دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 جمادى الأولى 1431هـ/9-05-2010م, 08:47 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي كتاب الحج

- كتاب الحج
1- باب فرض الحج
2381- عن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، قال: لمّا فرغ إبراهيم عليه السّلام من بناء البيت، قال له: أذّن في النّاس بالحجّ، قال: وما يبلغ صوتي؟! قيل: أذّن وعليّ البلاغ، فنادى إبراهيم: يا أيّها النّاس، كتب عليكم الحجّ إلى البيت العتيق، فسمعه من بين السّماء والأرض، ألا ترى أنّ النّاس يحجّون من أقطار الأرض يلبّون.
رواه أحمد بن منيعٍ، وفي سنده: قابوس مختلفٌ فيه وباقي رجال الإسناد ثقاتٌ وسيأتي مطوّلاً في باب سنّة رمي الجمار.
2- باب تعجيل الحج إذا قدر عليه وما جاء في كنز الكعبة
2382- وعن سعيد بن سمعان مولى المشمعل: سمعت أبا هريرة، يحدّث أبا قتادة، وهو يطوف بالبيت، يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يبايع لرجلٍ بين الرّكن والمقام، وأوّل من يستحلّ هذا البيت أهله، فإذا استحلّوه، فلا تسأل عن هلكة العرب، ثمّ تجيء الحبشة، فيخرّبونه خرابًا لا يعمّر بعده، وهم الّذين يستحلّون كنزه.
رواه أبو داود الطّيالسيّ، وأبو يعلى، وعنه ابن حبّان في صحيحه، ورواه الحاكم، وقال: صحيحٌ على شرط الشّيخين....
2383- وعن أبي سعيدٍ الخدريّ، رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أشدّ حياءً من عذراء في خدرها وقال: لا تقوم السّاعة حتّى لا يحجّ النّاس.
رواه مسدّدٌ بسندٍ، على شرط البخاريّ.
2384- وعن عليٍّ بن أبي طالبٍ، رضي الله عنه، قال: حجّوا، فكأنّي أنظر إلى حبشيٍّ أصمع بيده معولٌ ينقضها حجرًا حجرًا، قلنا لعليٍّ: أبرأيك؟ قال: لا، والّذي فلق الحبّة، وبرأ النّسمة، ولكن سمعته من نبيّكم صلّى اللّه عليه وسلّم.
رواه الحارث والبيهقي في الكبرى بلفظ واحد.
وله شاهد في صحيح البخاري وغيره من حديث ابن عباس، وآخر من حديث عبد الله بن عمرو، رواه أحمد بن حنبل.
2385- وعن الحسن أنّ عمر، رضي الله عنه، همّ أن يأخذ كنز الكعبة وينفقه في سبيل اللّه، فقال له أبيّ بن كعبٍ: سبقك صاحباك، فلم يفعلا، ولو كان خيرًا لفعلاه، فتركه.
رواه إسحاق ورجاله ثقات إلاّ أنه منقطع.
3- باب في فضل النفقة في الحج وفيمن قدر على الحج فلم يحج وما جاء في الحج بعد يأجوج ومأجوج
2386- عن بريدة بن الحصيب، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: النّفقة في الحجّ، كالنّفقة في سبيل الله سبعمائة ضعف.
رواه مسدّدٌ، واللّفظ له، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو يعلى، وأحمد بن حنبلٍ، والطّبرانيّ في الأوسط، والبيهقيّ بإسنادٍ حسنٍ.
2387- وعن أبي سعيدٍ، رضي الله عنه: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: إنّ الله، عزّ وجلّ، يقول: إنّ عبدًا أصححت له جسمه، وأوسعت عليه في المعيشة تمضي عليه خمسة أعوامٍ لا يفد إليّ لمحرومٌ.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وعنه أبو يعلى، ورواه ابن حبّان في صحيحه، والحاكم، والبيهقيّ، وقال: قال عليّ بن المنذر: أخبرني بعض أصحابنا، قال: كان حسن بن حيٍّ يعجبه هذا الحديث، وبه يأخذ، ويجب على الرّجل الموسر الصّحيح أن لا يترك الحجّ خمس سنين.
وقال القرطبيّ في تفسيره وفيه تعليقًا: قال بعض النّاس: يجب الحجّ في كلّ خمسة أعوامٍ، ورووا في ذلك حديثًا أسندوه للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، والحديث باطلٌ لا يصحّ، والإجماع صادٌّ في وجوههم، قال القرطبيّ: وذكر عبد الرّزّاق، حدّثنا سفيان الثّوريّ، عن العلاء بن المسيّب، عن أبيه، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: يقول الرّبّ تبارك وتعالى: إنّ عبدًا أوسعت عليه في الرّزق لم يعد إليّ في كلّ أربعة أعوامٍ لمحرومٌ، مشهورٌ من حديث العلاء بن المسيّب بن رافعٍ الكاهليّ الكوفيّ من أولاد المحدّثين، روى عنه غير واحدٍ، منهم من قال: في خمسة أعوامٍ، ومنهم من قال: العلاء، عن يونس بن خبّابٍ، عن أبي سعيدٍ في غير ذلك من الاختلاف انتهى.
وله شاهدٌ من حديث أبي هريرة، رواه البيهقيّ في الكبرى.
2388- وعن خبّاب بن الأرتّ، رضي الله عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: يقول اللّه عزّ وجلّ: إنّ عبدًا أصححت له جسمه، وأوسعت عليه في الرّزق، تأتي عليه خمس حججٍ، لم يأت إليّ فيهنّ لمحرومٌ.
رواه أبو يعلى بسند فيه راوٍ لم يسم، والراوي عنه ضعيف.
2389- وعن أبي سعيدٍ الخدريّ، رضي الله عنه، عن أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إنّ النّاس ليحجّون ويعتمرون ويغرسون النّخلة بعد يأجوج ومأجوج.
رواه عبد بن حميد ورجاله ثقات، وهو في صحيح البخاري دون قوله: ويغرسون... إلى آخره.
4- باب فضل الحج والعمرة
2390- وعن مرداس بن عبد الرّحمن، قال: دخلت على عبد اللّه بن عمرٍو، فحدّثنا قال: ما من أحدٍ، أو رجلٍ، يهلّ إلّا قال اللّه: أبشر، فقال عمّ مرداسٍ بن شداد: يا أبا محمّدٍ، واللّه لا يبشّر اللّه إلّا بالجنّة، فقال: من أنت يا ابن أخي؟ قال: أنا مرداس الجنديّ، يا ابن أخي، وكان خيارنا يتبايعون على ذلك.
رواه مسدّد.
2390/2- والحاكم ولفظه: عن مرداسٍ عن كعبٍ قال: الوفود ثلاثةٌ الغازي في سبيل الله وافدٌ على الله، والحاجّ إلى بيت الله وافدٌ على الله، والمعتمر وافدٌ على الله ما أهلّ مهلٌّ ولا كبّر مكبّرٌ إلاّ قيل أبشر قال مرداسٌ بماذا؟ قال: بالجنّة.
2391- وعن عبد اللّه بن طاووسٍ، قال: كان أبي إذا أقبلنا إلى مكّة سار بنا من مكانه شهرًا، وإذا رجع سار بنا شهرين، فذكر ذلك له فقال: إنّه بلغني أنّ الرّجل لا يزال في سبيل الحجّ، حتّى يدخل إلى أهله.
رواه مسدّد ورجاله ثقات.
2392- وعن جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال وافد الله ثلاثة: الحاج، والمعتمر، والغازي.
رواه إسحاق والبزار بسند فيه محمد بن أبي حميد وهو ضعيف، لكن تابعه محمد بن زيد عن محمد بن المنكدر عنه، كما رواه الطبراني في الأوسط، وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه النسائي وابن ماجة، وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، وآخر من حديث أنس، وسيأتي مطولا في باب الطواف بالبيت وفضله.
5- باب ما جاء في الحج المبرور
2393- عن جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أفضل الإيمان عند الله عزّ وجلّ إيمانٌ باللّه وجهادٌ في سبيل الله، وحجٌّ مبرورٌ، قلنا: يا رسول الله، وما برّ الحجّ؟ قال: إطعام الطّعام وطيب الكلام.
رواه أبو داود الطيالسي، ومسدّد، وعبد بن حميد، وأحمد بن حنبل، والطبراني في الأوسط، وابن خزيمة في صحيحه، والحاكم وصححه، والبيهقي.
وله شاهد من حديث الشفاء، وتقدم في أول كتاب الإيمان، وآخر فيه في باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.
2394- وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: أفضل الأعمال عند الله إيمانٌ لا شكّ فيه، وغزوٌ لا غلول فيه، وحجٌّ مبرورٌ، قال أبو هريرة: حجٌّ مبرورٌ يكفّر خطايا تلك السّنة.
رواه مسدّد وابن حبان في صحيحه بلفظ واحد، وهو في الصحيحين، والتّرمذيّ، وابن ماجة لكن بغير هذا اللفظ.
والمبرور: هو الذي لم تقع فيه معصية.
2394/2- ورواه الأصبهاني وزاد: ما سبح الحاج من تسبيحة ولا هلل من تهليلة ولا كبر من تكبيرة إلاّ بشر بها تبشيرة.
6- باب في السفر يوم الخميس ووداع المنزل بركعتين وما جاء في التوديع، وما يودع به الرجل صاحبه
فيه حديث عبد الله بن يزيد وسيأتي في كتاب... وحديث ابن عباس وسيأتي في باب...
2395- وعن أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا نزل منزلًا لم يرتحل منه حتّى يودّعه بركعتين.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو يعلى والبيهقي في الكبرى بسند رجاله ثقات، ورواه البزّار.
2396- وعن بريدة بن الحصيب، رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم كان يستحبّ إذا أراد سفرًا أن يخرج يوم الخميس.
رواه أبو يعلى عن عمرو بن حصين وهو ضعيف، لكن المتن له شاهد في الصحيحين وغيرهما من حديث كعب بن مالك، وآخر من حديث صخر بن وداعة رواه أبو داود، والتّرمذيّ وحسنه.
2397- وعن رجلٍ من الأنصار، عن أبيه أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ودّع رجلًا فقال: زوّدك اللّه التّقوى، وغفر لك ذنبك، ويسّر لك الخير من حيثما كنت.
رواه مسدّد بسند فيه راوٍ لم يسم.
وله شاهد من حديث عبد الله بن يزيد، وسيأتي في الجهاد في باب تشييع الجيش.
2398- وعن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم أنّ لقمان الحكيم كان يقول: إنّ اللّه عزّ وجلّ إذا استودع شيئًا حفظه
رواه عبد بن حميد.
2398/2- والنسائي في اليوم والليلة وزاد: وإني أستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم.
2398/3- والحاكم وعنه البيهقي في الكبرى من طريق القاسم بن محمّد قال: كنت عند ابن عمر فجاءه رجلٌ فقال: أردت سفرًا فقال عبد الله: انتظر حتّى أودّعك كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يودّعنا: أستودع اللّه دينك وأمانتك وخواتيم عملك.
7- باب في الرفقاء وكراهة السفر وحده
فيه حديث أكثم بن الجون الخزاعي، وسيأتي في الجهاد في باب ماجاء في الجيوش والسرايا.
2399- عن أبي قلابة، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يرفق بين القوم، وأنّه كان في رفقةٍ من تلك الرّفاق رجلٌ يهتف به أصحابه، فقال أصحابه: يا رسول اللّه كان فلان إذا نزلنا صلّى، وإذا سافرنا قرأ، قال: فمن كان يكفيه علف بعيره؟ فقالوا: نحن: فقال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم: كلّكم خيرٌ منه أو كما قال.
رواه مسدّد مرسلاً، ورجاله ثقات.
2399/2- وأبو داود في المراسيل ولفظه: عن أبي قلابة، أنّ، ناسًا من أصحاب النبي
صلّى اللّه عليه وسلّم قدموا يثنون على صاحبٍ لهم خيرًا، قالوا: ما رأينا مثل فلانٍ قطّ، ما كان في مسيرٍ إلاّ كان في قراءةٍ، ولا كان في منزلٍ إلاّ كان في صلاةٍ، قال: فمن كان يكفيه صنعته؟... حتّى ذكر: ومن كان يعلف جمله أو دابّته؟، قالوا: نحن، قال: فكلّكم خيرٌ منه.
وله شاهد من حديث سلمان وسيأتي في الجهاد في باب شدة العدو.
2400- وعن بعض المهاجرين، قال: قالوا: يا رسول اللّه، صلّى الله عليه وسلّم، ما رأينا مثل قومٍ نزلنا بهم - يعني الأنصار - لقد أشركونا في أموالهم وكفونا المؤنة، ولقد خفنا أن يكونوا قد ذهبوا بالأجر كلّه، فقال: كلا، ما دعوتم اللّه لهم، وأثنيتم عليهم، فلم يذهبوا بالأجر كلّه.
رواه أبو يعلى الموصليّ وسيأتي في إكرام الضيف، ورواه أبو بكر بن أبي شيبة، وسيأتي في كتاب الدعاء في باب الدعاء بظهر الغيب.
2401- وعن عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما، قال: جاء رجلٌ فسلّم على النّبيّ صلى الله عليه وسلم خارجًا من مكّة فسأله النّبيّ صلى الله عليه وسلم: أصحبت من أحدٍ؟ قال: لا، قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: الواحد شيطانٌ، والاثنان شيطانان، والثّلاثة ركبٌ.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة بإسناد صحيح، والحاكم وصححه، وعنه البيهقي في الكبرى، وروى المرفوع منه مالك، وأبو داود، والتّرمذيّ وحسنه،
والنسائي بأسانيد صحيحة وابن خزيمة وبوّب عليه: باب النّهي عن سير الاثنين والدّليل على أنّ ما دون الثّلاث من المسافرين عصاةٌ، إذ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قد أعلم أنّ الواحد شيطانٌ، والاثنان شيطانان، ويشبه أن يكون معنى قوله: شيطانٌ أي عاص، كقوله: {شياطين الإنس والجنّ}، ومعناه: عصاة والإنس الجنّ.
وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه الحاكم وصححه. وآخر من حديث المغيرة بن شعبة، وسيأتي في كتاب الجهاد، وآخر من حديث ابن عباس، وسيأتي في الأدب في باب الوحدة.
2402- وعن عديّ بن حاتمٍ، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسافر المرأة فوق ثلاث ليالٍ إلاّ مع زوجٍ أو ذي محرمٍ.
رواه أبو يعلى وله شاهد من حديث أبي سعيد، وتقدم في النهي عن صومي الفطر والأضحى، وهو في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عمر وأبي سعيد وأبي هريرة.
8- باب الرّجل يؤاجر نفسه من رجلٍ يخدمه ثمّ يهلّ بالحجّ معه، أو يكري جماله ثمّ يحجّ فيجزئه حجّه، وما جاء في ترك المماكسة في الكراء
فيه حديث أويس، وسيأتي في عشرة النساء.
2403- عن عطاءٍ، قال: سأل رجل ابن عبّاسٍ قال: أؤاجر نفسي من هؤلاء القوم فأنسك معهم ألي أجرٍ قال: نعم {أولئك لهم نصيبٌ ممّا كسبوا}.
رواه مسدّد.
2403/2- والبيهقي ولفظه: جاء رجلٌ إلى ابن عبّاسٍ فقال: إنّي أكريت نفسي إلى الحجّ واشترطت عليهم أن أحجّ أفيجزئ ذلك عنّي؟ قال: أنت من الّذين قال اللّه {أولئك لهم نصيبٌ ممّا كسبوا واللّه سريع الحساب}.
2404- وعن أبي السّليل قال: قلت لابن عمر، رضي الله عنهما، إنّ لي رواحل أكريهم في الحجّ، وأسعى على عيالي، فزعم ناسٌ أنّه لا حجّ لي، لأنّها تكرى. قال: كذبوا، لك أجرٌ في حجّك، وأجرٌ في سعيك على عيالك، فلك أجران.
رواه مسدّد بسند ضعيف، لضعف عبد الله بن شبيب.
2404/2- ورواه ابن أبي شيبة بسند فيه راو لم يسم ولفظه: سألت ابن عمر: إنّا نكري في هذا الوجه، نكري الحاج، وإنّ النّاس يزعمون أن لا حجّ لنا، قال: ألستم تلبّون، وتطوفون بين الصّفا والمروة، وترمون الجمار، وتقفون الموقف؟ قالوا: بلى، قال: أنتم حجّاجٌ، قد جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن مثل ما سألتني عنه فلم يجبه حتّى نزلت هذه الآية: {ليس عليكم جناحٌ أن تبتغوا فضلاً من ربّكم} فدعاه فقرأها عليه، ثمّ قال: إنّكم حجّاجٌ.
ورواه أبو داود في سننه مختصرا.
2405- وعن جابرٍ، رضي الله عنه، أنّه كان لا يماكس في ثلاثةٍ: في الكراء إلى مكّة، وفي الرّقبة، وفي الأضحية.
رواه أبو يعلى.
9- باب كراهة دوام الوقوف على الدابة لغير حاجة وترك النزول عنها للحاجة وما يقوله إذا ركبها، وما جاء فيمن لم يسم الله عليها
2406- عن عبد الرّحمن بن أبي عميرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: على ظهر كلّ بعيرٍ شيطانٌ، فإذا ركبتموها فاذكروا اللّه، وامتهنوهنّ ؛ فإنّما يحمل اللّه، عزّ وجلّ.
رواه مسدّد، ورجاله ثقات، وعبد الرحمن بن أبي عميرة مختلف في صحبته.
2407- وعن أبي لاسٍ الخزاعيّ، رضي اللّه عنه قال: حملنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على إبلٍ من إبل الصّدقة ضعافٍ للحجّ فقلنا: يا رسول اللّه ما نرى أن تحملنا؟ هذه قال: ما من بعيرٍ إلاّ وفي ذروته شيطانٌ فاذكروا اسم اللّه عليها إذا ركبتموها كما أمركم به وامتهنوها لأنفسكم فإنّما يحمل اللّه عليها.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة واللفظ له وأبو يعلى والبخاري حدث به تعليقًا والحاكم وعنه البيهقي بسند ضعيف، لتدليس محمد بن إسحاق.
وله شاهد من حديث ابن مسعود، رواه البيهقي في الكبرى ولفظه: إذا ركب الرّجل الدّابّة فلم يذكر اسم الله ردفه الشّيطان فقال له: تغنّ فإن لم يحسن قال له تمنّ.
2408- عن يحيى بن جابرٍ: أنّ أبا الدّرداء، رضي اللّه عنه، مرّ بقومٍ قد أناخوا بعيرًا فحمّلوه غرارتين ثمّ علوه بأخرى فلم يستطع البعير أن ينهض، فألقاها أبو الدّرداء عن البعير، ثمّ أنهضه، فانتهض ثمّ قال أبو الدّرداء: لئن غفر اللّه لكم مثل ما تأتون إلى البهائم ليغفرنّ لكم عظيمًا، إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: إنّ اللّه يوصيكم بهذه العجم خيرًا أن تنزلوا بها منازلها، فإذا أصابتكم سنةٌ أن تنحوا عنها نقيها.
رواه الحارث، ورجاله ثقات، وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه مسلم في صحيحه وغيره.
قوله: نقيها - بكسر النون وسكون القاف بعدها مثناة تحت - أي: مخها. ومعناه: أسرعوا حتى تصلوا مقصدكم قبل أن يذهب مخها من ضنك السير والتعب.
2409- وعن سهل بن معاذ، عن أبيه، وكان أبوه من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه ذكر أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: اركبوا هذه الدّوابّ سالمةً وابتدعوها سالمةً ولا تتّخذوها كراسيّ.
رواه الحارث، وأبو يعلى واللفظ له، ورجاله ثقات، والحاكم وعنه البيهقي.
10- باب كيفية السير والتعريس وما يستحب من الدجلة وما جاء في ركوب الأبل والنهي عن ركوب الجلالة
2410- عن جابرٍ، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كنتم في الخصب فأمكنوا الركاب أسنّتها، ولا تعدوا المنازل، وإذا كنتم في الجدب فاستنجوا، وعليكم بالدّلجّة، فإنّ الأرض تطوى باللّيل، وإذا تغوّلت لكم الغيلان فنادوا بالأذان، ولا تصلّوا على جوادّ الطّريق، ولا تنزلوا عليها ؛ فإنّها مأوى الحيّات والسّباع، ولا تقضوا عليها الحوائج فإنّها الملاعن.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة واللفظ له، ورجاله ثقات، وأبو يعلى، ورواه أبو داود وابن ماجة والنسائي في اليوم والليلة مختصرًا.
2411- وعن أنسٍ، رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إذا أخصبت الأرض فانزلوا عن ظهركم فأعطوه حقّه من الكلأ، وإذا أجدبت الأرض فامضوا عليها بنقيها وعليكم بالدّلجة فإنّ الأرض تطوى باللّيل.
رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات، والبزار، والبيهقي في الكبرى، ورواه أبو داود في سننه مختصرًا. وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه مسلم في صحيحه وغيره.
قوله: أعطوه حقه من الكلأ أي: ارفقوا بها في السير لترعى في حال سيرها.
2412- وعن عبيد اللّه بن أبي يزيد، عن أبيه، قال: قدم عمر، رضي الله عنه، مكّة، فأخبر أنّ لمولًى لعمرو بن العاص إبلًا جلّالةً، فأرسل إليها، فأخرجها من مكّة، قال: إبلٌ نحتطب عليها، وننقل عليها الدن، فقال عمر: لا تحجّ عليها، ولا تعتمر.
رواه مسدّد، ورجاله ثقات.
2413- وعن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: نهي عن ركوب الجلّالة.
رواه مسدّد موقوفًا، وحكمه الرفع، ورجاله ثقات.
2413/2- ورواه البزّار مرفوعًا من حديث أبي هريرة ولفظه: نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن الجلاّلة وعن شرب ألبانها وأكلها وركوبها
2414- وعن أنسٍ، رضي الله عنه، قال: أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رجلًا يسوق بدنةً حافيًا، فقال: اركبها. قال: يا رسول الله، إنّها بدنة، قال: اركبها، فركبها.
رواه أبو يعلى، وأخرجته لقوله: حافيًا.
11- باب ما تحصل به البركة في الزاد وما جاء في الرجل يجد زادًا وراحلة فيحج ماشيًا يحتسب فيه زيادة الأجر
فيه حديث... وسيأتي
2415- عن جبير بن مطعمٍ، رضي الله عنه، قال: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أتحبّ يا جبير إذا خرجت سفرًا أن تكون من أمثل أصحابك هيئةً، وأكثرهم زادًا؟ فقلت: نعم، بأبي أنت وأمّي. قال: اقرأ هذه السّور الخمس: {قل يا أيّها الكافرون}، و {إذا جاء نصر اللّه والفتح}، و {قل هو اللّه أحدٌ}، و {قل أعوذ بربّ الفلق}، و {قل أعوذ بربّ النّاس}، وافتتح كلّ سورةٍ ببسم اللّه الرّحمن الرّحيم، واختم قراءتك ببسم اللّه الرّحمن الرّحيم، قال جبيرٌ: وكنت غنيًّا، كثير المال، فكنت أخرج مع من شاء الله أن أخرج معهم، في سفرٍ، فأكون من أبذّهم هيئةً، وأقلّهم زادًا، فما زلت منذ علّمنيهنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وقرأت بهنّ أكون من أحسنهم هيئةً، وأكثرهم زادًا، حتّى أرجع من سفري ذلك.
رواه أبو يعلى.
+++150
2416- وعن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، أنّه قال لبنيه: يا بني، اخرجوا طائعين من مكّة مشاةً، فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: إنّ للحاجّ الرّاكب بكلّ خطوةٍ تخطوها راحلته سبعين حسنةً، وللماشي بكلّ خطوةٍ يخطوها سبعمائة حسنةً من حسنات الحرم، قيل: يا رسول اللّه، وما حسنات الحرم؟ قال: الحسنة بمائة ألفٍ.
رواه أبو يعلى، ورجاله على شرط مسلم إلاّ أنه منقطع، ورواه ابن خزيمة في صحيحه، والحاكم وصححه، والبيهقي وقال: تفرد به عيسى بن سوادة وهو مجهول، وقال ابن خزيمة: إن صح الخبر؛ فإن في القلب من عيسى بن سوادة. قال الحافظ المنذري: قال البخاري: منكر الحديث. قلت: وكذا قال أبو حاتم، وقال ابن معين: كذاب رأيته.
2417- وروى الحاكم والبيهقي أيضًا من طريق عبد الله بن عبيد بن عمير قال: قال ابن عبّاسٍ: ما ندمت على شيءٍ فاتني في شبابي إلاّ أنّي لم أحجّ ماشيًا، ولقد حجّ الحسن بن عليٍّ خمسةً وعشرين حجّةً ماشيًا وإنّ النّجائب لتقاد معه.
2418- وروى البيهقي في الكبرى من طريق مجاهد: أنّ إبراهيم وإسماعيل عليهما الصّلاة والسّلام حجّا ماشيين.
12- باب كيفية إذا عيى، وما جاء في المركب الهنيء
2419- عن جابر بن عبد اللّه، رضي الله عنهما، أنّ قومًا، شكوا إلى رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم المشي فدعاهم فقال: عليكم بالنّسلان فنسلنا فوجدناه أخفّ علينا.
رواه إسحاق، ورجاله ثقات، والحاكم، والبيهقي.
نسلان - بفتح النون والسين المهملة - عدو الذئب، يقال: نسل ينسل نسلا ونسلانًا، وعليكم بالنسلان.
2420- وعن نافع بن عبد الحارث، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سعادة المرء المسلم: المسكن الواسع، والجار الصّالح، والمركب الهنيّ.
رواه مسدّد وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد بسند رجاله ثقات.
2421- وعن زياد بن مخراقٍ، قال: سمعت ابن قرّة أو قرّة - أبو بكرٍ يشك - يحدّث عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ثلاثٌ من نعيم الدّنيا وإن كان لا نعيم لها: مركبٌ وطيءٌ، والمرأة الصّالحة، والمنزل الواسع.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، ورجاله ثقات.
وله شاهد من حديث أبي أمامة وغيره، وسيأتي في كتاب النكاح.
13- باب التواضع في الحج
2422- عن أبي موسى، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد مرّ بالصّخرة من الرّوحاء سبعون نبيًّا، منهم نبيّ الله موسى، حفاةً عليهم العباء، يؤمّون بيت الله العتيق.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو يعلى بسند ضعيف، لضعف يزيد بن أبان الرقاشى.
2423- وعن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، قال: حجّ النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم فلمّا أتى وادي عسفان قال: يا أبا بكرٍ، أيّ وادٍ هذا؟ قال: هذا عسفان. قال: لقد مرّ بهذا الوادي نوح، وهود، وصالحٌ، وإبراهيم على بكراتٍ لهم حمرٍ خطمهم اللّيف، أزرهم العباء، وأرديتهم النّمار، يحجّون البيت العتيق.
رواه أبو يعلى، وأحمد بن حنبل، والبيهقي، كلهم من طريق زمعة بن صالح، عن سلمة بن وهرام، ولا بأس بحديثهما في المتابعات، وقد احتج بهما ابن خزيمة وغيره.
عسفان - بضم العين وسكون السين المهملتين - موضع على مرحلتين من مكة.
والبكرات: جمع بكرة - بسكون الكاف - هي الثنية، من الإبل.
والنمرات: - بكسر الميم - جمع نمرة، وهي كساء مخطط.
2424- وعن أنس بن مالكٍ، رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد مرّ بالصّخرة من الرّوحاء سبعون نبيًّا حفاةً عليهم العباءة، يؤمّون بيت الله العتيق، منهم موسى نبيّ الله، عليه السّلام.
رواه أبو يعلى الموصليّ.
2425- وعن عبد الله بن مسعودٍ، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كأنّي أنظر إلى موسى بن عمران في هذا الوادي محرمًا بين قطوانتين
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط بإسناد حسن.
14- باب ما جاء في تحويل الأمتعة على الجمال
2426- عن عائشة رضي الله عنها أنّها قالت: خرجت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في حجّة الوداع، وأخرج معه نساءه، قالت: وكان متاعي فيه خفٌّ، وكان على جملٍ ناجٍ، وكان متاع صفيّة بنت حييٍّ فيه ثقلٌ، وكان على جملٍ ثقالٍ بطيءٍ يتبطّأ بالرّكب، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: حوّلوا متاع عائشة على جمل صفيّة، وحوّلوا متاع صفيّة على جمل عائشة، حتّى يمضي الرّكب، قالت عائشة: فلمّا رأيت ذلك، قلت: يا لعباد اللّه!! غلبتنا هذه اليهوديّة على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قالت: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: يا أمّ عبد اللّه، إنّ متاعك كان فيه خفٌّ، وكان متاع صفيّة فيه ثقلٌ، فأبطأ بالرّكب، فحوّلنا متاعها على بعيرك، وحوّلنا متاعك على بعيرها، قالت: فقلت: ألست تزعم أنّك رسول اللّه؟ قالت: فتبسّم، قال: أو في شكٍّ أنت يا أمّ عبد اللّه؟ قالت: قلت: ألست تزعم أنّك رسول اللّه، فهلّا عدلت؟ وسمعني أبو بكرٍ، وكان فيه غربٌ، أي حدّةٌ، فأقبل عليّ ولطم وجهي، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: مهلًا يا أبا بكرٍ، فقال: يا رسول اللّه، أما سمعت ما قالت؟! فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ الغيرى لا تبصر أسفل الوادي من أعلاه.
رواه أبو يعلى بسند ضعيف، لتدليس ابن إسحاق.
15- باب ما يقول إذا خرج لسفر أو رجع منه وما جاء في طلب الدعاء من المفضول لمن أفضل منه
2427- عن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، قال: كان رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم، إذا أراد أن يخرج في السّفر قال: اللّهمّ أنت الصّاحب في السّفر، والخليفة في الأهل، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الضّبنة في السّفر، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من وعثاء السّفر، والكآبة في المنقلب، اللّهمّ اقبض لنا الأرض، وهوّن علينا السّفر وإذا أراد الرّجوع قال: آيبون، تائبون، عابدون، لربّنا حامدون وإذا دخل - يعني: على أهله - قال: توبًا توبًا، لربّنا أوبًا، لا يغادر علينا حوبًا.
رواه مسدّد وأبو بكر بن أبي شيبة واللفظ له، وأبو يعلى، وأحمد بن حنبل، وابن حبان في صحيحه، والطبراني في كتاب الدعاء مختصرًا، والبيهقي، وله شاهد في صحيح مسلم من حديث ابن عمر، وآخر في السنن الأربعة من حديث عبد الله بن سرجس، وآخر من حديث أبي هريرة رواه أبو داود.
الضبنة - بفتح الضاد المعجمة وسكون الباء الموحدة وفتح النون - عيال الرجل ؛ لأنهم في ضبنه، والضبن ما بين الكشح والإبط.
والكآبة - بالمد - هي تغير النفس من حزن ونحوه، والمنقلب: المرجع.
2428- وعن البراء، رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى سفرٍ، قال: اللّهمّ بلاغًا يبلّغ خيرًا، مغفرةً منك ورضوانًا، بيدك الخير، إنّك على كلّ شيءٍ قديرٌ، اللّهمّ أنت الصّاحب في السّفر، والخليفة في الأهل، اللّهمّ هوّن علينا السّفر، وأطو لنا الأرض، اللّهمّ أعوذ بك من وعثاء السّفر، وكآبة المنقلب.
رواه أبو يعلى، ورواه النسائي، والتّرمذيّ وصححه مختصرًا.
والوعثاء - بفتح الواو، وإسكان العين المهملة، وبالثاء المثلثة، والمد - هي الشدة.
2429- وعن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: جاء عمر إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: يستأذن في العمرة، فقال يا أخي ادع، ولا تنسنا من صالح الدّعاء.
رواه أبو يعلى، وله شاهد من حديث عمر بن الخطاب رواه أبو داود في سننه، ولما تقدم شواهد في كتاب الدعاء ستأتي.
16- باب في ركوب البحر للحاج ونحوه
2430- عن أبي بكرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا يركب البحر إلاّ غازي أو حاج أو معتمر.
رواه الحارث بن أبي أسامة عن الخليل بن زكريا وهو ضعيف.
2431- وعن زهير بن عبد الله، عن رجلٍ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من بات على إجّارٍ ليس عليه شيء يستره فوقع فهلك فقد برئت منه الذّمّة،، ومن ركب البحر حين يرتجّ فهلك، فقد برئت منه الذّمّة.
رواه أبو يعلى.
2431/2- وأحمد بن حنبل ولفظه: من بات فوق إجّارٍ، أو فوق بيتٍ ليس حوله شيءٌ يردّ رجله، فقد برئت منه الذّمّة، ومن ركب البحر بعدما يرتجّ، فقد برئت منه الذّمّة.
ورواه البيهقي في الكبرى، وله شاهد من حديث سمرة بن جندب وغيره وسيأتي في الأدب في باب من بات على سطح.
الإجار - بكسر الهمزة وتشديد الجيم - هو السطح، وارتجاج البحر: هيجانه.
17- باب فيمن خرج للحج أو العمرة فمات
2432- عن جابرٍ، رضي الله عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: هذا البيت دعامة الإسلام، من خرج يؤمّ هذا البيت من حاجٍّ، أو معتمرٍ، أو زائرٍ، كان مضمونًا على اللّه، عزّ وجلّ، إن قبضه أن يدخله الجنّة، وإن ردّه ردّه بغنيمةٍ، وأجرٍ.
رواه الحارث عن داود بن المحبر وهو ضعيف، ورواه الطبراني في الأوسط. الدّعامة - بكسر الدال المهملة - هي عمود البيت والخباء.
2433- وعنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: من مات في طريق مكّة لم يعرضه اللّه يوم القيامة، ولم يحاسبه.
رواه الحارث عن إسحاق بن بشر وهو ضعيف، ورواه الأصبهاني.
2434- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: من خرج من هذا الوجه بحجٍّ، أو بعمرةٍ فمات فيه، لم يعرض ولم يحاسب، وقيل له: ادخل الجنّة، قالت: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ اللّه يباهي بالطّائفين.
رواه أبو يعلى والطبراني والدارقطني والبيهقي بسند ضعيف.
2435- وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: من خرج حاجًّا فمات كتب له أجر الحاجّ إلى يوم القيامة، ومن خرج معتمرًا فمات كتب له أجر المعتمر إلى يوم القيامة، ومن خرج غازيًا في سبيلٍ فمات كتب له أجر الغازي إلى يوم القيامة.
رواه أبو يعلى بسند ضعيف، لتدليس محمد بن إسحاق.
18- باب ما جاء في الأحرام من دويرة أهلة أو من الميقات أو من مكة
2436- عن قتادة، أنّ الحسن حدّثهم، أنّ عمران بن حصينٍ، أراه قال: يعني أحرم من البصرة، فلمّا قدم على عمر وقد كان بلغه ذلك، فأغلظ له، وقال: يتحدّث النّاس أنّ رجلًا من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أحرم من مصرٍ من الأمصار.
رواه مسدّد موقوفًا بسند الصحيح، والبيهقي في الكبرى.
وله شاهد رواه الحاكم وعنه البيهقي ولفظه: أن عبد الله بن عامر بن كريز حين فتح خراسان قال: لأجعلن شكري للّه أن أخرج، من موضعي محرمًا، فأحرم من نيسابور، فلما قدم على عثمان لأمه على ما صنع وقال: ليتك تضبط من الوقت الذي يحرم منه الناس.
2437- وعن ابن عمر، رضي الله عنهما، أنّه كان إذا أحرم من مكّة لم يسع حتّى يرجع من منًى.
رواه مسدّد موقوفًا بسند الصحيح.
2438- وعن محمّد بن عبد الرّحمن بن ثوبان، عن أبي، رضي الله عنه، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أهلّ من مسجد ذي الحليفة.
رواه الحارث عن الواقدي وهو ضعيف.
وسيأتي الإحرام بعمرة من بيت المقدس في باب ما يجوز للمحرم أكله.
19- باب في الحج من عمان وألا يحرم بالحج إلا في أشهر الحج
2439- عن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: إنّي لأعلم أرضًا يقال لها: عمان، ينضح بناحيتيها البحر، للحجّة منها خير من الحجتين من غيرها.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن منيع، والحارث وأحمد بن حنبل بسند رجاله ثقات.
2440- وعن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، قال: من السّنّة ألّا يحرم بالحجّ إلّا في أشهر الحجّ.
رواه أحمد بن منيع والدارقطني والبيهقي.
2440/2- ورواه ابن خزيمة والحاكم وعنه البيهقي أيضًا بلفظ: لا يحرم بالحجّ إلاّ في أشهر الحجّ ؛ فإنّ سنّة الحجّ ألا يحرم بالحجّ إلا في أشهر الحجّ.
20- باب لا يحج عن غيره حتى يحج عن نفسه
2441- عن عطاءٍ، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول: لبّيك عن فلانٍ - فقال أصحابي: إنه قال: عن شبرمة - فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: أيها الملبي عن شبرمة، إن كنت لبيت عن نفسك فقل عن شبرمة.
رواه مسدّد مرسلا بسند ضعيف، لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
2441/2- ورواه أبو يعلى مرفوعًا من طريق محمّد بن أبي ليلى، عن عطاءٍ، عن عائشة، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم سمع رجلًا يلبّي عن شبرمة قال: وما شبرمة؟ فذكر قرابةً له، فقال: حججت عن نفسك؟ قال: لا، قال: فاحجج عن نفسك، ثمّ احجج عن شبرمة.
وله شاهد من حديث ابن عباس رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو داود، وابن ماجة، وأبو يعلى الموصليّ وعنه ابن حبان في صحيحه.
21- باب حج الصبي والمملوك والأعرابي والذرية والمرأة في عدتها
2442- عن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا أقفل فكان بالرّوحاء رأى ركبًا فسلّم عليهم وقال: من القوم؟ قالوا: المسلمون، ممن القوم؟ فقال: رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ففزعت امرأة فرفعت صبيًّا لها من محفّةٍ بيديها، وقالت: ألهذا حجٌّ يا رسول اللّه؟ قال: نعم ولك أجرٌ.
رواه الحميدي، ومحمد بن أبي عمر واللفظ له، ورجاله ثقات، ورواه مسلم وأبو داود والنسائي باختصار.
2443- وعن جابر بن عبد اللّه، رضي الله عنهما أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: لا يتم بعد الحلم، ولا عتق قبل ملكٍ،، ولا رضاعة بعد فطامٍ، ولا طلاق قبل نكاحٍ، ولا صمت يومٍ إلى اللّيل، ولا وصال في الصّيام، ولا نذر في معصية اللّه، ولا يمين في قطيعةٍ، ولا تعرّب بعد الهجرة، ولا هجرة بعد الفتح، ولا يمين للمملوك مع سيّدٍه، ولا يمين لزوجةٍ مع زوجها، ولا يمين لولدٍ مع والده، ولو أنّ صغيرًا حجّ عشر حججٍ كانت عليه حجّة الإسلام إذا عقل إن استطاع إليه سبيلًا، ولو أنّ أعرابيًّا حجّ عشر حججٍ كانت عليه حجّةٌ إذا هاجر إن استطاع إليه سبيلًا.
رواه أبو داود الطيالسي، وأبو بكر بن أبي شيبة والحارث بن أبي أسامة واللفظ له، وأبو يعلى، والبزار، والحاكم، والبيهقي وسيأتي بتمامه في باب الطلاق قبل النكاح، وله شاهد من حديث ابن عباس رواه الحاكم وعنه البيهقي في سننه.
2444- وعن عطاءٍ قال : ضمّت عائشة أمّ كلثومٍ أختها امرأة طلحة بن عبيد اللّه، فحجّت بها في عدّتها.
رواه مسدّد بسند ضعيف، لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
2445- وعن عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه قال: أحجّوا الذّرّيّة، لا تأكلوا أرزاقها، وتدعوا آثامها في أعناقها.
رواه مسدّد.
22- باب النيابة في الحج وما جاء في حج الأقلف
2446- عن طاووس: أنّ رجلاً قال للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: إنّ أبي لا يستطيع أن يحجّ إلاّ معترضًا أفأحجّ عنه؟ قال: نعم، قال: إنّ أمّي ماتت ولم توص، أفأتصدّق عنها؟ قال: نعم
رواه مسدّد مرسلا، ورجاله ثقات.
2447- وعن عبيد الله بن العبّاس، رضي الله عنهما: أنّ رجلاً النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: إنّ أبي أدركه الإسلام ولم يحجّ،، أفأحجّ عنه؟ قال: نعم.
رواه أحمد بن منيع عن علي بن عاصم بن صهيب الواسطي وهو ضعيف، وعبيد اللّه بن عباس هذا أصغر من أخيه عبد الله بسنة.
2448- وعن جابر بن عبد اللّه, رضي الله عنهما، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: يدخل الله - تعالى - بالحجّة الواحدة ثلاثة نفرٍ الجنّة: الميّت، والحاج، والمنفّذ ذلك.
رواه الحارث والبيهقي بسند ضعيف، لضعف أبي معشر، واسمه نجيح بن عبد الرحمن المدني.
2449- وعن عوفٌ، عن محمّدٍ قال: بلغني، أنّ سعد بن عبادة قال: يا رسول اللّه إنّ أمّ سعدٍ دخلت في الإسلام وهي عجوزٌ كبيرةٌ، وإنّي كنت أحجّ عنها وأتصدّق وأعتق عنها وإنّها قد ماتت، فهل ينفعها أن أفعل ذلك عنها قال: نعم.
رواه الحارث بسند ضعيف ومنقطع.
2450- وعن إبراهيم بن شعيث المدنيّ يرفعه إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: إنّ اللّه، عزّ وجلّ، يدخل بالحجّة الواحدة ثلاثة نفرٍ الجنّة: الحاجّ عن الميّت، والميّت، والمنفّذ ذلك عن الميّت.
رواه الحارث بسند ضعيف، لضعف إبراهيم بن شعيث - بالثاء المثلثة - وصحف البخاري شعيث فجعله بباء موحدة، قاله الخطيب البغدادي، انتهى.
وله شاهد من حديث أنس رواه الحاكم وعنه البيهقي في سننه ولفظه: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في رجلٍ أوصى بحجّةٍ: كتبت له أربع حججٍ حجّةٌ للّذي كتبها، وحجّةٌ للّذي أنفذها، وحجّةٌ للّذي أخذها، وحجّةٌ للّذي أمر بها.
وفي إسناده زياد بن سفيان، وهو مجهول، والإسناد ضعيف.
2451- وعن أبي برزة، رضي الله عنه، قال: سألوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن رجلٍ أقلف، أيحجّ بيت اللّه؟ فقال: رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لا حتّى يختتن.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة.
2451/2- وعنه أبو يعلى إلاّ أنه قال: لا، نهاني اللّه عن ذلك حتّى يختتن.
ورواه البيهقي في الكبرى.
23- باب العمرة في رجب وشوال وذي القعدة وما جاء في عمره صلّى الله عليه وسلّم
2452- عن البراء بن عازبٍ، رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم اعتمر في ذي القعدة.
رواه أبو داود الطيالسي.
2452/2- وأبو بكر بن أبي شيبة ولفظه: اعتمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قبل أن يحجّ، اعتمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قبل أن يحجّ، اعتمر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قبل أن يحجّ.
2452/3- وفي رواية له ولأبي يعلى الموصلى وأحمد بن حنبل: اعتمر رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم ثلاث عمرٍ.
وله شاهد من حديث أنس رواه مسلم في صحيحه وغيره، ورواه الحاكم وعنه البيهقي من حديث أبي هريرة.
2453- وعن عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما، أنّ النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم اعتمر ثلاث عمر في ذي القعدة، كلّ ذلك لا يقطع التّلبية حتّى يستلم الحجر.
رواه مسدّد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل.
ورواه البزّار من حديث جابر بن عبد الله بسند صحيح.
2454- وعن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، قال: لمّا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطّائف نزل الجعرانة فقسم بها الغنائم، ثمّ اعتمر منها وذلك لليلتين بقيتا من شوّالٍ.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وعنه أبو يعلى.
2455- وعن حفصة، رضي الله عنها، قالت: أهللنا بعمرةٍ في رمضان، فقدمنا مكّة في شوّالٍ والنّاس يومئذٍ متوافرون، فسألنا، فما سألنا أحدًا إلّا قال: هي متعةٌ.
رواه مسدّد.
2456- وعن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: اعتمر رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم أربعًًا، إحداهنّ في رجبٍ.
رواه أحمد بن منيع، ورجاله ثقات.
2457- وعن عمران، رضي الله عنه، قال: اعتمر رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم ثلاث عمرٍ.
رواه أحمد بن منيع، وفي سنده علي بن زيد بن جدعان.
2458- وعن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: سئل كم اعتمر النّبيّ صلى الله عليه وسلم؟ فقال: مرّتين. فقالت عائشة: قد علم ابن عمر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اعتمر ثلاث سوى عمرته الّتي قرنها بحجّة الوداع.
رواه أحمد بن منيع، وعبد بن حميد واللفظ له، ورجاله ثقات.
وله شاهد من حديث ابن عباس رواه الترمذي وحسنه.
24- باب فضل العمرة في رمضان وما جاء في الاعتمار من بيت المقدس
فيه حديث عبد الله بن أبي عامر، وسيأتي في باب ما يجوز للمحرم أكله من الصيد.
2459- عن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، قال: أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجّ فقالت امرأةٌ لزوجها أحججني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ما عندي ما أحجّك عليه، قالت أحجّني على جملك فلانٍ، فقال ذاك حبيسٌ في سبيل الله، فقالت أحجّني على ناضحك، فقال ذاك نعتقبه أنا وابنك، قالت فبع تمر رقك، قال ذاك قوتي وقوتك، فلمّا أن قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت زوجها إليه فقالت أقرئه السّلام ورحمة الله، وسله ما تعدل حجّةً معك يا رسول الله، فقال يا رسول الله امرأتي تقرئني عليك السّلام ورحمة الله، وإنّها كانت سألتني الحجّ معك، فقلت ما عندي ما أحجّك عليه، فقالت حجني على جملك فلانٍ، فقلت ذاك حبيسٌ في سبيل الله، قال أما إنّها لو حججتها عليه كان في سبيل الله، فقالت فاحججني على ناضحك، قال ذلك نعتقبه أنا وابنك، قالت فبع تمر رقك، قلت ذاك قوتي وقوتك، قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم من حرصها على الحجّ، وإنّها أمرتني أن أسألك ما يعدل حجّةً معك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرئها السّلام ورحمة الله وأخبرها أنّها تعدل حجّةً معي: عمرةٌ في رمضان.
رواه مسدّد بسند صحيح، ورواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي دون قوله: فبع تمر رقك، قال: ذاك قوتي وقوتك. ولم يذكروا: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم من حرصها على الحجّ.
2460- وعن الشعبي، عن ابن خنبشٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عمرةٌ في رمضان كحجّةٍ.
رواه الحميدي بسند فيه لين.
2460/2- ورواه أبو بكر بن أبي شيبة والنسائي وابن ماجة بسند صحيح من طريق الشعبي، عن وهب بن خنبشٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عمرةٌ في رمضان تعدل حجّةً.
وأصله في صحيح البخاري وغيره من حديث جابر وابن عباس.
قال الترمذي: وفي الباب عن ابن عباس وجابر، وأبي هريرة، وأنس، ووهب بن خنبش. قال: وحديث وهب بن خنبش أصح.
2461- وعن معقل بن أبي معقلٍ، رضي الله عنه: أنّ أمّه أتت النّبي صلّى الله عليه وسلّم، فقالت: يا رسول الله إنّ أبا معقلٍ كان وعدني ألا يحجّ إلاّ وأنا معه، فحجّ على راحلته ولم أطق المشي فسألته جداد نخلةٍ، فقال هو قوت عياله، وسألته بكرًا عنده فقال: هو في سبيل الله لست بمعطيكيه، فقال: يا أبا معقلٍ ما تقول أمّ معقلٍ؟ قال: صدقت، قال: فأعطها بكرك فإنّ الحجّ من سبيل الله، فأعطاها بكره، قالت: إنّي امرأةٌ قد سقمت وكبرت وأخاف أن لا أدرك الحجّ حتّى أموت، فهل شيءٌ يجزئني من الحجّ؟ فقال: نعم، عمرةٌ في رمضان تعدل حجّةً فاعتمري في رمضان.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، ورجاله ثقات، ورواه أصحاب السنن الأربعة باختصار.
2462- وعن أبي طليقٍ، أنّ امرأته، رضي الله عنهما، قالت له، وله جملٌ وناقةٌ: أعطني جملك أحجّ عليه، قال: هو حبسٌ في سبيل اللّه، قالت: إنّه في سبيل اللّه أنا أحجّ عليه، قالت: فأعطني النّاقة، وحجّ على جملك؟ قال: لا أوثر على نفسي أحدًا، قالت: فأعطني من نفقتك، قال: فقلت: ما عندي فضلٌ عمّا أخرج به، ولو كان معي لأعطيتك، قالت: فإن فعلت ما فعلت، فأقرئ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم منّي السّلام إذا لقيته، وقل له الّذي قلت لك، فلمّا لقي رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم أقرأه منها السّلام، وأخبره بالّذي قالت له، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: صدقت أمّ طليقٍ، لو أعطيتها جملك كانت في سبيل اللّه، ولو أعطيتها ناقتك كانت في سبيل اللّه، ولو أعطيتها من نفقتك أخلفها اللّه لك، فقلت: يا نبيّ اللّه، وما يعدل الحجّ؟ قال: عمرةٌ في رمضان.
رواه أبو يعلى والبزار والطبراني بسند رجاله ثقات.
2463- وعن سعيد بن جبيرٍ، عن امرأةٍ من الأنصار يقال لها: أمّ سنانٍ، أرادت الحجّ مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فلم تفعل، فلما رجع النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: ما منعك من الحج معنا؟ قالت كان لهم ناضح فحج عليها زوجها أو غزا عليه، فقال لها: اعتمري في رمضان، فإنّها لك حجّةٌ. قال سعيد: قال سعيدٌ: ولا نعلمه قال ذلك إلّا لهذه المرأة وحدها.
رواه أحمد بن منيع، وله شاهد من حديث أم معقل رواه الترمذي.
25- باب العمل الصالح وفضله في عشر ذي الحجة
2464- عن عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما، قال: حضرت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكرت عنده أيّام العشر فقال: ما من أيّامٍ أحبّ إلى الله، عزّ وجلّ، العمل فيهنّ من عشر ذي الحجّة قيل: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ فأكبره، قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلاّ رجلٌ خرج بنفسه وماله فكان فجعته فيه.
رواه أبو داود الطيالسي وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل وأبو يعلى الموصليّ بسند صحيح على شرط مسلم.
وله شاهد من حديث ابن عباس رواه البخاري وغيره: أبو داود، والتّرمذيّ، وابن ماجة.
2465- وعن عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من أيّامٍ أعظم عند الله ولا أحب إليه فيهنّ العمل من هذه الأيّام: عشر ذي الحجة - أو قال: العشر - فأكثروا فيهنّ من التّهليل والتسبيح، والتّكبير والتّحميد.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وعبد بن حميد وأبو يعلى، والبيهقي في الشعب بسند صحيح.
وله شاهد من حديث عبد الله بن مسعود رواه الطبراني بإسناد صحيح.
2466- وروى البيهقي وغيره من حديث ابن عبّاسٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من أيّامٍ أفضل عند الله ولا العمل فيهنّ أحبّ إلى الله، عزّ وجلّ، من هذه الأيّام - يعني: من العشر - فأكثروا فيهنّ التّهليل والتّكبير وذكر الله، وإنّ صيام يومٍ منها يعدل بصيام سنةٍ، والعمل فيهنّ يضاعف سبعمائة ضعفٍ.
2467- وعن جابرٍ، رضي الله عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ما من أيّامٍ أفضل عند اللّه من أيّام عشر ذي الحجّة، قال: فقال رجلٌ: يا رسول اللّه هنّ أفضل أم عدّتهنّ جهادًا في سبيل اللّه؟ قال: هنّ أفضل من عدّتهنّ جهادًا في سبيل اللّه، إلّا عفيرًا يعفر وجهه في التّراب، وما من يومٍ أفضل عند اللّه من يوم عرفة، ينزل اللّه إلى السّماء الدّنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السّماء، فيقول: انظروا إلى عبادي شعثًا غبرًا ضاحين جاءوا من كلّ فجٍّ عميقٍ، ولم يروا رحمتي ولا عذابي، فلم ير أكثر عتيقًا من النّار من يوم عرفة.
رواه أبو يعلى الموصليّ، والبزار، وابن حبان في صحيحه.
26- باب الاختيار في إفراد الحج والتمتع بالعمرة
2468- عن ابن عبّاسٍ قال: سمعت عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، يقول: لو اعتمرت، ثمّ اعتمرت، ثمّ حججت لتمتّعت.
رواه مسدّد موقوفًا بسند صحيح.
2469- وعن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: قال عمر بن الخطّاب: إن تفرّقوا بين الحجّ والعمرة تكن العمرة في غير أشهر الحجّ أتمّ لحجّ أحدكم وأتمّ لعمرته.
رواه مسدّد بسند صحيح، والبيهقي في الكبرى.
2470- وعن عائشة، رضي الله عنها، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من شاء منكم أن يهلّ بعمرةٍ فليفعل، وأفرد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجّ ولم يعتمر.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر.
2471- وعن الحسن، أنّ عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، همّ أن ينهى عن متعة الحجّ، فقام إليه أبيّ بن كعبٍ، فقال: ليس ذاك لك، قد نزل بها كتاب اللّه، واعتمرناها مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فترك عمر.
رواه إسحاق بن راهويه بسند صحيح.
2471/2- وفي رواية له: قام أبيٌّ وأبو موسى إلى عمر بن الخطّاب، فقالا: ألا تعلم النّاس أمر هذه المتعة؟ فقال: وهل بقي أحدٌ إلّا عملها، أما أنا فأفعلها.
2472- وعن مجاهدٍ قال: قال ابن الزّبير أفردوا الحجّ ودعوا قول أعماكم هذا، قال: فقال عبد الله بن عبّاسٍ: إنّ الّذي أعمى اللّه قلبه أنت ألا تسأل أمّك عن هذا فأرسل إليها فقالت صدق ابن عبّاسٍ، جئنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجّاجًا فجعلناها عمرةً، فحللنا الإحلال كلّه حتّى سقطت المجامر بين الرّجال والنّساء.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة.
2473- وعن مسلم القرّيّ، سمعت ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، يقول: أهلّ رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم، بالعمرة، وأهلّ أصحابه بالحجّ.
رواه ابن أبي شيبة.
2474- وعن جابر بن عبد الله قال: لمّا ولي عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، خطب النّاس فقال: إنّ القرآن هو القرآن، وإنّ الرّسول هو الرّسول، وإنّما كانت متعتان على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: فأنا أنهى الناس عنهما وأعاقب عليهما إحداهما متعة الحج، فافصلوا حجّكم من عمرتكم فإنّه أتمّ لحجّكم وأتمّ لعمرتكم، والأخرى: متعة النساء، فلا أقدر على رجلٍ تزوّج امرأةً إلى أجلٍ إلاّ غيّبته في الحجارة.
رواه أبو يعلى بسند صحيح، ومسلم في صحيحه باختصار.
وله شاهد من حديث ابن عباس، رواه الترمذي وحسنه ولفظه: تمتّع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكرٍ، وعمر، وعثمان، وأوّل من نهى عنها معاوية.
قال الترمذي: وقد اختار قومٌ من أهل العلم، من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وغيرهم التّمتّع بالعمرة، والتّمتّع أن يدخل الرّجل بعمرةٍ في أشهر الحجّ، ثمّ يقوم حتّى يحجّ، فهو متمتّعٌ وعليه دمٌ ما استيسر من الهدي، فإن لم يجد فصام ثلاثة أيّامٍ في الحجّ وسبعةٍ إذا رجع إلى أهله، ويستحبّ للمتمتّع إذا صام ثلاثة أيّامٍ في الحجّ، أن يصوم في العشر، ويكون آخرها يوم عرفة، فإن لم يصم في العشر صام أيّام التّشريق، في قول بعض أهل العلم من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، منهم ابن عمر، وعائشة. وبه يقول مالكٌ، والشّافعيّ، وأحمد، وإسحاق، وقال بعضهم: لا يصوم أيّام التّشريق، وهو قول أهل الكوفة وأصحاب الحديث يختارون التّمتّع بالعمرة في الحجّ. وهو قول الشّافعيّ وأحمد وإسحاق.
2475- وعن ابن مسعودٍ، رضي الله عنه، أنّه تمتّع مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم متعة الحجّ
رواه أبو يعلى بسند ضعيف، لضعف زمعة بن صالح.
27- باب القرآن
2476- عن سعدٍ مولى الحسن بن عليٍّ قال: خرجنا مع عليٍّ، رضي الله عنه، حتّى إذا كنّا بذي الحليفة قال: إنّي أريد الجمع بين العمرة والحجّ، فمن أراد ذلك منكم، فليقل كما أقول، ثمّ لبّى، قال: بعمرةٍ وحجّةٍ معًا.
رواه مسدّد موقوفًا.
2477- وعن محمّد بن سيرين، قال: قدم عمران بن حصينٍ في أصحابٍ له قد جمعوا بين الحجّ والعمرة، فقيل لعثمان بن عفّان، إنّ عمران، قدم في أصحابٍ له بالحجّ والعمرة، فأرسل إليه: أن اختر أحدهما، قال عمران: فعلنا ذلك مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ونهانا أمير المؤمنين، وقد خيّرنا، فأنا أختار الحجّ.
رواه مسدّد ورواته ثقات.
2478- وعن سالم بن عبد الله: أنّ معاوية، رضي الله عنه، جعل يقول لبعض من حضر أتعلمون أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: في كذا كذا؟ قالوا: بلى، قال أفلم يقل في شأن جمع الحجّ والعمرة - أو قال: في التّمتّع - نهى عنها، فقال الّذين يصدّقون في الحديث الأوّل واللّه ما قال هذا وما علمناه قال.
رواه مسدّد بسند رواته ثقات.
2479- وعن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: أنبأني أبو طلحة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جمع بين حجه وعمرته.
رواه أحمد بن منيع، وله شاهد من حديث ابن عمر، ورواه ابن حبان في صحيحه.
2480- وعن يزيد بن أبي حبيبٍ، عن أبي عمران، أنه قال: حججت مع مولاي، فدخلت على أمّ سلمة زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقلت: أعتمر قبل أن أحجّ؟ قالت: إن شئت فاعتمر قبل أن تحجّ، وإن شئت فبعد أن تحجّ قلت: فإنّهم يقولون: من كان صرورةٍ فلا يصلح أن يعتمر قبل أن يحجّ، قال: فسألت أمّهات المؤمنين، فقالوا مثلما قالت فرجعت إليها، فأخبرتها بقولهنّ، فقالت: نعم وأشفيك سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: أهلّوا يا آل محمّدٍ بعمرةٍ في حجٍّ، يعني: القران.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن منيعٍ، وأحمد بن حنبلٍ، والحارث بن أبي أسامة، واللّفظ له بسندٍ صحيحٍ.
2480/2- وأبو يعلى، وعنه ابن حبّان في صحيحه بلفظٍ: أنّ أبا عمران حجّ مع مواليه، قال: فأتيت أمّ سلمة أمّ المؤمنين، فقلت: يا أمّ المؤمنين، إنّي لم أحجّ قطّ، فأيّهما أبدأ بالعمرة، أو بالحجّ؟ قالت: ابدأ بأيّهما شئت قال: ثمّ إنّي أتيت صفيّة أمّ المؤمنين، فسألتها، فقالت لي مثلما قالت أمّ سلمة قال: ثمّ جئت أمّ سلمة، فأخبرتها بقول صفيّة فقالت أمّ سلمة: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: يا آل محمّدٍ، من حجّ منكم فليهل بعمرةٍ في حجّه، أو حجّته.
وأصله في صحيح البخاريّ، وغيره من حديث أنسٍ.
28- باب إتمام الحج والعمرة وفضل متابعتهما
2481- عن أبي سعيد قال: قام عمر، رضي الله عنه، حين استخلف فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد ؛ فإن الله - تعالى - قد كان يرخّص لنبيّه ما شاء، وإنّه قد انطلق برسول الله صلى الله عليه وسلم فحصّنوا فروج هذه النّساء، وأتمّوا الحجّ والعمرة للّه.
رواه مسدّد وأحمد بن منيع بسند رواته ثقات.
2482- وعن عامر بن ربيعة، رضي الله عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: تابعوا بين الحجّ والعمرة فإنّ متابعة بينهما تزيد في العمر والرّزق وينفيان الذّنوب.
رواه الحارث بن أبي أسامة واللفظ له.
2482/2- وأبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن حنبل بلفظ: تابعوا بين الحجّ والعمرة، فإنّهما ينفيان الفقر والذّنوب كما ينفي الكير خبث الحديد.
ومدار أسانيدهم على عاصم بن عبيد الله العمري، وهو ضعيف.
وله شاهد من حديث عمر بن الخطاب رواه الحميدي وابن أبي عمر، وأبو بكر بن أبي شيبة وعنه ابن ماجة، وآخر من حديث ابن مسعود رواه الترمذي، والنسائي، وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما.
2483- وعن عباد بن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: تابعوا بين الحجّ والعمرة، فوالذي نفسي بيده فإنّهما لينفيان الفقر والذّنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد.
رواه الحارث مرسلاً بسندٍ ضعيفٍ لضعف داود بن المحبّر.
2484- وعن عمرو بن دينارٍ، عن ابنٍ لعبد اللّه بن عمر أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: تابعوا بين الحجّ والعمرة فإنّ المتابعة بينهما تنفي الفقر والذّنوب كما ينفي الكير خبث الحديد.
رواه الحارث، وله شاهد من حديث عبد الله بن مسعود رواه البزّار وابن حبان في صحيحه.
29- باب في الإحرام وفضله والتلبية وما جاء في التلبية في الأماكن المقدسة
2485- عن يحيى بن سيرين، أنّه حجّ مع أنس بن مالكٍ، فحدّثنا أنّه أحرم من العقيق، قال: وكان يقول في تلبيته: لبّيك حجًّا حقًّا، تعبّدًا ورقًّا.
رواه مسدّد، ورواته ثقات.
2486- وعن عمر، رضي الله عنه، أنّه أفاض من عرفة، وكانت تلبيته: لبّيك اللّهمّ لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك إنّ الحمد والنّعمة لك، وهو على بعيرٍ يعنق، والإبل تعنق ما تدركه.
رواه مسدّد بسند ضعيف، لجهالة بعض رواته.
2487- وعن عبّاد: حدّثت، أنّ عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، لمّا دخل بيت المقدس قال: لبّيك اللّهمّ لبّيك.
رواه إسحاق بن راهويه بسند ضعيف، لتدليس ابن إسحاق.
2488- وعن طارق بن شهاب، عن عبد الله، رضي الله عنه، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: أفضل الحج العجّ والثجّ.
فالعج: العجيج، وأما الثج: فنحور الدماء.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة.
2488/2- وأبو يعلى إلاّ أنه قال: فأمّا العجّ فالتّلبية، وأمّا الثّجّ فنحر الإبل.
وله شاهد من حديث أبي بكر الصديق رواه الترمذي.
2489- وعن عاصم بن عبيد اللّه، عن فلانٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ما من رجلٍ يضع ثوبه وهو محرمٌ فتصيبه الشّمس حتّى تغرب إلّا غربت بخطاياه.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند ضعيف، لضعف عاصم بن عبيد الله العمري.
2490- وعن الأزرق بن قيس الحراني: أنه جاء رجل إلى ابن عمر وقد لبد رأسه وهو محرم فقال: ما تقول في هذا؟ قال: ومن أنت؟ قال: أنا مولاك، فقال ابن عمر: إن عمر مولاك كان يقول في أقاربه وإمارته كلها وما قاله في خلافته: من لبد رأسه وضفريه فقد وجب عليه الحلق، فقال الآخر: إنما صنعت كذا وكذا - كأنه يهون - قال ابن عمر: تيس وعنز، وعنز وتيس.
رواه الحارث بن أبي أسامة بسند الصحيح.
2491- وعن أنس، رضي الله عنه: أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم كان يلبّي: لبّيك اللّهمّ لبّيك، لا شريك لك لبّيك، إنّ الحمد والنّعمة لك والملك، لا شريك لك.
رواه أبو يعلى الموصليّ.
30- باب في صفة التلبية وتى تقطع وفيمن استحب الاقتصار عل تلبية رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
2492- عن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، قال: كانت تلبية رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: لبّيك اللّهمّ لبّيك، لا شريك لك لبّيك، إنّ الحمد والنّعمة لك والملك، لا شريك لك.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة والحارث بن أبي أسامة وأحمد بن حنبل بسند رواته ثقات.
2493- وعن أبان بن صالحٍ، عن عكرمة، قال: وقفت مع حسينٍ بن عليّ من المزدلفة، فلم أزل أسمعه يقول: لبّيك، لبّيك، حتّى انتهى إلى الجمرة، قلت له: ما هذا الإهلال، يا أبا عبد الله؟! قال: إنّي سمعت أبي عليّ بن أبي طالبٍ يهلّ حتّى انتهى إلى الجمرة، وحدّثني: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أهلّ حتّى انتهى إليها.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وعنه أبو يعلى.
2493/2- وفي روايةٍ لأبي يعلى: عن أبان بن صالحٍ، عن عكرمة، قال: دفعت مع الحسين بن عليٍّ من المزدلفة، فلم أزل أسمعه يقول: لبّيك لبّيك حتّى انتهى إلى الجمرة، فقلت له: ما هذا الإهلال، يا أبا عبد الله؟ قال: سمعت أبي عليّ بن أبي طالبٍ يهلّ حتّى انتهى إلى الجمرة، وحدّثني أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أهلّ حتّى انتهى إليها، قال: فرجعت إلى ابن عبّاسٍ، فأخبرته بقول الحسين، فقال: صدق.
2493/3- قال: وأخبرني الفضل بن عبّاسٍ، وكان رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يهلّ حتّى انتهى إلى الجمرة.
2493/4- ورواه أحمد بن حنبل بسند رواته ثقات ولفظه: عن أبان، عن عكرمة، قال: أفضت مع الحسين بن عليٍّ من المزدلفة، فلم أزل أسمعه يلبّي حتّى رمى جمرة العقبة، فسألته، فقال: أفضت مع أبي من المزدلفة فلم أزل أسمعه يلبّي حتّى رمى جمرة العقبة.
وأصله في الصحيحين من حديث عبد الله بن عباس، عن أخيه الفضل.
2494- وعن عبد الله بن مسعودٍ، رضي الله عنه قال: خرجنا مع رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم فما ترك التّلبية حتّى رمى جمرة العقبة، إلاّ أن يخلطها بتكبيرٍ أو تهليلٍ.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة.
2495- وعن عبد الله بن أبي سلمة، عن سعدٍ، أنّه سمع رجلاً، يقول: لبّيك ذا المعارج، فقال: إنّه ذو المعارج، ولكن لم نقل هكذا ونحن مع نبيّنا صلّى اللّه عليه وسلّم.
رواه مسدّد وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو يعلى وأحمد بن حنبل والحاكم وعنه البيهقي بسند رواته ثقات.
وله شاهد في السنن من حديث ابن عمر، رواه أبو داود، والتّرمذيّ وابن ماجة.
31- باب في الصرورة وفسخ الحج إلى العمرة
2496- عن منصور بن أبي سليمان، عن ابن أخي جبير بن مطعمٍ قال: قام النّبي صلّى الله عليه وسلّم على المروة وبيده مشقصٌّ، يقصّر به من شعره وهو يقول: دخلت العمرة في الحجّ إلى يوم القيامة، لا صرورة في الإسلام، قال: وتثجّ الإبل ثجًّا، وعجّوا بالتّكبير عجًّا.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن منيع بسند فيه منصور بن أبي سليمان، وهو ضعيف.
وله شاهد من حديث ابن عباس رواه أبو داود في سننه.
2497- وعن ابن عباس، رضي الله عنهما، رفعه قال: من أراد منكم الحجّ فليتعجّل، فإنّه يمرض المريض، وتضلّ الضّالّة.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة.
2498- وعن إبراهيم التّيميّ، عن أبيه، عن عثمان: أنّه سئل عن المتعة في الحجّ، فقال: كانت لنا، ليست لكم.
رواه إسحاق بن راهويه.
2499- وعن ابن عمر، رضي الله عنهما، أنّ حفصة أخبرته قالت: أمرني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن أحلّ في حجّته الّتي حجّ.
رواه الحارث بن أبي أسامة.
32- باب في غسل المحرم وثيابه وما جاء في لبس الثوب المصبوغ للمحرم
2500- عن سالم بن أبي الجعد، قال: سألت امرأةٌ ابن عمر: أغسل ثيابي وأنا محرمةٌ؟ فقال: إنّ اللّه لا يصنع بدرّتك شيئًا.
رواه مسدّد، ورجاله ثقات.
2501- وعن جابرٍ، رضي الله عنه، قال: المحرم يغتسل، ويغسل ثيابه إن شاء.
رواه مسدّد موقوفًا، ورواته ثقات.
2502- وعن ابن عباس مثله.
رواه مسدّد موقوفًا بإسناد حسن.
2503- وعن أسلم مولى عمر بن الخطّاب قال: رأى عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، على طلحة ثوبين مصبوغين وهو محرمٌ فقال: ما هذا؟! قال: يا أمير المؤمنين، ليس به بأسٌ، إنّما هو مشقٌ قال: إنّكم أيّها الرّهط أئمّةٌ، يقتدي بكم النّاس، ولعلّ الجاهل أن لو رآك أن يقول: لقد رأيت على طلحة ثوبين مصبوغين، فنلبس الثّياب المصبوغة في الإحرام، فلا أعرفنّ ما لبس أحدٌ منكم ثوبًا مصبوغًا في الإحرام.
رواه مسدّد موقوفًا بسند صحيح. وهو أصل في سد الذرائع.
2504- وعن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رخّص في الثّوب المصبوغ للمحرم ما لم يكن له نفضٌ، ولا ردعٌ.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو يعلى الموصليّ بسند فيه الحسين بن عبد الله، وهو ضعيف.
2505- وعن عمرٍو، عن أبي جعفرٍ: أن عمر، رضي الله عنه، أبصر على عبد اللّه بن جعفرٍ ثوبين مصبوغين، وهو محرمٌ فقال: ما هذا؟! فقال عليّ: ما أخال أحدًا يعلّمنا السّنّة
رواه أحمد بن منيع.
33- باب ما يجوز للمرأة المحرمة لبسه وما لا يجوز
2506- عن جابر، رضي الله عنه، قال: لا تلبس المرأة المهلّة الثّياب المطيّبة، وتلبس المعصفرة، ولا أرى الصّفرة طيبًا.
رواه مسدّد موقوفًا، ورواته ثقات.
2507- وعن إسماعيل بن أبي خالدٍ، حدّثتني أختي، أنّها رأت عائشة، رضي الله عنها، عشيّة التّروية وعليها درعٌ مورّدٌ وخمارٌ أسود وهي محرمةٌ.
2507/2- وفي رواية: عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أخته وأمّه، أنّهما دخلتا على عائشة وعليها درعٌ مورّدٌ، وخمارٌ أسود، فقلن لها: أتغطّي المحرمة وجهها؟ فرفعت خمارها هكذا من قبل صدرها إلى رأسها، وقالت: لا بأس بهذا.
رواهما مسدّد موقوفًا، وهو ضعيف من الطريقين لجهالة بعض رواته.
2508- وعن عائشة: رضي الله عنها أنّها كانت ترخّص للمحرمة في لبس القفّازين.
رواه الحارث عن الواقدي.
34- باب ما يجتنبه المحرم وما يجوز له
2509- عن يعلى بن أميّة، عن أبيه أنّ رجلاً أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وعليه جبّةٌ، وعليه أثر الخلوق، أو صفرةٍ، فقال: يا رسول الله، كيف أفعل في عمرتي؟ فأنزل على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الوحي، فستر بثوبٍ قال: وكان أميّة يحبّ أن يرى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقد نزل عليه الوحي قال: نعم فرفع طرف الثّوب، فنظر إليه وله غطيطٌ - قال همّامٌ: أحسبه قال: كغطيط البكر، قال: وسرّي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: أين السّائل عن العمرة؟ قال: أنا يا رسول الله قال: اغسل عنك أثر الخلوق، أو أثر الصّفرة، واخلع الجبّة، واصنع في عمرتك ما تصنع في حجّك.
رواه الحارث، وهو في الصّحيح من رواية يعلى بن أميّة، وقوله في هذه الرّواية: عن أبيه أمية وهمٌ من العبّاس بن الفضل شيخ الحارث.
2510- وعن علي بن أبي طالبٍ، رضي الله عنه، قال: أيّما رجلٍ تزوّج وهو محرمٌ انتزعنا منه امرأته، ولم يجز نكاحه.
رواه مسدّد والبيهقي بسند رواته ثقات.
2511- وعن سليمان بن يسارٍ، أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بعث أبا رافعٍ ورجلاً من الأنصار فزوّجاه ميمونة بالمدينة قبل أن يخرج وهو حلالٌ.
رواه مسدّد مرسلاً بسند الصحيح.
2512- وعن أبي عبد اللّه، قال: كنت مع سعيد بن جبيرٍ، فرأى رجلًا يدخل رأسه بين السّتر والبيت، فنهاه وقال: سمعت ابن عبّاسٍ، يقول: نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يدخل المحرم رأسه بين السّتر والجدار، أو السّتر والبيت.
رواه الحارث بن أبي أسامة.
35- باب رفع الأيدي عند رؤية البيت وغيره وما جاء في تقبيل الحجر الأسود والمسح عليه
فيه حديث أبي أمامة، وتقدم في الاستسقاء في باب ما يقال عند رؤية المطر.
2513- وعن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال: ترفع الأيدي في سبعة مواطنٍ: في بدء الصّلاة، وإذا رأيت البيت، وعلى الصّفا والمروة، وعشيّة عرفة، وبجمعٍ، وعند الجمرتين، وعلى الميت.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر والبيهقي بسند فيه انقطاع.
2514- وعن جعفر بن عبد الله بن عثمان القرشيّ، من أهل مكّة، قال: رأيت محمّد بن عبّاد بن جعفرٍ قبّل الحجر وسجد عليه، ثمّ قال: رأيت خالي ابن عبّاسٍ قبّله وسجد عليه وقال ابن عبّاسٍ: رأيت عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، قبّل الحجر وسجد عليه في الجاهليّة قال عمر: لو لم أر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قبّله ما قبّلته.
رواه الطّيالسيّ، ومن طريقه رواه أبو يعلى، والحاكم، والبيهقيّ.
2514/2- ورواه إسحاق بلفظ: كان عمر يقبّل الحجر، ثمّ يسجد عليه، ثمّ يقبّله، ثمّ يسجد عليه ثلاث مرّاتٍ.
2515- وعن عيسى بن طلحة، عن رجلٍ رأى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وفد عند الحجر فقال: إنّي لأعلم أنّك حجرٌ لا تضرّ ولا تنفع، ثمّ قبّله، قال: ثمّ حجّ أبو بكرٍ فوقف عند الحجر، ثمّ قال: إنّي لأعلم أنّك حجرٌ لا تضرّ ولا تنفع، ولولا أنّي رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقبّلك ما قبّلتك، ثم قبّله.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة.
2516- وعن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: رأيت عمر بن الخطاب قبّل الحجر وسجد عليه، ثم عاد فقبله وسجد عليه، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صنع.
رواه أبو يعلى بسند ضعيف، لضعف عمر بن هارون.
2517- وعن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبّل الحجر ويضع خدّه عليه.
رواه أبو يعلى الموصليّ.
36- باب في استلام الحجر وتركه وما يقال عند استلامه
فيه حديث عبد الرحمن بن عوف، وسيأتي في باب جمع الأسابيع.
2518- وعن أبي ذرٍّ، رضي الله عنه، قال: كنت بين الكعبة وأستارها، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فبدأ بالحجر فاستلمه ثمّ طاف بالبيت سبعًا وصلّى خلف المقام ركعتين.
رواه أبو داود الطيالسي بسند صحيح.
2518/2- وعنه أبو بكر بن أبي شيبة ولفظه: كنت في المسجد فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، فبدأ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالحجر فاستلمه ثمّ طاف بالبيت، ثمّ صلّى ركعتين هو وصاحبه.
2519- وعن أبي الطّفيل قال: حجّ معاوية وابن عبّاسٍ، فجعل ابن عبّاسٍ، يستلم الأركان كلّها، فقال له معاوية: إنّما استلم رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم الرّكنين اليمانيّين فقال ابن عبّاسٍ: ليس من أركانه شيءٌ مهجورٌ.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل، ورجاله ثقات.
2520- وعن ابن عمر, رضي الله عنهما، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلم الحجر، فما مررت به منذ رأيته إلاّ استلمته. قال نافعٌ: فكان ابن عمر يزاحم عليه، فإذا رأوه أوسعوا له فلقد وقعت يومًا في زحام النّاس فوضع رجلٌ مرفقه من خلفي ووقع الرّجل من أمامه ووقعت من خلفي، فما ظننت أن أنقلب حتّى يقتلوني وأبى هو إلاّ أن يتقدّم
رواه أبو يعلى.
2521- وعن أبي يعفورٍ، عن شيخه من خزاعة - وكان استخلفه الحجّاج على مكّة - أنّ عمر، رضي الله عنه، كان رجلاً شديدًا، وكان يزاحم عند الرّكن، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا عمر، لا تزاحم على الرّكن، فإنّك تؤذي الضّعيف، فإن رأيت خلوةً فاستلمه وإلاّ فاستقبله، وهلّل، وكبّر، وامض.
رواه مسدّدٌ واللّفظ له، ومحمّد بن يحيى بن أبي عمر، وأبو يعلى، وأحمد بن حنبلٍ، والحاكم، وعنه البيهقيّ.
2522- وعن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه: أنّه كان إذا مرّ بالحجر الأسود فرأى عليه زحامًا استقبله وكبّر، وقال: اللّهمّ إيمانًا بكتابك وسنّة نبيّك.
رواه أبو داود الطيالسي.
2522/2- ومسدّد ولفظه: أنّه كان إذا استلم الحجر قال: اللّهمّ إيمانًا بك، وتصديقًا بكتابك، واتّباعًا لسنّة نبيّك محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.
ورواه الطبراني في كتاب الدعاء، والبيهقي في الكبرى، ومدار الإسناد على الحارث الأعور وهو ضعيف.
37- باب فضل الحجر الأسود وما جاء في الركنين اللذين يليان الحجر
2523- عن عبد اللّه بن عمرٍو، رضي الله عنهما، رفعه: قال: لولا ما مسّه من أنجاس الجاهليّة، ما مسّه ذو عاهةٍ إلّا شفي، وما على الأرض من الجنّة شيءٌ غيره.
رواه مسدّد، ورجاله ثقات.
2523/2- ورواه الترمذي ولفظه: إنّ الرّكن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنّة، طمس اللّه نورهما، ولو لم يطمس نورهما لأضاءا ما بين المشرق والمغرب.
ولو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب.
ورواه ابن حبان في صحيحه، والبيهقي في الكبرى.
وله شاهد من حديث ابن عباس، رواه الطبراني في الكبير والأوسط بإسناد حسن.
2524- وعن محمّد بن عبّاد بن جعفر قال: سمعت ابن عبّاسٍ، يقول: إنّ الرّكن يمين اللّه في الأرض يصافح بها عباده مصافحة الرّجل أخاه.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر موقوفًا بإسناد الصحيح.
2525- وعن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، قال: لمّا أرادوا أن يرفعوا الحجر - يعني: قريشًا - اختصموا فيه فقالوا: يحكم بيننا أوّل رجلٍ يخرج من هذه السّكّة، قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أوّل من خرج عليهم، ففصل بينهم أن يجعلوه في مرطٍ، ثمّ ترفعه جميع القبائل كلّها، ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يومئذٍ رجل شاب.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة.
2526- وعن ابن عباس، رضي الله عنهما، عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم: نزل بالحجر الأسود، ملك.
رواه الحارث عن محمد بن عمر الواقدي وهو ضعيف.
2527- وعن يعلى بن أميّة، قال: طفت مع عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، فاستلم الرّكن، قال يعلى: فكنت ممّا يلي الباب، فلمّا بلغ الرّكن الغربيّ الّذي يلي الأسود، جررت يدي لأستلم فقال: ما شأنك؟ فقلت: ألا تستلم؟ فقال: ألم تطف مع رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم؟ قلت: بلى، قال: فرأيته يستلم هذين الرّكنين الغربيّين؟ فقلت: لا، قال: أفليس فيه أسوةٌ حسنةٌ؟ قال: قلت: بلى، قال: فانبذ عنك.
رواه مسدّد وأحمد بن منيع واللفظ له، وأبو يعلى وأحمد بن حنبل بسند فيه انقطاع، والبيهقي وقال: قال الشافعي: وأما العلة فيهما فنرى أن البيت لم يتمم على قواعد إبراهيم فكانا كسائر البيت.
38- باب في ذكر الكعبة وبنائها ووصفها ووضع الحجر
2528- عن خالد بن عرعرة قال: لمّا قتل عثمان، رضي اللّه عنه، ذعرت ذعرًا شديدًا، وكان سلّ السّيف فينا عظيمًا، فخرجنا إلى السّوق في بعض الحاجة، فمررت بباب دارٍ فإذا سلسلةٌ معترضة مثبتةٌ على الباب، وإذا جماعةٌ، فذهبت أدخل فمنعني رجلٌ من القوم، قال القوم: دعه، فدخلت فإذا وسادةٌ مثنيّةٌ، وإذا جماعةٌ إذ جاء رجلٌ عظيمٌ البطن أصلع في حلّةٍ له فجلس فقال: سلوني ولا تسألوني إلّا عمّا ينفع ويضرّ، فقال رجلٌ: يا أمير المؤمنين، ما الذّاريات ذروًا؟ قال: ويحك ألم أقل لك: لا تسألني إلّا عمّا ينفع ويضرّ؟! تلك الرّياح، قال: فما الحاملات وقرًا؟ قال: ويحك، ألم أقل لك: لا تسألني إلّا عمّا ينفع ويضرّ؟ هي السّحاب، قال: فما الجاريات يسرًا قال: ويحك، ألم أقل لك: لا تسألني إلّا عمّا ينفع ويضرّ؟! تلك السّفن، قال: فما المقسّمات أمرًا قال: ويحك، ألم أقل لك: لا تسألني إلّا عمّا ينفع ويضرّ؟! تلك الملائكة، قال له رجلٌ: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن هذا البيت، هو أوّل بيتٍ وضع للنّاس، قال: كانت البيوت قبله وقد كان نوحٌ عليه السّلام
يسكن البيوت، ولكنّه أوّل بيتٍ وضع للنّاس مباركًا وهدى للعالمين، قال: فأخبرني عن بنائه، قال: أوحى اللّه، تعالى إلى إبراهيم عليه الصّلاة والسّلام أن ابن لي بيتًا، قال: فضيق، إبراهيم، عليه الصّلاة والسّلام، ذرعًا، فأرسل اللّه، عزّ وجلّ، ريحًا يقال لها السّكينة ويقال لها: الخجوج لها عينان ورأسٌ، وأوحى اللّه، عزّ وجلّ، لإبراهيم، عليه الصّلاة والسّلام، أن يسير إذا سارت، ويقيل إذا قالت، فسارت حتّى انتهت إلى موضع البيت، فتطوّقت عليه مثل الجحفة وهي بإزاء البيت المعمور يدخله كلّ يومٍ سبعون ألف ملكٍ لا يعودون فيه إلى يوم القيامة، فجعل إبراهيم، وإسماعيل، عليهما السّلام، يبنيان كلّ يومٍ مساقًا فإذا اشتدّ عليهما الحرّ استظلّا في ظلّ الجبل، فلمّا بلغا موضع الحجر قال إبراهيم لإسماعيل، عليهما السّلام: ائتني بحجرٍ أضعه يكون علمًا للنّاس فاستقبل إسماعيل الوادي، وجاءه بحجرٍ فاستصغره إبراهيم ورمى به وقال: جئني بغيره، فذهب إسماعيل وهبط جبريل على إبراهيم عليهما السّلام بالحجر الأسود فجاء إسماعيل، فقال له إبراهيم، عليه السّلام: قد جاءني من لم يكلني فيه إلى حجرك قال: فبنى البيت وجعلوا يطوفون حوله ويصلّون حتّى ماتوا وانقرضوا فتهدّم البيت فبنته العمالقة، فكانوا يطوفون به حتّى ماتوا وانقرضوا، فتهدّم البيت فبنته قريشٌ، فلمّا بلغوا موضع الحجر اختلفوا في وضعه فقالوا: أوّل من يطلع من الباب، فطلع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقالوا: قد طلع الأمين، فبسط ثوبًا ووضع الحجر وسطه، وأمر بطون قريشٍ فأخذ كلّ بطنٍ منهم بناحيةٍ من الثّوب ووضعه بيده صلّى اللّه عليه وسلّم.
رواه الحارث، ورواه أبو داود الطيالسي، وإسحاق بن راهويه، والبيهقي في الكبرى.
وتقدم لفظهم في أول كتاب المساجد، ورواه البيهقي من حديث ابن عباس وابن عمر.
39- باب الصلاة في الحجر وعند باب الكعبة وما جاء في دخول الكعبة وفضلها والصلاة فيها وكسوتها
2529- عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: قلت: يا رسول الله، أؤصلّي في الكعبة؟ فقال: صلّي في الحجر فإنّه من الكعبة، أو قال: من البيت.
رواه أبو داود الطيالسي بإسناد الصحيح.
2530- وعنها أنّها قالت: ما أبالي صلّيت في الحجر أو في البيت.
رواه أبو يعلى موقوفًا.
2531- وعن ابن عبّاسٍ, رضي الله عنهما، قال: ما طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيءٍ إلاّ وهو من البيت.
رواه أبو يعلى.
2532- وعن عمرو بن دينارٍ، أنّ ابن عبّاسٍ، كان يخبر أنّ الفضل بن عبّاسٍ، أخبره: أنّه دخل البيت مع رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم، وأنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لم يصلّ في البيت، ولكنّه لمّا خرج فنزل ركع ركعتين عند باب الكعبة.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر بإسناد الصحيح.
2532/2- وفي رواية له: دخل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم البيت فدعا في نواحيه، ثمّ خرج فصلّى ركعتين.
2532/3- ورواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند رجاله ثقات بلفظ: قام في الكعبة ولم يركع ولم يسجد.
2533- وعن مجاهدٍ: {ومن دخله كان آمنًا}؟ قال: هو كقولك: ادخل وأنت آمنٌ.
رواه مسدّد.
2534- وعن جعفر بن محمّدٍ، حدّثني أبي قال: سئل عليّ بن الحسين عن الصّلاة في الكعبة، فقال: صلّيت مع أبي الحسين بن عليٍّ في الكعبة.
رواه مسدّد موقوفًا بسند صحيح، وله شاهد من حديث جابر، وسيأتي في غزوة الفتح.
2535- وعن عطاء قال: العرش على الحرم.
رواه معاذ بن المثنى من زياداته عن غير مسدّد في مسند مسدّد.
2536- عن أبي الشّعثاء، قال: خرجت حاجًّا، فدخلت البيت، فجاء عبد الله بن عمر فدخل، فلمّا كان بين السّاريتين مشى، حتّى لصق بالحائط، فصلّى أربع ركعاتٍ، قال: فجئت حتّى صليت إلى جنبه، قال: فلمّا انصرف قلت له: إنّ أناسًا يصلّون هاهنا وهاهنا، فأين صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هاهنا، أخبرني أسامة بن زيدٍ، أنّه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلّى، فقلت: كم صلّى؟ فقال: على هذا أجدني ألوم نفسي، مكثت معه عمرًا لم أسأله، فلمّا كان العام المقبل، خرجت حاجًّا، فجئت حتّى دخلت البيت، ثمّ قمت مقامه، قال: فجاء ابن الزّبير حتّى قام إلى جنبي، قال: فلم يزل يزحمني، حتّى أخرجني، قال: فصلّى أربعًا.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن حنبل ولفظهما واحد بسند الصحيح.
2537- عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن سبّ أسعد الحميريّ وقال: هو أوّل من كسا البيت.
رواه الحارث بن أبي أسامة عن محمد بن عمر الواقدي وهو ضعيف.
2538- وعن العبّاس بن عبد المطّلب، رضي الله عنه، قال: كسا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم البيت في حجّته الحبرات.
رواه الحارث عن الواقدي أيضًا.
40- باب في الطواف بالبيت وفضله
2539- عن عبيد بن عميرٍ، عن ابن عمر، رضي الله عنهما، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من طاف بالبيت سبعًا يحصيه، كتبت له بكلّ خطوةٍ حسنةٌ، ومحيت عنه سيّئةٌ، ورفعت له درجةٌ، وكان له عدل رقبةٍ.
رواه أبو داود الطيالسي ومحمد بن يحيى بن أبي عمر والبيهقي.
2539/2- وعبد بن حميد ولفظه قال: رأيت ابن عمر يزاحم على الحجر والرّكن اليماني زحامًا ما رأيت أحدًا من أصحاب محمّدٍ صلى الله عليه وسلم يفعله، فقلت له، فقال: إنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنّ مسحهما كفّارةٌ للخطايا، وسمعته يقول: من طاف أسبوعًا فأحصاه كان كعدل رقبةٍ قال: وسمعته يقول: ما يرفع الحاجّ قدمًا، ولا يضع أخرى إلاّ كتبت له حسنةٌ، وحطّ عنه خطيئةٌ ورفع له درجةٌ.
2539/3- وأبو يعلي ولفظه: قلت لابن عمر: ما لي لا أراك تستلم إلاّ هذين الرّكنين الحجر الأسود، والرّكن اليماني؟ قال: فقال ابن عمر: إن أفعل فقد سمعت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: إنّ استلامهما يحطّ الخطايا. وسمعته يقول: من طاف أسبوعًا يحصيه، وصلّى ركعتين كان كعدل رقبةٍ، وسمعته يقول: ما رفع رجلٌ قدمًا، ولا وضعها إلاّ كتبت له عشر حسناتٍ، وحطّ عنه عشر سيّئاتٍ، ورفع له عشر درجاتٍ.
ورواه أحمد بن حنبل بتمامه، وابن خزيمة في صحيحه، والحاكم وصححه، والطبراني، وابن حبان في صحيحه، ورواه الترمذي مختصرًا.
2540- وعن أنسٍ صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: كنت جالسًا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في مسجد الخيف، فأتاه رجلٌ من الأنصار، ورجلٌ من ثقيفٍ، فلمّا سلما قالا: جئناك يا رسول اللّه لنسألك قال: إن شئتما أخبرتكما بما تسألاني عنه فعلت، وإن شئتما أن أسكت فتسألاني فعلت. قالا: أخبرنا يا رسول اللّه نزداد إيمانًا - أو نزداد يقينًا، شكّ إسماعيل - فقال الأنصاريّ للثّقفيّ: سل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: بل أنت فسله، فإنّي لأعرف لك حقّك، فسله، فقال الأنصاريّ: أخبرنا يا رسول اللّه؟ قال: جئتني لتسألني عن مخرجك من بيتك تؤمّ البيت الحرام، وما لك فيه، وعن طوافك بالبيت، ومالك فيه، وعن ركعتيك بعد الطّواف، وما لك فيهما، وعن طوافك بالصّفا والمروة، وما لك فيه، وعن وقوفك بعرفة وما لك فيه، وعن رميك الجمار وما لك فيه، وعن نحرك وما لك فيه، وعن حلاقك رأسك وما لك فيه، وعن طوافك بعد ذلك وما لك فيه - يعني: الإفاضة - قال: والّذي
بعثك بالحقّ، لعن هذا جئت أسألك، قال: فإنّك إذا خرجت من بيتك تؤمّ البيت الحرام، لم تضع ناقتك خفًّا، ولم ترفعه، إلّا كتب اللّه لك به حسنةً، ومحا عنك به خطيئةً، ورفع لك بها درجةً، وأمّا ركعتيك بعد الطّواف، فإنّهما كعتق رقبةٍ من بني إسماعيل، وأمّا طوافك بالصّفا، والمروة، فكعتق سبعين رقبةً، وأمّا وقوفك عشيّة عرفة، فإنّ اللّه يهبط إلى السّماء الدّنيا، فيباهي بكم الملائكة، يقول: هؤلاء عبادي جاءوني شعثًا غبرًا من كلّ فجٍّ عميقٍ، يرجون رحمتي ومغفرتي، فلو كانت ذنوبكم عدد الرّمل، أو كزبد البحر لغفرتها، أفيضوا عبادي مغفورًا لكم، ولمن شفعتم له، وأمّا رميك الجمار، فلك بكلّ حصاةٍ رميتها تكفير كبيرةٌ من الكبائر المويقات الموجبات، وأمّا نحرك فمدخورٌ لك عند ربّك، وأمّا حلاق رأسك فبكلّ شعرةٍ حلقتها حسنةٌ، ويمحى عنك بها خطيئةٌ، قال: يا رسول اللّه، فإن كانت الذّنوب أقلّ من ذلك؟ قال: إذًا يدّخر لك في حسناتك، وأمّا طوافك بالبيت بعد ذلك، فإنّك تطوف ولا ذنب لك، يأتي ملكٌ، حتّى يضع يده بين كتفيك، ثمّ يقول: اعمل لما يستقبل، فقد غفر لك ما مضى قال الثّقفيّ: أخبرني يا رسول اللّه، قال: جئت تسألني عن الصّلاة، قال: إذا غسلت وجهك انتثرت الذّنوب من أشفار عينيك، وإذا غسلت يديك انتثرت الذّنوب من أظفار يديك، وإذا مسحت برأسك انتثرت الذّنوب عن رأسك، وإذا غسلت رجليك انتثرت الذّنوب من أظفار قدميك، ثمّ إذا قمت إلى الصّلاة فاقرأ من القرآن ما تيسّر، ثمّ إذا ركعت فأمكن يديك من ركبتيك: وافرق بين أصابعك حتّى تطمئنّ راكعًا، ثمّ إذا سجدت فمكن وجهك من السّجود حتّى تطمئنّ ساجدًا، وصلّ من أوّل اللّيل وآخره، قال: أرأيت إن صلّيت الليل كلّه؟ قال: فإنّك إذًا أنت
رواه مسدّد والبزار والأصبهاني بسند ضعيف، لضعف إسماعيل بن رافع.
وله شاهد من حديث ابن عمر رواه الطبراني في الكبير، والبزار، وابن حيان في صحيحه، ورواه الطبراني في الأوسط من حديث عبادة بن الصامت.
2541- وعن عروة أن عبد الله بن الزبير، رضي الله عنه، أهل هلال ذي الحجة، ثم طاف وسعى، ثم خرج.
رواه مسدّد موقوفًا بسند صحيح.
2542- وعن عبد اللّه بن عمرٍو، رضي الله عنهما، عن نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: من طاف بالبيت سبعًا، وصلّى خلف المقام ركعتين، فهو كفكّ رقبةٍ.
رواه أبو يعلى والأصبهاني موقوفًا بسند فيه راو لم يسم، ورواه الترمذي من حديث ابن عباس.
41- باب ما يقال في الطواف
2543- عن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: بينما أنا أطوف مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذ وقف وتبسّم، فقلت: يا رسول اللّه، رأيتك وقفت وتبسّمت! فقال: لقيني عيسى يطوف معه ملكان، فسلّم عليّ، فسلّمت عليه.
رواه إسحاق بن راهويه بسند فيه راوٍ لم يسم.
2544- وعن حبيب بن صهبان قال: رأيت عمر بن الخطاب، رضي اللّه عنه، يطوف بالبيت وهو يقول بين الباب والركن - أو بين المقام والباب - {ربّنا آتنا في الدّنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النّار}.
رواه مسدّد، ورجاله ثقات، والبيهقي في الكبرى، وقال: قال الشّافعيّ: أحبّ كلّما حاذى به - يعني بالحجر الأسود - أن يكبّر وأن يقول في رمله: اللّهمّ اجعله حجًّا مبرورًا، وذنبًا مغفورًا، وسعيًا مشكورًا. ويقول في الأطواف الأربعة: اللّهمّ اغفر وارحم واعف عمّا تعلم، وأنت الأعزّ الأكرم اللّهمّ آتنا في الدّنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً، وقنا عذاب النّار.
42- باب ما جاء في جمع الأسابيع وركعتي الطواف وما يقرأ فيهما وجواز فعلهما في غير المسجد
فيه حديث أنس وتقدم في باب الطواف.
2545- وعن محمّد بن السّائب بن بركة، عن أمّه، أنّ عائشة، رضي اللّه عنها، كانت تطوف ثلاثة أسابيع تقرن بينهنّ، ثمّ تصلّي لكلّ أسبوعٍ ركعتين.
رواه مسدّد، وفي سنده راوٍ لم يسم.
2546- وعن يعقوب بن زيدٍ، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يقرأ في ركعتي الطّواف بـ {{قل يا أيّها الكافرون} و{قل هو اللّه أحدٌ}.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر معضلا، وفي سنده موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف. لكن المتن له شاهد من حديث جابر بن عبد الله، رواه الترمذي وصححه.
2547- وعن عبد الرّحمن بن عبدٍ القاريّ قال: طفت مع عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، بعد صلاة الفجر، فركب، ولم يسبّح حتّى أتى طوى فركع ركعتين.
رواه الحارث، والبيهقي، ورجاله ثقات.
2548- وعن عبد الرحمن بن عوف، رضي الله عنه، قال: قال لي رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: كيف صنعت في استلام الحجر؟ قال: قلت: استلمت وتركت قال: أصبت.
رواه الحارث ورجاله ثقات.
2549- وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: طاف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قبل النّحر، ثمّ صلّى ستّ ركعاتٍ يلتفت في كلّ ركعتين يمينًا وشمالًا، فظننّا أنّ لكلّ أسبوعٍ ركعتين، ولم يسلّم.
رواه أبو يعلى الموصليّ بسند ضعيف، لضعف عبد السلام بن أبي الجنوب.
2549/2- ومن طريقه رواه البيهقي في الكبرى ولفظه: طاف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالبيت ثلاثة أسابيع جميعًا ثمّ أتى المقام فصلّى خلفه ستّ ركعاتٍ يسلّم في كلّ ركعتين يمينًا وشمالا قال أبو هريرة: أراد أن يعلّمنا
43- باب في المرأة تكبر وتعقد ولا تستلم الحجر وما جاء في طوافها منتقبة وفيمن رأى امرأة في الطواف فأعجبته
2550- عن منبوذ، عن أمه، قالت: كنت عند عائشة، رضي الله عنها، إذ أتتها مولاةٌ لها، فقالت: إني استلمت الحجر ثلاث مرّاتٍ بسبعٍ طفته، فقالت: لا أجر لك - مرّتين أو ثلاثًا - هلّا كبّرت وعقدت، ومررت، أردت أن تدافعي الرّجال!.
رواه مسدّد.
2551- وعن صفيّة بنت شيبة، أنّ عائشة، رضي الله عنها، كانت تطوف بالبيت منتقبةً، قال: وكان عطاءٌ يكرهه، حتّى حدّثته هذا الحديث، فكان بعد ذلك يفتي به.
رواه مسدّد.
2552- وعن سعد بن أبي وقّاصٍ، رضي الله عنه، قال: بينا أنا أطوف بالبيت إذ رأيت امرأةً فأعجبتني، وكان يقال: لا يضرّك حسن امرأةٍ لا تعرفها.
رواه أحمد بن منيع.
44- باب الطواف في المطر على الراحلة وفي الخفاف والنعال
2553- عن داود بن عجلان، قال: طفنا مع أبي عقالٍ في مطرٍ، فلمّا قضينا طوافنا، آوينا نحو المقام، فوقف بنا دون المقام، فقال: ألا أحدّثكم حديثًا تسرّون به؟ قلنا: بلى قال: طفت مع أنس بن مالكٍ، والحسن بن أبي الحسن في يومٍ مطيرٍ، فلمّا قضينا طوافنا صلّينا خلف المقام ركعتين فقال لنا: استأنفوا العمل، قد غفر لكم ما مضى هكذا قال لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وطفنا معه في يومٍ مطيرٍ.
رواه محمّد بن يحيى بن أبي عمر، وأبو يعلى، ولفظهما متقاربٌ، وابن ماجة مختصرًا، وابن الجوزيّ في الموضوعات، كلّهم من طريق داود بن عجلان، عن أبي عقالٍ.
2554- وعن ابن عمر، رضي الله عنهما قال: طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته يوم فتح مكّة، يستلم الأركان بمحجنٍ كان معه.
رواه أبو يعلى، وفي سنده موسى بن عبيدة.
2555- وعن قدامة بن عبد الله، رضي الله عنه، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت على ناقةٍ فيستلم الحجر بمحجنه.
رواه أبو يعلى وعبد اللّه بن أحمد بن حنبل في زوائده على المسند بسند رجاله ثقات.
وله شاهد من حديث ابن عباس، رواه أصحاب السنن: أبو داود، والتّرمذيّ، والنسائي.
2556- وعن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، قال: رأيت عبد الرّحمن بن عوفٍ، رضي الله عنه، يطوف بالبيت، وهو يحدو، وعليه خفّان، فقال له عمر، رضي الله عنه: ما أدري أيّهما أعجب حداؤك حول البيت، أو طوافك في خفّيك قال: قد فعلت هذا على عهد من هو خيرٌ منك، رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فلم يعب ذلك عليّ.
رواه أبو يعلى الموصليّ بسندٍ ضعيفٍ لضعف عاصم بن عبيد الله.
2557- وعن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، رضي الله عنه، قال: كنت مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في الطّواف، فانقطع شسعه، فقلت: يا رسول اللّه، ناولني أصلحه، قال: هذه الأثرة، ولا أحبّ الأثرة.
رواه أبو داود الطيالسي، وفي سنده عاصم بن عبيد الله أيضًا.
2557/2- وكذا رواه أبو يعلى ولفظه: أنّ النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم كان يطوف بالبيت، فانقطع شسعه، فأخرج رجلٌ شسعًا من نعله، فذهب يشدّه في نعل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فانتزعها، وقال: هذه أثرةٌ، ولا أحبّ الأثرة.
45- باب في الرمل وفيما ينزل على البيت من الرحمة للطائفين وغيرهم
2558- عن ابن عبّاسٍ، عن عمر، رضي اللّه عنه، أنّه طاف فأراد ألا يرمل قال: إنّما رمل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليغيظ المشركين ثمّ قال: أمرٌ فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينه عنه فرمل.
رواه أبو داود الطيالسي، عن زمعة، عن سلمة بن وهرام، وهو سند ضعيف.
2558/2- ورواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند رجاله ثقات ولفظه: عن ابن عبّاسٍ قال: رمل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حجه وعمره، وأبو بكر وعمر وعثمان والخلفاء بعده.
2559- وعن أبي الطفيل، رضي الله عنه: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم رمل من الحجر إلى الحجر.
رواه أبو يعلى وأحمد بن حنبل بإسناد حسن، وله شاهد من حديث ابن عمر، رواه أبو داود وابن ماجة وأصله في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو.
2560- وعن زيد بن خالدٍ الجهنيّ، رضي الله عنه، قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم انتهى إلى الصّفا فبدأ به نهارًا فوقف عليه ثمّ نزل فمشى حتّى انتهى إلى بطن الوادي فرمل، ورمل النّاس معه حتّى جاوزوا الوادي ثمّ مشى.
رواه الحارث عن الواقدي، وهو ضعيف.
2561- وعن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ينزّل اللّه، عزّ وجلّ، كلّ يومٍ مائة رحمةٍ: ستّون منها للطّائفين، وعشرون منها لأهل مكّة، وعشرون منها لسائر النّاس.
رواه الحارث بن أبي أسامة.
2561/2- ورواه البيهقي ولفظه: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ينزّل اللّه كلّ يومٍ على حجاج بيته الحرام عشرين ومائة رحمةٍ، ستّين للطّائفين، وأربعين للمصلّين، وعشرين للنّاظرين.
رواه البيهقي، وحسن الحافظ المنذري إسناده.
46- باب وجوب الطواف بين الصفا والمروة وأن غيره لا يجزىء عنه
فيه حديث أنس، وتقدم في باب الطواف، وحديث ابن عمر، وسيأتي في باب الوقوف بعرفة.
2562- وعن صفيّة بنت شيبة، عن امرأةٍ منهم، أنّها رأت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم من خوخةٍ لها، وهو يسعى في بطن المسيل، وهو يقول: لا يقطع الوادي - أو قال: الأبطح إلاّ شدًّا.
رواه مسدّد.
2562/2- وابن أبي عمر ولفظه: عن امرأةٍ من بني نوفلٍ، أنّها اطّلعت من خوخةٍ لها، فرأت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بين الصّفا، والمروة، وهو يقول: إنّ اللّه كتب عليكم السّعي، فاسعوا، قالت: فسمعته يقول وهو يسعى: ربّ اغفر وارحم، إنّك أنت الأعزّ الأكرم.
2562/3- وفي رواية له: رسول الله رأيت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم يسعى بين الصّفا، والمروة، ورأيته إذا أتى على بطن الوادي يسعى حتّى تبدو ركبتاه، صلّى الله عليه وسلّم.
2562/4- ورواه أبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن حنبل بلفظ: عن عطاءٍ، عن حبيبة بنت أبي تجراةٍ، قالت: نظرت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وهو يطوف بين الصّفا والمروة في نسوةٍ من قريشٍ وإنّه ليسعى في آخر النّاس وهو يقول: اسعوا فإنّ اللّه كتب عليكم السّعي، فنظرت إليه وهو يسعى ومئزره يدور من شدّة السّعي.
2562/5- وفي رواية لأحمد بن حنبل، والحاكم وعنه البيهقي، عن صفيّة بنت شيبة، عن حبيبة بنت أبي تجراة قالت: رأيت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم يطوف بين الصّفا والمروة، والنّاس بين يديه وهو وراءهم، وهو يسعى حتّى أرى ركبتيه من شدّة السّعي يدور إزاره، وهو يقول: اسعوا فإنّ اللّه كتب عليكم السّعي. لفظ أحمد بن حنبل.
2563- وعن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، قال: يا أهل مكّة، إنّمًا طوافكم بين الصّفا والمروة إذا رجعتم من منًى. وكان عطاء يقول لمن يقدم: يطوف ويسعى، ثم يخرج.
رواه مسدّد، ورجاله ثقات.
2564- وعن ابن أمّ مكتومٍ، رضي الله عنه: أنّه طاف مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بين الصّفا والمروة فانحدر، وسعى ابن أمّ مكتومٍ ثمّ وقف حتّى أدركه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال:
حبّذا مكّة من وادي... بها أهلي وعوّادي
بها أمشي بلا هادي... بها ترسخ أوتادي
فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: حبّذا هي.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر بسند ضعيف، لضعف طلحة بن عمرو.
2565- وعن سعيد بن جبيرٍ قال: رأيت ابن عمر, رضي الله عنهما، يمشي بين الصّفا والمروة ثمّ قال: إن مشيت فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي، وإن سعيت فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسعى.
رواه عبد بن حميد، ورجاله ثقات.
2566- وعن زيد بن حارثة، رضي الله عنه، قال: قال: خرجت مع رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم، يومًا حارًّا من أيّام مكّة وهو مردفي إلى نصبٍ من الأنصاب، وقد ذبحنا له شاةً فأنضجناها، قال: فلقيه زيد بن عمرو بن نفيلٍ، فحيّا كلّ واحدٍ منّا صاحبه بتحيّة الجاهليّة، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: يا زيد، مالي أرى قومك قد شنفوا لك! قال: واللّه يا محمّد إنّ ذلك لغير نائلةٍ لي منهم، ولكن خرجت أبتغي هذا الدّين فخرجت حتّى أقدم على أحبار فدك فوجدتهم يعبدون اللّه ويشركون به، قال: فقلت: ما هذا بالدّين الّذي أبتغي، فخرجت أقدم على أحبار الشّام، فوجدتهم يعبدون اللّه ويشركون به، فقلت: ما هذا
بالدّين الّذي أبتغي، فقال شيخٌ منهم: إنّك لتسأل عن دينٍ ما نعلم أنّ أحدًا يعبد اللّه به إلّا شيخًا بالحرة، قال: فخرجت حتّى أقدم عليه، فلمّا رآني قال: ممّن أنت؟ قلت: أنا من أهل بيت اللّه من أهل الشّوك والقرظ، فقال: إنّ الدّين الّذي تطلب قد ظهر ببلادك، قد بعث نبيٌّ، قد طلع نجمه، وجميع من رأيتهم في ضلالٍ، فلم أحسّ بشيءٍ بعده يا محمّد، قال: وقدّم إليه السّفرة، فقال: ما هذا يا محمّد؟ قال: شاةٌ ذبحناها لنصبٍ من الأنصاب، قال: فقال: ما كنت لآكل ممّا لم يذكر اسم اللّه عليه، قال: وتفرّقنا، قال زيد بن حارثة: فأتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم البيت فطاف به، وأنا معه، وبالصّفا والمروة، قال: وكان بالصّفا والمروة صنمان من نحاسٍ أحدهما يقال له: إساف والآخر يقال له: نائلة، وكان المشركون إذا طافوا تمسّحوا بهما، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: لا تمسّحهما، فإنّهما رجسٌ فقلت في نفسي: لأمسحنّهما حتّى أنظر ما يقول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فمسّحتهما فقال: يا زيد، ألم تنه؟، قال: ومات زيد بن عمرٍو، وأنزل على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم لزيدٍ: إنّه يبعث أمّةً وحده.
رواه أبو يعلى الموصليّ وأحمد بن حنبل مختصرًا والنسائي في الكبرى بسند رجاله ثقات.
47- باب الرواح إلى منى والصلاة فيها، ثم عرفة والإياب منها وما يقال في ليلة عرفة
2567- عن عبد الله بن عمرٍو، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتى جبريل إبراهيم، رضي الله عنه، فراح به إلى منًى، فصلّى به الصّلوات جميعًا، ثمّ صلّى به الفجر، ثمّ غدا به إلى عرفة، فنزل به حيث ينزل النّاس، ثمّ صلّى به الصّلاتين جميعًا، ثمّ أتى به الموقف، حتّى إذا كان كأعجل ما يصلّي أحد من الناس المغرب أفاض، ثمّ أتى به جمعًا فصلّى به الصّلاتين جميعًا، ثمّ بات حتّى إذا كان كأعجل ما يصلّي أحدٌ من النّاس الفجر صلّى به الفجر، ثمّ وقف به حتّى إذا كان كأبطأ ما يصلّي أحدٌ من النّاس، أفاض به إلى منًى، فرمى الجمرة، ثمّ ذبح وحلق، ثمّ أفاض به، ثمّ أوحى اللّه، تعالى، بعد إلى نبيّ الله صلى الله عليه وسلم: {أن اتّبع ملّة إبراهيم حنيفًا}.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة.
2567/2- ومحمد بن يحيى بن أبي عمر ولفظه: أفاض جبريل بالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، حتّى أتى مزدلفة فنزل بها وبات، ثمّ صلّى الصّبح كأعجل ما يصلّي أحدٌ من المسلمين، ثمّ وقف به كأبطأ ما يصلّي أحدٌ من المسلمين، ثمّ دفع إلى منًى، فرمى وذبح، ثمّ أوحى اللّه إلى محمّدٍ {ثمّ أوحينا إليك أن اتّبع ملّة إبراهيم حنيفًا وما كان من المشركين}.
2567/3- ورواه أحمد بن منيعٍ، وأبو يعلى من طريق ابن أبي مليكة: أنّ رجلاً من قريشٍ، قال لعبد الله بن عمرٍو: إنّي مضعفٌ من الأهل والحمولة، وإنّما حمولتنا هذه الحمر الدّبّابة ألا أفيض من جمعٍ بليلٍ؟ قال: أمّا إبراهيم، فإنّه بات بمنًى، حتّى إذا أصبح وطلع حاجب الشّمس سار إلى عرفة، حتّى ينزل منزلاً منها، ثمّ راح، ثمّ وقف موقفه منها حتّى إذا غابت الشّمس أفاض، حتّى إذا أتى جمعًا نزل منزله منه حتّى بات به، حتّى إذا كان صلاة الصّبح المعجّلة وقف، حتّى إذا كان الصّبح المسفر أفاض فتلك ملّة إبراهيم عليه السّلام وقد أمر نبيّكم صلّى الله عليه وسلّم أن يتّبعه.
ومدار أسانيدهم على: محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى وهو ضعيفٌ.
2568- وعن أنس بن سيرين قال: كنت مع ابن عمر، رضي الله عنهما، بعرفاتٍ، فلمّا أفضنا أفضت معه حتّى إذا أتى المضيق بين المأزمين أناخ فذهب لحاجته، فأنخنا ونحن نرى أنه يريد الصلاة، فقال غلامه: إنه ليس يريد الصلاة إنما ذهب لحاجته. ولكنه ذكر أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لما مرّ بهذا المكان قضى حاجته، فمن أراد منكم أن يقضي حاجته فليفعل، فلما جاء جعلت أصب علية الماء فتوضأ، ثم ركب حتى أتى جمعًا فعرض راحلته فصلى إليها، فصلى المغرب ثلاثًا، ثم أتبعها بركعتين فجعلنا ننتظره العشاء فقمنا فصلينا ثم نمنا، فلما طلع الفجر أتى الموقف وصلى الفجر بغلس، ثم وقف ووقفنا معه حتى أفاض.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند رجاله ثقات، وأحمد بن منيع، وأحمد بن حنبل.
وتقدم في العلم في باب اتباع الكتاب والسنة.
2569- وعن نافعٍ: أنّ ابن الزّبير أسفر بالدّفعة، فقال ابن عمر: طلوع الشّمس، ينتظرون! صنيع أهل الجاهليّة، فدفع ابن عمر، ودفع النّاس بدفعه، ودفع ابن الزّبير.
رواه مسدّد موقوفًا، ورجاله ثقات، وله حكم المرفوع.
2570- وعن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، قال: لمّا أفاض الرسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم، من عرفاتٍ، أوضع النّاس، فأمر رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم، مناديًا فنادى: ليس البرّ بإيضاع الخيل ولا الرّكاب، قال: فما رأيت رافعة يدها عاديةً حتّى أتى جمعًا.
رواه أحمد بن منيع.
2571- وعن عبد الله بن مسعودٍ، رضي الله عنه، عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم قال: من قال ليلة عرفة هذه العشر كلماتٍ ألف مرّةٍ، لم يسأل اللّه شيئًا إلّا أعطاه، إلّا قطيعة رحمٍ أو مأثم: سبحان الّذي في السّماء عرشه، سبحان الّذي في الأرض موطئه، سبحان الّذي في البحر سبيله، سبحان الّذي في النّار سلطانه، سبحان الّذي في الجنّة رحمته، سبحان الّذي في القبور قضاؤه، سبحان الّذي في الهواء نعمته، سبحان الّذي رفع السّماء، سبحان الّذي وضع الأرض، سبحان الّذي لا منجا منه إلّا إليه.
رواه أبو يعلى والطبراني في كتاب الدعاء بسند ضعيف، لضعف عزرة بن قيس.
48- باب في النزول بوادي نمرة والوقوف بعرفة ومزدلفة وما يفعله من فاته الحج
فيه حديث أنس، وتقدم في باب الطواف.
2572- وعن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، قال: الحجّ عرفة، والعمرة الطّواف.
رواه مسدّد موقوفًا بسند رجاله ثقات.
2573- وعن ابن عمر، رضي الله عنهما، أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم كان ينزل وادى نمرة، فلمّا قتل الحجّاج ابن الزّبير أرسل إلى ابن عمر أىّ ساعةٍ كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يروح فى هذا اليوم؟ فقال: إذا كان ذلك رحنا فأرسل الحجّاج رجلاً فقال: إذا راح فأعلمني، فأراد ابن عمر أن يروح، قالوا: لم تزغ الشّمس، فجلس ثمّ أراد أن يروح، فقالوا: لم تزغ الشّمس فجلس فلمّا أن قد زالت الشّمس راح.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، ورجاله ثقات.
2574- وعن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما: أنّه كان لا يرى بأسًا أن ينزل بالأبطح، ويقول: إنّما أقام به رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم على عائشة.
رواه الحارث بسند فيه الحجاج بن أرطاة.
2575- وعن ابن ربيعة القرشيّ، عن أبيه، رضي الله عنه، قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم واقفًا في الجاهليّة بعرفاتٍ مع المشركين، ورأيته واقفًا في الإسلام في ذلك الموقف، فعرفت أنّ اللّه وفّقه لذلك.
رواه إسحاق بن راهويه.
2576- وعن جبير بن مطعمٍ، رضي الله عنه، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: كلّ عرفة موقفٌ وكلّ جمعٍ موقفٌ وكلّ منًى منحرٌ.
رواه الحارث عن الواقدي، وهو ضعيف.
2576/2- ورواه أحمد بن حنبل من وجه آخر ولفظه: كلّ عرفاتٍ موقفٌ، وارفعوا عن بطن عرنة، وكلّ مزدلفة موقفٌ، وارفعوا عن محسّرٍ، وكلّ فجاج منًى منحرٌ، وكلّ أيّام التّشريق ذبحٌ.
وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب، رواه الترمذي، وآخر من حديث ابن عباس رواه البزّار.
2577- وعن عبد العزيز بن خالد قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: عرفة يومٌ يعرف النّاس.
رواه الحارث بن أبي أسامة.
2578- وعن حبيب بن خماشة الجهنيّ، رضي الله عنه، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول بعرفة: عرفة كلّها موقفٌ إلّا بطن عرنة، والمزدلفة كلّها موقفٌ، إلّا بطن محسّرٍ.
رواه الحارث عن الواقدي، وهو ضعيف.
2579- وعن رافع أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين رمى جمرة العقبة انصرف إلى المنحر فقال: هذا المنحر، وكلّ منًى منحرٌ.
رواه أبو يعلى.
2579/2- وفي رواية له: غدا رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم حتى أصبح بجمع حتى وقف على قزح بالمزدلفة ثم قال: هذا الموقف، وكلّ المزدلفة موقفٌ، وارفعوا عن بطن محسّرٍ، ثمّ دفع حين أسفر.
2580- وعن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: من أدرك عرفة فقد أدرك الحجّ، ومن فاته عرفة فقد فاته الحجّ.
رواه مسدّد موقوفًا بسند صحيح.
2580/2- والبيهقي في الكبرى ولفظه: من أدرك ليلة النّحر من الحاجّ، فوقف بجبال عرفة قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك الحجّ، ومن لم يدرك عرفة قبل أن يطلع الفجر فقد فاته الحجّ، فليأت البيت، فليطف به سبعًا ويطوف بين الصّفا والمروة سبعًا، ثمّ ليحلق أو ليقصّر إن شاء، وإن كان معه هديٌ فلينحره قبل أن يحلق، فإذا فرغ من طوافه وسعيه فليحلق أو ليقصّر، ثمّ ليرجع إلى أهله، فإن أدركه الحجّ من قابل فليحجّ إن استطاع وليهد في حجه، فإن لم يجد هديًا فليصم عنه ثلاثة أيّامٍ في الحجّ، وسبعةً إذا رجع إلى أهله.
49- باب في الدعاء ومغفرة الله تعالى لعباده يوم عرفة
2581- عن عليٍّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أكثر دعائي ودعاء الأنبياء قبلي بعرفة: لا إله إلّا اللّه، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ، اللّهمّ اجعل في سمعي نورًا، وفي بصري نورًا، وفي قلبي نورًا، اللّهمّ اشرح لي صدري، ويسّر لي أمري، وأعوذ بك من وسواس الصّدور، وشتات الأمور، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من شرّ ما يلج في اللّيل، ومن شرّ ما يلج في النّهار، ومن شرّ ما تهبّ به الرّياح، وشرّ بوائق الدّهر.
رواه إسحاق بن راهويه والبيهقي بسند ضعيف، لضعف موسى بن عبيدة، ورواه الطبراني في كتاب الدعاء من غير هذا الوجه.
2582- وعن أبي سعيدٍ الخدريّ، رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم وقف بعرفاتٍ وقال هكذا، ورفع يديه نحو ثندوتيه.
2582/2- وفي رواية: وقف بعرفة فجعل يدعو هكذا، وجعل ظهر كفّيه ممّا يلي صدره.
رواه أحمد بن منيع ومدار الطريقين على بشر بن حرب، وهو ضعيف.
2583- وعن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، قال: لقد رئي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عشيّة عرفة رافعًا يديه، ليرى ما تحت إبطيه.
رواه أحمد بن منيع.
2584- وعن شعيب بن أبي حمزة يرفعه إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أمر بلالًا غداة جمعٍ ينادي في النّاس أن أنصتوا، أو اصمتوا، ففعل، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ اللّه قد تطاول عليكم في جمعكم، فوهب مسيئكم لمحسنكم، ووهب لمحسنكم ما سأل، ادفعوا بسم اللّه.
رواه مسدّد معضلا.
2585- وعن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، قال: إنّ اللّه، عزّ وجلّ، يباهي بأهل عرفة الملائكة.
رواه مسدّد موقوفًا.
2586- وعن أنس بن مالك، رضي الله عنه، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: إنّ اللّه - تعالى - تطوّل على أهل عرفاتٍ يباهي بهم الملائكة يقول: يا ملائكتي، انظروا إلى عبادي شعثًا، غبرًا أقبلوا يضربون إليّ من كلّ فجٍّ عميقٍ، فأشهدكم أنّي قد أجبت دعاءهم، وشفعت رغبتهم، ووهبت مسيئهم لمحسنهم، وأعطيت محسنهم جميع ما سألوني غير التّبعات الّتي بينهم، فلمّا أفاض القوم إلى جمعٍ ووقفوا وعادوا في الرّغبة والطّلب إلى الله فيقول: يا ملائكتي، عبادي وقفوا فعادوا إلى الرّغبة والطّلب، فأشهدكم أنّي قد أجبت دعاءهم، ووهبت مسيئهم لمحسنهم، وأعطيت محسنهم جميع ما سألوني، وكفلت عنهم التّبعات الّتي بينهم.
رواه أحمد بن منيع، وأبو يعلى واللفظ له، ومدار إسناديهما على يزيد الرقاشى، وهو ضعيف.
وله شاهد من حديث العباس بن مرداس، رواه الطيالسي، وأحمد بن حنبل، وابن ماجة، والبيهقي، وآخر من حديث جابر بن عبد الله، وتقدم في باب العمل الصالح في عشر ذي الحجة.
2587- وعن عبد اللّه بن عمر، رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: لا يبقى أحدٌ يوم عرفة في قلبه مثقال ذرّةٍ من إيمانٍ إلّا غفر اللّه له. قال: فقال رجلٌ: ألأهل معرّف يا رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم أم للنّاس عامّةً؟ قال: بل للنّاس عامّةً.
رواه عبد بن حميد.
2588- وعن طالب بن سلمى بن عاصم بن الحكم، حدّثني بعض أهلنا أنّه سمع جدّي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ: ألا إنّ اللّه نظر إلى هذا الجمع فقبل من محسنهم، وشفّع محسنهم في مسيئهم، فتجاوز عنهم جميعًا.
رواه أبو يعلى بسند ضعيف، لجهالة بعض رواته.
50- باب ما جاء في صوم يوم عرفة بعرفة وصون الأعضاء فيه
2589- عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، قال: نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن صوم يوم عرفة، بعرفة.
رواه أبو داود الطيالسي والحاكم بإسناد حسن.
2589/2- ورواه الحاكم أيضًا من طريق عكرمة، قال: كنّا عند أبي هريرة، رضي الله عنه، فحدّثنا عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه نهى عن صوم عرفة بعرفة.
وعن الحاكم روى البيهقي الطريقين معًا.
وقال: والمحفوظ عن عكرمة، عن أبي هريرة.
2590- وعن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، أفطر بعرفة.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو يعلى بسند رجاله ثقات.
ولما تقدم شواهد في كتاب الصوم.
2591- وعنه قال: كان الفضل بن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة، فجعل الفتى يلاحظ النّساء وينظر إليهنّ، وجعل رسول الله يصرف وجهه بيده من خلفه مرارًا، وجعل الفتى يلاحظ إليهنّ، فقال له النّبيّ صلى الله عليه وسلم: يا ابن أخي، إنّ هذا يومٌ من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له.
رواه أبو داود الطيالسي وابن خزيمة والطبراني والبيهقي، وأبو يعلى وأحمد بن حنبل بإسناد صحيح.
51- باب الدفع من عرفات والإيضاع في وادي محسر وأخذ الحصى منه
2592- عن عمر بن ذر: سمعت مجاهدًا يقول: أردف النبي صلّى الله عليه وسلّم يوم عرفة أسامة، فقال الناس: هذا صاحبنا، يخبرنا ما صنع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: فكف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زمام راحلته حتى أصاب رأسها وسط الرحل أو كاد يصيبه، يسير سيًرا هينًا، لا يزيد على السير الهين، ويشير بيده إلى الناس: السكينة يا أيها الناس السكينة، حتى دفع إلى جمع، ثم
أردف الفضل فقال الناس: هذا صاحبنا يخبرنا ما صنع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فصنع ما صنع بالأمس لا يزيد على هذا السير العنق حتى دفع إلى وادي محسر، فلما دفع النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى وادي محسر دفع معه حتى استوت به الأرض حتى خرج من الوادي.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر، عن رجل لم يسم، ورواه الحاكم مطولا، وعنه البيهقي في الكبرى.
وله شاهد من حديث ابن عباس رواه أحمد بن حنبل في مسنده.
2593- وعن جابرٍ، رضي الله عنه، قال: لمّا بلغنا وادي محسّرٍ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: خذوا حصى الجمار من وادي محسّرٍ.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند ضعيف، لجهالة بعض رواته.
2594- وعن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، قال: كان أهل الجاهليّة يقفون بعرفاتٍ، حتّى إذا كانت الشّمس على رءوس الجبال، كأنّها العمائم على رءوس الرّجال أفاضوا، ثمّ وقفوا بالمزدلفة، حتّى إذا كانت الشّمس على رءوس الرّجال دفعوا، فلمّا جاء الإسلام، أخّر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الدّفعة من عرفاتٍ حتّى غابت الشّمس، وعجّل الدّفعة من جمعٍ، فدفع منها حين أسفر كلّ شيءٍ في الوقت الآخر، وصلّى فيه بغلسٍ.
رواه أبو يعلى بسند ضعيف، لضعف زمعة بن صالح، وأخرجه أحمد مختصرًا عن أبي داود عن زمعة.
52- باب ما جاء في مسجد الخيف والنزول بمنى ورمي الجمار وصفته وقدر الحصى ورمي الرعاء ليلاً.
فيه حديث أنس، وتقدم في الطواف.
2595- عن عبد الملك بن أبي بكرٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إذا قدمنا إن شاء اللّه نزلنا الخيف. والخيف مسجد منًى.
رواه مسدّد معضلا، ورجاله ثقات.
2596- وعن محمّد بن إبراهيم، عن رجلٍ من قومه يقال له معاذٌ أو ابن معاذٍ، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزل النّاس بمنًى منازلهم، فأنزل المهاجرين والأنصار شعبهم، قال: وعلّم النّاس مناسكهم، قال: وفتح اللّه أسماعنا، فإنّا لنسمع ونحن في رحالنا، فكان فيما علّمنا أن قال: إذا رميتم الجمرة فارموها بمثل حصى الخذف.
رواه الحميدي.
2597- وعن حرملة بن عمرٍو، رضي الله عنه، قال: حججت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حجّة الوداع وأنا غلام مردفي عمّي، فرأيت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم واضعًا إحدى أصبعيه على الأخرى، فقلت لعمّي: ماذا يقول رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم؟ قال: يقول: ارموا الجمرة بمثل حصى الخذف.
رواه مسدّد.
2597/2- وأحمد بن حنبل بسند رجاله ثقات، ولفظه: حججت حجّة الوداع مردفي عمّي سنان. قال: فلمّا وقفنا بعرفاتٍ رأيت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم... فذكره.
2598- وعن محمّد بن يوسف مولى عمرو بن عثمان أنّه سمع عبد الله بن عثمان يخبر، أنّه سمع أبا حيّة يفتي النّاس، أنّه لا بأس بما رمى به الرّجل في الجمار من الحصى - يعني: من عدده - فقال عبد اللّه بن عمرو بن عثمان، فذكر ذلك لعبد اللّه بن عمر، فقال: صدق أبو حيّة، وكان أبو حيّة بدريًّا.
رواه مسدّد، ورجاله ثقات.
2599- وعن سلمان بن ربيعة، قال: نظرنا إلى عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، يوم النّفر الأوّل، فخرج علينا تقطر لحيته ماءً، في يده حصياتٍ وفي حزته حصياتٍ، ماشيًا يكبّر في طريقه، حتّى أتى الجمرة الأولى، فرماها، حتّى انقطع من فضض الحصى حيث لا يناله حصى من رمى، ثمّ دعى ساعةً، ثمّ مضى إلى الجمرة الوسطى، ثمّ الأخرى.
رواه مسدّد.
2600- وعن سليمان بن عمرٍو بن الأحوص، عن أمّه أمّ جندبٍ، رضي الله عنها، قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي جمرة العقبة من بطن الوادي يوم النّحر وهو على دابّته، ثمّ انصرف فتبعته امرأةٌ من خثعم، ومعها صبيٌّ لها به بلاءٌ، فقالت: يا رسول الله، إنّ هذا ابني وبقيّة أهلي، وإنّه به بلاءً لا يتكلّم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ائتوني بشيءٍ من ماءٍ، فأتي بماءٍ فغسل يديه ومضمض فاه، ثمّ أعطاها، فقال: اسقيه منه وصبّي عليه منه واستشفي اللّه له، قال: فلقيت المرأة، فقلت: لو وهبت لي منه، فقالت: إنّما هو لهذا المبتلى، قالت: فلقيت المرأة من الحول فسألتها عن الغلام، فقالت: برأ وعقل عقلاً ليس كعقول النّاس.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة وعنه عبد بن حميد بإسناد حسن.
2600/2- ورواه أحمد بن منيع، ولفظه: قالت رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عند جمرة العقبة راكبًا ووراءه من يستره من رمي النّاس فقال: يا أيّها النّاس لا يقتل بعضكم بعضًا ومن رمى منكم الجمار فليرمه بمثل حصى الخذف، ورأيت بين أصبعه حجرًا، فرمى ورمى النّاس ثمّ انصرف فجاءت امرأةٌ معها ابنٌ لها به مسٌّ فقالت يا نبيّ اللّه ابني فأمرها فدخلت بعض الأخبية فجاءت بتورٍ من حجارةٍ فيه ماءٌ فأخذه في يده فمجّ فيه ودعا فيه وغسّل فيه يده ثمّ أمرها فقال اسقيه قالت: فتبعتها فقلت لها: هبي لي من هذا الماء فقالت: خذي منه فأخذت منه فسقيت ابني فعاش فكان من برّه ما شاء اللّه أن يكون.
2600/3- ورواه أبو يعلى ولفظه: قالت: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم واقفًا عند الجمرة في بطن الوادي يقول: أيها الناس، لا يقتل بعضكم بعضًا، واذا رميتم الجمار فارموا بمثل حصى الخذف. قالت: ثم رمى عندها ثم انطلق.
2601- وعن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رخّص للرّعاء، أن يرموا الجمار ليلًا.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة.
2601/2- والبيهقي بلفظ: الرّاعي يرمي باللّيل ويرعى بالنّهار.
ورواه الحاكم وعنه البيهقي من حديث ابن عمر.
53- باب في قبول حصى الجمار، وما جاء في سبب الرمي
2602- عن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، قال: حصى الجمار ما يقبل منه رفع، وما ردّ ترك، ولولا ذلك كان أطول من ثبير.
رواه مسدّد موقوفًا واللفظ له.
2602/2- والطبراني في الأوسط، والحاكم وصححه، ولفظه: عن أبي سعيد الخدري قال: قلنا: يا رسول الله، هذه الجمار التي نرمي كل سنة فنحسب أنها تنقص. قال: ما تقبل منها رفع، ولولا ذلك لرأيتموها مثل الجبال.
وفي إسناديهما يزيد بن سنان مختلف في توثيقه.
ورواه البيهقي في سننه من حديث ابن عباس، وابن عمر.
2603- وعن أبي الطّفيل، قال: قلت لابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما: يزعم قومك أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف على بعيرٍ بالبيت، وأنّ ذلك سنّةٌ قال: صدقوا وكذبوا قلت: ما صدقوا وكذبوا؟، قال: صدقوا ؛ طاف على بعيرٍ وليس بسنّةٍ ؛ إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يصرف النّاس عنه ولا يدفع، فطاف على بعيرٍ كي يسمعوا كلامه، ولا تناله أيديهم قلت: يزعمون أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رمل بالبيت، وأنّ ذلك سنّةٌ فقال: صدقوا وكذبوا قلت: ما صدقوا وكذبوا؟، قال: صدقوا ؛ قد رمل وكذبوا ؛ ليست
بسنّةٍ ؛ إنّ قريشًا قالت: دعوا محمّدًا وأصحابه حتّى يموتوا موت النّغف فلمّا صالحوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يجيئوا من العام المقبل فيقيموا بمكّة ثلاثة، فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، والمشركون من قبل قعيقعان قال لأصحابه: ارملوا وليس بسنّةٍ قلت: يزعم قومك أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سعى بين الصّفا والمروة، وأنّ ذلك سنّةٌ قال: صدقوا ؛ إنّ إبراهيم، عليه الصلاة والسلام لمّا أري المناسك عرض له شّيطانٌ عند المسعى، فسابقه، فسبقه إبراهيم، عليه السلام، ثمّ انطلق به جبريل عليه السّلام حتّى أتى به منًى، فقال: مناخ النّاس هذا، ثمّ انتهى إلى جمرة العقبة، فعرض له شيطانٌ فرماه بسبع حصياتٍ حتّى ذهب به إلى جمرة الوسطى، فعرض له الشّيطان، فرماه بسبع حصياتٍ حتّى ذهب، ثمّ أتى جمرة القصوى، فعرض له الشّيطان فرماه بسبع حصياتٍ حتّى ذهب، ثمّ أتى به جمعًا فقال: هذا المشعر الحرام، ثمّ أتى به عرفة فقال: هذه عرفة، قال ابن عبّاسٍ: أتدري لم سمّيت عرفة؟، قال: لا قال: لأنّ جبريل، عليه السلام، قال له: أعرفت؟ قال ابن عبّاسٍ: أتدري كيف كانت التّلبية؟ قلت: وكيف كانت التّلبية قال: إنّ إبراهيم، عليه السلام، لمّا أمر أن يؤذّن في النّاس بالحجّ أمرت الجبال فخفضت رءوسها ورفعت له القرى، فأذّن في النّاس بالحجّ.
رواه أبو داود الطيالسي واللفظ له بسند رجاله ثقات، والحميدي، وأحمد بن منيع.
ورواه مسلم، وأبو داود مختصرًا، وأحمد بن حنبل مطولاً.
وسيأتي في آخر علامات النبوة، في باب ذكر إبراهيم وإسماعيل.
54- باب في الحلق والتقصير والإحلال والصلاة بمنى
فيه حديث أنس، وتقدم في باب الطواف، وحديث ابن عمر، وتقدم في باب الوقوف بعرفة.
2604- وعن مالك بن ربيعة، رضي الله عنه، أنّه سمع رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم يقول ذات يوم: اللّهمّ اغفر للمحلّقين، اللّهمّ اغفر للمحلّقين، قال: يقول رجلٌ من القوم: والمقصّرين، فقال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم في الثّالثة، أو الرّابعة: وللمقصّرين، وأنا يومئذٍ محلوق رأسي، لا يسرّني أن لي بحلق رأسي حمر النّعم أو خطرًا عظيمًا.
رواه مسدّد، وأبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن حنبل بسند واحد، ورجاله ثقات.
2605- وعن وهب بن عبد الله بن قاربٍ، أو ماربٍ، عن أبيه، عن جدّه، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حجّة الوداع، يقول: يرحم الله المحلّقين وأشار بيده هكذا، ومدّ الحميديّ يمينه، قالوا: يا رسول الله، والمقصّرين؟ قال: يرحم الله المحلّقين قالوا: يا رسول الله، والمقصّرين؟ قال: يرحم الله المحلّقين قالوا: يا رسول الله، والمقصّرين؟ وأشار الحميديّ بيده، ولم يمدّ مثل الأولى.
قال سفيان: وجدت في كتابٍي، عن إبراهيم بن ميسرة، عن وهب بن عبد الله بن ماربٍ وحفظي: قاربٍ والنّاس تقول: قاربٌ كما حفظت فأنا أقول قاربٌ، أو ماربٌ.
رواه الحميديّ، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبلٍ ثلاثتهم، عن سفيان بن عيينة به.
2606- وعن حبشي بن جنادة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللّهمّ اغفر للمحلّقين، قالوا: يا رسول الله والمقصّرين؟ قال: اللّهمّ اغفر للمحلّقين، قالوا: يا رسول الله، والمقصّرين؟ قال: اللّهمّ اغفر للمقصّرين.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل.
قال البخاري: إسناد حديث حبشي فيه نظر.
2607- وعن عطاءٍ ؛ أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: إذا رمى الجمرة وذبح وحلق، فقد حلّ له كلّ شيءٍ إلاّ النّساء.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة مرسلا، وعنه أبو يعلى.
2608- وعن عائشة، رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: إذا رميتم وحلقتم، فقد حلّ لكم الطّيب وكلّ شيءٍ إلاّ النّساء.
رواه الحارث بسند ضعيف، لضعف الحجاج بن أرطاة.
2609- وعن أمّ عمارة نسيبة بنت كعبٍ، رضي الله عنها، قالت: أنا أنظر إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وهو ينحر بدنه قيامًا، وسمعته يقول وقد حلق رأسه، ثمّ دخل قبّةً له حمراء، فرأيته أخرج رأسه من قبّته وهو يقول: يرحم اللّه المحلّقين، ثلاثًا، ثمّ قال: وللمقصّرين.
رواه الحارث عن الواقدي وهو ضعيف.
2610- وعن أبي سعيدٍ الخدريّ، رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حلق يوم الحديبية وأصحابه إلاّ أبا قتادة وعثمان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يرحم اللّه المحلّقين، قالوا: والمقصّرين يا رسول الله؟ قال: يرحم اللّه المحلّقين، قالوا: والمقصّرين يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والمقصّرين في الثّالثة.
رواه أبو يعلى وأحمد بن حنبل، وله شاهد في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عمر.
2611- وعن حفصة، رضي الله عنها، قالت: أمرني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن أحلّ في حجّته الّتي حجّ.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند الصحيح.
2612- وعن معقل بن يسارٍ، رضي الله عنه، قال: حججت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فوجد عائشة تنزع ثيابها، فقال: ما لك؟ قالت: أنبئت أنّك أحللت وأحللت أهلك قال: أجل من ليس معه بدنةٌ، فأمّا نحن، فلم نحلّ، وإنّ معنا بدنًا، حتّى نبلغ عرفاتٍ إلى الحج.
رواه أبو يعلى.
2613- وعن عروة أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صلى بمنى ركعتين، وأن أبا بكر صلى بمنى ركعتين، وأن عمر صلى بمنى ركعتين، وأن عثمان صلى شطر إمارته ركعتين.
رواه مسدّد مرسلا، ورجاله ثقات.
2613/2- وأبو يعلى من طريق داود بن أبي عاصمٍ، قال: قلت لعبد الله بن عمر وهو بمنًى: لم تقصر هاهنا؟ قال: صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين، وأبو بكرٍ ركعتين وعمر ركعتين، وصلاّها عثمان ستّ سنين ركعتين، ثمّ جعلوها أربعًا، فكنّا إذا صلّيناها معهم صلّينا أربعًا، وإذا صلّينا على حدةٍ صلّينا ركعتين.
قال الترمذي: وروي عن ابن مسعود أنه قال: صليت مع النبي صلّى الله عليه وسلّم بمنى ركعتين، ومع أبي بكر ركعتين، ومع عمر ركعتين، ومع عثمان ركعتين صدرًا من إمارته. قال: وقد اختلف أهل العلم في تقصير الصلاة بمنى لأهل مكة، فقال بعض أهل العلم: ليس لأهل مكة أن يقصروا بمنى إلاّ من كان بمنى مسافرًا. وهو قول ابن جريج وسفيان الثوري ويحيى القطان والشافعي وأحمد وإسحاق. وقال بعضهم: لا بأس لأهل مكة أن يقصروا الصلاة بمنى. وهو قول الأوزاعي ومالك وابن عيينة وعبد الرحمن بن مهدي.
55- باب خطبة النبي صلّى الله عليه وسلّم بمنى
2614- عن أبي نضرة، عمن شهد خطبة النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم في أوسط أيّام التّشريق، قال: قال رسول صلّى اللّه عليه وسلّم: أيّها النّاس، ألا إنّ ربّكم واحدٌ، ألا وإنّ أباكم واحدٌ، ألا لا فضل لعربيٍّ على عجميٍّ، ولا لعجميٍّ على عربيٍّ، ولا أسود على أحمر، ولا أحمر على أسود، إلاّ بالتّقوى ألا هل بلّغت؟ قالوا: بلّغ رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: ليبلّغ الشّاهد الغائب، ثمّ قال: أيّ يومٍ هذا؟ قالوا: يومٌ حرامٌ، ثمّ قال: أيّ شهرٍ هذا؟ قالوا: شهرٌ حرامٌ، قال: أيّ بلدٍ هذا؟ قالوا بلدٌ حرامٌ، قال: فإنّ اللّه قد حرّم بينكم دماءكم وأموالكم - قال: فلا أدري قال: وأعراضكم، أم لا - كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، أبلّغت؟ قالوا: بلّغ رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: ليبلّغ الشّاهد الغائب.
رواه مسدّد، ورجاله ثقات، وأحمد بن حنبل، والحارث، وتقدم لفظه في باب سماع الحديث.
2615- وعن مرّة قال: حدّثني رجلٌ، من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: قام فينا النّبي صلّى الله عليه وسلّم على ناقةٍ حمراء مخضرمةٍ، فقال: أتدرون أيّ يومٍ يومكم هذا؟ قال: قلنا: يوم النّحر، قال: صدّقتم، يوم الحجّ الأكبر، قال: أتدرون أيّ شهرٍ شهركم هذا؟ قال: قلنا: ذو الحجّة، قال: صدّقتم، قال: فإنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرامٌ كحرمة يومكم هذا، وشهركم هذا، وبلدكم هذا، ألا وإنّي فرطكم على الحوض، وإنّي مكاثرٌ بكم الأمم، فلا تسوّدوا وجهي، ألا وقد رأيتموني وسمعتم منّي، وستسألون عنّي فمن كذب عليّ فليتبوّأ مقعده من النّار، ألا وإنّي مستنقذٌ رجالاً - أو أناسًا - ومستنقذٌ منّي آخرون، فأقول: يا ربّ أصحابي فيقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك.
رواه مسدّد ورجاله ثقات، ورواه النسائي في الكبرى، وابن ماجة مختصرًا من طريق مرة، عن عبد الله بن مسعود به.
2616- وعن أبي غادية - رجلٌ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم - قال: خطبنا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يوم العقبة فقال: يأيّها النّاس، ألا إنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرامٌ إلى أن تلقوا اللّه، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا هل بلّغت ألا بلّغت؟ قال: قلنا: نعم، قال: اللّهمّ اشهد، ألا لا ترجعوا بعدي كفّارًا يضرب بعضكم رقاب بعضٍ.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند رواته ثقات.
2617- وعن ابن عمر، رضي الله عنهما قال: إنّ هذه السّورة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوسط أيّام التّشريق بمنًى وهو في حجّة الوداع {إذا جاء نصر الله والفتح} حتّى ختمها فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه الوداع، فأمر براحلته القصواء فرحلت له فركب فوقف للنّاس بالعقبة فاجتمع إليه النّاس فحمد اللّه، وأثنى عليه بما هو له أهل، فقال: يا أيّها النّاس إنّ كلّ دمٍ كان في الجاهليّة فهو هدرٌ وأوّل دم أضعه دم إياس بن ربيعة بن الحارث، كان مسترضعًا في بني ليثٍ فقتلته هذيلٌ، وإنّ أوّل ربًا كان في الجاهليّة ربا العبّاس بن عبد المطّلب فهو أول ربا أضع لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون، ولا تظلمون، أيّها النّاس، إنّ الزّمان قد استدار فهو اليوم كهيئة يوم خلق اللّه السّماوات والأرض، وإنّ عدّة الشّهور عند الله اثنا عشر شهرًا، منها أربعةٌ حرمٌ رجب مضر بين جمادى وشعبان، وذو القعدة، وذو الحجّة، والمحرّم، وإنّ النّسيء زيادةٌ في الكفر يضلّ به الّذين كفروا، يحلّونه عامًا ويحرّمونه عامًا ليواطئوا عدّة ما حرّم اللّه وذلك أنّهم كانوا يجعلون صفر عامًا حلالاً وعامًا حرامًا، ويجعلون المحرّم عامًا حرامًا وعامًا حلالاً، وذلك النّسيء من الشّيطان، أيّها النّاس إنّ الشّيطان قد يئس أن يعبد في بلدكم هذا آخر الزّمان وقد رضي منكم بمحقّرات الأعمال فاحذروه في دينكم، أيّها النّاس، من كانت عنده وديعةٌ فليؤدّها إلى من ائتمنه عليها، أيّها النّاس، إنّ النّساء عندكم عوانٌ، أخذتموهنّ بأمانة الله، واستحللتم فروجهنّ بكلمة الله، ولكم عليهنّ حقٌّ، ولهنّ عليكم حقٌّ، ومن حقّكم ألا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يعصينكم في معروفٍ، فإذا فعلن فلهنّ رزقهنّ وكسوتهنّ بالمعروف وإذا ضربتم فاضربوا ضربًا غير مبرّحٍ، أيّها النّاس قد تركت فيكم ما إذا اعتصمتم به لن تضلّوا كتاب الله، أيّها النّاس، أيّ يومٍ هذا؟ قالوا يومٌ حرامٌ. قال: أيّ شهرٍ هذا؟ قالوا: شهرٌ حرامٌ. قال: أيّ بلدٍ هذا؟ قالوا: بلدٌ حرامٌ. قال: فإنّ اللّه قد حرّم دماءكم وأموالكم وأعراضكم كحرمة هذا اليوم في هذا الشّهر ألا لا نبيّ بعدي، ولا أمّة بعدكم ألا فليبلّغ شاهدكم غائبكم، ثمّ رفع يديه فقال: اللّهمّ اشهد، اللّهمّ اشهد - ثلاث مرّات.
رواه البزّار، وأبو بكر بن أبي شيبة وعنه عبد بن حميد بسند فيه موسى بن عبيدة الربذي، وهو ضعيف.
ورواه البخاري تعليقًا، وأبو داود وابن ماجة متصلا مرفوعًا باختصار جدًّا.
وله شاهد من حديث وابصة بن معبد، وتقدم في كتاب العيدين، وأصله في الصحيحين من حديث ابن عباس، وفي السنن الأربعة من حديث عمرو بن الأحوص.
2618- وعن سليم بن عامرٍ، قال: قلت لأبي أمامة، رضي الله عنه: ابن كم كنت على عهد رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم؟ قال: ما سألني عنها غيرك قبلك، قال: كنت ابن ثلاثٍ وثلاثين سنة، ولقد رأيتني وحضرت خطبة رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم في حجّة الوداع، فجعل يميل بصدر راحلته، ليزيلني عن السّماع، فأضع كتفي في صدر راحلته فأزيلها.
رواه أحمد بن منيع، ورواه أبو داود في سننه مختصرًا.
2619- وعن عكرمة، حدّثني ابن حجيرٍ، عن أبيه أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم خطب في حجّة الوداع فقال: أيّها النّاس، أيّ بلدٍ هذا؟ قالوا: بلدٌ حرامٌ قال: فأيّ شهرٍ هذا؟ قالوا: شهرٌ حرامٌ، قال: فأيّ يومٍ هذا؟ قالوا: يومٌ حرامٌ قال: ألا إنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرامٌ كحرمة يومكم هذا، كحرمة شهركم هذا، فليبلّغ شاهدكم غائبكم فلا ترجعوا بعدي كفّارًا يضرب بعضكم رقاب بعضٍ.
رواه الحارث بن أبي أسامة.
2620- وعن طالب بن سلم بن عاصم بن الحكم قال: حدّثنيه بعض أهلي أنّ جدّي، حدّثه أنّه شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجّته في خطبته فقال: ألا إنّ أموالكم ودماءكم عليكم حرامٌ كحرمة هذا البلد في هذا اليوم، ألا فلا يجرمنّكم: ترجعون بعدي كفّارًا يضرب بعضكم رقاب بعضٍ، ألا ليبلّغ الشّاهد الغائب، فإنّي لا أدري هل ألقاكم هاهنا أبدًا بعد اليوم، اللّهمّ اشهد عليهم، اللّهمّ بلّغت.
رواه أبو يعلى بسند فيه راو لم يسم.
2621- وعن أبي بكرة، رضي الله عنه قال: سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يخطب يوم النّحر على راحلته بمنًى.
رواه أبو يعلى.
2622- وعن جابرٍ، رضي الله عنه، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النّحر بمنًى... بنحوٍ من حديث أبي بكرة
2623- وعن عمّار بن ياسرٍ، رضي الله عنه، قال: خطبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: أيّ يومٍ هذا؟ فقلنا: يوم النّحر، فقال: أيّ شهرٍ هذا؟ قلنا: ذو الحجّة شهر حرام، قال: فأيّ بلدٍ هذا؟ قلنا بلدٌ حرامٌ، قال: فإنّ دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم، عليكم حرامٌ كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا ليبلّغ الشّاهد الغائب.
رواه أبو يعلى.
2624- وعن عبد اللّه بن الزّبير، رضي الله عنهما، أنّه قام في بابٍ داخل فيه إلى المسجد - مسجد منًى - فحمد اللّه، وأثنى عليه، ثمّ قال: إنّ هؤلاء الأعبد الكفّار الفسّاق، قد عبروا على أن يأتوا في كلّ عامٍ، فيسرقوا أموالنا، ويؤبقوا رقيقنا، وإنّ اللّه قد أحلّ دماءهم وأموالهم بما استحلّوا من دمائنا وأموالنا، يعني نجدة الخارجيّ وأصحابه، وإنّي بعثت إليهم فأعطوا ما سئلوا، فقال: هذه الرّفاق، فامنحوها وهذه الرّجال، فميزوها، فما عرفتم من مال ورقيق نجدة فخذوه. ولكنّي لا أرى من الرّأي أن يهراق في حرم اللّه دمٌ، إنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قال في حجّة الوداع: أيّ بلدٍ أحرم؟ قيل: مكّة قال: أيّ شهرٍ أحرم؟ فقيل: ذو الحجّة. قال: أيّ يومٍ أحرم قيل: يوم الحجّ الأكبر. قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: إنّ دماءكم وأموالكم حرامٌ عليكم إلى أن تبلغوا ربّكم، كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا، في شهركم هذا، فلا أرى من الرأي أن يهراق في حرم الله، عز وجل، دم.
رواه أبو يعلى.
2625- وعن ربيعة بن عبد الرّحمن بن حصنٍ الغنويّ قال: حدّثتني جدّتي السّرّي، بنت نبهان بن عمرو - وكانت في الجاهليّة ربّة البيتٍ، رضي الله عنها - قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجّة الوداع يقول: أتدرون أيّ يومٍ هذا؟ قالت وهو اليوم الّذي تدعون يوم الرّوس قالوا اللّه ورسوله أعلم، قال: هذا أوسط أيّام التّشريق، قال: هل تدرون أيّ بلدٍ هذا. قالوا: اللّه ورسوله أعلم، قال: هذا المشعر الحرام، قال إنّي لا أدري لعلّي لا ألقاكم بعد عامي هذا، ألا إنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرامٌ بعضكم على بعض كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا حتّى تلقوا الله – عز وجل - فيسألكم عن أعمالكم ألا فليبلّغ أدناكم أقصاكم قال: ثم أتبعها اللهم هل بلّغت، اللهم هل بلّغت، فتوفي حين بلغ المدينة صلّى الله عليه وسلّم.
رواه أبو يعلى، وأحمد بن حنبل، ورواه أبو داود مختصرًا جدًّا.
56- باب الرفث والفسوق والجدال في الحج وما جاء في الهدي
2626- عن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، قال: ? {فلا رفث} ? قال: الرّفث: الجماع ? {ولا فسوق} ? قال: الفسوق: المعاصي، {ولا جدال في الحجّ} ? قال: المراء.
رواه أبو يعلى بإسناد حسن موقوفًا.
2626/2- والحاكم ولفظه: الرّفث: الجماع، والفسوق: السّباب، والجدال: أن تماري صاحبك حتّى تغضبه.
2626/3- وعن الحاكم رواه البيهقي، وفي رواية له: الرّفث التّعرّض للنّساء بالجماع، والفسوق: عصيان الله، والجدال: جدال النّاس.
2627- وعن عليٍّ أو حذيفة، رضي اللّه عنهما، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرك بين المسلمين في هديهم البقرة عن سبعةٍ.
رواه أبو داود الطيالسي، وأحمد بن حنبل.
2628- وعن عائشة، رضي اللّه عنها، قالت: كنت أقلّد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخرج الهدي مقلّدًا ويقيم النّبيّ صلى الله عليه وسلم حالاًّ ما يمتنع من امرأةٍ من نسائه.
رواه أبو داود الطيالسي.
2629- وعن شهر بن حوشب قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مع رجل من الأنصار بدنًا. قال شهر: فحدثني الأنصاري الذي بعث معه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالبدن قال: لما مضيت رجعت إليه فقلت: يا رسول الله، أرأيت إن عطب بعضها كيف أصنع به؟ قال: انحرها ثم اجعل خفها في دمها وضعه على جنبيها - أو على صفحتها - ولا تأكل أنت ولا أهل رفقتك منها شيئًا.
رواه مسدّد بسند ضعيف، لضعف بعض رواته.
وله شاهد من حديث أبي قتادة، وسيأتي في الصيد في باب ذبح الإبل.
2630- وعن عقبة بن صهبان، قال: سألت ابن عمر، رضي الله عنهما، عن رجلٍ، يهدي بقرةً أيبيع جلدها ويتصدّق بثمنه؟ قال: لا بأس به.
رواه مسدّد موقوفًا، ورجاله ثقات.
2631- وعن حميد بن عبد الرّحمن، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يبعث بالهدي، فيأمر الّذي يبعثه معه، إن أزحفه عليك شيءٌ فانحره، واصبغ نعله في دمه، ثمّ اضرب صفحته، وليأكله من بعدك، ولا تأكل منه أنت شيئًا، ولا أحدٌ من أهل رفقتك، وكان محمّد بن سيرين، يقول ذلك.
رواه مسدّد.
2632- وعن ابن عمر، رضي الله عنهما، في الرّجل يبعث بالهدي وهو مقيمٌ، قال: يواعده يومًا، فإذا بلغ أمسك هو عمّا يمسك عنه الحرام.
رواه مسدّد موقوفًا، ورجاله ثقات.
2633- وعن محمّد بن عمر بن عليٍّ، عن أبيه، عن جدّه، رضي الله عنه، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ساق مائة بدنةٍ في حجّته.
رواه الحارث عن محمد بن عمر الواقدي، وهو ضعيف.
57- ما يجوز للمحرم أكله من الصيد وما لا يجوز
2634- عن أبي سعيدٍ الخدري، رضي الله عنه، أنّه حجّ وكعبٌ، فجاء جرادٌ، فجعل كعبٌ يضربه بسوطٍ، فقلت: يا أبا إسحاق، ألست محرمًا؟! قال: بلى، إنّه من صيد البحر، وإنّما خرج أوّله من منخر حوتٍ.
رواه مسدّد بسند فيه يوسف بن هلال لم أر من ذكره بعدالة ولا جرح، وباقي رجال الإسناد ثقات.
2635- وعن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: لا بأس بالخبيص والخشتنان الأصفر للمحرم.
رواه مسدّد، وفي سنده ليث بن أبي سليم.
2636- وعن عبد اللّه بن أبي عمّار، قال: أقبلت مع معاذ بن جبلٍ، وكعبٍ محرمين بعمرةٍ من بيت المقدس، وأميرنا معاذٌ، وأمرنا إليه، وهو يؤمّنا، فلمّا كنّا ببعض الطّريق تبرّز، معاذٌ لحاجته، وخالفه رجلٌ بحمارٍ وحش قد عقره، فأخذه كعبٌ، فأهداه إلى الرّفقه، قال: فلم يرجع معاذٌ إلّا وقدور القوم تغلي فيها منه، فسأله، فأخبر، فقال: لا يطيعني أحدٌ إلّا كفأ قدره، قال: فكفأ كعبٌ والقومٌ قدورهم، فلمّا كنّا ببعض الطّريق، وكعبٌ يصلّي على نارٍ إذ مرّت به رجلٌ من جرادٍ، فأخذ جرادتين فقتلهما، ونسي إحرامه، ثمّ ذكر إحرامه فرمى بهما، قال: فلمّا قدمنا المدينة دخل القوم على عمر، ودخلت معهم، فقال كعبٌ: كيف ترى يا أمير المؤمنين؟ فقصّ عليه قصّة الجرادتين، قال: وما بأسٌ بذلك يا كعب؟ قال: نعم، قال: إنّ حمير تحبّ الجراد، وماذا جعلت في نفسك؟ قال: درهمين، قال: درهمان خيرٌ من مائة جرادةٍ، اجعل ما جعلت في نفسك.
رواه مسدّد.
2637- وعن هشام بن عروة، عن أبيه، أنّ الزّبير كان يسافر بصفيف الوحش، فيأكله وهو محرمٌ.
رواه مسدّد.
2638- وعن عيسى بن طلحة بن عبيد الله، عن أبيه، رضي الله عنه، أنّه قال: كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بصفاح الرّوحاء، فإذا نحن بحمارٍ عقيرٍ، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ هذا الحمار يوشك أن يأتي له طالبٌ قال: فما لبثنا أن جاء صاحبه، فقال: يا رسول الله خذوه، فأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أبا بكرٍ أن يقسّمه بين الرّفاق، ثمّ خرجنا، حتّى إذا كنّا بالإثاية بالعرج، إذ ظبيٌ حاقفٌ، فيه سهمٌ غائرٌ، فأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أبا بكرٍ أن يقف عليه، فيمنعه من النّاس، قال: وصاحب الحمار رجلٌ من بهز.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر، ورجاله ثقات، وابن ماجة مختصرًا.
2639- وعن جابرٍ، رضي اللّه عنه، أنّه كان يكره أن يذبح، النّسك إلّا مسلمٌ.
رواه أحمد بن منيع، وكذا روي عن ابن عباس، والحسن البصري، وإبراهيم، وليث، وعطاء، وطاوس، ومجاهد، والشعبي.
2640- وعن عبد الرّحمن بن ذؤيبٍ الأسديّ قال: صحبت الزّبير بن العوّام، رضي الله عنه، من المدينة إلى مكّة وهو محرمٌ وكان يأكل لحم صيد البرّ فقلت له في ذلك، فقال: صاده حلالٌ وقد سألنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن ذلك فلم ير به بأسًا.
رواه الحارث.
2641- وعن عبد الله بن الحارث، أنّ أباه صنع لعثمان بن عفّان، رضي الله عنه، نزلاً بقديدٍ، فجيء بثريدٍ عليه ذلك الحجل، فقال للقوم: كلوا، فإنّما أصيد من أجلي، قال: فقال القوم: هذا عليٌّ نهانا عن أكله، فأرسل إلى عليٍّ فجاء علي وإنّه يمسح الخبط عن يديه، فقال له عثمان: كله، فقال... فذكره إلى أن قال: ثمّ قال - أعني عليّ بن أبي طالب: أنشد اللّه - أو أذكّر اللّه - رجلاً شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جاءه الأعرابيّ ببيضات نعامٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذهب به إلى أهل الحلّ فإنّا قومٌ حرم، فقام قومٌ فشهدوا، فقلب عثمان وركه فدخل منزله، وقام القوم عن الطّعام، فجاء أهل الحلّ فأكلوه.
رواه أبو يعلى وأحمد بن حنبل بسند ضعيف، لضعف على بن زيد بن جدعان. ورواه أبو داود والنسائي مختصرًا.
2642- وعن عائشة، رضي الله عنها، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم أهدي له وشيقة ظبيٍ وهو محرمٌ فردّها ولم يأكله.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر، وأبو يعلى واللفظ له، وأحمد بن حنبل.
قال سفيان: الوشيقة: لحم يطبخ ثم ييبس.
58- باب في جزاء الصيد وطواف الإفاضة وفيمن قضى نسكه
2643- عن جابرٍ بن عبد الله، أنّ عمر، رضي الله عنه، قضى في اليربوع جفرةً، وفي الضّبع كبشًا، وفي الظّبي شاةً، وفي الأرنب عناقًا.
رواه مسدّد موقوفًا بسند الصحيح.
2643/2- وأحمد بن منيع ولفظه: عن جابرٍ، عن عمر قال: في اليربوع جفرةً.
2643/3- وأبو يعلى الموصليّ ولفظه: عن جابرٍ، عن عمر بن الخطّاب، قال: ولا أراه إلاّ قد رفعه: حكم في الضّبع يصيبه المحرم شاةٍ، وفي الأرنب عناقٌ، وفي اليربوع جفرةٌ، وفي الظّبي كبشٌ.
ورواه البيهقي.
2644- عن ابن عبّاسٍ، قال: قال عليٌّ، رضي الله عنه، في بيض النّعام يصيبه المحرم: تحمل الفحل على إبلك، فإذا تبيّن لك لقاحها سمّيت عدد ما أصيب من البيض فقلت: هذا هديٌ ليس عليك ضمانها، فما صلح من ذلك كما صلح، وما فسد فليس عليك، كما البيض منه ما يصلح، ومنه ما يفسد، فعجب معاوية من قضاء عليٍّ، رضي الله عنهما، فقال ابن عبّاسٍ، فلم يعجب معاوية ما هو إلّا ما يباع به البيض في السّوق، ويتصدّق به.
رواه مسدّد موقوفًا، ورجاله ثقات.
2645- وعن عكرمة، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم حكم في الضّبع كبشًا، وجعله صيدًا.
رواه مسدّد مرسلا بسند فيه راوٍ لم يسم.
2646- وعن عائشة، رضي الله عنها، أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم حكم في بيض النّعامة كسره رجلٌ، صيام يومٍ في كلّ بيضةٍ.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر، وأبو داود في المراسيل والدارقطني والبيهقي بسند فيه راوٍ لم يسم.
2647- وعن عبد اللّه بن عمرٍو بن العاصي، رضي الله عنهما، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قضى في كلب الصّيد، إذا أصيب أربعين درهمًا، وفي كلب الماشية شاةً من الغنم، وفي كلب الزّرع بفرق من الطعامٍ، وفي كلب الدّار، فرقٌ من ترابٍ، حقٌّ على ربّ القاتل أن يؤدّيه، وحقٌّ على ربّ الدّار أن يقبله.
رواه ابن أبي عمر بسند ضعيف.
2648- وعن معاوية بن قرّة، عن رجلٍ من الأنصار، من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أوطأ راحلته أدحيّ نعامٍ، فأتى عليًّا، فسأله، فقال له عليٌّ، رضي الله عنه: عليك بكلّ بيضةٍ جنين ناقةٍ، أو ضرابها، فأتى النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم: فذكر ذلك له، فقال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: قد قال عليٌّ بما سمعت، ولكن هلمّ إلى الرّخصة، عليك في كلّ بيضةٍ صيام يوم، أو إطعام مسكينٍ.
رواه أحمد بن منيع واللفظ له، ورجاله ثقات، وأحمد بن حنبل، وأبو داود في المراسيل، والحاكم، والبيهقي، وقال: هذا هو المحفوظ. وقيل فيه: عن معاوية بن قرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي.
2649- وعن أمّ سلمة، رضي الله عنها، أنّ رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم أمرها أن توافي صلاة الصّبح يوم النّحر بمكّة.
رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات.
2650- وعن جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قضى نسكه وسلم المسلمون من لسانه ويده، غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر.
رواه أحمد بن منيع واللفظ له، وعبد بن حميد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو يعلى، وتقدم بتمامه في كتاب الإيمان.
59- باب لزوم المرأة بيتها بعد قضاء فرض الحج
2651- عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأزواجه في حجّة الوداع: إنّما هي هذه ثمّ ظهور الحصر، قال: فكنّ كلّهنّ يسافرن إلاّ زينب وسودة، فإنّهما قالتا: لا تحرّكنا دابّةٌ بعدما سمعنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه أبو داود الطيالسي، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن منيع، والحارث بن أبي أسامة، وأبو يعلى، وأحمد بن حنبل، ورجالهم ثقات، والبيهقي وقال: قال الشّافعيّ: ومنع عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، أزواج النّبيّ صلى الله عليه وسلم الحجّ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّما هي هذه الحجّة ثمّ ظهور الحصر، قال البيهقي: قد روّينا عن عمر: أنّه أذن لهنّ في الحجّ في آخر حجّةٍ حجّها، وبعث معهنّ عثمان بن عفّان وعبد الرّحمن بن عوفٍ، وفيه وفي حجّ سائر النّساء دليلٌ على أنّ المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: هذه ثمّ ظهور الحصر أن لا يجب الحجّ إلاّ مرّةً، واختار لهنّ ترك السّفر بعد أداء الواجب.
2652- وعن أمّ سلمة، رضي الله عنها، قالت: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجّة الوداع: إنّما هي هذه الحجّة، ثمّ الجلوس على ظهور الحصر في البيوت.
رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
وله شاهد من حديث أبي واقد الليثي رواه أبو داود في سننه.
2653- وعن ابن عمر، رضي الله عنهما، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لما حجّ بنسائه قال: إنّما هي هذه، ثمّ عليكم بظهور الحصر.
رواه أبو يعلى بسند ضعيف، لضعف عاصم بن عمر، ورواه الطبراني في الأوسط.
60- باب فضل مكة شرفها الله تعالى وعظمها والصيام فيها وما جاء في خروج أهلها منها وفضل المجاورة بها
فيه حديث جبير بن مطعم، وسيأتي في باب صلة الرحم.
2654- وعن عبد الرّحمن بن سابطٍ، قال: لمّا خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى المدينة يمشي، ثمّ التفت إلى البيت فقال: واللّه ما أعلم بيتًا وضعه اللّه في الأرض أحبّ إليّ منك، ولا بلدة أحبّ إليّ منك، وما خرجت عنك رغبةً، ولكن أخرجني الّذين كفروا، ثمّ نادى: يا بني عبد منافٍ، لا يحلّ لعبدٍ أن يمنع عبدًا يطوف بهذا البيت أيّ ساعةٍ شاء من ليلٍ أو نهارٍ.
رواه مسدّد، ولقصة الطواف شاهد من حديث جبير بن مطعم، رواه أصحاب السنن الأربعة، وآخر من حديث جابر بن عبد الله رواه البزّار وقال: لا نعرفه إلاّ من حديث جبير بن مطعم.
2655- وعن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا أخرج من مكّة: إنّي لأخرج منك وإنّي لأعلم أنّك لأحبّ بلاد اللّه إليه، وأكرمه عليه، ولولا أنّ أهلك أخرجوني منك ما خرجت منك، يا بني عبد منافٍ إن كنتم ولاة هذا الأمر من بعدي فلا تمنعوا طائفًا ببيت اللّه ساعةً من ليلٍ أو نهارٍ، ولولا أن تبطر قريشٌ لأخبرتها بالّذي لها عند اللّه، اللّهمّ أنّك أذقت أوّلهم نكالًا فأذق آخرهم نوالًا.
رواه الحارث بن أبي أسامة.
2655/2- وأبو يعلى ولفظه: لمّا خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من مكّة تلقاء الغار، نظر إلى مكّة، قال: أنت أحبّ بلاد اللّه إليّ، ولولا أنّ أهلك أخرجوني منك لم أخرج منك، فأعدى الأعداء من عدا على اللّه في حرمه، أو قتل غير قاتله، أو قتل بذحول الجاهليّة، قال: فأنزل اللّه، عزّ وجلّ، على نبيّه صلّى الله عليه وسلّم: {وكأيّن من قريةٍ هي أشدّ قوّةً من قريتك الّتي أخرجتك أهلكناهم}.
وابن حبان في صحيحه مختصرًا.
2656- وعن جابرٍ، أنّ عمر بن الخطّاب أخبره أنّه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: سيخرج أهل مكّة منها ثمّ لا يعمرونها إلاّ قليلاً.
رواه أبو يعلى وأحمد بن حنبل، وفي سنده ابن لهيعة.
وقد تقدم في كتاب الصوم من حديث ابن عباس مرفوعًا: من أدرك شهر رمضان فصامه وقام منه ما تيسّر كتب الله له مائة ألف شهر رمضان بغير مكّة... الحديث.
2657- وعن جبير بن مطعمٍ، رضي الله عنه، قال: قلت: يا رسول الله، إنّ أصحابك يزعمون أنّه لا أجور لنا في مقامنا بمكّة! فقال: لتأتينّكم أجوركم ولو كنتم في جحرٍ، وأصغى إليّ برأسه فقال: إنّ في أصحابي منافقين.
رواه أبو داود الطيالسي، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن منيع، وأحمد بن حنبل، والحارث، وأبو يعلى، كلهم بسند فيه راوٍ لم يسم.
61- باب في الإلحاد بمكة والنهي عن أجور بيوت مكة وبيع رباعها، وما جاء في حدودها وفيمن دعا أن لا يموت بها.
2658- وعن مجاهدٍ، قال: كان ابن عمر، رضي الله عنهما، يضرب قبّتين: قبّةً في الحلّ، وقبّةً في الحرم فقيل له: لو كنت مع ابن عمّك وأهلك؟ فقال: إنّ مكّة مكّة، وإنّا أنبئنا أنّ من الإلحاد فيها: كلّا واللّه، وبلى واللّه.
رواه أحمد بن منيع.
2659- وعن سعيد أبي مالك قال: إني لقاعد في الحجر مع ابن الزبير إذ جاءه عبد الله بن عمرو قال: فقال: لابن الزّبير، إيّاك والإلحاد في حرم مكة، فإنّي سمعت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: سيلحد بها رجلٌ من قريشٍ، لو وزنت ذنوب الثّقلين بذنوبه لوزنتها، قال ابن الزبير: فانظر لا تكون يا ابن العاص، فإنّك قد قرأت الكتب، قال: لا والله إنّي أشهدك هذا وجهي إلى الشّأم.
رواه أبو يعلى وأحمد بن حنبل، ورجاله ثقات.
وسيأتي في تفسير سورة الحج من حديث عبد الله بن مسعود موقوفًا في قوله عز وجل: ? {ومن يرد فيه بإلحادٍ بظلم نذقه من عذاب أليم} ? قال لو أنّ رجلاً همّ فيه بإلحادٍ وهو بعدن لأذاقه اللّه - تعالى - عذابًا أليمًا
2660- وعن عبد اللّه بن عمرٍو، رضي الله عنهما، قال: إنّ الّذي يأكل كراء بيوت مكّة، إنّما يأكل في بطنه نارًا.
رواه مسدّد موقوفًا.
2660/2- وأحمد بن منيع ولفظه: عن عبد اللّه بن عمرٍو، قال: نهي عن أجور بيوت مكّة، وعن بيع رباعها.
2660/3- والحاكم ولفظه: عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: مكّة حرامٌ، وحرامٌ بيع رباعها، وحرامٌ بيع بيوتها
وعن الحاكم رواه البيهقي وقال: كذا روي مرفوعا ورفعه وهم. قال: والصحيح أنه موقوف، قاله عبد الرحمن السلمي عن الدارقطني.
2661- وعن عبد اللّه بن سعيد، عن أبيه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال بمكة: اللّهمّ لا تجعل منايانا بها حتّى نخرج منها.
رواه مسدّد مرسلا، ورجاله ثقات.
2661/2- ومحمد بن يحيى بن أبي عمر، وأبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن حنبل مرفوعًا بلفظ: عن عبد الله بن سعيد بن أبي هندٍ، عن أبيه، عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم يقول إذا دخل مكّة: اللّهمّ... فذكره.
قال الطبراني: معناه عندي أنه صلّى الله عليه وسلّم كره أن يموت الرجل في الموضع الذي هاجر منه، والشاهد على ذلك قوله لسعد لما دخل عليه يعوده بمكة: اللهم أتمم لسعد هجرته.
2662- وعن عبد اللّه بن عثمان بن خثيم، عن محمّد بن الأسود، أنّه أخبره، أنّ إبراهيم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم هو أوّل من نصب الأنصاب للحرم، أشار له جبريل عليه السلام إلى مواضعها.
2662/2- قال: وأخبرني أيضًا: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أمر يوم فتح مكّة تميم بن أسدٍ جدّ عبد الرّحمن بن المطّلب بن تميمٍ، فحدّدها.
رواه ابن أبي عمر بسند رجاله ثقات.
62- باب في شرب ماء زمزم وذكر سقاية العباس رضي الله عنه
فيه حديث وائل بن حجر, وتقدم أول كتاب الطهارة.
2663- عن أبي ذرٍّ، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: منذ كم أنت هاهنا؟ قال: قلت: منذ ثلاثين يومًا وليلةً، قال: منذ ثلاثين يومًا وليلةً! قال: قلت: نعم، قال: فما طعامك؟ قلت: ما كان طعامٌ ولا شرابٌ إلاّ ماء زمزم، ولقد سمنت حتّى تكسّرت عكن بطني، وما أجد على كبدي سخفة جوعٍ، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّها مباركةٌ، وهي طعام طعمٍ، وشفاء سقمٍ.
رواه أبو داود الطيالسي بسند الصحيح.
2663/2- وابن أبي شيبة به بلفظ: زمزم طعام طعمٍ، وشفاء سقمٍ.
ورواه الحاكم والبيهقي في الكبرى.
ورواه مسلم في صحيحه دون قوله: وشفاء سقم وهذه الزيادة رواها البزّار والبيهقي في سننه، وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله، رواه أحمد بن حنبل وابن ماجه.
ورواه الدارقطني والحاكم والبيهقي من حديث ابن عباس.
قوله: طعام طعم بضم الطاء وسكون العين - أي: طعام يشبع من أكله.
2664- وعن علي بن أبي طالب قال: قلت للعباس، رضي الله عنهما: سل لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الحماية قال: فقال: أعطيتكم ما هو خير منها السقاية، ترزؤكم ولا ترزؤونها. قال: قلت لقبيصة: فسأل النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال: لم يزد على هذا، ولا يكون إلا قد، سأله.
رواه إسحاق وأحمد بن منيع، وأبو بكر بن أبي شيبة بإسناد حسن، ولفظهم واحد.
2664/2- وأبو يعلى ولفظه: قال عليٌّ للعبّاس: قل للنّبيّ صلى الله عليه وسلم يعطيك الخزانة، فسأله العبّاس، فقال له النّبيّ صلى الله عليه وسلم: أعطيكم ما هو خيرٌ لكم من ذلك: ماترزؤكم ولا ترزؤونها، فأعطاهم السّقاية.
2664/3- ورواه البزّار ولفظه: قلت للعبّاس: سل رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم لنا الحجابة فسأله فقال: أعطيكم السّقاية ترزؤكم ولا ترزؤونها، فقلت للعبّاس سل رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم، يستعملك على الصّدقات، فقال: ما كنت لأستعملك على غسالة ذنوب النّاس.
2665- وعن العبّاس بن عبد المطّلب، رضي الله عنه، قال: أتانا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عند السّقاية، فذهب ليشرب من الحوض الّذي يشرب منه النّاس، فقلنا له: ألا نخرج لك، فإنّ هذا خاضه النّاس بأيديهم؟ فقال: بل اسقوني من هذا الّذي قد شرب النّاس منه قال: فشرب من الّذي يشرب منه النّاس.
رواه إسحاق بن راهويه بسند فيه انقطاعٌ، وهو عندهم من حديث ابن عبّاسٍ.
2666- وعن عبيد اللّه بن أبي رافعٍ، عن أبيه أبي رافع، رضي الله عنه، قال: لمّا أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الجمرة انصرف إلى المنحر، ثمّ سار حتّى أتى البيت، فطاف به سبعًا، ثمّ أتى زمزم، فأتى بسجلٍ من ماءٍ، فتوضّأ، ثمّ قال: انزعوا على سقايتكم يا بني عبد المطّلب، فلولا أن يغلبكم النّاس عنها لنزعت.
رواه أبو يعلى الموصليّ.
63- باب إخراج يهود الحجاز من جزيرة العرب وما جاء في طواف الوداع
2667- عن أبي عبيدة بن الجرّاح، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخرجوا يهود الحجاز من جزيرة العرب.
رواه أبو داود الطيالسي ومسدّد والحميدي وابن أبي عمر.
2667/2- ورواه أبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن حنبل والبزار بلفظ آخر ماتكلّم به رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجوا اليهود من الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب.
وله شاهد من حديث جابر، وسيأتي في آخر كتاب الجهاد، وآخر من حديث علي بن أبي طالب، رواه أحمد بن حنبل.
2668- وعن عطاءٍ، أنّ رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم قال: من حجّ هذا البيت، فليكن آخر عهده الطواف بالبيت، ورخّص للنّساء.
رواه مسدّد مرسلا بسند فيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو ضعيف.
2669- وعن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن ينفر المرء حتّى يكون آخر عهده بالبيت إلاّ الحيّض، رخّص لهنّ رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر بسند ضعيف، لضعف إبراهيم بن يزيد المكي.
ورواه ابن ماجة دون قوله: إلاّ الحيّض... إلى آخره.
2670- وعنه: سمعت عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، بمنًى يقول: أيّها النّاس إنّ النّفر غدًا فلا ينفرنّ أحدٌ حتّى يطوف بالبيت، فإنّ آخر النّسك الطّواف.
رواه أبو يعلى بإسناد ضعيف، لتدليس ابن إسحاق.
64- باب فضل المدينة المشرفة وما جاء في حمى المدينة ودخولها ليلاً والإقامة بها إلى الممات
2671- عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، قال: ما عندنا إلاّ كتاب الله وهذه الصّحيفة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال المدينة حرامٌ ما بين عيرٍ إلى ثورٍ من أحدث فيها حدثًا أو آوى محدثًا، فعليه لعنة الله والملائكة والنّاس، وقال: ذمّة المسلمين واحدةٌ يسعى بها أدناهم، ومن أحتفز مسلمًا، فعليه لعنة الله، والملائكة، والنّاس أجمعين، لا يقبل اللّه منه صرفًا، ولا عدلاً ومن تولّى قوما بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل.
رواه أبو داود الطيالسي، وأبو يعلى واللفظ له، وهو في الصحيحين وغيرهما باختصار.
2672- وعن أسامة بن زيد، رضي الله عنه، أنّ رجلاً قدم من الأرياف فأخذه الوجع فرجع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّي لأرجو أن لا يطلع علينا نقابها - يعني: نقاب المدينة.
رواه أبو داود الطيالسي.
2673- وعن عبد الرّحمن بن جابر بن عبد الله الأنصاريّ، رضي الله عنهما، قال: خرج جابرٌ يوم الحرّة فنكبت رجله بحجرٍ، قال: تعس من أخاف رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: ومن أخاف رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أخاف هذا الحيّ من الأنصار، فقد أخاف ما بين هذين - يعني جنبيه.
رواه أبو داود الطيالسي وأحمد بن حنبل.
2673/2- ورواه أبو بكر بن أبي شيبة، والحارث بن أبي أسامة بلفظ: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: من أخاف أهل المدينة فعليه لعنة اللّه والملائكة والنّاس أجمعين، لا يقبل اللّه منه صرفًا ولا عدلًا، من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين هذين - يعني قلبه.
2673/3- ورواه ابن حبان في صحيحه ولفظه: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من أخاف أهل المدينة أخافه الله.
2674- وعن ابن عمر، رضي الله عنهما، سمعت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم يسهم يقول: اللّهمّ بارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في شامنا، وبارك لنا في يمننا، وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مدّنا.
رواه مسدّد بسند ضعيف، لضعف بشر بن حرب.
قرله: في صاعنا ومدّنا يريد في طعامنا المكيل بالصاع والمد، ومعناه: أنه دعا لهم بالبركة في أقواتهم جميعًا.
2675- وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: اللّهمّ إنّ إبراهيم عبدك ورسولك، وإنّي عبدك ورسول الله وإنّي حرّمت ما بين لابتيها كما حرّم إبراهيم مكّة، وكان أبو هريرة يقول: والذي نفسي بيده لو أجد الظّباء ببطحان ما ذعرتها.
رواه مسدّد بسند الصحيح، وهو في مسلم وابن ماجة باختصار.
2676- وعن ابن عمر، رضي الله عنهما، أنّه كان يدخل المدينة عشاء إذا جاء من مكة.
رواه مسدّد، ورجاله ثقات.
2677- وعن أبي ذر، رضي الله عنه، قال: كنا مع النبي صلّى الله عليه وسلّم في سفر فنزلنا منزلا، فتعجل ناس من أصحابه إلى المدينة فتفقدهم النبي صلّى الله عليه وسلّم فقلنا: تعجلوا إلى المدينة فقال: ليتركنها أحسن ما كانت، ليت شعري متى تخرج نار من جبل الوراق تضيء لها أعناق الإبل ببصرى بروكًا كضوء النهار.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة.
2678- وعن سهل بن حنيف، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: يتيه قوم قبل المشرق محلقة رءوسهم. وسئل عن المدينة فقال: حرمًا آمنًا، حرمًا آمنًا
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو يعلى الموصليّ.
2678/2- ورواه مسلم في صحيحه ولفظه: يتيه قوم قبل المشرق محلقة رءوسهم.
2679- وعن سعد وأبي هريرة، رضي الله عنهما، قالا: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اللهم بارك لأهل المدينة في مدهم، وبارك لهم في صاعهم، وبارك لهم في مدينتهم، اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك، وإني عبدك ورسولك، وإن إبراهيم سأل لمكة، وإني أسألك للمدينة مثلما سأل إبراهيم لمكة ومثله معه، إن المدينة مشتبكة بالملائكة، على كل كنف منها ملكان يحرسانها فلا يدخلها الدجال ولا الطاعون، من أراد أهلها بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو يعلى، ورواه مسلم والنسائي باختصار.
2680- وعن العباس بن عبد المطلب، رضي الله عنه، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: إن الله، عزّ وجلّ، قد طهر هذه القرية من الشرك إن لم تضلهم النجوم.
رواه أبو يعلى بسند فيه انقطاع.
2680/2- وفي رواية له متصلة: قال العباس: خرجت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من المدينة، فالتفت إليها فقال: إن الله، عزّ وجلّ، قد برّأ هذه الجزيرة من الشرك ولكن أن تضلهم النجوم. قالوا: يا رسول الله، كيف تضلهم النجوم؟! قال: ينزل الله، عزّ وجلّ، الغيث فيقولون: مطرنا بنوء كذا وكذا.
2681- وعن سبيعة الأسلمية رضي الله عنها عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت؛ فإنه لن يموت بها أحد إلاّ كنت له شفيعًا - أو شهيدًا - يوم القيامة.
رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير ورجاله محتج بهم في الصحيح إلاّ عبد الله بن عكرمة روى عنه جماعة، ولم أر من تكلم فيه. وقال البيهقي: هو خطأ؛ إنما هو عن صميتة نتهى.
وحديث صميتة الليثية رواه النسائي وابن حبان في صحيحه، وله شاهد من حديث عمر بن الخطاب، وسيأتي في باب زيارة قبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وآخر من حديث ابن عمر رواه ابن حبان في صحيحه.
2682- وعن هشام بن عروة، عن أبيه، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: فتحت المدائن بالسيف، وفتحت المدينة بالقرآن.
رواه أبو يعلى مرسلا بسند ضعيف، لضعف محمد بن الحسن المخزومي، وإنما هو قول مالك، جعله محمد بن الحسن مرفوعًا وأبرز له إسنادًا، وقد رواه غير محمد بن الحسن فزاد في الإسناد عائشة.
2683- وعن كعب بن مالك، رضي الله عنه، قال: بعثني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أعلم على حمى المدينة أعلم على أشراف ذات الجيش، وأعلم على أعلام المضبوعة، وعلى أشراف مخيض، وعلى أشراف قناة.
رواه الحارث.
2684- وعن السائب بن خلاد، رضي الله عنه، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: من أخاف أهل المدينة ظلماً أخافه الله، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين؛ لا يقبل الله منه صرفًا ولا عدلا.
رواه الحارث.
2685- وعن عمرو بن مرة قال: أخبرني أبو البختري الطائي أن ناسًا كانوا بالكوفة مع أبي المختار فقتلوا إلاّ رجلين حملا على العدو بأسيافهم فأفرجوا لهما فنجيا أو ثلاثة، فأتوا المدينة فخرج عمر وهم قعود يذكرونهم. قال عمر: عمّ قلتم لهم؟ قالوا: استغفرنا لهم ودعونا لهم. قال: لتحدثني ما قلتم لهم. قالوا: استغفرنا لهم ودعونا. قال: لتحدثني ما قلتم لهم أو لتلقون مني قبوحًا. قالوا: إنا قلنا: إنهم شهداء. قال عمر: والذي لا إله غيره، والذي بعث محمدًا بالحق، والذي لا تقوم الساعة إلاّ بإذنه، ما تعلم نفس حية ماذا عند الله لنفس ميتة إلاّ نبي الله؛ فإنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، والذي لا إله غيره، والذي بعث محمدًا بالحق، والذي لا تقوم الساعة إلاّ بإذنه إن الرجل يقاتل رياء، ويقاتل حمية، ويقاتل يريد به الدنيا، ويقاتل يريد به المال، وما للذين يقاتلون عند الله إلاّ ما في أنفسهم، إن الله اختار لنبيه المدينة وهي أقل الأرض طعامًا وأملحه ماء إلاّ ما كان من هذا التمر، وإنه لا يدخلها الدجال، ولا الطاعون إن شاء الله - تعالى.
رواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة، ورجاله ثقات.
65- باب في أسماء المدينة المشرفة وما جاء صيدها
فيه حديث أبي أمامة، وتقدم في باب المسح على الخفين.
2686- وعن أبي قتادة، رضي الله عنه، قال: لما أقبلنا من غزوة تبوك قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: هذه طيبة، أسكننيها ربي، عزّ وجلّ، تنفي خبث أهلها كما ينفي الكير خبث الحديد، فمن لقي منكم أحدًا من المتخلفين فلا يكلمنه ولا يجالسنه.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وفي سنده موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف، وأصله في الصحيحين وغيرهما من حديث زيد بن ثابت.
2687- وعن البراء بن عازب قال: من قال للمدينة: يثرب ؛ فليستغفر الله، هي طيبة - ثلاث مرات.
رواه أبو يعلى الموصليّ موقوفًا وأحمد بن حنبل مرفوعًا، ومدار إسناديهما على يزيد بن أبي زياد.
وقد سميت المدينة ومكة بأسماء، ونظم ذلك في هذه الأبيات:
بطيبة دار يثرب قدتسمت... مدينة طابة الحصن الحصين
وفي أم القرى البشاشة اجعل... أسامي مكة الحرم المصون
بحاطمة صلاح وأم رحم... وبكة بلدة بلد أمين
وطس قادس عرش وكوني... مقدسة وباشة أو بنون
2688- وعن سعد بن أبي وقاص، رضي الله عنه، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: من وجدتموه يقطع من الشجرة شيئًا - يعني: شجر الحرم - فلكم سلبه، لا يعضد شجرها ولا يقطع. قال: فرأى سعد غلمانًا يقطعون، فأخذ متاعهم، فانتهوا إلى مواليهم فأخبروهم أن سعدًا فعل كذا وكذا، فأتوه فقالوا: يا أبا إسحاق، إن غلمانك - أو مواليك - أخذوا متاع غلماننا! فقالت: بل أنا أخذته، سمعت رسول الله يقول: من وجدتموه يقطع من شجر الحرم فلكم سلبه. ولكن سلوني من مايما ما شئتم.
رواه أبو داود الطيالسي وأحمد بن منيع بلفظ واحد.
2688/2- ومسدّد ولفظه: أن سعدًا كان يخرج من المدينة فيجد الحاطب من الحطاب معه شجر رطب قد عضده من بعض شجر المدينة، فيأخذ عليه فيكلم فيه فيقولن: لا أدع غنيمة أغنمنيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قال: وإني من أكثر الناس مالا.
2688/3- ورواه إسحاق بن راهويه ولفظه: وجد سعد بن أبي وقاص عاصية تقطع الحمى، فأخذ فأسها وعباءتها، فاستعدت عليه عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فقال: أد إليها فأسها وعباءتها، فقال: والله لا أؤدي إليها غنيمة غنمنيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قال: فلقد اتخذ سعد من تلك الفأس مسحاة فما زال يعمل بها حتى مات.
2688/4- وفي رواية له مرسلة: من وجدتم قطع من الحمى شيئًا فاضربوه واسلبوه.
2688/5- ورواه أبو بكر بن أبي شيبة ولفظه: قال سعد: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ينهى أن يقطع من شجر المدينة قال: ومن قطع منه شيئًا فلمن يأخذه سلبه.
2688/6- وفي رواية له: رأيت سعد بن أبي وقاص أخذ رجلا يصيد في حرم المدينة الذي حرم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فسلبه ثيابه، فجاء مواليه، فقال: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حرم هذا الحوم وقال: من رأيتموه يصيد فيه فلكم سلبه، فلا أرد عليه طعمة أطعمنيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولكن إن شئتم أعطيتكم ثمنه من مالي.
2688/7- ورواه أبو يعلى الموصليّ ولفظه: سمعت سعد بن أبي وقاص وأتاه قوم في عبد لهم أخذ سعد سلبه، رآه يصيد في حرم المدينة الذي حرم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأخذ سلبه فكلّموه في أن يرد عليهم سلبه فأبي وقال: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال حين حدّ حدود حرم المدينة فقال: من وجدتموه يصيد في هذه الحدود من أخذه فله سلبه، فلا أرد عليه طعمة أطعمنيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولكن إن شئتم غرمت لكم ثمن سلبه.
ورواه مسلم في صحيحه، وأبو داود والنسائي باختصار من غير هذا الوجه وبغير هذا اللفظ والسياؤا وفي هذا زيادة الاستعداء عليه إلى عمر، وإقرار عمر له على ذلك.
2689- وعن شرحبيل قال: اصطدت طيًرا بالمدينة فرآه زيد بن ثابت فانتزعه من يدي فأرسله.
رواه مسدّد.
2689/2- والحميدي ولفظه: أتانا زيد بن ثابت ونحن في حائط ننصب فخاخًا للطير، فطردنا وقال: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نهى عن صيد المدينة.
ورواه أبو يعلى وأحمد بن حنبل.
2689/3- والبيهقي في الكبرى واللفظ له ولفظه: إن شرحبيل بن سعد دخل الأسواف - موضعًا بالمدينة - فاصطاد نهسًا - يعني: طيًرا - فدخل عليه زيد بن ثابت وهو معه، قال: فعرك أذني ثم قال: خل سبيله لا أم لك، أما علمت أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حرم ما بين لابتيها؟!.
وله شواهد في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة، وعبد الله بن زيد، وأنس بن مالك وغيرهم.
66- باب فضل مسجد المدينة المشرفة والصلاة فيه وما جاء في زيارة قبر سيدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والأدب عند زيارته
2690- عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: صلاة في مسجدي خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلاّ المسجد الحرام.
رواه الحارث بن أبي أسامة عن الواقدي، وهو ضعيف.
لكن تقدم له شواهد في كتاب المساجد.
2691- وعن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: من زار قبري - أو قال: من زارني - كنت له شهيدًا - أو شفيعًا - ومن مات في أحد الحرمين بعثه الله، عزّ وجلّ، في الآمنين يوم القيامة.
رواه أبو داود الطيالسي بسند ضعيف لجهالة التابعي، ورواه البزّار بزيادة طويلة، ورواه البيهقي وقال: إسناد مجهول، وله شاهد من حديث سبيعة رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير بسند صحيح.
2692- وعن أبي ذر، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أشد أمتي لي حبًّا قوم يكونون بعدي، يود أحدهم لو أنه أعطى أهله وماله وأنه يراني.
رواه مسدّد، وأبو بكر بن أبي شيبة بسند ضعيف، لجهالة التابعي.
2693- وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: والذي نفسي بيده، ليأتين عليكم يوم لأدن يراني أحدكم ثم لا يراني أحب إليه من أدن يكون له مثل أهله وماله أو كما قال.
رواه أحمد بن منيع بسند ضعيف، لتدليس محمد بن إسحاق.
2694- وعن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من حجّ فزارني بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي.
رواه أبو يعلى والبيهقي في سننه بسند فيه ليث بن أبي سليم، والجمهور على ضعفه.
2695- وعنه: أنه كان إذا قدم من سفر صلى ركعتين في مسجد النبي صلّى الله عليه وسلّم ثم أتى القبر فقال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبه.
رواه مسدّد ومحمد بن يحيى بن أبي عمر والبيهقي موقوفًا بسند صحيح.
2696- وعن ابن عباس قال: استأذن عمر بن الخطاب على النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليكم، أيدخل عمر؟.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة والنسائي في اليوم والليلة.
2697- وعن علي بن حسين: أنه رأى رجلا يجيء إلى فرجة كانت عند قبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيدخل فيها فيدعو فنهاه، فقال: ألا أحدثكم حديثًا سمعته من أبي، عن جدي، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: لا تتخذوا قبري عيدًا، ولا بيوتكم قبورًا؛ فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة وعنه أبو يعلى الموصليّ، وتقدم في المساجد.
2698- وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا تجعلن قبري وحدّثنا، لعن الله قومًا اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد.
رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات، وهو في الصحيحين دون قوله: لا تجعلن قبري وثنا.
67- باب ما بين القبر والمنبر روضة وما جاء في فضل الدفن بالبقيع
2699- عن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: ما بين القبر والمنبر روضة من رياض الجنة.
رواه مسدّد موقوفًا، ورجاله ثقات.
2700- وعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن حنبل.
2700/2- ورواه أبو يعلى الموصليّ، وأحمد بن منيع، والحارث بن أبي أسامة ولفظهم عن أبي هريرة وأبي سعيد، أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي.
وهو في الصحيحين، والتّرمذيّ وإنما أوردته لانضمامه مع أبي سعيد.
2701- وعن قنفذ قال: رأيت الزبير كثيرا يصلي بين القبر والمنبر، فقلت له في ذلك، فقال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة.
رواه الحارث بن أبي أسامة هكذا عن الواقدي، وهو ضعيف. وأعاده فقال: ما بين بيتي ومنبري.
2702- وعن أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على ترعة من ترع الجنة.
رواه أبو يعلى والبزار بسند فيه أبو بكر بن أبي سبرة العامري، وهو ضعيف، واللفظ لأبي يعلى.
2703- وعن جابر، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما بين بيتي إلى حجرتي روضة من رياض الجنة، وإن منبري على ترعة من ترع الجنة.
رواه أبو يعلى الموصليّ وأحمد بن حنبل بسند ضعيف، لضعف علي بن زيد بن جدعان.
2704- وعن أم قيس بنت محصن رضي الله عنها قالت: لقد رأيتني ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم آخذ بيدي في بعض سكك المدينة وما فيها بيت حتى انتهينا إلى بقيع الغرقد فقال: يا أم قيس. قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك. قال: ترين هذه المقبرة؟ قلت: نعم يا رسول الله. قال: يبعث منها سبعون ألف وجوههم كالقمر ليلة البدر يدخلون الجنة بغير حساب، فقام رجل فقال: يا رسول الله، وأنا؟ فقال: وأنت، فقام آخر فقال: وأنا يا رسول الله. قال: سبقك بها عكاشة.
رواه أبو داود الطيالسي، وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله، وسيأتي في آخر كتاب المناقب.
2705- وعن سالم بن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أبعث يوم القيامة بين أبي بكر وعمر، ثم أذهب إلى بقيع الغرقد فيبعثون معي، ثم أنتظر أهل مكة حتى يأتوني فأبعث بين أهل الحرمين.
رواه الحارث بن أبي أسامة مرسلا.
2706- عن علي بن زيد، عن ابن المنكدر قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أسمع الصيحة فأخرج إلى البقيع فأحشر معهم.
رواه الحارث مرسلا بسند ضعيف.
68- باب ما جاء في فضل مسجد قباء وجبل أحد والطائف
2707- عن سهل بن حنيف، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من توضأ فأحسن وضوءه ثم جاء مسجد قباء فركع فيه أربع ركعات كان ذلك عدل عمرة.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند ضعيف، لضعف موسى بن عبيدة الربذي.
ورواه أحمد بن حنبل، والنسائي، وابن ماجة باختصار، وله شاهد من حديث عمر بن الخطاب، وتقدم في كتاب المساجد، وأصله في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عمر.
2708- وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يأتي قباء ماشيًا وراكبًا.
رواه الحارث عن الواقدي، وهو ضعيف.
وقد تقدم فضل مسجد الخيف في كتاب المساجد.
2709- وعن سهل بن سعد الساعدي، رضي الله عنه، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه لما قفل من غزوة تبوك فاطلع على ثنية المبرك بدا له أحد، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: هذا جبل يحبنا ونحبه.
رواه إسحاق بن راهويه بسند فيه عبدالمهيمن بن عباس بن سهل، وهو ضعيف، لكن تابعه عليه عمارة بن غزية كما علقه البخاري من طريقه.
وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه أحمد بن حنبل.
2710- وعنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أحد ركن من أركان الجنة.
رواه أبو يعلى الموصليّ، والطبراني في الكبير.
2711- وعن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن كعب، رضي الله عنه، أنه سمعه يقول: إن وجًّا مقدس، منه عرج الرب إلى السماء يوم قضى خلق الأرض.
رواه الحميدي موقوفًا...، قال المخزومي: وج: واد بالطائف.
69- باب البشير بخبر الحاج، وما جاء في ملاقاة الحاج والسلام عليه ومصافحته وفيمن يستغفر له الحاج
2712- عن وهب بن كيسان قال: رأيت أبا هريرة، رضي الله عنه، صلى بالمدينة بالناس مساء يوم النفر الآخر، ثم قال: ألا إن أبا القاسم صلّى الله عليه وسلّم قد سبق بالخيرات، وإن ذكوان مولى مروان قد سبق الحاج، وإنه قد أخبر عن الناس بسلامة. قال سفيان: وقال ذكوان:
أنا الّذي كلفتها سير ليلة... من أهل منى نصًّا إلى أهل يثرب
رواه الحميدي موقوفًا بسند على شرط الشيخين.
2713- وعن المهاجر قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: يغفر للحاج ولمن يستغفر له الحاج بقية ذي الحجة والمحرم وصفر وعشرًا من ربيع.
رواه مسدّد، وفي سنده ليث بن أبي سليم، والجمهور على تضعيفه.
وله شاهد في مسند أحمد بن حنبل من حديث ابن عمر مرفوعًا ولفظه: إذا لقيت الحاج فسلم عليه وصافحه ومره أن يستغفر لك قبل أن يدخل بيته؛ فإنه مغفور له. وآخر من حديث أبي هريرة رواه البزّار.


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحج, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:58 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir