شرح دروس البلاغة الكبرى لفضيلة الدكتور محمد بن علي الصامل (مفرغ)
القارئ: (تشويش) وأما المنادى فيؤتى به إذا لم يعرف للمخاطب عنوان خاص، نحو: (يا رجل ويا فتى).
وقد يؤتى به للإشارة إلى علة ما يطلب منه، نحو: (يا غلام احضر الطعام)، و (يا خادم أسرج الفرس)، أو لغرض يمكن اعتباره هنا مما ذكر في النداء.
الشيخ: هنا كما أسلفت في بداية الحديث المنادى ليس من أنواع المعارف إلا إذا كان قصد بالمنادى نكرة غير مقصودة، والنكرة المقصودة لأنها نكرة فكيف تدخل في المعارف؟ حددها النداء: (يا فتى) كلمة (فتى) نكرة لكن مناداتك لها أضافت إليها شيئاً من التعريف، من هذا الجانب قد يأتي جانب التعريف، ولهذا يتراوح الحديث عن هذه القضية في بابين: إما المعارف والحديث عن النكرات أو الحديث عن باب النداء الذي مر بنا، ولهذا حينما قال: يقول المؤلفون: (فيؤتى به إذا لم يعرف للمخاطب عنوان خاص، نحو: (يا رجل، يا فتى)، لا تعرف اسمه فتصفه بصفة يشترك فيها مع غيره، لكن مناداتك له تعنى أنك حددته بنفسه ولو لم تسمه.
وقد يؤتى به للإشارة إلى علة ما يطلب منه: (يا غلام احضر الطعام), الغلمان كثر ولكن يطلب مناداته بإحضار الطعام وهذه هي العلة التي يشار فيها إليه، و (يا خادم اسرج الفرس) أو إلى غير ذلك.