![]() |
اقتباس:
اقتباس:
بارك الله فيك أختي الأمر فقط مثلما حصل في الملخص السابق، هو عدم معرفتك بالمطلوب تماما في واجب الفهرسة، فإنه بعد استخلاص المسائل نبدأ في تلخيص الأقوال، وللتيسير عليك، هذه قائمة بمسائل الدرس، أرجو أن تلخصي أقوال أهل العلم الواردة فيها اقتباس:
وفقك الله |
اقتباس:
اقتباس:
بارك الله فيك أختي الأمر فقط مثلما حصل في الملخص السابق، هو عدم معرفتك بالمطلوب تماما في واجب الفهرسة، فإنه بعد استخلاص المسائل نبدأ في تلخيص الأقوال، وللتيسير عليك، هذه قائمة بمسائل الدرس، والتي يجب ذكر خلاصة أقوال أهل العلم في كل مسألة منها اقتباس:
التقييم: الشمول ( شمول التلخيص أهمَّ المسائل ) : 10 / 20 الترتيب ( ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا منطقيًّا ): 15 / 15 التحرير ( استيعاب الأقوال في المسألة واختصارها مع ذكر أدلتها ووجهها ومن قال بها ) : 5 / 20 الصياغة ( حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم ) : 10 / 10 العرض : ( حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه ) : 5 / 5 الدرجة: 45/70 الدرجة الكلية: 72/100 وفقك الله |
حياك الله أختي
قد قمت بتلخيص العنصر الأول "بيان عظمة القرآن" ، ثم اقتصرت على نسخ بقية العناصر الموجودة في موقع الجمهرة فقط، فما السبب؟ لعل طريقة الفهرسة لم تتضح لك جيدا، فأرجو مطالعة الموضوع التالي جيدا حتى نتناقش سويا كيف نؤدي واجب الفهرسة: مثبــت: شرح طريقة فهرسة المسائل العلمية وأرجو أن تقومي بإعادة كتابة الموضوع بوضع خلاصة مختصرة للأقوال الواردة في كل مسألة لأن درجة التقييم الحالي لتطبيقك دون درجة النجاح أنتظرك وفقك الله لكل خير |
إجابات أسئلة محاضرة البناء العلمي
س1: بيّن أهميّة البناء العلمي في مسيرة طالب العلم ، ومثل لعناية العلماء به. أهمية البناء العلمي : لب التحصيل العلمي لطالب العلم، وغالبا ما تكون في فورة الشباب والنشاط. إسحاق بن راهوية يقول كأني أنظر إلى مئة ألف حديث في كتبي و ... ، لا يبلغ هذه المرحلة إلا بكثرة المراجعة والنظر. الإمام مسلم صنفت هذا المسند الصحيح من 300000 حديث مسموع. وأبو داود السجستان كتب عن رسول الله 500000 حديث انتقيت منها ما ضمنته هذا الكتاب . الإمام الدارقطني إذا سئل عن حديث قال رواه فلان وفلان و يبين العلل والخطأ، هذا لا يحصله العالم من قراءات متفرقة ، إنما رتب ودرس وأكثر من مراجعة ملخصه. الخلال أقبل على جمع المسائل العلمية لابن أحمد ابن مفلح له براعة في جمعها وتصنيفها، حتى كان مراجعا لفقه الإمام أحمد. س2: الأصول العلمية على أنواع اذكرها ، ومثّل لكل نوع بمثال. أنواع البناء العلمي: 1. يتخذ الطالب أصلا من الكتب المعتمدة الذي يدرسها ويدمن قراءتها حتى يكاد يحفظها من كثرة مراجعته، هذه الطريقة سلكها مجموعة من العلماء مثل ابن فرحون. بعض العلماء كانت مكتابتهم صغيرة قليلة الكتب، لكن كانوا يقرؤونها قراءة حسنة، مثل عبدالرزاق عفيفي، حفظ الزاد عن ظهر قلب. 2. ينشئ الطالب لنفسه أصلا من كتب عالم من العلماء، وهذا له أنواع، - يختار عالم حسن الفهم فيقبل على كتبه ويلخص مسائله حتى يكون له أصل علمي من كتب ذلك العالم ويستفيد من طريقته، وهذا كما فعل أبو عمر الزاهد مع كتب ابن ثعلب، وكما فعل محمد بن عبدالوهاب والسعدي مع كتب ابن تيمية وابن القيم، وهذا النوع لا تؤتي ثمارها حتى يصبر عليها الطالب فترة من الزمن. يتخذ أصلا يستفيده من كتب متعددة كما لخص ابن تيمية أقوال السلف في التفسير. س3: ما هي مراحل بناء الأصل العلمي؟ مراحل البناء العلمي: 1. دراسة مختصر في هذا العلم، لمعرفة كيف يدرس المسائل العلمية لذاك العلم، وليكون عنده إلمام بمسائل هذا العلم. ( أصول التسير لابن عثيمين، منظومة الزمزمي) 2. دراسة كتاب أوسع من السابق، لمراجعة الأصل الذي درسه فيما مضى، وزيادة تفصيل عليها، ( دراسة مقدمة ابن تيمية في التفسير ، ومقدمة الاسم في علوم القرآن) 3. تكميل الجوانب التي تنقصه، وهذا كل طالب يرى ما ينقصه. 4. قراءة كتاب جامع لذلك العلم، أو اتخاذ أصل مرحعي للرجوع إليه، مثل الأتقان للسيوطي. 5. القراءة المبوبة، العلم الذي يدرسه فيه أبواب، قد يجد طالب العلم أحد الأبواب له مؤلف خاص قيم، قيقرؤه ويلخص مسائله. 6. المراجعة المستمرة ويحرص على الفهرسة العلمية. |
اقتباس:
يرجى الاهتمام بالمراجعة بعد الفراغ من الإجابة ؛ لاستدراك الأخطاء الكتابية وتصويبها - إن وجدت - ، ولمراعاة علامات الترقيم . وفقكِ الله ، وسدد خطاكِ ، ونفع بكِ الإسلام والمسلمين . |
تلخيص درس "أنواع اختلاف التنوع"
عناصر الدرس: • موضوع الدرس • الخلاف في كلام السلف في التفسير • أنواع الاختلاف • معنى اختلاف التضاد • معنى اختلاف التنوع • الصنف الأول من اختلاف التنوع، مع ذكر أمثلة واضحة من القرآن وغير القرآن. • الألفاظ عند الأصوليين • المقصود بالأسماء المتكافئة • مقصودِ السائِلِ • الصنف الثاني من اختلاف التنوع، مع ذكر أمثلة واضحة من القرآن وغير القرآن. التلخيص • موضوع الدرس اخْتِلافِ السَّلَفِ فِي التَّفسِيرِ ، وَأنَّهُ اخْتِلافُ تَنَوُّعٍ • الخلاف في كلام السلف في التفسير الْخِلاَفُ بَيْنَ السَّلفِ في التَّفسيرِ قَلِيلٌ ، وَخِلافُهُم في الأحْكَامِ أَكْثَرُ منْ خِلافِهِمْ في التَّفسيرِ، وغَالبُ ما يَصِحُّ عَنْهُمْ من الخِلافِ يَرْجِعُ إِلَى اخْتِلاَفِ تَنَوُّعٍ لاَ اخْتِلاَفِ تَضَادٍّ. • أنواع الاختلاف - اخْتِلاَفِ تَنَوُّعٍ. - اخْتِلاَفِ تَضَادٍّ. • معنى اختلاف التضاد هو الذي يَلزمُ من القولِ بأحدِ القولَيْن انتفاءُ الآخَرِ. - ومثالُه قولُه تعالى: {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا} فالضَّميرُ في (نَاداها) يعودُ على مَن؟ قال بعضُ المفسِّرين: ناداها عيسى. وبعضُهم قال: ناداها جبريلُ. فهذا الاختلافُ يَرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى؛ لأنَّ المنادِيَ واحدٌ (الضميرُ ضميرُ المُفرَدِ)،فهو إما أن يكونَ عيسى وإما أن يكونَ جبريلَ، ولا يمكنُ أن يكونَ المنادِي هو جبريلُ وعيسى معًا، فهذا يُعتبرُ اختلافَ تضادٍّ؛ لأنه لا يمكنُ أن تحتملَ الآيةُ المعنَيَيْن معًا. • معنى اختلاف التنوع هو ما يمكنُ اجتماعُه في المفسَّرِ بلا تعارُضٍ ولا تضادٍّ، إما لرجوعِ الأقوالِ على معنًى واحدٍ، وإما لتنوُّعِ الأقوالِ وتعدُّدِها من غيرِ مُعارِضٍ. • الصنف الأول من اختلاف التنوع، مع ذكر أمثلة واضحة من القرآن وغير القرآن. أَنْ يُعَبِّرَ كُلُّ وَاحِدٍ منْهُمْ عَنِ المُرَادِ بعبارَةٍ غَيرِ عِبَارَةِ صَاحِبِهِ ، تَدُلُّ عَلَى مَعْنًى في المُسَمَّى غَيرِ الْمَعنَى الآخَرِ ، مَعَ اتِّحادِ الْمُسَمَّى ، بِمنْزِلَةِ الأَسْمَاءِ الْمُتَكَافِئَةِ الَّتِي بَيْنَ الْمُتَرَادِفَةِ وَالْمُتَبَايِنَةِ. من الأمثلة: - كَمَا قِيلَ في اسْمِ السَّيفِ : الصَّارمُ والْمُهَنَّدُ. - وَذَلِكَ مِثْلُ أَسْمَاءِ اللهِ الحُسْنَى؛ فَإنَّ أَسْمَاءَ اللهِ كُلَّهَا تَدُلُّ عَلَى مُسَمًّى واحِدٍ . فَلَيْسَ دُعَاؤُهُ بِاسْمٍ منْ أَسْمَائِهِ الْحُسْنَى مُضَادًّا لِدُعائِهِ بِاسْمٍ آخَرَ ، بَلْ إِنَّ الأَمْرَ كَمَا قَالَ تعالَى :{ قُلِ ادْعُواْ اللَّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاءُ} [سُورَةُ الإِسْرَاءِ: 110] وَكُلُّ اسْمٍ منْ أَسْمَائِهِ يَدُلُّ علَى الذَّاتِ المُسَمَّاةِ وعلَى الصِّفَةِ الَّتِي تَضَمَّنَهَا الاسْمُ؛ كَالْعَليمِ يَدُلُّ عَلَى الذَّاتِ والعِلْمِ، وَالقَدِيرِ يَدُلُّ علَى الذَّاتِ والقُدْرَةِ، والرَّحِيمِ يَدُلُّ عَلَى الذَّاتِ والرَّحمةِ. - وَأَسْمَاءِ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، مِثْلُ: مُحَمَّدٍ، وَأَحمَدَ، والمَاحِي، وَالْحَاشِرِ، وَالعَاقِبِ. - وَأَسْمَاءِ القُرْآنِ؛ مِثْلُ: القُرْآنِ، وَالفُرْقاَنِ، وَالهُدَى، وَالشِّفَاءِ، والبَيَانِ، وَالكِتَابِ. مثال من القرآن: تَفْسِيرُهُمْ لِلصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ : - فَقَالَ بَعْضُهُمْ : هُوَ القُرْآنُ ؛ أَي اتِّبَاعُهُ ؛ لِقَوْلِ النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ الَّذِي رَوَاهُ التِّرمذِيُّ ، وَرَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ منْ طُرُقٍ مُتَعَدِّدَةٍ : (( هُوَ حَبْلُ اللهِ الْمَتِينُ ، وَالذِّكرُ الْحَكِيمُ ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ)) . - وَقَالَ بَعْضُهُمْ : هُوَ الإسْلامُ ؛ لِقَوْلِهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي حَدِيثِ النَّوّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الَّذِي رَوَاهُ التِّرمذِيُّ ، وغيرُهُ : (( ضَـرَبَ اللهُ مَثَلاً صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ، وَعَلَى جَنْبَتَي الصِّرَاطِ سُورَانِ ، وَ فِي السُّورَيْنِ أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ ، وَعَلَى الأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ ، وَدَاعٍ يَدْعُو منْ فَوْقِ الصِّراطِ ، ودَاعٍ يَدْعُو عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ )) قَالَ : (( فَالصِّراطُ الْمُسْتَقِيمُ هُوَ الإسْلامُ ، وَالسُّورَانِ حُدُودُ اللهِ ، وَالأبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ اللهِ ، وَالدَّاعِي علَى رَأْسِ الصِّراطِ كِتَابُ اللهِ ، وَالدَّاعِي فَوْقَ الصِّراطِ وَاعِظُ اللهِ في قَلْبِ كُلِّ مُؤْمنٍ )). فَهَذَانِ القَوْلانِ مُتَّفِقَانِ ؛ لأنَّ دِينَ الإسْلامِ هُوَ اتِّباعُ القُرْآنِ ، ولكنْ كُلٌّ منْهُمَا نَبَّهَ عَلَى وَصْفٍ غَيرِ الوَصْفِ الآخرِ ، كَمَا أَنَّ لَفْظَ الصِّراطِ يُشْعِرُ بِوَصْفٍ ثَالثٍ. - وَكَذلِكَ قَوْلُ منْ قالَ : هُوَ السُّنَّةُ وَالجَمَاعَةُ. - وَقَوْلُ منْ قَالَ : هُوَ طَريقُ العبوديَّةِ. - وَقوْلُ منْ قَالَ : هُو طاعَةُ اللهِ وَرَسُولِهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأمثالُ ذلِكَ . فَهَؤُلاَءِ كلُّهُمْ أَشَارُوا إِلى ذَاتٍ وَاحِدَةٍ ، لَكِنْ وَصَفَهَا كُلٌّ منْهُمْ بِصِفَةٍ منْ صِفَاتِهَا . • الألفاظ عند الأصوليين الألفاظ إما أن تكون متواطئة أو مشتركة أو مشككة أو مترادفة أو متباينة. • المقصود بالأسماء المتكافئة الألفاظ المتكافئة بين المترادفة والمتباينة. - فهي ليست مترادفة كل لفظ هو الآخر لفظاً ومعنىً. - وليست هي المتباينة من أن هذا اللفظ غير ذاك تماماً مع معناه المعنى مختلف تماماً كما أن اللفظ مختلف تماماً. - بل هي بين هذا وهذا متكافئة اشتراك في شيء واختلاف في شيء في دلالاتها على المسمى على الذات هذه واحدة في دلالاتها على أوصاف الذات هذه مختلفة . مثل: ما ذكروا أسماء السيف أنه السيف والصارم والمهند والبتار... إلخ هذه أسماء هل هي متباينة؟ ليست بمتباينة لأن البتار والصارم والمهند كل هذه معناها السيف. وهل هي مترادفة؟ لا لأنه دلالتها على الذات واحدة لكن مختلفة في المعنى البتار: فيه أنه سيف وزيادة، زيادة وصف وهو كونه بتاراً. المهند: سيف وزيادة، كونه جاء من الهند. الصارم: سيف وزيادة أن من وصفه الصرامة وهكذا. فإذاً هي فيها ترادف من جهة الدلالة على المسمى وفيها تباين من جهة المعنى فصارت بين بين فصارت متكافئة يعني يكافئ بعضها بعضاً وهذا لا يقتضي التبيان ولا يقتضي الترادف. • مقصودِ السائِلِ - إِذَا كَانَ مَقْصُودُ السَّائِلِ تَعْيِينَ المُسمَّى: عبَّرْنَا عَنْهُ بِأَيِّ اسْمٍ كَانَ إِذَا عُرِفَ مُسمَّى هَذَا الاسْمِ، وقَدْ يَكُونُ الاسْمُ عَلَمًا، وَقَدْ يَكُونُ صِفَةً. مثاله: كَمَنْ يَسْأَلُ عَنْ قولِهِ: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي} [سُورَةُ طه: 124]، مـَا ذكرُهُ ؟ فيُقَالُ لَه : هـُوَ القُرْآنُ مَثَلاً ، أَوْ مَا أَنْزَلَهُ من الكُتُبِ ، فَإِنَّ الذِّكْرَ مَصْدَرٌ، والمَصْدَرُ تَارَةً يُضَافُ إِلَى الفَاعِلِ، وَتَارَةً إِلَى الْمَفعُولِ. * فَإِذَا قِيلَ : ذِكْرُ اللهِ بِالْمَعْنَى الثَّانِي ، كَانَ مَا يُذْكَرُ بِهِ ؛ مِثْلُ قوْلِ العَبْدِ : سُبْحَانَ اللهِ ، والحمْدُ للهِ ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ، وَاللهُ أكْبَرُ . * وإِذَا قِيلَ : بِالْمَعْنَى الأَوَّلِ ، كَانَ مَا يذكُرُهُ هُوَ ، وهُوَ كلامُهُ ، وهَذَا هُوَ المُرادُ في قولِهِ: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي} ؛ لأنَّهُ قَالَ قبلَ ذلِكَ: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى} سُورَة طَه : 123]، وَهُدَاهُ هُوَ مَا أَنْزَلَهُ من الذِّكرِ . وَقَالَ بَعْدَ ذلِكَ : { قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ ءَايَاتُنَا فَنَسِيتَهَا}[سُورَةُ طَه: 125 - 126]. وَالمقصُودُ أَنْ يُعْرَفَ أَنَّ الذِّكْرَ هُوَ كَلامُهُ الْمُنَزَّلُ ، أَوْ هُوَ ذِكْرُ العَبْدِ لَهُ ، فَسَوَاءٌ قِيلَ : ذِكْرِي كِتَابِي ، أَوْ : كَلاَمِي ، أَوْ : هُدَايَ ، أَوْنَحْوُ ذَلِكَ ؛ فَإِنَّ المُسَمَّى واحِدٌ . - وَإِنْ كَانَ مَقصُودُ السَّائِلِ مَعْرِفَةَ مَا في الاسْمِ منَ الصِّفَةِ المختصَّةِ بِهِ ، فَلا بُدَّ منْ قَدْرٍ زَائِدٍ عَلَى تَعْيِينِ الْمُسَمَّى. مِثلُ أَنْ يَسْأَلَ عَن : {الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ} [سورة الحشر: 23]وقَدْ عَلِمَ أنَّهُ اللهُ ، لَكِنَّ مُرَادَهُ : مَا مَعْنَى كَونِهِ قدُّوسًا سَلامًا مُؤمنًا ؟ وَنَحْوُ ذلِكَ . • الصنف الثاني من اختلاف التنوع، مع ذكر مثال من القرآن وغير القرآن. الصِّنفُ الثَّانِي : أَنْ يَذْكُرَ كُلٌّ منْهُمْ مِن الاسْمِ العَامِّ بَعْضَ أَنْوَاعِهِ عَلَى سَبِيلِ التَّمثيلِ ، وَتَنْبِيهِ الْمُسْتَمِعِ عَلَى النَّوعِ ، لاَ علَى سَبِيلِ الْحَدِّ الْمُطَابِقِ لِلْمَحْدُودِ فِي عُمُومِهِ وَخُصُوصِهِ. مِثلُ: سَائلٍ أَعْجَمِيٍّ سَأَلَ عَنْ مُسَمَّى لَفْظِ " الخُبْزِ " فَأُرِيَ رَغِيفًا ، وَقِيلَ : هَذَا . فَالإِشَارَةُ إِلَى نَوْعِ هَذَا ، لاَ إِلَى هَذَا الرَّغيفِ وحدَهُ . مِثَالُ ذَلِكَ من القرآن: مَا نُقِلَ في قولِهِ :{ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا منْ عِبَادِنَا فَمنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ } سورة فاطر : 32 فَمَعْلُومٌ أَنَّ الظَّالِمَ لِنَفْسِهِ يَتَنَاوَلُ المُضَيِّعَ لِلْوَاجِبَاتِ ، والمنْتَهِكَ لِلْمُحَرَّمَاتِ. وَالْمُقْتَصِدُ يَتَنَاوَلُ فَاعِلَ الْوَاجِبَاتِ وَتَارِكَ الْمُحَرَّمَاتِ. وَالسَّابقُ يَدْخُلُ فِيهِ منْ سَبَقَ فَتَقَرَّبَ بِالْحَسَنَاتِ مَعَ الْوَاجِبَاتِ. فَالْمُقْتَصِدُونَ هُمْ أَصْحَابُ اليَمِينِ ، وَالسَّابقُونَ السابقون أُولَئِكَ الْمُقرَّبُونَ . ثُمَّ إِنَّ كُلاًّ منْهُمْ يَذْكُرُ هَذَا في نَوْعٍ منْ أَنْواعِ الطَّاعاتِ : - كقَوْلِ القائِلِ : السَّابقُ الَّذِي يُصَلِّي في أَوَّلِ الوَقْتِ، وَالمُقْتَصِدُ الَّذِي يُصَلِّي فِي أَثْنَائِهِ ، وَالظَّالِمُ لِنَفْسِهِ : الَّذِي يُؤَخِّرُ العَصْرَ إِلَى الاصْفِرَارِ . - أَوْ يقُولُ : السَّابقُ وَالْمُقْتَصِدُ قَدْ ذكرَهُمْ في آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ ، فَإنَّهُ ذَكَرَ الْمُحْسِنَ بِالصَّدَقَةِ ، وَالظَّالمَ بِأَكْلِ الرِّبَا ، وَالعَادِلَ بِالبَيْعِ . وَالنَّاسُ في الأَمْوَالِ إمَّا مُحْسِنٌ ، وإمَّا عادِلٌ ، وإمَّا ظالمٌ . فَالسَّابقُ المحسِنُ بِأَدَاءِ الْمُسْتَحَبَّاتِ مَعَ الوَاجِبَاتِ ، وَالظَّالِمُ آكِلُ الرِّبَا ، أَوْ مَانِعُ الزَّكَاةِ ، وَالْمُقْتَصِدُ الَّذِي يُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ ، وَلاَ يَأْكُلُ الرِّبَا . وَأَمْثَالُ هَذِهِ الأَقَاوِيلِ . فَكُلُّ قَولٍ فِيهِ ذِكْرُ نَوْعٍ دَاخِلٍ في الآيَةِ ، إنَّمَا ذُكِرَ لِتَعْرِيفِ الْمُسْتَمِعِ بِتَنَاوُلِ الآيةِ لَهُ ، وَتَنْبِيهِهِ بِهِ عَلَى نَظِيرِهِ ، فَإِنَّ التَّعْرِيفَ بِالْمِثَالِ قَدْ يَسْهُلُ أَكْثَرَ منَ التَّعريفِ بِالْحَدِّ الْمُطَابِقِ. وَالعَقْلُ السَّليمُ يَتَفَطَّنُ لِلنَّوعِ ، كمَا يَتَفَطَّنُ إِذَا أُشِيرَ لهُ إلى رَغِيفٍ ، فَقِيلَ لهُ: هَذَا هُوَ الْخُبْزُ . |
تلخيص الدرس الثاني: التضمين
عناصر الدرس: - موضوع الدرس - تمهيد: من أنفع علوم التفسير قاعدة التضمين - معنى التضمين. - متى يأتي؟ - اختلاف علماء العربية فيما إذا تعدى الفعل بغير ما يتعدى به في الأصل هل يكون التجوُّز في الحرف أو أنه في الفعل على قولين. - التَّضمِينُ أبْلَغَ في اللغةِ من تعاقُبِ الحروفِ - أمثلة على التضمين. - تنبيه. - خلاصة الدرس تلخيص الدرس - موضوع الدرس: شرح قاعدة التضمين. - تمهيد: من أنفع علوم التفسير قاعدة التضمين - معنى التضمين: هو اختيارُ فِعلٍ أو شِبهِ فعلٍ يتناسَبُ مع الفعلِ المذكورِ وحرْفِ الجرِّ المذكورِ. - متى يأتي؟ لا يأتي إلا مَع حروفِ الجرِّ. - اختلاف علماء العربية على قولين فيما إذا تعدى الفعل بغير ما يتعدى به في الأصل هل يكون التجوُّز في الحرف أو أنه في الفعل : 1. المذهبُ الأولُ: التضمينُ ، وهو رأيُ البصريِّين . 2. المذهبُ الثاني: التعاقُبُ ، وهو رأيُ الكوفيِّين. - المراد بالتعاقب: أن الأحرف قد ينوب بعضها عن بعض، مثلما قال بعضهم في تفسير: {لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه} يقول (إلى) هنا بمعنى (مع). - التَّضمِينُ أبْلَغَ في اللغةِ من تعاقُبِ الحروفِ؛ لأنه يتضمَّنُ معنًى زائدًا على المعنى الأصلِيِّ للكلمَةِ، وإلا فإنَّ تعاقُبَ الحروفِ لمجرَّدِ التفنُّنِ في الكلامِ ليس له معنًى. - أمثلة على التضمين: 1. قولُه تعالى: {لَقَدْ ظَلَمَكَ بسُؤالِ نَعْجَتِكَ إلى نِعَاجِهِ}. فإنَّكَ لفظَ الضَّمِّ يتناسبُ في المعنى مع حرفِ الجرِّ (إلى) فلو قلتَ: لقد ظَلمَكَ بسؤالِه ضَمَّ نَعجَتِك إلى نِعاجِه؛ فإنَّ المعنى يكونُ صحيحًا. 2. كذلك قولُه تعالى: {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ}. لو أردتَ أن تَبْحَثَ عن فعلٍ أو شِبهِه مناسبًا للمعنى الذي تضمَّنَتْه الآيةُ فإنه يكونُ المعنى: مَن أنصارِي متوجِّهًا إلى اللَّهِ. 3. أيضًا قولُه تعالى: {عَيْنًا يَشْرَبُ بها المُقَرَّبُونَ} لو قلتَ: يشربُ فيَرْوَى بها ويتلذَّذُ بها المقرَّبُون، فإنَّ المعنى يكونُ صحيحًا. 4. فقولُه تعالَى: {ونَصَرْنَاهُ}. معناه: نَجَّيناهُ وخلَّصْناهُ. 5. وقولُه: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنْ} أي: لَيُزِيغُونَك ويَصُدُّونَك؛ لأنَّكَ تقولُ: فتَنْتُه بكذا. ولا تقولُ: فتَنْتُه عن كذا. إلا إذا ضَمَّنْتَه معنى التزييغِ والصُّدودِ. - تنبيه: التضمينُ يحتاجُ إلى دقَّةٍ في الاختيارِ، وإلى معرفةٍ بالروابطِ والعَلاقاتِ بينَ الفعلِ والحرفِ. - خلاصة الدرس: - من أنفع علوم التفسير قاعدة التضمين. - التَّضمِينُ لا يأتي إلا مَع حروفِ الجرِّ. -التَّضمِينُ أبْلَغَ في اللغةِ من تعاقُبِ الحروفِ. - التضمينُ يحتاجُ إلى دقَّةٍ في الاختيارِ، وإلى معرفةٍ بالروابطِ والعَلاقاتِ بينَ الفعلِ والحرفِ. |
تلخيص درس المراسيل في التفسير
عناصر الدرس: - موضوع الدرس. - تمهيد: المراد بالمراسيل. حكم مراسيل الصحابة. حكم مراسيل التابعين. - حكم المراسيل إذا تعددت طرقها وليس فيها اتفاق أو مواطأة عليها. - حالات النقل: - الصدق يكون بتحقيق أمرين معاً. - مثال. - العلة. - مثال يشبه المراسيل . - المرسل في الحديث الطويل. - الاختلافٌ في تفاصِيلِ الخبر. - مثاله. - علة قبول حديث جابر. - خلاصة الدرس. التلخيص - موضوع الدرس: بيان حكم المراسيل إذا تعددت طرقها وليس فيها اتفاق أو مواطأة عليها - تمهيد: المراد بالمراسيل: المرسل هو ما رفعه التابعي أو الصحابي الذي لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم للنبي صلى الله عليه وسلم. حكم مراسيل الصحابة: حجة. حكم مراسيل التابعين: التابعون يختلفون فمنهم من يقبل مرسله ومنهم من لا يقبل، فالذين تتبعوا وعرفوا أنهم لا يرسلون إلا عن صحابي مثل سعيد بن المسيب فإنه قد قيل إنه لا يرسل إلا عن أبي هريرة فيكون مرسله صحيح، والذين ليسوا على هذه الحال ينظر في المرسل نفسه إذا تعدد الطرق وتلقته الأمة بالقبول فإنه يكون صحيحاً . - حكم المراسيل إذا تعددت طرقها وليس فيها اتفاق أو مواطأة عليها : كانَتْ صَحِيحةً قَطْعًا - حالات النقل: إِنَّ النَّقلَ إمَّا أَنْ يَكُونَ صِدْقًا مُطَابِقًا لِلْخَبَرِ . وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ كَذِبًا تَعَمَّدَ صَاحِبُهُ الْكَذِبَ. أَوْ أَخْطَأَ فِيهِ. - الصدق يكون بتحقيق أمرين معاً: 1- ألا يكون صاحبه تعمد الكذب فيه. 2- أن يكون صاحبه لم يخطئ فيه. لأنه إذا لم يتعمد الكذب ولم يخطئ فليس ثم إلا الثالث وهو أن يكون صادقاً فيه. - مثال: شَخْصٍ يُحَدِّثُ عَنْ وَاقِعَةٍ جَرَتْ ، وَيَذْكُرُ تَفَاصِيلَ مَا فِيهَا من الأَقْوَالِ وَالأفْعَالِ ، وَيَأْتي شَخصٌ آخَرُ قَدْ عُلِمَ أنَّهُ لَمْ يُوَاطِئ الأَوَّلَ فَيَذْكُرُ مِثْلَ مَا ذَكَرَهُ الأَوَّلُ منْ تَفَاصِيلِ الأَقْوَالِ وَالأَفْعَالِ ، فيُعلَمُ قَطْعًا أَنَّ تِلْكَ الوَاقِعَةَ حَقٌّ في الجُملَةِ ، فَإنَّهُ لَوْ كَانَ كُلٌّ منْهُمَا كَذَبَ بِهَا عَمْدًا أَوْ أَخْطَأَ، لَمْ يَتَّفِقْ في العَادَةِ أَنْ يَأْتِيَ كُلٌّ منْهُمَا بِتِلْكَ التَّفاصيلِ الَّتِي تَمْنَعُ العَادَةُ اتِّفَاقَ الاثْنَيْنِ عَلَيْهَا بِلاَ مُوَاطَأَةٍ منْ أَحَدِهِمَا لِصَاحِبِهِ . - العلة: إِنَّ الرَّجلَ قَدْ يتَّفِقُ أَنْ يَنْظِمَ بَيْتًا ، وَيَنْظِمُ الآخَرُ مِثْلَهُ ، أَوْ يَكْذِبَ كَذِبَةً ، وَيَكْذِبُ الآخرُ مثلَهَا ، أَمَّا إِذَا أَنْشَأَ قَصِيدَةً طَوِيلةً ذَاتَ فُنُونٍ عَلَى قَافِيَةٍ وَرَوِيٍّ ، فلَمْ تَجْرِ العَادَةُ بِأَنَّ غَيْرَهُ يُنْشِئُ مِثْلَهَا لَفْظًا وَمَعْنًى ، مَعَ الطُّولِ الْمُفْرِطِ ، بَلْ يُعْلَمُ بِالْعَادَةِ أَنَّهُ أَخَذَهَا منْهُ . - مثال يشبه المراسيل : قولُه تعالى: {وَالْبَيتِ المَعْمُورِ}. فقد ذَكرَ ابنُ جريرٍ الطَّبَريُّ وغيرُه عن السَّلفِ عدَّةَ أقوالٍ في معنى البيتِ المعمورِ، فقد وَردَ عن عليٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه أنه قال: إنه بيتٌ في السماءِ بِحِذاءِ الكعبةِ تَعمُرُه الملائكةُ، يَدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ, ثم لا يعودون إليه، ويقالُ له: الضُّراحُ. وورَدَ عن ابنِ عباسٍ من طريقِ العوفيِّ قال: بيتٌ بحذاءِ العَرشِ. وورد عن مجاهدٍ من طريقِ ابنِ أبي نَجِيحٍ أنه بيتٌ في السماءِ يُقالُ له: الضُّراحُ. وعن عكرمةَ قال: بيتٌ في السماءِ بحيالِ الكعبةِ. وعن الضحَّاكِ من طريقِ عُبيدٍ، قال: يزعُمون أنه يَروحُ إليه سبعونَ ألفَ ملَكٍ من قَبيلِ إبليسَ, يقالُ لهم: الحِنُّ. ورَوى قتادةُ وابنُ زيدٍ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ مُرسلًا أنه بيتٌ في السماءِ, وأنه يَدخُلُه في اليومِ سبعون ألفَ ملَكٍ لا يعودون إليه. وذَكرَ ابنُ حجَرٍ أنه وَردَ عن الحسَنِ ومحمدِ بنِ عبَّادِ بنِ جعفرٍ أنَّ البيتَ المعمورَ يُرادُ به الكعبةُ. فإذا نظرتَ إلى هذا الاختلافِ في المرادِ بالبيتِ المعمورِ فإنَّك تَجِدُ أنَّ سببَ الخلافِ هو هل المرادُ بالبيتِ المعمورِ البيتُ الذي في السماءِ أو البيتُ الذي في الأرضِ الذي هو الكعبةُ؟ وتَجِدُ أنَّ هذا الخلافَ يدخُلُ في النوعِ الثاني من الأنواعِ الأربعةِ التي ذكرها شيخُ الإسلامِ لاختلافِ التنوُّعِ، وهو التواطؤُ، وهو من قبيلِ الوصفِ الذي حُذِفَ موصوفُه، فوَصْفُ (المعمورِ) صالحٌ للكعبةِ وللبيتِ الذي في السماءِ. وإذا جئتَ إلى الترجيحِ فلا شكَّ أنَّ كونَ المرادِ به البيتَ الذي في السماءِ أولى؛ لأنه قولُ الجمهورِ, وهو المشهورُ، ويدلُّ عليه حديثُ الرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الذي ذَكرَ فيه أنه رأى إبراهيمَ عليه السلامُ مُسنِدًا ظَهرَه إلى البيتِ المعمورِ، فذكرَ أنه بيتٌ يدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ, ثم لا يعودون إليه. هذا البيتُ الذي في السماءِ لا شكَّ أنه من عِلمِ الغيبِ، وما دام الأمرُ كذلك فإنه يَحتاجُ إلى أثَرٍ صحيحٍ، وقد ورد في ذلك الحديثُ السابقُ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ, وهو حديثٌ صحيحٌ. فكونُ هذا البيتِ في السماءِ السابعةِ، وكونُ إبراهيمَ مُسنِدًا ظهرَه إليه، وأنه يدخُلُه سبعون ألفَ ملَكٍ, ثم لا يعودون إليه، هذه الأوصافُ الثلاثةُ كلُّها ثابتةٌ؛ لأنها وردتْ في الحديثِ الصحيحِ، أما الأوصافُ التي ذكرَها السَّلفُ فيه: أنه بحِذاءِ الكعبةِ؛ وهذا مرويٌّ عن عليٍّ وعكرمةَ. وإنه بحِذاءِ العَرشِ؛ وهذا مرويٌّ عن ابنِ عبَّاسٍ. وأنَّ اسمَهُ الضُّراحُ؛ وهو مرويٌّ عن عليٍّ ومجاهِدٍ. وأنَّ الذين يَدخلُونه يقالُ لهم: الحِنُّ. وهم من قَبِيلِ إبليسَ، وهذا انفرد به الضحَّاكُ. فإذا نظرتَ إلى هذه الأقوالِ وجدتَها أشبَهَ بالمراسِيلِ التي ذَكرَها شيخُ الإسلامِ التي تتَّفِقُ في أصلِ القصةِ وتختلفُ في تفاصيلِها. فقد اتَّفقَتْ هذه الرواياتُ على أنه بيتٌ في السماءِ، واختلفتْ في أوصافِه. وكونُ هذا البيتِ الذي في السماءِ بحذاءِ الكعبةِ وردَ عن اثنينِ لا يمكنُ أن يتواطآ على الكذِبِ، وهما عليٌّ وعكرمةُ، واحتمالُ أن يكونَ عكرمةُ أخَذَه من عليٍّ فيه ضعفٌ، فينبغي قبولُ هذه الروايةِ؛ لأنها مرويَّةٌ عن صحابيٍّ، وعضَّدَها مُرْسَلٌ . وكونُه اسمُه الضراحُ أيضًا مرويٌّ عن اثنينِ هما عليٌّ ومجاهِدٌ، ولم يَرِدْ أنَّ مجاهدًا رواه عن عليٍّ، فيكونُ أيضًا من بابِ تعدُّدِ الرواياتِ. وبناءً عليه فلو قلتَ: إنَّ هذا البيتَ بحذاءِ الكعبةِ , وإنه يدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ , وإنه يسمَّى الضراحَ يكونُ مقبولًا لتعدُّدِ الرواياتِ به عن الصحابةِ والتابِعينَ, وبناءً على قبولِ قولِ الصحابيِّ في الأمورِ الغيبيةِ. ولكن كونُ الذين يدخُلُونه من قبيلِ الحِنِّ، هذا لا يُقبلُ؛ لأنه تفرَّد به الضحَّاكُ. فيُتوقَّفُ فيه. والمقصودُ أن يُنظَرَ ما اتَّفقَتْ فيه الرواياتُ فيُقبلَ، وما الذي افترقتْ فيه فيُتوقَّفَ فيه حتى يَرِدَ دليلٌ آخـرُ. - المرسل في الحديث الطويل: إِذَا حدَّثَ حَدِيثًا طَوِيلاً فِيهِ فُنُونٌ وَحَدَّثَ آخَرُ بِمثلِهِ ، فَإنَّهُ إمَّا أنْ يكُونَ وَاطَأَهُ عَلَيهِ ، أَوْ أَخَذَهُ منْهُ ، أَوْ يَكُونَ الحديثُ صِدْقًا . - الاختلافٌ في تفاصِيلِ الخبر: الحَدِيث الطَّويل إِذَا رُوِيَ مَثَلاً مِنْ وَجْهَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ مِنْ غَيْرِ مُوَاطَأَةٍ امْتَنَعَ عَلَيْهِ أَنْ يَكُونَ غَلَطًا كَمَا امْتَنَعَ أَنْ يَكُونَ كَذِبًا ، فَإِنَّ الغَلَطَ لاَ يَكُونُ فِي قِصَّةٍ طَوِيلَةٍ مُتَنَوِّعَةٍ ، وَإنَّمَا يَكُونُ فِي بَعْضِهَا ، فَإِذَا رَوَى هَذَا قصَّةً طَوِيلَةً مُتَنَوِّعَةً ، وَرَوَاهَا الآخَرُ مِثْلَمَا رَوَاهَا الأَوَّلُ مِنْ غَيْرِ مُوَاطَأَةٍ ؛ امْتَنَعَ الغَلَطُ فِي جَمِيعِهَا ، كَمَا امْتَنَعَ الكذِبُ فِي جَمِيعِهَا مِنْ غَيْرِ مُوَاطَأَةٍ . - مثاله: حَدِيثِ اشْتِرَاءِ النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - البَعِيرَ مِنْ جَابِرٍ ؛ فَإِنَّ مَنْ تَأَمَّلَ طُرُقَهُ عَلِمَ قَطْعًا أَنَّ الْحَدِيثَ صَحِيحٌ ، وَإِنْ كَانُوا قَد اخْتَلَفُوا فِي مِقْدَارِ الثَّمَنِ . وَقَدْ بيَّنَ ذلِكَ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ . - علة قبول حديث جابر: فَإِنَّ جُمْهُورَ مَا فِي البُخَارِيِّ ومُسْلِمٍ ممَّا يُقطَعُ بِأَنَّ النَّبيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَهُ ، لأَنَّ غَالِبَهُ مِنْ هَذَا النَّحْوِ . وَلأنَّهُ قَدْ تَلَقَّاهُ أَهْلُ العِلْمِ بِالقَبُولِ وَالتَّصْدِيقِ . وَالأُمَّةُ لاَ تَجْتَمِعُ عَلَى خَطَإٍ ، فلَوْ كَانَ الحَدِيثُ كَذِبًا فِي نَفْسِ الأَمْرِ، وَالأُمَّةُ مُصَدِّقةٌ لَهُ قَابِلَةٌ لَه، لَكَانُوا قَدْ أَجْمَعُوا عَلَى تَصْدِيقِ مَا هُوَ فِي نَفْسِ الأَمْرِ كَذِبٌ، وَهَذَا إِجْمَاعٌ عَلَى الْخَطَإِ ، وَذَلِكَ مُمْتَنِعٌ، وَإنْ كنَّا نحنُ بِدُونِ الإِجْمَاعِ، نُجَوِّزُ الخطأَ أَو الكَذِبَ عَلَى الخَبَرِ، فَهُوَ كَتَجْوِيزِنَا قَبْلَ أن نعلمَ الإجماعَ على العِلْمِ الَّذِي ثبَتَ بظاهرٍ أَوْ قِيَاسٍ ظَنِّيٍّ: أَنْ يَكُونَ الْحَقُّ فِي البَاطِنِ بِخِلافِ مَا اعتقدْنَاهُ ، فَإِذَا أَجْمَعُوا عَلَى الْحُكْمِ جَزَمْنَا بِأَنَّ الْحُكْمَ ثَابِتٌ بَاطِنًا وَظاَهِرًا. - خلاصة الدرس: * المراسيل إذا تعددت طرقها وليس فيها اتفاق أو مواطأة عليها : كانَتْ صَحِيحةً قَطْعًا. * النَّقلَ إمَّا أَنْ يَكُونَ صِدْقًا مُطَابِقًا لِلْخَبَرِ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ كَذِبًا تَعَمَّدَ صَاحِبُهُ الْكَذِبَ أَوْ أَخْطَأَ فِيهِ، فَمَتَى سَلِمَ من الْكَذِبِ العَمْدِ وَالْخَطَأ كَانَ صِدْقًا بِلاَ رَيْبٍ. * إِذَا كانَ الْحَدِيثُ جَاءَ منْ جِهَتَيْنِ أَوْ جِهَاتٍ، وَقَدْ عُلِمَ أَنَّ الْمُخْبِرِينَ لَمْ يَتَوَاطَؤُوا عَلَى اخْتِلاقِهِ، وَعُلِمَ أَنَّ مِثْلَ ذَلِكَ لاَ تَقَعُ الْمُوَافَقَةُ فِيهِ اتِّفاقًا بِلاَ قَصْدٍ ، عُلِمَ أنَّهُ صَحِيحٌ. * الحَدِيثَ الطَّويلَ إِذَا رُوِيَ مَثَلاً مِنْ وَجْهَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ مِنْ غَيْرِ مُوَاطَأَةٍ امْتَنَعَ عَلَيْهِ أَنْ يَكُونَ غَلَطًا كَمَا امْتَنَعَ أَنْ يَكُونَ كَذِبًا، فَإِنَّ الغَلَطَ لاَ يَكُونُ فِي قِصَّةٍ طَوِيلَةٍ مُتَنَوِّعَةٍ ، وَإنَّمَا يَكُونُ فِي بَعْضِهَا. |
تلخيص درس الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال عناصر الدرس: - موضوع الدرس. - النَّوعُ الثَّاني مِنْ سببي الاخْتِلاَفِ. - المراد بالاستدلال هنا. - متى ظهر الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال؟ - من الأمثلة للتفاسير التي اعتنت بنقول السلف في التفسير. - يندر وقوع الاختلاف في تفاسير السلف من جهة الاستدلال. - حكم التفسير بالرأي. - معنى الرأي المحمود. - معنى الرأي المذموم. - الجهات التي ينشأ منها الخطأ في التفسير من جهة الاستدلال. - القسم الأول: قَوْمٌ اعْتَقَدُوا مَعَانِيَ ، ثمَّ أَرَادُوا حَمْلَ أَلْفَاظِ القُرْآنِ عَلَيْهَا . • الأمر الذي راعوه. • حالهم من جهة الخطأ. • أصنافهم. • مثاله. - القسم الثاني: قَوْمٌ فَسَّرُوا القُرْآنَ بِمُجَرَّدِ مَا يَسُوغُ أَنْ يُرِيدَهُ بِكَلاَمِهِ مَنْ كَانَ مِنْ النَّاطِقِينَ بِلُغَةِ العَرَبِ بكلامه مِنْ غَيْرِ نَظَرٍ إِلَى الْمُتَكَلِّمِ بِالقُرْآنِ وَالْمُنْزَلِ عَلَيْهِ ، وَالْمُخَاطَبِ بِهِ . • الأمر الذي راعوه. • حالهم من جهة الخطأ. • مثاله. - خلاصة الدرس. التلخيص - موضوع الدرس: شرح النوعِ الثاني من الخطأِ الذي في كُتبِ التفسيرِ، والذي هو جهةُ الاستدلالِ. - النَّوعُ الثَّاني مِنْ سببي الاخْتِلاَفِ: وَهُوَ مَا يُعلَمُ بِالاسْتِدْلالِ لاَ بِالنَّقلِ. - المراد بالاستدلال هنا: الاستدلالَ الذي حدثَ بعد جيلِ السَّلفِ، أو قد يكونُ حدثَ في جيلِ السَّلفِ لكنه مخالِفٌ لمنهجِ الاستدلالِ عندَهم. - متى ظهر الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال: بَعْدَ تَفْسِيرِ الصَّحابةِ والتَّابعينَ وتابعيهم بإحسانٍ. - من الأمثلة للتفاسير التي اعتنت بنقول السلف في التفسير: تَفْسِيرِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَوَكِيعٍ، وَعَبْدِ بنِ حُمَيْدٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٍ، وَمِثْلُ تَفْسِيرِ الإِمَامِ أَحْمَدَ، وَإِسْحَاقَ بنِ رَاهَوَيْهِ، وَبَقِيِّ بنِ مَخْلَدٍ، وَأَبِي بَكْرِ بنِ الْمُنْذِرِ، وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ، وَسُنَيْدٍ ، وَابنِ جَرِيرٍ، وَابنِ أَبِي حَاتمٍ، وَأَبِي سَعِيدٍ الأَشَجِّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مَاجَهْ، وَابْنِ مَرْدَوَيْهِ . - يندر وقوع الاختلاف في تفاسير السلف من جهة الاستدلال: لأنهم عندما فسروا القرآن راعوا فيه المتكلم به وهو الله عز وجل ،وراعوا المخاطب به وهو النبي صلي الله عليه وسلم ، وراعوا المخاطبين به وهم العرب عموماً، وأيضاً راعوا فيه اللفظ والسياق. - حكم التفسير بالرأي: من السلف من منعه ومنهم من أجازه واجتهد في التفسير وهؤلاء هم أكثر الصحابة. - معنى الرأي المحمود: هو أن يفسر القرآن بالاجتهاد الصحيح وبالرأي الصحيح يعني بالاستنباط الصحيح . - معنى الرأي المذموم: هو استنباط أو تفسير مردود وذلك لعدم توفر شـروط التفسير بالرأي فيه. - الجهات التي ينشأ منها الخطأ في التفسير من جهة الاستدلال: الْخَطَأُ مِنْ جِهَتَيْنِ : إِحْدَاهُمَا : قَوْمٌ اعْتَقَدُوا مَعَانِيَ ، ثمَّ أَرَادُوا حَمْلَ أَلْفَاظِ القُرْآنِ عَلَيْهَا . وَالثَّانِيَةِ : قَوْمٌ فَسَّرُوا القُرْآنَ بِمُجَرَّدِ مَا يَسُوغُ أَنْ يُرِيدَهُ بِكَلاَمِهِ مَنْ كَانَ مِنْ النَّاطِقِينَ بِلُغَةِ العَرَبِ بكلامه مِنْ غَيْرِ نَظَرٍ إِلَى الْمُتَكَلِّمِ بِالقُرْآنِ وَالْمُنْزَلِ عَلَيْهِ ، وَالْمُخَاطَبِ بِهِ . - القسم الأول: قَوْمٌ اعْتَقَدُوا مَعَانِيَ ، ثمَّ أَرَادُوا حَمْلَ أَلْفَاظِ القُرْآنِ عَلَيْهَا . • الأمر الذي راعوه: رَاعَوا الْمَعْنَى الَّذِي رَأَوْهُ ، مِنْ غَيْرِ نَظَرٍ إِلَى مَا تَسْتَحِقُّهُ أَلْفَاظُ القُرْآنِ مِن الدِّلالةِ وَالبَيَانِ. • حالهم من جهة الخطأ: كَثِيرًا مَا يَغْلَطُونَ فِي صِحَّةِ الْمَعْنَى الَّذِي فَسَّرُوا بِهِ الْقُرْآنَ، فَيَكُونُ خَطَؤُهُم فِي الدَّليلِ وَالْمَدْلُولِ • أصنافهم: صِنْفَانِ : تَارَةً يَسْلِبُونَ لَفْظَ القُرْآنِ وَمَا دَلَّ عَلَيْهِ وَأُرِيدَ بِهِ . وَتَارَةً يَحْمِلُونَهُ عَلَى مَا لَمْ يَدُلَّ عَلَيْهِ وَلَمْ يُرَدْ بِهِ . وَفِي كِلاَ الأَمْرَيْنِ قَد يَكُونُ مَا قَصَدُوا نَفْيَهُ أَوْ إِثْبَاتَهُ مِنَ الْمَعنَى بَاطِلاً. • مثاله: المثالُ الأولِ: قولُه تعالى: {وُجوهٌ يومَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} مدلولُ هذه الآيةِ أنَّ اللَّهَ تعالى يُـرى يومَ القيامةِ، لكنَّ المعتزلةَ – وتَبِعَهم على ذلك الرافضةُ والزَّيْديَّةُ – إذا جاءوا إلى هذهِ الآيةِ يسلُبُون المعنى الذي دلَّ عليه القرآنُ، فيَنفون الرُّؤْيةَ، ويُحرِّفُون معنى الآيةِ {إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} من معنى النظَرِ بالعَيْنِ إلى معنًى آخَرَ؛ إلى النظَرِ بمعنى الانتظارِ، مع أنَّ مادَّةَ (نَظَر) إذا عُدِّيَتْ بـ (إلى) لا تكونُ بمعنى الانتظارِ في اللغةِ العربيةِ، وإنما تكونُ بمعنى النظَرِ بالعَينِ. والمثالُ الثاني: وهو أنهم تارةً يحمِلُون اللفظَ على ما لم يدلَّ عليه ولم يُرَدْ به: قولُه تعالى: {لَنْ تَرَانِي} فهم يَحمِلُونه على ما لم يدلَّ عليه مِن نفيِ الرُّؤْيةِ في القيامةِ، مع أنَّ اللفظَ لا يدلُّ على ذلك. في الآيةِ الثانيةِ التي لا تدلُّ على نفيِ الرُّؤيةِ حَملُوها على ما لم يُرَدْ بها ولم تدلَّ عليه في نفيِ الرُّؤْية.ِ قال: " فيكونُ خطؤُهم في الدليلِ والمدلولِ ". فخطَؤُهم في المثالَيْن السَّابِقَين في الدليلِ , وهو (لَنْ تَرانِي)؛ لأنها لا تدلُّ على نفيِ الرُّؤْيةِ، وفي المدلولِ , وهو قولُهم: إنَّ (لن) للتأبِيدِ، وكذلك (إلى رَبِّها نَاظِرَةٌ) فسَّروا النظَرَ هنا بالانتظارِ، وهذا خطأٌ في الدليلِ والمدلولِ؛ لأنَّ الآيةَ لا تدلُّ على الانتظارِ، وإنما تدلُّ على النظَرِ إلى اللَّهِ تعالى. - القسم الثاني: قَوْمٌ فَسَّرُوا القُرْآنَ بِمُجَرَّدِ مَا يَسُوغُ أَنْ يُرِيدَهُ بِكَلاَمِهِ مَنْ كَانَ مِنْ النَّاطِقِينَ بِلُغَةِ العَرَبِ بكلامه مِنْ غَيْرِ نَظَرٍ إِلَى الْمُتَكَلِّمِ بِالقُرْآنِ وَالْمُنْزَلِ عَلَيْهِ ، وَالْمُخَاطَبِ بِهِ . • الأمر الذي راعوه: رَاعَوا مُجَرَّدَ اللَّفْظِ وَمَا يَجُوزُ عِنْدَهُم أَنْ يُرِيدَ بِهِ العَرَبيُّ، مِنْ غَيْرِ نَظَرٍ إِلى مَا يَصْلُحُ لِلْمُتَكلِّمِ بِهِ وَسِياقِ الكَلامِ. • حالهم من جهة الخطأ: كَثِيرًا مَا يَغْلَطُونَ في احْتِمَالِ اللَّفْظِ لِذَلِكَ الْمَعْنَى فِي اللُّغَةِ، فيكونُ خطؤهُمْ في الدَّليلِ لا فِي الْمَدْلُولِ . • مثاله: قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} فسَّرَه بعضُ المتصوِّفَةِ بقولِه: هذا مَثلٌ ضربَه اللَّهُ للدُّنيا، ثم قسَّمَ الناسَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: فالهالِكُون في الدنيا هم الذين شَرِبُوا من النَّهَرِ، والذين خَلَطُوا عملًا صالحًا وآخَرَ سيِّئًا هم الذين غَرَفُوا غُرْفةً بأيديهم، والمتَّقُون الأبرارُ هم الذين لم يَشرَبُوا منه. فهذا الكلامُ في حدِّ ذاتِه صحيحٌ، لكنَّ الخطأَ في الدليلِ؛ أي: إنَّ الآيةَ لا تدلُّ على هذا. فالدليلُ يُرادُ به الرابطُ بينَ الآيةِ وما فُسِّرَتْ به، والمدلولُ هو النتيجةُ التي تُفسَّرُ بها الآيةُ. - خلاصة الدرس: • مِنْ أسباب الاخْتِلاَفِ مَا يُعلَمُ بِالاسْتِدْلالِ لاَ بِالنَّقلِ. • هذا النوع في السلف نادر وفي الخلف كثير. • سبب ندرة وقوع الاختلاف في تفاسير السلف من جهة الاستدلال: لأنهم عندما فسروا القرآن راعوا فيه المتكلم به، وراعوا المخاطب به، والمخاطبين به، وأيضاً راعوا فيه اللفظ والسياق. • ا لجهات التي ينشأ منها الخطأ في التفسير من جهة الاستدلال: قوم راعوا اللفظ، وقوم راعوا المعنى. • الخطأ في هذا النوع قد يكون في الدليل والمدلول، وقد يكون في الدليل. |
اقتباس:
فاتك الكلام عن جزئية سدّ باب التأويل وهي من فوائد التضمين مع ضرب المثال عليها في تفسير قوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء} بين المؤولين والمثبتين. ومن المهم أيضا ربط التضمين بموضوعه الأصلي وهو اختلاف التنوع. وهذه قائمة مبسّطة لمسائل الدرس أرجو أن تفيدك: الحذف والتضمين عناصر الدرس:● موضوع الدرس ● تمهيد: .. - تعدية الفعل بنفسه وبالحرف. ● مذاهب النحويين في تعدية الفعل بحرف لا يُعدّى به في الجادّة. .. المذهب الأول: التعاقب ... - معناه ... - أصحابه ... - مثاله . المذهب الثاني: التضمين ... - شرطه ... - معناه ... - أصحابه ... - مثاله ● المذهب الراجح ● علاقة التضمين باختلاف التنوع ● لماذا كانت قاعدة التضمين من أنفع قواعد التفسير؟ ● خلاصة الدرس. تقييم التلخيص : أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 28 ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 18 ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 17 رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 15 خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15 = 93 % وفقك الله |
اقتباس:
وشروط الحكم على صحة المراسيل ثلاثة: - تعدد طرقها - خلوها من المواطأة والاتفاق - قبول علماء الأمة لها وكان الأيسر تفصيل كل شرط على حدة بدلا من تداخلها، وجهدك في الملخص مشكور، تقبل الله منك. هذا نموذج لمسائل الدرس أرجو أن يفيدك: المراسيل في التفسير عناصر الدرس:● موضوع الدرس ● تمهيد: - أكثر الأخبار المنقولة في التفسير ليست مرفوعة وإنما أغلبها موقوف. - ما كان من هذه الأخبار مرفوعا يكون مرسلا على الغالب - مجيء الحديث والأسانيد على هذا النحو ليس موجبا لردّه. - التعامل مع أسانيد التفسير ليس كالتعامل مع الأسانيد في الحديث - يقبل النقل إذا صدق فيه صاحبه. ● شروط الحكم على صدق النقل ..1- انتفاء الكذب العمد ..2- انتفاء الخطأ أولا: التحقق من انتفاء الكذب في النقل ..1- تعدد طرقه .2- خلوه من المواطأة والاتفاق - غالب من يروي أسانيد التفسير لا يتعمّدون الكذب خاصة من الصحابة والتابعين وكثير من تابعي التابعين، لكن قد يعرض لهم الخطأ والنسيان. ثانيا: التحقق من انتفاء الخطأ في النقل - اتفاق الروايات في أصل الخبر يجزم بصدقه. - اختلاف الروايات في تفاصيل الخبر يٌحتاج فيها إلى ترجيح بطرق أخرى مستقلة. - مثال: قصة جمل جابر رضي الله عنه ● تعريف المرسل ● ضابط الحكم على صحة المرسل. . .1- تعدد طرقه . .2- خلوه من المواطأة والاتفاق .. 3 - تلقّي العلماء له بالقبول ● أمثلة للتعامل مع مرويات السلف في التفسير ● هذه الطريقة تطبّق على المراسيل وعلى غيرها بل يستفاد منها في التاريخ والأدب وغير ذلك. ● خلاصة الدرس. تقييم التلخيص : أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30 ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 18 ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 15 رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15 خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15 = 93 % وفقك الله |
اقتباس:
اقتباس:
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك يرجى التنبه لما يتعلق بتقسيم المسائل وترتيبها وهذه قائمة بمسائل الدرس أرجو أن تفيدك: الاختلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال عناصر الدرس:● موضوع الدرس ● تمهيد: - حكم التفسير بالرأي. - فضل تفاسير الصحابة والتابعين ● جهات الخطأ في الاستدلال .. أ: جهة الاعتقاد ..ب: جهة الاحتمال اللغوي للفظ القرآني ● أولا: الخطأ الواقع في التفسير من جهة الاعتقاد - أصحابه - أنواعه: .. 1- النوع الأول .. مثاله . .2- النوع الثاني: .. مثاله - نوع الخطأ بناء على صحة أو خطأ المعاني المرادة. - حكم هذا النوع من التفسير ● ثانيا: الخطأ الواقع في التفسير من جهة الاحتمال اللغوي للفظ القرآني - أصحابه - مثاله - حكم هذا النوع من التفسير ● خلاصة الدرس. تقييم التلخيص : أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30 ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20 ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 16 رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15 خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15 = 94 % وفقك الله |
● آخر ما نزل من القرآن ● عناصر الموضوع: ● آخر سورة نزلت جميعاً ● آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً - القول الأول: سورة النصر - القول الثاني: سورة التوبة - القول الثالث: سورة المائدة ● آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم - القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} - القول الثاني: آية الكلالة - القول الثالث: آية الربا - القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين - القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة ● آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه ● أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم ● أواخر مخصوصة ● إشكال وجوابه تلخيص أقوال العلماء في آخر ما نزل من القرآن ● آخر سورة نزلت جميعًا * عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: قال لي ابن عباسٍ: تعلم أي آخر سورةٍ نزلت جميعًا؟ قلت: {إذا جاء نصر الله والفتح} قال : صدقت ● آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً - القول الأول: سورة النصر * قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيّ (وآخر ما نزل {إذا جاء نصر الله والفتح} وقيل: آية الربا التي في البقرة، وقيل: الآية قبلها). * عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قال لي ابن عباس: تعلم آخر سورة من القرآن نزلت جميعا؟ قلت: نعم {إذا جاء نصر الله والفتح} قال: صدقت. رواه مسلم). * عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: (آخر سورةٍ أنزلت: سورة المائدة والفتح)، ثمّ قال التّرمذيّ: هذا حديثٌ غريبٌ حسنٌ. - القول الثاني: سورة التوبة * قال الزهري: (سورة التوبة وهي آخر ما نزل من القرآن) * عن ابن عباس، عن عثمان، قال: كانت براءة من آخر القرآن نزولا) * عن البراء، قال، (آخر سورةٍ نزلت كاملةً براءة، وآخر آيةٍ نزلت في القرآن:{يستفتونك قل اللّه يفتيكم في الكلالة}). - القول الثالث: سورة المائدة * عن أبي ميسرة، قال: آخر سورةٍ أنزلت في القرآن سورة المائدة، وإنّ فيها لسبع عشرة فريضة). * عن عبد الله بن عمرو قال: (آخر سورة أنزلت سورة المائدة) * عن جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي: (يا جبير تقرأ المائدة؟) فقلت: نعم، فقالت: (أما إنها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه). ● آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم - القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} * عن أبي صالح وسعيد بن جبير أنهما قالا إن آخر آية نزلت من القرآن {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} ). * عن عطاء بن أبي رباح قال: آخر أية أنزلت من القرآن:{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}). * عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله }, قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ يوم السبت ومات يوم الاثنين، صلوات الله عليه وسلامه). * عن السّدّيّ، قال: آخر آيةٍ نزلت: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون} . * عن عطيّة العوفيّ، قال: آخر آيةٍ نزلت: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون}). - القول الثاني: آية الكلالة * عن البراء بن عازب، قال:آخر آية أنزلت:{ يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة } ) - القول الثالث: آية الربا * عن ابن عباس قال: آخر ما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الربا , وإنا لنأمر بالشيء لا ندري لعل به بأسا، وننهى عن الشيء لا ندري لعل ليس به بأس). * عن عمر، رضي الله عنه قال: «آخر ما أنزل من القرآن آية الربا، وأن نبي الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها فدعوا الربا والريبة». - القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين * عن ابن شهاب قال:آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين). - القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة * قال الزهري:(وآخر ما نزلت هذه الآية قوله تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}). * عن قتادة أن أبي بن كعب قال: إن آخر عهد القرآن في السماء هاتان الآيتان خاتمة براءة {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم..} إلى آخرها). ● آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه * عن أبي العالية أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة: {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}، فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن. فقال أُبَيُّ بنُ كعب: (إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين :{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم .فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}. قال: (فهذا آخر ما أنزل من القرآن). قال: (فختم الأمر بما فتح به بلا إله إلا الله، يقول الله عز وجل: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}). ● الجمع بين أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم هناك عشرة أقوال في آخر ما نزل، ذكرنا بعض منها، والذي تستريح إليه النفس منها كما ذُكر هو أن آخر القرآن نزولا على الإطلاق قول الله في سورة البقرة: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} وأن ما سواها أواخر إضافية أو مقيدة. قال القاضي أبو بكر في الانتصار: هذه الأقوال ليس فيها شيء مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكل قال بضرب من الاجتهاد وغلبة الظن، ويحتمل أن كلا منهم أخبر عن آخر ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي مات فيه أو قبل مرضه بقليل وغيره سمع منه بعد ذلك وإن لم يسمعه هو. ● أواخر مخصوصة * سورة النبأ نزلت بمكة، وهي من آخر المكي الأول؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر من غد يوم نزلت، والمكي الأول: ما نزل قبل الهجرة. و المكي الآخر: ما نزل بعد فتح مكة). *(واختلفوا في: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} فقال ابن عباس: مدنية. وقال عطاء: هي آخر ما نزل بمكة). ● إشكال وجوابه: من المشكل على ما تقدم قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم} فإنها نزلت بعرفة عام حجة الوداع وظاهرها إكمال جميع الفرائض والأحكام قبلها وقد صرح بذلك جماعة منهم السدي فقال لم ينزل بعدها حلال ولا حرام مع أنه وارد في آية الربا والدين والكلالة أنها نزلت بعد ذلك. الجواب: الأقرب أن يكون معنى إكمال الدين فيها يومئذ هو إنجاحه وإقراره وإظهاره على الدين كله ولو كره الكافرون. ولا ريب أن الإسلام في حجة الوداع كان قد ظهرت شوكته وعلت كلمته وأديل له على الشرك وحزبه والكفر وجنده والنفاق وحسراته حتى لقد أجلي المشركون عن البلد الحرام ولم يخالطوا المسلمين في الحج والإحرام. قال ابن جرير في تفسير الآية المذكورة: الأولى أن يتأول على أنه أكمل لهم دينهم بإقرارهم بالبلد الحرام وإجلاء المشركين عنه حتى حجه المسلمون لا يخالطهم المشركون وأيد هذا التأويل بما رواه عن ابن عباس قال: كان المشركون والمسلمون يحجون جميعا فلما نزلت سورة براءة نفي المشركون عن البيت وحج المسلمون لا يشاركهم في البيت الحرام أحد من المشركين فكان ذلك من تمام النعمة {وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} . |
ثبوت النسخ والردّ على من أنكره عناصر الموضوع: ● بيان جواز النسخ _ إجماع العلماء على جواز النسخ. _ الأدلة الدالة على جواز النسخ ووجه الدلالة. ● هل النسخ من خصائص هذه الأمة؟ ● أقوال طوائف اليهود في النسخ ● بيان جواز النسخ عقلاً وشرعاً - الدليل على جواز النسخ عقلاً - الدليل على جواز النسخ شرعاً ● كشف شبهات منكري النسخ ● الفرق بين النسخ والبداء ● اضطراب الأشاعرة في مسألة النسخ ملخص أقوال العلماء في ثبوت النسخ والرد على من أنكره ● بيان جواز النسخ - إجماع العلماء على جواز النسخ انعقد إجماع العلماء على هذا إلا أنّه قد شذّ من لا يلتفت إليه فحكى أبو جعفرٍ النّحّاس أنّ قومًا قالوا: ليس في القرآن ناسخٌ ولا منسوخٌ. وهؤلاء قومٌ لا يقرّون، لأنّهم خالفوا نصّ الكتاب، وإجماع الأمّة قال الله عز وجل: {ما ننسخ من آيةٍ أو ننسها}. - الأدلة الدالة على جواز النسخ ووجه الدلالة: 1. قال الله – جلَّ ذكره -: {يمحو الله ما يشاء ويثبت}. قال ابن عباسٍ وغيره: معناه: يمحو ما يشاء من أحكام كتابه (فينسخه) ببدلٍ أو بغير بدل، ويثبت ما يشاء فلا يمحوه ولا ينسخه، [ثم قال]: {وعنده أم الكتاب}. قال ابن عباس: معناه: عنده ما ينسخ ويبدّل من الآي والأحكام، وعنده ما لا ينسخ ولا يبدّل، كلٌّ في أم الكتاب وهو اللوح المحفوظ. 2. وقد استدل جماعةٌ على جواز النسخ في القرآن بقوله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبي إلاّ إذا تمنّى ألقى الشيطان في أمنيّته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته}. فبين أن الله ينسخ ما يلقي الشيطان في تلاوة النبي أو الرسول. وهذا إنّما يدلّ على جواز النسخ فيما يزيد الشيطان في تلاوة النبي أو الرّسول من الباطل خاصةً، وليس يدل على جواز النّسخ فيما ينزله الله ويأمر به، فلا حجة فيه لمن استدل به على جواز نسخ ما هو من عند الله من الحق –وهذا النسخ من قولهم: نسخت الرّيح الآثار، إذا أزالتها فلم يبق لواحدٍ منهما أثر. 3. ويدلّ على جواز النسخ للقرآن أيضًا قوله تعالى: {وإذا بدّلنا آيةً مكان آيةٍ والله أعلم بما ينـزّل قالوا إنّما أنت مفترٍ}. فهذا نصٌ ظاهر في (جواز) زوال حكم آيةٍ ووضع أخرى (موضعها). وهذا النسخ من قولهم: نسخت الشمس الظل، إذا أزالته وحلت محله. 4. ويدل على جواز النسخ للقرآن أيضًا قوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخيرٍ منها أو مثلها}. فهذا نص ظاهر في جواز النّسخ للقرآن بالقرآن. والمعنى على قراءة الجماعة: أن الله –جل ذكره- يخبر (عن) نفسه يقول: ما نرفع من حكم آيةٍ ونبقي تلاوتها أو ننسكها يا محمد فلا تحفظ تلاوتها نأت بخير منها لكم، أي نأت بآيةٍ أخرى هي (أصلح لكم وأسهل) في التعبّد، أو نأت بمثلها في العمل وأعظم في الأجر، فهذا قول صحيح معروف. 5. ويدلّ على جواز النسخ أيضًا قوله تعالى: {لكلٍ جعلنا منكم شرعةً ومنهاجًا}، فمعلومٌ أن شريعة كل رسولٍ نسخت شريعةً من كان قبله. 6. ومن أبين ما يدلّ على جواز النسخ للشرائع: أن جميع الأنبياء لم يكونوا أنبياء في أوّل أمرهم، ثم كانوا أنبياء، وأن ذرية آدم تناسلوا من الأخ مع أخته شريعةً أباحها الله تعالى له ثم نسخ ذلك فحرّمه. وهذا ردٌّ على من أنكر النسخ للشرائع من اليهود وغيرهم، وهم مقرون أن الشحوم وكل ذي ظفرٍ كان حلالاً، ثم نسخ تحليل ذلك فحرّم عليهم في أشباهٍ لذلك كثيرة. 7. {منه آياتٌ محكماتٌ} حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبلٍ، رضي الله عنه قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا وكيعٌ عن سلمة بن نبيطٍ عن الصّحابة قال: (المتشابه ما قد نسخ، والمحكمات ما لم ينسخ). ● هل النسخ من خصائص هذه الأمة؟ النسخ مما خص الله به هذه الأمة لحكم منها التيسير وقد أجمع المسلمون على جوازه، وأنكره اليهود. ● أقوال طوائف اليهود في النسخ اتّفق جمهور علماء الأمم على جواز النّسخ عقلا وشرعًا وانقسم اليهود في ذلك ثلاثة أقسامٍ: فالقسم الأوّل: قالوا: لا يجوز عقلا ولا شرعًا، وزعموا أنّ النسخ هو عين البداء؛ وهم قد غلطوا لأن النسخ رفع عبادة قد علم الآمر أن بها خيرا ثم إنَّ للتكليف بها غاية ينتهي إليها ثم يرفع الإيجاب والبراء هو الانتقال عن المأمور به بأمر حادث لا يعلم سابق. والقسم الثّاني: قالوا: يجوز عقلا وإنّما منع الشّرع من ذلك زعموا أنّ موسى عليه السّلام قال إنّ شريعته لا تنسخ من بعده، وإنّ ذلك في التّوراة. ومن هؤلاء من قال: لا يجوز النّسخ إلا في موضعٍ واحدٍ، وهو أنّه يجوز نسخ عبادةٍ أمر اللّه بها بما هو أثقل على سبيل العقوبة لا غير. والقسم الثّالث: قالوا: يجوز شرعًا لا عقلا، واختلف هؤلاء في عيسى ومحمّدٍ صلّى اللّه عليهما، فمنهم من قال: لم يكونا نبيين لأنهما لم يأتيا بمعجزةٍ، وإنّما أتيا بما هو من جنس الشّعوذة. ومنهم من قال: كانا نبيّين صادقين، غير أنّهما لم يبعثا بنسخ شريعة موسى ولا بعثا إلى بني إسرائيل إنّما بعثا إلى العرب والأميين). ● بيان جواز النسخ عقلاً وشرعاً - الدليل على جواز النسخ عقلاً ولا يمنع جواز النسخ عقلا لوجهين: أحدهما: لأن للآمر أن يأمر بما شاء ؛ فلا يمتنع أن يريد تكليف العباد عبادةً في مدّةٍ معلومةٍ ثمّ يرفعها ويأمر بغيرها. وثانيهما أنّ التّكليف لا يخلو أن يكون موقوفًا على مصلحة المكلّف: - فجائزٌ أن تكون المصلحة للعباد في فعل عبادة زمانٍ دون زمانٍ، ويوضّح هذا أنّه قد جاز في العقل تكليف عبادةٍ متناهيةٍ كصوم يومٍ، وهذا تكليفٌ انقضى بانقضاء زمانٍ، ثمّ قد ثبت أنّ اللّه تعالى ينقل من الفقر إلى الغنى، ومن الصّحّة إلى السّقم، ثمّ قد رتّب الحرّ والبرد، واللّيل والنّهار، وهو أعلم بالمصالح وله الحكم. - أن النفس إذا مرنت على أمر ألفته فإذا نقلت عنه إلى غيره شق عليها لمكان الاعتياد المألوف فظهر منها بإذعان الانقياد لطاعة الأمر. - الدليل على جواز النسخ شرعاً * قد ثبت أنّ من دين آدم عليه السّلام وطائفةٍ من أولاده، جواز نكاح الأخوات وذوات المحارم، والعمل في يوم السّبت، ثمّ نسخ ذلك في شريعة موسى عليه السلام. * وكذلك الشّحوم كانت مباحةً، ثمّ حرّمت في دين موسى، فإن ادّعوا أنّ هذا ليس بنسخٍ فقد خالفوا في اللّفظ دون المعنى ● كشف شبهات منكري النسخ 1. وأمّا قول من قال: لا يجوز النّسخ إلا على وجه العقوبة فليس بشيءٍ، لأنّه إذا أجاز النّسخ في الجملة جاز أن يكون للرّفق بالمكلّف، كما جاز للتّشديد عليه. وأمّا دعوى من ادّعى أنّ موسى عليه السّلام أخبر أنّ شريعته لا تنسخ فمحالٌ. ويقال: إنّ ابن الرّاونديّ علمّهم أن يقولوا: إنّ موسى قال: (لا نبيّ بعدي). ويدلّ على ما قلنا: * أنّه لو صحّ قولهم لما ظهرت المعجزات على يد عيسى عليه السّلام، لأنّ اللّه تعالى لا يصدّق بالمعجزة مَن كذَّبه موسى؛ فإن أنكروا معجزة عيسى لزمهم ذلك في معجزة موسى، فإن اعترفوا ببعض معجزاته، لزمهم تكذيب من نقل عن موسى عليه السّلام أنّه قال: (لا نبيّ بعدي) * وممّا يدلّ على كذبهم فيما ادّعوا أنّ اليهود ما كانوا يحتجّون على نبيّنا محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم بكلّ شيءٍ. وكان نبيّنا صلّى اللّه عليه وسلّم مصدّقًا لموسى عليه السّلام، وحكم عليهم بالرّجم عملا بما في شريعة موسى صلّى اللّه عليه وسلّم؛ فهلا احتجّوا عليه بذلك، ولو احتجّوا لشاع نقل ذلك، فدلّ على أنّه قولٌ ابتدع بعد نبيّنا محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم. 3. وأمّا قول من قال: إن عيسى ومحمداً عليهما السّلام كانا نبيّين لكنّهما لم يبعثا إلى بني إسرائيل فتغفيلٌ من قائله، لأنّه إذا أقرّ بنبوّة نبيٍّ فقد أقرّ بصدقه، لأنّ النّبيّ لا يكذب، وقد كان عيسى عليه السّلام يخاطب بني إسرائيل، ونبيّنا صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: ((بعثت إلى النّاس كافّةً)) ويكاتب ملوك الأعاجم) ● الفرق بين النسخ والبداء 1. أنّ النّسخ تحويل العباد من شيءٍ قد كان حلالًا فيحرّم أو كان حرامًا فيحلّل أو كان مطلقًا فيحظر أو كان محظورًا فيطلق أو كان مباحًا فيمنع أو ممنوعًا فيباح إرادة الصّلاح للعباد. وقد علم اللّه جلّ وعزّ العاقبة في ذلك وعلم وقت الأمر به أنّه سينسخه إلى ذلك الوقت فكان المطلق على الحقيقة غير المحظور. مثاله: * فالصّلاة كانت إلى بيت المقدس إلى وقتٍ بعينه ثمّ حظرت فصيّرت إلى الكعبة. * وكذا قوله جلّ وعزّ {إذا ناجيتم الرّسول فقدّموا بين يدي نجواكم صدقةً} [المجادلة: 12] قد علم اللّه جلّ وعزّ أنّه إلى وقتٍ بعينه ثمّ نسخه في ذلك الوقت. * وكذا تحريم السّبت كان في وقتٍ بعينه على قومٍ ثمّ نسخ وأمر قومٌ آخرون بإباحة العمل فيه، وكان الأوّل المنسوخ حكمةً وصوابًا ثمّ نسخ وأزيل بحكمةٍ وصوابٍ. 2. كما تزال الحياة بالموت وكما تنقل الأشياء فلذلك لم يقع النّسخ في الأخبار لما فيها من الصّدق والكذب. 3. النسخ: إزالة حكم ببدل أو بغير بدل مع تقدم العلم من الله – جل ذكره- بفرضه للناسخ ورفعه لحكم المنسوخ كل واحدٍ منهما في وقته الذي علمه وقدره قبل أمره بالأول بلا أمد. وقد قيل: إن النسخ إنما هو تبيين انقضاء مدة التعبّد الأول وابتداء التعبد الثاني مع علم الله –جل ذكره- لذلك كله قبل كل شيء. 1. وأمّا البداء فهو ظهور رأيٍ محدث لم يظهر قبل، فيترك ما عُزم عليه كقولك: امض إلى فلانٍ اليوم ثمّ تقول: لا تمض إليه فيبدو لك عن القول الأوّل. 2. وهذا يلحق البشر؛ لنقصانهم، ولجهلهم بعواقب الأمور وعلم الغيوب، والله يتعالى عن ذلك علوا كبيرًا؛ لأنه يعلم عواقب الأمور ولا يغيب عنه شيء من علم الغيوب، فمحالٌ أن يبدو له رأيٌ لم يكن يبدو له قبل ذلك. هذا من صفات المخلوقين المربوبين. ● اضطراب الأشاعرة في مسألة النسخ قالَ السَّخَاوِيُّ (وقولنا: ناسخ ومنسوخ أمر يختص بالتلاوة. وأما المتلو فلا يجوز ذلك فيه، وكذلك المجاز: أمر يختص بالتلاوة. وكلام الله عز وجل قديم، لم يزل موجودا، وكان قبل إيجاد الخلق غير مكتوب ولا مقروء، ثم بالإنزال كان مقروءا ومكتوبا ومسموعا، ولم ينتقل بذلك من حال إلى حال. كما أن الباري عز وجل قبل خلق العباد لم يكن معبودا وإنما عبد بعد إيجاد العباد ولم يوجب ذلك له تغيرا سبحانه. |
اقتباس:
اقتباس:
بارك الله فيك وأحسن إليك ولعله من الواضح لك بعد مطالعة هذا الموضوع أن عمل الطالب كله يظهر في مسألة: بيان أقوال العلماء في آخر ما نزل. وما سوى ذلك من المسائل فنسخ ولصق من الموضوع الأصلي ولا تحتاج إلى كبير جهد. ويمكنك مطالعة تفصيل هذه المسألة هنا http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...833#post197833 تقييم التلخيص : أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 20 ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20 ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 12 رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /13 خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15 = 80 % وفقك الله |
اقتباس:
اقتباس:
بارك الله فيك وأحسن إليك الملاحظة الوحيدة على موضوعك هو ما يتعلق بخطوة الترتيب وقد نبهنا من قبل على عدم الاعتماد على تصنيف وترتيب العناصر الموجودة في موقع الجمهرة وذكرنا بأنها ليست نهائية، وما دون ذلك فقد أحسنت فيه زادك الله من فضله. لكن من الغريب أنك لم تنسبي أيا من الأقوال التي ذكرتيها لأحد من أهل العلم! يمكنك الاطلاع على نموذج الإجابة هنا: http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...833#post197833 تقييم التلخيص : أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30 ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 13 ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 17 رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15 خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15 = 90 % وفقك الله |
بلغة المفسّر من علوم الحديث ، لفضيلة الشيخ المحدّث: سعد بن عبد الله الحميّد - استخلص المسائل التي تناولها الشيخ في محاضرته، واذكر خلاصة القول في كلّ مسألة.المسائل التي تناولها الشيخ في محاضرته - الفرق بين الإنشاء والخبر - ما يرد في كتب التفسير لا يخرج عن الإنشاء أو الخبر - القواعد التي وضعها المفسرون لتفسير القرآن - مرويات التفسير التي وردت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وما يتلوها - إن كانت الرواية تتضمن حكمًا - تدبر القرآن - موقفنا من الإسرائليات - مراجع لبعض الأحاديث الصحيحة التي وردت في تفسير كتاب الله جل وعلا - قواعد المحدثين على المرويات - الخطوط العريضة التي يحتاجها المفسر للتعامل مع كتاب الله جل وعلا - أسانيد القراءات - المراسيل - الإسناد الزائد والإسناد الناقص - رواية الحديث الضعيف خلاصة القول في كلّ مسألة. - الفرق بين الإنشاء والخبر: الإنشاء: لا يستطيع إنسان أن ينكر على آخر ما أنشأه من كلام؛ لأنه لا يحتاج إلى مبدأ التثبت. فالإنشاء : لا يفتقر إلى علوم الآلة التي وضعت لقبول الأخبار وردها. أما الخبر: هو الذي يحتاج إلى ما يضبطه؛ لنعلم هل هو صحيح أو غير صحيح، هل هو مقبول أو مردود، هل هو صدق أو كذب؛ ولهذا نجد أن علوم الحديث حينما وضعها المحدثون وضعوها لتكون ضوابط لقبول الأخبار وردها، وليس لقبول الإنشاء ورده. - ما يرد في كتب التفسير لا يخرج عن أحد هذين: إما أن يكون إنشاءً، وإما أن يكون خبرًا. 1. فإذا كان إنشاءً فهذا يمكن أن ينظر إليه وفق الضوابط التي وضعها المفسرون لقبول التفسير، ومن جملتها مثلاً أن يكون موافقًا للغة العرب؛ فإذا كان هذا موافقًا للغة العرب، ولم يكن هناك شيء يمكن أن يعترض به عليه فإنه يكون مقبولًا ولا يحتاج إلى مبدأ التثبت. 2. ما كان من باب الخبر؛ فإن الأخبار تحتاج منّا إلى مبدأ التثبت. - القواعد التي وضعها المفسرون لتفسير القرآن: فأولها : تفسير القرآن بالقرآن: مثلما فسر النبي صلى الله عليه وسلم الظلم بالشرك. ومنها: تفسير القرآن بالسنة. ومنها: تفسير القرآن بأقوال الصحابة. ثم تفسير القرآن بأقوال التابعين. ثم تفسير القرآن بلغة العرب. - مرويات التفسير التي وردت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وما يتلوها - أو ما يلتحق بها- من أقوال الصحابة وأقوال التابعين: كل هذا لا بد فيه من التثبت من صحته إلى قائله فإن وجدناه صحيحًا فذاك غاية المطلوب، وإن أخفقنا أو وجدنا في الإسناد ما يجعلنا نتريث عن الحكم عليه بالصحة فإن التعامل معه يمكن أن يكون وفق ضوابط معينة. - إن كانت هذه الرواية تتضمن حكمًا: وهذا الحكم مبين بآية أخرى فهذا لا أحد يمكن أن يشك في قبوله. وأما إن كان هذا الحكم يستفاد من حديث، أو من قول صاحب، أو من قول تابعي؛ فإن هذا الحكم لا بد من تطبيق قواعد المحدثين عليه - تدبر القرآن: * إذا كان مبنيًا على أساس سليم من لغة العرب ومن الأفهام السليمة لا يتعارض مع شيء من القواعد التي نحتاجها، كالقواعد التي في أبواب الاعتقاد، أو في باب أصول الفقه، أو حتى عند المحدثين ونحو ذلك، فالتدبر هنا لا بأس به، وهذا من الأمور التي دعا إليها كتاب الله جل وعلا نفسه {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً} فإن التدبر مطلوب. * إذا كان هذا التدبر سيفضي إلى القول على الله بغير علم، أو إلى الإتيان بأقوال شنيعة مستبشعة ليس هناك ما يدل على أصلها، وليس لها أصل ثابت، فهذا لا يمكن إطلاقًا أن يقال عنه إنه تدبر بل يقال إن هذا افتئات على كتاب الله جل وعلا، وكذب على الله، وكذب على شرع الله. - موقفنا من الإسرائليات: * ما كان مما يمكن أن يُصدّق بدليل من شرعنا؛ فإننا نقول: لعل هذا مما صحّ من أخبار أهل الكتاب. * وما كان فيه من شيء يدلّ شرعنا على عدم صحته، فهذا مما نجزم بأنه كذب، ولا تجوز روايته بحال إلا على سبيل الإنكار أو البيان. * وهناك أشياء لا نستدلّ على صدقها ولا كذبها، فنحن في هذه الحال، نطبّق قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تصدّقوا أهل الكتاب ولا تكذّبوهم، وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم"، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج". إذن هذه التي لا نعلم صدقها من كذبها يجوز لنا أن نحدّث بها، ولا حرج في ذلك، لكن ليس معنى التحديث بها التسليم بصحتها. - مراجع لبعض الأحاديث الصحيحة التي وردت في تفسير كتاب الله جل وعلا: تزخر كثير من كتب التفسير بذلك. وبخاصّة كتب التفسير التي أُودعت في بطون بعض الكتب، مثل: كتاب التفسير من صحيح البخاري، أو كتاب التفسير من صحيح مسلم، أو المرويات المنثورة في صحيح مسلم ويمكن أن تُضم إلى كتاب التفسير؛ سنن النسائي ونحو ذلك. - قواعد المحدثين على المرويات: * علماء الحديث حينما وضعوا هذه الضوابط لقَبول الأخبار وردّها، ليس معنى هذا أنهم لا يستعملون إلا ما توفرت فيه شروط الصحة، بل في إطلاقاتهم - خاصة في العصور الثلاثة الأولى بل أستطيع أن أقول إلى عصر ابن الصلاح -، في إطلاقهم لفظ الحُسن على بعض المرويات ما يُشعر بتخفيف هذه الشروط،... لكن إذا نظرنا لإطلاقهم وصف الحُسن فإذا به في كثير من الأحيان يُطلق هذا الوصف على بعض الأحاديث التي فيها ضعف، ولكن هذا الضَعف يمكن أن يُتسامح فيه. * الأصل أن تطبق قواعد المحدثين على المرويات، ولكن يمكن أن يتسامح في قبول بعض المرويات؛ مثل: ما نجده -مثلا- من تسامح المحدثين من قبول رواية (الضحاك عن ابن عباس) وهي منقطعة، بل أشد من ذلك، من قبول رواية (جويبر بن سعيد عن الضحاك)؛ سواء عن (الضحاك) من قوله، أو من رواية (الضحاك عن ابن عباس)، فإن بعض المحدثين تسمحوا في هذا بل استحسنوا هذه الرواية؛ لأنّها عبارة عن بيان لمعاني الآيات، ولا تتضمن أحكاما. - الخطوط العريضة التي يحتاجها المفسر للتعامل مع كتاب الله جل وعلا: المفسر ينبغي له أولا: أن يعمد إلى ما وجده من روايات فينظر في أحكام الأئمة عليها، فإذا وجد هذه الرواية مما أعله بعض الأئمة؛ فإنه قد خُدم وقد كُفي فيحمد الله على هذه النعمة، فيقول: هذا الحديث أعله الإمام الفلاني ويتنبه لهذا ولا يستشهد به، ولا يستدل به؛ والعكس كذلك، لو وجد هذه الرواية من الروايات التي صححها بعض الأئمة، سواء كانت موجودة في بعض الكتب التي اشترطت الصحة مثل صحيح البخاري، أو صحيح مسلم، أو وجدناها -مثلا- في (كتاب الترمذي), وحكم عليها الترمذي بالصحة ولم يُخالف من إمام آخر، أو وجدناها -مثلا- في (مستدرك أبي عبد الله الحاكم) وصححها الحاكم، ولم يتعقبه الذهبي، ولم نجد كلاما لأحد من الأئمة؛ يحاول أن ينظر هل هناك من تكلم على هذه الرواية تصحيحاً، أو تضعيفا من أئمة آخرين؛ ينبغي أن يعمد إلى أئمة أشد تطبيقاً لقواعد المحدثين من هؤلاء الأئمة . ثانيًا: فإن لم يجد فإنه على الأقل يمكن أن يأخذ من علوم الحديث بالمقدار الذي يعينه إلى حد ما؛ مثل: أن ينظر في الإسناد، هل فيه أحد ضُعِّف -وربما خُدم-، مثل ما نجده في (تقريب التهذيب) من أحكام الحافظ ابن حجر على أولئك الرجال، أهم شيء أن لا يستشهد بهذه الرواية مادام أنه وجد فيها راوياً ضعيفاً، أو تبين له من ضعف في الرواية أنها مرسلة؛ بمعنى أنه إن وجد علة ظاهرة. ويمكن أن يستعين بمن يمكن أن يخدمه في هذا من طلبة العلم المعروفين بالقدرة على الحكم على الأحاديث. - أسانيد القراءات: الذي يظهر والله تعالى أعلم أن التشديد فيها من حيث جهالة بعض رجال الإسناد؛ لا ينبغي أن يشدد فيها؛ لكن بالنسبة للانقطاع أو الخلل في الإسناد مثل الخطأ في اسم الراوي أو نحو ذلك فهذا ينبغي أن يصحح وينبغي أن ينبه عليه. - المراسيل: لا بد أن تكون من المراسيل التي يمكن أن تتقوّى، كما بين ذلك الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى- فإذا كانت هذه المراسيل تتقوى على طريقة الإمام الشافعي، فيمكن أن تقبل، فالمراسيل التي اتفقوا على قبولها بشروطها، هي مراسيل كبار التابعين: إما مراسيل المخضرمين من التابعين، كعبيد الله بن عدي بن الخيار وغيره، أو الكبار من التابعين وإن لم يكونوا من المخضرمين، كسعيد بن المسيب -رحمة الله تعالى عليه- ونحو هؤلاء. الأواسط من التابعين، كالحسن البصري وابن سيرين، فيهم تفصيل، منهم من يقبل، ومنهم من يرد ومنهم من يفصل في أحوالهم؛ أما الصغار كقتادة ومجاهد والزهري ونحو هؤلاء فهؤلاء مراسيلهم رديئة، والله تعالى أعلم. - الإسناد الزائد والإسناد الناقص : الأصل الأخذ بالإسناد الزائد، فإن كان ذلك الموضع فيه عنعنة فإنهم لا يأخذون بذلك الإسناد الناقص؛ وإنما يأخذون بالإسناد الزائد. ولا يأخذون بالإسناد الناقص إلا مع توفُّر شرطين: -الشرط الأول (وهو الأهم): أن يقع التصريح بالسماع في موضع الزيادة. - والشرط الثاني: أن يكون من نَقَص أكثر عدداً أو أحفظ ممن زاد. فإن توفر هذان الشرطان أخذوا بالإسناد الناقص. - رواية الحديث الضعيف: مثل: ما نجده مثلاً عند بعض الأئمة: كأبي نُعيم في الحلية، أو الخطيب البغدادي في التاريخ، أو ابن عساكر، أو نحو ذلك من روايتهم للحديث الضعيف: * فبعض أهل العلم قالوا: لا بد أن نُبيِّن ضعفه صراحةً أو تلميحاً، مثل: أن يقول: رُوِيَ، أو غير ذلك من صيغ التمريض. * بعضهم قال: لا بأس إذا روى بالإسناد، فإن من أسند فقد أحالك -يعني أحالك على الإسناد-. *لكن جاء من يعترض ويقول: هذا إنما كان في عصر الرواية حينما كان الناس يعرفون الأسانيد، أما عند المتأخرين الذين لا يدرون أو لا يعرفون قيمة الإسناد، ولا يدركون أن هناك ما هو صحيح وغير صحيح؛ حتى إن بعضهم لما حكم على حديثٍ بأنه غير صحيح وأنه كذب؛ اعترض عليه معترض وقال: كيف تقول هذا وقد رواه ابن الجوزي في كتاب الموضوعات؟! هذا دليلٌ على جهله بحقيقة كتاب الموضوعات. فإذا كان الناس بهذه الصفة الحقيقة أنه لا يُكتفَى برواية الحديث مسنداً بل لا بد من أن يُبيّن ضعف الحديث. |
اقتباس:
ويلاحظ عدم تعرضك للأحوال التي يتسامح فيها مع بعض المرويات الضعيفة. التقييم: - الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 28/30 - الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20 - التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 16/20 - الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 15/15 - العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15 النسبة: 94/100 وفقك الله |
الساعة الآن 04:07 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir