1: ما سبب خنوس الوسواس؟ وكيف يوسوس؟
1- ذكر الله عز وجل، وهو قول الجمهور المفسرين وممن نص على ذلك: ابن عباس ومجاهد والحسن البصري وقتادة.
2- طاعته والاستجابة إليه، ولذلك يرتاح بعض الناس إلى المعصية.
ويكون هذا في كل شأن من الشؤون ؛ يوسوس الشيطان للعبد ثم يخنس إذا ذكر الله وإذا أطيع.
قال ابن جرير: (والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن الله -تعالى ذِكره- أَمَرَ نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يستعيذ به من شر شيطان يوسوس مرة ويخنس أخرى، ولم يخصَّ وسوسته على نوع من أنواعها، ولا خنوسه على وجه دون وجه، وقد يوسوس بالدعاء إلى معصية الله؛ فإذا أطيع فيها خنس، وقد يوسوس للنهي عن طاعة الله ؛ فإذا ذكر العبد أمر ربه فأطاعه فيه وعصى الشيطانَ خنس؛ فهو في كلتا حالتيه وسواس خناس، وهذه الصفة صفته) ا.هـ.
وورد في البخاري ومسلم : ((إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما سوءا)) -أو قال- ((شيئا)).
وفي رواية عند البخاري: ((إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا)).
فهو يقذف في القلب، وهذا دليل على وجود اتصال له بقلب الآدمي ليقذف فيه، وأن القلب محلٌّ قابل لتلقّي ما يقذف به الشيطان وعَقْلِه وإدراكه، وإذا لم يعصم اللهُ العبدَ من شر ما يلقيه الشيطان ضل وشقي.
2: بيّن متعلّق الجار والمجرور في قوله تعالى: {من الجنّة والنّاس}.
لتفيد شمول فعل الوسوسة من الجنة ومن الناس، فهي شاملة لوسوسة النفس ووسوسة شياطين الجن ووسوسة شياطين الإنس
ما يوسوس به الإنسان لغيره ومن وسوسة غيره له،ومما يوسوس به عنه؛واصله وسوسة من الشياطين لغيره عنه.
***
3: ما فائدة ذكر الصدور في قول الله تعالى: {يوسوس في صدور الناس}
لأن الصدر هو محل القلب ملك الأعضاء كلها ،الذي إن صلح صلح العبد، وان فسد فسد العبد ، فكل نفثه من الشيطان انما يضعها في صدر المرء او تنتهي الى الصدر ، والله أعلم.
***
4: ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة تفسير المعوذتين؟
1- أن القرآن الكريم أتى بمعوذات تامة شافية كافية لتحصين المسلم من الشرور الظاهرة والباطنة الحسية والمعنوية،ففيه الغنى عن البدع والمحدثات والخرافات .
2- أن الشيطان عدو ظاهر بين ، ويجب علينا اتخاذه عدوا، وعدم الاستجابة لخطواته ونزغاته .
3- أن الحسد من أخبث اعمال القلوب ، وشره متعد على النفوس، لذلك أمرنا الله بالاستعاذة منه.
4- لاسلامة مما ورد في السورتين من الحسد والوسوسة إلا بالعوذ واللجوء الى الله تعالى.
5-أن الشيطان حريص على يحضر ابن آدم في كل شأنه، وله مداخل يتسلط من خلالها على الإنسان ، فكانت حاجته لهاتين السورتن ملحة.
6- ترجى العافية للحاسد والمحسود من داء الحسد، وعلينا أن نكون وسطا في هذا الباب لا إفراط ولاتفريط.
7- الحسد مرض روحي ، ويؤثر في البدن تبعا، وإذا وقع على العبد فهو دائر بين العقوبة والابتلاء .
والله أعلم .
***