دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 جمادى الأولى 1431هـ/11-05-2010م, 10:30 AM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي كتاب الهجرة

كتاب الهجرة
1- باب لا هجرة بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
4255- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبيد الله، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثني شعبة، حدثني يحيى بن هانئ، عن نعيم بن دجاجة، سمعت عمر يقول: لا هجرة بعد وفاة رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم.
قلت: رواه النسائي في الكبرى.
2- باب لا تنقطع الهجرة
4256- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا المسعوديّ، عن عديّ بن ثابتٍ، عن أبي بردة، عن أبيه، لقي عمر أسماء بنت عميسٍ، فقال: نعم القوم أنتم، لولا أنّا سبقناكم إلى الهجرة، فذكرت ذلك للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: بل لكم الهجرة مرّتين: هجرةٌ إلى أرض الحبشة، وهجرةٌ إلى المدينة.
4257- وقال مسّددٌ: حدّثنا هشيمٌ، عن داود بن عمرٍو، عن بسر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولانيّ رفعه إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: الهجرة ثابتةٌ ما قوتل المشركون.
هذا إسنادٌ رواته ثقاتٌ.
4258- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا معاوية بن عمرٍو، حدّثنا أبو إسحاق، عن عثمان بن عطاءٍ، عن أبيه، عن ابن السّعديّ، قال: وفدت مع قومي على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأنا أحدثهم سنًّا، فقضوا حوائجهم، وأنا في رحالهم، أو ظهرهم، فقال: هل بقي منكم أحدٌ؟ قالوا: نعم، غلامٌ في ظهرنا، أو في رحالنا، فقال: أرسلوا إليه، أما إنّ حاجته من خير حوائجكم، فأرسلوا إليّ، فدخلت عليه، فقال: حاجتك؟ فقلت: حاجتي أن تخبرني، هل انقطعت الهجرة؟ فقال: لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفّار.
4258/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا الحكم بن موسى، حدّثنا يحيى بن حمزة، عن عطاءٍ الخراسانيّ، عن ابن محيريزٍ، عن عبد الله بن السّعديّ من بني مالك بن حسلٍ، أنّه قدم على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم،... فذكره.
4258/3- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا الحكم بن نافعٍ، حدّثنا إسماعيل بن عيّاشٍ، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيدٍ يردّه إلى ملك بن يخامر، عن ابن السّعديّ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: لا تنقطع الهجرة ما دام العدوّ يقاتل فقال معاوية، وعبد الرّحمن بن عوفٍ، وعبد الله بن عمرو بن العاص، إنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: الهجرة خصلتان: إحداهما هجر السّيّئات، والأخرى يهاجر إلى الله ورسوله، ولا تنقطع الهجرة ما تقبّلت التّوبة، ولا تزال التّوبة مقبولةٌ حتّى تطلع الشّمس من المغرب، فإذا طلعت طبع على كلّ قلبٍ بما فيه، وكفى النّاس العمل.
قلت: رواه أبو داود، والنّسائيّ باختصارٍ.
4258/4- وقال الحاكم أبو عبد الله الحافظ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، حدّثنا العبّاس بن زفر، حدّثنا الحكم بن موسى، حدّثنا يحيى بن حمزة قاضي دمشق عن عطاءٍ الخراسانيّ، عن ابن محيريزٍ، عن عبد الله بن السّعديّ بن أبي مالك بن حنبلٍ، أنّه قدم على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في نفرٍ من أصحابه فلمّا نزلوا قالوا: ابق في رحالنا حتّى نقضي حوائجنا ثمّ تدخل وكان أصغر القوم فقضى لهم حاجتهم ثمّ قالوا له: ادخل فلمّا دخل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: حاجتك؟ قال: حاجتي أن تخبرني هل انقطعت الهجرة؟ قال: حاجتك من خير حوائجهم، لا تنقطع الهجرة ما قوتل العدوّ.
4258/5- ورواه البيهقيّ في سننه: أنبأنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو محمّدٍ أحمد بن الحسين القاضي، قالا: حدّثنا محمّد بن يعقوب،... فذكره.
4259- قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا عاصم بن عليٍّ، حدّثنا المسعوديّ، عن عمرو بن مرّة، عن عبد الله بن الحارث، عن أبي كثيرٍ الزبيدي، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اتّقوا الله، وإيّاكم والظّلم، فإنّ الظّلم ظلماتٌ يوم القيامة.
4259/2- قال: وحدّثنا الخليل بن زكريّا، حدّثنا عوف بن أبي جميلة، حدّثنا الحسن بن أبي الحسن، عن عبد الله بن عمرٍو به،... فذكره إلاّ أنّه قال: فإنّ الظّلم هو الظّلمات يوم القيامة.
4259/3- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا بندارٌ، حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن عبد الله بن عمرٍو، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: إيّاكم والظّلم، فإنّ الظّلم ظلماتٌ يوم القيامة، وإيّاكم والفحش، فإنّ الله لا يحبّ الفحش، ولا التّفحّش، وإيّاكم والشّحّ، فإنّما أهلك من كان قبلكم الشّحّ، أمرهم بالقطيعة فقطعوا أرحامهم، وأمرهم بالفجور ففجروا، وأمرهم بالبخل فبخلوا فقال رجلٌ: يا رسول الله، أيّ الإسلام أفضل؟ قال: إن سلم المسلمون من لسانك ويدك قال: يا رسول الله، فأيّ الهجرة أفضل؟ قال: أن تهجر ما كره ربّك قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الهجرة هجرتان: هجرة الحاضر، وهجرة البادي، فأمّا البادي فيجيب إذا دعي، ويطيع إذا أمر، وأمّا الحاضر فهو أعظمهما بليّةً، وأعظمهما أجرًا.
4259/4- ورواه ابن حبّان في صحيحه: حدّثنا أبو يعلى الموصليّ،... فذكره.
4259/5- قال ابن حبّان: وحدّثنا عليّ بن الحسن بن سلمٍ الأصبهانيّ: حدّثنا محمّد بن عصام بن يزيد بن عجلان: حدّثنا أبي: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة،... فذكره.
قلت: رواه أبو داود في سننه باختصارٍ، ورواه النّسائيّ في الكبرى والحاكم في المستدرك، وقال: صحيحٌ على شرط مسلمٍ.
3- باب الهجرة إلى أرض الحبشة وما جاء في إسلام النجاشي وعمرو بن العاص، وقصته مع جعفر رضي الله عنهم
4260- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا حديج بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن عتبة، عن عبد الله بن مسعودٍ، قال: بعثنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى النّجاشيّ، ونحن ثمانون رجلاً ومعنا جعفر بن أبي طالبٍ، وعثمان بن مظعون، وبعثت قريشٌ عمارة وعمرو بن العاص، وبعثوا معهما بهديّةٍ إلى النّجاشيّ، فلمّا دخلا عليه سجدا له وبعثا إليه بالهديّة وقالا: إنّ ناسًا من قومنا رغبوا عن ديننا وقد نزلوا أرضك، فبعث إليهم النّجاشيّ، قال: فقال جعفرٌ: أنا خطيبهم اليوم فاتّبعوه حتّى دخلوا على النّجاشيّ فلم يسجدوا له، فقالوا: ما لكم لا تسجدون للملك، فقال: إنّ الله، عزّ وجلّ، بعث إلينا نبيّه صلّى الله عليه وسلّم فأمرنا ألاّ نسجد إلاّ للّه، فقال النّجاشيّ: وما ذاك؟ فأخبر، قال عمرو بن العاص: إنّهم يخالفونك في عيسى، قال: فما تقولون في عيسى وأمّه؟ قال: نقول كما قال الله: هو روح الله وكلمته ألقاها إلى العذراء البتيل البتول الّتي لم يمسّها بشرٌ، ولم يفرضها ولدٌ، فتناول النّجاشيّ عودًا، فقال: يا معشر القسّيسين والرّهبان، ما يزيدون على ما يقول ما يزن هذه فمرحبًا بكم وبمن جئتم من عنده، فأنا أشهد أنّه نبيٌّ، ولوددت أنّي عنده فأحمل نعليه، أو أخدمه، فانزلوا حيث شئتم من أرضنا، فجاء ابن مسعودٍ فبادر فشهد بدرًا.
4260/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا الحسن بن موسى: سمعت حديجًا أخا زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن عتبة، عن ابن مسعودٍ، قال: بعثنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى النّجاشيّ، ونحن نحوًا من ثمانين رجلاً فيهم عبد الله بن مسعودٍ، وجعفرٌ، وعبد الله بن عرفطة، وعثمان بن مظعون، وأبو موسى، فأتوا النّجاشيّ، وبعثت قريشٌ عمرو بن العاص،
وعمارة بن الوليد بهديّةٍ، فلمّا دخلا على النّجاشيّ سجدا، ثمّ ابتدراه عن يمينه، وعن شماله، ثمّ قالا له: إنّ نفرًا من بني عمّنا نزلوا أرضك، ورغبوا عنّا وعن ملّتنا، قال: فأين هم؟ قالا: في أرضك، فابعث إليهم، فبعث إليهم، قال جعفرٌ: أنا خطيبهم اليوم، فسلّم ولم يسجد، فقالوا له: ما لك لا تسجد للملك؟ قال: إنّا لا نسجد إلاّ للّه عزّ وجلّ قال: وما ذلك؟ قال: إنّ الله، عزّ وجلّ، بعث إلينا رسوله صلّى الله عليه وسلّم وأمرنا ألاّ نسجد إلاّ للّه عزّ وجلّ وأمر بالصّلاة والزّكاة، قال عمرو بن العاص: فإنّهم يخالفونك في عيسى، قال: ما تقولون في عيسى بن مريم وأمّه؟ قال: نقول كما قال الله عزّ وجلّ هو كلمة الله وروحه ألقاها إلى العذراء البتول الّتي لم يمسّها بشرٌ، ولم يفترضها ولدٌ، قال: فرفع عودًا من الأرض ثمّ قال: يا معشر الحبشة؟ والقسّيسين، والرّهبان، والله ما يزيدون على الّذي نقول فيه ما سوى هذا، ومرحبًا بكم وبمن جئتم من عنده أشهد إنّه رسول الله، فإنّه الّذي نجده في الإنجيل، وإنّه الّذي بشّر به عيسى بن مريم، انزلوا حيث شئتم، والله لولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتّى أكون أنا أحمل نعليه، وأوضّئه، وأمر هديّة الآخرين فردّت إليهما، ثمّ تعجّل عبد الله بن مسعودٍ حتّى أدرك بدرًا، وزعم أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم استغفر له حين بلغه موته.
4261- وقال عبد بن حميدٍ: حدّثنا عبيد الله بن موسى: أنبأنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه، قال: أمرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن ننطلق مع جعفر بن أبي طالبٍ إلى أرضٍ للنّجاشيّ، فبلغ ذلك قريشًا، فبعثوا عمرو بن العاص، وعمارة بن الوليد وجمعوا للنّجاشيّ هديّةً، قال: فقدمنا وقدما على النّجاشيّ، فأتوه بهديّته فقبلها وسجدوا له، ثمّ قال له عمرو بن العاص: إنّ قومًا منّا رغبوا عن ديننا وهم في أرضك، فقال لهم النّجاشيّ: في أرضي؟ قالوا: نعم، قال: فبعث إلينا فقال لنا جعفرٌ: لا يتكلّمنّ منكم أحدٌ فأنا خطيبكم اليوم، فانتهينا إلى النّجاشيّ وهو جالسٌ في مجلسه، وعمرو بن العاص عن يمينه، وعمارة بن الوليد عن يساره، والقسّيسون والرّهبان جلوسٌ سماطي، وقد قال عمرو بن العاص، وعمارة إنّهم لا يسجدون لك فلمّا انتهينا إليه دنونا، قال من عنده من القسّيسين والرّهبان: اسجدوا للملك، فقال جعفرٌ: لا نسجد إلاّ للّه،
عزّ وجلّ، قال: فلمّا انتهينا إلى النّجاشيّ، قال: ما منعك أن تسجد؟ قال: لا نسجد إلاّ للّه، عزّ وجلّ، قال له النّجاشيّ: وما ذاك؟ قال: إنّ الله عزّ وجلّ بعث فينا رسوله وهو الّذي بشّر به عيسى بن مريم، عليه السّلام، {برسولٍ يأتي من بعده اسمه أحمد}، قال: فأمرنا أن نعبد الله، ولا نشرك به شيئًا، ونقيم الصّلاة، ونؤتي الزّكاة، وأمرنا بالمعروف، ونهانا عن المنكر، قال: فأعجب النّجاشيّ قوله، فلمّا رأى ذلك عمرو بن العاص قال: أصلح الله الملك، إنّهم يخالفونك في ابن مريم، قال النّجاشيّ لجعفرٍ: ما يقول صاحبك في ابن مريم، قال: يقول فيه قول الله، عزّ وجلّ، هو روح الله وكلمته، أخرجه من العذراء البتول الّتي لم يقربها بشرٌ، قال: فتناول النّجاشيّ عودًا من الأرض، وقال: يا معشر القسّيسين والرّهبان، ما يزيد هؤلاء على ما نقول في ابن مريم ما يزن هذه، مرحبًا بكم وبمن جئتم من عنده، فأنا أشهد أنّه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأنّه الّذي بشّر به عيسى بن مريم، ولولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتّى أحمل نعليه، امكثوا في أرضي ما شئتم، وأمر لنا بطعامٍ وكسوةٍ، وقال: ردّوا على هؤلاء هديّتهم، قال: وكان عمرو بن العاص رجلاً قصيرًا وكان عمارة بن الوليد رجلاً جميلاً، قال: فأقبلا في البحر إلى النّجاشيّ فشربوا من الخمر، ومع عمرو بن العاص امرأته، فلمّا شربوا من الخمر، قال عمارة لعمرٍو: مر امرأتك فلتقبّلني، قال عمرٌو: أما تستحي؟ فأخذ عمارة عمرًا فرمى به في البحر، فجعل عمرو يناشد عمارة حتّى أدخله السّفينة فحقد عليه عمرٌو ذلك، فقال عمرٌو للنّجاشيّ: إنّك إذا خرجت خلف عمارة في أهلك، قال: فدعا النّجاشيّ بعمارة، فنفخ في إحليله فصار مع الوحش.
هذا إسنادٌ رواته ثقاتٌ.
4261/2- روى أبو داود في سننه منه أشهد أنّه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأنّه الّذي بشّر به عيسى بن مريم، ولولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتّى أحمل نعليه فقط من طريق عبّاد بن موسى، عن إسماعيل بن جعفرٍ، عن إسرائيل به.
4262- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو يعقوب إسحاق بن أبي إسرائيل، حدّثنا النّضر بن شميلٍ، حدّثنا ابن عونٍ، عن عمير بن إسحاق، قال: استأذن جعفرٌ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: ائذن لي أن آت أرضًا أعبد الله فيها، لا أخاف أحدًا فأذن له فأتى النّجاشيّ، قال: فحدّثني عمرو بن العاص، قال: فلّما رأيت جعفر في مكانه حسدته، قال: قلت: والله لأستقتلن لهذا وأصحابه،
قال: فأتيت النّجاشيّ فدخلت معه عليه، فقلت: إنّ بأرضك رجلاً ابن عمه بأرضنا، وأنّه يزعم أنّه ليس للنّاس إلاّ إلهٌ واحدٌ، وإنّك والله إن لم تقتله وأصحابه لا أقطع إليك هذه النّطفة أبدًا، لا أنا ولا واحد من أصحابي، قال: ادعه، قلت: إنّه لا يجيء معي فأرسل معي رسولاً، قال: فجاء فلمّا انتهى إلى الباب ناديت ائذن لعمرو بن العاص فناداه هو من خلفي ائذن لعبد الله، قال: فسمع صوته فأذن له من قبلي، قال: فدخل هو وأصحابه، قال: ثمّ أذن لي فدخلت فإذا هو جالسٌ مقعده من السّرير، فلمّا رأيته جئت حتّى قعدت بين يديه، وجعلته خلف ظهري، وأقعدت بين كلّ رجلين رجلاً من أصحابي، قال: فقال النّجاشيّ: بخرما بخرما، أي تكلّموا، فقال عمرٌو: إنّ ابن عمّ هذا بأرضنا، وأنّه يزعم أنّه ليس للنّاس إلاّ إلهٌ واحدٌ، وإنّك والله إن لم تقتله وأصحابه لا أقطع هذه النّطفة إليك أبدًا لا أنا، ولا أحد من أصحابي، قال: فتشّهد، فأنا أوّل ما سمعت التّشهدّ يومئذٍ، قال: فقال: صدق ابن عمّي وأنا على دينه، قال: فصاح وقال: أوه، حتّى قلت: إنّ الحبشة لا تكلّم، قال: أنا مؤمنٌ مثل ما يقول في عيسى بن مريم، قال: يقول: هو روح الله وكلمته، قال: فتناول شيئًا من الأرض، فقال: ما أخطأ شيئًا ممّا قال هذه، ولولا ملكي لتبعتكم، وقال لي: ما كنت أنا فلا تأتيني أنت، ولا أحدٌ من أصحابك أبدًا، وقال لجعفرٍ: اذهب فإنّك آمنٌ وقال لحاجبه متى أتاك هذا يستأذن عليّ فأذن له إلاّ أن أكون عند أهلي فإن كنت عند أهلي فأخبره فإنّ أبي، فأذن له، قال: وتفرّقنا فلم يكن أحدٌ أحبّ إليّ من أن أكون لقيته خاليًا من جعفرٍ، فاستقبلني في طريقٍ مرّةً، فلم أر أحدًا، فنظرت خلفي فلم أر أحدًا، قال: فدنوت فأخذت يده، فقلت: إنّي أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّ محمّدًا عبده ورسوله، قال: فقال: هداك الله وأثبت، وتركني وذهب، قال: فأتيت أصحابي، فكأنّما شهدوا معي فأخذوني، فألقوا عليّ قطيفةً، أو ثوبًا، فجعلوا يغمّونني، فجعلت أخرج رأسي من هذه النّاحية مرّةً، ومن هذه النّاحية مرّةً، حتّى أفلت وما عليّ قشرةٌ، قال: فلقيت حبشيّةً، فأخذت قناعها فجعلته على عورتي، فقالت: كذا وكذا، فقلت: كذا وكذا، فأتيت جعفرًا، فقال: مالك؟ فقلت: ذهب كلّ شيءٍ لي حتّى ما ترك عليّ قشرةً، وما الّذي ترى عليّ إلاّ قناع حبشيّةٍ، قال: فانطلق، وانطلقت معه حتّى أتينا إلى باب الملك، فقال: ائذن لحزب الله، قال: آذنه إنّه مع أهله، قال: استأذن، فأستأذن، فأذن له، فقال: إنّ عمر قد بايعني على ديني، قال: كلاّ، قال: بلى، قال: كلاّ، قال: بلى، قال: لإنسانٍ اذهب فإن كان فعل فلا يقول شيئًا إلاّ كتبته، فقال: نعم، فجعل يكتب ما أقول حتّى ما تركت شيئًا حتّى القدح، ولو أشاء أن آخذ من أموالهم إلى مالي فعلت.
4262/2- رواه البزّار في مسنده: حدّثنا محمّد بن المثنّى: حدّثنا معاذ بن معاذٍ: حدّثنا بن عونٍ، عن عمير بن إسحاق، قال: قال جعفر بن أبي طالبٍ: يا رسول الله: ائذن لي أن آتي أرضًا أعبد الله فيها، لا أخاف أحدًا حتّى أموت، قال: فأذن له فأتى النّجاشيّ.
4262/3- قال معاذٌ: عن ابن عونٍ، فحدّثني عمير بن إسحاق، قال: حدّثني عمرو بن العاص قال: لمّا رأيت جعفرًا وأصحابه آمنين بأرض الحبشة، قلت: لأفعلنّ بهذا وأصحابه، فأتيت النّجاشيّ، فقلت: ائذن لعمرو بن العاص، فأذن لي فدخلت فقلت: إنّ بأرضنا ابن عمّ هذا يزعم أنّه ليس للنّاس إلاّ إلهٌ واحدٌ،... فذكره بتمامه.
قال البزّار: لا نعلمه يروى عن جعفرٍ إلاّ بهذا الإسناد.
قال الحافظ أبو الفضل العسقلانيّ ومن خطّه نقلت: عمير بن إسحاق ضعيفٌ، وذكره ابن حبّان في الثّقات، لكن في هذا السّياق لما رواه الثّقات في هذه القصّة مخالفةٌ كثيرةٌ فهو شاذٌّ، أو منكرٌ.
قلت: عمير بن إسحاق مولى بني هاشمٍ، اختلف فيه كلام ابن معينٍ فقال: مرّةً لا يساوي شيئًا، وقال الدّارميّ: قلت لابن معينٍ: كيف وجدته؟ قال: ثقةً، وقال النّسائيّ: ليس به بأسٌ، وذكر السّاجي أنّ مالكًا سئل عنه، فقال: قد روى عنه رجلٌ لا أقدر أن أقول فيه شيئًا، وقال أبو حاتمٍ والنّسائيّ لا نعلم روى عنه غير ابن عونٍ، وذكره العقيليّ في الضّعفاء، لأنّه لم يرو عنه غير واحدٍ، وباقي رجال الإسناد ثقاتٌ.
هكذا وقع في مسندي البزّار وأبي يعلى الموصليّ أنّ إسلام عمرو بن العاص كان على يدي جعفر بن أبي طالبٍ، ووقع في مسند الحارث بن محمّد بن أبي أسامة أنّ إسلام عمرو بن العاص كان على يدي النّجاشيّ، وسيأتي في كتاب المناقب، في مناقب عمرو بن العاص مطوّلاً.
4- باب ما جاء في الهجرة إلى المدينة المشرفة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام
فيه حديث أنس بن مالك الطويل وسيأتي في علامات النبوة.
4263- قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيدٍ، عن سعيد بن المسيّب، قال: أقبل صهيبٌ، رضي الله عنه مهاجرًا إلى مدينة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فاتّبعه نفرٌ من قريشٍ، ونزل عن راحلته وانتثل ما في كنانته، ثمّ قال: يا معشر قريشٍ قد علمتم أنّي من أرماكم رجلاً وايم الله لا تصلّون حتّى أرمي بكلّ سهمٍ معي في كنانتي ثمّ أضرب بسيفي ما بقي في يدي منه شيءٌ، ثمّ افعلوا ما شئتم، وإن شئتم دللتكم على مالي وقينتي بمكّة وخلّيتم سبيلي، قالوا: نعم، ففعل، فلمّا قدم على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم المدينة، قال: ربح البيع أبا يحيى، ربح البيع أبا يحيى، قال: ونزلت: {ومن النّاس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوفٌ بالعباد}.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف عليّ بن زيد بن جدعان.
وله شاهدٌ من حديث سراقة بن مالكٍ وسيأتي في علامات النّبوّة.
4264- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا موسى بن حيّان، حدّثنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفيّ، حدّثنا موسى بن مطيرٍ، حدّثني أبي، عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: حدّثني أبو بكرٍ، رضي الله عنه، قال: جاء رجلٌ من المشركين حتّى استقبل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعورته، يبول: قلت: يا رسول الله أليس الرّجل يرانا، قال: لو رآنا لم يستقبلنا بعورته، يعني وهما في الغار.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف موسى بن مطيرٍ، بالراء المهملة


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الهجرة, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir