دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع (المجموعة الثانية)

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 21 ذو الحجة 1441هـ/10-08-2020م, 09:52 PM
آسية أحمد آسية أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 420
افتراضي

تحرير معنى حفدة في قوله تعالى: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة}:

أصل المعنى:
أصله من الإسراع والخفة إما في المشي أو العمل والخدمة وغيرهما، ومنه قوله في الدعاء ( وإليك نسعى ونحفد) أي نخف في مرضاتك، ومنه قول الشاعر:
حفد الولائد حولهنّ وأسلمت = بأكفّهنّ أزمّة الأجمال "
والحفد مداركة الخطو، وبعير حفاد: سريع الْمَشْي وَكَذَلِكَ الظليم.والحفدان: ضرب من سير الْإِبِل.
المسرع في الخدمة
الْخِفَّةِ فِي الْعَمَلِ، والتجمع قاله ابن فارس، وكذا قال ابن سيده، والخطابي وقال:(ومنه قولهم الدعاء وإليك نسعى ونحفد
وأصل الحفد: مداركة الخطو والإسراع في المشي وهو من فعل الخدم، قاله مكي بن ابي طالب، وابن قتيبة
قال الأصمعي: أصل الحَفْد: مداركة الخطو.

واختلف العلماء في تحديد المراد بالحفدة في الآية على ثلاثة أقوال :-
القول الأول :
-الأعوان والخدم، وهو قول ابن عباس، ومالك، والحسن، ومجاهد، و عكرمة،أبي مالكٍ، وطاووس، وأبو عبيدة معمر بن المثنى، وعبدالله بن المبارك، وابن قتيبة، وابن فارس ورجحه. وابن سيده، ومكي بن ابي طالب، والفراء، والزجاج، وابن دريد، وذكره النحاس، وغلام ثعلب، والجوهري، والأزهري، أبو عبيد القاسم بن سلام، والخطابي، الراغب الأصفهاني، وابن منظور، والزمخشري، والطيبي، والسمين الحلبي، وابن دريد.
وهذا القول يظهره أنه عام في كل من يعين ويخدم فهو حافد وهو من الحفدة، وعلى هذا القول فلأولاد، والأصهار، وغيرهم يدخلون تحته، قال ابن جرير: عن ابن عبّاسٍ، سئل عن قوله: {بنين وحفدةً} قال: " من أعانك فقد حفدك، أما سمعت قول الشّاعر:
حفد الولائد حولهنّ وأسلمت = بأكفّهنّ أزمّة الأجمال "
قال ابن الجوزي: هَذا القَوْلُ يَحْتَمِلُ وجْهَيْنِ: أحَدُهُما: أنَّهُ يُرادُ بِالخَدَمِ: الأوْلادُ، فَيَكُونُ المَعْنى: أنَّ الأوْلادَ يَخْدِمُونَ. قالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: الحَفَدَةُ: الخَدَمُ والأعْوانُ، فالمَعْنى: هم بَنُونَ، وهم خَدَمٌ.
قال ابن فارس: (الْحَاءُ وَالْفَاءُ وَالدَّالُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى الْخِفَّةِ فِي الْعَمَلِ، وَالتَّجَمُّعِ. فَالْحَفَدَةُ: الْأَعْوَانُ؛ لِأَنَّهُ يَجْتَمِعُ فِيهِمُ التَّجَمُّعُ وَالتَّخَفُّفُ، وَاحِدُهُمْ حَافِدٌ. وَالسُّرْعَةُ إِلَى الطَّاعَةِ حَفْدٌ، وَلِذَلِكَ يُقَالُ فِي دُعَاءِ الْقُنُوتِ: " إِلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ ". قَالَ:
يَا ابْنَ الَّتِي عَلَى قَعُودٍ حَفَّادْ)

وأصْلُ الحَفْدِ: مُدارَكَةُ الخَطْوِ والإسْراعُ في المَشْيِ، وإنَّما يَفْعَلُ الخَدَمُ هَذا، فَقِيلَ لَهم: حَفَدَةٌ. ومِنهُ يُقالُ في دُعاءِ الوِتْرِ: " وإلَيْك نَسْعى ونَحْفِدُ " . والثّانِي: أنْ يُرادَ بِالخَدَمِ: المَمالِيكُ، فَيَكُونُ مَعْنى الآيَةِ: وجَعَلَ لَكم مِن أزْواجِكم بَنِينَ، وجَعَلَ لَكم حَفَدَةً مِن غَيْرِ الأزْواجِ، ذَكَرَهُ ابْنُ الأنْبارِيِّ.

التخريج :
أما قول ابن عباس أخرجه الطبري من طريق أبي حمزة عنه، ومن طريق عكرمة.
وقول مالك أخرجه ابن وهب.
وقول الحسن رواه عبدالرزاق من طريق ابن التيمي عن أبيه عنه ، وأخرجه الطبري من طريق منصور عنه.
اما قول مجاهد أخرجه ابن جرير من طريق ابن أبي نجيح عنه.
اما قول عكرمة فأخرجه ابن جرير من طريق سماكٍ عنه، ومن طريق حصين عنه.
وقول ابي مالك أخرجه ابن جرير من طريق إسرائيل، عن السّدّيّ عنه
وقول طاووس ذكره ابن الماوردي وابن الجوزي، والنحاس

القول الثاني:
-الحفدة من يخدمك من ولدك وولد ولدك، فحدد بالولد وولده.
وهذا القول هو قول عكرمة، وابن عباس، وابن زيدٍ،الضّحّاك، وقتادة، ذكره ابن فارس، وابن سيده، وذكره الزجاج، وابن دريد،وذكره النحاس، والجوهري، والأزهري، والخطابي، والطيبي، والراغب الأصفهاني، الزمخشري، وابن منظور، والسمين الحلبي
قال الضّحّاك: (إنّما كانت العرب يخدمها بنوها).
قال الراغب: (قال المفسرون: هم الأسباط ونحوهم، وذلك أنّ خدمتهم أصدق)

التخريج :
قول عكرمة رواه عبدالرزاق عن معمر عن الحكم بن أبان في تفسيره
قول ابن عباس رواه ابن جرير من طريق مجاهد، وسعيد بن جبيرٍ عنه،
وقول ابن زيد أخرجه ابن جرير من طريق ابن وهب
وقول الضحاك اخرجه ابن جرير من طريق عبيد بن سليمان عنه.
أما قول قتادة أخرجه الطبري من طريق سعيد عنه.
ثم اختلف بعض هؤلاء على أقوال، فقالوا :
الأول :هم البنات، وهو قول الخليل بن أحمد، وقاله ابن سيده، وذكره الزجاج، وابن منظور.
قال الزهراوي: لأنهن خدم الأبوين، وقالوا: لأن البنات يخدمن في البيوت أتم خدمة
قالوا: لأن لفظة "البنين" لا تدل عليهن، ألا ترى أنهن ليس في قول الله تبارك وتعالى: {المال والبنون زينة الحياة الدنيا}، وإنما الزينة في الذكور.

القول الثاني:قيل أنهم كبار الأولاد، وهو قول ابن السائب، ومقاتل.
التخريج
قول ابن السائب ومقاتل ذكره ابن الجوزي

وهذا القول مبنيٌ على أن العرب يخدمها أولادها وأنهم أصدق في الخدمة.

القول الثالث :
وقيل بل هم الأصهار والأختان،( أٌقارب الزوج أو الزوجة)، وهو قول ابن مسعود، وابن عباس، ومجاهد، وابن جبير، وأبي الضحى، وإبراهيم النخعي، والفراء، وذكره ابن فارس، وذكره ابن سيده، وابن قتيبة، وذكره مكي بن ابي طالب، والفراء، والزجاج، وعبدالله بن المبارك، وابن دريد، وذكره النحاس، وغلام ثعلب، والأزهري، أبو عبيد القاسم بن سلام، والطيبي، الراغب الأصفهاني، الزمخشري، وابن منظور، والطيبي، والسمين الحلبي.
التخريج :
قول ابن مسعود أخرجه عبدالرزاق في تفسيره والطبري من طريق زرّ بن حبيشٍ عنه.
أما قول ابن عباس أخرجه الطبري من طريق عكرمة، عنه، ومن طريق علي بن أبي طلحة
أما قول مجاهد أخرجه محمد بن احمد بن نصر الرملي في جزء تفسير مسلم بن خالد من طريق ابن ابي نجيح عنه، وأخرجه الطبري عن ابن ابي نجيح.
أما قول ابن جبير فأخرجه الطبري من طريق اسرائيل عن عطاء بن السائب
أما قول أبي الضحى فأخرجه الطبري من طريق يحيى بن سعيدٍ القطّان عن الأعمش.
وقول ابراهيم اخرجه الطبري من طريق هشيم عن المغيرة.

-وقيل هم بنو امرأة الرجل من غيره ، وهو قول ابن عباس، وذكره الزمخشري، وابن منظور، والطيبي
وهذا القول قريب من سابقه وأخص منه.
التخريج:
قول ابن عباس، أخرجه ابن جرير من طريق العوفي عنه.

القول الرابع:
-الحفدة البنون وبنو البنين ومن أعانك من أهلٍ أو خادمٍ، وهو قول الحسن.
التخريج:
أخرجه الطبري من طريق سلمة عن أبي هلال عنه.

وهذا القول الأخير هو اجمع الأقوال وأرجحها فلآية تشمل كل تلك المعاني عامة، لأن كل ذلك يطلق عليهم اطلاق الحفدة والآية لم تخصص أحداً منهم دون غيره، وحمل الآية على العموم هو الأولى وقد جمع الطبري بين تلك الأقوال، فقال:
(وإذا كان معنى الحفدة ما ذكرنا من أنهم المسرعون في خدمة الرجل، المتخففون فيها، وكان الله تعالى ذكره أخبرنا أن مما أنعم به علينا أن جعل لنا حفدة تحفد لنا، وكان أولادنا وأزواجنا الذين يصلحون للخدمة منا ومن غيرنا وأختاننا الذين هم أزواج بناتنا من أزواجنا وخدمنا من مماليكنا إذا كانوا يحفدوننا، فيستحقون اسم حفدة، ولم يكن الله تعالى دلّ بظاهر تنزيله، ولا على لسان رسوله ﷺ؛ ولا بحجة عقل، على أنه عنى بذلك نوعا من الحفدة، دون نوع منهم، وكان قد أنعم بكلّ ذلك علينا، لم يكن لنا أن نوجه ذلك إلى خاص من الحفدة دون عام، إلا ما اجتمعت الأمة عليه أنه غير داخل فيهم. وإذا كان ذلك كذلك فلكلّ الأقوال التي ذكرنا عمن ذكرنا وجه في الصحة)

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir