- المجموعة الثانية:
السؤال الأول:فسّر قول الله تعالى:-
{إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8) أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)} العاديات.
{إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ؛}جواب قسم؛ أقسم الله بالعدايات على أن الإنسان بطبيعته كنود أي جحود كفور لربه و للنعم و للحق فلا تسمح نفسه بأداء ما عليه من حقوق.
{ وَإِنَّهُ} أي الإنسان { عَلَى ذَلِكَ } أي على ما هو قائم عليه من كفر وجحد الحقوق والنعم {لَشَهِيدٌ } أي يَشْهَدُ عَلَى نَفْسِهِ بالجَحْدِ والكُفْرَانِ؛ لا يمكن أن ينكره لأنه بين ظاهر واضح
والله أيضا شهيدٌ على ذلكَ.
{وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ؛}وإنه أي الإنسان لحب الخير أي المال لشديد لقوي؛ حتى حمله شدة حبه للمال على البخل
{ أَفَلَا} هلا { يَعْلَمُ} أ ي الإنسان الذي اغتر بالمال و الحرص على جمعه وتحصيله هلا يعلم { إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ } إذا أخرج الله الأموات من القبور
{و حُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ}؛ أَيْ: أظهر وبين و ميز مَا فِيهَا من الْخَيْرِ وَالشَّرِّ)
{ إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ } يوم القيامة ؛ وخص يوم القيامة بكون الله خبير مع أن الله خبير بهم في كل وقت ؛لأن يوم القيامة هو يوم الجزاء على الأعمال التي اطلع الله عليها وعلمها {لَخَبِيرٌ } لعليم مطلع على جميع أعمالهم الظاهرة والباطنة ؛ الخفية و الجلية و مجازيهم عليها
السؤال الثاني:
حرر القول في المسائل التالية:
1: معنى قوله تعالى: {في عمد ممدّدة} الهمزة.
معنى(في عمد ممددة)
ورد فيها معان:أجملتها في قولين
القول الأول :
أن العمد هي مادة التعذيب ؛ وهو قول قتادة ؛ وعليه تكون مادة العمد هي النار كما قاله السدي ذكره ابن كثير.
وهو اختيار ابن جرير ؛وحمل الآية على ظاهرها و لم يرجح في تفصيل العذاب بالعمد.
وقد ورد في تفصيل العذب بالعمد أٌقول
قيل :أدخلهم في عمدٍ فمدّت عليهم بعمادٍ، في أعناقهم السلاسل فسدّت بها الأبواب. قول العوفيّ: عن ابن عبّاسٍ. ذكره ابن كثير
وقيل
كَائِنِينَ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ مُوثَقِينَ، ذكره الأشقر
وقيل
{في عمدٍ ممدّدةٍ}. يعني: القيود الطّوال.. قاله أبو صالحٍ. ذكره ابن كثير
القول الثاني
أن العمد ليست مادة التعذيب بل هي صفة لمؤصدة وفيها معنيان
المعنى الأول :
مؤصدة بعمد ممددة.و العمد َ أَوْتَادُ الْأَطْبَاقِ الَّتِي تُطْبَقُ والمعنى أن النار مطبقة عليهم بِأَوْتَادٍ مُمَدَّدَةٍ؛وهو قول ابن مسعود , وهي في قراءته "إنها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٍ بِعَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ". ذكره ابن كثير عنه و ذكره السعدى والأشقر
قَالَ مُقَاتِلٌ: أُطْبِقَتِ الأبوابُ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ شُدَّتْ بِأَوْتَادٍ من حَدِيدٍ، فَلا يُفْتَحُ عَلَيْهِمْ بَابٌ، وَلا يَدْخُلُ عَلَيْهِمْ رَوْحٌ....... ذكره الأشقر
وعليه تكون مادة العمد الحديد؛ كما قاله عطيّة العوفيّ. ذكره ابن كثير
المعنى الثاني
أن العمد هي الأبواب وهو قول عكرمة عن ابن عباس ذكره ابن كثير
والمعنى: الأبواب هي الممدودة.
2: معنى السؤال عن النعيم في قوله تعالى: {ثم لتسألنّ يومئذ عن النعيم} التكاثر.
المراد بالنعيم
ذكر المفسرون في المراد بالنعيم أقولا عن السلف ؛ وكل ذلك من قَبِيلِ التَّمْثِيلِ لَا الْحَصْرِ ،وإلا فالآية عامة في كل ما أنعم الله به على عباده من الصحة ، وَكَمَالُ الْخِلْقَةِ وَالْعَافِيَةِ؛ والأمن ؛وَالْفَرَاغِ، وطيب النفس ؛ ولذة النوم؛ وَمَلاذِّ المَأْكُولِ وَالمَشْرُوبِ، وَعَنْ بَارِدِ الشرابِ، وَظِلالِ المَسَاكِنِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ النِّعَمِ ؛ فَإِنَّ نِعَمَ اللَّهِ عَدِيدَةٌ ، كَمَا قَالَ تعالى :{ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}.
واستثنني من ذلك ثلاث؛قال عمر : يا رسول اللّه، إنّا لمسؤولون عن هذا يوم القيامة؟ قال: (: ((نعم، إلاّ من ثلاثةٍ: خرقةٍ لفّ بها الرّجل عورته، أو كسرةٍ سدّ بها جوعته، أو جحرٍ يدخل فيه من الحرّ والقرّ)).. تفرّد به أحمد.
المراد بالسؤال
سؤال :عن شكر الله على نعمه التي أنعم بها ؛ وسؤال العباد فيم استعملوها؟
والمعنى هلْ قمتمْ بشكرهِ، وأديتمْ حقَّ اللهِ فيهِا، ولمْ تستعينوا بهِا على معاصيهِ، أم اغتررتمْ بهِ، ولمْ تقوموا بشكرهِ؟ بلْ ربما استعنتمْ بهِ على معاصي اللهِ.