دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > الوجوه والنظائر > تحصيل الوجوه والنظائر للحكيم الترمذي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 6 ربيع الثاني 1432هـ/11-03-2011م, 11:28 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي الوحي


70- الوحي

وأما قوله «الوحي» على كذا وجه: فالوحي هو سرعة المجيء يقال توح أي أسرع، ويقال هذا أمر وحي أي سريع، ثم في هذا المجيء السريع أشياء تتضمنه منها: ما ضمنه كلامه، ومنها: ما ضمنه النبوة، ومنها: ما ضمنه علمه، ومنها: ما ضمنه علم تدبيره وهو الحكمة.
[تحصيل نظائر القرآن: 147]
فالوحي الذي ضمنه كلامه هو «الرسالة» والوحي الذي ضمنه النبوة هو «النبوة» والوحي الذي ضمنه علمه هو «الحديث»، والوحي الذي ضمنه الحكمة هو «الإلهام» فهذا كله وحي سماوي.
قال له قائل: ذكرت أن الوحي هو سرعة المجيء وإنما سمى وحيا لسرعته فما هذا الذي يجيء بهذه السرعة؟ قال (أبو عبد الله): أخزنه إلا عن من هو أهله، وإياك أن تلفظ عند من لا يستحقه فيزدريه وطلبت الحكمة العليا التي هي حكمة الحكمة لأنك وضعتها عند غير أهلها، ومن ظلم الحكمة العليا خفت بأن يمسح قلبه، لأنه لعب بها حين وضعها عند غير أهلها، والجاهل يردها فيكفر، وإنما يردها لأنه لا يحتمل عقله ذلك، وجليل العلوم إنما تحتمله العقول التي وفرت لأهلها قسمتها، فمن كان ناقص العقل حملته هذه الأشياء فردها حتى كفر، كان بمنزلة من وضع كسرة خبز في فم رضيع حتى أخذت بحلقه فقتلته وإن أحتسب عليك بهذه الكلمة رجاء المغفرة، وأن يكون ذلك عندك أمانة محفوظة تؤديها إلى خلف صدق، لئلا يدرس العلم، فذلك الشيء الذي ذكرت أنه إنما سمى وحيا لسرعة مجيئه هو الحياة، والرأفة حشو تلك الحياة، والرأفة كلام الله، وغلبة الحياة وقوة الرأفة قد اكتنفتاه، فالكلام كأنه بين لوحين: بين غلبة الحياة، وكثافة الرأفة فإذا نزل في صدر رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قوى القلب بتلك الحياة على احتمال كلام الله، وقويت النفس، واستمرت لكثافة الرأفة، فلا يفتر ولا يضعف، حتى يلج الكلام رويدا رويدا في القلب
[تحصيل نظائر القرآن: 148]
ويتمكن، فقد كان يعرق رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في اليوم الشائي لثقل كلام الله، هذا كله إلى سرعة المجيء، لغلبة الحياة وقوتها، فقيل وحي.
وإنما صار الوحي الأرضي إشارة، فهو ما أوحى زكريا أي أشار إليهم أن يسبحوه بكرة وعشيا، فأي شيء أشرع من الإشارة وقوله تعالى:
{بأن ربك أوحى لها}.
قال أبو عبد الله: إذن لها، فهو أيضا للسرعة، وما أوحت الشياطين بعضها إلى بعد، أي ألقت إليه الوسوسة، وما قال الله تعالى:
{وأوحينا إلى أم موسى}.
فهذا قذف إلهام، وقوله تعالى:
{وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي}.
[تحصيل نظائر القرآن: 149]
وأيضا قوله تعالى:
{وأوحى ربك إلى النحل}.
فهذا كله قذف الإلهام، فهذا القذف في سرعة طرفة العين، فمرجع ذلك كله إلى السرعة.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الوحي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir