دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > النحو والصرف > عوامل الجرجاني

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 جمادى الآخرة 1431هـ/11-06-2010م, 01:07 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي النوع العاشر: الأفعال الناقصة ترفع الاسم وتنصب الخبر

النوع العاشر: الأفعال الناقصة ترفع الاسم وتنصب الخبر، وهي ثلاثة عشر فعلا: (كان، وصار، وأصبح، وأمسى، وأضحى، وظلَّ، وبات، وما دام، وما زال، وما برح، وما انفكَّ، وما فَتِئَ، وليس).

  #2  
قديم 22 رجب 1431هـ/3-07-2010م, 11:20 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح العوامل المائة للشيخ خالد الأزهري


النوع العاشر
الأفعال الناقصة
وهي ترفع الاسم وتنصب الخبر
نحو: {كان الله عليما حكيما}.
لما فرغ المصنف عن بيان النوع التاسع شرع في بيان النوع العاشر – أي: النوع العاشر من ثلاثة عشر نوعا:
الأفعال الناقصة:
وإنما سميت هذه الأفعال ناقصة لأنها لا تستغني بالمرفوع عن المنصوب.
بخلاف التامة فإنها تستغني بالمرفوع عن المنصوب. وهي ثلاثة عشر فعلا: أي الأفعال الناقصة ثلاثة عشر فعلا على ما ذكره المصنف، وإلا فهي أكثر من ذلك.
الأول منها:
كان
وهي لاتصاف المخبر عنه بالمخبر في الزمان الماضي.
إما مع الدوام والاستمرار من غير دلالة على عدم سابق وانقطاع لاحق نحو: {كان الله عليما حكيما}.
فكان: من الأفعال الناقصة تطلب الاسم والخبر.
فلفظ الله: اسم كان.
وعليما: خبر كان – وحكيما: خبر بعد خبر.
وإما مع الانقطاع يعني كان تدل على أمر وقع في الزمان الماضي ثم انقطع نحو:
كان زيد غنيا وهو اليوم فقير.
وكان عمرو جاهلا وهو اليوم عالم.
وكان بكر مريضا وهو اليوم صحيح.
وكان تكون ناقصة كما ذكره.
وتامة بمعنى: وجد – ووقع – وحدث.
نحو: كان زيد: أي وجد زيد – وكان الأمر: أي وقع الأمر، وحدث.
وزائدة: أي وجودها كعدمها.
وكونها زائدة بشرطين: -
الأول: أن يكون "كان" بلفظ الماضي.
والثاني: أن يقع كان بين شيئين:
إما بين مسند إليه ومسند.
نحو ما كان أحسن زيدا.
فما: مبتدأ.
وأحسن: فعل التعجب – والضمير المستتر في أحسن فاعله- والجملة الفعلية في محل الرفع خبر لـ"ما".
وكان زائدة بين مسند إليه وهو "ما" وبين مسند وهو أحسن. وزيدا: مفعول به.
وإما بين صفة وموصوف.
فكيف إذا مررت بدار قوم = وجيران لنا كانوا كرام
فكرام: صفة لجيران – تقديره: جيران كانوا كرام لنا.
وكان: مع ضميرها زائدة كما ذهب إليه الخليل وسيبويه – وأما المبرد فيقول: إن الواو في (كانوا) اسم كان – ولنا: جار ومجرور خبر كان.
قال: وجيران كرام كانوا لنا.
ودليل المبرد أن كان مع الضمير لا تلغى – وقد اتصل بها الواو – فكيف تلغى؟
وجواب الخليل وسيبويه: أن ظننت تلغى عن العمل مع اتصال الضمير به نحو قولك: زيد منطلق ظننت.
فظننت تأخرت عن المفعولين – وقد ألغيت عن العمل مع اتصال الضمير بها.
فعلى ما ذهب إليه الخليل وسيبويه يكون محل لنا مخفوضا على أنه صفة لجيران.
وعلى ما ذهب إليه المبرد يكون محل "لنا" منصوبا على أنه خبر كان.
وقد تكون كان زائدة بين اسم إن وخبره.
إذا كان الخبر ظرفا – وجارا ومجرورا: نحو:
إن عندك كان زيدا.
فإن: من الحروف المشبهة بالفعل لتأكيد مضمون الجملة.
وزيدا: اسم إن.
وعندك: ظرف خبر مقدم على اسم إن.
وإن من أفضلهم كان زيدا.
فإن: من الحروف المشبهة بالفعل لتأكيد مضمون الجملة تطلب الاسم والخبر.
وزيدا: اسم إن.
ومن أفضلهم: جار ومجرور خبر مقدم على اسم إن.
وكان: زائدة – لأنها وقعت بين اسم إن وخبرها.
وتقدير الظرف: "إن عندك زيدا".
وتقدير الجار والمجرور: إن من أفضلهم زيدا.
ومضمرا فيها ضمير الشأن – نحو: كان زيد قائم.
أي مضمرا في كان ضمير الشأن – وهو اسم كان – والجملة الاسمية بعدها خبر كان – ومحلها منصوب.
فكان: من الأفعال الناقصة تطلب الاسم والخبر – والضمير المستتر فيها هو عبارة عن الشأن – اسم كان.
وزيد: مبتدأ.
وقائم: خبر عن زيد – والجملة الاسمية في محل النصب خبر كان- تقديره: كان الشأن زيد قائم.
وإذا قلت: كان طعامك زيد آكل.
فكان: من الأفعال الناقصة: والضمير فيه مستتر عبارة عن الشأن اسم كان.
وطعامك: مفعول آكل مقدم عليه.
وزيد مبتدأ – وآكل – خبر عن زيد.
والجملة الاسمية في محل النصب خبر لكان تقديره: كان الشأن زيد آكل طعامك.
وكان أنت خير من زيد.
فضمير الشأن اسم كان.
وأنت: مبتدأ.
وخير: خبر المبتدأ.
والجملة الاسمية في محل النصب خبر كان.
ومن زيد: متعلق بخير في محل النصب خبر كان.
تقديره: كان الشأن أنت خير من زيد.
وقد تكون كان بمعنى "كفل" يقال:
كان الرجل الصبي – إذا كفله-
(كان ليس مما يدخل على مبتدأ وخبر)
وإنما هو فعل بمنزلة نصر – وضرب – هذا ما ذكره اللغويون في غرائب اللغات.
وقد جاء اسم كان نكرة وخبرها معرفة.
قفي قبل التفرق يا ضباعا = ولا يك موقف منك الوداعا
فلا: للنهي.
ويك: من الأفعال الناقصة تطلب الاسم والخبر.
وموقف: اسم يك – وهو نكرة.
والوداعا: خبر يك وهو معرفة.
واعلم أن جميع المتصرفات من كان: يكون – وكن - ولا تكن – وكائن، وكون.... حكمها حكم كان في كونها تامة وناقصة نحو:
كان زيد قائما – ويكون عمرو صائما، وكن قائما.
فكن: من الأفعال الناقصة تطلب الاسم والخبر.
واسم كن ضمير مستتر في كن استتارا واجبا – وهو أنت.
وقائما: خبر كن.
- ولا تكن قاعدا-
فلا: للنهي.
وتكن: من الأفعال الناقصة مجزوم بلا الناهية تطلب الاسم والخبر واسم لا تكن ضمير مستتر في لا تكن استتارا واجبا – وهو أنت-
وقاعدا: خبر لا تكن.
-وأحسن إلى زيد فإنه كائن أخاك.
وأحسن: فعل وفاعل.
وإلى زيد: جار ومجرور متعلق بأحسن.
الفاء: للتنبيه.
وإن: من الحروف المشبهة بالفعل لتأكيد مضمون الجملة.
والهاء: في محل النصب اسم إن.
وكائن: خبر إن – وكائن: اسم فاعل من متصرفات كان يطلب الاسم والخبر – والضمير فيه راجع إلى زيد اسم كائن.
وأخاك: خبر كائن – وعلامة النصب في أخاك الألف لأنه من الأسماء الستة.
"وكونك أخاه عليك جديد"
فكون: مبتدأ مضاف – والكاف: مضاف إليه، وهو اسم كون.
وأخاه: خبر كون – وخبر كون منصوب وعلامة النصب فيه الألف لأنه من الأسماء الستة.
وأخاه: مضاف – والهاء: مضاف إليه.
وجديد: خبر المبتدأ.
وعليك: جار ومجرور متعلق بجديد.
وقد يحذف نون مضارع كان المجزوم – وذلك الحذف بشروط:
الأول منها: أن يكون بلفظ المضارع.
والثاني منها: أن يكون مجزوما.
والثالث منها: أن يكون موقوفا عليها.
والرابع منها: ألا يكون موصوفا بضمير نصب.
والخامس منها: أن يكون بساكن كقوله تعالى: {ولم أك بغيا}
أصله: أكون – فحذفت الضمة للجازم – والواو للساكنين – والنون للتخفيف فحذف الضمة للجازم وحذف الواو للساكنين واجبان.
وحذف النون للتخفيف جائز.
ولا يجوز الحذف في نحو: {لم يكن الذين كفروا}.
لأجل اتصال الساكن – لأنه إذا اجتمع الساكنان – فإذا حرك، حرك بالكسر – فالنون مكسورة لأنها ممتنع الحذف لقوتها بالحركة.
ولا يجوز الحذف في نحو أن يكنه لاتصال الضمير المنصوب بها.
2 – صار
نحو صار زيد غنيا.
أي: الثاني منها صار، نحو: صار زيد غنيا.
وهي للانتقال: -
إما من صفة إلى صفة أخرى نحو: صار زيد غنيا.
أي: انتقل زيد من صفة الفقر إلى صفة الغناء.
فصار: من الأفعال الناقصة تطلب الاسم والخبر.
وزيد: اسم صار.
وغنيا: خبر صار.
وإما من حقيقة إلى حقيقة أخرى، نحو:
صار الطين خزفا.
وتامة:
أي: - وصار تكون تامة بمعنى ذهب، وانتقل.
إما من مكان إلى مكان آخر – وتتعدى بإلى نحو: صار زيد إلى بلد كذا أي: ذهب زيد من بلد كذا إلى بلد كذا.
فصار هنا تامة – وزيد اسم صار.
وإما من ذات إلى ذات نحو:
صار زيد من عمرو إلى بكر أي انتقل من عمر إلى بكر.
والفرق بين كان وصار:
أن صار يدل على الانتقال من حال إلى حال بخلاف كان فإنه يدل على ثبوت خبرها لاسمها ثبوتا ماضيا أو منقطعا.
3 – وأصبح
نحوك أصبح زيد قائما.
أي: الثالث منها- أصبح – وهي لاتصاف المخبر عنه بالخبر في الصباح.
نحو: أصبح زيد قائما.
فأصبح: من الأفعال الناقصة تطلب الاسم والخبر.
وزيد: اسم أصبح.
وقائما: خبره.
وتامة: بمعنى الدخول في الوقت نحو: أصبح زيد، أي زيد دخل في وقت الصباح.
فأصبح: تامة.
وزيد اسم أصبح.
وبمعنى صار- نحو: أصبح زيد غنيا.
أي تكون أصبح بمعنى صار من غير أن يقصد به الوقت المعين، ويكون لأصبح اسم – وخبر نحو: أصبح زيد غنيا – أي: انتقل زيد من صفة الفقر إلى صفة الغنا.
4 – وأمسى
نحو: أمسى زيد غنيا.
أي: الرابع منها أمسى – وهي لاتصاف المخبر عنه بالخبر في المساء، نحو: أمسى زيد غنيا.
فأمسى: من الأفعال الناقصة التي تطلب الاسم والخبر.
وزيد اسم أمسى.
وغنيا: خبره-
5 – وأضحى
نحو: أضحى زيد ورعا-
أي الخامس منها أضحى – وهي لاتصاف المخبر في الضحى
نحو: أضحى زيد ورعا.
فأضحى: من الأفعال الناقصة تطلب الاسم والخبر.
وزيد: اسم أضحى.
وورعا: خبر أضحى.
وكل واحدة من أمسى وأضحى كما تكونان ناقصتين تكونان تامتين إذا أريد بهما الدخول في الوقت المعين نحو: أمسى زيد. وأضحى زيد.
أي: دخل في وقت المساء والضحى.
6- و"ظل"
نحو: ظل زيد سائرا.
أي السادس منها ظل. وهي لاتصاف المخبر عنه بالخبر في الوقت الخاص وهو النهار – نحو: ظل زيد سائرا.
فظل: من الأفعال الناقصة تطلب الاسم والخبر.
وزيد: اسم ظل.
وسائرا: خبر ظل.
وبمعنى صار.
أي تكون ظل بمعنى صار نحو: {ظل وجهه مسودا} أي صار وجهه مسودا.
7 – و"بات"
نحو: بات زيد حزينا.
السابع منها بات – وهي لاتصاف المخبر عنه بالخبر ليلا نحو: بات زيد حزينا.
فبات من الأفعال الناقصة تطلب الاسم والخبر.
وزيد: اسم بات.
وحزينا: خبره.
وتجيء ظل وبات تامتين أيضا – نحو: ظلت بمكان كذا – وبت بيتا طيبا.
8 – و– ما زال
نحو: ما زال زيد ذاكرا.
أي: الثامن منها ما زال وهي للاستمرار.
فإذا قلت: ما زال زيد أميرا – فمعناه: استمرار إمارته من زمان قابليته وصلاحيته للإمارة.
أما اعتبار دلالتها على الاستمرار فلأن النفي مأخوذ في معناها – فإذا أدخلت ما عليها كان معناها نفي النفي – ونفي النفي استمرار الثبوت. وأما اعتبار الصلاحية والقابلية – فمعلومة عقلا.
9 – و– ما برح
نحو: ما برح زيد كريما.
التاسع منها: ما برح – وهي بمعنى ما زال – من برح: أي زال – ومنه: البارحة – لليلة الماضية.
فما برح: من الأفعال الناقصة تطلب الاسم والخبر.
زيد: اسم ما برح.
وكريما: خبره.
10 – و– ما فتئ
نحو: ما فتئ بكر محسنا.
أي: العاشر منها – ما فتئ بالهمزة.
فما فتئ: من الأفعال الناقصة، تطلب الاسم والخبر.
وبكر: اسم ما فتئ.
ومحسنا: خبره.
11 – و– ما انفك
نحو ما انفك عمرو جالسا.
أي: الحادي عشر منها: ما انفك: أي ما انفصل.
فما انفك: من الأفعال الناقصة تطلب الاسم والخبر.
وعمرو: اسم ما انفك.
وجالسا: خبره.
12- و– ما دام.
نحو: أجلس ما دام زيد جالسا.
أي: الثاني عشر منها: ما دام – وهي لتوقيت أمر بمدة ثبوت خبرها لفاعلها – نحو: أجلس ما دام زيد جالسا، أي أجلس مدة دوام جلوس زيد.
وسميت "ما" هذه ظرفية لنيابتها عن الظرفية.
ومصدرية لتأويلها بمصدر – التقدير مدة دوام جلوس زيد.
فما دام لا بد أن يشفع هنا – بزيد جالسا. وإلا لم يحصل من المجموع كلام ولا يفيد فائدة تامة.
13 – و– ليس
نحو: ليس زيد قائما.
أي: الثالث عشر منها: ليس – وهي لنفي مضمون الجملة في زمان الحال كقولك: ليس زيد قائما، أي الآن، وهذا هو مذهب الجمهور.
وقيل: هي لمضمون الجملة مطلقا – ولذا تقيد تارة بزمان الحال كما تقول: "ليس زيد قائما الآن".
وتارة تقيد بزمان المستقبل – نحو قوله تعالى: {ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم}.
وليس: هو فعل لا ينصرف – ووزنه فعل بالكسر، ثم التزم تخفيفه ولم يقدر فعل بالفتح لأنه لا يخفف – ولا: فعل بالضم لأنه لم يوجد في بابي العين إلا هبؤ – وسمع لست بضم اللام فيكون على هذه اللغة كهيؤ.
وزعم ابن السراج أنه حرف بمنزلة – ما -.
وقولهم: ليس الطيب إلا المسك بالرفع –
فكلمة: ليس محمولة على ما التميمية لا الحجازية.
وقال بعضهم: اسم ليس ضمير الشأن – وقوله: الطيب إلا المسك جملة خبر ليس – وهذا القول لا يخلو عن ضعف لأن الجملة مع إلا المتوسطة
بين المبتدأ والخبر خبر مع ضمير الشأن قليل الوجود.
وأما كون المسك منصوبا فلا إشكال.
وقد يجب تقديم خبر كان على كان واسم كان إذا كان الخبر متضمنا لمعنى الاستفهام نحو: من كان أخوك.
فأخوك: اسم كان.
ومن: خبر كان مقدما على كان واسمه-.
وقد يجب تأخير خبر كان عن اسمه نحو: كان فتاك مولاك.
ففتاك: اسم كان.
ومولاك: خبر كان يجب تأخيره عن الاسم لئلا يلتبس الخبر بالاسم.
وما كان زيد إلا في الدار، وإنما كان زيد في المسجد.
يجب تأخير الخبر عن الاسم لئلا ينقلب الحصر المطلوب.
وقد يمتنع تأخير خبر كان عن اسمه – بل يجب تقديم الخبر على الاسم، وذلك فيما اشتمل الاسم على ضمير ما في الخبر – فيجب فيه تقديم الخبر إما على الاسم أو الفعل نحو: كان شريك هند أخوها.
فأخوها: اسم كان –
وشريك هند: خبر كان – يجب تقديمه على كان لئلا يلزم الإضمار قبل الذكر كما مر –
ولو كان قبل الفعل مصدرا أي مستحقا للصدر تعين التوسط نحو: هل كان شريك هند أخوها.
فأخوها: اسم كان.
وشريك هند: خبر كان –
يجب توسط الخبر بين اسم كان وكان – ولا يجوز تقديمه على كان لأن كان مع هل يمنع التقديم – ولا يجوز التأخير عن الاسم حيث يقال: هل كان أخوها شريك هند – لأنه يلزم الإضمار قبل الذكر فيجب التوسط –
وجوز أبو علي الفارسي تقديم خبر ليس مستدلا بقوله تعالى: {ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم} وذلك لأن: {يوم} متعلق {بمصروفا} – وقد تقدم على ليس – وتقدم المعمول يؤذن بجواز تقدم العامل وهو (مصروف).
والجواب: أنهم توسعوا في الظروف ما لا يتوسعوا في غيرها.

  #3  
قديم 22 رجب 1431هـ/3-07-2010م, 11:22 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي وسائل الفئة للشيخ: بدر الدين العيني


قوله: "النوع العاشر" أي النوع العاشر من الأنواع الثلاثة عشر: الأفعال الناقصة، وإنما سميت ناقصة؛ لأنها سلبت الدلالة على الحدث وإنما تدل على الزمان فقط، لأنك إذا قلت: كان زيد قائما كان بمنزلة قام زيد، في أنه يدل على قيام فيما مضى.
قوله: "ترفع الاسم وتنصب الخبر" يعنى ترفع المبتدأ وتنصب الخبر، لمشابهتها الأفعال المتعدية في اقتضاء معانيها شيئين.
قوله: "وهي" أي الأفعال الناقصة ثلاثة عشر فعلا، فيصير المجموع بهذه ستة وسبعين عاملاً.
قوله: "كان" أي الأول "كان"، نحو: {وكان الله عليما حكيما} [سورة النساء: 4/17].
واعلم أن كان على أربعة أقسام: ناقصة كما ذكرنا.
وتامة بمعنى وجد ووقع نحو: كان الأمر، فلا يفتقر إلى المنصوب، ويتم بالمرفوع ومنه قوله تعالى: {كيف نكلم من كان في المهد صبيا} [سورة مريم: 19/29]، أي وجد، وصبيا حال دون خبر.
والثالث: التي فيها ضمير الشأن، نحو: كان أنت خير من زيد، أي كان الشأن أنت خير من زيد وهي الناقصة بعينها.
والرابع: أن تكون مزيدة، نحو: ما قيل: إن من أفضلهم كان زيد.
قوله: "وصار" أي الثاني "صار"، نحو: صار زيد غنيا، والفرق بين "كان" و"صار" أن "كان" تدل على الاستمرار والدوام، وصار تدل على التجدد والحدوث، ولذلك يجوز أن يقال كان الله، ولا يجوز صار الله، وقد تستعمل صار بمعنى ذهب وانتقل نحو: صار زيد إلى عمرو، فهي في هذا المعنى تامة.
قوله: "وأصبح" أي الثالث "أصبح"، نحو: أصبح زيد فقيها.
قوله: "وأمسى" أي الرابع "أمسى"، نحو: أمسى الفقير غنيا.
قوله: "وأضحى" أي الخامس "أضحى"، نحو: أضحى الأمير مسرورا.
واعلم أن هذه الأمثلة الثلاثة تجيء على ثلاثة معان:
الأول: أن يقترن مضمون الجملة بالأوقات الخاصة التي هي الصباح والمساء والضحى فيكون لها اسم وخبر نحو: أصبح زيد قائما.
والثاني: أن تكون بمعنى الدخول في هذه الأوقات الجارية مجرى أعتم وأظهر، فتكون تامة نحو: أصبح زيد أي دخل في الصباح، وكذلك أمسى وأضحى.
والثالث: أن تكون بمعنى صار من غير أن يقصد بها الدخول في الأوقات المعينة، ويكون لها اسم وخبر كما كان لصار نحو: أصبح زيد غنيا، وأمسى زيد أميرا.
قوله: "وظل" أي السادس "ظل"، نحو: ظل زيد كريما.
قوله: "وبات" أي السابع "بات"، نحو: بات زيد صحيحا.
واعلم أن "ظل وبات" يجيئان على معنيين، إما اقتران مضمون الجملة بالوقتين الخاصين أو كينونتهما بمعنى صار، ولا يكونان تامتين.
قوله: "ومازال" أي الثامن "مازال"، نحو: مازال زيد كاتبا.
قوله: "وما فتئ" أي التاسع "ما فتئ"، نحو: ما فتئ زيد عالما، وفتئ بالهمزة معناه زال.
قوله: "وما انفك" أي العاشر "ما انفك"، نحو: ما انفك زيد كريما.
قوله: "وما برح" أي الحادي عشر "ما برح"، نحو: ما برح زيد عطوفا.
قوله: "وما دام" أي الثاني عشر "ما دام"، نحو: ما دام زيد أميرا.
واعلم أن كلمة "ما" في أول هذه الأفعال نافية غير التي ما دام دخلت على ما فيه معنى النفي فجرى مجرى الإيجاب؛ لأن نفي النفي إثبات، وأما التي في ما دام فمصدرية، وهي وما في حيزها في تأويل المصدر، والمصدر ساد مسد الزمان كما في آتيك خفوق النجم، فإذا قلت: اجلس ما دام زيد جالسا كان المعنى دوام جلوسه أي مدة دوام جلوسه.
قوله: "وليس" أي الثالث عشر كلمة "ليس"، وهي ككان وصار في رفع الاسم ونصب الخبر نحو: ليس زيد قائما.
واعلم أن ليس لنفي الحال، تقول: ليس زيد منطلقا الآن، ولا تقول: غدًا، وهو فعل غير متعد ولا متصرف على المذهب الصحيح بدليل لحوق الضمائر وتاء التأنيث الساكنة، وقيل: إن أصله ليس بكسر الياء، ولكنه لما لم يتصرف التزم عينه السكون ليكون دليلا على جموده، وكونه غير متصرف نحو: ليست، ولو كان متصرفا لقيل: لاس كهاب أو ترك على الأصل كصيد.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
العاشر, النوع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir