معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   صفحات الدراسة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=947)
-   -   صفحة دراسة الطالب: رنان مولود للدراسة في برنامج الإعداد العلمي بانتظام (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=29670)

رنان مولود 3 ذو القعدة 1436هـ/17-08-2015م 11:10 PM

صفحة دراسة الطالب: رنان مولود للدراسة في برنامج الإعداد العلمي بانتظام
 
بسم الله
والحمد لله
والصلاة على رسول الله.

رنان مولود 8 ذو القعدة 1436هـ/22-08-2015م 05:41 PM

1-أجوبة أسئلة محاضرة بيان فضل طلب العلم
 
أجوبةأسئلةمحاضرة
بيان فضل طلب العلم
السؤال الأول: اذكر خمسة من أوجه بيان فضل العلم؟
· خمسة من أوجه بيان فضل العلم:
أولا: أن العلمأصل معرفة الهدى، وبالهدى ينجو العبد من الضلال والشقاء في الدنيا والآخرة، قال اللهتعالى: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى}.
ثانيا: أن العلم أصل كلعبادة.وبيان ذلك أن كل عبادة يؤديها العابد لا تُقبل إلا إذا كانت خالصةً لله تعالى،وصوابًا على سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ومعرفة ذلك تستعدي قدرًا من العلم.
ثالثا: أن العلم يُعَرِّف العبد بما يدفع به كيد الشيطان، وما يدفع به كيد أعدائه، ويٌعرِّفه بماينجو به من الفتن التي تأتيه في يومه وليلته، والفتن التي قد يضل بها من يضل إذا لميعتصم بما بيّنه الله عزوجل من الهدى الذي لا يُعرف إلا بالعلم.
رابعا: أن الله تعالى يحب العلم والعلماء؛ وقد مدح الله العلماء وأثنى عليهم ورفع شأنهم،وهذه المحبة لها آثارها ولوازمها.
خامسا: أن العلم يعرف العبد بربه جل وعلا، وبأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، وآثارها في الخلقوالأمر.

السؤال الثاني: اذكر دليلاً من الكتاب ودليلاً من السنّة على فضل طلب العلم؟
· دليل علىفضلالعلممنالكتاب:
قال الله تعالى:{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوامِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}.
· دليلعلىفضلالعلممنالسنة:
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عَنْه أن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((ومَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِعِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ))[رواه مسلم].
السؤال الثالث: اذكر ثلاثة من أهمّ الكتب المؤلفة في فضل طلب العلم؟
· ثلاثة من أهمّ الكتب المؤلفة في فضل طلب العلم:
1- كتابالعلممنصحيح الإمامالبخاري.
2- كتاب: "مفتاحدار السعادة ومنشور ولاية أهل العلم والإرادة" لابنالقيم.
3- كتاب: "فضل علم السلف على علم الخلف" لابنعبدالبر.

السؤال الرابع: أهل العلم الذين يُسمّون في الشريعة علماء على صنفين اذكرهما مع التوضيح والاستدلال.
· أهل العلم الذين يُسمّون في الشريعة علماء على صنفين:
الصنف الأول: الفقهاء في الكتاب والسنة الذين تعلموا الأحكام والسننوعلّموها، وهم الذين يُرحل إليهم في طلب العلم، وفقه مسائل الأحكام في العباداتوالمعاملات والقضاء .
الصنف الثاني: أصحاب الخشية والخشوع على استقامةٍ وسداد؛ فأصحاب الخشية والخشوع قد تبين في الأدلة منالكتاب والسنة أنهم من أهل العلم، وقديكون أحدهم أميًا لا يقرأ ولا يكتب، لكنه عندالله من أهل العلم، وفي ميزان الشريعة من أهل العلم، بسبب ما قام في قلوبهم من الخشيةوالإنابة على الحق والهدى؛ ذلك بأنهم يرون ببصائرهم ما يحاول غيرهم استنتاجه، ويأخذون صفو العلم وخلاصته، وغيرهم قديفني وقته ويضني نفسه في البحث والتنقيب، فيبعد ويقترب من الهدى بحسب ما معه من أصلالخشية والإنابة، فكانوا بما عرفوه وتيقنوه وانتفعوا به أهل علم نافع، ومن أدلة ذلك قول الله تعالى: {أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}.الحذر والرجاء من الأعمال القلبية؛ فلما قامت في قلوب هؤلاء قيامًا صحيحًاأنتجت أثرها؛ وهو القنوت لله عز وجل لله آناء الليل ساجدًا وقائمًا، فكان هذا هو أصلالعلم النافع.
السؤال الخامس: اذكر بعض الأمثلة للعلوم التي لا تنفع وبيّن خطر الاشتغال بها وضرر تعلّمها بإيجاز.
أمثلةعلىالعلومالتيلاتنفع:
السحرُ والتنجيمُ والكهانةُ وعلم الكلامِوالفلسفةُ وغيرها من العلوم التي تخالف هُدَىٰ الشريعة.
وخطرالإشتغالبها بأن:
- فيها انتهاكٌ لحرماتِالله عز وجل،
- وقولٌ على الله بغير علم،
- واعتداءٌ على شرعه،
- واعتداءٌ على عباده.
وضررهاعلى الطالب بتعرّيض نفسه للإفتتان وهو ضعيف الآلة في العلم، وقد قال الله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}،وقد افتتن بعض المتعلمين بعلم الكلام بعد أن كانوا في عافيةٍ منه.


رنان مولود 15 ربيع الأول 1437هـ/26-12-2015م 04:04 PM

مجلس مذاكرة القسم الأول من (عشريات ابن القيم)
 
مجلس مذاكرة القسم الأول من (عشريات ابن القيم)
أجوبة أسئلة المجموعة (د) :
(د)
1: اذكر عشرة أسباب معينة على الصبر على البلاء.
الأول: معرفة جزائها وثوابها.
الثاني: شهود تكفيرها للسيئات ومحوها لها.
الثالث: شهود القدر السابق الجاري بها فيعلمأنها مقدرة؛ فالجزع لا يزيد إلا البلاء.
الرابع: شهود حق الله عليه في تلك البلوى، وواجبه فيها الصبر بلا خلاف بين الأمة، أو الصبر والرضا على أحد القولين.
الخامس: شهود ترتبها عليه بذنبه؛ كما قال الله تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم} فهذا عامٌّ في كل مصيبة؛ قال علي بن أبي طالب: (ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع بلاء إلا بتوبة).
السادس: أن يعلم أن الله قد ارتضاها له واختارها وقسمها، وأن العبودية تقتضي رضاه بما رضي له به سيده ومولاه.
السابع: أن يعلم أن هذه المصيبة هي دواء نافع ساقه إليه الطبيب العليم بمصلحته الرحيم به؛ فليصبر على تجرعه ولا يتقيأه بتسخطه وشكواه فيذهب نفعه باطلا.
الثامن: أن يعلم أن في عقبى هذا الدواء من الشفاء والعافية والصحة وزوال الألم ما لم تحصل بدونه، قال تعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون} وقال الله تعالى: {فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا}.
التاسع: أن يعلم أن المصيبة ما جاءت لتهلكه وتقتله، وإنما جاءت لتمتحن صبره وتبتليه.
العاشر: أن يعلم أن الله يربي عبده على السراء والضراء والنعمة والبلاء؛ فيستخرج منه عبوديته في جميع الأحوال.

2: طريقان رئيسان إذا سلكهما المؤمن، حمى نفسه بإذن الله تعالى من الوقوع في الحب الفاسد، هما:
الأول: غض البصر.
الثاني: وإشغال القلب بما يصدّه عن ذلك من محبة الله تعالى وخشيته والإقبال عليه.

3: هل تخلف العمل بالعلم يعود دائما لذهاب العلم بمصلحة العمل؟
لا، بل هو يعود لأمرين:
الأول: ضعف العلم بمصلحة العمل، في هذه الحالة تغلب الموانع المختلفة على العلم فتسلبه أثره فلا يصير مؤثرا البتة، ومن ثم لا يُعمل به لضعفه وذهاب أثره.
الثانية: العلم بحاله - أي ليس ضعيفا -؛ ولكنه حُجب بالموانع؛ وذلك لأن أصحابه حجبوه بتفضيلهم هذه الموانع على العمل بمقتضى العلم. مثال ذلك:
قال تعالى: {وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين}؛ فعاقبهم سبحانه بإزاغة قلوبهم عن الحق لما زاغوا عنه ابتداء.


رنان مولود 15 ربيع الأول 1437هـ/26-12-2015م 04:16 PM

مجلس مذاكرة القسم الثاني من (عشريات ابن القيم)
 
مجلس مذاكرة القسم الثاني من (عشريات ابن القيم)
أجوبة أسئلة المجموعة (د) :
(د)
1:لمعاني ألفاظ القرآن عشرة أقسام، اذكرها.
القسم الأول :تعريفه سبحانه وتعالى نفسَه لعباده بأسمائه وصفاته ونعوته وأفعاله، وأنه واحد لا شريك له، وما يتبع ذلك.
القسم الثاني: ما استشهد به على ذلك من آيات قدرته وآثار حكمته فيما خلق وذرأ محتجا على من ألحد في أسمائه وتوحيده وعطله في صفاته وأفعاله، وكذلك البلراهين العقليه التي أقامها على ذلك.
القسم الثالث: ما اشتمل عليه بدء الخلق وإنشاؤه ومادته وابتداعه له، وسبق بعضه على بعض، وعدد أيام التخليق، وخلق آدم وإسجاد آدم، وشأن إبليس وتمرده وعصيانه، ومايتبع ذلك
القسم الرابع: ذكر المعاد والنشأة الأخرى وكيفيته وصورته وإحالة الخلق فيه من حال إلى حال، وإعادتهم خلقا جديدا.
القسم الخامس: ذكر أحوالهم من معادهم وانقسامهم إلى شقي وسعيد، وما يتبع ذلك.
القسم السادس: ذكر القرون الماضية والأمم الخالية، وما جرى عليهم، وذكر أحوالهم مع أنبيائهم، وما حل بهم من العقوبات بسبب التكذيب ليكون عبرة للمعاندين.
القسم السابع: الأمثال المضروبة والمواعظ المنبهة على قدر الدنيا وقصر مدتها، وآفاتها ليزهدوا فيها، ويرغبوا في الآخرة.
القسم الثامن: ما تضمنه من الأمر والنهي والتحليل والتحريم وبيان ما فيه طاعته ومعصيته، وما يحبه وما يبغضه، وأقسامه.
القسم التاسع: ما عرفهم إياه من شأن عدوهم ومداخله عليهم، ومكايده لهم، وطرق التحصن، وما يتبع ذلك.
القسم العاشر: ما يختص بالسفير بينه وبين عباده من أوامره ونواهيه،وما اختصه بع من الإباحة والتحريم، وذكر حقوقه على أمته، وما يتعلق بذلك.

2: اذكر دليل ما يلي مما درست: من أعظم أسباب انشراح الصدر توحيد الله تعالى وعبادته وحده لا شريك له.
قال الله تعالى: {أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من } [الزمر:22].
وقال تعالى: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء} [الأنعام: 125].

3: من مراتب الهداية الرؤيا الصادقة، تحدّث عن ذلك مبيّنًا أنواع الرؤى.
وهي من أجزاء النبوة كما ثيت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( الرؤيا الصادقة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ).
والرؤيا مبدأ الوحي، وصدقها بحسب صدق الرائي، وأصدق الناس رؤيا أصدقهم حديثا، وهي عند اقتراب الزمان لا تكاد تخطئ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لبعد العهد بالنبوة وآثارها، فيتعوض المؤمنون بالرؤيا.
واحتياجهم إليها لضعف إيمانهم، وقد نص الإمام أحمد على هذا المعنى، وقال عبادة بن الصامت: (رؤيا المؤمن كلام يكلم به الرب عبده في المنام)
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لم يبق من النبوة إلا المبشرات)
قيل: وما المبشرات يا رسول الله؟
قال: ( الرؤيا الصالحة،يراها المؤمن أو ترى له، وإذا تواطأت رؤيا المسلمين لم تكذب ).
وقد قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم لأصحابه لما أروا ليلة القدر في العشر الأواخر، قال: ( أرى رؤياكم قد تواطأت في العشر الأواخر، فمن كان منكم متحريها فليتحرها في العشر الأواخر من رمضان).
- والرؤيا كالكشف، منها رحماني، ومنها نفساني، ومنها شيطاني.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( الرؤيا ثلاثة: رؤيا من اللّه، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث به الرجل نفسه في اليقظة فيراه في المنام).
والذي هو من أسباب الهداية:هو الرؤيا التي من الله خاصة.
ورؤيا الأنبياء وحي، وهذا باتفاق الأمة، ولهذا أقدم الخليل على ذبح ابنه إسماعيل عليهما السلام بالرؤيا.

رنان مولود 15 ربيع الأول 1437هـ/26-12-2015م 04:25 PM

مجلس مذاكرة القسم الأول من (كتاب الطهارة من الفقه الميسر)
 
مجلس مذاكرة القسم الأول من (كتاب الطهارة من الفقه الميسر)
أجوبة أسئلة المجموعة (أ) :
(أ)
1: عرف الفقه لغة واصطلاحا.
الفقه لغة: الفهم. ومنه قول الله تعالى عن قوم شعيب:{ما نفقه كثيرًا ممّا تقول} [هود: 91]. وقوله عز وجل {ولكن لا تفقهون تسبيحهم} [الإسراء: 44].
والفقه اصطلاحا: العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسبة من أدلتها التفصيلية.
وقد يطلق الفقه على الأحكام نفسها.

2: القلتان تعادل: 321 لترا من الماء تقريبا، أي 186.15 صاع.

3: ما حكم التطهر بماء خالطه طاهر؟ مع ذكر الدليل.
إن تغير بمخالطة الطاهر وأخرجه عن إطلاقه كونه ماء نقول صار طاهر لا يُتطهر به.
وإذا لم يغلب ذلك المخالط على الماء، فالصحيح أنه طهور يجوز التطهر به.
والدليل قوله تعالى: { وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم} [النساء: 43].
فلفظ الماء في الآية نكرة في سياق النفي، فيعم كل ماء والماء المخلوط يسمى ماء ما لم يخرج عن مسماه.
ولقوله صلى الله عليه وسلم للنسوة اللاتي قمن بتجهيز ابنته: (اغسلنها ثلاثا أو خمسا، أو أكثر من ذلك إن رأيتن، بماء وسدر، واجعلن في الآخرة كافورا، أو شيئا من كافور).

4: ما حكم استخدام آنية الكفار في الطهارة؟ مع التوضيح بالأدلة.
الأصل في آنية الكفار الحل.
إلا إذا علمت نجاستها، فإنه لا يجوز استعمالها إلا بعد غسلها، لحديث أبي ثعلبة الخشني قال: قلت يا رسول الله إنا بأرض قوم أهل كتاب، أفنأكل في آنيتهم؟ قال: (لا تأكلوا فيها إلا أن لا تجدوا غيرها فاغسلوها، ثم كلوا فيها).
وأما إذا لم تعلم نجاستها بأن يكون أهلها غير معروفين بمباشرة النجاسة، فإنه يجوز استعمالها؛ لأنه ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أخذوا الماء للوضوء من مزادة امرأة مشركة،
ولأن الله سبحانه قد أباح لنا طعام أهل الكتاب، وقد يقدمونه إلينا في أوانيهم، كما دعا غلام يهودي النبي صلى الله عليه وسلم على خبز شعير وإهالة سنخة فأكل منها.

5: اذكر ما يستحب أثناء قضاء الحاجة؟ مع ذكر الدليل.
أولا: عدم استقبال القبلة ولا استدبارها حال قضاء الحاجة؛ لحديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة، ولا تستدبروها، ولكن شرّقوا أو غرّبوا) قال أبو أيوب: فقدمنا الشام، فوجدنا مراحيض قد بنيت نحو الكعبة، فننحرف عنها، ونستغفر الله.
ثانيا: الإبعاد والاستتار حتى لا يرى. وأدلة ذلك كله: حديث جابر رضي الله عنه قال: (خرجنا مع رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم في سفر وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأتي البراز حتى يتغيب فلا يرى).
ثالثا: اجتناب مهب الريح بلا حائل؛ لئلا يرتد البول إليه.
رابعا: السكوت وعدم الكلام، فقد مر رجل والنبي صلى الله عليه وسلم يبول، فسلم عليه، فلم يرد عليه.

6: ما هي سنن الفطرة؟ مع ذكر الدليل، ولم سميت كذلك؟.
وتسمى أيضا: خصال الفطرة؛ وذلك لأن فاعلها يتصف بالفطرة التي فطر الله الناس عليها واستحبها لهم؛ ليكونوا على أحسن هيئة وأكمل صورة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خمس من الفطرة: الاستحداد والختان وقص الشارب ونتف الإبط وتقليم الأظافر).
1 - الاستحداد: وهو حلق العانة، وهي الشعر النابت حول الفرج، سمي بذلك لاستعمال الحديدة فيه وهي الموسى. وفي إزالته جمال ونظافة، ويمكن إزالته بغير الحلق كالمزيلات المصنعة.
2 - الختان: وهو إزالة الجلدة التي تغطي الحشفة حتى تبرز الحشفة، وهذا في حق الذكر. أما الأنثى: فقطع لحمة زائدة فوق محل الإيلاج. قيل: إنها تشبه عرف الديك. والصحيح: أنه واجب في حق الرجال، سنة في حق النساء.
3 - قص الشارب وإحفاؤه: وهو المبالغة في قصه؛ لما في ذلك من التجمل، والنظافة، ومخالفة الكفار.
وقد وردت الأحاديث الصحيحة في الحث على قصه،
وإعفاء اللحية، وإرسالها وإكرامها؛ لما في بقاء اللحية من الجمال ومظهر الرجولة، وقد عكس كثير من الناس الأمر، فصاروا يوفرون شواربهم، ويحلقون لحاهم، أو يقصرونها.
وفي كل هذا مخالفة للسنة والأوامر الواردة في وجوب إعفائها؛ منها: حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى، وخالفوا المجوس). وحديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خالفوا المشركين، وفروا اللحى، وأحفوا الشوارب).
4 - تقليم الأظافر: وهو قصها بحيث لا تترك حتى تطول. والتقليم يجملها، ويزيل الأوساخ المتراكمة تحتها.
5 - نتف الإبط: أي إزالة الشعر النابت فيه، فيسن إزالة هذا الشعر بالنتف أو الحلق أو غيرهما.

ويضاف إلى هذه الخصال الخمس: السواك، واستنشاق الماء، والمضمضة، وغسل البراجم وهي العقد التي في ظهور الأصابع، يجتمع فيها الوسخ، والاستنجاء، وذلك لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء) يعني الاستنجاء. قال مصعب بن شيبة -أحد رواة الحديث-: "ونسيت العاشرة، إلا أن تكون المضمضة").

رنان مولود 17 ربيع الأول 1437هـ/28-12-2015م 04:00 PM

مجلس مذاكرة القسم الثامن في تفسير
أجوبة أسئلة المجموعة الأولى :

المجموعة الأولى :
س1: اذكر مناسبة نزول قوله تعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ (3)}.
لما مات ابن لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال أحد المشركين: إنه ابتر –يعني النبي صلى الله عليه وسلم- ، فنزلت السورة. ذكره الأشقر.

س2: اذكر الأقوال في تفسير الفلق.
الأقوال في تفسير الفلق ثلاثة:
الأول: الصبح، لأن الليل ينفلق عنه. ذكره الأشقر.
الثاني:كل ما انفلق عن جميع ما خلق الله من الحيوان والصبح والحب والنوى وغير ذلك. ذكره الأشقر، وبنحو ذلك قال السعدي.
الثالث: قيل المراد الإيماء إلى أن القادر على إزالة هذه الظلمات الشديدة عن كل هذا العالم يقدر أيضا أن يدفع عن العائذ به كل ما يخافه، ذكره الأشقر.

س3: فسّر سورة الفيل، مع ذكر فوائد سلوكية تستفيدها من هذه السورة.
(1-5){بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِن سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)}
أي قد علمت يا محمد والناس في عصرك بالذين قصدوا تخريب الكعبة من نصارى الحبشة، وكيف أنهم لما أقبلوا إلى مكة بفيلهم لهدمها، جعل الله كيدهم في نحرهم حيث بعث الله لهم جماعات متفرقة من الطير السود يحمل كل طائر أحجارا من طين طبخت بنار جهنم، مكتوب فيها أسماء القوم، لا يصيب أحدا إلا هشمه، حتى صاروا كبقايا ورق الزرع المأكول من قبل الدواب، وذلك عبرة لمن بعدهم.
بعض الفوائد:
1- حاجة الخلق للخالق عز وجل في الدفاع عن دينهم وليس العكس.
2- عظم قدرة الله جل وعلا في التعامل مع المحاربين لدينه.
3- جعل إهلاك الظلمة على مرأى من الجميع ولجعله عبرة لغيره رغم قدرة الله جل وعلا على إهلاكهم في بيوتهم وبمجرد التخمين في ذلك ومع علمه بما سيحدث، فسبحان العليم القدير.

س4: تحدث عن خطر الإعانة على المعصية، في ضوء دراستك لسورة المسد.
مثلما كانت زوجة أبي لهب عونا لزوجها على معصيته بكفره وجحوده وعناده ، فلهذا استحقت العقوبة في الدنيا بالذم في القرآن والموت على الكفر و يوم القيامة تكون عونا عليه ومعه في عذابه في نار جهنم، ولهذا قال:{وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِن مَسَدٍ(5)}؛ يعني تحمل الحطب فتلقيه على زوجها وتتعذب معه.
لزم على المعين على المعصية استحقاق عذاب تلك المعصية في الدنيا والآخرة ولو كانت الإعانة يسيرة، وكان الجزاء من جنس العمل.

رنان مولود 24 ربيع الأول 1437هـ/4-01-2016م 12:24 AM

مجلس مذاكرة القسم الثاني من (كتاب الطهارة من الفقه الميسر)
 
مجلس مذاكرة القسم الثاني من (كتاب الطهارة من الفقه الميسر)

أجوبة أسئلة المجموعة (أ) :

(أ)
1: عرف الوضوء، واذكر حكمه مع الدليل.
الوضوء: هو استعمال الماء في الأعضاء الأربعة من الوجه واليدين والرأس والرجلين على صفة مخصوصة في الشرع، على وجه التعبد لله جل وعلا.
وحكمه : أنه واجب على المحدث إذا أراد الصلاة وما في حكمها، كالطواف ومس المصحف.
والدليل على الوجوب:
قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين} الآية[المائدة: 6].
وقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا يقبل الله صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول).
وقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يقبل الله صلاة من أحدث حتى يتوضأ).
ولم ينقل عن أحد من المسلمين في ذلك خلاف، فثبتت بذلك مشروعية الوضوء ووجوبه: بالكتاب، والسنة، والإجماع.

2: وضح باختصار حكم ومدة المسح على كل من: الجبيرة، والعمامة، والخمار.
الجبيرة: يجوز المسح عليها، وليس لها وقت محدد،بل إلى حين البرء ونزع الجبيرة.
العمامة: يجوز المسح عليها، وليس لها وقت محدد،
ولكن الأحسن أن يحتاط بأن لا يلبسها إلا على طهارة ويجعل المدة مثل الخفين.

الخمار: أولى عدم المسح إلا لحاجة،وهو مثل العمامة في باقي الأحكام.

3: ما هي شروط صحة التيمم؟
1: النية.

2: الإسلام.
3: التمييز.
4: العقل.
5: تعذر استعمال الماء لإنعدامه، أو مانع أو مشقة أو مرض أو مخافة مرض، أو مخافة زيادة مرض.
6: طهارة المُتَيَمَم به من تراب وغيره.


4: أجب بصح أو خطأ مع تصحيح الخطأ إن وجد:
إذا طهرت الحائض أو النفساء قبل غروب الشمس فيلزمها صلاة العصر فقط من هذا اليوم. ( خطأ)
إذا طهرت الحائض والنفساء قبل غروب الشمس فيلزمها صلاة الظهر والعصر من ذاك اليوم.


رنان مولود 24 ربيع الأول 1437هـ/4-01-2016م 01:11 AM

مجلس مذاكرة دروس تفسير"القسم الرابع"
 
مجلس مذاكرة دروس تفسير"القسم الرابع"
أجوبة أسئلة المجموعة الأولى :
المجموعة الأولى :

س1: بيِّن المراد بالحافظين في قوله تعالى: {وإن عليكم لحافظين}
المراد بالحافظين: الملائكة الحفظة الذين يكتبون أقوالنا وأفعالنا من القلوب والجوارح.

س2: من سمات أهل الضلال تزكيتهم أنفسهم، ورميهم أهل الحق بالألقاب الشنيعة، وعيبهم والسخرية منهم، تكلَّم عن هذا الأمر من خلال دراستك لتفسير سورة المطففين.
بين الله تعالى حال المجرمين في الدنيا وأنهم كانوا يسخرون من المؤمنين ويستهزئون بهم، ويضحكون منهم، ويتغامزون بهم عند المرور عليهم احتقارا لهم وازدراءا، حيث قال تعالى فيهم: {إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون() وإذا بهم يتغامزون }.
ثم بين الله جل وعلا حالهم حيث تراهم مطمئنين، ولا يخطر الخوف على بالهم حيث قال تعالى: {وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين}، فكلما عادوا إلى مجالسهم كانوا مسرورين ومغتبطين.
وهذا من أعظم ما يكون من الاغترار حيث أنهم جمعوا بين غاية الإساءة والأمن في الدنيا،
وحكموا لأنفسهم أنهم أهل الهدى، وأن المؤمنين ضالون،افتراءا على الله بغير علم.

س3: فسر قوله تعالى : {إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5)}.
أي إذا السماء انشقت لنزول الملائكة.
والنجوم تساقطت متفرقة.
وفجرت البحار بعضها في بعض فصارت بحرا واحدا، واختلط العذب منها بالمالح.
وقلبت القبور بأن أخرجت ما فيها من الأموت، حشروا للموقف بين يدي رب العباد.
فحينئذ علمت كل نفس عند نشر الصحف ما قدمت من خير وشر وما أخرت من سنة حسنة وسيئة، فهنالك يعض الظالم على يديه، ويُبشر المتقون بمفاز عظيم.

س4: اذكر متعلق النظر في قوله تعالى : {إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (23)}المطففين.
متعلق النظر:
1: وجه الله الكريم.
2: ما أعد لهم من النعيم والكرامات.

س5: اذكر ما استفدته من فوائد سلوكية من قوله تعالى : {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5)}
أن الجهل بالعاقبة مدعاة للظلم.
أن الجهل عدو صاحبه.
أن مخاطبة العصاة يكون بتذكيرهم بالبعث والأخرة.
أنه على الدعاة تخصيص وقت بالتذكير بأهوال يوم القيامة، لما لها من أثر في نفس العاصي.
أن من بين أكبر أسباب المعصية هو عدم الخشية من العاقبة.

رنان مولود 25 ربيع الأول 1437هـ/5-01-2016م 03:16 AM

مجلس مذاكرة القسم السادس في التفسير
 
مجلس مذاكرة القسم السادس في التفسير
مجلس مذاكرة تفسير السور من الفجر إلى الشرح
أجوبة أسئلة المجموعة الأولى:

المجموعة الأولى :
س1: ما هو المقسم به والمقسم عليه في سورة البلد ؟

المقسم به في سورة البلد:
قوله تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3 )}.
أقسم الله بـ:
1-البلد الحرام مكة مكرمة، وخصوصا وقت حلول النبي صلى الله عليه وسلم فيها.
2-بكل والد وما ولد،وقيل آدم وذريته، تعضيما للتناسل.
المقسم عليه:
قوله تعالى: {لقد خلقنا الإنسان في كبد}.
ويحتمل معنيين:
-ما يكابده ويقاسيه من الشدائد في الدنيا والآخرة
-لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم.

س2: فسر قوله تعالى : { الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)}.

-{الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ}: هذا وصف عائد إلى عاد وثمود وفرعون ومن تبعهم، فكل طائفة تجاوزت حدها طغيانا في البلاد وإذاءا للعباد.
-{فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ}: بالكفر ومختلف أنواع المعاصي والظلم وسعي في محاربة الرسل والصد عن سبيل الله.
-{فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ}: فلما بلغوا من المعاصي ما يوجب اهلاكهم، أرسل الله عليهم عذابا شديدا جزاءا بما كانوا يعملون.
-{إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}: قيل يرصد جميع أعمالهم حركاتهم وسكناتهم ،أقوالهم وأفعالهم، حال إسرارهم وإعلانهم، حتى يجازيهم عليهم بمثلها خيرا بخير وشرا بشرا جزاءا من جنس العمل.
وقيل معناه: لمن عصاه يمهله قليلا ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر.
وقيل: عليه طريق العباد لا يفوته أحد.

س3: علام يدل تعريف العسر وتنكير اليسر في قوله تعالى : { فإن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا }؟
أمران:
أولا: يدل تعريف العسر رغم تكراره على أنه واحد، وتنكير اليسر مع تكراره يدل على أنه يسران، وعلى هذا فلن يغلب عسر يسران.
ثانيا: التعريف بالألف واللام دال على الاستغراق والعموم، مما يدل على أن كل عسر مهما بلغ من الصعوبة فإن آخره يسر لملازمتهله.

س4: بيّن الخلاف في معنى ( ما ) في قوله تعالى { والسماء وما بناها }.
فيها قولان:
1-ما موصولة: فيكون الإقسام بالسماء وبانيها الذي، هو الله جل وعلا.
2-ما مصدرية: فيكون الإقسام بالسماء وبنيانها الذي هو دلالة الإتقان والإحكام وعظمة الله جل وعلا.

س5: ماسبب نزول سورة الضحى ؟
اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقم. أي: لصلاة الليل ليلتين أو ثلاثا، فأتته امرأة فقالت: يا محمد، ما أرى شيطانك إلا قد تركك، لم يقربك ليلتين أو ثلاثا.
فأنزل الله عز وجل هذه السورة.

س6: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى : {وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11) }.
- على الإنسان أن يسعى في الخير بماله وهو حي لعلى ماله يغني عنه شيئا إذا مات.
- يحسن تذكير أصحاب الأموال بالإنفراد دون المال في الآخرة والحاجة إلى الحسنات والعمل الصالح بعد الممات، بغية تحصيل الزاد في الدنيا بالمال.
- مثلما يضع الرجل النور أمامه لما يدخل الكهف لا يتركه خلفه، عليه أن يقدم بين يديه العمل الصالح بماله لا يتركه خلفه، فإنه قد لا ينتفع به


رنان مولود 28 ربيع الأول 1437هـ/8-01-2016م 03:51 AM

مجلس مذاكرة القسم السابع في التفسير
 
مجلس مذاكرة القسم السابع في التفسير
تفسير السور من التين إلى الهمزة
أجوبة أسئلة المجموعة الأولى :


المجموعة الأولى :
س1: اذكر المقسم به والمقسم عليه في سورة التين، مبيّنًا مناسبة الإقسام بهذه الأشياء.

المقسم به هو:
قوله تعالى: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3)}
أقسم الله جل وعلا بأربعة أشياء،
-التين والزيتون؛ الفاكهتان المعروفتان وهما مشهوران في الشام وهما كناية عن أرض الشام محل بنوة عيسى عليه السلام.
-طور سنين؛ وهو جبل طور سيناء محل نبوة موسى عليه السلام والذي كلمَ اللهُ فيه موسى.
-البلد الأمين؛ مكة محل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم.
مناسبة الإقسام بهذه الأشياء:
لأن هذه المواضع الثلاث المقدسة التي اختارها الله وابتعث منها أفضل النبوات وأفضلها وأشرفها وهم من أولي العزم من الرسل، فكانت هذه المواضع الثلاث مهابط الوحي ومنبع نور الهداية للبشرية.
المقسم عليه:
قوله تعالى: { لقد خلقنا الإنسان في أحسن}، أي أحسن خلقة وأفضلها.

س2: في قوله تعالى: { نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7)}، لِم خصّ الأفئدة مع كونها تغشى جميع أبدانهم ؟
لأنه محل الهمز واللمز، والكبر والإعجاب بالمال وغير ذلك من المعاصي والأخلاق السيئة.

س3: فسّر قوله تعالى: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3) وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4) وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)}.
قوله تعالى: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1)} أي:لم يكن اليهود والنصارى ومشركي العرب مفارقين لكفرهم وشركهم وغيِّهم حتى أرسل الله إليهم ما يبين باطلهم ويوضح لهم الطريق السوي، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قوله تعالى: {رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً (2)} أي: محمد صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن الذي هو في الصحف المطهرة المنزهة عن الشياطين وعن الكذب والكفر فلا يمسها إلا المطهرون.
قوله تعالى: {فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3)}. أي الصحف فيها أيات وأحكام وأخبار المحكمة.
قوله تعالى: {وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4)}. أي: أن سبب تفرق أولئك القوم هو بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فاختلفوا في أمره رغم أن هذا الأمر الذي جاء به مدعاة للائتلاف والاجتماع.
قوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)}.
{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}أي: وما طلب منهم غير إخلاص العبادة لله جل وعلا بقصد وجهه الكريم وعدم الإشراك به.
{ حُنَفَاء }: مخالفين مائلين عن الشرك، ملتزمون يالتوحيد.
{ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ}، ويأتوا بالصلاة والزكاة على الوجه المطلوب، وخصتا بالذكر لعظم شأنهما وفضلهما، وهما من العبادات التي تقتضي التوحد والإتفاق في المجتمع.
{ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ }.أي: وذلك الدين وهو التوحيد وإخلاص العبادة لله جل وعلا ونبذ الشرك وأهله، وأداء الصلاة على الوجه الذي يليق، وإتاء الزكاة لمستحقيها،هو الدين المستقيم الموصل لجنات النعيم.

س4: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى :{ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5)}.
- على العبد أن يحسن العمل على هذه الأرض لتشهد له بالخير يوم القيامة، كما عليه أن يجتنب مساوئ الأفعال لكي لا يفضح يوم القيامة بشهادة الأرض.
- عظمة الله وجل وعلا وقدرته على جعل الأرض التي هي جماد تتكلم.
- هول الموقف في شهادة الأرض على العباد ما يوجب التحضير له.
- لا شيء يحدث في الدنيا والآخرة إلا بإذن الله جل وعلا.
- الجماد يطيع أمر الله جل وعلا، فكيف يمتنع العبد عن طاعته.

رنان مولود 3 ربيع الثاني 1437هـ/13-01-2016م 02:30 AM

مجلس المذاكرة العاشر : مجلس مذاكرة محاضرة علاج الفتور في طلب العلم
 
مجلس المذاكرة العاشر : مجلس مذاكرة محاضرة علاج الفتور في طلب العلم


السؤال الأول: إقامة الدين لا تكون إلا بالعلم والإيمان. بيّن ذلك.
إن طلب العلم من أفضل العبادات عند الله جل وعلا إن صحت النية.
وبالعلم والإيمان تتحقق رفعة هذه الأمة وعزتها، ونجاتها، وبه يرد كيد الأعداء؛ كمل قال الله جل وعلا: {وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}،
فالإيمان شرط للعزة والرفعة فكلما زاد الإيمان زادت الرفعة، وإت تخلف الإيمان تخلفت الرفعة.
وقال تعالى: {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين}، وقال تعالى: {يرفع الله الذين آمنوا والذين أوتو العلم درجات}.
فكلما كانت الأمة أكثر تمسكا بالعلم والإيمان؛ كانت زادت عزتها ورفعتها، والعكس بالعكس.
وعلى هذا فالدين لا يقوم إلا على العلم والإيمان؛ فبالعلم يعرف هدى الله جل وعلا، والطريق الموصل للنجاة في الدنيا والآخرة، وبالإيمان يُتَبع هذ الهدى؛ حتى تحصل العاقبة الحسنة في الدنيا والآخرة.
فمن قام بهذين الأصلين فقد أقام الدين الصحيح وظفر بالفلاح بجنة النعيم، وكان في جملة من وعدهم الله بالهداية والنصر المبين، وإن تعرض للخذلان من الأقربين، أو اجتمع عليه المخالفين، كما بين صلى الله عليه وسلم: ( لايزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله، لا يضرهم منخذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك) رواه الشيخان من حديث معاوية رضي الله عنه.

السؤال الثاني: ما يعتري طالب العلم من الفتور على نوعين؛ بيّنهما.
ما يعتري طالب العلم من الفتور على نوعين:
النوع الأول: فتور طبيعي لا يلام عليه، وهو طبع في النفس سببه الضعف والنقص الذي جبل عليه الإنسان،
وقد روى ابن أبي شيبة بسنده عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لكل عمل شِرة، ولكل شِرة فترة،فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك).
فيين هذا الحديث أن للإنسان أحوالا حسنة، يعقبها فتور، فمن كانت فترته إلى قصد ولزوم للفرائض؛ فهو غير ملوم، ومن كانت فترته إلى انقطاع وتضييع للفرائض، ومجانبة طريق السنة؛ فهذا مذموم ملوم عليه.
وعلى هذا فعلى العبد أن يستغل هذا الفتور الطبيعي للانطلاق من جديد.

النوع الثاني: الفتور الطارئ وهو يلام عليه العبد، وهو الذي يكون سببه ضعف اليقين وضعف الصبر، وأمراض القلوب والنفوس الخفية، والذنوب الماحقة للبركة كالغيبة بخاصة إن كانت في العلماء.
وكذلك تحميل النفس ما لا تطيق كما قيل من طلب العلم جملة ذهب وتركه.
وكذلك رفقة السوء، والسلوك الخاطئ لطريق طلب العلم إلى غير ذلك من أسباب هذا النوع من الفتور.
وإن اختلفت أسباب الفتور الطارئ إلا أنها تعود إلى أمرين أساسيين تم ذكرهما ألا وهم:
ضعف اليقين وضعف الصبر، لأنه ينتج عنها آفات كثيرة تتسب في الفتور.
وهذا النوع على العبد أن يلجأ إلى الله ويلح في الدعاء ويتعوذ من هذه الأمراض كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته: (ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا)، لعله يفلح.
فكيد الشيطان وشر النفوس وعواقب الذنوب، من أعظم الصوارف عن العلم.


السؤال الثالث: وجّه رسالة في سبعة أسطر لطالب علم افتتن بأمور تثبّطه عن طلب العلم وتصرفه إلى الدنيا وملذاتها.
بسم الله والحمد لله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبعد: قال الله جل وعلا: والعصر. إن الإنسان لفي خسر. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. فمن نجاتي تذكير أخي، فذه مني لك نصيحة، وأقسم بالله جل وعلا أني لك من الناصحين.
فإن بسبب حاجاتنا الدنيوية جعلنا أنفسنا نشتغل بالدنيا ولذاتها كما خلقنا من أجله،
ومن أفضل القربات طلب العلم كما هو معلوم، فعلى طالب العلم أن يزهد في الدنيا، ولا يفتتن بها، ولا يتطلع إلى متاعها الزائل،لأن الإفتتان بالدنيا إذا دخل في قلب عبد أفسده، وليأخذ من الدنيا ما يحتاجه لطاعة ربه عز وجل، والتقرب له، وليعرف للدنيا قدرها وحقيقتها؛ فإنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة كما جاء في الحديث.
أخي الحبيب، الزهد في الدنيا من أسباب محبة الله جل وعلا للعبد كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : (ازهد في الدنيا يحبك الله)، فالعبد كلما كان أزهد في الدنيا على استقامة وسداد، كان أقرب إلى نيل محبة الله جل وعلا، ولا يخفى عليك أن الأجل قصير والأنفاس خزانات معدودة؛فاحذر أن تأتي يوم القيامة فتجد خزانة فارغة فتندم، ولا تنسى أن الدنيا زائلة والقبر ينتظر فهل من زاد.
وعلى العبد أن يصبر ويتصبر على الطلب، ويُحصل اليقين باتخاذ أسبابه، وحسن الظن بالله جل وعلا يقبل على الله جل وعلا، يكثر من الدعاء والذكر،وعليه بالعلم فما خشي الله جل وعلا إلا بالعلم، وما عُصي بمثل ما عُصِي بالمال، وقد توفي صلى الله عليه وسلم وما شبع من خبز الشعير. فتنبه أخي العزيز.
فهذه كلمات أذكر بها نفسي وأخي أدعو الله أن يتقبلها.
وبارك الله فيك.
لاتنسنا من صالح دعائك.

السؤال الرابع: اذكر سبعة أسباب للفتور مع التوضيح الموجز لكل سبب.
السبب الأول: ضعف اليقين.
بحيث تضعف العزيمة، ويحتجب عن العبد هدى الله جل وعلا، ويفتتن بالدنيا، ووينظر العبد لعاجل دنياه وزينتها، وينسى أو يتناسى آجل أمره وأخراه، فيحمله ذلك على ضعف اليقين بوعد ربه وآجل أمره فيفتر.
السبب الثاني: ضعف الصبر.
فلاح العبد مشروط بالصبر، ومن ذلك الصبر على العلم والطاعة، والصبر عن المعاصي، والصبر على أقدار الله جل وعلا.
فضعف الصبر يدخل صاحبه في الفتن، واتباع الهوى، وقسوة القلب، وطول الأمل، وأمراض كثيرة تؤدي إلى الفتور.

السبب الثالث: علل النفس الخفية.
وإن كان بعضها ناتج عن ضعف اليقين كالعجب، والرياء، والحرص على المال والشرف.
وبعضها ناتج عن ضعف الصبر، وهن العزيمة، والعوائق والعوائد.
فهذه الأمراض الخفية هي من أسباب الفتور عن طلب العلم.

السبب الرابع: عواقب الذنوب.
بعض الذنوب التي يقع فيها العبد ولا يتوب مباشرة منها؛ قد يعاقب عليها بالحرمان من فضل طلب العلم، والحرمان من بركة العلم، والابتلاء، كالوقيعة في الأعراض وبخاصة أعراض العلماء، وكذلك التفاخر وغيره من الذنوب والمعاصي.
السبب الخامس: تحميل النفس ما لا تطيق.

إذا حمل الإنسان نفسه أكثر مما تطيق؛ فقد عرضها للإنقطاع عن الطلب، كما قال بعضهم: من طلب العلم جملة ذهب وتركه.
السبب السادس: العوائد الخاطئة في طريق طلب العلم.

إذا كان للطالب طريقة صعبة في الطلب؛ فهو مهدد بالتوقف لعسر الطريق عليه، فكان عليه أن يسأل الذي وصل إلى آخر الطريق أي طريق يأخذ.
السبب السابع: الرفقة السيئة.
إذا كان للطالب رفقة سيئة قد يزهدونه في الطلب أن يفتنونه في دنياه، أو يوقعونه في سبب من أسباب الفتور، فعليه أن يجتنبهم ما استطاع.

السؤال الخامس: اذكر سبع وصايا لعلاج الفتور ، مع التوضيح الموجز لكل وصية.
الوصية الأولى: تحصيل اليقين.
وهو أصل العلاج، وباقي العلاجات تابعة له، وهو أعظم نعمة أنعم الله عز وجل بها على عباده.
روى أحمد وغيره بسنده أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قام خطيبا على المنبر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنة فقال: ( قام رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامي هذا عام الأول ثم بكى أبو بكر، ثم قال: سلوا الله العفو والعافية فإن الناس لم يعطوا بعد اليقين خيرا من العافية، ...) الحديث،فبين الله جل وعلا أن اليقين عطية عظيمة.

ومما يعين على اكتساب اليقين إقبال القلب على الله عز وجل، وطلب الهدى منه جل وعلا، وكثرة الذكر والتذكر، ومعاودة التفكر والتدبر، وبهذه الأمور يصل العبد إلى درجة اليقين المعين على الثبات والطلب.
الوصية الثانية: تحصيل الصبر.
وأما تحصيل الصبر فينال بالتصبر، ففي الحديث: ( ومن يتصبر يصبره الله)، وقال تعالى: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغذاة والعشي}، ومما يعين على الصبر اليقين بأن الله جل وعلا لا يضيع أجر من أحسن عملا،
وهذا مما يعين على الصبر؛ اليقين بأن الله عز وجل لا يضيع أجر من أحسن عملًا، فقد قال تعالى:{واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين}، ولذلك إن وجد الطالب في نفسه ضعفا فليصبر وليحتسب، فإنما ينال الصبر بالتصبر، ومطالعة الأجر، واليقين به يعين على الصبر.

الوصية الثالثة: الفرح بفضل الله وشكر نعمه.
وهما سببان مهمان،وهما من وثيق الصلة بباب القضاء والقدر،فمن أعظم أسباب تقدير الخير الفرح بفضل الله وشكر النعمة إن وجدتا في طالب علم وعمل بهما؛ فليبشر بخير عظيم، وبركات كثيرة فإن الله جل وعلا يفرح بمن يفرح بفضله -الفرح المحمود- قال تعالى: :{قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليلرحوا}، وهما سببان في بركة العلم والثبات.
الوصية الرابعة: تذكير النفس بفضل العلم وشرفه.
مراجعة وسماع طالب العلم لفضائل طلب العلم يزيده يقينا، ويذهب عنه الغفلة وطول الأمل.
الوصية الخامسة: الإعراض عن اللغو.
الإعراض عن اللغو مهم جدا لعلاج الفتور،وهو من أسباب الفلاح وقد ذُكر مباشرة بعد الصلاة في قوله تعالى:{قد أفلح المؤمنون . الذين هم في صلاتهم . والذين هم اللغو معرضون}، فالإعراض عن اللغو سبب في النجاة والثبات.
الوصية السادسة: تنظيم الوقت.
تنظيم الوقت، وتقسيم الأعمال، حتى ينجز في كل وقت قدرا ويحصل له بتجزئة الأعمال؛ وإن أتم جزءا في وقت شعر بالإنجاز؛ مما يدفعه إلى مواصلة طلب العلم، وعلاج الفتور؛ لأنه يجد أن لعمله ثمرة، مما يدفعه للاستكثار منه.
الوصية السابعة: الحرص على بذل العلم.
إن العلم يزكو بتبليغه، وتعليمه، مما يدفع طالب العلم للاستكثار من العلم بالبحث، والسؤال، والتنقيب، والتحضير.


رنان مولود 5 ربيع الثاني 1437هـ/15-01-2016م 02:39 AM

مجلس المذاكرة الرابع عشر: مجلس مذاكرة القسم الثالث من حلية طالب العلم
 
مجلس المذاكرة الرابع عشر:

مجلس مذاكرة القسم الثالث من حلية طالب العلم

المجموعة الأولى
س1: ما معنى كبر الهمة في العلم؟
كبر الهمة تكون في ثلاثة أمور:
كبر الهمة في المبتغى: كإرادة قيادة المسلمين وإمامتهم في العلم، ونفعهم.
كبر الهمة في السعي: بحيث يسعى في الارتقاء إلى الهدف درجة درجة، ويسعى في تحصيل المطلوب.
كبر الهمة في الحرص على الاتباع: الحرص على اتباع ما جاء به الكتاب والسنة، وأن يُعرض عن آراء الرجال.


س2: ما أهمية تعاهد المحفوظات؟ وضح إجابتك.
تعاهد المحفوظات مهم جدا لطالب العلم، وعدم تعاهده سبب ذهاب العلم لقوله صلى الله عليه وسلم: ( تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها)
قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله: ( وفي هذا الحديث دليل على أن من لم يتعاهد علمه ذهب عنه، أيً من كان؛ لأن علمهم كان ذلك الوقت القرآن لا غير، وإذا كان القرآن الميسر للذكر يذهب إن لم يتعاهد؛ فما ظنك بغيره من العلوم المعهودة؟! وخير العلوم ما ضُبط أصله، واستذكر فرعه، وقاد إلى الله ودل على ما يرضاه).


س3: وضح باختصار الفرق بين المناظرة والمماراة.
الفرق بينهما يكمن في علاماتهما،
فالمناظرة محمودة وعلامتها اتباع الحق وإن كان على لسان الخصم، فتراه يرجع إلى الحق ويُظهر ذلك ويحمد الله عز وجل على ذلك.
أما المماراة فهي مذمومة فتجد صاحبها يجادل السفهاء، وينتصر لنفسه ولقوله، وإن كان مع العلماء، ويرد الحق وإن بان له.


س4:كيف يكون حفظ العلم رعاية ؟
على طالب العلم أن يخلص لله جل وعلا في طلب العلم مبتغيا بذلك رفع الجهل عن نفسه وتعليم الناس الخير، والذب عن الدين وحفظ الشريعة، وامتثال أوامر الله عز وجل واجتناب نواهيه.
وعليه يجتنب النيات الفاسدة من طلب للرياسة، وحب الظهور، وأن يشار له بالبنان، فالحذر الحذر، وعليه أن يرعى نفسه جيدا ويتعاهدها باخلاص النية في كل حين فهذا دأب الصالحين.
وعليه أن يتعلم العلم للعمل به والتفقه منه، ويبَيِنه للناس، لا مجرد الاستكثار منه،
لأن مجرد الحفظ بدون فقه للمعنى ناقص جدا، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( رب مبلغ أوعى من سامع).

ولا ينسى أن المراد من العلم العمل والاستكثار من الخير والتزود للآخرة.


رنان مولود 6 ربيع الثاني 1437هـ/16-01-2016م 02:30 AM

مجلس المذاكرة السادس عشر: مجلس مذاكرة القسم الرابع من حلية طالب العلم
 
مجلس المذاكرة السادس عشر:

مجلس مذاكرة القسم الرابع من حلية طالب العلم

المجموعة الأولى :
س1: كيف يكون بذل العلم سببا في زيادته؟
يكون بذل العلم سببا في زيادته إذا علم الناس، لأن التعليم لا يخلو من الفوائدالكثيرة، بالمناقشة والأسئلة، والأخذ والرد فينمو علمه ويزداد، وقد يفتح الله على عبده من الفتوحات الربانية في الفهم آنذاك ما لا يفتح على غيره.

س2: ما المقصود بالتنمُّر بالعلم؟
هو إبراز النفس، أمام الناس بالعلم وذلك بضبط مسألة أو مسألتين، في باب من أبواب الفقه،
ويأتي يفتل عضلاته في المجالس أو أمام العلماء، ليشار إليه بالبنان.


س3: قال ابن تيمية رحمه الله: "لا تجعل قلبك كالإسفنجة يشرب ويقبل كل ما ورد عليه، ولكن اجعله زجاجة صافية تبين ما وراءها ولا تتأثر بما يرد عليه" وضح المقصود بهذا القول.
المقصود أن أن يكون طال بالعلم مستقرا يسير بخطى ثابتة، ولا يورد على نفسه الشبهات، والاحتمالات، والشبه والمتشابه، والإيرادات العقلية، وبخاصة الأمور العقلية.
ولا يكتلرث لكلام دعاة الضلال، ولا يترك اليقين لشك، ولا محكما لمتشابه، وليعلم أن ما من شبهة إلا في كتاب الله ما يردها ويبينها، ولكن يكون التبيين من عند العلماء الربانيين.


س4: اذكر نواقض حلية طالب العلم.
1- إفشاء السر.
2- نقل الكلام من قوم إلى آخرين.
3- الصلف واللسانة.
4- كثرة المزاح.
5- الدخول في حديث بين اثنين.
6- الحقد.
7- الحسد.
8- سوء الظن.
9- مجالسة المبتدعة.
10- نقل الخطى إلى المحارم.

هيئة التصحيح 3 19 ربيع الثاني 1437هـ/29-01-2016م 06:41 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رنان مولود (المشاركة 239434)
السلام عليكم.
هل التلخيص يكون من كل الشروحات الستة الموجودة ؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم أداء التلخيص يكون من الشروحات الستة للحديث.

رنان مولود 29 جمادى الآخرة 1438هـ/27-03-2017م 04:48 PM

35فوائد من حديث أبي هريرة: (لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا...) م
 
فوائد من حديث أبي هريرة: (لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا...) م

- مراتب الحسد وحكم كل منها:
الحسد على مراتب:
الأولى: أن يتمنى أن يفوق غيره.
حكمه: جائز وليس بحسد.

الثانية:أن يكره نعمة الله عز وجل على غيره،ولكن لا يسعى لتنزيل مرتبة الذي أنعم الله عز وجل عليه ويدافع ذلك الحسد.
حكمه: لا يضره لكن غيره أكمل منه.
الثالثة:أن يقع في قلبه الحسد ويسعى في تنزيل مرتبة الذي حسده.

حكمه: محرم.


- رجل على معصية ، فوعظه أخوه فقال له : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " التقوى هاهنا - وأشار إلى صدره - " ، بماذا نرد عليه ؟
نرد عليه بقول النبي صلى الله عليه وسلم: " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب"
فلو اتقى ما هاهنا -القلب- لاتقت الجوارح.

- معنى نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التدابر في قوله : " ولا تدابروا ":
معناه: من الدبر أي كل يعطي دبره للآخر.
وهو إما في:

1- الظهور: بأن يولي بعضهم ظهر بعض.
2- الرأي: بأن يتجه بعضهم ناحية والبعض الآخر ناحية أخرى.


- معنى المناجشة في قول النبي صلى الله عليه وسلم : " ولا تناجشوا ":
أي لا ينجش بعضكم على بعض في المعاملات،
بأن لا يزيد في السلعة وهولا يريد شراءها، لكن يريد الإضرار بالمشتري أو نفع البائع، أو الأمرين معا.


- رجل رأى مسلمًا على معصية فوقع في قلبه احتقارٌ له ، هل يصح ذلك ؟
لا يصح،
لأن احتقار المسلم عظيم لقوله صلى الله عليه وسلم: " بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم".

- أقسام التورية وحكم كل منها:
للتورية أربعة أقسام:
الأول: تورية تؤدي إلى باطل.
حكمها: محرمة
الثاني: التورية المؤدية لواجب

حكمها: واجبة.
الثالث: التورية المؤدية لمصلحة أو حاجة.

حكمها: جائزة.
الرابع: التورية التي لا تؤدي لباطل ولا لواجب ولا لمصلحة.
حكمها:اختلف فيها العلماء، والأقرب عند الشارح عدم جواز الإكثار منها، وأما فعلها أحيانا فلا بأس.




رنان مولود 6 رجب 1438هـ/2-04-2017م 04:38 PM

36فوائد من حديث أبي هريرة: (من نفس عن مؤمن كربة...) م
 
فوائد من حديث أبي هريرة: (من نفس عن مؤمن كربة...) م

- ما حكمة جعل ثواب تنفيس الكرب أخروي بخلاف (التيسير) و (الستر)؟
لم يذكر الدنيا في جزاء الأول " من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة"
لأن تنفيس الكربة إزالتها فقط فكان الثواب أخرويا فقط، بينما التيسير والستر ففيهما زيادة عمل بإزالة ضرر وإحداث خير لذلك كان ثوابهما دنيويا وأخروياهذا والله أعلم وجه كون الأول لا يجازى إلا في الآخرة، والثاني يجازى في الدنيا والآخرة.

- ما حكم الستر على من كان مشتهراً بالمعاصي معلناً لها؟
فيه حالتان:
الأولى: إذا كان الستر ضررا؛ بأن كان الستر لا يزيده إلا شرا وطغيانا، فهنا الستر في حقه مذموم ويجب كشف أمره لمن يقوم بتأديبه.
الثاني: إذا لم يعلم هل ستره خير أم كشفه هو الخير؛ فالأصل الستر مع تتبع أمره، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "
ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة"

- بيِّن فضل طلب العلم الشرعي مما درست ؟

أثنى الله جل وعلا على حملة العلم وفضلهم على غيرهم فقال: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}
ووعدهم برفع درجاتهم يوم الجزاء فقال:
{يرفع الذين آمنوا منكم والذين أوتوالعلم درجات}
كما رغب النبي صلى الله عليه وسلم في طلبه فقال: "
من سلك طريقا يلتمس فيه العلم سهل الله به طريقا إلى الجنة "

فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن طلب العلم الشرعي إذا أخلص فيه لله جل وعلا جزاه الله جل وعلا بالتسهيل للجنة وما قرب إليها وهو مبتغى كل عبد، وذلك بطلب العلم الشرعي المفضي لمرضاة رب العالمين ومحبته حيث قال صلوات ربي وسلامه عليه: " من يرد الله به خيرا يفقه في الدين".
كما مثل النبي صلى الله عليه وسلم حملة العلم بالنجوم التي يهتدى بها في الظلمات فقال
:
" إن مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم في السماء يهتدى به في ظلمات البر والبحر، فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة"
والعلم خير ما ينفع صاحبه بعد موته لقوله صلى الله عليه وسلم:
" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ...وعلم ينتفع به" الحديث


- ما الفرق بين التلاوة والمدارسة في قول النبي صلى الله عليه وسلم : " وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم " ؟
التلاوة هي قراءة القرآن لفظا ومعنى،وتكون قراءة المعنى بالبحث في معاني القرآن ومدلولاته
أما المدارسة فهي أن يدرس بعضهم على بعض القرآن


- ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : " من بطّأ به عمله لم يُسرع به نسبه " ؟
له معنيان:

الأول: أي أن النسب لا ينفع صاحبه إذا أخره عن صالح الأعمال.
الثاني:من أخره العمل لم ينفعه النسب.
لقوله تعالى: ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )

- ما حكم رفع المعسر إلى القضاء ؟
في المسألة حالتان:
الأولى: التحقق أنه معسرا أو يغلب الظن في ذلك.
حكمه: يحرم رفعه للقضاء ويجب الكف عن طلبه ومطالبته لقوله تعالى: (وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة).
الثانية: إذا كان صاحب حيلة موسر إدعى الإعسار للمماطلة.
حكمه: له الحق في طلبه ومطالبته.

- ما حكم التيسير على المعسر ؟

فيه تفصيل:
1-معسر بحق خاص لك:
أ- معسر بحق أو غلب الظن على ذلك.
حكمه: تيسير واجب والدليل قوله تعالى: (وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة).
ب- معسر مماطل صاحب حيلة.
حكمه: لك أن تطلبه وتطالبه.

2- معسر بحق خاص لغيرك:
أ- معسر لا يخشى عليه الإساءة أو الحبس بغير حق وما أشبه ذلك.
حكمه: تيسير مستحب.
ب- معسر يخشى عليه الإساءة أو الحبس بغير حق وما أشبه ذلك.
حكمه: تيسير واجب ما دمت قادرا.

- هل الطريق الذي يلتمس فيه العلم حسي أو معنوي؟

الطريق الذي يلتمس فيه العلم يكون حسيا ومعنويا:
الطريق الحسي يشمل الذي تطرقه الأقدام، والطريق المعنوي الذي تدركه الأفهام.
الطريق الحسي الذي تطرقه الأقدام: مثل أن يأتي الإنسان من بيته إلى مدرسته، أو من بيته إلى مسجده، أو من بيته إلى حلقة علم في أي مكان.
الطريق المعنوي الذي تدركه الأفهام: فمثل أن يتلقى العلم من أهل العلم، أو يطالع الكتب،أوأن يستمع إلى الأشرطة وما أشبه ذلك.

رنان مولود 6 رجب 1438هـ/2-04-2017م 05:41 PM

37فوائد من حديث ابن عباس: (إن الله كتب الحسنات والسيئات...) خ م
 
فوائد من حديث ابن عباس: (إن الله كتب الحسنات والسيئات...) خ م

-ما هي أحوال الهم بالسيئة ؟ وما حكم كل منها ؟
الهم بالسيئة له أربعة أحوال:
الحال الأولى: أن يهم بالسيئة ويعزم عليها بقلبه، وليس مجرد حديث النفس، ثم يراجع نفسه فيتركها لله جل وعلا.
حكمه: هذا يؤجر صاحبها وتكتب حسنة كاملة.
الحال الثانية: أن يهم بالسيئة ويعزم عليها لكن يعجز عنها من غير اتخاذ أسبابها.
حكمه: يأثم ويكتب عليه سيئة بسبب نيته لحديث إنما الدنيا لأربع نفر
بلفظه: "فهو بنيته، فهما في الوزر سواء".
الحال الثالثة: أن يهم بالسيئة ويسعى في الحصول عليها ولكنه يعجز لمانع.
حكمه: يكنب له وزر سيئة كاملا، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال: "
إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار" فقيل: يا رسول الله هذا القاتل ، فما بال المقتول؟ فقال صلوات ربي وسلامه عليه:" لأنه كان حريصا على قتل صاحبه" فكتب عليه عقوبة القاتل.
الحالة الرابعة: أن يهم الإنسان بالسيئة ثم تطيب نفسه ويعزف عنها لا لله ولا للعجز.
حكمه: هذا لا له ولا عليه.

لا يثاب لأنه لم يتركها لله، ولا يعاقب لأنه لم يفعل ما يوجب العقوبة.

-
ما هي أحوال الهم بالحسنة ؟ وما حكم كل منها ؟
الهم بالحسنة لها أربعة أحوال:
الحال الأولى: هم بحسنة فعملها.
حكمه: تكتب له عشر حسنات لقوله جل وعلا
: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون).
الحال
الثانية: هم بالحسنة وسعى بأسبابها ولكنه لم يدركها.
حكمه: فهذا يكتب له الأجر كاملا لقوله تعالى: (ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله).
الحال ا
الثالثة: هم بالحسنة وعزم عليها ثم تركها لحسنة أفضل منها.
حكمه: فهذا يكتب له ثواب الحسنة العليا وثواب همه بالحسنة الدنيا ودليل ذلك أن رجلا أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين فتح مكة،وقال:يا رسول الله إني نذرت إن فتح الله عليك مكة أن أصلي في بيت المقدس؟ فقال: "صلِّ هاهُنا" فكرر عليه، فقال له "شأنُكَ إذاً" .
الحال الرابعة: هم بالحسنة ثم تركها تكاسلا.
حكمه:
هذا يثاب على الهم الأول والعزم الأول، ولكن لا يثاب على الفعل لأنه لم يفعله بدون عذر، وبدون انتقال إلى ما هو أفضل.

-
ما هي الأمور التي تضاعف بها الحسنات ؟
من الأمور التي تضاعف الحسنات:
الأول: الزمان.
مثاله:
قول النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأول من ذي الحجة " ما من الأيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر" الحديث.
ومن ذلك قوله تعالى: (ليلة القدر خير من ألف شهر).

الثاني: باعتبار المكان.

مثاله: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا مسجد الكعبة".
الثالث: باعتبار العمل.
مثاله: فقد قال الله تعالى في الحديث القدسي: "ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه"فالعمل الواجب أفضل من التطوع.
الرابع: باعتبار العامل.
مثاله: قال النبي صلى الله عليه وسلم "لاَ تَسِبوا أَصحَابي،فوالذي نَفسي بيَدِهِ لَو أَنفَقَ أَحَدُكُم مِثلَ أُحُدٍ ذَهَباً مَا بَلَغَ مد أَحَدِهم ولاَ نصيفَهُ".
الخامس: التفاضل في مضاعفة الأجر للعاملين للعمل الواحد.
مثاله: لدينا ثلاثة رجال: رجل نوى بالعمل امتثال أمر الله عزّ وجل والتقرب إليه،وآخر نوى بالعمل أنه يؤدي واجباً، وقد يكون كالعادة، والثالث نوى شيئاً من الرياء أو شيئاً من الدنيا.
فالأكمل فيهم: الأول، وسبب هذا التفاضل يكمن في تحقيق الإخلاص لله جل وعلا والمتابعة لنبيه صلى الله عليه وسلم.




رنان مولود 7 رجب 1438هـ/3-04-2017م 12:18 AM

38فوائد من حديث أبي هريرة - القدسي-: (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب...) خ
 
فوائد من حديث أبي هريرة - القدسي-: (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب...) خ

- ما معنى قول الله - عز وجل - في الحديث القدسي : " فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ... " الحديث ؟
يحتمل معنيان:
الأول:
معناه أن الإنسان إذا كان وليّاً لله عزّ وجل وتذكر ولاية الله حفظ سمعه وبصره ويده ورجله ، فتكون هذه الجوارح تابعة لما يرضي الله عزّ وجل.
الثانى:
المعنى أن الله يسدده في سمعه وبصره ويده ورجله، ويكون المعنى: أن يُوفّق هذا الإنسان فيما يسمع ويبصر ويمشي ويبطش. وهذا أقرب.

-
ما هي آثار محبة الله للعبد ؟
من آثار محبة الله للعبد:
1- التسديد في السمع والبصر واليد والرجل وباقي الجوارح: بحيث لا تقع أحد جوارحه إلا على ما يرضي الله جل وعلا، وينتفع بذلك.
الدليل: قوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: "ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها" الحديث.
2- إجابة المسألة وإعطاء السؤال والإعاذة من المكروه:

فالله جل وعلا إذا أحب عبداً أجاب مسألته وأعطاه ما يسأل وأعاذه مما يكره، فيحصل له المطلوب ويزول عنه المرهوب.
يحصل له المطلوب في قوله: "ولئن سألني لأعطينه" ويزول المرهوب في قوله: "ولئن استعاذني لأعيذنه".


-
من هو ولي الله ؟ وما حكم معاداته ؟
وليُّ الله جل وعلا: هو العبد المؤمن التقي لقوله تعالى: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون)
حكم معاداة ولي من أولياء الله: معاداة أولياء الله من كبائر الذنوب، لقوله عليه الصلاة والسلام, فيما يرويه عن ربه:"من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب"الحديث وهذه عقوبة خاصة على عمل خاص، فيكون هذا العمل من كبائر الذنوب.

-
كيف ينال العبد محبة الله له ؟
1-التقرب إلى الله بالفرائض وذلك بالإخلاص فيها ومتابعة البني صلى الله عليه وسلم،
لما جاء في الحديث القدسي "وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه"
2- الإكثار من النوافل،
لقوله تعالى في الحديث القدسي: "ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه"

-
ما أقسام ولاية الله ؟
ولاية الله عزّ وجل قسمان: عامة وخاصة.
1- الولاية العامة: هي ولاية الله عز وجل على الخلق كلهم؛ تدبيراً وقياماً بشؤونهم، وهذا عام لكل أحد للمؤمن والكافر، والبرّ والفاجر، ومنه قوله تعالى: ( حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون * ثم ردّوا إلى الله مولاهم الحق).
2- الولاية الخاصة: وهي ولاية الله جل وعلا للمؤمنين المتقين وهي خاصة بهم، قال تعالى: (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور)
وقال تعالى: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون).


رنان مولود 7 رجب 1438هـ/3-04-2017م 03:53 PM

39فوائد من حديث ابن عباس: (إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان...) ج هق
 
فوائد من حديث ابن عباس: (إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان...) ج هق

- ما الفرق بين (الخطأ) و (النسيان)؟
الخطأ: أن يرتكب الإنسان العمل عن غير عمد.
والنسيان: ذهول القلب عن شيءٍ معلوم من قبل.

ما معنى (الإكراه) لغة وشرعاً؟
لغة: الإلزام والإجبار.
شرعا:
أن يكرهه شخص على عمل محرم ولايستطيع دفعه

- قال أحدهم لرجل : إما أن تقتل فلانًا أو أقتلك ؛ فقتله واحتج بأنه مكره ، فما حكم ذلك ؟
حكمه:
حجته باطلة، فالأصل عدم حل القتل بالإكراه فيقتل هذا القاتل المكره، لأن حق الآدي لا يعذر بالإكراه ولأن دماء المسلمين تتساوى.


- صائم أكل يظن أن الشمس غربت ثم تبين له أنها لم تغرب ، ما حكم صومه ؟

صومه صحيح وليس عليه قضاء،
الدليل: ما روت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنهم أفطروا في يوم غيمٍ على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثم طلعت الشمس، إذاً هم أفطروا قبل أن تغرب الشمس ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالقضاء.

- رجل تكلم في الصلاة يظن أن الكلام جائز ، ما حكم صلاته ؟
لا تبطل صلاته لأنه جاهل مخطئ ارتكب الإثم عن غير قصد.
الدليل: هو:
أن معاوية بن الحكم رضي الله عنه دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة، فسمع عاطسا عطس فحمد الله، فقال له معاوية رضي الله عنه: يرحمك الله، فرماه الناس بأبصارهم، أي جعلوا ينظرون إليه نظر إنكار فقال: واثكل أمّياه -كلمة توجع - فجعلوا يضربون على أفخاذهم يسكّتونه فسكت، فلمّا انتهت الصلاة دعاه النبي صلى الله عليه وسلم، قال معاوية: فبأبي هو وأمي ما رأيت معلماً أحسن تعليماً منه، ماكهرني، ولاشتمني، ولاضربني، وإنما قال: "إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي التكبير والتسبيح وقراءة القرآن".
وجه الدلالة: أنه لم يأمره بالإعادة، ولو كانت الإعادة واجبة عليه لأمره بها كما أمر الذي لايطمئن في صلاته أن يعيد صلاته.

- هل تسقط الواجبات بالجهل ؟
الأصل أن الواجبات لايسقط أداؤها وقضاؤها، فلابد أن تُفعل، ولكن يسقط الإثم في تأخيرها بعذر.

وفي مسألة الجهل خلاف والراجح أن الأمر فيه تفصيل:
1-
إذا كان الواجب المتروك جهلا مما يمكن تداركه في وقته: فلا يسقط عنه.
مثال:
أن رجلا أكل لحم إبل وهو على وضوء ولم يعلم أن أكل لحم الإبل ناقض للوضوء، فصلى فيلزمه الإعادة.
لما ثبت
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها"فعذره عن التأخير ولم يعذره عن القضاء، بل أمره بالقضاء.
قصة الرجل الذي جاء وصلى ولم يطمئن في صلاته قال له النبي صلى الله عليه وسلم : "ارجع فصل فإنكلم تصل" فرجع وصلى صلاة لايطمئن فيها،ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ،فقال: "ارجع فصل فإنكلم تصل" ثلاث مرات حتى قال المصلي: والذي بعثك بالحق لاأحسن غير هذا فعلمني، فعلّمه، فهنا لم يعذره بالجهل لأن هذا الواجب يمكن تداركه مع الجهل فيفعل.
2- إذا
كان الواجب المتروك جهلا مما لا يمكن تداركه في وقته والتارك غير مقصر: فيسقط عنه ولا يلزمه القضاء.

مثال: بنت في البادية حاضت ولها إحدى عشرة سنة، ولم تصم إلا عند سن السادس عشر جهلا، فلا تلزم بالقضاء، لأنها جاهلة ولم تقصّر.
لما ثبت في
الحديث االسابق حيث لم يأمر فيه النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل بقضاء ما مضى من صلاته، وأمره بقضاء الصلاة الحاضرة لأنه يمكن تداركها.
3- إذا كان الواجب المتروك جهلا مما لا يمكن تداركه في وقته والتارك مقصر: فلا يسقط عنه ويلزمه القضاء.
مثال: يقول رجل عاميٌّ لآخر مثله: يافلان يجب عليك كذا وكذا، فقال: لا يجب، قال له: اسأل العلماء، فقال: لا أسأل العلماء قال الله عزّ وجل: (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم).
فهذا مقصّر ويلزمه القضاء.

مثال:4- إذا كان الواجب المتروك جهلا مما يتعلق به حق الغير: فيلزمه أداء ما مضى.
مثال: رجل مضى عليه سنوات وهو لايزكّي جهلا، والمال الذي عنده زكوي، فيلزم بأداء ما مضى.
لأن الزكاة ليس لها وقت محدد تفوت بفواته و
لتعلّق حق أ هل الزكاة بها وهو حق آدمي، لكن لانؤثمه لأنه كان جاهلاً.


رنان مولود 7 رجب 1438هـ/3-04-2017م 05:08 PM

40فوائد من حديث ابن عمر: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل...) خ
 
فوائد من حديث ابن عمر: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل...) خ

- ما فائدة أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكب ابن عمر رضي الله عنهما؟
ليكون سببا لانتباه المخاطب وحضور قلبه واستحضار ما يقوله صلى الله عليه وسلم.

- ما فائدة العطف بـ " أو " في قول النبي صلى الله عليه وسلم : " كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل " ؟
فائدة العطف بـ " أو " في الحديث: التخيير والإباحة، والأحسن أن تكون للإضراب بمعنى "بل".

- بين معنى التشبيه في قول النبي عليه الصلاة والسلام: (كأنك غريب أو عابر سبيل)؟
أي كن كالغريب لم يتخذها سكنا وقرارا، وعابر السبيل: لم يستقر فيها أبدا، بل هو ماش.

- ما معنى قول عبد الله ابن عمر - رضي الله عنهما - : " إِذَا أَمْسَيْتَ فَلا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلا تَنْتَظِرِ المَسَاءَ
لها وجهين في المعنى:
الأول:
اعمل العمل وتجهّز قبل أن تصبح ولاتقل غداً أفعله، فلا تؤخر عمل اليوم لغد.
الثاني: إذا أمسيت
فلا تنتظر الصباح لأنك قد تموت قبل أن تصبح. وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء لأنك قد تموت قبل أن تمسي.

- ما معنى قول عبد الله ابن عمر - رضي الله عنهما - : " وخذ من صحتك لمرضك "؟
معناه: أن الإنسان يأخذ من صحته لمرضه، لأن الإنسان إذا كان في صحة تجده قادراً على الأعمال منشرح الصدر، تسهل عليه الطاعات واجتناب المحرمات بخلاف ما إذاكان مريضاً عجز وتعب، أو تعذر عليه الفعل، أو إذا أمكنه الفعل تجد نفسه ضيّقة ليست منبسطة.


رنان مولود 7 رجب 1438هـ/3-04-2017م 05:54 PM

41فوائد من حديث عبد الله بن عمرو: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به) نع ط
 
فوائد من حديث عبد الله بن عمرو: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به) نع

الحديث الحادي والأربعون
عَنْ أَبِيْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ بِنِ عمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لاَيُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَواهُ تَبَعَاً لِمَا جِئْتُ بِهِ"حَدِيْثٌ حَسَنٌ صَحِيْحٌ رَوَيْنَاهُ فِي كِتَابِ الحُجَّةِ بِإِسْنَادٍ صَحِيْحٍ.

- كيف يكون هوى الإنسان تبعًا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ؟
يكون هوى الإنسان تبعًا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم بـ :
-أن تكون محبته تابعة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم في الأوامر والنواهي وغيرها فيحب ما أمر به ويكره ما نهى عنه.
-تحكيم الشريعة في كل شيء معادهم ومعاشهم لقوله تَعَالَى: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء}.
- التسليم للنصوص بالاستدلال بها ثم الحكم فيقدم النقل على العقل لا العكس.
-عدم تحكيم وتقديم العقل أو العادة على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.

قال تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما}.
وقال تعالى: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم}


- ما المراد بنفي الإيمان في قوله: (لا يؤمن أحدكم حتى…)؟
المراد نفي كمال الإيمان،

لأن الإنسان قد يكون هواه تبعاً لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم في أكثر مسائل الدين، وفي بعض المسائل لايكون هواه تبعاً، فيحمل على نفي الكمال.

- ما معنى : (هواه، تبعاً، ما جئت به)؟
هواه: أي اتجاهه وقصده.
تبعاً: تابعا ومحكما غير مخالف.
ما جئت به: ما أرسلت به من القرآن والسنة.

- ما هي أقسام الهوى؟
الأصل عند إطلاق الهوى يكون المذموم كما جاء ذلك في الكتاب والسنة، فيقال: الهدى، ويقابله الهوى.
وعلى القول بصحة حديث "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به"

فينقسم إلى قسمين:
محمود: وهو ما كان تبعاً لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم .
ومذموم: وهو ماخالف ذلك.



رنان مولود 9 رجب 1438هـ/5-04-2017م 06:07 PM

42فوائد من حديث أنس - القدسي-: (يا بن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي...) ت
 
فوائد من حديث أنس - القدسي-: (يا بن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي...) ت
الحديث الثاني والأربعون
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ:قَالَ اللهُ تَعَالَى: "يَا ابْنَ آَدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوتَنِيْ وَرَجَوتَنِيْ غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ وَلا أُبَالِيْ، يَا ابْنَ آَدَمَ لَو بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ استَغْفَرْتَنِيْ غَفَرْتُ لَكَ، يَا ابْنَ آَدَمَ إِنَّكَ لَو أَتَيْتَنِيْ بِقِرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لقِيْتَنِيْ لاَتُشْرِك بِيْ شَيْئَاً لأَتَيْتُكَ بِقِرَابِهَا مَغفِرَةً" رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَدِيْثٌ حَسَنٌ صَحَيْحٌ.

- هل الاستغفار بالقول فقط ؟
لا، فلابد من فعل أسباب المغفرة مع حضور القلب واستحضار الفقر إلى الله جل وعلا.
وإلا كان دعاؤه كالاستهزاء كما لو قال الإنسان: اللهم ارزقني ذرية طيبة، ولم يعمل لحصول الذرية.

-في الحديث القدسي : " يا بن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة "؛ ما الذي يفيده تنكير "شيئاً" ؟
جاءت "شيئاً" نكرة في سياق النفي وهي تفيد العموم أي لقيت الله جل وعلا لا تشرك به لا شركا أكبر ولا أصغر فعلى العبد أن لا يتهاون في ذلك ويحاسب نفسه قبل أن يحاسب.
فحب المال الذي يلهي عن الطاعة شرك لقوله صلى الله عليه وسلم: ( تعس عبد الدرهم...) الحديث، والرياء شرك والحلف بغير الله شرك، فالحذر الحذر.

-ما هي شروط التوبة ؟
يشترط للتوبة النصوح خمسة شروط بالتمام:
الأول: الإخلاص، فتكون توبته خالصة لوجه الله, طالبا مغفرته راجيا عفوه ورحمته, ولا تكون رياء أو خوفا من ذي سلطة عليه
قال الله تعالى: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين).
الثاني: الندم على ما حصل، ف
لابد أن يكون في قلب الإنسان ندم وهو انكساره وخجله وحيائه أمام الله عزّ وجل أن فعل مانهي عنه، أو ترك ما أوجب عليه.
الثالث: الإقلاع عن المعصية التي تاب منها، يلزم الإقلاع من الذنب مع رد الحقوق فـ:
1- إذا كان حق من حقوق الله جل وعلا: كترك لواجب يمكن تداركه
وجب عليه أن يقوم بالواجب وإن كانت انتهاكا لمحرم بادر إلى تركه فورا.
2
- إذا كان حق من حقوق العباد: فعليه المبادرة إلى رد الحق لصاحبه إن كان مما يرد كسرقة المال ويتخير الطريقة الأحسن لردها دون مشاكل،
أو التحلل منه إن كان غيبة مع علمه بغيبتك له، أو الاستغفار له إن كان لا يعلم
لما جاء في الحديث: "كفارة من اغتبته أن تستغفر له"
الرابع:
العزم على أن لا يعود: فإن تاب من هذا الذنب لكن من نيته أن يعود إليه متى سنحت له الفرصة فليس بتائب، ولكن لو عزم أن لا يعود ثم سوّلت له نفسه فعاد فالتوبة الأولى لا تنتقض، لكن يجب أن يجدد توبة للفعل الثاني.
الخامس:
أن تكون التوبة وقت قبول التوبة: فإن كانت في وقت لا تقبل فيه لم تنفعه، وذلك نوعان: نوع خاص، ونوع عام.
النوع الخاص:
إذا حضر الإنسان أجله فإن التوبة لا تنفع، لقول الله تعالى: (وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك اعتدنا لهم عذابا أليما)
النوع العام:
فهو طلوع الشمس من مغربها، فإذا طلعت من المغرب آمن الناس كلهم، ولكن لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً.
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تخرج الشمس من مغربها"


- ما معنى قراب الأرض في الحديث القدسي : " يابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض .. " الحديث ؟
معنى قراب الأرض: أي مايقاربها، إما ملئاً،أو ثقلاً، أو حجماً.

- جاء في الحديث القدسي : " يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرتُ لك " ما فائدة العطف بقول " ورجوتني " على قوله : " دعوتني " ؟
فائدة العطف هي القيد،
بحيث أن تكون داعياً لله راجياً إجابته، وأما أن تدعو الله بقلب غافل
لاهي أو على وجه العادة فليس حريّاً بالإجابة، فلابد من الدعاء والرجاء.

-ما معنى الدعاء في الحديث القدسي : " يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرتُ لك "
الدعاء ينقسم إلى قسمين: دعاء مسألة، ودعاء عبادة.
1- دعاء مسألة: دعاء بلسان المقال.
مثال: قول يا رب اغفر لي.
2- دعاء عبادة: دعاء بلسان الحال.
مثال: الصلاة لله.
الدليل:
قول الله تعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين).
فسمى الدعاء عبادة، وقد جاء في الحديث: "أن العاء هو العبادة".


تتمة الحديث 35
-ما هو حق المسلم على أخيه المسلم ؟
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لاَ تَحَاسَدوا، وَلاَتَنَاجَشوا، وَلاَ تَبَاغَضوا، وَلاَ تَدَابَروا، وَلاَ يَبِع بَعضُكُم عَلَى بَيعِ بَعضٍ، وَكونوا عِبَادَ اللهِ إِخوَانَاً، المُسلِمُ أَخو المُسلم، لاَ يَظلِمهُ، وَلاَ يَخذُلُهُ، وَلا يكْذِبُهُ، وَلايَحْقِرُهُ، التَّقوَى هَاهُنَا -وَيُشيرُ إِلَى صَدرِهِ ثَلاَثَ مَراتٍ- بِحَسْبِ امرىء مِن الشَّرأَن يَحْقِرَ أَخَاهُ المُسلِمَ، كُلُّ المُسِلمِ عَلَى المُسلِمِ حَرَام دَمُهُ وَمَالُه وَعِرضُه". رواه مسلم
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس"رواه البخاري

وجاء في مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "حق المسلم على المسلم ست. قيل ما هن يا رسول الله. قال: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فسمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه".

فحقوق المسلم على المسلم كثيرة منها:
- عدم الحسد، وهو أن يكره رؤية النعمة على أخيه ولو لم يتمن زواها عنه.
- عدم
المناجشة ولو من جانب واحد،والنجش في البيع:هو أن يزيد في السلعة وهو لا يريد شراءها بل الحاق الضرر.
-
التحاب وعدم البغض، فعليه أن لا يفعل من الأسباب ما من شأنه ان يوقع البغضاء والكراهية في قلبه تجاه أخيه المسلم، أو أن يوقع بغضه في قلب أخيه.
- عدم التدابر في البدن أو في القلوب، فيولي المسلم أخيه ظهره، ووجوب الاجتماع على كلمة واحدة بقدر الإمكان.
- عدم إلحاق أي نوع من أنواع الظلم بأخيه المسلم, فيسلم منه دم أخيه المسلم، وماله، وعرضه.

- عدم البيع على بيع أخيه، بأن إذا أراد أخيه المسلم شراء سلعة ذهب للبائع وعرض عليه ثمنا أعلى ليفوز بها.
-
احترام وجوب الأخوة الإيمانية والعمل بها، لقوله صلى الله عليه وسلم: "وكونوا عباد الله إخوانا".
- عدم انتهاك
دم و مال و عرض المسلم.
- عدم غيبته ووجوب الدفاع عن عرضه في مجلس غيبة.
-
عدم ظلم المسلم بأي نوع من أنواع الظلم.
-
وجوب نصرة المسلم، وتحريم خذلانه والتخلي عنه والحاق الضرر به.
-
وجوب الصدق فيما يخبر به أخاه، وأن لا يكذب عليه سواء كان بالقول أو بالفعل كأن يغشه في بيع أو خلافه.
-
تحريم احتقاره مهما بلغ في الفقر وفي الجهل.
- رد السلام عليه.
- عيادته إذا مرض.
- اتباع جنازته.
- اجابة دعوته إن أمكن.
- وتشميته إن عطس وحمد الله.
- والنصح له إن استنصح.

رنان مولود 11 رجب 1438هـ/7-04-2017م 01:54 AM

28فوائد من حديث العرباض بن سارية: (وعظنا رسول الله موعظة وجلت منها القلوب...) د ت
 
فوائد من حديث العرباض بن سارية: (وعظنا رسول الله موعظة وجلت منها القلوب...) د ت

الحديث الثامن والعشرون
عَن أَبي نَجِيحٍ العربَاضِ بنِ سَاريَةَ رضي الله عنه قَالَ: وَعَظَنا رَسُولُ اللهِ مَوعِظَةً وَجِلَت مِنهَا القُلُوبُ وَذَرَفَت مِنهَا العُيون. فَقُلْنَا: يَارَسُولَ اللهِ كَأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوصِنَا، قَالَ: (أُوْصِيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ عز وجل وَالسَّمعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلافَاً كَثِيرَاً؛ فَعَلَيكُمْ بِسُنَّتِيْ وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المّهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فإنَّ كلّ مُحدثةٍ بدعة، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ) رواه أبو داود والترمذي وقال : حديث حسن صحيح.

-
ما معنى الموعظة ؟
الموعظة: هي التذكير بما يلين القلوب ترغيبا أو ترهيبا.
يستدل فيها بكلام الله عز وجل أو النبي صلى الله عليه وسلم أو أقوال السلف

- ما هي وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم للأمة في وقت الفتن ؟
وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم للأمة في وقت الفتن تتمثل هي:
1- تقوى الله عز وجل.
2- السمع والطاعة لولاة الأمور.
3- لزوم هدي الرسول صلى الله عليه وسلم وإتباع
سنته.
4- لزوم سنة الخلفاء الراشدين المهديين أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضى الله عنهم وأرضاهم.
5- التمسك بشدة على سنة النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين من بعده.
6- اجتناب البدع والمحدثات في الدين.
الدليل على ما سبق: حديث العرباض بن سارية رضى الله عنه قال: وعضنا رسول الله موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون. فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال: (أوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا
؛ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة) رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

- ما هي الآداب التي يجب أن يتحلى بها الواعظ ؟
من الآداب التي يجب أن يتحلى بها الواعظ:
1- أن يكون الواعظ مؤمنا بكلامه، متأثرا به حريصا على إيصاله لمستمعيه بحيث يظهر ذلك على ملامح وجهه، ونبرات صوته وحركاته.
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا وعظ علا صوته، واحمرَت عيناه، وانتفخت أوداجه، ويشير بيديه، حتى خشي عليه أصحابه أن يسقط من المنبر.
2- سلامة قلبه من الأمراض، التي يبتلى بها القلب، فسليم القلب ينفذ كلامه إلى القلوب بخلاف غيره.
3- أن يكون قدوة صالحة لسامعيه بقوله وفعله، لأن سامعيه سوف يرقبون قوله وفعله، فإذا وجدوه مخالفا لما وعظهم به احتقروه، وأعرضوا عنه وعما وعظهم به.

ولذلك قال شعيب عليه السسلام لقومه:{وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه}، وأنكر الله جل وعلا على أهل الكتاب الذين يعظون غيرهم ولا يتعظون،
قال تعالى:
{أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون}.

- ما الحكمة من الأمر بالسمع والطاعة للأمير بعد الأمر بتقوى الله في قول النبي صلى الله عليه وسلم : " أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة .." الحديث ؟
الحكمة من الأمر بالسمع والطاعة للأمير بعد الأمر بالتقوى هي:
خص النبي صلى الله عليه وسلم السمع والطاعة للأمير بالذكر بعد ذكر التقوى مع أنها من تقوى الله لبيان أهميتها ولعظم التمرد عليها.

- ما معنى وصف خلفاء النبي صلى الله عليه وسلم بالراشدين المهديين ؟
معنى الوصف:
التأكيد فيلزم من كونهم راشدين أن يكونوا مهديين، إذ لا يمكن رشد إلا بهداية، فصفة مهديين ليست احتراز ولكنها توكيد وبيان لعلة، يعني أنهم رشدوا لأنهم مهديون.


- ما ضوابط السمع والطاعة للأمير ؟
ضوابط السمع والطاعة للأمير كالآتي:
1- السمع والطاعة لأولي الأمر واجبان بالكتاب والسنة ،بل إنَّ طاعتهم من طاعة الله ورسوله وداخلة فيها، لقوله تعالى :{وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم }.
2-
السمع والطاعة لأولي الأمر تابعة لطاعة الله ورسوله خاضعة لهما ووجه ذلك عدم إعادة فعل الأمر "وأطيعوا" مع "أولي" الأمر،
فلو أمروا بمعصية فلا سمع ولا طاعة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق".
3-وجوب طاعة ولي الأمر ولو كان عاصيا ما لم يأمر بمعصية لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إسمع وأطِعْ وإنْ ضرب ظهركَ وأخذ مالكَ".
4-تلزم طاعة الأمير فيما يتعلق بأمور الحكم وماعدا ذلك فلا تلزم طاعته ولكن دون منابذته علناً، لما قد يترتب عن ذلك من كره العامة له والتقليل من هيبته لديهم.


- بماذا ترد على من ينكر العمل بالأذان الأول لصلاة الجمعة ؟
وجه الانكار:
أ- يعترض المنكر بأن الآذان الأول لم يكن فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم.
- زوال المقتضي في زمانهم بوجود المكبرات.
الرد:
1- الأمر النبوي:
من جهة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر باتباع سنة الخلفاء فقال: " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي"، ورأي عثمان رضي الله عنه خير من رأينا.
2- قيام المقتضي: السبب الذي من أجله أحدثه عثمان رضي الله عنه ليس موجوداً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، ففي عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانت المدينة صغيرة متقاربة، لا تحتاج إلى أذان أول، أما في عهد عثمان رضي الله عنه اتسعت المدينة وكثر الناس وصار منهم شيء من التهاون فاحتيج إلى أذان آخر قبل الأذان الذي عند مجيء الإمام.
3-
له أصلاً من سنة النبي صلى الله عليه وسلم: وهو أنه في رمضان كان يؤذن بلال وابن أم مكتوم رضي الله عنه، بلال رضي الله عنه يؤذن قبل الفجر، وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن أذانه لا لصلاة الفجر ولكن ليوقظ النائم، ويرجع القائم للسحور، فعثمان رضي الله عنه زاد الأذان الأول من أجل أن يقبل الناس البعيدون إلى المسجد ويتأهبوا.
فعثمان رضي الله عنه لم يخالف الرسول صلى الله عليه وسلم في إحداث الأذان الأول.
4- أم مسألة زوال المقتضي الآن فهي أوهن المسائل فحتى بالمكبرات فلا تكاد تسمع الأذان أو تصل للمسجد في الوقت مع كبر المدينة وزيادة صخب الأسواق.
ولعل السبب ما حدث لعثمان رضي الله عنه في زمن عثمان:

لما أخرجه مسلم في أول كتاب الجمعة ( 2/580 ). ورواه البخاري في كتاب الجمعة (878 ).
عن أَبُي هُريرة قال : بَينما عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ يَخْطُبُ النَّاسَ يومَ الْجُمُعَةِ، إِذْ دَخلَ عُثْمَانُ بنُ عفَّانَ، فَعَرَّضَ بِهِ عُمَرُ فقال: ما بالُ رِجالٍ يَتَأَخَّرُونَ بَعْدَ النِّدَاءِ؟! فقال عُثْمَانُ : يا أَميرَ الْمُؤْمِنِينَ، ما زِدْتُ حِينَ سَمِعْتُ النِّدَاءَ، أَنْ تَوَضَّأْتُ، ثُمَّ أَقْبَلْتُ ، فقال عُمَرُ : والوُضُوءَ أَيضًا؟! أَلَمْ تَسْمَعُوا رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إِذا جَاءَ أَحدُكُمْ إِلَى الْجُمُعَةِ ، فَلْيَغْتَسِل».

- كيف يتعامل طالب العلم مع تأويلات العلماء الخاطئة ؟
البدع تنقسم إلى: بدع مكفرة، وبدع مفسقة ، وبدع يعذر فيها صاحبها.
1- البدعة المكفرة أو المفسقة: لا نحكم على صاحبها أنه كافر أو فاسق حتى تقوم عليه الحجة، لقول الله تعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ) [القصص:59]
وقال عزّ وجل: ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) [الاسراء: الآية15] ولو كان الإنسان يكفر ولو لم تقم عليه الحجة لكان يعذب، وقال عزّ وجل: (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ )[النساء: الآية165] والآيات في هذه كثيرة.

2- البدع يعذر فيها صاحبها: فنقول بدعة لكن هو غير مبتدع، لأنه في الحقيقة متأول، والمتأول إذا أخطأ مع اجتهاده فله أجر، فلا نصفه بأنه مبتدع وننفر الناس منه، والقول غير القائل، فقد يقول الإنسان كلمة الكفر ولا يكفر.

ولكن الذي يعذر صاحبها فيها لا تخرج عن كونها ضلالة، ولكن يعذر الإنسان إذا صدرت منه هذه البدعة عن تأويل وحسن قصد:
فإذا كان هذا العالم حي:
فإننا نرد تأويله الخاطئ نعرض أمره على العلماء الربانيين لمناصحته أو إقامة الحجة عليه ونحن تبع لهم، ونعلم الناس الصحيح وبنين الخطأ،
ولكن قد يكون من الأفضل أن نذكر الشخص بما فيه لئلا يغتر الناس به، لكن لا على سبيل العموم هكذا في المجالس، لأنه ليس كل إنسان إذا ذكرت القول يفهم القائل، فذكر القائل جائز عند الضرورة، وإلا فالمهم إبطال القول الباطل.
وإذا كان هذا العالم قد توفي كابن حجر والنووي ؛ فإننا نرد تأويله الخاطئ ، ولكن لا نسقطه ولا نعرض عما تركه من العلم بسبب هذا التأويل الخاطئ
لا نقبل خطأهما، خطؤهما شيء واجتهادهما شيء آخر.


رنان مولود 11 رجب 1438هـ/7-04-2017م 10:32 PM

29فوائد حديث معاذ بن جبل: (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة...) ت
 
فوائد حديث معاذ بن جبل: (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة...) ت

الحديث التاسع والعشرون:
عن معاذِ بنِ جَبَلٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ، قالَ: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُني الجَنَّةَ ويُباعِدُني عَنِ النَّارِ.
قالَ:((لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ؛ تَعْبُدُ اللهَ لاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ , وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ)). ثمَّ قَالَ: ((أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ، وَصَلاَةُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ)). ثُمَّ تَلاَ: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ..} حَتى بَلَغَ: {يَعْمَلُونَ} . ثُمَّ قالَ: ((أَلاَ أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ؟)).
قُلْتُ: بَلى يَا رسولَ اللهِ.
قالَ: ((رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلاَمُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ)). ثمَّ قالَ: ((أَلاَ أُخْبِرُكَ بِمِلاَكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟)).
قلتُ: بلى يا رسولَ اللهِ. فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ وقالَ:((كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا)).
قُلْتُ: يا نَبِيَّ اللهِ، وإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ به؟
فقالَ: ((ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ -أو قالَ: عَلَى مَنَاخِرِهِم- إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ)). رواه التِّرمذيُّ , وقالَ: حديثٌ حسنٌ صَحيحٌ.


ما الجمع بين هذا الحديث وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله)؟
ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لن يدخل أحد الجنة بعمله" قَالُوا: وَلاَ أَنْتَ يَارَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: " ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته"
فيُجمع بين هذا الحديث وبين النصوص الأخرى الدالة على أن الإنسان يدخل الجنة بعمله:
-الباء لها معنيان: تارة تكون للسببية، وتارة تكون للعوض.
فمعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم:"لن يدخل أحد الجنة بعمله" أي على أن ذلك معاوضة، فالباء هنا باء العوض.
لأنه لو أراد الله عزّ وجل أن يعاوض العباد بأعمالهم وجزائهم لكانت نعمة واحدة تقضي على كل ما عمل،
وفي حديث معاذ السابق العمل جاء سببا في دخول الجنة.

- قال معاذ بن جبل رضي الله عنه : " يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار "
ما وجه وصف النبي صلى الله عليه وسلم لسؤال معاذ بن جبل بأنه عظيم ويسير ؟
عظيم:
لأنه سر الحياة والوجود حقيقة فدخول الجنة والنجاة من النار هو غاية الفوز والفلاح قال تعالى: (فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز)
يسير: بتيسير الله عز وجل على عباده الموحدين دخول الجنة والبعد عن النار بما يفتح لهم من أبواب البر والطاعات، وبما ييسر لهم من سبل الخير.

كيف يكون كف اللسان ملاك أمر المسلم كله ؟
يكون ملاك الأمر كف اللسان لأن:
- اللسان قد يقول الشرك، وقد يقول الكفر، وقد يقول الفحشاء فهو ليس له حد.
- وخطورته عظيمة، فإن الإنسان قد يتكلم بالكلمة من غضب الله لا يلقى لها بالاً يهوي بها في النار سبعين خريفا، ومن آفات اللسان التي شاعت وانتشرت بين الناس الغيبة والكذب والسب والنميمة، فإذا حفظ الإنسان لسانه حفظه الله عز وجل،كما جاء في الحديث:( من يضمن لي ما بين لحييه وفخذيه؛ أضمن له الجنة). أخرجه البخاري.
- وهو سبب الكَب على الوجه في النار لقوله صلى الله عليه وسلم: "
وهل يكب الناس في النار على وجوههم -أو قال: على مناخرهم- إلا حصائد ألسنتهم".

كيف يرتفع شأن المسلم بالجهاد ؟
الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام لقوله صلى الله عليه وسلم:
"وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله".
فبالجهاد يعلو الإسلام لأنه إذا استقام الجهاد فمقتضاه أن المسلمين تكون كلمتهم هي العليا فيرتفع شأن المسلم بهذا.
وهذا ذورة السنام قال جل وعلا:{ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}وقال أيضا: {فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم}
وهو محصور بمن يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، لقوله صلى الله عليه وسلم: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله.
وكذلك يصبح المسلم بالجهاد مهابا لا يتعدى عليه أحد من الكفار ولا المنافقين، فيعيش المسلم عزيزا بدينه وآمنا في سربه.


رنان مولود 12 رجب 1438هـ/8-04-2017م 08:15 PM

43زيادات ابن رجب فوائد من حديث ابن عباس: (ألحقوا الفرائض بأهلها...) خ م 2/1
 
مقدمات في علم الفرائض

1-الوارثون من الذكور
:

هؤلاء العشرة بالاختصار:
الابن وابنه وإن نزل، والأب، والجد له وإن علا، والأخ من أي الجهات، وابن الأخ لأبوين، أو لأب وإن نزلوا، والعم لأبوين، أو لأب، وابناهما، والزوج، والمعتق.

وبالبسط خمسة عشر:
الابن، وابنه وإن نزل؛ والأب، والجد له وإن علا بمحض الذكور؛ والأخ الشقيق، والأخ لأب، والأخ لأم؛ وابن الأخ الشقيق، وابن الأخ لأب، وإن نزلا، والعم الشقيق، والعم لأب وإن عليا، وابن العم الشقيق، وابن العم لأب وإن نزلا؛ والزوج، والمعتق.

2-الوارثون من الإناث:
فهي سبع بالاختصار:
البنت وبنت الابن، والأم، والجدة، والأخت من كل جهة، والزوجة، والمعتقة.

وعشر بالبسط:
البنت، وبنت الابن وإن نزل أبوها؛ والأم والجدة من قبل
الأم، والجدة من قبل الأب، والأخت الشقيقة، والأخت للأب، والأخت للأم، والزوجة، والمعتقة.
فجملة الورثة من الرجال، والنساء، المجمع على إرثهم، خمسة وعشرون؛

وينقسمون باعتبار الإرث إلى أربعة أقسام:
1- قسم يرث بالفرض فقط، وهم سبعة: الأم وولداها، والزوجان، والجدتان..
2- قسم يرث بالتعصب فقط، وهم اثنا عشر: الابن، وابن الابن، وإن نزل، والأخ الشقيق، والأخ لأب، وابن الأخ الشقيق، وابن الأخ لأب، وإن نزلا، والعم الشقيق، والعم لأب، وإن عليا، وابن العم الشقيق، وابن العم لأب، وإن نزلا، والمعتق، والمعتقة.
3- قسم يرث بالتعصيب تارة وبالفرض تارة، ويجمعون بينهما تارة، وهم: الأب والجد.
4- قسم يرث بالفرض تارة وبالتعصيب تارة، ولا يجمعون بينهما؛ وهم: البنت فأكثر، وبنت الابن فأكثر، وإن نزل أبوها، والأخت الشقيقة، فأكثر، والأخت لأب فأكثر.

الفروض المقدرة:
نصف، وربع، وثمن، وثلثان، وثلث، وسدس.
ويقال: النصف، ونصفه، ونصف نصفه، والثلثان، ونصفهما، ونصف نصفهما.
ويقال: الربع وضعفه، ونصفه؛
والثلث، وضعفه، ونصفه.
ويقال: الثمن، وضعفه، وضعف ضعفه، والسدس، وضعفه، وضعف ضعفه.

1- النصف:
فأهل النصف خمسة: الزوج، والبنت، وبنت الابن، وإن نزل أبوها، والأخت الشقيقة،والأخت لأب؛
الأول: الزوج يستحق النصف، مع عدم الفرع الوارث؛ والفرع الوارث: أولاد الميت، وأولاد بنيه وإن نزلوا.
الثاني: البنت تستحقه مع عدم المشارك وهو أختها، والمعصب وهو أخوها.
الثالث: بنت الابن تستحقه مع عدم الفرع الوارث، الذي أعلى منها، وعدم المعصب وهو أخوها، أو ابن عمها الذي في درجتها، وعدم المشارك وهو أختها، أو بنت عمها التي في درجتها.
الرابع: الأخت الشقيقة تستحقه: مع عدم الفرع الوارث، والأصل من الذكور الوارث وعدم المعصب والمشارك.
الخامس: الأخت لأب تستحقه: مع عدم الفرع الوارث: والأصل من الذكور الوارث، وعدم المعصب، والمشارك وعدم الأشقاء، والشقائق

2- الربع:
فأهل الربع صنفان: الزوج، والزوجة فأكثر؛
الأول: الزوج يستحق الربع مع وجود الفرع الوارث.
الثاني: الزوجة فأكثر تستحقه مع عدم الفرع الوارث.


3- الثمن:
فأهل الثمن صنف واحد، وهو الزوجة فأكثر، وتستحقه مع وجود الفرع الوارث.

4- الثلثين:
أصحاب الثلثين؛ أربعة أصناف: البنات، وبنات الابن، والأخوات الشقائق، والأخوات لأب.
الأول: البنات: يأخذن الثلثين، مع عدم المعصب وأن يكن اثنتين فأكثر.
الثاني: بنات الابن: يأخذنه، مع عدم الفرع الوارث، الذي هو أعلى منهن، وعدم المعصب، وأن يكن اثنتين فما فوق.
الثالث: الأخوات الشقائق: يأخذنه، مع عدم الفرع الوارث، والأصل من الذكور الوارث، وعدم المعصب، وأن يكن اثنتين فما فوق.
الرابع: الأخوات لأب يأخذنه، مع عدم الفرع الوارث، والأصل من الذكور الوارث، وعدم المعصب، وعدم الأشقاء، والشقائق، وأن يكن ثنتين فما فوق.


5- الثلث:
أهل الثلث صنفان: الأم والإخوة لأم.
الأول: الأم تستحق الثلث بثلاثة شروط:
1- عدم الفرع الوارث.
2- عدم جمع من الإخوة، والجمع اثنان فأكثر، سواء كانا ذكرين، أو انثيين، أو خنثيين، أو مختلفين؛ شقيقين أو لأب أو لأم، وارثين، أو محجوبين بشخص.
3- أن لا تكون المسألة، إحدى العمريتين؛ وهما: زوج وأم وأب، أو زوجة فأكثر وأم وأب، فإنها تأخذ فيهما ثلث الباقي، وهو في الأول سدس، وفي الثانية ربع.
الثاني: الأخوة لأم، ويستحقونه بثلاثة شروط:
1- أن يكونوا اثنين فأكثر.
2- عدم الفرع الوارث.
3- عدم الأصل من الذكور الوارث.


6- السدس:
فأهل السدس، سبعة أصناف: الأب والأم والجد، وبنت الابن فأكثر، والأخت لأب فأكثر، والجدة فأكثر، والأخ لأم.
الأول: الأب؛ ويستحق السدس، بشرط وجود الفرع الوارث؛
الثاني: الأم؛ وتستحقه بشرط: وجود الفرع الوارث، أو وجود جمع من الإخوة، والجمع اثنان فأكثر.
الثالث: الجد ويستحقه بشرطين: وجود الفرع الوارث، وعدم الأب.
الرابع: بنت الابن فأكثر، وتستحقه بشرطين: عدم المعصب، وعدم الفرع الوارث الذي أعلى منها، سوى صاحبة النصف، فإنها لا ترث السدس إلا معها.
الخامس: الأخت لأب فأكثر، وتستحقه بشرطين: عدم المعصب وأن تكون مع أخت شقيقة وارثة النصف فرضا.
السادس: الجدة فأكثر، وتستحقه مع عدم الأم.
وأكثر من يرث من الجدات ثلاث-عند المالكية جدتان فقط-: أم الأم، وأم الأب، وأم أب الأب، وإن علون بمحض الإناث؛ فإن تساوين، فالسدس بينهن أثلاثا.

السابع: ولد الأم، ذكرا كان أو أنثى، ويستحقه بثلاثة شروط:
انفراده، وعدم الفرع الوارث، وعدم الأصل من الذكور الوارث.

العصبة
لغة: بنو الرجل وقرابته لأبيه؛ سموا بذلك لأنهم عصبوا به أي أحاطوا به، وقيل لتقوي بعضهم ببعض، من العصب وهو الشد.
واصطلاحا: من يرث بلا تقدير، والتعصيب، هو النوع الثاني من نوعي الإرث.


أقسام العصبة:
والعصبة ثلاثة أقسام:
عصبة بالنفس، وعصبة بالغير، وعصبة مع الغير،


القسم الأول من العصبة: العصبة بالنفس؛ وهم أربعة عشر صنفا:
الابن وابن الابن وإن نزل،
والأب، والجد له وإن علا، والأخ الشقيق والأخ لأب، وابن الأخ الشقيق، وابن الأخ لأب، وإن نزلا، والعم الشقيق، والعم لأب، وإن عليا، وابن العم الشقيق، وابن العم لأب وإن نزلا، والمعتق، والمعتقة.
وأحكام العصبة بالنفس ثلاثة:
الأول: أن من انفرد منهم حاز جميع المال.
الثاني: أنه يأخذ ما أبقت الفروض.
الثالث: أنه يسقط إذا استغرقت الفروض، إلا الابن والأب، والجد.
وجهات العصبة بالنفس: ست بالترتيب؛
بنوة ثم أبوة، ثم جدودة، وأخوة، ثم بنو أخوة، ثم عمومة، وبنوهم، ثم ولاء.
ومع اتحاد الجهة، يعتبر التقديم بالقرب؛ ومع الاستواء في الدرجة والقرب، تعتبر القوة،
كما قال الجعبري: فبالجهة التقديم ثم بقربه وبعدهما التقديم بالقوة اجعلا


القسم الثاني من العصبة: العصبة بالغير؛ وهم أربعة أصناف:
البنت فأكثر، بالابن فأكثر؛ وبنت الابن فأكثر، بابن الابن فأكثر، الذي في درجتها، سواء كان أخاها، أو ابن عمها، أو بابن الابن الذي أنزل منها، إن احتاجت إليه؛ والأخت الشقيقة فأكثر، بالأخ الشقيق فأكثر، والأخت لأب فأكثر بالأخ لأب فأكثر.


الثالث من العصبة: العصبة مع الغير؛ وهم صنفان:
الأخت الشقيقة فأكثر، والأخت لأب فأكثر، مع البنت فأكثر، أو بنت الابن فأكثر.

الحجب:
لغة: المنع.

واصطلاحا: منع من قيام به سبب الإرث، من الإرث بالكلية، أو من أوفر حظيه.

أهميته:
الحجب من أعظم أبواب الفرائض وأهمها، حتى قال بعضهم: حرام على من لم يعرف الحجب، أن يفتي في الفرائض.

أقسام الحجب:
الحجب قسمان:
القسم الأول: حجب أوصاف؛
وهي موانع الإرث الثلاثة التي تقدمت ويتأتى على جميع الورثة؛ والمحجوب بوصف وجوده كعدمه.
والقسم الثاني: حجب أشخاص؛
وينقسم إلى قسمين:

1- حجب حرمان: ويتأتى على جميع الورثة إلا ستة؛ وهم: الأبوان، والولدان والزوجان،
وينقسم إلى أربعة أقسام:
1- قسم يَحجِبون ولا يُحجَبون؛ وهم: الأبوان والولدان.
2- قسم لا يَحجِبون ولا يُحْجَبون وهم: الزوجان.
3- قسم يُحجبون ولا يَحجِبون، وهم: الإخوة لأم،.
4- قسم يحجبون ويحجبون، وهم: بقية الورثة.

2- حجب نقصان: ويتأتى على جميع الورثة وهو منحصر في سبعة أقسام:
الأول: انتقال من فرض إلى فرض أقل منه.
مثال: كالزوج والزوجة فأكثر، من النصف والربع، إلى الربع والثمن.
الثاني: انتقال من تعصيب إلى تعصيب أقل منه.
مثال:كانتقال الأخوات، من كونهن عصبة مع الغير، إلى كونهن عصبة بالغير.
الثالث: انتقال من فرض إلى تعصيب أقل منه.
مثال: كانتقال ذوات النصف منه، إلى كونهن عصبة بالغير.
الرابع: انتقال من تعصيب إلى فرض أقل منه.
مثال:كانتقال الأب والجد، من التعصيب إلى الإرث بالفرض.
الخامس: ازدحام في فرض.
مثال: كازدحام الزوجات في الربع، أو الثمن؛ وأهل الثلث والثلثين فيهما.
السادس: ازدحام في عول.
مثال:كازدحام أهل الفروض، في الأصول الثلاثة العائلة.
السابع: ازدحام في تعصيب.
مثال:كازدحام العصبة في المال أو فيما أبقت الفروض.

المشركة:
بتشديد الراء أي: المشترك فيها؛ سميت بذلك لقول بعض أهل العلم، بتشريك الأشقاء فيها، وتسمى: بالحمارية، والحجرية، واليمية.
وهي مشهورة من زمن الصحابة إلى وقتنا هذا؛
وأركانها: زوج وأم، أو جدة فأكثر، وإخوة لأم، وإخوة أشقاء، ذكور محض، أو ذكور وإناث، وأقلهم ذكر واحد؛ أو ذكر وأنثى؛ لا إناث فقط، ولا إخوة لأب؛
وأصلها من ستة: للزوج النصف ثلاثة، وللأم، أو الجدة فأكثر السدس واحد،
والإخوة للأم الثلث اثنان.
الخلاف فيها:
وذهب الشافعي في المشهور عنه ومالك: إلى تشريك الإخوة الأشقاء مع الإخوة لأم، في الثلث: فيكون بينهم على عدد رءوسهم ويروى عن عثمان وزيد بن ثابت،وقضى به عمر أخيرا؛ وقضى أولا بالثلث للإخوة لأم فقط، وأنه لا شيء للإخوة الأشقاء، لاستغراق الفروض المسألة.
وهو مقتضى النص والقياس، وإحدى الروايتين عن زيد، ومذهب علي وابن مسعود، وأبي بن كعب، وابن عباس، وأبي موسى رضي الله عنهم، وأبي حنيفة، وأحمد، وأحد قولي الشافعي.
وهو أصح، لقوله تعالى: (فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ)، وقوله: «ألحقوا الفرائض بأهلها، فما بقي فهو لأولى رجل ذكر» ولم يبق للأشقاء شيء، فيسقطون. والله أعلم.

أحوال الإخوة مع الجد:
ولم يرد في الجد والإخوة نص، من الكتاب والسنة، بل باجتهاد الصحابة؛
فمذهب أبي بكر وابن عباس، وجماعة من الصحابة، والتابعين، وأبي حنيفة: أن الجد كالأب؛ فيحجب الإخوة مطلقا؛ وهو رواية عن أحمد اختارها الشيخ، وابن القيم؛
واستظهرها في الفروع، واختاره بعض الشافعية؛ والشيخ محمد بن عبد الوهاب؛ قال ابنه عبد الله: وهو المفتى به عندنا.
ورجح بأمور:
أحدها: العمومات؛ ولم يسم الله الجد بغير اسم الأبوة.
والثاني: محض القياس قال ابن عباس: ألا يتقي الله زيد، يجعل ابن الابن ابنا، ولا يجعل أبا الأب أبا.
والثالث: أنه هذا التوريث وكيفياته، لو كان من الله، لم يهمله النبي صلى الله عليه وسلم بل وضحه.
والرابع: أن الذين ورثوا الإخوة معه، اختلفوا في كيفية ذلك، ولم يجزموا،بل معهم شك، ومقرون: أنه محض رأي، لا حجة فيه، ولا قياس؛ وإذا تقرر ذلك فهذا المذهب واضح.

وقال كثير من الصحابة منهم الخلفاء الثلاثة: لا يحجبهم؛ وبه قال جمع من التابعين، ومالك، والشافعي، وهو رواية عن أحمد.

حالاته:
الحاصل: أنه إذا اجتمع الجد والإخوة، فلا يخلو: إما أن يكون معهم صاحب فرض، أو لا.
1- إن لم يكن معهم صاحب فرض، فله معهم ثلاث حالات.
الحالة الأولى:أن تكون المقاسمة أحظ له من ثلث المال، وضابطها أن يكونوا أقل من مثيله.

وتنحصر في خمس صور: جد وأخت، جد وأخ، جد وأختان، جد وأخ وأخت، جد وثلاث أخوات.
الحالة الثانية: استواء الأمرين من المقاسمة وثلث المال ويعبر له بالمقاسمة وضابطها: أن يكونوا مثليه.
وتنحصر في ثلاث صور: جد وأخوان، جد وأخ وأختان، جد وأربع أخوات.
الحالة الثالثة: أن يكون ثلث المال، أحظ له فيأخذه فرضا؛ وضابطها: أن يكونوا أكثر من مثليه.
ولا تنحصر مسائلها.

2- أما إن كان معهم صاحب فرض، فأكثر، فله معهم سبع حالات.
الأولى: أن تكون المقاسمة أحظ له، من ثلث الباقي، وسدس المال.
مثال: كجدة وجد وشقيق.
والثانية: أن يكون ثلث الباقي أحظ له من المقاسمة ومن سدس المال.
مثال: كأم وجد وثلاثة إخوة لغير أم.
الثالثة: أن يكون سدس المال أحظ له من المقاسمة، وثلث الباقي.
مثال:كزوج وجد وجدة وأخوين لغير أم.
الرابعة: أن تستوي له المقاسمة، وثلث الباقي. ويكونان أحظ له من السدس.
مثال: كأم وجد وأخوين لغير أم.
الخامسة: أن تستوي له المقاسمة، وسدس المال، ويكونان أحظ له من ثلث الباقي.
مثال: كزوج وأم وجد وأخ شقيق.
السادسة: أن تستوي له ثلث الباقي، وسدس المال، ويكونان أحظ له من المقاسمة.
مثال: كزوج وجد، وثلاثة إخوة لغير أم.
السابعة: أن تستوي له ثلاثة أمور: المقاسمة، وثلث الباقي، وسدس المال.
مثال: كزوج وجد وأخوين لغير أم.
والذي يتأتى معه من الفروض: إما سدس وحده، أو ربع وحده، أو نصف
وحده، أو ربع وسدس.

مسألة المعاداة:
إذا اجتمع مع الإخوة الأشقاء إخوة لأب عادوا الجد بهم وتنحصر صور المعادة في ثمان وستين صورة.
وهي مبنية على أصلين:
أحدهما: أن يكون الأشقاء أقل من مثلي الجد.
الثاني: أن يجعل معهم من أولاد الأب ما يكمل مثلي الجد فأقل.
وذلك منحصر في الخمس الصور السابقة؛
وهي: جد وشقيقة، جد وشقيق؛ جد وشقيقتان، جد وشقيق وشقيقة، جد وثلاث شقائق.
فيتصور مع الشقيقة خمس صور: جد وشقيقة وأخت لأب؛ جد وشقيقة وأخ لأب، جد وشقيقة وأختان لأب، وجد وشقيقة وأخ وأخت لأب، جد وشقيقة وثلاث أخوات لأب.
ويتصور مع الشقيق ثلاث صور: جد وشقيق وأخت لأب، جد وشقيق وأختان لأب جد وشقيق وأخ لأب.
ويتصور مع الشقيقتين ثلاث، كالشقيق.
ومع الشقيق والشقيقة صورة واحدة، وهي: جد وشقيق وشقيقة وأخت لأب.
ويتصور مع الثلاث الشقائق وحدة كالشقيق، والشقيقة.

فهذه ثلاث عشرة صورة تضرب في خمس حالات:
الأولى: أن لا يكون مع الجد والإخوة صاحب فرض.
الثانية: أن يكون معهم صاحب سدس فقط.
الثالثة: أن يكون معهم صاحب ربع فقط.
الرابعة: أن يكون معهم صاحب ربع وسدس.
الخامسة: أن يكون معهم صاحب نصف فقط؛

فيتحصل خمس وستون صورة.
والسادسة والستون: أن يكون مع الشقيقة، صاحب نصف وسدس.
والسابعة والستون: أن يكون معها صاحب نصف وثمن.
والثامنة والستون: أن يكون معها أصحاب ثلثين.

وإذا أخذ الجد نصيبه رجع الأشقاء على أولاد الأب، فأخذوا ما بأيديهم.

وإن كان الموجود شقيقة واحدة، أخذت كمال فرضها، وما بقي فلولد الأب؛ و
ذلك في ست صور: أن يكون مع الجد والشقيقة، من أولاد الأب، أخ أو أختان.
أو أخ وأخت؛ أو ثلاث أخوات ولا فرض في الجميع، أو سدس في الأخيرتين.

الأكدرية:
وجه تسميتها:
سميت بذلك لأوجه، منها: أنها كدرت على زيد أصوله: وذلك لأن الأصل عنده في باب الجد والإخوة، أن لا يفرض للأخوات معه، ولا يرث الإخوة شيئا إذا لم يبق إلا السدس، لكنهم استثنوا هذه الصورة.
أركانها:
الزوج، والأم، مع الجد، والأخت لأبوين، أو لأب.
صورتها:
أصلها من ستة من ضرب مخرج النصف: اثنان في مخرج الثلث: ثلاثة بستة:
للزوج النصف: ثلاثة وللأم الثلث: إثنان ولم يبقى سوى السدس فيفرض للجد، ولا وجه لسقوط الأخت بدون حاجب وقد بطلت عصوبتها بالجد،
فترجع إلى فرضها الأصلي كما رجع الجد إلى فرضه، فتعول المسألة بمثل نصفها إلى تسعة، ثم يعود الجد والأخت إلى المقاسمة للذكر مثل حظ الأنثيين، وتضرب رءوسهم ثلاثة، في تسعة، فتصح من سبعة وعشرين.

للزوج تسعة وللأم ستة وللأخت أربعة وللجد ثمانية.
والله الموفق .

هذه المقدمات لفهم شروحات أحاديث الفرائض،
وهي منتقاة من حاشية الرحبية لابن قاسم رحمه الله.
والله الموفق.

رنان مولود 13 رجب 1438هـ/9-04-2017م 01:58 AM

43زيادات ابن رجب فوائد من حديث ابن عباس: (ألحقوا الفرائض بأهلها...) خ م 2/2
 
فوائد من حديث ابن عباس: (ألحقوا الفرائض بأهلها...) خ م زيادات ابن رجب

الحديث الثالث والأربعون
عَنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عَنْهُما قَالَ: قَال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: ((أَلْحِقُوا الْفَرائِضَ بِأَهْلِهَا، فَمَا أَبْقَتِ الْفَرائِضُ، فَلأَِوْلَى رَجُلٍ ذَكَرٍ)). خرَّجه البُخاريُّ ومُسلمٌ.


ما المراد بالفرائض وما معنى إلحاقها بأهلها؟
المراد بالفرائض:
الخلاف في معنى " الفرائض " على قولين:
القول الأول: (معنى خاص) الفروض المقدرة في كتاب الله وهي: النصف، والربع، والثمن، والثلثان، والثلث، والسدس.
القول الثاني: (معنى عام) كل من ورث سواء بالفرض أو التعصيب أو بكليهما.
فيكون معنى إلحاق الفرائض بأهلها: إعطاؤها لمن سمى الله تعالى.

ما المراد بالأولى في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (فما أبقت فلأولى رجل ذكر)؟
الخلاف في المراد بـ " أولى رجل ذكر " على ثلاثة أقوال وسببه هو الخلاف في تحديد المراد بأهل الفرائض
القول الأول: العصبة البعيدة دون القريبة لاشتراك الذكور والإناث في العصبة القريبة
على القول بالمعنى العام للفرائض.
القول الثاني: أقرب رجل ذكر من العصبة الذين ليس لهم فرض بحال على القول بالمعنى الخاص للفرائض.
القول الثالث: أقرب رجل ذكر بعد من ورثهم الله في الكتاب فرضًا أو تعصيبًا ، مقدرًا أو غير مقدر على القول بالمعنى العام للفرائض.

ما فائدة وصف رجل بـ " ذكر " في قوله : " فما أبقت فلأولى رجل ذكر " والرجل لا يكون إلا ذكرًا ؟
وصف الرجل في الحديث بالذكر حتى لا يفهم دخول الأنثى في معنى الرجل على مقتضى الأصل في خطاب الشارع كقوله: (من وجد ماله عند رجل فقد أفلس) فتدخل الأنثى في الخطاب إذ لا فرق.


رنان مولود 13 رجب 1438هـ/9-04-2017م 04:37 PM

44زيادات ابن رجب فوائد من حديث عائشة: (الرضاعة تحرم ما تحرم الولادة) خ م
 
فوائد من حديث عائشة: (الرضاعة تحرم ما تحرم الولادة) خ م

الحديث الثالث والأربعون:
عَنْ عَائِشَةَ رَضيَ اللهُ عَنْها , عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قالَ:((الرَّضَاعَةُ تُحَرِّمُ مَا تُحَرِّمُ الْوِلاَدَةُ)). خَرَّجَه البُخاريُّ ومُسلمٌ.


- ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : (الرضاعة تُحرم ما تحرم الولادة)؟
معنى الحديث: كل ما يحرم من النسب فإنه يحرم نظيره من الرضاع.

- اذكر مثالين لما يحرم على الرجل بمجرد النسب.
مثال من الأصول البعيدة: عمة الأب.
مثال من الفروع: بنت البنت.

-
هل يُجمع بين زوجة رجل وابنته من غيرها؟
أُختلف على قولين:
الأول: يباح، وهو قول الأكثرين.
الثاني: يكره، وهو قول بعض السلف.

- اذكر الصورتين اللتين استثناهما العلماء
مما يحرم في النسب ولا يحرم في الرضاع.
الصورتين اللتين استثناهما العلماء مما يحرم في النسب ولا يحرم في الرضاع:
الصورة الأولى: أم الأخت؛ فتَحْرُمُ مِن النَّسَبِ دون الرَّضَاعِ.
الصورة الثانية: أُخْتُ الابْنِ، فتَحْرُمُ مِن النَّسَبِ دُونَ الرَّضَاعِ.

-
لو قال رجل لامرأته: أنت علي كظهر أمي من الرضاع، هل يكون ذلك ظهاراً؟
فيه قولان:
القول الأول: يكون ظهاراً، وهو قول الجمهور.

القول الثاني: لا يكون ظهاراً، وهو قول الشافعي.

-
اذكر المحرمات من النساء على الرجل على وجه التأبيد.

القسم الأول: المحرمات على التأبيد، وهن نوعان:
النوع الأول: المحرمات بمجرد النسب
1- الأصول وإن علت
المراد: الأمهات وإن علون، من جهة أبيه، ومن جهة أمه؛ كجداته لأمه، وجداته لأبيه.
2- الفروع وإن نزلت
المراد: البنات، وبنات الأولاد، وبنات البنات، وإن نزلن
3- فروع الأصل الأدنى وإن نزلت
المراد: الأخوات من الأبوين أو من أحدهما، وبناتهن، وبنات الإخوة، وبنات أولاد الإخوة، وإن نزلن
4- فروع الأصول البعيدة دون فروعهن
المراد: العمات، والخالات، وعمات الأبوين، وخالاتهما، وإن علون
المراد بقوله: (دون فروعهن): بنات العمات، وبنات الخالات
النوع الثاني: ما يحرم بالنسب مع سبب آخر (وهو المصاهرة)
1- حلائل الآباء وإن علوا
2- حلائل الأبناء وإن نزلوا
3- أمهات الزوجات وإن علون
يدخل في ذلك: أم الزوجة، وجداتها من جهة الأم، وجداتها من جهة الأب
4- بنات الزوجات المدخول بهن
يدخل في ذلك: بنات الزوجة المدخول بها، وبنات بناتها، وبنات أبنائها، وإن نزلن
الربيبة: هي بنت امرأة الرجل من زوج غيره
تنبيه:
1- المرأة كالرجل في النوعين السابقين.

2- كل ما يحرم من النسب فإنه يحرم نظيره من الرضاع لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الرضاعة تُحرم ما تحرم الولادة).

القسم الثاني: ما يحرم على الاجتماع دون الانفراد
هذا القسم يختص بالرجال دون النساء، لأن المرأة لا تجمع بين رجلين.
مثال: الجمع بين الأختين، أو المرأة وعمتها ، أو المرأة وخالتها.
الضابط: أن لا يجمع بين امرأتين بينهما نسب محرم ، بحيث لو كانت إحداهما رجلاً حرمت عليه الأخرى.

الجَمْعِ لا يَخْتَصُّ بالأُخْتَيْنِ، بل المرأةُ وَعَمَّتُهَا، والمرأةُ وَخَالَتُهَا كذلكَ.

-
مثل لما يحرم على الرجل من النساء على الاجتماع دون الانفراد؟
مثال: الجمع بين الأختين" أو بين المرأة وعمتها، والمرأة وخالتها.


رنان مولود 14 رجب 1438هـ/10-04-2017م 06:29 PM

45زيادات ابن رجب فوائد من حديث جابر: (إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة...) خ م
 
فوائد من حديث جابر: (إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة...) خ م

الحديث الخامس والأربعون:
عَنْ جابرِ بنِ عَبدِ اللهِ , أنَّه سَمِعَ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم عَامَ الفَتحِ وهُوَ بِمَكَّةَ يَقُولُ: ((إِنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ وَالْمَيْتَةِ وَالْخِنْزِيرِ وَالأَصْنَامِ)).
فقيلَ: يا رَسولَ اللهِ , أَرَأَيْتَ شُحُومَ الْمَيْتَةِ، فَإِنَّهُ يُطلَى بِها السُّفُنُ، وَيُدْهَنُ بِها الْجُلُودُ، وَيَسْتَصْبِحُ بِها النَّاسُ؟ قَالَ:((لاَ، هُوَ حَرَامٌ)).
ثُمَّ قَالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم عِنْدَ ذَلِكَ: ((قَاتَلَ اللهُ الْيَهُودَ، إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَيْهِمُ الشُّحُومَ، فَأَجْمَلُوهُ، ثُمَّ بَاعُوهُ، فَأَكَلُوا ثَمَنَهُ)). خَرَّجَه البُخاريُّ ومُسلِمٌ.

س1: اشرح باختصار قاعدة: (كل ما حرم الانتفاع به حرم بيعه).
ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ اللَّهَ إِذَا حَرَّمَ شَيْئًا حَرَّمَ ثَمَنَهُ)).
أي أن ما حرم الله الانتفاع به مع بقاء عينه أو إتلافها، فإنه يحرم بيعه وأكل ثمنه،
كما جاء مصرحا في زيادة ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله إذا حرم شيئا حرم ثمنه".
خرجه ابن أبي شيبة في مصنفه وأبو داود بنحوه.

س2: متى حرم بيع الخمر وما العلة في تحريمه؟ (
اذكر حكم بيع الخمر مع الاستدلال.)
الحكم: يحرم بيع الخمر.
1- توقيت تحريم بيع الخمر:
حرم بيع الخمر بعد نزول أواخر سورة البقرة.
الدليل:
جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما أنزلت الآيات من آخر سورة البقرة، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقترأهن على الناس، ثم نهى عن التجارة في الخمر.

وفي رواية لمسلم: لما نزلت الآيات من آخر سورة البقرة في الربا، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلمإلى المسجد فحرم التجارة في الخمر.
2- علة تحريم بيع الخمر:

هي تحريم شربها.
الدليل:
ما خرجه مسلم من حديث أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله حرم الخمر، فمن أدركته هذه الآية وعنده منها شيء فلا يشرب ولا يبع".

وما خرجه أبو داود من حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "وإن الله إذا حرم أكل شيء حرم عليهم ثمنه".

س3: ما علة تحريم بيع الميتة؟
علة تحريم بيع الميتة:
هو حرمة الإنتفاع بها إلا ما استثني، ومنهم من قال لنجاستها العينية.
الدليل:

أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك لما قيل له: أرأيت شحوم الميتة؛ فإنه يطلى بها السفن، ويدهن بها الجلود، ويستصبح بها الناس؟ فقال: " لا، هو حرام".

س4: ما حكم بيع ما يلي:

أ- شحوم الميتة.
الحكم: التحريم.
ب- جلد الميتة المسبوغ.

الحكم:
من قال بطهارتها بالدبغ أو مطلقا: قال بالجواز.
من لم يرى بطهارتها بذلك: لم يجز ذلك.
ج- قرن الميتة وأظلافها.

الحكم: الجواز لمن يقول بطهارتهما.

س5: ما حكم الانتفاع بالميتة في غير الأكل؟

حكم الانتفاع بشحم الميتة:
أختلف على قولين وسبب ذلك الإخلاف في تأويل
قوله صلى الله عليه وسلم "لا، هو حرام" لما قيل له: أرأيت شحوم الميتة؛ فإنه يطلى بها السفن، ويدهن بها الجلود، ويستصبح بها الناس؟
القول الأول: التحريم. وعدم جواز الإنتفاع بها بنص الحديث السابق.
القول الثاني: جواز الإنتفاع بها دون أكلها أو بيعها.
حكم الانتفاع بجلد الميتة:
قبل الدبغ: من قال بطهارته قبل الدبغ أجاز الإنتفاع على خلاف من قال بنجاستها فمنع وهو قول الجمهور.
وبعد الدبغ: من قال بطهارتها بالدبغ
أجاز الإنتفاع بها، ومن لم ير طهارتها بذلك لم يجز.
حكم الإنتفاع ببقية أجزاء الميتة:
كالشعر والقرن فحكمه الجواز لحديث ابن عباس رضي الله عنه مرفوعا: : إنما حرم من الميتة أكلها"

س6: ما حكم بيع جيف الكفار؟
يحرم بيع جيفهم.
الدليل: خرج أحمد من حديث ابن عباس قال: قتل المسلمون يوم خندق رجلا من المشركين، فأعطوا
بجيفته مالا،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسل
م: "ادفعوا إليهم جيفته، فإنه خبيث الجيفة، خبيث الدية"، فلم يقبل منهم شيئا. وخرجه الترمذي بمعناه.

س7: ما علة تحريم بيع الخنزير؟
لأن المقصود الأعظم من شرائها هو أكلها وهو محرم ولحرمة الإنتفاع به ولنجاسته عند بعضهم.

س8: ما حكم بيع الكلب؟

القول الأول: تحريم بيعه مطلقاً
مآخذ القائلين بتحريم بيع الكلب:
1- أنه نجس العين، ولا يحل بيع النجاسات
2- أن إباحة الانتفاع به لأغراض مخصوصة لا تقتضي جواز بيعه
3- أنه إنما نهي عن أخذ ثمنه حتى يواسى به من احتاجه
القول الثاني: جواز بيع الكلب المباح اقتناؤه، دون غيره.
واستدلوا بما روي عن جابر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الكلب والسنور، إلا كلب صيد. خرجه النسائي وفيه نكارة.

س9: ما حكم بيع ما يلي:
أ- الحشرات.
الحكم: لا يجوز بيعها.
ب- السباع وجوارح الطير.
الحكم: لا يجوز بيعها.
ج- بيع الأصنام.
الحكم: لا يجوز بيعها ومقصد اقتنائها معلوم وهو الشرك وهو أعظم المعاصي.
د- الجارية المغنِّية.
الحكم: إذا كان بيعها لمقصد الرقيق: حكمه الجواز دون أخذ ثمن لغنائها.
وإذا كان بيعها لمنفعة محرمة: يحرم بيعها.

هـ- ما يستعان به على محرَّم.
الحكم: لا يجوز بيعها.

س10: ما مرجع الضمير في قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا ، هو حرام " ؟
فيه قولان:
القول الأول: أنه يرجع على بيع شحوم الميتة، فيكون المعنى بتحريم ذلك، وإن كان ينتفع بها؛ لأن المقصود الأعظم من الشحوم هو الأكل، فحرمت لذلك.
القول الثاني: أنه يرجع على الانتفاع بشحوم الميتة؛ فيكون ذلك تأكيدا لتحريم بيع الميتة حيث لم يجعل شيئا من الانتفاع بها مباحا.

س11: ما الذي يحل بيعه من الميتة ؟
1- جلد الميتة:
قبل الدبغ: من قال بطهارته قبل الدبغ أجاز الإنتفاع بها وبيعها.
وبعد الدبغ: من قال بطهارتها بالدبغ
أجاز الإنتفاع بها وبيعها.
2- بقية أجزاء الميتة:
كالشعر والقرن فحكمه الجواز لحديث ابن عباس رضي الله عنه مرفوعا: : إنما حرم من الميتة أكلها"

س12: ما معنى قول الصحابة : " ويستصبح بها الناس " ؟ وهل يجوز بيع شحوم الميتة لهذا الغرض ؟
المعنى: يوقدون بها المصابيح.
بيع شحوم الميتة لهذا الغرض:
يحرم بيعها لقوله صلى الله عليه وسلم "لا، هو حرام" لما قيل له: أرأيت شحوم الميتة؛ فإنه يطلى بها السفن، ويدهن بها الجلود، ويستصبح بها الناس؟

س13: ما العلة من تحريم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام ؟
العلة
من تحريم بيع الخمر: هي تحريم شربها.
العلة من تحريم بيع الميتة: هو حرمة الإنتفاع بها إلا ما استثني، ومنهم من قال لنجاستها العينية.
العلة من تحريم بيع الخنزير: لأن المقصود الأعظم من شرائها هو أكلها وهو محرم ولحرمة الإنتفاع به ولنجاسته عند بعضهم.
العلة من تحريم بيع الأصنام: لأن مقصد اقتنائها معلوم وهو الشرك وهو أعظم المعاصي.

س14: اذكر حكم بيع جلود الميتة ؟
حكم بيع جلد الميتة:
قبل الدبغ:
من قال بطهارته قبل الدبغ
-كالزهري- أجاز بيعها على خلاف من قال بنجاستها فمنع وهو قول الجمهور.
وبعد الدبغ:
من قال بطهارتها بالدبغ
أجاز بيعها، ومن لم ير طهارتها بذلك لم يجز.


رنان مولود 15 رجب 1438هـ/11-04-2017م 05:17 AM

46زيادات ابن رجب فوائد من حديث أبي موسى الأشعري: (كل مسكر حرام) خ
 
فوائد من حديث أبي موسى الأشعري: (كل مسكر حرام) خ

الحديث الخامس والأربعون:
عَنْ أبي بُردَةَ، عن أَبيه أبي مُوسى الأشعَريِّ ، أنَّ النبَّيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم بَعَثَهُ إلى اليَمَنِ، فَسألَهُ عَن أَشْرِبَةٍ تُصْنَعُ بِها، فَقالَ: ((وَمَا هِيَ؟)).

قالَ: الْبِتْعُ وَالْمِزْرُ.
فَقِيلَ لأَبي بُرْدَةَ: وَمَا الْبِتْعُ؟ قَالَ: نَبِيذُ العَسَلِ، وَالْمِزْرُ نَبِيذُ الشَّعيرِ.
فَقالَ: ((كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ)). خَرَّجَه البُخاريُّ.

س1: بين منـزلة حديث أبي موسى رضي الله عنه؟
نقل ابن عبد البر إجماع أهل العلم بالحديث على صحته، وأنه أثبت شيء يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم في تحريم المسكر.
وأما ما نقله بعض فقهاء الحنفية عن ابن معين من طعنه فيه، فلا يثبت ذلك عنه.

س2: اذكر بعض الأحاديث الواردة في معنى حديث أبي موسى رضي الله عنه.
خَرَّجَا في (الصَّحِيحَيْنِ) عن ابنِ عمرَ، عن النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم، قالَ: "كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ خَمْرٍ حَرَامٌ" ولفظُ مُسْلِمٍ: "وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ".
وخَرَّجَا أيضًا مِن حديثِ عائشةَ أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم سُئِلَ عن الْبِتْعِ، فقالَ: "كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ، فَهُوَ حَرَامٌ".
وفي روايةٍ لمسلِمٍ: "كُلُّ شَرَابٍ مُسْكِرٍ حَرَامٌ" وقد صَحَّحَ هذا الحديثَ أحمدُ ويحيى بنُ مَعينٍ، واحتَجَّا به.
وقد خَرَّجَ مسلمٌ مِن حديثِ أبي الزُّبيرِ، عن جابرٍ، عن النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم، قالَ: "كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ".

س3: كيف ترد على من زعم أن الخمر المحرمة هي ما كانت من العنب فقط؟
الرد:
بإعتبار أن تحريم الخمر إنما نزل بالمدينة بسبب سؤال أهلِ المدينةِ عمَّا عندَهم مِن الأَشربةِ، ولم يكنْ بها خَمْرُ العِنَبِ، فلو لم تَكنْ آيةُ تحريمِ الْخَمْرِ شاملةً لِما عِندَهم، لَمَا كان فيها بيانٌ لِمَا سَأَلُوا عنه، ولَكانَ مَحَلُّ السَّببِ خارجًا مِنْ عُمومِ الكلامِ، وهو مُمْتَنِعٌ، ولَمَّا نَزَلَ تحريمُ الخمْرِ أَراقُوا ما عندَهم مِن الأَشْرِبَةِ، فَدَلَّ على أنهم فَهِمُوا أنَّه مِنَ الخَمْرِ المأمورِ باجتنابِه.

فعن أبي مُوسى الأشعَريِّ ، أنَّ النبَّيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم بَعَثَهُ إلى اليَمَنِ، فَسألَهُ عَن أَشْرِبَةٍ تُصْنَعُ بِها، فَقالَ: ((وَمَا هِيَ؟)).
قالَ: الْبِتْعُ وَالْمِزْرُ. فَقِيلَ لأَبي بُرْدَةَ: وَمَا الْبِتْعُ؟ قَالَ: نَبِيذُ العَسَلِ، وَالْمِزْرُ نَبِيذُ الشَّعيرِ. فَقالَ: ((كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ)). خَرَّجَه البُخاريُّ.
فإنما سأله عن أشربة في اليمن وهي البِتع (نبيذ العسل) ، المزر (شراب الشعير) وكلاهما ليسا من العنب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " كل مسكر حرام ".
وفي المسألة أحاديث كثيرة تثبت ذلك نذكر منها:
جاء في (صحيحِ البخاريِّ) عن أَنَسٍ، قال: (حُرِّمَتْ عَلَيْنَا الخَمْرُ حِينَ حُرِّمَتْ، وَمَا نَجِدُ خَمْرَ الأَعْنَابِ إِلاَّ قَليلاً، وَعَامَّةُ خَمْرِنا البُسْرُ وَالتَّمْرُ).
وعنه أنه قالَ: (إِنِّي لأَسْقِي أَبَا طَلْحَةَ، وَأَبَا دُجانةَ، وسُهَيلَ بنَ بَيْضاءَ خليطَ بُسرٍ وتَمْرٍ إذْ حُرِّمَتِ الخمْرُ، فَقَذَفْتُها، وَأَنَا سَاقِيهم وَأَصْغَرُهُم، وَإِنَّا نَعُدُّها يَوْمئذٍ الخَمْرَ).
وفي (صحيحِ مسلِمٍ) عنه قالَ: (لَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ الآيَةَ الَّتِي حَرَّمَ فِيها الخَمْرَ، وَمَا بِالمَدِينَةِ شَرابٌ يُشْرَبُ إِلاَّ مِنْ تَمْرٍ).
وفي (صحيحِ البخاريِّ) عن ابنِ عمرَ، قال: (نَزَلَ تَحْرِيمُ الخَمْرِ وَإِنَّ بِالمَدينَةِ يَوْمَئِذٍ لَخَمْسَةَ أَشْرِبَةٍ مَا مِنْهَا شَرابُ العِنَبِ).
وفي (الصَّحِيحَيْنِ) عن الشَّعْبِيِّ، عن ابنِ عمرَ، قالَ: (قامَ عُمَرُ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ، نَزَلَ تَحْرِيمُ الخَمْرِ وَهِيَ مِنْ خَمْسٍ: العِنَبِ، وَالتَّمْرِ، وَالعَسَلِ، وَالحِنْطَةِ، وَالشَّعِيرِ).

س4: اذكر مراحل تحريم شرب الخمر مع الاستدلال؟
ورد تحريم شرب الخمر على مرحلتين كالآتي:
الأولى: تحريم شرب الخمر عند اقتراب الصلاة: {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى } ، والتحريم مأخوذ من النهي.
الثانية: التحريم مطلقا من قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون }.


س5: ما هي العلة من تحريم شرب الخمر ؟
علل تحريم الخمر:
1- يصد عن ذكر الله وعن الصلاة: فإن السكران يزول عقله أو يختل ظن فلا يستطيع أن يذكر الله ، ولا أن يصلي وقال طائفة من السلف : إن شارب الخمر تمر عليه ساعة لا يعرف فيها ربه ، والله سبحانه إنما خلق الخلق ليعرفوه ، ويذكروه ، ويعبدوه ، ويطيعوه ، فما أدى إلى الامتناع عن ذلك ، وحال بين العبد وبين معرفة ربه وذكره ومناجاته كان محرما، وهو السكر .

2- سبب للعداوة والبغضاء: فإن من سكر، اختل عقله، فربما تسلط على أذى الناس في أنفسهم وأموالهم، وربما بلغ إلى القتل، وهي أم الخبائث.
3- سبب لارتكاب كثير من المحرمات: فمن شربها قتل النفس وزنى، وربما كفر والعياذ بالله وغيره من المحرمات كما هو معلوم ومشاهد.

س6: عرف كلا من المزر والبتع.
البتع: نبيذ العسل أي خمر تصنع من العسل.
والمزر: نبيذ الشعير أي خمر تصنع من الشعير.
لما جاء في الجديث: (فَقِيلَ لأَبي بُرْدَةَ: وَمَا الْبِتْعُ؟ قَالَ: نَبِيذُ العَسَلِ، وَالْمِزْرُ نَبِيذُ الشَّعيرِ).

س7: اشرح قاعدة: (كل مسكر حرام) مع ضرب أمثلة.
أي أن جميع المسكرات المغطية للعقل محرمة، سواء كان المسكر جامدا أو مائعا، مطعوما أو مشروبا، وسواء كان من حب أو ثمر أو لبن أو غير ذلك، سواء من عنب أو تمر أو غيره، ويدخل في ذلك الحشيشة التي تعمل من ورق القنب، وغيرها مما يؤكل لأجل لذته وسكره.
لحديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه - مرفوعاً-: (كل مسكر حرام)

س8: ما حكم متناول النبيذ إذا كان متأولاً؟
يقام عليه الحد، لأن تأويله ضعيف لا يدرأ عنه الحد به، وهو قولُ الشَّافعيِّ وأحمدَ، خِلافًا لأبي ثَوْرٍ، فإنَّه قالَ: لا يُحَدُّ لِتَأَوُّلِه.

س9: ما حكم ما يسكر ولا لذة فيه ولا طرب كالبنج؟
حكمه: يجوز تناوله للحاجة كالتداوي، وهو قول طائفةٌ، منهم ابنُ عَقيلٍ في (فنونِه) خلافا للأكثرين.
حكم متناوله لغير حاجة: يعزر إن فرط في واجب، ولا يحد.

س10: هل الخلاف القوي في المسألة يدرأ الحد؟
نعم، الخلاف القوي يدرأ الحد دون الخلاف الضعيف.

س11:
ما حكم لعب القمار إذا تراضى الطرفان؟
يحرم القمار لما يوقع الشيطان به من العداوة والبغضاء، وهو الميسر الحرم بنص القرآن.
قال تعالى: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أنْ يُوقِعَ بَينَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُمْ مُنْتَهُونَ}

س12: ما حكم لعب الشطرنج؟
يحرم لعب الشطرج ،وهي من الميسر ،سواء كانت بعوض أو بغير عوض، وهي كالنرد أو شر منه؛ لأنها تشغل أصحابها عن ذكر الله، وعن الصلاة أكثر من النرد.
قالَ عليٌّ لَمَّا مَرَّ على قومٍ يَلْعَبونَ بالشِّطْرِنْجِ: "ما هذه التَّماثيلُ الَّتي أنتم لها عاكِفون؟" فشَبَّهَهُم بالعاكِفينَ على التَّماثيلِ.
وقد رُوِيَ عنه أيضا أنَّه قال لهم: (ما لهذا خُلِقْتُمْ).


رنان مولود 15 رجب 1438هـ/11-04-2017م 03:10 PM

47زيادات ابن رجب فوائد من حديث المقدام: (ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطن...) أ ت ن ج
 
حديث المقدام بن معدي كرب: (ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطن...) أ ت ن ج
الحديث السابع والأربعون:
عَنِ المِقدامِ بنِ مَعْدِ يكَرِبَ قالَ: سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يَقولُ: ((مَا مَلأََ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أكَلاَتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لاَ مَحَالَةَ، فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ)).
رواهُ الإمامُ أحمَدُ والتِّرمِذيُّ والنَّسائيُّ وابنُ ماجَه، وقَالَ التِّرمِذيُّ: حَدِيثٌ حَسَنٌ.
الخلاصة:
الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر ثلاثة أحوال للناس:
الحالة الأولى: حال من يملأ بطنه، وبذلك يتعرض لأسباب الأمراض وللأسقام وللكسل والخمول.
الحالة الثانية: حال من يأتي بالطريقة التي فيها الكفاية، وهي الأكلات التي يقمن صلبه.
الحالة الثالثة: إذا كان ولا بد فهناك شيء بين الكفاية والامتلاء، وهو أن يملأ الثلثين ويبقى ثلث يكون فيه مجال للتنفس.

س1: ما معنى إقامة الصلب في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه)؟
الصلب: الظَهر.
والمعنى:
حصول التغذي بالطعام الذي يكون به النشاط و القوة وفيه حياة.

س2: اذكر بعض الأقوال الواردة في منافع الاقتصاد في الطعام؟

- منافعه للبدن:
قال سفيان الثوري: (إن أردت أن يصح جسمك، ويقل نومك فأقل من الأكل)
- منافعه للقلب:
قال ابن رجب: (قلة الغذاء توجب رقة القلب، وقوة الفهم، وانكسار النفس، وضعف الهوى والغضب، وكثرة الغذاء توجب ضد ذلك)
قال إبراهيم ابن أدهم: (من ضبط بطنه ضبط دينه، ومن ملك جوعه ملك الأخلاق الصالحة)
قال الحسن: (كان يقال: من ملك بطنه ملك الأعمال الصالحة كلها)
قال ابن أبي رواد: (كان يقال: قلة الطعام عون على التسرع إلى الخيرات)
قال قثم العابد: (كان يقال: ما قل طعم امرئ قط إلا رق قلبه، ونديت عيناه)
قال عبد الله بن مرزوق: (لم نر للأشر مثل دوام الجوع)

س3: اذكر بعض الأقوال الواردة في مفاسد البطنة ومضارها؟
(ما هي مفاسد البطنة ومضارها ؟)
على البدن:
قال الحارث بن كلدة: (الذي قتل البرية، وأهلك السباع في البرية إدخال الطعام على الطعام قبل الانهضام)
على القلب:
قال إبراهيم بن أدهم: (الشبع يميت القلب، ومنه يكون الفرح والمرح والضحك)
قال عمرو بن قيس: (إياكم والبطنة فإنها تقسي القلب)
قال محمد بن النضر: (الجوع يبعث على البر كما تبعث البطنة على الأشر)

س4: اشرح بإيجاز حديث: (المؤمن يأكل في معى واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء)؟

المراد أن المؤمن يأكل بأدب الشرع، فيأكل في معي واحد، والكافر يأكل بمقتضى الشهوة والشره والنهم، فيأكل في سبعة أمعاء.

س5: اذكر بعض الآثار في هدي السلف في إقلال الطعام؟

روى المروذي عن ابن عمر أنه قال: (ما شبعت منذ أربعة أشهر).
وروى ابنُ أبي الدُّنيا في كتابِ (الجوعِ) بإسنادِه عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ، قال: ما شَبِعْتُ منذُ أَسلمتُ.

قال بشر بن الحارث: (ما شبعت منذ خمسين سنة).
قال الشافعي: (ما شبعت منذ ست عشرة سنة).
ورُويَ عن رياح القيسي: أنه قرب إليه طعام، فأكل منه، فقيل له: ازدد فما شبعت، فصاح صيحة وقال: كيف أشبع أيام الدنيا وشجرة الزقوم طعام الأثيم بين يدي؟


س6: بيّن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الاقتصاد في الطعام ؟

من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الاقتصاد من الطعام:
1- ندب النبي صلى الله عليه وسلم التقلل من الأكل فمن أكل دون الشبع فقد اقتصد، كما جاء في حديث المقدام بن معد يكرب، أنه قال: " بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه" رواه أحمد والترمذي.
2- الحث على الاكتفاء ببعض الطعام وإيثار الباقي منه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الثلاثة، وطعام الثلاثة يكفي الأربعة".
3- الندب إلى أن يجعل المؤمن في طعامه ثلثا لبطنه، وثلثا لشرابه، ويترك ثلثا لنفسه، كما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم:"...فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه".
4- هديه صلى الله عليه وسلم وأصحابه حيث أنهم كانوا يجوعون كثيرا، ويتقللون من الأكل، وإن كان ذلك لعدم وجود الطعام، إلا أن الله لا يختار لرسوله إلا أكمل الأحوال وأفضلها، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها، قالت: "ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة من خبز بر ثلاث ليال تباعا حتى قبض".

5- التخويف والتحذير من شهوة البطن والسمن والتجشؤ، وذلك لأنهم دليل على الشبع وكثرة الأكل.
فعن النبيِ صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن أخوف ما أخاف عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم، ومضلات الفتن" أخرجه أحمد في المسند عن أبي برزة.
وجاء فيه أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا سمينا فجعل يومئ بيده إلى بطنه ويقول: "لو كان هذا في غير هذا، لكان خيرا لك"

وخرج الترمذي وابن ماجة من حديث ابن عمر، قال: تجشأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "كف عنا جشاءك؛ فإن أكثرهم شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة".


رنان مولود 16 رجب 1438هـ/12-04-2017م 04:54 PM

48زيادات ابن رجب فوائد من حديث عبد الله بن عمرو: (أربع من كنَّ فيه كان منافقاً) خ م
 
فوائد من حديث عبد الله بن عمرو: (أربع من كنَّ فيه كان منافقاً) خ م

الحديث الثامن والأربعون:
عَنْ عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو رَضيَ اللهُ عَنْهُما عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم، قالَ: ((أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنافِقًا، وَإِنْ كَانَتْ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ فِيهِ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا؛ مَنْ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ)). خَرَّجَه البُخاريُّ ومُسلمٌ.

س1: عرف النفاق واذكر أقسامه مبينا حكم من اتصف بكل منهما؟
تعريف النفاق:
لغة: هو جنس الخداع والمكر وإظهار الخير، وإبطان خلافه.

شرعا: اختلاف السر والعلانية.
أقسامه:

القسم الأول: النِّفاقُ الأكبرُ، وهو النفاق الاعتقادي
، وهو إظهار الإيمان وإبطان الكفر.
حكم صاحبه: كافر في الدرك الأسفل من النار.
القسم الثاني: النِّفاقُ الأصغرُ، وهو النفاق العملي، وهو إظهار علانية صالحة وإبطان ما يخالف ذلك.
حكم صاحبه: واقع في كبيرة من كبائر الذنوب وهو على خطر عظيم.
الدليل:
قول النبي صلى الله عليه وسلم: " أربع من كن فيه كان منافقا، وإن كانت خصلة منهن فيه كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها؛ من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر" أخرجه الشيخان

س2: ما هي أمارات النفاق الأصغر ؟ (اذكر خصال النفاق مما درست مع الاستدلال).
الأمارة الأولى: الكذب في الحديث
الأمارة الثانية: إخلاف الوعد، وهو على نوعين:
النوع الأول: أن يَعِدَ ومِنْ نِيَّتِه أن لا يَفِيَ بوَعدِه، وهذا شر أنواع مخالفة الوعد.
ا
لنوع الثاني: أن يَعِدَ ومِن نِيَّتِه أن يَفِيَ، ثم يَبدوَ له، فيُخلِفَ مِن غيرِ عُذرٍ له في الْخُلْف.
الأمارة الثالثة: الفجور في الخصومة وهو أن يَخرُجَ عن الْحَقِّ عَمْدًا ليبطل حق غيره.
الأمارة الرابعة: الغدر بالعهد
ويدخل في العهود التي يجب الوفاء بها: جميع العقود من النذور والمبايعات والمناكحات وبيعة ولي الأمر والمعاهد.
الأمارة الخامسة: خيانةُ الأَمانة
الدليل على ما سبق:
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " أربع من كن فيه كان منافقا، وإن كانت خصلة منهن فيه كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها؛ من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر" أخرجه الشيخان.
وخرجا في الصحيحين أيضا من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتن خان".

س3: ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : " كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها " ؟
أي أن من اتصف بأحد أمارات النفاق لا يكون منافقا خالصا وإنما تكون فيه تلك الصفة فقط حتى يتوب منها ويدعها،
وللكن يخشى على من أصر على خصلة من خصال النفاق أن يسلب الإيمان، فيصير منافقا خالصا وذلك باجتماعها فيه فكل صفة أدعى لوجود أختها،
نعوذ بالله من ذلك ونسأل الله حسن الخاتمة.


س4: ما معنى الفجور في الخصومة ؟
الفجور في الخصومة هي: أن يخرج الشخص عن الحق عن قصد سواء كانت خصومته في الدين أو الدنيا، يريد أن يصوره للناس باطلا ويصور الباطل حقاً ، وهي خصلة من أخبث خصال النفاق،
لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "
أربع من كن فيه كان منافقا، وإن كانت خصلة منهن فيه كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها؛ من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر" أخرجه الشيخان.
وقال صلوات ربي وسلامه عليه: "إن أبغض الرجال إلى الله الألدّ الخصم
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم:"
إياكم والكذبن فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار".

س5: ما حكم نقض العهد ؟
حكم نقض العهد:
محرم وهو كبيرة من الكبائر ومن خصال النفاق والمنافقين.
فيجب الوفاء بالعهد ويحرم النقض:

قال تعالى: {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا}
وقال جل وعلا: {وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا}.
وهو كبيرة من الكبائر:
ففي (الصحيحين)، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به" متفق عليه.
فيحرم الغدر ولو مع الكافر،قال النبي صلى
الله عليه وسلم: " من قتل نفسا معاهدا بغير حقها لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما" أخرجه البخاري.
وهو من خصال النفاق والمنافقين:
قال تعالى: {ومنهم من عاهد الله لئن أتانا من فضله} إلى قوله: {فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون}

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أربع من كن فيه كان منافقا، وإن كانت خصلة منهن فيه كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها؛ من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر" أخرجه الشيخان.

س6: اذكر الأدلة على خوف الصحابة رضي الله عنهم النفاق.
الأدلة:
في حضور النبي صلى الله عليه وسلم:
ففي صحيح مسلم عن حنظلة الأسيدي أنه مر به أبو بكر وهو يبكي، فقال: مالك؟ قال: نافق حنظلة يا أبا بكر، نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالجنة والنار كأنها رأي عين، فإذا رجعنا، وعافسنا الأزواج والضيعة فنسينا كثيرا، قال أبو بكر: فوالله إنا لكذلك، فانطلقنا إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " ما لك يا حنظلة؟ " قال: نافق حنظلة يا رسول الله، وذكر له مثل ما قال لأبي بكر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو تدومون على الحال التي تقومون بها من عندي، لصافحتكم الملائكة في مجالسكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة، ساعة وساعة".
وفي مسند البزار عن أنس، قال: ( قالوا يا رسول الله ، إنا نكون عندك على حال، فإذا فارقناك كنا على غيره، قال: " كيف أنتم وربكم؟" قالوا: الله ربنا في السر والعلانية، قال: "ليس ذاكم النفاق".

والآثار عن الصحابة من الخوف من النفاق كثيرة منها:
سئل أبو رجاء العطاردي: هل أدركت من أدركت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يخشون النفاق؟ فقال: إني أدركت منهم بحمد الله صدرا حسنا، نعم شديدا، نعم شديدا.
وقال البخاري في صحيحة: وقال ابن أبي مليكة: (أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق عن نفسه).

وسمع رجل أبا الدرداء يتعوذ من النفاق في صلاته، فلما سلم، قال له: ما شأنك وشأن النفاق؟ فقال: اللهم غفرا -ثلاثا- لا تأمن البلاء، والله إن الرجل ليفتن في ساعة واحدة، فينقلب عن دينه.
والآثار عن الصحابة والتابعين ومن بعدهم في هذا كثيرة.

س7: اشرح باختصار حديث: (ولكن يا حنظلة ساعة وساعة)؟
الشرح: هو أن ما يكون من تغير حضور القلب ورقته وخشوعه عند سماع الذكر بالرجوع إلى الدنيا والاشتغال بالأها والأولاد والأموال ليس من اختلاف السر والعلانية والنفاق وإنما هو من مقتضى زيادة الإيمان بالذكر ونقصانه بالبعد عنه" والله أعلم.
والدليل على ذلك: ما جاء في مسند البزار عن أنس، قال: ( قالوا يا رسول الله ، إنا نكون عندك على حال، فإذا فارقناك كنا على غيره، قال: " كيف أنتم وربكم؟" قالوا: الله ربنا في السر والعلانية، قال: "ليس ذاكم النفاق".
والله أعلم.


رنان مولود 17 رجب 1438هـ/13-04-2017م 04:50 PM

49زيادات ابن رجب فوائد من حديث عمر بن الخطاب: (لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله...) أ ت ن ج حب ك
 
فوائد من حديث عمر بن الخطاب: (لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله...) أ ت ن ج حب ك

الحديث التاسع والأربعون:
عَنْ عُمرَ بنِ الْخَطَّابِ رَضيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قَالَ:((لَوْ أنَّكُمْ تَوَكَّلُونَ على اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُم كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُو خِمَاصًا، وَتَرُوحُ بِطَانًا)). رواهُ الإمامُ أحمدُ والتِّرْمِذِيُّ والنَّسائيُّ وابنُ ماجَه وابنُ حِبَّانَ في ((صحيحِه))والحاكِمُ، وقالَ التِّرمذيُّ: حَسَنٌ صَحيحٌ.

س1: بين بإيجاز منـزلة حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟
هذا الحديث أصل في التوكل، وأنه من أعظم الأسباب التي يستجلب بها الرزق،
قال تعالى: {ومن يتق الله يجعل مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه}.


س2: اذكر بعض ثمرات التوكل على الله تعالى؟
ثمرات التوكل على الله تعالى
1- سبب للرزق.

قال تعالى: {ومن يتق الله يجعل مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب}.
2- سبب لكفاية العبد ما يهمه.

قال تعالى: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه}.
3- الرضا بالقضاء.

فمن رضي بقضاء الله سكن قلبه بما قسم الله تعالى له .
ففي الحديث عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من سره أن يكون أقوى الناس، فليتوكل على الله".
وكان عمر بن عبد العزيز يقول:( أصبحت وما لي سرور إلا في مواضع القضاء والقدر).


س3: ما حقيقة التوكل على الله تعالى؟ (كيف يتوكل المسلم على الله حق التوكل ؟)
حقيقة التوكل:
صدق اعتماد القلب على الله عز وجل في استجلاب المصالح ودفع المضار، من أمور الدنيا والآخرةكلها،
وكِلة الأمور كلها لله، وتحقيق الإيمان بأنه لا يعطي ولا يمنع ولا يضر ولا ينفع سوى الله جل وعلا.
وتحقيق التوكل لا ينافي فعل الأسباب، بل عليه أن يسعى في فعل الأسباب فهي من أسباب استجلاب الرزق وهذا دأب الأنبياء ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

قال جل وعلا: {ومن يتق الله يجعل مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه}.
وقد قرأ النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية على أبي ذر، وقال له: "لو أن الناس كلهم أخذوا بها لكفتكم".

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
: "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتعود بطانا" رواه أحمد والترمذي.


س4: هل التوكل ينافي بذل الأسباب والسعي في تحصيلها؟
الأمر ببذل الأسباب:
التوكل على الله هو: صدق اعتماد القلب على الله عز و جل في استجلاب المصالح ودفع المضار.
والتوكل من أهم الأسباب التي يستجلب بها الرزق، ومن تحقيق التوكل اتخاذ الأسباب التي وضعها الله تعالى شرعا أو قدرا في محلها.

كما قال تعالى:{ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل }، وقال تعالى:{ فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله}
ففي هذه الآيات حث على اتخاذ الأسباب والعمل بمقتضاها.
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتعود بطانا"، رواه أحمد والترمذي.
ففي الحديث دليل صريح على بذل الأسباب وذلك بقوله: "تغدو" و"تعود" فبدون الغدو لا يكسب الطير شيئا.
وقال سهل التستري: (من طعن في الحركة - يعني: في السعي والكسب - فقد طعن في السنة، ومن طعن في التوكل، فقد طعن في الإيمان، فالتوكل حال النبي صلى الله عليه وسلم، والكسب سنته، فمن عمل على حاله، فلا يتركن سنته).

س5: ما حكم ترك التداوي توكلاً على الله عز وجل؟

فيه قولان مشهوران:
الأول: يجوز ترك التداوي بالتوكل لمن قوي عليه" وهو ظاهر كلام الإمام أحمد، لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفا بغير حساب"، ثم قال: " هم الذين لا يتطيرون، ولا يسترقون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون".
الثاني: يجب التداوي مع التوكل على الله في جلب الشفاء، ومن رجح التداوي قال: (إنه حال النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يداوم عليه، وهولا يفعل إلا الأفضل، وحمل الحديث على الرقى المكروهة التي يخشى منها الشرك
؛ بدليل أنه قرنها بالكي والطيرة، وكلاهما مكروه).

س6: ما هي درجات التوكل؟
درجات التوكل ثلاث وهي:
الدرجة الأولى: ترك الشكاية.
وهي للزاهدين.
الدرجة الثانية: الرضا، وهو سكون القلب بما قسم الله له.

وهي للصادقين، وهي أرفع من التي قبلها.
الدرجة الثالثة: المحبة، وهي سكون القلب بما قسم الله له،
وهي للمرسلين، وهي أرفع من الدرجتين السابقتين.

وهو حاصل نقل ابن أبي الدنيا عن بعض الحكماء.


رنان مولود 18 رجب 1438هـ/14-04-2017م 08:03 PM

50زيادات ابن رجب فوائد من حديث عبد الله بن بسر: (لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله عز وجل) أ
 
فوائد من حديث عبد الله بن بسر: (لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله عز وجل) أ
الحديث الخمسون:
عَنْ عَبدِ اللهِ بنِ بُسْرٍ قالَ: أَتى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم رَجلٌ، فَقَالَ: يا رَسولَ اللهِ , إِنَّ شَرَائِعَ الإِسْلامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيْنَا، فَبَابٌ نَتَمَسَّكُ بِهِ جامعٌ؟ قال:((لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ)). خَرَّجَه الإمامُ أحمدُ بهذا اللَّفظِ.

س1: عدد باختصار بعض فوائد ذكر الله تعالى؟
1- سبب لمحبة الله تعالى:
قال تعالى:
{فاذكروني أذكركم} الآية.
وجاء في حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه، أنه قال: آخر ما فارقت رسول الله عليه وسلم أن قلت له: أي الأعمال خير وأقرب إلى الله؟
قال: "أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله عز وجل".

2- يعين على الصبر على البلاء:
قال جل وعلا:{يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا}.
3- طمأنة القلوب:
قال عزَّ وجلَّ: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
4- سبب للفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة:

قالَ تعالَى: {واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون}
5- سبب لمغفرة الذنوب والأجرالعظيم:
قالَ تعالَى: {والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما}.


س2: اذكر بعض الأدلة المرغبة في ذكر الله ومداومته؟
قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا}،

وقال تعالى: {واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون}،
وقال تعالى: {والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما}،
وقال تعالى: {الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم}.
وفي (صحيحِ مسلمٍ) عن أبي هُريرةَ، أنَّ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ علَى جَبَلٍ يُقالُ لَهُ: جُمْدَانُ، فَقالَ:"سيروا هذا جذمان، قد سبق المفردون".
قالُوا: وَمَنِ الْمُفَرِّدُونَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ:
"الذاكرات الله كثيرا والذاكرات".
عَنْ عَبدِ اللهِ بنِ بُسْرٍ قالَ: أَتى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم رَجلٌ، فَقَالَ: يا رَسولَ اللهِ , إِنَّ شَرَائِعَ الإِسْلامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيْنَا، فَبَابٌ نَتَمَسَّكُ بِهِ جامعٌ؟ قال:"لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله عز وجل ". خَرَّجَه الإمامُ أحمدُ
وروَى موسَى بنُ عُبيدةَ، عن أبي عبدِ اللَّهِ القَرَّاظِ، عن مُعاذِ بنِ جَبَلٍ قالَ: (بينَما نَحْنُ مَعَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَسيرُ بِالدَّفِّ مِنْ جُمْدانَ إِذ استَنْبَهَ، فقالَ:"يا معاذ، أين السابقون؟" فَقُلتُ: قَدْ مَضَوا، وَتَخلَّفَ نَاسٌ، فَقالَ: "يا معاذ، إن السابقون الذين يستهترون بذكر الله عز وجل" خَرَّجَهُ جَعفرٌ الفِرْيابيُّ.
وروي عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أنه قالَ: "من أحب أن يرتع في رياض الجنة، فليكثر ذكر الله عز وجل ".

وخَرَّجَ الإِمامُ أحمدُ، مِن حديثِ سهلِ بنِ مُعاذٍ، عن أبيهِ، عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَجُلاً سَأَلَهُ فَقالَ: (أَيُّ الجِهَادِ أَعْظَمُ أَجْرًا يَا رَسولَ اللَّهِ؟) قالَ "أَكْثَرُهُمْ لِلَّهِ ذِكْرًا"
قالَ: (فَأَيُّ الصَّائِمينَ أَعْظَمُ؟)
قالَ: "أَكْثَرُهُمْ لِلَّهِ ذِكْرًا"، الحديث.


س3: ما معنى الباقيات الصالحات؟
الباقيات الصالحات:
هي التي ورد ذكرها في الحديث الذي خرجه الإمام أحمد والنسائي، وابن حبان في(صحيحه)، من حديث أبي سعيد الخدري-رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" استكثروا من الباقيات الصالحات "، قيل: وما هن يا رسول الله؟ قال:" التكبير، والتسبيح، والتهليل، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله".

س4: اذكر بعض ما يعين على كثرة ذكر الله تعالى؟
- قوة معرفة الله عز وجل

معرفة الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى تعين على المحبة وبالتالي كثرة الذكر.
- محبة الله عز وجل
باستشعار معنى قوله سبحانه: {فاذكرونى أذكركم}.
- الاتساء بالنبي صلى الله عليه وسلم
ففي صحيحِ مُسلمٍ، عن عائشةَ قالَتْ: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه".
- قراءة سير الصالحين

ومن أمثلة ذلك:
قيلَ لعُمَيْرِ بنِ هانئٍ: ما نَرَى لسانَك يَفْتُرُ، فكم تُسبِّحُ كلَّ يومٍ؟ قالَ: (مائةَ ألفِ تَسبيحةٍ، إلا أن تُخطئَ الأصابعُ) يعني أنه يَعُدُّ ذلك بأصابِعِهِ.
وقالَ عبدُ العزيزِ بنُ أبي رَوَّادٍ: (كانت عندَنا امرأةٌ بمكَّةَ تُسبِّحُ كلَّ يومٍ اثنيْ عشرَ ألفَ تسبيحةٍ، فماتتْ، فلمَّا بلغَت القبرَ، اختُلِسَتْ مِن بينِ أَيْدِي الرجالِ).

نام بعضُهم عندَ إبراهيمَ بنِ أدهمَ قالَ: (فكنتُ كلَّما استيقظتُ مِن الليلِ، وَجَدْتُهُ يَذكرُ اللَّهَ، فأغتمُّ، ثم أُعزِّي نفسي بهذه الآيَةِ: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ} .
- معرفة فضائل الذكر واستشعار ثواب الذاكرين
ومن بينها:
عَنْ عَبدِ اللهِ بنِ بُسْرٍ قالَ: أَتى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم رَجلٌ، فَقَالَ: يا رَسولَ اللهِ , إِنَّ شَرَائِعَ الإِسْلامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيْنَا، فَبَابٌ نَتَمَسَّكُ بِهِ جامعٌ؟ قال:"لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله عز وجل ". خَرَّجَه الإمامُ أحمدُ
ما خَرَّجَ الإِمامُ أحمدُ، مِن حديثِ سهلِ بنِ مُعاذٍ، عن أبيهِ، عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَجُلاً سَأَلَهُ فَقالَ: (أَيُّ الجِهَادِ أَعْظَمُ أَجْرًا يَا رَسولَ اللَّهِ؟) قالَ "أَكْثَرُهُمْ لِلَّهِ ذِكْرًا"
قالَ: (فَأَيُّ الصَّائِمينَ أَعْظَمُ؟)
قالَ: "أَكْثَرُهُمْ لِلَّهِ ذِكْرًا"، الحديث.

فاستشعار عظمة أجر الذاكرين يعين على كثرة ذكر الله عز وجل.
- إقامة الصلاة
ففيها ذكر وقبلها ذكر وبعدها ذكر، فكل حسنة تطلب غيرها، والله الموفق لكل خير.
- تقليل الطعام يعين على صلاح البدن وصحته.
ترك التملي من الغذاء يساعد على تلين القلب وصلاحه ورقته وذكر الله جل وعلا .

التخلص من المشاغل
فإذا قَوِيَ حالُ المحبِّ ومعرِفتُهُ، لم يَشغَلْهُ عن الذكرِ بالقلبِ واللسانِ شاغلٌ، فهو بَينَ الخلْقِ بجِسمِهِ، وقلبُهُ مُعَلَّقٌ بالْمَحَلِّ الأعلَى.

س5: بين بعض المواطن التي عظم فيها الذكر بسبب غفلة الناس عنه؟
لقاء العدو:
في (التِّرمذيِّ) مَرفوعًا: "يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ عَبْدِي كُلَّ عَبْدِي الَّذِي يَذْكُرُنِي وَهُوَ مُلاقٍ قِرْنَه".
السوق:
كما في (المسنَدِ)، و(التِّرمذيِّ)، و(سُننِ ابنِ ماجَهْ) عن عمرَ مَرفوعًا: "مَنْ دَخَلَ سُوقًا يُصَاحُ فِيهَا وَيُبَاعُ، فَقالَ: لا إِلَهَ إِلَّّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ، وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ، وَرَفَعَ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ دَرَجَةٍ".
وفي حديثٍ آخَرَ:
"ذَاكِرُ اللَّهِ فِي الْغَافِلِينَ كَمَثَلِ الْمُقَاتِلِ عَنِ الْفَارِّينَ، وَذَاكِرُ اللَّهِ فِي الْغَافِلِينَ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ فِي وَسَطِ شَجَرٍ يَابِسٍ".


س6: ما معنى ذكر الله عز وجل وماذا يشمل؟
شرعا له معنيان:
1- معنى عام:
كل ما يقرِّب العبدَ إلى الله من عقيدة أو فكر أو عمل قلبي أو عمل بدني أو ثناء على الله أو تعلم علم نافع وتعليمه ونحو ذلك، فكله ذكر لله تعالى.
ويشمل كل أنواع العبادات من صلاة وصيام وحج وقراءة قرآن وثناء ودعاء وتسبيح وتحميد وتمجيد وغير ذلك من أنواع الطاعات، لأنها إنما تقام لذكر الله وطاعته وعبادته.
2- معنى خاص: وهو كل ما يقرِّب العبدَ بالألفاظ التي وردت عن الله سبحانه وتعالى من تلاوة كتابه أو إجراء أسمائه أو صفاته العليا على لسان العبد أو قلبه مما ورد في كتاب الله سبحانه، أو الألفاظ التي وردت على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وفيها تمجيد وتنزيه وتقديس وتوحيد لله سبحانه وتعالى.
والمراد من الذكر: حضور القلب، فينبغي أن يكون هو مقصود الذاكر فيحرص على تحصيله ويتدبر ما يذكر، ويتعقَّل معناه.

س7: أيهما أفضل: الذكر المطلق أو قراءة القرآن الكريم؟
الأصل أن الذكر المطلق يدخل فيه الصلاة، وتلاوة القرآن وتعلمه وتعليمه، والعلم النافع، كما يدخل فيه التسبيح والتكبير والتهليل.
ولكن ورد الخلاف في المفاضلة بين الذكر المطلق وقراءة القرآن بعد الفجر وبعد العصر ومنهم من رجح التلاوة على التسبيح ونحوه،
وسُئلَ الأوزاعيُّ عن ذلك، فقالَ: (كان هَدْيُهُم ذِكْرَ اللَّهِ، فإنْ قَرَأَ فحَسَنٌ)، وظاهرُ هذا أنَّ الذكْرَ في هذا الوقتِ أفضلُ مِن التلاوةِ،

وكذا قالَ إسحاقُ في التَّسبيحِ عَقِيبَ المكتوباتِ مِائةَ مَرَّةٍ: إنه أفضلُ مِن التلاوةِ حينئذٍ.

س8: عدد بعض المواضع التي يشرع التعوذ عندها؟

1- عند الغضب.
2- عند رؤية ما يكره في منامه.
3- عند سماع أصوات الكلاب والحمير بالليل.

س9: هات أمثلة لبعض جوامع الذكر والدعاء الواردة في هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
ذكر بعض جوامع الذكر:
1- حديث جويرية مرفوعاً: "لقد قلت بعدك أربع كلمات
لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن، سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته".
وخرجه النسائي، ولفظه: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته".
2- حديث سعد بن أبي وقاص مرفوعاً: "ألا أخبرك بما هو أيسر من هذا وأفضل، سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض، وسبحان الله عدد ما بين ذلك، وسبحان الله عدد ما هو خالق، والله أكبر مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك"

3- حديث عائشة مرفوعاً: "اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك إني أسألك من خير ما سألك منه محمد عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما عاذ منه عبدك ونبيك، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، وأسألك ما قضيت لي من قضاء، أن تجعل عاقبته رشدا" خرجه أحمد وابن ماجه.
4- حديث أبي أمامة مرفوعاً: "اللهم إني أسألك من خير ما سألك منه نبيك محمد، ونعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك محمد، وأنت المستعان، وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوة إلا بالله"

5- حديث أم سلمة مرفوعاً:"اللهم إني أسألك فواتح الخير وخواتمه وجوامعه، وأوله وآخره، وظاهره وباطنه".

س10: ما معنى الاعتداء في الدعاء؟
والاعتداء في الدُّعاء:
هو تجاوز الحدِّ الَّذي حدَّه الشَّرع المطهَّر فيه، فيحصل في الدُّعاء من الخلل بحسب ما يحصل من التَّجاوز قوَّةً وضعفًا، من الشِّرك ووسائله، من البدع والمحدثات.

ففي (المسنَدِ) أنَّ سعدَ بنَ أبي وَقَّاصٍ سَمِعَ ابنًا له يَدعُو، ويقولُ: (اللهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنَّةَ ونَعيمَها وإِستَبرقَها، ونحوًا مِن هذا، وأعوذُ بك مِن النارِ وسلاسِلِها وأغلالِها، فقالَ: لقد سَأَلْتَ اللَّهَ خيرًا كثيرًا، وتَعوَّذْتَ بِاللَّهِ مِن شرٍّ كثيرٍ، وإني سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ: "إِنَّهُ سَيَكُونُ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاءِ - وَقَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ:{ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف:55] - وإنَّ بحَسْبِكَ أن تقولَ: اللهمَّ إني أسألُك الجنَّةَ وما قَرَّبَ إليها مِن قولٍ وعملٍ، وأعوذُ بك مِن النَّارِ وما قرَّبَ إليها مِن قولٍ وعملٍ".


هنا آخر حديث من تتمة الخمسين لابن رجب على الأربعين النووية.
ونسأل الله التوفيق لكل ما يحب ويرضى.


رنان مولود 19 رجب 1438هـ/15-04-2017م 04:15 PM

30:فوائد من حديث أبي ثعلبة الخشني: (إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها...) قط
 
فوائد من حديث أبي ثعلبة الخشني: (إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها...) قط

الحديث الثلاثون
عَنْ أَبِيْ ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيِّ جُرثُومِ بنِ نَاشِرٍ رضي الله عنه عَن رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (إِنَّ اللهَ فَرَضَ فَرَائِضَ فَلا تُضَيِّعُوهَا، وَحَدَّ حُدُودَاً فَلا تَعْتَدُوهَا وَحَرَّمَ أَشْيَاءَ فَلا تَنْتَهِكُوهَا، وَسَكَتَ عَنْ أَشْيَاءَ رَحْمَةً لَكُمْ غَيْرَ نِسْيَانٍ فَلا تَبْحَثُوا عَنْهَا)(1) حديث حسن رواه الدارقطني وغيره.

س1: ما الفرق بين الواجب والفرض؟
أما من حيث التأثيم بترك ذلك فهما واحد.
فقد اختلف العلماء- رحمهم الله- في هذا ،
فقال بعضهم:
الفرض ما كان دليله قطعياً، والواجب ما كان دليله ظنياً.
وقال آخرون: الفرض ما ثبت بالقرآن، والواجب ما ثبت بالسنة.
وكلا القولين ضعيف،
والصواب: أن الفرض والواجب بمعنى واحد، ولكن إذا تأكد صار فريضة، وإذا كان دون ذلك فهو واجب، هذا ما رجحه الشيخ بن عثيمين في هذه المسألة .


س2: ما معنى السكوت في قول النبي صلى الله عليه وسلم : " وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان " ؟

وهل يوصف الله تعالى بالسكوت؟
المراد: أنه لم يوجب ولم يحرم،
ومعنى السكوت هنا: هو عدم القول فيها بشيء يحرمها أو يوجبها.

وصف الله عزّ وجل بالسكوت، هذا من تمام كماله عزّ وجل، أنه إذا شاء تكلم وإذا شاء لم يتكلم.

وفي الحديث نفي للنسيان وهو في حقه نسيان الترك.


س3: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها "
هذا النهي في عهد الرسالة فقط أم إلى الآن ؟
في هذا قولان:
الأول: أن النهي خاص في عهد الرسالة؛
لأن ذلك عهد نزول الوحي، حتى لا يحرم أو يوجب على الناس شيء بسببه. أما بعد عهد الرسالة فلا بأس أن يبحث.
كما سأل الأقرع بن حابس النبي صلى الله عليه وسلم حين قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله فرض عليكم الحج" فقام الأقرع وقال:يا رسول الله أفي كل عام؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لو قلت نعملوجبت ومااستطعتم، الحج مرة فما زاد فهو تطوع"
الثاني: أن النهي قبل الرسالة وبعدها لعموم هذا الحديث.
إلا أن كان من باب التوسع في طلب العلم.
وأما إذا لم يكن كذلك فلا يبحث، بل يمشي على ما كان عليه الناس، وبهذا قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.

س4: اذكر أمثلة للأشياء المسكوت عنها؟
1- اللحوم وعن الأجبان في السوق، وعما يرد إلى البلاد من بلاد الكفار.
ولهذا قال ابن عمر رضي الله عنهما لما سئل عن اللحم في السوق، ما كان من لحم في سوقنا فسوف نشتريه ولا نسأل.
2- مسائل الغيب والتعمق فيها، وصفات الله عزّ وجل عن كيفيتها.
3- معضلات المسائل التي فيها: أرأيت إن كان كذا، ولو كان كذا، وتسمى الأغلوطات.
4- ما كان الناس قد عاشوا عليه لا تبحث عنه إلا إذا علمت أنه حرام.
5-الوقت بين أذان الجمعة الأول والثاني.

س5: ما معنى الحدود في قول النبي صلى الله عليه وسلم : " وحدّ حدودًا فلا تعتدوها " ؟
الحدود في اللغة: المنع، ومنه الحد بين الأراضي لمنع دخول أحد الجارين على الأخر.
وفي الاصطلاح ذكر العلماء في معنى الحدود في هذا الحديث قولان:
1-أن المراد به حدود الواجبات والمحرمات، فحدود الواجبات لا تتعدى، وحدود المحرمات لا يقترب منها.

2-أن المراد بالحدود العقوبات الشرعية؛ كعقوبة الزنا، والقذف، والسرقة،وشرب الخمر، ونحوها.
والصواب الأول؛ لورودها بالقرآن في هذا المعنى مثل قوله تعالى:
{تلك حدود الله فلا تقربوها} البقرة: 187 بعد تحريم الأكل والشرب على الصائم، وبعد ذكر العدة قال تعالى: {تلك حدود الله فلا تعتدوها} البقرة: 299.

س6: اذكر أمثلة لأنواع استعمال لفظ الحدود في الكتاب والسنة؟
أنواع استعمال لفظ (الحدود) في الكتاب والسنة:
- النوع الأول: أن ترد مطلقة.
مثال النوع الأول: قوله تعالى: {تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات}الآية.
- النوع الثاني: أن ترد مقترنة بالنهي عن تعديها.
مثال النوع الثاني: قوله تعالى: {تلك حدود الله فلا تعتدوها}.
يعنى بالحدود هاهنا حدود ما أذن به، وما جاوزه فغير مأذون به.
- النوع الثالث: أن ترد مقترنة بالنهي عن قربانها
مثال النوع الثالث: قوله تعالى:
{تلك حدود الله فلا تقربوها}
يعنى بالحدود هاهنا حدود ما حرم؛ فينهى عن اقترابه
- النوع الرابع: أن ترد بمعنى العقوبة الشرعية على الذنب
هذا النوع من الاستعمال ورد في السنة النبوية.
مثال النوع الرابع: حديث "حد الساحر ضربة بالسيف"
- النوع الخامس: أن ترد بمعنى الذنب.
مثال النوع الخامس: حديث "لا يجلد فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله".

س7: عدد بإيجاز بعض فوائد حديث أبي ثعلبة رضي الله عنه؟
- وجوب القيام بفرائض الله جل وعلا.
- أن الفرائض أمانة فلذلك نهينا عن تضييعها.
- وجوب الوقوف عند حدود الله تعالى.
- التحذير من الوقوع في المحرمات.
- إثبات صفة الرحمة لله جل وعلا.
- دلالة الشريعة السمحة على رحمة الله جل وعلا بعباده.


رنان مولود 19 رجب 1438هـ/15-04-2017م 05:18 PM

31فوائد من حديث سهل بن سعد: (ازهد في الدنيا يحبك الله...) ج
 
فوائد من حديث سهل بن سعد: (ازهد في الدنيا يحبك الله...) ج

الحديث الحادي والثلاثون
عَنْ أَبي العَباس سَعدِ بنِ سَهلٍ السَّاعِدي رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النبي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله: دُلَّني عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمَلتُهُ أَحَبَّني اللهُ، وَأَحبَّني النَاسُ ؟ فَقَالَ: (ازهَد في الدُّنيَا يُحِبَّكَ اللهُ ، وازهَد فيمَا عِندَ النَّاسِ يُحِبَّكَ النَّاسُ)حديث حسن رواه ابن ماجة وغيره بأسانيد حسنة.

رابط الشرح / هنــــــا /

س1: اذكر بعض أسباب محبة الله تعالى للعبد؟
ذكر بعض أسباب محبة الله تعالى للعبد:
1 - الإحسان و
التوكل على الله جل وعلا.
2 -
كثرة ذكر الله جل وعلا.
3 - كثرة النوافل.
4 - الصبر واليقين.
5 - التقوى
6 -
الجهاد في سبيل الله.

س2: هل يشرع سعي الإنسان لكسب محبة الناس ؟
لا حرج في أن يطلب الإنسان محبة الناس مسلمين أو كفارا، لكن يحذر محبة الكفار.
لما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا أقبل على بلد قال " اللهم حببنا إلى أهلها..." الحديث،
وحديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله دلّني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس، فقال: "ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس"، فالنبي صلى الله عليه وسلم أقر الصحابي على سؤاله وأرشده لتحصيل ذلك.

س3: ما وجه كون الزهد فيما بين أيدي الناس سبب في محبة الناس ؟

وجه كون الزهد فيما بين أيدي الناس سبب في محبة الناس:
لأن الإنسان إذا سأل الناس أثقلت عليهم، وكان دانياً سافلاً بالنسبة لهم، فإن اليد العليا المعطية خير من اليد السفلى الآخذة.
فترك سؤال الناس يرفع قيمتك عندهم وتعز مكانتك عندهم.

وترك التطلع لما في أيدي الناس فيه رفعة للنفس وعزة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " زر غبا تزدد حبا" فما بالك بغيره.
وجاء في حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله دلّني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس، فقال: "ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس".

س4: ما معنى الزهد ، وما الفرق بينه وبين الورع ؟
الزهد: هو ترك مالا ينفع في الآخرة.
أما الورع فهو: ترك ما يضر في الآخرة, وفعل ما يباح له فعله.
فدائرة الزهد أوسع من دائرة الورع, فيترك المؤمن ما لا بأس به خوفا مما به بأس زهدا في الدنيا ورغبة في الآخرة, فترك ما لا نفع فيه أعلى من ترك ما يضر,
لأنه يدخل في الزهد الطبقة الوسطى التي ليس فيها ضرر ولا نفع، فالزهد يتجنب مالا نفع فيه، وأما الوَرَع فيفعل ما أبيح له،لكن يترك ما يضره.
وليس الزهد أنه لا يلبس الثياب الجميلة، ولا يركب السيارات الفخمة، وإنما يتقشف ويأكل الخبز بلا إدام وما أشبه ذلك، ولكن يتمتع بما أنعم الله عليه،لأن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده، وإذا تمتع بالملاذ على هذا الوجه صار نافعاً له في الآخرة، ولهذا لا تغتر بتقشف الرجل ولبسه رديء الثياب، فربَّ حية تحت القش، ولكن عليك بعمله وأحواله.

س5: عدد بعض فوائد هذا الحديث؟
* من فوائد حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه:
- الحرص على العلم النافع.
- سؤال أهل العلم.
- إثبات صفة المحبة لله تعالى
- بذل الجهد لنيل محبة الله جل وعلا.
- الزهد في الدنيا جماع أسباب محبة الله تعالى للعبد.
- ذم سؤال الناس.
- أن الحب والبغض له أسباب.
- مشروعية طلب محبة الناس.
- الزهد فيما في أيدي الناس من الزهد في الدنيا لقوله: (دلني على عمل).



رنان مولود 19 رجب 1438هـ/15-04-2017م 08:47 PM

32فوائد من حديث أبي سعيد الخدري: (لا ضرر ولا ضرار) ج قط
 
فوائد من حديث أبي سعيد الخدري: (لا ضرر ولا ضرار) ج قط

الحديث الثاني والثلاثون
عنْ أَبي سَعيدٍ سَعدِ بنِ مَالِك بنِ سِنَانٍ الخُدريِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهٍ صلى الله عليه وسلم قَالَ:(لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ)(1) حَدِيْث حَسَنٌ رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ، وَالدَّارَقطْنِيّ وَغَيْرُهُمَا مُسْنَدَاً، وَرَوَاَهُ مَالِكٌ في المُوَطَّأِ مُرْسَلاً عَنْ عَمْرو بنِ يَحْيَى عَنْ أَبِيْهِ عَن النبي صلى الله عليه وسلم فَأَسْقَطَ أَبَا سَعِيْدٍ ،وَلَهُ طُرُقٌ يُقَوِّيْ بَعْضُهَا بَعْضَاً.

رابط شرح الحديث / هنــــــا /

1: حكم من ثبت عليه قصد إضرار جاره:
وجب عليه رفع الضرر مع عقوبة قصد الإضرار.
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لاضرر ولاضرار" رواه مالك وابن ماجه.

2: الفرق بين الضرر والضرار:
الضرر يكون في البدن ويكون في المال، ويكون في الأولاد، ويكون في المواشي وغيرها.
"ضرار" أي ولا مضارة.
والفرق بين الضرر والضرار:

- أن الضرر يحصل بدون قصد، والمضارة بقصد، ولهذا جاءت بصيغة المفاعلة.

- المضار لا يرفع ضرره إذا تبين له بل هو قاصده، وأما الضرر فإنه إذا تبين لمن وقع منه الضرر رفعه.
- أن من ضر أحدا بغير قصد فيزال الضرر أما إذا ضاره بقصد فيزال الضرر مع عقوبة المضار.

فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لاضرر ولاضرار" رواه مالك وابن ماجه.

3: ذكر بعض ألفاظ القاعدة الأصولية المتفرعة عن هذا الحديث:
القاعدة: متى ثبت الضرر وجب رفعه، ومتى ثبت الإضرار وجب رفعه مع عقوبة قاصد الإضرار.

4: ذكر بعض فوائد هذا الحديث
من فوائد حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:
- يُسْرُ الإِسلامِ وسماحة تعاليمه.
- النهيُ عَن الضرار.
- فَضْلُ دَفْعِ الأَذَى.
- الأمر بالعدل.
- ورود النهي بصيغة النفي.
- أن أحكام الشريعة لا تتضمن ضرراً ولا تقر الضرار



رنان مولود 20 رجب 1438هـ/16-04-2017م 02:30 PM

33فوائد من حديث ابن عباس: (البينة على المدعي واليمين على من أنكر) هق
 
فوائد من حديث ابن عباس: (البينة على المدعي واليمين على من أنكر) هق

الحديث الثالث والثلاثون
عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَوْ يُعْطَى النَّاسُ بِدعوَاهُمْ لادَّعَى رِجَالٌ أَمْوَال قَومٍ وَدِمَاءهُمْ، وَلَكِنِ البَينَةُ عَلَى المُدَّعِي، وَاليَمينُ عَلَى مَن أَنكَر" حديث حسن رواه البيهقي هكذا بعضه في الصحيحين.

رابط شرح الحديث / هنــــــا/

1: أنواع البينة:
أولاً: الشهادة.
قال تعالى: {واسشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء}
ثانياً: ظاهر الحال
وهي القرائن الداله على الفعل مثال ذلك قصة يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز لما قال الحاكم {إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين*وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين*فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم}

والبينة تكون على من ادعى ، أما اليمين فعلى من أنكر ( المدعى عليه ).
لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لو يعطى الناس بدعواهم لادّعى رجال أموال أقوام ودماؤهم، ولكنّ البيّنة على من ادعى واليمين على من أنكر".
ويستثنى من هذه الصورة القسامة:

وهي أن يدعي قوم قتل لهم قتيل بأن القبيلة الفلانية قتلته وعينت القاتل وبين القبيلتين عداوة من قبل فإن أولاياء المقتول وهم المدعين يحلف خمسون رجلاً منهم وبذلك يستحقون قتل المدعي عليه وحدد العدد بخمسون رجلاً لعظم شأن الدماء وفي هذه الحالة لانقول"البينة على المدعي واليمين على من أنكر" لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حكم في هذه الحالة هكذا.

2: منهج الشريعة في حماية أموال الناس ودمائهم:
إن وقوع الاعتداء على المال والدماء أمر ملاحظ ومعلوم، فلذلك قد وضعت الشريعة القوانين تحمي بها دماء الناس وأموالهم وترد لهم حقوقهم ؛
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لو يعطى الناس بدعواهم لادّعى رجال أموال أقوام ودماؤهم، ولكنّ البيّنة على من ادعى واليمين على من أنكر".
فأرسى بهذه القاعدة العظيمة ظوابط لحماية أموال الناس ودمائهم من التلاعب والاعتداء، منها البينة واليمين، والقسامة والنكول.
فالبيّنة أنواع:
1:
الشهادة: وتكون بشاهدي عدول قال تعالى:{واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممّن ترضون من الشهداء}.
2:
ظاهر الحال: وقد تكون بالحكم بظاهر الحال إن توفرت القرائن ؛كما في قصة يوسف عليه السلام؛ كما في قوله تعالى :{وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قدّ من دبر فكذبت وهو من الصادقين}.

والبينة تكون على من ادعى ، أما اليمين فعلى من أنكر ( المدعى عليه ) ، ويستثنى من هذه الصورة القسامة.
القسامة:وتكون في الدماء فيقسم من كان له قرينة ولو كان هو المدعي- أي من أهل المقتول- خمسون يمينا بأنّ الحق معه ،لأنّ شأن الدماء في الإسلام عظيم. والقرينة قد تكون: غلبة ظنّ المّدعِي بأنّ المدّعَى عليه هو القاتل، لما بينهم من عداوة أو دم ،أو برؤيته وهو يفعل فعلته ...
النكول :
في حالة الامتناع عن الحلف؛ ففي حالِ أنكر المنكرُ ثمّ أبى أن يحلف فيقضى عليه بالنكول من طرف القاضي ويعدّ ناكلا.


3: القسامة، حكم الشريعة فيها:
القسامة: قوم بينهم وبين قوم آخرين عداوة يتهموهم أنهم قتلوا منهم قتيل ويعينوا القاتل.
فيحلف المدعون خمسين يمينا على هذا الشخص المعين أنه قتل صاحبهم فيكونوا كالشهود تماما.
الحكم الشرعى فيها: وقعت فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم وحكم فيها هكذا.
وهي تخالف القياس فى ثلاثة أوجه:

الوجه الأول: أن الأيمان صارت في جانب المُدَّعين، والأصل أن اليمين في جانب المنكر.
الوجه الثاني: أنها كررت إلى خمسين يميناً
لعظم شأن الدماء.
الوجه الثالث: أن أولياء المقتول يحلفون على شخص قد لايكونون شاهدوا قتله.
وهي مطابقة تماماً للقواعد الشرعية وموافقة لحكم الشرع فيها.


رنان مولود 20 رجب 1438هـ/16-04-2017م 05:12 PM

34فوائد من حديث أبي سعيد الخدري: (من رأى منكم منكراً فليغيره...) م
 
فوائد من حديث أبي سعيد الخدري: (من رأى منكم منكراً فليغيره...) م

الحديث الرابع والثلاثون
عَنْ أَبي سَعيدٍ الخُدريِّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعتُ رِسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: (مَن رَأى مِنكُم مُنكَرَاً فَليُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَستَطعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَستَطعْ فَبِقَلبِه وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإيمَانِ) رواه مسلم.

رابط الشرح / هنــــــا /

1: مراتب إنكار المنكر:
ثلاث مراتب:
1- تغيير المنكر باليد، بالتكسير أو المنع وما أشبه ذلك.
2- تغييره باللسان؛ وذلك لمن لم يستطع بيده، ويكون ذلك: بالتوبيخ، والزجر وما أشبه ذلك، ولكن لابد من استعمال الحكمة.
3- تغييره بالقلب، وذلك لمن لم يستطع بلسانه، وهو أضعف مراتب تغيير المنكر، والإنكار بالقلب يكون بالكره والبغض وتمني زوال المنكر، وعدم حضور مجلسه أو البقاء فيه، وعزيمته على أنه متى قدر على إنكاره بلسانه أو يده فعل.
ودليل ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان". رواه مسلم.

2: ضابط إنكار المنكر:
يجب توفر شرطين بالنسبة للمنكر عليه:
1-
أن نتيقن فعلا أن ما وقع فيه منكر لدى الجميع، أو أن الخلاف ضعيف لا قيمة له وليس مسألة فيها خلاف معتبر بين العلماء.
مثال ذلك: فلو رأيت رجلاً أكل لحم إبل وقام يصلي، فلا تنكر عليه.
2- يتيقن المنكر، وذلك من وجهين:
الوجه الأول: أن يتيقن أنه منكر.
والوجه الثاني: أن يتيقن أنه منكر في حق الفاعل،لأن الشيء قد يكون منكراً في حد ذاته، لكنه ليس منكراً بالنسبة للفاعل فقد
لديه رخصة في فعله.
مثال ذلك: الأكل والشرب في رمضان، الأصل أنه منكر، لكن قد لا يكون منكراً في حق رجل بعينه:كأن يكون مريضاً يحل له الفطر، أو يكون مسافراً يحل له الفطر.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان". رواه مسلم.

3: كيف ينكر المسلم المنكر بقلبه:
ينكر المسلم المنكر بقلبه:
تحرك القلب بنيّة الإنكار، بالكره والبغض وتمني زوال المنكر، وعدم حضور مجلسه أو البقاء فيه، وعزيمته على أنه متى قدر على إنكاره بلسانه أو يده فعل.
وذلك إذا لم يستطع بلسانه، وهو أضعف مراتب تغيير المنكر.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان". رواه مسلم.

4: هل يصح القول بأن إنكار المنكر لأولي الأمر والعلماء فقط ؟
إنكار المنكر لا بد منه فلا يسقط عن أي مسلم:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان"
وفي رواية "وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل"، فهذا الحديث فيه:

أولاً: وجوب إنكار المنكر على كل مسلم وهذا الخطاب عام لجميع الأمة.
ثانياً: أن القيام بالإنكار يكون بحسب الاستطاعة؛ لأن لفظ: «فمن لم يستطع»، يفيد بأن القيام بالإنكار بحسب القدرة كما قال الله تعالى:{لا يكلف الله نفسا إلا وسعها}، فلا يسع المسلم أن يترك الإنكار وهو
يستطيعه.
ثالثا:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل إنكار المنكر على مراتب؛ فإذا كان الإنكار باليد واللسان غير مستطاع إما لإمكانية حدوث منكر أعظم منه، أو خشية وقوع ضرر على المنكِر، فإن بإمكانه الإنكار بالقلب وليس لبشر سلطان على قلبه ، وهذا هو ما يفرق بين من يقر هذا المنكر بقلبه ويحب وقوعه حتى وإن لم يفعله، وبين من ينكره بقلبه ويتمنى زواله ، ويرجو أن يُمكن من إزالته.
رابعا: من لا ينكر المنكر بالفعل من المسلمين أيا كان وهو يستطيع فإنه يأثم ويهلك مع الهالكين عند نزول العقوبة، قال تعالى:
{لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون}، فالله جل وعلا أنزل العقوبة على تاركي النهي عن المنكر كلهم.
خامسا: أن الاستطاعة لإنكار المنكر تتفاوت، فمن كان يستطيع الإنكار باليد، وذلك بإزالة المنكر، وجب عليه ذلك، ومن لم يستطع الإنكار باليد فإنه ينكر باللسان، وذلك بالنهي عنه والوعظ والتذكير والإبلاغ عنه لمن يزيله. ومن لم يستطع الإنكار باللسان إما لعدم القدرة على البيان لقلة علمه، أو لأنه ممنوع من البيان من قِبل الولاة الظلمة، فإنه يُنكر المنكر بقلبه، وذلك بكراهة المنكر وأهله، والابتعاد عن مكانه ومخالطة أهله؛ فلا يجوز له الجلوس معهم ومصاحبتهم؛ لئلا يكون مثل بني إسرائيل ينهون صاحب المنكر في أول الأمر فإذا لم يتركه جالسوه، وأكلوا معه وشاربوه، فلما رأى الله ذلك منهم لعنهم على ألسنة أنبيائهم.
وقد حذرنا نبينا صلى الله عليه وسلم من أن نفعل مثل فعلهم، فلا يقل أحدنا نصحت ولم يُقبل مني ثم يجلس مع العصاة وأصحاب المنكرات، قال الله تعالى: {إِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}.

إذا تبيَّن هذا فلا وجه لقول من قال: إن الإنكار لا يكون إلا
لأولي الأمر والعلماء،
فهذا غلط؛
فيلزم الإنكار بالفعل والبيان والتذكير والموعظة والإبلاغ من قبل من استطاع، لأن القيام به واجب؛ فهذا القائل يُسقط مرتبتين عظيمتين من مراتب إنكار المنكر، نصَّ عليها الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهما «الإنكار باليد واللسان»؛ فإنهما لا يسقطان إلا عما لا يقدر عليهما، ويكون منكِراً بقلبه، ولا بد؛ لأنه لا يُمنع من الإنكار بقلبه أبداً.


رنان مولود 20 رجب 1438هـ/16-04-2017م 05:56 PM

روابط القسم السادس والسابع والثامن من الأربعين النووية
 
روابط القسم السادس والسابع والثامن من الأربعين النووية

* دراسة القسم الخامس من الأربعين النووية.


-
ح28: حديث العرباض بن سارية: (وعظنا رسول الله موعظة وجلت منها القلوب...) د ت
ملخص الفوائد: I
الملخص28 I

-
ح29: حديث معاذ بن جبل: (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة...) ت
ملخص الفوائد: I الملخص29 I

-
ح30: حديث أبي ثعلبة الخشني: (إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها...) قط
ملخص الفوائد: I الملخص30 I

-
ح31: حديث سهل بن سعد: (ازهد في الدنيا يحبك الله...) ج
ملخص الفوائد: Iالملخص31 I

-
ح32: حديث أبي سعيد الخدري: (لا ضرر ولا ضرار) ج قط
ملخص الفوائد: I الملخص32 I

-
ح33: حديث ابن عباس: (البينة على المدعي واليمين على من أنكر) هق
ملخص الفوائد: I الملخص33 I

-
ح34: حديث أبي سعيد الخدري: (من رأى منكم منكراً فليغيره...) م
ملخص الفوائد: I الملخص34 I

- المجلس الأول: مجلس مذاكرة القسم الخامس من الأربعين النووية: هنا


* دراسة القسم السادس من الأربعين النووية.

-
ح35: حديث أبي هريرة: (لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا...) م
ملخص الفوائد: I الملخص35 I

-
ح36: حديث أبي هريرة: (من نفس عن مؤمن كربة...) م
ملخص الفوائد: I الملخص36 I

-
ح37: حديث ابن عباس: (إن الله كتب الحسنات والسيئات...) خ م
ملخص الفوائد: I الملخص37 I

-
ح38: حديث أبي هريرة - القدسي-: (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب...) خ

ملخص الفوائد: I الملخص38 I

-
ح39: حديث ابن عباس: (إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان...) ج هق
ملخص الفوائد: I الملخص39 I

-
ح40: حديث ابن عمر: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل...) خ

ملخص الفوائد: I الملخص40 I

-
ح41: حديث عبد الله بن عمرو: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به) نع ط
ملخص الفوائد: I الملخص41 I

-
ح42: حديث أنس - القدسي-: (يا بن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي...) ت

ملخص الفوائد: I الملخص42 I

- المجلس الثاني: مجلس مذاكرة القسم السادس من الأربعين النووية: هنا

* دراسة القسم السابع من الأربعين النووية.
-
الإشراف العلمي لطلاب المستوى الثالث: هنا

-
زيادات ابن رجب: ح43: حديث ابن عباس: (ألحقوا الفرائض بأهلها...) خ م

ملخص الفوائد1: I الملخص43 -أ- I

ملخص الفوائد2: I الملخص43 -ب-I
ملخص الفوائد2: I الملخص43-ب- I

-
زيادات ابن رجب: ح44: حديث عائشة: (الرضاعة تحرم ما تحرم الولادة) خ م

ملخص الفوائد: I الملخص44 I

-
زيادات ابن رجب: ح45: حديث جابر: (إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة...) خ م

ملخص الفوائد: I الملخص45 I

-
زيادات ابن رجب: ح46: حديث أبي موسى الأشعري: (كل مسكر حرام) خ

ملخص الفوائد: I الملخص46 I

-
زيادات ابن رجب: ح47: حديث المقدام بن معدي كرب: (ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطن...) أ ت ن ج

ملخص الفوائد: I الملخص47 I

-
زيادات ابن رجب: ح48: حديث عبد الله بن عمرو: (أربع من كنَّ فيه كان منافقاً) خ م

ملخص الفوائد: I الملخص48 I

-
زيادات ابن رجب: ح49: حديث عمر بن الخطاب: (لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله...) أ ت ن ج حب ك

ملخص الفوائد: I الملخص49 I

-
زيادات ابن رجب: ح50: حديث عبد الله بن بسر: (لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله عز وجل) أ

ملخص الفوائد: I الملخص50 I

- المجلس الثالث: مجلس مذاكرة القسم السابع من الأربعين النووية: هنا

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

رنان مولود 2 شعبان 1438هـ/28-04-2017م 12:38 AM

مشاركة قديمة في مسائل تفسير"سورة الفاتحة" مع التعليقات
 
مشاركة قديمة في إعداد المفسر ومعلومات مأخوذة من تطبيقات تلخيس درووس التفسير

مع التعليقات العامة على إجابات مجلس مذاكرة تفسير سورة الفاتحة


مجلس مذاكرة
القسم الأول في تفسير"سورة الفاتحة"


أجوبة أسئلة المجموعة الرابعة :
المجموعة الرابعة:
السؤال الأول: اذكر المعنى اللغوي للمفردات التالية:- أحسنتِ
أ: اهدنا: أرشدنا ودلنا، ووفقنا، ذكر ذلك ابن كثير والسعدي والأشقر.
ب: الصراط المستقيم
معنى الصراط المستقيم لغة:
-
الصّراط المستقيم: هو الطّريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه. ذكره ابن كثير عن ابن جرير، وذكره الأشقر.
-
وكذلك في لغة جميع العرب، فمن ذلك قول جرير بن عطية الخطفي:
أمير المؤمنين على صراطٍ ** إذا اعوجّ الموارد مستقيم
- ثم تستعير العرب الصّراط فتستعمله في كل قول وعمل، وصف باستقامة أو اعوجاج، فتصف المستقيم باستقامته، والمعوج باعوجاجه. قاله ابن جرير، وأورده ابن كثير.

السؤال الثاني: استخلص المسائل فقط التي ذكرها المفسّرون في تفسيرهم لقوله تعالى:- أحسنتِ
{اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}
تفسير قوله تعالى: {اهدنا الصراط }
القراءات:
القراءات في كلمة {الصراط} ك

المسائل التفسيرية:
مناسبة الآية لما قبلها ك
الحكمة من استعمال صيغة الجمع في قوله: {اهدنا} ك
دلالة الآية على أدب الدعاء ك
المراد بالهداية في الآية ك س ش
معنى {الصراط} لغة ك
المراد ب{الصراط المستقيم} ك س ش
كيف يحتاج المسلم لسؤال الهداية وهو متصف بها؟ ك
شهود منة الله على العبد في أمره بهذا الدعاء في كل صلاة س
تفسيرقوله تعالى: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) }
القراءات:
· القراءات في كلمة {غير} ك
· مسألة الإخلال بتحرير الضاد. ك
المسائل التفسيرية:
· مناسبة الآية لماقبلها. ك س
· المرادبـ{الذين أنعمت عليهم}. ك س ش
· المراد من {غير}. ك
· المراد بـ {المغضوب عليهم}. ك س ش
· المراد بـ {الضالين}. ك س ش
· العلة من وصف اليهود بالمغضوب عليهم، والنصارى بالضالين. ك ش
· الحكمة من التأكيد بـ {لا}. ك
المسائل اللغوية:
تعدّي لفظ الهداية بنفسه وبالحرف. ك

السؤال الثالث: اذكر مع الترجيح الأقوال الواردة في تفسير:- أحسنت رائع
المراد بــ {الصراط المستقيم}
قال ابن كثير: (اختلفت عبارات المفسّرين من السلف والخلف في تفسير الصّراط، وإن كان يرجع حاصلها إلى شيءٍ واحدٍ، وهو المتابعة للّه وللرّسول صلى الله عليه وسلم).
ومن هذه الأقوال:
القول الأول: أنه كتاب الله
- عن عليّ بن أبي طالبٍ، رضياللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:(الصراط المستقيم كتاب اللّه). رواه ابن أبي حاتم وابن جريرٍ، وذكره ابن كثير.
- وعن عليٍّ مرفوعا: (وهو حبل اللّه المتين، وهو الذّكر الحكيم، وهو الصّراط المستقيم).رواه أحمد والترمذيٍ، وذكره ابن كثير.
- قال ابن كثير:(وقد روي هذا موقوفا على عليّ، وهو أشبه، واللّه أعلم).
-
وعن أبي وائلٍ، عن عبد اللّه، قال: (الصراط المستقيم: كتاب الله)،رواه سفيان الثوريٍ، وذكره ابن كثير
القول الثاني: أنه الإسلام.
-
عن ابن عبّاسٍ، قال:(قال جبريل لمحمّد، عليهما السّلام: قل: يا محمد،{اهدنا الصّراط المستقيم}.يقول: اهدنا الطّريق الهادي، وهو دين اللّه الّذي لا عوج فيه).رواه الضحاك
- وعن النّوّاس بن سمعان،عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: (ضرب اللّه مثلا صراطا مستقيمًا، وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبوابٌ مفتّحةٌ، وعلى الأبواب ستورٌ مرخاةٌ، وعلى باب الصّراط داعٍ يقول: يا أيّها النّاس، ادخلوا الصّراط جميعًا ولا تعوّجوا، وداعٍ يدعو من فوق الصّراط،فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئًا من تلك الأبواب، قال: ويحك،لا تفتحه؛فإنّك إن تفتحه تلجه. فالصّراط الإسلام، والسّوران حدود اللّه، والأبواب المفتّحة محارم اللّه، وذلك الدّاعي على رأس الصّراط كتاب اللّه، والدّاعي من فوق الصّراط واعظ اللّه في قلب كلّ مسلمٍ). رواه احمد وابن أبي حاتمٍ، وابن جريرٍ والتّرمذيّ والنّسائي، وذكره ابن كثير والأشقر.
- وعن ابن عبّاسٍ، في قوله: {اهدنا الصّراط المستقيم}قال: "ذاك الإسلام". ذكره ابن كثير.
-
وكذا روي عن ابن مسعودٍ، وجابر وابن الحنفية وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وعن ناسٍ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قالوا: "هو الإسلام". كما ذكر ابن كثير.
القول الثالث: أنه الحق
-
قال مجاهدٌ: {اهدنا الصّراط المستقيم}، قال: "الحقّ".ذكره ابن كثير.
وقال: وهذا أشمل، ولا منافاة بينه وبين ما تقدم.
-
قال السعدي: هوَ الطريقُ الواضحُ الموصلُ إلى اللهِ وإلى جنتِهِ، وهو معرفة الحق والعمل به.
القول الرابع: أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه
-
عن عاصمٍ الأحول، عن أبي العالية:{اهدنا الصّراط المستقيم}قال: "هو النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وصاحباه من بعده".
-
قال عاصم: فذكرنا ذلك للحسن، فقال: "صدق أبو العالية ونصح".رواه ابن أبي حاتم وابن جرير، وذكره ابن كثير.
القول الراجح في المراد بالصراط المستقيم في الآية: نلخص هذا القول ونصوغه بعبارة جامعة مختصرة :بقولنا :جميع الأقوال متلازمة يجمعها المتابعة لله ورسوله/ذكر ذلك ابن كثير.
- قال ابن كثير:(كل هذه الأقوال صحيحةٌ، وهي متلازمةٌ، فإنّ من اتّبع النّبي صلى الله عليه وسلم، واقتدى باللذين من بعده أبي بكر وعمر؛ فقد اتبع الحق،ومن اتّبع الحق فقد اتبع الإسلام، ومن اتبع الإسلام فقد اتبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا، وللّه الحمد).
-
وعن أبي وائل، عن عبداللّه، قال: (الصّراط المستقيم الّذي تركنا عليه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم). رواه الطبراني
ولهذا قال الإمام أبو جعفر بن جرير، رحمه الله: ((والّذي هو أولى بتأويل هذه الآية عندي -أعني{اهدنا الصّراط المستقيم} -أن يكون معنيّا به: وفّقنا للثّبات على ما ارتضيته ووفّقت له منأنعمت عليه من عبادك، من قولٍ وعمل، وذلك هو الصّراط المستقيم؛لأنّ من وفّق لما وفق له من أنعم اللّه عليهم من النّبيّين والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين، فقد وفق للإسلام، وتصديق الرّسل، والتّمسّك بالكتاب، والعمل بما أمره اللّه به، والانزجار عمّا زجره عنه، واتّباع منهاج النّبيّ صلى الله عليه وسلم، ومنهاج الخلفاء الأربعة، وكلّ عبدٍ صالح، وكلّ ذلك من الصّراط المستقيم).

السؤال الرابع: فسّر باختصار قوله تعالى:{الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين} أحسنت جدا بذكرك المسائل ،لكن يجب الاختصار بلغتك وأسلوبك دون نسخ
تفسير قوله تعالى:{الرحمن الرحيم}.
· مناسبة الآية لما قبلها:
لما كان في اتصافه برب العالمين ترهيب قرنه بالرحمن الرحيم ليجمع في صفاته بين الرهبة منه والرغبة إليه، فيكون أعون على طاعته، ذكره الأشقر.
· معنى {الرحمن} و{الرحيم}:
الرّحمن الرّحيم: اسمانِ دالاّن على أنّه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كلّ شيء، وعمّت كلّ حيّ وكتبها للمتّقين المتبعين لأنبيائه ورسله، فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة، ومَنْ عَداهُمْ فلهم نصيب منها.ذكره السعدي.
وهما اسمان مشتقّان من الرّحمة على وجه المبالغة، ورحمن أشدّ مبالغة من رحيم، ومعناه: أنه انتهى إلى غاية الرحمة، وذلك لأن بناء (فعلان) من أبنية ما يبالغ في وصفه.ذكر ذلك ابن كثير والأشقر.
والدّليل على أنّه مشتقٌّ:ما جاء في حديث عبد الرّحمن بن عوفٍ، أنّه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "قال اللّه تعالى: أنا الرّحمن خلقت الرّحم وشققت لهااسمًا من اسمي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعت" رواه التّرمذيّ وصحّحه، وقال القرطبي: وهذا نصٌّ في الاشتقاق فلا معنى للمخالفة والشّقاق.ذكر ذلك ابن كثير.
وعن ابن عبّاسٍ قال:(الرّحمن: الفعلان من الرّحمة، وهو من كلام العرب)رواه ابن جرير، ذكره ابن كثير.
وعن الحسن قال:(الرّحمن اسمٌ لايستطيع النّاس أن ينتحلوه، تسمّى به تبارك وتعالى).رواه ابن أبي حاتم، ذكره ابن كثير.
وعنه قال:(الرّحمن اسمٌ ممنوعٌ). رواه ابن جرير، ذكره ابن كثير.
الفرق بين{الرحمن} و{الرحيم}:
ومما ورد في الأثر من التفريق بين معنيهما أربع أقوال:
القول الأول:هما بمعنى واحد كندمان ونديمٍ، ولكن أحدهما أبلغ من الآخر، وهو اختيار القرطبي نقلا عن أبي عبيد، ذكر ذلك ابن كثير وقال: وفي كلام ابن جريرٍ ما يفهم حكاية الاتّفاق على هذا.
قال ابن عبّاسٍ: (هما اسمان رقيقان، أحدهما أرقّ من الآخر)، أي أكثر رحمةً، ذكره ابن كثير.
القول الثاني:الرحمن بجميع خلقه، فهو اسم عام في جميع أنواع الرحمة التي يختصّ به اللهتعالى ، والرحيم بالمؤمنين، رواه ابن جرير عن العرزميّ، ذكره ابن كثير.
واستدلوا لهذا:
بقوله تعالى: {ثمّ استوى على العرشالرّحمن}، وبقوله: {الرّحمن على العرش استوى}،
قالوا: فذكر الاستواء باسمه الرّحمن ليعمّ جميع خلقه برحمته،
وقال: {وكان بالمؤمنين رحيمًا} فخصّهم باسمه الرّحيم،
قالوا: فدلّ على أنّ الرّحمن أشدّ مبالغةً في الرّحمة لعمومها في الدّارين لجميع خلقه، والرّحيم خاصّةٌ بالمؤمنين.
القول الثالث:الرحمن رحمن الدنيا والآخرة، والرحيم رحيم الآخرة، كما جاء ذلك في أحاديث مرفوعة أنكر رفعها بن جرير، ذكره ابن كثير.
القول الرابع:أنّه لمّا تسمّى غيره تعالى بالرّحمن، جيء بلفظ الرّحيم ليقطع التّوهّم بذلك، فإنّه لا يوصف بالرّحمن الرّحيم إلّا اللّه تعالى، روى ابن جريرٍ عن عطاء الخرساني معناه. ذكره ابن كثير.
القول الخامس:الرحمن عبرانيّ، والرحيم عربيّ، وهذا القول نُسب للمبرد، وقال فيه النحاس: (هذا القول مرغوب عنه)، ذكره ابن كثير.
· السر في الابتداء بلفظ الجلالة {الله}قبل {الرحمن}:
بدأ باسم اللّه، ووصفه بالرّحمن؛ لأنّه أخصّ وأعرف من الرّحيم؛ لأنّ التّسمية أوّلا إنّما تكون بأشرف الأسماء، فلهذا ابتدأ بالأخصّ فالأخصّ، ذكره ابن كثير.
· السر في عدم الاكتفاء باسم{الرحمن} مع كونه أشمل:
أنه لما تسمى غيره تعالى بالرحمن، جيء بلفظ الرّحيم ليقطع التّوهّم بذلك، فإنّه لا يوصف بالرّحمن الرّحيم إلّا اللّه تعالى. كذا رواه ابن جرير عن عطاء الخرساني معناه. ووجّهه بذلك، ذكره ابن كثير.
· إنكار المشركين لاسم الله {الرحمن}.
قال القرطبي: وإنكار العرب لاسم الرّحمن لجهلهم باللّه وبما وجب له.
ولهذا قال كفّار قريشٍ يوم الحديبية لمّا قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لعلي:"اكتب {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم}"، فقالوا: لا نعرف الرّحمن ولا الرّحيم. رواه البخاريّ، وفي بعض الرّوايات: لا نعرف الرّحمن إلّا رحمن اليمامة. ذكر ذلك ابن كثير.
· {الرحمن} من الأسماء المختصه به سبحانه وتعالى:
واسمه تعالى الرّحمن خاصٌّ به لم يسم به غيره، ذكره ابن كثير والأشقر، وزاد بن كثير: ( كما قال تعالى: {قل ادعوا اللّه أو ادعوا الرّحمن أيًّا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى}، ولمّا تجهرم مسيلمة الكذّاب وتسمّى برحمن اليمامة كساه اللّه جلباب الكذب وشهر به؛ فلا يقال إلّا مسيلمة الكذّاب، فصار يضرب به المثل في الكذب بين أهل الحضر من أهل المدر، وأهل الوبر من أهل البادية والأعراب).
· عقيدة السلف في أسماء الله تعالى وصفاته:
القواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها،الإيمان بأسماء الله وصفاته، وأحكام الصفات، فيؤمنون مثلا بأنّه رحمنرحيم، ذو الرحمة التي اتصف بها، المتعلقة بالمرحوم، فالنعم كلّها أثر مِنْ آثار رحمته، وهكذا في سائر الأسماء، يقال في العليم:إنّه عليم ذو علم يعلم به كلّ شيء، قدير ذو قدرة يقْدر علىكلّ شيء، ذكره السعدي.
· أقسام أسماء الله الحسنى من حيث جواز التسمية بها:
من أسمائه تعالى ما يسمّى به غيره، ومنها ما لا يسمّى به غيره،
كاسم اللّه والرّحمن والخالق والرّزّاق ونحو ذلك، ذكره ابن كثير.
تفسير قول الله تعالى : {مالك يوم الدين}.
· القراءات في قوله تعالى { مالك يوم الدين}:
قرأ بعض القرّاء: {ملك يوم الدّين} ذكرها ابن كثير والأشقر، ورجحها الزمخشري لأنها قراءة أهل الحرمين، ذكر ذلك ابن كثير.
وقرأ آخرون: {مالك}. ذكرها ابن كثير والأشقر.
وكلاهما صحيحٌ متواترٌ في السّبع.
ويقال: مليكٌ أيضًا،
وأشبع نافعٌ كسرة الكاف فقرأ: "ملكي يوم الدّين"
وقد رجّح كلًّا من القراءتين مرجّحون من حيث المعنى، وكلاهما صحيحةٌ حسنةٌ،
وحكي عن أبي حنيفة أنّه قرأ "ملك يوم الدّين" على أنّه فعلٌ وفاعلٌ ومفعولٌ، وهذا شاذٌّ غريبٌ جدًّا.
وقد روى أبو بكر بن أبي داود في ذلك شيئًا غريبًا عن ابن شهابٍ: أنّه بلغه أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان ومعاوية وابنه يزيد بن معاوية كانوا يقرءون: {مالك يوم الدّين} وأوّل من أحدث "ملك" مروان. قلت: مروان عنده علمٌ بصحّة ما قرأه، لم يطّلع عليه ابن شهابٍ، واللّه أعلم. قاله ابن كثير.
وقد روي من طرقٍ متعدّدةٍ أوردها ابن مردويه أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقرؤها: {مالك يوم الدّين}، ذكره ابن كثير.
· الفرق بين {ملك} و {مالك}:
مالك مأخوذٌ من الملك، قالهابن كثير.
فـ{المَلِك} صفة لذاته، و{المالك} صفة لفعله.ذكره الأشقر.
· معنى مالك في قوله تعالى {مالك يوم الدين}:
المالك: هو من اتصف بصفة المالك التي من آثارها أنّه يأمر وينهى، ويثيب ويعاقب، ويتصرف بمماليكه بجميع أنواع التصرفات. ذكره السعدي.
قال الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ: «{مالك يوم الدّين} يقول: لا يملك أحدٌ في ذلك اليوم معه حكمًا، كملكهم في الدّنيا». قال: « ويوم الدّين يوم الحساب للخلائق، وهو يوم القيامة يدينهم بأعمالهم إن خيرًا فخيرٌ وإنّ شرًّا فشرٌّ، إلّا من عفا عنه». وكذلك قال غيره من الصّحابة والتّابعين والسّلف، وهو ظاهرٌ.
وحكى ابن جريرٍ عن بعضهم أنّه ذهب إلى تفسير {مالك يوم الدّين} أنّه القادر على إقامته، ثمّ شرع يضعفه. ذكر ذلك ابن كثير.
· معنى الدين:
الدين: هو الجزاء والحساب، ذكره ابن كثير والأشقر، ذكر السعدي معناه.
واستدل ابن كثير بقوله تعالى: {يومئذٍ يوفّيهم اللّه دينهم الحقّ}، وقال: {أئنّا لمدينون} أي: مجزيّون محاسبون،
وفي الحديث: «الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت» أي: حاسب نفسه لنفسه؛ كما قال عمر رضي اللّه عنه: «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، وتأهّبوا للعرض الأكبر على من لا تخفى عليه أعمالكم: {يومئذٍ تعرضون لا تخفى منكم خافيةٌ}».
· المقصود بيوم الدين:
يوم القيامة والجزاء، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
عن قتادة قال: (يوم الدين يوم يدين الله العباد بأعمالهمذكره الأشقر.
· المقصود بـ {مالك يوم الدين}:
هواللّه عزّ وجلّ، قال اللّه تعالى: {هو اللّه الّذي لا إله إلا هو الملك القدّوس السّلام}، ذكره ابن كثير.
· السر في إضافة {مالك ليوم الدين}:
وأضاف الملك ليومِ الدين، لأن في ذلك اليوم يظهر للخلق تمام الظهور كمال ملكه وعدله وحكمته، وانقطاع أملاك الخلائق، حتى إنّه يستوي في ذلك اليوم الملوك والرعايا والعبيد والأحرار، كلّهم مذعنون لعظمته خاضعون لعزّته، منتظرون لمجازاته، راجون ثوابه، خائفون من عقابه، فلذلك خصّه بالذكر، وإلاّ فهو المالك ليومِ الدين ولغيره من الأيام، كما قال: {يوم يقوم الرّوح والملائكة صفًّا لا يتكلّمون إلا من أذن له الرّحمن وقال صوابًا} [النّبأ: 38] وقال تعالى: {وخشعت الأصوات للرّحمن فلا تسمع إلا همسًا}[طه: 108]، وقال: {يوم يأت لا تكلّم نفسٌ إلا بإذنه فمنهم شقيٌّ وسعيدٌ}[هودٍ: 105].
خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي.
· حكم التسمية باسم {الملك}:
والملك في الحقيقة هو اللّه عزّ وجلّ؛ قال اللّه تعالى: {هو اللّه الّذي لا إله إلا هو الملك القدّوس السّلام}، وفي الصّحيحين عن أبي هريرة رضي اللّه عنه مرفوعًا أخنع اسمٍ عند اللّه رجلٌ تسمّى بملك الأملاك ولا مالك إلّا اللّه، وفيهما عنه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «يقبض اللّه الأرض ويطوي السّماء بيمينه ثمّ يقول أنا الملك أين ملوك الأرض؟ أين الجبّارون؟ أين المتكبّرون؟»، وفي القرآن العظيم: {لمن الملك اليوم للّه الواحد القهّار} فأمّا تسمية غيره في الدّنيا بملكٍ فعلى سبيل المجاز كما قال تعالى: {إنّ اللّه قد بعث لكم طالوت ملكًا}، {وكان وراءهم ملكٌ}، {إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكًا} وفي الصّحيحين: «مثل الملوك على الأسرّة».ذكره ابن كثير.
[ إذا قرأتم في رأس السؤال : فسّر باختصار ، فالمطلوب محاكاة أسلوب الأشقر في التفسير بذكر خلاصة ما ورد في مسائل الآية بعبارات مختصرة ، ويمكن الاقتصار على القول الراجح ، والتعبير بأسلوبكم ، حتى تتدربوا على حسن الصياغة ]
السؤال الخامس:
أ: ما معنى قول القاريء بعد الفاتحة: (آمين)؟ وما حكم تأمين المأموم؟
ومعناه: اللّهمّ استجب،
وحكمه:
يستحبّ لمن قرأ الفاتحة أن يقول بعدها: آمين،
قال الشافعية وغيرهم: ويستحبّ ذلك لمن هو خارج الصّلاة، ويتأكّد في حقّ المصلّي، وسواءٌ كان منفردًا أو إمامًا أو مأمومًا، وفي جميع الأحوال، بخلاف المالكية الذين قالوا هو للمأموم دون الإمام، ورُد عليهم بما سيأتي من الأحاديث.
والدّليل:
لما جاء في الصّحيحين، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إذا أمّن الإمام فأمّنوا، فإنّه من وافق تأمينه تأمين الملائكة، غفر له ما تقدّم من ذنبه».
وما رواه الإمام أحمد وأبو داود، والتّرمذيّ، عن وائل بن حجرٍ، قال: سمعت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قرأ: {غير المغضوب عليهم ولا الضّالّين} فقال: «آمين»، مدّ بها صوته، ولأبي داود: رفع بها صوته، وقال التّرمذيّ: هذا حديثٌ حسنٌ. وروي عن عليٍّ، وابن مسعودٍ وغيرهم.
وعن أبي هريرة، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا تلا {غير المغضوب عليهم ولا الضّالّين} قال: «آمين» حتّى يسمع من يليه من الصّفّ الأوّل، رواه أبو داود، وابن ماجه، وزاد: يرتجّ بها المسجد، والدّارقطنيّ وقال: هذا إسنادٌ حسنٌ.
ذكر ذلك ابن كثير.
ب: اذكر فضل التأمين بعد قراءة الفاتحة.
فضل التأمين: ما ذكره ابن كثير.
أولا: مغفرة الذنوب.
لما جاء في الصّحيحين، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إذا أمّن الإمام فأمّنوا، فإنّه من وافق تأمينه تأمين الملائكة، غفر له ما تقدّم من ذنبه».
ولمسلمٍ: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قال أحدكم في الصّلاة: آمين، والملائكة في السّماء: آمين، فوافقت إحداهما الأخرى، غفر له ما تقدّم من ذنبه».
قيل: بمعنى من وافق تأمينه تأمين الملائكة في الزّمان، وقيل: في الإجابة، وقيل: في صفة الإخلاص.
ثانيا: استجابة الله عز وجل لعبده.
ففي صحيح مسلمٍ عن أبي موسى مرفوعًا: «إذا قال -يعني الإمام-:{ولا الضّالّين}، فقولوا: آمين. يجبكم اللّه».
ثالثا: الدعاء بالاستجابة وهو عبادة أيضا.
قال جويبر، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، قال: قلت: يا رسول اللّه، ما معنى آمين؟ قال: «ربّ افعل».
وقال الجوهريّ: «معنى آمين: كذلك فليكن»، وقال التّرمذيّ: «معناه: لا تخيّب رجاءنا»، وقال الأكثرون: «معناه: اللّهمّ استجب لنا»،
رابعا: ذكر لله جل وعلا.
وحكى القرطبيّ عن مجاهدٍ وجعفرٍ الصّادق وهلال بن كيسان: «أنّ آمين اسمٌ من أسماء اللّه تعالى»، وروي عن ابن عبّاسٍ مرفوعًا ولا يصحّ، قاله أبو بكر بن العربيّ المالكيّ.أحسنت من أفضل الإجابات على هذا السؤال

السؤال السادس: استدلّ لما يلي من خلال دراستك لسورة الفاتحة:-
إثبات الرسالة
وتضمنت إثبات الرسالة في قوله تعالى: {اهدنا الصّراط المستقيم} لأنّ ذلكَ ممتنع بدون الرسالة. ذكره السعدي.

السؤال السابع: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير الآيات التالية:-
{اهدنا الصراط المستقيم}
· عظم شأن الدعاء؛ لمّا تضمنت الفاتحة وهي أعظم سورة في القرآن آية في الدعاء.
· أعظم ما يُسأل الله تعالى هو الهداية إلى الصراط المستقيم، ولذلك شرع لنا ذلك في الصلاة خمسون مرة فياليوم والليلة فرضا ونفلا.
· امتنان الله على عباده بأن جعل الهداية بيده سبحانه،ومنه تطلب، فالله تعالى هو الهادي سواء السبيل.
· أهل البدع وما يأتون به البدع والمخالفات لما كانعليه سلف الأمة هؤلاء ليسوا على الصراط المستقيم، فبقدر مخالفتهم انحرفوا عن استقامة الصراط.

إجابات مميزة أحسنتم ،نفع الله بك
بقي التنبيه على وجوب الاختصار في التفسير والتعبير بأسلوبك للتمرن على حسن الصياغة .



التعليقات العامة على إجابات مجلس مذاكرة تفسير سورة الفاتحة

الطلاب الأفاضل ،الطالبات الفضليات
بارك الله فيكم على حسن إجابة الأسئلة ، وبقيت
بعض الملحوظات المهمة ، التي تبينت من خلال التصحيح ، نرجو العناية بها ؛ فهذه هي أهمية التطبيق العملي لما تعلمنا ، وبتكراره يقل الخطأ شيئًا فشيئًا بإذن الله.
[ ملحوظة : الأمثلة المعروضة هي نماذج من إجاباتكم ، نسأل الله أن ينفع بكم الإسلام والمسلمين ]

س1: المعنى اللغوي:
يُقصد به المعنى في اللغة ، وغالبا كما يُذكر في المعاجم .
وما أخطأ الطلبة به ؛هو قيامهم بتفسير المعنى وشرحه ، فبعُد ذلك عن المراد.

مثال:

http://www.hesenthisword.com/wrong.gif :
اذكر المعنى اللغوي للمفردات التالية:-
أ: أعوذ :والاستعاذة هي الالتجاء إلى اللّه والالتصاق بجنابه من شرّ كلّ ذي شر....هذا تفسير الاستعاذة بالله.


http://www.3mola.net/images/Files/1361277633.png :
اذكر المعنى اللغوي للمفردات التالية:-
أ: أعوذ
: أستجير وألتجئ ...هذا معنى الفعل :" أعوذ " لغة ، وهو المطلوب.



س2: المسائل التفسيرية :
1: عدم استيعاب المسائل ،وأكثر الطلبة وقعوا فيه.
2: عدم تقسيمها إلى أنواع العلوم، وهذا أيضا الأكثر وقع فيه ،ونكرر طريقة التقسيم :

  • المسائل المتعلقة بالقراءات .
  • المسائل التفسيرية.
  • المسائل العقدية .
  • المسائل اللغوية.
  • المسائل الاستطرادية.
2: ضعف صياغتها :
وهذا يتحسن مع كثرة الممارسة.
3: الخطأ في الترتيب ، أو خطأ في وضع مسألة تحت علم معين.
ولمراجعة هذه الطريقة،
يُوصى بمراجعة الدرسين الثاني والثالث من دروس مهارات التفسير.



س3:التفسير المختصر:
أخطأ الطلاب في موضوع النسخ واللصق ، والمطلوب ما ذُكرَ سابقََا وهو:

ذكر خلاصة أقوال المفسّرين مباشرة دون التعرض للخلاف، والاقتصار على الراجح من الأقوال فقط عند تفسير الآية أو الجمع بينها إذا أمكن الجمع، كما يمكن الاختصار كذلك في إيراد الأدلة بالاكتفاء بأهمها في المسألة، والاقتصار على موضع الشاهد منها تيسيرا، وتحذف كذلك الاستطرادات وما لا تعلق له بالمسألة مباشرة
وهذا لا يعني تقليل ألفاظ شرح الآية، وغياب بعض المسائل المهمة بحجة الاختصار، بل لابد من استيفاء الكلام على كل مسألة ،ويُوصى بالاقتداء بطريقة الشيخ الأشقر رحمه الله في التفسير، وهو تقسيم الآية إلى مفردات أو جمل قصيرة بحسب المقام، ووضع تفسير كل جملة بجوارها، فإن ذلك أقرب للتنظيم وأدعى لضمان الكلام على كل مسألة وعدم فوات شيء منها.
ولا نقصد بتقسيم الآية إلى جمل قصيرة تجزئ تفسيرها وتفرقه ، بل للطالب أن يربط بين فقرات التفسير أو يعقب عليها أو على بعضها بما يراه مناسبا للمقام.
.مثال:

http://www.hesenthisword.com/wrong.gif :السؤال الرابع: فسّر باختصار قوله تعالى:-
(اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)

لما تقدم الثناء على المسؤول، تبارك وتعالى، ناسب أن يعقّب بالسّؤال؛ كما قال: [فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل] وهذا أكمل أحوال السّائل، أن يمدح مسؤوله، ثمّ يسأل حاجته [وحاجة إخوانه المؤمنين بقوله: {اهدنا}]، لأنّه أنجح للحاجة وأنجع للإجابة، ولهذا أرشد اللّه تعالى إليه لأنّه الأكمل .
والهداية هاهنا: الإرشاد والتّوفيق، وقد تعدّى الهداية بنفسها كما هنا {اهدنا الصّراط المستقيم} فتضمّن معنى ألهمنا، أو وفّقنا، أو ارزقنا، أو اعطنا .
وأمّا الصّراط المستقيم، فقال الإمام أبو جعفر بن جريرٍ: أجمعت الأمّة من أهل التّأويل جميعًا على أنّ "الصّراط المستقيم" هو الطّريق الواضح الّذي لا اعوجاج فيه
ثمّ اختلفت عبارات المفسّرين من السّلف والخلف في تفسير الصّراط، وإن كان يرجع حاصلها إلى شيءٍ واحدٍ، وهو المتابعة للّه وللرّسول
فروي أنّه كتاب اللّه، قال ابن أبي حاتمٍ: بسنده عن عليّ بن أبي طالبٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «الصّراط المستقيم كتاب اللّه». وكذلك رواه ابن جريرٍ، من حديث حمزة بن حبيبٍ الزّيّات، وقد رواه أحمد والتّرمذيّ من رواية الحارث الأعور، عن عليٍّ مرفوعًا: «وهو حبل اللّه المتين، وهو الذّكر الحكيم، وهو الصّراط المستقيم».
وقد روي هذا موقوفًا عن عليٍّ، وهو أشبه، واللّه أعلم.
و عن عبد اللّه، قال: «الصّراط المستقيم: كتاب اللّه»،
* وقيل: هو الإسلام ؛ عن ابن عبّاسٍ، قال: «قال جبريل لمحمّدٍ، عليهما السّلام: قل: يا محمّد،{اهدنا الصّراط المستقيم}. يقول: اهدنا الطّريق الهادي، وهو دين اللّه الّذي لا عوج فيه» . وقال ميمون بن مهران، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {اهدنا الصّراط المستقيم} قال: «ذاك الإسلام».
وقال إسماعيل بن عبد الرّحمن السّدّيّ الكبير، عن أبي مالكٍ، وعن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، وعن مرّة الهمدانيّ، عن ابن مسعودٍ، وعن ناسٍ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: {اهدنا الصّراط المستقيم} قالوا: «هو الإسلام».
و عن جابرٍ: {اهدنا الصّراط المستقيم} قال: «الإسلام»، قال: «هو أوسع ممّا بين السّماء والأرض».
وقال ابن الحنفيّة في قوله تعالى: {اهدنا الصّراط المستقيم} قال: «هو دين اللّه، الّذي لا يقبل من العباد غيره».
وقال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: {اهدنا الصّراط المستقيم}، قال: «هو الإسلام».
وفي [معنى] هذا الحديث الّذي رواه الإمام أحمد في مسنده، حيث قال: حدّثنا الحسن بن سوّارٍ أبو العلاء، حدّثنا ليثٌ يعني ابن سعدٍ، عن معاوية بن صالحٍ: أنّ عبد الرّحمن بن جبير بن نفيرٍ، حدّثه عن أبيه، عن النّوّاس بن سمعان، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «ضرب اللّه مثلًا صراطًا مستقيمًا، وعلى جنبتي الصّراط سوران فيهما أبوابٌ مفتّحةٌ، وعلى الأبواب ستورٌ مرخاةٌ، وعلى باب الصّراط داعٍ يقول: يا أيّها النّاس، ادخلوا الصّراط جميعًا ولا تعوّجوا، وداعٍ يدعو من فوق الصّراط، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئًا من تلك الأبواب، قال: ويحك، لا تفتحه؛ فإنّك إن تفتحه تلجه. فالصّراط الإسلام، والسّوران حدود اللّه، والأبواب المفتّحة محارم اللّه، وذلك الدّاعي على رأس الصّراط كتاب اللّه، والدّاعي من فوق الصّراط واعظ اللّه في قلب كلّ مسلمٍ».
وهكذا رواه ابن أبي حاتمٍ، وابن جريرٍ من حديث اللّيث بن سعدٍ به.
* وقال مجاهدٌ: {اهدنا الصّراط المستقيم}، قال: «الحقّ». وهذا أشمل، ولا منافاة بينه وبين ما تقدّم.
وروى ابن أبي حاتمٍ وابن جريرٍ، من حديث أبي العالية: {اهدنا الصّراط المستقيم} قال: «هو النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وصاحباه من بعده»، قال عاصمٌ: فذكرنا ذلك للحسن، فقال: «صدق أبو العالية ونصح».
وكلّ هذه الأقوال صحيحةٌ، وهي متلازمةٌ، فإنّ من اتّبع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واقتدى باللّذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتّبع الحقّ، ومن اتّبع الحقّ فقد اتّبع الإسلام، ومن اتّبع الإسلام فقد اتّبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا، وللّه الحمد.
وقال الطّبرانيّ: بسنده عن عبد اللّه، قال: «الصّراط المستقيم الّذي تركنا عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم».
ولهذا قال الإمام أبو جعفر بن جريرٍ، رحمه اللّه: والّذي هو أولى بتأويل هذه الآية عندي -أعني {اهدنا الصّراط المستقيم}- أن يكون معنيًّا به: وفّقنا للثّبات على ما ارتضيته ووفّقت له من أنعمت عليه من عبادك، من قولٍ وعملٍ، وذلك هو الصّراط المستقيم؛ لأنّ من وفّق لما وفق له من أنعم اللّه عليهم من النّبيّين والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين، فقد وفق للإسلام، وتصديق الرّسل، والتّمسّك بالكتاب، والعمل بما أمره اللّه به، والانزجار عمّا زجره عنه، واتّباع منهاج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ومنهاج الخلفاء الأربعة، وكلّ عبدٍ صالحٍ، وكلّ ذلك من الصّراط المستقيم.
وقوله: {صراط الّذين أنعمت عليهم} مفسّرٌ للصّراط المستقيم
و{الّذين أنعمت عليهم} هم المذكورون في سورة النّساء، حيث قال: {ومن يطع اللّه والرّسول فأولئك مع الّذين أنعم اللّه عليهم من النّبيّين والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين وحسن أولئك رفيقًا * ذلك الفضل من اللّه وكفى باللّه عليمًا}[النّساء: 69، 70].
وقال ابن عبّاسٍ: «صراط الّذين أنعمت عليهم بطاعتك وعبادتك، من ملائكتك، وأنبيائك، والصّدّيقين، والشّهداء، والصّالحين؛ وذلك نظير ما قال ربّنا تعالى:{ومن يطع اللّه والرّسول فأولئك مع الّذين أنعم اللّه عليهم}الآية [النّساء: 69]».
عن الرّبيع بن أنسٍ: {صراط الّذين أنعمت عليهم} قال: «هم النّبيّون». وقال ابن جريج، عن ابن عبّاسٍ: «هم المؤمنون». وكذا قال مجاهدٌ.
وقال وكيع: «هم المسلمون». وقال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: «هم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ومن معه». والتّفسير المتقدّم، عن ابن عبّاسٍ أعمّ، وأشمل، واللّه أعلم
وقوله تعالى: {غير المغضوب عليهم ولا الضّالّين} وذو الحال الضّمير في {عليهم} والعامل: {أنعمت} والمعنى] اهدنا الصّراط المستقيم، صراط الّذين أنعمت عليهم ممّن تقدّم وصفهم ونعتهم، وهم أهل الهداية والاستقامة والطّاعة للّه ورسله، وامتثال أوامره وترك نواهيه وزواجره، غير صراط المغضوب عليهم، [وهم] الّذين فسدت إرادتهم، فعلموا الحقّ وعدلوا عنه، ولا صراط الضّالّين وهم الّذين فقدوا العلم فهم هائمون في الضّلالة لا يهتدون إلى الحقّ، وأكد الكلام بلا ليدلّ على أنّ ثمّ مسلكين فاسدين، وهما طريقتا اليهود والنّصارى.

http://www.3mola.net/images/Files/1361277633.png :السؤال الرابع: فسّر باختصار قوله تعالى:-
(اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)
:
(اهدناالصراط المستقيم ) طلب ودعاء لله تعالى بأن يرشدنا ويوفقنا إلى الطريق الواضح الذى لا اعوجاج فيه وهواتباع الحق الذى
جاء به الاسلام واتباع رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم .
(صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم لاوالضالين ) صراط الذين انعمت عليهم وهو مفسر للصراط المستقيم , والذى
انعم الله عليهم هم المذكورون فى قوله تعالى ( ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقيين
والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا ),
غير طريق المغضوب عليهم من اليهود ومن على حالهم وشاكلتهم ممن فسدت إراداتهم فعلموا الحق وعدلوا عنه , والضالين من
النصارى ومن على حالهم وشاكلتهم وهم الذين لا يهتدون إلى الحق .
وهذا الدعاء من اجمع الأدعية وأجمعها للعبد , ولهذا وجب على الإنسان أن يدعوا الله به فى كل ركعة من صلاته لضرورة ذلك .



س4: ذكر
الأقوال الواردة في المسألة والترجيح بينها.:
أيضا هنا قام الطلاب بنسخ الأقوال دون إعادة تلخيصها ،
وقد تدربتم على طريقة تحرير الأقوال في المسائل الخلافية في الدرسين الرابع والخامس من دروس مهارات التفسير،كما ذُكر سابقََا ، وللتذكير بالمراحل السابقة :
1-نعرض جميع الأقوال الواردة مع أدلتها ونسبتها.
2-ثم نبين الراجح منها إذا ترجح منها شيء، أو الجمع بينها ما أمكن الجمع.
**مع التنبيه**
أنَّ في هذه المرحلة إذا سكت المفسّر فلم يرجح أو يجمع صراحة بين الأقوال فللطالب أن يتجاوز هذه الفقرة من السؤال ويكتفي بعرض الأقوال .
3- العناية بحسن طريقة العرض والإخراج.

فمثلا من الخطأ :
http://www.hesenthisword.com/wrong.gif السؤال الخامس:
أ: متى يتعوذ القاريء؟وهل يجهر بالاستعاذة؟

ذكر ابن كثير أن المشهور الّذي عليه الجمهور أنّ الاستعاذة لدفع الوسواس فيها، إنّما تكون قبل التّلاوة، ومعنى الآية عندهم: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم}[النّحل: 98] أي: إذا أردت القراءة، كقوله: {إذا قمتم إلى الصّلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم} الآية [المائدة: 6] أي: إذا أردتم القيام.
والدّليل على ذلك و أشهر حديثٍ في هذا الباب كما ذكر الترمذي حديث أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم إذا قام من اللّيل فاستفتح صلاته وكبّر قال: «سبحانك اللّهمّ وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك». ويقول: «لا إله إلّا اللّه» ثلاثًا، ثمّ يقول: «أعوذ باللّه السّميع العليم، من الشّيطان الرّجيم، من همزه ونفخه ونفثه».
وقد رواه أهل السّنن الأربعة .

http://www.3mola.net/images/Files/1361277633.png أ: متى يتعوذ القارئ؟ وهل يجهر بالاستعاذة؟
اختلف العلماء في متى يتعوذ القارئ :
قـ 1: بعد القراءة، وهو قول حمزة، وأبي حاتمٍ السّجستانيّ، ذكره ابن كثير، واعتمدوا على ظاهر سياق الآية في قوله تعالى:
{فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم * إنّه ليس له سلطانٌ على الّذين آمنوا وعلى ربّهم يتوكّلون}، ولدفع الإعجاب بعد فراغ العبادة.
قـ 2: أنّ القارئ يتعوّذ بعد الفاتحة في الصلاة، وهو قول الإمام مالك واستغربه ابن العربي، ذكره ابن كثير.
قـ 3: الاستعاذة أوّلًا وآخرًا؛ جمعًا بين الدّليلين، نقله فخر الدّين. ذكره ابن كثير.
قـ 4: قبل التلاوة، والمشهور الّذي عليه الجمهور، ذكره ابن كثير، والدليل: أنّ الاستعاذة لدفع الوسواس فيها، إنّما تكون قبل التّلاوة، ومعنى الآية عندهم: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم} أي: إذا أردت القراءة.


حكم يجهر بالاستعاذة:
قـ 1: على الاستحباب، يجهر بالتعوذ، وإن أسرّ فلا يضرّ، قاله الشافعي في الإملاء، ذكره ابن كثير.
قـ 2: التخيير، قاله الشافعي في الأم ذكره ابن كثير، والدليل: لأنّه أسرّ ابن عمر وجهر أبو هريرة


س5: استدل مما درست على ما يلي :
معظمكم أحسن إجابة هذا السؤال بذكر الآية التي تدل على المعنى المراد ، لكن من تمام الإجابة ذكر وجه الاستدلال بالآية على المعنى المطلوب.
مثلا :
- توحيد الألوهية.

معظمكم قال : { إياك نعبد وإياك نستعين }
وهي إجابة صحيحة ، لكن الإجابة بهذه الطريقة ليست تامة.

- تمام الإجابة أن نقول :
الدليل : { إياك نعبد وإياك نستعين }
وجه الاستدلال : تقديم المفعول به ( إياك ) على الفعل ( نعبد ) فأفاد الحصر ؛ فكأنما قال : لا نعبد إلا إياك.



س6
:الفوائد السلوكية :
هذا القسم من الأسئلة يُظهر فيه الطالب مهارته في التعبير عن الفوائد والآثار التي تلَّقاها من تفسير الآيات التي تنعكس على سلوكه ،ولمزيد من البيان
نوصي بمراجعة هذا الرابط:
http://afaqattaiseer.net/vb/showthre...6#.VgGhlt-qqko

وأخير،نرجو جميع الطلبة بإعادة قراءة هذه التوصيات قبل البدء بالإجابة:
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...32&postcount=6

وفقكم الله جميعا ونفع بكم


الساعة الآن 09:02 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir