دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 جمادى الأولى 1431هـ/13-05-2010م, 04:01 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي كتاب الفتن

كتاب الفتن
1- باب وقاة الله ما بين لحييه ورجليه
فيه حديث عبادة بن الصامت وغيره، وتقدم في كتاب النكاح، وحديث أبي برزة وغيره، وتقدم في كتاب الزهد في باب حفظ الفرج واللسان.
7368- وعن تميم بن يزيد مولى أبي رمثة، عن رجلٍ من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: خطبنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذات يومٍ، فقال: أيّها النّاس، ثنتان من وقاه اللّه شرّهما دخل الجنّة فقام رجلٌ من الأنصار، فقال: يا رسول الله، ألا تخبرنا بهما؟ قال: اثنتان من وقاه اللّه شرّهما دخل الجنّة حتّى إذا كان الثّالثة حبسه أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقالوا: نرى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يريد يبشّرنا فتمنعه، قال: إنّي أخاف أن يتّكل النّاس، فقال: ثنتان من وقاه اللّه شرّهما دخل الجنّة: ما بين لحييه، وما بين رجليه.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبلٍ، واللّفظ له، ورواته ثقاتٌ.
2- باب فيما كان في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه
7369- عن عبد الله بن حوالة الأزديّ، رضي اللّه عنه، قال: أتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو في ظلّ دومةٍ وكان يملي عليه، فقال: يا ابن حوالة، ألا أكتبك؟ فقلت: ما خار اللّه لي ورسوله، فجعل يملي ويملي، ونظرت فإذا اسم أبي بكرٍ وعمر، رضي اللّه عنهما، فعرفت أنّهما لا يكتبان إلاّ في خيرٍ، فقال لي: يا ابن حوالة، ألا أكتبك؟ فقلت: بلى، يا رسول الله، ثمّ قال: كيف أنت يا ابن حوالة، إذا نشأت فتنةٌ القاعد فيها خيرٌ من القائم، والقائم فيها خيرٌ من الماشي، والماشي فيها خيرٌ من السّاعي؟ فقلت: ما خار اللّه لي ورسوله ثمّ قال: يا ابن حوالة، كيف أنت إذا نشأت أخرى كأن الأولى فيها كنفجة أرنبٍ، كأنّها صياصيّ بقرٍ؟ قلت: ما خار اللّه لي ورسوله قال: ومرّ رجلٌ مقنّعٌ، فقال: هذا وأصحابه يومئذٍ على الحقّ فأتيته فأخذت بمنكبيه وأقبلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقلت: هذا يا رسول الله؟ قال: هذا فإذا هو عثمان بن عفّان، رضي اللّه عنه.
7369/2- وفي روايةٍ: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ذات يومٍ تهجمون على رجلٍ معتجرٍ ببردةٍ من أهل الجنّة يبايع النّاس قال: فهجمنا على عثمان بن عفّان معتجرًا ببردةٍ يبايع النّاس.
رواه أبو داود الطّيالسيّ بسندٍ صحيحٍ.
7369/3- وأحمد بن حنبلٍ. ولفظه: عن ابن حوالة، قال: أتيت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو جالسٌ في ظلّ دومةٍ وعنده كاتبٌ له يملي عليه، فقال: ألا أكتبك يا ابن حوالة؟ فقلت: ما أدري ما خار اللّه لي ورسوله، فأعرض عنّي وأكبّ على كاتبٍ يملي عليه، ثمّ قال: أنكتبك يا ابن حوالة؟ قلت: ما أدري ما خار اللّه لي ورسوله، فأعرض عنّي وأكبّ على كاتبه يملي عليه، قال: فنظرت فإذا في الكتاب عمر، فعرفت أنّ عمر، رضي اللّه عنه، لا يكتب إلاّ في خيرٍ، ثمّ قال: أنكتبك يا ابن حوالة؟ قلت: نعم فقال: يا ابن حوالة، كيف تفعل في فتنٍ تخرج من أطراف الأرض كأنّها صياصيّ بقرٍ؟ قلت: لا أدري ما خار اللّه ورسوله لي قال: فكيف تفعل بأخرى تخرج بعدها: كأنّ الأولى فيها انتفاجة أرنبٍ؟ قلت: لا أدري ما خار اللّه لي ورسوله قال: اتّبعوا هذا ورجلٌ مقفّى يومئذٍ، فانطلقت فسعيت فأخذت بمنكبيه، فأقبلت بوجهه إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقلت: هذا؟ فقال: نعم فإذا هو عثمان بن عفّان.
ورواه أبو بكر بن أبي شيبة، وسيأتي لفظه في باب الإيمان بالشّام.
وله شاهدٌ صحيحٌ من حديث مرّة البهزيّ، وتقدّم في مناقب عثمان.
7370- وعن المغيرة بن شعبة أنه دخل على عثمان بن عفان، رضي الله عنه، وقد حصروه فكال: اختر مني ثلاث خلال: إما أن تخرق بابا سوى الباب الذي هم عليه فتقعد على رواحلك فتلحق بمكة، فإنهم لن يستحلوك، وإما أن تقعد على رواحلك فتلحق بالشام وفيهم معاوية، وإما أن تخرج بمن معك فتقاتل فإنك على الحق وهم على الباطل، فيقال: أما قولك: أقعد على رواحلي فألحق بمكة، فإنه يقال: يلحد بمكة رجل من قريش عليه نصف عذاب العالم فلن أكن إياه، وأما قولك: أقعد على رواحلي فألحق بالشام، فإني لا أفارق دار هجرتي ومجاورة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأما قولك: أخرج بمن معي فأقاتل، فإني لن أكون أولا من خلف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في أمته بإهراق ملء محجم دم بغير حق.
رواه مسدّد واللفظ له والحارث وأحمد بن حنبل، ورواته ثقات.
7371- وعن أبي حبيبة، أنّه دخل الدّار وعثمان محصورٌ فيها، وأنّه سمع أبا هريرة يستأذن عثمان، رضي اللّه عنهما، في الكلام فأذن له، فقام فحمد اللّه، وأثنى عليه، ثمّ قال: إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: ستلقون بعدي فتنةً واختلافًا، أو قال: اختلافًا وفتنةً فقال له قائلٌ من النّاس: فدلّنا يا رسول الله قال: عليك بالأمين وأصحابه وهو يشير إلى عثمان وأصحابه بذلك.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبلٍ، وأبو يعلى الموصليّ، والحاكم، وقال: صحيح الإسناد.
7372- وعن أبي سعيد مولى أبي سعيد الأنصاري قال: سمع عثمان بن عفان، رضي الله عنه، أن وفد أهل مصر قد أقبلوا فاستقبلهم، وكان في قرية خارجًا من المدينة، أو كما قال، فلما سمعوا به أقبلوا نحوه إلى المكان الذي هو فيه، قالوا: كره أن تقدموا عليه المدينة، أو نحو ذلك، فأتوه، فقالوا له: ادع بالمصحف، قال: فدعا بالمصحف، فقالوا له:
افتح السابعة، وكانوا يسمون سورة يونس: السابعة، فقرأ حتى أتى على هذه الآية: {قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حرامًا وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون} فقالوا له: قف، أرأيت ما حمي من حمى الله، الله أذن لك أم على الله تفتري؟ فقال: أمضه، نزلت في كذا وكذا، وأما الحمى: فإن عمر حمى الحمى قبلي لإبل الصدقة، فلما وليت حميت لإبل الصدقة، أمضه، فجعلوا يأخذونه بالآية، فيقول: أمضه، نزلت في كذا وكذا، قال: وكان الذي يلي كلام عثمان في سنك، قال: يقول أبو نضرة، يقول ذلك لي أبو سعيد، قال أبو نضرة وأنا في سنك، قال أبي: ولم يخرج وجهي يومئذ لا أدري لعله قال مرة أخرى: وأنا يومئذ ابن ثلاثين سنة قال: ثم أخذوه بأشياء لم يكن عنده منها مخرج فعرفها، فقال: أستغفر الله وأتوب إليه، ثم قال لهم: ما تريدون؟ قالوا: فأخذوا ميثاقه، وكتب عليهم شرطًا، ثم أخذ عليهم أن لا يشقوا عصا، ولا يفارقوا جماعة ما قام لهم بشرطهم، أو كما أخذوا عليه، فقال لهم: ما تريدون؟ قالوا: نريد أن لا يأخذ أهل المدينة عطاء، فإنما هذا المال لمن قاتل عليه، ولهذه الشيوخ من أصحاب محمد صلّى الله عليه وسلّم فرضوا وأقبلوا معه إلى المدينة راضين، قال: فقام فخطبهم فقال: إني والله ما رأيت وفدًا في الأرض هو خير من هذا الوفد الذين من أهل مصر، ألا من كان له زرع فليلحق بزرعه، ومن كان له ضرع فيحتلب، ألا إنه لا مال لكم عندنا، إنما هذا المال لمن قاتل عليه ولهذه الشيوخ من أصحاب محمد صلّى الله عليه وسلّم قال: فغضب الناس، وقالوا: هذا مكر بني أمية ثم رجع الوفد المصريون راضين، فبينما هم في الطريق إذا هم براكب يتعرض لهم ويفارقهم ثم يرجع إليهم ثم يفارقهم ويسبهم، قالوا له: مالك إن لك لأمرًا ما شأنك؟! فقال: أنا رسول أمير المؤمنين إلى عامله بمصر، ففتشوه فإذا هم بالكتاب معه على لسان عثمان، عليه خاتمه إلى عامله بمصر أن يصلبهم أو يقتلهم أو يقطع أيديهم
وأرجلهم من خلاف، فأقبلوا حتى قدموا المدينة، فأتوا عليًّا فقالوا: ألم تر إلى عدو الله يكتب فينا كذا وكذا، وإن الله، تعالى، قد أحل دمه، قم معنا إليه. قال: والله لا أقوم معكم إليه، قالوا: فلم كتبت إلينا؟ قال: والله ما كتبت إليكم كتابًا قط. قال: فنظر بعضهم إلى بعض، فقالوا: لهذا تقاتلون أم لهذا تغضبون؟ فانطلق علي يخرج من المدينة إلى قرية، فانطلقوا حتى دخلوا على عثمان، فقالوا له: كتبت فينا كذا وكذا، وإن الله قد أحل دمك، فقال: إنهما اثنان: أن تقيموا عليّ رجلين من المسلمين، أو يمين بالله الذي لا إله إلاّ هو ما كتبت ولا أمليت ولا علمت، وقد تعلمون أن الكتاب يكتب على لسان الرجل، وقد ينقش الخاتم على الخاتم، قالوا: فوالله لقد أحل الله دمك بنقض العهد والميثاق، قال: فحاصروه، فأشرف عليهم وهو محصور ذات يوم، فقال: السلام عليكم، قال أبو سعيد: فوالله ما أسمع أحدًا من الناس رد عليه السلام إلاّ أن يرد الرجل في نفسه، فقال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلاّ هو هل علمتم؟ قال: فذكر أشياء في شأنه، وذكر أيضًا أرى كتابته المفصل، ففشى النهي، فجعل يقول الناس: مهلا عن أمير المؤمنين، ففشى النهي، فقام الأشتر، فلا أدري أيومئذ أم يوم آخر، قال: فلعله قد مكر به وبكم، قال: فوطئه الناس حتى لقي كذا وكذا، ثم إنه أشرف عليهم مرة أخرى، فوعظهم وذكرهم، فلم تأخذ فيهم الموعظة، وكان الناس تأخذ فيهم الموعظة أول ما يسمعونها، فإذا أعيدت عليهم لم تأخذ فيهم، قال: ثم إنه فتح الباب ووضع المصحف بين يديه وذاك أنه رأى النبي صلّى الله عليه وسلّمفقال له: يا عثمان، أفطر عندنا الليلة، قال أبي: فحدثني الحسن أن محمد بن أبي بكر دخل عليه فأخذ بلحيته، فقال: لقد أخذت مني مأخذًا، أو قعدت مني مقعدًا- ما كان أبوك ليقعده، أو قال: ليأخذه- فخرج وتركه، ودخل عليه رجل يقال له: الموت الأسود، فخنقه، ثم خنقه، ثم خرج، فقال: والله لقد خنقته فما رأيت شيئًا قط ألين من حلقه حتى رأيت نفسه تردد في جسده كنفس الجان، قال: فخرج وتركه، وقال في حديث أبي سعيد: دخل عليه رجل فقال: بيني وبينك كتاب الله، فخرج وتركه، ثم دخل عليه آخر، فقال: بيني وبينك كتاب الله، تعالى، والمصحف بين يديه، فأهوى بالسيف فاتقاه عثمان بيده فقطعها، فما أدري أبانها أم قطعها ولم يبنها، قال عثمان: أما والله إنها أول كف خطت المفصل. قال؟ وقال في غير حديث أبي سعيد: فدخل عليه التجيبي فأشعر مشقصًا،
فانتضح الدم على هذه الآية: {فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم} قال: فإنها في المصحف ماحكت بعد. قال: فأخذت بنت الفرافصة حليها في حديث أبي سعيد فوضعته في حجرها، وذلك قبل أن يقتل، فلما أشعر أو قتل تفاجت عليه، فقال بعضهم: قاتلها الله ماأعظم عجيزتها. قال أبو سعيد فعلمت أن أعداء الله لم يريدوا إلاّ الدنيا.
رواه إسحاق بن راهويه، ورواته ثقات سمع بعضهم من بعض.
7373- وعن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري، عن أبيه قال: كان عبد الله بن سلام قبل أن يأتي أهل مصر يدخل على رؤوس قريش، فيقول لهم: لا تقتلوا هذا الرجل، يعني: عثمان، فيقولون: والله ما نريد قتله، فيخرج وهو متكىء على يدي، يقول: والله لتقتلنه، ثم قال لهم: لا تقتلوه، فوالله ليموتن إلى أربعين يومًا، فأبوا، فخرج عليهم بعد أيام، فقال لهم: لا تقتلوه، فوالله ليموتن إلى خمس عشرة ليلة.
رواه إسحاق بإسناد حسن.
7374- وعن عبد الله بن سلام، رضي الله عنه، أنه قال لهم: إن الملائكة لم تزل محيطة بمدينتكم هذه منذ قدمها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى اليوم، والله لئن قتلتموه لتذهبن ثم لا تعود إليكم أبدا، وإن السيف لم يزل مغمودًا فيكم فوالله لئن قتلتموه ليسلنه الله عليكم ثم لا يغمده عنكم أبدًا، أو قال: إلى يوم القيامة، وما قتل نبي إلاّ قتل به سبعون ألفا، ولا قتل خليفة إلاّ قتل به خمس وثلاثون ألفًا. وذكر أنه قتل على دم يحيى بن زكريا سبعون ألفًا.
رواه إسحاق بن راهويه بسند صحيح.
7375- وعن عبد الله بن مغفل قال: كان عبد الله بن سلام، رضي الله عنه، يجيء من أرض له على أتان، أو حمار، يوم الجمعة فيبكر، فإذا قضى الصلاة أتى أرضه، فلما هاج الناس بعثمان، قال لهم عبد الله بن سلام: لا تقتلوه واستبقوه فوالذي نفسي بيده، ما قتلت أمة نبيها فأصلح الله ذات بينهم حتى يهريقوا دماء سبعين ألفًا، وما قتلت أمة خليفة فأصلح الله ذات بينهم حتى يهريقوا دماء أربعين ألفًا، وما هلكت أمة قط حتى يرفعوا القرآن على السلطان. ثم قال لهم: لا تقتلوه واستبقوه قال: فما نظروا فيما قال
فقتلوه، قال: فجلس على طريق علي بن أبي طالب حتى أتاه علي، فقال له: أين تريد؟ قال: العراق، فقال: لا تأت العراق وعليك بمنبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّمفالزمه ولا أدري هل ينجيك، فوالله لئن تركته لا تراه أبدًا، فقال من حوله: دعنا فلنقتله، فقال علي: إن عبد الله بن سلام منا رجل صالح، قال ابن مغفل: وكنت استأذنت ابن سلام في أرض إلى جنب أرضه أن أشتريها، فقال لي بعد ذلك: هذا رأس أربعين سنة، وسيكون عندها صلح فاشترها.
قال سليمان: فقلت لحميد: كيف يرفعون القرآن على السلطان؟ قال: ألم تر إلى الخوارج كيف يتأولون القرآن على السلطان؟.
رواه إسحاق، ورواته ثقات.
7376- وعن أبي ليلى الكندي قال: أشرف علينا عثمان، رضي الله عنه، يوم الدار فقال: يا أيها الناس، لا تقتلوني فإنكم إن قتلتموني كنتم هكذا، وشبك بين أصابعه.
رواه أحمد بن منيع موقوفًا بإسناد حسن.
7377- وعن مسلم أبي سعيد: أن عثمان بن عفان، رضي الله عنه، أعتق عشرين مملوكًا، ثم دعا بسراويل فشدها عليه ولم يلبسها في جاهلية ولا إسلام، ثم قال: إني رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّمالبارحة في المنام ورأيت أبا بكر وعمر، رضي الله عنهما، وإنهم قالوا: اصبر ؛ فإنك تفطر عندنا القابلة. ثم دعا بمصحف فنشره بين يديه فقتل وهو بين يديه.
رواه أبو يعلى الموصليّ، ورواته ثقات.
7378- وعن عثمان بن عفان، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنك ستبتلى بعدي فلا تقاتلن.
رواه أبو يعلى الموصليّ.
7379- وعن كثير بن الصلت قال: نام عثمان بن عفان، رضي الله عنه، في ذلك اليوم الذي قتل فيه وهو يوم الجمعة، فلما استيقظ قال: لولا أن يقول الناس تمنى عثمان أمنية لحدثتكم حديثًا، قلنا: حدثنا أصلحك الله فلسنا نقول كما يقوله الناس. قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في منامي هذا فقال: إنك شاهد معنا الجمعة.
رواه أبو يعلى.
7380- وعن الأعمش، عن شقيق قال: كان بين عثمان وبين عبد الرحمن بن عوف، رضي الله عنهما، كلام، فأرسل إليه عبد الرحمن: والله ما فررت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم عينين، يعني: أحد، ولا تخلفت عن بدر، ولا خالفت سنة عمر، رضي الله عنه، فأرسل عثمان إليه أما قولك أني تخلفت عن بدر، فإن بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شغلتني, قال سليمان: كانت تقضي، وأما قولك أني فررت يوم عينين، فقد صدقت فقد عفا الله عني، وأما سنة عمر، فوالله ما استطقتها أنا ولا أنت.
رواه أبو يعلى الموصليّ واللفظ له وأحمد بن حنبل..
7381- وعن عثمان بن عفّان، رضي اللّه عنه، أنّه كان يخطب، فقال: أما والله قد صحبنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في السّفر والحضر، فكان يعود مرضانا، ويشيّع جنائزنا، ويغدو معنا، ويواسينا بالقليل والكثير، وإنّ ناسًا يعلموني به، عسى أن لا يكون أحدهم رآه قطّ قال: فقال له أعين بن امرأة الفرزدق: يا نعثل إنّك قد بدّلت، فقال: من هذا؟ فقالوا: بعيلٌ قال: بل أنت أيّها العبد، قال: فوثب النّاس إلى أعين، قال: وجعل رجلٌ من بني ليثٍ يردعهم عنه حتّى أدخله داره.
رواه أبو يعلى الموصليّ.
7382- وعن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: شهدت عثمان بن عفّان، رضي اللّه عنه، حين حوصر، والنّاس عنده موضع الجنائز، فلو أنّ حصاةً ألقيتها ما سقطت إلاّ على رأس رجلٍ، فنظرت إلى عثمان حين أشرف من الخوخة الّتي تلي مقام جبريل عليه السّلام، فقال للنّاس: أفيكم طلحة؟ قال: فسكتوا، قال: أفيكم طلحة؟ فقام طلحة بن عبيد الله، فقال له عثمان: ألا أراك هاهنا قد كنت أراك في جماعة قومٍ تسمع نداي آخر ثلاث مرّاتٍ ثمّ لا تجيبني أنشدك بالله يا طلحة، أما تعلم أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان بمكان كذا وكذا يسمّي الموضع، وأنا وأنت معه ليس معه من أصحابه غيري وغيرك، فقال لك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ لكلّ نبيٍّ رفيقًا من أمّته معه في الجنّة، وإنّ عثمان هذا رفيقي معي في الجنّة يعنيني؟ فقال طلحة: اللّهمّ نعم، ثمّ انصرف.
رواه أبو يعلى الموصليّ بسندٍ فيه القاسم بن الحكم بن أوسٍ، قال البخاريّ: لم يصحّ حديثه، وقال أبو حاتمٍ: مجهولٌ، وذكره ابن حبّان في الثّقات، وباقي رواة الإسناد ثقاتٌ.
3- باب فيما كان في زمان علي بن أبي طالب رضي الله عنه
7383- عن عكرمة، أنّ ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، قال لي ولابنه عليٍّ: انطلقا إلى أبي سعيدٍ فاسمعا حديثه قال عكرمة: فانطلقنا فإذا هو يجيء حائطًا له يصلحه، فلمّا رآنا أخذ رداءه واحتبى، ثمّ أنشأ يحدّثنا حتّى أتى على ذكر بناء المسجد، فقال: كنّا نحمل لبنةً لبنةً، وعمّارٌ ناقهٌ من وجعٍ كان به، فجعل يحمل لبنتين، فقال أبو سعيدٍ فحدّثني أصحابي، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان ينفض التّراب عن رأسه، ويقول: ويحك ابن سميّة، تقتلك الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنّة ويدعونه إلى النّار قال: يقول عمّارٌ: أعوذ بالله من الفتن.
رواه أبو داود الطّيالسيّ، ومسدّدٌ، واللّفظ له، وأحمد بن حنبلٍ، وهو في الصّحيح وبغير هذا اللفظ.
7384- وعن عبد الله بن سلمة قال: رأيت عمار بن ياسر يوم صفين شيخًا آدم، وإن بيده حربة وإنها لترعد، فنظرت إلى عمرو بن العاص وبيده الراية فقال: إن هذه الراية قد قاتلت بها مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثلاث مرات، والله لو ضربونا حتى بلغوا بنا شعفات هجر لعرفت أن مصلحينا على الحق وإنهم على الضلالة.
رواه أبو داود الطيالسي، وأبو يعلى وأحمد بن حنبل بسند صحيح.
7384/2- وكذا أبو بكر بن أبي شيبة ولفظه: رأيت عمار بن ياسر يوم صفين شيخًا آدم طوالا أخذ الحربة بيده ويده ترعد، فقال: والذي نفسي بيده لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثلاث مرات وهذه الرابعة.
7385- وعن أبي التّيّاح، حدّثني ابن أبي الهذيل، أنّ عمّار بن ياسرٍ كان رجلاً ضابطًا، وكان يحمل حجرين، فبلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فتلقّاه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فدفع في صدره، فقام فجعل ينفض التّراب عن رأسه، ويقول: ويحك ابن سميّة، تقتلك الفئة الباغية.
رواه مسدّدٌ، والحارث، مرسلاً.
7385/2- وفي روايةٍ للحارث: عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن عمّارٍ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: تقتلك الفئة الباغية.
7385/3- ورواه أبو يعلى الموصليّ، ولفظه: عن أبي التّيّاح الضّبعيّ، حدّثنا أنس بن مالكٍ، قال: لمّا قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المدينة نزل في علو المدينة...، فذكره وذكر بناء المسجد فلمّا فرغ منه، قال: قال أبو يحيى: فحدّثني ابن أبي الهذيل، أنّ عمّار بن ياسرٍ كان رجلاً ضابطًا...، فذكره بتمامه.
7386- وعن عبد الله بن عمر، رضي اللّه عنهما، قال: أتى عمرو بن العاص رجلان يختصمان في دم عمّارٍ وسلبه، قال عمرٌو: خلّيا عنه، واتركاه، فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: اللّهمّ أولعت قريشٌ بعمّارٍ، قاتل عمّارٍ وسالبه في النّار.
رواه مسدّدٌ.
7386/2- وأبو بكر بن أبي شيبة ولفظه: عن عبد الرّحمن بن زيادٍ، عن عبد الله بن الحارث، قال: إني لأسير مع معاوية منصرفه من صفّين، بينه وبين عمرو بن العاص، إذ قال عبد الله بن عمرٍو: يا أبة، ألم تسمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ويحك ابن سميّة، تقتلك الفئة الباغية.
7386/3- وفي روايةٍ له صحيحةٍ، عن حنظلة بن خويلدٍ، قال: إنّي لجالسٌ عند معاوية، إذ دخل رجلان يختصمان في رأس عمّارٍ، وكلّ واحدٍ منهما، يقول: أنا قتلته، فقال عبد الله بن عمرو: ليطب أحدكما به نفسًا لصاحبه، فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: تقتله الفئة الباغية قال معاوية: ألا تغني عنّا مجنونك يا عمرو، فما له معنا، قال: إنّي معكم ولست أقاتل، إنّ أبي شكاني إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أطع أباك ما دام حيًّا، ولا تعصه فأنا معكم ولست أقاتل.
7386/4- وفي روايةٍ له: عن رجلٍ، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: أما إنّي لم أطعن برمحٍ، ولم أضرب بسيفٍ، ولم أرم بسهمٍ، قال: فقيل له، فقال: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لي: أطع أباك، فأطعته.
7386/5- ورواه أبو يعلى الموصليّ، ولفظه: عن أبي غادية الجهنيّ، قال: حملت على عمّار بن ياسرٍ، يوم صفّين، فدفعته، فألقيته عن فرسه وسبقني إليه رجلٌ من أهل الشّام، فاحتز رأسه، فاختصمنا إلى معاوية في الرّأس ووضعناه بين يديه، كلانا يدّعي قتله، وكلانا يطلب الجائزة على رأسه، وعنده عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال عبد الله بن عمرٍو: رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول لعمّارٍ: تقتلك الفئة الباغية، بشّر قاتل عمّارٍ بالنّار فتركه من يدي، فقلت: لم أقتله، وتركه صاحبي من يده، فقال: لم أقتله، فلمّا رأى ذلك معاوية، أقبل على عبد الله بن عمرٍو، فقال: ما يدعوك إلى هذا؟ قال: إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال قولاً فأحببت أن أقوله.
7386/6- وفي روايةٍ له: عن عبد الرّحمن بن زياد، ضعيف، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: لمّا كان يوم صفّين وانصرفوا، قال عبد الله بن عمرٍو: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: تقتل عمّارًا الفئة الباغية، قال عمرو بن العاص لمعاوية: ألم تسمع إلى ابن أخيك ما يقول؟ زعم أنّه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: تقتل عمّارًا الفئة الباغية قال: أعيذك بالله من الشّكّ، أفي الشّكّ أنت؟ أنحن قتلناه؟ إنّما قتله من جاء به.
7386/7- وفي روايةٍ له ولأحمد بن حنبلٍ: عن عبد الرّحمن بن زيادٍ، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، قال: رجعت مع معاوية من صفّين، فكان معاوية وأبو الأعور السّلميّ يسيرون في جانبٍ، وعمرٌو وابنه يسيرون في جانبٍ، فكنت بينهم ليس أحدٌ غيري، فكنت أحيانًا أوضع إلى هؤلاء، فسمعت عبد الله بن عمرٍو، يقول لأبيه: يا أبة، أما سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول لعمّارٍ حين كان يبني المسجد: إنّك لحريصٌ على الأجر؟ قال: أجل قال: إنّك من أهل الجنّة، ولتقتلنّك الفئة الباغية؟ قال: بلى، قد سمعته، قال: فلم قتلتموه؟ قال: فالتفت إلى معاوية، فقال: يا أبا عبد الرّحمن، ألا تسمع إلى ما يقول هذا؟ قال: أما سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول وهو يبني المسجد: ويحك إنّك لحريصٌ على الأجر، ولتقتلنّك الفئة الباغية قلت: بلى، قد سمعته قال: فلم قتلتموه؟ قال: ويحك ما تزال تدحض في بولك أنحن قتلناه؟ أم قتله من جاء به؟ لفظ أبي يعلى.
7386/8- وفي رواية لأحمد بن حنبل، عن رجل من أهل مصر أنه حدث: أن عمرو بن العاص أهدى إلى ناس هدايا ففضل عمار بن ياسر فقيل له، فقال: أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: تقتله الفئة الباغية؟.
7386/9- وفي رواية له عن أبي غادية قال: قتل عمار بن ياسر، فأخبر عمرو بن العاص فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: إن قاتله وسالبه في النار. فقيل لعمرو: فإنك هو ذا تقاتله؟ قال: إنما قال: قاتله و سالبه.
7387- وعن أبي الضحى قال: قال سليمان بن صرد للحسن بن علي، رضي الله عنهما، اعذرني عند أمير المؤمنين، فقال الحسن: لقد رأيته يوم الجمل وهو يلوذ بي وهو يقول: وددت أني مت قبل هذا بكذا وكذا سنة.
رواه مسدّد موقوفًا، ورواته ثقات.
7387/2- والحارث ولفظه: جئت إلى الحسن فقلت: اعذرني عند أمير المؤمنين حين لم أحضر الوقعة، فقال الحسن: ما تصنع بهذا، لقد رأيته وهو يلوذ بي ويقول: يا حسن، ليتني مت قبل هذا بعشرين سنة.
7388- وعن أبي كثيرٍ مولى الأنصار، قال: كنت مع سيّدي، يعني مع عليّ بن أبي طالبٍ، رضي اللّه عنه، حين قتل أهل النّهروان، فكأنّ النّاس قد وجدوا في أنفسهم من قتلهم،
فقال عليٌّ، رضي اللّه عنه: يا أيّها النّاس، إنّ نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم حدّثني: أنّ ناسا يخرجون من الدّين كما يخرج السّهم من الرّميّة، ثمّ لا يعودون فيه أبدًا، ألا وإنّ آية ذلك أنّ فيهم رجلٌ أسود مجدّع اليد، إحدى يديه كثدي المرأة لها حلمةٌ كحلمة المرأة قال: وأحسبه، قال: حولها سبع هلباتٍ فالتمسوه، فإنّي لا أراه إلاّ منهم، فوجدوه على شفير النّهر تحت القتلى، فقال: صدق اللّه ورسوله قال: وإنّ عليًّا لمتقلّدٌ قوسًا له عربيّةً فطعن بها في مخرجتيه، قال: ففرح النّاس حين رأوه واستبشروا، وذهب عنهم ما كانوا يجدون.
رواه محمّد بن يحيى بن أبي عمر، والحميديّ.
7389- وعن سعد بن أبي وقّاصٍ، رضي اللّه عنه، قال: ذكر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذا الثّديّة، فقال: شيطانٌ الرّدهة راعي الخيل، أو راعٍ للخيل، يحتدره رجلٌ من بجيلة، يقال له: الأشهب أو ابن الأشهب، علامةٌ في قومٍ ظلمةٍ.
رواه الحميديّ، وابن أبي عمر، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو يعلى الموصليّ.
7390- وعن عبيد الله بن عياض بن عمرو القارئ، أنّه جاء عبد الله بن شدّاد بن الهاد، فدخل على عائشة ونحن عندها جلوسٌ مرجعه من العراق ليالي قتل عليّ بن أبي طالبٍ، فقالت له: يا ابن شدّاد بن الهاد، هل أنت صادقي عمّا أسألك عنه؟ حدّثني عن هؤلاء القوم الّذين قتلهم عليٌّ قال: وما لي لا أصدقك؟ قالت: فحدّثني عن قصّتهم قال: فإنّ عليّ بن أبي طالبٍ لمّا كاتب معاوية، وحكّم الحكمان، خرج عليه ثمانية آلافٍ من قرّاء النّاس، فنزلوا بأرضٍ يقال لها: حروراء من جانب الكوفة، وإنّهم عيّبوا عليه، فقالوا: انسلخت من قميصٍ كساكه اللّه، واسمٍ سمّاك اللّه به، ثمّ انطلقت فحكّمت في دين الله، فلا حكم إلاّ اللّه، فلمّا بلغ عليًّا ما عيّبوا عليه وفارقوه عليه، أمر مؤذّنًا فأذّن ألاّ يدخل
على أمير المؤمنين إلاّ من حمل القرآن، فلمّا امتلأت الدّار من قرّاء النّاس دعا بمصحفٍ إمامٍ عظيمٍ فوضعه عليٌّ بين يديه فطفق يصكّه بيده، ويقول: أيّها المصحف، حدّث النّاس، فناداه النّاس: يا أمير المؤمنين، ما تسأل عنه؟ إنّما هو مدادٌ في ورقٍ، ونحن نتكلّم بما رأيناه منه فما تريد؟ قال: أصحابكم أولاء الّذين خرجوا بيني وبينهم كتاب الله، يقول اللّه في كتابه في امرأةٍ ورجلٍ: {فإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكمًا من أهله وحكمًا من أهلها إن يريدا إصلاحًا يوفّق اللّه بينهما} فأمّة محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم أعظم حرمةً، أو ذمّةً من امرأةٍ ورجلٍ، ونقموا عليّ أنّي كاتبت معاوية كتبت: عليّ بن أبي طالبٍ، وقد جاءنا سهيل بن عمرٍو، فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم: بسم الله الرّحمن الرّحيم قال: لا تكتب: بسم الله الرّحمن الرّحيم فقال: وكيف نكتب؟ فقال: لو أعلم أنّك رسول الله لم أخالفك فكتب هذا ما صالح عليه محمّد بن عبد الله قريشًا يقول اللّه في كتابه: {لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنةٌ لمن كان يرجوا اللّه واليوم الآخر} فبعث إليهم عبد الله بن عبّاسٍ فخرجت معه حتّى إذا توسّطنا عسكرهم قام ابن الكوّاء فخطب النّاس، فقال: يا حملة القرآن، هذا عبد الله بن عبّاسٍ، فمن لم يكن يعرفه فليعرفه، فأنا أعرفه من كتاب الله ما أعرفه، هذا ممّن نزل فيه وفي قومه: {قومٌ خصمون} فردّوه إلى صاحبه لا تواضعوه {كتاب الله، قال: فقام خطباؤهم، فقالوا: والله لنواضعنّه الكتاب، فإن جاء بحقٍّ نعرفه لنتّبعنّه}، وإن جاء بباطلٍ لنبكّتنّه بباطله ولنردّنّه إلى صاحبه، فواضعوا عبد الله بن عبّاسٍ الكتاب ثلاثة أيّامٍ، فرجع منهم أربعة آلافٍ كلّهم تائبٌ، فيهم ابن الكوّاء، حتّى أدخلهم على عليٍّ الكوفة فبعث عليٌّ إلى بقيّتهم، قال: قد كان من أمرنا وأمر النّاس ما قد رأيتم، فقفوا حيث شئتم بيننا وبينكم أن لا تسفكوا دمًا حرامًا، أو تقطعوا سبيلاً، أو تظلموا ذمّةً، فإنّكم
إن فعلتم فقد نبذنا إليكم الحرب على سواءٍ إنّ اللّه لا يحبّ الخائنين قال: فقالت له عائشة: يا ابن شدّادٍ، فقد قتلهم؟ قال: فوالله ما بعث إليهم حتّى قطعوا السّبيل، وسفكوا الدّماء، واستحلّوا الذّمّة فقالت: اللّه؟ قال: اللّه الّذي لا إله إلاّ هو لقد كان، قالت: فما شيءٌ بلغني عن أهل العراق ويتحدّثونه، يقولون: ذا الثّديّة، مرّتين؟ قال: قد رأيته وقمت مع عليٍّ عليه في القتلى فدعا النّاس، فقال: هل تعرفون هذا؟ فما أكثر من جاء يقولون: رأيته في مسجد بني فلانٍ يصلّي ولم يأتوا فيه بنسبٍ يعرف إلاّ ذاك قالت: فما قول عليٍّ حين قام عليه كما يزعم أهل العراق؟ قال: سمعته، يقول: صدق اللّه ورسوله قالت: فهل رأيته قال غير ذلك؟ قال: اللّهمّ لا قالت: أجل صدق اللّه ورسوله، يرحم اللّه عليًّا إنّه كان من كلامه لا يرى شيئًا يعجبه إلاّ قال: صدق اللّه ورسوله، فذهب أهل العراق فيكذبون عليه ويزيدون عليه في الحديث.
رواه محمّد بن يحيى بن أبي عمر، وأبو يعلى الموصليّ.
7391- وعن رجلٍ من عبد قيسٍ، قال: شهدت عليًّا يوم قتل أهل النّهروان...، فذكره إلى أن قال: فلو خرج روح إنسانٍ من الفرح لخرج روح عليٍّ يومئذٍ قال: صدق اللّه ورسوله، من حدّثني من النّاس أنّه رآه قبل مصرعه فأنا كذّابٌ.
رواه أبو يعلى الموصليّ.
7392- وعن الأحنف بن قيس قال: خرجنا حجاجًا فقدمنا المدينة، فبينا نحن في منازلنا نضع رحالنا، إذ أتانا آت فقال: إن الناس قد فزعوا وقد اجتمعوا في المسجد، فانطلقنا إلى المسجد...، فذكر الحديث في مناشدة عثمان الصحابة وإقرارهم بمناقبه قال الأحنف بن قيس: فلقيت طلحة والزبير، فقلت: لا أرى هذا إلاّ مقتولا فمن تأمراني أن أبايع؟ فقالا: عليًّا، فقلت: أتأمراني بذلك؟ وترضيانه لي؟ قالا: نعم، فخرجت حتى قدمت مكة فأنا لكذلك إذ قيل: قتل عثمان، وبها عائشة أم المؤمنين فأتيتها، فقلت لها: أنشدك بالله من تأمريني أن أبايع؟ قالت: عليًّا، فقلت: أتأمريني بذلك وترضينه لي؟
قالت: نعم، قال: فرجعت فقدمت على علي، رضي الله عنه، بالمدينة فبايعته، ثم رجعت إلى أهلي بالبصرة ولا أرى إلاّ أن الأمر قد استقام، فبينما نحن كذلك إذ أتاني آت، فقال: هذه عائشة أم المؤمنين، وطلحة، والزبير، قد نزلوا جانب الخريبة، فقلت: فما جاء بهم؟ قال: أرسلوا إليك يستنصرون على دم عثمان قتل مظلومًا، فأتاني أفظع أمر أتاني قط، فقلت: إن خذلاني قومًا معهم أم المؤمنين وحواري رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لشديد، وإن قتالي رجلا ابن عم رسول الله صلّى الله عليه وسلّمأمروني ببيعته لشديد، فلما أتيتهم قلت لهم: ما جاء بكم؟ قالوا: جئنا نستنصر على دم عثمان قتل مظلومًا، فقلت: يا أم المؤمنين، أنشدك بالله أقلت لك: لمن تأمريني؟ فقلت: عليًّا، فقلت: أتأمريني به وترضينه لي؟ فقلت: نعم؟ فقالت: نعم، فقلت للزبير: يا حواري رسول الله، ويا طلحة أنشدكما بالله، أقلت لكما: من تأمراني أن أبايع؟ فقلتما: لعلي، فقلت: أتأمراني به وترضيانه؟ فقلتما: نعم؟ فقالا: نعم، فقلت: والله لا أقاتلكم ومعكم أم المؤمنين وحواري رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ووالله لا أقاتل ابن عم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رجلا أمرتموني ببيعته، اختارا مني إحدى ثلاث: إما أن تفتحوا لي باب الجسر فألحق بأرض كذا وكذا، يعني بأرض العجم، حتى يقضي الله في أمره ما قضى، أو ألحق بمكة، أو أعتزل فأكون قريبًا منكم لا معكم ولا عليكم فقالوا: نأتمر ثم نرسل إليك، قال: فأتمروا، فقالوا: أما أن تفتح له باب الجسر فيلحق بأرض الأعاجم فإنه يأتيه الفارق والخاذل، وأما أن يلحق بمكة ليتعجسكم، في قريش ويخبرهم بأخباركم، ليس ذلك لكم بأمر، ولكن اجعلوه ها هنا قريبًا حيث تطئون على صماخه، فاعتزل بلحلجاه من البصرة على فرسخين، فاعتزل معه ناس زهاء ستة آلاف، ثم التقى الناس فكان أول قتيل طلحة بن عبيد الله، قال: وكان كعب بن سور يقرأ المصحف ويذكر هؤلاء وهؤلاء حتى قتل، وقتل من قتل منهم، وبلغ الزبير سفوان من البصرة بمكان القادسية منكم، قال: فلقيه النغر رجل من بني مجاشع، فقال: أين
تذهب يا حواري رسول الله؟ إلي فأنت في ذمتي لا يوصل إليك، فأقبل معه، فأتى إنسان الأحنف بن قيس فقال: ها هو ذا الزبير قد لقي بسفوان قال: فما يأمن جمع بين المسلمين حتى ضرب بعضهم جوانب بعض بالسيف، ثم لحق بابنتيه وأهله. قال: فسمعه عويمر بن جرموز، وفضالة بن حابس، ونفيع، فركبوا في طلبه فلقوه مع النغر.
رواه إسحاق بن راهويه.
7392/2- وفي رواية له: عن عمرو بن جاوان رجل من بني تميم، وذلك أني قلت له: أرأيت اعتزال الأحنف بن قيس ما كان؟ فقال: سمعت الأحنف بن قيس يقول: أتيت المدينة وأنا حاج...، فذكر الحديث نحو ما تقدم. قال: فسمعه غواة من الناس منهم: ابن جرموز، وفضالة، ونفيع، فانطلقوا في طلبه فلقوه مقبلا مع النغر فأتاه عمير بن جرموز من خلفه، فطعنه طعنة ضعيفة وهو على فرس له ضعيف فحمل عليه الزبير وهو على فرس له يقال له: ذو الخمار، فلما ظن ابن جرموز أن الزبير قاتله، نادى فضالة ونفيعًا فحملا على الزبير فقتلاه.
7393- وعن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أيّتكنّ صاحبة الجمل الأديب؟ يقتل حولها قتلى كثيرةٌ تنجو بعد ما كادت.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، ورواته ثقاتٌ.
7394- وعن قيس بن أبي حازمٍ، عن أنس بن مالكٍ، قال: لما بلغت عائشة، رضي اللّه عنها، بعض مياه بني عامرٍ ليلاً نبحت الكلاب عليها، فقالت: أيّ ماءٍ هذا؟ قالوا: هذا ماء الحوأب، فوقفت، وقالت: ما أظنّني إلاّ راجعةٌ، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول لنا ذات يومٍ: كيف بإحداكنّ تنبح عليها كلاب الحوأب.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة.
7394/2- وأحمد بن حنبلٍ...، فذكره إلاّ أنّه لم يذكر أنس بن مالكٍ وزاد: قال لها الزّبير: ترجعين عسى اللّه أن يصلح بك بين النّاس.
7394/3- ورواه أبو يعلى، وابن حبّان في صحيحه، بلفظ: عن قيسٍ، قال: مرّت عائشة بماءٍ لبني عامرٍ، يقال له: الحوأب، فنبحت عليها الكلاب فقالت: أيّ ماءٍ هذا؟ قالوا: ماءٌ لبني عامرٍ فقالت: ردّوني، ردّوني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: كيف بإحداكنّ...، فذكره.
7395- وعن أبي بكرة، رضي اللّه عنه، قال: قيل له: ما منعك أن تكون قاتلت على نصرتك يوم الجمل، فقال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: يخرج قومٌ هلكى لا يفلحون، قائدهم امرأة، قائدهم في الجنّة.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، والبزّار.
7396- وعن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، أنه صعد المنبر يوم الجمعة فخطب، ثم قام إليه الأشعث فقال: غلبتنا عليكم هذه الحمراء فقال: من يعذرني من هؤلاء الضياطرة يتخلف أحدهم يتقلب على حشاياه وهؤلاء يهجرون إلى ذكر الله إن طردتهم إني إذًا لمن الظالمين، والله لقد سمعته يقول: ليضربنكم على الدين عودًا كما ضربتموه عليه بدءًا.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة وعنه أبو يعلى الموصليّ.
7397- وعن عمر بن شعيبٍ، أخو عمرو بن شعيبٍ بالشّام، عن أبيه، عن جدّه، قال: كانت أمّ عبد الله بنت نبية بن الحجّاج تلطّف برسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأتاها ذات يومٍ، فقال كيف أنت يا أمّ عبد الله؟ قالت: بخيرٍ، قالت: فكيف أنت بأبي وأمّي يا رسول الله؟ قال: قال: بخيرٍ، وكيف عبد الله؟ قالت: بخيرٍ، وعبد الله رجلٌ ترك الدّنيا، فقال له أبوه يوم صفّين: اخرج فقاتل، فقال: يا أبة، كيف تأمرني أن أقاتل وكان في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما قد سمعت، قال: نشدتك بالله أتعلم أنّ آخر ما كان من عهد رسول الله أن أخذ بيدك فوضعها في يديّ، فقال: أطع عمرو بن العاص قال: نعم قال: آمرك أن تقاتل قال: فخرج فقاتل فلمّا وضعت الحرب، أنشأ عمرٌو، يقول:
شبّت الحرب فأعددت لها... مفزّع الحارك مرويّ الثّبج
يصل الشّدّ بشدٍّ وإذا... وثب الخيل من الشّدّ معج
جرشعٌ أعظمه جفرته... فإذا نيل من الماء حدج
وقال عمرٌو أيضًا:
لو شهدت جمل مقامي ومشهدي... بصفّين يومًا شاب منها الذّوائب
عشيّة جاء أهل العراق كأنّهم... سحاب ربيعٍ رفّعته الجنائب
وجئناهم تردى كأنّ سيوفنا... من البحر مدٌّ موجه متراكب
إذا قلت قد ولّوا سراعًا بدت لنا... كتائب منهم وارجحنّت كتائب
فدارت رحانا واستدارت رحاهم... سراة النّهار ما تولّي المناكب
فقالوا لنا: إنّا نرى أن تبايعوا... عليًّا فقلنا: لا، بل نرى أن تضارب
رواه الحارث بن أبي أسامة.
7398- وعن عبد الرحمن بن عبد الله قال: قال لي علي بن أبي طالب: يؤتى بي وبمعاوية، رضي الله عنهما، يوم القيامة فنختصم عند ذي العرش، فأينا فلح فلح أصحابه.
رواه الحارث بسند منقطع.
7399- وعن أبي رافعٍ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لعليٍّ: إنّه سيكون بينك وبين عائشة أمرٌ قال: يا رسول الله، أنا من بين أصحابي؟ قال: نعم قال: فأنا أشقاهم؟ قال: لا، ولكن إذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها.
رواه أبو يعلى الموصليّ، وأحمد بن حنبلٍ.
7400- وعن المخارق، قال: لقيت عمّار بن ياسرٍ، رضي اللّه عنه، يوم الجمل وهو يبول في قرنٍ، فقلت له: أقاتل معك وأكون معك؟ فقال: قاتل تحت راية قومك، فإنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يستحبّ للرّجل أن يقاتل تحت راية قومه.
رواه أبو يعلى بسندٍ فيه راوٍ لم يسمّ.
4- باب مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
7401- عن رجلٍ من بني ضبّة، قال: شهدت عليًّا، رضي اللّه عنه، حين نزل كربلاء، فانطلق فقام ناحيةً، فأومأ بيده، فقال: مناخ ركابهم أمامه، وموضع رحالهم عن يساره، فضرب بيده الأرض، فأخذ من الأرض قبضةً، فشمّها، وقال: وايحي واحبّذا الدّماء تسفك فيه، ثمّ جاء الحسين، فنزل كربلاء قال الضّبيّ: فكنت في الخيل الّتي بعثها ابن زيادٍ إلى الحسين، فلمّا قدمت فكأنّما نظرت إلى مقام عليٍّ وإشارته بيده، فقلبت برنسي ثمّ انصرفت إلى الحسين بن عليٍّ فسلّمت عليه، و قلت له: إنّ أباك كان أعلم النّاس، وإنّي شهدته في زمن كذا وكذا، قال: كذا وكذا، وإنّك والله لمقتولٌ السّاعة، فقال: فما تريد أن تصنع أنت؟ أتلحق بنا؟ أم تلحق بأهلك؟ قلت: والله إنّ عليّ لدينًا، وإنّ لي لعيالاً، وما أظنني إلاّ سألحق بأهلي قال: أمّا لا فخذ من هذا المال حاجتك، وإذا مالٌ موضوعٌ بين يديه، قبل أن يحرّم عليك، ثمّ النّجاء فوالله لا يسمع الدّاعية أحدٌ، ولا يرى البارقة أحدٌ، ولا يعيننا إلاّ كان ملعونًا على لسان محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم، قال: قلت: والله لا أجمع اليوم أمرين: أخذ مالك، وأخذلك، فانصرف فتركه.
رواه إسحاق بن راهويه بسندٍ ضعيفٍ، وقد تقدّم جملة أحاديث في مناقب الحسين.
5- باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
فيه حديث أبي ذر، وتقدم في الإيمان في باب ما ينجي العبد من النار، وحديث أبي أمامة وتقدم في الأشربة في باب المعازف، وحديث أبي سعيد وسيأتي في باب ليس للمؤمن أن يذل نفسه، وحديث جابر وتقدم مطولا في المناقب في باب فضل أهل يثرب.
7402- وعن أبي سعيدٍ الخدريّ، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: لا يحقرنّ أحدكم نفسه قالوا: وكيف يحقر نفسه؟ قال: أن يرى أمرًا للّه فيه مقالٌ فلا يقول به، فيلقى اللّه تبارك وتعالى وقد أضاع ذلك، فيقول: ما منعك؟ فيقول: خشية النّاس فيقول: فإيّاي كنت أحقّ أن تخشى.
رواه أبو داود، والطّيالسيّ بسندٍ صحيحٍ، واللّفظ له.
7402/2- وأبو يعلى الموصليّ، وعنه ابن حبّان في صحيحه، ولفظه: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا يمنعنّ أحدكم مخافة النّاس أن يتكلم بحقٍّ إذا رآه، أو عرفه قال أبو سعيدٍ: فما زال بنا البلاء حتّى قصّرنا، وإنّا لنبلّغ في الشّرّ.
رواه أحمد بن منيعٍ، وعبد بن حميدٍ، وابن ماجة، مختصرًا.
7403- وعن مالك بن التّيّهان، رجلٌ من الأنصار، قال: اجتمعت منّا جماعةٌ عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقلنا: يا رسول الله، إنّا أهل عاليةٍ وسافلةٍ، ولنا مجالس نتحدّث فيها، قال: أعطوا المجالس حقّها قلنا: وما حقّها يا رسول الله؟ قال: غضّوا أبصاركم، وردّوا السّلام، وأرشدوا الأعمى، ومروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر.
رواه إسحاق بن راهويه، وأبو بكر بن أبي شيبة، ومدار إسناديهما على موسى بن عبيدة الرّبذيّ، وهو ضعيفٌ، لكنّ أصله في الصّحيحين وغيرهما من حديث أبي سعيدٍ الخدريّ.
وله شاهدٌ من حديث يحيى بن يعمر، وتقدّم في الأدب في باب خير المجالس، وحديث مالك بن التّيّهان أيضًا.
6- باب فيمن لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر
7404- عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: كيف بكم أيّها النّاس إذا طغى نساؤكم، وفسق فتيانكم؟ قالوا: يا رسول الله، إنّ هذا لكائنٌ؟ قال: نعم وأشدّ منه، كيف بكم إذا تركتم الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر؟ قالوا: يا رسول الله، إنّ هذا لكائنٌ؟ قال: نعم وأشدّ منه، كيف بكم إذا رأيتم المنكر معروفًا والمعروف منكرًا.
رواه أبو يعلى بسندٍ ضعيفٍ، لضعف موسى بن عبيدة الرّبذيّ.
7405- وعن معقل بن يسار المزني، رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: لا تذهب الليالي والأيام حتى يخلق القرآن في صدور أقوام من هذه الأمة كما تخلق الثياب، ويكون غيره أعجب إليهم، ويكون أمرهم طمعًا، كله، لا يخالطه خوف، إن قصر عن حق الله منته نفسه الأماني، وإن تجاوز إلى نهي الله، قال: أرجو أن يتجاوز الله عنّي، يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب أفضلهم في أنفسهم المداهن. قيل: ومن المداهن؟ قال: الذي لا يأمر ولا ينهى.
رواه الحارث بن أبي أسامة.
7406- وعن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، قال: لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم.
رواه الحارث موقوفًا بسند فيه راو لم يسم.
وله شاهد من حديث حذيفة رواه الترمذي وحسنه، وسيأتي حديث جرير وأم سلمة في باب إذا ظهر السوء.
7- باب فيمن لا يقول للظالم أنت ظالم، وما جاء فيمن قدر على نصرة مؤمن فلم ينصره
7407- عن عبد الله بن عمرٍو رضي اللّه عنهما، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: إذا رأيت أمّتي تهاب الظّالم، أن تقول له: أنت ظالمٌ فقد تودّع منهم.
7408- قال: وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: وفي هذه الأمّة خسفٌ ومسخٌ وقذفٌ.
رواه محمّد بن يحيى بن أبي عمرٍو، واللّفظ له، وأحمد بن حنبلٍ، والحارث بن أبي أسامة بسندٍ رواته ثقاتٌ، إلاّ أنّه منقطعٌ.
وروى ابن ماجة منه: وفي هذه الأمّة... إلى آخره دون باقيه
7409- وعن سهل بن حنيفٍ، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: من أذلّ عنده مؤمنٌ فلم ينصره وهو قادرٌ على أن ينصره أذلّه اللّه على رؤوس الخلائق يوم القيامة.
رواه أحمد بن منيعٍ، وأحمد بن حنبلٍ بسندٍ ضعيفٍ، لضعف عبد الله بن لهيعة.
7410- وعن أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من اغتيب عنده أخوه المسلم فنصره، نصره اللّه في الدّنيا والآخرة، ومن ترك نصرته وهو يقدر عليها، خذله اللّه في الدّنيا والآخرة.
رواه الحارث، عن داود بن المحبّر، وهو ضعيفٌ
7410/2- ورواه أبو يعلى الموصليّ ولفظه: من اغتيب عنده أخوه المسلم فنصره نصره الله في الدنيا والآخرة، ومن سكت عن نصره وهو يستطيع أدركه الله في الدنيا والآخرة.
7410/3- وأبو الشيخ في كتاب التوبيخ: ولفظه: من اغتيب عنده أخوه المسلم فلم ينصره وهو يستطيع نصره، أدركه الله في الدنيا والآخرة.
7410/4- والأصبهاني ولفظه: من اغتيب عنده أخوه المسلم فاستطاع نصرته فنصره نصره الله في الدنيا والآخرة، ومن لم ينصره أدركه الله في الدنيا والآخرة.
7411- وعن أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: انصر أخاك ظالمًا، أو مظلومًا قالوا: يا رسول الله، هذا نصره مظلومًا فكيف ننصره ظالمًا؟ قال: تمنعه من الظّلم.
رواه الحارث بسندٍ صحيحٍ.
وله شاهدٌ من حديث عبد الله بن عمر، رواه ابن حبّان في صحيحه.
8- باب لا يزال الإسلام قائماً يقاتل عليه حتى تقوم الساعة، وما يخاف على هذه الأمة من العجم
فيه حديث زيد بن أرقم وسيأتي في باب الإيمان بالشام.
7412- عن عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا تزال طائفةٌ من أمّتي على الحقّ حتّى تقوم السّاعة.
رواه أبو داود الطّيالسيّ، وأبو يعلى الموصليّ، والحاكم، وقال: صحيح الإسناد.
وله شاهدٌ من حديث معاوية، وتقدّم في المناقب في باب فضل هذه الأمّة.
7413- وعن قتادة، عن أبي الأسود الدّيليّ، قال: انطلقت أنا وزرعة بن ضمرة مع الأشعريّ إلى عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه، فلقينا عبد الله بن عمرٍو، فقال: يوشك أن لا يبقى في أرض العجم من العرب أحدٌ إلاّ قتيلٌ، أو أسيرٌ يحكم في دمه، فقال له زرعة: أيظهر المشركون على أهل الإسلام؟ فقال: ممّن أنت؟ فقال: من بني عامر بن صعصعة، فقال لا تقوم السّاعة حتّى تدافع مناكب نساء بني عامر بن صعصعة على ذي الخلصة ومن كان من أديان الجاهليّة قال: فذكرنا ذلك لعمر من قول عبد الله بن عمرٍو، فقال: عبد الله أعلم بما يقول ثلاث مرّاتٍ، ثمّ إنّ عمر خطب يوم الجمعة، فقال: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: لا تزال طائفةٌ من أمّتي على الحقّ منصورةٌ حتّى يأتي أمر الله قال: فذكرنا لعبد الله بن عمرٍو قول عمر بن الخطّاب، فقال عبد الله بن عمرٍو: صدق نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم، إذا أتى أمر الله كان الّذي قلت.
رواه إسحاق بن راهويه، وأبو يعلى الموصليّ، ورواته ثقاتٌ إلاّ أنّه منقطعٌ بين قتادة، وأبي الأسود الدّؤليّ.
7414- وعن سمرة بن جندبٍ، رضي اللّه عنه، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: توشكوا أن يملأ اللّه أيديكم من العجم، ثمّ يكونوا أشداء لا يفرّون فيقتلون مقاتلتكم.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبلٍ.
7415- وعن جابرٍ، رضي اللّه عنه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: لن يبرح هذا الدّين قائمًا يقاتل عليه عصابةٌ من المسلمين حتّى تقوم السّاعة.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو يعلى الموصليّ.
7416- وعنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا تزال أمّتي ظاهرين على الحقّ حتّى ينزل عيسى ابن مريم، يقول إمامهم: تقدّم، فيقول: أنتم أحقّ، بعضكم أمراء على بعضٍ أمراء، تكرّم اللّه به على هذه الأمّة.
رواه أبو يعلى بسندٍ ضعيفٍ، لضعف موسى بن عبيدة الرّبذيّ.
7416/2- وأحمد بن حنبلٍ بسندٍ فيه ابن لهيعة...، فذكره إلاّ أنّه قال: على الحقّ ظاهرين إلى يوم القيامة قال: ينزل عيسى ابن مريم، عليه السّلام، عليهم فيقول أميرهم: تعال صلّ بنا، فيقول: لا، إنّ بعضكم على بعضٍ أميرٌ أمرٌ يكرم اللّه به هذه الأمّة.
7417- وعن أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: سيدرك رجالٌ من أمّتي عيسى ابن مريم ويشهدون قتال الدّجّال.
رواه أبو يعلى الموصليّ.
9- باب بدأ الإسلام غريباً
7418- عن ابنٍ لسعدٍ، سمعت أبي، رضي اللّه عنه، يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: إنّ الإيمان بدأ غريبًا وسيعود كما بدأ، فطوبى للغرباء يومئذٍ إذا فسد النّاس، والّذي نفس أبي القاسم بيده ليأرزنّ الإسلام بين هذين المسجدين كما تأرز الحيّة في حجرها.
رواه أبو يعلى الموصليّ، وأحمد بن حنبلٍ.
وله شاهدٌ من حديث أبي هريرة، رواه مسلمٌ في صحيحه، وغيره، والتّرمذيّ، وابن ماجة من حديث ابن مسعودٍ، وابن ماجة من حديث أنس بن مالكٍ، وأحمد بن حنبلٍ من حديث عبد الله بن عمرٍو، وأبو يعلى من حديث ابن عمر، وتقدّم في كتاب الزّهد في باب قصر الأمل.
10- باب منه
7419- عن رجلٍ، قال: كنت بالمدينة في مجلسٍ فيه عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه، فقال لبعض جلسائه: كيف سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصف الإسلام؟ فقال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: إنّ الإسلام بدأ جذعًا، ثمّ ثنيًّا ثمّ رباعيًا، ثمّ سدسيًا، ثمّ بازلاً، فقال عمر: ما بعد البزول إلاّ النّقصان.
رواه أبو يعلى الموصليّ وأحمد بن حنبلٍ، ومدار إسناديهما على راوٍ لم يسمّ.
11- باب بيان تلك الفتنة
7420- عن عبد الله بن مسعودٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ستدور رحا الإسلام بعد خمسٍ وثلاثين سنةً، فإن اصطلحوا بينهم على غير قتالٍ، أكلوا الدّنيا سبعين عامًا.
رواه إسحاق بن راهويه بسندٍ ضعيفٍ، لضعف مجالد بن سعيدٍ.
7420/2- ورواه من وجهٍ، أبو داود الطّيالسيّ، ومسدّدٌ، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبلٍ، وأحمد بن منيعٍ، وابن حبّان في صحيحه، وأبو داود في سننه، والحاكم بلفظ:تدور رحى الإسلام لخمس وثلاثين، أو لست وثلاثين، فإن يهلكوا فسبيل من هلك، وإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عامًا، فقال عمر: يا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، بما مضى أو بما بقي؟ قالت: بما بقي.
7421- وعن عليّ بن أبي طالبٍ، رضي اللّه عنه، قال: سبق النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وصلّى أبو بكرٍ، وثلّث عمر، ثمّ أصابتنا فتنةٌ، أو خبطتنا فتنةٌ فما شاء اللّه.
رواه مسدّدٌ، ومحمّد بن يحيى بن أبي عمر، وأحمد بن منيعٍ بلفظٍ واحدٍ.
7421/2- ورواه عبد الله بن أحمد بن حنبلٍ في زوائده على المسند...، فذكره، إلاّ أنّه قال: ثمّ خبطتنا فتنةٌ، أو أصابتنا فتنةٌ يعفو اللّه عمّن يشاء.
وكذا رواه الحاكم، وصحّحه.
7422- وعن أبي ذر، رضي الله عنه، قال: ذكر النبي صلّى الله عليه وسلّم فأثنى عليه، ثم ذكر أبا بكر فأثنى عليه، ثم ذكر عمر فأثنى عليه، ثم قال: بعد الثلاثين اصرف وجهك حيث شئت، فإنك لن تصرفه إلاّ إلى عجز أو فجور.
رواه إسحاق بسند ضعيف، لضعف ليث بن أبي سليم وفيه انقطاع.
7423- وعن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: سيأتي على النّاس زمانٌ يخيّر الرّجل بين العجز والفجور، فمن أدرك ذلك فليختر العجز على الفجور.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو يعلى، والحاكم، وصحّحه كلّهم بسندٍ فيه راوٍ لم يسمّ.
12- باب فيما كان بين الصحابة رضي الله عنهم وما جاء في نقض عرى الإسلام
7424- عن هشام بن حسان قال: اجتمع رهط من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم منهم ابن مسعود وحذيفة وسعد وابن عمر وعمار بن ياسر، رضي الله عنهم، قال: فذكر حذيفة فتنة فقال: أما أنا فإن أدركتها علمت المخرج منها. وقال ابن مسعود: وأنا إن أدركتها علمت المخرج منها. قال: وقال سعد: أما أنا فإن أدركتها فوجدت سيفًا يقول: هذا مؤمن فدعه، وهذا كافر فاقتله، قاتلت وإلا لم أقاتل. قال ابن عمر: وأنا معك، قال عمار: أما أنا إن أدركتها أخذت سيفي فوضعته على عاتقي، ثم قصدت نحو جمهورها الأعظم فضربت حتى تتفرق.
رواه الحارث بن أبي أسامة عن سعيد بن عامر، عنه به..، فذكره منقطعًا.
7425- وعن أبي أمامة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لتنقضنّ عرى الإسلام عروةٌ عروةٌ، فكلّما انتقضت عروةٌ تشبّث النّاس بالّتي تليها فأوّلهنّ نقضًا الحكم، وآخرهنّ الصّلاة.
رواه أبو يعلى، وأحمد بن حنبلٍ بسندٍ صحيحٍ.
وله شاهدٌ من حديث فيروز رواه أحمد بن حنبلٍ، والحاكم من حديث ابن عمر.
13- باب افتراق الأمم
7426- عن شيخ من كندة قال: كنا جلوسًا عند علي، رضي الله عنه، فأتاه أسقف نجران فأوسع له، فقال له رجل: توسع لهذا النصراني يا أمير المؤمنين؟! فقال علي: إنهم
كانوا إذا أتوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أوسع لهم، فسأله رجل: كم افترقت النصرانية يا أسقف؟ فقال: افترقت على فرق كثيرة لا أحصيها، قال علي، رضي الله عنه: أنا أعلم كم افترقت النصرانية من هذا وإن كان نصرانيًّا، افترقت النصرانية على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت اليهودية على ثنتين وسبعين فرقة، والذي نفسي بيده لتفترقن الحنيفية على ثلاث وسبعين فرقة، فتكون ثنتين وسبعين في النار وفرقة في الجنة.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر بسند ضعيف، وتقدم في الأدب في باب صفة السلام على الكفار.
7427- وعن سعد بن أبي وقّاصٍ، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّ بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين ملّةً، ولن تذهب اللّيالي والأيّام حتّى تفترق أمّتي على مثل، أو قال: على مثلها ألا وكلّ فرقةٍ منها في النّار إلاّ واحدةً وهي الجماعة.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وعبد بن حميدٍ بسندٍ فيه راوٍ لم يسمّ.
7428- وعن أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقةً، وإنّ أمّتي تفترق على ثنتين وسبعين، كلّها في النّار إلاّ السّواد الأعظم.
رواه أبو يعلى الموصليّ، وابن ماجة إلاّ أنّه جعل بدل السّواد الأعظم الجماعة.
7428/2- وأحمد بن حنبلٍ، ولفظه: أنّ بني إسرائيل تفرّقت على إحدى وسبعين فرقةً، فهلك سبعون فرقةً وخلصت فرقةٌ واحدةٌ، وإنّ أمّتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقةً تهلك إحدى وسبعون فرقةً، وتخلص فرقةٌ قيل: يا رسول الله، من تلك الفرقة؟ قال: الجماعة، الجماعة.
ورواه أبو بكر بن أبي شيبة والبزار، وتقدم مطولا في كتاب أهل البغي في باب أخبار الخوارج.
14- باب ليتبعن شرار هذه الأمة سنن أهل الكتاب
7429- عن شدّاد بن أوسٍ، رضي اللّه عنه، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: ليحملنّ شرار هذه الأمّة على سنن الّذين مضوا قبلهم حذو القذّة بالقذّة.
رواه أبو داود الطّيالسيّ، وأحمد بن حنبلٍ، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعنه أبو يعلى.
وله شاهدٌ من حديث سهل بن سعدٍ، رواه أحمد بن حنبلٍ، والحاكم.
7430- وعن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ستتّبعون سنن من قبلكم باعًا بباعٍ، وذراعًا بذراعٍ، وشبرًا بشبرٍ حتّى لو دخلوا جحر ضبٍّ لدخلتم معهم قلنا: يا رسول الله، اليهود، والنّصارى؟ قال: فمن.
رواه الحارث، ورواته ثقاتٌ.
وله شاهدٌ من حديث ابن عبّاسٍ، رواه البزّار، والحاكم.
15- باب الإيمان بالشام حين تقع الفتن
فيه حديث عبد الله بن عمرو وسيأتي في آخر الفتن في باب فضل الشام.
7431- وعن زيد بن أرقم، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: لا تزال طائفةٌ من أمّتي على الحقّ ظاهرين، وإنّي لأرجو أن يكونوا هم أهل الشّام.
رواه أبو داود الطّيالسيّ، وعنه أحمد بن حنبلٍ بسندٍ ضعيفٍ، لجهالة بعض رواته.
7432- وعن عبد الله بن حوالة، رضي اللّه عنه، قال: كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سفرٍ، فنزلنا منزلاً في ظلّ دومةٍ فخرجت في حاجةٍ لي، فأقبلت وعنده كاتبٌ له، فلمّا رآني قال: أكتبك يا ابن حوالة؟ قال: قلت: فيم يا رسول الله؟ فلهي عنّي وأقبل على الكاتب، فدرت حتّى وقفت عليهما فنظرت، فإذا في صدر الكتاب أبو بكرٍ وعمر، فظننت أنّهما لا يكتبان إلاّ في خيرٍ قال: نكتبك يا ابن حوالة؟ قلت: نعم يا رسول الله قال: كيف أنت يا ابن حوالة إذا أدركت فتنةً تثور في أقطار الأرض كأنّها صياصيّ بقرٍ قال: قلت: ما تأمرني يا رسول الله؟ قال: عليك بالشّام.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، واللّفظ له.
ورواه أبو داود الطّيالسيّ، وتقدّم لفظه في باب ما كان في زمن عثمان.
7433- وعن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا تزال عصابةٌ من أمّتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله، وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله، لا يضرّهم من خذلهم، ظاهرين على الحقّ إلى أن تقوم السّاعة.
رواه أبو يعلى الموصليّ.
16- باب إذا ظهر السوء فلم يتناه عنه
7434- عن الحسن بن محمّدٍ، عن مولاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، عن بعض أزواج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: إذا ظهر السّوء في الأرض فلم ينتهوا عنه أنزل اللّه، عزّ وجلّ، بأسه بأهل الأرض قالوا: وفيهم الصّالحون؟ قال: وفيهم الصّالحون يصيبهم ما أصاب النّاس، ثمّ يصيّرهم اللّه تبارك وتعالى إلى رحمته وجنّته، أو إلى مغفرته وجنّته.
رواه مسدّدٌ، واللّفظ له.
7434/2- ورواه أحمد بن حنبلٍ، والحارث من طريق الحسن بن محمّدٍ، قال:
حدّثتني امرأةٌ من الأنصار هي حيّةٌ اليوم إن شئت أدخلتك عليها قلت: لا، حدّثني قالت: دخلت على أمّ سلمة، رضي اللّه عنها، فدخل عليها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كأنّه غضبان، فاستترت بكمّ درعي فتكلّم بكلامٍ لم أفهمه، فقلت: يا أمّ المؤمنين، كأنّي رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دخل وهو غضبان قالت: نعم، أو ما سمعت ما قال قلت: وما قال؟ قالت: قال: إنّ السّوء إذا فشا في الأرض فلم يتناه عنه أرسل اللّه بأسه على أهل الأرض قالت: قلت: يا رسول الله، وفيهم الصّالحون؟ قالت: قال: نعم، وفيهم الصّالحون...، فذكره.
7434/3- وفي روايةٍ لأحمد بن حنبلٍ، عن الحسن بن محمّدٍ، عن امرأته، عن عائشة، رضي اللّه عنها، تبلغ به النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: إذا ظهر السّوء في الأرض أنزل اللّه بأهل الأرض بأسه قالت: وفيهم أهل طاعة الله؟ قال: نعم، ثمّ يصيرون إلى رحمة الله.
7435- وعن جرير بن عبد الله البجليّ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما من قومٍ يكون بين أظهرهم من يعمل بالمعاصي هم أعزّ منه وأمنع لا يغيّروا عليه إلاّ أصابهم اللّه، تعالى، منه بعذابٍ.
رواه الحارث بن أبي أسامة.
7435/2- وابن حبّان في صحيحه، ولفظه: ما من قومٍ يعمل فيهم بالمعاصي يقدروا أن يغيّروا عليه ولم يغيّروا إلاّ أصابهم اللّه بعقابٍ قبل أن يموتوا.
17- باب الاستعاذة بالله من رأس السبعين ومن إمارة الصبيان
7436- وعن عبد الله بن أبي الهذيل قال: وجه سعد بن أبي وقاص نضلة بن عمرو الأنصاري في ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار، فأغاروا على حلوان، فافتتحها، فأصاب
غنائم كثيرة وسبيًا كثيرًا، فجاؤوا يسوقون بما معهم وهم بين جبلين حتى أرهقهم العصر، فقال لهم نضلة: انصرفوا بالغنائم إلى سفح الجبل، ففعلوا، ثم قام نضلة فنادى بالأذان، فقال: الله أكبر الله أكبر، فأجابه صوت من الجبل لا يرى معه صورة: كبرت كبيرًا يا نضلة، قال: أشهد أن لا إله إلاّ الله، قال: أخلصت إخلاصًا يا نضلة، قالت: أشهد أن محمدًا رسول الله. قال: نبي بعث لا نبي بعده، قال: حي على الصلاة، قال: فريضة فرضت، قالت: حي على الفلاح، قال: أفلح من أتاها وواظب عليها، قال: قد قامت الصلاة، قال: البقاء لأمة محمد وعلى رؤوسها تقوم الساعة، فلما صلوا قام نضلة، فقال: ياذا، الكلام الطيب الحسن الجميل، قد سمعنا كلاما حسنًا، أفمن ملائكة الله أنت أم طائف أم ساكن؟ ابرز لنا فكلمنا؟ فإنا وفد الله، عزّ وجلّ، ووفد نبيه صلّى الله عليه وسلّم قال: فبرز لهم شيخ من شعب من تلك الشعاب أبيض الرأس واللحية، له هامة كأنها رحى، طويل اللحية في طمرين من صوف أبيض فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فردوا عليه السلام، فقال له نضلة: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا زريب بن ثرملا وصي العبد الصالح عيسى ابن مريم، عليه الصلاة والسلام، دعا لي بالبقاء إلى نزوله من السماء، فقراري في هذا الجبل فأقرئ عمر أمير المؤمنين السلام، وقل له: اثبت وسدد وقارب؟ فإن الأمر قد اقترب، وإياك يا عمر إن ظهرت خصال في أمة محمد صلّى الله عليه وسلّم وأنت فيهم فالهرب الهرب. قال نضلة: يا زريب رحمك الله فأخبرنا بهذه الخصال نعرف بها ذهاب دنيانا وإقبال آخرتنا. قال: إذا استغنى رجالكم برجالكم، واستغنت نساؤكم بنسائكم، وكثر طعامكم فلم يزدد سعركم بذلك إلاّ غلاء، وكانت خلافتكم في صبيانكم، وكان خطباء منابركم عبيدكم، وركن فقهاؤكم إلى ولاتكم، فأحلوا لهم الحرام، وحرموا لهم الحلال وأفتوهم بما يشتهون، واتخذوا القرآن ألحانًا ومزامير بأصواتهم، وزوقتم مساجدكم، وأطلتم منابركم، وحليتم مصاحفكم بالذهب والفضة، وركبت نساؤكم السروج، وكان مستشار أميركم خصيانكم، وقتل البريء لتوعظ به العامة، وبقي المطر قيظًا، والولد غيظًا، وحرمتم العطاء وأخذه العبيد والسقاط، وقلت الصدقة حتى يطوف المسكين من الحول إلى الحول لا يعطى عشرة دراهم، فإذا كان كذلك نزلت بكم الخزي والبلاء، ثم ذهبت الصورة فلم تر، فنادوا فلم يجابوا، فلما قدم نضلة على سعد أخبره بما أفاء الله عليه وبما كان من شأن زريب فكتب سعد إلى عمر بن الخطاب يخبره، فكتب عمر، رضي الله عنه: للّه أبوك سعد اركب بنفسك حتى تأتي الجبل، فركب سعد حتى أتى الجبل فنادى أربعين صباحًا فلم يجابوا، فكتب إلى عمر وانصرفوا.
رواه معاذ بن المثنى، عن مسدد موقوفًا بسند فيه منتصر بن دينار ما علمته بعدالة ولا جرح، وباقي رواة الإسناد ثقات.
7437- وعن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: تعوّذوا بالله من رأس السّبعين ومن إمارة الصّبيان.
رواه أحمد بن منيع، ورواته ثقات.
7437/2- وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو يعلى إلا أنه قال: تعوذوا بالله من سنة سبعين.
7437/3- رواه أحمد بن حنبلٍ...، فذكره وزاد في آخر: ولا تذهب الدّنيا حتّى تصير للكع ابن لكع.
18- باب اليبان بأنه لا يبقى أحد من الصحابة بعد المائة من الهجرة
7438- عن بريدة بن الحصيب، رضي اللّه عنه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: إلى مائة سنةٍ يبعث اللّه ريحًا باردةً طيّبةً يقبض فيها روح كلّ مؤمنٍ.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو يعلى الموصليّ، والرّويانيّ بإسنادٍ حسنٍ.
7439- وعن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن أبيه، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ترفع زينة الدّنيا سنة خمس وعشرين ومائةٍ.
رواه أبو يعلى الموصليّ.
7440- وعن المستورد بن شدّادٍ، رضي اللّه عنه، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: لكلّ أمّةٍ أجلٌ، وإنّ أجل أمّتي مائة سنةٍ، فإذا مرّ على أمّتي مائة سنةٍ أتاها ما وعدها اللّه عزّ وجلّ.
رواه أبو يعلى، وفي سنده ابن لهيعة.
19- باب في التلاعن وتحريم دم المسلم
7441- عن أبي عثمان قال: كان رجل في بيت المقدس يقرأ الكتب يقول لصاحبه: ادع الله أن لا تدرك زمن التلاعن، قال: وما زمن التلاعن؟ قال: زمن تلعن القبيلة القبيلة، والرجل الرجل، فتذهب اللعنة، فإن وجدت مسلكًا فسبيل ذلك، وإلا رجعت إلى صاحبها.
رواه مسدّد، ورواته ثقات.
7442- وعن عبد الله بن عمرٍو، رضي اللّه عنهما، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّ اللّه، عزّ وجلّ، أضنّ بدم عبده المؤمن من أحدكم بكرمة ماله حتّى يقبضه على فراشه.
رواه الحارث، وأبو يعلى، ومدار إسناديهما على الأفريقيّ، وهو ضعيفٌ.
20- باب من صلى الصبح فهو في ذمة الله
7443- عن الزّهريّ، قال: لمّا نزل الحجّاج بابن الزّبير، رضي اللّه عنه، أخذ رجلاً فدفعه إلى سالم بن عبد الله بن عمر ليقتله، فقال له سالمٌ: أمسلمٌ أنت؟ قال: نعم قال: وصلّيت الصّبح؟ قال: نعم قال: انطلق لا سبيل لي عليك، فبلغ الحجّاج ما صنع، فقال له:
ما فعل الرّجل؟ قال: سألته أمسلمٌ أنت؟ قال: نعم، وسألته أصلّيت الصّبح؟ قال: نعم، وأخبرني أبي، رضي اللّه عنه، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أنّه من صلّى الصّبح كان في جوار الله حتّى يصبح، أو يمسي قال: فإنّه من قتلة عثمان، قال: فما أنا بوليٍّ لعثمان فأقتل قتلته، قال: فبلغ أباه عبد الله بن عمر فخرج مسرعًا يجرّ إزاره، فلقّنه بما صنع، فقال: سمّيتك سالمًا لتسلم، سمّيتك سالمًا لتسلم.
رواه معاذ بن المثنّى عن مسدّدٍ بسندٍ ضعيفٍ، لضعف أيّوب بن سويدٍ.
ورواه الطّبرانيّ في الكبير والأوسط، وروى أحمد بن حنبلٍ، والبزّار المرفوع منه فقط، وفي طريق مسند أحمد ابن لهيعة، وفي طريق البزّار يحيى بن عبد الحميد الحمّانيّ.
7444- وعن أبي بكرٍ الصّدّيق، رضي اللّه عنه، قال: نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن ضرب المصلّين.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وعنه أبو يعلى، ومدار الإسناد على موسى بن عبيدة الرّبذيّ وهو ضعيفٌ.
7445- وعن أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: من صلّى الصّبح فهو في ذمّة الله، فإيّاكم أن يطلبكم اللّه بشيءٍ من ذمّته.
رواه أبو يعلى.
21- باب الامتناع عن الدخول على الظلمة وتصديقهم وإعانتهم
فيه حديث أبي سعيد الخدري وغيره وتقدم في كتاب الإمارة.
7446- وعن ابن مسعودٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّه سيكون عليكم بعدي أمراء: يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بلسانه فهو مؤمنٌ، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمنٌ، لا إيمان بعده فحدّثت بذلك ابن عمر، فقال لي: أنت سمعته من ابن مسعودٍ؟ فقلت: نعم، وهو شاكي فما يمنعك أن تعوده؟ فانطلقنا فدخلنا عليه فسأله ابن عمر عن شكواه، ثمّ قال: حديثًا حدّثنا هذا عنك، فقال ابن مسعودٍ: نعم، فحدّثته به فلمّا خرجنا، قال لي ابن عمر: ما كان ابن أمّ عبدٍ ليكذب على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
رواه مسدّدٌ، ورواته ثقاتٌ.
7447- وعن عليّ بن أبي طالبٍ، رضي اللّه عنه، قال: كنّا جلوسًا عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو نائمٌ فذكرنا الدّجّال فاستيقظ محمرًّا وجهه، فقال: غير الدّجّال أخوف عندي عليكم من الدّجّال الأئمّة المضلّين.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو يعلى، ومدار إسناديهما على جابرٍ الجعفيّ، وهو ضعيفٌ.
7448- وعن ابن عمر، رضي اللّه عنهما، قال: خرج إلينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ونحن تسعة نفرٍ من العرب وتسعةٌ من الموالي، فقال: اسمعوا هل سمعتم أن سيكون أمراء بعدي؟ فمن أعانهم على ظلمهم، وصدّقهم بكذبهم، وغشي أبوابهم، فليس منّي ولست منه، ولن يرد عليّ الحوض، ومن لم يعنهم على ظلمهم، ولم يصدّقهم بكذبهم، ولم يغش أبوابهم، فهو منّي وأنا منه، وسيرد عليّ الحوض.
رواه أحمد بن منيعٍ.
7449- وعن خبّاب بن الأرتّ، رضي اللّه عنه، قال: كنّا قعودًا على باب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فخرج علينا، فقال: اسمعوا قلنا: قد سمعنا قال: اسمعوا قلنا: قد سمعنا مرّتين، أو ثلاثًا، قال: إنّه سيكون أمراء بعدي، فلا تصدّقوهم بكذبهم، ولا تعينوهم على ظلمهم، فإنّه من صدّقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم فلن يرد عليٍّ الحوض.
رواه أبو يعلى الموصليّ، والطّبرانيّ، وابن حبّان في صحيحه.
7450- وعن النّعمان بن بشيرٍ، رضي اللّه عنهما، قال: خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد صلاة العشاء، ونحن في المسجد، فرفع بصره إلى السّماء، ثمّ خفض حتّى ظننّا أنّه حدث في السّماء شيءٌ، فقال: ألا إنّه سيكون بعدي أمراء: يكذبون، ويظلمون، فمن صدّقهم بكذبهم، ومالأهم على ظلمهم، فليس منّي، ولا أنا منه، ومن لم يصدّقهم بكذبهم، ولم يمالئهم على ظلمهم، فهو منّي، وأنا منه، ألا وإنّ دم المسلم كفّارةٌ، ألا وإنّ سبحان الله والحمد للّه، ولا إله إلاّ اللّه واللّه أكبر، هي الباقيات الصّالحات.
رواه أبو يعلى الموصليّ، وأحمد بن حنبلٍ بسندٍ فيه راوٍ لم يسمّ.
22- باب فضل من قتل الحرورية وغير ذلك مما يذكر
7451- عن عاصم بن كليبٍ، حدّثني أبي، قال: كانت مجالس النّاس المساجد، حتّى رجعوا من صفّين وبرؤوا من القضيّة، فاستخفّ النّاس، فقعدوا في السّكك يتخبّرون الأخبار، فبينما نحن قعودٌ عند عليٍّ، رضي اللّه عنه، إذ قام رجلٌ، فقال: ائذن لي أن أتكلّم، فشغل بما كان فيه، قال له: ما الّذي تريد أن تسأل أمير المؤمنين عنه؟ فقال: إنّي كنت في العمرة، فدخلت على عائشة، فقالت: ما هؤلاء الّذين خرجوا قبلكم، يقال لهم: حروراء؟ فقلت: قومٌ خرجوا إلى أرض قريةٍ قريبةٍ منّا يقال لها: حروراء فقالت: أشهدت هلكتهم، أمّا ابن أبي طالبٍ لو شاء حدّثكم حديثهم، فلمّا فرغ عليٌّ ممّا كان فيه، قال: أين الرّجل؟ فقصّ عليه فأهلّ عليٌّ وكبّر، ثمّ قال: دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وليس عنده غير عائشة، رضي اللّه عنها، فقال لي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: كيف أنت يا ابن أبي طالبٍ، وقوم كذا وكذا؟ قلت: اللّه ورسوله أعلم قال: قومٌ يخرجون من المشرق، يقرؤون القرآن لا تجاوز تراقيهم، يمرقون من الدّين مروق السّهم من الرّميّة، فيهم رجلٌ مجدّع اليد كأنّ يده ثدي حبشيّةٍ فقال: أنشدكم اللّه قد أخبرتكم أنّه فيهم، فقلتم: ليس فيهم، ثمّ أتيتموني به تسحبونه؟ فقالوا: اللّهمّ نعم، فأهلّ عليٌّ وكبّر.
رواه إسحاق بن راهويه بسندٍ رواته ثقاتٌ.
7452- وأبو بكر بن أبي شيبة، وعنه أبو يعلى، ولفظه: عن عاصم بن كليبٍ، عن أبيه، قال: كنت جالسًا عند عليٍّ وهو في بعض أمر النّاس، إذ جاء رجلٌ عليه ثياب السّفر، فقال: يا أمير المؤمنين، فشغل عليًّا ما كان فيه من أمر النّاس، قال أبي: فقلت له: ما شأنك؟ قال: كنت حاجًّا، أو معتمرًا، قال: لا أدري في أيّ ذلك؟ قال: فمررت على عائشة، فقالت لي وسألتني عن هؤلاء القوم الّذين خرجوا فيكم، يقال لهم: الحروريّة قال: قلت: خرجوا في مكانٍ، يقال له: حروراء، فسمّوا بذلك الحروريّة، قال: فقالت: طوبى لمن شهد هلكتهم، قالت: أما والله لو سألتم ابن أبي طالبٍ لأخبركم خبرهم، فمن ثمّ جئت أسأله عن ذلك، قال: وفرغ عليٌّ، فقال: أين المستأذن؟ فقام إليه قال: فقصّ عليه مثل ما قصّ عليّ، قال: فأهلّ عليٌّ وكبّر، مرتين أو ثلاثا، ثم قال: كنت عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وليس عنده إلاّ عائشة قال: فقال لي: يا عليّ، كيف أنت؟ مرّتين، أو ثلاثًا وقومٌ يخرجون بمكان كذا وكذا، وأومأ بيده نحو المشرق يقرؤون القرآن لا تجاوز حناجرهم أو تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السّهم من الرّميّة، فيهم رجلٌ مجدّع اليد كأنّ يده ثدي حبشيّةٍ ثمّ قال: نشدتكم بالله الّذي لا إله إلاّ هو أخبرتكم أنّه فيهم؟ قالوا: نعم قال: فذهبتم فالتمستموه ثمّ جئتم فلم تجدوه، فقلت لكم: نشدتكم بالله الّذي لا إله إلاّ هو إنّه فيهم، قال: أتيتموني تسحبونه كما نعتّ لكم، قال: ثمّ قال: صدق اللّه ورسوله ثلاث مرّاتٍ.
قلت: وأصل قصّة المجدّع في الصّحيح وغيره، ولم يخرّجوه بهذا السّياق، ولا من حديث عائشة.
7453- وعن حبيب بن أبي ثابتٍ، قال: أتيت أبا وائلٍ وهو في المسجد خيرٌ فاعتزلنا في ناحية المسجد، فقلت: ألا عن هؤلاء القوم الّذين قتلهم عليٌّ فيم فارقوه؟ وفيما استجابوا له حين دعاهم؟ وحين فارقوه واستحلّ قتالهم؟ قال: لمّا كنّا بصفّين استحرّ القتل في أهل الشّام...، فذكر قصّةً، قال: فرجع عليٌّ إلى الكوفة، وقال فيه الخوارج ما قالوا، ونزلوا بحروراء، وهم بضعة عشر ألفًا، فأرسل عليٌّ إليهم يناشدهم اللّه ارجعوا إلى خليفتكم، فيم نقضتم عليه، أفي قسمةٍ، أو قضاءٍ، قالوا: نخاف أن تدخل في فتنةٍ، قال: فلا تعجلوا ضلالة العام مخافة فتنة عامٍ قابلٍ، فرجعوا، فقالوا: نكون على ناحيتنا فإن قيل القضيّة قاتلناه على ما قاتلنا عليه أهل الشّام بصفّين، وإن نقضها قاتلنا معه، فساروا حتّى قطعوا نهروان، وافترقت منهم فرقةٌ يقتلون النّاس، فقال أصحابهم: ما على هذا فارقنا عليًّا، فلمّا بلغ عليًّا صنيعهم قام، فقال: أتسيرون إلى عدوّكم، أو ترجعون إلى هؤلاء الّذين خلّفوكم في دياركم؟ قالوا: بل نرجع إليهم قال: فحدّث عليٌّ أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّ طائفةً تخرج من قبل المشرق عند اختلافٍ من النّاس، لا ترون جهادكم مع جهادهم شيئًا، ولا صلاتكم مع صلاتهم شيئًا، ولا صيامكم مع صيامهم شيئًا، يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّميّة، علامتهم رجلٌ عضده كثدي المرأة، يقتلهم أقرب الطّائفتين من الحقّ فسار عليٌّ إليهم، فاقتتلوا قتالاً شديدًا، فجعلت خيول عليٍّ لا تقوم لهم، فقال: يا أيّها النّاس، إن كنتم إنّما تقاتلون فيّ فوالله ما عندي ما أجزيكم به، وإن كنتم إنّما تقاتلون للّه فلا يكوننّ هذا قتالكم، قال: فأقبلوا عليهم، فقتلوهم كلّهم، فقال: ابتغوه، فطلبوه، فلم يجدوه فركب عليٌّ دابّته وانتهى إلى وهدةٍ من الأرض، فإذا قتلى بعضهم على بعضٍ، فاستخرج من تحتهم، فجرّ برجله يراه النّاس،
قال عليٌّ: لا أغزو العام، فرجع إلى الكوفة، فقتل، واستخلف النّاس الحسن بن عليٍّ، فبعث الحسن بالبيعة إلى معاوية، وكتب بذلك الحسن إلى قيس بن سعدٍ، فقام قيس بن سعدٍ في أصحابه، فقال: يا أيّها النّاس، أتاكم أمران لا بدّ لكم من أحدهما: دخولٌ في فتنةٍ، أو قتلٌ مع غير إمامٍ، فقال النّاس: ما هذا؟ فقال: الحسن بن عليٍّ قد أعطى البيعة معاوية، فرجع النّاس فبايعوا ولم يكن لمعاوية همٌّ إلاّ الّذين بالنّهروان، فجعلوا يتساقطون عليه فيبايعونه، حتّى بقي منهم ثلاثمائةٍ ونيّفٌ وهم أصحاب النّخيلة.
رواه إسحاق بن راهويه بسندٍ صحيحٍ.
7453/2- وكذا أبو بكر بن أبي شيبة، وعنه أبو يعلى، ولفظه: عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن أبي وائلٍ، قال: أتيته فسألته عن هؤلاء القوم الّذين قتلهم عليٌّ، قال: قلت: فيم فارقوه؟ وفيم استحلّوه؟ وفيم دعاهم؟ وفيم فارقوه؟ وبما استحلّ دماءهم؟ قال: إنّه لمّا استحرّ القتل في أهل الشّام بصفّين، اعتصم معاوية وأصحابه بجبلٍ، فقال له عمرو بن العاص: أرسل إليهم بالمصحف فلا والله لا يردّه عليك، قال: فجاء رجلٌ يحمله ينادي بيننا وبينكم كتاب الله {ألم تر إلى الّذين أوتوا نصيبًا من الكتاب...} الآية قال عليٌّ: نعم بيننا وبينكم كتاب الله أنا أولى به منكم فجاءت الخوارج وكنّا نسمّيهم يومئذٍ القرّاء، وجاؤوا بأسيافهم على عواتقهم، قالوا: يا أمير المؤمنين، ألا تمشي إلى هؤلاء القوم حتّى يحكم اللّه بيننا وبينهم؟ فقام سهل بن حنيفٍ، فقال: يا أيّها النّاس، اتّهموا أنفسكم لقد كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم الحديبية ولو نرى قتالاً قاتلنا، وذلك في الصّلح الّذي كان بين رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وبين المشركين، فجاء عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه، فقال: يا رسول الله، ألسنا على الحقّ وهم على الباطل؟ قال: بلى قال: أليس قتلانا في الجنّة وقتلاهم في النّار؟ قال: بلى قال: فعلام نعطى الدّنيّة في ديننا ونرجع ولم يحكم اللّه بيننا وبينهم؟ قال: يا ابن الخطّاب، إنّي رسول الله ولن يضيّعني أبدًا فانطلق عمر فلم يصبر متغيّظًا حتّى أتى أبا بكرٍ، فقال: يا أبا بكرٍ، ألسنا على الحقّ وهم على الباطل؟ قال: بلى قال: أليس قتلانا في
الجنّة وقتلاهم في النّار؟ قال: بلى قال: فعلام نعطى الدّنيّة في ديننا ونرجع ولم يحكم اللّه بيننا وبينهم؟ قال: يا ابن الخطّاب، إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبدًا، فنزل القرآن على محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم بالفتح، فأرسل إلى عمر، فقرأه، فقال: يا رسول الله، أو فتحٌ هو؟ قال: نعم قال: فطابت نفسه، ورجع، ورجع النّاس، ثمّ إنّهم خرجوا بحروراء، أولئك العصابة من الخوارج بضعة عشر ألفًا، فأرسل إليهم عليٌّ ينشدهم، فأبوا عليه، فأتاهم صعصعة بن صوحان فأنشدهم، وقال: علام تقاتلون خليفتكم؟ قالوا: مخافة الفتنة، قال: فلا تعجلوا ضلالة العام مخافة فتنة عامٍ قابلٍ، فرجعوا وقالوا: نسير على ما جئنا فإن قبل عليٌّ القضيّة قاتلناه على ما قاتلنا يوم صفّين، فإن نقضها قاتلنا معه فساروا حتّى بلغوا النّهروان، فافترقت منهم فرقةٌ جعلوا يهدّون النّاس ليلاً، قال أصحابهم: ويلكم ما على هذا فارقنا عليًّا فبلغ عليًّا أمرهم فخطب النّاس، فقال: ما ترون، أنسير إلى الشّام أم نرجع إلى هؤلاء الّذين خلّفوا في ذراريكم؟ قالوا: بل نرجع، فذكر أمرهم فحدّث عنهم بما فيهم، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ فرقةً تخرج عند اختلافٍ من النّاس يقتلهم أقرب الطّائفتين إلى الحقّ، علامتهم رجلٌ منهم يده كثدي المرأة فساروا حتّى التقوا بالنّهروان، فاقتتلوا قتالاً شديدًا، فجعلت خيل عليٍّ لا تقف لهم فقام عليٌّ، فقال: يا أيّها النّاس، إن كنتم إنّما تقاتلون في فوالله ما عندي ما أجزيكم، وإن كنتم تقاتلون للّه فلا يكوننّ هذا فعالكم، فحمل النّاس حملةً واحدةً، فانجلت الخيل عنهم وهم منكبّون على وجوههم، فقال عليٌّ: اطلبوا الرّجل فيهم، فطلب النّاس الرّجل فلم يجدوه حتّى قال بعضهم: غرّنا ابن أبي طالبٍ من إخواننا حتّى قتلناهم، قال: فدمعت عين عليّ قال: فدعا بدابّته فركبها، فانطلق حتّى أتى وهدةً من الأرض فيها قتلى بعضهم على بعضٍ، فجعل يجرّ بأرجلهم حتّى وجدوا الرّجل تحتهم فأخبروه، فقال عليٌّ: الله أكبر، وفرح وفرح النّاس، ورجعوا، وقال على: لا أغزو العام، ورجع إلى الكوفة وقتل، رضي اللّه عنه، واستخلف حسنٌ، وسار سيرة أبيه، ثمّ بعث بالبيعة إلى معاوية.
وأصله المرفوع منه في صحيح مسلمٍ، وغيره، وإنّما سقت هذا لأنّ فيه زياداتٌ على الطّرق الّتي خرّجوها أصحاب الكتب، والإمام أحمد، وليس بهذه السّياقة عند أحدٍ منهم، وفي الصّحيح بعضه من قول أسيد بن الحضير، وبعض قول عليٍّ.
7454- وعن أبي سلمة بن عبد الرحمان قال: قلت لأبي سعيدٍ الخدريّ، رضي اللّه عنه، هل سمعت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يذكر الحرورة؟ فقال: لا، ولكن سمعته، يقول: يوشك أن يأتي قومٌ تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وأعمالكم مع أعمالهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السّهم من الرّميّة، حتّى يأخذه صاحبه ينظر إلى نصله فلا يرى فيه شيئًا، ثمّ ينظر إلى رعظه فلا يرى فيه شيئًا، ثمّ ينظر إلى قدحه فلا يرى فيه شيئًا، ثمّ ينظر إلى قذذه هل يرى فيه شيئًا أم لا.
رواه أحمد بن منيعٍ، وأبو يعلى، واللّفظ له.
23- باب ستكون فتن النائم فيها خير من اليقظان
7455- عن سعد بن أبي وقّاصٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّها ستكون فتنةٌ: القاعد فيها خيرٌ من القائم، والقائم فيها خيرٌ من الماشي، والماشي فيها خيرٌ من السّاعي، والسّاعي فيها خيرٌ من الرّاكب، والرّاكب فيها خيرٌ من الموضع.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو يعلى، والحاكم، وصحّحه.
ورواه التّرمذيّ، مختصرًا.
7456- وعن أيّوب، عن حميد بن هلالٍ، عن رجلٍ من عبد قيسٍ كان مع الخوارج ثمّ فارقهم قال: دخلوا قريةً، فخرج عبد الله بن خبّابٍ ذعرًا يجرّ إزاره، فقال: والله لقد رعبتموني قالوا: لم ترع قال: والله لقد رعتموني قالوا أنت عبد الله بن خبّابٍ صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: نعم قال: هل سمعت من أبيك شيئًا تحدّثنا به؟ قال: سمعته يحدّث عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أنّه ذكر فتنةً يكون القاعد فيها خيرٌ من القائم، والقائم فيها خيرٌ من الماشي، والماشي فيها خيرٌ من السّاعي، فإن أدركك ذلك فكن عبد الله المقتول، قال أيّوب: ولا أعلمه إلاّ قال: ولا تكن عبد الله القاتل قالوا: أنت سمعت هذا من أبيك، يحدّث به عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: نعم، فقدّموه على ضفّة النّهر فضربوا عنقه فسال دمه كأنّه شراك نعلٍ امدقرّ، وبقروا أمّ ولده عمّا في بطنها.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن منيعٍ، وأبو يعلى، وأحمد بن حنبلٍ، ومدار أسانيدهم على راوٍ لم يسمّ.
7457- وعن خرشة بن الحرّ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّها ستكون بعدي فتنٌ النّائم فيها خيرٌ من اليقظان، والقاعد فيها خيرٌ من القائم، والقائم فيها خيرٌ من الماشي، فمن أتت عليه فليأخذ سيفه، ثمّ ليتمشّى إلى صفاةٍ فليضربها به حتّى ينكسر، ثمّ ليضطجع بها حتّى تنجلي عمّا انجلت عليه.
رواه أبو يعلى الموصليّ، وأحمد بن حنبلٍ، ومدار إسناديهما على رشدين بن كريبٍ وهو ضعيفٌ، وخرشة مختلفٌ في صحبته.
24- باب ستكون فتن كقطع الليل المظلم
7458- عن الحسن، عن النّعمان بن بشيرٍ، رضي اللّه عنهما، قال: صحبنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وسمعناه، يقول: إنّ بين يدي السّاعة فتنًا كقطع اللّيل المظلم، يصبح الرّجل فيها مؤمنًا ثمّ يمسي كافرًا، ثمّ يمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع أقوامٌ خلاقهم بعرضٍ من الدّنيا يسيرٍ قال الحسن: ولقد رأيناهم صورًا، ولا عقل، أجسامٌ، ولا أحلام، فراش نارٍ وذئاب طمعٍ، يغدون بدرهمين ويروحون بدرهمين، يبيع أحدهم دينه بثمن العنز.
رواه أبو داود الطّيالسيّ، ومحمّد بن يحيى بن أبي عمر، وأحمد بن حنبلٍ، واللّفظ له، ورواته ثقاتٌ.
7459- وعن أبي ثور قال: كنت جالسًا مع حذيفة بن اليمان وأبي مسعود البدري، حيث خرج أهل الكوفة إلى سعيد بن العاص فردوه وهو يوم الجرعة قال: فسمعت أبا مسعود، رضي الله عنه، يقول: ما كنت أرى أن يرجع ولم يهرق فيها دم، فقال حذيفة، رضي الله عنه: ولكني والله لقد علمت لترجعن على عقبيها ولم يهرق فيها محجمة دم، وما علمت ذلك شيئًا إلاّ شيئًا علمته ومحمد صلّى الله عليه وسلّم حي: أن الرجل يصبح مؤمنًا ويمسي ما معه من دينه شيء، ويمسي مؤمنًا ويصبح ما معه من دينه شيء، يقاتل في فئة اليوم، أو قال: في فتنة اليوم شك أبو داود، ويقتله الله غدًا ينكسر قلبه، ويعلو استه. قال: قلت: أسفله؟ قال: استه.
رواه أبو داود الطيالسي واللفظ له، ورواته ثقات، وأبو يعلى الموصليّ.
7460- وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: لتظلنكم فتنة كقطع الليل المظلم، أنجى الناس منها، أو فيها، صاحب شاهقة، يأكل من غنمه، ورجل من وراء الدرب آخذ بعنان فرسه يأكل من فيء سيفه.
رواه مسدّد موقوفًا.
7460/2- وأحمد بن حنبل مرفوعًا بسند فيه ابن لهيعة، ولفظه: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ويل للعرب من شر قد اقترب، فتنًا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا، يبيع قوم دينهم بعرض من الدنيا قليل المتمسك يومئذ بدينه كالقابض على الجمر، أو قال: على الشوك.
7461- وعنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: اتّهم الأمين وأتمن غير الأمين، وكذّب الصّادق وصدّق الكاذب، وأناخ بكم الشّرف الجون قلنا: يا رسول الله، وما السّرف الحوب؟ قال: فتنٌ كقطع اللّيل المظلم.
رواه محمّد بن يحيى بن أبي عمر، واللّفظ له.
7461/2- ورواه ابن حبّان في صحيحه، والحاكم، وصحّحه بلفظٍ: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لو تعلمون ما أعلم، لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيرًا، يظهر النّفاق، وترتفع الأمانة، وتقبض الرّحمة، ويتّهم الأمين، ويؤتمن غير الأمين، أناخ بكم الشّرف الجون...، فذكره.
7462- وعن عمرو بن أمّ مكتومٍ، رضي اللّه عنه، قال: خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد ما ارتفعت الشّمس وناسٌ عند الحجرات، فقال: يا أهل الحجرات، سعّرت النّار، وجاءت الفتن كقطع اللّيل، ولو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرًا ولضحكتم قليلاً.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة.
7463- وعن جندب بن سفيان، رجلٍ من بجيلة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: سيكون بعدي فتنٌ كقطع اللّيل المظلم، يصدم الرّجل كصدم الحيّات، وفحول الثّيران، يصبح الرّجل فيها مسلمًا ويمسي كافرًا، ويمسي فيها مؤمنًا ويصبح كافرًا فقال رجلٌ من المسلمين: يا رسول الله، فكيف نصنع عند ذلك؟ فقال: ادخلوا بيوتكم وأخملوا ذكركم فقال رجلٌ من المسلمين: أرأيت إن دخل على أحدنا بيته قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فليمسك بيده، وليكن عبد الله المقتول، ولا يكن عبد الله القاتل قال: فإنّ الرّجل يكن في قبّة الإسلام، فيأكل مال أخيه، ويسفك دمه، يعصي ربّه، ويكفر بخالقه، وتجب له جهنّم.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة بإسنادٍ حسنٍ.
7463/2- وكذا أبو يعلى، ولفظه: عن جندب بن سفيان، رجلٍ من بجيلة، قال: إنّي عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، إذ جاءه بشيرٌ من سريّةٍ بعثها، فأخبره بنصر الله الّذي نصر سريّته، وبفتح الله الّذي فتح لهم، قال: يا رسول الله، بينا نحن نطلب العدوّ وقد هزمهم اللّه إذ لحقت رجلاً منهم بالسّيف، فلمّا أحسّ أنّ السّيف مواقعه التفت وهو يسعى، فقال: إنّي مسلمٌ، إنّي مسلمٌ، فقتلته، وإنّما قال: يا نبيّ الله متعوّذًا، قال: فهلاّ شققت عن قلبه، فنظرت صادقٌ هو، أو كاذبٌ؟ قال: لو شققت عن قلبه ما كان يعلمني القلب، هل قلبه إلاّ مضغةٌ من لحمٍ؟ قال: فأنت قتلته، لا ما في قلبه علمت، ولا لسانه صدّقت قال: يا رسول الله، استغفر لي قال: لا أستغفر لك فدفنوه، فأصبح على وجه الأرض ثلاث مرّاتٍ، فلمّا رأى ذلك بنوه استحيوا وخزوا ممّا لقي، فحملوه فألقوه في شعبٍ من تلك الشّعاب.
ورواه مسلمٌ مختصرًا.
وله شاهدٌ من حديث عقبة بن مالكٍ، وتقدّم في الجهاد في باب كفّ القتل عمّن قال: إنّي مسلمٌ، وآخر في كتاب الإيمان.
7464- وعن قيسٍ، أخبرني ابن سبلان، رضي اللّه عنه، أنّه سمع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، يقول ورفع بصره إلى السّماء، وقال: سبحان الله يرسل عليهم الفتن إرسال القطر.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة.
25- باب لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض
7465- عن أبي بكرة، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: لا ترجعوا بعدي ضلالاً يضرب بعضكم رقاب بعضٍ.
رواه أبو داود الطّيالسيّ بسندٍ صحيحٍ.
7466- وعن عبد الله بن مسعودٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا ترجعوا بعدي كفّارًا يضرب بعضكم رقاب بعضٍ.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبلٍ، وأبو يعلى، ورواته ثقاتٌ.
7467- وعن أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم لأصحابه:لا ترجعنّ بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض.
رواه أبو يعلى الموصلي.
7468- وعن جابر، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: إنكم اليوم على دين، وإني مكاثر بكم الأمم، فلا تمشوا القهقرى بعدي.
رواه أبو يعلى بسند ضعيف، لضعف مجالد بن سعيد.
7469- وعن معاوية، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: تزعمون أني من آخركم وفاة، ألا وإني من أولكم وفاة، ولتتبعنني أفنادًا يضرب بعضكم رقاب بعض.
رواه أبو يعلى الموصلي بسند ضعيف، لتدليس الوليد بن مسلم.
7470- وعن واثلة بن الأسقع، رضي الله عنه، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال: تزعمون أني من آخركم وفاة، ألا وإني من أولكم وفاة، وتتبعوني أفنادًا يضرب بعضكم رقاب بعض.
رواه أبو يعلى الموصلي وأحمد بن حنبل بسند صحيح.
7471- وعن سلمة بن نفيل السكوني قال: بينا نحن جلوس عند نبي الله صلّى الله عليه وسلّم فجاء رجل من الناس، فقالت: يا نبي الله، هل أتيت بطعام من السماء؟ قال: أتيت بطعام بمسخنة، قال: فهل كان فيه فضل عنك؟ قال: نعم، قال: فما فعل به؟ قال: رفع إلى السماء، وهو يوحى إلي أني غير لابث فيكم إلا قليلا، ولستم لابثين بعدي إلا قليلا، ثم تأتوني أفنادًا، ويفني بعضكم بعضًا، وبين يدي الساعة موتان شديد، وبعده سنوات الزلازل.
رواه أبو يعلى الموصلي.
26- باب فيمن يبقى في حثالة وما جاء فيمن دخل عليه في بيته
7472- عن يونس، عن الحسن أن عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلّم:كيف أنت إذا بقيت في حثالة؟ قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، كيف؟ قال: إذا مرجت عهودهم وأماناتهم، وكانوا هكذا، وشبك يونس بين أصابعه يصف ذاك، قال: قلت: ما أصنع عند ذاك يا رسول الله صلى الله عليه وسلّم؟ قال: اتق الله، عز وجل، وخذ ما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بخاصتك، إياك وعامتك.
رواه الحارث بن أبي أسامة وأحمد بن حنبل واللفظ له.
7472/2- والحاكم وصححه ولفظه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: يوشك أن يأتي على الناس زمان يغربل الناس فيه غربلة، ويبقى حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأمانتهم واختلفوا هكذا وهكذا. وشبك بن أصابعه قالوا: فكيف تأمرنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلّم؟ قال: تأخذون ما تعرفون، وتدعون ما تنكرون، وتقبلون على أمر خاصتكم، وتدعون أمر عامتكم.
ورواه أبو داود وابن ماجه مختصرًا.
قال سعيد بن منصور: حثالة الناس: رذالتهم. ومعنى قوله: مرجت عهودهم: لم يفوا بها.
7473- وعن عبد الله بن عمر، رضي اللّه عنهما، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: كيف أنت يا عبد الله بن عمر إذا بقيت في حثالةٍ من النّاس، قد مرجت عهودهم وأمانتهم، واختلفوا وصاروا هكذا وشبّك بين أصابعه قال: فكيف أصنع يا رسول الله،؟ قال: تأخذ ما تعرف وتدع ما تنكر، وتقبل على خاصّتك وتدع عوامّهم.
قال سعيد بن منصورٍ: حثالة النّاس رداءتهم، ومعنى قوله: مرجت عهودهم لم يفوا بها.
رواه أبو يعلى، عن سفيان بن وكيعٍ، وهو ضعيفٌ.
7474- وعن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: كيف أنت يا عبد الله إذا بقيت في حثالةٍ من النّاس؟ قال: وذاك متى هو يا رسول الله؟ قال: إذا مرجت أمانتهم وعهودهم وصاروا هكذا وشبّك بين أصابعه، قال: ما ترى يا رسول الله؟ قال: تعمل بما تعرف، وتدع ما تنكر، وتعمل بخاصّة نفسك، وتدع أمر عوامّ النّاس.
رواه أبو يعلى الموصليّ، وابن حبّان في صحيحه.
7475- وعن ربعيّ بن حراشٍ، قال: سمعت رجلاً في جنازة حذيفة صاحب يقول: سمعت هذا السّرير، رضي اللّه عنه، يقول: ما بي بأسٌ بعد ما سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: ولئن اقتتلتم لأدخلنّ بيتي، فإن دخل عليّ في بيتي لأقولنّ: ها بؤ بإثمي وإثمك.
رواه أبو داود الطّيالسيّ، وأحمد بن حنبلٍ، ورواتهما ثقاتٌ.
وله شاهدٌ من حديث أبي ذرٍّ، رواه ابن حبّان في صحيحه.
27- باب فيمن يبيع دينه في الفتن بعرض يسير
فيه حديث النعمان بن بشير، وأبي هريرة وتقدم في ستكون فتن كقطع الليل.
7476- وعن الحسن، أنّ الضّحّاك بن قيسٍ كتب إلى قيس بن الهيثم حين مات يزيد بن معاوية: سلامٌ عليك، أمّا بعد، فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: إنّ بين يدي السّاعة فتنًا كقطع اللّيل المظلم، فتنٌ كقطع الدّخان، يموت فيها قلب الرّجل المؤمن كما يموت بدنه، يصبح الرّجل مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع فيها أقوامٌ خلاقهم ودينهم بعرضٍ من الدّنيا قال: وإنّ يزيد بن معاوية قد مات، وأنتم إخواننا وأشقّاؤنا، فلا تسبقونا بشيءٍ حتّى نختار لأنفسنا.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبلٍ، ومدار إسناديهما على عليّ بن زيد بن جدعان وهو ضعيفٌ، لكن له شاهدٌ من حديث أبي هريرة، رواه التّرمذيّ، وصحّحه.
7477- وعن أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: لا تذهب اللّيالي والأيّام حتّى يقوم القائم، فيقول: من يبيعنا دينه بكفٍّ من دراهم.
رواه أبو يعلى الموصليّ.
28- باب ما جاء في أيام الهرج
7478- عن خالد بن الوليد، قال قال رجلٌ: يا أبا سليمان اتّق اللّه، فإنّ الفتن قد ظهرت قال: فقال: وابن الخطّاب حيٌّ، إنّما تكون بعده والنّاس بذي بليان، وبذي بليان زمان كذا وكذا، ومكان كذا وكذا، فينظر الرّجل فيتفكّر هل يجد مكانًا لم ينزل به مثل ما ينزل بمكانه الّذي هو فيه من الفتنة والشّرّ فلا يجده، قال: فأولئك الأيّام الّذي ذكر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وبين يدي السّاعة أيّام الهرج، فتعوّذوا بالله أن تدركنا، وإيّاكم أولئك الأيّام.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسندٍ فيه عزرة بن قيسٍ وهو ضعيفٌ.
7479- وعن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا تقوم السّاعة حتّى يكثر الهرج قالوا: يا رسول الله، وما الهرج؟ قال: القتل، القتل ثلاث مرّاتٍ قالوا: إنّا لنقتل في العام الألف والألفين قال: لا أعني ذلك، ولكن قتل بعضكم بعضًا قالوا: يا رسول الله، أيقتل بعضنا بعضًا ونحن أحياء نعقل؟ قال: يميت اللّه قلوب أهل ذلك الزّمان كما يميت أبدانهم.
راوه الحارث بن أبي أسامة، وهو في الصحيح وغيره باختصار.
7480- وعن قرظة بن حسّانٍ، قال: سمعت أبا موسى في جمعةٍ على منبر البصرة، يقول: سئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن السّاعة وأنا شاهدٌ، قال: لا يعلمها إلاّ اللّه، لا يجلّيها لوقتها إلاّ هو، ولكن سأحدّثكم بمشاريطها، وما بين أيديها: إنّ بين أيديها ردمًا من الفتن وهرجًا فقيل له: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: هو بلسان الحبشيّة: القتل، وأن تجفّ قلوب النّاس، ويلقى بينهم التّناكر، فلا يكاد أحدٌ يعرف أحدًا، أو يعرف ذوي الحجى، ويبقى رجاجةً، لا تعرف معروفًا، ولا تنكر منكرًا.
رواه أبو يعلى الموصليّ، وسيأتي بتمامه في باب إنّ بين يدي السّاعة فتنًا.
29- باب في شر الخلق والخليقة
فيه حديث أنس، وتقدم في آخر كتاب الإيمان، وحديث سهل بن سعد، وتقدم في كتاب العلم، وحديث ابن عباس وغيره، وتقدم في آخر التفسير، وحديث أنس، وسيأتي في القيامة في ذكر الحوض.
7481- وعن أبي سعيدٍ الخدريّ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يخرج قومٌ من قبل المشرق يحسنون القراءة ويسيؤون الفعل، ويمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّميّة، شرّ الخلق والخليقة، مرّتين، من لقيهم فليجاهدهم القتال، فلمن قتل أفضل الشّهادة، ولمن غلب أفضل الأجر.
رواه مسدّدٌ.
7481/2- وفي روايةٍ له ضعيفةٍ: يخرج قومٌ من أمّتي بعد فرقةٍ من النّاس، أو عند اختلافٍ من النّاس، يقرؤون القرآن كأحسن ما يراه النّاس، ثمّ يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّميّة، يرمي الرّجل الصّيد فينفذ به الرّفث والدّم، ويأخذ السّهم، فيتمارى أصابه شيءٌ أم لا، هم شرار الخلق والخليقة، يقتلهم أولى الطّائفتين بالله، وأقربهم إلى الله، عزّ وجلّ.
7481/3- ورواه أبو يعلى، ولفظه: عن أبي سعيدٍ الخدريّ قال: حضرت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم حنين، وهو يقسم بين النّاس قسمة فقام رجل من بني أمية بهيمةً، فقال له رجلٌ: اعدل يا رسول الله، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: خبت إذًا وخسرت إن لم أعدل فمن يعدل، ويحك فاستأذن عمر، رضي اللّه عنه، رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في قتله، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما أنا بالّذي أقتل أصحابي، سيخرج أناسٌ يقولون مثل قوله، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّميّة، فأخذ سهمًا فنظر إلى رصافه فلم ير فيه شيئًا، ثمّ نظر إلى نصله، يعني القدح فلم ير فيه شيئًا، ثمّ نظر إلى قذذه فلم ير فيه شيئًا سبق الفرث والدّم، علامتهم رجلٌ يده كثدي المرأة كالبضعة تدردر
فيها شعيراتٌ كأنّها سحلة سبعٍ قال أبو سعيدٍ: حضرت هذا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وحضرت مع عليٍّ، رضي اللّه عنه، يوم قتلهم بالنّهروان قال: فالتمسه فلم يجده، ثمّ وجده بعد ذلك تحت جدارٍ على هذا النّعت، فقال عليٌّ: أيّكم يعرف هذا؟ فقال رجلٌ من القوم: نحن نعرفه هذا حرقوص وأمّه هاهنا، قال: فأرسل إلى أمّه، فقال لها: من هذا؟ فقالت: ما أدري يا أمير المؤمنين، إلاّ أنّي كنت أرعى غنمًا لي في الجاهليّة بالرّبذة، فغشيني شيءٌ كهيئة الظّلّة، فحملت منه فولدت هذا.
وتقدّم بعضه في كتاب قتال أهل البغي في باب قتال الزّطّ.
7482- وعن أبي بكرٍ، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أتي بدنانير من أرضٍ فجعل يقسمها، فكلّما قبض قبضةً نظر عن يمينه كأنّه يؤامر أحدًا وقد قال حمّادٌ: وعنده رجلٌ أسود مطموم الشّعر، عليه ثوبان أبيضان بين عينيه أثر السّجود، فقال: يا محمّد، ما عدلت منذ اليوم في القسم قال فغضب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقال: فمن يعدل عليكم بعدي فقالوا: يا رسول الله، ألا نقتله؟ قال: لا، إنّ هذا وأصحابه يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّميّة، ثمّ لا يتعلّقون من الإسلام بشيءٍ.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، ورواته ثقاتٌ.
7483- وعن شريك بن شهابٍ الحارثيّ، قال: كنت أتمنّى أن ألقى رجلاً من أصحاب محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم يحدّثني عن الخوارج، فلقيت أبا برزة الأسلميّ في نفرٍ من أصحابه في يوم عرفة، فقلت: حدّثني بشيءٍ سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقوله في الخوارج، فقال: ألا أحدّثك بما سمعته أذناي ورأته عيناي، إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أتي بدنانير، فكان يقسمها وعنده رجلٌ أسود مطموم الشّعر، عليه ثوبان أبيضان، بين عينيه أثر السّجود، فكان يعرض لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فلم يعطه، فعرض له من قبل وجهه فلم يعطه شيئًا، ثمّ أتاه من خلفه فلم يعطه شيئًا، فقال: يا محمّد، ما عدلت هذا اليوم في القسمة، فغضب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم غضبًا شديدًا، ثمّ قال: والله لا تجدون أحدًا، يعني: أعدل عليكم منّي، ثلاث مرّاتٍ، ثمّ قال: يخرج من
قبل المشرق رجالٌ كأنّ هذا منهم، هديهم هكذا، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّميّة، لا يعودون إليه، ووضع يده على صدره سيماهم التّحليق، لا يزالون يخرجون، حتّى يخرج آخرهم مع المسيح الدّجّال، وإذا رأيتموهم فاقتلوهم، شرار الخلق والخليقة، يقولها ثلاثًا.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، والنّسائيّ في الكبرى، ورواته ثقاتٌ.
7484- وعن عمرو بن يحيى الهمدانيّ، عن أبيه، عن جدّه، قال: كنّا جلوسًا على باب عبد الله بن مسعودٍ ننتظره أن يخرج إلينا، فخرج فقال: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حدّثنا: إنّ قومًا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السّهم من الرّميّة.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة.
7485- وعن أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّ فيكم قومًا يتعبّدون ويدينون حتّى يعجب النّاس، وتعجبهم أنفسهم، يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّميّة.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن منيعٍ بسندٍ واحدٍ، رواته ثقاتٌ.
30- باب القتال على الملك وترك قتال الترك
7486- عن ثروان بن ملحان، قال: كنّا جلوسًا في المسجد فمرّ علينا عمّار بن ياسرٍ، رضي اللّه عنه، فقلنا له حدّثنا ما سمعت من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الفتنة، فقال عمّارٌ: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: سيكون بعدي أمراء يقتتلون على الملك، يقتل عليه بعضهم بعضًا فقلنا له: لو حدّثنا به غيرك كذّبناه، فقال: أما إنّه سيكون.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبلٍ، وأبو يعلى، ورواته ثقاتٌ.
7487- وعن أبي بكرة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لتنزلنّ طائفةٌ من أمّتي أرضًا، يقال لها: البصرة، ويكثر بها عدوّهم ونخلهم، ثمّ يجيء بنو قنطوراء، عراض الوجوه صغار العيون، حتّى ينزلوا على جسرٍ لهم، يقال له: دجلة، يفترق المسلمون ثلاث فرقٍ: أمّا فرقةٌ فيأخذون بأذناب الإبل فتلحق بالبادية فهلكت، وأمّا فرقةٌ فتأخذ على أنفسها وكفرت فهذه وتلك سواءٌ، وأمّا فرقةٌ فيجعلون عيالهم خلف ظهورهم ويقاتلون فقتلاهم شهداء، ويفتح اللّه على بقيّتهم.
رواه أبو داود الطّيالسيّ، ورواته ثقاتٌ.
7487/2- ومسدّدٌ، وابن حبّان في صحيحه، بلفظٍ: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ناسٌ من أمّتي ينزلون بحائطٍ يسمّونه: البصرة، عنده نهرٌ، يقال له: دجلة، يكون لهم عليها جسرٌ، ويكثر أهلها، وتكون من أنصار المهاجرين، فإذا كانوا من آخر الزّمان جاء بنو قنطوراء، قومٌ عراض الوجوه، حتّى ينزلوا على شاطئ النّهر، فيفترق أهلها على ثلاث فرقٍ: فأمّا فرقةٌ: فتأخذ أذناب الإبل والبرّيّة، فيهلكون، وأمّا فرقةٌ: فيأخذون لأنفسهم ويكفرون، وأمّا فرقةٌ: فيجعلون ذراريهم خلف ظهورهم وهم الشهداء.
7487/3- ورواه أحمد بن منيعٍ، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعنه أبو يعلى الموصليّ، بلفظٍ: ذكر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أرضًا، يقال لها: البصرة، أو البصيرة، إلى جنبها نهرٌ، يقال له: دجلة، ذو نخلٍ كثيرٍ، فينزل به بنو قنطوراء، فتفترق النّاس ثلاث فرقٍ: فرقةٌ تلحق بأصلها وهلكوا، وفرقةٌ: تأخذ على أنفسها وكفروا، وفرقةٌ: يجعلون ذراريهم خلف ظهورهم فيقاتلون، قتلاهم شهداء يفتح اللّه على بقيّتهم.
7488- وعن معاوية بن حديجٍ، قال: كنت عند معاوية بن أبي سفيان، رضي اللّه عنه، حين جاءه كتاب عامله يخبره يخبره أنّه وقع بالتّرك وهزمهم، وكثرة من قتل منهم، وكثرة ما غنم، فغضب معاوية من ذلك، ثمّ أمر أن يكتب إليه، قد فهمت ما ذكرت ممّا قتلت وغنمت، فلا أعلمنّ ما عدت لشيءٍ من ذلك، ولا قاتلتهم حتّى يأتيك أمري، قلت: لم يا أمير المؤمنين؟ قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: إنّ التّرك تجلي العرب حتّى تلحقها بمنابت الشّيح والقنصوم فأكره قتالهم لذلك.
رواه أبو يعلى الموصليّ.
31- باب يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب، وما جاء في رفع القرآن
7489- عن حذيفة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثّوب، حتّى لا يعلم أحدٌ لا صلاة، ولا صيام، ولا نسك، حتّى إنّ الرّجل والمرأة، ليقولان: قد كان من قبلنا يقولون: لا إله إلاّ اللّه فنحن نقول: لا إله إلاّ اللّه قال له صلة: ما تغني عنهم لا إله إلاّ اللّه؟ قال: يدخلون بها الجنّة، وينجون بها من النّار.
رواه مسدّدٌ، ورواته ثقاتٌ، وابن ماجة بزيادة ونقص ألفاظٍ، وكذا الحاكم، وقال: صحيحٌ على شرط مسلمٍ.
32- باب لا تذهب الدنيا حتى تكون عند لكع ابن لكع
فيه حديث أبي هريرة وتقدم في باب الاستعاذة باله من رأس السبعين.
7490- عن أبي بكر بن أبي الجهم، قال: أقبلت أنا وزيد بن حسنٍ، بيننا ابن رمّانة مولى عبد العزيز بن مروان، قد نصبنا له أيدينا فهو متّكئٌ علينا داخل المسجد، مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وفيه ابن نيارٍ، رجلٌ من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأرسل إلى أبي بكرٍ، رضي اللّه عنه، أن ائتني، فأتاه، فقال: رأيت ابن رمّانة بينكما يتوكّأ عليك وعلى زيد بن حسنٍ، وإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لن تذهب الدّنيا حتّى تكون عند لكع ابن لكع.
رواه إسحاق، وأحمد بن حنبلٍ، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو يعلى الموصليّ، ورواته ثقاتٌ.
7491- وعن أبي ذرٍّ، رضي اللّه عنه، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: يوشك أن يكون أسعد النّاس بالدّنيا لكع ابن لكع، وأفضل النّاس مؤمنٌ بين كريمين.
رواه أبو يعلى الموصليّ، وفي سنده ابن لهيعة.
33- باب فيما أخبر به النبي صلّى الله عليه وسلّم مما هو كائن إلى يوم القيامة
7492- عن أبي سعيدٍ الخدريّ، رضي اللّه عنه، قال: خطبنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خطبةً بعد العصر إلى مغيربان الشّمس، حفظها من حفظها ونسيها من نسيها: ألا إنّ الدّنيا حلوةٌ خضرةٌ، وإنّ اللّه تعالى مستخلفكم فيها، فينظر كيف تفعلون، فاتّقوا الدّنيا، واتّقوا النّساء، ألا إنّ بني آدم خلقوا على طبقاتٍ شتّى، فمنهم: من يولد مؤمنًا ويحيى مؤمنًا ويموت مؤمنًا، ومنهم: من يولد كافرًا ويحيى كافرًا ويموت كافرًا، ومنهم: من يولد مؤمنًا ويحيى مؤمنًا ويموت كافرًا، ومنهم: من يولد كافرًا ويحيى كافرًا ويموت مؤمنًا، ألا إنّ خير التّجّار من كان حسن القضاء حسن الطّلب، ألا وإنّ شرّ التّجّار من كان سيّئ القضاء سيّئ الطّلب،
فإذا كان حسن القضاء سيّئ الطّلب، أو سيّئ القضاء حسن الطّلب فإنّها بها، ألا وإنّ شرّ الرّجال من كان سريع الغضب بطيء الفيء، فإذا كان سريع الغضب سريع الفيء فإنّها بها، ألا وإنّ خير الرّجال من كان بطيء الغضب بطيء الفيء، وإذا كان بطيء الغضب بطيء الفيء فإنّها بها، ألا وإنّ الغضب جمرةٌ توقد في جوف ابن آدم، ألم تر إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه، فإذا كان ذلك فالأرض الأرض، ألا وإنّ لكلّ غادرٍ لواءٌ بقدر غدرته قال: وقال الحسن: ينصب عند استه، ثمّ رجع إلى حديث أبي سعيدٍ، ثمّ قال: ألا، ولا غادر أعظم غدرًا من أمير عامّةٍ، ألا لا يمنع الرجل مهابة النّاس أن يتكلّم بحقٍّ علمه، ألا إنّه لم يبق من الدّنيا فيما مضى منها إلاّ كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه.
رواه أبو داود الطّيالسيّ، والحميديّ، وأبو يعلى، ومدار أسانيدهم على عليّ بن زيد بن جدعان، وهو ضعيفٌ.
7492/2- وهكذا رواه أبو بكر بن أبي شيبة...، فذكره وزاد بعد قوله إلاّ كما بقي من يومكم فيما مضى منه: توفى بكم سبعون أمّةً قد توفّي منها تسعٌ وستّون وأنتم خيرها.
7492/3- وكذا رواه عبد بن حميدٍ...، فذكره، وزاد بعد، ولا غادر أعظم غدرًا من أمير عامّةٍ، ألا إنّ أفضل الجهاد كلمة عدلٍ عند إمامٍ جائرٍ، ألا لا يمنعنّ أحدًا مخافة النّاس أن يقول بالحقّ إذا شهده، أو علمه...، وذكر باقي الحديث.
7492/4- ورواه مسدّدٌ بسندٍ رواته ثقاتٌ، ولفظه: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ألا لا يمنعنّ أحدكم هيبة النّاس أن يقول الحق إذا رآه، أو شهده، فإنّه لا يقرّب من أجلٍ، ولا يباعد من رزقٍ أن يقول بحقٍّ، أو يذكّر بعظيمٍ.
7492/5- وكذا رواه أحمد بن منيعٍ، ولفظه: لا يمنعنّ أحدكم مخافة النّاس أن يقول بالحقّ إذا شهده، أو علمه قال أبو سعيدٍ: فحملني ذلك على أن ركبت إلى معاوية فملأت أذنيه ثمّ رجعت.
ورواه التّرمذيّ، وابن ماجة مختصرًا
.
7492/6- والحاكم بنحو ما رواه الطّيالسيّ، إلاّ أنّه قال: ألا إنّ لكلّ غادرٍ لواءً يوم القيامة بقدر غدرته، ألا وإنّ أكبر الغدر غدر إمام عامّةٍ، ألا وإنّ الغادر لواءه عند استه، ألا وإنّ أفضل الجهاد كلمة حقٍّ عند سلطانٍ جائرٍ فلمّا كان عند مغيربان الشّمس، قال: إنّ مثل ما بقي من الدّنيا فيما مضى منها كمثل ما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه.
7493- وعن زيد بن خالدٍ الجرميّ، قال: كنت جالسًا عند عثمان إذ جاء شيخٌ، فلمّا رآه القوم، قالوا: أبو ذرٍّ فلمّا رآه عثمان، قال: مرحبًا وأهلاً يا أخي، قال أبو ذرٍّ: مرحبًا وأهلاً بأخي، لعمري لقد غلّظت في العزمة، وايم الله لو أنّك عزمت عليّ على أن أحبو لحبوت ما استطعت أن أحبو، إنّي خرجت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذات ليلةٍ فتوجّهنا نحو حائط بني فلانٍ، فأتيته بطهورٍ، فلمّا جاء وضعته له فجعل يصعّد بصره فيّ ويصوّبه، قال: ويحك بعدي فبكيت، فقلت: يا رسول الله، وإنّي لباقٍ بعدك؟ قال: نعم، فإذا رأيت البناء على جبل سلعٍ، فالحق بالغرب، من أرض قضاعة، فإنّه سيأتي يومٌ قاب قوسٍ، أو قوسين، أو رمحٍ، أو رمحين.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وفي سنده طلحة بن عمرٍو، وهو ضعيفٌ.
34- باب ما جاء في سؤال النبي صلّى الله عليه وسلّم ثلاثاً في أمته
فيه حديث حذيفة وتقدم في صلاة الضحى.
7494- وعن نافع بن خالدٍ الخزاعيّ، عن أبيه، وكان أبوه من أصحاب السّجدة، رضي اللّه عنه، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا صلّى والنّاس حوله صلّى صلاةً خفيفةً تامّة الرّكوع والسّجود، قال: فسجد ذات يومٍ فأطال السجود، حتّى أومأ بعضنا إلى بعضٍ أن اسكتوا، فإنّه ينزل عليه، فلمّا فرغ، قال له بعض القوم: يا رسول الله، أطلت السّجود حتّى أومأ بعضنا إلى بعضٍ أنّه ينزل عليك قال: لا، ولكنّها كانت صلاة رغبةٍ ورهبةٍ، سألت اللّه ثلاثًا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدةً، سألته: أن لا يسحتكم بعذابٍ عذّب به من كان قبلكم فأعطانيها، وسألته: أن لا يسلّط على عامّتكم عدوًّا يستبيحها فأعطانيها، وسألته: أن لا يلبسكم شيعًا ويذيق بعضكم بأس بعضٍ فمنعنيها قال: قلت: أبوك سمعها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: نعم، يذكر أنّه سمعها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عدد أصابعه هذه.
رواه أبو يعلى الموصليّ، والبزّار بإسنادٍ حسنٍ.
7495- وعن معاذ بن جبلٍ، رضي اللّه عنه، قال: صلّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صلاةً، فأطال فيها قيامها وركوعها وسجودها، فلمّا قضى الصّلاة، قلت: يا رسول الله، لقد صلّيت صلاةً أطلت قيامها وركوعها وسجودها، قال: إنّها صلاة رغبةٍ ورهبةٍ، وإنّي سألت ربّي ثلاثًا، فأعطاني اثنتين وزوى عنّي واحدةً، سألته: أن لا يسلّط عليهم سنةً فيهلكهم مجاعةً، فأعطانيها، وسألته: أن لا يسلّط عليهم عدوًّا من غيرهم فأعطانيها، وسألته: أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها.
رواه مسدّدٌ، ورواته ثقاتٌ، وأبو يعلى الموصليّ، وتقدّم لفظه في الجهاد في باب لا يظهر اللّه على هذه الأمّة عدوًّا ليس منهم.
ورواه أحمد بن حنبلٍ، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن ماجة مختصرًا.
ورواه مسلمٌ في صحيحه، وغيره من حديث سعد بن أبي وقّاصٍ، ومن حديث ثوبان، وأحمد بن حنبلٍ من حديث أبي نضرة الغفاريّ، والبزّار، والحاكم من حديث أبي هريرة، وابن حبّان في صحيحه من حديث خبّاب بن الأرتّ.
35- باب إن بين يدي الساعة فتناً وهرجًا، وما جاء في فتنة الولد
7496- عن يحيى بن أبي كثيرٍ، قال: سمع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بكاء الحسن أو الحسين فقام فقمنا، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: الولد فتنةٌ لقد قمت وما أعقل.
رواه مسدّدٌ، ورواته ثقاتٌ، إلاّ أنّه مرسلٌ، أو معضلٌ.
7497- وعن أسيد بن المتشمّس، قال: كنّا مع الأشعريّ بأصبهان، فانصرفنا عنها، فتعجل في نفر أنا فيهم، قال: فانقطعنا من النّاس، فنزلنا فجاءت جاريةٌ له على بغلةٍ، فقالت: ألا فتًى ينزل كنّته، قال: فقمت إليها فأدنيتها إلى شجرةٍ، فأنزلتها، ثمّ رجعت إلى مجلسي، فقال الأشعريّ: ألا أحدّثكم حديثًا كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يحدّثناه؟ قال: قلنا: بلى قال: إنّ بين يدي السّاعة الهرج قال: قلنا: وما الهرج؟ قال: القتل والكذب قال: فقلت للأشعريّ: أكثر ممّا يقتل اليوم النّاس في فروج الأرض؟ قال: إنّه ليس بقتلكم الكفّار قال: فأبلسنا فما يبدي رجلٌ منّا عن واضحه، قال: قلت: فماذا؟ قال: يقتل الرّجل أخاه، فيقتل عمّه، فيقتل ابن عمّه، ويقتل جاره، قال: ومعنا عقولنا يومئذٍ؟ قال: تنزع عقول أكثر ذلك الزّمان، ويخلّف هباء من النّاس، يحسب أكثرهم أنّه على شيءٍ، ثمّ والّذي نفسي بيده لقد خشيت أن تدركني وإيّاكم تلك الأمور، ولئن أدركتنا ما لي ولكم منها مخرجٌ إلاّ أن نخرج منها كما دخلناها لا نحدث فيها شيئًا.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، ومسدّدٌ واللّفظ له، ورواته ثقاتٌ.
7497/2- وأبو يعلى الموصليّ، ولفظه: عن أبي موسى، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ألا إنّ بين يدي السّاعة الهرج قيل: يا رسول الله، وما الهرج؟ قال: القتل، والكذب مرّتين قالوا: يا رسول الله، فوالله إنّا لنقتل في العام الواحد أكثر من كذا وكذا قال: ليس بقتلكم المشركين، ولكن قتلاً يكون بينكم معشر الإسلام
حتّى إنّ الرّجل ليقتل أخاه، حتّى إنّ الرّجل ليقتل أباه قالوا: وفينا كتاب الله؟ قال: وفيكم كتاب الله قالوا: ومعنا عقولنا؟ قال: تختلج عقول عامّة أهل ذلك الزّمان، ويخلف لها هباءٌ من النّاس يحسبون أنّهم على شيءٍ، وليس هم على شيءٍ فوالله ما أراها إلاّ مدركتي وإيّاكم، وما لي ولكم منها مخرجٌ فيما عهد إلينا نبيّنا إلاّ أن نخرج منها كيوم دخلنا.
وقد تقدّم بقيّة طرق أبي يعلى في باب أيّام الهرج.
ورواه ابن ماجة مختصرًا.
وله شاهدٌ من حديث حذيفة، رواه أحمد بن حنبلٍ.
7498- وعن حمزة، حدثنا أشياخنا قال: قال عبد الله الملطي: شاطىء الفرات طريق بقية المؤمنين هرابًا من الدجال، فما تنتظرون بالعمل الدجال فشر الغائب المنتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر، وأخذ عبد الله حصاة فحكها بظفره، وقال: ليدركنه أقوام لا ينقص من إيمانهم إلاّ ما انتقص ظفري من هذه الحصاة.
رواه مسدّد عن يحيى عن المسعودي عنه به.
7499- وعن ابن عمر، رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أيعجز أحدكم إذا أتاه الرّجل يقتله، يعني: من أهل القبلة، أن يقول هكذا فرفع إحدى يديه على الأخرى فيكون كالخير من ابني آدم فإذا هو في الجنّة وإذا قاتله في النّار.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة.
7500- وعن أبي ذرٍّ، رضي اللّه عنه، قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: كيف أنت يا أبا ذرٍّ، إذا بلغ النّاس من الجهاد ما يعجز الرّجل أن يقوم من فراشه إلى مصلاّه؟ قلت: اللّه ورسوله أعلم قال: تعفّف ثمّ قال: كيف بك يا أبا ذرٍّ، إذا كثر الموت حتّى يضيق البيت بالعبد؟ قلت: اللّه ورسوله أعلم قال: تصبر ثمّ قال: كيف أنت يا أبا ذرٍّ، إذا كثر القتل حتّى تغرق حجارة الزّيت بالدّماء؟ قلت: اللّه ورسوله أعلم قال: تلحق بمن أنت منه قلت: يا رسول الله أفلا أحمل معي السّلاح؟ قال: إذًا تشارك قال: قلت: كيف أصنع؟ قال: إن خفت أن يخيفك شعاع السيف فألق من ردائك على وجهك يبوء بإثمك وإثمه.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن منيعٍ، واللّفظ له، ورواته ثقاتٌ.
7500/2- وأبو يعلى الموصليّ، ولفظه: عن أبي ذرٍّ، قال: بينما أنا نائمٌ في المسجد خرج عليّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وضربني برجله، فقال: ألا أراك نائمًا فيه قلت: يا رسول الله، غلبتني عيني قال: فكيف تصنع إذا أخرجوك منه؟ قال: قلت: ألحق بأرض الشّام فإنّها أرض المحشر والأرض المقدّسة قال: فكيف تصنع إذا أخرجوك منها؟ قال: قلت: أرجع إلى مهاجري قال: فكيف تصنع إذا أخرجوك منه؟ قلت: آخذ بسيفي فأضرب به قال: أفلا تصنع خيرًا من ذلك وأقرب، تسمع وتطيع وتساق معهم حيث ساقوك قال أبو ذرٍّ: لألقين اللّه وأنا سامعٌ مطيعٌ لعثمان.
7501- وعن أبي بكرة، قال: مررت بالرّبذة فإذا فسطاطٌ، أو خيمةٌ، فقلت: لمن هذا؟ فقيل: لمحمّد بن مسلمة، فدخلت عليه، ف قلت: يرحمك اللّه إنّك من أهل الأمر بمكانٍ فلو خرجت إلى النّاس فأمرت ونهيت؟ قال: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لي: إنّه ستكون في أمّتي فتنةٌ وفرقةٌ واختلافٌ، فإذا كان ذلك فأت بسيفك أحدًا فاضرب به عرضه، وكسّر نبلك، واقطع وترك، واجلس في بيتك وقد كان ذلك، وفعلت ما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وإذا سيفٌ معلّقٌ بعمود الفسطاط فاستنزله فإذا هو سيفٌ من خشبٍ، فقال: قد فعلت ما أمرني به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم واتّخذت هذا لها.
رواه أحمد بن منيعٍ، والبيهقيّ في الكبرى بسندٍ فيه عليّ بن زيد ابن جدعان، وهو ضعيفٌ.
ورواه من طريقه مختصرًا أبو بكر بن أبي شيبة، وعنه ابن ماجه.
36- باب الأمر بترك القتال في الفتنة
فيه حديث ابن عمر وأبي ذر ومحمد بن مسلمة المذكور في الباب قبله.
7502- وعن رجلٍ يقال له: عمرٌو، قال: حدّثني عمّي، قال: خرجت مع مسلم بن عقبة فلمّا حاذينا بوادٍ فيه محمّد بن مسلمة أرسلني إليه، فقلت: أرأيت إن لم يأتك؟ قال: فأتني برأسه، فأتيته، فقلت: أجب الأمير، فقال: من الأمير؟ فقلت: مسلم بن عقبة قال: وما يريد أن يصنع فيّ الأمير، وقد بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بيدي هذه، فما نكثت، ولا بدّلت، فاخترطت سيفي فقلت: آتيه برأسك، فقال: هات، فقلت: فما يحملك على ذلك؟ فقال: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عهد إليّ، فقال: إذا رأيت النّاس يبايعون الأميرين، فخذ سيفك الّذي جاهدت به معي، فاضرب به أحدًا حتّى ينكسر، ثمّ اقعد في بيتك حتّى تأتيك يدٌ خاطئةٌ، أو منيّةٌ قاضيةٌ.
رواه إسحاق بن راهويه بسندٍ فيه من لا يعرف حاله.
وروى الإمام أحمد بن حنبلٍ حديثًا في المعنى غير هذا، وليس بهذا السّياق، ولا فيه: حتّى تأتيك يدٌ... إلى آخره.
7503- وعن عبد الله بن مسعودٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فيأتي على النّاس زمانٌ تحلّ فيه العزبة، ولا يسلم لذي دينٍ دينه إلاّ من فرّ بدينه من شاهقٍ إلى شاهقٍ، أو من جحرٍ إلى جحرٍ، كالطّائر يفرّ بفراخه، وكالثّعلب بأشباله قال: ما البقاء في ذلك الزّمان راعي أقام الصّلاة تعلّم يقيم الصّلاة، ويؤتي الزّكاة، ويعتزل النّاس إلاّ من خيرٍ ولمائة شاةٍ عفراء أرعاها بسلعٍ أحبّ إليّ من ملك بني النّضير، وذلك إذا كان كذا وكذا.
رواه الحارث بن عبد الرّحيم بن واقدٍ، وهو ضعيفٌ.
وله شاهدٌ من حديث حذيفة، وتقدم في أول النكاح.
7504- وعن عامر قال: لما قاتل مروان الضحاك بن قيس أرسل إلى أيمن بن خريم الأسدي فقال: إنا نحب أن تقاتل معنا؟ فقال: إن أبي وعمي شهدا بدرًا فعهدا إلي أن لا
أقاتل أحدًا يشهد أن لا إله إلاّ الله، فإن جئتني ببراءة من النار قاتلت معك، فقال: اذهب. ووقع فيه وسبه، فأنشأ أيمن يقول:
ولست مقاتلا رجلا يصلي... على سلطان آخرمن قريش
له سلطانه وعلي إثمي... معاذ الله من جهل وطيش
أقاتل مسلمًا في غير شيء... فليس بنافعي ماعشت عيشي
رواه أبو يعلى الموصليّ بسند ضعيف؟ لجهالة بعض رواته.
7505- وعن ابن عمر، رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ للّه، عزّ وجلّ، ضنائن من عباده، ويغدوهم في رحمته، ويحييهم في عافيته، فإذا توفّاهم، توفّاهم إلى جنّته، أولئك الّذين تمرّ عليهم الفتن كقطع اللّيل المظلم وهم فيها في عافيةٍ.
رواه أبو يعلى الموصليّ، وفي سنده مسلم بن عبد الله، وهو مجهولٌ.
37- باب ما جاء في ابليس وجنوده، وحب الدنيا وكراهية الاختلاف
7506- عن ثوبان مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى القوم على قصعتهم قال: قيل: من قلّةٍ؟ لا، ولكنّه غثاء السّيل، يجعل الوهن في قلوبكم، وينزع الرّعب من قلوب عدوّكم، لحبّكم الدّنيا وكراهيتكم في الموت.
رواه أبو داود الطّيالسيّ، وفي إسناده من لا يعرف.
قال يونس بن حبيبٍ: وروى هذا الحديث ابن فضالة، عن مرزوقٍ أبي عبد الله، عن أبي أسماء، عن ثوبان، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
7507- وعن أبي موسى، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: إذا أصبح إبليس بعث جنوده، يقول: من أضلّ اليوم مسلمًا ألبسته التّاج، قال: فيجيؤون فيقول هذا: لم أزل به حتّى طلّق امرأته، فيقول: يوشك أن يتزوّج، ويجئ هذا، فيقول: لم أزل به حتّى عقّ والديه، فيقول: يوشك أن يبرّ، ويجئ هذا، فنقول: لم أزل به حتّى أشرك، فيقول: أنت أنت، ويجئ هذا، فيقول: لم أزل به حتّى زنا، فيقول: أنت أنت، ويجئ هذا، فيقول: لم أزل به حتّى قتل، فيقول: أنت أنت، ويلبسه التّاج.
رواه أبو يعلى الموصليّ، وعنه ابن حبّان في صحيحه.
7508- وعن الحسين بن عليٍّ، رضي اللّه عنهما، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم خبّأ لابن صيّادٍ دخانًا فسأله عمّا خبّأ له، فقال له: دخ، فقال: اخسأ فلن تعدو قدرك فلمّا ولّى، قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ما قال؟ فقال له: دخ وقال بعضهم: ديخ، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: قد اختلفتم وأنا بين أظهركم، وأنتم بعدي أشدّ اختلافًا.
رواه إسحاق بن راهويه بسندٍ صحيحٍ.
7509- وعن خالد بن عرفطة، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: يا خالد، إنّها ستكون أحداثٌ، ثمّ اختلافٌ وفرقةٌ، فإذا كان ذلك فإن استطعت أن تكون المقتول لا القاتل فافعل.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسندٍ فيه ابن جدعان، وهو ضعيفٌ.
38- باب ما جاء في خير الناس وشرهم
فيه حديث أنس بن مالك، وتقدم في المواعظ في باب مجازاة المؤمن والكافر، وحديث ابن عباس، وتقدم في آخر كتاب المواعظ، وحديث أبي سعيد، وتقدم في الزهد في باب العزلة.
7510- وعن عامر بن سعد بن أبي وقّاصٍ، أنّ أباه حين رأى اختلاف أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وتفرّقهم، اشترى ماشيةً، ثمّ خرج فاعتزل فيها بأهله على ما يقال له: قلهّي قال: وكان سعدٌ من أحدّ النّاس بصرًا، فرأى ذات يومٍ شيئًا يدور، فقال لمن معه: ترون شيئًا، قالوا: نعم، نرى شيئًا كالطّير قال: أرى راكبًا على بعيرٍ، ثمّ قال بعد قليلٍ: أرى عمر بن سعدٍ على بختيٍّ، أو بختيّةٍ، ثمّ قال: اللّهمّ إنّا نعوذ بك من شرّ ما جاء به، فسلّم عمر، ثمّ قال لأبيه: أرضيت أن تتبع أذناب هذه الماشية بين هذه الجبال، وأصحابك يتنازعون في إمارة الأمّة؟ فقال سعد بن أبي وقّاصٍ: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: إنّها ستكون بعدي فتنٌ، أو قال: أمورٌ، خير النّاس فيها الغنيّ الخفيّ التّقيّ، فإن استطعت يا بنيّ أن تكون كذلك فكن فقال له عمر: أما عندك غير هذا؟ فقال له: لا، يا بنيّ، فوثب عمر ليركب، ولم يكن حطّ عن بعيره، فقال له سعدٌ: أمهل حتّى نغدّيك، قال: لا حاجة لي بغدائكم، قال سعدٌ: فنحلب لك نسقيك قال: لا حاجة لي بشرابكم، ثمّ ركب فانصرف لمكانه.
رواه أبو يعلى الموصلي بسندٍ ضعيفٍ.
7511- وعن ابن عباس قال: قال عمر، رضي الله عنه: شر الناس ثلاثة: متكبر على والديه يحقرهما، ورجل سعى في فساد بين رجل وامرأته ينصره عليها غير الحق حتى فرق بينهما ثم خلف بعده، ورجل سعى في فساد بين الناس بالكذب حتى يتعادوا ويتباغضوا.
رواه إسحاق بن راهويه بسند ضعيف؟ لضعف موسى بن عبيدة.
7512- وعنه، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: ثلاثةٌ يلعنهم اللّه يوم القيامة: رجلٌ رغب عن والديه، وآخر سعى في تفريقٍ بين رجلٍ وامرأةٍ ليخلف عليها بعده، ورجلٌ سعى بالأحاديث بين المؤمنين ليتعادوا ويتباغضوا.
رواه إسحاق بسندٍ فيه راوٍ لم يسمّ، وتقدم هو والذي قبله في الأدب في باب النميمة.
7513- وعن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: يظهر معدنٌ في أرض بني سليمٍ، يقال له: فرعون، أو فرعان، وذلك بلسان أبي الجهم قريبٌ من السّواء، يخرج إليه شرار النّاس، أو يحشر إليه شرار النّاس.
رواه أبو يعلى الموصليّ.
7514- وعن عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ألا أخبركم بخيار أئمّتكم من شرارهم؟ خيار أئمّتكم الّذين تحبّوهم ويحبّونكم، وتدعون لهم ويدعون لكم، وشرار أئمّتكم الّذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم.
رواه أبو يعلى الموصليّ، بسندٍ فيه محمّد بن أبي حميدٍ، وهو ضعيفٌ.
39- باب في نقصان كل شيء والزيادة في الشر، وفيما يفعل بسبب أولاد الزنا
7515- عن أبي الدّرداء، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: كلّ شيءٍ ينقص إلاّ الشّرّ يزاد فيه.
رواه أحمد بن منيعٍ، وأحمد بن حنبلٍ.
7515/2- وأبو يعلى الموصليّ ولفظه: ما من شيء إلاّ وهو ينقص إلاّ الشر يزاد فيه.
ومدار أسانيدهم على أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم، وهو ضعيف.
7516- وعن ميمونة زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم و، رضي اللّه عنها، قالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا يزال أمر أمّتي بخيرٍ متماسكٌ أمرها ما لم يظهر فيهم أولاد الزّنا، فإذا ظهروا خفت أن يعمّهم اللّه بعقابٍ.
رواه أبو يعلى، وأحمد بن حنبلٍ، ومدار إسناديهما على محمّد بن عبد الرّحمن بن لبيبة، وهو ضعيفٌ.
7517- وعن عبد الله بن مسعودٍ، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فذكر حديثًا وقال فيه: ما ظهر في قومٍ الزّنا والرّبا إلاّ أحلّوا بأنفسهم عقاب الله.
رواه أبو يعلى الموصليّ.
40- باب ما جاء في أغليمة من قريش
7518- عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: هلاك أمّتي على أيدي أغيلمةٍ سفهاء من قريشٍ.
رواه أبو داود الطّيالسيّ، ورواته ثقاتٌ، وأحمد بن حنبلٍ، والحاكم، وصحّحه.
7518/2- ورواه مسدّدٌ، وأبو يعلى، والحاكم أيضًا بلفظ: إن فساد أمتي على يدي أغيلمة سفهاء من قريش.
7518/3- وأبو بكر بن أبي شيبة، ولفظه: عن يزيد بن شريكٍ، أنّ الضّحّاك بن قيسٍ بعث معه بكسوةٍ إلى مروان، فقال مروان للبوّاب: انظر إلى من على الباب، فنظر فإذا هو أبو هريرة فدعاه، فقال مروان: يا أبا هريرة، حدّثني بشيءٍ سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ فقال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: يوشك أن يتمنّى رجلٌ ولي هذا الأمر أنّه خرّ من الثّريّا، وأنّه لم يل منه شيئًا فقال: زدنا يا أبا هريرة فقال: هلكة هذه الأمّة على يدي فتيةٍ من قريشٍ قال: فقال مروان: بئس الغلمان هؤلاء.
41- باب فيما يخاف على هذه الأمة من مضر
7519- عن حذيفة، رضي اللّه عنه، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: إنّ هذا الحيّ من مضر لا تدع عبدًا في الأرض صالحًا إلاّ فتنته وأهلكته حتّى يدركهم اللّه، بعد، بجنودٍ من عنده، أو من السّماء، فيذلّها حتّى لا تمنع ذنب تلعةٍ.
رواه أبو داود الطّيالسيّ، ورواته ثقاتٌ.
7519/2- وأبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن حنبلٍ، بلفظ قال حذيفة: والله لا تدع مضر عبدًا للّه مؤمنًا إلاّ فتنوه، أو قتلوه، أو يهديهم اللّه والملائكة والمؤمنون حتّى لا يمنعون ذنب تلعةٍ قال: فقال رجلٌ: يا عبد الله، تقول هذا وأنت رجلٌ من مضر؟ قال: لا أقول إلاّ ما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
7519/3- وفي رواية أحمد بن حنبلٍ، قال: قام حذيفة خطيبًا في دار عامر بن حنظلة، فيها التّميميّ والمضريّ، فقال: ليأتينّ على مضر يومٌ لا يدعون للّه عبدًا يعبده إلاّ قتلوه، أو ليضربنّ ضربًا لا يمنعون ذنب تلعةٍ، أو أسفل تلعةٍ فذكر نحوه مرفوعًا.
7520- وعن أبي سعيدٍ الخدريّ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لتضربنّ مضر النّاس حتّى لا يبقى للّه اسمٌ يعبد، وليضربنّ النّاس حتّى لا يمنعوا ذنب تلعةٍ.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبلٍ بسندٍ فيه مجالد بن سعيدٍ، وهو ضعيفٌ.
42- باب في ثقيف وبني حنيفة
7521- عن أبي المحيّا، عن أبيه قال: لمّا قتل الحجّاج بن يوسف عبد الله بن الزّبيرٍ، رضي اللّه عنهما، دخل الحجّاج على أسماء بنت أبي بكرٍ، رضي اللّه عنهما، فقال لها: يا أمّه، إنّ أمير المؤمنين أوصاني بك فهل لك من حاجةٍ؟ فقالت: ما لي من حاجةٍ، ولست لك بأمٍّ، ولكن أمّ المصلوب على رأس الثّنيّة، ولكن انتظر أحدّثك ما سمعت من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: يخرج من ثقيفٍ كذّابٌ ومبيرٌ فأمّا الكذّاب فقد رأيناه، وأمّا المبير، قالت: فقال الحجّاج: مبير المنافقين.
رواه الحميديّ، عن سفيان، عنه به.
7521/2- ورواه أبو يعلى، ولفظه: عن أبي الصّدّيق النّاجيّ، قال: بلغني أنّ الحجّاج دخل على أسماء بنت أبي بكرٍ بعد قتل ابنها عبد الله بن الزّبير، فقال لها: إنّ ابنك ألحد في الحرم وإنّ اللّه فعل به وفعل، فقالت: كذبت، بل كان برًّا بالوالدين صوّامًا، قوّامًا، ولكن والله لقد أخبرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّه سيخرج من ثقيفٍ كذّابان، الآخر منهما شرٌّ من الأوّل، وهو مبيرٌ.
7521/3- ورواه الحاكم وصحّحه، ولفظه: قال أبو الصّدّيق: لمّا ظفر الحجّاج على ابن الزّبير فقتله ومثّل به، ثمّ دخل على أمّ عبد الله وهي أسماء بنت أبي بكرٍ، فقالت: كيف تستأذن عليّ وقد قتلت ابني، فقال: إنّ ابنك ألحد في حرم الله فقتلته ملحدًا عاصيًا حتّى أذاقه اللّه عذابًا أليمًا وفعل به وفعل فقالت: كذبت يا عدوّ الله، وعدوّ المسلمين، والله لقد قتلته: صوّامًا قوّامًا برًّا بوالديه حافظًا لهذا الدّين، ولئن أفسدت عليه دنياه لقد أفسد عليك آخرتك، ولقد حدّثنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّه يخرج من ثقيفٍ كذّابان، الآخر شرٌّ من الأوّل، وهو المبير وما هو إلاّ أنت يا حجّاج، فقال الحجّاج: صدق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وصدقت، أنا المبير أبير المنافقين.
7522- وعن عبد الله بن الزّبير، رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا تقوم السّاعة حتّى يخرج ثلاثون كذّابًا منهم: مسيلمة، والعنسيّ، والمختار، وشرّ قبائل العرب بنو أميّة، وبنو حنيفة، وثقيفٌ.
رواه أبو يعلى الموصليّ بإسنادٍ حسنٍ.
7523- وعن أبي برزة، رضي اللّه عنه، قال: كان أبغض الأحياء، أو النّاس، إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: بنو أميّة، وثقيفٌ، وبنو حنيفة.
رواه أبو يعلى الموصليّ، وأحمد بن حنبلٍ، والحاكم، قال: صحيحٌ على شرط الشّيخين.
7524- وعن سلاّمة بنت الحرّ، رضي اللّه عنها، قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: في ثقيفٍ مبيرٌ.
رواه أبو يعلى.
43- باب في ذم الحكم بن أبي العاص وبنيه
فيه حديث عمرو بن مرة، وتقدم في الأدب في باب الاستئذان.
7525- وعن عطاء بن السائب، عن أبي يحيى قال: كنت بين الحسن والحسين، ومروان يشتم الحسين، والحسن ينهى الحسين، إذ غضب مروان، فقال: أهل بيت ملعونون، فغضب الحسن، وقال: أقلت: أهل بيت ملعونون؟ فوالله لقد لعنك الله وأنت في صلب أبيك.
رواه إسحاق بن راهويه، وأبو يعلى.
7525/2- وفي رواية لهما، عن أبي يحيى قال: كنت يومًا مع الحسن والحسين فسبهما مروان سبًّا قبيحًا، حتى قال: والله إنكم أهل بيت ملعونون، فقال الحسن والحسين، أو أحدهما: والله والله ثم والله، لقد لعنك الله على لسان نبيه وأنت في صلب الحكم، فسكت مروان.
7526- وعن عمير بن إسحاق قال: كان مروان أميرًا علينا سنين، فكان يسب عليًّا، رضي الله عنه، كل جمعة على المنبر، ثم عزل مروان، واستعمل سعيد بن العاصي سنين، فكان لا يسبه، ثم عزل سعيد، وأعيد مروان، فكان يسبه، فقيل للحسن بن علي: ألا تسمع ما يقول مروان؟ فلا يرد شيئًا، فكان يجيء يوم الجمعة، فيدخل حجرة النبي صلّى الله عليه وسلّم فيكون فيها، فإذا قضيت الخطبة دخل إلى المسجد فصلى فيه، ثم يرجع إلى أهله، فلم يرض بذلك مروان حتى أهدى له في بيته، فإنا لجلوس معه إذ قيل له: فلان على الباب، فأذن له، فدخل فقال: إني جئتك من عند سلطان، وجئتك بعزمة، فقال: تكلم، فقال: أرسل مروان بعلي وبعلي وبك وبك، وما وجدت مثلك إلاّ مثل البغلة يقال لها: من أبوك؟ فتقول: أمي الفرس، فقال: ارجع إليه فقل له: والله لا أمحو عنك شيئًا مما قلت بأني أسبك، ولكن موعدي وموعدك الله، فإن كنت صادقًا يأجرك الله بصدقك، وإن كنت كاذبًا فالله أشد نقمة، قد أكرم الله جدي أن يكون مثلي مثل البغلة، ثم خرج فلقي الحسين في الحجرة فسأله، فقال: قد أرسلت برسالة وقد أبلغتها، قال: والله لتخبرني بها أو لآمرن بك أن تضرب حتى لا تدري متى يرفع عنك الضرب، فلما رآه الحسن قال: أرسله، قال: لا أستطيع. قال: لم؟ قال: قد حلفت: قال: أرسل مروان بعلي وبعلي وبك وبك، وما وجدت مثلك إلاّ مثل البغلة يقال لها: من أبوه؟ فتقول: أمي الفرس، فقال الحسين: أكلت بظر أمك إن لم تبلغه عني ما أقول له، قل له: بك وبأبيك وبقومك، وآية ما بيني وبينك أن تمسك منكبيك من لعن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
رواه إسحاق بن راهويه، ورواته ثقات.
7526/2- وفي رواية له...، فذكر نحوه، وقال في حديثه: قد كرم الله جدي أن يكون مثله مثل البغلة. قال: فخرج الرسول فاستقبله الحسين وكان لا يتعرج عن شيء يريده. وقال: فقال الحسين: إني قد حلفت. قال الحسن: فأخبره فإنه إذا لج في شيء لج وقال: فاشتد على مروان قوله جدًّا، يعني قوله: أن تمسك منكبيك... إلى آخره.
7527- وعن الشّعبيّ، قال: لعن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الحكم وما يخرج من صلبه.
رواه إسحاق مرسلاً، ورواته ثقاتٌ.
7527/2- وأحمد بن حنبلٍ مرفوعًا، ولفظه: عن الشّعبيّ، سمعت عبد الله بن الزّبيرٍ، وهو مستندٌ إلى الكعبة، وهو يقول: وربّ هذه الكعبة، لقد لعن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلانًا وما ولد من صلبه.
7528- وعن عبد الله بن عمرٍو، رضي اللّه عنهما، قال: كنّا جلوسًا عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقد ذهب عمرٌو يلبس ثيابه ليلحقني، قال ونحن عنده: ليدخلنّ عليكم رجلٌ لعينٌ فوالله ما زلت وجلاً أتشوّف أنظر داخلاً وخارجًا حتّى دخل.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند الصّحيح.
ومعنى الحديث، واللّه أعلم، أنّ الدّاخل غير عمرو بن العاص، ولهذا سكن وجل عبد الله بن عمرٍو.
وقد رواه أحمد بن حنبلٍ مفسّرًا فذكره بتمامه وزاد: حتّى دخل فلانٌ يعني: الحكم، وتقدّم في كتاب اللّباس.
7529- وعن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رأى في المنام كأنّ بني الحكم ينزون على منبره، فأصبح كالمتغيّظ، وقال: ما لي رأيت بني الحكم ينزون على منبري نزو القردة قال: فما رئي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مستجمعًا ضاحكًا بعد ذلك حتّى مات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
رواه أبو يعلى، ورواته ثقاتٌ.
7530- وعن أبي سعيدٍ الخدريّ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إذا بلغ بنو الحكم ثلاثين رجلاً اتّخذوا دين الله دخلاً، وعباد الله خولاً، ومال الله دولاً.
رواه أبو يعلى، وأحمد بن حنبلٍ، ومدار إسناديهما على عطيّة العوفيّ، وهو ضعيفٌ.
7531- وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، أنه قال: إذا بلغ بنو أبي العاصي ثلاثين كان دين الله دغلا، ومال الله دولا، وعباد الله خولا.
رواه أبو يعلى بسند صحيح.
44- باب ما جاء في وهب وغيلان
7532- وعن عبادة بن الصّامت، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يكون في أمّتي رجلان: أحدهما: وهبٌ، يهب اللّه له الحكمة، والآخر: غيلان فتنةٌ على هذه الأمّة أشدّ من فتنة الشّيطان.
رواه عبد بن حميدٍ بسندٍ منقطعٍ، وكذا رواه الحارث بن أبي أسامة.
7532/2- وأبو يعلى الموصليّ، بلفظٍ: يكون في أمّتي رجلان: رجلٌ يقال له: وهبٌ، يهب اللّه له الحكمة، ورجلٌ يقال له: غيلان وهو أضرّ على الأمّة من إبليس.
45- باب ما جاء في يزيد وبني أمية ورعل وذكوان
فيه حديث سعيد بن المسيب وتقدم في العقيقة
7533- عن أبي عبيدة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا يزال أمر أمّتي قائمًا بالقسط حتّى يكون أوّل من يثلمه رجلٌ من بني أميّة، يقال له: يزيد
رواه أحمد بن منيعٍ، والحارث بن أبي أسامة، وأبو يعلى بسندٍ منقطعٍ.
7534- وعن علي بن علقمة، عن عبد الله قال: لكل شيء آفة وآفة هذا الدين بنو أمية. رواه إسحاق بن راهوية موقوفًا بسند ضعيف، لضعف علي بن علقمة.
7535- وعن أبي العالية، قال: لمّا كان يزيد بن أبي سفيان أميرًا بالشّام غزا المسلمون فسلموا وغنموا، وكان في غنيمتهم جاريةٌ نفيسةٌ، فصارت لرجلٍ من المسلمين، فأرسل إليه يزيد فانتزعها منه، وأبو ذرٍّ يومئذٍ بالشّام، فاستعان الرّجل بأبي ذرٍّ على يزيد، فانطلق معه، فقال ليزيد: ردّ عليه جاريته، فتلكأ، ثلاث مرارٍ، قال أبو ذرٍّ: أما والله لئن فعلت، لقد سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: إنّ أوّل من بدّل سنّتي لرجلٌ من بني أميّة ثمّ ولّى عنه فلحقه يزيد، فقال: أذكّرك بالله، أنا هو؟ قال: اللّهمّ لا، وردّ على الرّجل جاريته.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو يعلى وتقدم في الجهاد في باب من صارت إليه جارية.
7536- وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (ليرعفن جبار من جبابرة بني أمية على منبري هذا، قال: فحدثني من رأى عمرو بن سعيد بن العاص رعف على منبر النبي صلى الله عليه وسلّم حتى سالم الدم على الدرج، درج المنبر.
رواه الحارث بن أبي أسامة، عن الواقدي وهو ضعيف، وفي إسناده أيضًا من لم يسم، وأحمد بن حنبل بسند فيه ابن لهيعة، وفيه أيضًا راو لم يسم وتقدم حديث عمرو بن حزم في الجهاد في باب سؤال الإمام عن الرعية.
7537- وعن الحسن بن علي، رضي الله عنهما، قال لأبي الأعور: ويحك، ألم يلعن رسول الله صلى الله عليه وسلّم رعلا وذكوان وعمرو بن سفيان.
رواه أبو يعلى الموصلي.
46- باب في المنافقين
7538- عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال:قالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، إنا نكون عندك على حال فإذا فارقناك كنا على غيره، قال: كيف أنتم وربكم؟ قالوا: الله ربنا في السر والعلانية، قال: ليس ذاكم النفاق.
رواه مسدد، ورواته ثقات.
7539- وعن جابر، رضي الله عنه، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم في سفر، فهاجت ريح تكاد تدفن الراكب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: بعثت هذه الريح لموت منافق، فلما قدمنا المدينة إذا هو قد مات في ذلك اليوم عظيم من عظماء المنافقين.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة وعبد بن حميد بسند ضعيف.
7539/2- وأبو يعلى من طريق ابن لهيعة، حدّثنا أبو الزبير عن جابر:أنهم غزوا فيما بين مكة والمدينة فهاجت عليهم ريح شديدة حتى وقعت الرحال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: هذه لموت منا فق...، فذكره.
7540- وعن أبي وائل، عن عبد الله، رضي الله عنه، قال: المنافقون اليوم شر منهم على عهد النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: وكيف ذاك؟ قال: إنهم كانوا على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يخفونه وهم اليوم يظهرونه.
رواه أحمد بن منيع، ورواته ثقات.
7541- وعن أبي مسعودٍ، رضي اللّه عنه، قال: خطبنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خطبةً فحمد اللّه، وأثنى عليه، ثمّ قال: إنّ فيكم منافقين فمن سمّيت فليقم ثمّ قال: قم يا فلان، ثمّ يا فلان، ثمّ يا فلان، حتّى سمّى ستّةً وثلاثين رجلاً، ثمّ قال: إنّ فيكم، أو منكم، فاتّقوا اللّه قال: فمرّ عمر على رجلٍ ممّن سمّى مقنّعٍ قد كان يعرفه، قال: ما لك؟ قال: فحدّثه بما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: بعدًا لك سائر اليوم.
رواه عبد بن حميدٍ، وأحمد بن حنبلٍ، واللّفظ له، ورواته ثقاتٌ.
7542- وعن أمّ سلمة، قالت: دخل عليها عبد الرّحمن بن عوفٍ، رضي اللّه عنهما، فقال: يا أمّه، خفت أن يهلكني كثرة مالي، أنا أكثر قريشٍ مالاً قالت: يا بنيّ، أنفق، فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: إنّ من أصحابي من لم يرني بعد أن أفارقه فخرج عبد الرّحمن فلقي عمر، رضي اللّه عنه، فأخبره بالّذي قالت أمّ سلمة، فجاء عمر فدخل عليها، فقال: بالله منهم أنا؟ قالت: لا: ولن أبرّئ أحدًا بعدك.
رواه أبو يعلى الموصليّ، ورواته ثقاتٌ.
7542/2- وأحمد بن حنبلٍ، ولفظه: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: إنّ من أصحابي من لا أراه، ولا يراني بعد أن أموت أبدًا قال: فبلغ ذلك عمر، قال: فأتاها يشتدّ، أو يسرع شكّ شاذان، فقال: أنشدك بالله أنا منهم؟ قالت: لا، ولا أبرّئ بعدك أحدًا أبدًا.
47- باب في صفة رجال ونساء يكونون في آخر الزمان
7543- عن الزّهريّ، عن امرأةٍ من قريشٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم خرج ليلةً فنظر إلى أفق السّماء، فقال: ماذا فتح من الخزائن، وماذا وقع من الفتن، ربّ كاسيةٍ في الدّنيا عاريةٍ يوم القيامة، أيقظوا صواحب الحجر.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، ورواته ثقاتٌ.
7544- وعن عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما، يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّميقول: سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سروج كأشباه الرحال، ينزلون على أبواب المساجد، نساؤهم كاسيات عاريات، على رؤوسهم كأسنمة البخت العجاف، العنوهن فإنهن ملعونات، لو كان وراءكم أمة من الأمم خدمتهن نساؤكم كما خدمكم نساء الأمم قبلكم.
رواه أبو يعلى الموصليّ وأحمد بن حنبل وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين.
48- باب جواز ترك النهي عن المنكر لمن لم يقدر عليه وأنه ليس للمؤمن أن يذل نفسه
7545- عن المعلى بن زيادٍ قال: لمّا هزم يزيد بن المهلّب أهل البصرة، قال المعلّى: خشيت أن أجلس في حلقة الحسن بن أبي الحسن، فأوجد فيها فأعرف، فأتيت الحسن في منزله،
فدخلت عليه، فقلت له: يا أبا سعيدٍ، كيف بهذه الآية من كتاب الله، عزّ وجلّ،؟ قال: أيّة آيةٍ من كتاب الله؟ قلت: قول الله، {عزّ وجلّ: لبئس ما كانوا يفعلون} قال: يا عبد الله، إنّ القوم عرضوا السّيف فحال السّيف دون الكلام قلت: يا أبا سعيدٍ، فهل تعرف لمثلكم فضلاً؟ قال: لا قال المعلّى: ثمّ حدّث بحديثين، قال: حدّثنا أبو سعيدٍ الخدريّ، رضي اللّه عنه، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ألا لا يمنعنّ أحدكم رهبة النّاس أن يقول بالحقّ إذا رآه، أن يذكر تعظيم الله فإنّه لا يقرّب من أجلٍ، ولا يبعد من رزقٍ ثمّ قال: حدّث الحسن بحديثٍ آخر، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ليس لمؤمنٍ أن يذلّ نفسه قيل: وما إذلاله نفسه؟ قال: يتعرّض من البلاء لما لا يطيق قيل: يا أبا سعيدٍ، فيزيد الضّبّيّ وكلامه في الصّلاة، فقال: أما إنّه لم يخرج من السّجن حتّى ندم، قال المعلّى: فقمت من مجلس الحسن فأتيت يزيد، فقلت: يا أبا مودودٍ، بينما أنا والحسن نتذاكر إذ نصب أمرك نصبًا، فقال: مه، يا أبا الحسن، قال: قلت: قد فعلت، قال: فما قال الحسن؟ قال: أما إنّه لم يخرج من السّجن حتّى ندم على مقالته، قال يزيد: ما ندمت على مقالتي، وايم الله لقد قمت مقامًا أخطر فيه بنفسي، قال يزيد: فأتيت الحسن، فقلت: يا أبا سعيدٍ، غلبنا على كلّ شيءٍ، نغلب على صلاتنا فقال: يا عبد الله، إنّك لم تصنع شيئًا، إنّك تعرّض بنفسك لهم، ثمّ أتيته، فقال لي مثل مقالته، قال: فقمت يوم الجمعة في المسجد، والحكم بن أيّوب يخطب، فقلت: رحمك اللّه، الصّلاة، قال: فلمّا قلت ذلك احتوشتني الرّجال يتعاوروني، فأخذوا بلحيتي وتلبيبتي وجعلوا يجئّون بطني بنعال سيوفهم، ومضوا بي نحو المقصورة، قال: فدخلت فقمت بين يدي الحكم وهو ساكتٌ، فقال: أمجنونٌ أنت؟ أوما كنّا في صلاةٍ؟ فقلت: أصلح اللّه الأمير، هل من كلامٍ أفضل من كلام الله؟ قال: لا قلت: أصلح اللّه الأمير، أرأيت لو أنّ رجلاً نشر مصحفًا يقرؤه غدوةً إلى اللّيل، أكان ذلك قاضيًا عنه صلاته؟ قال: والله إنّي لأحسبك مجنونًا قال: وأنس بن مالكٍ جالسٌ تحت منبره ساكتٌ، فقلت: يا أنس، يا أبا حمزة، أنشدك اللّه، لقد خدمت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وصحبته: أبمعروفٍ قلت أم بمنكرٍ؟ أبحقٍّ قلت أم بباطلٍ؟ قال: فلا والله ما أجابني بكلمةٍ، قال له الحكم بن أيّوب: يا أنس، قال: لبّيك أصلحك اللّه قال: أكان وقت الصّلاة قد ذهب؟ قال: كان بقي من الشّمس بقيّةٌ فقال: احبسوه قال يزيد: فأقسم لك يا أبا الحسن، يعني: للمعلّى، لما لقيت من أصحابي كان
أشدّ عليّ ممّا لقيت من الحكم قال بعضهم: مراءٍ، وقال بعضهم: مجنونٌ، قال: وكتب الحكم إلى الحجّاج أنّ رجلاً من بني ضبّة قام إلى يوم الجمعة، قال: الصّلاة، وأنا أخطب النّاس، وقد شهد الشّهود العدول عندي أنّه مجنونٌ، فكتب إليه الحجّاج: إن كان شهد الشّهود العدول أنّه مجنونٌ فخلّ سبيله، وإلاّ فاقطع يديه ورجليه واسمل عينيه واصلبه، قال: فشهدوا عند الحكم أنّي مجنونٌ فخلّى عنّي.
قال المعلّى عن يزيد الضّبّيّ: مات أخٌ لنا فتبعنا جنازته فصلّينا عليه، فلمّا دفن تنحّيت في عصابةٍ فذكرنا اللّه وذكرنا معادنا، فإنّا كذلك إذ رأينا نواصي الخيل والحراب، فلمّا رآه أصحابي تفرّقوا وتركوني وحدي، فجاء الحكم حتّى وقف عليّ، فقال: ما كنتم تصنعون؟ قلت: أصلح اللّه الأمير، مات صاحبٌ لنا فصلّينا عليه ودفنّاه، وقعدنا نذكر ربّنا ونذكر معادنا ونذكر ما صار إليه، قال: ما منعك أن تفرّ كما فرّوا؟ قلت: أصلح اللّه الأمير، أنا أبرأ من ذلك ساحةً أومن الأمير أفرّ؟ قال: فسكت الحكم، فقال عبد الملك بن المهلّب، وكان على شرطته: أتدري من هذا؟ قال: من هذا؟ قال: هذا المتكلّم بالجمعة، قال: فغضب الحكم، وقال له: أما إنّك لجرئٌ خذاه، قال: فأخذت فضربني أربع مائة سوطٍ، فما دريت حين تركني من شدّة ما ضربني، قال: وبعثني إلى واسط فكنت في ديماس الحجّاج حتّى مات الحجّاج.
رواه أبو يعلى الموصليّ بسندٍ صحيحٍ، والحارث مختصرًا بسندٍ ضعيفٍ، وتقدّم لفظه في المواعظ في باب من يعمل الحسنات.
49- باب ما يكون في هذه الأمة من فساد وخسف وقذف وغير ذلك مما يذكر
فيه حديث عمر بن الخطاب، وتقدم في الحدود في باب الرجم، وحديث النعمان بن بشير ومعاذ بن جبل وأبي عبيدة بن الجراح، وتقدم كل ذلك في أول كتاب الإمارة، وحديث أبي هريرة، وتقدم في المناقب في باب فضل هذه الأمة.
7546- وعن أبي أمامة، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: يبيت قومٌ من هذه الأمّة على طعمٍ وشربٍ، ولهوٍ ولعبٍ، فيصبحون قد مسخوا قردةً وخنازير، وليصيبنّهم خسفٌ وقذفٌ، حتّى يصبح النّاس، فيقولون: خسف اللّيلة بدار بني فلانٍ خواصّ، وليرسلنّ عليهم صاحب حجارةٍ من السّماء، كما أرسلت على قوم لوطٍ قبائل منها، وعلى دورٍ، ولترسلنّ عليهم الرّيح العقيم الّتي أهلكت عادًا، وعلى قبائل فيها، وعلى دورٍ، بشربهم الخمر، ولبسهم الحرير، واتّخاذهم القينات، وأكلهم الرّبا، وقطيعتهم الرّحم وخصلةٍ نسيها جعفرٌ.
رواه أبو داود الطّيالسيّ، واللّفظ له، وأبو يعلى الموصليّ، وعبد الله بن أحمد بن حنبلٍ في زوائده على المسند، ومدار أسانيدهم على عاصم بن عمرٍو البجليّ، وهو ضعيفٌ.
7547- وعن أبي عطاءٍ، قال: قال لي عبادة بن الصّامت، رضي اللّه عنه: يا أبا عطاءٍ، كيف تصنعون إذا فرّت منكم علماؤكم وقرّاؤكم وكانوا في رؤوس الجبال مع الوحوش؟ قلت: ولم ذاك أصلحك اللّه؟ قال: خشية أن تقتلوهم قال: قلت: نقتلهم وكتاب الله بين أظهرنا؟ قال: ثكلتك أمّك يا أبا عطاءٍ، أولم يؤت التّوراة اليهود فتركوها وضلّوا عنها؟ أولم يؤت النّصارى الإنجيل فتركوه وضلّوا عنه، وإنّما هي فتنٌ تتبع بعضهم بعضًا، ولم يكن فيهم شيء إلاّ سيكون فيكم مثله؟ قال داود: يعني ابن أبي هند، فتركته أيّامًا ثمّ أتيته، فقلت: يا أبا السّائب، إنّه قد كان فيهم مسخ قردةٍ فقال: حدّثني أبو عطاءٌ، أنّ عبادة بن الصّامت، قال: لم يكن فيهم شيء إلاّ سيكون فيكم مثله، لا تذهب الأيّام واللّيالي حتّى تمسخ طوائف من هذه الأمّة.
رواه مسدّدٌ بإسنادٍ حسنٍ.
7548- وعن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: يمسخ قومٌ من أمّتي في آخر الزّمان قردةً وخنازير قالوا: يا رسول الله، أمسلمين هم؟ قال: نعم، ويشهدون أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّي رسول الله، ويصومون ويصلّون قيل: فما بالهم يا رسول الله؟ قال: اتّخذوا المعازف والقينات، والدّفوف، وشربوا هذه الأشربة، فيأتوا على شرابهم ولهوهم، فأصبحوا وقد مسخوا.
رواه مسدّدٌ.
7548/2- وابن حبّان في صحيحه، ولفظه: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا تقوم السّاعة حتّى يكون في أمّتي خسفٌ ومسخٌ وقذفٌ.
7549- وعنه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: والّذي نفسي بيده لا تفنى هذه الأمّة حتّى يقوم الرّجل إلى المرأة فيفترشها في الطّريق، فيكون خيارهم يومئذٍ من يقول: لو واريتها وراء هذا الحائط.
رواه مسدّدٌ موقوفًا، ورواه أبو يعلى مرفوعًا، ورواته ثقاتٌ.
وله شاهدٌ من حديث أبي أمامة، وتقدّم في الأشربة في باب المعازف.
7550- وعن بقيرة امرأة القعقاع بن أبي حدردٍ الأسلميّ، رضي اللّه عنهما، قالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على المنبر، يقول: يا هؤلاء، إذا سمعتم بجيشٍ قد خسف به قريبًا فقد أظلّت السّاعة.
رواه الحميديّ، ورواته ثقاتٌ.
7551- وعن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: إنّ شرار أمّتي الّذين غذّوا بالنّعيم، ونبتت عليها أجسادهم.
رواه محمّد بن يحيى بن أبي عمر، وأبو يعلى الموصليّ، والبزّار، ومدار أسانيدهم على الأفريقيّ، وهو ضعيفٌ.
7552- وعن حذيفة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أنتم في نبوّةٍ ورحمةٍ، وستكون خلافةٌ ورحمةٌ، وتكون كذا وكذا وتكون ملكًا عضوضًا، يشربون الخمور، ويلبسون الحرير، ومع ذلك ينصرون إلى أن تقوم السّاعة.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو داود الطيالسي بسند صحيح، وتقدم في كتاب الإمارة في باب من يملك من هذه الأمة.
7553- وعن صحار بن صخرٍ العبديّ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا تقوم السّاعة حتّى يخسف بقبائل من بني فلانٍ فعلمت أنّ بني فلانٍ من العرب، وأنّ العجم تنسب إلى قراها.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبلٍ، وأبو يعلى الموصليّ، واللّفظ له، ورواته ثقاتٌ.
7554- وعن سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعريّ، عن أبيه، عن جدّه، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أمّتي أمّةٌ مرحومةٌ ليس عليها عذابٌ في الآخرة، إنّما عذابها في الدّنيا: الزّلازل، والفتن، والبلايا.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، ورواته ثقاتٌ، ومن طريقه أبو داود في سننه دون قوله: والبلايا.
7555- وعن أبي بردة، قال: خرجت من عند عبيد الله بن زيادٍ، فإذا ابنه يعاقب عقوبةً شديدةً، فقعدت إلى رجلٍ من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مغمومًا لما رأيت من عقوبته، فقال: ما لي أراك مغمومًا؟ فقلت: كنت عند هذا الرّجل فرأيته يعاقب ابنه عقوبةً شديدةً فقال: لا تفعل، فإنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: عقوبة هذه الأمّة السّيف.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة.
7556- وعن سهل بن سعدٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يكون في هذه الأمّة خسفٌ ومسخٌ وقذفٌ قيل: ومتى ذلك يا رسول الله؟ قال: إذا ظهرت القينات والمعازف، واستحلّت الخمور.
رواه عبد بن حميدٍ واللّفظ له، وابن ماجة مختصرًا، ومدار إسناديهما على عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، وهو ضعيفٌ.
7557- وعن أبي زيدٍ الأنصاريّ، رضي اللّه عنه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: والّذي نفسي بيده ليأتينّ على هذه الأمّة يومٌ يمشون فيه، يتساءلون فيه: بمن خسف اللّيلة، كما يتساءلون أهل الموتى من بقي من آل فلانٍ، ومن بقي من آل فلانٍ.
رواه الحارث بن أبي أسامة، عن داود بن المحبّر، وهو ضعيفٌ.
7558- وعن يحيى بن سعيدٍ، عن شيخٍ حدّثه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذكر خسفًا يكون بالمشرق، فقيل: يا رسول الله، أيخسف بأرضٍ فيها المسلمون؟ قال: نعم، إذا كان أكثر عملهم الخبيث.
راوه الحارث، عن داود بن المحبر أيضًا.
7559- وعن أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: سيكون في هذه الأمّة خسفٌ ومسخٌ ورجفٌ وقذفٌ.
رواه أبو يعلى الموصليّ.
7560- وعن أمّ سلمة، رضي اللّه عنها، قالت: سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عمّن مسخ أيكون له نسلٌ؟ قال: ما مسخ أحدٌ قطّ فكان له نسلٌ، ولا عقب.
رواه أبو يعلى الموصليّ.
7561- وعن أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا أنس، إنّ المسلمين سيمصّرون أمصارًا يكون فيها مصرٌ، يقال له: البصيرة، فإن أنت أتيتها، فإيّاك وسباخها، وكلأها، وسوقها، وباب أمرائها قال: وأحسبه، قال: وعليك بضواحيها فسيكون بها خسفٌ ومسخٌ قال أنسٌ: فمن هاهنا سكنت القصر يعني قصر أنسٍ.
رواه أبو يعلى.
7562- وعن نافعٍ، أنّ رجلاً جاء إلى ابن عمر، فقال: إنّ فلانًا يقرأ عليك السّلام، وقال: إنّه قد بلغني بلغني أنّه قد أحدث، فإن كان قد أحدث فلا تقرأنّ عليه السّلام منّي، فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: يكون في هذه الأمّة خسفٌ ومسخٌ وقذفٌ، أو قذفٌ ومسخٌ، وذلك في أهل القدر.
رواه أبو يعلى الموصليّ.
7563- وعن ابن مسعودٍ، رضي اللّه عنه، قال: سألنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن القردة والخنازير أهي من نسل اليهود؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ اللّه لم يلعن قومًا قطّ فمسخهم، فكان لهم نسلٌ حتّى يهلكهم، ولكنّ هذا خلقٌ كان، فلمّا غضب اللّه على اليهود مسخهم فجعلهم مثلهم.
رواه أبو يعلى الموصليّ.
7564- وعن أمّ سلمة، رضي اللّه عنها، قالت: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم استيقظ من منامه وهو يسترجع، قالت: قلت: يا رسول الله، ما شأنك؟ قال: طائفةٌ من أمّتي يخسف بهم، يبعثون إلى رجلٍ فيأتي مكّة، فيمنعه اللّه منهم، ويخسف بهم، مصرعهم واحدٌ ومصادرهم شتّى قالت: قلت: يا رسول الله، كيف يكون مصرعهم واحدٌ ومصادرهم شتّى؟ قال: إنّ منهم من يكره فيجئ مكرهًا.
ورواه أبو يعلى، وأحمد بن حنبلٍ بسندٍ ضعيفٍ لضعف عليّ بن زيد بن جدعان.
ورواه ابن حبّان في صحيحه، وسيأتي في المهدي.
7565- وعن أبي برزة الأسلميّ، رضي اللّه عنه، أنّهم كانوا مع مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فسمعوا غناءً فتشرّفوا له، فقام رجلٌ فاستمع وذلك قبل أن تحرّم الخمر، فأتاهم ثمّ رجع، فقال: هذا فلانٌ وفلانٌ يتغنّيان، يجيب أحدهما الآخر، وهو يقول:
لا يزال حواريّ تلوح عظامه... زوى الحرب عنه أن يجنّ فيقبرا
فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من هذا؟ قال: فقيل: فلانٌ وفلانٌ.
قال: فقال: اللّهمّ اركسهما في الفتنة ركسًا، ودعّهما إلى النّار دعًّا.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو يعلى الموصليّ.
50- باب النهي عن استعجال البلية قبل نزولها، وما جاء في خراب اليت العتيق والمدينة المشرفة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام
7566- عن معاذ بن جبلٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا تعجلوا بالبليّة قبل نزولها، فإنّكم إلاّ تفعلوا أوشك أن يكون فيكم من إذا قال: سدّد، أو وفّق، وإنّكم إن عجلتم تشتّت بكم الطّرق هاهنا وهاهنا.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو داود في المراسيل بسندٍ واحدٍ رواته ثقاتٌ، وإسحاق بن راهويه، وتقدّم في العلم في باب السؤال.
7567- وعن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: يبايع لرجلٍ بين الرّكن والمقام، ولن يستحلّ البيت إلاّ أهله، فإذا استحلّوه، فلا تسأل عن هلكة العرب، ثمّ تأتي الحبشة فيخرّبونه خرابًا لا يعمّر بعده أبدًا، وهم الّذين يستخرجون كنزه.
رواه أبو داود الطّيالسيّ، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو يعلى الموصليّ، وعنه ابن حبّان في صحيحه، ومن طريقه الحاكم، وقال: صحيحٌ على شرط الشّيخين.
وتقدّم في أوّل كتاب الحجّ مع أحاديث أخر.
7568- عن ميمونة، رضي اللّه عنها، قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: كيف أنتم: إذا مرج الدّين، وظهرت الرّغبة والرّهبة، واختلف الأخوان، وحرق البيت العتيق.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن منيعٍ، وأحمد بن حنبلٍ بإسنادٍ حسنٍ.
7569- وعن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لتتركنّ المدينة أحسن ما كانت حتّى يجئ الكلب يشغر على ساريةٍ من سواري المسجد، أو على عودٍ من أعواد المنبر فقال: يا رسول الله، لمن تكون الثّمار يومئذٍ؟ قال: للطّير، والسّباع.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسندٍ فيه راوٍ لم يسمّ.
51- باب ما جاء في عدد الفتن وشدة الزمان
7570- عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، قال: جعل الله في هذه الأمة خمس فتن: فتنة خاصة، ثم فتنة عامة، ثم فتنة خاص ثم فتنة عامة، ثم تجيء فتنة سوداء مظلمة تصير الناس فيها كالبهائم.
رواه إسحاق بن راهويه، ورواته ثقات.
7571- عن معاذ بن جبلٍ، رضي اللّه عنه، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: خذوا العطاء ما دام عطاءً، فإذا صار رشوةً على الدّين فلا تأخذوه، ولستم بتاركيه يمنعكم من ذلك المخافة والفقر، ألا وإنّ رحا الإيمان دائرةٌ، فدوروا مع الكتاب حيث يدور، ألا وإنّ السّلطان والكتاب سيفترقان، ألا فلا تفارقوا الكتاب، ألا إنّه سيكون عليكم أمراء، إن أطعتموهم أضلّوكم، وإن عصيتموهم قتلوكم قالوا: كيف نصنع يا رسول الله؟ قال: كما صنع أصحاب عيسى ابن مريم حملوا على الخشب، ونشروا بالمناشير، موتٌ في طاعة الله خيرٌ من حياةٍ في معصية الله.
رواه إسحاق بن راهويه، عن سويد بن عبد العزيز المدينيّ، وهو ضعيفٌ.
ورواه أحمد بن منيعٍ، ورواته ثقاتٌ، ولفظهما واحدٌ.
7572- وعن أبي أمامة، رضي اللّه عنه، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: لا يزداد الأمر إلاّ شدّةً، ولا المال إلاّ إفاضةً، ولا تقوم السّاعة إلاّ على شرار خلقه.
رواه أبو يعلى الموصليّ، ورواته ثقاتٌ.
وله شاهدٌ من حديث أنسٍ، رواه ابن ماجة، والحاكم.
52- باب في قوم يأكلون بألسنهم كما تأكل البقر، وفيمن بدا بعد الهجرة، وما جاء في الأمثال
7573- عن عمر بن سعدٍ، قال: كانت لي حاجةٌ إلى أبي سعد بن أبي وقّاصٍ، فقدّمت بين يدي حاجتي كلامًا ممّا يحدث النّاس ويتوصّلون به، فلم يكن يسمعه منّي، ثمّ طلبت حاجتي، قال: فرغت من حاجتك؟ قلت: نعم قال: ما كانت حاجتك منك أبعد، ولا كنت فيك أزهد منّي منذ سمعت كلامك هذا، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: سيكون قومٌ يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقر بألسنتها من الأرض.
رواه مسدّدٌ، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبلٍ، وتقدم في أول كتاب المواعظ.
7574- وعن جابر بن سمرة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لعن اللّه من بدا بعد هجرةٍ، ثلاث مرّاتٍ، إلاّ في فتنةٍ، فإنّ البدوّ خيرٌ من المقام في الفتنة.
رواه محمّد بن يحيى بن أبي عمر، بسندٍ ضعيفٍ، لجهالة بعض رواته.
7575- وعن حذيفة، رضي اللّه عنه، قال: ضرب لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمثالاً: واحدًا، وثلاثةً، وخمسةً، وسبعةً، وتسعةً، وأحد عشر، وفسّر لنا واحدةً، وسكت عن سائرها، فقال: إنّ قومًا كانوا أهل ضعفٍ ومسكنةٍ قاتلوا قومًا أهل حيلة وعداءٍ فظهروا عليهم، فاستعملوهم وسلّطوهم، فأسخطوا ربّهم عليهم.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة.
53- باب لاتقوم الساعة حتى تعبد الأوثان، وحتى يرث دنياكم شراركم وحتى لا يعرف معروف ولا ينكر منكر
7576- عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: لا تقوم السّاعة حتّى يرجع ناسٌ من أمّتي إلى أوثانٍ كانوا يعبدونها من دون الله عزّ وجلّ.
رواه أبو داود الطّيالسيّ، عن موسى بن مطيرٍ، وهو ضعيفٌ.
7576/2- ورواه الحارث بن أبي أسامة، عن داود بن المحبّر، وهو ضعيفٌ، ولفظه: لا تقوم السّاعة حتّى تعبد العرب ما كانت تعبد آباؤها مائة وخمسين عامًا.
7577- وعن حذيفة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم صلّى الله عليه وسلّم: لا تقوم الساعة تقاتلوا إمامكم، وتجتلدوا بأسيافكم، ويرث دنياكم شراركم.
رواه أبو داود الطّيالسيّ.
7578- وعن عطاء بن السّائب، سمعت عبد الرّحمن الحضرميّ، أيّام ابن الأشعث يخطب، وهو يقول: يأهل الشّام، أبشروا فإنّ فلانًا أخبرني، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: يكون قومٌ من آخر أمّتي يعطون من الأجر مثل ما يعطى أوّلهم، يقاتلون أهل الفتن، ينكرون المنكر، وأنتم هم، فقال له أبو البختريّ: أخطأت استك الحفرة.
رواه مسدّدٌ، عن خالدٍ، عنه به.
7579- وعن عبد الله بن عمرٍو، رضي اللّه عنهما، قال، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا تقوم السّاعة حتّى يأخذ اللّه، عزّ وجلّ، شريطته من أهل الأرض، فيبقى عجاجٌ لا يعرفون معروفًا، ولا ينكرون منكرًا.
رواه أبو يعلى، ورواته ثقاتٌ، وأحمد بن حنبلٍ مرفوعًا وموقوفًا.
54- باب في أشراط الساعة وأمارتها
7580- عن أبي سبرة قال: كان عبيد الله بن زيادٍ يسأل عن الحوض، حوض النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وكان يكذّب به بعد ما سأل أبا برزة، والبراء بن عازبٍ، وعبد الله بن عمرٍو، فقال أبو سبرة: إنّي أحدّثك بحديثٍ فيه شفاء هذا، إنّ أباك بعث معي إلى معاوية بمالٍ فأتيت عبد الله بن عمرٍو، فقلت: حدّثني بحديثٍ سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأملاه عليّ وكتبته بيدي فلم أزد
حرفًا ولم أنتقص، حدّثني أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّ اللّه، تبارك وتعالى، يبغض الفاحش والمتفحّش، ولا تقوم السّاعة حتّى يظهر الفحش والتّفحّش، وسوء المجاورة، وقطيعة الرّحم، حتّى يؤتمن الخائن ويخوّن الأمين قال: وإنّ موعدكم حوضي، وعرضه وطوله واحدٌ كما من أيلة ومكّة مسيرة شهرٍ، فيه أباريق مثل الكواكب، شرابه أشدّ بياضًا من الفضّة، من شرب منه شربةً لم يظمأ بعده أبدًا فقال عبيد الله: لم أسمع في الحوض بحديثٍ أثبت من هذا، فأخذ الصّحيفة فأمسكها بيده وصدّق به.
رواه مسدّدٌ، ورواته ثقاتٌ.
وله شاهدٌ من حديث أبي برزة الأسلميّ، رواه أبو داود في سننه.
7581- وعن معاذ بن جبلٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ستٌّ من أشراط السّاعة: موت الحاكم، وفتح بيت المقدس، وأن يعط الرّجل ألف دينارٍ فيسخطها، وفتنةٌ يدخل حربها بيت كلّ رجلٍ مسلمٍ، وموتٌ يأخذ النّاس كقعاص الغنم، وأن تغدر الرّوم فيسيرون بثمانين بندًا تحت كلّ بندٍ اثنا عشر ألفًا.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسندٍ فيه النّهّاس بن قهمٍ، وهو ضعيفٌ.
وله شاهدٌ من حديث عبد الله بن عمرٍو، رواه أحمد بن حنبلٍ.
7582- عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، إنّ من أشراط السّاعة أن يظهر الفحش والشّحّ، ويؤتمن الخائن ويظهر منها كأفواج الشّجر تلبسها نساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ، تعلو التّحوت الوعول أكذلك يا عبد الله بن مسعودٍ سمعته من حبّي صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: نعم، وربّ الكعبة قلنا: وما التّحوت والوعول؟ قال: سقول الرّجال أهل الأبيات الغامضة يرفعون قبل صالحهم، وأهل البيوتات الصّالحة.
رواه أبو يعلى الموصليّ.
7582/2- والحاكم، ولفظه: لا تقوم السّاعة حتّى يظهر الفحش والبخل، ويخوّن الأمين ويؤتمن الخائن، ويهلك الوعول ويظهر التّحوت قالوا: يا رسول الله، وما الوعول وما التّحوت؟ قال: قال: الوعول وجوه النّاس وأشرافهم، والتّحوت الّذين كانوا تحت أقدام النّاس.
وقال الحاكم: هذا الحديث رواته كلّهم مدنيّون لم ينسبوا إلى نوعٍ من الجرح.
55- باب منه
7583- عن خارجة بن الصلت قال: خرجنا مع عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، من داره والإمام راكع، فركعنا، ثم مشينا حتى اتصلنا بالصف، فمر رجل فقال: السلام عليك يا أباعبد الرحمن، فقال: الله أكبر صدق الله ورسوله، فلما قضينا الصلاة قلنا: يا أباعبد الرحمن، كأنه راعك تسليم الرجل، قال: أجل كان يقال: إن من أشراط الساعة أن تتخذ المساجد طرقًا، وأن يسلم الرجل على الرجل بالمعرفة، وأن يتجر الرجل والمرأة جميعًا، وأن تغلوا مهور النساء والخيل، ثم ترخص ولا تغلوا إلى يوم القيامة.
رواه أبو داود الطيالسي وإسحاق بن راهويه واللفظ له، وأبو بكر بن أبي شيبة وأحمد ابن منيع والحارث بن أبي أسامة، وأبو يعلى الموصليّ وأحمد بن حنبل والحاكم وقال: صحيح الإسناد.
7584- وعن أبي حبرة، عن مشيخةٍ من الأنصار، أنّهم سمعوه، يعني: النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، يقول: بعثت من نسم السّاعة. قال سفيان: يعني: في نفس السّاعة.
رواه محمّد بن يحيى بن أبي عمر.
7584/2- وأبو بكر بن أبي شيبة، ولفظه: بعثت أنا والسّاعة كهاتين، فسبقتها في نفس السّاعة.
7585- وعن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: لا تقوم السّاعة حتّى يتبع الرّجل قريبٌ من ثلاثين امرأةً، كلٌّ تقول: انكحني، انكحني.
رواه الحارث بن أبي أسامة.
7586- وعن عبد الله بن عمرٍو، رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا تقوم السّاعة حتّى تسافدوا في الطّريق تسافد الحمير قلت: إنّ ذلك لكائنٌ؟ قال: نعم ليكوننّ.
رواه أبو يعلى، وعنه ابن حبّان.
7587- وعن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لتمطرنّ مطرًا لا يكنّ منه بيوت المدر، ولا يكنّ منه إلاّ بيوت الشّعر.
رواه مسدّدٌ.
7587/2- وأحمد بن حنبلٍ، ورواته ثقاتٌ، ولفظه: لا تقوم السّاعة حتّى يمطر النّاس مطرًا لا يكنّ منها بيوت المدر، ولا يكنّ منها إلاّ بيوت الشّعر.
7588- وعن هلال بن خباب قال: سألت سعيدًا: ما علامة هلاك الناس؟ قال: إذا هلك علماؤهم.
رواه مسدّد: عن عون بن موسى، عنه.
7589- وعن شقيق قال: قال عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه: إذا اقترب الزمان ظهر الفحش والتفحش، وسوء الخلق، وسوء الجوار.
رواه مسدّد، ورواته ثقات.
7590- وعن أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يأتي على النّاس زمانٌ تمطر السّماء مطرًا عامًّا، ولا تنبت الأرض شيئًا.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبلٍ، وأبو يعلى، والحاكم، وقال: صحيح الإسناد.
7591- وعن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا تقوم السّاعة حتّى يقترب الزّمان، فتكون السّنة كالشّهر، والشّهر كالجمعة، والجمعة كاليوم، واليوم كالسّاعة، والسّاعة كاحتراق السّعفة، أو الخوصة.
رواه أبو يعلى، وابن حبّان في صحيحه، واللّفظ له.
7592- وعن أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، قال: كنّا نتحدّث أنّه لا تقوم السّاعة حتّى لا تمطر السّماء، ولا تنبت الأرض، حتّى إنّ المرأة لتمرّ بالرّجل فيأخذها فينظر إليها، فيقول: لقد كان لهذه مرّةً رجلٌ ذكره حمّادٌ هكذا، وقد ذكره حمّادٌ أيضًا، عن ثابتٍ، عن أنسٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لا شكّ، وقد قال أيضًا، عن ثابتٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فيما أحسب.
رواه أبو يعلى بسندٍ صحيحٍ.
56- باب فتح القسطنطينة وما جاء في الزلزلة وطلوع كوكب الذنب
7593- عن حميد بن هلالٍ، عن أبي قتادة، عن أسير بن جابرٍ، قال: هاجت ريحٌ حمراء بالكوفة، فجاء رجلٌ ليس له هجيرٌ، ألا يا عبد الله بن مسعودٍ جاءت السّاعة، قال: وكان عبد الله بن مسعودٍ متّكئًا فجلس، فقال: إنّ السّاعة لا تقوم حتّى لا يقسم ميراثٌ، ولا يفرح بغنيمةٍ، وقال: عدوٌّ يجمعون لأهل الإسلام، ويجمع لهم أهل الإسلام، ونحا بيده نحو الشّام، قلت: الرّوم تعني، قال: نعم، قال: فيكون عند ذلك القتال ردّةٌ شديدةٌ، فيشرط المسلمون شرطةً للموت، لا ترجع إلاّ غالبةً، فيقتتلون حتّى يحجز بينهم اللّيل، فيبقى هؤلاء وهؤلاء كلٌّ غير غالبٍ، قال: وتفنى الشّرطة، ثمّ يشرط المسلمون شرطةً للموت لا ترجع إلاّ غالبةً، فيقتتلون حتّى يمسون فيبقى هؤلاء وهؤلاء غير غالبٍ، وتفنى الشّرطة، ثمّ يشرط المسلمون شرطةً لا ترجع إلاّ غالبةً، فيقتتلون حتّى يمسون فيبقى هؤلاء وهؤلاء كلً غير غالبٍ، وتفنى الشّرطة، فإذا كان اليوم الرّابع نهد إليهم جند أهل الشّام، فجعل اللّه الدّائرة عليهم فيقتتلون مقتلةً، إمّا قال: لا يرى مثلها، أو قال: لم نر مثلها، حتّى إنّ الطّير ليمرّ بجنباتهم ما يخلّفهم حتّى يخرّ ميتًا، فيتعّادّ بنو الأبّ كانوا مائةً فلا يجدونه بقي منهم إلاّ الرّجل الواحد، فبأيّ غنيمةٍ يفرح، أو أيّ ميراثٍ يقسم، فبينا هم كذلك إذ سمعوا بناسٍ هم أكبر من ذلك إذ جاءهم الصّريخ أنّ الدّجّال قد خلف في ذراريهم، فيرفضون ما في أيديهم، ويقبلون فيبعثون عشرة فوارس طليعةً، فقال فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّي لأعرف أسماءهم، وأسماء آبائهم وألوان خيولهم، هم خير فوارس على الأرض يومئذٍ، أو قال: هم من خير فوارس على ظهر الأرض يومئذٍ.
رواه أبو داود الطّيالسيّ، وأحمد بن منيعٍ، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو يعلى الموصليّ بلفظٍ واحدٍ.
ورواة أسانيدهم ثقاتٌ إلاّ أسيد بن جابرٍ، فإنّي لم أقف له على ترجمةٍ البتّة.
7593/2- ورواه الحارث بن أبي أسامة: عن العبّاس بن الفضل، وهو ضعيفٌ، قال: حدّثنا القاسم بن الفضل، حدّثنا حميد بن هلالٍ العدويّ، قال: هاجت ريحٌ مظلمةٌ، فانطلق رجلٌ يسعى إلى ابن مسعودٍ، ما له هجيرٌ إلّا ابن مسعودٍ، جاءت السّاعة، فقال ابن مسعودٍ: إنّ السّاعة لا تقوم حتّى لا يفرح بغنيمتهم، ولا يقسم ميراثٌ، يجمع الرّوم لكم وتجمعون لهم، حتّى إنّ الرّبع من الحيّ لا يبقى منهم إلاّ رجلٌ واحدٌ، ثمّ يظهر المسلمون على الرّوم فيقتلونهم، حتّى يدخلون جوف القسطنطينيّة ويملؤون أيديهم من الغنائم، فيأتيهم من خلفهم، فيقول لهم: خلفكم الدّجّال من بعدكم، فيقبلون راجعين عودهم على بدئهم حتّى إذا دنوا بعثوا اثني عشر فارسًا طليعةً، حتّى إذا نظروا إلى الدّجّال، قالوا: والله ما ندري إلى ما نرجع، أو ماذا نخبر، فيحملون جميعًا فيقتلوا، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أفضل شهداء أهريقت دمائهم في الأرض، لو شئت أن أسمّيهم بأسمائهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم وعشائرهم فعلت.
7594- وعن أبي قبيلٍ المعافريّ، قال: كنّا عند عبد الله بن عمرٍو، رضي اللّه عنهما، فسئل أيّ المدينتين تفتح أوّل القسطنطينيّة، أو روميّة؟ قال: فدعى عبد الله بن عمرٍو بصندوقٍ له حلقٌ فأخرج منه كتابًا فجعل يقرؤه، قال: بينما نحن حول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نكتب، إذ سئل أيّ المدينتين تفتح أوّل القسطنطينيّة، أو روميّة؟ قال: فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: لا، بل مدينة ابن هرقل تفتح أوّل.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن منيعٍ، وأحمد بن حنبلٍ، والحاكم، وقال: صحيح الإسناد.
7595- وعن عبد الله بن بشرٍ الخثعميّ، عن أبيه، رضي اللّه عنه، أنّه سمع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، يقول: لتفتحنّ القسطنطينيّة فنعم الأمير أميرها، ونعم الجيش ذلك الجيش قال: فدعاني مسلمة بن عبد الملك فسألني فحدّثته فغزا القسطنطينيّة.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبلٍ، ورواته ثقاتٌ.
7596- وعن جبير بن نفير قال: سمعت أبا ثعلبة الخشني، رضي الله عنه، وهو يقول بالفسطاط في خلافة معاوية، وكان معاوية أغزى الناس القسطنطينية: والله لا تعجز هذه الأمة من نصف يوم إذا رأيت الشام مائدة رجل واحد وأهل بيته، فعند ذلك فتح القسطنطينية.
رواه الحارث بن أبي أسامة، وروى أبو داود في سننه منه: لن يعجز الله أن يؤخر هذه الأمة نصفه يوم فقط.
7597- وعن عبد الله بن أبي مليكة قال: دخلت على ابن عباس، رضي الله عنه، قال: لم أنم الليلة. قال: طلع كوكب الذنب فخشيت أن الدجال أو الدخان قد طرق، قال: وقد قرأت القرآن صغيًرا، سلوني عن سورة البقرة، وسلوني عن سورة يوسف، عليه الصلاة والسلام.
رواه مسدّد موقوفًا.
7598- وعن علقمة قال: زلزلت الأرض على عهد عبد الله قال: إنا كنا نرى الآيات مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن بركات وأنتم ترونها تخويفًا.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند الصحيح.
57- باب في خروج الدابة
7599- عن حذيفة بن أسيدٍ أبي الغفاريّ، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: يكون للدّابّة ثلاث خرجاتٍ من الدّهر: تخرج أوّل خرجةٍ بأقصى اليمن فيفشو ذكرها بالبادية، ولا يدخل ذكرها القرية، يعني: مكّة، تلبث زمانًا طويلاً، ثمّ تخرج خرجةً أخرى دون ذلك، فيفشو ذكرها في البادية، ويدخل ذكرها القرية يعني: مكّة، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ثمّ بينا النّاس في أعظم المساجد حرمةً على الله وأحبّها إلى الله، وأكرمها على الله تعالى،
المسجد الحرام لم يرعهم إلاّ وهي في ناحية المسجد تدنو، أو تربو بين الرّكن الأسود وبين باب بني مخزومٍ عن يمين الخارج في وسطٍ من ذلك، فيرفض النّاس عنها شتّى ومعًا، وثبت لها عصابةٌ من المسلمين عرفوا أنّهم لم يعجزوا اللّه، وخرجت عليهم تنفض عن رأسها التّراب، فبدأت بهم فجلت عن وجوههم حتّى تركتها كأنّها الكواكب الدّرّيّة، ثمّ ولّت في الأرض لا يدركها طالبٌ، ولا يعجزها هاربٌ، حتّى إنّ الرّجل ليتعوّذ منها بالصّلاة، فتأتيه من خلفه، فتقول: أي فلان، الآن تصلّي؟ فيلتفت إليها، فتسمه في وجهه، ثمّ تذهب فيتجاور النّاس في ديارهم، ويصطحبون في أسفارهم، ويشتركون في الأموال، يعرف المؤمن من الكافر، حتّى إنّ الكافر، ليقول: يا مؤمن، اقض حقّي، ويقول المؤمن: يا كافر، اقض حقّي.
رواه أبو داود الطّيالسيّ، والحاكم، واللّفظ له، وقال: هذا حديثٌ صحيح الإسناد، وهو أبين في ذكر دابّة الأرض، قلت: بل في إسناديهما طلحة بن عمر، والحضرميّ، وهو ضعيفٌ.
7600- وعن ابن عمر، رضي اللّه عنهما، أنّه قال: ألا أريكم المكان الّذي قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ دابّة الأرض تخرج منه فضرب بعصاه الشّقّ الّذي في الصّفا، فقال: وإنّها ذات ريشٍ وزغبٍ، وإنّه يخرج ثلثها حضر الفرس الجواد ثلاثة أيّامٍ وثلاث ليالٍ، وإنّها تمرّ عليهم، وإنّهم ليفرّون منها إلى المساجد، فتقول لهم: أترون المساجد تنجّيكم منّي؟ فتخطمهم، فيتشاجرون في الأسواق، يقولون: يا كافر، يا مؤمن.
رواه أبو يعلى
58- باب في طلوع الشمس من مغربها
فيه حديث عبد الله بن مسعود وسيأتي في آخر كتاب الجنة.
7601- وعن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: لا تقوم السّاعة حتّى يلتقي الشّيخان، فيقول أحدهما لصاحبه: متى ولدت؟ فيقول: يوم طلعت الشّمس من المغرب.
رواه الحارث بن أبي أسامة، وفي سنده الكلبيّ، وهو ضعيفٌ، واسمه محمّد بن السّائب.
7602- وعن عبد الله بن أبي أوفى، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: إنّه سيأتي ليلةٌ مثل ثلاث ليالٍ من لياليكم هذه، فإذا كانت عرفها المتهجدون، يقوم الرّجل فيقرأ حزبه، ثمّ ينام، ثمّ يقوم، فيقرأ حزبه، ثمّ ينام، ثمّ يقوم فيقرأ حزبه، فبينما هم كذلك إذ ماج النّاس بعضهم في بعضٍ، يقولون: ما هذا؟ فيفزعون إلى المساجد، فإذا هم بالشّمس قد طلعت من هاهنا، من مغربها، فتجيء حتّى إذا توسّطت السّماء رجعت، فذلك حين لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت في إيمانها خيرًا.
رواه أبو يعلى الموصليّ، وفي سنده سليمان بن يزيد أبو آدم، وهو ضعيفٌ.
59- في في الكذابين والدجالين الذين بين يدي الساعة
فيه حديث أبي هريرة، وابن عباس وتقدما في آخر كتاب الجمعة، وحديث سمرة بن جندب وتقدم في الكسوف في باب الجهر.
7603- وعن يوسف بن مهرانٍ، قال: كنت عند عبد الله بن عمر، رضي اللّه عنهما، فجعل رجلٌ يحدّثه عن المختار وكذبه، فقال ابن عمر لئن كان ما تقول لقد سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: إنّ بين يدي السّاعة ثلاثين كذّابًا دجّالاً قال: فبكت صفيّة ابنة أبي عبيدٍ، فقال الرّجل: من هذه الّتي تبكي؟ قالوا: هذه أخته، قال: لو علمت أنّها أخته ما حدّثتك من حديثه بشيءٍ.
رواه محمّد بن يحيى بن أبي عمر، وأحمد بن حنبلٍ، بسندّ فيه عليّ بن زيد بن جدعان، وهو ضعيفٌ.
7603/2- وأبو يعلى، وأحمد بن حنبلٍ أيضًا بسندٍ فيه الأفريقيّ، قال: سأل رجلٌ ابن عمر وأنا عنده، عن متعة النساء، وقال: ما كنّا في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زانين، ولا مسافحين، ثمّ قال: والله لقد سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: ليكوننّ قبل يوم القيامة المسيح الدّجّال وثلاثون كذّابًا، أو أكثر من ذلك.
7604- وعن أبي الجلاّس، قال: سمعت عليًّا، رضي اللّه عنه، يقول لعبد الله السّبائيّ: ويلك والله ما أفضى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إليّ شيئًا كتمه أحدًا من النّاس، ولقد سمعته، يقول: إنّ بين يدي السّاعة ثلاثين كذّابًا وإنّك لأحدهم.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وعنه أبو يعلى الموصليّ.
7605- وعن حذيفة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: بين يدي السّاعة كذّابين.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، ورواته ثقاتٌ.
7605/2- وأحمد بن حنبلٍ، ولفظه: قال نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم: في أمّتي كذّابون ودجّالون سبعةٌ وعشرون، منهم أربع نسوةٍ، وإنّي خاتم النّبيّيّن لا نبيّ بعدي.
7606- وعن عامر بن سعدٍ، قال: كتبت لجابر بن سمرة، رضي اللّه عنه، مع غلامي نافعٍ،
أخبرني بشيءٍ سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فكتب إليّ: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم الجمعة عشيّة رجم الأسلميّ، يقول: لا يزال الدّين قائمًا حتّى تقوم السّاعة، أو يكون عليكم اثنا عشر خليفةً كلّهم من قريشٍ وسمعته، يقول: عصيبةٌ من المسلمين يفتتحون البيت الأبيض، بيت كسرى، وآل كسرى وسمعته، يقول: إنّ بين يدي السّاعة كذّابين فاحذروهم وسمعته، يقول: إذا أعطى اللّه، عزّ وجلّ، أحدكم خيرًا فليبدأ بنفسه وأهل بيته وسمعته، يقول: أنا فرطكم على الحوض.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وعنه أبو يعلى.
7607- وعن عطاء بن السّائب، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا تقوم السّاعة حتّى يخرج بين يدي السّاعة سبعون كذّابًا.
رواه الحارث، بسندٍ فيه عليّ بن عاصمٍ، وهو ضعيفٌ.
7608- وعن جابر بن عبد الله، رضي اللّه عنهما، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: إنّ بين يدي السّاعة كذّابين منهم: صاحب اليمامة، ومنهم: صاحب صنعاء العنسيّ، ومنهم: صاحب حمير، ومنهم: الدّجّال، وهو أعظمهم فتنةً فقال بعض أصحابي، يقول: هم قريبٌ من ثلاثين كذّابًا.
رواه الحارث بن أبي أسامة، وأحمد بن حنبلٍ، وابن حبّان في صحيحه.
7609- وعن أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يكون قبل خروج الدّجّال نيّفٌ وسبعون دجّالاً.
رواه أبو يعلى الموصليّ.
7610- وعن ابن عمر، رضي اللّه عنهما، قال: رأى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كأنّ في يديه سوارين من ذهبٍ، قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: فنفختهما فطارا، وهما كذّابا أمّتي صاحب اليمامة، وصاحب اليمن، ولن يضرّا أمّتي شيئًا.
رواه أبو يعلى الموصليّ.
وله شاهدٌ من حديث أبي هريرة، رواه التّرمذيّ، وابن ماجة، وغيرهما.
60- باب في تتابع أمارات الساعة
7611- عن عبد الله بن عمرٍو، رضي اللّه عنهما، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: الآيات خرزاتٌ منظوماتٌ في سلكٍ، يقطع السّلك فيتبع بعضها بعضًا.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبلٍ.
7611/2- والحاكم بإسنادٍ جيّدٍ، ولفظه: الآيات خرزٌ منظوماتٌ في سلكٍ، يقطع السّلك فيتبع بعضها بعضًا قال خالد بن الحويرث: كنّا نأذن بالصّباح، وهناك عبد الله بن عمرٍو، وهناك امرأةٌ من بني المغيرة، يقال لها: فاطمة، فسمعت عبد الله بن عمرٍو، يقول: ذاك يزيد بن معاوية، فقالت: أكذاك يا عبد الله بن عمرٍو، تجده مكتوبًا في الكتاب؟ قال: لا أجده باسمه، ولكن أجد رجلاً من شجرة معاوية، يسفك الدّماء، ويستحلّ الأموال، وينتقض هذا البيت حجرًا حجرًا، فإن كان ذاك وأنا حيٌّ، وإلاّ فاذكريني، قال: وكان منزلها على أبي قبيسٍ، فلمّا كان زمن الحجّاج وابن الزّبير ورأت البيت ينقض، قالت: رحم اللّه عبد الله بن عمرٍو، قد كان حدّثنا بهذا.
وله شاهدٌ من حديث أنسٍ، رواه الحاكم، وصحّحه، وابن حبّان في صحيحه من حديث أبي هريرة.
61- باب فيما يكون في آخر الزمان من تكليم السباع وغير ذلك مما يذكر
7612- عن أبي سعيدٍ الخدريّ، رضي اللّه عنه، قال: بينا راعي يرعى بالحرّة إذ عرض ذئبٌ لشاةٍ، فطلبه الرّاعي فانتزعها منه فأقعى الذّئب على ذنبه، وقال: ألا تتّقي اللّه، تنزع منّي رزقًا ساقه اللّه إليّ؟ فقال الرّاعي: إنّ هذا لهو العجب، ذئبٌ يقعي على ذنبه يكلّمني بكلام الإنس؟ فقال الذّئب: ألا أنبّئك بما هو أعجب من هذا؟ محمّدٌ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بيثرب يحدّث النّاس بأنباء ما قد سبق، فأقبل الرّاعي بغنمه حتّى دخل المدينة، فزواها إلى زاويةٍ من زواياها، ثمّ أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأخبره، فخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى المسجد وأمر فنودي: الصّلاة جامعةٌ، فلمّا اجتمع النّاس، قال للأعرابيّ: أخبرهم بما رأيت فأخبرهم الأعرابيّ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: صدق والّذي نفس محمّدٍ بيده لا تقوم السّاعة حتّى تكلّم السّباع، وتكلّم الرّجل عذبة سوطه وشراك نعله، وتخبره فخذه بما أحدث أهله بعده.
رواه أحمد بن منيعٍ، وعبد بن حميدٍ، وأبو يعلى، وعنه ابن حبّان في صحيحه، وروى التّرمذيّ منه: والّذي نفس محمّدٍ بيده... إلى آخره دون باقيه، وقال: حديثٌ حسنٌ غريبٌ صحيحٌ.
وله شاهدٌ من حديث أبي هريرة، وتقدّم في علامات النّبوّة في باب إخبار الذّئب بنبوّته.
62- باب ما جاء في المهدي
7613- عن أبي الصّدّيق النّاجيّ، قال: جاورت أبا سعيدٍّ الخدريّ، رضي اللّه عنه، قريبًا من ثلاث سنين فحدّثني، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: يخرج في آخر أمّتي المهديّ يسقيه اللّه الغيث، تخرج الأرض نباتها، ويعطى المال صحاحًا تنعم الأمّة، وتكثر الماشية، ويعيش سبع سنين، أو ثمان سنين.
7613/2- وفي روايةٍ: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أبشّركم بالمهديّ يبعث في أمّتي على اختلافٍ من النّاس وزلازل، فيملأ الأرض قسطًا وعدلاً كما ملئت ظلمًا وجورًا، يرضى عنه ساكن السّماء وسكّان الأرض، ويقسم المال صحاحًا قال: قلنا: وما الصّحاح؟ قال: بالسّويّة بين النّاس، ويملأ اللّه، عزّ وجلّ، قلوب أمّة محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم غناءً ويسعهم عدله، حتّى يأمر مناديًا، فينادي: من له في المال حاجةٌ؟ فما يقوم من النّاس إلاّ رجلٌ، فيقول: أنا، فيقول له: ائت المنادي، فقل له: إنّ المهديّ يأمرك أن تعطيني مالاً، فيقول له: احثه، فيحثي في حجره حتّى إذا ائتزره وضمّه، قال: يندم، قال: فيقول: كنت أجشع أمّة محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم نفسًا، أو أعجز عنّي ما وسعهم، فيندم فيردّه، فلا يقبل منه، فيقال له: إنّا لا نقبل شيئًا أعطيناه، فيكون كذلك سبعًا، أو ثمانيًا، أو تسع سنين، ثمّ لا خير في العيش بعده، أو لا خير في الحياة بعده.
رواه مسدّدٌ واللّفظ له، وأحمد بن منيعٍ، وأحمد بن حنبلٍ.
7613/3- ورواه أبو بكر بن أبي شيبة، ولفظه: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: يكون في أمّتي المهديّ فإن طال عمره، أو قصر عمره عاش سبع سنين، أو ثمان سنين، أو تسع سنين، يملأ الأرض قسطًا وعدلاً، وتخرج الأرض نباتها، وتمطر السّماء مطرها.
7613/4- ورواه أبو يعلى، وعنه ابن حبّان في صحيحه، ولفظه: لا تقوم السّاعة حتّى تملأ الأرض ظلمًا وعدوانًا، ثمّ يخرج رجلٌ من أهل بيتي، أو قال: من عترتي، فيملؤها قسطا وعدلاً كما ملئت ظلمًا وعدوانًا.
7613/5- وفي روايةٍ لأبي يعلى: يكون في آخر الزّمان خليفةٌ يقسم المال، ولا يعدّه.
7613/6- وفي روايةٍ له: ليقومنّ على أمّتي رجلٌ من أهل بيتي أقنى أجلى، يوسع الأرض عدلاً كما وسعت ظلمًا وجورًا، يملك سبع سنين.
7613/7- ورواه الحاكم، وصحّحه، ولفظه: قال نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم: ينزل بأمّتي في آخر الزّمان بلاءٌ شديدٌ من سلطانهم لم يسمع بلاءٌ أشدّ منه حتّى تضيق عليهم الأرض الرّحبة، وحتّى تملأ الأرض جورًا وظلمًا، لا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من الظّلم، فيبعث اللّه، عزّ وجلّ، رجلاً من عترتي، فيملأ الأرض قسطًا وعدلاً كما ملئت ظلمًا وجورًا، يرضى عنه ساكن السّماء وساكن الأرض، لا تدّخر الأرض من بذرها شيئًا إلاّ أخرجته، ولا السّماء من قطرها إلاّ صبّه اللّه عليهم مدرارًا، يعيش فيهم سبعًا، أو ثمانٍ، أو تسعًا، تتمنّى الأحياء الأموات ممّا صنع اللّه، عزّ وجلّ، بأهل الأرض من خيره.
وله طرق أخر في الحاكم، رواه أبو داود، والتّرمذيّ، وابن ماجة، باختصارٍ.
7614- وعن أبي يونس، حدّثنا أبو بحر أن أبا الجلد حدثه وحلف عليه: أنه لا تهلك هذه الأمة حتى يكون فيها اثنا عشر خليفة، كلهم يعمل بالهدى ودين الحق، منهم رجلان من أهل بيت النبي صلّى الله عليه وسلّم، يعيش أحدهما أربعين سنة، والآخر ثلاثين سنة، ولكن يكون خلفاء بعدهم ليسوا منهم.
رواه مسدّد عن يحيى، عنه به.
7615- وعن أبي سعيدٍ الخدريّ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يخرج رجلٌ من أهل بيتي عند انقطاعٍ من الزمان، وظهورٍ من الزّمان، يقال له: السّفّاح يكون عطاؤه حثيًا.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبلٍ كلاهما بسندٍ فيه عطيّة العوفيّ، وهو ضعيفٌ.
7616- وعن معاوية بن قرّة، عن أبيه، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لتملأنّ الأرض جورًا وظلمًا فإذا ملئت ظلمًا وجورًا، بعث اللّه، عزّ وجلّ، رجلاً منّي، اسمه اسمي، أو اسم نبيٍّ، يملؤها قسطًا وعدلاً، فلا تمنع السّماء شيئًا من قطرها، والأرض شيئًا من نباتها، فيلبث فيكم سبعةً، أو ثمانيةً، فإن كثر فتسعةً، يعني: سنين.
رواه الحارث، والبزّار، ومدار إسناديهما على داود بن المحبّر، وهو ضعيفٌ، قال البزّار: ورواه معمرٌ، عن أبي هارون، عن معاوية بن قرّةٍ، عن أبي الصّدّيق، عن أبي سعيدٍ الخدريّ.
7617- وعن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: حدّثني خليلي أبو القاسم صلّى الله عليه وسلّم لا تقوم السّاعة حتّى يخرج عليهم رجلٌ من أهل بيتي فيضربهم حتّى يرجعوا إلى الحقّ قال: قلت: وكم يملك؟ قال: خمسا واثنين قال: قلت: ما خمسٌ واثنين؟ قال: لا أدري.
رواه أبو يعلى الموصليّ.
7618- وعن عبد الله بن مسعودٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: تجيء راياتٌ سودٌ من قبل المشرق، وتخوض الخيل الدّماء إلى ثنتها، يظهرون العدل ويطلبون العدل، فلا يعطونه، فيظهرون، فيطلب منهم العدل فلا يعطونه.
رواه أبو يعلى الموصليّ، واللّفظ له، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن ماجة، والحاكم مطوّلاً وبغير هذا اللّفظ.
7619- وعن أمّ سلمة، رضي اللّه عنها، قالت: بينما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مضطجعًا في بيتي إذا
احتفز جالسًا وهو يسترجع، قلت: بأبي أنت وأمّي ما شأنك يا رسول الله تسترجع؟ قال: لجيشٍ من أمّتي، يجيؤون من قبل الشّام، يؤمّون البيت لرجلٍ يمنعه اللّه منهم، حتّى إذا كانوا بالبيداء من ذي الحليفة خسف بهم، ومصادرهم شتّى قلت: بأبي وأمّي كيف يخسف بهم جميعًا ومصادرهم شتّى؟ قال: إنّ منهم من جبر، إنّ منهم من جبر، إنّ منهم من جبر.
رواه أبو يعلى الموصليّ، وأحمد بن حنبلٍ، ومدار إسناديهما على ابن جدعان، وهو ضعيفٌ.
7620- وعن عائشة، رضي اللّه عنها، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، مثله.
رواه أبو يعلى الموصليّ، وأحمد بن حنبلٍ، ورواته ثقاتٌ.
7621- وعن أمّ سلمة، رضي اللّه عنها، قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يكون اختلافٌ عند موت خليفةٍ، فيخرج رجلٌ من قريشٍ من أهل المدينة، فيأتيه ناسٌ من أهل مكّة، فيخرجونه وهو كارهٌ، فيبايعهم بين الرّكن والمقام، فيبعثون إليه جيشًا من الشّام، فإذا كانوا بالبيداء خسف بهم، فإذا بلغ النّاس ذلك أتاه أبدال الشّام، وعصائب أهل العراق فيبايعونه، وينشأ رجلٌ من قريشٍ، أخواله من كلبٍ، فيبعث إليهم بعثًا، أو قال: جيشًا: فيهم مؤمنهم ويظهرون عليهم، فيقسم بين النّاس فيهم، ويعمل فيهم بسنّة نبيّهم صلّى الله عليه وسلّم، ويلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض يمكث سبع سنين.
رواه أبو يعلى الموصليّ، وعنه ابن حبّان في صحيحه.
63- باب ما يكون في الفتن قبل خروج الدحال
فيه حديث أبي أمامة الطويل وسيأي في باب ما جاء في الدجال.
7622- وعن عبد الله بن عمرٍو، رضي اللّه عنهما، قال: سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: يكون هجرةٌ بعد هجرةٍ، يخرج خيار الأرض إلى مهاجر إبراهيم عليه الصّلاة والسّلام، ويبقى في الأرض شرار أهلها، تلفظتهم أرضوهم وتقدرهم نفس الله، عزّ وجلّ، وتحشرهم النّار مع القردة والخنازير وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يخرج ناسٌ من قبل المشرق يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، كلّما قطع قرنٌ نشأ قرنٌ، ثلاث مرّارٍ ثمّ يخرج من بقيّتهم الدّجّال.
رواه أبو داود الطّيالسيّ، ورواته ثقاتٌ، وروى أبو داود في سننه، منه: يخرج ناسٌ... إلى آخره دون بقيّته.
7623- وعن أسماء بنت يزيد، رضي اللّه عنها، قالت: كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: إذا كان قبل خروج الدّجّال حبست السّماء ثلث قطرها ثلاث سنين، وحبست الأرض ثلث نباتها، فإذا كانت الثّانية حبست السّماء ثلثي قطرها، وحبست الأرض ثلثي نباتها، فإذا كانت السّنة الثّالثة، حبست السّماء قطرها كلّه، وحبست الأرض نباتها كلّه، ولا يبقى ذو خفٍّ، ولا ظلفٍ إلاّ هلك، فيقول الدّجّال للرّجل من أهل البادية: أرأيت إن بعثت إبلك ضخامًا ضروعها، عظامًا أسنمتها، تعلم أنّي ربّك؟ فيقول: نعم، فيتمثّل له الشّيطان على صورة إبله فيتبعه، ويقول للرّجل: أرأيت إن بعثت أباك وأمّك ومن تعرف من أهلك، أتعلم أنّي ربّك؟ فيقول: نعم، فيتمثّل له الشّيطان على صورهم فيتبعه وخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وبكى أهل البيت، فرجع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ونحن نبكي، فقال: ما يبكيكم؟ فقلت: يا رسول الله، ما ذكرت من الدّجّال، والله إنّ أمة أهلي لتعجن عجينها فما تبلغ حتّى تكاد كبدي تتفتّت من الجوع، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج من بعدي، فاللّه تبارك وتعالى خليفتي على كلّ مسلمٍ.
رواه أبو داود الطّيالسيّ، وأحمد بن منيعٍ، واللّفظ له، والحميديّ، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبلٍ والحارث بن أبي أسامة.
7623/2- ورواه أبو يعلى الموصليّ...، فذكره بتمامه وزاد في آخره: قالوا: يا رسول الله، ما يجزئ المؤمنين يومئذٍ؟ قال: يجزئ المؤمنين يومئذٍ ما يجزئ الملائكة، التّسبيح، والتّهليل، والتّكبير، والتّحميد.
وله شاهدٌ من حديث عائشة، وسيأتي في الباب بعده.
7624- وعن عوف بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يكون أمام الدّجّال سنون خوادع، يكثر فيها المطر، ويقلّ فيها النّبت، ويكذّب فيها الصّادق، ويصدّق فيها الكاذب، ويؤتمن فيها الخائن، ويخوّن فيها الأمين، وينطق فيها الرّويبضة قيل: يا رسول الله، وما الرّويبضة؟ قال: من لا يؤبه له.
وقال البزّار: الأمرؤ التّافه يتكلّم في أمر العامّة.
رواه أبو يعلى الموصليّ، والبزّار بسندٍ واحدٍ، رواته ثقاتٌ.
7625- وعن أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ بين يدي السّاعة سنين خوادعةً يصدّق فيها الكاذب، ويكذّب فيها الصّادق، ويخوّن فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن، وينطق فيها الرّويبضة قالوا: يا رسول الله، وما الرّويبضة؟ قال: الفويسق يتكلّم في أمر العامّة.
رواه أبو يعلى الموصليّ، وأحمد بن حنبلٍ.
وله شاهدٌ من حديث أبي هريرة، رواه ابن أبي شيبة، وعنه ابن ماجة، بسندٍ ضعيفٍ.
64- باب فيما يكون من الجهد بين يدي الجال، وما جاء فيمن نجا من ثلاث فقد نجا
فيه حديث أسماء بنت يزيد المذكور في الباب قبله.
7626- عن عائشة، رضي اللّه عنها: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذكر جهدًا شديدًا يكون بين يدي الدّجّال، فقلت: يا رسول الله، فأين يومئذٍ العرب؟ قال: يا عائشة، إنّ العرب يومئذٍ قليلٌ قلت: ما يجزئ المؤمن يومئذٍ من الطّعام؟ قال: التّسبيح، والتّهليل، والتّكبير قلت: فأيّ المال يومئذٍ خيرٌ؟ قال: غلامٌ يسقي أهله من الماء، أمّا الطّعام فلا طعام.
رواه أبو يعلى الموصليّ بسندٍ فيه عليّ بن زيد بن جدعان، وأحمد بن حنبلٍ، ورواته ثقاتٌ.
وله شاهدٌ من حديث ابن عمر، رواه الحاكم، وصحّحه.
7627- وعن عبد الله بن حوالة الأزديّ، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ثلاثٌ من نجا منهنّ فقد نجا ثلاث مرّاتٍ موتي، والدّجّال، وقتل خليفةٍ مصطبرٍ بالحقّ قال: فقلت للّيث، وابن لهيعة: من هذا الخليفة؟ قالا: عثمان.
رواه أبو يعلى، وأحمد بن حنبلٍ، ورواة أحمد ثقاتٌ، إلاّ أنّه قال: عبد الله بن حوالة، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم....
65- باب ما يقوله من رأى من الدجال
7628- عن أبي قلابة، عن رجل من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: إن من ورائكم الكذاب المضل، وإن رأسه من ورائه حبكًا حبكًا، وإنه يقول: أنا ربكم، فمن قال: كذبت، لست بربنا، ولكن ربنا الله عليه توكلنا فنعوذ بالله من شرك، فلا سبيل له عليه. قال ابن علية: الحبك الجعودة.
رواه أحمد بن منيع، ورواته ثقات
7628/2- وكذا أحمد بن حنبل ولفظه: عن أبي قلابة، عن هشام بن عامر، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إن رأس الدجال من ورائه حبك حبك، فمن قال: أنت ربي. افتتن، ومن قال: كذبت، ربي الله عليه توكلت، فلا يضره، أو قال: فلا فتنة عليه
7628/3- وفي رواية له: عن أبي قلابة قال: رأيت رجلا بالمدينة قد أطاف الناس به ويقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قال: فسمعته وهو يقول: إن بعدكم الكذاب المضل، وإن رأسه من بعده حبك حبك حبك، وإنه سيقول: أنا ربكم، فمن قال لست بربنا، لكن ربنا الله عليه توكلنا وإليه أنبنا، نعوذ بالله من شرك؟ لم يكن له عليه سلطان.
ورواه الحاكم وصححه، ولهشام بن عامر حديث في صحيح مسلم في الدجال غير هذا.
وله شاهد في مسند أحمد بن حنبل من حديث سمرة بن جندب، وسيأتي في باب صفة الدجال من حديث أبي أمامة: إن من قرأ فواتح سورة الكهف كان عليه بردًا وسلامًا.
7628/4- وفي مسند أحمد بن حنبل من حديث أبي الدرداء مرفوعًا: من قرأ عشر آيات من آخر سورة الكهف عصم من فتنة الدجال.
66- باب من أين خرج الدجال، وما جاء في نزوله خوز وكرمان
7629- عن عائشة، رضي اللّه عنها، قالت: دخل عليّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأنا أبكي، فقال: ما يبكيك؟ قلت: يا رسول الله، ذكرت الدّجّال فبكيت، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إن يخرج الدّجّال وأنا فيكم كفيتموه، وإن يخرج بعدي، فإنّ ربّكم ليس بأعور، إنّه يخرج من يهوديّة أصبهان حتّى يأتي المدينة، فينزل ناحيتها، ولها يومئذٍ سبعة أبوابٍ على كلّ نقبٍ منها ملكٌ، فيخرج عليه شرار أهلها حتّى يأتي الشّام مدينة فلسطين بباب لدٍّ وقال أبو داود مرّةً: حتّى يأتي باب فلسطين، فينزل عيسى ابن مريم عليه السّلام فيقتله، ويمكث في الأرض أربعين سنةً إمامًا عدلاً، وحكمًا مقسطًا.
رواه أبو داود الطّيالسيّ، واللّفظ له، وأحمد بن منيعٍ، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبلٍ، وابن حبّان في صحيحه، وسيأتي من حديث سفينة أن هلاكه يكون عند عقبة أفيق.
7630- وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: إن الدجال إذا خرج يخرج من نحو المشرق، فتكثر جنوده ومسالحه، فلا يخلص إليه إلاّ من قال: أنا وافد، فيجيء رجل فيقولن: أنا وافد، فإذا رآه الدجال قال: ابن آدم، ألست تعلم أني ربك؟ قال: لا أنت عدو الله الدجال. قال: فإني قاتلك. قال: وإن قتلتني، قال: فيأخذ المنشار فيضعه بين ثنته فيشقه شقتين، ثم يقول: لمن حوله كيف ترون إذا أنا أحييته؟ قالوا: فذاك حين نستيقن أنك ربنا. قال: فيحييه، قال: فيقولن له: ابن آدم زعمت أني لست بربك. قال: ما كنت قط أشد بصيرة مني فيك الآن. قال: إني ذابحك، قال: وإن ذبحتني، قالت: فيريد ذبحه فلا يستطيع أن يذبحه، فيقول من تحته: إن كنت صادقًا فلتذبحني. قال: فعند ذلك يرتاب في جنوده وينزل عيسى ابن مريم، عليه السلام فإذا رآه ووجد ريحه ذاب كما يذوب الرصاص.
رواه مسدّد موقوفًا، ورواته ثقات.
7630/2- والحاكم مرفوعًا وصححه ولفظه: عن أبي هريرة، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: يخرج الدجال من ها هنا أو ها هنا أو من ها هنا بل يخرج من ها هنا، يعني: من المشرق.
7631- وعن العريان بن الهيثم، عن أبيه قال: دخلت على يزيد بن معاوية، فقلنا: من هذا؟ فقال بعضهم: هذا عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال بعضنا له: يا عبد الله، إنا نحدث عنك أحاديث، فقال: إنكم معشر أهل العراق تأخذون الأحاديث من أسافلها؟ ولا تأخذونها من أعاليها. وذكروا الدجال، فقال: إن بأرضكم أرضا يقال له: كوثا ذات سباخ ونخل؟ فقالوا: نعم. قال: فإنه يخرج منها.
رواه مسدد.
7632- وعن عمرو بن حريثٍ، عن أبي بكرٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ الدّجّال يخرج من أرضٍ من قبل المشرق، يقال لها: خراسان، يتبعه أقوامٌ كأنّ وجوههم المجانّ المطرقة.
رواه أبو يعلى الموصليّ، والحاكم، وقال: صحيح الإسناد.
7633- وعن أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يخرج الدّجّال من يهوديّة أصبهان، معه سبعون ألفًا من اليهود عليهم التيجان.
رواه أبو يعلى الموصليّ، وأحمد بن حنبلٍ، ومدار إسناديهما على محمّد بن مصعبٍ، وهو ضعيفٌ.
7634- وعن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: لينزلنّ الدّجّال بخوز وكرمان في سبعين ألفًا، كأنّ وجوههم المجانّ المطرقة.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبلٍ، وأبو يعلى الموصليّ بسندٍ ضعيفٍ، لتدليس محمّد بن إسحاق.
67- باب ما جاء في ابن صياد
7635- عن أم سلمة، رضي الله عنها قالت: ابن صياد ولدته أمه أعور مختونًا مسرورًا.
رواه أحمد بن منيع موقوفًا، ورواته ثقات.
7636- وعن ابن عمر، رضي الله عنهما قال: لقيت ابن صياد يومًا ومعه رجل من اليهود، فإذا عينه طفئت، وكانت خارجة مثل عين الجمل، فلما رأيتها قلت: ابن صياد، أنشدك الله، متى طفئت عينك؟ فمسحها، وقال: لا أدري والرحمن، فقلت: كذبت لا تدري وهي في رأسك، فزعم لي اليهودي أني ضربت بيدي على صدره، ولا أعلم أني فعلت ذلك، فقلت: اخسأ فلن تعدو قدرك، قال: أجل لا أعدو قدري. قال: وذكر شيئًا لا أحفظه، قال: فذكرت ذلك لحفصة، فقالت: اجتنب هذا الرجل؟ فإنا نتحدث أن الدجال ليخرج عند غضبة يغضبها.
رواه إسحاق بن راهويه بسند صحيح وروى مسلم في صحيحه منه: إن الدجال ليخرج... إلى آخره دون باقيه.
7637- وعن جابر بن عبد الله، رضي اللّه عنهما، قال: أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ابن صيّادٍ وهو يلعب مع الغلمان، فقال له: أتشهد أنّي رسول الله؟ فقال ابن صيّادٍ: أتشهد أنت أنّي رسول الله؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اخسأ بل أنت عدوّ الله، اخسأ فلن تعدو قدرك قال: إنّي قد خبّأت لك خبئًا، قال: الدّخ.
رواه الحارث بن أبي أسامة، ورواته ثقاتٌ.
7637/2- وكذا أحمد بن حنبلٍ، ولفظه: عن جابر بن عبد الله، أنّه قال: إنّ امرأةً من اليهود بالمدينة ولدت غلامًا ممسوحةً عينه طالعةً ناتئةً، فأشفق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يكون الدّجّال، فوجده تحت قطيفةٍ يهمهم، فآذنته أمّه، فقالت: يا عبد الله، هذا أبو القاسم قد جاء فاخرج إليه، فخرج من القطيفة، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما لها قاتلها اللّه لو تركته لبين ثمّ قال: يا ابن صيّادٍ، ما ترى؟ قال: أرى حقًّا، وأرى باطلاً، وأرى عرشًا على الماء قال: فلبّس عليه فقال: أتشهد أنّي رسول الله؟ فقال هو: أتشهد أنّي رسول الله، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: آمنت بالله ورسله ثمّ خرج وتركه، ثمّ أتى مرّةً أخرى، فوجده في نخلٍ يهمهم، فآذنته أمّه، فقالت: يا عبد الله، هذا أبو القاسم قد جاء، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما لها قاتلها اللّه لو تركته لبين قال: وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يطمع أن يسمع من كلامه شيئًا فيعلم أهو هو أم لا؟ قال: يا ابن صيّادٍ، ما ترى؟ قال: أرى حقًّا، وأرى باطلاً، وأرى عرشًا على الماء، قال: أتشهد أنّي رسول الله؟ قال هو: أتشهد أنّي رسول الله؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: آمنت بالله ورسله فلبّس عليه ثمّ خرج وتركه، ثمّ أتى في الثّالثة أو الرّابعة ومعه أبو بكرٍ، وعمر، رضي اللّه عنهما، في نفرٍ من المهاجرين والأنصار وأنا معه، قال: فبادر رسول الله صلّى اللّه عيه وسلّم بين أيدينا ورجا أن يسمع من كلامه شيئًا فسبقته أمّه إليه، فقالت: يا عبد الله، هذا أبو القاسم قد جاء، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما لها قاتلها اللّه لو تركته لبين، فقال: يا ابن صيّادٍ، ما ترى؟ قال: أرى حقًّا، وأرى باطلاً، وأرى عرشًا على الماء، قال: أتشهد أنّي رسول الله؟ قال هو: أتشهد أنّي رسول الله؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: آمنت بالله ورسله فلبّس عليه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا ابن صيّادٍ، إنّي قد خبّأت لك خبئًا فما هو؟ قال: الدّخّ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اخسأ اخسأ فقال عمر بن الخطّاب: ائذن لي يا رسول الله، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إن يكن هو فلست صاحبه، إنّما صاحبه عيسى ابن مريم، وإن لم يكن هو فليس لك أن تقتل رجلاً من أهل العهد قال: فلم يزل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مستيقنًا أنّه الدّجّال، ولجابرٍ حديثٌ في الصّحيح في ابن صيّادٍ غير هذا.
7638- وعن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: لمّا سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بابن صيّادٍ، قام إليه في أصحابه، وقال لهم: إنّي أخبّأ له خبئًا، وإنّي أخبّأ له سورة الدّخان قال: فسأل عنه أمّه، فقالت: هو يلعب مع الصّبيان، قال: ولدته أمّه أعور مختونًا قال: فدعي، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أتشهد أنّي رسول الله؟ قال هو: أتشهد أنّي رسول الله؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: آمنت بالله ورسله قال: ثمّ قال له: أتشهد أنّي رسول الله؟ قال: فردّ عليه مثل قوله، قال: فقال له رسول الله: قد خبّأت لك خبئًا فما هو؟ قال: دخ، فقال: اخسأ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: انظر ما ترى؟ قال: أرى إعصارًا، وعرشًا على الماء، قال: فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لبّس عليه قال: فقال عمر، رضي اللّه عنه: ألا أقتله، يا رسول الله؟ قال: لا، إن يكن الدّجّال فلا تسلّط على قتله، وإلاّ يكن الدّجّال فلا يحلّ قتله.
رواه الحارث بن أبي أسامة مرسلاً، ورواته ثقاتٌ.
7639- وعن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، قال: لأن أحلف بالله تسعًا أن ابن صياد هو الدجال أحب إلي من أن أحلف واحدة أنه ليس به، ولأن أحلف أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قتل قتلا أحب إلي من أن أحلف واحدة، وذلك بأن الله، تعالى، اتخذه خليلا وجعله شهيدًا.
رواه أبو يعلى الموصليّ.
68- باب ما جاء في الدجال وصفته وفتنته وتكذيبه وحماره وغير ذلك مما يذكر
فيه حديث سمرة بن جندب وتقدم في صلاة الكسوف، وحديث الفلتان وتقدم في باب ليلة القدر، وحديث أبي هريرة وتقدم في كتاب عجائب المخلوقات.
7640- وعن عبد الله بن خبّابٍ، قال: سمعت أبيّ بن كعبٍ، رضي اللّه عنه، قال: ذكر الدّجّال عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أو قال: ذكر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الدّجّال، فقال: إحدى عينيه كأنّها زجاجةٌ خضراء، تعوّذوا بالله من عذاب القبر.
رواه أبو داود الطّيالسيّ، وأحمد بن منيعٍ، وأحمد بن حنبلٍ، وابن حبّان في صحيحه.
وله شاهدٌ من حديث ابن عبّاسٍ، وتقدّم في الصّلاة في باب الإشارة بالمسبحة.
7641- وعن سفينة مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: خطبنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: إنّه لم يكن نبيّ إلاّ وقد أنذر الدّجّال أمّته، ألا وإنّه أعور عين الشّمال، وباليمنى ظفرةٌ غليظةٌ، بين عينيه كافرٌ، يعني: مكتوبٌ: ك ف ر، يخرج معه واديان: أحدهما: جنّةٌ، والآخر: نارٌ، فناره جنّةٌ وجنّته نارٌ، يقول الدّجّال للنّاس: ألست بربّكم أحيي وأميت؟ ومعه نبيّان من الأنبياء إنّي لأعرف اسمهما واسم آباءهما، لو شئت أن أسمّيهما سمّيتهما، أحدهما عن يمينه، والآخر عن يساره، فيقول: ألست بربّكم أحي وأميت؟ فيقول أحدهما: كذبت، فلا يسمعه من النّاس أحدٌ إلاّ صاحبه، ويقول الآخر: صدقت، فيسمعه النّاس وذلك فتنةٌ، ثمّ يسير حتّى يأتي المدينة، فيقول: هذه قرية ذاك الرّجل، فلا يؤذن له أن يدخلها، ثمّ يسير حتّى يأتي الشّام، فيهلكه اللّه، عزّ وجلّ، عند عقبة أفيقٍ.
رواه أبو داود الطّيالسيّ بسندٍ صحيحٍ، وكذا أحمد بن حنبلٍ.
7641/2- وأبو بكر بن أبي شيبة، ولفظه: خطبنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: إنّه لم يكن نبيٌّ إلاّ وقد حذّر الدّجّال أمّته، هو أعور اليسرى بعينه اليمنى ظفرةٌ غليظةٌ بين عينيه كافرٌ، معه واديان: أحدهما: جنّةٌ، والآخر: نارٌ، فجنّته نارٌ وناره جنّةٌ، ومعه ملكان يشبّهان تبيين من الأنبياء، أحدهما عن يمينه، والآخر عن شماله، فيقول للنّاس: ألست بربّكم أحيي وأميت؟ فيقول له أحد الملكين: كذبت، ما يسمعه أحدٌ من النّاس إلاّ صاحبه، فيقول له: صدقت، فيسمعه النّاس فيظنّون إنّما يصدّق الدّجّال وذلك فتنةٌ...، فذكره.
7642- وعن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّ الدّجّال أعور، جعدٌ، هجانٌ، أقمر، كأنّ رأسه غصن شجرةٍ، أشبه النّاس بعبد العزّى بن قطنٍ، فإن هلك الهلّك فإنّ ربّكم ليس بأعورٍ.
رواه أبو داود الطّيالسيّ، وأبو بكر بن أبي شيبة، واللّفظ له، وابن حبّان في صحيحه.
7643- وعن جنادة بن أبي أميّة، قال: انطلقت أنا وصاحبٌ لي إلى رجلٍ من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقلنا: حدّثنا ما سمعت من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول في الدّجّال، ولا تحدّثنا عن غيرك، وإن كنت في نفسك ثبتًا، فقال: قام فينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: أنذركم الدّجّال ثلاثًا فإنّه جعدٌ، آدمٌ، ممسوح العين اليسرى، تمطر السّماء، ولا تنبت الأرض، معه جنّةٌ ونارٌ، فناره جنّةٌ وجنّته نارٌ، معه جبل خبزٍ ونهر ماءٍ، يمكث في الأرض أربعين صباحًا، يبلغ فيها كلّ منهلٍ، ليس أربعة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، وبيت المقدس، والطّور، يسلّط على نفسٍ واحدةٍ لا يسلّط على غيرها، ألا وإنّه يقول: أنا ربّكم فمن شبّه عليه فاعلموا أنّ اللّه، عزّ وجلّ، ليس بأعور.
رواه مسدّدٌ، وأحمد بن منيعٍ، وأحمد بن حنبلٍ، والحارث بن أبي أسامة، ورواته ثقاتٌ.
7644- وعن أبي الطفيل: سمعت من بعض أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّمحديثًا في الدجال ما سمعت فيه حديثا أشرف منه: إنه يجيء على حمار، يأتي الرجل على صورة من أهل بيته، فيقول: يا فلان، إني أدعوك إلى الحق، إن أمري حق.
رواه مسدّد، ورواته ثقات.
7645- وعن وهب بن كيسان، عن عبيد بن عميرٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أحذّركم الدّجّال، وما من نبيٍّ إلاّ حذّر أمّته الدّجّال، إنّه أعور، وإنّ ربّكم ليس بأعور، مكتوبٌ بين عينيه: كافرٌ، يقرأه كلّ مؤمنٍ كاتبٌ وغير كاتبٍ.
رواه مسدّدٌ مرسلاً.
7645/2- وابن حبّان في صحيحه مرفوعًا من طريق وهب بن كيسانٍ، عن ابن عمر، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ما من نبيٍّ إلاّ وقد أنذر أمّته الدّجّال...، فذكره.
7646- وعن حذيفة، رضي الله عنه قال: لو خرج الدجال لآمن به قوم.
رواه مسدّدٌ موقوفًا، ورواته ثقاتٌ.
7647- وعن أبي أمامة، رضي اللّه عنه، قال: خطبنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذات يومٍ فكان أكثر خطبته حديثًا يحدّثناه عن الدّجّال، فكان من قوله، أن قال: يا أيّها النّاس، إنّه لم تكن فتنةٌ في الأرض منذ ذرأ اللّه الذّرّيّة أعظم من فتنة الدّجّال، وإنّ اللّه لم يبعث نبيّا بعد نوحٍ إلاّ حذّره أمّته، وأنا آخر الأنبياء، وأنتم آخر الأمم، وهو خارجٌ فيكم لا محالة، فإن يخرج وأنا بين أظهركم، فأنا حجيج كلّ مسلمٍ، وإن يخرج بعدي فكلّ امرئٍ حجيج نفسه، واللّه خليفتي على كلّ مسلمٍ، فإنّه يخرج من خلّةٍ بين العراق والشّام، فيعيث يمينًا ويعيث شمالاً، يا عباد الله، فاثبتوا، فإنّه يبدأ، فيقول: أنا نبيٌّ، ولا نبيّ بعدي، ثمّ يثنّي، فيقول: أنا ربّكم، ولن تروا ربّكم حتّى تموتوا، وإنّه أعور، وإنّ ربّكم ليس بأعور، وإنّه مكتوبٌ بين عينيه: كافرٌ، يقرأه كلّ مؤمنٍ كاتبٌ، أو غير كاتبٍ، وإنّ من فتنته: أن يقول للأعرابيّ: أرأيت إن بعثت لك أباك وبعثت لك أمّك أتشهد أنّي ربّك؟ فيقول: نعم، فيتمثّل له شيطانان على صورة أبيه وعلى صورة أمّه، فيقولان له: يا بنيّ، اتبعه فإنّه ربّك، ومن فتنته أن يقول للأعرابيّ: أرأيت إن بعثت لك إبلك أتشهد أنّي ربّك؟ فيقول: نعم، فيتمثّل له الشّيطان على صورة إبله عليها وسومها، وإنّ من فتنته أن يتناول الشّمس فيشقّها، ويتناول الطّير في الهواء، وإنّ من فتنته أن يسلّط على نفسٍ واحدةٍ فينشرها بالمنشار حتّى يلقيها، ثمّ يقول: انظروا إلى عبدي هذا فإنّي أبعثه الآن، ثمّ يزعم أنّ له ربًّا غيري، ثمّ يبعثه اللّه، فيقول: ربّي اللّه، وأنت عدوّ الله الدّجّال، والله ما كنت قطّ أشدّ بصيرةً منّي الآن، وإنّ
من فتنته أن يركب حمارًا ما بين أذنيه أربعين ذراعًا، وأنّه يصيح ثلاث صيحاتٍ يسمعهنّ أهل المشرق والمغرب، وأنّه لا يبقى سهلٌ إلاّ وطئه وظهر عليه إلاّ مكّة والمدينة، ولا يأتيها من نقبٍ من نقابها إلاّ لقيته الملائكة صلّتًا بالسّيوف فينزل عند الضّريب الأحمر عند منقطع السّبخة فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفاتٍ، فلا يبقى فيها منافقٌ، ولا منافقةٌ إلاّ خرج إليه، تنفي المدينة الخبث منها كما ينفي الكير خبث الحديد، يدعى ذلك اليوم يوم الخلاص فقالت أمّ شريكٍ ابنة أبي العكر: يا رسول الله، فأين النّاس؟ قال: هم يومئذٍ قليلٌ، وجلّهم يومئذٍ ببيت المقدس، وإمامهم رجلٌ صالحٌ، فيسير حتّى ينزل بها فيحاصرهم، فبينما هو يحاصرهم إذ نزل عيسى ابن مريم عليه الصّلاة والسّلام، حين يدخل ذاك الإمام في صلاة الغداة، فإذا نزل عيسى عرفه، فيرجع يمشي القهقرى ليقدّم عيسى عليه السلام، فيضع يده بين كتفيه، ثمّ يقول: صلّ فإنّما لك أقيمت، فيصلي عيسى وراءه، فإذا سلّم ذلك الإمام، قال عيسى: افتحوا الباب، ووراءه الدّجّال معه سبعون ألف يهوديٍّ، كلّهم ذو سيفٍ محلّى وساجٍ، فإذا نظر إليه ذاب كما يذوب الملح في الماء، ثمّ ولّى هاربًا، يقول عيسى عليه السّلام: إنّ لي فيك ضربةً لن تفتني، فيدركه عيسى عند باب لدّ الشّرقيّ فيقتله، ويهزم اللّه يهوده ويقتلون أشدّ القتل، فلا تبقى دابّةٌ، ولا شجرةٌ، ولا حجرٌ يتوارى به يهوديٌّ إلاّ أنطق اللّه ذلك الشّيء، فيقول: يا عبد الله المسلم، هنا يهوديٌّ فتعال فاقتله، إلاّ الغرقد فإنّه لا ينطق، ويقال: إنّه من شجرهم، فيكون عيسى ابن مريم في أمّته حكمًا عدلاً وإمامًا مقسطًا، يدقّ الصّليب، ويذبح الخنزير، ويضع الجزية ويترك الصّدقة، فلا يسعى على شاةٍ، ولا على بعيرٍ، وترفع الشّحناء والبغضاء، وتنزع حمّة كلّ ذات حمّةٍ، حتّى يدخل الوليد يده في الحنش فلا يضرّه، وتفرّ الوليدة إلى الأسد فلا يضرّها، ويكون الذّئب في الغنم كأنّه كلبها، تملأ الأرض من السّلم كما يملأ الإناء من الماء، وتكون الكلمة واحدةً فلا يعبد غير الله، وتضع الحرب أوزارها، وتسلب قريشٌ ملكها، وتكون الأرض كفاثور الفضّة تنبت نبتها بعهد آدم حتّى يجتمع النّفر على القطف فيشبعهم، وحتّى يجتمع النّفر على الرّمّانة فتشبعهم، ويكون الفرس بالدّريهمات، ويكون الثّور بكذا وكذا من المال فقيل: يا رسول الله، ما يرخص الفرس؟ قال: لا تركب لحربٍ أبدًا قيل: فما يغلي الثّور؟ قال: تحرث الأرض كلّها، وإنّ من فتنته أنّه يمرّ بالحيّ فيكذّبونه، فلا تبقى لهم سائمةٌ إلاّ هلكت، وإنّ من فتنته
أنّه يمرّ بالحيّ فيصدّقونه فيأمر السّماء أن تمطر، ويأمر الأرض أن تنبت، حتّى تروح عليهم مواشيهم من يومهم ذلك أعظم ما كانت وأسمنها وأمدّها خواصر، وأدرّها ضروعًا، وإنّ أيّامه أربعين سنةً: سنةً كنصف سنةٍ، وسنةً كثلث سنةٍ، والسّنة كالشّهر، والشّهر كالجمعة، والجمعة كاليوم، وآخر أيّامه كالشّررة، فيصبح أحدكم على باب المدينة فلا يبلغ بابها الآخر حتّى يمسي قيل: يا رسول الله، فكيف نصلّي في هذه الأيّام القصار؟ قال: تقدرون فيها الصّلاة كما تقدرون في هذه الأيّام الطّوال ثمّ تصلّون، وإنّ قبل خروجه سنواتٍ شدادٌ يصيب النّاس منهم جوعٌ شديدٌ، يأمر اللّه السّماء أن تحبس ثلث قطرها، ويأمر الأرض فتحبس ثلث نبتها، ثمّ يأمر السّماء في السّنة الثّانية فتحبس ثلثي قطرها، ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نبتها، ويأمر اللّه، عزّ وجلّ، السّماء في السّنة الثّالثة فلا تمطر قطرةً، ويأمر الأرض فلا تنبت خضرًا، فلا تبقى ذات ظلفٍ إلاّ هلكت قيل: يا رسول الله، فما يعيش النّاس إذا كان ذلك؟ قال: التّهليل، والتّسبيح، والتّحميد، والتّكبير يجري ذلك عنهم مجزى الطّعام فكان أبو أمامة يحدّث هذا الحديث، ثمّ يقول: وما نسيت أكثر: وإنّ من فتنته أنّ معه جنّةً ونارًا، فمن ابتلي ببلواه فليقرأ فواتح سورة الكهف فتكون عليه بردًا وسلامًا، ومن لقيه منكم فليتفل في وجهه، وإنّ من فتنته أنّه يأمر السّماء أن تقطر فتقطر، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت.
رواه محمّد بن يحيى بن أبي عمر، والحاكم، وصحّحه.
ورواه أبو داود في سننه وابن ماجة، مختصرًا.
7648- وعن أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: الدّجّال ممسوح العين، عليها ظفرةٌ غليظةٌ، مكتوبٌ بين عينيه: كافرٌ.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، ورواته ثقاتٌ.
7649- وعن ربعيّ بن حراشٍ، قال: قال عقبة بن عمرو لحذيفة، رضي اللّه عنهما: ألا تحدّثنا بما سمعت من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: بلى، سمعته يقول: إنّ مع الدّجّال إذا خرج ماءً ونارًا، فأمّا الّذي يرى النّاس أنّه ماءٌ، فنارٌ تحرق، وأمّا الّذي يرى النّاس أنّه نارٌ فإنّه ماءٌ باردٌ، فمن أدرك ذلك منكم فليقع في الّذي يرى أنّه نارٌ، فإنّه ماءٌ باردٌ قال عقبة: وأنا سمعته يقول ذلك.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وحديث حذيفة عندهم، وإنّما ذكرته لانضمامه مع عقبة.
7650- وعن سعد بن أبي وقّاصٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لم يكن نبيّ إلاّ وقد وصف الدّجّال لأمّته، ولأصفنّه صفةً لم يصفها أحدٌ كان قبلي، إنّه أعور، وإنّ ربّكم ليس بأعور.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبلٍ، والحارث بن أبي أسامة، وأبو يعلى الموصليّ بسندٍ واحدٍ ضعيفٍ، لتدليس محمّد بن إسحاق.
7651- وعن أبي سعيدٍ الخدريّ، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّ كلّ نبيٍّ قد أنذر قومه الدّجّال، ألا وإنّه قد أكل الطّعام، ألا إنّي عاهدٌ إليكم فيه عهدًا لم يعهده نبيٌّ إلى أمّته، ألا وإنّ عينه اليمنى ممسوحةٌ كأنّها نخاعةٌ في جانب حائطٍ، ألا وإنّ عينه اليسرى كأنّها كوكبٌ درّيٌّ، معه مثل الجنّة والنّار، فالنّار روضةٌ خضراء، والجنّة غبراء ذات دخانٍ، وبين يديه رجلان ينذران أهل القرى كلّها غير مكّة والمدينة حرّمتا عليه، والمؤمنون متفرّقون في الأرض، فيجمعهم اللّه، فيقول رجلٌ منهم: والله لأنطلقنّ فلأنظرنّ هذا الّذي أنذرناه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فيقول له أصحابه: إنّا لا ندعك تأتيه ولو علمنا أنّه لا يفتنك لخلّينا
سبيلك ولكنّا نخاف أن يفتنك فتتبعه، فيأبى إلاّ أن يأتيه، فينطلق حتّى إذا أتى أدنى مسلحةٍ من مسالحه، أخذوه فسألوه: ما شأنه وأين يريد؟ فيقول: أريد الدّجّال الكذّاب، فيقولون: أنت تقول ذلك؟ فيكتبون إليه أنّا أخذنا رجلاً يقول كذا وكذا فنقتله أم نبعث به إليك؟ فيقول: أرسلوا به إليّ، فانطلقوا به إليه، فلمّا رآه عرفه بنعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال له: أنت الدّجّال الكذّاب الّذي أنذرناه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال له الدّجّال: أنت الّذي تقول ذلك؟ لتطيعني فيما آمرك به، أو لأشقّنّك شقّين، فينادي العبد المؤمن في النّاس: يا أيّها النّاس، هذا المسيح الكذّاب، فأمر به فمدّ برجليه، ثمّ أمر بحديدةٍ فوضعت على عجب ذنبه فشقّه شقّين، ثمّ قال الدّجّال لأوليائه: أرأيتم إن أحييت هذا ألستم تعلمون أنّي ربّكم؟ فيقولون: نعم، فيأخذ عصًا فيضرب إحدى شقّيه أو الصّعيد، فاستوى قائمًا، فلمّا رأى ذلك أولياؤه صدّقوه وأحبّوه وأيقنوا به أنّه ربّهم واتّبعوه، فيقول الدّجّال للعبد المؤمن: ألا تؤمن بي؟ فقال: أنا الآن فيك أشدّ بصيرةً، ثمّ نادى في النّاس: يا أيّها النّاس، هذا المسيح الكذّاب من أطاعه فهو في النّار ومن عصاه فهو في الجنّة، فقال الدّجّال: لتطيعنّي، أو لأذبحنّك، فقال: والله لا أطيعك أبدًا إنّك لأنت الكذّاب، فأمر به فاضطجع وأمر بذبحه فلا يقدر عليه، ولا يسلّط عليه إلاّ مرّةً واحدةً، فأخذ بيديه ورجليه فألقي في النّار وهي غبراء ذات دخانٍ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ذلك الرّجل أقرب أمّتي منّي، وأرفعهم درجةً يوم القيامة قال أبو سعيدٍ: كان يحسب أصحاب محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم إنّ ذلك الرّجل عمر بن الخطّاب حتّى مضى لسبيله، رضي اللّه عنه، قلت: فكيف يهلك؟ قال: اللّه أعلم، قلت: إنّ عيسى ابن مريم هو يهلكه، قال: اللّه أعلم، غير أنّ اللّه يهلكه ومن معه، قلت: فماذا يكون بعده؟ قال: حدّثنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ النّاس يغرسون من بعده الغروس، ويتّخذون من بعده الأموال قلت: سبحان الله أبعد الدّجّال؟ قال: نعم فيمكثون ما شاء اللّه أن يمكثوا، ثمّ يفتح يأجوج ومأجوج فيهلكون من في الأرض إلا من تعلّق بحصنٍ، فلمّا فرغوا من أهل الأرض أقبل بعضهم على بعضٍ، فقالوا: إنّما بقي من في الحصون ومن في السّماء، فيرمون سهامهم فخرّت عليهم منغمرةً دمًا،
فقالوا: قد استرحتم ممّن في السّماء وبقي من في الحصون، فحاصروهم حتّى اشتدّ عليهم الحصر والبلاء، فبينما هم كذلك إذ أرسل اللّه عليهم نغفًا في أعناقهم فقصمت أعناقهم، فمال بعضهم على بعضٍ موتى، فقال رجلٌ منهم: قتلهم اللّه وربّ الكعبة، قالوا: إنّما يفعلون هذا مخادعةً فنخرج إليهم فيهلكونا كما أهلكوا إخواننا، فقال: افتحوا لي الباب، فقال أصحابه: لا نفتح، فقال: دلّوني بحبلٍ، فلمّا نزل
وجدهم موتى، فخرج النّاس من حصونهم فحدّثني أبو سعيدٍ: أنّ مواشيهم جعل اللّه لهم حياةً يقصمونها ما يجدون غيرها، قال: وحدّثنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ النّاس يغرسون بعدهم الغروس ويتّخذون الأموال قلت: سبحان الله أبعد يأجوج ومأجوج؟ قال: نعم، حدّثنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فبينما هم في تجارتهم إذ نادى منادٍ من السّماء: أتى أمر الله، ففزع من في الأرض حين سمعوا الدّعوة، وأقبل بعضهم على بعضٍ، وفزعوا فزعًا شديدًا، ثمّ أقبلوا بعد ذلك على تجارتهم وأسواقهم وضياعهم، فبينما هم كذلك إذ نودوا ناديةً أخرى: يا أيّها النّاس، أتى أمر الله، فانطلقوا نحو الدّعوة الّتي سمعوا، وجعل الرّجل يفرّ من غنمه وبيعه، ودخلوا في مواشيهم، وعند ذلك عطّلت العشار، فبينما هم كذلك يسعون قبل الدّعوة، إذ لقوا اللّه في ظللٍ من الغمام {ونفخ في الصّور فصعق من في السّماوات ومن في الأرض إلا من شاء اللّه} فمكثوا ما شاء اللّه {ثمّ نفخ فيه أخرى فإذا هم قيامٌ ينظرون} ثمّ يجئ بجهنّم لها زفيرٌ وشهيقٌ، ثمّ جاء آتٍ، عنقٌ من النّار يسير يكلّم، يقول: إنّي وكّلت اليوم بثلاثٍ: إنّي وكّلت بكلّ جبّارٍ عنيدٍ، ومن دعا مع الله إلهًا آخر، ومن قتل نفسًا بغير نفسٍ، فيطوى عليهم فيقذفهم في غمرات جهنّم وحدّثني: أنّها أشدّ سوادًا من اللّيل، ثمّ ينادي آدم، فيقول: لبّيك وسعديك، فيقال: أخرج بعث النّار من ولدك، قال: يا ربّ وما هو؟ قال: من كلّ ألفٍ تسعمائةٍ وتسعةٌ وتسعون إلى النّار وواحدٌ إلى الجنّة، فذلك حين شاب الولدان وكبر ذلك في صدورنا حتّى عرفه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في وجوهنا، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أبشروا فإنّ من سواكم أهل الشّرك كثيرٌ، ويحبس النّاس حتّى يبلغ العرق يديهم، فبينما هم كذلك إذ عرف رجلٌ أباه وهو مؤمنٌ وأبوه كافرٌ، فقال: يا أبة، ألم أكن آمرك أن تقدّم ليومك هذا؟ فقال: يا بنيّ، اليوم لا أعصيك شيئًا، والأمم جثوا، كلّ أمّةٍ على ناحيتها، فأتى اليهود، فقيل لهم: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنّا نعبد كذا وكذا، فقيل له، وقيل لهم: ردوا فوردوا يحسبونه ماءً، فوجدوا اللّه فوفّاهم حسابه واللّه سريع الحساب، ثمّ فعل بالنّصارى والمجوس وسائر الأمم ما فعل باليهود، ثمّ أتى المسلمون، فقيل لهم: من ربّكم؟ فقالوا: اللّه ربّنا، قيل: ومن نبيّكم؟ قالوا: نبيّنا محمّدٌ صلّى الله عليه وسلّم، وعلى الصّراط محاجن من حديدٍ، والملائكة يختطفون رجالاً فيلقونهم في جهنّم، وجعلت المحاجن تمسك رجالاً تأكلهم النّار إلاّ صورة وجهه لا تمسّه النّار، فإذا خلص من جهنّم ما شاء اللّه أن يخلص وخلص ذلك الرّجل، يأتيه فمن خلص، قيل له: هذه الجنّة فادخل من أيّ أبوابها شئت، وأرسل هذا الرّجل، فقال: ربّ، هذا أبي ووصّيت لي أن لا تخزيني فشفّعني في أبي، فقيل: انظر أسفل منك،
فإذا هو بدابّةٍ خبيثة الرّيح تشبه اللّون، في مراغةٍ خبيثةٍ، فرأيته ممسكًا بأنفه وجبهته، قال: يقول ذلك الرّجل وهو آخذٌ بأنفه وجبهته من خبث ريحه، أي ربّ ليس هذا أبي فأخذ أبوه فألقي في النّار، وحرّم اللّه الجنّة على الكافرين، فلمّا خلص من شاء اللّه أن يخلص، تفقّد النّاس بعضهم بعضًا، فقالوا: ربّنا، إنّ رجالاً كانوا يصلّون ويصومون ويجاهدون معنا أين هم؟ فقيل لهم: ادخلوا فمن عرفتم فأخرجوه، فوجدوا المحاجن الّتي على الصّراط قد أمسكت رجالاً قد أكلتهم النّار إلاّ صورة أحدهم يعرف بها، فالتبسوا فألقوا على الجنّة، قالوا: ربّنا نحن الآن في مسألتنا أشدّ رغبةً، أرأيت رجالاً كانوا يصلّون ويصومون ويجاهدون معنا أين هم؟ قيل لهم: ادخلوا فمن عرفتم فأخرجوه، فثلجت حتّى بردت على المؤمنين، فدخلوا ووجدوا الّذين تخطفهم الملائكة يمينًا وشمالاً قد أكلتهم النّار إلاّ صورة أحدهم يعرف بها، فألبسوهم فأخرجوهم فألقوهم على باب الجنّة.
قال: وحدّثني أنّ نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ألا كلّ نبيٍّ قد أعطي عطيّةً وينجزها، وإنّي أخبأت عطيّتي شفاعةً لأمّتي يوم القيامة، ووضعت الموازين وأذن في الشّفاعة، فأعطي كلّ ملكٍ، أو نبيٌّ، أو صدّيقٌ، أو شهيدٌ شفاعته حتّى يرضى، فقال لهم ربّهم: أقد رضيتم؟ قالوا: نعم قد رضينا ربّنا، قال: أنا أرحم بخلقي منكم: أخرجوا من النّار من في قلبه وزن خردلةٍ من إيمانٍ، فأخرج من ذلك شيء لا يعلم بعدده إلاّ اللّه، فألقوا على باب الجنّة، فأرسل عليهم من ماء الجنّة، فينبتوا فيها نبات التّعازير، وأدخل الّذين أخرجوا من النّار الجنّة كلّهم إلاّ رجلاً واحدًا، وأغلق باب الجنّة دونه ووجهه تلقاء النّار، فقال ذلك الرّجل: يا ربّ، لا أكون أشقى خلقك، بل اصرف وجهي عن النّار إلى الجنّة، فقيل له: لعلّك تسأل غير هذا؟ فقال: لا، فصرف وجهه عن النّار إلى الجنّة، فيقول: أي ربّ، قرّبني من هذا الباب ألزق به وأكون في ظلّه، فقيل له: ألم تزعم أنّك لا تسأل شيئًا إلاّ أن يصرف وجهك عن النّار؟ قال: يا ربّ، لا أسألك غير هذا، فقرّب إلى الباب فلزق به، ففرج من الباب فرجةً إلى الجنّة فحدّثني أنّ فيها: شراطٌ أبيض في أدناه شجرةٌ وفي أوسطه شجرةٌ وفي أقصاه شجرةٌ، فقال: يا ربّ، أدنني من هذه الشّجرة فأكون في ظلّها، فقيل له: ألم تزعم أنّك لست تسأل شيئًا؟ قال: يا ربّ، أسألك هذا ثمّ لا أسألك غيره، قال: قرّبني إلى تلك الشّجرة، فكانت تلك مسألته حتّى صار إلى الوسطى، وإلى القصوى، فلمّا أتى القصوى، أرسل اللّه رسولان، فقالا له: سل ربّك، فقال: فما أسأله سوى ما أنا فيه، فقالا: نعم سل ربّك، فسأله وجعل الرّسولان يقولان له: سل ربّك من كذا وكذا، وسل ربّك من كذا وكذا، لشيء لم يخطر على قلبه أنّه خلق، أو أنّه كان، فسأل ربّه ممّا يعلم وممّا يأمران الرّسولان حتّى انتهت نفسه، فقيل له: فإنّه لك وعشرة أمثاله قال: وحدّثني أبو سعيدٍ أنّ ذلك الرّجل هو أدنى أهل الجنّة منزلاً.
رواه أحمد بن منيع.
7651/2- وعبد بن حميدٍ، ولفظه: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: لم يكن نبيٌّ إلاّ وقد أنذر بالدّجّال أمّته، وإنّي أنذركموه: إنّه أعورٌ ذو حدقةٍ جاحظةٍ، ولا تخفى، كأنّها نخاعةٌ في جنب جدارٍ، وعينه اليسرى كأنّها كوكبٌ درّيّ، ومعه مثل الجنّة ومثل النّار، وجنّته غيراء ذات دخانٍ، وناره روضةٌ خضراءٌ، وبين يديه رجلان ينذران أهل القرى، كلّما خرجا من قريةٍ دخل أوائلهم، ويسلّط على رجلٍ لا يسلّط على غيره، يذبحه، ثمّ يضربه بعصًا، ثمّ يقول: قم فيقوم، فيقول لأصحابه: كيف ترون ألست بربّكم؟ فيشهدون له بالشّرك، فيقول المذبوح: أيّها النّاس، إنّ هذا المسيح الدّجّال الّذي أنذرناه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ما زادني فيك هذا إلاّ بصيرةً، فيعود فيذبحه فيضربه بعصًا معه، فيقول: قم فيقوم، فيقول: كيف ترون ألست بربّكم؟ فيشهدون له بالشّرك، فيقول الرّجل: أيّها النّاس، إنّ هذا المسيح الدّجّال الّذي أنذرناه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ما زادني هذا فيك إلاّ بصيرةً، فيعود فيذبحه الثّالثة فيضربه بعصًا معه، فيقول: قم، قم، فيقوم، فيقول: كيف ترون ألست بربّكم؟ فيشهدون له بالشّرك، فيقول الرّجل: أيّها النّاس، إنّ هذا المسيح الدّجّال الّذي أنذرناه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ما زادني هذا فيك إلاّ بصيرةً، فيعود الرّابعة فيذبحه، فيضرب اللّه على حلقه صفيحةً من نحاسٍ يريد أن يذبحه فلا يستطيع قال أبو سعيدٍ: فما دريت ما النّحاس إلاّ يومئذٍ، فكنّا نرى هذا الرّجل عمر بن الخطّاب حتّى مات عمر ابن الخطّاب، قال: ويغرس النّاس بعد ذلك ويزرعون.
ورواه أبو يعلى الموصليّ، والحاكم، ومدار طرق حديث أبي سعيدٍ الخدريّ هذا على عطيّة العوفيّ، وهو ضعيفٌ.
ورواه أحمد بن حنبلٍ مختصرًا جدًّا بسندٍ فيه مجالد بن سعيدٍ، وهو ضعيفٌ.
7652- وعن أسماء بنت يزيد، رضي اللّه عنها، قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يمكث الدّجّال في الأرض أربعين سنةً، السّنة كالشّهر، والشّهر كالجمعة، والجمعة كاليوم، واليوم كإضرام السّعفة في النّار.
رواه عبد بن حميدٍ، وأحمد بن حنبلٍ بإسنادٍ حسنٍ.
7653- وعن عائشة، رضي اللّه عنها، قالت: قام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فرفع يديه مدًّا يستعيذ من فتنة الدّجّال، ومن عذاب القبر، قال: أمّا فتنة الدّجّال فإنّه لم يكن نبيّ إلاّ حذّر أمّته الدّجّال بتحذيرٍ لم يحذّره نبيٌّ إنّه أعورٌ، وإنّ اللّه ليس بأعور، وإنّه مكتوبٌ بين عينيه: كافرٌ يقرؤه كلّ مؤمنٍ.
رواه الحارث، ورواته ثقاتٌ، ورواه مسدد وغيره وتقدم لفظه في عذاب القبر.
7654- وعن عبد الله بن مغفّلٍ، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: الدّجّال قد أكل ومشى في الأسواق.
رواه أبو يعلى الموصليّ، بسندٍ ضعيفٍ، لضعف عليّ بن زيد بن جدعان، وله شاهد من حديث عمران بن الحصين وتقدم في الأطعمة في باب الأكل قائمًا.
7655- وعن جابرٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يخرج الدّجّال في خفقةٍ من الدّين، وإدبارٍ من العلم، وله أربعين ليلةً يسيحها في الأرض اليوم منها كالسّنة، واليوم منها كالشّهر، واليوم منها كالجمعة، وسائر أيّامه كأيّامكم هذه، وله حمارٌ يركبه، عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعًا، فيقول للنّاس: أنا ربّكم، وهو أعورٌ، وإنّ ربّكم ليس بأعور، مكتوبٌ بين عينيه: كافر، يهجاه يقرؤه كلّ مؤمنٍ، كاتبٌ وغير كاتبٍ، يرد كلّ ماءٍ
ومنهلٍ إلاّ المدينة ومكّة حرّمها اللّه عليه، وقامت الملائكة بأبوابها، ومعه جبالٌ من خبزٍ وخضرةٍ يسير بها في النّاس، قال: والنّاس في جهدٍ إلاّ من اتّبعه، ومعه نهران، أنا أعلم بهما منه: نهرٌ، يقول: الجنّة، ونهرٌ، يقول: النّار، فمن أدخل الّذي يسمّيه الجنّة فهي النّار، ومن أدخل الّذي يسميه النّار فهي الجنّة، قال: فيبعث معه شياطين تكلّم النّاس، ومعه فتنةٌ عظيمةٌ، ولا يخلص منها إلاّ اللّه، يأمر السّماء فتمطر فيقتل نفسًا ثمّ يحييها فيما يرى النّاس، فيقول النّاس: أيّها النّاس، يفعل مثل هذا إلاّ الرّبّ؟ قال: فيفرّ المسلمون إلى جبل الدّخان بالشّام، فيحاصرهم، فيشتدّ حصارهم ويجهدهم جهدًا شديدًا، ثمّ ينزل عيسى ابن مريم عليه السّلام، فينادي من السّحر، فيقول: يا أيّها النّاس، ما يمنعكم أن تخرجوا إلى الكذّاب الخبيث؟ فيقولون: هذا رجلٌ جنّيٌ فينطلقون، فإذا هم بعيسى ابن مريم عليه السّلام، فتقام الصّلاة، فيقال له: تقدّم يا روح الله، فيقول: ليتقدّم إمامكم فليصلّ بكم، فإذا صلّى صلاة الصّبح خرجوا إليه، فحين يراه الكذّاب إنماث كما ينماث الملح في الماء، قال: فيمشي إليه فيقتله، ويطبع على من كان معه على اليهوديّة حتّى إنّ الشّجر والحجر يوازي كلّها بعضهم فينادي: يا روح الله، هذا يهوديّ، فلا يترك أحدٌ ممّن كان معه إلاّ قتله.
رواه أبو يعلى الموصليّ، وأحمد بن حنبلٍ، والحاكم، وقال: صحيحٌ على شرط مسلمٍ.
7656- وعن حذيفة، رضي اللّه عنه، قال: كنّا عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فذكر الدّجّال، فقال: لفتنة بعضكم أخوف عندي من فتنة الدّجّال، إنّها ليست من فتنةٍ صغيرةٍ، ولا كبيرةٍ، إلاّ تتّضع لفتنة الدّجّال، فمن نجا من فتنة ما قبلها نجا منها، وإنّه لا يضرّ مسلمًا، مكتوبٌ بين عينيه: كافرٌ، مهجّاةٌ: ك، ف. ر.
رواه أحمد بن حنبلٍ، وأبو يعلى الموصليّ، وعنه ابن حبّان في صحيحه.
69- باب في منع الدجال من دخول مكة، والمدينة، وبيت المقدس، والطور
فيه حديث جنادة بن أمية وغيره وتقدم في الباب قبله.
7657- وعن جابرٍ، رضي اللّه عنه، قال: قام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذات يومٍ على المنبر، فقال: يا أيّها النّاس، إنّي لم أجمعكم لخبرٍ جاء من السّماء...، فذكر حديث الجسّاسة وزاد فيه، قال: هو المسيح، تطوى له الأرض في أربعين يوما إلاّ ما كان من طيبة قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: وطيبة المدينة، ما من بابٍ من أبوابها إلاّ ملكٌ مصلتٌ سيفه يمنعه، وبمكّة مثل ذلك.
رواه أبو يعلى الموصليّ.
7658- وعن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: ركب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى مجمع السّيول، فقال: ألا أنبّئكم بمنزل الدّجّال من المدينة؟ هذا منزله.
رواه أبو يعلى الموصليّ، ورواته ثقاتٌ.
70- باب في صفة عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام وغير ذلك مما يذكر
7659- وعن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الأنبياء أخوةٌ لعلاّتٍ، أمّهاتهم شتّى، ودينهم واحدٌ، فأنا أولى النّاس بعيسى ابن مريم، لأنّه لم يكن بيني وبينه نبيٌّ، وإنّه نازلٌ فيكم، فإذا رأيتموه فاعرفوه، فإنّه رجلٌ مربوعٌ إلى الحمرة والبياض، بين ممصرتين، كأنّ رأسه تقطر ولم يصبه بلل، وإنّه سيكسر الصّليب، ويقتل الخنزير، ويفيض المال، حتّى يهلك اللّه في زمانه الملل كلّها غير الإسلام، وحتّى يهلك اللّه في زمانه مسيح الضّلالة الأعور الكذّاب، وتقع الأمانة في الأرض، حتّى يرعى الأسد مع الإبل، والنّمر مع البقر، والذّئاب مع الغنم، وتلعب الصّبيان بالحيّات، ولا يضرّ بعضهم بعضًا، ويبقى في الأرض أربعين سنةً ثمّ يموت، ويصلّى عليه ويدفنونه.
رواه أبو داود الطّيالسيّ، واللّفظ له، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبلٍ، وأبو يعلى الموصليّ، وابن حبّان في صحيحه.
ورواه أبو داود في سننه دون قوله: وتقع الأمانة... إلى آخره.
7660- وعنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لم يسلّط على قتل الدّجّال إلاّ عيسى ابن مريم عليه السّلام.
رواه أبو داود الطّيالسيّ، بسندٍ ضعيفٍ، لضعف موسى بن مطيرٍ.
7661- وعن أبي نضرة، قال: أتينا عثمان بن أبي العاص، رضي اللّه عنه، يوم جمعةٍ لنعرض مصحفًا بمصحفه، فلمّا حضرت الجمعة أمرنا فاغتسلنا وتطيّبنا، ورحنا إلى الجمعة، فجلسنا إلى رجلٍ يحدّث، ثمّ جاء عثمان بن أبي العاص فتحوّلنا إليه، فقال عثمان: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: سيكون للمسلمين ثلاثة أمصارٍ: مصرٌ بملتقى البحرين، ومصرٌ بالجزيرة، ومصرٌ بالشّام، فيفزع النّاس ثلاث فزعاتٍ، فيخرج الدّجّال في أعراض جيشٍ، فينهزم من قبل المشرق، فأوّل مصرٍ يردون المصر الّذي بملتقى البحرين، فيصير النّاس ثلاث فرقٍ: فرقةٌ تقيم وتقول نشامّه وننظر ما هو، وفرقةٌ: تلحق بالأعراب، وفرقةٌ: تلحق بالمصر الّذي يليهم، ومع الدّجّال سبعون ألفًا عليهم السّيجان، فأكثر تبعته اليهود والنّساء، ثمّ يأتي المصر الّذي يليهم فيفترق أهله ثلاث فرقٍ، فرقةٌ تقول: نشامّه ننظر ما هو، وفرقةٌ تلحق بالأعراب، وفرقةٌ تلحق بالمصر الّذي يليهم بغربيّ الشّام، وينحاز المسلمون إلى عقبة أفيقٍ فيبعثون سرحًا لهم فيصاب سرحهم، فيشتدّ ذلك عليهم، أو تصيبهم مجاعةٌ شديدةٌ، وجهدٌ شديدٌ، حتّى إنّ أحدهم ليخرق وتر قوسه فيأكله، فبينما هم كذلك إذ نادى منادٍ من السّحر: يا أيّها النّاس، أتاكم الغوث ثلاث مرّاتٍ، فيقول بعضهم لبعضٍ: إنّ هذا لصوت رجلٍ شبعانٍ، فينزل عيسى ابن مريم عند صلاة الفجر، فيقول له أمير النّاس: تقدّم يا روح الله فصلّ بنا، فيقول: هذه الأمّة أمراءٌ بعضهم على
بعضٍ، تقدّم أنت فصلّ بنا، فيتقدّم الأمير فيصلّي بهم، فإذا قضى صلاته أخذ عيسى ابن مريم حربته فيذهب نحو الدّجّال، فإذا رآه الدّجّال ذاب كما يذوب الرّصاص فيضع حربته بين ثندوته فيقتله، ويهزم اللّه أصحابه، فليس شيء يواري منهم أحدًا حتّى إنّ الحجر والشّجر ليقولون: يا مؤمن، هذا كافرٌ.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبلٍ، وأبو يعلى، ومدار أسانيدهم على ابن جدعان، وهو ضعيفٌ.
7662- وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: يوشك من عاش منكم أن يرى عيسى ابن مريم حكماً عدلا وإمامًا مهديًا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير ويضع الجزية، وتضع الحرب أوزارها.
رواه مسدّد موقوفًا ورواته ثقات.
7662/2- وأحمد بن منيعٍ مرفوعًا، ولفظه: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم:يوشك عيسى ابن مريم أن ينزل حكماً مقسطا وإمامًا عدلا فيقتل الخنزير، ويكسر الصليب، وتكون الدعوى واحدة، فأقرؤوه السّلام من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فلمّا حضرته الوفاة، قال: اقرؤوه منّي السّلام.
7662/3- وأحمد بن حنبلٍ، ولفظه: عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ينزل عيسى ابن مريم حكمًا عدلاً...، فذكره إلى أن قال: ويرجع السلم، وتتّخذ السّيوف مناجل، وتذهب حمّة كلّ ذي حمّةٍ، وتنزل السّماء رزقها، وتخرج الأرض نباتها، حتّى يلعب الصّبيّ بالثّعبان فلا يضرّه، وترعى الغنم مع الذّئب فلا يضرّها.
وهو في الصّحيح باختصارٍ.
7663- وعن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: {إنه لعلم للساعة}، قال: نزول عيسى ابن مريم، عليه السلام.
رواه مسدّد موقوفًا ورواته ثقات.
ورواه الحارث مطولا، وتقدم في سورة الزخرف.
71- باب في يأجوج ومأجوج
7664- وعن عبد الله بن عمرٍو، رضي اللّه عنهما، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّ يأجوج ومأجوج من ولد آدم، وإنّهم لو أرسلوا على النّاس لأفسدوا معايشهم، ولن يموت منهم أحدٌ إلاّ ترك من ذرّيّته ألفًا فصاعدًا، وإنّ من ورائهم ثلاث أممٍ: تأويل، وتاريس، ومنسك.
رواه أبو داود الطّيالسيّ.
7665- وعن خالد بن عبد الله بن حرملة، عن خالته، قالت: خطب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم النّاس وهو عاصبٌ أصبعه من لدغة عقربٍ، فقال: إنّكم تقولون: لا عدوٌّ، وإنّكم لن تزالوا تقاتلوا عدوًّا حتّى تقاتلوا يأجوج ومأجوج، عراض الوجوه، صغار العيون، صهب الشّعاف، ومن كلّ حدبٍ ينسلون، كأنّ وجوههم المجانّ المطرقة.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبلٍ، ورواته ثقاتٌ.
7666- وعن أبي سعيدٍ الخدريّ، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّ النّاس ليحجّون، ويعتمرون، ويغرسون النّخل، بعد يأجوج ومأجوج.
رواه عبد بن حميدٍ، ورواته ثقاتٌ، والبخاريّ في صحيحه دون قوله: ويغرسون النّخل.
7666/2- والحاكم، ولفظه: قال: ليحجّنّ البيت وليعتمرون بعد خروج يأجوج ومأجوج، فإنّه يمكن أن يحجّ ويعتمر بعد ذلك، ثمّ ينقطع الحجّ بمرّةٍ.
7667- عن أبي هريرة، قال: يأجوج ومأجوج يحفران كلّ يومٍ.
رواه أبو يعلى الموصليّ موقوفًا.
7667/2- وابن حبّان في صحيحه مرفوعًا، ولفظه: عن أبي هريرة، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: يأجوج ومأجوج يحفرون كلّ يومٍ حتّى يكادوا أن يروا شعاع الشّمس، قالوا: نرجع إليه غدًا، فيرجعون وهو أشدّ ما كان، حتّى إذا بلغت مدّتهم وأراد اللّه أن يبعثهم على النّاس، قالوا: نرجع إليه غدًا إن شاء اللّه، فيرجعون إليه كهيئة ما تركوه، فيحفرونه فيخرجون على النّاس فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فيفرّ النّاس منهم إلى حصونهم.
7667/3- ورواه الحاكم وصحّحه، ولفظه: عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، في السّدّ، قال: يحفرونه كلّ يومٍ حتّى إذا كادوا يخرقونه، قال الّذين عليهم: ارجعوا فتستخرقونه غدًا، فيعيده اللّه، عزّ وجلّ، كأشدّ ما كان حتّى إذا بلغوا مدّتهم، وأراد اللّه، قال الّذين عليهم: ارجعوا فستخرقونه غدًا إن شاء اللّه، واستثنى، قال: فيرجعون وهو كهيئته حين تركوه، فيخرقونه، ويخرجون على النّاس، فيسقون المياه، ويفرّ النّاس منهم، فيرمون سهامهم في السّماء فترجع مخضّبةً بالدّماء، فيقولون: قهرنا أهل الأرض وغلبنا من في السّماء قوّةً وعلوًّا قال: فيبعث اللّه عليهم نغفًا في أقفائهم فيهلكهم قال: فوالّذي نفس محمّدٍ بيده، إن دواب الأرض لتسمن وتبطر وتشكر شكرًا، أو تسكر سكرًا من لحومهم.
72- باب في قبض روح كل مؤمن
7668- عن بريدة بن الحصيبٍ الأسلميّ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إلى مائة سنةٍ، يبعث اللّه ريحًا باردةً طيّبةً، يقبض فيها روح كلّ مؤمنٍ.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة واللفظ له، والحاكم وصححه.
7669- وعن أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا تقوم السّاعة على مؤمنٍ، حتّى يبعث اللّه، عزّ وجلّ، بين يدي السّاعة ريحًا، فتهبّ فلا يبقى مؤمنٌ إلاّ مات.
رواه أبو يعلى الموصليّ، وفي سنده موسى بن مطيرٍ، وهو ضعيفٌ.
لكن له شاهدٌ من حديث حذيفة، وتقدّم في باب يدرس الإسلام، وآخر من حديث عيّاش بن أبي ربيعة، رواه أحمد بن حنبلٍ، والحاكم، وصحّحه.
7670- وعن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: لا تقوم السّاعة حتّى يبعث اللّه ريحًا حمراء من اليمن، فيكفت اللّه بها كلّ نفسٍ تؤمن بالله واليوم الآخر، وما ينكرها النّاس من قلّة من يموت منها، مات شيخٌ في بني فلانٍ، ماتت عجوزٌ في بني فلانٍ، ويسري على كتاب الله، عزّ وجلّ، فيرفع إلى السّماء، فلا يبقى على الأرض منه آيةٌ، وتلقي الأرض أفلاذ كبدها من الذّهب والفضّة، فلا ينتفع بها بعد ذلك اليوم، فيمرّ بها الرّجل فيضربها برجله، ويقول: في هذه كان يقتل من كان قبلنا، وأصبحت اليوم لا ينتفع بها قال أبو هريرة: إنّ أوّل قبائل العرب فناءً لقريشٌ، والّذي نفسي بيده ليوشك أن يمرّ الرّجل على النّعل وهي ملقاةٌ في الكناسة فيأخذها بيده، ثمّ يقول: كانت هذه نعال قريشٍ في النّاس.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وعنه ابن حبّان في صحيحه.
73- باب في إرسال الصواعق وخروج النار
7671- عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، رضي اللّه عنه، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: بعثت أنا والسّاعة جميعًا إن كادت لتسبقني.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، ورواته ثقات.
7672- وعن أبي سعيدٍ الخدريّ، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: تكثر الصّواعق عند اقتراب السّاعة، حتّى يأتي الرّجل القوم، فيقول: من صعق فيكم الغداة؟ فيقولون: فلانٌ، وفلانٌ، وفلانٌ.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، والحارث بن أبي أسامة، وأحمد بن حنبلٍ.
7673- وعن أبي ذرٍّ، رضي اللّه عنه، قال: أقبلنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فنزلنا بذي الحليفة، فبات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وبتنا، فتعجّل قومٌ إلى المدينة، فقال: تعجّلوا إلى المدينة والنّساء، أما إنّهم سيدعونها أحسن ما كانت وقال للّذين أقاموا معه معروفًا، ثمّ قال: ليت شعري متى تخرج نارٌ من اليمن من قبل العراق، تضئ لها أعناق الإبل ببصرى مثل ضوء النّهار.
رواه أبو يعلى الموصليّ، وأحمد بن حنبلٍ، وابن حبّان في صحيحه، والحاكم، وصحّحه.
7674- وعن رافع بن بشرٍ السّلميّ، عن أبيه، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يوشك أن تخرج نارٌ من حبس سيلٍ، تسير سير بطيئة الإبل، تسير بالنّهار وتكمن باللّيل، وتغدو وتروح، يقال: غدت النّار أيّها النّاس فاعدوا، قالت النّار: أيّها النّاس، فقيلوا، راحت النّار أيّها النّاس فروحوا، من أدركته أكلته.
رواه أحمد بن حنبلٍ، وأبو يعلى الموصليّ، وعنه ابن حبّان في صحيحه.


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الفتن, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir