دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 ذو الحجة 1441هـ/3-08-2020م, 07:15 PM
محمد أحمد صخر محمد أحمد صخر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
الدولة: جمهورية مصر العربية- محافظة الغربية - مدينة سمنود
المشاركات: 177
افتراضي

مجلس المذاكرة الأول لدورة طرق التفسير
القسم الأول : [ من بداية المقرر إلى درس تفسير القرآن بأقوال التابعين ]

المجموعة الثالثة


س1: عدد مراتب طرق التفسير.
أجل طرق التفسير وأحسنها : تفسير القرآن بالقرآن.
ثم تفسير القرآن بالسنة.
ثم تفسير القرآن بأقوال الصحابة.
ثم تفسير القرآن بأقوال التابعين ومن تبعهم من الأئمة الربانيين.
ثم تفسير القرآن بلغة العرب.
ثم تفسير القرآن بالاجتهاد المشروع.

س2: هل يدخل الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن ؟
إن تفسير القرآن بالقرآن علي نوعين :
الأول : ما مستنده النص الصريح في القرآن.
الثاني : ما هو اجتهادي غير معتمد علي نص صريح في مسألة التفسير.
وقد اجتهد العلماءُ رحمهم الله في التماس بيان معاني القرآن من القرآن ، فَما أجمل في موضع بين في موضع آخر أو أحيل علي بيانه ، وهذا الاجتهاد مما تفاضل فيه أهل العِلْمِ ، وتفاوتها فيه تفاوتا كبيرا.

س3: عدد ما تعرف من المؤلفات في تفسير القرآن بالقرآن.
منَ أشهر وأهم المؤلفات المفردة ، التي اعتني مؤلفوها بتفسير القرآن بالقرآن :
1 - مفاتيح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن ؛ لمحمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني.
2 - تفسير نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان ؛ لعبد الحميد لفراهي الهندي.
3 - تفسير القرآن بكلام الرحمن ؛ لأبي الوفاء ثناء الله الهندي.
4 - أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ؛ لمحمد الأمين الجكني الشنقيطي.

س4: بيّن أنواع الأحاديث المتعلقة بالتفسير.
إنَّ الأحاديث النبوية التي يوردها المفسرون في تفاسيرهم يمكن تقسيمها لنوعين :
النوع الأول : أحاديث تفسيرية ، تنص على معنى الآية أو معنى متصل بالآية ؛ ومثاله : حديث أبي هريرة وأبو موسى الأشعري في تفسير قوله تعالى : { يوم يكشف عن ساق }.
النوع الثاني : أحاديث ليس فيها نص على معنى الآية ، لكن يمكن أن تفسر الآية بها بنوع من أنواع الاجتهاد ، وهذا الاجتهاد قد يكون ظاهر الصحة والدلالة على المراد ، وقد يكون فيه بعد ، وقد يكون محل نظر واحتمال.
ومثال هذا النوع : ما في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما ؛ قال : ما رأيت شيئاً أشبه باللمم مما قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا ، أدرك ذلك لا محالة ، فزنا العين النظر ، وزنا اللسان المنطق ، والنفس تمنى وتشتهي ، والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه ) ، فليس في الحديث نص على لفظ اللمم ، لكن فهم منه ابن عباس رضي الله عنهما معني اللمم.

س5: بيّن خلاصة القول في حديث معاذ بن جبل في طرق القضاء رواية ودراية.
روي عن معَاذ بن جبل رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يبعثه إلى اليمن قال : ( كيف تقضي إذا عرض لك قضاء ؟ ) ، قال : أقضي بكتاب الله. قال : ( فإن لم تجد في كتاب الله ؟ ) ، قال : فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال : ( فإن لم تجد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا في كتاب الله ؟ ) ، قال : أجتهد رأيي ، ولا آلو ؛ فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره ، وقال : ( الحمد لله الذي وفق رسولَ رسولِ الله لما يرضي رسولَ الله ). 
أولاً : خلاصة القول في الحديث رواية :
هذا الحديث رواه الإمام أَحْمد ، والدارميّ ، وأبو داوود ، والترمِذي وغيرهم ، وضعفه جماعة من أهل العِلْمِ لعدة أسباب :
1 - لانقطاع سنده.
2 - وجهالة حال الحَارِثِ بن عمرو.
3 - ولعلة في متنه.
ثانياً : خلاصة القول في الحديث دراية :
واما العلة التي في متنه : فلأنّه فُهم منه أنه لا يقضي بالسنة إلا إذا لم يجد شيئاً في كتاب الله ، فأعل الحديث لذلك بعضُ أهل العلم ، لأنّ طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة بكل حال ، ولا تكون موقوفة على حال عدم وجود نص من القرآن ، بل يجب الأخذ بالقرآن والسنة معاً ؛ فالسنة مبيّنة للقرآن ، وقد تخصص عمومه ، وتقيّد مطلقه.
ومن أهل العلم منْ لم يفهم من هذا الحديث هذا المعنى المستنكر ، واستدلوا بهذا الحديث على تقديم النص على الرأي ، وعلى ترتيب الأدلة ، فالقرآن أشرف رتبة من السنة ، والسنة تابعة للقرآن مبيّنة له ، والترتيب عندهم ترتيبٌ ذِكْري لا ترتيب احتجاجي ، فإنَّ السنة حجّة في جميع الأحوال ، وإذا اجتمع في المسألة دليل من القرآن ودليل من السنة قدّم دليل القرآن ، وجعل دليل السنة كالبيان له ، والاجتهاد في فهم النص ملازم له.

س6: بيّن أوجه تفضيل تفسير الصحابة رضي الله عنهم على تفسير من جاء بعدهم.
يتضح فضل تفسير الصحابة رضي الله عنهم علي تفسير من جاء بعدهم بعدة أوجُهٍ :
الأول : قد علمهم النبيُّ ﷺ وأدّبهم وزكّاهم ، وشهدوا منْ وقائع التنزيل ، وعرفوا منْ أحوالِ النبيِّ ﷺ ودعوته وجهاده وشؤونه العامة والخاصة ؛ ما تقدّموا به على غيرهم في العلم بالقرآن.
الثاني : كثرةِ اجتماعهم بالنبيِّ ﷺ ، وصلاتهم معه خمس مرات في اليوم ، واستماعهم لخطبه ووصاياه ، وحضورهم لمجالسه ؛ وتلقّيهم القرآن منه ، وتمكّنهم من سؤاله عمّا يحتاجون إليه ؛ وتنوّع معاملاتهم معه ، كلّ ذلك كان له أثر عظيم النفع في معرفتهم لمعاني ما يتلوه عليهم من القرآن.
الثالث : رِضَا الله تعالى عنهم ، وتزكيته لهم ، وطهارة قلوبهم ، وزكاة نفوسهم ، وما فضلوا به غيرهم من الفهم الحسن والعلم الصحيح والعمل الصالح ، وكل ذلك كان له أثره البيّن في توفيقهم لحسن فهم معاني القرآن الكريم.
الرابع : علمهم بالقراءات وبالأحرف السبعة ، وبما نسخت تلاوته.
الخامس : علمهم بمواضع النزول ، وشهودهم لوقائعه وأسبابه وأحواله ، وهذه المعرفة العزيزة لا يقاربهم فيها أحد بعدهم ، ولها أثر كبير في معرفة معاني القرآن ، وفهم مقاصده.
السادس : فصاحة لسانهم العربي ، ونزول القرآن بلغتهم ، وفي ديارهم ، وسلامتهم من اللحن والضعف الذي حدث بعد زمانهم.
السابع : سلامتهم منَ الأهواءِ والفتن ، والفرق التي حدثت بعد زمانهم ، وما قذفت به كلّ فرقة من الشبهات والتضليلات.

س7: ما هي أسباب اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير ؟
ما يصحّ منَ اختلافِ الصحابة رضي الله عنهم في التفسير له أسباب :
منها : أنْ يقول كلُّ واحد بما بلغه من العلم ، ويكون تمام المعنى بمجموع ما بلغهم.
ومنها : أن يفسّر أحدهم بمثالٍ أو بجزءٍ منَ المعنى ، ويفسّر الآخر بمثالٍ آخرٍ أو بجزءٍ آخر من المعنى ، ومنْ ذلك أنْ يكون في الآية مشترك لفظي أو مشترك أسلوبي ، فيفسّر كل واحد الآية ببعض معناها.
ومنها : أن يقصد بعضهم إلى إلحاق معنى تشمله دلالة الآية وقد يُغفل عنه ؛ فيفسّر الآية به تنبيهاً وإرشاداً ، ويفسّر غيره الآية على ظاهرها.
ومنها : أن يدرك بعضهم مقصد الآية فيفسّر الآية بها ، ويفسّر بعضهم الآية على ظاهر لفظها.
ومنها : أن يُسأل أحدهم عن مسألةٍ فيجيب عليها بآيةٍ من القرآن ، فينقل قوله على أنّه تفسير لتلك الآية ، وهو مما يدخل في باب التفسير ببعض المعنى.
ومنها : أن يكون أحدهم متمسّكاً بنصٍّ منسوخ لم يعلم ناسخه ، ويكون هذا في الأحكام.
ومنها : أن يكون مُستنَد أحدهم النص ، ومستند الآخر الاجتهاد.
ومنها : أن تكون المسألة اجتهادية فيختلف اجتهادهم فيها.
ومنها : أن يفسّر بعضهم على اللفظ ، ويفسّر بعضهم على سبب النزول لعلمه بحاله.

س8: بيّن مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة في التفسير.
ينقسم الضعيف مما يُروى عن الصحابة في التفسير إلي نوعين :
النوع الأول : ما يكون ضعفه بسبب نكارة متنه.
والنوع الآخر : ما يكون ضعفه بسبب ضعف إسناده ، وهذا النوع على ثلاث مراتب :
المرتبة الأولى : الضعف اليسير ، كأن يكون من مراسيل الثقات ، أو فيه انقطاع يسير ، أو راوٍ ضعيف الضبط يُكتب حديثه ، ونحو هذه العلل التي يكون الإسناد فيها معتبراً قابلاً للتقوية بتعدد الطرق ، والمتن غير منكر ؛ فمرويات هذه المرتبة قد جرى عمل أئمة المحدّثين والمفسّرين على روايتها والتفسير بها إلا أن تتضمّن حكماً شرعياً ؛ فمنهم من يشدّد في ذلك إلا أن تحتفّ به قرائن تقوّيه كجريان العمل به.
والمرتبة الثانية : الضعف الشديد ، وهو ما يكون فيه الإسناد واهياً غير معتبر ؛ لكون أحد رواته متروك الحديث لكثرة خطئه ، أو اضطراب حديثه أو شَابَته شائبة التهمة بالكذب من غير أن يظهر في المتن نكارة ؛ فهذا النوع من أهل الحديث من يشدّد في روايته ، ومن المفسّرين الكبار من ينتقي من مرويات هذه الطرق ويَدَع منها.
وهذه المرتبة ليست حجّة في التفسير ، ولا تصحّ نسبة ما روي بأسانيدها إلى الصحابة ، ومرويات هذا النوع كثيرة في كتب التفسير المسندة.
والمرتبة الثالثة : الموضوعات على الصحابة في التفسير ؛ فهذه لا تحلّ روايتها إلا على التبيين أو لفائدة عارضة يُستفاد منها في علل المرويات.

س9: هل يحمل قول الصحابة في نزول الآية على الرفع مطلقاً ؟ وضّح إجابتك.
لا يحمل قول الصحابة في نزول الآية علي الرفع مطلقاً ، حيث فصل أهلُ العِلْمِ رحمهم الله أقوال الصحابة رضي الله عنهم في نزول الآيات الي نوعين :
النوع الأول : ما كان صريحاً في نقل سبب النزول ، فهذا له حكم الرفع ؛ لأنه نقل حادثة وقعت في زمان النبي ﷺ ، والصحابة عدول فيما ينقلون.
والنوع الثاني : ما كان لبيانِ معنى تدلّ عليه الآية ؛ فهذا حكمه حكم اجتهاد الصحابة في التفسير.
وعليه فإنّ قول الصحابي : هذه الآية نزلت في كذا ، قد يراد به صريح سبب النزول ، وقد يراد به التفسير ؛ أي : أن معنى الآية يتناوله.

س10: متى يكون تفسير التابعين حجّة ؟
للعلماء رحمهم الله تعالي تقسيم بديع لحجية تفسير التابعين ، حيث قسموها الي ما يلي :
1 - من تفسير التابعين ما يعدّ حجّة قاطعة للنزاع :
وهذه الحجيّة في حال اتّفاقهم وعدم اختلافهم في التفسير.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : إذا اجتمعوا على شَيْءٍ فلا يرتاب في كونه حجة.
والإجماع يُعرف بشهرة الأقوال وعدم المخالف.
وإذا اختلف التابعون على أقوالٍ لا يمكن الجمع بينها ؛ فلا يعدّ قول كل واحد منهما حجة على الآخر ، وإنما يطلب الترجيح بين أقوالهم بطرق الترجيح المعروفة عند أهل العلم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : متى اختلف التابعون ؛ لم يكن بعض أقوالهم حجة على بعضٍ.
2 - ومنه ما هو مرجّح قوي.
3 - ومنه ما هو محلّ اعتبار ونظر.
4 - ومنه ما يُتوقف فيه ، وتجعل عهدته علي قائله.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 ذو الحجة 1441هـ/5-08-2020م, 02:10 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد أحمد صخر مشاهدة المشاركة
مجلس المذاكرة الأول لدورة طرق التفسير
القسم الأول : [ من بداية المقرر إلى درس تفسير القرآن بأقوال التابعين ]

المجموعة الثالثة


س1: عدد مراتب طرق التفسير.
أجل طرق التفسير وأحسنها : تفسير القرآن بالقرآن.
ثم تفسير القرآن بالسنة.
ثم تفسير القرآن بأقوال الصحابة.
ثم تفسير القرآن بأقوال التابعين ومن تبعهم من الأئمة الربانيين.
ثم تفسير القرآن بلغة العرب.
ثم تفسير القرآن بالاجتهاد المشروع.

س2: هل يدخل الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن ؟
إن تفسير القرآن بالقرآن علي نوعين :
الأول : ما مستنده النص الصريح في القرآن.
الثاني : ما هو اجتهادي غير معتمد علي نص صريح في مسألة التفسير.
وقد اجتهد العلماءُ رحمهم الله في التماس بيان معاني القرآن من القرآن ، فَما أجمل في موضع بين في موضع آخر أو أحيل علي بيانه ، وهذا الاجتهاد مما تفاضل فيه أهل العِلْمِ ، وتفاوتها فيه تفاوتا كبيرا.
وهذا النوع قد يصيب فيه المفسر فيوافق مراد الله من الآية , وقد يخطئ , أو يصيب بعض المعنى، فلا يصح نسبة اجتهاده للتفسير الإلهي للآية.
ولو مثلت لكل نوع

س3: عدد ما تعرف من المؤلفات في تفسير القرآن بالقرآن.
منَ أشهر وأهم المؤلفات المفردة ، التي اعتني مؤلفوها بتفسير القرآن بالقرآن :
1 - مفاتيح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن ؛ لمحمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني.
2 - تفسير نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان ؛ لعبد الحميد لفراهي الهندي.
3 - تفسير القرآن بكلام الرحمن ؛ لأبي الوفاء ثناء الله الهندي.
4 - أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ؛ لمحمد الأمين الجكني الشنقيطي.

س4: بيّن أنواع الأحاديث المتعلقة بالتفسير.
إنَّ الأحاديث النبوية التي يوردها المفسرون في تفاسيرهم يمكن تقسيمها لنوعين :
النوع الأول : أحاديث تفسيرية ، تنص على معنى الآية أو معنى متصل بالآية ؛ ومثاله : حديث أبي هريرة وأبو موسى الأشعري في تفسير قوله تعالى : { يوم يكشف عن ساق }.
النوع الثاني : أحاديث ليس فيها نص على معنى الآية ، لكن يمكن أن تفسر الآية بها بنوع من أنواع الاجتهاد ، وهذا الاجتهاد قد يكون ظاهر الصحة والدلالة على المراد ، وقد يكون فيه بعد ، وقد يكون محل نظر واحتمال.
ومثال هذا النوع : ما في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما ؛ قال : ما رأيت شيئاً أشبه باللمم مما قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا ، أدرك ذلك لا محالة ، فزنا العين النظر ، وزنا اللسان المنطق ، والنفس تمنى وتشتهي ، والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه ) ، فليس في الحديث نص على لفظ اللمم ، لكن فهم منه ابن عباس رضي الله عنهما معني اللمم.

س5: بيّن خلاصة القول في حديث معاذ بن جبل في طرق القضاء رواية ودراية.
روي عن معَاذ بن جبل رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يبعثه إلى اليمن قال : ( كيف تقضي إذا عرض لك قضاء ؟ ) ، قال : أقضي بكتاب الله. قال : ( فإن لم تجد في كتاب الله ؟ ) ، قال : فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال : ( فإن لم تجد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا في كتاب الله ؟ ) ، قال : أجتهد رأيي ، ولا آلو ؛ فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره ، وقال : ( الحمد لله الذي وفق رسولَ رسولِ الله لما يرضي رسولَ الله ). 
أولاً : خلاصة القول في الحديث رواية :
هذا الحديث رواه الإمام أَحْمد ، والدارميّ ، وأبو داوود ، والترمِذي وغيرهم ، وضعفه جماعة من أهل العِلْمِ لعدة أسباب :
1 - لانقطاع سنده.
2 - وجهالة حال الحَارِثِ بن عمرو.
3 - ولعلة في متنه.
ثانياً : خلاصة القول في الحديث دراية :
واما العلة التي في متنه : فلأنّه فُهم منه أنه لا يقضي بالسنة إلا إذا لم يجد شيئاً في كتاب الله ، فأعل الحديث لذلك بعضُ أهل العلم ، لأنّ طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة بكل حال ، ولا تكون موقوفة على حال عدم وجود نص من القرآن ، بل يجب الأخذ بالقرآن والسنة معاً ؛ فالسنة مبيّنة للقرآن ، وقد تخصص عمومه ، وتقيّد مطلقه.
ومن أهل العلم منْ لم يفهم من هذا الحديث هذا المعنى المستنكر ، واستدلوا بهذا الحديث على تقديم النص على الرأي ، وعلى ترتيب الأدلة ، فالقرآن أشرف رتبة من السنة ، والسنة تابعة للقرآن مبيّنة له ، والترتيب عندهم ترتيبٌ ذِكْري لا ترتيب احتجاجي ، فإنَّ السنة حجّة في جميع الأحوال ، وإذا اجتمع في المسألة دليل من القرآن ودليل من السنة قدّم دليل القرآن ، وجعل دليل السنة كالبيان له ، والاجتهاد في فهم النص ملازم له.

س6: بيّن أوجه تفضيل تفسير الصحابة رضي الله عنهم على تفسير من جاء بعدهم.
يتضح فضل تفسير الصحابة رضي الله عنهم علي تفسير من جاء بعدهم بعدة أوجُهٍ :
الأول : قد علمهم النبيُّ ﷺ وأدّبهم وزكّاهم ، وشهدوا منْ وقائع التنزيل ، وعرفوا منْ أحوالِ النبيِّ ﷺ ودعوته وجهاده وشؤونه العامة والخاصة ؛ ما تقدّموا به على غيرهم في العلم بالقرآن.
الثاني : كثرةِ اجتماعهم بالنبيِّ ﷺ ، وصلاتهم معه خمس مرات في اليوم ، واستماعهم لخطبه ووصاياه ، وحضورهم لمجالسه ؛ وتلقّيهم القرآن منه ، وتمكّنهم من سؤاله عمّا يحتاجون إليه ؛ وتنوّع معاملاتهم معه ، كلّ ذلك كان له أثر عظيم النفع في معرفتهم لمعاني ما يتلوه عليهم من القرآن.
الثالث : رِضَا الله تعالى عنهم ، وتزكيته لهم ، وطهارة قلوبهم ، وزكاة نفوسهم ، وما فضلوا به غيرهم من الفهم الحسن والعلم الصحيح والعمل الصالح ، وكل ذلك كان له أثره البيّن في توفيقهم لحسن فهم معاني القرآن الكريم.
الرابع : علمهم بالقراءات وبالأحرف السبعة ، وبما نسخت تلاوته.
الخامس : علمهم بمواضع النزول ، وشهودهم لوقائعه وأسبابه وأحواله ، وهذه المعرفة العزيزة لا يقاربهم فيها أحد بعدهم ، ولها أثر كبير في معرفة معاني القرآن ، وفهم مقاصده.
السادس : فصاحة لسانهم العربي ، ونزول القرآن بلغتهم ، وفي ديارهم ، وسلامتهم من اللحن والضعف الذي حدث بعد زمانهم.
السابع : سلامتهم منَ الأهواءِ والفتن ، والفرق التي حدثت بعد زمانهم ، وما قذفت به كلّ فرقة من الشبهات والتضليلات.

س7: ما هي أسباب اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير ؟
ما يصحّ منَ اختلافِ الصحابة رضي الله عنهم في التفسير له أسباب :
منها : أنْ يقول كلُّ واحد بما بلغه من العلم ، ويكون تمام المعنى بمجموع ما بلغهم.
ومنها : أن يفسّر أحدهم بمثالٍ أو بجزءٍ منَ المعنى ، ويفسّر الآخر بمثالٍ آخرٍ أو بجزءٍ آخر من المعنى ، ومنْ ذلك أنْ يكون في الآية مشترك لفظي أو مشترك أسلوبي ، فيفسّر كل واحد الآية ببعض معناها.
ومنها : أن يقصد بعضهم إلى إلحاق معنى تشمله دلالة الآية وقد يُغفل عنه ؛ فيفسّر الآية به تنبيهاً وإرشاداً ، ويفسّر غيره الآية على ظاهرها.
ومنها : أن يدرك بعضهم مقصد الآية فيفسّر الآية بها ، ويفسّر بعضهم الآية على ظاهر لفظها.
ومنها : أن يُسأل أحدهم عن مسألةٍ فيجيب عليها بآيةٍ من القرآن ، فينقل قوله على أنّه تفسير لتلك الآية ، وهو مما يدخل في باب التفسير ببعض المعنى.
ومنها : أن يكون أحدهم متمسّكاً بنصٍّ منسوخ لم يعلم ناسخه ، ويكون هذا في الأحكام.
ومنها : أن يكون مُستنَد أحدهم النص ، ومستند الآخر الاجتهاد.
ومنها : أن تكون المسألة اجتهادية فيختلف اجتهادهم فيها.
ومنها : أن يفسّر بعضهم على اللفظ ، ويفسّر بعضهم على سبب النزول لعلمه بحاله.

س8: بيّن مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة في التفسير.
ينقسم الضعيف مما يُروى عن الصحابة في التفسير إلي نوعين :
النوع الأول : ما يكون ضعفه بسبب نكارة متنه.
والنوع الآخر : ما يكون ضعفه بسبب ضعف إسناده ، وهذا النوع على ثلاث مراتب :
المرتبة الأولى : الضعف اليسير ، كأن يكون من مراسيل الثقات ، أو فيه انقطاع يسير ، أو راوٍ ضعيف الضبط يُكتب حديثه ، ونحو هذه العلل التي يكون الإسناد فيها معتبراً قابلاً للتقوية بتعدد الطرق ، والمتن غير منكر ؛ فمرويات هذه المرتبة قد جرى عمل أئمة المحدّثين والمفسّرين على روايتها والتفسير بها إلا أن تتضمّن حكماً شرعياً ؛ فمنهم من يشدّد في ذلك إلا أن تحتفّ به قرائن تقوّيه كجريان العمل به.
والمرتبة الثانية : الضعف الشديد ، وهو ما يكون فيه الإسناد واهياً غير معتبر ؛ لكون أحد رواته متروك الحديث لكثرة خطئه ، أو اضطراب حديثه أو شَابَته شائبة التهمة بالكذب من غير أن يظهر في المتن نكارة ؛ فهذا النوع من أهل الحديث من يشدّد في روايته ، ومن المفسّرين الكبار من ينتقي من مرويات هذه الطرق ويَدَع منها.
وهذه المرتبة ليست حجّة في التفسير ، ولا تصحّ نسبة ما روي بأسانيدها إلى الصحابة ، ومرويات هذا النوع كثيرة في كتب التفسير المسندة.
والمرتبة الثالثة : الموضوعات على الصحابة في التفسير ؛ فهذه لا تحلّ روايتها إلا على التبيين أو لفائدة عارضة يُستفاد منها في علل المرويات.

س9: هل يحمل قول الصحابة في نزول الآية على الرفع مطلقاً ؟ وضّح إجابتك.
لا يحمل قول الصحابة في نزول الآية علي الرفع مطلقاً ، حيث فصل أهلُ العِلْمِ رحمهم الله أقوال الصحابة رضي الله عنهم في نزول الآيات الي نوعين :
النوع الأول : ما كان صريحاً في نقل سبب النزول ، فهذا له حكم الرفع ؛ لأنه نقل حادثة وقعت في زمان النبي ﷺ ، والصحابة عدول فيما ينقلون.
والنوع الثاني : ما كان لبيانِ معنى تدلّ عليه الآية ؛ فهذا حكمه حكم اجتهاد الصحابة في التفسير.
وعليه فإنّ قول الصحابي : هذه الآية نزلت في كذا ، قد يراد به صريح سبب النزول ، وقد يراد به التفسير ؛ أي : أن معنى الآية يتناوله.
لو مثلت لبيان ما كان صريحا من الصيغ وما كان محتملا
س10: متى يكون تفسير التابعين حجّة ؟
للعلماء رحمهم الله تعالي تقسيم بديع لحجية تفسير التابعين ، حيث قسموها الي ما يلي :
1 - من تفسير التابعين ما يعدّ حجّة قاطعة للنزاع :
وهذه الحجيّة في حال اتّفاقهم وعدم اختلافهم في التفسير.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : إذا اجتمعوا على شَيْءٍ فلا يرتاب في كونه حجة.
والإجماع يُعرف بشهرة الأقوال وعدم المخالف.
وإذا اختلف التابعون على أقوالٍ لا يمكن الجمع بينها ؛ فلا يعدّ قول كل واحد منهما حجة على الآخر ، وإنما يطلب الترجيح بين أقوالهم بطرق الترجيح المعروفة عند أهل العلم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : متى اختلف التابعون ؛ لم يكن بعض أقوالهم حجة على بعضٍ.
2 - ومنه ما هو مرجّح قوي.
3 - ومنه ما هو محلّ اعتبار ونظر.
4 - ومنه ما يُتوقف فيه ، وتجعل عهدته علي قائله.

أحسنت نفع الله بك
أ
تم خصم نصف درجة للتأخير

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, العاشر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:36 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir