معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   صفحات الدراسة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=1007)
-   -   صفحة الطالبة الشيماء وهبه لدراسة أصول التفسير (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=25037)

أمل عبد الرحمن 10 جمادى الآخرة 1436هـ/30-03-2015م 02:56 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه (المشاركة 187869)
تلخيص درس " الحذف والتضمين"
عناصر الدرس :
موضوع الدرس
مفهوم قاعدة التضمين
مذاهب النحاة في أحرف الجر وأحرف المعاني
الأول : مذهب الكوفيين
مثاله :
الثاني : مذهب البصريين
مثاله

فائدة ترجيح القول بالتضمين
أمثلة على ذلك :
كيفية التعرف على الفعل المحذوف والمضمن
خلاصة الدرس

تلخيص الدرس :

موضوع الدرس
شرح قاعدة الحذف والتضمين

مفهوم قاعدة التضمين
التضمينُ هو اختيارُ فِعلٍ أو شِبهِ فعلٍ يتناسَبُ مع الفعلِ المذكورِ وحرْفِ الجرِّ المذكورِ في الآية .

مذاهب النحاة في أحرف الجر وأحرف المعاني الكلام عن مذاهبهم في حال مخصوصة فنقول:
مذاهب النحاة في تعدية الفعل بحرف جر لا يتعدّى به في الجادّة، والأفضل أن تقدم هذه المسألة في أول الملخص.
الأول : مذهب الكوفيين
وهم يرون أن الأحرف قد ينوب بعضها عن بعض وهو ما يسمونه التعاقب
بينَ الحروفِ بأن يَرِدَ حرفٌ في مكانِ حرفٍ آخَرَ , ويأخُذَ معناه.
مثال :
قال بعضهم في تفسير: {لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه} يقول (إلى) هنا بمعنى (مع).
الثاني : مذهب البصريين
يقولون: أن تعدية الفعل بحرف جر لا يتعدي به في الجادة معناه أن يثبت معنى الفعل الأصلي ومعه يثبت معنى فعل مضمن فيه في داخله يناسب حرف الجر المذكور وهذا ما يسمي بالتضمين وهو القول الصحيح .
مثال :
قولُه تعالى: {لَقَدْ ظَلَمَكَ بسُؤالِ نَعْجَتِكَ إلى نِعَاجِهِ} حرف الجر هنا يناسبه معنى آخر للجمع وهو الضم فيكون المعنى لقد ظَلمَكَ بسؤالِه ضَمَّ نَعجَتِك إلى نِعاجِه .

فائدة (سبب) ترجيح القول بالتضمين
التَّضمِينُ أبْلَغَ في اللغةِ من تعاقُبِ الحروفِ؛ لأنه يتضمَّنُ معنًى زائدًا على المعنى الأصلِيِّ للكلمَةِ وفي هذا اختصار للكلام وعدم التكرار لبيان المقصود ، وإلا فإنَّ تعاقُبَ الحروفِ لمجرَّدِ التفنُّنِ في الكلامِ ليس له معنًى.
ومن أهم فوائد القول بالتضمين سدّ باب التأويل الذي يفتحه التعاقب، ومثاله تفسير المؤولين لقوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء}
أمثلة على ذلك :
- قال السلف في تفسير قوله تعالى: { ومن يرد فيه بإلحاد بظلم} قال: أراد هاماً بظلم، وهذا لأجل عدم التكرير لأن مبنى اللغة على الاختصار فبدل أن يكرر الفعلين يقول: أراد الظلم وهم بالظلم، قصد المعنى شامل أراد الظلم هاماً به .

- في قوله تعالى {ثم استوى إلى السماء} هنا عداها بـ (إلى) فمعنى ذلك أنه أراد الاستواء الذي هو بمعنى العلو أولاً ثم أراد فيه مع الاستواء الذي هو العلو فعل آخر يناسبه التعدية بـ (إلى) الذي هو القصد والعمد فيكون المعنى أنه – جل وعلا– علا على السماء قاصداً عامداً .

كيفية التعرف على الفعل المحذوف والمضمن
التعرف على الفعل المحذوف والمضمن في الفعل الظاهر في الآية يتم من خلال:
- تأمل معنى الفعل الذي يناسب التعدية بـحرف الجر المذكور
- كثرة النظر إلى كلام المفسرين في قاعدة التضمين
- معرفة حروف المعانـي.

خلاصة الدرس
- التضمينُ هو اختيارُ فِعلٍ أو شِبهِ فعلٍ يتناسَبُ مع الفعلِ المذكورِ وحرْفِ الجرِّ المذكورِ في الآية .
- أن النحاة اختلفوا في أحرف الجر ومعاني الحروف على قولين " التعاقب و التضمين " .
- أن
التَّضمِينُ أبْلَغَ في اللغةِ من تعاقُبِ الحروفِ؛ لأنه يتضمَّنُ معنًى زائدًا على المعنى الأصلِيِّ للكلمَةِ .
- أن اختلاف المفسرين في تفسيرهم للآيات تبعًا لقاعدة التضمين هو من اختلاف التنوع الحاصل عند السلف .




أحسنت، أحسن الله إليك وبارك فيك.
فاتك عنصر مهم، وهو وإن لم يُذكر مباشرة في الدرس إلا أنه يجب الإشارة إليه وهو:
- علاقة التضمين باختلاف التنوع
وقد أشرت إليه إشارة سريعة في خلاصة الدرس.

فنفصل القول فيه ونقول: إن اختلاف الأقوال الواردة عن المفسرين بسبب التضمين نتيجة اختلاف اجتهادات المفسرين في استنباط المعاني المضمنّة في الأفعال، وهي اختلافات من قبيل اختلاف التنوع يمكن أن تحمل الآية عليها جميعا.
وعنصر آخر: لماذا كان التضمين من أنفع قواعد التفسير؟

يعتبر التضمين من أنفع القواعد في التفسير، فإن كان في التضمين دلالة على جزالة وفصاحة اللغة وغزارة معانيها مع قلة الألفاظ، فكلام الله أعظم كلام وبتطبيق هذه القاعدة تظهر معاني عظيمة لا تُحصى مضمّنة في ألفاظ القرآن.

هذا نموذج الإجابة الخاص بقائمة عناصر الدرس:
الحذف والتضمين
عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
.. - تعدية الفعل بنفسه وبالحرف.
مذاهب النحويين في تعدية الفعل بحرف لا يُعدّى به في الجادّة.
.. المذهب الأول: التعاقب
... - معناه
... - أصحابه
... - مثاله

. المذهب الثاني: التضمين
... - شرطه
... - معناه
... - أصحابه
... - مثاله

المذهب الراجح

● علاقة التضمين باختلاف التنوع
لماذا كانت قاعدة التضمين من أنفع قواعد التفسير؟
● خلاصة الدرس.

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 26
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 19
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 19
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 14
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 93 %
وفقك الله

الشيماء وهبه 12 جمادى الآخرة 1436هـ/1-04-2015م 02:35 AM

المراسيل في التفسير

عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:

أسانيد التفسير تختلف عن الحديث
الحديث المرسل
المقصود بالحديث المرسل
ضوابط قبول المراسيل في التفسير
صدق الخبر لا يتعارض مع اختلاف التفاصيل


طريقةِ التعامُلِ مع مرويَّاتِ السَّلفِ في التفسيرِ
أمثلةٌ على الاختلافِ في التفسيرِ

تلخيص الدرس:
موضوع الدرس
المراسيل في التفسير

● تمهيد:

أسانيد التفسير تختلف عن الحديث :
غالب أسانيد التفسير لا تكون بقوة أسانيد الحديث فتجد الأسانيد ضعيفة في التفسير ، لأن أسانيد التفسير مبناها على المسامحة وأن بعضها يعضد بعضاً وهذا هو الصحيح الذي عليه عمل الفقهاء وعمل الأئمة الذين احتاجوا إلى الروايات المرسلة في الأحكام والاستنباط.

الحديث المرسل

المقصود بالحديث المرسل
الحديث المرسل هو ما رفعه التابعي أو الصحابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمعه منه .

ضوابط قبول المراسيل في التفسير :
- ألا يكون صاحبه تعمد الكذب فيه.
- أن يكون صاحبه لم يخطئ فيه.
- تعدد الروايات عن حدث واحد واستحالة التواطؤو على الكذب فيه .
- استحالة أخذهم من شخص واحد فإن استحال ذلك فلا شك بصدق الحدث الذي كررته الروايات وإن اختلفت صحة التفاصيل .

صدق الخبر لا يتعارض مع اختلاف التفاصيل :
معلوم أن الصحابة والتابعين لا يتعمدون الكذب ، أما الخطأ فقد يجوز على أحدهم أن يخطئ والخطأ والنسيان عرضة لابن آدم لكن هذا الخطأ والنسيان في تفاصيل القصص الطوال لا ينفي وقوعها
مثال : ما ذكر في قصة بيع جابر جمله على النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وهذه الرواية بعضها مطولة وبعضها مختصرة عند أهل العلم فهذه الحادثة معلومة يقيناً أن جابراً باع جمله على النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم بثمن وأن النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم لما ذهب إلى المدينة رد عليه الجمل والثمن وهذا معلوم يقينا وإنما اختلف في تفاصيل القصة كمقدار الثمن وغير ذلك .

طريقةِ التعامُلِ مع مرويَّاتِ السَّلفِ في التفسيرِ

قولُه تعالى: {وَالْبَيتِ المَعْمُورِ}.
ذَكرَ ابنُ جريرٍ الطَّبَريُّ وغيرُه عن السَّلفِ عدَّةَ أقوالٍ في معنى البيتِ المعمورِ، فقد وَردَ عن عليٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه أنه قال: إنه بيتٌ في السماءِ بِحِذاءِ الكعبةِ تَعمُرُه الملائكةُ، يَدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ, ثم لا يعودون إليه، ويقالُ له: الضُّراحُ.
وورَدَ عن ابنِ عباسٍ من طريقِ العوفيِّ قال: بيتٌ بحذاءِ العَرشِ. وورد عن مجاهدٍ من طريقِ ابنِ أبي نَجِيحٍ أنه بيتٌ في السماءِ يُقالُ له: الضُّراحُ.
وعن عكرمةَ قال: بيتٌ في السماءِ بحيالِ الكعبةِ.
وعن الضحَّاكِ من طريقِ عُبيدٍ، قال: يزعُمون أنه يَروحُ إليه سبعونَ ألفَ ملَكٍ من قَبيلِ إبليسَ, يقالُ لهم: الحِنُّ.
ورَوى قتادةُ وابنُ زيدٍ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ مُرسلًا أنه بيتٌ في السماءِ, وأنه يَدخُلُه في اليومِ سبعون ألفَ ملَكٍ لا يعودون إليه. وذَكرَ ابنُ حجَرٍ أنه وَردَ عن الحسَنِ ومحمدِ بنِ عبَّادِ بنِ جعفرٍ أنَّ البيتَ المعمورَ يُرادُ به الكعبةُ.
فإذا نظرتَ إلى هذا الاختلافِ في المرادِ بالبيتِ المعمورِ فإنَّك تَجِدُ أنَّ سببَ الخلافِ هو هل المرادُ بالبيتِ المعمورِ البيتُ الذي في السماءِ أو البيتُ الذي في الأرضِ الذي هو الكعبةُ؟
نوع الخلاف
التواطؤُ، وهو من قبيلِ الوصفِ الذي حُذِفَ موصوفُه، فوَصْفُ (المعمورِ) صالحٌ للكعبةِ وللبيتِ الذي في السماءِ.
كيفية الترجيح

هذا البيتُ الذي في السماءِ لا شكَّ أنه من عِلمِ الغيبِ، وما دام الأمرُ كذلك فإنه يَحتاجُ إلى أثَرٍ صحيحٍ، وقد ورد في ذلك حديثُ الرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الذي ذَكرَ فيه أنه رأى إبراهيمَ عليه السلامُ مُسنِدًا ظَهرَه إلى البيتِ المعمورِ، فذكرَ أنه بيتٌ يدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ, ثم لا يعودون إليه. وهذا قولُ الجمهورِ و الحديث يثبت أوصاف للبيت وهي أنه في السماءِ السابعةِ، وأن إبراهيمَ عليه السلام مُسنِدًا ظهرَه إليه، وأنه يدخُلُه سبعون ألفَ ملَكٍ, ثم لا يعودون إليه
أما الأوصافُ التي اختلف عليها السَّلفُ :

أنه بحِذاءِ الكعبةِ؛ وهذا مرويٌّ عن عليٍّ وعكرمةَ.
وإنه بحِذاءِ العَرشِ؛ وهذا مرويٌّ عن ابنِ عبَّاسٍ.
وأنَّ اسمَهُ الضُّراحُ؛ وهو مرويٌّ عن عليٍّ ومجاهِدٍ.
وأنَّ الذين يَدخلُونه يقالُ لهم: الحِنُّ. وهم من قَبِيلِ إبليسَ، وهذا انفرد به الضحَّاكُ.
فترجح الأقوال كالآتي

- كونُ هذا البيتِ الذي في السماءِ بحذاءِ الكعبةِ وردَ عن اثنينِ لا يمكنُ أن يتواطآ على الكذِبِ، وهما عليٌّ وعكرمةُ، واحتمالُ أن يكونَ عكرمةُ أخَذَه من عليٍّ فيه ضعفٌ، فينبغي قبولُ هذه الروايةِ؛ لأنها مرويَّةٌ عن صحابيٍّ، وعضَّدَها مُرْسَلٌ .
-كونُه اسمُه الضراحُ أيضًا مرويٌّ عن اثنينِ هما عليٌّ ومجاهِدٌ، ولم يَرِدْ أنَّ مجاهدًا رواه عن عليٍّ، فيكونُ أيضًا من بابِ تعدُّدِ الرواياتِ.
وبناءً عليه فلو قلتَ: إنَّ هذا البيتَ بحذاءِ الكعبةِ , وإنه يدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ , وإنه يسمَّى الضراحَ يكونُ مقبولًا لتعدُّدِ الرواياتِ به عن الصحابةِ والتابِعينَ, وبناءً على قبولِ قولِ الصحابيِّ في الأمورِ الغيبيةِ.
- ولكن كونُ الذين يدخُلُونه من قبيلِ الحِنِّ، هذا لا يُقبلُ؛ لأنه تفرَّد به الضحَّاكُ. فيُتوقَّفُ فيه.
والمقصودُ أن يُنظَرَ ما اتَّفقَتْ فيه الرواياتُ فيُقبلَ، وما الذي افترقتْ فيه فيُتوقَّفَ فيه حتى يَرِدَ دليلٌ آخـرُ.


أمثلةٌ على الاختلافِ في التفسيرِ
- قولُه تعالى {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالبَيْتِ العَتِيقِ}.
الخلافُ في معنى " العتيق " يرجعُ إلى قولَيْنِ أحدُهما أنه مُشتَقٌّ من العِتقِ ضدِّ العبوديةِ، والثاني أنه مشتَقٌّ من العَتَاقةِ وهي القِدَمُ.
سببُ الخلافِ
يرجعُ إلى اللغةِ، وهو أنَّ لَفظَ (العِتقِ) لفظٌ مُشترَكٌ يحتملُ هذا المعنى ويَحتملُ ذلك المعنى الآخَرَ، وهذا يُسمَّى بالاشتراكِ اللغويِّ.

وهذا الخلافُ يَدخلُ في اختلافِ التنوُّعِ؛ لأنَّ القولَيْنِ ليس بينَهما تعارُضٌ، فالبيتُ مُعتَقٌ من الجبابرةِ وغيرِهم, وهو في نفسِ الوقتِ قديمٌ ، والآيةُ تحتملُ التفسيرَيْنِ معًا .

-
قولُه تعالى{وأمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بالطَّاغِيَةِ}
فأما الطاغيةُ ففيها ثلاثةُ أقوالٍ "
الفِعلةُ الطاغيةُ التي هي كُفرُهم وطغيانُهم ، الصَّيْحةُ الطاغيةُ التي أُهلِكوا بها فطغَتْ على كلِّ صيحةٍ ، الرجُلُ الطاغيةُ الذي هو عاقِرُ الناقةِ "
سبب الخلاف :
أن لفظُ (الطاغية) في الآيةِ وصفٌ حُذِفَ موصوفُه، فيحتملُ أن يكونَ هذا المحذوفُ هو أحَدَ المعاني الثلاثةِ المذكورةِ، وهو ما يسمي بالتواطؤو .

ويمكنُ أن تُرَجَّحَ أحدُ هذه الأقوالِ بدليلٍ خارجيٍّ, وهو قولُه تعالى في آيةٍ أُخْرَى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا}. أي: بسببِ طُغيانِها، فتُجْعَلَ هذه الآيةُ تفسِّرُ الأخرى، فيكونُ القولُ الأولُ – وهو قولُ ابنِ عباسٍ ومجاهدٍ ومقاتِلٍ وأبي عبيدةَ وابنِ قتيبةَ– هو الراجِحَ، لوجودِ نظيرٍ له في القرآنِ في موضِعٍ آخَرَ.
ويمكنُ أن يقالَ أيضًا: إنَّ السياقَ يدلُّ على أن المرادَ بالطاغيةِ العذابُ؛ لأنه لما وَصفَ عذابَ عادٍ بالريحِ وَصفَ عذابَ ثمودَ بالطاغيةِ .

ويختلف ترجيح المفسرون في ذلك وهو من اختلاف التنوع لأنَّ لفظَ الآيةِ يحتمِلُها جميعًا .


أمل عبد الرحمن 14 جمادى الآخرة 1436هـ/3-04-2015م 06:18 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه (المشاركة 188861)
المراسيل في التفسير

عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:

أسانيد التفسير تختلف عن الحديث
الحديث المرسل
المقصود بالحديث المرسل
ضوابط قبول المراسيل في التفسير
صدق الخبر لا يتعارض مع اختلاف التفاصيل


طريقةِ التعامُلِ مع مرويَّاتِ السَّلفِ في التفسيرِ
أمثلةٌ على الاختلافِ في التفسيرِ

تلخيص الدرس:
موضوع الدرس
المراسيل في التفسير

● تمهيد:

أسانيد التفسير تختلف عن الحديث :
غالب أسانيد التفسير لا تكون بقوة أسانيد الحديث فتجد الأسانيد ضعيفة في التفسير ، لأن أسانيد التفسير مبناها على المسامحة وأن بعضها يعضد بعضاً وهذا هو الصحيح الذي عليه عمل الفقهاء وعمل الأئمة الذين احتاجوا إلى الروايات المرسلة في الأحكام والاستنباط.

الحديث المرسل

المقصود بالحديث المرسل
الحديث المرسل هو ما رفعه التابعي أو الصحابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمعه منه .

ضوابط قبول المراسيل في التفسير :
- ألا يكون صاحبه تعمد الكذب فيه.
- أن يكون صاحبه لم يخطئ فيه.
- تعدد الروايات عن حدث واحد واستحالة التواطؤو على الكذب فيه .
- استحالة أخذهم من شخص واحد فإن استحال ذلك فلا شك بصدق الحدث الذي كررته الروايات وإن اختلفت صحة التفاصيل .
الضابط الأول والضابط الثاني هي الضوابط المعتبرة في الحكم على صحة النقل، وما ذكر بعدهما
فهما وسيلة تحقيقهما (راجعي نموذج المسائل)

صدق الخبر لا يتعارض مع اختلاف التفاصيل :
معلوم أن الصحابة والتابعين لا يتعمدون الكذب ، أما الخطأ فقد يجوز على أحدهم أن يخطئ والخطأ والنسيان عرضة لابن آدم لكن هذا الخطأ والنسيان في تفاصيل القصص الطوال لا ينفي وقوعها
مثال : ما ذكر في قصة بيع جابر جمله على النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وهذه الرواية بعضها مطولة وبعضها مختصرة عند أهل العلم فهذه الحادثة معلومة يقيناً أن جابراً باع جمله على النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم بثمن وأن النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم لما ذهب إلى المدينة رد عليه الجمل والثمن وهذا معلوم يقينا وإنما اختلف في تفاصيل القصة كمقدار الثمن وغير ذلك .

طريقةِ التعامُلِ مع مرويَّاتِ السَّلفِ في التفسيرِ

قولُه تعالى: {وَالْبَيتِ المَعْمُورِ}.
ذَكرَ ابنُ جريرٍ الطَّبَريُّ وغيرُه عن السَّلفِ عدَّةَ أقوالٍ في معنى البيتِ المعمورِ، فقد وَردَ عن عليٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه أنه قال: إنه بيتٌ في السماءِ بِحِذاءِ الكعبةِ تَعمُرُه الملائكةُ، يَدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ, ثم لا يعودون إليه، ويقالُ له: الضُّراحُ.
وورَدَ عن ابنِ عباسٍ من طريقِ العوفيِّ قال: بيتٌ بحذاءِ العَرشِ. وورد عن مجاهدٍ من طريقِ ابنِ أبي نَجِيحٍ أنه بيتٌ في السماءِ يُقالُ له: الضُّراحُ.
وعن عكرمةَ قال: بيتٌ في السماءِ بحيالِ الكعبةِ.
وعن الضحَّاكِ من طريقِ عُبيدٍ، قال: يزعُمون أنه يَروحُ إليه سبعونَ ألفَ ملَكٍ من قَبيلِ إبليسَ, يقالُ لهم: الحِنُّ.
ورَوى قتادةُ وابنُ زيدٍ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ مُرسلًا أنه بيتٌ في السماءِ, وأنه يَدخُلُه في اليومِ سبعون ألفَ ملَكٍ لا يعودون إليه. وذَكرَ ابنُ حجَرٍ أنه وَردَ عن الحسَنِ ومحمدِ بنِ عبَّادِ بنِ جعفرٍ أنَّ البيتَ المعمورَ يُرادُ به الكعبةُ.
فإذا نظرتَ إلى هذا الاختلافِ في المرادِ بالبيتِ المعمورِ فإنَّك تَجِدُ أنَّ سببَ الخلافِ هو هل المرادُ بالبيتِ المعمورِ البيتُ الذي في السماءِ أو البيتُ الذي في الأرضِ الذي هو الكعبةُ؟
نوع الخلاف
التواطؤُ، وهو من قبيلِ الوصفِ الذي حُذِفَ موصوفُه، فوَصْفُ (المعمورِ) صالحٌ للكعبةِ وللبيتِ الذي في السماءِ.
كيفية الترجيح

هذا البيتُ الذي في السماءِ لا شكَّ أنه من عِلمِ الغيبِ، وما دام الأمرُ كذلك فإنه يَحتاجُ إلى أثَرٍ صحيحٍ، وقد ورد في ذلك حديثُ الرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الذي ذَكرَ فيه أنه رأى إبراهيمَ عليه السلامُ مُسنِدًا ظَهرَه إلى البيتِ المعمورِ، فذكرَ أنه بيتٌ يدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ, ثم لا يعودون إليه. وهذا قولُ الجمهورِ و الحديث يثبت أوصاف للبيت وهي أنه في السماءِ السابعةِ، وأن إبراهيمَ عليه السلام مُسنِدًا ظهرَه إليه، وأنه يدخُلُه سبعون ألفَ ملَكٍ, ثم لا يعودون إليه
أما الأوصافُ التي اختلف عليها السَّلفُ :

أنه بحِذاءِ الكعبةِ؛ وهذا مرويٌّ عن عليٍّ وعكرمةَ.
وإنه بحِذاءِ العَرشِ؛ وهذا مرويٌّ عن ابنِ عبَّاسٍ.
وأنَّ اسمَهُ الضُّراحُ؛ وهو مرويٌّ عن عليٍّ ومجاهِدٍ.
وأنَّ الذين يَدخلُونه يقالُ لهم: الحِنُّ. وهم من قَبِيلِ إبليسَ، وهذا انفرد به الضحَّاكُ.
فترجح الأقوال كالآتي

- كونُ هذا البيتِ الذي في السماءِ بحذاءِ الكعبةِ وردَ عن اثنينِ لا يمكنُ أن يتواطآ على الكذِبِ، وهما عليٌّ وعكرمةُ، واحتمالُ أن يكونَ عكرمةُ أخَذَه من عليٍّ فيه ضعفٌ، فينبغي قبولُ هذه الروايةِ؛ لأنها مرويَّةٌ عن صحابيٍّ، وعضَّدَها مُرْسَلٌ .
-كونُه اسمُه الضراحُ أيضًا مرويٌّ عن اثنينِ هما عليٌّ ومجاهِدٌ، ولم يَرِدْ أنَّ مجاهدًا رواه عن عليٍّ، فيكونُ أيضًا من بابِ تعدُّدِ الرواياتِ.
وبناءً عليه فلو قلتَ: إنَّ هذا البيتَ بحذاءِ الكعبةِ , وإنه يدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ , وإنه يسمَّى الضراحَ يكونُ مقبولًا لتعدُّدِ الرواياتِ به عن الصحابةِ والتابِعينَ, وبناءً على قبولِ قولِ الصحابيِّ في الأمورِ الغيبيةِ.
- ولكن كونُ الذين يدخُلُونه من قبيلِ الحِنِّ، هذا لا يُقبلُ؛ لأنه تفرَّد به الضحَّاكُ. فيُتوقَّفُ فيه.
والمقصودُ أن يُنظَرَ ما اتَّفقَتْ فيه الرواياتُ فيُقبلَ، وما الذي افترقتْ فيه فيُتوقَّفَ فيه حتى يَرِدَ دليلٌ آخـرُ.


أمثلةٌ على الاختلافِ في التفسيرِ
- قولُه تعالى {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالبَيْتِ العَتِيقِ}.
الخلافُ في معنى " العتيق " يرجعُ إلى قولَيْنِ أحدُهما أنه مُشتَقٌّ من العِتقِ ضدِّ العبوديةِ، والثاني أنه مشتَقٌّ من العَتَاقةِ وهي القِدَمُ.
سببُ الخلافِ
يرجعُ إلى اللغةِ، وهو أنَّ لَفظَ (العِتقِ) لفظٌ مُشترَكٌ يحتملُ هذا المعنى ويَحتملُ ذلك المعنى الآخَرَ، وهذا يُسمَّى بالاشتراكِ اللغويِّ.

وهذا الخلافُ يَدخلُ في اختلافِ التنوُّعِ؛ لأنَّ القولَيْنِ ليس بينَهما تعارُضٌ، فالبيتُ مُعتَقٌ من الجبابرةِ وغيرِهم, وهو في نفسِ الوقتِ قديمٌ ، والآيةُ تحتملُ التفسيرَيْنِ معًا .

-
قولُه تعالى{وأمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بالطَّاغِيَةِ}
فأما الطاغيةُ ففيها ثلاثةُ أقوالٍ "
الفِعلةُ الطاغيةُ التي هي كُفرُهم وطغيانُهم ، الصَّيْحةُ الطاغيةُ التي أُهلِكوا بها فطغَتْ على كلِّ صيحةٍ ، الرجُلُ الطاغيةُ الذي هو عاقِرُ الناقةِ "
سبب الخلاف :
أن لفظُ (الطاغية) في الآيةِ وصفٌ حُذِفَ موصوفُه، فيحتملُ أن يكونَ هذا المحذوفُ هو أحَدَ المعاني الثلاثةِ المذكورةِ، وهو ما يسمي بالتواطؤو .

ويمكنُ أن تُرَجَّحَ أحدُ هذه الأقوالِ بدليلٍ خارجيٍّ, وهو قولُه تعالى في آيةٍ أُخْرَى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا}. أي: بسببِ طُغيانِها، فتُجْعَلَ هذه الآيةُ تفسِّرُ الأخرى، فيكونُ القولُ الأولُ – وهو قولُ ابنِ عباسٍ ومجاهدٍ ومقاتِلٍ وأبي عبيدةَ وابنِ قتيبةَ– هو الراجِحَ، لوجودِ نظيرٍ له في القرآنِ في موضِعٍ آخَرَ.
ويمكنُ أن يقالَ أيضًا: إنَّ السياقَ يدلُّ على أن المرادَ بالطاغيةِ العذابُ؛ لأنه لما وَصفَ عذابَ عادٍ بالريحِ وَصفَ عذابَ ثمودَ بالطاغيةِ .

ويختلف ترجيح المفسرون في ذلك وهو من اختلاف التنوع لأنَّ لفظَ الآيةِ يحتمِلُها جميعًا .
من المهم ربط الأمثلة السابقة بموضوع الدرس وهو التعامل مع المراسيل، وعرضها بطريقة أيسر من ذلك بدل النسخ الحرفي

أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك
وهذه قائمة بمسائل الدرس نرجو أن تجدي فيها بعض الفائدة:
المراسيل في التفسير
عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
- أكثر الأخبار المنقولة في التفسير ليست مرفوعة وإنما أغلبها موقوفا.
- ما كان من هذه الأخبار مرفوعا يكون مرسلا على الغالب
- مجيء الحديث والأسانيد على هذا النحو ليس موجبا لردّه.
- التعامل مع أسانيد التفسير ليس كالتعامل مع الأسانيد في الحديث
- يقبل النقل إذا صدق فيه صاحبه.


شروط الحكم على صدق النقل
..1- انتفاء الكذب العمد
..2- انتفاء الخطأ

أولا: التحقق من انتفاء الكذب في النقل
..1- تعدد طرقه
. .2- خلوه من المواطأة والاتفاق
- غالب من يروي أسانيد التفسير لا يتعمّدون الكذب خاصة من الصحابة والتابعين وكثير من تابعي التابعين، لكن قد يعرض لهم الخطأ والنسيان.

ثانيا: التحقق من انتفاء الخطأ في النقل
- اتفاق الروايات في أصل الخبر يجزم بصدقه، أما تفاصيلها التي قد يختلف فيها فتحتاج إلى ترجيح بطرق أخرى مستقلة.
- مثال: قصة جمل جابر رضي الله عنه

● تعريف المرسل
● ضابط الحكم على صحة المرسل.
. .1- تعدد طرقه
. .2- خلوه من المواطأة والاتفاق
3- تلقّي العلماء له بالقبول

أمثلة للتعامل مع مرويات السلف في التفسير
هذه الطريقة تطبّق على المراسيل وعلى غيرها بل يستفاد منها في التاريخ والأدب وغير ذلك.
خلاصة الدرس.
تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 16
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 96 %
وفقك الله

الشيماء وهبه 16 جمادى الآخرة 1436هـ/5-04-2015م 04:20 AM

الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال

عناصر الدرس:
موضوع الدرس

● تمهيد:
فضل السلف في تفسير القرآن
التفاسير التى اعتنت بنقول السلف

● التفسير بالرأي
- معناه
- أنواعه
- حكمه

- الضابط لحكمه
● الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال
- وقت ظهوره
- أسبابه
- أصناف جهات الخلاف

- منشأ الخطأ في الاستدلال

تلخيص الدرس
موضوع الدرس
بيان الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال

● تمهيد:
فضل السلف في تفسير القرآن
قل الخلاف كثيرًا وندر الخطأ في التفاسير المنقولة عن الصحابة، وعن التابعين، وعن تبع التابعين، وذلك لأنهم فسروا القرآن راعوا فيه المتكلم به وهو الله – جل جلاله –، وراعوا به المخاطب به؛ وهو النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وراعوا فيه المخاطبين به أيضاً وهم العرب قريش ومن حولهم في أول الأمر، أو العرب بعمومهم وأيضاً راعوا فيه اللفظ وراعوا فيه السياق، ولهذا تجد أن تفاسيرهم قد تبتعد في بعض الألفاظ عن المشهور في اللغة لكنها توافق السياق .

التفاسير التى اعتنت بنقول السلف
تفسير عبد الرزاق، ووكيع، وعبد بن حميد، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، ومثل تفسير الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه، وبقي بن مخلد، وأبي بكر بن المنذر، وسفيان بن عيينة وسنيد، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبي سعيد الأشج، وأبي عبد الله بن ماجه.

● التفسير بالرأي
- معناه
في الأصل التفسير بالرأي معناه التفسير بالاجتهاد والاستنباط .
- أنواعه
التفسير بالرأي الصحيح
التفسير بالرأي الخاطىء
التفسير بالرأي المذموم

- حكمه
من السلف من منعه ومنهم من أجازه واجتهد في التفسير وهؤلاء هم أكثر الصحابة، وإذا جاز الاجتهاد وتفسير القرآن بالرأي فإنما يعنى بذلك أن يفسر القرآن بالاجتهاد الصحيح وبالرأي الصحيح يعني بالاستنباط الصحيح.
وأما الرأي المذموم فهو استنباط أو تفسير مردود وذلك لعدم توفر شـروط التفسير بالرأي فيه.
الضابط لحكمه
الضابط في التفسير بالرأي: أنه إذا اتبع هواه في التفسير صار ذلك من التفسير بالرأي المذموم المردود الذي جاء الوعيد على من قال به.
وأما التفسير بالرأي الذي يخطئ فيه صاحبه عن اجتهاد فله أجر اجتهاده ولكنه لا يقر على خطأه .

● الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال
- وقت ظهوره
حَدَثَ بَعْدَ تَفْسِيرِِ الصَّحابةِ والتَّابعينَ وتابعيهم بإحسانٍ أي بعد القرون الثلاثة الأولى .
- أسبابه
مخالِفة منهجِ الاستدلالِ عندَ السلف

- أصناف جهات الخلاف

1- قوم اعتقدوا معاني، ثم أرادوا حمل ألفاظ القرآن عليها ،فإذا مَرَّتْ آيةٌ لا تُوافِقُ معتقدَهم يصرِفون الآيةَ عن ظاهرِها، ويُحرِّفُونها لتوافِقَ معتقدَهم، أو يَنفونُ دلالَتَها على المعنى الصحيحِ المخالِفِ لمعتقَدِهم.
مثال :
الرافضة يفسرون قول الله تعالى: {والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً} يفسرون الشجرة الملعونة بأنها معاوية – رضِي اللهُ عَنْه – وذريته، وهذا من التفسير بالرأي المذموم .

2-
قومٌ جَعلوا القرآنَ مجرَّدَ كلامٍ عربيٍّ، ففسَّروه على هذا النحوِ من غير نظر إلى المتكلم بالقرآن والمنـزل عليه.
مثال : لفظ الزينة في القرآن أخص من الزينة في لغة العرب، لغة العرب فيها أن الزينة كل ما يتزين به وقد يكون من الذات وقد لا يكون من الذات
أما المعنى المعهود في القرآن أن الزينة بشىء خارج الذات كقوله تعالى
{يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} فالزينة هنا خارجة عن ذات ابن آدم فهي شيء مجلوب ليتزين به
وكذلك قوله تعالى {إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب} فالكواكب هي خارجة عن ذات السماء ،
فمعنى الزينة في قوله تعالى
{ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} يعنى ما تزينت به المرأة خارج عن ذاتها كالقُرط مثلاً والكحل واللباس ونحو ذلك لأن هذا هو المعنى المعهود بالزينة في القرآن .
وتفسير الزينة هنا بالوجه من التفسير بالرأي الخاطىء المخالف للمعهود في القرآن .


- منشأ الخطأ في الاستدلال
1- خطؤُهم في الدليلِ والمدلولِ
مثال : تفسير المعتزلة وتَبِعَهم على ذلك الرافضةُ والزَّيْديَّةُ قولُه تعالى: {وُجوهٌ يومَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} مدلولُ هذه الآيةِ أنَّ اللَّهَ تعالى يُـرى يومَ القيامةِ، لكن هذه الفرق الضالة يَنفون رُّؤْيةَ الله تعالى ويُحرِّفُون معنى الآيةِ {إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} من معنى " النظَرِ بالعَيْنِ " إلى معنًى آخَرَ وهو " النظَرِ بمعنى الانتظارِ " مع أنَّ مادَّةَ (نَظَر) إذا عُدِّيَتْ بـ (إلى) لا تكونُ بمعنى الانتظارِ في اللغةِ العربيةِ، وإنما تكونُ بمعنى النظَرِ بالعَينِ ، فهم بذلك أخطأوا في الدليل والمدلول معًا .

2- خطؤهم في الدليل لا في المدلول
مثال : تفسير المتصوفة ل
قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} بقولِهم: هذا مَثلٌ ضربَه اللَّهُ للدُّنيا، ثم قسَّمَ الناسَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: فالهالِكُون في الدنيا هم الذين شَرِبُوا من النَّهَرِ، والذين خَلَطُوا عملًا صالحًا وآخَرَ سيِّئًا هم الذين غَرَفُوا غُرْفةً بأيديهم، والمتَّقُون الأبرارُ هم الذين لم يَشرَبُوا منه.
فهذا الكلامُ في حدِّ ذاتِه صحيحٌ، لكنَّ الخطأَ في الدليلِ ذلك لأنَّ الآيةَ لا تدلُّ على هذا.

أمل عبد الرحمن 19 جمادى الآخرة 1436هـ/8-04-2015م 10:17 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه (المشاركة 190380)
الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال

عناصر الدرس:
موضوع الدرس

● تمهيد:
فضل السلف في تفسير القرآن
التفاسير التى اعتنت بنقول السلف

● التفسير بالرأي
- معناه
- أنواعه
- حكمه

- الضابط لحكمه
● الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال
- وقت ظهوره
- أسبابه
- أصناف جهات الخلاف

- منشأ الخطأ في الاستدلال

تلخيص الدرس
موضوع الدرس
بيان الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال

● تمهيد:
فضل السلف في تفسير القرآن
قل الخلاف كثيرًا وندر الخطأ في التفاسير المنقولة عن الصحابة، وعن التابعين، وعن تبع التابعين، وذلك لأنهم فسروا القرآن راعوا فيه المتكلم به وهو الله – جل جلاله –، وراعوا به المخاطب به؛ وهو النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وراعوا فيه المخاطبين به أيضاً وهم العرب قريش ومن حولهم في أول الأمر، أو العرب بعمومهم وأيضاً راعوا فيه اللفظ وراعوا فيه السياق، ولهذا تجد أن تفاسيرهم قد تبتعد في بعض الألفاظ عن المشهور في اللغة لكنها توافق السياق .

التفاسير التى اعتنت بنقول السلف
تفسير عبد الرزاق، ووكيع، وعبد بن حميد، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، ومثل تفسير الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه، وبقي بن مخلد، وأبي بكر بن المنذر، وسفيان بن عيينة وسنيد، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبي سعيد الأشج، وأبي عبد الله بن ماجه.

● التفسير بالرأي
- معناه
في الأصل التفسير بالرأي معناه التفسير بالاجتهاد والاستنباط .
- أنواعه
التفسير بالرأي الصحيح
التفسير بالرأي الخاطىء
التفسير بالرأي المذموم

- حكمه
من السلف من منعه ومنهم من أجازه واجتهد في التفسير وهؤلاء هم أكثر الصحابة، وإذا جاز الاجتهاد وتفسير القرآن بالرأي فإنما يعنى بذلك أن يفسر القرآن بالاجتهاد الصحيح وبالرأي الصحيح يعني بالاستنباط الصحيح.
وأما الرأي المذموم فهو استنباط أو تفسير مردود وذلك لعدم توفر شـروط التفسير بالرأي فيه.
الضابط لحكمه
الضابط في التفسير بالرأي: أنه إذا اتبع هواه في التفسير صار ذلك من التفسير بالرأي المذموم المردود الذي جاء الوعيد على من قال به.
وأما التفسير بالرأي الذي يخطئ فيه صاحبه عن اجتهاد فله أجر اجتهاده ولكنه لا يقر على خطأه .
جميع ما سبق يتعلق بالتمهيد

● الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال
- وقت ظهوره
حَدَثَ بَعْدَ تَفْسِيرِِ الصَّحابةِ والتَّابعينَ وتابعيهم بإحسانٍ أي بعد القرون الثلاثة الأولى .
- أسبابه
مخالِفة منهجِ الاستدلالِ عندَ السلف

- أصناف جهات الخلاف
1- قوم اعتقدوا معاني، ثم أرادوا حمل ألفاظ القرآن عليها ،فإذا مَرَّتْ آيةٌ لا تُوافِقُ معتقدَهم يصرِفون الآيةَ عن ظاهرِها، ويُحرِّفُونها لتوافِقَ معتقدَهم، أو يَنفونُ دلالَتَها على المعنى الصحيحِ المخالِفِ لمعتقَدِهم.
مثال :
الرافضة يفسرون قول الله تعالى: {والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً} يفسرون الشجرة الملعونة بأنها معاوية – رضِي اللهُ عَنْه – وذريته، وهذا من التفسير بالرأي المذموم .

2-
قومٌ جَعلوا القرآنَ مجرَّدَ كلامٍ عربيٍّ، ففسَّروه على هذا النحوِ من غير نظر إلى المتكلم بالقرآن والمنـزل عليه.
مثال : لفظ الزينة في القرآن أخص من الزينة في لغة العرب، لغة العرب فيها أن الزينة كل ما يتزين به وقد يكون من الذات وقد لا يكون من الذات
أما المعنى المعهود في القرآن أن الزينة بشىء خارج الذات كقوله تعالى
{يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} فالزينة هنا خارجة عن ذات ابن آدم فهي شيء مجلوب ليتزين به
وكذلك قوله تعالى {إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب} فالكواكب هي خارجة عن ذات السماء ،
فمعنى الزينة في قوله تعالى
{ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} يعنى ما تزينت به المرأة خارج عن ذاتها كالقُرط مثلاً والكحل واللباس ونحو ذلك لأن هذا هو المعنى المعهود بالزينة في القرآن .
وتفسير الزينة هنا بالوجه من التفسير بالرأي الخاطىء المخالف للمعهود في القرآن .


- منشأ الخطأ في الاستدلال نوع الخطأ وليس منشؤه
1- خطؤُهم في الدليلِ والمدلولِ
مثال : تفسير المعتزلة وتَبِعَهم على ذلك الرافضةُ والزَّيْديَّةُ قولُه تعالى: {وُجوهٌ يومَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} مدلولُ هذه الآيةِ أنَّ اللَّهَ تعالى يُـرى يومَ القيامةِ، لكن هذه الفرق الضالة يَنفون رُّؤْيةَ الله تعالى ويُحرِّفُون معنى الآيةِ {إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} من معنى " النظَرِ بالعَيْنِ " إلى معنًى آخَرَ وهو " النظَرِ بمعنى الانتظارِ " مع أنَّ مادَّةَ (نَظَر) إذا عُدِّيَتْ بـ (إلى) لا تكونُ بمعنى الانتظارِ في اللغةِ العربيةِ، وإنما تكونُ بمعنى النظَرِ بالعَينِ ، فهم بذلك أخطأوا في الدليل والمدلول معًا .

2- خطؤهم في الدليل لا في المدلول
مثال : تفسير المتصوفة ل
قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} بقولِهم: هذا مَثلٌ ضربَه اللَّهُ للدُّنيا، ثم قسَّمَ الناسَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: فالهالِكُون في الدنيا هم الذين شَرِبُوا من النَّهَرِ، والذين خَلَطُوا عملًا صالحًا وآخَرَ سيِّئًا هم الذين غَرَفُوا غُرْفةً بأيديهم، والمتَّقُون الأبرارُ هم الذين لم يَشرَبُوا منه.
فهذا الكلامُ في حدِّ ذاتِه صحيحٌ، لكنَّ الخطأَ في الدليلِ ذلك لأنَّ الآيةَ لا تدلُّ على هذا.


بارك الله فيك وأحسن إليك

عندك تداخل في التقسيمات، فالخطأ الواقع من جهة العقيدة على صنفين،
- من يسلب لفظ القرآن معناه وما أريد به : (إلى ربها ناظرة)
- من يحمل لفظ القرآن ما لم يرد به ولم يدل عليه: { لن تراني}
وكل صنف نمثل له كما وضح لك ويشرح بالتفصيل، ثم نحكم على نوع الخطأ فيه مما يتعلق بالدليل والمدلول، فالخطأ في الدليل والمدلول تابع للكلام عن هذه الأصناف وأمثلتها وليس مسألة مستقلة كما سيظهر لك من قائمة العناصر.
ومن التمثيل على الصنف الثاني وهو الخطأ الذي منشؤه الاعتماد على الاحتمال اللغوي للفظ، عدم مراعاة حال المخاطبين بالقرآن ومن نزل عليهم ككلامهم عن الأهلّة.

هذه قائمة بمسائل الدرس أرجو أن تفيدك:


الاختلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال

عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
- حكم التفسير بالرأي.
- فضل تفاسير الصحابة والتابعين


● جهات الخطأ في الاستدلال
.. أ:
جهة الاعتقاد
..ب: جهة الاحتمال اللغوي للفظ القرآني

أولا: الخطأ الواقع في التفسير من جهة الاعتقاد
- أصحابه
- أنواعه:
.. 1- النوع الأول
.. مثاله
. .2- النوع الثاني:
.. مثاله

- نوع الخطأ بناء على صحة أو خطأ المعاني المرادة.
- حكم هذا النوع من التفسير


ثانيا: الخطأ الواقع في التفسير من جهة الاحتمال اللغوي للفظ القرآني
- أصحابه
- مثاله
- حكم هذا النوع من التفسير


● خلاصة الدرس.

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 25
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 17
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 13
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 85 %
وفقك الله

الشيماء وهبه 13 رجب 1436هـ/1-05-2015م 10:25 PM

آخر ما نزل من القرآن


عناصر الموضوع:


آخر سورة نزلت من القرآن الكريم
...- القول الأول: سورة النصر
...- القول الثاني: سورة التوبة
...- القول الثالث: سورة المائدة

آخر آيات نزلت من القرآن الكريم
- القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}
...- القول الثاني: آية الكلالة
...- القول الثالث: آية الربا
...- القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
...- القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة

أواخر مخصوصة
- آخر ما نزل بمكة
- آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
أسباب الخلاف في آخر ما نزل من القرآن
الراجح في آخر ما نزل من القرآن :
إشكال وجوابه


تلخيص الموضوع:


آخر سورة نزلت من القرآن الكريم
...- القول الأول: سورة النصر

- قالأبو العميس عن عبد المجيد بن سهيل عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبةقال: قال لي ابن عباس: تعلم آخر سورة من القرآن نزلت جميعا؟ قلت: نعم{إذا جاء نصر الله والفتح}قال: صدقت. رواه مسلم . ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام
وكذا أخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه عن ابن عباسٍ . ذكر السيوطي في الدر المنثور
وكذا أخرجه النسائي عن ابن عباس . ذكر ابن كثير في تفسير القرآن العظيم
- روي عن ابن عبّاسٍ أنّه قال: (آخر سورةٍ أنزلت:{إذا جاء نصر اللّه والفتح }وقد روى الحاكم في مستدركه، من طريق عبد اللّه بن وهبٍ بإسناده نحو رواية التّرمذيّ، ثمّ قال: صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه، ورواه الإمام أحمد والنّسائيّ . ذكر ابن كثير في تفسيره


القول الثاني: سورة براءة
- حدثنا محمد بن مسلم الزهري قال: (سورة التوبة وهي آخر ما نزل من القرآن . قال الموقري في الناسخ والمنسوخ للزهري
- حدثنا مروان بن معاوية عن ابن عباس، عن عثمان، قال: كانت براءة من آخر القرآن نزولا . قال الهروي في فضائل القرآن
- حدّثنا وكيعٌ، عن البراء، قال،(آخر سورةٍ نزلت كاملةً براءة . قال ابن أبي شيبة في المصنف وكذا قال ابن أيوب البجلي في فضائل القرآن والذهبي في تاريخ الإسلام وابن كثير في تفسيره .
- وفي الحديث المشهور في جمع أمير المؤمنين عثمان بن عفان للقرآن : عنابن عبّاس قال ( ...وكانت الأنفال منأوّل ما نزلبالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن ) وكذارواه أحمد، وأبو داود، والنّسائيّ، وابن حبّان في صحيحه، والحاكم فيمستدركه ذكره ابن كثير في تفسيره.


القول الثالث: سورة المائدة
- حدّثنا سعيد عن أبي ميسرة،قال: آخر سورةٍ أنزلت في القرآن سورة المائدة، وإنّ فيها لسبع عشرة فريضة . سنن سعيد بن منصور
- قال ابن وهب عن عبد الله بن عمرو قال: (آخر سورة أنزلت سورة المائدة) . ذكر ابن كثير في تفسيره
- أخرجأحمد وأبو عبيد في فضائله والنحاس في ناسخه والنسائي، وَابن المنذروالحاكم وصححه، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي:(يا جبير تقرأ المائدة؟) فقلت: نعم، فقالت: (أما إنها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه) ذكر السيوطي في الدرر المنثور



آخر آيات نزلت من القرآن الكريم
القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}
- حدثنا همام عن الكلبي عن أبي صالح وسعيد بن جبير أنهما قالا إن آخر آية نزلت من القرآن{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} . قال محمد بن كثير العبدي في الناسخ والمنسوخ لقتادة
- حدثنا خالد بن عمرو عن عطاء بن أبي رباح قال: آخر أية أنزلت من القرآن:{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} . ذكر الهروي في فضائل القرآن
- حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}, قال:زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ يوم السبت ومات يوم الاثنين، صلوات الله عليه وسلامه . ابن سلام الهروي في فضائل القرآن
- حدّثنا وكيع عن السّدّيّ، قال: آخر آيةٍ نزلت: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون}. ذكر ابن شيبة في المصنف


القول الثاني: آية الكلالة
- حدّثنا أبو الوليد، حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء رضي اللّه عنه،يقول: آخر آيةٍ نزلت:{يستفتونك قل: اللّه يفتيكم في الكلالة}[النساء: 176]وآخر سورةٍ نزلت براءةٌ ). صحيح البخاري وكذا ذكر الهروي في فضائل القرآن ،وابن شيبة في مصنفه، وابن أيوب في فضائل القرآن وابن كثير في تفسيره .


القول الثالث: آية الربا
- حدثنا قبيصة عن ابن عباس قال: آخرما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الربا , وإنا لنأمربالشيء لا ندري لعل به بأسا، وننهى عن الشيء لا ندري لعل ليس به بأس . ذكر ابن سلام الهروي في فضائل القرآن
- أخبرنا مسدد عن عمر، رضي الله عنه قال: «آخر ما أنزل من القرآن آية الربا، وأن نبي الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها فدعوا الربا والريبة». ابن أيوب في فضائل القرآن


القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
- حدثنا عبد الله بن صالح عن ابن شهاب قال:آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين .بن سلام الهروي في فضائل القرآن


القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة
- حدثنا محمد بن مسلم الزهري قال:(وآخر ما نزلت هذه الآية قوله تعالى: {لقدجاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوفرحيمفإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرشالعظيم}.ذكر الوليد بن محمد الموقري في الناسخ والمنسوخ للزهري
- حدثنا همام عن قتادة أن أبي بن كعب قال: إن آخر عهد القرآن في السماء هاتان الآيتان خاتمة براءة{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم..}إلى آخرها . ذكر ابن كثير العبدي في الناسخ والمنسوخ لقتادة ، كذا قال محمد ابن أيوب في فضائل القرآن


أواخر مخصوصة


- آخر ما نزل بمكة :
- قيل سورة النبأ آخر ما نزل من المكي الأول وهو ما نزل قبل الهجرة . ذكر ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ والسخاوي في جمال القراء
- وقال عطاء سورة المطففين هي آخر ما نزل بمكة . ذكر الزركشي في البرهان


- آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
عن أبي العالية: «أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بنكعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة{ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن ،فقال أبيّ بن كعب: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم . فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلاهو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم} ابن أيوب في فضائل القرآن



أسباب الخلاف في آخر ما نزل من القرآن :
1- هذه الأقوال ليس في شيء منها ما رفع إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويجوز أن يكون قاله قائله بضرب من الاجتهاد وتغليب الظن . قاله القاضي أبو بكر في الانتصار ذكره الزركشي في البرهان
2- أو قد يرجع هذا الاختلاف إلى أن كل واحد منهم قد أخبر بما عنده من العلم وأن يكون ما قاله آخر ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم وقد نزل الوحي بشىء آخر وهو لم يعلم ذلك . البيهقي في دلائل النبوة والذهبي في تاريخ الإسلام وقاله القاضي أبو بكر في الانتصار ذكره الزركشي في البرهان
3- أو يكون أراد به أن ما ذكر من ضمن أواخر الآيات التي نزلت . البيهقي في دلائل النبوة
4- ويحتمل أيضا أن تنزل الآية التي هي آخر آية تلاها الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع آيات نزلت معها فيؤمر برسم ما نزل معها وتلاوتها عليهم بعد رسم ما نزل آخرا وتلاوته فيظن سامع ذلك أنه آخر ما نزل في الترتيب . قاله القاضي أبو بكر في الانتصار ذكره الزركشي في البرهان
5- أنّ يكون كل منهم قد قصد آخرية مخصوصة .



الراجح في آخر ما نزل من القرآن :
ما ذكر من السور :
- فأما سورة براءة فأولها نزل عقب فتح مكة فالغالب أن القائل بأنها آخر سورة نزلت أراد به بعضها وهي آيات : {لقد جاءكم رسول من أنفسكم { والظاهر أنه أريد بها آخرية مخصوصة بأنها آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبي بكر والله أعلم .
-وأما سورة المائدة فغالبها نزل في غزوة تبوك وهي آخر غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وآية { اليوم أكملت لكم دينكم } معلوم أنها نزلت في حجة الوداع في السنة العاشرة .
- وأما سورة النصر فهي آخر ما نزل من السور وليس الآيات ويدل عليه رواية مسلم عن ابن عباس كما أنها آخر ما نزل مشعرا بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم. ويؤيده ما روي من أنه قال حين نزلت: ((نعيت إلي نفسي)) وكذلك فهم بعض كبار الصحابة. ذكر الزرقاني في مناهل العرفان


ما ذكر من الآيات :
الراجح أن آخر ما نزل من الآيات هو قول الله تعالى في سورة البقرة: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}. أخرجه النسائي من طريق عكرمة عن ابن عباس
وذلك لعدة أسباب منها :
1- ما تحمله هذه الآية في طياتها من الإشارة إلى ختام الوحي والدين, بسبب ما تحث عليه من الاستعداد ليوم المعاد وما تنوه به من الرجوع إلى الله واستيفاء الجزاء العادل من غير غبن ولا ظلم وذلك كله أنسب بالختام من آيات الأحكام المذكورة في سياقها.
2- التنصيص في رواية ابن أبي حاتم السابقة على أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعد نزولها تسع ليال فقط ولم تظفر الآيات الأخرى بنص مثله.
3- أن غيرها من الآيات المذكورة غالبًا ما يقصد منه آخر ما نزل في الأحكام والتشريعات .


إشكال وجوابه
قالوا: لماذا لا تكون آية المائدة آخر ما نزل من القرآن؟ وهي قوله سبحانه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} . مع أنها صريحة في أنها إعلام بإكمال الله لدينه في ذلك اليوم المشهود الذي نزلت فيه وهو يوم عرفة في حجة الوداع بالسنة العاشرة من الهجرة، والظاهر أن إكمال دينه لا يكون إلا بإكمال نزول القرآن وإتمام جميع الفرائض والأحكام.
والجواب: أن هناك قرآنا نزل بعد هذه الآية حتى بأكثر من شهرين و أن آية: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ}كانت آخر الآيات نزولا على الإطلاق لأن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعدها تسع ليال فقط. وتلك قرينة تمنعنا أن نفهم إكمال نزول القرآن من إكمال الدين في آية المائدة المذكورة.
والأقرب أن يكون معنى إكمال الدين فيها يومئذ هو إنجاحه وإقراره وإظهاره على الدين كله ولو كره الكافرون. ولا ريب أن الإسلام في حجة الوداع كان قد ظهرت شوكته وعلت كلمته . الزرقاني في مناهل العرفان

أمل عبد الرحمن 15 رجب 1436هـ/3-05-2015م 01:00 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه (المشاركة 198549)
آخر ما نزل من القرآن


عناصر الموضوع:


آخر سورة نزلت من القرآن الكريم
...- القول الأول: سورة النصر
...- القول الثاني: سورة التوبة
...- القول الثالث: سورة المائدة

آخر آيات نزلت من القرآن الكريم
- القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}
...- القول الثاني: آية الكلالة
...- القول الثالث: آية الربا
...- القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
...- القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة

أواخر مخصوصة
- آخر ما نزل بمكة
- آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
أسباب الخلاف في آخر ما نزل من القرآن
الراجح في آخر ما نزل من القرآن :
إشكال وجوابه


تلخيص الموضوع:

توجد مسألة: آخر سورة نزلت جميعا
أي كاملة، لذلك فهي مختلفة عن المسألة التالية
آخر سورة نزلت من القرآن الكريم
...- القول الأول: سورة النصر

- قالأبو العميس عن عبد المجيد بن سهيل ((عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبةقال: قال لي ابن عباس: تعلم آخر سورة من القرآن نزلت جميعا؟ قلت: نعم{إذا جاء نصر الله والفتح}قال: صدقت. رواه مسلم . ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام
وكذا أخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه عن ابن عباسٍ . ذكر السيوطي في الدر المنثور
وكذا أخرجه النسائي عن ابن عباس . ذكر ابن كثير في تفسير القرآن العظيم
- روي عن ابن عبّاسٍ أنّه قال: (آخر سورةٍ أنزلت:{إذا جاء نصر اللّه والفتح }وقد روى الحاكم في مستدركه، من طريق عبد اللّه بن وهبٍ بإسناده نحو رواية التّرمذيّ، ثمّ قال: صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه، ورواه الإمام أحمد والنّسائيّ . ذكر ابن كثير في تفسيره


القول الثاني: سورة براءة
- حدثنا محمد بن مسلم الزهري قال: (سورة التوبة وهي آخر ما نزل من القرآن . قال الموقري في الناسخ والمنسوخ للزهري
- حدثنا مروان بن معاوية عن ابن عباس، عن عثمان، قال: كانت براءة من آخر القرآن نزولا . قال الهروي في فضائل القرآن
- حدّثنا وكيعٌ، عن البراء، قال،(آخر سورةٍ نزلت كاملةً براءة . قال ابن أبي شيبة في المصنف وكذا قال ابن أيوب البجلي في فضائل القرآن والذهبي في تاريخ الإسلام وابن كثير في تفسيره .
- وفي الحديث المشهور في جمع أمير المؤمنين عثمان بن عفان للقرآن : عنابن عبّاس قال ( ...وكانت الأنفال منأوّل ما نزلبالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن ) وكذارواه أحمد، وأبو داود، والنّسائيّ، وابن حبّان في صحيحه، والحاكم فيمستدركه ذكره ابن كثير في تفسيره.


القول الثالث: سورة المائدة
- حدّثنا سعيد عن أبي ميسرة،قال: آخر سورةٍ أنزلت في القرآن سورة المائدة)) يقتصر على موضع الشاهد، وإنّ فيها لسبع عشرة فريضة . سنن سعيد بن منصور
- قال ابن وهب عن عبد الله بن عمرو قال: (آخر سورة أنزلت سورة المائدة) . ذكر ابن كثير في تفسيره
- أخرجأحمد وأبو عبيد في فضائله والنحاس في ناسخه والنسائي، وَابن المنذروالحاكم وصححه، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي:(يا جبير تقرأ المائدة؟) فقلت: نعم، فقالت: (أما إنها آخر سورة نزلت)) يقتصر على موضع الشاهد فقط فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه) ذكر السيوطي في الدرر المنثور



آخر آيات نزلت من القرآن الكريم
القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}
- حدثنا همام عن الكلبي عن أبي صالح وسعيد بن جبير أنهما قالا إن آخر آية نزلت من القرآن{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} . قال (رواه محمد بن كثير العبدي في الناسخ والمنسوخ لقتادة
- حدثنا خالد بن عمرو عن عطاء بن أبي رباح قال: آخر أية أنزلت من القرآن:{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} . ذكر الهروي في فضائل القرآن
- حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}, قال:زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ يوم السبت ومات يوم الاثنين، صلوات الله عليه وسلامه . ابن سلام الهروي في فضائل القرآن
- حدّثنا وكيع عن السّدّيّ، قال: آخر آيةٍ نزلت: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون}. ذكر ابن شيبة في المصنف


القول الثاني: آية الكلالة
- حدّثنا أبو الوليد، حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء رضي اللّه عنه،يقول: آخر آيةٍ نزلت:{يستفتونك قل: اللّه يفتيكم في الكلالة}[النساء: 176]وآخر سورةٍ نزلت براءةٌ ). صحيح البخاري وكذا ذكر الهروي في فضائل القرآن ،وابن شيبة في مصنفه، وابن أيوب في فضائل القرآن وابن كثير في تفسيره .


القول الثالث: آية الربا
- حدثنا قبيصة عن ابن عباس قال: آخرما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الربا)) , وإنا لنأمربالشيء لا ندري لعل به بأسا، وننهى عن الشيء لا ندري لعل ليس به بأس . ذكر ابن سلام الهروي في فضائل القرآن
- أخبرنا مسدد عن عمر، رضي الله عنه قال: «آخر ما أنزل من القرآن آية الربا، وأن نبي الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها فدعوا الربا والريبة». ابن أيوب في فضائل القرآن


القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
- حدثنا عبد الله بن صالح عن ابن شهاب قال:آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين .بن سلام الهروي في فضائل القرآن


القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة
- حدثنا محمد بن مسلم الزهري قال:(وآخر ما نزلت هذه الآية قوله تعالى: {لقدجاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوفرحيمفإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرشالعظيم}.ذكر الوليد بن محمد الموقري في الناسخ والمنسوخ للزهري
- حدثنا همام عن قتادة أن أبي بن كعب قال: إن آخر عهد القرآن في السماء هاتان الآيتان خاتمة براءة{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم..}إلى آخرها . ذكر ابن كثير العبدي في الناسخ والمنسوخ لقتادة ، كذا قال محمد ابن أيوب في فضائل القرآن


أواخر مخصوصة


- آخر ما نزل بمكة :
- قيل سورة النبأ آخر ما نزل من المكي الأول وهو ما نزل قبل الهجرة . ذكر ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ والسخاوي في جمال القراء
- وقال عطاء سورة المطففين هي آخر ما نزل بمكة . ذكر الزركشي في البرهان


- آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
عن أبي العالية: «أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بنكعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة{ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن)) ،فقال أبيّ بن كعب: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم . فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلاهو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم} ابن أيوب في فضائل القرآن



أقوال العلماء في أسباب الخلاف في آخر ما نزل من القرآن :
1- هذه الأقوال ليس في شيء منها ما رفع إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويجوز أن يكون قاله قائله بضرب من الاجتهاد وتغليب الظن . قاله القاضي أبو بكر في الانتصار ذكره الزركشي في البرهان
2- أو قد يرجع هذا الاختلاف إلى أن كل واحد منهم قد أخبر بما عنده من العلم وأن يكون ما قاله آخر ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم وقد نزل الوحي بشىء آخر وهو لم يعلم ذلك . البيهقي في دلائل النبوة والذهبي في تاريخ الإسلام وقاله القاضي أبو بكر في الانتصار ذكره الزركشي في البرهان
3- أو يكون أراد به أن ما ذكر من ضمن أواخر الآيات التي نزلت . البيهقي في دلائل النبوة
4- ويحتمل أيضا أن تنزل الآية التي هي آخر آية تلاها الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع آيات نزلت معها فيؤمر برسم ما نزل معها وتلاوتها عليهم بعد رسم ما نزل آخرا وتلاوته فيظن سامع ذلك أنه آخر ما نزل في الترتيب . قاله القاضي أبو بكر في الانتصار ذكره الزركشي في البرهان
5- أنّ يكون كل منهم قد قصد آخرية مخصوصة .مثل ماذا؟



الراجح في آخر ما نزل من القرآن :
ما ذكر من السور :
- فأما سورة براءة فأولها نزل عقب فتح مكة فالغالب أن القائل بأنها آخر سورة نزلت أراد به بعضها وهي آيات : {لقد جاءكم رسول من أنفسكم { والظاهر أنه أريد بها آخرية مخصوصة بأنها آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبي بكر والله أعلم .
-وأما سورة المائدة فغالبها نزل في غزوة تبوك وهي آخر غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وآية { اليوم أكملت لكم دينكم } معلوم أنها نزلت في حجة الوداع في السنة العاشرة .
- وأما سورة النصر فهي آخر ما نزل من السور وليس الآيات ويدل عليه رواية مسلم عن ابن عباس كما أنها آخر ما نزل مشعرا بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم. ويؤيده ما روي من أنه قال حين نزلت: ((نعيت إلي نفسي)) وكذلك فهم بعض كبار الصحابة. ذكر الزرقاني في مناهل العرفان
كل ما ذكر إنما هو في آخرية مخصوصة، وليس آخرية مطلقة، وهو ما ذهب إليه العلماء في تفسير آخريتها الواردة عن الصحابة، وهناك أمثلة أخرى لأواخر مخصوصة أيضا.

ما ذكر من الآيات :
الراجح أن آخر ما نزل من الآيات هو قول الله تعالى في سورة البقرة: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}. أخرجه النسائي من طريق عكرمة عن ابن عباس
وذلك لعدة أسباب منها :
1- ما تحمله هذه الآية في طياتها من الإشارة إلى ختام الوحي والدين, بسبب ما تحث عليه من الاستعداد ليوم المعاد وما تنوه به من الرجوع إلى الله واستيفاء الجزاء العادل من غير غبن ولا ظلم وذلك كله أنسب بالختام من آيات الأحكام المذكورة في سياقها.
2- التنصيص في رواية ابن أبي حاتم السابقة على أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعد نزولها تسع ليال فقط ولم تظفر الآيات الأخرى بنص مثله.
3- أن غيرها من الآيات المذكورة غالبًا ما يقصد منه آخر ما نزل في الأحكام والتشريعات .
من صاحب الترجيح؟
ثم إنه رجح بعد نقده لعشر روايات في بيان آخر ما نزل حتى وصل إلى هذا القول، وكانت هذه المسألة التي تحتاج منك لتفصيل.

إشكال وجوابه
قالوا: لماذا لا تكون آية المائدة آخر ما نزل من القرآن؟ وهي قوله سبحانه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} . مع أنها صريحة في أنها إعلام بإكمال الله لدينه في ذلك اليوم المشهود الذي نزلت فيه وهو يوم عرفة في حجة الوداع بالسنة العاشرة من الهجرة، والظاهر أن إكمال دينه لا يكون إلا بإكمال نزول القرآن وإتمام جميع الفرائض والأحكام.
والجواب: أن هناك قرآنا نزل بعد هذه الآية حتى بأكثر من شهرين و أن آية: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ}كانت آخر الآيات نزولا على الإطلاق لأن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعدها تسع ليال فقط. وتلك قرينة تمنعنا أن نفهم إكمال نزول القرآن من إكمال الدين في آية المائدة المذكورة.
والأقرب أن يكون معنى إكمال الدين فيها يومئذ هو إنجاحه وإقراره وإظهاره على الدين كله ولو كره الكافرون. ولا ريب أن الإسلام في حجة الوداع كان قد ظهرت شوكته وعلت كلمته . الزرقاني في مناهل العرفان

أحسنت، بارك الله فيك
المسألة التي تحتاج إلى مراجعة هي مسألة مسالك العلماء في التوفيق بين المرويات الواردة في بيان آخر ما نزل.
لأن هناك خلاف كما رأيت فما تفسيره؟
فمنهم من جمع بينها وقال كل أخبر بما عنده من العلم أو بآخر ما سمع وظن أنه لم ينزل بعده وحي
وبعضهم قصد أنها من أواخر ما نزل وليس الآخر مطلقا
ومنهم من قصد آخرية مخصوصة
ومن أهل العلم من رجح بين هذه الروايات كلها واختار آخر ما نزل مطلقا كما فعل الزرقاني
ويمكنك مطالعة ذلك في نموذج الإجابة التالي


آخر ما نزل من القرآن



عناصر الموضوع:
آخر سورة نزلت جميعاً
آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً
آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم

● آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
مسالك العلماء في التوفيق بين الآثار المروية في آخر ما نزل في القرآن
● أواخر مخصوصة
إشكال وجوابه


خلاصة أقوال أهل العلم في آخر ما نزل من القرآن



آخر سورة نزلت جميعاً
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قال لي ابن عباسٍ: تعلم آخر سورةٍ نزلت من القرآن نزلت جميعًا؟
قلت: نعم، {إذا جاء نصر الله والفتح}
قال: صدقت)
. رواه مسلم واللفظ له، ورواه ابن أبي شيبة، والنسائي (ذكره ابن كثير)، وابن مردويه (ذكره السيوطي)

آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً
- القول الأول: سورة النصر، وتسمّى سورة الفتح
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قال لي ابن عباسٍ: تعلم آخر سورةٍ نزلت من القرآن نزلت جميعًا؟
قلت: نعم، {إذا جاء نصر الله والفتح}
قال: صدقت)
.
رواه مسلم واللفظ له، ورواه ابن أبي شيبة، والنسائي (ذكره ابن كثير)، وابن مردويه (ذكره السيوطي)

- القول الثاني: سورة براءة

- عن ابن عباس، عن عثمان، قال: (كانت براءة من آخر القرآن نزولا). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن.

- عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء يقول: (آخر سورةٍ نزلت براءة). متفق عليه، ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن، وابن أبي شيبة في مصنفه، ومحمد بن أيوب الضريس في فضائل القرآن، وأورده ابن كثير في تفسيره عن الترمذي.

- القول الثالث: سورة المائدة

- عن أبي عبد الرّحمن، عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: (آخر سورةٍ أنزلت: سورة المائدة والفتح).
رواه الترمذي وقال: هذا حديثٌ غريبٌ حسنٌ.

وقد روى الحاكم في مستدركه، من طريق عبد اللّه بن وهبٍ بإسناده نحو رواية التّرمذيّ، ثمّ قال: صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه.
ذكره ابن كثير في تفسيره.
- عن جبير بن نفير قال: (حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي: (يا جبير تقرأ المائدة؟) فقلت: نعم، فقالت: (أما إنها آخر سورة نزلت). أخرجه أحمد وأبو عبيد في فضائله والنحاس في ناسخه والنسائي، وَابن المنذر والحاكم وصححه، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه"
رواه السيوطي في الدر المنثور.



آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم
- القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} البقرة.
- عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: (آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله }) رواه أبو عبيد في فضائل القرآن.
- عن الكلبي عن أبي صالح وسعيد بن جبير أنهما قالا إن آخر آية نزلت من القرآن {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} ). رواه محمد بن كثير العبدي في الناسخ والمنسوخ لقتادة.
- عن مالك بن مغول، عن عطاء بن أبي رباح قال: (آخر أية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن.

- القول الثاني: آية الكلالة
عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، قال:آخر آية أنزلت: { يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة } ). رواه البخاري، ورواه أبو عبيد في فضائل القرآن وابن أبي شيبه في مصنفه وابن الضريس في فضائله.
- القول الثالث: آية الربا
- عن الشعبي، عن ابن عباس قال: (آخر ما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الربا). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن.
- عن سعيد بن المسيب، عن عمر، رضي الله عنه قال: (آخر ما أنزل من القرآن آية الربا). رواه ابن الضريس في فضائل القرآن.

- القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
- عن عقيل، عن ابن شهاب قال: (آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن.

- القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة

- عن قتادة أن أبي بن كعب قال: إن آخر عهد القرآن في السماء هاتان الآيتان خاتمة براءة {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم..} إلى آخرها).
رواه محمد بن كثيرٍ العَبْدي في الناسخ والمنسوخ لقتادة، وابن الضريس في فضائل القرآن واللفظ له.
- عن الربيع، عن أبي العالية: «أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون} فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن.
فقال أبيّ بن كعب: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم . فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}
قال: فهذا آخر ما أنزل من القرآن).
رواه ابن الضريس في فضائل القرآن.

آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
- عن الربيع، عن أبي العالية أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة: {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}، فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن). رواه ابن الضريس في فضائل القرآن.

مسالك العلماء في التوفيق بين الآثار المروية في آخر ما نزل في القرآن
- المسلك الأول: الجمع بين الروايات.
واختلفوا في هذا الجمع على أوجه:
الوجه الأول: ا
عتبار أن ما روي من باب الاجتهاد وغلبة الظن، ويكون الاختلاف راجعا إلى أن كل واحد من الصحابة أخبر بما عنده من العلم، فيكون آخر ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم وظن أنه لم ينزل بعده وحي.
ذكره البيهقي والذهبي والباقلاني.
الوجه الثاني:
أن يكون كل واحد أخبر عن بعض ما نزل باعتبار أنه آخر، كما في الروايات الواردة في آخرية آية الربا، وآية {واتقوا يوما}، وآية الدين؛ لأن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف ولأنها في قصة واحدة. ذكره السيوطي
الوجه الثالث: اعتبار أن يكونوا أرادوا أن ما ذكر من أواخر الآيات التي نزلت، ولا يُقصد بها أنها الآخرية المطلقة.

-
وذلك كما في الصحيحين من طريق البراء بن عازب أن آخر آية نزلت: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} وآخر سورة نزلت براءة.
- أمّا السّورة فالمراد بعضها أو معظمها وإلّا ففيها آياتٌ كثيرةٌ نزلت قبل سنة الوفاة النّبويّة.
ذكره ابن حجر.
الوجه الرابع: اعتبار
أنه يُراد بكل قول آخرية مخصوصة، فيكون:
- آية الربا وآية الدين آخر ما نزل من آيات الأحكام.
- قوله تعالى: (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى) آخر ما نزل بعدما كان ينزل في الرجال خاصة.
لحديث أم سلمة قال: (يا رسول الله. أرى الله يذكر الرجال ولا يذكر النساء) فنزلت: (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض) ونزلت: (إن المسلمين والمسلمات) ونزلت هذه الآية فهي آخر الثلاثة نزولا وآخر ما نزل بعدما كان ينزل في الرجال خاصة.

- آخر الآيات نزولا: {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة}، يعني في آخر سورة نزلت (أي التوبة) .
- قوله تعالى: {قل لا أجد فيما أوحي إلى محرما..} آخر ما نزل في محاجة المشركين ومخاصمتهم وهم بمكة.

- قوله تعالى:
{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} آخر ما نزل في شأن قتل المؤمن عمدا.
- قوله تعالى: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} آخر ما نزل في الفرائض.
- سورة براءة آخر ما نزل في شأن تشريع القتال والجهاد.
- سورة المائدة آخر سورة نزلت في الحلال والحرام فلم تنسخ فيها أحكام.

- قوله: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم) إلى آخر السورة آخر ما نزل من سورة براءة لا آخر مطلق.
ويؤيده ما قيل في هاتين الآيتين أنهما مكيتان بخلاف سائر السورة.
- قوله تعالى: (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا..) آخر ما نزل مثبتا محكما ولم ينسخها شيء.
- آخر ما نزل مشعرا بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم سورة (إذا جاء نصر الله والفتح) ويؤيده ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من أنه قال حين نزلت: (نعيت إلى نفسي) وكذلك فهم كبار الصحابة. ويحتمل أيضا أنها آخر ما نزل من السور فقط لحديث ابن عباس: (آخر سورة نزلت من القرآن جميعا: (إذا جاء نصر الله والفتح)
).
ذكر ذلك السيوطي في الإتقان، والزرقاني في المناهل.

- المسلك الثاني: مسلك الترجيح بين الروايات
الأقوال الواردة في آخر ما نزل مطلقا:

الأول: أن آخر ما نزل قول الله تعالى في سورة البقرة: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}. أخرجه النسائي من طريق عكرمة عن ابن عباس
وكذلك أخرج ابن أبي حاتم قال: آخر ما نزل من القرآن كله {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} الآية. وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزولها تسع ليال ثم مات لليلتين خلتا من ربيع الأول.
الثاني: أن آخر ما نزل هو قول الله تعالى في سورة البقرة أيضا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}. أخرجه البخاري عن ابن عباس والبيهقي عن ابن عمر.
الثالث: أن آخر ما نزل آية الدين في سورة البقرة أيضا وهي قوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ} إلى قوله سبحانه: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} وهي أطول آية في القرآن.
واختار الزرقاني أن آخر هذه الثلاثة نزولا هو قول الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} .
وذلك لأمرين:
-أحدهما: ما تحمله هذه الآية في طياتها من الإشارة إلى ختام الوحي والدين, بسبب ما تحث عليه من الاستعداد ليوم المعاد وما تنوه به من الرجوع إلى الله واستيفاء الجزاء العادل من غير غبن ولا ظلم وذلك كله أنسب بالختام من آيات الأحكام المذكورة في سياقها.
-ثانيهما: التنصيص في رواية ابن أبي حاتم السابقة على أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعد نزولها تسع ليال فقط ولم تظفر الآيات الأخرى بنص مثله. ذكره الزرقاني
.
- ورجح ابن حجر أن آخر سورة نزلت كاملة هي سورة النصر.
، لحديث ابن عباسٍ: (تعلم آخر سورةٍ نزلت من القرآن نزلت جميعًا؟...).

- المسلك الثالث: نقد المرويات في هذا الباب كلها
- قال الباقلاني: (ليس في هذه الروايات ما رُفع إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليس العلم بذلك من فرائض الدين حتى يلزم ما طعن به الطاعنون من عدم الضبط).
- قول الباقلاني متعقّب بأنّ ما صح عن الصحابة في نزول القرآن فله حكم الرفع؛ فإن اختلفت الروايات فيجمع بينها إن أمكن؛ فإن لم يمكن فالترجيح.


أواخر مخصوصة
- آخر ما نزل بمكة
- سورة النبأ

روي أن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر غداة يوم إنزالها.
ذكر ذلك هبة الله المقريء في الناسخ والمنسوخ، والسخاوي في جمال القراء
- سورة المطففين
اختلفوا فيها، فقال ابن عباس: مدنية. وقال عطاء: هي آخر ما نزل بمكة.
ذكره الزركشي في البرهان


إشكال وجوابه
- اعتبار قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم} آخر ما نزل.
سؤال: لماذا لا يعتبر قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم} آخر ما نزل
مع أنها صريحة في أنها إعلام بإكمال الله لدينه في ذلك اليوم المشهود الذي نزلت فيه وهو يوم عرفة في حجة الوداع بالسنة العاشرة من الهجرة.
والظاهر أن إكمال دينه لا يكون إلا بإكمال نزول القرآن وإتمام جميع الفرائض والأحكام.
؟

الجواب: صرّح السدّي بأن هذه الآية آخر ما نزل، مع أنه قد ثبت أن هناك قرآنا نزل بعد هذه الآية حتى بأكثر من شهرين ومنه آيات الربا والدين وآية: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ}
وهذه قرينة تمنعنا أن نفهم إكمال نزول القرآن من إكمال الدين في آية المائدة المذكورة.

فيكون معنى إكمال الدين هو إفراد المؤمنين بالبلد الحرام وإجلاء المشركين عنه حتى حجه المسلمون لا يخالطهم المشركون، ويؤيده ما أخرجه من طريق ابن أبي طلحة عن ابن عباس: (وحج المسلمون لا يشاركهم في البيت الحرام أحد من المشركين فكان ذلك من تمام النعمة {وأتممت عليكم نعمتي}) وهذه خلاصة ما ذكره ابن جرير والسيوطي والزرقاني.


تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 27
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 15
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 14
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 14

= 90 %
وفقك الله


الشيماء وهبه 17 رجب 1436هـ/5-05-2015م 09:12 PM

ثبوت النسخ والردّ على من أنكره

عناصر الموضوع:


بيان جواز النسخ
وثبوته :

..- الدليل على جواز النسخ عقلاً
.- الدليل على جواز النسخ شرعاً في كل الأمم السابقة
- الدليل على أن النسخ من خصائص هذه الأمة

- أدلة جواز النسخ على القرآن الكريم خاصة

بيان فرق منكري النسخ وكشف شبهاتهم
- أقوال طوائف اليهود في النسخ
- اضطراب الأشاعرة في مسألة النسخ

تلخيص الموضوع
:


بيان جواز النسخ
وثبوته :


- الدليل على جواز النسخ عقلا


1-لأن للآمر أن يأمر بما شاء فلا يمتنع أن يريد تكليف العباد عبادةً في مدّةٍ معلومةٍ ثمّ يرفعها ويأمر بغيرها. الناسخ والمنسوخ لابن حزم ونواسخ القرآن لابن الجوزي

2-أن النفس إذا مرنت على أمر ألفته فإذا نقلت عنه إلى غيره شق عليها لمكان الاعتياد المألوف فظهر منها بإذعان الانقياد لطاعة الأمر الناسخ والمنسوخ لابن حزم


3-أنه قد ثبت أنّ اللّه تعالى ينقل من الفقر إلى الغنى، ومن الصّحّة إلى السّقم، ثمّ قد رتّب الحرّ والبرد، واللّيل والنّهار، وهو أعلم بالمصالح وله الحكم فجائزٌ أن تكون المصلحة للعباد في فعل عبادة زمانٍ دون زمانٍ، ويوضّح هذا أنّه قدجاز في العقل تكليف عبادةٍ متناهيةٍ كصوم يومٍ، وهذا تكليفٌ انقضى بانقضاء زمان. ابن الجوزي في نواسخ القرآن


.- الدليل على جواز النسخ شرعاً في كل الأمم السابقة


قوله تعالى: {لكلٍ جعلنا منكم شرعةً ومنهاجًا}
فمعلومٌ أن شريعة كل رسولٍ نسخت شريعةً من كان قبله ،ومن أبين ما يدلّ على جواز النسخ للشرائع أنه قد ثبت أنّ من دين آدم عليه السّلام وطائفةٍ من أولاده، جواز نكاح الأخوات وذوات المحارم، والعمل في يوم السّبت، ثمّ نسخ ذلك في شريعة موسى، وكذلكالشّحوم كانت مباحةً، ثمّ حرّمت في دين موسى، فإن ادّعوا أنّ هذا ليس بنسخٍ فقد خالفوا في اللّفظ دون المعنى . رواه ابن الجوزي في نواسخ القرآن والمكي بن أبي طالب في الإيضاح
...
- الدليل على أن النسخ من خصائص هذه الأمة
أجمع المسلمون على جواز النسخ والإجماع في الأمة دليل كافي على ثبوته لأن الأمة لا تجتمع على ضلالة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم كما ثبت أن النسخ مما خص الله به هذه الأمة لحكم منها التيسير في شريعة هذه الأمة عن سائر الشرائع الأخرى .


- أدلة جواز النسخ على القرآن الكريم خاصة


1- قال الله – جلَّ ذكره -: {يمحو الله ما يشاء ويثبت }
قال ابن عباسٍ وغيره: معناه: يمحو ما يشاء من أحكام كتابه فينسخه ببدلٍ أو بغير بدل،ويثبت مايشاء فلا يمحوه ولا ينسخه، ومثل هذا المعنى قال قتادة وابن جريج وغيرهم في هذه الآية. ذكره مكي بن أبي طالب في الإيضاح


2- قوله تعالى: {وإذا بدّلنا آيةً مكان آيةٍ والله أعلم بما ينـزّل قالوا إنّما أنت مفترٍ}.
فهذا نصٌ ظاهر في (جواز) زوال حكم آيةٍ ووضع أخرى موضعها، وهذا النسخ من قولهم: نسخت الشمس الظل، إذا أزالته وحلت محله. ذكره مكي بن أبي طالب في الإيضاح


3- قوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخيرٍ منها أو مثلها}.
فهذا نص ظاهر في جواز النّسخ للقرآن بالقرآن ، والمعنى على قراءةالجماعة: أن الله جل ذكره يخبر عن نفسه ويقول: ما نرفع من حكم آيةٍ ونبقي تلاوتها أو ننسكها يا محمد فلا تحفظ تلاوتها نأت بخير منها هي أصلح لكم وأسهل في التعبّد، أو نأت بمثلها في العمل وأعظم في الأجر وفي هذه الآية قراءات بمعانٍ تقرب من هذه المعاني وقال ابن زيد: إنساؤها: محوها وتركها. ذكره مكي بن أبي طالب في الإيضاح


بيان فرق منكري النسخ وكشف شبهاتهم


- أقوال طوائف اليهود في النسخ وكشف شبهاتهم


انقسم اليهود في ذلك ثلاثة أقسامٍ:
القسم الأوّل
شبهتهم :
قالوا: لا يجوز عقلا ولا شرعًا، وزعموا أنّ النسخ هو عين البداء. ذكره ابن الجوزي في نواسخ القرآن
الرد على شبهتهم :
أن هناك فرق بين النسخ والبداء
-وهو أن النسخ تحويل العباد من شيءٍ قد كان حلالًا فيحرّم أو كان حرامًا فيحلّل أو كان مطلقًا فيحظر أو كان محظورًا فيطلق أو كان مباحًا فيمنع أوممنوعًا فيباح إرادة الصّلاح للعباد وقدعلم اللّه جلّ وعزّ العاقبة في ذلك وعلم وقت الأمر به أنّه سينسخه إلى ذلك الوقت فكان المطلق على الحقيقة غير المحظور أمثلة ذلك :
1- الصّلاة كانت إلى بيت المقدس إلى وقتٍ بعينه ثمّ حظرت فصيّرت إلى الكعبة
2- قوله جلّ وعزّ{إذا ناجيتم الرّسول فقدّموا بين يدي نجواكم صدقةً}قدعلم اللّه جلّ وعزّ أنّه إلى وقتٍ بعينه ثمّ نسخه في ذلك الوقت
3- وكذا تحريم السّبت كان في وقتٍ بعينه على قومٍ ثمّ نسخ وأمر قومٌ آخرون بإباحة العمل فيه.

وكان الأوّل المنسوخ حكمةً وصوابًا ثمّ نسخ وأزيل بحكمةٍوصوابٍكماتزال الحياة بالموت وكما تنقل الأشياء فلذلك لم يقع النّسخ في الأخبار .


وأما البداء فهو ترك ماعُزم عليه كقولك: امض إلى فلانٍ اليوم ثمّ تقول: لا تمض إليه فيبدو لك عن القول الأوّل، وهذا يلحق البشر لنقصانهم كذا إن قلت: ازرع كذا في هذه السّنة ثمّ قلت: لا تفعل، فهذا البداء فهو ظهور رأيٍ محدث لم يظهر قبل وهذا شيءٌ يلحق البشر لجهلهم بعواقب الأمور وعلم الغيوب، والله يتعالى عن ذلك علوا كبيرًا؛ لأنه يعلم عواقب الأمور ولا يغيب عنه شيء من علم الغيوب، فمحالٌ أن يبدو له رأيٌ لم يكن يبدو له قبل ذلك. الناسخ والمنسوخ للنحاس ومثله ذكر مكي بن أبي طالب في الإيضاح وابن الجوزي في نواسخ القرآن

القسم الثّاني

شبهتهم :
قالوا يجوز النسخ عقلا وممنوع شرعًا ذلك لأن شريعة موسى عليه السلام التوراة لا تنسخ من بعده ومن هؤلاء منقال: لا يجوز النّسخ إلا في موضعٍ واحدٍ، وهو أنّه يجوز نسخ عبادةٍ أمر اللّه بها بما هو أثقل على سبيل العقوبة لا غير. ذكره ابن الجوزي في نواسخ القرآن


الرد علي شبهتهم :
- فأما دعوى من ادّعى أنّ موسى عليه السّلام أخبر أنّ شريعته لا تنسخ فمحالٌ. ذلك ويقال إنّ ابن الرّاونديّ علمّهم أن يقولوا: إنّ موسى قال: (لا نبيّ بعدي) وهذا قول ابتدع بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ويدل على ذلك أنّه لو صحّ قولهم لما ظهرت المعجزات على يد عيسى عليه السّلام فإن أنكروا معجزة عيسى لزمهم ذلك في معجزة موسى، فإن اعترفوا ببعض معجزاته،لزمهم تكذيب من نقل عن موسى عليه السّلام أنّه قال: (لا نبيّ بعدي)
- وأما من قال لا يجوز النّسخ إلا على وجه العقوبة فليس بشيءٍ، لأنّه إذا أجاز النّسخ في الجملة جاز أن يكون للرّفق بالمكلّف، كما جاز للتّشديد عليه.ذكره ابن الجوزي في نواسخ القرآن

القسم الثّالث
:


شبهتهم :
قالوا يجوز شرعًا لا عقلا، واختلف هؤلاء في عيسى ومحمّدٍ صلّى اللّه عليهما، فمنهم من قال: لم يكونا نبيين لأنهم الم يأتيا بمعجزةٍ، وإنّما أتيا بما هو من جنس الشّعوذة.
ومنهم من قال: كانا نبيّين صادقين، غير أنّهما لم يبعثا بنسخ شريعة موسى ولا بعثا إلى بني إسرائيل إنّما بعثا إلى العرب والأميين . ذكره ابن الجوزي في نواسخ القرآن


الرد على شبهتهم :
- أمّا من قال: إن عيسى ومحمداً عليهما السّلام كانا نبيّين لكنّهما لم يبعثا إلى بني إسرائيل فتغفيلٌ من قائله، لأنّه إذا أقرّ بنبوّة نبيٍّ فقد أقرّ بصدقه،لأنّ النّبيّ لا يكذب، وقد كان عيسى عليه السّلام يخاطب بني إسرائيل، ونبيّنا صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: ((بعثت إلى النّاس كافّةً)) وكان يكاتب ملوك الأعاجم . ذكره ابن الجوزي في نواسخ القرآن


- وأما من قال إن عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم لم يكونا نبيين لأنهما لم يأتيا بمعجزة فهم إن أنكروامعجزة عيسى لزمهم ذلك في معجزة موسى عليه السلام ، ولقد ثبت أن كان نبيّنا صلّى اللّه عليه وسلّم مصدّقًا لموسى عليه السّلام، وحكم عليهم بالرّجم عملا بما فيشريعة موسى صلّى اللّه عليه وسلّم؛ فهلا احتجّوا عليه بذلك وأنكروه .


اضطراب الأشاعرة في مسألة النسخ


قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (و قولنا: ناسخ ومنسوخ أمر يختص بالتلاوة. وأما المتلو فلا يجوز ذلك فيه، وكذلك المجاز: أمر يختص بالتلاوة.
وكلام اللهعز وجل قديم، لم يزل موجودا، وكان قبل إيجاد الخلق غير مكتوب ولا مقروء،ثمبالإنزال كان مقروءا ومكتوبا ومسموعا، ولم ينتقل بذلك من حال إلى حال. كماأن الباري عز وجل قبل خلق العباد لم يكن معبودا وإنما عبد بعد إيجادالعباد ولم يوجب ذلك له تغيرا سبحانه ). جمال القراء


إدارة الاختبارات 18 رجب 1436هـ/6-05-2015م 07:54 PM

نسخت لك هذا التلخيص
ثبوت النسخ والردّ على من أنكره هنا
حتى تصححه الأستاذة أمل
بارك الله فيكِ




أمل عبد الرحمن 23 رجب 1436هـ/11-05-2015م 03:27 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه (المشاركة 199783)
ثبوت النسخ والردّ على من أنكره

عناصر الموضوع:


بيان جواز النسخ
وثبوته :

..- الدليل على جواز النسخ عقلاً
.- الدليل على جواز النسخ شرعاً في كل الأمم السابقة
- الدليل على أن النسخ من خصائص هذه الأمة

- أدلة جواز النسخ على القرآن الكريم خاصة

بيان فرق منكري النسخ وكشف شبهاتهم
- أقوال طوائف اليهود في النسخ
- اضطراب الأشاعرة في مسألة النسخ

تلخيص الموضوع
:


بيان جواز النسخ
وثبوته :

أين الدليل على النسخ بنص القرآن أولا؟
- الدليل على جواز النسخ عقلا
1-لأن للآمر أن يأمر بما شاء فلا يمتنع أن يريد تكليف العباد عبادةً في مدّةٍ معلومةٍ ثمّ يرفعها ويأمر بغيرها. الناسخ والمنسوخ لابن حزم ونواسخ القرآن لابن الجوزي

2-أن النفس إذا مرنت على أمر ألفته فإذا نقلت عنه إلى غيره شق عليها لمكان الاعتياد المألوف فظهر منها بإذعان الانقياد لطاعة الأمر الناسخ والمنسوخ لابن حزم


3-أنه قد ثبت أنّ اللّه تعالى ينقل من الفقر إلى الغنى، ومن الصّحّة إلى السّقم، ثمّ قد رتّب الحرّ والبرد، واللّيل والنّهار، وهو أعلم بالمصالح وله الحكم فجائزٌ أن تكون المصلحة للعباد في فعل عبادة زمانٍ دون زمانٍ، ويوضّح هذا أنّه قدجاز في العقل تكليف عبادةٍ متناهيةٍ كصوم يومٍ، وهذا تكليفٌ انقضى بانقضاء زمان. ابن الجوزي في نواسخ القرآن


.- الدليل على جواز النسخ شرعاً في كل الأمم السابقة
قوله تعالى: {لكلٍ جعلنا منكم شرعةً ومنهاجًا}
فمعلومٌ أن شريعة كل رسولٍ نسخت شريعةً من كان قبله ،ومن أبين ما يدلّ على جواز النسخ للشرائع أنه قد ثبت أنّ من دين آدم عليه السّلام وطائفةٍ من أولاده، جواز نكاح الأخوات وذوات المحارم، والعمل في يوم السّبت، ثمّ نسخ ذلك في شريعة موسى، وكذلكالشّحوم كانت مباحةً، ثمّ حرّمت في دين موسى، فإن ادّعوا أنّ هذا ليس بنسخٍ فقد خالفوا في اللّفظ دون المعنى . رواه ابن الجوزي في نواسخ القرآن والمكي بن أبي طالب في الإيضاح
...
- الدليل على أن النسخ من خصائص هذه الأمة اجعلي عنوان المسألة هكذا أفضل: النسخ من خصائص الأمة، واجعلي الدليل في تفصيل الكلام.
أجمع إجماع المسلمون على جواز النسخ والإجماع في الأمة دليل كافي على ثبوته لأن الأمة لا تجتمع على ضلالة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم كما ثبت أن النسخ مما خص الله به هذه الأمة لحكم منها التيسير في شريعة هذه الأمة عن سائر الشرائع الأخرى .


- أدلة جواز النسخ على القرآن الكريم خاصة الأولى تقديم هذه المسألة
1- قال الله – جلَّ ذكره -: {يمحو الله ما يشاء ويثبت }
قال ابن عباسٍ وغيره: معناه: يمحو ما يشاء من أحكام كتابه فينسخه ببدلٍ أو بغير بدل،ويثبت مايشاء فلا يمحوه ولا ينسخه، ومثل هذا المعنى قال قتادة وابن جريج وغيرهم في هذه الآية. ذكره مكي بن أبي طالب في الإيضاح


2- قوله تعالى: {وإذا بدّلنا آيةً مكان آيةٍ والله أعلم بما ينـزّل قالوا إنّما أنت مفترٍ}.
فهذا نصٌ ظاهر في (جواز) زوال حكم آيةٍ ووضع أخرى موضعها، وهذا النسخ من قولهم: نسخت الشمس الظل، إذا أزالته وحلت محله. ذكره مكي بن أبي طالب في الإيضاح


3- قوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخيرٍ منها أو مثلها}.
فهذا نص ظاهر في جواز النّسخ للقرآن بالقرآن ، والمعنى على قراءةالجماعة: أن الله جل ذكره يخبر عن نفسه ويقول: ما نرفع من حكم آيةٍ ونبقي تلاوتها أو ننسكها يا محمد فلا تحفظ تلاوتها نأت بخير منها هي أصلح لكم وأسهل في التعبّد، أو نأت بمثلها في العمل وأعظم في الأجر وفي هذه الآية قراءات بمعانٍ تقرب من هذه المعاني وقال ابن زيد: إنساؤها: محوها وتركها. ذكره مكي بن أبي طالب في الإيضاح


بيان فرق منكري النسخ وكشف شبهاتهم
- أقوال طوائف اليهود في النسخ وكشف شبهاتهم


انقسم اليهود في ذلك ثلاثة أقسامٍ:
القسم الأوّل
شبهتهم :
قالوا: لا يجوز عقلا ولا شرعًا، وزعموا أنّ النسخ هو عين البداء. ذكره ابن الجوزي في نواسخ القرآن
الرد على شبهتهم :
أن هناك فرق بين النسخ والبداء
-وهو أن النسخ تحويل العباد من شيءٍ قد كان حلالًا فيحرّم أو كان حرامًا فيحلّل أو كان مطلقًا فيحظر أو كان محظورًا فيطلق أو كان مباحًا فيمنع أوممنوعًا فيباح إرادة الصّلاح للعباد وقدعلم اللّه جلّ وعزّ العاقبة في ذلك وعلم وقت الأمر به أنّه سينسخه إلى ذلك الوقت فكان المطلق على الحقيقة غير المحظور أمثلة ذلك :
1- الصّلاة كانت إلى بيت المقدس إلى وقتٍ بعينه ثمّ حظرت فصيّرت إلى الكعبة
2- قوله جلّ وعزّ{إذا ناجيتم الرّسول فقدّموا بين يدي نجواكم صدقةً}قدعلم اللّه جلّ وعزّ أنّه إلى وقتٍ بعينه ثمّ نسخه في ذلك الوقت
3- وكذا تحريم السّبت كان في وقتٍ بعينه على قومٍ ثمّ نسخ وأمر قومٌ آخرون بإباحة العمل فيه.

وكان الأوّل المنسوخ حكمةً وصوابًا ثمّ نسخ وأزيل بحكمةٍوصوابٍكماتزال الحياة بالموت وكما تنقل الأشياء فلذلك لم يقع النّسخ في الأخبار .


وأما البداء فهو ترك ماعُزم عليه كقولك: امض إلى فلانٍ اليوم ثمّ تقول: لا تمض إليه فيبدو لك عن القول الأوّل، وهذا يلحق البشر لنقصانهم كذا إن قلت: ازرع كذا في هذه السّنة ثمّ قلت: لا تفعل، فهذا البداء فهو ظهور رأيٍ محدث لم يظهر قبل وهذا شيءٌ يلحق البشر لجهلهم بعواقب الأمور وعلم الغيوب، والله يتعالى عن ذلك علوا كبيرًا؛ لأنه يعلم عواقب الأمور ولا يغيب عنه شيء من علم الغيوب، فمحالٌ أن يبدو له رأيٌ لم يكن يبدو له قبل ذلك. الناسخ والمنسوخ للنحاس ومثله ذكر مكي بن أبي طالب في الإيضاح وابن الجوزي في نواسخ القرآن

القسم الثّاني

شبهتهم :
قالوا يجوز النسخ عقلا وممنوع شرعًا ذلك لأن شريعة موسى عليه السلام التوراة لا تنسخ من بعده ومن هؤلاء منقال: لا يجوز النّسخ إلا في موضعٍ واحدٍ، وهو أنّه يجوز نسخ عبادةٍ أمر اللّه بها بما هو أثقل على سبيل العقوبة لا غير. ذكره ابن الجوزي في نواسخ القرآن


الرد علي شبهتهم :
- فأما دعوى من ادّعى أنّ موسى عليه السّلام أخبر أنّ شريعته لا تنسخ فمحالٌ(.) هذه النقطة موضعها خطأ ذلك ويقال إنّ ابن الرّاونديّ علمّهم أن يقولوا: إنّ موسى قال: (لا نبيّ بعدي) وهذا قول ابتدع بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ويدل على ذلك أنّه لو صحّ قولهم لما ظهرت المعجزات على يد عيسى عليه السّلام فإن أنكروا معجزة عيسى لزمهم ذلك في معجزة موسى، فإن اعترفوا ببعض معجزاته،لزمهم تكذيب من نقل عن موسى عليه السّلام أنّه قال: (لا نبيّ بعدي)
- وأما من قال لا يجوز النّسخ إلا على وجه العقوبة فليس بشيءٍ، لأنّه إذا أجاز النّسخ في الجملة جاز أن يكون للرّفق بالمكلّف، كما جاز للتّشديد عليه.ذكره ابن الجوزي في نواسخ القرآن

القسم الثّالث
:


شبهتهم :
قالوا يجوز شرعًا لا عقلا، واختلف هؤلاء في عيسى ومحمّدٍ صلّى اللّه عليهما، فمنهم من قال: لم يكونا نبيين لأنهم الم يأتيا بمعجزةٍ، وإنّما أتيا بما هو من جنس الشّعوذة.
ومنهم من قال: كانا نبيّين صادقين، غير أنّهما لم يبعثا بنسخ شريعة موسى ولا بعثا إلى بني إسرائيل إنّما بعثا إلى العرب والأميين . ذكره ابن الجوزي في نواسخ القرآن


الرد على شبهتهم :
- أمّا من قال: إن عيسى ومحمداً عليهما السّلام كانا نبيّين لكنّهما لم يبعثا إلى بني إسرائيل فتغفيلٌ من قائله، لأنّه إذا أقرّ بنبوّة نبيٍّ فقد أقرّ بصدقه،لأنّ النّبيّ لا يكذب، وقد كان عيسى عليه السّلام يخاطب بني إسرائيل، ونبيّنا صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: ((بعثت إلى النّاس كافّةً)) وكان يكاتب ملوك الأعاجم . ذكره ابن الجوزي في نواسخ القرآن


- وأما من قال إن عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم لم يكونا نبيين لأنهما لم يأتيا بمعجزة فهم إن أنكروامعجزة عيسى لزمهم ذلك في معجزة موسى عليه السلام ، ولقد ثبت أن كان نبيّنا صلّى اللّه عليه وسلّم مصدّقًا لموسى عليه السّلام، وحكم عليهم بالرّجم عملا بما فيشريعة موسى صلّى اللّه عليه وسلّم؛ فهلا احتجّوا عليه بذلك وأنكروه .


اضطراب الأشاعرة في مسألة النسخ


قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (و قولنا: ناسخ ومنسوخ أمر يختص بالتلاوة. وأما المتلو فلا يجوز ذلك فيه، وكذلك المجاز: أمر يختص بالتلاوة.
وكلام الله عز وجل قديم، لم يزل موجودا، وكان قبل إيجاد الخلق غير مكتوب ولا مقروء،ثمبالإنزال كان مقروءا ومكتوبا ومسموعا، ولم ينتقل بذلك من حال إلى حال. كماأن الباري عز وجل قبل خلق العباد لم يكن معبودا وإنما عبد بعد إيجادالعباد ولم يوجب ذلك له تغيرا سبحانه ). جمال القراء


http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...804#post200804
التقييم:
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 19
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 19
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 10 / 10
= 98 %
وفقك الله

الشيماء وهبه 14 رمضان 1436هـ/30-06-2015م 04:29 AM

بلغة المفسّر من علوم الحديث




الفرق بين الإنشاء والخبر

- كل إنسان يستطيع أن ينشأ كلامًا يتحدث به ولا يلزم الآخرون التثبت من هذا الكلام ولكن يمكن مناقشته فيه من حيث موافقته لمنطلق عقدي أو أصولي أو غيره .
- أما الخبر فلا بد من التثبت والتحقق من صدقه أو كذبه ومبدأ التثبت في قبول الأخبار مبدأ عقلي مقبول لدى كل الأمم ويدور الخلاف حول الضوابط التي وضعت لقبول تلك الأخبار .

مثال توضيحي :
ما روي عن الصحابة والتابعين في تفسير قول الله تعالى { رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ } ذهب بعضهم إلى أن الصر هنا هو: البْرد أو البَرد أو أنه الصوت أو الحركة أو أنه النار ريح فيها نار أو نحو ذلك
فهذا كله من باب الإنشاء وليس من باب الخبر مكن أن ينظر إليه وفق الضوابط التي وضعها المفسرون لقبول التفسير ومن جملتها مثلًا موافقتها للغة العرب .


الأدلة على أخذ السلف بمبدأ التثبت من الخبر :

أولًا : وضع السلف لقواعد في تفسير القرآن
وهي :

1-تفسير القرآن بالقرآن
مثاله :
ما ورد في الصحيحين تفسير الظلم بالشرك
لمّا قرأ النبي صلى الله عليه وسلم: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون …}الآية من سورة الأنعام؛ تعاظم الصحابة رضي الله تعالى عنهم ذلك، وقالوا: "يا رسول الله، وأينا لم يظلم نفسه؟"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنه ليس الظلم الذي تعنون، أولم تسمعوا إلى ما قال العبد الصالح: {يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم}"،فالنبي صلى الله عليه وسلم فسّر الظلم الوارد في سورة الأنعام بأنه الظلم الذي عناه لقمان عليه السلام بقوله: {إن الشرك لظلم عظيم}، إذن الظلم الذي ينبغي للمرء أن يحذر منه هو الشرك بالله، وأما ما دون ذلك فكل بني آدم خطّاء.

2- فتفسير القرآن بالسنة
3- فتفسير القرآن بأقوال الصحابة
4- ثم بأقوال التابعين
5- تفسير القرآن بلغة العرب.

ثانيًا : كتب السلف التى اعتنت بالإسناد في التفسير :

تفسير عبد الرزاق، تفسير سفيان الثوري، تفسير ابن جرير الطبري
تفسير ابن المنذر، تفسير سعيد بن منصور ، تفسير ابن أبي حاتم

- كتب الحديث التى اعتنت بالتفسير
صحيح البخاري ، صحيح مسلم ، جامع الترمذي، السنن الكبرى للنسائي، مستدرك أبي عبد الله الحاكم .

في هذه الكتب تظهر عناية هؤلاء العلماء بإيراد التفسير بالأسانيد مما يدل على أهميتها البالغة في تفسير كتاب الله جل وعلا.

ثالثًا : أمثلة لما ورد عن المفسرين في التثبت من الخبر

- ما ورد عن ابن أبي حاتم أنه أفرد كتابًا بأكمله في داخل كتاب العلل بعنوان "علل أخبار رويت في القرآن
وتفسير القرآن" وفيه أحاديث مرفوعة، وأحاديث موقوفة، مثلها مثل غيرها من أبواب الدين.
ومن أمثلة ذلك :
يقول ابن أبي حاتم: وسألت أبي عن حديثٍ رواه يوسف بن موسى عن ابن عباس أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب امرأة فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلمفانطلق في يومٍ مطير فإذا هو بامرأة -يعني بتلك المرأة- على غدير ماءٍ تغتسل فلما جلس منها مجلس الرجل من المرأة ذهب يحرك ذكره فإذا هو كأنه هُدبة -يعني كأنه هُدبة ثوب- فذكر ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أربع ركعاتٍ" يعني صلي أريع ركعاتفأنزل الله عز وجل: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} قال أبوه: هذا خطأ.
وقال فيه الإمام أحمد "ما أرى هذا إلا كذاب -أو كذب-"
وروى الدارقطني تفرد عبيد الله بن موسى به .


- ما روي في تفسير قول الله جل وعلا: {ببابل هاروت وماروت}وأنهما ملكان وأن الله جل وعلا ابتلاهما فأهبطهما إلى الأرض، وابتلاهما بامرأة يقال لها الزهرة، وأنهما شربا الخمر، وقتلا الغلام، وفجرا بالزهرة هذه، ثم إنها مسخت في هذا الكوكب، أو إلى هذا الكوكب الذي نراه في السماء وهو كوكب الزهرة، و هذاكله من الإسرائيليات، لكن دخل في كتب التفسير عن طريق خطأ بعض الرواة، فصارت هناك حاجة إلى أولئك المحدثين الذين ينقدون هذه الروايات ويبينون من أين جاء الخلل في هذه الرواية وأنها لا بد أن ترجع إلى أصلها، وهذا الذي رجحه الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى على أنه من الزاملتين اللتين أصابهما عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما يوم اليرموك .


أقسام مرويات التفسير التي وردت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة و التابعين :

- قسم يجب التثبت فيه من صحة الخبر وصحة الإسناد فنطبق فيه قواعد المحدثين وذلك يكون
فيما يختص بالأحكام والحدود وفي الجملة ما يختص بالشرع

- قسم يجوز التساهل فيه فلا يطبق فيه قواعد المحدثين وذلك يكون
فيما يختص بالمفهوم من لغة العرب
وفيما يختص بتدبر القرآن بضوابطه الموافقة للشرع

نبذة عن بعض ضوابط المحدثين :

- أن تلك الضوابط مع شدتها شملت التخفيف في بعض شروطها فتطلق لفظ الحسن على بعض المرويات التى فيها ضعف ولكن هذا الضَعف يمكن أن يُتسامح فيه
وذلك فيما يتعلق بأبواب الفضائل الأخرى كالتاريخ والسيرة وفضائل الصحابة، أو فضائل القرآن، أو فضائل بعض الأذكار والأدعية، ونحو ذلك, وما يتعلق بالترغيب والترهيب عموما
وما يتعلق بالأحكام التى لها أصل ثابت وصحيح فيتساهل فيما يقرر ذلك الحكم ولا يخالفه
مثال لما يتساهل فيه :
رواية (الضحاك عن ابن عباس)، فإن بعض المحدثين تسامحوا فيها بل و استحسنوا هذه الرواية لأنّها عبارة عن بيان لمعاني الآيات، ولا تتضمن أحكاما.

- ومن الضوابط لعلماء الحديث ( أنه لا تقبل رواية الراوي إذا روى ما يؤيد بدعته)


فوائد الأخذ بمبدأ التثبت في التفسير :

1- الحد من الفوضى في تفسير كتاب الله ممن لا علم له ولا دراية .
2- كشف زيف التعارض والخلاف في مرويات تفسير بعض الآيات .
3- عدم التعارض بين كتب الحديث والفقه وغير ذلك من الأحكام وكتب التفسير .
4- بيان التأويلات الباطلة التى تخالف العقيدة والشرع كالوارد في أبواب الاعتقاد وأسماء الله الحسنى وصفاته
5- حماية الدين من الابتداع فيه وصحة فهم كتاب الله .
6- بيان ما يمكن أن نصدقه وما نكذبه حتمًا من الروايات الإسرائيلية وما يتوقف فيه امتثالًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد"

ما يلزم المتصدر للتفسير

أولًا : أن يعمد إلى ما وجده من روايات فينظر في أحكام الأئمة السابقين فقد يجد بغيته فيها ولا يلزمه الاجتهاد في ذلك ومن كتب بعض الأئمة الذين حكموا على هذه المرويات (كتاب العلل لابن أبي حاتم)، أو (كتاب العلل للترمذي) أو يأتي لـ(كتاب العلل للدارقطني).

ثانيًا : إن وجد بغيته في كتب الأئمة فإنه يشير إلى هذا في تفسيره فيقول: هذا الحديث أعله الإمام الفلاني وينبه على هذا ولا يستشهد به، ولا يستدل به؛ بل ينبه عليه، والعكس كذلك إن وجد صحته .

ثالثًا : إن لم يجد فإنه على الأقل يأخذ من علوم الحديث بالمقدار الذي يعينه إلى حد ما؛ مثل: أن ينظر في الإسناد، هل فيه أحد ضُعِّف ويمكنه الرجوع في ذلك إلى(تقريب التهذيب) من أحكام الحافظ ابن حجر على أولئك الرجال.

رابعًا: أن يستعين بمن يمكن أن يخدمه في هذا من طلبة العلم المعروفين بالقدرة على الحكم على الأحاديث.


الشيماء وهبه 14 رمضان 1436هـ/30-06-2015م 04:46 AM

أعتذر عن العجز في تنسيق الخطوط والألوان ولا أعرف السبب من بطء الشبكة عندي أم من المعهد
وجزاكم الله عنا خير الجزاء

أمل عبد الرحمن 16 رمضان 1436هـ/2-07-2015م 02:30 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه (المشاركة 209713)
بلغة المفسّر من علوم الحديث




الفرق بين الإنشاء والخبر من حيث خضوعه لمبدأ التثبت

- كل إنسان يستطيع أن ينشأ (ينشيء) كلامًا يتحدث به ولا يلزم الآخرون التثبت من هذا الكلام ولكن يمكن مناقشته فيه من حيث موافقته لمنطلق عقدي أو أصولي أو غيره .
- أما الخبر فلا بد من التثبت والتحقق من صدقه أو كذبه ومبدأ التثبت في قبول الأخبار مبدأ عقلي مقبول لدى كل الأمم ويدور الخلاف حول الضوابط التي وضعت لقبول تلك الأخبار .

مثال توضيحي :
ما روي عن الصحابة والتابعين في تفسير قول الله تعالى { رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ } ذهب بعضهم إلى أن الصر هنا هو: البْرد أو البَرد أو أنه الصوت أو الحركة أو أنه النار ريح فيها نار أو نحو ذلك
فهذا كله من باب الإنشاء وليس من باب الخبر مكن أن ينظر إليه وفق الضوابط التي وضعها المفسرون لقبول التفسير ومن جملتها مثلًا موافقتها للغة العرب .


الأدلة على أخذ السلف بمبدأ التثبت من الخبر :

أولًا : وضع السلف لقواعد في تفسير القرآن
وهي :

1-تفسير القرآن بالقرآن
مثاله :
ما ورد في الصحيحين تفسير الظلم بالشرك
لمّا قرأ النبي صلى الله عليه وسلم: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون …}الآية من سورة الأنعام؛ تعاظم الصحابة رضي الله تعالى عنهم ذلك، وقالوا: "يا رسول الله، وأينا لم يظلم نفسه؟"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنه ليس الظلم الذي تعنون، أولم تسمعوا إلى ما قال العبد الصالح: {يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم}"،فالنبي صلى الله عليه وسلم فسّر الظلم الوارد في سورة الأنعام بأنه الظلم الذي عناه لقمان عليه السلام بقوله: {إن الشرك لظلم عظيم}، إذن الظلم الذي ينبغي للمرء أن يحذر منه هو الشرك بالله، وأما ما دون ذلك فكل بني آدم خطّاء.

2- فتفسير القرآن بالسنة
3- فتفسير القرآن بأقوال الصحابة
4- ثم بأقوال التابعين
5- تفسير القرآن بلغة العرب.

ثانيًا : كتب السلف التى اعتنت بالإسناد في التفسير :

تفسير عبد الرزاق، تفسير سفيان الثوري، تفسير ابن جرير الطبري
تفسير ابن المنذر، تفسير سعيد بن منصور ، تفسير ابن أبي حاتم

- كتب الحديث التى اعتنت بالتفسير
صحيح البخاري ، صحيح مسلم ، جامع الترمذي، السنن الكبرى للنسائي، مستدرك أبي عبد الله الحاكم .

في هذه الكتب تظهر عناية هؤلاء العلماء بإيراد التفسير بالأسانيد مما يدل على أهميتها البالغة في تفسير كتاب الله جل وعلا.

ثالثًا : أمثلة لما ورد عن المفسرين في التثبت من الخبر

- ما ورد عن ابن أبي حاتم أنه أفرد كتابًا بأكمله في داخل كتاب العلل بعنوان "علل أخبار رويت في القرآن
وتفسير القرآن" وفيه أحاديث مرفوعة، وأحاديث موقوفة، مثلها مثل غيرها من أبواب الدين.
ومن أمثلة ذلك :
يقول ابن أبي حاتم: وسألت أبي عن حديثٍ رواه يوسف بن موسى عن ابن عباس أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب امرأة فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلمفانطلق في يومٍ مطير فإذا هو بامرأة -يعني بتلك المرأة- على غدير ماءٍ تغتسل فلما جلس منها مجلس الرجل من المرأة ذهب يحرك ذكره فإذا هو كأنه هُدبة -يعني كأنه هُدبة ثوب- فذكر ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أربع ركعاتٍ" يعني صلي أريع ركعاتفأنزل الله عز وجل: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} قال أبوه: هذا خطأ.
وقال فيه الإمام أحمد "ما أرى هذا إلا كذاب -أو كذب-"
وروى الدارقطني تفرد عبيد الله بن موسى به .


- ما روي في تفسير قول الله جل وعلا: {ببابل هاروت وماروت}وأنهما ملكان وأن الله جل وعلا ابتلاهما فأهبطهما إلى الأرض، وابتلاهما بامرأة يقال لها الزهرة، وأنهما شربا الخمر، وقتلا الغلام، وفجرا بالزهرة هذه، ثم إنها مسخت في هذا الكوكب، أو إلى هذا الكوكب الذي نراه في السماء وهو كوكب الزهرة، و هذاكله من الإسرائيليات، لكن دخل في كتب التفسير عن طريق خطأ بعض الرواة، فصارت هناك حاجة إلى أولئك المحدثين الذين ينقدون هذه الروايات ويبينون من أين جاء الخلل في هذه الرواية وأنها لا بد أن ترجع إلى أصلها، وهذا الذي رجحه الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى على أنه من الزاملتين اللتين أصابهما عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما يوم اليرموك .


أقسام مرويات التفسير التي وردت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة و التابعين :

- قسم يجب التثبت فيه من صحة الخبر وصحة الإسناد فنطبق فيه قواعد المحدثين وذلك يكون
فيما يختص بالأحكام والحدود وفي الجملة ما يختص بالشرع

- قسم يجوز التساهل فيه فلا يطبق فيه قواعد المحدثين وذلك يكون
فيما يختص بالمفهوم من لغة العرب
وفيما يختص بتدبر القرآن بضوابطه الموافقة للشرع

نبذة عن بعض ضوابط المحدثين :

- أن تلك الضوابط مع شدتها شملت التخفيف في بعض شروطها فتطلق لفظ الحسن على بعض المرويات التى فيها ضعف ولكن هذا الضَعف يمكن أن يُتسامح فيه
وذلك فيما يتعلق بأبواب الفضائل الأخرى كالتاريخ والسيرة وفضائل الصحابة، أو فضائل القرآن، أو فضائل بعض الأذكار والأدعية، ونحو ذلك, وما يتعلق بالترغيب والترهيب عموما
وما يتعلق بالأحكام التى لها أصل ثابت وصحيح فيتساهل فيما يقرر ذلك الحكم ولا يخالفه
مثال لما يتساهل فيه :
رواية (الضحاك عن ابن عباس)، فإن بعض المحدثين تسامحوا فيها بل و استحسنوا هذه الرواية لأنّها عبارة عن بيان لمعاني الآيات، ولا تتضمن أحكاما.

- ومن الضوابط لعلماء الحديث ( أنه لا تقبل رواية الراوي إذا روى ما يؤيد بدعته)


فوائد الأخذ بمبدأ التثبت في التفسير :

1- الحد من الفوضى في تفسير كتاب الله ممن لا علم له ولا دراية .
2- كشف زيف التعارض والخلاف في مرويات تفسير بعض الآيات .
3- عدم التعارض بين كتب الحديث والفقه وغير ذلك من الأحكام وكتب التفسير .
4- بيان التأويلات الباطلة التى تخالف العقيدة والشرع كالوارد في أبواب الاعتقاد وأسماء الله الحسنى وصفاته
5- حماية الدين من الابتداع فيه وصحة فهم كتاب الله .
6- بيان ما يمكن أن نصدقه وما نكذبه حتمًا من الروايات الإسرائيلية وما يتوقف فيه امتثالًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد"

ما يلزم المتصدر للتفسير

أولًا : أن يعمد إلى ما وجده من روايات فينظر في أحكام الأئمة السابقين فقد يجد بغيته فيها ولا يلزمه الاجتهاد في ذلك ومن كتب بعض الأئمة الذين حكموا على هذه المرويات (كتاب العلل لابن أبي حاتم)، أو (كتاب العلل للترمذي) أو يأتي لـ(كتاب العلل للدارقطني).

ثانيًا : إن وجد بغيته في كتب الأئمة فإنه يشير إلى هذا في تفسيره فيقول: هذا الحديث أعله الإمام الفلاني وينبه على هذا ولا يستشهد به، ولا يستدل به؛ بل ينبه عليه، والعكس كذلك إن وجد صحته .

ثالثًا : إن لم يجد فإنه على الأقل يأخذ من علوم الحديث بالمقدار الذي يعينه إلى حد ما؛ مثل: أن ينظر في الإسناد، هل فيه أحد ضُعِّف ويمكنه الرجوع في ذلك إلى(تقريب التهذيب) من أحكام الحافظ ابن حجر على أولئك الرجال.

رابعًا: أن يستعين بمن يمكن أن يخدمه في هذا من طلبة العلم المعروفين بالقدرة على الحكم على الأحاديث.


بارك الله فيك وأحسن إليك
وبفيت مسائل مهمة لم تتعرضي لها قد وردت في الأسئلة الخاصة بالمحاضرة كما هو معلوم فيرجى مراجعتها.

التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 23/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 19/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 17/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 14/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 88/100
وفقك الله


الساعة الآن 10:51 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir