروب الشّمس: ، رواه الحاكم، وهو صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. - رواية عن الحسن أنه قال: " لبث آدم في الجنّة ساعةً من نهارٍ، تلك السّاعة ثلاثون ومائة سنةٍ من أيّام الدّنيا". رواه عبد بن حميد في تفسيره. -قول الربيع بن أنس: "خرج آدم من الجنّة للسّاعة التّاسعة أو العاشرة، فأخرج آدم معه غصنًا من شجر الجنّة، على رأسه تاجٌ من شجر الجنّة وهو الإكليل من ورق الجنّة".قاله أبو جعفر الرازي. -وقد قيل في الأماكن التي أُهبط فيها آدم، ما يدل على نزوله على الأرض، ما يفهم منه كونه كان في السماء، ومن هذه الأقوال: -ما قال السدي في قول الله تعالى: (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ): "اهبطوا فنزل آدم بالهند..". - ما جاء في رواية عن ابن عباس: أهبط آدم من الجنّة بدحنا، أرض الهند"، وفي رواية أخرى أن دحنا هى مكان بين مكة والطائف، قاله ابن أبي حاتم. وغيرها كثير، وليس ذلك موضع بسط لتلك الأقوال، وما ذكرناه يفي بالغرض الذي سيق من أجله. - وقد ذكر ابن كثير في تفسير قول الله تعالى: (فتلقّى آدم من ربّه كلماتٍ)، ما قاله السدي عن ابن عباس: "قال آدم، عليه السّلام: يا ربّ، ألم تخلقني بيدك؟ قيل له: بلى. ونفخت فيّ من روحك؟ قيل له: بلى. وعطست فقلت: يرحمك اللّه، وسبقت رحمتك غضبك؟ قيل له: بلى، وكتبت عليّ أن أعمل هذا؟ قيل له: بلى. قال: أفرأيت إن تبت هل أنت راجعي إلى الجنّة؟ قال: نعم". -وهكذا رواه العوفيّ، وسعيد بن جبيرٍ، وسعيد بن معبد، عن ابن عبّاسٍ، بنحوه. -ورواه الحاكم في مستدركه وقال: صحيح الإسناد. -وذكر ابن كثير حديث عن أبي بن كعب قال: : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "قال آدم، عليه السّلام: أرأيت يا ربّ إن تبت ورجعت، أعائدي إلى الجنّة؟ قال: نعم. فذلك قوله: (فتلقّى آدم من ربّه كلماتٍ). رواه ابن أبي حاتم.وعلق ابن كثير بأن هذا حديث غريب من هذا الوجه وفيه انقطاع. وإن كان معناه عُرف من أدلة أخرى. - وذكر قول أبي العالية في نفس الآية، قال: إنّ آدم لمّا أصاب الخطيئة قال: يا ربّ، أرأيت إن تبت وأصلحت؟ قال اللّه: إذن أرجعك إلى الجنّة فهي من الكلمات. نقله أبو جعفر الرازي. - ما ذكره الزجاج في تفسيره، دالا على أن الجنة في السماء: وقد قال الزجاج في قول الله تعالى: (قلنا اهبطوا منها جميعا...)، الفائدة في ذكر الآية: أنه عزّ وجلّ أعلمهم أنه يبتليهم بالطاعة وأنه يجازيهم بالجنة عليها وبالنّار على تركها، وأن هذا الابتلاء وقع عند الهبوط على الأرض. وبهذا القول قال جمهور العلماء أن الجنة هى جنة الخلد التي في السماء. فإن اعترض على أن الجنة التي سكنها آدم هى جنة الخلد التي في السماء، بالقول : كيف لإبليس أن يدخلها وقد حرم منها؟ وبهذا الاعتراض يقول من ذهب إلى أن آدم عليه السلام كان في جنة في الأرض. فكان رد الجمهور على هذا الاعتراض بأقوال منها: -. لا يمتنع أن إبليس دخل الجنة على وجه الإذلال والمهانة، لا على وجه التكريم. -. قد تكون وسوسة إبليس لآدم حصلت، وإبليس خارج الجنة- ببابها. -. وقد تكون الوسوسة حصلت من إبليس وهو في الأرض وآدم وزوجه في السماء، وهذا القول ذكره الزمخشري. ذكر ذلك ابن كثير. -------------------------------- ج: المراد بما أمر الله أن يوصل. 1.الأرحام عامة في الناس. قاله قتادة ذكره ابن عطية، ورجحه ابن جرير. واستدل له ابن كثير بقول الله تعالى: (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم). 2. خاصة فيمن آمن بمحمد، وكان الكفار يقطعون أرحامهم.ذكره ابن عطية ولم ينسبه. 3. كل ما أمر اللّه بوصله وفعله قطعوه وتركوه. ذكره ابن كثير ولم ينسبه. -------------------------------- الحمد لله رب العالمين |
المجموعة الثالثة:
1. حرّر القول في المسائل التالية: أ: هل كان إبليس من الملائكة؟ ورد في هذه المسألة قولان لأهل العلم: الأول: أن إبليس كان من الملائكة، وذكره ابن عطية عن ابن عباس، وأورده ابن كثير عن ابن مسعود، وقال ابن عطية بأنه قول الجمهور، واختاره ابن جرير ورجحه ابن عطية، واستدل من قال بهذا القول بالاستثناء في قوله تعالى: ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر) ويكون الاستثناء على هذا القول متصلا. ورد ابن عطية استدلال من قال بالقول الآخر في قوله تعالى: ( كان من الجن ففسق عن أمر ربه) على ثلاث أوجه: أ- أن إبليس عمل عملهم فكان منهم في هذا. ب- أن الملائكة قد تسمى جنا لاستتارها، كقوله تعالى: ( وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا). ج- أن إبليس نسب إلى الجنة لما كان خازنا عليها. قلت: أما القول الثاني والثالث فضعيفان، ولا يقويان على رد قول من قال بأنه من الجن كما هو واضح من ظاهر الآية، وأما الأول فمتوجه بأن يكون مخاطبا معهم لا من جنسهم. وذكر ابن جرير"أن ليس في خلقه من نار ولا في تركيب الشهوة والنسل فيه حين غضب عليه ما يدفع أنه كان من الملائكة". الثاني: أن إبليس كان من الجن، وأورده ابن عطية وابن كثير عن ابن مسعود و ابن عباس وابن زيد والحسن وشهر بن حوشب، ورجحه الزجاج، واستدل من قال بهذا القول بقوله تعالى: ( كان من الجن ففسق عن أمر ربه ) ، ويكون والاستثناء على هذا القول في قوله تعالى: ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر) استثناء منقطعا. والراجح ما رجحه الزجاج وابن كثير، وأن إبليس كان من الجن كما جاء مصرحا به في القرآن : ( كان من الجن ففسق عن أمر ربه) ، وقال الزجاج قولا حسنا حاصله: أن الملائكة وإياه أمروا بالسجود، فلم يأب إلا وهو مأمور، ويخرج بالدليل المذكور من كونه من الملائكة. وإبليس دخل في الخطاب مع الملائكة لتشبهه بهم وتوسم أفعالهم، كما ذكر ابن كثير، وهو القول الحق والله أعلم. والآثار التي رويت عن الصحابة في القول من أن إبليس كان من الملائكة، فمن تفسير السدي وفيه إسرائيليات كثيرة، وقد يكون مدرج ليس من كلامهم، كما ذكر ابن كثير. ب: علّة تكرار الأمر بالهبوط لآدم وحواء. ورد في علة تكرار الأمر بالهبوط لآدم وحواء في الآيات ثلاثة أقوال: الأول: أن المعنى المراد في ذكر الأمر بالهبوط مخالف للأول، ففي الأول متعلق بالعداوة، وفي الثاني متعلق بإتيان الهدى، وهو حاصل قول ابن عطية وابن كثير الثاني: تأكيد للأمر بالهبوط، على جهة التغليظ، كما تقوم للرجل قم قم، وذكره ابن عطية وابن كثير. الثالث: أن الأمر بالهبوط الأول من الجنة إلى السماء الدنيا، وأما الأمر الثاني فمن السماء الدنيا إلى الأرض، وأورده ابن عطية عن النقاش، وذكره ابن كثير. ورجح ابن كثير القول الأول وهو الراجح والظاهر، لترتب ذكر الهبوط الأول على الحال التي هي بين بني آدم والشيطان وهي العداوة، وأما ذكر الهبوط الثاني فيه بيان أن بمجرد حصول الهبوط بدء الامتحان بقبول الهدى واتباعه. 3. بيّن ما يلي: أ: أيهما خلق أولا: الأرض أم السماء؟ الأرض خلقت أولا لقوله تعالى: ( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء)، والاستواء بمعنى القصد إذا عدي ب"إلى"، أي: قصد إلى السماء بالخلق. وأما دحي الأرض فكان بعد خلق السماء، ويدل عليه قوله تعالى بعد ذكر خلق المساء وبنائها : ( والأرض بعد ذلك دحاها). ب: المخاطب في قوله تعالى: {وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدوّ}. أدم وحواء والشيطان، وأما من قال بالحية فهو خبر من الإسرائيليات، وأما الجمع آدم وحواءوبين إبليس مع تقدم هبوطه، لاجتماعهم في الهبوط وإن اختلفت الأوقات. فإبليس عدو لبني آدم عداوة قدرية، وقد أخبر عن ذلك الشرع. ج: معنى "الفسق" لغة وشرعا. الفسق لغة: الخروج عن الشيء. وشرعا: الخروج عن طاعة الله، ويطلق على الخروج الكلي كما هي حال الكفار، ويطلق على الخروج الجزئي بارتكاب المعاصي كما هي حال العصاة من المسلمين. |
المجموعة الخامسة:
1. حرّر القول في المسائل التالية: أ: المراد بالخليفة ومعنى خلافته في قوله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة}. المراد بالخليفة : فيه ثلاثة أقوال : 1) هو آدم وجميع ذريته , ذكره ابن عطية وابن كثير ,ومعنى خلافته في الأرض له معنيان عند المفسرين : • خليفة بمعنى " من يخلف " أي : خلق آخر خلقه الله يخلف خلق الجن الذين كانوا في الأرض , قال ابن عباس : " كانت الجن قبل بني آدم في الأرض فأفسدوا وسفكوا الدماء فبعث الله إليهم قبيلاً من الملائكة قتلهم وألحقا فلَهم بجزائر البحار ورؤوس الجبال وجعل آدم وذريته خليفة " . ذكره ابن عطية • خليفة بمعنى خالفة وبمعنى مخلوفة , أي : " قوماً يخلف بعضهم بعضاً قرناً بعد قرن وجيلاً بعد جيل " ذكره ابن عطية عن الحسن وذكره ابن كثير أيضاً . القول الثاني في المراد بالخليفة : هو آدم ومن قام مقامه فقط من ذريته من إعمار للأرض بالتوحيد والحكم بين العباد بالحق . قال ابن مسعود : " خليفة مني بالحكم بين عبادي بالحق وبأوامري " , ذكره ابن عطية . القول الثالث : هو آدم فقط , نقله ابن كثيرعن القرطبي ورده , فقال : " والظاهر أنه لم يرد آدم عيناً إذ لو كان ذلك لما حسن قول الملائكة : ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ). ب: القراءات في قوله تعالى: {فأزلّهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه} ومعنى الآية على كل قراءة. وردت قرائتان في قوله : ( فأزلهما ) القراءة الأولى : ( فأزلهما ) بتشديد الزاي , من قبيل الزلل ومن زل إذا عثر ويكون الضمير في ( عنها ) عائد على الشجرة , أي بسببها , لذا قال بعدها : ( فأخرجهما مما كانا فيه ) , ذكره ابن عطية وذكره ابن كثير عن الحسن وقتادة . القراءة الثانية : ( فأزالهما ) بمعنى نحاهما مأخوذة من الزوال ويكون الضمير هنا عائد إلى الجنة , وهي رواية حمزة وعاصم بن أبي النجود , ذكره كل من الزجاج وابن عطية وابن كثير . 3. بيّن ما يلي: أ: الحكمة من أمر الملائكة بالسجود لآدم عليه السلام. هو سجود تكريم وتعظيم وسلام وتحية لا سجود عبادة , وهو طاعة لله عز وجال لأنه كان عن امتثال لأمر الله وطاعة . وليخرج الله سبحانه ماكان في قلب إبليس من الكبر والكفر والعناد , فكان السجود لآدم هو إبتلاء لإبليس الذي أظهر الله به مافي نفسه , وفي الحديث : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر " . ب: المراد بالهدى في قوله تعالى: {فإما يأتينّكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}. الهدى فيه أقوال : 1) قال أبو العالية " ينزل الكتب ويبعث الرسل والانبياء " 2) قال مقاتل بن حيان : " محمد صلى الله عليه وسلم " 3) قال الحسن :" القرآن " ج: دليلا على عودة آدم للجنة بعد أن أهبط منها. لأنه سبحانه وتعالى لما ذكر توبته على بعد الكلمات التي تلقاها منه ( قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) فأتاهم الهدى للابتلاء فمن أطاع هداه له الجنة ومن عصاه له النار . ولما كان أصل آدم وموطنه الجنة , وكان إغواء الشيطان هو الذي أزاله منها فكانت توبة الله عليه هو أن يعود إلى موطنه قال تعالى : ( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم ) وقال تعالى : ( ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى الحين ) والحين إنما هو أجل مؤقت ومدة معدودة |
تقويم مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير سورة البقرة (من الآية 26- حتى الآية 39) أحسنتم، بارك الله فيكم وأحسن إليكم. المجموعة الأولى: 1: عبد الكريم محمد ب+ أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. ج1 أ: اعتنِ أكثر بنسبة الأقوال، فلم تذكر في جوابك جميع من ذكروا هذا القول أو قالوا به، والذي يظهر لي أنك اعتمدت على ابن كثير فقط في التحرير. ج1 ب: القول الأول: " قيل هو وصية الله لخلقه بطاعته في أمره واجتناب نهيه ." يحتاج إلى تمام وبيان أين كان ذلك العهد وكيف عُرف، والجواب أنه في كتبه وعلى لسان رسله. أما ما ذكرته في القول السادس فليس فيه المراد بالعهد وإنما هو حديث مفسّر للآية وما ورد فيها من صفات للمنافقين. ويمكن حصر الأقوال في المراد بالعهد في أربعة بحسب ما قيل فيمن نزلت فيهم الآية: الأول: عهد الله إلى أهل الكتاب في كتبهم أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وألا يكتموا أمره إذا بعث فيهم. الثاني: عهد الله إلى جميع خلقه في كتبه وعلى لسان رسله أن يوحدوه ويعبدوه. الثالث: الميثاق الذي أخذه الله على خلقه يوم استخرجهم من ظهر أبيهم آدم كالذرّ حين أشهدهم على توحيده وربوبيّته. الرابع: نصب الأدلّة الدالة على ربوبيته في مخلوقاته العظيمة وفي المعجزات التي أتت بها الرسل مع فطرة الخلق على التوحيد والقدرة على التمييز والاستدلال. وفي الأقوال الثلاثة الأخيرة تكون الآية نازلة في الكفار ويدخل فيهم المنافقون. 2: إنشاد راجح ب+ أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. وأثني على جوابك على الفقرة الثانية من السؤال الثاني. ج2 ب: قلتِ في القول الرابع: "العهد الذي عهده الله إلى عباده في القرآن." ولا يظهر منه المراد بالعهد تحديدا، ولو تأمّلتِ بقية كلامه لتبيّن أن المراد بالعهد هو الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم، لأنهم نقضوه بالكفر. أما في القول السادس فقلتِ: "تشمل كل عهد بين المسلمين"، وإنما استدلّ ابن عطية بالآية لعدم جواز نقض أي عهد بين المسلمين، وليس المراد أن عهد الله المذكور في الآية يشمل كل عهد بين المسلمين، لأن الوعيد في الآية ظاهر في الكفار. ج2 ج: قلتِ: "2. خاصة فيمن آمن بمحمد، وكان الكفار يقطعون أرحامهم.ذكره ابن عطية ولم ينسبه" أول الكلام فيمن نزلت فيهم الآية أما بقيّته فتكرار للقول الأول وهو الأرحام، فلا يستفاد من هذه العبارة قولا جديدا في المسألة. وصيغة "ما" دالّة على العموم فيكون المراد جميع ما أمر الله بوصله من إقامة الدين وحفظ الشرائع ويدخل فيه الأرحام. - خصمت نصف درجة للتأخير. |
المجموعة الثانية:
معنى استواء الله تعالى إلى السماء. - كما علمتم أن ابن عطية -رحمه الله- كان أشعريا، فلا يؤخذ منه تفسير آيات الصفات. - بالنسبة لنقله عن الطبري والزيادة عليه، فالطبري فسّر استواء الله تعالى إلى السماء بعلوّه وارتفاعه، وتأويل ابن عطيّة لكلامه لأنه يرى أن في ذلك تنزيها لله تعالى وهذا مذهب فاسد لأن أهل السنة يثبتون هذه الصفات لله تعالى بلا تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه ولا تعطيل. - بالنسبة لابن كثير فإنه يثبت صفة الاستواء لله تعالى، لكنه حمل الفعل في هذا الموضع خاصّة على معنى القصد والإقبال لتعديته بـ "إلى" وقد ذهب مذهبه عدد من مفسّري أهل السنة، وللشيخ صالح آل الشيخ -حفظه الله- كلام آخر في إيضاح ما ذهب إليه ابن كثير وأنه أراد التضمين، فرأيتها مناسبة للكلام على هذه القاعدة المهمّة -أي الحذف والتضمين-، أنقله لكم بتصرّف يسير. يقول -حفظه الله- : (أصل معنى (استوى) واحد لا يختلف وهو العلو والارتفاع . فهنا: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء} عُدِّي الاستواء بحرف (إلى) فعُلِم منه أن الاستواء ضُمِّنَ معنى فعل آخر يصلح للتعدية بـ (إلى) . ما معنى هذا الكلام ؟ معناه أن العرب تستعمل في لغتها التضمين ، والتضمين هو في مقام العطف ، فبدل أن تعطف فعلا على آخر فيطول الكلام تثبت الفعل الأصلي وتُعَدِّيه بحرف جر لا يناسب هذا الفعل وإنما يناسب فعلا آخر ، فنستدل بالفعل على المعنى الأصلي . نستدل بـ (استوى) على العلو والارتفاع ، ونستدل بـ (إلى) على الفعل الذي ضُمِّن في (استوى) يناسب (إلى) . ولهذا تجد أن من التفاسير كما تجد في تفسير ابن كثير والبغوي وغيره في قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء} يعني عمَد وقصد. هذا تفسير ليس لِلَفظ (استوى) ولكن تفسير لما عُدِّي بـ (إلى) ، لأن (استوى) بمعنى علا وارتفع . فمعنى قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء} يعني علا وارتفع وقصد إلى السماء . ففيها إثبات للمعنى الأول لـ (استوى) وفيها إثبات للمعنى الثاني المُضَمَّن في فعل (استوى) الذي يناسب التعدية بـ (إلى) . ولهذا قال بعضهم إن هذا تأويل من البغوي أو تأويل من الحافظ ابن كثير أو تأويل من بعض السلف الذين قالوا {اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء} بمعنى قصد هذا ليس كذلك ، بل هذا من التفسير باللازم أو من تفسير الآية بما يُحتاج إلى التنبيه عليه. أما (استوى) عُلِم أنه بمعنى علا وارتفع . هنا {اسْتَوَى إِلَى} المعروف: استوى على [هذه هي التعدية الصحيحة للفعل] فلماذا هنا قال {اسْتَوَى إِلَى}؟ نقول : لأنه أراد أن يُضَمِّن (استوى) الذي هو بمعنى علا وارتفع معنى فعل قصد . يعني : علا وارتفع قاصدا إلى السماء) ا هـ . 3: ناديا عبده ج+ أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. ج1 أ: اقتصرتِ على قولين فقط في معنى الاستواء، وقد ذكرت أقوال أخرى فلتراجع، مع مراجعة التعليق أعلاه. ج2: القول بأن الكلمات هي قوله تعالى: {ربنا ظلمنا أنفسنا} الآية، غير القول بأن الكلمات هي شأن الحجّ. والراجح في المسألة أن تفسّر الكلمات بما فسّرته آية الأعراف، فإنه تفسير للقرآن بالقرآن. 4: حليمة السلمي أ أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. ج1 أ: أشكر لك اجتهادك في هذا السؤال -زادك الله من فضله- ، وقول أهل السنة فيما ذكرتِ من أقوال هو قول الطبري -رحمه الله-، وبعض المفسّرين من أهل السنة فسّر الاستواء في هذا الموضع خاصّة بالقصد والإقبال وليس غرضهم التأويل كما هو معلوم وإنما لقرينة تعدية الفعل على مذهب البعض، وأرجو أن يكون في التعليق أعلاه ما يفي بإيضاح المسألة، شكر الله لك. ج1 ب: ومن الأقوال عن ابن عباس أن الكلمات شأن الحجّ. ج3 أ: من أدلّة سدّ الذرائع في الشرع قوله تعالى: {ولا تقربا هذه الشجرة} فراجعي كلام ابن عطية فيها. ج3 ب: القول بأن المثل مضروب للدنيا تفسير وليس سبب نزول، فسبب النزول حادث نزلت الآية في شأنه وعلى إثره. |
المجموعة الثالثة:
هل كان إبليس من الملائكة؟ إليكم جواب شيخنا -حفظه الله- في هذه المسألة، نقلته لكم لما فيه من فوائد تفسيرية مهمّة. قال -حفظه الله-: (الخلاف في هذه المسألة قديم ، وقد روي فيها آثار عن بعض الصحابة والتابعين لا تصح عنهم ، وتعدد هذه الروايات الواهية وكثرة سريانها في كتب التفسير قد يفهم منها من لا يفحص الأسانيد أن هذا قول جمهور أهل العلم ، وليس الأمر كذلك ، ولذلك ينبغي للمفسّر أن لا يغترّ بتعدد الروايات والأخبار الواهية، ولا سيّما فيما يخالف نصا صريحاً ، أو ظاهر النص المتبادر إلى الذهن، بل عليه أن يعمد إلى الروايات فيميّز صحيحها من ضعيفها، ثم يقبل الصحيح ويردّ الضعيف، ويجيب على الإشكال. وأما من اعتبر تعدد هذه الروايات الواهية قولاً صحيحاً فإنّه سيضطر إلى تكلّف الجمع بين هذا القول ودلالة النصوص الصحيحة الصريحة بأنواع من الاستثناءات والتخصيصات التي لا يمكن قبولها إلا بدليل يعتمد عليه. وهذه المسألة فيها قولان مشهوران: القول الأول: أن إبليس من الجن، وهذا القول يدلّ عليه نص قول الله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجنّ ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا}. فبيّن الله تعالى أن إبليس من الجنّ؛ والتعريف في الجنّ للجنس الذي تعرفه العرب في خطابها وتعهده. وبيّن أن له ذريّة بخلاف الملائكة الذين لا يتوالدون ولا يتناكحون. وبيّن أنه فسق عن أمر ربّه ،و الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. وبيّن الله تعالى في موضع آخر أن إبليس قد خلق من مادّة غير التي خلق منها الملائكة قال الله تعالى: {والجانّ خلقناه من قبل من نار السموم}. وقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارجٍ من نار وخلق آدم مما وصف لكم )) رواه مسلم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها. والقول بأن إبليس من الجن هو قول الحسن البصري وعبد الرحمن بن زيد وابن شهاب الزهري وصححه شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن كثير ومحمد الأمين الشنقيطي وابن عثيمين والألباني. والقول الثاني: أنه من الملائكة ثم مسخ شيطاناً ، وهذا القول روي عن ابن مسعود وابن عباس بأسانيد واهية لا تقوم بها الحجة في أخبار أشبه بروايات بني إسرائيل. لكنه صحّ عن قتادة وسعيد بن جبير ومحمد بن إسحاق صاحب السيرة؛ فأمّا قتادة فإنما أخذه عن نوف البكالي ابن امرأة كعب الأحبار، كما روى ذلك عنه أبو الشيخ في العظمة، ونوف بن فضالة البكالي ممن عرف برواية الإسرائيليات لمكانه من كعب الأحبار، وسعيد بن جبير قد أخذ عن نوف البكالي وهو معدود في شيوخه. ومحمد بن أسحاق معروف برواية الإسرائيليات بلا تمييز. وضعفاء الرواة يخطئون في سياق هذه الروايات فينسبونها إلى ابن عباس وبعض الصحابة وهي لا تصحّ عنهم. وهذا القول أنكره الحسن البصري جداً حتى قال: (قاتل الله أقواماً يزعمون أنَّ إبليس كَانَ مِنْ ملائكة الله، والله تَعَالَى يَقُولُ: { كَانَ مِنَ الجِنّ} ). رواه ابن أبي حاتم. وقال: (ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط، وإنه لأصل الجنّ، كما أن آدم عليه السلام أصل الإنس). رواه عنه ابن جرير في تفسيره. وقد اختار ابن جرير رحمه الله القول الثاني ، واحتجّ له بحجج لا تثبت، منها أنه جائزٌ أن يكون الله تعالى قد خلق صنفًا من ملائكته من نارٍ كان منهم إبليس، وأن يكون أفرد إبليس بأن خلقه من نار السّموم دون سائر ملائكته. وهذا القول فيه استدراك على عموم النصّ النبوي وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خلقت الملائكة من نور} والتعريف للجنس الذي لا يخرج عنه أحد أفراده. ولو ثبت هذا لكان هؤلاء الذين خلقوا من نار مادّتهم غير مادّة الملائكة المخلوقين من نور، ولفارقوهم في الاسم كما فارقوهم في أصل الخلقة. وهذا التأويل إنما كان سببه اعتقاد صحّة تلك الروايات ثم تكلّف الجمع بينها وبين النصوص الصحيحة. قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: (وما يذكره المفسرون عن جماعة من السلف كابن عباس وغيره: من أنه كان من أشراف الملائكة، ومن خزان الجنة، وأنه كان يدبر أمر السماء الدنيا، وأنه كان اسمه عزازيل ـ كله من الإسرائيليات التي لا معول عليها. وأظهر الحجج في المسألة، حجة من قال: إنه غير ملك؛ لأن قوله تعالى: {إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ...} الآية، وهو أظهر شيء في الموضوع من نصوص الوحي. والعلم عند الله تعالى)ا.هـ. وقال الألباني رحمه الله: (وما يروى عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى:{ من الجن} أي من خزان الجنان ، وأن إبليس كان من الملائكة ، فمما لا يصح إسناده عنه ، ومما يبطله أنه خلق من نار كما ثبت في القرآن الكريم ، والملائكة خلقت من نور كما في صحيح مسلم عن عائشة مرفوعا ، فكيف يصحّ أن يكون منهم خلقة ، وإنما دخل معهم في الأمر بالسجود لآدم عليه السلام لأنه كان قد تشبه بهم وتعبد وتنسك ، كما قال الحافظ ابن كثير ، وقد صحّ عن الحسن البصري أنه قال : " ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط وإنه لأصل الجن ، كما أن آدم عليه السلام أصل البشر ") ا.هـ.). 5: عبد الكريم الشملان ب+ أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. ج1 أ: تحريرك للمسألة مختصر جدا، لأنه يجب ذكر أدلّة كل قول والاعتراضات التي وجّهت لها كذلك، وهذه المسألة قد تناولتها التفاسير الثلاثة بشيء من التفصيل فلا يصحّ الاختصار فيه، ويراجع جواب شيخنا -حفظه الله- على المسألة أعلاه. ج1 ب: لم تنسب الأقوال. 6: ميمونة التيجاني أ أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. ج1 أ: القول الثالث هو نفسه القول الأول فلا يصلح الفصل، وتحريرك للمسألة فيه اختصار ولا يكاد يكون لكلام ابن كثير في المسألة ذكر فيه. ج1 ب: على القول الأول تكرّر الأمر بالهبوط لاختلاف المتعلّق، أما الثالث فالهبوط نفسه حصل مرّتين. ج2 ب: الظاهر أن قصّة الحية مأخوذة من الإسرائيليات، فدخولها في الخطاب غير وارد. 7: سعود الجهوري أ أحسنت بارك الله فك ونفع بك. ويرجى مراجعة التعليق الخاصّ بمعنى استواء الله تعالى إلى السماء في تقويم المجموعة الثانية. - خصمت نصف درجة للتأخير. |
المجموعة الخامسة:
8: رشا عطية اللبدي أ أحسنت بارك الله فك ونفع بك. ج1 أ: لم تشيري إلى اختيار ابن كثير ودليله على ما اختاره. ج1 ب: قراءة "فأزلّهما" تحتمل معنيين، فالأول أنها بمعنى أكسبهما الزلّة والخطيئة، والثاني أنه أعثرهما بمعنى نحّاهما، فعثر بمعنى سقط فكأنه أسقطهما عما كانا فيه من المكانة فيوافق هذا المعنى قراءة {فأزالهما}. وفي هذه القراءة -أي {أزلّهما}- يحتمل عود الضمير في "عنها" إلى الشجرة أو إلى الجنة بحسب كل معنى على الترتيب. وهذا الكلام اتّفق فيه ابن كثير وابن عطية والزجّاج، غير أن الزجّاج لم يتعرّض لمرجع الضمير. ج2 ب: المطلوب في هذا النوع من الأسئلة ذكر خلاصة القول في المسألة، حتى لو عرضتِ جميع الأقوال يجب بيان الراجح منها أو القول الذي يجمعها إن أمكن الجمع. وقول أبي العالية الذي نقله ابن كثير: "الأنبياء والرسل والبيان" فراجعيه. - خصمت نصف درجة للتأخير. رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح |
مجلس مذاكرة القسم الثالث من سورة البقرة
المجموعة الثالثة: 1. حرّر القول في المسائل التالية: أ: هل كان إبليس من الملائكة؟ اختلف المفسرون فى ذلك على قولين: القول الاول : انه كان من الملائكة، ذكره الزجاج وابن عطية، وابن كثير. واستدل أصحاب هذا القول بظاهر الآية: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر} على أن الإستثناء متصل، وإبليس "المستثنى" جزء من الملائكة "المستثنى منه". ورجح الطبري هذا القول، وقال: "ليس في خلقه من نار ولا في تركيب الشهوة والنسل فيه حين غضب عليه ما يدفع أنه كان من الملائكة". ورد على من استدل بقوله تعالى: {كان من الجنّ ففسق عن أمر ربّه} أنه يحتمل فيه: 1- أنه عمل عملهم فكان منهم في هذا. 2- أن الملائكة قد تسمى جنا لاستتارها، كما قال تعالى: {وجعلوا بينه وبين الجنّة نسباً} 3- أو على أن يكون نسبهم إلى الجنة كما ينسب إلى البصرة بصريّ، لما كان خازنا عليها، وإبليس لا ينصرف لأنه اسم أعجميّ معرف. القول الثاني : انه ليس من الملائكة بل هو من الجن، لقوله تعالى {إلّا إبليس كان من الجنّ ففسق عن أمر ربّه} لانه كان ضالاً مثلهم، ذكره الزجاج واستدل أصحاب هذا القول بان الله -عز وجل- امر الملائكة و ابليس بالسجود لآدم كما قال الله تعالى: { إلا إبليس أبى} وأن الإستثناء منقطع، وإبليس "المستثنى" ليس جزء من الملائكة "المستثنى منه". وهذا القول هوما رجحه الزجاج وابن كثير، وهو الأرجح من وجهين: الأول: أن الله تعالى قال صفة للملائكة: {لا يعصون اللّه ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}، فكيف يكون منهم ويعصى أمر الله تعالى. الثانى: أن لإبليس ذرية، كما قال تعالى: " أتتخذونه وذريته أولياء من دونى"، والملائكة منفى عنها التناسل والتكاثر. ب: علّة تكرار الأمر بالهبوط لآدم وحواء. ورد في علة تكرار الأمر بالهبوط لآدم وحواء ثلاثة أقوال: القول الأول: كرر الأمر بالهبوط لما علق بكل أمر منهما حكما غير حكم الآخر، فعلق بالأول العداوة، وعلق بالثاني إتيان الهدى، ذكره ابن عطية وابن كثير. القول الثاني: تأكيد للأمر بالهبوط، على جهة التغليظ، كما تقوم للرجل قم قم، ذكره ابن عطية وابن كثير. القول الثالث: أن الأمر بالهبوط الأول من الجنة إلى السماء الدنيا، وأما الأمر الثاني فمن السماء الدنيا إلى الأرض، قول النقاش، ذكره ابن عطية، وكذلك ذكر ابن كثير. ورجح ابن كثير القول الأول. 3. بيّن ما يلي: أ: أيهما خلق أولا: الأرض أم السماء؟ الأرض خلقت أولا لقوله تعالى: {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء}، معنى استوى: علا وارتفع قاصدا إلى السماء، أى: قصد إلى السماء بالخلق، ثم بعد ذلك دحى الأرض، وذلك بالجمع بين هذه الآية وقوله تعالى:{ءأنتم أشد خلقا أم السماء بناها} حتى قوله تعالى: {والأرض بعد ذلك دحاها}. ب: المخاطب في قوله تعالى: {وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدوّ}. المخاطب بالأمر بالهبوط: أدم وحواء والشيطان، وإن تقدم هبوط إبليس عن هبوط آدم وحواء، وأما من قال بهبوط بالحية فهو خبر من الإسرائيليات. ج: معنى "الفسق" لغة وشرعا. الفسق: لغة: الخروج عن الشيء، يقال فسقت الفارة إذا خرجت من جحرها، والرطبة إذا خرجت من قشرها. شرعا: الخروج من طاعة الله عز وجل، فقد يقع على من خرج بكفر وعلى من خرج بعصيان. |
تابع التقويم
هويدا فؤاد أ أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. - خصمت نصف درجة للتأخير. |
المجموعةالثالثة:
1. حرّرالقول في المسائل التالية: أ: هل كان إبليس منالملائكة؟ اختلف العلماء هل كان إبليس من الملائكة على عدة أقوال: القول الأول:أنه من الملائكة فاستثنى منهم في السجود ، وقوله {كان من الجن} أي كان ضالا كضلالة الجن. وذكر ابن عباس أن إبليس قبل أن يركب المعصية كان من الملائكة اسمهعزازيل، وكان من سكّان الأرض، وكان من أشدّ الملائكة اجتهادًا، وأكثرهم علمًا؛ فذلكدعاه إلى الكبر، وكان من حيٍّ يسمّون جنًّا. ذكر هذا القول الزجاج وابن عطية وابن كثير ورجح الطبري من قال: إن إبليس كان من الملائكة.وقال: «ليس في خلقه من نار ولا في تركيب الشهوة والنسل فيه حين غضب عليه ما يدفعأنه كان من الملائكة. وعلل قوله تعالى{كان من الجن ففسق عن أمر ربه} أنه عمل بعملهم فكان منهم ، أو أن الملائكة تسمى جنا لاستتارها. القول الثاني: أنه لم يكن إبليس من الملائكة والدليل قوله تعالى:{إلا إبليس كان من الجن} ، والاستثناء هنا جاء لأن الأمر بالسجود كان له وللملائكة . وقد أورد ابن كثير عن الحسن بإسناد صحيح قوله: ما كان إبليس من الملائكة طرفة عينٍ قط، وإنّه لأصلالجنّ، كما أنّ آدم أصل الإنس. ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير واختار هذا القول الزجاج لقول الله تعالى إن إبليس من الجن. القول الثالث: أن إبليس كان من قبيل من الملائكة يقال لهم الجن.وقد ذكر عن ابن عبّاسٍ قوله أنه:كانإبليس من حيّ من أحياء الملائكة يقال لهم: الجنّ، خلقوا من نار السّموم، من بينالملائكة، وكان اسمه الحارث، وكان خازنًا من خزّان الجنّة. وأورد السدي في تفسيره عن ابن مسعودٍ، وعن أناسٍ من أصحابالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «لمّا فرغ اللّه من خلق ما أحبّ استوى على العرش،فجعل إبليس على ملك السّماء الدّنيا، وكان من قبيلةٍ من الملائكة يقال لهم: الجنّ،وإنّما سمّوا الجنّ لأنّهم خزّان الجنّة.ذكر هذا القول ابن عطية وابن كثير. ب: علّة تكرار الأمربالهبوط لآدموحواء. القول الأول: كرر الأمر بالهبوط لما علق بكل منهما حكما غير حكم الآخر، فعلق بالأول العداوة، وعلق بالثاني إتيان الهدى.ذكره الزجاج و ابن عطية ورجحه ابن كثير. القول الثاني: كرر الأمر بالهبوط على جهه تغليظ الأمر وتأكيده ذكره ابن عطية وابن كثير. القول الثالث: إن ليس في الأمر تكرار الإهباط الأوّل من الجنّة إلى السّماء الدّنيا، والثّاني من سماء الدّنياإلى الأرض. وهذا القول أورده ابن عطية للنقاش وذكر مثله ابن كثير. 3. بيّن ما يلي: أ: أيهما خلق أولا: الأرض أمالسماء؟ خُلقت الآرض قبل السماوات وهذا القول لم يتنازع فيه العلماء ، واستدل له بقوله تعالى {قل أئنّكم لتكفرون بالّذي خلق الأرض في يومين وتجعلونله أندادًا ذلك ربّ العالمين * وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدّر فيهاأقواتها في أربعة أيّامٍ سواءً للسّائلين * ثمّ استوى إلى السّماء وهي دخانٌ فقاللها وللأرض ائتيا طوعًا أو كرهًا قالتا أتينا طائعين * فقضاهنّ سبع سماواتٍ فييومين وأوحى في كلّ سماءٍ أمرها وزيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح وحفظًا ذلك تقديرالعزيز العليم} فصلت (9-12). ففي هذا دلالةٌ على أنّه تعالى ابتدأبخلق الأرض أوّلًا ثمّ خلق السّماوات سبعًا، وهذا شأن البناء أن يبدأ بعمارة أسافلهثمّ أعاليه بعد ذلك. وأما ما ذكر في سورة النازعات في قوله تعالى:{ أأنتم أشدّ خلقًا أم السّماء بناها * رفع سمكها فسوّاها * وأغطش ليلها وأخرج ضحاها * والأرض بعد ذلك دحاها * أخرج منها ماءها ومرعاهاوالجبال أرساها}قيل إن الدحي هنا بعد خلق السماوات ،وفيصحيح البخاريّ: أنّ ابن عبّاسٍ سئل عن هذا بعينه، فأجاب بأنّ الأرض خلقت قبلالسّماء وأنّ الأرض إنّما دحيت بعد خلق السّماء.والدحي مفسر في قوله تعالى: {والأرض بعد ذلك دحاها * أخرج منها ماءها ومرعاهاوالجبال أرساها}. ب: المخاطب فيقوله تعالى: {وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدوّ}. قيل: المخاطب هو إبليس وآدم وحواء، وذكر الزجاج جمع الله للنبي -صلى الله عليه وسلم- قصة هبوطهم، وإنما كان إبليس أُهبِطَ أولاً،والدليل على ذلك قوله عزّ وجل{اخرج منها فإنّك رجيم}، وأهبط آدم وحواء بعد، فجمع الخبرللنبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنهم قد اجتمعوا في الهبوط، وإن كانت أوقاتهم متفرقةفيه. ذكره الزجاج قيل: إبليس وآدم وحواء والحية ، وهذا قول للسدي وغيره أورده ابن عطية وذكره ابن كثير واستدل له بقول الحسن البصري: أهبط آدم بالهند، وحوّاء بجدّة،وإبليس بدستميسان من البصرة على أميالٍ، وأهبطت الحيّةبأصبهان». رواه ابن أبي حاتمٍ. قيل: آدم و حواء والوسوسة ، وهو قول للحسن وأضاف غيره الحية لأن إبليس قد كان أهبط قبل عند معصيته. ذكره ابن عطية. ج: معنى "الفسق" لغةوشرعا. الفاسق في اللّغة: هو الخارج عنالطّاعة. وتقول العرب: فسقت الرّطبة: إذا خرجت من قشرتها ؛ ولهذا يقالللفأرة: فويسقةٌ، لخروجها عن جحرها للفساد. وثبت في الصّحيحين، عن عائشة أنّ رسولاللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال:خمس فواسق يقتلن في الحلّ والحرم: الغراب، والحدأة،والعقرب، والفأرة، والكلب العقور. والفسق شرعا: الخروج من طاعة الله عز وجل، فقد يقع على من خرج بكفر وعلى من خرج بعصيان. |
تابع التقويم:
صالحة الفلاسي: أ أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ. مع التنبيه على أن بعض الأقوال مستندها روايات الإسرائيلية ومعظمها كذلك لا يثبت لقائليها، ومحل دراسة تمييز هذا الأمر في مستويات قادمة بإذن الله، لكن وجب التنبيه. - خُصمت نصف درجة للتأخير. وفقكِ الله وسددكِ. |
الساعة الآن 02:38 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir