القارئ:
"والناس في هذا الباب طرفان: طرف من أهل كلام ونحوهم ممن هو بعيد عن معرفة الحديث وأهله لا يميز بين الصحيح والضعيف , فيشك في صحة أحاديث أو في القطع بها مع كونها معلومة مقطوعاً بها عند أهل العلم به , وطرف ممن يدعي اتباع الحديث والعمل به كلما وجد لفطاً في الحديث قد رواه ثقة أو رأى حديثاً بإسناد ظاهره الصحة يريد أن يجعل ذلك من جنس ما جزم أهل العلم بصحته".
الشيخ:
وهذا الذي قاله الأخير وحكم بأنه طرف يقع فيه كثير من الناس اليوم , تجدهم يعتمدون على ظاهر الإسناد ويصححون الحديث بناءً على ظاهره ولا ينظرون إلى الأحاديث الصحيحة التي تعتبر في السنة كالجبال , وهذه المسألة أنا دائماً أحذركم منها وأقول: إن مثل هذه الأحاديث التي ليست في الكتب المعروفة المتلاقاة عند أهل العلم إذا وردت ولو بسند ظاهره الصحة وهي تعارض الأحاديث الواضحة البينة المتلقاة بالقبول فإنه لا ينبغي للإنسان أن يعتمد عليها , فكما أننا لا نعتمد على ظاهر الإسناد لا تصحيحاً ولا تضعيفا فإنه يجب أن نحيل هذه المسائل إلى القواعد العامة في الشريعة والأحاديث التي تعتبر جبالاً راسية.
فالشيخ الآن بين رحمه الله أنه قد يكون السند صحيحاً والمتن غير صحيح , نعم , غير صحيح كما سبق من ذكر الأ وهام , كذلك بعض الناس من (اللي ) يدعون علم الحديث وأنهم أهله ورجاله تجدهم يعتمدون على حديث رواه ثقة نعم و ظاهره الصحة فيجعلونه معارضاً للأحاديث المتلقاة بالقبول المتفق على صحتها. نعم.
القارئ:
"حتى إذا عارض الصحيح المعروف أخذ يتكلف له التأويلات الباردة أو يجعله دليلاً له في مسائل العلم , مع أن أهل العلم بالحديث يعرفون أن مثل هذا غلط.