دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 جمادى الأولى 1431هـ/12-05-2010م, 03:59 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي كتاب الأذكار

كتاب الأذكار
1- باب ما أمر به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الذكر
6041- قال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا سفيان، عن ابن عجلان، عن عون بن عبد الله، عن عائشة رضي اللّه عنهما، قالت: لزم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الكلمات قبل موته بسنةٍ: سبحانك اللّهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك، قالت: فقلت: يا رسول الله، لقد لزمت هؤلاء الكلمات، قال: إنّ ربّي عهد إليّ عهدًا، وأمرني بأمرٍ فأنا أتّبعه، ثمّ قرأ: إذا جاء نصر الله والفتح... حتّى ختم السّورة.
6041/2- رواه ابن أبي الدّنيا، والنّسائيّ: ولفظهما أنّ عائشة قالت: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان إذا جلس مجلسًا، أو صلّى تكلّم بكلماتٍ، فسألته عائشة عن الكلمات فقال: إن تكلّم بخيرٍ كان طابعًا عليهنّ إلى يوم القيامة، وإن تكلّم بشرٍّ كان كفّارةً له سبحانك اللّهمّ وبحمدك لا إله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك.
6041/3- رواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، من طريقٍ، وفيه عن عائشة، قالت: ما كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقوم من مجلسٍ إلاّ قال: سبحانك اللّهمّ ربّي وبحمدك لا إله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك، فقلت له يا رسول الله ما تقول هؤلاء الكلمات إذا قمت قال: لا يقولهنّ أحدٌ حين يقوم من مجلسه إلاّ غفر له ما كان منه في ذلك المجلس.
وقال: هذا حديثٌ صحيح الإسناد.
ورواه البيهقيّ.
2- باب أي عمل ابن آدم أنجبى له
6042- قال إسحاق بن راهويه: أنبأنا إسحاق بن سليمان، سمعت حريز بن عثمان يحدّث عن أبي، عن معاذ بن جبلٍ، رضي اللّه عنه، قال: ما عمل آدميّ عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر الله، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله قال: لا ولو ضرب بسيفه، قال اللّه: {ولذكر الله أكبر}.
6042/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أبو خالدٍ الأحمر، عن يحيى بن سعيدٍ، عن أبي الزّبير، عن طاووسٍ، عن معاذٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما عمل ابن آدم من عملٍ أنجى له من النّار من ذكر الله، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله تضرب بسيفك حتّى ينقطع، ثمّ تضرب بسيفك حتّى ينقطع قالها ثلاثًا.
6042/3- رواه عبد بن حميدٍ: حدّثني أبو بكر بن أبي شيبة...، فذكره.
6042/4- رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده، حدّثنا حجين بن المثنّى، حدّثنا عبد العزيز، يعني ابن أبي سلمة، عن زياد بن أبي زيادٍ مولى عبد الله بن عيّاش بن أبي ربيعة أنّه بلغه، عن معاذ بن جبلٍ، أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما عمل آدميٌّ عملاً قطّ أنجى له من عذاب الله من ذكر الله وقال معاذ بن جبلٍ: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخيرٍ لكم من تعاطي الذّهب والفضّة، ومن أن تلقوا عدوّكم غدًا فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم، قالوا: بلى يا رسول الله؟ قال: ذكر الله عزّ وجلّ.
قلت: له شاهدٌ من حديث أبي الدّرداء، رواه أحمد بن حنبلٍ بإسنادٍ حسنٍ، وابن أبي الدّنيا، والتّرمذيّ، وابن ماجة، والحاكم وصحّحه، والبيهقيّ.
ورواه التّرمذيّ، من حديث أبي سعيدٍ.
ورواه ابن أبي الدّنيا، والبيهقيّ، من حديث عبد الله بن عمرٍو.
3- باب في فضل الذكر والذاكرين
فيه حديث معاذ المذكور في الباب قبله.
6043- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا محمّد بن حدّثنا يزيد بن أبانٍ، عن أنسٍ، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: لأن أجالس قومًا يذكرون اللّه عزّ وجلّ من صلاة الغداة إلى طلوع الشّمس أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشّمس، ولأن أذكر اللّه عزّ وجلّ من صلاة العصر إلى غروب الشّمس أحبّ إليّ من أن أعتق ثمانيةً من ولد إسماعيل دية كلّ واحدٍ منهم اثنا عشر ألفًا، فحسبنا دياتهم ونحن في مجلسٍ فبلغ ستّةً وتسعين ألفًا، وهاهنا من يقول: أربعةٌ من ولد إسماعيل، والله ما قال إلاّ ثمانيةً، دية كلّ واحدٍ منهم اثنا عشر ألفًا.
6043/2- رواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا عبد الملك بن عبد العزيز، حدّثنا حمّادٌ، عن يزيد الرّقاشيّ، عن أنسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لأن أقعد مع قومٍ يذكرون اللّه بعد صلاة الفجر حتّى تطلع الشّمس أحبّ إليّ من أن أعتق أربعةً من ولد إسماعيل، ولأن أذكر اللّه بعد العصر حتّى تغرب الشّمس أحبّ إلي من أن أعتق ثمانية رقابٍ من ولد إسماعيل.
6043/3- ورواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا عبد الله بن عونٍ، حدّثنا أبو عبيدة، قال: حدّثنا أبو عبد الله، عن يزيد الرّقاشيّ، عن أنسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لأن أصلّي الفجر وأجلس مع قومٍ يذكرون اللّه إلى طلوع الشّمس أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشّمس، ولأن أصليّ العصر وأجلس مع قومٍ يذكرون اللّه إلى غروب الشّمس أحبّ إليّ من أن أعتق ثمانية رقابٍ من ولد إسماعيل، دية كلّ رقبةٍ اثنا عشر ألفًا.
6043/4- قال: وحدّثنا خالد بن القاسم، حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، حدّثنا يزيد الرّقاشيّ...، فذكر بعضه.
6043/5- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا الفضل بن الصّبّاح، حدّثنا أبو عبيدة، عن محتسبٍ، عن ثابتٍ، عن أنسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لأن أقعد مع قومٍ يذكرون اللّه من بعد صلاة الفجر إلى أن تطلع الشّمس أحبّ إليّ من أن أعتق أربعةً من بني إسماعيل، دية كلّ رجلٍ منهم اثنا عشر ألفًا، ولأن أقعد مع أقوامٍ يذكرون اللّه من بعد صلاة العصر إلى أن تغرب الشّمس أحبّ إليّ من أن أعتق أربعةً من بني إسماعيل، دية كلّ رجلٍ منهم اثنا عشر ألفًا.
6043/6- قال: وحدّثنا خلف بن هشام البزّار، حدّثنا حماد بن زيد، عن المعلى بن زياد، عن يزيد الرقاشي، عن أنس قال- يعني: لأن أذكر الله من العصر إلى غروب الشمس أحبّ إليّ من أن أعتق ثمانية من بني إسماعيل كلهم مسلم.
6043/7- قال: وحدّثنا أبو الرّبيع، حدّثنا حمّادٌ، حدّثنا المعلّى بن زيادٌ، عن يزيد الرّقاشيّ، عن أنسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لأن أجلس مع قومٍ يذكرون اللّه من صلاة العصر إلى أن تغرب الشّمس أحبّ إليّ من أن أعتق ثمانيةً من ولد إسماعيل.
6043/8- قال: وحدّثنا أبو الرّبيع، حدّثنا حمّادٌ، عن يزيد، عن أنسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لأن أجلس مع قومٍ يذكرون اللّه عزّ وجلّ من غدوةٍ حتّى تطلع الشّمس أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشّمس.
قلت: مدار طرق حديث أنسٍ هذا على يزيد بن أبانٍ الرّقاشيّ، وهو ضعيفٌ.
6044- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن يحيى بن عبيد الله، سمعت أبي، قال: سمعت أبا هريرة، رضي اللّه عنه، يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: المجالس ثلاثةٌ: غانمٌ، وسالمٌ، وشاجبٌ، فالغانم الّذي يكثر ذكر الله عزّ وجلّ في مجلسه، والسّالم الّذي يسكت لا عليه، ولا له، والشّاجب الّذي يكون كلامه وعمله في معصية الله، عزّ وجلّ.
6044/2- قال: وحدّثنا يحيى بن سعيد، عن موسى الجهني، حدّثنا مخراق سمعت أباهريرة يقول: المجالس ثلاثة: فمنهم الغانم، ومنهم السالم، ومنهم الشاجب، فالغانم: عبد ذكر الله- تعالى- فذكره الله، والسالم: عبد لم يمل على كاتبه خيرًا ولا شرًا، وأمّا الشاجب: الذي أخذ في الباطل فهو يشجب على نفسه.
6045- قال مسدّد: وحدّثنا عيسى، حدّثنا هارون بن عنترة، عن أبيه قال: دخلنا على ابن عباس فقال له رجل: أي العمل أفضل؟ قال: ذكر الله أكبر- ثلاث مرات- ثم قال: ما جلس قوم في بيت من بيوت الله يتدارسون كتاب الله ويتعاطونه بينهم إلاّ أظلتهم الملائكة بأجنحتها، وإلا كانوا أضياف الله، عزّ وجلّ، حتى يقوموا، وما سلك رجل طريقاً يبتغي فيه العلم إلاّ سهل الله له سبيلاً إلى الجنة، ومن يبطىء به عمله لا يسرع به نسبه.
6046- قال مسدّدٌ: حدّثنا بشر بن المفضّل، أنبأنا الجريريّ، عن أبي الورد، عن أبي محمّدٍ الحضرميّ، عن أبي أيّوب، قال: قال رجلٌ عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الحمد للّه حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من صاحب الكلمة؟ قال: فسكت الرّجل، ورأى أنّه قد هجمه من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على شيءٍ كرهه، قال: فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من هو؟ فإنّه لم يقل إلاّ صوابًا، فقال الرّجل: أنا قلتها يا رسول الله أرجو بها الخير، قال: والّذي نفسي بيده، لقد رأيت ثلاثة عشر ملكًا يبتدرون كلمتك أيّهم يرفعها إلى الله، عزّ وجلّ.
قلت: رواه ابن أبي الدّنيا، والطّبرانيّ، بإسنادٍ حسنٍ، والبيهقيّ.
وله شاهدٌ من حديث أنسٍ، وقد تقدّم في كتاب المساجد.
6047- وقال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا بشرٌ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن ثابتٍ، عن عقبة بن عبد الغافر، قال حمّادٌ: ولا أعلمه إلاّ وقد رفعه إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: من قال سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون وسلامٌ على المرسلين والحمد للّه ربّ العالمين، فقد اكتال بالكيل الأوفى.
هذا إسنادٌ مرسلٌ، رواته ثقات.
6048- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا شبابة، عن ليث بن سعدٍ، عن سعيدٍ، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يقول: لا إله إلاّ اللّه وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وغلب الأحزاب وحده، ولا شيء بعده.
هذا إسناد صحيح.
6049- قال عبد بن حميدٍ: حدّثنا عبد الرّزّاق، أنبأنا معمرٌ، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: قال اللّه عزّ وجلّ: يا ابن آدم، إن ذكرتني في نفسك أذكرك في نفسي، وإن ذكرتني في ملأٍ ذكرتك في ملأٍ من الملائكة، أو ملأٍ خيرٍ منهم، وإن دنوت منّي شبرًا دنوت منك ذراعًا، وإن دنوت منّي ذراعًا دنوت منك باعًا، وإن أتيتني تمشي أتيتك أهرول.
قال معمرٌ: قال قتادة: واللّه، عزّ وجلّ، أسرع بالمغفرة.
هذا إسنادٌ رجاله رجال الصّحيح.
وله شاهدٌ من حديث أبي هريرة، رواه البخاريّ، ومسلمٌ، والتّرمذيّ، والنّسائيّ، وابن ماجة.
ورواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده بإسناد صحيح، وزاد في آخره قال قتادة: واللّه عزّ وجلّ أسرع بالمغفرة.
6050- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا درّاجٌ، أنّ أبا الهيثم حدّثه، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ليذكرنّ اللّه قومٌ في الدّنيا على الفرش الممهّدة يدخلهم الجنّات العلى.
6050/2- وحدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدّثنا الحسن بن موسى...، فذكره.
6050/3- رواه ابن حبّان، في صحيحه: أنبأنا عبد الله بن محمّد بن سلمٍ، حدّثنا حرملة بن يحيى، حدّثنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني عمرو بن الحارث أنّ درّاجًا حدّثه...، فذكره.
6051- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرعرة، حدّثنا يوسف بن يعقوب، حدّثنا ميمون بن عجلان، عن ميمون بن سياهٍ، عن أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ما من قومٍ اجتمعوا يذكرون اللّه لا يريدون بذلك إلاّ وجهه، إلاّ ناداهم منادٍ من السّماء أن قوموا مغفورًا لكم قد بدّلت سيّئاتكم حسناتٍ.
6051/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا محمّد بن بكرٍ، حدّثنا ميمونٌ المرئيّ، عن ميمون بن سياهٍ...، فذكره.
هذا إسناد رجاله ثقاتٌ.
4- باب في كثرة الذكر
6052- قال إسحاق بن راهويه: أنبأنا إسحاق بن سليمان الرّازيّ، سمعت موسى بن عبيدة الرّبذيّ يحدّث، عن أبي عبد الله القرّاط، عن معاذ بن جبلٍ، قال: بينما نحن مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نسير بالدف من جمدان إذ استند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا معاذ، أين السّابقون؟ فقلت: قد مضى ناسٌ وتخلّف ناسٌ، فقال معاذ: أين السّابقون؟ يستهترون بذكر الله عزّ وجلّ من أحبّ أن يرتع في رياض الجنّة فليكثر من ذكر الله.
6052/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، عن موسى بن عبيدة،، عن أبي عبد الله القراظ، عن معاذ بن جبلٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من أحبّ أن يرتع في رياض الجنّة فليكثر من ذكر الله.
6052/3- ورواه ابن حبّان في صحيحه: أنبأنا محمّد بن عبد الله بن عبد السّلام، أنبأنا محمّد بن هاشمٍ البعلبكيّ، حدّثنا الوليد، حدّثنا ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحولٍ، عن جبير بن نفيرٍ، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبلٍ، قال: سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أيّ الأعمال أحبّ إلى الله تعالى؟ قال: أن تموت ولسانك رطبٌ من ذكر الله.
رواه ابن أبي الدّنيا والطبراني والبزار.
قلت: وله شاهدٌ في الصّحيحين، وغيرهما من حديث أبي هريرة، وآخر من حديث عبد الله بن بسر، رواه الترمذي وحسنه، وابن حبان في صحيحه، والحاكم وصححه.
6053- وقال عبد بن حميدٍ: أنبأنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من عجز منكم عن اللّيل أن يكابره، وبخل بالمال أن ينفقه، وجبن عن العدوّ أن يجاهده، فليكثر ذكر الله.
ورواه الطّبرانيّ.
6053/2- ورواه البزّار: حدّثنا محمّد بن عثمان بن كرامة، حدّثنا عبيد الله بن موسى...، فذكره.
قال البزّار: لا نعمله إلاّ من هذا الطّريق، وأبو يحيى كوفيٌّ معروفٌ لا نعلم به بأسًا.
قلت: قال أحمد بن حنبلٍ: روى عنه، إسرائيل أحاديث كثيرةً مناكير جدًّا.
وقال ابن معينٍ: في حديثه ضعفٌ، وقال مرّة: ضعيفٌ.
وقال ابن سعدٍ: ضعيفٌ.
وقال النّسائيّ: ليس بالقويّ انتهى.
وبقيّة رجال الإسناد محتجٌّ بهم في الصّحيح.
ورواه البيهقيّ من طريق أبي يحيى أيضًا.
6054- وقال عبد بن حميدٍ: حدّثنا الحسين بن موسى، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا درّاجٌ أبو السّمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، رضي اللّه عنه، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أكثروا ذكر الله، عزّ وجلّ، حتّى يقال إنّه مجنونٌ.
6054/2- رواه أبو يعلى: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا الحسن بن موسى...، فذكره.
6054/3- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا سريجٌ، حدّثنا ابن وهبٍ، عن عمرو بن الحارث أنّ درّاجًا حدّثه...، فذكره.
ورواه ابن حبّان، في صحيحه، والحاكم، وقال: صحيح الإسناد.
وله شاهدٌ من حديث معاذ بن جبلٍ، وتقدّم في الباب قبله.
6055- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو بكر بن زنجويه، حدّثني أبو المغيرة، وحدّثني أبو بكر بن أبي مريم، حدّثني بن عميرٍ، وحبيب بن زيدٍ، عن أبي الدّرداء، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: لا يدع رجلٌ منكم أن يعمل للّه ألف حسنةٍ، أن يسبّح ألف تسبيحةٍ، فإنّه لن يعمل إن شاء اللّه مثل ذلك في يومه من الذّنوب، ويكون ما عمل من خيرٍ سوى ذلك وافرًا.
5- باب الذّكر في المساجد
6056- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أحمد بن عيسى، حدّثنا ابن وهبٍ، حدّثنا عمرٌو، عن أبي السّمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ، رضي اللّه عنه، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: يقول الرّبّ تبارك وتعالى يوم القيامة: سيعلم أهل الجمع اليوم من أهل الكرم، فقيل: من أهل الكرم يا رسول الله؟ قال: مجالس الذّكر في المساجد.
6056/2- قال: وحدّثنا زهيرٌ، حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا درّاجٌ أبو السّمح...، فذكره.
رواه أحمد بن حنبلٍ، في مسنده.
ورواه ابن حبّان في، صحيحه: أنبأنا عمر بن محمّدٍ الهمدانيّ، حدّثنا أبو طاهرٍ، حدّثنا ابن وهبٍ...، فذكره، إلاّ أنّه قال: أهل مجالس الذّكر في المساجد.
ورواه البيهقيّ، وغيره.
وله شاهدٌ من حديث أنس بن مالكٍ، وقد تقدّم في كتاب المساجد.
6- باب فضل مجالس الذكر
فيه حديث أبي هريرة مرفوعاً: أفضل الرباط انتظار الصلاة ولزوم مجالس الذكر وتقدم في باب لزوم المساجد.
6057- قال مسدّدٌ: حدّثنا بشرٌ، حدّثنا عمر بن عبد الله مولى عفرة، سمعت أيّوب بن خالد بن صفوان الأنصاريّ، يقول: قال جابر بن عبد الله، رضي اللّه عنهما، قال: خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا أيّها النّاس، إنّ للّه سرايا من الملائكة تحلّ فتقف على مجالس الذّكر في الأرض، فارتعوا في رياض الجنّة، قالوا: وأين رياض الجنّة يا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: مجالس الذّكر، فاغدوا وروحوا في ذكر الله عزّ وجلّ، واذكروه بأنفسكم، من كان يحبّ أن يعلم منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله عنده، فإنّ اللّه تعالى ينزل العبد منزلته حيث أنزله من نفسه.
6057/2- رواه أحمد بن منيعٍ، قال: حدّثنا الهيثم، حدّثنا إسماعيل بن عيّاشٍ، عن عمر بن عبد الله مولى غفرة، أنّ أيّوب بن صفوان أخبره، عن جابر بن عبد الله، قال: خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: ارتعوا في رياض الجنّة قالوا: وما رياض الجنّة؟...، فذكره.
6057/3- ورواه عبد بن حميدٍ: حدّثني حبّان بن هلالٍ، حدّثنا بشر بن المفضّل، حدّثنا عمر بن عبد الله...، فذكره.
6057/4- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبيد الله، حدّثنا بشر بن المفضّل...، فذكره.
6057/5- ورواه البزّار: حدّثنا محمّد بن عبد الملك، حدّثنا بشر بن المفضّل...، فذكره.
قال البزّار: لا نعلمه، عن جابرٍ إلاّ بهذا الإسناد، ولا روى أيّوب هذا عن جابرٍ غيره.
قلت: ورواه ابن أبي الدّنيا، والطّبرانيّ، والحاكم، والبيهقيّ كلّهم من طريق عمر بن عبد الله مولى غفرة به.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
6058- قال مسدّدٌ: حدّثنا المعتمر، حدّثنا أبي، عن قتادة، عن العلاء بن زيادٍ، أنّه بلغه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: تبادروا رياض الجنّة، قالوا: يا نبيّ الله، وما رياض الجنّة؟ قال: حلق الذّكر.
هذا إسنادٌ رواته ثقاتٌ.
7- باب ما جاء في خير الجلساء
6059- قال عبد بن حميدٍ: حدّثنا عبيد الله بن موسى، حدّثنا مبارك بن حسّانٍ، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: قيل: يا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أيّ جلسائنا خيرٌ؟ قال: من ذكّركم بالله رؤيته، وزاد في علمكم منطقه وذكّركم بالآخرة عمله.
هذا الإسناد رواته ثقاتٌ.
6059/2- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبد الله بن عمر بن أبانٍ، حدّثنا عليّ بن هاشم بن البريد، عن مبارك بن حسّانٍ...، فذكره.
8- باب في تفضيل البقعة التي ذكر اسم الله عليها على ما حولها
6060- قال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا مروان، عن موسى بن عبيدة، عن يزيد الرّقاشيّ، عن أنسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما من بقعةٍ ذكر اسم الله عليها للصّلاة، أو ذكر، إلاّ استبشرت بذكر الله، عزّ وجلّ، إلى منتهاها من سبع أرضين، وإلاّ فخرّت على ما حولها من البقاع.
6060/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا موسى بن عبيدة، حدّثني يزيد الرّقاشيّ...، فذكره، وزاد: وما من عبدٍ يقوم بفلاةٍ من الأرض يريد الصّلاة إلاّ تزخرفت له الأرض.
قلت: مدار إسناد حديث أنسٍ هذا على يزيد بن أبانٍ الرّقاشيّ وهو ضعيفٌ، وكذا الرّاوي عنه.
وتقدّم هذا الحديث في باب فضل الصّلاة في الفلاة.
9- باب في كثرة الذكر في العبادات
6061- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا معلّي بن منصورٍ، حدّثنا رشدين بن سعدٍ، أنّ زبّان بن فائدٍ، حدّثهم، عن سهل بن معاذٍ، عن أبيه، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أنّ رجلاً سأله أيّ المهاجرين أعظم أجرًا؟ قال: أكثرهم ذكرًا للّه عزّ وجلّ، قال: فأيّ الصّائمين أعظم أجرًا؟ قال: أكثرهم ذكرًا للّه، عزّ وجلّ، قال: ثمّ ذكر الصّلاة، والزّكاة، والحجّ، وكلّ ذلك يقول أكثرهم ذكرًا للّه عزّ وجلّ، قال أبو بكرٍ لعمر رضي اللّه عنهما: يا أبا حفصٍ، ذهب الذّاكرون بكلّ خيرٍ، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أجل.
6061/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا حسنٌ، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا زبّان...، فذكره.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ ؛ لضعف زبّان بن فائدٍ البصريّ، والرّواي عنه.
10- باب ما جاء فيمن ترك الذكر أو الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم في شيء من أحواله
6062- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا يزيد بن إبراهيم الأسيديّ، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما اجتمع قومٌ ثمّ تفرّقوا عن غير ذكر الله وصلاةٍ على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلاّ قاموا عن أنتن جيفةٍ.
قلت: رواه النّسائيّ، في عمل اليوم واللّيلة من طريق الطّيالسيّ، به.
هذا إسنادٌ رواته ثقات، وله شاهدٌ من حديث أبي هريرة، رواه البزّار في مسنده، وأبو داود، والترمذي وصححه، ابن حبّان في صحيحه.
6063- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا بقيّة بن الوليد، حدّثنا الحكم بن عبد الله الأيليّ، حدّثني الزّهريّ، قال: أتي أبو بكرٍ الصّدّيق بغرابٍ وافر الجناحين، فقال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ما صيد صيدٌ، ولا عضّدت عضاةٌ، ولا قطعت وشيجةٌ إلاّ بقلّة التّسبيح، ثمّ حكى عن الغراب.
هذا معضلٌ، أو مرسلٌ، والحكم ضعيفٌ بالمرّة.
6064- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا يوسف بن عطيّة الصّفّار، عن العلاء بن كثيرٍ، عن مكحولٍ، عن واثلة بن الأسقع، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أيّما قومٍ جلسوا في مجلسٍ ثمّ يقوموا من قبل أن يذكروا اللّه ويصلّوا على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، كان ذلك المجلس عليهم يوم القيامة، يعني: حسرةً.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ ؛ لضعف يوسف بن عطيّة.
6065- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن بحرٍ، حدّثنا عديّ بن أبي عمارة، حدّثنا زيادٌ النّميريّ، عن أنس بن مالكٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ الشّيطان واضعٌ خطمه على قلب ابن آدم، فإن ذكر اللّه عزّ وجلّ خنس، وإن نسي التقم قلبه، فذلك الوسواس الخنّاس.
رواه ابن أبي الدّنيا، والبيهقيّ، من طريق زياد بن عبد الله النّميريّ، وهو ضعيفٌ، ضعّفه يحيى بن معينٍ، وأبو داود، والذّهبيّ.
وذكره ابن حبّان في الثّقات وفي الضّعفاء، وقال: منكر الحديث يروي عن أنسٍ أشياء لا تشبه أحاديث الثّقات، تركه ابن معينٍ، انتهى.
خطمه بفتح الخاء المعجمة وسكون الطّاء المهملة هو فمه.
6066- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا القواريريّ، حدّثنا يوسف بن يزيد أبو معشرٍ البرّاء، قال: حدّثنا شدّاد بن سعيد بن أبي الوازع جابر بن عمرٍو، عن عبد الله بن مغفّلٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما جلس قومٌ مجلسًا قطّ لم يذكروا اللّه إلاّ كان عليهم حسرةً يوم القيامة.
6066/2- ورواه الطّبرانيّ، في الكبير والأوسط، والبيهقيّ، بلفظ: ما من قومٍ اجتمعوا في مجلسٍ فتفرّقوا ولم يذكروا اللّه، إلاّ كان ذلك المجلس حسرةً عليهم يوم القيامة.
ورواه الطبراني محتج بهم في الصحيح.
11- باب فيمن عمل حسنة أو هم بها
6067- قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا يعلى، حدّثني عبد الحكم، عن أنسٍ، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله، قال: من همّ بحسنةٍ فعملها كتبت له عشر حسناتٍ، فإن لم يعملها كتبت له حسنةً واحدةً، وإن همّ بسيّئةٍ فعملها كتبت عليه سيّئةً، فإن لم يعملها لم يكتب عليه شيءٌ.
6067/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا مجاهدٌ، حدّثنا مكيٌّ، ح
6067/3- وحدّثنا الحسن بن الصّبّاح، وأبو خيثمة، قالا: حدّثنا إسحاق بن سليمان كلاهما، عن موسى بن عبيدة، عن أبي بكر بن عبيد الله بن أنسٍ، عن جدّه أنسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من همّ بحسنةٍ كتبها اللّه له حسنةً، فإن عملها، كتبت له عشرًا، ومن همّ بسيّئةٍ لم تكتب عليه حتّى يعملها، فإن عملها كتبت عليه سيّئةً، وإن تركها، كتبت له حسنةً، يقول اللّه تبارك وتعالى: إنّما تركها من مخافتي.
هذا لفظ مجاهد بن موسى، وليس في حديث أبي خيثمة: فإن عملها كتبت عليه سيّئةً، وساق هذا الحديث في كتاب المواعظ في باب تضعيف الحسنات، وأصله في الصّحيحين، وغيرهما من حديث أبي هريرة.
12- باب فيمن لا يذكر الله عز وجل
فيه الأحاديث المذكورة في الباب قبل قبله.
6068- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا خليد، عن سفيان، عن صالح مولى التوءمة، عن أبي هريرة قال: ما جلس رجل مجلسًا ولا اضطجع مضطجعًا ولا مشى مشيًا لا يذكر الله، تعالى، فيه إلاّ كان عليه ترة يوم القيامة.
6068/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا يحيى، عن ابن أبي ذئبٍ، حدّثني سعيد بن أبي سعيدٍ، عن إسحاق مولى عبد الله بن الحارث، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما جلس قومٌ مجلسًا ولم يذكروا اللّه، عزّ وجلّ، إلاّ كان عليهم ترةً، وما من رجلٍ مشى طريقًا فلم يذكر اللّه، عزّ وجلّ إلاّ كان عليهم ترةً،وما من رجلٍ أوى إلى فراشه فلم يذكر اللّه عزّ وجلّ إلاّ كان عليه ترةً.
6068/3- قال: وحدّثنا روحٌ، حدّثنا ابن أبي ذئبٍ، عن المقبريّ، عن أبي إسحاق، مولى عبد الله بن الحارث، ولم يقل إذا أوى إلى فراشه.
6068/4- قال: حدّثنا عبد الرحمان، عن شعبة، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ما قعد قومٌ مقعدًا لا يذكرون فيه اللّه، عزّ وجلّ، ويصلّون على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلاّ كان عليهم حسرةً يوم القيامة، وإن دخلوا الجنّة للثّواب.
6068/5- ورواه ابن حبّان في صحيحه: حدّثنا الحسن بن سفيان، حدّثنا صفوان بن صالحٍ، حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، عن ابن أبي ذئبٍ...، فذكر طريق أحمد الأولى.
6068/6- قال ابن حبّان: وحدّثنا حاجب بن أركين الفرغانيّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم الدّورقيّ، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، عن شعبة، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ...، فذكر طريق أحمد الثّانية.
قلت: رواه الطّبرانيّ، وأبو داود، والتّرمذيّ، والنّسائيّ، باختصارٍ.
ورواه ابن أبي الدّنيا، والحاكم، والبيهقيّ.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد، انتهى.
التّرة: بكسر التّاء من فوقٍ، وتخفيف الرّاء هي النّقص وقيل: التّبعة.
6069- وقال أحمد بن منيع: حدّثنا أبو النضر، حدّثنا شعبة، عن الأعمش، عن ذكوان أبي صالح، عن أبي سعيد، رضي الله عنه، قال: ما جلس قوم مجلسًا لا يصلون فيه على النبي صلّى الله عليه وسلّم: إلاّ كان عليهم حسرة وإن دخلوا الجنة.
هكذا رواه أحمد بن منيع موقوفًا ورواته ثقات، وأبو النضر هو هاشم بن القاسم، وحكمه الرفع إذ ليس للرأي، فيه مجال.
ورواه النسائي مرفوعًا وموقوفًا من طريق شعبة به.
ورواه غير واحد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة.
13- باب خير الذكر الخفي
6070- قال مسدّدٌ، حدّثنا يحيى، عن أسامة بن زيدٍ، عن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي لبيبة، عن سعد بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: خير الذّكر الخفيّ، وخير الرّزق ما يكفي.
6070/2- رواه إسحاق بن راهويه: أنبأنا وكيعٌ، عن أسامة بن زيدٍ...، فذكره.
6070/3- ورواه أبو بكر بن أبي شيبة: وإسحاق بن راهويه، قالا: حدّثنا وكيعٌ، عن أسامة بن زيدٍ...، فذكره.
6070/4- ورواه عبد بن حميدٍ: حدّثنا عثمان بن عمر، حدّثنا أسامة بن زيدٍ...، فذكره.
6070/5- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا أسامة بن زيدٍ.
6070/6- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا أسامة بن زيدٍ...، فذكره.
6070/7- ورواه ابن حبّان، في صحيحه، أنبأنا ابن قتيبة، حدّثنا حرملة بن يحيى، حدّثنا ابن وهبٍ، حدّثنا أسامة، أنّ محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي لبيبة، حدّثه...، فذكره.
6071- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو هشامٍ الرّفاعيّ، حدّثنا إسحاق، حدّثنا معاوية، عن الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة رضي اللّه عنها، قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يفضّل الصّلاة الّتي بسواكٍ لها على الصّلاة الّتي لا يستاك لها بسبعين ضعفًا، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يفضّل الذّكر الخفيّ الّذي لا يسمعه الحفظة بسبعين ضعفًا، ويقول: إذا كان يوم القيامة وجمع اللّه الخلائق لحسابهم، وجاءت الحفظة ممّا حفظوا وكتبوا قال اللّه لهم: انظروا هل بقي له من شيءٍ، فيقولون: ربّنا ما تركنا شيئًا ممّا علمناه وحفظناه إلاّ وقد أحصيناه وكتبناه، فيقول اللّه، تبارك وتعالى، له: إنّ لك عندي خبيًّا لا تعلمه وأنا أجزيك به وهو الذّكر الخفيّ.
6071/2- رواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة عن الواقديّ، عن عبد الله بن أبي يحيى، عن أبي الأسود، عن عروة...، فذكره.
6071/3- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعدٍ، حدّثنا أبي، عن محمّد بن إسحاق، قال مسلمٌ، أو الزّهريّ، عن عروة...، فذكر قصّة السّواك حسب.
ورواه البزّار في مسنده، وابن خزيمة، في صحيحه، وقال: في القلب من هذا الخبر شيءٌ فإنّي أخاف أن يكون محمّد بن إسحاق لم يسمعه من الزّهريّ.
6071/4- ورواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، في كتابه المستدرك: أنبأنا أحمد بن جعفرٍ القطيعيّ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبلٍ، أنبأنا أبي، ح
6071/5- وأنبأنا أبو زكريّا يحيى بن محمّدٍ، حدّثنا إبراهيم بن أبي طالبٍ، حدّثنا محمّد بن يحيى، قالا: حدّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد...، فذكر قصّة السّواك.
وقال: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ، ولم يخرجاه.
قال الحافظ المنذريّ: كذا قال: ومحمّد بن إسحاق إنّما أخرج له مسلمٌ في المتابعات.
قلت: محمّد بن إسحاق، وإن رواه بصيغة العنعنة، وأخرج له مسلمٌ في المتابعات فلم ينفرد به عن الزّهريّ، كما تقدّم.
14- باب في الغفلة عن الذكر وغير ذلك
6072- قال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا شجاع بن الوليد، عن عبد الرّحمن بن زيادٍ الإفريقيّ، عن حديج بن صوميٍّ، عن عبد الله بن عمرٍو رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الغفلة عن ثلاثٍ: الغفلة عن ذكر الله، والغفلة فيما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشّمس، والغفلة أن يغفل الرّجل حتّى يركبه الدّين.
6072/2- رواه عبد بن حميدٍ: حدّثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن زيادٍ،...، فذكره.
هذا إسنادٌ حسنٌ، وعبد الرّحمن بن زياد بن أنعمٍ قاضي إفريقيّة، وإن ضعّفه أحمد بن حنبلٍ، والنّسائيّ، وابن حبّان، فقد وثّقه يحيى بن سعيدٍ، وأحمد بن صالحٍ، وقال ابن معينٍ: ليس به بأسٌ، ومع هذا فلم ينفرد الإفريقيّ، عن حديجٍ بهذا الحديث.
6072/3- فقد رواه أبو القاسم الطّبرانيّ، قال: حدّثنا هارون بن ملّولٍ، حدّثنا المقرئ...، فذكره.
وهارون بن ملّولٍ، بلامين أولاهما مشدّدةٌ وهو لقب أبيه واسمه عيسى بن يحيى التّجيبيّ مولاهم.
قال ابن يونس: كان من عقلاء النّاس ثقةً في الحديث مصريًّا، وكان آخر من حدّث عن المقرئ بمصر.
وأمّا حديج بن صوميٍّ، فروى عنه جماعةٌ، وذكره ابن حبّان في الثّقات، وهو بضمّ الحاء المهملة وفتح الدّال المهملة مصغّرٌ.
والإسناد من الطّبرانيّ وكلّهم مصريّون.
وقوله: حين يصلّي الصّبح كالحديث الوارد: الصّبحة تمنع الرّزق.
وقد روى هذا الحديث عبد الله بن أحمد بن حنبلٍ، في زوائده على المسند من حديث عثمان بن عفّان، وفي إسناده إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو مجمعٌ على ضعفه.
ورواه ابن عديٍّ، في الكامل من طريق سليمان بن أرقم، عن الزّهريّ، عن سعيد بن المسيّب، عن عثمان بن عفّان، وسليمان بن أرقم متّفقٌ على تركه.
رواه الطّبرانيّ، وتقدّم في القرض في باب ما جاء في التّشديد في الدّين.
15- باب فيمن يذكر الله عز وجل حتى تطلع الشمس وبعد العصر حتى تغرب.
6073- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا شيبان بن فرّوخٍ، حدّثنا طيّب بن سلمان، سمعت عمرة، تقول: سمعت عائشة أمّ المؤمنين، رضي اللّه عنها، تقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: من صلّى الفجر، أو قال الغداة، فقعد مقعده فلم يلغ بشيءٍ من أمر الدّنيا، ويذكر اللّه حتّى يصلّي الضّحى أربع ركعاتٍ، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه لا ذنب له.
هذا إسنادٌ حسنٌ وتقدّم في آخر صلاة الضّحى.
6074- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا خلف بن هشام البزّار، حدّثنا حماد بن زيد، عن المعلى بن زياد، عن يزيد الرقاشي، عن أنس، رضي الله عنه، قال- يعني: لأن أذكر الله، عزّ وجلّ، من العصر إلى غروب الشمس أحب إليّ من أن أعتق ثمانية من بني إسماعيل كلهم مسلم.
تقدم في فضل الذكر والذاكرين
6075- قال: وحدّثنا أبو الرّبيع حدّثنا حمّادٌ، حدّثنا المعلى بن زيادٍ، عن يزيد الرّقاشيّ، عن أنسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لأن أجلس مع قومٍ يذكرون اللّه من صلاة العصر إلى أن تغرب الشّمس أحبّ إليّ من أن أعتق ثمانيةً من ولد إسماعيل.
6076- قال: وحدّثنا أبو الرّبيع، حدّثنا حمّادٌ، عن يزيد، عن أنسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لأن أجلس مع قومٍ يذكرون اللّه عزّ وجلّ من غدوةٍ حتّى تطلع الشّمس أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشّمس.
قلت: مدار طرق حديث أنسٍ هذا على يزيد بن أبانٍ الرّقاشيّ، وهو ضعيفٌ، وقد تقدّم هذا الحديث بطرقه في أوّل باب فضل الذّكر والذّاكرين.
16- باب ما يقال بعد صلاة الصبح
6077- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا شيبان بن فرّوخٍ، حدّثنا عقبة بن عبد الله الرّفاعيّ الأصمّ، عن الجعد أبي عثمان، عن أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، قال: صلّى أنس بن مالكٍ في مسجد بني رفاعة ها هنا، فأمر رجلاً من أصحابه أن يؤذّن فصلّى بهم الصّبح، فلمّا أن فرغ من صلاته أقبل على القوم، فقال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا صلّى بأصحابه أقبل على القوم، فقال: اللّهمّ إنّي أعوذ بك من علمٍ يخزيني، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من غنًى يطغيني، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من أملٍ يلهيني، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من كلّ فقرٍ ينسيني.
6077/2- رواه أبو القاسم الطّبرانيّ، في كتاب الدّعاء فقال: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبلٍ، حدّثنا شيبان بن فرّوخٍ...، فذكره.
وقال: لم يرو هذا الحديث عن الجعد أبي عثمان، إلاّ عقبة بن عبد الله الرّفاعيّ.
6077/3- وليس كما زعم، فقد رواه البزّار: حدّثنا طالوت بن عيّادٍ، حدّثنا بكر بن خنيسٍ، عن أبي عمران الجونيّ، عن الجعد...، فذكره.
قال البزّار لا نعلم رواه عن أنسٍ، إلاّ الجعد، ولا عنه إلاّ أبو عمران، ولم يسند أبو عمران، عن الجعد، غيره، ولا حدّث به إلاّ بكرٌ، وليس بالقويّ، ولا نعلم حدّث به غيره.
قلت حدّث به مثله كما تقدّم.
6078- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا سفيان بن وكيعٍ، حدّثنا أبي، عن عبيد الله بن أبي حميدٍ، عن أبي المليح، حدّثنا عبد الله بن رباحٍ الأنصاريّ، أنّ عائشة، رضي اللّه عنها، قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصلّي الرّكعتين قبل طلوع الفجر، ثمّ يقول: اللّهمّ ربّ جبريل وميكائيل وربّ إسرافيل وربّ محمّدٍ أعوذ بك من النّار، ثمّ يخرج إلى صلاته.
قلت: رواه النّسائيّ من غير تقييدٍ بصلاته الفجر.
17- باب ما يقال من الذكر بعد صلاة الغداة وبعد صلاة المغرب
6079- قال الحارث بن محمّد بن أسامة: حدّثنا عبيد الله، حدّثنا ابن أبي ليلى، عن الشّعبيّ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن أبي أيّوب، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من قال لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ عشر مرّاتٍ بعد صلاة الغداة، كان كعدل أربع رقابٍ من ولد إسماعيل.
رواه أحمد بن حنبلٍ، من طريق عبد الله بن يعيش، عن أبي أيّوب، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم...، فذكره.
6079/2- ورواه ابن حبّان في صحيحه من طريق عبد الله بن يعيش أيضًا، عن أبي أيّوب، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من قال في دبر صلاته إذا صلّى لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ عشر مرّاتٍ، كتب له بهنّ عشر حسناتٍ، ومحي بهن عنه عشر سيّئاتٍ، ورفع له بهنّ عشر درجاتٍ، وكنّ له عتق عشر رقابٍ، وكنّ له حرزًا من الشّيطان حتّى يمسي، ومن قالهنّ حين يمسي كان له مثل ذلك حتّى يصبح.
وفي روايةٍ: وكنّ له عدل عتاقة أربع رقابٍ، ومن قالهنّ إذا صلّى المغرب دبر صلاته فمثل ذلك.
قلت: في الصّحيح بنحوه من غير تقييده بعد الصّلاة.
وله شاهدٌ من حديث أبي ذر الغفاري، رواه الترمذي في الجامع وصححه والنسائي، وآخر من حديث عمارة بن شبيب، رواه الترمذي وحسنه والنسائي في اليوم والليلة.
ورواه الطبراني في الأوسط من حديث أبي أمامة، وفي الكبير من حديث أبي الدرداء.
18- باب ما يقال في دبر الصلوات وحين يأوي إلى فراشة
6080- قال الحميديّ: حدّثنا سفيان، حدّثنا عطاء بن السّائب، عن أبيه، عن عليٍّ، رضي اللّه عنه، أنّ فاطمة رضي اللّه عنها، أتت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم تسأله خادمًا فقال: أعطيك خادمًا وأدع أهل الصّفّة تطوى بطونهم من الجوع، ألاّ أخبرك بما هو خيرٌ لك منه؟ تسبّحين اللّه ثلاثًا وثلاثين، وتحمدين اللّه ثلاثًا وثلاثين، وتكبّرين اللّه أربعًا وثلاثين.
قال سفيان: إحداهن أربعًا وثلاثين قال عليٌّ: فما تركتها منذ سمعتها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقالوا له: ولا ليلة صفّين؟ قال: ولا ليلة صفّين.
6080/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا محمّد بن فضيلٍ، عن عطاء بن السّائب، عن أبيه، قال: أتى عليٌّ فاطمة، فقال: إنّي أشتكي صدري ممّا أمدّ بالغرب، فقالت: وأنا والله إنّي لأشتكي يدي ممّا أطحن بالرّحا، فقال لها: ائت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقد أتاه سبيٌ فإنّه لعلّه يخدمك خادمًا، فانطلقت إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فسلّمت عليه ثمّ رجعت إلى عليٍّ، فقال: مالك؟ فقالت: والله ما استطعت أن أكلّم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من هيبته فانطلقا معًا، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما جاء بكما؟ لقد جاءتكما حاجةٌ، فقال عليٌّ: أجل يا رسول الله، شكوت إلى فاطمة ممّا أمدّ بالغرب،
وشكت إليّ يديها ممّا تطحن بالرّحا، فأتيناك لتخدمنا خادمًا ممّا أتاك من السّبي، فقال: لا وربّ الكعبة ولكن أبيعهم وأنفق أثمانهم على أصحاب الصّفّة الّذين تطوي أكبادهم من الجوع فلا أجد ما أطعمهم به، قال: فلمّا رجعنا فأخذنا مضاجعنا من اللّيل أتاني النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهما في خميلٍ لهما والخميل القطيفة البيضاء من الصّوف، وكان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم جهّزها بها وبوسادةٍ محشوّةٍ إذخرٍ وقربةٍ، وكان عليٌّ، وفاطمة حين ردّهما وجدا في أنفسهما، وشقّ عليهما، فلمّا سمعا حسّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ذهبا ليقوما، فقال لهما النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: مكانكما، ثمّ جاء حتّى جلس على طرف الخميل، ثمّ قال: إنّكما جئتماني لأخدمكما خادمًا، وإنّي سأخبركما ما هو خيرٌ لكما من الخادم، تسبّحان في دبر كلّ صلاّةٍ ثلاثًا وثلاثين، وتحمدانه ثلاثًا وثلاثين، وتكبّرانه أربعًا وثلاثين، وإذا أخذتما مضاجعكما من اللّيل فذلك مائةٌ، قال عليٌّ: فما أعلم أنّي تركتها بعد، فقال له عبد الله بن الكوّاء: ولا ليلة صفّين؟ فقال له عليٌّ: قاتلكم اللّه يا أهل العراق، ولا ليلة صفّين.
6080/3- رواه أحمد بن منيعٍ، وعبد بن حميد، حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا العوّام بن حوشبٍ، حدّثنا عمرو بن مرّة، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن عليٍّ، قال: أتانا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتّى وضع قدميه بيني، وبين فاطمة، فعلّمنا ما نقول إذا مضاجعنا، ثلاثًا وثلاثين تسبيحةً، وثلاثًا وثلاثين تحميدةً، وأربعًا وثلاثين تكبيرةً، قال: فما تركتها بعد، فقال له رجلٌ، ولا ليلة صفّين؟ قال: ولا ليلة صفّين.
6080/4- قال عبد بن حميدٍ: وحدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا سالم بن عبيدٍ، عن أبي عبد الله، عن أبي جعفرٍ مولى عليّ بن أبي طالبٍ، أنّ عليًّا، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لفاطمة: سبّحي حين تنامين ثلاثًا وثلاثين، واحمدي ثلاثًا وثلاثين، وكبّري أربعًا وثلاثين، فهذه مائةٌ وهي ألف حسنةٍ، من قالها كلّ ليلةٍ حين ينام فيه خيرٌ له من أن يعتق رقبةً كلّ ليلةٍ، وكلّ عرقٍ في جسده يمحى به عنه سيّئةٌ ويكتب له حسنةٌ، قال عليٌّ: فما تركتها منذ سمعت فاطمة قالتها لي، ولا ليلة صفّين.
قلت: هو في الصّحيحين، وغيرهما بغير هذا اللّفظ.
وابن حبّان، في صحيحه مختصرًا، وسيأتي في الزهد في عيش النبي صلّى الله عليه وسلّم صلّى الله عليه وسلّم
6081- وقال عبد بن حميدٍ: حدّثنا عبيد الله بن موسى، عن موسى بن عبيدة، عن عبد الله بن دينارٍ، عن عبد الله بن عمر رضي اللّه عنهما، قال: شكى فقراء المسلمين ما فضّل به أغنياؤهم، فقالوا: يا رسول الله، هؤلاء إخواننا آمنوا إيماننا، وصلّوا صلاتنا، وصاموا صومنا، ولهم علينا فضلٌ في الأموال، يتصدّقون، ويصلون الرّحم، ونحن فقراءٌ، لا نجد ذلك، قال: أفلا أخبركم بشيءٍ إن صنعتموه أدركتم فضلهم؟ قولوا في دبر كلّ صلاةٍ: اللّه أكبر إحدى عشرة مرّةً، والحمد للّه إحدى عشرة مرّةً، وسبحان الله إحدى عشرة مرّةً، ولا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له إحدى عشرة مرّةً تدركون مثل فضلهم، فبلغ ذلك الأغنياء فقالوا مثل ما أمرهم رسول الله، فجاؤوه فقالوا: يا رسول الله، إخواننا يقولون مثل ما نقول قال: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، أبشّركم يا معشر الفقراء أنّ فقراء المؤمنين يدخلون الجنّة قبل أغنيائهم بنصف يومٍ: خمسمائة عامٍ.
6081/2- قلت: رواه ابن ماجة في سننه، حدّثنا إسحاق بن منصورٍ، حدّثنا أبو غسّان بهلولٌ، قال: حدّثنا موسى بن عبيدة،...، فذكرها باختصارٍ.
6081/3- ورواه البزّار: حدّثنا الوليد بن عمرو بن سكينٍ، حدّثنا محمّد بن الزّبرقان، حدّثنا موسى بن عبيدة...، فذكره، وزاد وتلا موسى بن عبيدة: {وإنّ يومًا عند ربّك كألف سنةٍ ممّا تعدّون}.
قال البزّار لا نعلمه عن ابن عمر إلاّ من هذا الوجه، قال: وعلّته موسى بن عبيدة.
6082- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا واصل بن عبد الأعلى الكوفيّ، حدّثنا ابن فضيلٍ، عن عبد الرّحمن بن إسحاق، عن الحسين بن أبي سفيان، عن أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، قال: زار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمّ سليمٍ فصلّى في بيتها صلاة تطوّعٍ، فقال: يا أمّ سليمٍ، إذا صلّيت المكتوبة، فقولي: سبحان الله عشرًا، والحمد للّه عشرًا، واللّه أكبر عشرًا، ثمّ ما شئت فإنّه يقول لك نعم ثلاث مرّاتٍ.
6082/2- رواه البزّار: حدّثنا يوسف بن موسى، حدّثنا محمّد بن فضيلٍ، حدّثنا عبد الرّحمن بن إسحاق...، فذكره.
قال البزّار: لا نعلم يروي عن حسينٍ، إلاّ عبد الرّحمن روى عنه، حديثين فقط.
قلت: وعبد الرّحمن ضعيفٌ، لكن لم يتفرّد به.
6082/3- فقد رواه ابن حبّان، في صحيحه حدّثنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة، حدّثنا محمّد بن أبانٍ، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا عكرمة بن عمّارٍ، عن إسحاق بن عبد الرّحمن بن أبي طلحة، عن أنس بن مالكٍ، قال: جاءت أمّ سليمٍ، إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقالت: يا رسول الله، علّمني كلماتٍ أدعو بهنّ في صلاتي، فقال: سبّحي اللّه عشرًا، واحمديه عشرًا، وكبّريه عشرًا، ثمّ سلي حاجتك.
6083- قال أبو يعلى: وحدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا بشر بن منصورٍ، عن عمر بن نبهان، عن أبي راشدٍ، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ثلاثٌ من جاء بها مع الإيمان دخل من أيّ أبواب الجنّة شاء، وزوّج من الحور العين حيث شاء، من عفا عن قاتله، وأدّى دينًا خفيًّا، وقال في دبر كل صلاةٍ مكتوبةٍ عشر مرّاتٍ: قل هو اللّه أحدٌ، قال: فقال: أبو بكرٍ، أو إحداهنّ يا رسول الله، قال: أو إحداهنّ.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف عمر بن نبهان.
وتقدم في كتاب التفسير {قل هو الله أحد}.
19- باب ما يقول إذا أصبح
6084- قال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن سفيان، حدّثني سلمة بن كهيلٍ، عن عبد الله بن عبد الرّحمن بن أبزى، عن أبيه، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا أصبح، قال: أصبحنا على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، ودين نبيّنا محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم، وملّة أبينا إبراهيم حنيفًا مسلمًا وما أنا من المشركين.
6084/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا سفيان، عن سلمة...، فذكره.
6084/3- قلت: ورواه النّسائيّ، في اليوم واللّيلة من طرقٍ منها، عن عمرو بن عليٍّ، وبندارٍ كلاهما، عن يحيى بن سعيد، به.
6085- وقال عبد بن حميدٍ: حدّثنا عبد الله بن بكرٍ السّهميّ، حدّثنا فائدٌ، عن عبد الله بن أبي أوفى، قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا أصبحنا، قال: أصبحنا وأصبح الملك للّه، والكبرياء، والعظمة، والخلق، واللّيل، والنّهار، وما سكن فيهما للّه وحده لا شريك له، اللّهمّ اجعل هذا النّهار أوّله صلاحًا، وأوسطه فلاحًا، وآخره نجاحًا، وأسألك خير الدّنيا وخير الآخرة.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف فائدٍ أبي الورقاء.
6086- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا معاذ أبو عبد الله، حدّثني رجلٌ، عن الحسن، قال: كنّا جلوسًا مع رجلٍ من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأتى فقيل له: أدرك فقد احترقت دارك، فقال: ما احترقت داري، فذهب ثمّ جاء، فقيل له: أدرك دارك فقد احترقت، قال: لا والله ما احترقت داري، فقيل له: يقال لك قد احترقت دارك فتحلف بالله ما احترقت؟ فقال: إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: من قال حين يصبح إنّ ربّي اللّه لا إله إلاّ هو عليه توكّلت وهو ربّ العرش العظيم، ما شاء اللّه كان وما لم يشأ لا يكون، لا حول، ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم، أشهد أنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ، وأنّ اللّه قد أحاط بكلّ شيءٍ علمًا، أعوذ بالّذي يمسك السّماء أن تقع على الأرض إلاّ بإذنه من شرّ كلّ دابّةٍ ربّي آخذٌ بناصيتها، إنّ ربّي على صراطٍ مستقيمٍ، لم ير يومئذٍ في نفسه، ولا أهله، ولا ماله شيئًا يكرهه، وقد قلتها اليوم.
قلت: له شاهد من حديث أبي الدرداء.
6087- رواه الطبراني في كتاب الدعاء: قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدّثنا هدبة بن خالد، حدّثنا أغلب بن تميم المسعودي، حدّثنا الحجاج بن الفرافصة، عن طلق، يعني ابن حبيب، قال: جاء رجل إلى أبي الدرداء فقال: يا أبا الدرداء، احترق بيتك، فقال: ما احترق بيتي، ثم جاء آخر فقال: يا أبا الدرداء، احترق بيتك، قال: ما احترق بيتي. ثم جاء آخر فقال: يا أبا الدرداء، احترق بيتك، فقال: ما احترق بيتي، ثم جاء آخر فقال: يا أبا الدرداء،
انبعثت النار فلما انتهت إلى بيتك طفئت، فقال: قد علمت أن الله لم يكن ليفعل. فقال رجل: يا أبا الدرداء، ما ندري أي كلامك أعجب، قولك: ما احترق، أو قولك: قد علمت أن الله لم يكن ليفعل! قال: ذلك لكلمات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلّم من قالهن حين يصبح لم تصبه مصيبة حتى يمسي، ومن قالهن حين يمسي لم تصبه مصيبة حتى يصبح: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، عليك توكلت وأنت رب العرش الكريم، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، لا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم.
6088- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا شجاع بن مخلدٍ أبو الفضل، حدّثني يحيى بن حمّادٍ، حدّثنا الأغلب بن تميمٍ، عن مخلد بن هزيلٍ، عن عبد الرّحمن المدنيّ، عن عبد الله بن عمر، عن عثمان بن عفّان، أنّه سأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن تفسير: {له مقاليد السّماوات والأرض}، فقال: ما سألني عنها أحدٌ قبلك، تفسيرها: لا إله إلاّ اللّه، واللّه أكبر، وسبحان الله وبحمده، وأستغفر اللّه، ولا حول، ولا قوّة إلاّ بالله الأوّل، والآخر، والظّاهر، والباطن، وبيده الخير يحيي ويميت، وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ، من قالها إذا أصبح عشر مرّاتٍ أعطي عشر خصالٍ أمّا أوّلهنّ: فيحرس من إبليس وجنوده، وأمّا الثّانية: فيعطى قنطارًا من الأجر، وأمّا الثّالثة: فترفع له درجةٌ في الجنّة، وأمّا الرّابعة: فيزوّج من الحور العين، وأمّا الخامسة: فيحضرها اثنا عشر ألف ملكٍ، وأمّا السّادسة: فله من الأجر كمن قرأ القرآن، والتّوراة، والإنجيل، والزّبور، وله مع هذا يا عثمان من الأجر كمن حجّ واعتمر، فقبلت حجّته وعمرته وإن مات من يومه طبع بطابع الشّهداء.
رواه ابن أبي عاصمٍ، وابن السّنّيّ، وهو أصلحهم إسنادًا وغيرهم.
قال الحافظ المنذريّ: وفيه نكارةٌ، وقد قيل فيه: موضوعٌ وليس ببعيدٍ واللّه أعلم.
20- باب ما يقوله إذا أصبح وإذا أمسى
6089- قال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى عن عبد الله بن سعيدٍ، سمعت أبي، يقول: عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه كان يقول إذا أصبح: اللّهمّ بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيى وبك نموت وإليك النّشور، وإذا أمسى قال: اللّهمّ بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيى وبك نموت وإليك النّشور.
هذا إسناده مرسلٌ، رواته ثقاتٌ، وعبد الله بن سعيدٍ: هو ابن أبي هند.
6090- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا داود، عن الشّعبيًّ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن أبي أيّوب الأنصاريّ، رضي اللّه عنه، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: من قال لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ عشر مرّاتٍ، كنّ له كعدل عشر رقابٍ، أو رقبةٍ.
6090/2- رواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا داود بن أبي هندٍ...، فذكره مثله سواءً إلاّ أنّه لم يقل: بيده الخير.
6090/3- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن بكّار بن إسماعيل بن عيّاشٍ، عن صفوان بن عمرٍو، عن خالد بن معدان، عن أبي رهمٍ السّمعيّ، عن أبي أيّوب الأنصاريّ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: من قال: حين يصبح لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ عشر مرّاتٍ، كتب اللّه عزّ وجلّ له بكلّ واحدةٍ قالها عشر حسناتٍ، وحطّ عنه عشر سيّئاتٍ، ورفعه اللّه بها عشر درجاتٍ، وكنّ له كعتق عشر رقابٍ، وكنّ له مسلحةً من أوّل اللّيل إلى آخره، ولم يعمل يومئذٍ عملاً يقهرهنّ، ومن قالهنّ حين يمسي له مثل ذلك.
6090/4- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا أبو اليمان، حدّثنا إسماعيل بن عيّاشٍ...، فذكره.
قلت: رواه البخاريّ، ومسلمٌ، والتّرمذيّ، والنّسائيّ، باختصارٍ.
ورواه الطّبرانيّ، كما رواه ابن أبي شيبة، على الشّكّ وفي بعض ألفاظ الطّبرانيّ كنّ له كعدل عشر رقابٍ من ولد إسماعيل من غير شكٍّ.
6091- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو موسى محمّد بن المثنّى، حدّثنا عبد الوهّاب، حدّثنا عبيد الله، عن سهيل بن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقد رجلاً من أصحابه، ثمّ إنّه لقيه، فقال: ما لي لم أرك؟ قال: ما بتّ البارحة لدغني عقربٌ، فقال: أما إنّك لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التّامّات من شرّ ما خلق لم يضرّك.
قال عبيد الله: ولا أعلمه إلاّ قال في الحديث يرفعه: فمن قالها حين يمسي وحين يصبح لم يضرّه.
رواه مالكٌ، ومسلمٌ، وأصحاب السّنن الأربعة، والطّبرانيّ في كتاب الدّعاء دون قوله: وحين يصبح.
6091/2- ورواه ابن حبّان، في صحيحه: أنبأنا أحمد بن محمّد بن الحسن، حدّثنا شيبان بن أبي شيبة، حدّثنا جرير بن حازمٍ، حدّثنا سهيلٌ، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: من قال حين يمسي أعوذ بكلمات الله التّامّات من شرّ ما خلق ثلاث مرّاتٍ لم يضرّه حمةٌ إلى الصّباح، قال وكان إذا لدغ إنسانٌ من أهله قال: أما قال الكلمات.
الحمة: بضمّ الحاء المهملة، وتخفيف الميم هو السّمّ وقيل: لدغة كلّ ذي سمٍّ، وقيل غير ذلك.
6092- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا أبو الرّبيع، حدّثنا يوسف بن عطيّة، عن ثابتٍ، عن أنسٍ، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يدعو بهذه الدّعوات إذا أصبح وإذا أمسى: اللّهمّ إنّي أسألك من فجأة الخير، وأعوذ بك من فجأة الشّرّ، فإنّ العبد لا يدري ما يفجأه إذا أصبح وإذا أمسى.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف يوسف بن عطيّة.
6093- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا محمّد بن المثنّى أبو موسى، حدّثنا مكّيٌّ، حدّثنا عبد الله بن سعيدٍ، عن سميٍّ مولى أبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث، عن أبي صالحٍ، أنّه سمع أبا هريرة، رضي اللّه عنه، يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من قال لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ عشر مرّاتٍ حين يصبح كتب له بها مائة حسنةٍ، ومحي عنه بها مائة سيّئةٍ، وكانت كعدل رقبةٍ، ويحفظ بها يومئذٍ حتّى يمسي، ومن قال مثل ذلك حين يمسي كان له مثل ذلك.
6107/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا مكّيّ بن إبراهيم...، فذكره.
21- باب ما يقال عند النوم وعند الحاجة
فيه حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وسيأتي بطرقه في كتاب الدعاء في باب ما يقوله حين ينام.
6094- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن يحيى بن سعيدٍ، عن محمّد بن يحيى بن حبّان، أنّ الوليد بن الوليد، شكى إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم حديث نفسٍ وجده، فقال: إذا أتيت فراشك فقل: أعوذ بكلمات الله التّامّات من غضبه وعقابه وشرّ عباده ومن همزات الشّياطين وأن يحضرون فوالّذي نفسي بيده لا يضرّك شيءٌ حتّى تصبح وبالحريّ أن لا يفوتك.
6094/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، حدّثنا شعبة، حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن محمّد بن يحيى بن حبّان، عن الوليد بن الوليد، أنّه قال: يا رسول الله، إنّي أجد وحشةً، قال: إذا أويت إلى فراشك...، فذكره.
هذا حديث رجاله ثقاتٌ.
6095- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا جعفر بن عونٍ، عن الإفريقيّ، عن عبد الله بن يزيد، عن عبد الله بن عمرٍو رضي اللّه عنهما، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال لرجلٍ من الأنصار: كيف تقول حين تريد أن تنام؟ قال: أقول: باسمك ربي وضعت جنبي فاغفر لي ذنبي، قال: قد غفر لك.
6095/2- رواه أبو يعلي الموصليّ حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا الحسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثني حييٌّ، أنّ أبا عبد الرّحمن الحبليّ، حدّثه، عن عبد الله بن عمرٍو، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان إذا اضطجع للنّوم يقول: باسمك ربّي وضعت جنبي.
6095/3- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا حسنٌ، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا حييّ بن عبد الله، عن أبي عبد الرّحمن الحبليّ...، فذكره.
رواه الطّبرانيّ، في كتاب الدّعاء من طريق ابن وهبٍ، أخبرني ابن عبد الله...، فذكره.
ورواه محمّد بن يحيى بن أبي عمر، وعبد بن حميدٍ: وسيأتي في كتاب الدّعاء باب ما يقول حين ينام.
ورواه النّسائيّ، في اليوم واللّيلة من طريق عبد الله بن يزيد به.
6096- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا محمّد بن فضيلٍ، عن عطاء بن السّائب، عن أبيه، قال: كنت عند عمّارٍ، فأتاه رجلٌ فقال: ألا أعلّمك كلماتٍ كأنّه يرفعهنّ إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: إذا أخذت مضجعك من اللّيل، فقل: اللّهمّ أسلمت نفسي إليك ووجّهت وجهي إليك وألجأت ظهري إليك، آمنت بكتابك المنزّل، وبنبيّك المرسل، اللّهمّ نفسي خلقتها، لك محياها ولك مماتها، إن قبضتها فارحمها، وإن أخّرتها فاحفظها بحفظ الإيمان.
هذا إسنادٌ حسنٌ.
وأصله في الصّحيحين، والسّنن الأربعة من حديث البراء بن عازبٍ.
ورواه التّرمذيّ، وحسّنه من حديث رافع بن خديجٍ.
6097- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا الفضل بن دكينٍ، حدّثنا سلمة، سمعت أنسًا، قال: أتت امرأةٌ إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم تشكو إليه الحاجة، فقال: ألا أدلّك على خيرٍ من ذلك تهلّلين اللّه ثلاثًا وثلاثين عند منامك وتسبّحينه ثلاثًا وثلاثين، وتحمدينه أربعًا وثلاثين، قال: تلك مائةٌ خيرٌ من الدّنيا وما فيها.
هذا إسنادٌ رواته ثقاتٌ.
6098- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا العبّاسيّ بن الفضل، حدّثنا عبد العزيز بن مسلمٍ، حدّثنا أبو إسحاق، عن أبي فروة، قال: قدمت المدينة، فأتيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقلت: يا رسول الله، علّمني شيئًا أقوله إذا أويت إلى فراشي قال: اقرأ: {قل يأيّها الكافرون} فإنّها براءةٌ من الشّرك.
6098/2- رواه ابن حبّان في صحيحه: أنبأنا الصّوفيّ، حدّثنا عليّ بن الجعد، حدّثنا زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن فروة بن نوفلٍ، عن أبيه، أنّ رسول الله قال: هل لك في ربيبةٍ لنا تكفلها زينبت، قال: فجاء فسأله النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: تركتها عند أمّها، قال فمجيء ما جاء بك؟ قال: جئت لتعلّمني شيئًا أقوله عند منامي قال: اقرأ قل يأيّها الكافرون ثمّ نم على خاتمتها، فإنّها براءةٌ من الشّرك.
6098/3- قال: وأنبأنا أبو عروبة بحران، حدّثنا محمّد بن وهب بن أبي كريمة، حدّثنا محمّد بن سلمة، عن أبي عبد الرّحيم، عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق...، فذكره.
قلت: رواه أبو داود، والتّرمذيّ والنّسائيّ باختصارٍ.
ورواه الحاكم، وقال: صحيح الإسناد من حديث ابن عبّاسٍ، وتقدم في سورة الكافرون.
6099- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا إبراهيم، حدّثنا حمّادٌ، عن حجّاجٍ الصّواف، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: إذا أوى الرّجل إلى فراشه ابتدره ملكٌ وشيطانٌ، فيقول الملك: اختم بخيرٍ ويقول الشّيطان: اختم بشرٍّ، فإن ذكر اللّه ثمّ نام بات الملك يكلؤه، فإن استيقظ، قال: الملك: افتح بخيرٍ، وقال الشّيطان، افتح بشرٍّ: فإن قال: الحمد للّه الّذي ردّ عليّ نفسي ولم يمتها في منامها، الحمد للّه الّذي يسمك السّماوات والأرض أن تزولا إلى آخر الآية، الحمد للّه الّذي يمسك السّماء أن تقع على الأرض إلاّ بإذنه، فإن وقع من سريره فمات دخل الجنّة.
6099/2- رواه الطّبرانيّ في كتاب الدّعاء: حدّثنا معاذ بن المثنّى، حدّثنا عليّ بن عثمان الملاحقيّ، حدّثنا حمّاد بن سلمة...، فذكره.
6099/3- ثمّ رواه من طريق أبي عامرٍ الخزّاز، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إذا أوى الإنسان إلى فراشه ابتدره ملكٌ وشيطانٌ ويقول الشّيطان: اختم بشرٍّ فإن الملك الشّيطان فمات.
6099/4- رواه ابن حبّان في صحيحه: حدّثنا أبو يعلى الموصليّ، حدّثنا إبراهيم بن الحجّاج السّاميّ، حدّثنا حمّاد بن سلمة...، فذكره.
6099/5- ورواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وزاد في آخره: الحمد للّه الّذي يحيي الموتى وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ.
وقال: صحيحٌ على شرط مسلمٍ، انتهى.
يكلؤه: أي يحرسه ويحفظه.
6100- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عقبة، حدّثنا يونس، حدّثنا السّريّ بن إسماعيل، عن الشّعبيّ، عن مسروقٍ، عن عائشة، رضي اللّه عنها، أنّها قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يأمر بفراشه فيفرش له، فيستقبل القبلة، وإذا آوى إليه توسّد كفّه اليمنى، ثمّ همس لا ندري ما يقول، فإذا كان في آخر ذلك رفع صوته، فقال: اللّهمّ ربّ السّماوات السّبع وربّ العرش العظيم، إله أو ربّ كلّ شيءٍ، منزّل التّوراة والإنجيل والفرقان، فالق الحبّ والنّوى، أعوذ بك من شرّ كلّ شيءٍ أنت آخذٌ بناصيته، اللّهمّ أنت الأوّل فليس قبلك شيءٌ، وأنت الآخر فليس بعدك شيءٌ، وأنت الظّاهر فليس فوقك شيءٌ، وأنت الباطن فليس دونك شيءٌ، اقض عنّا الدّين، وأغننا من الفقر.
قلت: له شاهدٌ من حديث أبي هريرة، رواه مسلمٌ، وأصحاب السّنن.
22- باب ما يقوله إذا استيقظ
فيه حديث جابر المذكور في الباب قبله.
6101- وقال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن ثابتٍ، عن شهر بن حوشبٍ، أنبأنا رجلٌ، عن معاذ بن جبلٍ، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: من نام طاهرًا، فتعارّ من اللّيل لم يسأل اللّه شيئًا من أمر الآخرة والدّنيا إلاّ أعطاه إيّاه، قال ثابتٌ: فقدم علينا الرّجل الّذي حدّثنا شهرٌ عنه فحدّثنا بهذا الحديث.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة بعض رواته.
وله شاهدٌ من حديث عبادة بن الصّامت، رواه البخاريّ، وأصحاب السّنن الأربعة.
تعارّ، بتشديد الرّاء: استيقظ.
6102- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا خالد بن القاسم، حدّثنا ليث بن سعدٍ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن موسى بن وردان، عن نابلٍ صاحب العباء، عن عائشة رضي الله عنها، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: من قال حين يستيقظ وقد ردّ اللّه عليه روحه: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ، غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر.
23- باب فضل لا إله إلا الله
فيه حديث عمر بن الخطاب وتقدم في غزوة تبوك.
6103- وقال مسدّدٌ: حدّثنا الحارث بن عبيدٍ، عن ثابتٍ البنانيّ، عن أنسٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا فلان، فعلت كذا وكذا، قال: لا والّذي لا إله إلاّ هو ما فعلت، ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يعلم أنّه قد فعله وكرّر عليه مرارًا، كلّ ذلك يقول: لا والّذي لا إله إلاّ هو ما فعلته ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يعلم أنّه قد فعله، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: كفّر عنك ذنبك بتصديقك بلا إله إلاّ اللّه.
6103/2- رواه عبد بن حميدٍ: حدّثنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا الحارث بن عبيدٍ، حدّثنا ثابتٌ البنانيّ...، فذكره.
6103/3- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو الرّبيع، حدّثنا الحارث...، فذكره.
6103/4- ورواه البزّار: حدّثنا عبد الله بن الصّبّاح، حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا الحارث بن عبيدٍ...، فذكره.
قال البزّار: لا نعلم رواه عن ثابتٍ، عن أنسٍ، إلاّ الحارث بن عبيدٍ.
رواه الحاكم، وعنه البيهقي في سننه وتقدم في باب الأيمان.
6104- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن أبي وائلٍ شقيق بن سلمة، قال: حدّثت أنّ أبا بكرٍ لقي طلحة، فقال: ما لي أراك أصبحت واجمًا؟ قال: كلمةٌ سمعتها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يزعم أنّها موجبةٌ فلم أسأله عنها، قال أبو بكرٍ: أنا أعلم ما هي قال: ما هي؟ قال: لا إله إلاّ اللّه.
رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده، والنّسائيّ، في اليوم واللّيلة من حديث مجالدٍ، عن الشّعبيّ، عن طلحة، وقيل: عن الشّعبيّ، عن جابرٍ، عن طلحة، وقيل: عن الشّعبيّ، عن ابن طلحة، عن طلحة، وذكروا أنّ القصّة جرت لطلحة مع عمر بن الخطّاب وهذا الإسناد أصحّ من ذلك إلاّ أنّ فيه من لم يسمّ.
هذا حديثٌ رجاله ثقاتٌ لكن قال العلائيّ في المراسيل: سئل ابن معينٍ عن حديث منصورٍ، عن أبي وائلٍ، أنّ أبا بكرٍ لقي طلحة، فقال: الحديث مرسلٌ وعدّ الحاكم أبا وائلٍ ممّن أدرك العشرة وسمع منهم، انتهى، وتقدّم هذا الحديث بطرقه في أوّل كتاب الإيمان.
6105- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن أبي عمران الجونيّ، عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعريّ، عن أبيه، رضي اللّه عنه، أنّه أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في نفرٍ من قومه فقال: أبشروا وبشّروا من وراءكم أنّه من قال: لا إله إلاّ اللّه صادقًا بها دخل الجنّة.
هذا إسنادٌ صحيحٌ.
6105/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا مؤمّلٌ، وبهزٌ قالا: حدّثنا حمّاد بن سلمة، حدّثنا أبو عمران الجونيّ...، فذكره، وزاد: فخرجنا من عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم نبشّر النّاس، فاستقبلنا عمر بن الخطّاب فرجع بنا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذًا يتّكل النّاس، فسكت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
6106- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن ثابتٍ البنانيّ، عن ابن عمر رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لرجل: فعلت كذا وكذا؟ فقال: لا والّذي لا إله إلاّ هو قال: فأتاه جبريل، فقال: بلى فعله ولكن غفر اللّه له بقوله لا إله إلاّ اللّه.
6106/2- رواه عبد بن حميدٍ: حدّثني أبو بكر بن أبي شيبة...، فذكره.
6106/3- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّادٌ، حدّثنا ثابتٌ...، فذكره.
وزاد قال: قال حمّادٌ: لم يسمع ثابتٌ هذا من ابن عمر بينهما رجلٌ.
وقد تقدّم هذا بطرقه وغيره في كتاب الإيمان.
6107- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا الفضل بن دكينٍ، حدّثنا الأعمش، عن شمر بن عطيّة، عن أشياخٍ من التّيم، عن أبي ذرٍّ، رضي اللّه عنه، قال: قلت: يا رسول الله، علّمني علمًا يقرّبني من الجنّة ويباعدني من النّار، قال: إذا عملت سيّئةً فاعمل حسنةً فإنّها بعشر أمثالها، قال: قلت: يا رسول الله لا إله إلاّ اللّه من الحسنات هي؟ قال: هي أحسن الحسنات.
6107/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عقبة بن مكرّمٍ الهلاليّ، حدّثنا يونس، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي ذرٍّ، قال: قلت: يا رسول الله دلّني على عملٍ يقرّبني من الجنّة ويباعدني من النّار، قال: إذا عملت سيّئةً فاعمل على أثرها حسنةً...، فذكره.
وله شاهدٌ من حديث أبي الدّرداء، رواه أحمد بن حنبل في مسنده.
6108- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا ابن نميرٍ، حدّثنا مالك بن مغولٍ، عن طلحة، عن عبد الرّحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازبٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من قال لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ عشر مرّاتٍ، فهو كعتق نسمةٍ، وإنّ اللّه وملائكته يصلّون على الصّفوف الأول، وإن كان ليأتي ناحية الصّفّ فيمسح على صدورنا، أو على مناكبنا ويقول: لا تختلفوا فتختلف قلوبكم، وزيّنوا القرآن بأصواتكم.
6108/2- رواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا قنان بن عبد الله، عن عبد الرّحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازبٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من قال لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ، كان كمن أعتق رقبةً.
6108/3- ورواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا أبو عمرٍو، ومسلم بن إبراهيم الفراهيديّ، حدّثنا محمّد بن طلحة بن مصرّفٍ الأياميّ، عن أبيه، عن عبد الرّحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازبٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: من قال: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد عشر مرّاتٍ فهو عدل نسمةٍ.
6108/4- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا شيبان بن فرّوخٍ، حدّثنا جريرٌ، سمعت زبيدٍ الأياديّ، يحدّث، عن طلحة بن مصرّفٍ، عن عبد الرّحمن بن عوسجة، عن البراء، أن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: من منح منحةً، أو قال: من منح ورقًا، أو سقى لبنًا، أو أهدى زقاقًا، كان له عتق رقبةٍ، أو نسمةٍ، ومن قال: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ عشر مرّاتٍ، كان له عدل رقبةٍ، أو نسمةٍ، قال: وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يأتينا فيمسح على عواتقنا وصدورنا ويقول: لا تختلف صفوفكم فتختلف قلوبكم، إنّ اللّه وملائكته يصلّون على الصّفوف الأول.
6108/5- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عفّان، حدّثنا شعبة، قال طلحة: سمعت عبد الرّحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازبٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فذكر حديثه وقال: فيه: ومن قال: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ عشر مرّاتٍ، كان له عدل رقبةٍ، أو قال نسمةٍ.
6108/6- قال: وحدّثنا يحيى، ومحمّد بن جعفرٍ، قالا: حدّثنا شعبة...، فذكر معناه في حديثٍ طويلٍ.
6108/7- قال: وحدّثنا أبو معاوية، حدّثنا قنّان بن عبد الله، عن عبد الرّحمن بن عوسجة، عن البراء، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من قال لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ، أو منح منيحة، أو أهدى زقاقًا، كان كمن أعتق رقبةٍ.
ورواه الطّبرانيّ، في كتاب الدّعاء من طرق كثيرة ؛ منها عن عبد الرّحمن بن زبيدٍ، عن، طلحة بن مصرّفٍ...، فذكره.
6108/8- ورواه ابن حبّان، في صحيحه: أنبأنا أحمد بن محمّد بن الحسين، حدّثنا شيبان بن فرّوخٍ...، فذكر قصّة الصّلاة حسب.
قلت: رواه أبو داود، والتّرمذيّ، وابن ماجة، اختصارٍ، والنّسائيّ، في اليوم واللّيلة، كلّهم من طريق عبد الرّحمن بن عوسجة به.
ورواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، من طريق طلحة بن مصرّفٍ مختصرًا.
ورواه البيهقيّ، في سننه، عن الحاكم به، وتقدّم بعضه في باب تسوية الصّفوف.
6109- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا عبد الملك، أنبأنا حمّاد بن سلمة، عن ثابتٍ، عن أنسٍ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عاد رجلاً من الأنصار، فقال: يا خال، قل لا إله إلاّ اللّه، فقال: أخالٌ أم عمٌّ؟ قال: لا، بل خالٌ، قال: فخيرٌ لي أن أقول لا إله إلاّ اللّه؟ قال: نعم.
6110- قال: وحدّثنا أبو النّضر، حدّثنا حمّادٌ، عن داود بن أبي هندٍ، عن عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من قال لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ مائة مرّةٍ في يومٍ، لم يسبقه أحدٌ كان قبله، ولا يدركه أحدٌ بعده إلاّ من جاء بأفضل من عمله.
6110/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو همّامٍ، قال: حدّثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى: حدّثنا داود...، فذكره.
6110/3- قال زهيرٌ: وحدّثنا عفّان، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن ثابتٍ البنانيّ، وعمرو بن شعيبٍ...، فذكره.
6110/4- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا حسنٌ، حدّثنا حمّاد بن سلمة...، فذكره.
6110/5- قال: وحدّثنا عفّان...، فذكره.
قلت: رواه الطّبرانيّ، في كتاب الدّعاء من طرقٍ منها داود بن أبي هند به...، فذكره.
وعن محمد بن جحادة، عن عمرو بن شعيبٍ...، فذكره، إلاّ أنّه قال: ألف مرّةٍ، وجاء يوم القيامة فوق كل عمل إلا نبي أو رجل زاد في التهليل.
ورواه النّسائيّ في اليوم واللّيلة، والحاكم في المستدرك، من طريق حمّادٍ، عن ثابتٍ، وداود كلاهما، عن عمرو بن شعيبٍ...، فذكره.
6111- قال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا أبو النّضر، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن أبي الورقاء، عن ابن أبي أوفى، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: من قال أحد عشر: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له أحدًا صمدًا لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحدٌ، كتب اللّه له ألفي ألف حسنةٍ.
6111/2- رواه عبد بن حميدٍ: حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا حمّاد بن سلمة...، فذكره.
6111/3- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو نصرٍ التّمّار، حدّثنا حمّاد بن سلمة...، فذكره.
ورواه الطّبرانيّ.
قلت: مدار هذه الطّرق على أبي ورقاء، واسمه فائدٌ العطّار، وهو ضعيفٌ، ضعّفه أحمد بن حنبلٍ، وابن معينٍ، وأبو حاتمٍ، وأبو زرعة، وابن حبّان، والبخاريّ، وأبو داود، والتّرمذيّ، والنّسائيّ، والسّاجيّ، والعقيليّ، والدّارقطنيّ، وغيرهم.
وقال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: روى عن ابن أبي أوفى أحاديث موضوعةً.
6112- وقال عبد بن حميدٍ: وحدّثنا يعقوب بن إبراهيم الزّهريّ، عن أبيه، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن محمّد بن الحارث، عن ابن البيضاء، قال: نادى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذات ليلةٍ وأنا رديفه، فقال: يا سهيل بن البيضاء رافعًا صوته، فقلت: لبّيك، رافعًا بها صوتي حتّى سمع ذلك من خلفنا ومن أمامنا، فاجتمعوا وعلموا أنّه يريد أن يتكلّم بشيءٍ فقال: من قال: لا إله إلاّ اللّه أوجب اللّه له بها الجنّة وأعتقه من النّار.
6112/2- رواه ابن حبّان، في صحيحه: حدّثنا ابن قتيبة، حدّثنا حرملة بن يحيى، حدّثنا ابن وهبٍ، أخبرني حيوة: حدّثنا ابن الهاد، عن محمّد بن إبراهيم، عن سعيد بن الصّلت، عن سهيل بن بيضاء، وقال: بينا نحن في سفرٍ مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فجلس من كان بين يديه، ولحقه من كان خلفه حتّى إذا اجتمعوا...، فذكره.
وقد تقدّم بطرقه في كتاب الإيمان.
6113- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا عبد الوهّاب بن عطاءٍ، أنبأنا سعيد، عن قتادة، عن مسلم بن يسارٍ، عن حمران بن أبانٍ، عن عثمان بن عفّان، عن عمر بن الخطّاب، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: إنّي لأعلم كلمةً لا يقولها عبدٌ حقًّا من قلبه فيموت على ذلك إلاّ حرّم على النّار، لا إله إلاّ اللّه.
هذا إسنادٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ.
6113/2- رواه ابن حبّان، في صحيحه، أنبأنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة، حدّثنا محمّد بن يحيى الأزديّ، حدّثنا عبد الوهّاب بن عطاءٍ...، فذكره.
6114- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عمرو بن الضّحّاك، حدّثنا أبي، حدّثنا مستور بن عبّادٍ أبو همّامٍ، حدّثنا ثابتٌ، عن أنسٍ، رضي اللّه عنه، قال: جاء رجلٌ إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا رسول اللّه، ما تركت حاجةً، ولا داجةً إلاّ أتيت، قال: أليس تشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّ محمّدًا رسول اللّه؟ ثلاث مرّاتٍ، قال: نعم، قال: ذاك يأتي على ذاك.
6114/2- رواه البزّار: حدّثنا بشر بن آدم وزيد بن أخزم قالا: حدّثنا، الضحاك بن مخلد، حدّثنا مستور بن عباد...، فذكره، إلاّ أنه قال: أتشهد أن لا إله إلاّ الله وأني رسول الله؟ قال: بلى. قال: فإن هذا يأتي على ذلك.
قال البزّار: لا نعلم روى مستور، عن ثابت إلاّ هذا.
وله شاهد من حديث عمرو بن عبسة، وتقدم في كتاب الإيمان.
6115- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا زهيرٌ، حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا درّاجٌ أبو السّمح، أنّ أبا الهيثم حدّثه، عن أبي سعيدٍ، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: قال موسى: يا ربّ، علّمني شيئًا أذكرك وأدعوك به، قال: قل يا موسى لا إله إلاّ اللّه، قال: كلّ عبادك يقول هذا قال: قل لا إله إلاّ اللّه قال: لا إله إلاّ اللّه، إنّما أريد شيئًا تخصّني به، قال: يا موسى، لو أن السّماوات السّبع وعامرهنّ غيري، والأرضين السّبع في كفّةٍ، ولا إله إلاّ اللّه في كفّةٍ مال بهنّ لا إله إلاّ اللّه.
6115/2- رواه ابن حبّان، في صحيحه: أنبأنا بن مسلمٍ، حدّثنا حرملة بن يحيى، قال: حدّثنا ابن وهبٍ، أخبرني عمرو بن الحارث، أنّ درّاجًا حدّثه...، فذكره.
قلت: رواه النّسائيّ في، اليوم والليلة، والحاكم، من طريق درّاجٍ، وقال: الحاكم صحيح الإسناد.
6116- قال أبو يعلى: وحدّثنا هذيل بن إبراهيم الحمّانيّ، حدّثنا عثمان بن عبد الرّحمن الزّهريّ، من ولد سعد بن أبي وقّاصٍ، عن الزّهريّ، عن أنسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما من عبدٍ قال لا إله إلاّ اللّه في ساعةٍ من ليلٍ، أو نهارٍ، إلاّ طمست ما في الصّحيفة من السّيّئات حتّى يسكن إلى مثلها من الحسنات.
6117- قال: وحدّثنا سويد بن سعيدٍ، حدّثنا ضمّامٌ، عن موسى بن وردان، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أكثروا من شهادة أن لا إله إلاّ اللّه قبل أن يحال بينكم وبينها.
وقد تقدم بطرقه في آخر باب الاستسقاء.
6118- قال أبو يعلى: وحدّثنا يحيى بن عبد الحميد، حدّثنا عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ليس على أهل لا إله إلاّ اللّه وحشةٌ في قبورهم، وكأنّ أهل لا إله إلاّ اللّه ينفضون التّراب عن رؤوسهم ويقولون: الحمد للّه الّذي أذهب عنّا الحزن.
6118/2- رواه الطّبرانيّ، والبيهقيّ من طريق يحيى بن عبد الحميد ولفظهما: ليس على أهل لا إله إلاّ اللّه وحشةٌ في قبورهم، ولا منشرهم، وكأنّي بلا إله إلاّ اللّه...، فذكره.
6118/3- وفي روايةٍ: ليس على أهل لا إله إلاّ اللّه وحشةٌ عند الموت، ولا عند القبر.
6119- قال: وحدّثنا حسين بن الأسود، حدّثنا أبو أسامة، حدّثني عمر بن حمزة، حدّثنا نافع بن مالكٍ، عن أنسٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا إله إلاّ اللّه تمنع العبد من سخط الله ما لم يؤثروا سفقة دنياهم على دينهم، فإذا فعلوا ذلك، ثمّ قالوا: لا إله إلاّ اللّه، قال اللّه، عزّ وجلّ: كذبتم.
6120- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عمرو بن الحصين، حدّثنا عبد الله بن عبد الملك، حدّثنا الأوزاعيّ، عن أبي رافعٍ، عن أمّ هانئٍ بنت أبي طالبٍ رضي اللّه عنها، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: من قال لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ مائة مرّةٍ، لم يتبعه يومئذٍ ذنبٌ ولم يسبقه عملٌ.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ ؛ لضعف عمرو بن الحصين.
6121- قال أبو يعلى: وحدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيدٍ، عن مطرّف بن عبد الله، أنّ نوفًا وعبد الله بن عمرٍو ذكرا الكلمة فقال نوف أجد في التوراة لو والأرض وما فيهنّ وضعن في كفّة الميزان، ولا إله إلاّ اللّه في الكفّة الأخرى، لرجحت بهنّ، ولو أنّ السّماوات أنّ السّماوات وما فيهنّ وضعن في والأرض السّبع وقال العبد لا إله إلاّ اللّه، كنّ فيهنّ حتّى تصير إلى الله، فقال عبد الله بن عمرٍو: وأنا أحدّثك عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، صلّينا معه ذات ليلةٍ المغرب، فرجع من رجع وعقب من عقب، فجاء قبل أن يثوب النّاس لصلاة العشاء الآخرة وقد حضرها النّاس وقد عقد تسعًا وعشرين وأشار بإصبعه السّبّابة إلى السّماء وهو يقول: أبشروا يا معشر المسلمين، هذا ربّكم فتح بابًا من أبواب السّماء يباهي بكم الملائكة، يقول: يا ملائكتي انظروا إلى عبادي: هؤلاء قد قضوا فريضةً وهم ينتظرون أخرى.
6121/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّادٌ، يعني ابن سلمة، عن ثابتٍ، عن أبي أيّوب، أنّ نوفًا وعبد الله بن عمرو بن العاص اجتمعا فقال نوفٌ: لو أنّ السّماوات والأرض...، فذكره.
6121/3- قال: وحدّثنا حسن بن موسى، حدّثنا حمّاد بن سلمة...، فذكره.
قلت: روى ابن ماجة في سننه قصّة الصّلاة حسب بسندٍ صحيحٍ بيّنته في زوائد ابن ماجه.
6122- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا أحمد بن محمّد بن سلامة، حدّثنا محمّد بن عزيزٍ الأيليّ، حدّثني سلامة بن روحٍ، عن عقيلٍ، عن ابن شهابٍ، قال: قال أنس بن مالكٍ الأنصاريّ: بينا نحن مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، إذ هبط ثنيّةً ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يسير وحده، فلمّا استهلّت به الطّريق ضحك وكبّر وكبّرنا لتكبيره، ثمّ سار نزوةً، ثمّ ضحك وكبّر فكبّرنا لتكبيره، ثمّ سار نزوةً، ثمّ ضحك وكبّر فكبّرنا لتكبيره، ثمّ أدركناه فقال القوم: كبّرنا لتكبيرك، ولا ندري ممّا ضحكت، فقال: أتاني جبريل، عليه السّلام، فلمّا استهليت التفتّ إلى جبريل، فقال: أبشر وبشّر أمّتك أنّه من قال: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له دخل الجنّة، وقد حرّم على النّار، فضحكت وكبّرت ربّي وفرحت بذلك لأمّتي.
24- باب في فضل لا إله إلا الله وحده لا شريك له وسبحان الله وبحمده
6123- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أبو خالدٍ الأحمر، عن موسى بن عبيدة، عن زيد بن أسلم، عن جابرٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ألا أعلّمكم ما علّم نوحٌ ابنه، قالوا: بلى، قال: يا بنيّ، إنّي آمرك بأمرين وأنهاك عن أمرين، أنهاك أن تشرك بالله شيئًا فإنّه من يشرك بالله فقد حرّم اللّه عليه الجنّة، وأنهاك عن الكبر، فإنّه لا يدخل الجنّة من كان في قلبه حبّة خردلٍ من كبرٍ، وآمرك بقول لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ، فإنّ السّماوات لو كانت حلقةً قصمتها، وآمرك بسبحان الله وبحمده، فإنّها صلاة الخلق وتسبيح الخلق وبها يرزق الخلق، فقال رجلٌ: يا رسول الله، أمن الكبر أن يكون للرّجل الدّابّة يركبها أو الثّوب يلبسه أو الطّعام يدعو عليه أصحابه، قال: لا، ولكنّ الكبر أن تسفّه الحقّ وتغمط النّاس، وسأنبّئكم بخمسٍ من كنّ فيه فليس بمتكبّرٍ: اعتقال الشّاة، ولبس الصّوف، وركوب الحمار، ومجالسة فقراء المؤمنين، وأن يأكل الرّجل مع عياله.
6123/2- رواه عبد بن حميدٍ: أنبأنا عبيد الله بن موسى، عن موسى بن عبيدة...، فذكره.
قلت: مدار إسناد حديث جابرٍ هذا على موسى بن عبيدة الرّبذيّ وهو ضعيفٌ، لكنّ أصله في صحيح مسلمٍ والسّنن الأربعة من حديث عبد الله بن مسعودٍ.
ورواه الحاكم فقال: ولكن الكبر من بطر الحقّ وازدرى النّاس.
وله شاهدٌ من حديث ابن عبّاسٍ، وقد تقدّم في كتاب الأدب في باب النّهي عن العجب والكبرياء والافتخار.
وآخر من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص تقدّم في الباب قبله.
قوله: بطر الحقّ بفتح الباء الموحّدة، والطّاء المهملة جميعًا: هو دفعه وردّه.
وغمط النّاس: بفتح الغين المعجمة وسكون الميم وبالطّاء المهملة: هو احتقارهم، وازدراؤهم، وكذلك غمصهم بالصاد المهملة.
6124- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أحمد بن إبراهيم الموصليّ، حدّثنا حمّادٌ، عن الصّقعب بن زهيرٍ، عن زيد بن أسلم، إلى عبد الله بن عمر رضي اللّه عنهما، قال: جاء رجلٌ من الأعراب إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وعليه جبّةٌ من سيجانٍ مزررّةٌ بالذّهب، قال: فقام على رأس النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: صاحبكم هذا يرفع كلّ راع بن راعٍ، ويضع كلّ
فارس بن فارسٍ قال: فأخذ رسول الله لمجامع جبّته وقال: اجلس فإنّي أرى عليك ثياب من لا عقل له، ما بعث اللّه من نبيٍّ قبلي إلاّ وقد دعا، قال: قيل وأنت يا رسول الله؟ قال: نعم على القراريط وأنصاف القراريط، ثمّ قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: إنّ النّبيّ نوح صلّى الله عليه وسلّم لمّا حضرته الوفاة قال لابنه: إنّي موصيك بوصيّةٍ وقاصّها عليك، آمرك باثنين، وأنهاك عن اثنين، آمرك بشهادة أن لا إله إلاّ اللّه، فإنّ السّماوات لو وضعت في كفّةٍ، ووضعت لا إله إلاّ اللّه في كفّةٍ أخرى لرجحت بهنّ، وإنّ السّماوات والأرض لو كنّ حلقةً مبهمةً لقصمتهنّ سبحان الله وبحمده، فإنّها صلاة كلّ شيءٍ وبها يرزق كلّ شيءٍ، وأنهاك عن الشّرك والكبر، قال: فقيل: يا رسول الله، هذا الشّرك قد عرفناه، فما الكبر، هو أن يكون لأحدنا نعلان حسنان يلبسهما؟ قال: لا، أو حلّةٌ حسنةٌ يلبسها؟ قال: لا، أو دابّةٌ فارهةٌ يركبها؟ قال: لا، أو يكون للرّجل أصحابٌ فيجمعهم إليه وذكر الطّعام؟ قال: لا، قيل: فما الكبر؟ قال: سفه الحقّ وغمط النّاس.
6124/2- رواه البزّار، حدّثنا إبراهيم بن سعيدٍ الجوهريّ، حدّثنا أبو معاوية الضّرير، عن محمد بن إسحاق، عن عمرو بن دينار، عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إلاّ أخبركم بوصيّة نوحٍ ابنه فقالوا: بلى، قال: أوصى نوحٌ ابنه فقال لابنه: يا بنيّ إنّي أوصيك باثنين وأنهاك عن اثنتين، أوصيك بقول لا إله إلاّ اللّه، فإنّها لو وضعت في كفّةٍ ووضعت السّموات والأرض في كفّةٍ، لرجحت بهنّ، ولو كانت حلقةً لقصمتهنّ حتّى تخلص إلى الله، وبقول سبحان الله العظيم وبحمده، فإنّها عبادة الخلق، وبها تفتح أرزاقهم، وأنهاك عن اثنتين: الشّرك والكبر، فإنّهما يحجبان عن الله قيل: يا رسول الله أمن، الكبر أن يتّخذ الرّجل الطّعام، فيكون عليه الجماعة أو يلبس القميص النظيفة؟ قال: ليس ذلك، إنما الكبر أن تسفه الحق وتغمض الناس.
قال البزار: لا نعلم أحداً، رواه عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر إلا ابن إسحاق، ولا نعلم حدث به عن أبي معاوية إلا إبراهيم بن سعيد.
6124/3- ورواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ في كتاب المستدرك: من طريق وهب بن جرير، حدّثنا أبي، سمعت الصعقب بن زهير، يحدث عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عمر، قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلّم أعرابي عليه جبة من طيالسة مكفوفة بالديباج، أو مزررة بالديباج، فقال: إن صاحبكم هذا... فذكره بطوله.
وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجا للصقعب بن زهير فإنه ثقة قليل الحديث، قال: قال أبو زرعة: ثقة، وهو أخو العلاء بن زهير.
25- باب فيمن كان آخر كلامه لا إله إلا الله وغير ذلك مما يذكر
6125- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عثمان البتّيّ، عن نعيم بن أبي هندٍ، عن حذيفة، رضي اللّه عنه، قال: كنت مسندًا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى صدري، قال: فقال: من قال لا إله إلاّ اللّه ختم له بها دخل الجنّة، ومن تصدّق بصدقةٍ ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنّة، ومن صام يومًا ابتغاء وجه الله ختم له به دخل الجنّة.
هذا إسنادٌ صحيحٌ.
رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا حسنٌ، وعفّان، قالا: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عثمان البتّيّ، عن نعيمٍ، قال عفّان في هذا: ابن أبي هندٍ، عن حذيفة مرفوعًا...، فذكره.
ورواه الحارث مطوّلاً بسندٍ ضعيفٍ، وتقدم في كتاب الجنائز في باب من ختم له بعملٍ صالحٍ قبل موته.
6126- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو عبد الله المقدميّ، حدّثنا يحيى، عن حكيم بن نعيمٍ، عن أبي مريم، عن أبي الدّرداء، رضي اللّه عنه، أظنّه مرفوعًا، قال: من مات يشهد أن لا إله إلاّ اللّه، أو قال: لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنّة، قال: وإن زنا وإن زنا، قال: وإن زنا وإن زنا وإن سرق على رغم أنف أبي الدرداء.
6126/2- قال: وحدّثنا المقدميّ، حدّثنا عبد الله بن عرادة، حدّثنا محمّد بن الزّبير، عن رجاء بن حيوة، عن أمّ الدّرداء، عن أبي الدّرداء، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من قال لا إله إلاّ اللّه دخل الجنّة، قال أبو الدّرداء: وإن زنا وإن سرق...، فذكره.
6126/3- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عفّان، حدّثنا همّامٌ، أنبأنا عاصمٌ، عن أبي صالحٍ، عن معاذ بن جبلٍ، أنّه إذ حضر قال: أدخلوا عليّ النّاس، فأدخلوا عليه فقال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: من مات لا يشرك بالله جعله اللّه في الجنّة، وما كنت أحدّثكموه إلاّ عند الموت، والشّهيد على ذلك عويمرٌ أبو الدّرداء، فانطلقوا إلى أبي الدّرداء، فقال: صدق أخي وما كان يحدّثكم به إلاّ عند موته.
رواه مسدّدٌ، وقد تقدّم بطرقه في كتاب الإيمان.
26- باب فيمن مات وفي قلبه لا إله إلا الله
6127- قال عبد بن حميدٍ: حدّثنا محمّد بن الفضل، حدّثنا سعيد بن زيدٍ، قال: سمعت عمرو بن دينارٍ المكّيّ، قال: حدّثنا جابر بن عبد الله الأنصاريّ، قال: قال معاذ بن جبلٍ في وصيّته الّتي توفّي فيها: لولا أن تتّكلوا لحدّثتكم حديثًا سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: من مات وفي قلبه لا إله إلاّ اللّه موقنًا بها دخل الجنّة.
هذا إسنادٌ صحيحٌ.
قلت: له شاهدٌ من حديث عثمان بن عفّان، رواه مسلمٌ، وابن حبّان، في صحيحهما وغيرهما.
27- باب فضل لا حول ولا قوة إلا بالله
6128- قال الحميديّ: حدّثنا سفيان، قال: قلت لمحمّد بن السّائب بن بركة: هل رأيت عمرو بن ميمونٍ الأوديّ؟ فقال: نعم، كان ينزل علينا فقلت: هل سمعت منه شيئًا؟ قال: نعم، سمعت عمرو بن ميمونٍ، يقول: سمعت أبا ذرٍّ، رضي اللّه عنه، يقول: كنت أمشي خلف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال لي: يا أبا ذرٍّ، ألا أدلّك على كنزٍ من كنوز الجنّة؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: لا حول، ولا قوّة إلاّ بالله.
رواه مسدّدٌ: وابن حبّان، في صحيحه من طريق عمرو بن ميمونٍ، عن أبي ذرٍّ، به.
قلت: رواه ابن ماجة، في سننه: من طريق عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن أبي ذرٍّ مرفوعًا، ألا أدلك... إلى آخره.
وكذا رواه النّسائيّ، في الكبرى، وابن أبي الدّنيا.
6128/2- ورواه إسحاق بن راهويه أنبأنا النّضر بن شميلٍ، حدّثنا حمّادٌ، حدّثنا معبد، أخبرني فلانٌ، عن عوف بن مالكٍ، قال: جلس أبو ذرٍّ إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فذكر الحديث مثل الحديث قبله فيه، ثمّ قال: ألا أدلّك على كنزٍ...، فذكره.
ورواه الحارث وأبو يعلى وأحمد بن حنبل
6128/3- ورواه الطبراني في كتاب الدعاء: مطولاً من طريق عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر قال: أوصاني خليلي أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأوصاني بحب المساكين و الدنو منهم، وأوصاني بقول الحق وإن كان مرّاً، وأوصاني بصلة الرحم وإن أدبرت، وأوصاني أن لا أسأل الناس شيئاً، وأوصاني أن لا تأخذني في الله لومة لائم، وأوصاني أن أستكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا باللّه فإنها من كنوز الجنة...، الحديث بطوله.
وقد تقدم في الوصايا، وله طرق أخرى.
6129- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا الحسن بن موسى، عن حمّاد بن سلمة، عن عطاء بن السّائب، عن أبي رزينٍ، عن معاذ بن جبلٍ رضي اللّه عنه، قال له: ألا أدلّك على بابٍ من أبواب الجنّة؟ قال: وما هو؟ قال: لا حول، ولا قوّة إلاّ بالله.
6129/2- واه أحمد بن منيعٍ حدّثنا أبو نصرٍ التّمّار، حدّثنا حمّاد بن سلمة...، فذكره.
6129/3- ورواه عبد بن حميدٍ: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة...، فذكره.
ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عبد الرّحمن، حدّثنا حمّاد بن سلمة...، فذكره.
ورواه الطّبرانيّ.
هذا حديثٌ صحيحٌ، وعطاء بن السّائب وإن اختلط بأخرةٍ، فإنّ حمّاد بن سلمة روى عنه قبل الاختلاط، كما أوضحته في تبيين حال المختلطين.
6130- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا زيد بن الحباب، حدّثنا كثير بن زيدٍ المدنيّ، حدّثني المطّلب بن عبد الله بن حنطبٍ، عن عامر بن سعد بن أبي وقّاصٍ، قال: لقيت أبا أيّوب الأنّصاريّ، رضي اللّه عنه، فقال: ألا آمرك بما أمرني به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن أكثر من: لا حول، ولا قوّة إلاّ بالله، فإنّها كنزٌ من كنوز الجنّة.
6130/2- رواه عبد بن حميدٍ: حدّثني أبو بكر بن أبي شيبة...، فذكره.
6130/3- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا ابن نميرٍ، حدّثنا زيد بن الحباب...، فذكره.
6130/4- قال: وحدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة...، فذكره.
هذا إسنادٌ حسنٌ.
رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده بإسنادٍ حسنٍ، وابن أبي الدّنيا، وابن حبّان في صحيحه.
6131- وقال عبد بن حميدٍ: حدّثنا أبو نعيمٍ، حدّثنا عبد الله بن عامرٍ، عن أبي الزّناد، عن سعيد بن سليمان، عن زيد بن ثابتٍ، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يقول: ألا أدلّكم على كنزٍ من كنوز الجنّة، تكثروا من قول لا حول، ولا قوّة إلاّ بالله.
6131/2- ورواه الطّبرانيّ، في كتاب الدّعاء: حدّثنا فضيل بن محمد الملطي، حدّثنا أبو نعيم... فذكره.
6131/3- قال: وحدّثنا موسى بن هارون، حدّثنا أبو موسى الأنصاري، حدّثنا أنس بن عياض، حدثني عبد الله الأسلمي، عن أبي الزناد، عن سعيد بن سليمان، عن خارجة بن زيد، عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم صلّى الله عليه وسلّم... فذكره.
6132- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا أبو عبد الرّحمن المقري، حدّثنا حيوة، عن أبي صخرٍ، عن عبد الله بن عبد الرّحمن، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبي أيّوب الأنصاريّ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليلة أسري به مرّ به جبريل على إبراهيم خليل الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: إبراهيم لجبريل: يا جبريل من هذا الّذي معك؟ قال جبريل: هذا محمّدٌ، فقال إبراهيم: يا محمّد، مر أمّتك فليكثروا من غراس الجنّة فإنّ أرضها واسعةٌ وتربتها طيّبةٌ، قال محمّدٌ لإبراهيم: وما غراس الجنّة؟ فقال إبراهيم: لا حول، ولا قوّة إلاّ بالله.
6132/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا ابن نميرٍ، حدّثنا عبد الله بن زيدٍ، حدّثنا حيوة بن شريحٍ، أنبأنا أبو صخرٍ، أنّ عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن الخطّاب أخبره، عن سالم بن عبد الله...، فذكره.
6132/3- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا أبو عبد الرّحمن، حدّثنا حيوة، أنبأنا أبو صخرٍ...، فذكره.
6132/4- ورواه الطّبرانيّ في كتاب الدّعاء: حدّثنا هارون بن ملول المصري، حدّثنا أبو عبد الرّحمن المقرئ، حدّثنا حيوة بن شريحٍ...، فذكره.
6132/5- ورواه ابن حبّان، في صحيحه حدّثنا أبو يعلى، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن نميرٍ، حدّثنا المقرئ...، فذكره.
وله شاهدٌ من حديث عبد الله بن مسعودٍ، رواه التّرمذيّ، في الجامع وحسّنه.
وممّا ورد في الحوقلة ما رواه محمّد بن يحيى بن أبي عمر في مسنده، وغيره من حديث جابر بن عبد الله، قال: شكونا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حرّ الرّمضاء فلم يشكنا وقال: استعينوا بلا حول، ولا قوّة إلاّ بالله فإنّها تدفع تسعةً وتسعين بابًا من الضّرّ أدناها الهمّ.
وقد تقدّم بطرقٍ في كتاب المواقيت في باب وقت الظّهر.
ومثل حديث جابرٍ، رواه الحاكم، من حديث أبي هريرة، وصحّحه.
وروى الطّبرانيّ، في كتاب الدّعاء من حديث أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: من ألبسه الله نعمة فليكثر من الحمد للّه، ومن كثرت همومه فليستغفر الله، ومن أبطأ عليه رزقه فليكثر من لا حول ولا قوة إلا باللّه.
28- باب في تفسير لا حول ولا قوة إلا بالله
6133- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا هذيلٌ، حدّثنا صالح بن بيانٍ السّاحليّ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عبد الله، عن القاسم بن عبد الرّحمن، عن عبد الله بن مسعودٍ، رضي اللّه عنه، قال: كنت عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يومًا فقلت: لا حول، ولا قوّة إلاّ بالله قال: هل تدري ما تفسيرها؟ قلت: اللّه ورسوله أعلم، قال: لا حول عن معصية الله إلاّ بعصمة الله، ولا قوّة على طاعة الله إلاّ بعون الله، هكذا أخبرني به جبريل عليه السّلام.
29- باب فضل التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير وما جاء في تفسير حروف الجمل
6134- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن يعلى بن عطاءٍ، عن شيخٍ، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: بخٍ بخٍ خمسٌ ما أثقلهنّ: سبحان الله، والحمد للّه، ولا إله إلاّ اللّه، واللّه أكبر، والولد الصّالح يموت فيحتسبه والده.
6134/2- رواه مسدّدٌ، قال: حدّثنا أبو عوانة، عن يعلى بن عطاءٍ، عن رجلٍ من الشّام، عن أبي أمامة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم...، فذكره.
6134/3- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا بهرٌ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، أنبأنا يعلى بن عطاءٍ...، فذكره.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة التّابعيّ.
لكن له شاهدٌ صحيحٌ من حديث أبي سلمى راعي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقد تقدّم في كتاب الإيمان بزيادةٍ في باب من شهد أن لا إله إلاّ اللّه.
ورواه الطبّرانيّ، في كتاب الدّعاء من حديث ثوبان ومن حديث أبي سلمى.
6135- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى بن سفيان، حدّثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن الحارث بن سويدٍ، قال: قال عبد الله: من أحبّ الكلام إلى الله: سبحانك اللّهمّ وبحمدك وتعالى جدّك.
قلت: رواه النّسائيّ، في اليوم والليلة من طريق أبي معاوية، عن الأعمش به مرفوعًا، ومن طريق أبي الأحوص، عن الأعمش به موقوفًا.
هذا الإسناد صحيحٌ، وإبراهيم: هو ابن يزيد التّيميّ.
6136- قال مسدّد: وحدّثنا يحيى، عن المسعودي، عن عبد الله بن أبي المخارق، عن أبيه قال: قال عبد الله: إذا حدثتكم بحديث أنبأتكم بتصديق ذلك من كتاب الله. قال: ما قال عبد: سبحان الله والحمد للّه والله أكبر ولا إله إلاّ الله وتبارك الله، إلاّ قيض الله عليهن ملك يضجعهن تحت جناحه وصعد بهن إلى السماء لا يمر على جمع من الملائكة إلاّ استغفروا لقائلهن حتى يحيي، بهن وجه الرحمن، عز وجل.
6136/2- ورواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ: من حديث عبد الله بن مسعود...، فذكره، وزاد: ثم تلا عبد الله: {إليه يصعد الكلم الطّيّب والعمل الصّالح يرفعه}.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد.
قال الحافظ المنذري: كذا في نسختي يحيي بالحاء المهملة وتشديد المثناة تحت.
ورواه الطبراني فقال: حتى يجيء بالجيم. ولعله الصواب.
6137- قال مسدّد: وحدّثنا يحيى، حدّثنا شعبة، حدثني منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف، عن أبي عبيدة، عن عبد الله قال: لأن أقول: سبحان الله والحمد للّه ولا إله إلاّ الله والله أكبر، أحب إلي من أن أنفق بعددهن في سبيل الله.
هذا إسناد موقوف، ورواته ثقات.
6138- قال مسدّد: وحدّثنا إسماعيل، حدّثنا الجريري، حدثني رجل قال: قلت لفقيه بمكة: إن لنا فقيها، أعني الحسن، إذا سكت فإنما هجيراه سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، فقال: إن صاحبكم هذا لفقيه، ما قالها عبد سبع مرات إلاّ بني له بيت في الجنة.
6139- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا الفضل، حدّثنا سلمة، سمعت أنسًا، يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من هلّل مائةً، وكبّر مائةً، وسبّح مائةً، فإنّه خيرٌ من عشر رقابٍ يعتقها، وسبع بدناتٍ ينحرها.
رواه ابن أبي الدّنيا من طريق سلمة بن وردان، عن أنسٍ.
قال الحافظ المنذريّ: إسناده متّصلٌ حسنٌ.
قلت: سلمة بن وردان ضعّفه أحمد، وابن معينٍ، وأبو حاتمٍ، وأبو داود، والنّسائيّ، والعجليّ، وابن عديٍّ، والدّارقطنيّ، لكن قال ابن شاهين في الثّقات: قال أحمد بن صالحٍ: هو عندي ثقةٌ حسن الحديث.
6140- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عبد السّلام بن حربٍ، عن عمرٍو، عن الحسن، عن الأسود بن سريعٍ، أنّه أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: إنّي حمدت ربّي بمحامد، فقال له: إنّ ربّك يحبّ الحمد ولم يستشهده.
6141- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا يزيد، أنبأنا قزعة بن سويدٍ الباهليّ، عن أبيه، عن جهم بن فضالة، قال: دخلت مسجد حمص، فإذا فيه أبو أمامة الباهليّ يتفلّى فيه، ويدفن القمل فيه، فجلست إليه، فسبّح ثلاثًا، وكبّر ثلاثًا، وحمد ثلاثًا، ثمّ قال: خفيفتات على اللّسان، ثقيلات في الميزان، تصعدن إلى الرّحمن، قال: قلت: يا أبا أمامة، أنا من أهل البادية، وإنّ المصدّقين يأتونا فيتعدّون علينا، فقال: الصّدقة حقٌّ، وتبّاعها في النّار، قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: قصّر، أو تعدّى، جيؤوا بالمال، ولا تغيّبوا منهم شيئًا فتخبثوا ما غيّبتم وما جئتم به، فإذا رأيتموهم لا تسبّوهم واستعيذوا بالله من شرّهم، ثمّ اظعنوا في جنب الحقّ فإن قبلوا فذاك، وإلاّ وجبا وربّ أبي أمامة، لصاحب الملك الأجر والّذي يأخذه عدد الوزر.
6142- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا حزام بن إسماعيل العامريّ، عن موسى بن عبيدة، عن أبي حكيمٍ، مولى الزّبير، عن الزّبير بن العوّام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما من صباح يصبح العباد إلاّ صارخٌ يصرخ: أيّها الخلائق سبّحوا الملك القدّوس.
قلت: له عند التّرمذيّ، في هذا المعنى حديثٌ غير هذا، وموسى ضعيفٌ.
6143- قال أبو يعلى: وحدّثنا زهيرٌ، حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا درّاجٌ أبو السّمح، أنّ أبا الهيثم حدّثه، عن أبي سعيدٍ، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: استكثروا من الباقيات الصّالحات، قيل: وما هنّ يا رسول الله؟ قال: لعلّه قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: التّهليل، والتّكبير، والتّسبيح، ولا حول، ولا قوّة إلاّ بالله.
6143/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا حسنٌ...، فذكره.
6143/3- ورواه ابن حبّان في صحيحه: أنبأنا ابن سلمٍ، حدّثنا حرملة، حدّثنا ابن وهبٍ، أخبرني عمرو بن الحارث، عن درّاجٍ...، فذكره.
رواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، من طريق أحمد بن صالحٍ المصريّ، حدّثنا عبد الله بن وهب...، فذكره وقال: صحيح الإسناد.
قلت: وله شاهدٌ من حديث النّعمان بن بشيرٍ، وسيأتي وفي كتاب الفتن.
6144- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا العبّاس بن الفضل العبديّ، حدّثنا عبد الوارث، حدّثنا سنان أبو ربيعة، عن أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أخذ غصنًا فنفضه، ثمّ نفضه، ثمّ نفضه فلم ينفض، ثمّ نفضه فانتفض، ثمّ قال: سبحان الله، والحمد للّه، ولا إله إلاّ اللّه، واللّه أكبر، تنفض الذّنوب كما تنفض الشّجرة الورق.
6144/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عبد الصّمد، حدّثني أبي، حدّثنا سنان...، فذكره.
6144/3- ورواه الطّبرانيّ، في كتاب الدّعاء: من طريق جابر الحداني، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مرّ بشجرةٍ يابسة ومعه أصحابه فأخذ بغصن من من أغصانها فجعل ينفضه ويتحات الورق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: من قال: سبحان اللّه...، فذكره.
ورواه من طريق سنان بن ربيعة أبو ربيعة به.
6145- قال الحارث بن أبي أسامة: وحدّثنا عبد الرّحمن بن واقدٍ، حدّثنا حفص بن عبد الله الإفريقيّ، حدّثنا حكيم بن نافعٍ، عن العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبي هريرة، قال: سئل عثمان بن عفّان، رضي اللّه عنه، عن مقاليد السّماوات والأرض، فقال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: سبحان الله، والحمد للّه، ولا إله إلاّ اللّه، واللّه أكبر، مقاليد السّماوات والأرض، ولا حول، ولا قوّة إلاّ بالله من كنوز العرش، وأمّا أبو جادٍ: فالباء بهاء الله، والجيم جمال الله، والدّال دين الله ارتضاه لنفسه، وملائكته، وأنبيائه، ورسله، وصالح خلقه، وأمّا هوانٌ: فالهاء هوان أهل النّار، وأمّا الزّاي: فزفير جهنّم على أعداء الله وأهل المعاصي، وأمّا حطّي: فحطّت عن المذنبين خطاياهم بالاستغفار، وأمّا كلمن: فالكاف كمال أهل الجنّة حين قالوا: {الحمد للّه الّذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوّأ من الجنّة حيث نشاء فنعم أجر العاملين}، وأمّا النّون: فالسّمكة الّتي يأكلون من كبدها قبل دخولهم الجنّة، وأما سعفص: فصاعٌ بصاعٍ، وفصٌّ بفصٍّ، كما تدين تدان، وأما قرشت: فعرضوا للحساب.
30- باب ما يقال عند الكرب
6146- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا محمّد بن عبد الله الأسديّ، عن عليّ بن صالحٍ، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن مرّة، عن عبد الله بن سلمة، عن عليٍّ، رضي اللّه عنه، قال: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ألا أعلّمك كلماتٍ إذا قلتهنّ مع إنّه مغفورٌ لك: لا إله إلاّ اللّه الحليم الكريم، لا إله إلاّ هو العليّ العظيم، سبحان الله ربّ السّماوات السّبع وربّ العرش الكريم، الحمد للّه ربّ العالمين.
6146/2- رواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا أسامة بن زيدٍ، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ، عن عبد الله بن شدّادٍ، عن عبد الله بن جعفرٍ، عن عليٍّ، قال: علّمني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هؤلاء الكلمات، وأمرني إن نزل بي كربٌ أن أقولهنّ: لا إله إلاّ اللّه الحليم الكريم، سبحان الله، وتبارك اللّه ربّ العرش العظيم، الحمد للّه ربّ العالمين.
6146/3- قال: وحدّثنا الحسن بن سوّارٍ، حدّثنا ليث بن سعدٍ، عن ابن عجلان، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ...، فذكره.
6146/4- قال: وحدّثنا حسين بن محمّدٍ، حدّثنا شيبان، عن منصورٍ، عن ربعيّ بن حراشٍ، عن عبد الله بن شدّادٍ، عن عبد الله بن جعفرٍ، قال: قال عليٌّ: لأحدّثك كلمتين ما أنبأت بهما حسنًا، ولا حسينًا إذا سألت اللّه مسألةً تحبّ أن تنجح، فقل: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له العليّ العظيم، لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له الحليم الكريم.
6146/5- رواه الحارث بن أبي أسامة حدّثنا روح بن عبادة...، فذكره.
ورواه الطّبرانيّ، في كتاب الدّعاء من طريق محمّد بن عجلان به، ومن طريق ربعيّ بن حراشٍ به، ومن طرقٍ أخرى.
ورواه ابن حبّان، في صحيحه من طريق محمّد بن عجلان به.
قلت رواه النّسائيّ، في اليوم والليلة من طريق العوّام بن حوشبٍ، عن عمرو بن مرّة به، وفي الكبرى من طريق محمّد بن كعبٍ به.
رواه التّرمذيّ، في الجامع بغير هذا السّياق من طريق الحارث، عن عليٍّ به.
6146/6- ورواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، أنبأنا أبو عونٍ محمّد بن أحمد بن ماهان، حدّثنا محمّد بن عليّ بن زيدٍ، حدّثنا سعيد بن منصورٍ، حدّثنا يعقوب بن عبد الرّحمن، عن محمّد بن عجلان، عن محمّد بن كعبٍ، عن عبد الله بن شدّادٍ، عن عبد الله بن جعفرٍ، عن عليٍّ، قال: لقّنني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هؤلاء الكلمات إن نزل بي شدّةٌ، أو كربٍ أن أقولهنّ: لا إله إلاّ اللّه الحليم الكريم، سبحانه وتعالى ربّ العرش العظيم، والحمد للّه ربّ العالمين، قال: فكان عبد الله بن جعفرٍ يلقّنها الميّت، وينفث بها على الموعوك.
6146/7- قال الحاكم: وأنبأنا عبد الله بن الحسين القاضي بمروٍ، حدّثنا الحارث بن أبي أسامة...، فذكره.
وقال: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ.
31- باب ما يقوله إذا عثرت دابته
6147- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أسماء، حدّثنا عبد الله، عن عاصم بن سليمان الأحول، عن أبي تميمة الهجيميّ، عن ردف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: عثرت بالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم النّاقة، قال: فقلت: تعس الشّيطان، قال: لا تقل تعس الشّيطان فإنّه يتعاظم حتى يصير مثل الجبل، ويقول: بقوّتي صرعت، ولكن قل: بسم الله فإنّه يتصاغر حتّى يصير مثل الذّباب.
رواه أحمد بن حنبل في مسنده بإسناد جيد من طريق أبي تميمة الهجيمي، عن ردف رسول الله صلى الله عليه وسلّم صلّى الله عليه وسلّم...، فذكره.
6147/2- رواه الطّبرانيّ، في كتاب الدّعاء، حدّثنا إبراهيم بن هاشمٍ البغويّ، وزكريّا بن يحيى السّاجيّ، وعبدان بن أحمد قالوا: حدّثنا أحمد بن عبدة التيمي، حدّثنا محمد بن حمران، حدّثنا خالد الحذاء، عن أبي تميمة الهجيمي، عن أبي المليح بن أسامة، عن أبيه قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلّم على بعير فعقر، فقلت: تعس الشيطان...، فذكره.
6147/3- ورواه البيهقي والحاكم: من طريق أبي تميمة عمن كان رديف رسول الله صلى الله عليه وسلّم صلّى الله عليه وسلّم...، فذكراه، إلا أن الحاكم قال: وإذا قلت: بسم الله، خنس حتى يصير مثل الذباب وقال: صحيح الإسناد.
32- باب ما يقول إذا نزل منزلاً
6148- قال الحارث بن محمّد بن أسامة: حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا حجّاج بن أرطاة، عن الرّبيع بن مالكٍ، قال: قالت خولة بنت حكيمٍ رضي اللّه عنها: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما من مسلمٍ ينزل منزلاً فيقول حين ينزل: أعوذ بكلمات الله التّامّات من شرّ ما خلق ثلاثًا إلاّ أعيذ من شرّ منزله ذلك حتّى يظعن منه.
قلت: هو في صحيح مسلم، والتّرمذيّ، والنّسائيّ في اليوم والليلة، وابن ماجة، دون قوله ثلاثًا.
6149- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا الحسن بن حماد، حدّثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن عبد العزيز بن رفيع، عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: كان عبد الرحمن بن عوف إذا دخل منزله قرأ في زواياه آية الكرسي.
33- باب ذكر الله عز وجل في الأسواق ومواطن الغفلة
6150- قال عبد بن حميدٍ: حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا أزهر بن سنانٍ، سمعت محمّد بن واسعٍ، يقول: قدمت مكّة فلقيت بها أخي سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطّاب، فقال: ألا أحدّثك حديثًا حدّثنيه جدّي، رضي اللّه عنه، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قلت: بلى، قال: من دخل سوقًا من المسلمين، فقال: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، ولا يموت، بيده الخير، وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ، كتب اللّه له ألف ألف حسنةٍ، وحطّ عنه ألف ألف سيّئةٍ، ورفع له ألف ألف درجةٍ، قال: فقدمت خراسان فلقيت قتيبة بن مسلمٍ، فقلت: جئتك بهديّةٍ، فحدّثته الحديث فكان يركب في مركبه فيأتي السّوق فيقولها ثمّ ينصرف.
6150/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون...، فذكره.
6150/3- رواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة، أنبأنا أزهر بن سنانٍ القرشيّ، حدّثنا محمّد بن واسعٍ، قال: قدمت المدينة، فلقيت سالم بن عبد الله بن عمر فحدّثني، عن أبيه، عن جدّه عمر بن الخطّاب، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: من دخل السّوق...، فذكره بتمامه وزاد بعد قوله رفع له ألف ألف درجةٍ، وبني له بيتٌ في الجنّة.
6150/4- ورواه الحاكم في المستدرك من طريق الحارث به وقال: هذا حديث له طرق تجمع ويذاكر بها.
6150/5- قلت: رواه التّرمذيّ، في الجامع، عن أحمد بن منيعٍ، عن يزيد بن هارون به.
وابن ماجة من طريق سالم بن عمر، عن أبيه، به فلم يقولا: سوقًا من أسواق المسلمين، ولم يذكرا: فقدمت خراسان...، إلى آخره.
وبلفظ التّرمذيّ، وابن ماجة، رواه أبو بكر بن أبي شيبة، والطّبرانيّ في كتاب الدّعاء، وابن أبي الدّنيا.
قال الحافظ المنذريّ: وإسناده متّصلٌ حسنٌ، ورواته ثقاتٌ أثباتٌ، وفي أزهر خلافٌ، وقال ابن عديٍّ: أرجو أنّه لا بأس به.
ورواه الحاكم أيضًا من حديث عبد الله بن عمر، مرفوعًا، وقال: صحيح الإسناد كذا قال: وفي إسناده مسروق بن المرزبان، مختلفٌ فيه.
34- باب ما يقول إذا رأى مبتلى
6151- قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا العبّاس بن الفضل، حدّثنا حمّاد بن سلمة، وحمّاد بن زيدٍ، وعبّاد بن داود، وأشعث السّمّان قالوا: حدّثنا عمرو بن دينارٍ وكيل آل الزّبير، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن عمر، رضي اللّه عنه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: من رأى صاحب بلاءٍ، فقال: الحمد للّه الّذي عافاني ممّا ابتلاك به وفضّلنا على كثيرٍ ممّن خلق تفضيلاً، عوفي من ذلك البلاء ومن همزه أبدًا ما عاش.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، عمرو بن دينار أبو يحيى قهرمان آل الزّبير ضعّفه أحمد بن حنبلٍ، وابن معينٍ، وأبو حاتمٍ، وأبو زرعة، وعمرو بن علي الفلاس وابن حبّان، والبخاريّ، والتّرمذيّ، والدّارقطنيّ، وغيرهم.
ورواه التّرمذيّ، في الجامع دون قوله: ومن همزه أبدًا ما عاش، من طريق عمرو بن دينارٍ، وقال: هذا حديثٌ غريبٌ وعمر بن دينارٍ، قهرمان آل الزّبير بصريٌّ وليس هو بالقويّ في الحديث، وتفرّد بأحاديث عن سالم بن عبد الله بن عمر، قال: وقد روى عن أبي جعفرٍ محمّد بن عليٍّ، أنّه قال: إذا رأى صاحب بلاءٍ فتعوّذ يقول ذلك في نفسه، ولا يسمع صاحب بلاءٍ.
قلت: ولحديث عمر بن الخطّاب شاهدٌ من حديث أبي هريرة، رواه التّرمذيّ، في الجامع وقال: حسنٌ غريبٌ.
35- باب ما يقول إذا رأى الهلال
6152- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا محمّد بن بشرٍ، حدّثنا عبد العزيز بن عمر، حدّثني من لا أتّهم من أهل الشّام، عن عبادة، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا رأى الهلال، قال: اللّه أكبر اللّه أكبر، الحمد للّه، لا حول، ولا قوّة إلاّ بالله، اللّهمّ إنّي أسألك خير هذا الشّهر وأعوذ بك من شرّ القدر ومن شرّ الحشر.
6152/2- رواه عبد الله بن أحمد بن حنبلٍ، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة...، فذكره.
وله شاهدٌ من حديث ابن عمر، رواه ابن حبّان في صحيحه، ورواه التّرمذيّ من حديث طلحة.
36- باب فيمن ضرب خادمه فذكر الله وما يقوله إذا رأى الحريق
6153- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا الحسن، حدّثنا يحيى بن آدم، عن أبي هارون، عن أبي سعيدٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إذا ضرب أحدكم خادمه فذكر اللّه فارفعوا أيديكم.
هذا إسناده ضعيفٌ لضعف أبي هارون العبديّ، واسمه عمارة بن جوينٍ.
6154- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبدان، حدّثنا أبو النّضر، عن كثيرٍ، حدّثنا جعفر بن محمّدٍ، عن أبيه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: إذا رأيتم الحريق فكبّروا.
له شاهدٌ من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إذا رأيتم الحريق فكبّروا فإنّ التّكبير يطفئه.
رواه الطّبرانيّ، في كتاب الدّعاء.
ورواه أيضًا من حديث أبي هريرة مرفوعًا ولفظه: أطفؤوا الحريق بالتّكبير.
6155- وقال أبو يعلى: حدّثنا داود بن رشيدٍ، حدّثنا الوليد بن مسلم، عن عنبسة بن عبد الرحمن، عن محمد بن زاذان، عن جابرٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: إذا وقعت كبيرة أو هاجت ريح مظلمة فعليكم بالتكبير، فإنه يجلي العجاج الأسود.
هذا إسناد ضعيف، لتدليس الوليد بن مسلم.
37- باب ما يقول من ظنت أذنه
6156- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو الرّبيع، حدّثنا حبّان بن عليٍّ، حدّثنا محمّد بن عبيد الله بن أبي رافعٍ، عن أبيه، عن جدّه، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: إذا طنّت أذن أحدكم فليذكرني، وليصلّي عليّ، وليقل ذكر اللّه بخيرٍ من ذكرني.
6156/2- رواه البزار: حدّثنا زياد بن يحيى أبو الخطاب، حدّثنا معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده أبي رافع...، فذكره، دون قوله: فليذكرني وليصل علي.
ورواه الطبراني في الأوسط.
38- باب ما يقوله من انفلتت دابته
6157- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا الحسن بن عمر بن شقيقٍ، حدّثنا معروف بن حسّانٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة، عن ابن بريدة، عن عبد الله بن مسعودٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إذا انفلتت دابّة أحدكم بأرضٍ فلاةٍ فليناد: يا عباد الله، احبسوا يا عباد الله احبسوا: فإنّ للّه عز وجل حاضرًا في الأرض سيحبسه.
39- باب ما يحصل به البركة في الزاد وغيره
6158- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو هشامٍ محمّد بن سليمان بن الحكم القديديّ، حدّثني أبي، عن إسماعيل بن خالدٍ الرّفاعيّ، أنّ محمّد بن جبير بن مطعمٍ، سمع جبير بن مطعمٍ، يقول: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أتحبّ يا جبير إذا خرجت سفرًا أن تكون من أمثل أصحابك هيئةً، وأكثرهم زادًا، فقلت: نعم بأبي أنت وأمّي قال: فاقرأ هذه السّور الخمس {قل يأيّها الكافرون}، و {إذا جاء نصر الله والفتح}، و {قل هو اللّه أحدٌ}، و {قل أعوذ بربّ الفلق}، و {قل أعوذ بربّ النّاس}، وافتح كلّ سورةٍ ببسم الله الرّحمن الرّحيم، واختم قراءتك ببسم الله الرّحمن الرّحيم، قال جبيرٌ: وكنت غنيًّا كثير المال، فكنت أخرج في سفرٍ فأكون أبذئهم هيئةً، وأقلّهم زادًا، فما زلت منذ علّمنيهنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقرأت بهنّ أكون من أحسنهم هيئةً وأكثرهم زادًا حتّى أرجع من سفري.
وتقدم في كتاب الحج
40- باب ما يقول إذا رأى الأسد أو هر عليه الكلب
6159- قال الحارث بن أبي أسامة: حدّثنا عبد الرحيم بن واقد، حدّثنا حماد بن عمرو، عن السري بن خالد بن شداد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي، رضي الله عنه، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلّم: إذا رأيت الأسد فكبر ثلاثاً تقول: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أعز من كل شيء وأكبر أعوذ باللّه من شر ما أخاف وأحذر. تكفى شره إن شاء الله، تعالى، وإذا هر عليك الكلب فقل: {يا معشر الجنّ والإنس إن استطعتم...} الآية.


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأذكار, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:46 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir