دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 جمادى الأولى 1431هـ/10-05-2010م, 01:31 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي كتاب الوصايا

كتاب الوصايا
1- باب الوصية بتقوى الله
2998- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا قرّة بن خالدٍ، حدّثنا ضرغامة، حدّثني أبي، عن أبيه، قال: أتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في ركب الحيّ، فلمّا أردت الرّجوع قلت: يا رسول الله، أوصني، قال: اتّق الله، وإذا كنت في مجلسٍ قمت، فسمعتهم يقولون ما يعجبك فأته، وإذا سمعتهم يقولون ما تكره فلا تأته.
2998/2- رواه عبد بن حميدٍ قال: حدّثنا عبد الملك بن عمرٍو، حدّثنا قرّة بن خالدٍ... فذكره.
هذا إسنادٌ صحيحٌ، وضرغامة، هو ابن عليبة بن حرملة، ترجمه ابن حبّان في الثّقات، وباقي رجال الإسناد ثقاتٌ.
2999- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا يعقوب القميّ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، عن أبي سعيدٍ، رضي الله عنه، قال: جاء رجلٌ للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا رسول الله، أوصني، قال: عليك بتقوى الله، فإنّه جماع كلّ خيرٍ، وبالجهاد، فإنّه رهبانيّة المسلمين، وعليك بذكر الله، وتلاوة القرآن، فإنّه نورٌ لك في الأرض، وذكرٌ لك في السّماء، واخزن لسانك إلاّ من خيرٍ، فإنّك بذلك تغلب الشّيطان.
2999/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا حسينٌ، حدّثنا ابن عيّاشٍ، يعني إسماعيل، عن الحجّاج بن مروان الكلاعيّ، وعقيل بن مدركٍ السّلميّ، عن أبي سعيدٍ أنّ رجلاً جاءه، فقال: أوصني، فقال: سألت عمّا سألت عنه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من قبلك فقال: أوصيك بتقوى الله... فذكره.
3000- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا مصعب بن عبد الله بن مصعبٍ، حدّثني أبي، عن قدامة بن إبراهيم، قال: رأيت الحجّاج يضرب عبّاس بن سهلٍ في أمر ابن الزّبير، فأتاه سهل بن سعدٍ وهو شيخٌ كبيرٌ، وله ضفيرتان، وعليه ثوبان: إزارٌ ورداءٌ، فوقف بين السّماطين، فقال: يا حجّاج، ألا تحفظ فينا وصيّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: وما أوصى به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيكم؟ قال: أوصي أن يحسن إلى محسن الأنصار، ويعفى عن مسيئهم قال: فأرسله.
هذا إسنادٌ صحيحٌ على شرط ابن حبان.
2- باب وصية النبي صلّى الله عليه وسلّم بعض أهله وما جاء في وصيته عند الموت
3001- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا محمّد بن ثابتٍ، عن أبيه، عن أنس بن مالكٍ، قال: دخل أبو طلحة على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في شكوته الّتي خلص فيها، فقال له النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أقرئ أمّتك السّلام، فإنّهم أعفّةٌ صبرٌ.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف محمّد بن ثابتٍ.
3002- وقال عبد بن حميدٍ: حدّثنا عمر بن سعيدٍ الدّمشقيّ حدّثنا سعيد بن عبد العزيز التّنوخيّ، عن مكحولٍ، عن أمّ أيمن، أنّها سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوصي بعض أهله، فقال: لا تشرك بالله شيئًا، وإن قطّعت، أو حرّقت بالنّار، ولا تفرّ يوم الزّحف، وإن أصاب النّاس موتان، وأنت فيهم فاثبت، وأطع والديك، وإن أمراك أن تخرج عن مالك، ولا تترك الصّلاة متعمّدًا، فإنّه من ترك الصّلاة متعمّدًا، فقد برئت منه ذمّة الله تعالى، وإيّاك والخمر، فإنّها مفتاح كلّ شرٍّ، وإيّاك والمعصية فإنّها تسخط الله، عزّ وجلّ، ولا تنازع الأمر أهله، وإن رأيت أنّه الحقّ، أنفق على أهلك من طولك، ولا ترفع عصاك عنهم، وأخفهم في الله، عزّ وجلّ.
3002/2- قال: وحدّثنا عمر، حدّثنا غير سعيدٍ، أنّ الزّهريّ، قال: كان الموصّي بهذه الوصيّة ثوبان.
3002/3- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو بكر بن زنجويه، حدّثنا أبو مسهرٍ، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز... فذكره، إلاّ أنّه بتقديمٍ وتأخيرٍ، لم يذكر وصيّة الزّهريّ.
وروى أحمد بن حنبلٍ منه لا تترك الصّلاة إلى ذمّة الله تعالى فقط.
3003- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا ابن نميرٍ، حدّثنا سعيد بن الرّبيع، حدّثنا قرّة بن خالدٍ، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ، رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دعا عند موته بصحيفةٍ ليكتب فيها كتابًا لا يضلّون بعده، وكان في البيت لغطٌ، فنكّل عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، فرفضها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
3003/2- قال: وحدّثنا عبيد الله، حدّثنا أبي، حدّثنا قرّة... فذكر نحوه إلاّ أنّه قال: فكتب فيها كتابًا لأمّته، قال: لا تظلمون، ولا تظلمون.
هذا حديث رجالٍ إسناده ثقاتٌ.
3- باب وصية النبي صلّى الله عليه وسلّم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه
3004- قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا عبد الرّحيم بن واقدٍ، حدّثنا حمّاد بن عمرٍو، عن السّريّ بن خالد بن شدّادٍ، عن جعفر بن محمّدٍ، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه، عن عليٍّ، رضي الله عنه، أنّه قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا عليّ، إذا توضّأت فقل: بسم الله، اللهمّ إنّي أسألك تمام الوضوء، وتمام الصّلاة، وتمام رضوانك، وتمام مغفرتك، فهذا زكاة الوضوء، وإذا أكلت فابدأ بالملح، واختم بالملح، فإنّ الملح شفاء سبعين داءً، أوّلها الجنون، والجذام، والبرص، ووجع الأضراس، ووجع الحلق، ووجع البطن، ويا عليّ، كلّ الزّيت، وادهن بالزّيت، فإنّه من أدهن بالزّيت لم يقربه الشّيطان أربعين ليلةً، ويا عليّ، لا تستقبل الشّمس، فإنّ استقبالها داءٌ، واستدبارها دواءٌ، ولا تجامع امرأتك في نصف الشّهر، ولا عند غرّة الهلال، أما رأيت المجانين يصرعون فيها كثيرًا؟ يا عليّ، وإذا رأيت الأسد فكبّر ثلاثًا، تقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أعزّ من كلّ شيءٍ وأكبر، أعوذ بالله من شرّ ما أخاف وأحذر، وتكفى شرّه إن شاء الله، وإذا هرّ الكلب عليك، فقل: {يا معشر الجنّ والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السّماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطانٍ} يا عليّ، وإذا كنت صائمًا في شهر رمضان فقل بعد إفطارك: اللهمّ لك صمت، وعليك توكّلت، وعلى رزقك أفطرت، يكتب لك مثل من كان صائمًا من غير أن ينقص من أجورهم شيئًا يا عليّ، واقرأ يس فإنّ في يس عشر بركاتٍ، ما قرأها جائعٌ إلاّ شبع، ولا ظمآن إلاّ روي، ولا عارٍ إلاّ اكتسى، ولا عزبٌ إلاّ تزوّج، ولا خائفٌ إلاّ أمن، ولا مسجونٌ إلاّ خرج، ولا مسافرٌ إلاّ أعين على سفره، ولا من ضلّت ضالّته إلاّ وجدها، ولا مريضٌ إلاّ برأ، ولا قرئت عند ميّتٍ إلاّ خفّف عنه.
هذا إسنادٌ مسلسلٌ بالضّعفاء، السّريّ، وحمّادٌ، وعبد الرّحمن، ضعفاء وقد تقدّم هذا الحديث في كتاب الطّهارة، في باب التّسمية.
4- باب وصية النبي صلى الله عليه وسلّم لأبي ذر رضي الله عنه
3005- قال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن سفيان حدّثني إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن رجلٍ، عن أبي ذرٍّ، رضي الله عنه، قال: أوصاني خليلي صلّى الله عليه وسلّم بسبعٍ أن أصل قرابتي، وإن جفاني، وأن أحبّ المساكين، وأن لا أخاف في الله لومة لائمٍ، وأن أنظر إلى من هو أسفل منّي، ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأن أقول الحقّ، وإن كان مرًّا، وأن أكثر من قول: لا حول، ولا قوّة إلاّ بالله.
3005/2- رواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة: حدّثنا يزيد، حدّثنا أبو أمية بن فضالة، سمعت محمد بن واسع يقول عن عبد الله بن الصامت، قال أبو ذر: أوصاني خليلي بسبع: أن أنظر إلى من هو أسفل مني، ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأن أحب المساكين وأن أدنو منهم، وأن أقول الحق وإن كان مرًّا، وألا أسأل أحدًا شيئًا، وأن أصل الرحم وإن أدبرت، وألا أخاف في الله لومة لائم، وأن أكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا باللّه.
32005/3- قال: وحدّثنا الحكم بن موسى حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي الرّجال المدنيّ حدّثنا عمر مولى عفرة، عن ابن كعبٍ، عن أبي ذرٍّ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: أوصاني حبّي صلّى الله عليه وسلّم بخمسٍ: أرحم المساكين وأجالسهم، وأنظر إلى من هو دوني، ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأن أصل الرّحم وإن أدبرت، وأن أقول: لا حول، ولا قوّة إلاّ بالله.
3005/4- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا نوح بن جابرٍ، حدّثنا هشيمٌ، عن الكوّاء، عن أبي رافعٍ، عن أبي ذرٍّ، قال: أوصاني خليلي أبو القاسم صلّى الله عليه وسلّم بسبع خصالٍ، فلن أدعهن حتّى ألقاه، أمرني بحبّ المساكين ومجالستهم، وأنظر إلى من هو دوني، ولا أنظر إلى من هو فوقي، ولا أسأل النّاس شيئًا، وأن أعفو عمّن ظلمني، وأصل من قطعني، وأن أقول الحقّ وإن كان أمرّ من الصّبر، ولا تأخذني في الله لومة لائمٍ، وأن أكثر من قول: لا حول، ولا قوّة إلاّ بالله.
5- باب وصية النبي صلّى الله عليه وسلّم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه
3006- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثني أبو نشيطٍ، حدّثنا أبو المغيرة، حدّثنا صفوان، حدّثني راشد بن سعدٍ، عن عاصم بن حميدٍ السّكوني، عن معاذ بن جبلٍ، قال: لمّا بعثه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى اليمن، خرج معه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوصيه، ومعاذٌ راكبٌ، ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم تحت راحلته، فلمّا فرغ، قال: يا معاذ، إنّك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا، ولعلّك أن تمرّ بمسجدي وقبري فبكى معاذٌ خشعًا لفراق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ التفت، فأقبل نحو المدينة، فقال: إنّ أهل بيتي هؤلاء ترون أنتم أولى النّاس بي، أولى بي المتّقون من كانوا وحيث كانوا، اللهمّ إنّي لا أحلّ لهم فساد ما أصلحت، وايم الله لتكفأنّ أمّتي عن دينها كما يكفأ الإناء في البطحاء.
3006/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا أبو المغيرة... فذكره.
3006/3- قال: وحدّثنا الحكم بن رافعٍ، حدّثنا أبو اليمان، حدّثنا صفوان بن عمرٍو... فذكره.
هذا حديثٌ رجاله ثقاتٌ.
6- باب وصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند موته
3007- قال محمد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا سفيان، عن حصين عن عمرو بن ميمون أنه سمع عمر، رضي الله عنه، وهو يقول لابنه عبد الله: يا بني، لقد كنت استأذنت أم المؤمنين عائشة في أن أدفن في بيتها مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأبي بكر.
3007/2- قال: وحدّثنا حسين الجعفي، عن زائدة، عن حصين، حدثني عمرو بن ميمون الأودي أنه سمع عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، حين طعن يقول لابنه عبد الله: اذهب إلى أم المؤمنين عائشة فقل: عمر يقرئك السلام، ولا تقل: أمير المؤمنين، فإني لست بأمير للمؤمنين، ويستأذن أن يدفن مع صاحبيه، قال: ثم أخد يوصيني فقال: إني لا أعلم أحدًا أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر الذين مات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو عنهم راض، فمن استخلفوا بعدي فهو الخليفة، فسمى عليًّا وعثمان، وطلحة والزبير، وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص.
7- باب وصية النبي حذيفة رضي الله عنه
3008- قال الحارث بن محمد بن أبي أسامة: حدّثنا يزيد، عن أبي خالد، عن إبراهيم بن بشير، عن خالد بن سعد مولى أبي مسعود قال: دخل أبو مسعود على حذيفة وهو مريض فأسنده إليه، فقال له أبو مسعود: أوصنا. قال: إن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر، وتنكر ما كنت تعرف، وإياك والتلون في دين الله.
8- باب وصية قيس بن عاصم رضي الله عنه
3009- قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا داود بن المحبّر، حدّثنا أبو الأشهب، عن الحسن، عن قيس بن عاصمٍ المنقريّ، أنّه قدم على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فلمّا رآه قال: هذا سيّد أهل الوبر، قال: فسلّمت عليه، ثمّ قلت: يا رسول الله، ما المال الّذي لا تبعة عليّ فيه في ضيفٍ أضاف، أو عيالٌ وإن كثروا، قال: نعم، المال الأربعون، وإن كنز فستّون، ويلٌ لأصحاب المئين، ويلٌ لأصحاب المئين، إلاّ من أدّى حقّ الله في رسلها ونجدتها، وأطرق فحلها، وأفقر ظهرها، أو حمل على ظهورها، ومنح غزيرتها، ونحر سمينها، وأطعم القانع والمعترّ فقلت: يا رسول الله، ما أكرم هذه الأخلاق وأحسنها، أما إنّه ليس يحلّ بالوادي الّذي أنا
به أحدٌ من كثرة إبلي قال: فكيف تصنع بالمنحة؟ قال: قلت: إنّي لأمنح كلّ عامٍ مائةً قال: فكيف تصنع بالعارية؟ قال: قلت: تغدو بالإبل، ويغدو النّاس، فمن شاء أخذ برأس بعيرٍ فذهب به قال: فكيف تصنع بالفقار؟ قال: إنّي لأفقر البكر الضّرع فقال: يا قيس أمالك أحبّ إليك، أم مال مولاك؟ قلت: لا، بل مالي، قال: فإنّما لك من مالك ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو أعطيت فأمضيت، وما بقي، فلورثتك قلت: يا رسول الله، لئن بقيت لأعدّنّ عدّتها قليلاً.
قال الحسن: ففعل رحمه الله تعالى، فلمّا حضرته الوفاة دعا بنيه، فقال: يا بنيّ، خذوا عنّي، فإنّه لا أحد أنصح لكم منّي، إذا أنا متّ فسوّدوا أكبركم، ولا تسوّدوا أصغركم، فيستسفه النّاس كباركم، وعليكم بإصلاح المال، فإنّه منبهة الكريم، ويستغنى به عن اللّئيم، وإيّاكم والمسألة، فإنّها آخر كسب المرء، ولم يسأل إلاّ من ترك كسبه، وكفّنوني في ثيابي الّتي كنت أصلّي فيها وأصوم، وإيّاكم والنّياحة، فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ينهى عنها، وادفنوني في مكانٍ لا يعلم بي أحدٌ، فإنّه كانت بيننا وبين بكر بن وائلٍ خماشاتٌ في الجاهليّة، فأخاف أن يدخلوا عليكم في الإسلام، فيفسدوا عليكم دينكم.
قال الحسن رحمه الله: نصحهم في الحياة والممات.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف داود بن المحبّر روى النّسائيّ منه النّهي عن النّياحة حسب من طريقٍ.
رواه مسدّد، وأبو يعلى الموصلي وتقدم لفظهما
وقد تقدم هذا الحديث بأسانيده وطرقه في كتاب الجنائز، في باب وصية بنيه عند الموت.
9- باب وصية ثابت بن قيس بن شماس بعد موته رضي الله عنه
3010- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أحمد بن عيسى المصريّ، حدّثنا قيس بن بكرٍ، حدّثنا ابن جابرٍ، حدّثني عطاءٌ الخرسانيّ، قال: قدمت المدينة، فلقيت رجلاً من الأنصار، فقلت: حدّثني بحديث ثابت بن قيس بن شمّاسٍ، قال: نعم، قم معي، فقمت معه، حتّى وقف إلى باب دارٍ، فأجلسني على بابها، ثمّ دخل، فلبث مليًّا، ثمّ دعانا، فدخلنا على امرأةٍ، فقال الرّجل: هذه بنت ثابت بن قيس بن شمّاسٍ، فسلها عن ما بدا لك فقلت: حدّثيني عنه، رحمك الله، قالت: لمّا أنزل الله، عزّ وجلّ، على رسوله صلّى الله عليه وسلّم {يأيّها الّذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النّبيّ} إلى آخر الآية، دخل بيته، وأغلق بابه، وطفق يبكي، فافتقده رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: ما شأن ثابتٍ؟ قالوا: يا رسول الله، ما ندري شأنه، إلاّ أنّه قد أغلق بابه وهو يبكي فيه، فدعاه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فسأله ما شأنك؟ قال: يا رسول الله، أنزل الله عليك هذه الآية: {يأيّها الّذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النّبيّ}، وأنا شديد الصّوت، وأخاف أن أكون قد حبط عملي قال: لست منهم بل تعيش بخيرٍ وتموت بخيرٍ قال: ثمّ أنزل الله على رسوله صلّى الله عليه وسلّم: {إنّ الله لا يحبّ كلّ مختالٍ فخورٍ} فأغلق بابه، وطفق يبكي، فافتقده رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقال: ثابتٌ ما شأنه؟ قالوا: يا رسول الله، والله ما ندري غير أنّه قد أغلق بابه، فأرسل إليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: ما شأنك؟ قال: يا رسول الله، أنزل الله عليك: {إنّ الله لا يحبّ كلّ مختالٍ فخورٍ} والله إنّي لأحبّ الجمال، وأحبّ أن أسود قومي، قال: لست منهم، بل تعيش حميدًا، وتقتل شهيدًا، أو يدخلك الله الجنّة بسلامٍ فلمّا كان يوم اليمامة، خرج مع خالد بن الوليد إلى مسيلمة الكذّاب، فلمّا لقي أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وحمل عليهم، فانكشفوا، قال ثابتٌ لسالمٍ مولى أبي حذيفة: ما هكذا كنّا نقاتل مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ حفر كلّ واحدٍ منهما حفرةً فحمل عليهم القوم، فثبتا يقاتلان حتّى قتلا رحمهما الله، وكانت على ثابتٍ درعٌ له نفيسةٌ، فمرّ به رجلٌ من المسلمين، فأخذها، فبينا رجلٌ من المسلمين نائمًا، إذ أتاه ثابت بن قيسٍ في منامه، فقال: إنّي أوصيك بوصيّةٍ: إيّاك أن
تقول: هذا حلمٌ، فتضيّعه، إنّي لمّا قتلت أمس، مرّ بي رجلٌ من المسلمين فأخذ درعي، ومنزله أقصى العسكر، وعند خبائه فرسٌ يستنّ في طوله، وقد كفأ على الدّرع برمةً، وجعل فوق البرمة رحلاً، فأت خالد بن الوليد، فمره أن يبعث إلى درعي فيأخذها، فإذا قدمت على خليفة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأخبره، أنّ عليّ من الدّين كذا وكذا، ولي من الدّين كذا وكذا، وفلانٌ رقيقي عتيقٌ، وفلانٌ، وإيّاك أن تقول: هذا حلمٌ، فتضيّعه، فأتى الرّجل خالد بن الوليد فأخبره، فبعث إلى الدّرع فنظر إلى خباءٍ في أقصى العسكر، فإذا عنده فرسٌ يستنّ في طوله، فنظر في الخباء فإذا ليس فيه أحدٌ، فدخلوا ورفعوا الرّحل، فإذا تحته برمةٌ، فعرفوها فإذا الدّرع تحتها، فأتى بها خالد بن الوليد، فلمّا قدم المدينة، حدّث الرّجل أبا بكرٍ برؤياه، فأجاز وصيّته بعد موته، فلا نعلم أحدًا من المسلمين، جوّز وصيّته بعد موته غير ثابت بن قيس بن شمّاس، رضي الله عنه.
وله شاهدٌ من حديث أنس بن مالكٍ والطّبرانيّ، والتّرمذيّ باختصارٍ.
10- باب الوصية بالرقيق والتخفيف عنهم
3011- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا محمّد بن الحسن، حدّثنا أبو جميع الهجيميّ، عن ثابتٍ، عن أنسٍ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أعطى عليًّا وفاطمة غلامًا، وقال: أحسنا إليه، فإنّي رأيته يصلّي.
3011/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة... فذكره.
3012- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا محمّد بن كثيرٍ، أنبأنا سفيان بن سعيدٍ، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الرّحمن بن يزيد، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أرقّاءكم، أرقّاءكم، أرقّاءكم، أرقّاءكم، أرقّاءكم أطعموهم ممّا تأكلون، واكسوهم ممّا تلبسون، فإن جاؤوا بذنب فلم تريدوا أن تعفوه، فبيعوا عباد الله، ولا تعذّبوهم.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف عاصم بن عبيد الله.
3013- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهير بن حربٍ، حدّثنا إسحاق بن سليمان الرّازيّ، عن مغيرة بن مسلمٍ، عن أبي سلمة، عن فرقد السّبخيّ، عن مرّة الطّيّب، عن أبي بكرٍ، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا يدخل الجنّة سيّئ الملكة قال: فقال رجلٌ: يا رسول الله، أليس أخبرتنا أنّ هذه الأمّة أكثر الأمم مملوكين أيتامًا؟ قال: فأكرموهم، كرامة أولادكم، وأطعموهم ممّا تأكلون، واكسوهم ممّا تلبسون قال: فما ينفعنا من الدّنيا يا رسول الله؟ قال: فرسٌ ترتبطه في سبيل الله، ومملوكٌ يكفيك، فإذا صلّى فهو أخوك، فإذا صلّى فهو أخوك.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف فرقد السّبخيّ.
3014- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا عبد الله بن يزيد، وحدّثنا أحمد بن الدّورقيّ حدّثنا أبو عبد الرّحمن حدّثني سعيد بن أبي أيّوب حدّثني أبو هانئٍ، حدّثني عمرو بن حريثٍ: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ما خفّفت عن خادمك، من عمله، فإنّ أجره في موازينك.
3014/2- وحدثنا أحمد بن الدورقي، حدّثنا أبو عبد الرحمن، حدثني سعيد بن أبي أيوب، حدثني أبو هانئ، حدثني عمرو بن حريث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: ما خففت عن خادمك من عمله، فإن أجره في موازينك.
3015- قال: وحدّثنا وهب بن بقيّة، أنبأنا خالدٌ، عن حسينٍ، عن عطاءٍ، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما ينبغي للرّجل أن يلي مملوكه حرّ طعامه وبرده، فإذا حضر عزله عنه.
3016- قال: وحدّثنا محمّد بن بشّارٍ، حدّثنا محمّد بن غندرٍ، حدّثنا شعبة، عن أبي بشرٍ، عن سلاّم بن عمرٍو، عن رجلٍ من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: إخوانكم أحسنوا إليهم، أو قال: فأصلحوا إليهم، واستعينوهم على ما عليكم، وأعينوهم على ما عليهم.
3017- قال أبو يعلى: وحدّثنا صلت بن مسعودٍ الجحدريّ حدّثنا عكرمة بن خالد بن سلمة المخزوميّ، قال: سمعت أبي يقول: سمعت ابن عمر، يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا تضربوا الرّقيق، فإنّكم لا تدرون ما يوافقون.
3018- قال: وحدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا عبد الله بن يزيد، حدّثنا سعيد بن أبي أيّوب، حدّثني أبو هانئٍ، عن عبّاس بن جليدٍ الحجريّ، عن عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما، أنّ رجلاً أتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: إنّ خادمي يسيء ويظلم أفأضربه؟ قال: اعف عنه كلّ يومٍ سبعين مرّةً.
قلت: رواه التّرمذيّ في الجامع دون قوله: إنّ خادمي يسيء ويظلم أفأضربه أفأضربه.
11- باب ما جاء في الوصية بالثلث أو الربع
3019- قال أبو داود الطّيالسيّ حدّثنا شعبة، عن خبيب بن عبد الرّحمن سمعت عبد الرّحمن بن مسعود بن نيارٍ، قال: أتانا سهل بن أبي حثمة إلى مجلسنا، فحدّث عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: إذا حرصتم فدعوا الثّلث، فإن لم تدعوا الثّلث، فدعوا الرّبع.
هذا إسنادٌ صحيحٌ.
3020- وقال مسدّدٌ: حدّثنا عبد الله بن داود، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، أنّ أبا بكرٍ، رضي الله عنه، قال: إنّ الله تعالى تصدّق عليكم بثلث أموالكم عند وفاتكم.
هذا إسنادٌ صحيحٌ.
له شاهدٌ من حديث أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ الله تصدّق عليكم عند وفاتكم بثلث أموالكم، زيادةً لكم في أعمالكم، رواه ابن ماحة ابن ماجه في سننه بسندٍ ضعيفٌ كما بيّنته في الكلام على زوائد ابن ماجه.
3021- قال: وحدّثنا عبد الله بن داود، عن جعفر بن برقان، عن خالد بن أبي عزة أن أبا بكر، رضي الله عنه، أوصى بالخمس، وقال: آخذ من مالي ما أخذ الله من فيء المسلمين.
3021/2- رواه الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ: حدّثنا أبو العباس هو - الأصم - حدّثنا محمد بن عبيد الله بن المنادي، حدّثنا يونس بن محمد، حدّثنا شيبان، عن قتادة قال: ذكر لنا أن أبا بكر، رضي الله عنه، أوصى بخمس ماله، وقال: لا أرضى من مالي إلاّ بما رضي الله به من غنائم المسلمين. وقال قتادة: وكان يقال: الخمس معروف والربع جهد، والثلث يجيزه القضاة.
3021/2- وعن الحاكم رواه البيهقي في سننه واللفظ له.
ثم روى بسنده إلى علي، رضي الله عنه، موقوفًا: لأن أوصي بالربع أحب إلي من أن أوصي بالثلث، فمن أوصى بالثلث فلم يترك.
ثم روى بسنده إلى ابن عباس موقوفًا قال: الذي يوصي بالخمس أفضل من الذي يوصي بالربع، والذي يوصي بالربع أفضل من الذي يوصي بالثلث.
12- باب فيمن مات فجأة ولم يوص وما جاء في الحث على كتابة الوصية
3022- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا درست، عن يزيد، عن أنسٍ، رضي الله عنه، أنّ رجلاً كان عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ مات، فأخبره رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه قد مات، قال: الّذي كان عندنا آنفًا؟ قال، نعم فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كأنّه إخذةٌ على غضبٍ: والمحروم من حرم وصيّته.
3022/2- رواه مسدّدٌ: حدّثنا درست بن زيادٍ، حدّثنا يزيد الرّقاشيّ، حدّثنا أنس بن مالكٍ، رضي الله عنه، قال: كنّا عند عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فجاء رجلٌ، فقال: يا رسول الله، مات فلانٌ... فذكره.
3022/3- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدّثنا درست بن زيادٍ، حدّثنا حدّثني يزيد الرّقاشيّ... فذكره.
قلت: مدار حديث أنس بن مالكٍ على يزيد بن أبانٍ الرّقاشيّ، وهو ضعيفٌ.
3002/4- روى ابن ماجة منه والمحروم من حرم من وصيّته عن نصر بن عليٍّ الجهضميّ، عن درست.
3023- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا يونس بن محمّدٍ، حدّثنا عبد الله بن عمر، عن نافعٍ، عن ابن عمر، عن عمر، رضي الله عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: ما حقّ امرئٍ مسلمٍ أن يبيت ليلتين سوداوين وعنده ما يوصي فيه، إلاّ ووصيّته مكتوبةٌ.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف عبد الله بن عمر العمريّ.
لكن رواه مسلمٌ في صحيحه، والتّرمذيّ في جامعه من طريق أيّوب، وعن نافعٍ، عن ابن عمر، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
13- باب لا وصية لوارث
3024- قال مسدّدٌ: حدّثنا سفيان، عن سليمان الأحول، عن مجاهدٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعث مناديًا في يوم فتح مكّة: لا وصيّة لوارثٍ، الولد للفراش، ولا يجوز لامرأةٍ عطيّةٌ إلاّ بإذن زوجها.
3024/2- رواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ: حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، أنبأنا الرّبيع بن سليمان، أنبأنا ابن عيينة، عن سليمان الأحول، عن مجاهدٍ: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: لا وصيّة لوارثٍ.
3024/3- وعن الحاكم، رواه البيهقيّ في سننه.
وقال: قال الشّافعيّ: روى بعض الشّاميّين حديثًا ليس ممّا يثبته أهل الحديث، فإنّ بعض رجاله مجهولون، فرويناه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم منقطعًا، واعتمدنا على حديث أهل المغازي عامّةً، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال عام الفتح: لا وصيّة لوارثٍ وإجماع العامّة على القول به.
قلت: لحديث مجاهدٍ شاهدٌ من حديث أبي أمامة، ومن حديث عمرو بن خارجة، رواهما أصحاب السّنن.


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الوصايا, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir