دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > التفسير اللغوي > معاني القرآن للزجاج

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 شوال 1431هـ/1-10-2010م, 04:57 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي المعاني الواردة في سورة عبس

سورة عبس
بسم اللّه الرحمن الرحيم
قوله: (عبس وتولّى (1) أن جاءه الأعمى (2)
(أن) في موضع نصب مفعول له، المعنى لأن جاءه الأعمى.
وهذه الآيات وما بعدها إلى قوله (فأنت عنه تلهّى)
نزلت في عبد اللّه ابن أمّ مكتوم. كان صار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - والنبي يدعو بعض أشراف قريش إلى الإسلام رجاء أن يسلم بإسلامه غيره، فتشاغل - عليه السلام - بدعائه عن الإقبال على عبد الله بن أم مكتوم، فأمره الله ألا يتشاغل عن الإقبال على أحد من المسلمين بغيره، فقال: (عبس وتولّى (1) أن جاءه الأعمى (2) وما يدريك لعلّه يزّكّى (3) أو يذّكّر فتنفعه الذّكرى (4)
(فتنفعه الذّكرى)
ويقرأ (فتنفعه الذّكرى).
فمن نصب فعلى جواب (لعلّ) ومن رفع فعلى العطف على (يزّكّى)
وقوله: (أمّا من استغنى (5) فأنت له تصدّى (6)
أي أنت تقبل عليه، ويقرأ (تصّدّى)، فمن قرأ (تصدّى) - بتخفيف الصاد - فالأصل تتصدّى، ولكن حذفت التاء الثانية لاجتماع تاءين، ومن قرأ (تصّدّى)
[معاني القرآن: 5/283]
بإدغام التاء، فالمعنى أيضا تتصدّى، إلا أن التاء أدغمت في الصاد لقرب المخرجين - مخرج التاء من الصاد.
وقوله: (وما عليك ألّا يزّكّى (7)
أي أي شيء عليك أن لا يسلم من تدعوه إلى الإسلام.
وقوله: (فأنت عنه تلهّى (10)
معناه تتشاغل، يقال: لهيت عن الشيء ألهى عنه إذا تشاغلت عنه.
وقوله: (كلّا إنّها تذكرة (11)
يعنى به هذه الموعظة التي وعظ الله بها النبي عليه السلام.
(فمن شاء ذكره (12)
ذكر لأن الموعظة والوعظ واحد، والمعنى راجع إلى حملة القرآن المعنى فمن شاء أن يذكره ذكره.
ثم أخبر جلّ وعزّ أن الكتاب في اللوح المحفوظ عنده، فقال: (في صحف مكرّمة (13) مرفوعة مطهّرة (14) بأيدي سفرة (15)
والسّفرة الكتبة، يعني به الملائكة، واحدهم سافر وسفرة مثل كاتب وكتبة، وكافر وكفرة، وإنما قيل للكتاب سفرة، وللكاتب سافر، لأن معناه أنه يبيّن الشيء ويوضحه، يقال أسفر الصّبح إذا أضاء، وسفرت المرأة إذا كشفت النقاب عن وجهها، ومنه: سفرت بين القوم أي كشفت قلب هذا وقلب هذا لأصلح بينهم.
وقوله: (كرام بررة (16)
جمع بارّ.
وقوله: (قتل الإنسان ما أكفره (17)
يكون على جهة لفظ التعجب، ويكون التعجب ممّا يؤمر به الآدميّون
[معاني القرآن: 5/284]
ويكون المعنى كقوله: (فما أصبرهم على النّار) أي اعجبوا أنتم من كفر الإنسان، ويجوز على معنى التوبيخ ولفظه لفظ الاستفهام.
أي أيّ شيء أكفره. ثم بيّن من أمره ما كان ينبغي أن يعلم معه أن الله خالقه، وأنه واحد فقال:
(من أيّ شيء خلقه (18)
على لفظ الاستفهام، ومعناه التقرير ثم بيّن فقال:
(من نطفة خلقه فقدّره (19)
المعنى فقدّره على الاستواء كما قال عزّ وجلّ: (أكفرت بالّذي خلقك من تراب ثمّ من نطفة ثمّ سوّاك رجلا (37).
وقوله: (ثمّ السّبيل يسّره (20)
أي هداه السبيل (إمّا شاكرا وإمّا كفورا).
وقوله: (ثمّ أماته فأقبره (21)
معنى أقبره جعل له قبرا يوارى فيه، يقال أقبرت فلانا، جعلت له قبرا.
وقبرت فلانا دفنته فأنا قابره.
قال الشاعر:
لو أسندت ميتا إلى نحرها... عاش ولم ينقل إلى قابر
وقوله عزّ وجلّ: (ثمّ إذا شاء أنشره (22)
معناه بعثه، يقال: أنشر اللّه الموتى، فنشروا، فالواحد ناشر
قال الشاعر:
حتّى يقول النّاس ممّا رأوا... يا عجبا للميّت النّاشر
[معاني القرآن: 5/285]
وقوله: (فلينظر الإنسان إلى طعامه (24)
أي فلينظر الإنسان كيف خلق الله طعامه وطعام جميع الحيوان الذي جعله الله سببا لحياتهم.
(أنّا صببنا الماء صبّا (25)
(إنّا صببنا)
ويقرأ (أنّا صببنا)، فمن قرأ (إنّا) فعلى الابتداء والاستئناف ومن قرأ (أنّا) فعلى البدل من الطعام، ويكون (إنّا) في موضع جرّ، المعنى فلينظر الإنسان إلى إنّا صببنا الماء صبّا.
(ثمّ شققنا الأرض شقّا (26)
أي بالنبات.
(فأنبتنا فيها حبّا (27)
والحب كل ما حصد، كالحنطة والشعير وكل ما يتغذى به من ذي حبّ. والقضب الرطبة.
(وحدائق غلبا (30)
حدائق واحدتها حديقة، وهي البساتين، والشجر الملتف، قوله (غلبا) معناه متكاثفة عظام.
(وفاكهة وأبّا (31)
الأب جميع الكلأ الذي تعتلفه الماشية، وذكر اللّه عزّ وجلّ من آياته ما يدل على وحدانيته في إنشاء ما يغذو جميع الحيوان.
وقوله: (متاعا لكم ولأنعامكم (32)
منصوب، مصدر مؤكد لقوله (فأنبتنا فيها) الأشياء التي ذكرت، لأن إنباته هذه الأشياء قد أمتع بها الخلق من الناس وجميع الحيوان.
وقوله. (فإذا جاءت الصّاخّة (33)
[معاني القرآن: 5/286]
التي تكون عليها القيامة، تصخّ الأسماع أي تصمّها فلا يسمع إلا ما يدعى فيه لإحيائها..
ثم فسّر في أي وقت تجيء فقال:
(يوم يفرّ المرء من أخيه (34) وأمّه وأبيه (35) وصاحبته وبنيه (36) لكلّ امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه (37)
(يغنيه)
بالغين معجمة، وقد قرئت (شأن يعنيه)، أي شأن لا يهمه معه غيره وكذلك (يغنيه) لا يقدر مع الاهتمام به على الاهتمام بغيره.
ثم بين أحوال المؤمنين والكافرين فوصف أحوال المؤمنين فقال:
(وجوه يومئذ مسفرة (38) ضاحكة مستبشرة (39)
(مسفرة) مضيئة قد علمت ما لها من الفوز والنعيم.
ووصف الكفار وأهل النار فقال:
(ووجوه يومئذ عليها غبرة (40) ترهقها قترة (41)
أي غبرة يعلوها سواد كالدخان، ثم بين من أهل هذه الحال فقال:
(أولئك هم الكفرة الفجرة (42).
[معاني القرآن: 5/287]


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المعاني, الواردة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:59 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir