معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   منتدى المستوى الخامس (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=862)
-   -   المجلس الأول: مجلس مذاكرة دورة بيان فضل طلب العلم (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=38925)

هيئة التصحيح 7 2 ذو الحجة 1439هـ/13-08-2018م 10:40 AM

تقويم مجلس مذاكرة دورة بيان فضل طلب العلم
لفضيلة الشيخ :عبد العزيز الداخل حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
حياكم الله طلبة المستوى الأول الكرام ، بارك الله فيكم ، وثبتكم على هذا الثغر الكريم ، ونسأله تعالى لكم الهدى والتوفيق والسداد .


أحسنتم جميعاً فى أداء هذا المجلس، وإليكم بعض الإرشادات العامّة :

- ضرورة الاستشهاد على الإجابة - إن وجد الشاهد والدليل- سواء من أدلة الكتاب والسنة ، أو آثار السلف والتابعين ،أو حتى ضرب المثل من الواقع العام ؛ تحقيقا لكمالها وبيان صحتها.

- الحذر من الاختصار المخلّ ، فقد جاءت أغلب الإجابات مختصرة ، وبعضها كان الاختصار فيها شديداً حيث اقتصر الجواب على بضع كلمات ، وإن كانت في نفسها صحيحة ؛ إلا أنّ ذلك الاختصار لا ينبغي .

- المادة العلمية المقدمة لكم هي المرجع الأساسي للإجابات ؛ ولا بأس بالاستطرادات من مصادر أخرى بما يتوافق معها دون إخلال ؛ ولا يعول على المصادر الخارجية دون الرجوع للمادة المقررة . .

- ننصح بمراجعة إجابات الطلاب المتميزين فى كل مجموعة .


- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجالس القادمة .


- نوصيكم بالعناية بتصحيح الكتابة وتخليتها من الأخطاء الإملائية ، كما نوصيكم بالعناية بعلامات الترقيم ، والحرص على كتابة رقم المجموعة المختارة ، وترقيم الأسئلة .


المجموعة الأولى :

من أفضل الأجوبة على هذه المجموعة أجوبة الطلاب : أحمد عطية ، علي المومني ، أسامة شرف الدين .


التعليقات العامة :

س2: بيّن وجه تسمية أصحاب الخشية والإنابة علماء.
بالنظر لإجاباتكم على هذا السؤال نجد أن الأغلب قد اختصر فيه ، والملاحظات العامة على معظم الإجابات:
- عدم استيفاء الإجابة للمطلوب في السؤال.
- عدم ذكر أدلة من الكتاب أو السنة أو الآثار.
الإجابة التامة لهذا السؤال هي خلاصة ما ذكر في الدرس مع الاستدلال من الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم .

ونضع بين أيديكم نموذج لإجابة السؤال :
أهل العلم الذين يُسَمَّوْن في الشريعة علماء نوعان :
النوع الأول : فقهاء الكتاب والسنة وما فيهما من الأحكام والسنن .
وهؤلاء قد علموا الدين وعلّموه ويرحل إليهم في طلب العلم الشرعى .
النوع الثانى : أصحاب الخشية والإنابة والاستقامة ، وإن لم يشتغلوا بالعلم ، بل وإن كانوا أميين لا يقرؤون ولا يكتبون.
لقوله تعالى : : {أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}.
وقد قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (كفى بخشية الله علمًا وكفى بالاغترار به جهلًا)
وسبب تسمية أهل الخشية علماء :
- أن الخشية والإنابة إلى الله جل وعلا تثمران في قلب العبد من اليقين والاستقامة على طريق الهدى والرشاد ما يثمره العلم منهما، بل وذلك من أعظم ثمرات العلم ، وذلك ممّا يقذفه الله في قلب العبد من البصيرة وما يجعله له من النور والفرقان الذى يميز به بين الحق والباطل .
- فمن الناس من يفنى عمره في البحث والتنقيب دون بلوغ هذه المرتبة من الخشية والاستقامة .


- السؤال الثالث : بيّن حكم العمل بالعلم.
يجب بيان أن الأصل في العمل بالعلم الوجوب ثم ذكر التفصيل في الدرجات مع بيان حكم المخالف لكل درجة .

التقويم :

الطالب : طه شركي أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
س3 : راجع التعليق العام عليه .

الطالب : وليد عشري أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
س2 : راجع التعليق العام عليه .

الطالب : أحمد عطية أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك وأحسن إليك.

الطالب : عبد الحميد أحمد ب+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
س2 : راجع التعليق العام عليه .
س3 : راجع التعليق العام عليه .
س5 : لم يظهر في رسالتك خطر العجلة في طلب العلم مما ورد في الدرس .

الطالب : علي المومني أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك وأحسن إليك .

الطالب : الفرات النجار أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
س2 : راجع التعليق عليه .

الطالب : محمد أبو بكر ب
بارك الله فيك ونفع بك .
جاءت إجاباتك مختصرة جداً في عامة أجوبة المجلس بما أخلّ بمطلوب الأسئلة ، راجع التعليقات العامة .

الطالب : شريف تجاني ب
بارك الله فيك ونفع بك .
جاءت إجاباتك مختصرة جداً في عامة أجوبة المجلس بما أخلّ بمطلوب الأسئلة ، راجع التعليقات العامة .

الطالب : أبو بكر دقيمش أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

الطالب : عبد الكريم أبو زيد أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
نشكر لك جهدك في الأجوبة ، ونوصيك بالعناية بالمقرر كمرجع أساسي .

الطالب : عادل البشراوي ب
بارك الله فيك ونفع بك .
اختصرت جداً في عامة الأسئلة ، بينما ينبغي تناول كل سؤال بما يناسبه من التفصيل والاستشهاد بالأدلة .

الطالب : مصلح بن حمد أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك .
س1: المطلوب بيان فضل العلم من ثلاثة أوجه ؛ فنجيب بثلاث نقاط مما ورد في الدرس مستشهدين على كل نقطة بما يناسبها من أدلة .

اجتهد في تلخيص الأجوبة بأسلوبك الخاص بعيداً عن النسخ واللصق .

الطالب : عمر محمود أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
س2 : راجع التعليق عليه .
س3: لو بينت حكم المخالف لكل درجة لاكتمل جوابك .

الطالب : أسامة شرف الدين أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك وأحسن إليك .

الطالب : يوسف نوار ب+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
س1 - س2 : اختصرت فيهما جداً ، راجع التعليق عليهما .

الطالب : عبد اللطيف أحمد أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك وأحسن إليك .
س5 : لم يظهر في رسالتك بيان خطر العجلة في طلب العلم ، ولولا ذلك لأخذت درجة المجلس كاملة .

الطالب : عبد الله الفايدي ب
بارك الله فيك ونفع بك.
نوصيك بالعناية بالمقرر كمرجع أساسي .
س5 : لم يتضح في رسالتك خطر العجلة في طلب العلم .

الطالب : محمود عبد الجليل أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

الطالب : أحمد رمضان أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
س2 : راجع التعليق عليه .

الطالب : ناصر الصميل ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
إجاباتك مختصرة على كافة الأسئلة ، مما أخلّ بمطلوبها .
ينبغي الترابط بين عبارات الرسالة لا أن تأتي في صورة نقاط .

الطالب : أحمد روك أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.


المجموعة الثانية :

التعليقات العامة :
- س1 : دلّل على فضل طلب العلم من الكتاب والسنّة.
المطلوب في السؤال هو الاستدلال ، ولكن بعض الطلاب اقتصروا على ذكر دليلين فقط مع كثرة الأدلة الواردة في الدرس .
-س3 : بيّن نواقض الإخلاص في طلب العلم
يجب ذكر دليل على وعيد الدرجة الأولى ، وذكر حكم الدرجة الثانية.
- س4 : بيّن هدي السلف الصالح في العمل بالعلم.
يلاحظ الاختصار في ذكر الآثار الواردة عن السلف في ذلك.

التقويم :


الطالب : محمد المغذوي ب+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ينبغي العناية بالتفصيل المناسب المدعوم بالأدلة ، ويرجى مراجعة التعليقات العامة .

الطالب : حسن الفكر أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك .
س3 : راجع التعليق عليه .

الطالب : أسامة المحمد أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك وأحسن إليك.

الطالب : ذكوان محمد ب+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
س3: راجع التعليق عليه .
س4 : اختصرت فيه جداً ، راجع التعليق عليه .
س5 : ينبغي كتابة الرسالة مما تناولته المادة العلمية المقدمة .

الطالب : رامي فؤاد أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك .
س4 : اختصرت فيه جداً ، راجع التعليق عليه .

الطالب : عماد الدين الثاقب أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
س3 : راجع التعليق عليه .
س5 : لم تتطرق لمطلوب الرسالة واكتفيت ببيان الركائز فقط .

الطالب : أحمد دحروج ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
س3 - س4 : نوصيك بالعناية بالمقرر كمرجع أساسي .


المجموعة الثالثة :

الطالب : محمد عبد الرازق أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك وزادك من فضله .

الطالب : محمد الإمام ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
س4 : نوصيك بالعناية بالمقرر كمرجع أساسي- بارك الله فيك .
س5: لم يظهر في رسالتك بيان خطر المتعالمين .


المجموعة الرابعة :

الطالب : صلاح الدين محمد أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك وأحسن إليك..

الطالب : عز الدين محمد أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك وأحسن إليك ..


المجموعة الخامسة :

الطالب : محمد النمر أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك وأحسن إليك .

الطالب : محمد البشير ب+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
س2 : كما أنه من المذموم اشتغال طالب العلم بعلوم الآلة على حساب علوم المقاصد ، وكذلك الاشتغال بالنوافل التي يألفها عن ما فرضه الله تعالى عليه .
س5 : اختصرت جداً في رسالتك .


المجموعة السادسة :

الطالب : سيد مصطفى سيد أ+
أحسنت بارك الله فيك وزادك من فضله .

الطالب : علاء الدين الحمدي ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
س3 : مطلوب السؤال هو بيان أهمية العمل بالعلم وليس أهمية العلم .
ينبغي العناية بالتفصيل المناسب المدعوم بالأدلة.

الطالب : شعيب فرقاني أ+
أجسنت بارك الله فيك ونفع بك .

الطالب : أحمد محمد حسن أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
س1 : كما تم تقسيم العلوم إلى علوم مقاصد وعلوم آلة .

الطالب : محمد رمضان وافي أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
س1 : كما تم تقسيم العلوم إلى علوم مقاصد وعلوم آلة .

الطالب : عبد الرحمن الأمير أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
لو فصّلت قليلا في الأجوبة لكان أتم .

الطالب : صهيب علبان أ+
أحسنت جداً بارك الله فيك ونفع بك .



--- وفقكم الله وسدد خطاكم ---

هيئة التصحيح 7 2 ذو الحجة 1439هـ/13-08-2018م 06:55 PM

تابع تقويم المجلس .


الطالب : علي السلامي أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
س3 : نواقض الإخلاص على درجتين أوصيك بمراجعتهما وحكم كل درجة .

الطالب : أحمد يوسف .ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
س1: ينبغي العناية بضبط الأدلة .
س2: لو بينت أمثلة على كل قسم لكان أتم.




-- وفقكم الله وسددكم --


هيئة التصحيح 7 2 ذو الحجة 1439هـ/13-08-2018م 06:56 PM

تابع تقويم المجلس .


الطالب : علي السلامي أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
س3 : نواقض الإخلاص على درجتين أوصيك بمراجعتهما وذكر حكم كل درجة .

الطالب : أحمد يوسف .ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
س1: ينبغي العناية بضبط الأدلة .
س2: لو بينت أمثلة على كل قسم لكان أتم.




-- وفقكم الله وسددكم --


هيئة التصحيح 7 2 ذو الحجة 1439هـ/13-08-2018م 07:02 PM

تابع تقويم المجلس .

أوصيكم بمراجعة التقويم العام على المجلس لاتباع الإرشادات والتعليمات الواردة فيه .


الطالب : علي السلامي أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
س3 : نواقض الإخلاص على درجتين أوصيك بمراجعتهما وذكر حكم كل درجة .

الطالب : أحمد يوسف .ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
س1: ينبغي العناية بضبط الأدلة .
س2: لو بينت أمثلة على كل قسم لكان أتم.




-- وفقكم الله وسددكم --


عبدالرحمن الأسمري 4 ذو الحجة 1439هـ/15-08-2018م 09:26 AM

المجموعة الأولى:
س1: بيّن فضل العلم من ثلاثة أوجه.
ج1 :
1- أن العلم يعرّف العبد بربه جل وعلا وبأسمائه وصفاته ، وهذه أعز المعارف وأعلاها وأعظمها شأنًا ، ولا يحصل ذلك إلا بالعلم النافع .
2- أنه رفعة للعبد في دينه ودنياه وتشريف له وتكريم ، كما قال جل وعلا : ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) .
3- أنه يعرف العبد بأمور عظيمة ، من ذلك : أ/ كيف يدفع كيد الشيطان ، ب/ كيف يدفع كيد أعدائه ، ت/ الذي ينجي من الفتن ، ث/ يعرف بشريف الخصال ومحاسن الآداب وثمارها وفضائلها ، وكذلك سيئها ، ج/ يعرفه بالعظات والعبر التي حلت بالسابقين .

س2: بيّن وجه تسمية أصحاب الخشية والإنابة علماء.
ج2: دلت الأدلة من الكتاب والسنة على أن أصحاب الخشية والخشوع من أهل العلم ، وأنهم في ميزان الشريعة معدودون من أهل العلم، وعند الرعيل الأول والسلف الصالح هم العلماء الموفقون ، وذلك من عدة وجوه ، منها :
1- أنهم بما يوفقون إليه من حسن البصيرة، واليقين النافع الذي يُفْرق لهم بهِ بين الحق والباطل، والهدى والضلال، وما يوفقون إليه من حسن التذكر والتفكر، والفهم والتبصر، يعلمون علمًا عظيمًا، قد يُفني بعض المتفقهة والأذكياء - من غيرهم - أعمارَهم ولمّا يُحصّلوا عُشْره؛ ذلك بأنهم يرون ببصائرهم ما يحاول غيرهم استنتاجه، ويصيبون كبد الحقيقة وغيرهم يحوم حولها، ويأخذون صفو العلم وخلاصته، لانصراف همّتهم إلى تحقيق ما أراده الله منهم، وتركهم تكلّف ما لا يعنيهم، فأقبلوا على الله بالإنابة والخشية واتّباع رضوانه؛ فأقبل الله عليهم بالتفهيم والتوفيق والتسديد.
كما قال جل وعلا : ( أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ) ، فالحذر والرجاء من الأعمال القلبية؛ فلما قامت في قلوب هؤلاء قيامًا صحيحًا أنتجت أثرها؛ وهو القنوت لله عز وجل آناء الليل ساجدين وقائمين، فكان هذا هو أصل العلم النافع، ولذلك قال الله عز وجل بعدها: ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ )؛ فجعلهم الله عز وجل أهل العلم، وغيرُهم قسيمُهم الذين لا يعلمون.
2- أن الخشية والإنابة عبادتان قائمتان على العلم قيامًا صحيحًا لأن أصل الخشية والإنابة لا يكون إلا باليقين، واليقين هو صفو العلم وخلاصته؛ وقد قال عبادة بن الصامت رضي الله عنه لجبير بن نفير: ( إن شئت لأحدثنك بأول علم يرفع من الناس: الخشوع؛ يوشك أن تدخل مسجد جماعةٍ فلا ترى فيه رجلا خاشعًا ). رواه الدارمي والترمذي وغيرهما.
فسمَّى الخشوع علمًا، وهو كذلك؛ لأن الخاشع مقبل بقلبه على كلام ربّه، معظّم له، كثير التفكر والتدبر له، فيوفّق لفهمه والانتفاع به انتفاعًا لا يحصّله من يقرأ مئات الكتب، وهو هاجر لكتاب ربه، ولا يحصّله من يقرأُ القرآنَ وصدرُه ضائق بقراءته، يصبّر نفسه عليه، ويفرح ببلوغ آخر السورة لينصرف إلى دنياه.
وقد قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ( كفى بخشية الله علمًا وكفى بالاغترار به جهلًا ). رواه ابن أبي شيبة في مصنفه والطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان.
وقد قال الله عز وجل: ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) .
3- أن أهل الخشية والإنابة بما يجعل الله لهم من النور والفرقان الذي يميزون به بين الحق والباطل، والهدى والضلالة، والرشاد والزيغ، وما يحبه الله وما يبغضه؛ يحصل لهم من اليقين والثبات على سلوك الصراط المستقيم ما هو من أعظم ثمرات العلم، وقد قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) ، قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: ( فرقان يفرق في قلوبهم بين الحق والباطل حتى يعرفوه ويهتدوا بذلك الفرقان ). رواه ابن جرير.

س3: بيّن حكم العمل بالعلم.
ج3: الأصل في العمل بالعلم أنه واجب، وأن من لا يعمل بعلمه مذموم، وعند التفصيل نجد أن العمل بالعلم على ثلاث درجات:
الدرجة الأولى: ما يلزم منه البقاء على دين الإسلام وهو التوحيد واجتناب نواقض الإسلام، والمخالف في هذه الدرجة كافر غير مسلم؛ فإن ادّعى الإسلام فهو منافقٌ النفاق الأكبر، وإن كان يتعاطى العلم ويعلّمه، فإنّ من يرتكب ناقضاً من نواقض الإسلام من غير عذر إكراه ولا جهل ولا تأويل يعذر بمثله فإنّه خارج عن دين الإسلام، فالمخالف في العمل بهذه الدرجة من العلم ليس من أهل الإسلام والعياذ بالله.
والدرجة الثانية: ما يجب العمل به من أداء الواجبات واجتناب المحرمات؛ والقائم بهذه الدرجة من عباد الله المتّقين، والمخالف فيها فاسق من عصاة الموحّدين، لا يحكم بكفره لقيامه بما تقتضيه الدرجة الأولى، ولكن يخشى عليه من العقوبة على ما ترك من العمل الواجب.
والدرجة الثالثة: ما يُستحبّ العمل به وهو نوافل العبادات، واجتناب المكروهات، والقائم بهذه الدرجة على ما يستطيع من عباد الله المحسنين، ومن ترك العمل بالمستحبات فلا يأثم على تركه إيّاها، إذ لا يعذّب الله أحداً على ترك غير الواجب، لكن من التفريط البيّن أن يَدَعَ العبدُ ما تيسَّر له من النوافل التي فيها جبرٌ لتقصيره في الواجبات، ورفعة في درجاته، وتكفير لسيّئاته، ولا سيّما فضائل الأعمال التي رتّب عليها ثواب عظيم.
والخلاصة أنَّ من عَلِمَ وجوبَ فريضة من الفرائض وَجَب عليه أداؤها، ومَن علم تحريم شيء من المحرمات وجب عليه اجتنابه، ومن العمل بالعلم ما هو فرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين.

س4: اذكر ثلاثة مؤلفات في الحث على العمل بالعلم والتحذير من تركه.
ج4:
1- كتاب اقتضاء العلم العمل للخطيب البغدادي
2 - رسالة في ذم من لا يعمل بعلمه لابن عساكر
3- أفرد له الآجري فصلًا في كتابه أخلاق العلماء ، وغيره من أهل العلم .

س5: اكتب رسالة مختصرة في خمسة أسطر عن خطر العجلة في طلب العلم.
ج: العجلة في طلب العلم تحرم طالب العلم من الوصول إلى مبتغاه ، وكما قيل : ( من استعجل شيئًا قبل أوانه ؛ عوقب بحرمانه ) ، فهذا العلم عزيز ، ولا يتأتّى لطالب العلم بسهولة ، بل لابد له من صبر ومكابدة وتجلّد وطول نفس ، وأخذ الشيء بعد الشيء أدعى لثباته ، وأدعى لقبول النفس له ، فإن المنبت لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى ، فهذا بقي بن مخلد - مسند الأندلس - كان يأتي للإمام الأحمد في زي السؤّال ويسأله الحديث والحديثين فيحفظهما ، ثم يأتيه في الثاني فيطلبه الحديث والحديثين ، حتى أصبح بعد ذلك مسند الأندلس ، بل مسند الدنيا ، وهكذا حال الأئمة والعلماء .
فإليك يا طالب العلم ، فإني أوصيك ألا تستعجل الثمرة ، فها هي قطرة الماء مع الأيام والليالي تنحت صلاب الصخور ، وها هو حبل الرشا مع الأيام والليالي ومع الكد وطول النفس ينحت الصخرة الصماء ، وما أحسن ما قاله بهاء الدين ابن النحاس الحلبي :
اليوم شيء وغدًا مثله .. من نخب العلم التي تُلتقط
يحصّل المرء بها حكمةً .. وإنما السيل اجتماع النقط
فها هي الأيام تمضي مسرعة ، فمن صبر وصابر وتأنّى واستمر ؛ وصل إلى مبتغاه ، وكما قيل : من ثبت ؛ نبت .

هيئة التصحيح 7 7 ذو الحجة 1439هـ/18-08-2018م 02:42 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الأسمري (المشاركة 347036)
المجموعة الأولى:
س1: بيّن فضل العلم من ثلاثة أوجه.
ج1 :
1- أن العلم يعرّف العبد بربه جل وعلا وبأسمائه وصفاته ، وهذه أعز المعارف وأعلاها وأعظمها شأنًا ، ولا يحصل ذلك إلا بالعلم النافع .
2- أنه رفعة للعبد في دينه ودنياه وتشريف له وتكريم ، كما قال جل وعلا : ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) .
3- أنه يعرف العبد بأمور عظيمة ، من ذلك : أ/ كيف يدفع كيد الشيطان ، ب/ كيف يدفع كيد أعدائه ، ت/ الذي ينجي من الفتن ، ث/ يعرف بشريف الخصال ومحاسن الآداب وثمارها وفضائلها ، وكذلك سيئها ، ج/ يعرفه بالعظات والعبر التي حلت بالسابقين .

س2: بيّن وجه تسمية أصحاب الخشية والإنابة علماء.
ج2: دلت الأدلة من الكتاب والسنة على أن أصحاب الخشية والخشوع من أهل العلم ، وأنهم في ميزان الشريعة معدودون من أهل العلم، وعند الرعيل الأول والسلف الصالح هم العلماء الموفقون ، وذلك من عدة وجوه ، منها :
1- أنهم بما يوفقون إليه من حسن البصيرة، واليقين النافع الذي يُفْرق لهم بهِ بين الحق والباطل، والهدى والضلال، وما يوفقون إليه من حسن التذكر والتفكر، والفهم والتبصر، يعلمون علمًا عظيمًا، قد يُفني بعض المتفقهة والأذكياء - من غيرهم - أعمارَهم ولمّا يُحصّلوا عُشْره؛ ذلك بأنهم يرون ببصائرهم ما يحاول غيرهم استنتاجه، ويصيبون كبد الحقيقة وغيرهم يحوم حولها، ويأخذون صفو العلم وخلاصته، لانصراف همّتهم إلى تحقيق ما أراده الله منهم، وتركهم تكلّف ما لا يعنيهم، فأقبلوا على الله بالإنابة والخشية واتّباع رضوانه؛ فأقبل الله عليهم بالتفهيم والتوفيق والتسديد.
كما قال جل وعلا : ( أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ) ، فالحذر والرجاء من الأعمال القلبية؛ فلما قامت في قلوب هؤلاء قيامًا صحيحًا أنتجت أثرها؛ وهو القنوت لله عز وجل آناء الليل ساجدين وقائمين، فكان هذا هو أصل العلم النافع، ولذلك قال الله عز وجل بعدها: ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ )؛ فجعلهم الله عز وجل أهل العلم، وغيرُهم قسيمُهم الذين لا يعلمون.
2- أن الخشية والإنابة عبادتان قائمتان على العلم قيامًا صحيحًا لأن أصل الخشية والإنابة لا يكون إلا باليقين، واليقين هو صفو العلم وخلاصته؛ وقد قال عبادة بن الصامت رضي الله عنه لجبير بن نفير: ( إن شئت لأحدثنك بأول علم يرفع من الناس: الخشوع؛ يوشك أن تدخل مسجد جماعةٍ فلا ترى فيه رجلا خاشعًا ). رواه الدارمي والترمذي وغيرهما.
فسمَّى الخشوع علمًا، وهو كذلك؛ لأن الخاشع مقبل بقلبه على كلام ربّه، معظّم له، كثير التفكر والتدبر له، فيوفّق لفهمه والانتفاع به انتفاعًا لا يحصّله من يقرأ مئات الكتب، وهو هاجر لكتاب ربه، ولا يحصّله من يقرأُ القرآنَ وصدرُه ضائق بقراءته، يصبّر نفسه عليه، ويفرح ببلوغ آخر السورة لينصرف إلى دنياه.
وقد قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ( كفى بخشية الله علمًا وكفى بالاغترار به جهلًا ). رواه ابن أبي شيبة في مصنفه والطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان.
وقد قال الله عز وجل: ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) .
3- أن أهل الخشية والإنابة بما يجعل الله لهم من النور والفرقان الذي يميزون به بين الحق والباطل، والهدى والضلالة، والرشاد والزيغ، وما يحبه الله وما يبغضه؛ يحصل لهم من اليقين والثبات على سلوك الصراط المستقيم ما هو من أعظم ثمرات العلم، وقد قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) ، قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: ( فرقان يفرق في قلوبهم بين الحق والباطل حتى يعرفوه ويهتدوا بذلك الفرقان ). رواه ابن جرير.

س3: بيّن حكم العمل بالعلم.
ج3: الأصل في العمل بالعلم أنه واجب، وأن من لا يعمل بعلمه مذموم، وعند التفصيل نجد أن العمل بالعلم على ثلاث درجات:
الدرجة الأولى: ما يلزم منه البقاء على دين الإسلام وهو التوحيد واجتناب نواقض الإسلام، والمخالف في هذه الدرجة كافر غير مسلم؛ فإن ادّعى الإسلام فهو منافقٌ النفاق الأكبر، وإن كان يتعاطى العلم ويعلّمه، فإنّ من يرتكب ناقضاً من نواقض الإسلام من غير عذر إكراه ولا جهل ولا تأويل يعذر بمثله فإنّه خارج عن دين الإسلام، فالمخالف في العمل بهذه الدرجة من العلم ليس من أهل الإسلام والعياذ بالله.
والدرجة الثانية: ما يجب العمل به من أداء الواجبات واجتناب المحرمات؛ والقائم بهذه الدرجة من عباد الله المتّقين، والمخالف فيها فاسق من عصاة الموحّدين، لا يحكم بكفره لقيامه بما تقتضيه الدرجة الأولى، ولكن يخشى عليه من العقوبة على ما ترك من العمل الواجب.
والدرجة الثالثة: ما يُستحبّ العمل به وهو نوافل العبادات، واجتناب المكروهات، والقائم بهذه الدرجة على ما يستطيع من عباد الله المحسنين، ومن ترك العمل بالمستحبات فلا يأثم على تركه إيّاها، إذ لا يعذّب الله أحداً على ترك غير الواجب، لكن من التفريط البيّن أن يَدَعَ العبدُ ما تيسَّر له من النوافل التي فيها جبرٌ لتقصيره في الواجبات، ورفعة في درجاته، وتكفير لسيّئاته، ولا سيّما فضائل الأعمال التي رتّب عليها ثواب عظيم.
والخلاصة أنَّ من عَلِمَ وجوبَ فريضة من الفرائض وَجَب عليه أداؤها، ومَن علم تحريم شيء من المحرمات وجب عليه اجتنابه، ومن العمل بالعلم ما هو فرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين.

س4: اذكر ثلاثة مؤلفات في الحث على العمل بالعلم والتحذير من تركه.
ج4:
1- كتاب اقتضاء العلم العمل للخطيب البغدادي
2 - رسالة في ذم من لا يعمل بعلمه لابن عساكر
3- أفرد له الآجري فصلًا في كتابه أخلاق العلماء ، وغيره من أهل العلم .

س5: اكتب رسالة مختصرة في خمسة أسطر عن خطر العجلة في طلب العلم.
ج: العجلة في طلب العلم تحرم طالب العلم من الوصول إلى مبتغاه ، وكما قيل : ( من استعجل شيئًا قبل أوانه ؛ عوقب بحرمانه ) ، فهذا العلم عزيز ، ولا يتأتّى لطالب العلم بسهولة ، بل لابد له من صبر ومكابدة وتجلّد وطول نفس ، وأخذ الشيء بعد الشيء أدعى لثباته ، وأدعى لقبول النفس له ، فإن المنبت لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى ، فهذا بقي بن مخلد - مسند الأندلس - كان يأتي للإمام الأحمد في زي السؤّال ويسأله الحديث والحديثين فيحفظهما ، ثم يأتيه في الثاني فيطلبه الحديث والحديثين ، حتى أصبح بعد ذلك مسند الأندلس ، بل مسند الدنيا ، وهكذا حال الأئمة والعلماء .
فإليك يا طالب العلم ، فإني أوصيك ألا تستعجل الثمرة ، فها هي قطرة الماء مع الأيام والليالي تنحت صلاب الصخور ، وها هو حبل الرشا مع الأيام والليالي ومع الكد وطول النفس ينحت الصخرة الصماء ، وما أحسن ما قاله بهاء الدين ابن النحاس الحلبي :
اليوم شيء وغدًا مثله .. من نخب العلم التي تُلتقط
يحصّل المرء بها حكمةً .. وإنما السيل اجتماع النقط
فها هي الأيام تمضي مسرعة ، فمن صبر وصابر وتأنّى واستمر ؛ وصل إلى مبتغاه ، وكما قيل : من ثبت ؛ نبت .

ممتاز بارك الله فيك ونفع بك. أ
نأسف لخصم نصف درجة على التأخير في تقديم المجلس .

محمد المرسي 14 ذو الحجة 1439هـ/25-08-2018م 02:16 PM

مجلس مذاكرة دورة بيان فضل طلب العلم
المجموعة الثانية:
س1: دلّل على فضل طلب العلم من الكتاب والسنّة.
العلم شرف عظيم وثواب مستمر وعلو فى الدنيا والآخرة قال الله تعالى: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}، وقال الله تعالى مؤكدا على أن العلماء أعلى خشية لله من غيرهم -إن لم تكن قد حصرت عليهم- فقال عز من قائل : {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}. ويؤكد هذا المعني أن شانهم (أى العلماء ) أعلى شأنا من غيرهم فقال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}.

وقد حثت عليه السنة المطهرة فيكفي أن تبين أن العلم النافع من أسباب الحصول على الأجور العظيمة، والحسنات المضاعفة المستمرة التى لا تنقطع بانقضاء الأجل كما في الحديث الصحيح: ((إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثٍ))، منها: ((عِـلْـمٌ يُـنْـتَـفَــعُ بِــهِ)).



س2: ما المراد بعلوم المقاصد وعلوم الآلة.
المراد بعلوم المقاصد : هي العلوم المتّصلة بالاعتقاد والعمل والامتثال والتفكّر والاعتبار؛ كعلم العقيدة والتفسير والحديث والفقه والسلوك والجزاء والفرائض والسيرة النبوية والآداب الشرعية.
أما علوم الآلة: فهي العلوم التي تُعين على دراسة علوم المقاصد وحسن فهمها، مثل : العلوم اللغوية، وعلم أصول الفقه، وأصول التفسير، ومصطلح الحديث.


س3: بيّن نواقض الإخلاص في طلب العلم.
1 - تعلم العلم لغير وجه الله كأن يتعلمع ليرتفع شأنه أو يحصل به مكسبا دنيويا أو غير ذلك. قال تعالى: {من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموماَ مدحوراً}
وفي الحديث أن أوَّل من تسعر بهم النار ثلاثة ، وذكر منهم من تعلم العلم ليقال عالم.
2-تعلم العلم لله في بداية الأمر ثم يداخله شيء من العجب والمراءاة ؛

س4: بيّن هدي السلف الصالح في العمل بالعلم.
العمل بالعلم أنه واجب قال تعالى :{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}.
وفى العمل بالعلم درجات هي :
1- ما يلزم منه البقاء على دين الإسلام وهو التوحيد واجتناب نواقض الإسلام، والمخالف في هذه الدرجة كافر غير مسلم؛ فإن ادّعى الإسلام فهو منافقٌ النفاق الأكبر،
2-: ما يجب العمل به من أداء الواجبات واجتناب المحرمات؛ والقائم بهذه الدرجة من عباد الله المتّقين، والمخالف فيها فاسق من عصاة الموحّدين، لا يحكم بكفره لقيامه بما تقتضيه الدرجة الأولى، ولكن يخشى عليه من العقوبة على ما ترك من العمل الواجب.
3- ما يُستحبّ العمل به وهو نوافل العبادات، واجتناب المكروهات، والقائم بهذه الدرجة على ما يستطيع من عباد الله المحسنين، ومن ترك العمل بالمستحبات فلا يأثم على تركه إيّاها، إذ لا يعذّب الله أحداً على ترك غير الواجب،
واليك أمثلة من هدى السلف الصالح بالعمل بالعلم :
قال الحسن البصري: « كان الرّجل يطلب العلم فلا يلبث أن يرى ذلك في تخشُّعِه وهَدْيِه ولسانِه وبصرِه ويدِه ».
وقال الإمام أحمد: (ما كتبت حديثا إلاّ وقد عملتُ به، حتى مرَّ بي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى أبا طيبة ديناراً، فاحتجمت وأعطيت الحجام ديناراً).
وقال سفيان الثوري: (ما بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط إلاّ عملت به ولو مرّة واحدة).
وقال عمرو بن قيس السكوني: (إذا سمعت بالخير فاعمل به ولو مرة واحدة تكن من أهله).
وعن وكيع بن الجرّاح والشعبي وإسماعيل بن إبراهيم بن مجمع وغيرهم أنهم قالوا: (كنّا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به).

س5: اكتب رسالة مختصرة في خمسة أسطر عن تنوّع مناهج طلب العلم، والموقف الصحيح الذي ينبغي أن يكون عليه طالب العلم من هذا التنوّع.
أحب أن أوردها فى عدة نقاط حتى يسهل حفظها فحيث أن الخطط المنهجية لطلب العلم كثيرةٌ متنوّعة إلا أنه تعوزنا عدة مسائل ونقاط هامة منها :
الاجتهاد يكون هو العامل الرئيس في اختيار طريقة صحيحة على اخرى مثلها ومنهاج على آخر .
ينبغي لطالب العلم إذا سلك طريقة صحيحة في طلب العلم تحت إشراف علمي، أن يصبر عليها حتى يُتمّها، وينتفع بها.
العبرة بما يكون أنفع للطالب:فالتفاضل بين مناهج الطلب له أسبابه ومعاييره، وربّ طريقة فاضلة لطالب تكون مفضولة لغيره.
تشابه البدايات لا يعنى تشابه النهايات بل يوكل كل إلى عمله ومجهوده وطافته وقبل ذلك توفيق الله له.
أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل، وإذا أحبّ الله عملاً بارك لصاحبه فيه.

هيئة التصحيح 7 17 ذو الحجة 1439هـ/28-08-2018م 09:12 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المرسي (المشاركة 347714)
مجلس مذاكرة دورة بيان فضل طلب العلم
المجموعة الثانية:
س1: دلّل على فضل طلب العلم من الكتاب والسنّة.
العلم شرف عظيم وثواب مستمر وعلو فى الدنيا والآخرة قال الله تعالى: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}، وقال الله تعالى مؤكدا على أن العلماء أعلى خشية لله من غيرهم -إن لم تكن قد حصرت عليهم- فقال عز من قائل : {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}. ويؤكد هذا المعني أن شانهم (أى العلماء ) أعلى شأنا من غيرهم فقال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}.

وقد حثت عليه السنة المطهرة فيكفي أن تبين أن العلم النافع من أسباب الحصول على الأجور العظيمة، والحسنات المضاعفة المستمرة التى لا تنقطع بانقضاء الأجل كما في الحديث الصحيح: ((إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثٍ))، منها: ((عِـلْـمٌ يُـنْـتَـفَــعُ بِــهِ)).



س2: ما المراد بعلوم المقاصد وعلوم الآلة.
المراد بعلوم المقاصد : هي العلوم المتّصلة بالاعتقاد والعمل والامتثال والتفكّر والاعتبار؛ كعلم العقيدة والتفسير والحديث والفقه والسلوك والجزاء والفرائض والسيرة النبوية والآداب الشرعية.
أما علوم الآلة: فهي العلوم التي تُعين على دراسة علوم المقاصد وحسن فهمها، مثل : العلوم اللغوية، وعلم أصول الفقه، وأصول التفسير، ومصطلح الحديث.


س3: بيّن نواقض الإخلاص في طلب العلم.
1 - تعلم العلم لغير وجه الله كأن يتعلمع ليرتفع شأنه أو يحصل به مكسبا دنيويا أو غير ذلك. قال تعالى: {من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموماَ مدحوراً}
وفي الحديث أن أوَّل من تسعر بهم النار ثلاثة ، وذكر منهم من تعلم العلم ليقال عالم.
2-تعلم العلم لله في بداية الأمر ثم يداخله شيء من العجب والمراءاة ؛

س4: بيّن هدي السلف الصالح في العمل بالعلم.
العمل بالعلم أنه واجب قال تعالى :{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}.
وفى العمل بالعلم درجات هي :
1- ما يلزم منه البقاء على دين الإسلام وهو التوحيد واجتناب نواقض الإسلام، والمخالف في هذه الدرجة كافر غير مسلم؛ فإن ادّعى الإسلام فهو منافقٌ النفاق الأكبر،
2-: ما يجب العمل به من أداء الواجبات واجتناب المحرمات؛ والقائم بهذه الدرجة من عباد الله المتّقين، والمخالف فيها فاسق من عصاة الموحّدين، لا يحكم بكفره لقيامه بما تقتضيه الدرجة الأولى، ولكن يخشى عليه من العقوبة على ما ترك من العمل الواجب.
3- ما يُستحبّ العمل به وهو نوافل العبادات، واجتناب المكروهات، والقائم بهذه الدرجة على ما يستطيع من عباد الله المحسنين، ومن ترك العمل بالمستحبات فلا يأثم على تركه إيّاها، إذ لا يعذّب الله أحداً على ترك غير الواجب،
واليك أمثلة من هدى السلف الصالح بالعمل بالعلم :
قال الحسن البصري: « كان الرّجل يطلب العلم فلا يلبث أن يرى ذلك في تخشُّعِه وهَدْيِه ولسانِه وبصرِه ويدِه ».
وقال الإمام أحمد: (ما كتبت حديثا إلاّ وقد عملتُ به، حتى مرَّ بي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى أبا طيبة ديناراً، فاحتجمت وأعطيت الحجام ديناراً).
وقال سفيان الثوري: (ما بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط إلاّ عملت به ولو مرّة واحدة).
وقال عمرو بن قيس السكوني: (إذا سمعت بالخير فاعمل به ولو مرة واحدة تكن من أهله).
وعن وكيع بن الجرّاح والشعبي وإسماعيل بن إبراهيم بن مجمع وغيرهم أنهم قالوا: (كنّا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به).

س5: اكتب رسالة مختصرة في خمسة أسطر عن تنوّع مناهج طلب العلم، والموقف الصحيح الذي ينبغي أن يكون عليه طالب العلم من هذا التنوّع.
أحب أن أوردها فى عدة نقاط حتى يسهل حفظها فحيث أن الخطط المنهجية لطلب العلم كثيرةٌ متنوّعة إلا أنه تعوزنا عدة مسائل ونقاط هامة منها :
الاجتهاد يكون هو العامل الرئيس في اختيار طريقة صحيحة على اخرى مثلها ومنهاج على آخر .
ينبغي لطالب العلم إذا سلك طريقة صحيحة في طلب العلم تحت إشراف علمي، أن يصبر عليها حتى يُتمّها، وينتفع بها.
العبرة بما يكون أنفع للطالب:فالتفاضل بين مناهج الطلب له أسبابه ومعاييره، وربّ طريقة فاضلة لطالب تكون مفضولة لغيره.
تشابه البدايات لا يعنى تشابه النهايات بل يوكل كل إلى عمله ومجهوده وطافته وقبل ذلك توفيق الله له.
أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل، وإذا أحبّ الله عملاً بارك لصاحبه فيه.

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. أ
س3: لو ذكرت حكم الدرجة الثانية لاكتمل جوابك .
تم خصم نصف درجة على التأخير في تقديم المجلس.

أحمد لقمان 21 ذو الحجة 1439هـ/1-09-2018م 02:24 PM

المجموعة الأولى:*

س1: بيّن فضل العلم من ثلاثة أوجه.*
مِن أوجه فضل العلم الكثيرة إرشادُه طالبَه إلى ما يدفع به كيد ألدّ أعدائه - و هما الشيطان و الهوى - ، فبالعلم يدرك العبد مكايد الشيطان التي يحاول بها اصطياد بني آدم بغية إغوائهم كما توعدهم بذلك سَلَفاً .و بالعلم يتجنب المسلم فتن الشهوات و فتن الشبهات التي تميل إليها النفس إذا اُتبِعت هواها .و بالعلم تدرك الأمة سبيل انتصارها على من يعاديها من الأمم.
و من أوجه فضل العلم أيضا دلالتُه المرءَ على الأخلاق الحميدة و الآداب الحسنة التي يكتسب بها رضى الله تعالى ثم رضى الناس ، كما يُعَرفه بمساوئ الأخلاق و الآداب و بعواقبها الوخيمة على الأفراد و المجتمعات .
ومن أعلى أوجه فضل العلم كونُه من أفضل القربات إلى الله تعالى ، قال عز و جل : ( يَرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات ) ، و قال تعالى : ( قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون ) .*

س2: بيّن وجه تسمية أصحاب الخشية والإنابة علماء.*
وجه تسمية أصحاب الخشية و الإنابة علماء هو كون الخشية و الإنابة عبادتين عظيمتين قائمتين على العلم ، لأنهما لا تتأتَّيان إلا باليقين الذي هو خلاصة العلم ، قال الله تعالى : ( إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ ) .فأهل الخشية و الإنابة يؤتيهم الله من نور البصيرة ما يفرقون به بين الحق و الباطل ، و من اليقين ما يوفَّقون به للانتفاع بعلمهم ، فينالون من الأجور أضعافَ أضعافِ ما يناله غيرهم ممن تفقهوا في أحكام الكتاب و السنة ظاهرا دون الاهتمام بإصلاح الباطن . قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( ألا و إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، و إذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا و هي القلب ) .

س3: بيّن حكم العمل بالعلم.*
العمل بالعلم على ثلاث درجات :*
- ما كان تركُه كفرا بالله تعالى ، و هو التوحيد و اجتناب ما ينقضه .
- ما يجب العمل به كالإتيان بالفرائض و اجتناب الكبائر.
- ما يستحب العمل به كنوافل العبادات و اجتناب المكروهات .*

س4: اذكر ثلاثة مؤلفات في الحث على العمل بالعلم والتحذير من تركه.
من المؤلفات في بيان و جوب العمل بالعلم : كتابُ " اقتضاء العملِ العلمَ " لحافظ المشرق الخطيب البغدادي ، و " رسالة في ذم من لا يعمل بعلمه " لابن عساكر ، و فصلٌ في " جامع بيان العلم و فضله " لحافظ المغرب ابن عبد البر .

س5: اكتب رسالة مختصرة في خمسة أسطر عن خطر العجلة في طلب العلم.*
إن من سنن الله الكونية في تحصيل العلم سنة التدرج ، و هذه الأخيرة لا تتحقق إلا بأخذِ الوقت الكافي للطلب و إعطاءِ كل مرحلة منه حقها من التزود و التصبر . فالعجلة من أعظم آفات طلب العلم - إن لم تكن أعظمَها - لأنها تَحول بين الطالب و بين وتَمَكنه من صغار العلم قبل كِباره ، قال معمر بن راشد : ( مَن طلب الحديث جملة ذهب منه جملة ).
لذا يتعين على الطالب ترك الأسباب التي تؤدي به إلى العجلة ، و منها قلةُ صبره على مشاق طلب العلم ، و استسهالُه لبعض العلوم فيستعجل إتمامَها و الانتقالَ إلى غيرها دون الرسوخ فيها . و منها ضعف بصيرته بطول الطريق و بالعقبات الكائنة فيها و بالمزالق التي قد يتردى فيها إذا استعجل الوصول إلى مبتغاه .و منها استحسانُه للتصدر في المجالس و للرياسة التي نالها حتى قبل رسوخِه في العلم و تمكنِه من جميع أدواته ، فيترك مجالس طلب العلم موثرا عليها مجالس التصدر للفتوى و التعليم .و منها الاغترار بالذكاء و الحفظ السريع ، فيتوهم تصور المسائل على وجهها و يَحكم فيها بأدوات ناقصة و فهم قاصر .

أحمد لقمان 21 ذو الحجة 1439هـ/1-09-2018م 02:33 PM

*

*



المجموعة الثانية*
جواب السؤال 1
قال تعالى ( انما يخشى الله من عباده العلماء)
ومن السنه حديث معاوية ابن ابي سفيان رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من يرد الله به خيراً يفقه في الدين )
جواب السؤال 2
المراد بعلوم المقاصد:هو: العلوم المتصلة بالاعتقاد والعمل كعلم العقيدة والتفسير .
علوم الآلة : العلوم التي تعين على دراسة علوم المقاصد مثل علم اصول الفقه واصول التفسير .
جواب السؤال 3
ان يتعلم العلم لايبتغي به وجه الله عز وجل*
ان يعمل العمل ومن ثم يداخله العجب والرياء ويسترسل في الرياء .
جواب السؤال 4
هدي السلف الصالح في طلب العلم انهم يربون انفسهم على العمل بماتعلموا والتواصي بذلك والزام النفس بالعمل بماتعلمت .*
جواب السؤال 5
ليعلم كل طالب علم ان مناهج العلم كثيرة ومتنوعة فينبغي عليه ان يحسن الاختيار
.وان يختار افضل الطرق واحسنها منهجاً واقربها طريقة الى نفسه وان يحسن*
اختيار من يتعلم على ايديهم من العلماء الموثوقين وان لا يستعجل في تحصيل*
مبتغاه وان يصبر ويأخذ الوقت الكافي في طلب العلم وان لا يتذبذب وان لا*
يكون عشوائي في اختياره وان يسأل الله عز وجل ان يعينه وان يعمل بماعلم

أحمد لقمان 21 ذو الحجة 1439هـ/1-09-2018م 02:53 PM

المجموعة الثالثة


س1: بيّن عناية السلف الصالح بالحثّ على طلب العلم والتعريف بفضله.
ج:*لقد أدرك سلفنا الصالح فضل العلم وثوابه, فشمروا عن ساعد الجد في تحصيله, وصبروا على ما أصابهم في سبيله, حتى رفع الله شأنهم, وأعلى في العالمين ذكرهم, وأثابهم بإرث النبوة عزا, وبمشكاة الهدى شرفا, ومد لهم من حبل الفضل أثرا, فنفعوا على تطاول القرون أمما, ولازالوا على درب الهدى أعلاما, ولازالت أقوالهم النفيسة, ووصاياهم الجليلة, حية تسعى؛ فهاهو الإمام الزهري يقول: (ما عبد الله بمثل الفقه), وهاهو أمير المؤمنين في الحديث – سفيان الثوري – يقول: (ما ألم عملا أفضل من طلب العلم وحفظه لمن أراد الله به خيرا).
ولما سئل أبو عبدالله – أحمد بن حبل - : أي الأعمال أفضل؟ قال: (طلب العلم لمن صحت نيته).
قيل: وأي شيء تصحيح النية؟ قال: (ينوي يتواضع فيه, وينفي عنه الجهل).
ونقل عنه – رحمه الله – قوله: (العلم لا يعدله شيء).
ولقد أدرك الإما الشفعي – رحمه الله تعالى – هذه الحقيقة الغالية, فقال: (ليس بعد أداد الفرائض شيء أفضل طلب العلم, قيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله).


س2: أيهما يقدّم الطالب: علوم المقاصد أم علوم الآلة؟
ج:*علوم المقاصد: هي العلوم المتعلقة بالاعتقاد والإيمان, كعلم العقيدة, والتفسير, والحديث , والفقه, والسيرة النبوية, وغير ذلك.
علوم الآلة: هي العلوم التي تعين على دراسة علوم المقاصد وفهمها, مثل علوم اللغة العربية, وعلم أصول الفقه, وأصول التفسير, ومصطلح الحديث.
والجواب عن سؤال أيهما يقدم؟ فقد اختلف أهل العلم في ذلك, والصواب: يبدأ الطالب بدراسة مختصرات سهلة في علوم المقاصد, يدرك بها الأهم والفاضل ليبدأ به, ثم يأخذ من علوم الآلة ما يناسب حال المبتدئين, ثم يتوسع في علوم المقاصد إلى درجة المتوسطين, ثم يأخذ من علوم الآلة ما يناسب درجة المتوسطين, وهكذا حتى يبلغ مشارف درجة المتقدمين في علوم المقاصد وعلوم الآلة.*
ثم يفيض بعد ذلك إلى خيارات متعددة, فيختار من العلوم ما يفتح له فيه فيجده أيسر عليه من غيره وأنفع.

س3: ما هي المقاصد الصالحة لطلب العلم؟
ج:*من المقاصد الصالحة لطلب العلم:
-أن يبتغي طالب العلم وجه الله تعالى ورضاه, فيعمل ما يحبه الله تعالى فيعمله, ويعلم ما يبغضه الله تعالى فيجتنبه, ويعلم ما يخبر الله به, فيؤمن به, فيحصل بذلك لصاحبه الثواب العظيم, وإلا فمن ابتغي بذلك غير وجه الله فهو على خطر كبير, فلقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله تعالى لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة".
-ينوي يتواضع فيه, وينفي الجهل عن نفسه, وعن غيره, كما قال الإمام أحمد بن حبل.
-ومن المقاصد الصالحة نية نفع الناس بالعلم, وتعليمهم الخير, "وإن الملائكة لتصلي على معلمي الناس الخير".
-ومنها نية حفظ العلم وصيانته, والدفاع عن السنة, ونقل الإرث المحمدي غضا طريا إلى أجيال قادمة.
-ومنها أن يعمل طالب العلم بما يتعلم, فإن " من سلك طريقا يبتغي فيه علما, سهل الله له به طريقا إلى الجنة", وأن يحذر قول الله تعالى: (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب).


س4: بيّن بإيجاز ركائز التحصيل العلمي.
ج:*المناهج الصحيحة لطلب العلم وإن تعددت طرائقها فغاياتها تتفق, وكل يأخذ من مشكاة العلم بالطريقة التي تيسر له السير إلى الله على بصيرة.
لكن التحصيل العلمي لابد وأن يرتكز على ركائز أربع:
أولها: الإشراف العلمي ممن يأخذ بيد الطالب في مسالك الطلب, فيرشده ويقومه, ويبن له جوانب الإجادة والتقصير لديه, حتى يفيض إلى معالم العلوم بسابلة موثقة, مثله في ذلك, مثل الذي يريد أن يتقن صناعة معينة, فلابد وأن يصحب معلمها الحاذق حتى يبلغ مراده.*
وثانيها: الترج في الدراسة وتنظيم القراءة؛ فيبدأ بالمختصرات حتى يتقنها ويضبطها, ثم يتوسع شيئا فشيئا, فيؤسس علمه ويبني, بإشراف شيخه وتوجيهه.
وثالثها: النهمة في الطلب؛ فهي التي تحمل صاحبها على مداومة استذكار العلم, والاجتهاد فيه, وتحمل الصعاب, والمثابرة, وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: منهومان لايشبعان: منهوم في العلم لا يشبع منه, ومنهوم في الدنيا لا يشبع منها", حتى يدفعه النهم في العلم إلى تقديمه على مرغوبات النفس.
ورابعها: الوقت الكافي؛ فذلك أمر لابد منه, حتى يحسن التعلم, ويتدرج في مدارجه, فالعجلة من أعظم الآفات التي تقطع طريق الطلب؛ إما لضعف الصبر, أو ضعف البصيرة بطول الطريق, أو باستعجال التصدر قبل التأهل, أو باغترار الطالب بذكائه وسرعة حفظه.


س5: اكتب رسالة في خمسة أسطر لطالب علم تحذّره فيها من المتعالمين الذين يقترحون مناهج خاطئة في طلب العلم.
ج:*أخي طالب العلم:*
أذكّر نفسي وإياك بأن العلم قسيم الجهاد؛ قال الله تعالى: (وما كان المؤمنون لينفروا كافة. فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين...), فيا أيها المجاهد: إن سلاحك العلم؛ إن تحمله, فذلك حماية دينك, وإن تتركه تكاسلا, فاحذر قول ربك: (كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين).
فلملم رداءك مسرعا, وألحق بالركب وانتظم معه, وقل (وعجلت إليك رب لترضى), واطرح نفسك كالإناء الفارغ على عتبة مولاك, واطرق بابه حتى يعطيك, فإنك بالعطية حي حياة السعداء, وبدونها ميت في سجون الأعداء.
وإن من ألد أعدائك المتعالمين, لهم جلود الأنعام وقلوب الذئاب فاحذرهم, بل فر منهم فرارك من الأسد, فإنهم لا للجهل كسروا, ولا للعلم نصروا, ومابرحوا أن كانوا شوكة في كاحل الأمة على تعاقب أجيالها, وتطاول قرونها, وكم فتحوا من أبواب الفتن, وقطعوا على طلاب العلم طريق الهدى والفلاح, فكم من طالب علم كان كالنحلة يسأل ويبحث ويتفهم, فبينا هو كذلك إذ تلقفه من المتعالمين متلقف, فوسوس له كما يوسوس الوسواس الخناس, وألقى على مسامعه الشبهات تترا, مستغلا ضعف بداياته في العلم, حتى غرر به, وزين له ما يورده المهالك, ويعقبه الحسرات.وإياك والتعالم؛ فإنه داء وبلاء, كم ابتلي به أناس فزلوا.

رضا فتحي محمد العبادي 21 ذو الحجة 1439هـ/1-09-2018م 09:53 PM

المجلس الأول - مجلس مذاكرة دورة بيان فضل طلب العلم
 
مجلس مذاكرة دورة بيان فضل طلب العلم
المجموعة الأولى:
س1: بيّن فضل العلم من ثلاثة أوجه.
الإجابة :
1- أن العلم أصل كلّ عبادة؛ وبيان ذلك أن كل عبادة يؤديها العابد لا تُقبل إلا إذا كانت خالصةً لله تعالى، وصوابًا على سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ومعرفة ذلك تستدعي قدرًا من العلم. 2- أن العلم يُعَرِّف العبد بما يدفع به كيد الشيطان، وما يدفع به كيد أعدائه، ويٌعرِّفه بما ينجو به من الفتن التي تأتيه في يومه وليلته
3 - أن العلم يُعرِّف العبد بربه جل وعلا، وبأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، وآثارها في الخلق والأمر؛ وهذه أعز المعارف وأعلاها وأعظمها شأنًا.
س2: بيّن وجه تسمية أصحاب الخشية والإنابة علماء.
الإجابة :
أصحاب الخشية والخشوع قد تبين في الأدلة من الكتاب والسنة أنهم من أهل العلم ؛لأنهم :
1. بما يوفقون إليه من حسن البصيرة، واليقين النافع الذي يُفْرق لهم بهِ بين الحق والباطل، والهدى والضلال، وما يوفقون إليه من حسن التذكر والتفكر، والفهم والتبصر، يعلمون علمًا عظيمًا.
2. لأن غيرهم قد يفني وقته ويضني نفسه في البحث والتنقيب، فيبعد ويقترب من الهدى بحسب ما معه من أصل الخشية والإنابة؛ فكان أهل الخشية والاستقامة - بما عرفوه وتيقنوه وانتفعوا به - أهلَ علمٍ نافعٍ.
3. لأن الخشية والإنابة عبادتان قائمتان على العلم قيامًا صحيحًا لأن أصل الخشية والإنابة لا يكون إلا باليقين، واليقين هو صفو العلم وخلاصته.
4. لأن أهل الخشية والإنابة بما يجعل الله لهم من النور والفرقان الذي يميزون به بين الحق والباطل، والهدى والضلالة، والرشاد والزيغ، وما يحبه الله وما يبغضه؛ يحصل لهم من اليقين والثبات على سلوك الصراط المستقيم ما هو من أعظم ثمرات العلم.
س3: بيّن حكم العمل بالعلم.
الإجابة : العمل بالعلم على ثلاث درجات:
الدرجة الأولى: ما يلزم منه البقاء على دين الإسلام وهو التوحيد واجتناب نواقض الإسلام.
الدرجة الثانية: ما يجب العمل به من أداء الواجبات واجتناب المحرمات؛ والقائم بهذه الدرجة من عباد الله المتّقين.
الدرجة الثالثة: ما يُستحبّ العمل به وهو نوافل العبادات، واجتناب المكروهات، والقائم بهذه الدرجة على ما يستطيع من عباد الله المحسنين.
س4: اذكر ثلاثة مؤلفات في الحث على العمل بالعلم والتحذير من تركه.
الإجابة :
1 - "فضل طلب العلم". للآجرّي .
2 "جامع بيان العلم وفضله" لابن عبد البر كتاب .
3 - "الحثّ على حفظ العلم وذكر كبار الحفاظ".لابن الجوزي .

س5: اكتب رسالة مختصرة في خمسة أسطر عن خطر العجلة في طلب العلم.
الإجابة : ما أصيبت الأمة بآفة أعظم من آفة العجلة في طلب العلم ، فبها تمزقت جوامع الأمة ، وبها سقطت هيبة العلماء ، وهي السبيل إلى البعد عن استكمال مسيرة العلم وطلبه ، وتحول بينهم وبين التدرج في طلبه كما ينبغي، فيضيع عليهم من الوقت أضعاف ما أرادوا اختصاره ، فحب التصدّر والرياسة بالعلم النافع والانتفاع به، من أهم أسباب العجلة في طلب العلم ، وغيرها كثير ..
فمن وجد في نفسه عجَلة مذمومة فليبارد إلى معالجة أسبابها، وليتبصّر بطريقة أهل العلم في تحصيله، وصبرهم على سلوك سبيله.

إسلام محمود 22 ذو الحجة 1439هـ/2-09-2018م 12:46 AM

المجموعة السادسة:

س1: عدد أقسام العلوم الشرعية مع التوضيح.

ج _ العلم الشرعي هو العلم بدين الله عز وجل، وهو ثلاثة أقسام كما قسمها ابن القيم -رحمه الله-:
القسم الأول: علم العقيدة، ومداره على معرفة الأسماء والصفات، وما يُعتقد في أبواب الإيمان .
والقسم الثاني: علم أحكام الأمر والنهي، والحلال والحرام .
والقسم الثالث: علم الجزاء؛ وهو جزاء المرء على أفعاله في الدنيا والآخرة .
فهذا تقسيم العلوم الشرعية باعتبار أصول موضوعاتها لأن مسائل العلوم الشرعية إما أن تكون علمية متوقفة على الإيمان والتصديق؛ فهذا من الاعتقاد، وإما عملية مبناها على اتّباع الهدى بامتثال الأمر واجتناب النهي، وإما أن يكون فيها بيان حكم متّبع الهدى وحكم مخالفه وجزائِهما.

و العلوم التي يعتني بها علماء الشريعة يمكن تقسيمها إلى قسمين:
1 علوم المقاصد: وهي العلوم المتّصلة بالاعتقاد والعمل والامتثال والتفكّر والاعتبار؛ كعلم العقيدة والتفسير والحديث والفقه والسلوك والجزاء والفرائض والسيرة النبوية والآداب الشرعية.
2 وعلوم الآلة: وهي العلوم التي تُعين على دراسة علوم المقاصد وحسن فهمها، ومنها: العلوم اللغوية، وعلم أصول الفقه، وأصول التفسير، ومصطلح الحديث.


س2: ما المراد بظاهر العلم وباطنه.

ج _ المقصود بظاهر العلم وباطنه أن العلم له مظهر ومخبر وظاهر وباطن:
- فظاهر العلم: ما يُعرف من دراسة أبوابه ومسائله، وتقييد قواعده وفوائده، وتلقّيه عن أهله، وقراءة كتبه، وإتقان تحصيله.
- وباطنه ما يقوم في قلب طالب العلم؛ من التبيّن واليقين والبصيرة في الدين، والإيمان والتقوى حتى يجعل الله له فرقاناً يفرق به بين الحق والباطل، والهدى والضلال؛ فيكون على بيّنة من أمره، مهتدياً بهدى ربّه، وهذا العلم اليقيني النافع منّة ربّانيّة جعلها الله في قلوب أوليائه لما قام فيها من خشيته، والإنابة إليه، والقيام بأمره، وتعظيم شرعه، وصدق الرغبة في فضله، والرهبة من سخطه وعقابه، واتباع رضوانه.



س3: بيّن أهميّة العمل بالعلم.

العمل بالعلم شأنه عظيم، فثواب العاملين بالعلم ثواب عظيم كريم، كما قال الله تعالى: {فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِين}، وعقوبة تارك العمل عظيمة شنيعة، والقوارع عليهم في الكتاب والسنة شديدة، كما قال الله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}. فالأصل في العمل بالعلم أنه واجب، وأن من لا يعمل بعلمه مذموم.
وفي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يُؤتَى بالرجل يوم القيامة فيُلْقى في النار، فَتَنْدَلِقُ أَقتابُ بطْنِهِ، فَيَدُورُ بها كما يدُور الحمار في الرَّحَى، فيجتمع إليه أهلُ النار، فيقولون: يا فلانُ ما لك؟ أَلم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟! فيقول: بلى، كنتُ آمر بالمعروف ولا آتيه، وأَنْهَى عن المنكر وآتيه)) والعياذ بالله - و عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: «ما استغنى أحد بالله إلا احتاج الناس إليه، وما عمل أحد بما علمه الله عز وجل إلا احتاج الناس إلى ما عنده» رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله.. وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه المتقدّم - في أول من تسعر بهم النار - أنه يُقال لقارئ القران:((مَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عَلِمْتَ؟)).

والعمل بالعلم ينقسم إلى ثلاث درجات:

1- الدرجة الأولى: ما يلزم منه البقاء على دين الإسلام وهو التوحيد واجتناب نواقض الإسلام، والمخالف في هذه الدرجة كافر غير مسلم؛ فإن ادّعى الإسلام فهو منافقٌ النفاق الأكبر، وإن كان يتعاطى العلم ويعلّمه، فإنّ من يرتكب ناقضاً من نواقض الإسلام من غير عذر إكراه ولا جهل ولا تأويل يعذر بمثله فإنّه خارج عن دين الإسلام، فالمخالف في العمل بهذه الدرجة من العلم ليس من أهل الإسلام والعياذ بالله. وهذه المخالفة قد وقع فيها بعض المنتسبين إلى العلم من أصحاب البدع المكفّرة، والذين نافقوا بارتكاب بعض أعمال النفاق الأكبر بعدما كان لهم حظّ من العلم.
2- والدرجة الثانية: ما يجب العمل به من أداء الواجبات واجتناب المحرمات؛ والقائم بهذه الدرجة من عباد الله المتّقين، والمخالف فيها فاسق من عصاة الموحّدين، لا يحكم بكفره لقيامه بما تقتضيه الدرجة الأولى، ولكن يخشى عليه من العقوبة على ما ترك من العمل الواجب.
3- الدرجة الثالثة: ما يُستحبّ العمل به وهو نوافل العبادات، واجتناب المكروهات، والقائم بهذه الدرجة على ما يستطيع من عباد الله المحسنين، ومن ترك العمل بالمستحبات فلا يأثم على تركه إيّاها، إذ لا يعذّب الله أحداً على ترك غير الواجب، لكن من التفريط البيّن أن يَدَعَ العبدُ ما تيسَّر له من النوافل التي فيها جبرٌ لتقصيره في الواجبات، ورفعة في درجاته، وتكفير لسيّئاته، ولا سيّما فضائل الأعمال التي رتّب عليها ثواب عظيم.

والخلاصة أنَّ من عَلِمَ وجوبَ فريضة من الفرائض وَجَب عليه أداؤها، ومَن علم تحريم شيء من المحرمات وجب عليه اجتنابه، ومن العمل بالعلم ما هو فرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين.

وعلى طالب العلم أن يكون حريصاً على أداء الواجبات واجتناب المحرمات في المقام الأول، ثم ينبغي له أن يؤدي من السنن والمستحبات ما يتيسر له ويفتح الله له به عليه، وأحبّ العمل إلى الله أدومه وإن قلّ. ومن الخطأ أن يُظن أن أحاديث الوعيد في ترك العمل بالعلم خاصة بالعلماء وطلاب العلم؛ بل هي عامة في كل من عَلم حكمًا شرعيًا وخالف العمل بمقتضاه، كل من عَلم حكمًا شرعيًا فإنه يجب عليه أن يعمل بمقتضاه، ويستحق الذم على ترك العمل به إذا تركه.
ومن أعظم ما يعين على العمل بالعلم؛ أن يُربّي الإنسان نفسه على اليقين والصبر؛ ولذلك تجد الإنسان لا يعصي الله تعالى إلا حين يضعف يقينه، أو يضعف صبره.
وينبغي لطالب العلم أن يظهر عليه آثار التعلم وآدابه؛ من حسن السَّمت والرّفق وحسن التعامل والصدق في الحديث والمعاملة، وأن يعمل بما يتعلمه من العلم، فإن بركة العلم تكون بامتثاله وبظهور آثاره وثمراته على المتعلم؛ أما الذي يتعلم ولا يظهر عليه شيء من آثار العلم فهو جدير بأن يُحرم بركة العلم والعياذ بالله.
ولأهمية هذا الأمر اعتنى العلماء ببيانه والتأليف فيه حتى أفردت فيه بعض المصنفات، وأفرد له بعض العلماء فصولاً من كتبهم، ومن ذلك:
- كتاب "اقتضاء العلم العمل" للخطيب البغدادي.
- ورسالة في "ذم من لا يعمل بعلمه" للحافظ ابن عساكر.
- وأفرد له ابن عبد البر فصلًا في "جامع بيان العلم وفضله".
- وقبله الآجري في "أخلاق العلماء".
- وكذلك ابن القيم في "مفتاح دار السعادة"



س4: كيف يتخلّص طالب العلم من آفة الرياء؟

ج - الرياء من الآفات التي حُرم بسببها بعض الطلاب من مواصلة الطلب والانتفاع بالعلم وهو كل ما يقدح في صحّة النية وصلاح القصد؛ من طلب العلم رياء أو سمعة أو لطلب العلوّ في الأرض، ومباهاة العلماء، ومماراة السفهاء، والتصدّر به في المجالس، ولفت أنظار الناس إليه، وغير ذلك من القوادح التي تقدح في قصد صاحبها؛ فإنّها سبب لحرمان طالب العلم من الانتفاع بعلمه.
ومما ينبغي التذكير به والتأكيد عليه لعلاج هذه الآفة:
وجوب الإخلاص لله تعالى في طلب العلم، وبيان الوعيد الشديد لمن طلب العلم رياء وسمعة، أو لا يتعلّمه إلا ليصيبَ به عرضًا من الدنيا، وقد ورد في ذلك أحاديث صحيحة منها: ما في صحيح الإمام مسلم وغيره من حديث أبي هُريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر أول من تسعَّر بهم النار يوم القيامة، ومنهم: ((رَجُلٌ تَعلَّمَ العلمَ وعَلَّمَهُ، وقَرأَ القرآنَ فأُتي به فعرَّفهُ نِعَمهُ فعرَفها؛ قال: فمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قالَ: تعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ، وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ. قالَ: كَذَبْتَ، ولكنَّكَ تَعَلَّمْتَ لِيُقَالَ عَالِمٌ، وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِئٌ؛ فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ)) - نعوذ بالله من غضبه وعقابه.
إن فساد النية لا يكون إلا بسبب تعظيم الدنيا وإيثارها على الآخرة، ومن ذلك تفضيل مدح الناس وثنائهم العاجل على ثناء الله على العبد في الملأ الأعلى، ومحبَّته له ومحبة الملائكة له تبعاً لمحبة الله تعالى.
وهذا كله راجع إلى ضعف اليقين وإلا فمن أيقن أن الله تعالى يراه ويحصي عمله، ورغب في فضل الله وحسن جزائه في الدنيا والآخرة: لم يلتفت إلى ثناء الناس ومدحهم وطلب إعجابهم، بل يكون همُّه إحسانُ العملِ وإتقانه إرضاء لله تعالى، وتقرباً إليه، وطلباً لمحبته وحسن ثوابه
أوَّل ما ينبغي على طالب العلم فعله لإصلاح نيته الالتجاء إلى الله تعالى وتعظيمه، وصدق الرغبة في فضله وإحسانه، والخشية من غضبه وعقابه؛ فإذا استقر ذلك في قلبه سهل عليه أمر إخلاص النية، ثم لا يزال العبد يزداد من الإيمان واليقين، والقرب من الله تعالى حتى يفتح الله عليه من أبواب فضله وإحسانه ما لم يكن يخطر له على بال، ولا يدور في خيال، ولا يسار إليه بقدم، ولا يطار إليه بجناح.
ومما يُعين على الإخلاص في طلب العلم؛ أن يطلب العبد العلم للعمل به، والاهتداء بهدى الله؛ لينال فضله ورحمته، وأن يُعظّم هدى الله في قلبه، وأن يفرح بفضل الله ورحمته إذا وجد ما يهتدي به لما ينفعه في دينه ودنياه، من خير الدنيا والآخرة. فإن الله لم يحرم علينا شيئًا إلاّ عوضنا خيرًا منه، فعوض الله عز وجل المخلصين لمّا تركوا طلب ثناء الناس؛ عوضهم بثنائه تعالى عليهم في الملأ الأعلى، وعوضهم لمّا تركوا الإقبال على الناس؛ عوضهم بأن وضع لهم القبول في الأرض، وعوضهم لمّا أن تواضعوا لله عز وجل بأن رفعهم الله، وكتب لهم العزَّة، وأين هذا من ذاك؟!


س5: اكتب رسالة مختصرة في خمسة أسطر لطالب علم صدّته الوسوسة في شأن الإخلاص عن طلب العلم.

مما ينبغي أن يعلم أن من حيل الشيطان لصد الإنسان عن فعل الطاعة وسوسته إليه في أمر النية حتى يدع فعل الطاعة خوفاً من عدم تحقيق الإخلاص فيها، والواجب في هذا أن يجتهد في إخلاص النية لله تعالى، ولا يضره بعد ذلك معرفة الناس بطلبه للعلم وسائر عباداته. وإن عرض له بعد ذلك من وساوس الشيطان ما يجعله يشك في أمر نيته ويتهمها؛ فليبادر بالالتجاء إلى الله تعالى والاستعاذة من نزغ الشيطان الرجيم، وليجاهد نفسه، فيحصل على أجر العبادة وأجر المجاهدة. ومتى أحسَّ في نفسه شيئاً من التردد والضعف في أمر النية فليعلم أن لديه ضعفاً في اليقين فليعالج هذا الضعف بما يقوي يقينه بالله جل وعلا وبجزائه.

أسامة الخوفي 25 ذو الحجة 1439هـ/5-09-2018م 01:26 PM

المجموعة الرابعة:
س1: اذكر خمسة من المؤلفات المفردة في فضل العلم والحثّ على طلبه.
س2: بيّن ضررتكلّف الطالب ما استعصى عليه من العلوم وتركه ما تيسّر له وفتح له فيه.
س3: بيّنوجوب الإخلاص في طلب العلم.
س4: يمرّ طالب العلم في مسيرته العلمية بثلاث مراحلاذكرها وتحدّث عنها بإيجاز.
س5: وجّه رسالة في خمسة أسطر لطالب علم تحثّه فيهاعلى العناية بظاهر العلم وباطنه.
.............................................................................................

س1: اذكر خمسة من المؤلفات المفردة في فضل العلم والحثّ على طلبه.
1- كتاب: جامع بيان العلم وفضله، لمؤلفه: الإمام ابن عبد البر.
2- كتاب: الحث على حفظ العلم وذكر كبار الحفاظ، لمؤلفه: ابن الجوزي.
3- كتاب: فضل علم السلف على علم الخلف، لمؤلفه: ابن رجب الحنبلي.
4- كتاب: مفتاح دار السعادة، لمؤلفه: ابن القيم.
5- كتاب: فضل طلب العلم، لمؤلفه: الإمام الآجري.

س2: بيّن ضررتكلّف الطالب ما استعصى عليه من العلوم وتركه ما تيسّر له وفتح له فيه.
من الطلاب من يفتح له فيعلم من العلوم ، ولا يفتح له في غيره؛ فيكون اشتغاله بما فُتح له فيه وأحسن معرفتهوالإفادة منه أولى من اشتغاله بما تعسّر عليه واستعصى.
وبذلك تعلم أن من العلومما يكون فاضلاً في نفسه، لكن توسّع طالب العلم فيه مفضول، فلو أنّ طالباً استعصىعليه التوسّع في دراسة الفقه ، ولم تقوَ نفسه على ضبط مسائل الفقه وتحريرهاوالترجيح بين الأقوال الفقهية، لكنه في علوم اللغة له ملَكة حسنة، ويمكنه أن يدرسهاببراعة، ويحرر القول في المسائل اللغوية ويميز الصحيح من الضعيف والراجح منالمرجوح، ويعرف مصادر تلك المسائل ومظانّ بحثها؛ فإن اشتغاله بما يحسن أنفع لهوأجدى عائدة؛ إذا صلحت نيّته فيه ، وأحسن في تحصيله وبذله؛ فإنّه يُرجى له أن ينفعالله بعلمه ويبارك له فيه، فيكون اشتغاله به خير له من التوسّع فيما لا يحسن.
ومن اللطائف في ذلك أن الإمام اللغوي أبا العباس أحمد بن يحيى الشيباني الملقببثعلب كان أكثر اشتغاله بعلوم اللغة حتى تقدّم فيها وأحسن ، قال عنه ياقوت الحموي: )إمام الكوفيين في النحو واللغة، والثقة، والديانة(
وقد قال تلميذه الإمام أبوبكر بن مجاهد: (كنت عند أبي العباس ثعلب، فقال لي: يا أبا بكر اشتغل أصحاب القرآنبالقرآن ففازوا، واشتغل أهل الفقه بالفقه ففازوا، واشتغل أصحاب الحديث بالحديثففازوا، واشتغلت أنا بزيد وعمرو، فليت شعري ما يكون حالي في الآخرة؟!
فانصرفت منعنده، فرأيت تلك الليلة النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال لي: أقرئ أباالعباس عني السلام، وقل له: إنك صاحب العلم المستطيل(
المستطيل: أي المنتشرالذي بلغ نفعه أهلَ التفسير والحديث والفقه وغيرهم.
ولم يزل العلماء إلى وقتناالحاضر ينتفعون بعلم هذا الإمام الجليل وينقلون أقواله، ويستعينون بها في التفسيروشرح الحديث، ومعرفة الغريب.



س3: بيّنوجوب الإخلاص في طلب العلم.
ورد في ذلك أحاديث صحيحة منها:
1- عن أبي هُريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر أول من تسعَّربهم النار يوم القيامة، ومنهم: ))رَجُلٌ تَعلَّمَ العلمَوعَلَّمَهُ، وقَرأَ القرآنَ فأُتي به فعرَّفهُ نِعَمهُ فعرَفها؛ قال: فمَا عَمِلْتَفِيهَا؟
قالَ: تعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ، وَقَرَأْتُ فِيكَالْقُرْآنَ.
قالَ: كَذَبْتَ، ولكنَّكَ تَعَلَّمْتَ لِيُقَالَ عَالِمٌ،وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِئٌ؛ فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِفَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ((
2- عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ تَعَلَّمَعِلْماً مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللهِ لا يَتَعَلَّمُهُ إِلاَّ لِيُصِيبَبِهِ عَرَضاً مِنَ الدُّنْيَا لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الجَنَّةِ يَوْمَ القِيَامَةِ))

وإخلاص النية لله تعالى في طلب العلم وفي سائر العبادات واجبعظيم، بل هو شرط لقبول العمل ، ولذلك فإن أهم ما يجب على طالب العلم أن يعتني بهتحقيق الإخلاص لله تعالى، والتحرّز مما يقدح فيه، وهو أمر عظيم، لكنّه يسير على منيسَّره الله له، ومفتاح تيسير هذا الأمر هو الالتجاء إلى الله تعالى وتعظيمهوإجلاله، وصدق الرغبة فيفضله وإحسانه، والخوف من غضبه وعقابه، وأن تكون الآخرة هيأكبر همِّ المرء؛ فإن فساد النية لا يكون إلا بسبب تعظيم الدنيا وإيثارها علىالآخرة، ومن ذلك تفضيل مدح الناس وثنائهم العاجل على ثناء الله على العبد في الملأالأعلى، ومحبَّته له ومحبة الملائكة له تبعاً لمحبة الله تعالى.
وهذا كله راجعإلى ضعف اليقين وإلا فمن أيقن أن الله تعالى يراه ويحصي عمله، ورغب في فضل اللهوحسن جزائه في الدنيا والآخرة: لم يلتفت إلى ثناء الناس ومدحهم وطلب إعجابهم، بليكون همُّه إحسانُ العملِ وإتقانه إرضاء لله تعالى، وتقرباً إليه، وطلباً لمحبتهوحسن ثوابه.
ومتىحصل هذا اليقين للعبد اضمحلت عنه دواعي الرياء والسمعة وتلاشت، وحل محلها عبوديةالإحسان العظيمة فيعبد الله كأنه يراه. نسأل الله من فضله.
وأوَّل ما ينبغي على طالب العلم فعلهلإصلاح نيته الالتجاء إلى الله تعالى وتعظيمه، وصدق الرغبة في فضله وإحسانه،والخشية من غضبه وعقابه؛ فإذا استقر ذلك في قلبه سهل عليه أمر إخلاص النية، ثم لايزال العبد يزداد من الإيمان واليقين، والقرب من الله تعالى حتى يفتح الله عليه منأبواب فضله وإحسانه ما لم يكن يخطر له على بال، ولا يدور في خيال، ولا يسار إليهبقدم، ولا يطار إليه بجناح.

ومما يُعين على الإخلاص في طلب العلم؛أن يطلب العبد العلم للعمل به، والاهتداء بهدى الله؛ لينال فضله ورحمته، وأن يُعظّمهدى الله في قلبه، وأن يفرح بفضل الله ورحمته إذا وجد ما يهتدي به لما ينفعه فيدينه ودنياه، من خير الدنيا والآخرة. فإن الله لم يحرم علينا شيئًا إلاّ عوضناخيرًا منه، فعوض الله عز وجل المخلصين لمّا تركوا طلب ثناء الناس؛ عوضهم بثنائهتعالى عليهم في الملأ الأعلى، وعوضهم لمّا تركوا الإقبال على الناس؛ عوضهم بأن وضعلهم القبول في الأرض، وعوضهم لمّا أن تواضعوا لله عز وجل بأن رفعهم الله، وكتب لهمالعزَّة، وأين هذا من ذاك؟!



س4: يمرّ طالب العلم في مسيرته العلمية بثلاث مراحلاذكرها وتحدّث عنها بإيجاز.
المرحلة الأولى: مرحلة التأسيس في ذلك العلم؛بدراسة مختصر فيه تحت إشراف علمي، ثمّ التدرج في دراسته، وتنظيم قراءة كتبهالأوّلية إلى أن يجتاز درجة المبتدئين في ذلك العلم.
والمرحلةالثانية: مرحلة البناء العلمي: وفيها يكون التحصيل العلمي المنظّم، ويُحقّقالتوازن والتكامل في تحصيل ذلك العلم، بعد اكتساب التأسيس فيه، وتكميل أدواته،والتمكن من بحث مسائله وتحريرها بمهارة عالية؛ فيجتهد في بناء أصل علميّ له في ذلكالعلم؛ يحسن كتابته بطريقة منظمة، ويداوم على مراجعته وتهذيبه والإضافة إليه، ليكونعُدّة له في ذلك العلم.
والمرحلة الثالثة: مرحلة النشر العلمي،ويراد به تحصيل ما يمكّنه من الإفادة من علمه؛ بالتدرّب على البحث والتأليف،والإفتاء والتدريس، وإلقاء الكلمات، وكتابة الرسائل، وغير ذلك من أنواع النشرالعلمي التي ينبغي أن يعتني طالب العلم
بتحصيل أدواتها والتمهّر فيها ليُحسنالإفادة من علمه.

س5: وجّه رسالة في خمسة أسطر لطالب علم تحثّه فيهاعلى العناية بظاهر العلم وباطنه.
إليك أخي طالب العلم أوجه لك هذه الكلمات النيرات علّها أن تكون نافعة لك في دينك ودنياك.
أولاً: كم هو فضل الله عليك عظيم حين دلّك وأرشدك إلى سلوك هذا الطريق القويم، الذي إن أحسنت سلوكه كان لك طريقاّ إلى جنات النعيم، وإن لم تحسن سلوكه كان لك جسراً إلى جهنم وبئس المصير.
ثانياً: أوصيك بالانهماك في مسائل هذا العلم، والبحث والتحري والسؤال، ومواصلة الليل بالنهار، وأن يكون شغلك الشاغل، وألا تشتري به عوضاً من الدنيا قليل.
ثالثاً: كما أن للعلم ظاهر وهو مسائله وبحوثه، فكذلك له باطن وهو خشيتك لرب الأرباب، وخالق الليل والنهار، فليس العلم بكثرة المسائل والعلوم فقط، بل لبه وغايته هو تعظيمك لخالقك ومعلّمك، وما يستلزم ذلك من عبادته وخوفه ورجائه وغيره من العبادات القلبية العظيمة الكثيرة.

هيئة التصحيح 7 26 ذو الحجة 1439هـ/6-09-2018م 01:25 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد لقمان (المشاركة 348055)
المجموعة الأولى:*

س1: بيّن فضل العلم من ثلاثة أوجه.*
مِن أوجه فضل العلم الكثيرة إرشادُه طالبَه إلى ما يدفع به كيد ألدّ أعدائه - و هما الشيطان و الهوى - ، فبالعلم يدرك العبد مكايد الشيطان التي يحاول بها اصطياد بني آدم بغية إغوائهم كما توعدهم بذلك سَلَفاً .و بالعلم يتجنب المسلم فتن الشهوات و فتن الشبهات التي تميل إليها النفس إذا اُتبِعت هواها .و بالعلم تدرك الأمة سبيل انتصارها على من يعاديها من الأمم.
و من أوجه فضل العلم أيضا دلالتُه المرءَ على الأخلاق الحميدة و الآداب الحسنة التي يكتسب بها رضى الله تعالى ثم رضى الناس ، كما يُعَرفه بمساوئ الأخلاق و الآداب و بعواقبها الوخيمة على الأفراد و المجتمعات .
ومن أعلى أوجه فضل العلم كونُه من أفضل القربات إلى الله تعالى ، قال عز و جل : ( يَرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات ) ، و قال تعالى : ( قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون ) .*

س2: بيّن وجه تسمية أصحاب الخشية والإنابة علماء.*
وجه تسمية أصحاب الخشية و الإنابة علماء هو كون الخشية و الإنابة عبادتين عظيمتين قائمتين على العلم ، لأنهما لا تتأتَّيان إلا باليقين الذي هو خلاصة العلم ، قال الله تعالى : ( إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ ) .فأهل الخشية و الإنابة يؤتيهم الله من نور البصيرة ما يفرقون به بين الحق و الباطل ، و من اليقين ما يوفَّقون به للانتفاع بعلمهم ، فينالون من الأجور أضعافَ أضعافِ ما يناله غيرهم ممن تفقهوا في أحكام الكتاب و السنة ظاهرا دون الاهتمام بإصلاح الباطن . قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( ألا و إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، و إذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا و هي القلب ) .

س3: بيّن حكم العمل بالعلم.*
العمل بالعلم على ثلاث درجات :*
- ما كان تركُه كفرا بالله تعالى ، و هو التوحيد و اجتناب ما ينقضه .
- ما يجب العمل به كالإتيان بالفرائض و اجتناب الكبائر.
- ما يستحب العمل به كنوافل العبادات و اجتناب المكروهات .*

س4: اذكر ثلاثة مؤلفات في الحث على العمل بالعلم والتحذير من تركه.
من المؤلفات في بيان و جوب العمل بالعلم : كتابُ " اقتضاء العملِ العلمَ " لحافظ المشرق الخطيب البغدادي ، و " رسالة في ذم من لا يعمل بعلمه " لابن عساكر ، و فصلٌ في " جامع بيان العلم و فضله " لحافظ المغرب ابن عبد البر .

س5: اكتب رسالة مختصرة في خمسة أسطر عن خطر العجلة في طلب العلم.*
إن من سنن الله الكونية في تحصيل العلم سنة التدرج ، و هذه الأخيرة لا تتحقق إلا بأخذِ الوقت الكافي للطلب و إعطاءِ كل مرحلة منه حقها من التزود و التصبر . فالعجلة من أعظم آفات طلب العلم - إن لم تكن أعظمَها - لأنها تَحول بين الطالب و بين وتَمَكنه من صغار العلم قبل كِباره ، قال معمر بن راشد : ( مَن طلب الحديث جملة ذهب منه جملة ).
لذا يتعين على الطالب ترك الأسباب التي تؤدي به إلى العجلة ، و منها قلةُ صبره على مشاق طلب العلم ، و استسهالُه لبعض العلوم فيستعجل إتمامَها و الانتقالَ إلى غيرها دون الرسوخ فيها . و منها ضعف بصيرته بطول الطريق و بالعقبات الكائنة فيها و بالمزالق التي قد يتردى فيها إذا استعجل الوصول إلى مبتغاه .و منها استحسانُه للتصدر في المجالس و للرياسة التي نالها حتى قبل رسوخِه في العلم و تمكنِه من جميع أدواته ، فيترك مجالس طلب العلم موثرا عليها مجالس التصدر للفتوى و التعليم .و منها الاغترار بالذكاء و الحفظ السريع ، فيتوهم تصور المسائل على وجهها و يَحكم فيها بأدوات ناقصة و فهم قاصر .

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. أ
س3: فاتك ذكر أن الأصل في العمل بالعلم الوجوب .
نأسف لخصم نصف درجة على التأخير في تقديم المجلس .

هيئة التصحيح 7 26 ذو الحجة 1439هـ/6-09-2018م 01:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد لقمان (المشاركة 348056)
*

*



المجموعة الثانية*
جواب السؤال 1
قال تعالى ( انما يخشى الله من عباده العلماء)
ومن السنه حديث معاوية ابن ابي سفيان رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من يرد الله به خيراً يفقه في الدين )
جواب السؤال 2
المراد بعلوم المقاصد:هو: العلوم المتصلة بالاعتقاد والعمل كعلم العقيدة والتفسير .
علوم الآلة : العلوم التي تعين على دراسة علوم المقاصد مثل علم اصول الفقه واصول التفسير .
جواب السؤال 3
ان يتعلم العلم لايبتغي به وجه الله عز وجل*
ان يعمل العمل ومن ثم يداخله العجب والرياء ويسترسل في الرياء .
جواب السؤال 4
هدي السلف الصالح في طلب العلم انهم يربون انفسهم على العمل بماتعلموا والتواصي بذلك والزام النفس بالعمل بماتعلمت .*
جواب السؤال 5
ليعلم كل طالب علم ان مناهج العلم كثيرة ومتنوعة فينبغي عليه ان يحسن الاختيار
.وان يختار افضل الطرق واحسنها منهجاً واقربها طريقة الى نفسه وان يحسن*
اختيار من يتعلم على ايديهم من العلماء الموثوقين وان لا يستعجل في تحصيل*
مبتغاه وان يصبر ويأخذ الوقت الكافي في طلب العلم وان لا يتذبذب وان لا*
يكون عشوائي في اختياره وان يسأل الله عز وجل ان يعينه وان يعمل بماعلم

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.ب
راجع التعليقات الواردة على المجموعة الثانية في التقويم العام للمجلس .
تم خصم نصف درجة على التأخير في تقديم المجلس .

هيئة التصحيح 7 26 ذو الحجة 1439هـ/6-09-2018م 01:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد لقمان (المشاركة 348057)
المجموعة الثالثة


س1: بيّن عناية السلف الصالح بالحثّ على طلب العلم والتعريف بفضله.
ج:*لقد أدرك سلفنا الصالح فضل العلم وثوابه, فشمروا عن ساعد الجد في تحصيله, وصبروا على ما أصابهم في سبيله, حتى رفع الله شأنهم, وأعلى في العالمين ذكرهم, وأثابهم بإرث النبوة عزا, وبمشكاة الهدى شرفا, ومد لهم من حبل الفضل أثرا, فنفعوا على تطاول القرون أمما, ولازالوا على درب الهدى أعلاما, ولازالت أقوالهم النفيسة, ووصاياهم الجليلة, حية تسعى؛ فهاهو الإمام الزهري يقول: (ما عبد الله بمثل الفقه), وهاهو أمير المؤمنين في الحديث – سفيان الثوري – يقول: (ما ألم عملا أفضل من طلب العلم وحفظه لمن أراد الله به خيرا).
ولما سئل أبو عبدالله – أحمد بن حبل - : أي الأعمال أفضل؟ قال: (طلب العلم لمن صحت نيته).
قيل: وأي شيء تصحيح النية؟ قال: (ينوي يتواضع فيه, وينفي عنه الجهل).
ونقل عنه – رحمه الله – قوله: (العلم لا يعدله شيء).
ولقد أدرك الإما الشفعي – رحمه الله تعالى – هذه الحقيقة الغالية, فقال: (ليس بعد أداد الفرائض شيء أفضل طلب العلم, قيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله).


س2: أيهما يقدّم الطالب: علوم المقاصد أم علوم الآلة؟
ج:*علوم المقاصد: هي العلوم المتعلقة بالاعتقاد والإيمان, كعلم العقيدة, والتفسير, والحديث , والفقه, والسيرة النبوية, وغير ذلك.
علوم الآلة: هي العلوم التي تعين على دراسة علوم المقاصد وفهمها, مثل علوم اللغة العربية, وعلم أصول الفقه, وأصول التفسير, ومصطلح الحديث.
والجواب عن سؤال أيهما يقدم؟ فقد اختلف أهل العلم في ذلك, والصواب: يبدأ الطالب بدراسة مختصرات سهلة في علوم المقاصد, يدرك بها الأهم والفاضل ليبدأ به, ثم يأخذ من علوم الآلة ما يناسب حال المبتدئين, ثم يتوسع في علوم المقاصد إلى درجة المتوسطين, ثم يأخذ من علوم الآلة ما يناسب درجة المتوسطين, وهكذا حتى يبلغ مشارف درجة المتقدمين في علوم المقاصد وعلوم الآلة.*
ثم يفيض بعد ذلك إلى خيارات متعددة, فيختار من العلوم ما يفتح له فيه فيجده أيسر عليه من غيره وأنفع.

س3: ما هي المقاصد الصالحة لطلب العلم؟
ج:*من المقاصد الصالحة لطلب العلم:
-أن يبتغي طالب العلم وجه الله تعالى ورضاه, فيعمل ما يحبه الله تعالى فيعمله, ويعلم ما يبغضه الله تعالى فيجتنبه, ويعلم ما يخبر الله به, فيؤمن به, فيحصل بذلك لصاحبه الثواب العظيم, وإلا فمن ابتغي بذلك غير وجه الله فهو على خطر كبير, فلقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله تعالى لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة".
-ينوي يتواضع فيه, وينفي الجهل عن نفسه, وعن غيره, كما قال الإمام أحمد بن حبل.
-ومن المقاصد الصالحة نية نفع الناس بالعلم, وتعليمهم الخير, "وإن الملائكة لتصلي على معلمي الناس الخير".
-ومنها نية حفظ العلم وصيانته, والدفاع عن السنة, ونقل الإرث المحمدي غضا طريا إلى أجيال قادمة.
-ومنها أن يعمل طالب العلم بما يتعلم, فإن " من سلك طريقا يبتغي فيه علما, سهل الله له به طريقا إلى الجنة", وأن يحذر قول الله تعالى: (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب).


س4: بيّن بإيجاز ركائز التحصيل العلمي.
ج:*المناهج الصحيحة لطلب العلم وإن تعددت طرائقها فغاياتها تتفق, وكل يأخذ من مشكاة العلم بالطريقة التي تيسر له السير إلى الله على بصيرة.
لكن التحصيل العلمي لابد وأن يرتكز على ركائز أربع:
أولها: الإشراف العلمي ممن يأخذ بيد الطالب في مسالك الطلب, فيرشده ويقومه, ويبن له جوانب الإجادة والتقصير لديه, حتى يفيض إلى معالم العلوم بسابلة موثقة, مثله في ذلك, مثل الذي يريد أن يتقن صناعة معينة, فلابد وأن يصحب معلمها الحاذق حتى يبلغ مراده.*
وثانيها: الترج في الدراسة وتنظيم القراءة؛ فيبدأ بالمختصرات حتى يتقنها ويضبطها, ثم يتوسع شيئا فشيئا, فيؤسس علمه ويبني, بإشراف شيخه وتوجيهه.
وثالثها: النهمة في الطلب؛ فهي التي تحمل صاحبها على مداومة استذكار العلم, والاجتهاد فيه, وتحمل الصعاب, والمثابرة, وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: منهومان لايشبعان: منهوم في العلم لا يشبع منه, ومنهوم في الدنيا لا يشبع منها", حتى يدفعه النهم في العلم إلى تقديمه على مرغوبات النفس.
ورابعها: الوقت الكافي؛ فذلك أمر لابد منه, حتى يحسن التعلم, ويتدرج في مدارجه, فالعجلة من أعظم الآفات التي تقطع طريق الطلب؛ إما لضعف الصبر, أو ضعف البصيرة بطول الطريق, أو باستعجال التصدر قبل التأهل, أو باغترار الطالب بذكائه وسرعة حفظه.


س5: اكتب رسالة في خمسة أسطر لطالب علم تحذّره فيها من المتعالمين الذين يقترحون مناهج خاطئة في طلب العلم.
ج:*أخي طالب العلم:*
أذكّر نفسي وإياك بأن العلم قسيم الجهاد؛ قال الله تعالى: (وما كان المؤمنون لينفروا كافة. فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين...), فيا أيها المجاهد: إن سلاحك العلم؛ إن تحمله, فذلك حماية دينك, وإن تتركه تكاسلا, فاحذر قول ربك: (كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين).
فلملم رداءك مسرعا, وألحق بالركب وانتظم معه, وقل (وعجلت إليك رب لترضى), واطرح نفسك كالإناء الفارغ على عتبة مولاك, واطرق بابه حتى يعطيك, فإنك بالعطية حي حياة السعداء, وبدونها ميت في سجون الأعداء.
وإن من ألد أعدائك المتعالمين, لهم جلود الأنعام وقلوب الذئاب فاحذرهم, بل فر منهم فرارك من الأسد, فإنهم لا للجهل كسروا, ولا للعلم نصروا, ومابرحوا أن كانوا شوكة في كاحل الأمة على تعاقب أجيالها, وتطاول قرونها, وكم فتحوا من أبواب الفتن, وقطعوا على طلاب العلم طريق الهدى والفلاح, فكم من طالب علم كان كالنحلة يسأل ويبحث ويتفهم, فبينا هو كذلك إذ تلقفه من المتعالمين متلقف, فوسوس له كما يوسوس الوسواس الخناس, وألقى على مسامعه الشبهات تترا, مستغلا ضعف بداياته في العلم, حتى غرر به, وزين له ما يورده المهالك, ويعقبه الحسرات.وإياك والتعالم؛ فإنه داء وبلاء, كم ابتلي به أناس فزلوا.

ممتاز بارك الله فيك وسددك. أ
نأسف لخصم نصف درجة على التأخير في تقديم المجلس.

هيئة التصحيح 7 26 ذو الحجة 1439هـ/6-09-2018م 01:36 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رضا فتحي محمد العبادي (المشاركة 348101)
مجلس مذاكرة دورة بيان فضل طلب العلم
المجموعة الأولى:
س1: بيّن فضل العلم من ثلاثة أوجه.
الإجابة :
1- أن العلم أصل كلّ عبادة؛ وبيان ذلك أن كل عبادة يؤديها العابد لا تُقبل إلا إذا كانت خالصةً لله تعالى، وصوابًا على سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ومعرفة ذلك تستدعي قدرًا من العلم. 2- أن العلم يُعَرِّف العبد بما يدفع به كيد الشيطان، وما يدفع به كيد أعدائه، ويٌعرِّفه بما ينجو به من الفتن التي تأتيه في يومه وليلته
3 - أن العلم يُعرِّف العبد بربه جل وعلا، وبأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، وآثارها في الخلق والأمر؛ وهذه أعز المعارف وأعلاها وأعظمها شأنًا.
س2: بيّن وجه تسمية أصحاب الخشية والإنابة علماء.
الإجابة :
أصحاب الخشية والخشوع قد تبين في الأدلة من الكتاب والسنة أنهم من أهل العلم ؛لأنهم :
1. بما يوفقون إليه من حسن البصيرة، واليقين النافع الذي يُفْرق لهم بهِ بين الحق والباطل، والهدى والضلال، وما يوفقون إليه من حسن التذكر والتفكر، والفهم والتبصر، يعلمون علمًا عظيمًا.
2. لأن غيرهم قد يفني وقته ويضني نفسه في البحث والتنقيب، فيبعد ويقترب من الهدى بحسب ما معه من أصل الخشية والإنابة؛ فكان أهل الخشية والاستقامة - بما عرفوه وتيقنوه وانتفعوا به - أهلَ علمٍ نافعٍ.
3. لأن الخشية والإنابة عبادتان قائمتان على العلم قيامًا صحيحًا لأن أصل الخشية والإنابة لا يكون إلا باليقين، واليقين هو صفو العلم وخلاصته.
4. لأن أهل الخشية والإنابة بما يجعل الله لهم من النور والفرقان الذي يميزون به بين الحق والباطل، والهدى والضلالة، والرشاد والزيغ، وما يحبه الله وما يبغضه؛ يحصل لهم من اليقين والثبات على سلوك الصراط المستقيم ما هو من أعظم ثمرات العلم.
س3: بيّن حكم العمل بالعلم.
الإجابة : العمل بالعلم على ثلاث درجات:
الدرجة الأولى: ما يلزم منه البقاء على دين الإسلام وهو التوحيد واجتناب نواقض الإسلام.
الدرجة الثانية: ما يجب العمل به من أداء الواجبات واجتناب المحرمات؛ والقائم بهذه الدرجة من عباد الله المتّقين.
الدرجة الثالثة: ما يُستحبّ العمل به وهو نوافل العبادات، واجتناب المكروهات، والقائم بهذه الدرجة على ما يستطيع من عباد الله المحسنين.
س4: اذكر ثلاثة مؤلفات في الحث على العمل بالعلم والتحذير من تركه.
الإجابة :
1 - "فضل طلب العلم". للآجرّي .
2 "جامع بيان العلم وفضله" لابن عبد البر كتاب .
3 - "الحثّ على حفظ العلم وذكر كبار الحفاظ".لابن الجوزي .

س5: اكتب رسالة مختصرة في خمسة أسطر عن خطر العجلة في طلب العلم.
الإجابة : ما أصيبت الأمة بآفة أعظم من آفة العجلة في طلب العلم ، فبها تمزقت جوامع الأمة ، وبها سقطت هيبة العلماء ، وهي السبيل إلى البعد عن استكمال مسيرة العلم وطلبه ، وتحول بينهم وبين التدرج في طلبه كما ينبغي، فيضيع عليهم من الوقت أضعاف ما أرادوا اختصاره ، فحب التصدّر والرياسة بالعلم النافع والانتفاع به، من أهم أسباب العجلة في طلب العلم ، وغيرها كثير ..
فمن وجد في نفسه عجَلة مذمومة فليبارد إلى معالجة أسبابها، وليتبصّر بطريقة أهل العلم في تحصيله، وصبرهم على سلوك سبيله.

ممتاز بارك الله فيك ونفع بك.أ
س3: فاتك بيان أن الأصل في العمل بالعلم أنه واجب .
نأسف لخصم نصف درجة على التأخير في تقديم المجلس .

هيئة التصحيح 7 26 ذو الحجة 1439هـ/6-09-2018م 01:48 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسلام محمود (المشاركة 348118)
المجموعة السادسة:

س1: عدد أقسام العلوم الشرعية مع التوضيح.

ج _ العلم الشرعي هو العلم بدين الله عز وجل، وهو ثلاثة أقسام كما قسمها ابن القيم -رحمه الله-:
القسم الأول: علم العقيدة، ومداره على معرفة الأسماء والصفات، وما يُعتقد في أبواب الإيمان .
والقسم الثاني: علم أحكام الأمر والنهي، والحلال والحرام .
والقسم الثالث: علم الجزاء؛ وهو جزاء المرء على أفعاله في الدنيا والآخرة .
فهذا تقسيم العلوم الشرعية باعتبار أصول موضوعاتها لأن مسائل العلوم الشرعية إما أن تكون علمية متوقفة على الإيمان والتصديق؛ فهذا من الاعتقاد، وإما عملية مبناها على اتّباع الهدى بامتثال الأمر واجتناب النهي، وإما أن يكون فيها بيان حكم متّبع الهدى وحكم مخالفه وجزائِهما.

و العلوم التي يعتني بها علماء الشريعة يمكن تقسيمها إلى قسمين:
1 علوم المقاصد: وهي العلوم المتّصلة بالاعتقاد والعمل والامتثال والتفكّر والاعتبار؛ كعلم العقيدة والتفسير والحديث والفقه والسلوك والجزاء والفرائض والسيرة النبوية والآداب الشرعية.
2 وعلوم الآلة: وهي العلوم التي تُعين على دراسة علوم المقاصد وحسن فهمها، ومنها: العلوم اللغوية، وعلم أصول الفقه، وأصول التفسير، ومصطلح الحديث.


س2: ما المراد بظاهر العلم وباطنه.

ج _ المقصود بظاهر العلم وباطنه أن العلم له مظهر ومخبر وظاهر وباطن:
- فظاهر العلم: ما يُعرف من دراسة أبوابه ومسائله، وتقييد قواعده وفوائده، وتلقّيه عن أهله، وقراءة كتبه، وإتقان تحصيله.
- وباطنه ما يقوم في قلب طالب العلم؛ من التبيّن واليقين والبصيرة في الدين، والإيمان والتقوى حتى يجعل الله له فرقاناً يفرق به بين الحق والباطل، والهدى والضلال؛ فيكون على بيّنة من أمره، مهتدياً بهدى ربّه، وهذا العلم اليقيني النافع منّة ربّانيّة جعلها الله في قلوب أوليائه لما قام فيها من خشيته، والإنابة إليه، والقيام بأمره، وتعظيم شرعه، وصدق الرغبة في فضله، والرهبة من سخطه وعقابه، واتباع رضوانه.



س3: بيّن أهميّة العمل بالعلم.

العمل بالعلم شأنه عظيم، فثواب العاملين بالعلم ثواب عظيم كريم، كما قال الله تعالى: {فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِين}، وعقوبة تارك العمل عظيمة شنيعة، والقوارع عليهم في الكتاب والسنة شديدة، كما قال الله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}. فالأصل في العمل بالعلم أنه واجب، وأن من لا يعمل بعلمه مذموم.
وفي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يُؤتَى بالرجل يوم القيامة فيُلْقى في النار، فَتَنْدَلِقُ أَقتابُ بطْنِهِ، فَيَدُورُ بها كما يدُور الحمار في الرَّحَى، فيجتمع إليه أهلُ النار، فيقولون: يا فلانُ ما لك؟ أَلم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟! فيقول: بلى، كنتُ آمر بالمعروف ولا آتيه، وأَنْهَى عن المنكر وآتيه)) والعياذ بالله - و عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: «ما استغنى أحد بالله إلا احتاج الناس إليه، وما عمل أحد بما علمه الله عز وجل إلا احتاج الناس إلى ما عنده» رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله.. وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه المتقدّم - في أول من تسعر بهم النار - أنه يُقال لقارئ القران:((مَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عَلِمْتَ؟)).

والعمل بالعلم ينقسم إلى ثلاث درجات:

1- الدرجة الأولى: ما يلزم منه البقاء على دين الإسلام وهو التوحيد واجتناب نواقض الإسلام، والمخالف في هذه الدرجة كافر غير مسلم؛ فإن ادّعى الإسلام فهو منافقٌ النفاق الأكبر، وإن كان يتعاطى العلم ويعلّمه، فإنّ من يرتكب ناقضاً من نواقض الإسلام من غير عذر إكراه ولا جهل ولا تأويل يعذر بمثله فإنّه خارج عن دين الإسلام، فالمخالف في العمل بهذه الدرجة من العلم ليس من أهل الإسلام والعياذ بالله. وهذه المخالفة قد وقع فيها بعض المنتسبين إلى العلم من أصحاب البدع المكفّرة، والذين نافقوا بارتكاب بعض أعمال النفاق الأكبر بعدما كان لهم حظّ من العلم.
2- والدرجة الثانية: ما يجب العمل به من أداء الواجبات واجتناب المحرمات؛ والقائم بهذه الدرجة من عباد الله المتّقين، والمخالف فيها فاسق من عصاة الموحّدين، لا يحكم بكفره لقيامه بما تقتضيه الدرجة الأولى، ولكن يخشى عليه من العقوبة على ما ترك من العمل الواجب.
3- الدرجة الثالثة: ما يُستحبّ العمل به وهو نوافل العبادات، واجتناب المكروهات، والقائم بهذه الدرجة على ما يستطيع من عباد الله المحسنين، ومن ترك العمل بالمستحبات فلا يأثم على تركه إيّاها، إذ لا يعذّب الله أحداً على ترك غير الواجب، لكن من التفريط البيّن أن يَدَعَ العبدُ ما تيسَّر له من النوافل التي فيها جبرٌ لتقصيره في الواجبات، ورفعة في درجاته، وتكفير لسيّئاته، ولا سيّما فضائل الأعمال التي رتّب عليها ثواب عظيم.

والخلاصة أنَّ من عَلِمَ وجوبَ فريضة من الفرائض وَجَب عليه أداؤها، ومَن علم تحريم شيء من المحرمات وجب عليه اجتنابه، ومن العمل بالعلم ما هو فرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين.

وعلى طالب العلم أن يكون حريصاً على أداء الواجبات واجتناب المحرمات في المقام الأول، ثم ينبغي له أن يؤدي من السنن والمستحبات ما يتيسر له ويفتح الله له به عليه، وأحبّ العمل إلى الله أدومه وإن قلّ. ومن الخطأ أن يُظن أن أحاديث الوعيد في ترك العمل بالعلم خاصة بالعلماء وطلاب العلم؛ بل هي عامة في كل من عَلم حكمًا شرعيًا وخالف العمل بمقتضاه، كل من عَلم حكمًا شرعيًا فإنه يجب عليه أن يعمل بمقتضاه، ويستحق الذم على ترك العمل به إذا تركه.
ومن أعظم ما يعين على العمل بالعلم؛ أن يُربّي الإنسان نفسه على اليقين والصبر؛ ولذلك تجد الإنسان لا يعصي الله تعالى إلا حين يضعف يقينه، أو يضعف صبره.
وينبغي لطالب العلم أن يظهر عليه آثار التعلم وآدابه؛ من حسن السَّمت والرّفق وحسن التعامل والصدق في الحديث والمعاملة، وأن يعمل بما يتعلمه من العلم، فإن بركة العلم تكون بامتثاله وبظهور آثاره وثمراته على المتعلم؛ أما الذي يتعلم ولا يظهر عليه شيء من آثار العلم فهو جدير بأن يُحرم بركة العلم والعياذ بالله.
ولأهمية هذا الأمر اعتنى العلماء ببيانه والتأليف فيه حتى أفردت فيه بعض المصنفات، وأفرد له بعض العلماء فصولاً من كتبهم، ومن ذلك:
- كتاب "اقتضاء العلم العمل" للخطيب البغدادي.
- ورسالة في "ذم من لا يعمل بعلمه" للحافظ ابن عساكر.
- وأفرد له ابن عبد البر فصلًا في "جامع بيان العلم وفضله".
- وقبله الآجري في "أخلاق العلماء".
- وكذلك ابن القيم في "مفتاح دار السعادة"



س4: كيف يتخلّص طالب العلم من آفة الرياء؟

ج - الرياء من الآفات التي حُرم بسببها بعض الطلاب من مواصلة الطلب والانتفاع بالعلم وهو كل ما يقدح في صحّة النية وصلاح القصد؛ من طلب العلم رياء أو سمعة أو لطلب العلوّ في الأرض، ومباهاة العلماء، ومماراة السفهاء، والتصدّر به في المجالس، ولفت أنظار الناس إليه، وغير ذلك من القوادح التي تقدح في قصد صاحبها؛ فإنّها سبب لحرمان طالب العلم من الانتفاع بعلمه.
ومما ينبغي التذكير به والتأكيد عليه لعلاج هذه الآفة:
وجوب الإخلاص لله تعالى في طلب العلم، وبيان الوعيد الشديد لمن طلب العلم رياء وسمعة، أو لا يتعلّمه إلا ليصيبَ به عرضًا من الدنيا، وقد ورد في ذلك أحاديث صحيحة منها: ما في صحيح الإمام مسلم وغيره من حديث أبي هُريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر أول من تسعَّر بهم النار يوم القيامة، ومنهم: ((رَجُلٌ تَعلَّمَ العلمَ وعَلَّمَهُ، وقَرأَ القرآنَ فأُتي به فعرَّفهُ نِعَمهُ فعرَفها؛ قال: فمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قالَ: تعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ، وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ. قالَ: كَذَبْتَ، ولكنَّكَ تَعَلَّمْتَ لِيُقَالَ عَالِمٌ، وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِئٌ؛ فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ)) - نعوذ بالله من غضبه وعقابه.
إن فساد النية لا يكون إلا بسبب تعظيم الدنيا وإيثارها على الآخرة، ومن ذلك تفضيل مدح الناس وثنائهم العاجل على ثناء الله على العبد في الملأ الأعلى، ومحبَّته له ومحبة الملائكة له تبعاً لمحبة الله تعالى.
وهذا كله راجع إلى ضعف اليقين وإلا فمن أيقن أن الله تعالى يراه ويحصي عمله، ورغب في فضل الله وحسن جزائه في الدنيا والآخرة: لم يلتفت إلى ثناء الناس ومدحهم وطلب إعجابهم، بل يكون همُّه إحسانُ العملِ وإتقانه إرضاء لله تعالى، وتقرباً إليه، وطلباً لمحبته وحسن ثوابه
أوَّل ما ينبغي على طالب العلم فعله لإصلاح نيته الالتجاء إلى الله تعالى وتعظيمه، وصدق الرغبة في فضله وإحسانه، والخشية من غضبه وعقابه؛ فإذا استقر ذلك في قلبه سهل عليه أمر إخلاص النية، ثم لا يزال العبد يزداد من الإيمان واليقين، والقرب من الله تعالى حتى يفتح الله عليه من أبواب فضله وإحسانه ما لم يكن يخطر له على بال، ولا يدور في خيال، ولا يسار إليه بقدم، ولا يطار إليه بجناح.
ومما يُعين على الإخلاص في طلب العلم؛ أن يطلب العبد العلم للعمل به، والاهتداء بهدى الله؛ لينال فضله ورحمته، وأن يُعظّم هدى الله في قلبه، وأن يفرح بفضل الله ورحمته إذا وجد ما يهتدي به لما ينفعه في دينه ودنياه، من خير الدنيا والآخرة. فإن الله لم يحرم علينا شيئًا إلاّ عوضنا خيرًا منه، فعوض الله عز وجل المخلصين لمّا تركوا طلب ثناء الناس؛ عوضهم بثنائه تعالى عليهم في الملأ الأعلى، وعوضهم لمّا تركوا الإقبال على الناس؛ عوضهم بأن وضع لهم القبول في الأرض، وعوضهم لمّا أن تواضعوا لله عز وجل بأن رفعهم الله، وكتب لهم العزَّة، وأين هذا من ذاك؟!


س5: اكتب رسالة مختصرة في خمسة أسطر لطالب علم صدّته الوسوسة في شأن الإخلاص عن طلب العلم.

مما ينبغي أن يعلم أن من حيل الشيطان لصد الإنسان عن فعل الطاعة وسوسته إليه في أمر النية حتى يدع فعل الطاعة خوفاً من عدم تحقيق الإخلاص فيها، والواجب في هذا أن يجتهد في إخلاص النية لله تعالى، ولا يضره بعد ذلك معرفة الناس بطلبه للعلم وسائر عباداته. وإن عرض له بعد ذلك من وساوس الشيطان ما يجعله يشك في أمر نيته ويتهمها؛ فليبادر بالالتجاء إلى الله تعالى والاستعاذة من نزغ الشيطان الرجيم، وليجاهد نفسه، فيحصل على أجر العبادة وأجر المجاهدة. ومتى أحسَّ في نفسه شيئاً من التردد والضعف في أمر النية فليعلم أن لديه ضعفاً في اليقين فليعالج هذا الضعف بما يقوي يقينه بالله جل وعلا وبجزائه.

ممتاز بارك الله فيك وأحسن إليك. أ
نأسف لخصم نصف درجة على التأخير في تقديم المجلس.

هيئة التصحيح 7 26 ذو الحجة 1439هـ/6-09-2018م 01:59 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسامة الخوفي (المشاركة 348406)
المجموعة الرابعة:
س1: اذكر خمسة من المؤلفات المفردة في فضل العلم والحثّ على طلبه.
س2: بيّن ضررتكلّف الطالب ما استعصى عليه من العلوم وتركه ما تيسّر له وفتح له فيه.
س3: بيّنوجوب الإخلاص في طلب العلم.
س4: يمرّ طالب العلم في مسيرته العلمية بثلاث مراحلاذكرها وتحدّث عنها بإيجاز.
س5: وجّه رسالة في خمسة أسطر لطالب علم تحثّه فيهاعلى العناية بظاهر العلم وباطنه.
.............................................................................................

س1: اذكر خمسة من المؤلفات المفردة في فضل العلم والحثّ على طلبه.
1- كتاب: جامع بيان العلم وفضله، لمؤلفه: الإمام ابن عبد البر.
2- كتاب: الحث على حفظ العلم وذكر كبار الحفاظ، لمؤلفه: ابن الجوزي.
3- كتاب: فضل علم السلف على علم الخلف، لمؤلفه: ابن رجب الحنبلي.
4- كتاب: مفتاح دار السعادة، لمؤلفه: ابن القيم.
5- كتاب: فضل طلب العلم، لمؤلفه: الإمام الآجري.

س2: بيّن ضررتكلّف الطالب ما استعصى عليه من العلوم وتركه ما تيسّر له وفتح له فيه.
من الطلاب من يفتح له فيعلم من العلوم ، ولا يفتح له في غيره؛ فيكون اشتغاله بما فُتح له فيه وأحسن معرفتهوالإفادة منه أولى من اشتغاله بما تعسّر عليه واستعصى.
وبذلك تعلم أن من العلومما يكون فاضلاً في نفسه، لكن توسّع طالب العلم فيه مفضول، فلو أنّ طالباً استعصىعليه التوسّع في دراسة الفقه ، ولم تقوَ نفسه على ضبط مسائل الفقه وتحريرهاوالترجيح بين الأقوال الفقهية، لكنه في علوم اللغة له ملَكة حسنة، ويمكنه أن يدرسهاببراعة، ويحرر القول في المسائل اللغوية ويميز الصحيح من الضعيف والراجح منالمرجوح، ويعرف مصادر تلك المسائل ومظانّ بحثها؛ فإن اشتغاله بما يحسن أنفع لهوأجدى عائدة؛ إذا صلحت نيّته فيه ، وأحسن في تحصيله وبذله؛ فإنّه يُرجى له أن ينفعالله بعلمه ويبارك له فيه، فيكون اشتغاله به خير له من التوسّع فيما لا يحسن.
ومن اللطائف في ذلك أن الإمام اللغوي أبا العباس أحمد بن يحيى الشيباني الملقببثعلب كان أكثر اشتغاله بعلوم اللغة حتى تقدّم فيها وأحسن ، قال عنه ياقوت الحموي: )إمام الكوفيين في النحو واللغة، والثقة، والديانة(
وقد قال تلميذه الإمام أبوبكر بن مجاهد: (كنت عند أبي العباس ثعلب، فقال لي: يا أبا بكر اشتغل أصحاب القرآنبالقرآن ففازوا، واشتغل أهل الفقه بالفقه ففازوا، واشتغل أصحاب الحديث بالحديثففازوا، واشتغلت أنا بزيد وعمرو، فليت شعري ما يكون حالي في الآخرة؟!
فانصرفت منعنده، فرأيت تلك الليلة النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال لي: أقرئ أباالعباس عني السلام، وقل له: إنك صاحب العلم المستطيل(
المستطيل: أي المنتشرالذي بلغ نفعه أهلَ التفسير والحديث والفقه وغيرهم.
ولم يزل العلماء إلى وقتناالحاضر ينتفعون بعلم هذا الإمام الجليل وينقلون أقواله، ويستعينون بها في التفسيروشرح الحديث، ومعرفة الغريب.



س3: بيّنوجوب الإخلاص في طلب العلم.
ورد في ذلك أحاديث صحيحة منها:
1- عن أبي هُريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر أول من تسعَّربهم النار يوم القيامة، ومنهم: ))رَجُلٌ تَعلَّمَ العلمَوعَلَّمَهُ، وقَرأَ القرآنَ فأُتي به فعرَّفهُ نِعَمهُ فعرَفها؛ قال: فمَا عَمِلْتَفِيهَا؟
قالَ: تعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ، وَقَرَأْتُ فِيكَالْقُرْآنَ.
قالَ: كَذَبْتَ، ولكنَّكَ تَعَلَّمْتَ لِيُقَالَ عَالِمٌ،وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِئٌ؛ فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِفَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ((
2- عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ تَعَلَّمَعِلْماً مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللهِ لا يَتَعَلَّمُهُ إِلاَّ لِيُصِيبَبِهِ عَرَضاً مِنَ الدُّنْيَا لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الجَنَّةِ يَوْمَ القِيَامَةِ))

وإخلاص النية لله تعالى في طلب العلم وفي سائر العبادات واجبعظيم، بل هو شرط لقبول العمل ، ولذلك فإن أهم ما يجب على طالب العلم أن يعتني بهتحقيق الإخلاص لله تعالى، والتحرّز مما يقدح فيه، وهو أمر عظيم، لكنّه يسير على منيسَّره الله له، ومفتاح تيسير هذا الأمر هو الالتجاء إلى الله تعالى وتعظيمهوإجلاله، وصدق الرغبة فيفضله وإحسانه، والخوف من غضبه وعقابه، وأن تكون الآخرة هيأكبر همِّ المرء؛ فإن فساد النية لا يكون إلا بسبب تعظيم الدنيا وإيثارها علىالآخرة، ومن ذلك تفضيل مدح الناس وثنائهم العاجل على ثناء الله على العبد في الملأالأعلى، ومحبَّته له ومحبة الملائكة له تبعاً لمحبة الله تعالى.
وهذا كله راجعإلى ضعف اليقين وإلا فمن أيقن أن الله تعالى يراه ويحصي عمله، ورغب في فضل اللهوحسن جزائه في الدنيا والآخرة: لم يلتفت إلى ثناء الناس ومدحهم وطلب إعجابهم، بليكون همُّه إحسانُ العملِ وإتقانه إرضاء لله تعالى، وتقرباً إليه، وطلباً لمحبتهوحسن ثوابه.
ومتىحصل هذا اليقين للعبد اضمحلت عنه دواعي الرياء والسمعة وتلاشت، وحل محلها عبوديةالإحسان العظيمة فيعبد الله كأنه يراه. نسأل الله من فضله.
وأوَّل ما ينبغي على طالب العلم فعلهلإصلاح نيته الالتجاء إلى الله تعالى وتعظيمه، وصدق الرغبة في فضله وإحسانه،والخشية من غضبه وعقابه؛ فإذا استقر ذلك في قلبه سهل عليه أمر إخلاص النية، ثم لايزال العبد يزداد من الإيمان واليقين، والقرب من الله تعالى حتى يفتح الله عليه منأبواب فضله وإحسانه ما لم يكن يخطر له على بال، ولا يدور في خيال، ولا يسار إليهبقدم، ولا يطار إليه بجناح.

ومما يُعين على الإخلاص في طلب العلم؛أن يطلب العبد العلم للعمل به، والاهتداء بهدى الله؛ لينال فضله ورحمته، وأن يُعظّمهدى الله في قلبه، وأن يفرح بفضل الله ورحمته إذا وجد ما يهتدي به لما ينفعه فيدينه ودنياه، من خير الدنيا والآخرة. فإن الله لم يحرم علينا شيئًا إلاّ عوضناخيرًا منه، فعوض الله عز وجل المخلصين لمّا تركوا طلب ثناء الناس؛ عوضهم بثنائهتعالى عليهم في الملأ الأعلى، وعوضهم لمّا تركوا الإقبال على الناس؛ عوضهم بأن وضعلهم القبول في الأرض، وعوضهم لمّا أن تواضعوا لله عز وجل بأن رفعهم الله، وكتب لهمالعزَّة، وأين هذا من ذاك؟!



س4: يمرّ طالب العلم في مسيرته العلمية بثلاث مراحلاذكرها وتحدّث عنها بإيجاز.
المرحلة الأولى: مرحلة التأسيس في ذلك العلم؛بدراسة مختصر فيه تحت إشراف علمي، ثمّ التدرج في دراسته، وتنظيم قراءة كتبهالأوّلية إلى أن يجتاز درجة المبتدئين في ذلك العلم.
والمرحلةالثانية: مرحلة البناء العلمي: وفيها يكون التحصيل العلمي المنظّم، ويُحقّقالتوازن والتكامل في تحصيل ذلك العلم، بعد اكتساب التأسيس فيه، وتكميل أدواته،والتمكن من بحث مسائله وتحريرها بمهارة عالية؛ فيجتهد في بناء أصل علميّ له في ذلكالعلم؛ يحسن كتابته بطريقة منظمة، ويداوم على مراجعته وتهذيبه والإضافة إليه، ليكونعُدّة له في ذلك العلم.
والمرحلة الثالثة: مرحلة النشر العلمي،ويراد به تحصيل ما يمكّنه من الإفادة من علمه؛ بالتدرّب على البحث والتأليف،والإفتاء والتدريس، وإلقاء الكلمات، وكتابة الرسائل، وغير ذلك من أنواع النشرالعلمي التي ينبغي أن يعتني طالب العلم
بتحصيل أدواتها والتمهّر فيها ليُحسنالإفادة من علمه.

س5: وجّه رسالة في خمسة أسطر لطالب علم تحثّه فيهاعلى العناية بظاهر العلم وباطنه.
إليك أخي طالب العلم أوجه لك هذه الكلمات النيرات علّها أن تكون نافعة لك في دينك ودنياك.
أولاً: كم هو فضل الله عليك عظيم حين دلّك وأرشدك إلى سلوك هذا الطريق القويم، الذي إن أحسنت سلوكه كان لك طريقاّ إلى جنات النعيم، وإن لم تحسن سلوكه كان لك جسراً إلى جهنم وبئس المصير.
ثانياً: أوصيك بالانهماك في مسائل هذا العلم، والبحث والتحري والسؤال، ومواصلة الليل بالنهار، وأن يكون شغلك الشاغل، وألا تشتري به عوضاً من الدنيا قليل.
ثالثاً: كما أن للعلم ظاهر وهو مسائله وبحوثه، فكذلك له باطن وهو خشيتك لرب الأرباب، وخالق الليل والنهار، فليس العلم بكثرة المسائل والعلوم فقط، بل لبه وغايته هو تعظيمك لخالقك ومعلّمك، وما يستلزم ذلك من عبادته وخوفه ورجائه وغيره من العبادات القلبية العظيمة الكثيرة.

ممتاز بارك الله فيك وأحسن إليك. أ+
نأسف لخصم نصف درجة على التأخير في تقديم المجلس.


الساعة الآن 08:59 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir