دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > السلوك والآداب الشرعية > متون الآداب الشرعية > حلية طالب العلم

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #4  
قديم 28 ربيع الثاني 1430هـ/23-04-2009م, 05:11 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي شرح الشيخ سعد بن ناصر الشثري (مفرغ)




القارئ :
قال المؤلف غفر الله له ولشيخنا :
الفصل الثالث : أدب الطالب مع شيخه
رعاية حرمة الشيخ:
بما أنّ العلم لا يؤخذ ابتداء من الكتب بل لا بد من شيخ تتقن عليه مفاتيح الطلب ، لتأمن من العثار والزلل ، فعليك إذاً بالتحلي برعاية حرمته ، فإنّ ذلك عنوان النجاح والفلاح والتحصيل والتوفيق ، فليكن شيخك محل إجلال منك وإكرام وتقدير وتلطف ، فخذ بمجامع الآداب مع شيخك في جلوسك معه ، والتحدث إليه ، وحسن السؤال والاستماع ، وحسن الأدب في تصفح الكتاب أمامه ومع الكتاب ، وترك التطاول والمماراة أمامه ، وعدم التقدم عليه بكلام أو مسير أو إكثار الكلام عنده ، أو مداخلته في حديثه ودرسه بكلام منك ، أو الإلحاح عليه في جواب ، متجنباً الإكثار من السؤال ، ولا سيما مع شهود الملأ ، فإنّ هذا يوجب لك الغرور وله الملل.
ولا تناده باسمه مجرداً ، أو مع لقبه كقولك : يا شيخ فلان! بل قل : يا شيخى! أو يا شيخنا! فلا تُسمِّه ، فإنه أرفع في الأدب ، ولا تخاطبه بتاء الخطاب ، أو تناديه من بعد من غير اضطرار.
وانظر ما ذكره الله تعالى من الدلالة على الأدب مع معلم الناس الخير صلى الله عليه وسلم في قوله : (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً) الآية.
و كما لا يليق أن تقول لوالدك ذي الأبوة الطينية : "يا فلان " أو: "يا والدي فلان " فلا يجمل بك مع شيخك.
والتزم توقير المجلس ، وإظهار السرور من الدرس والإفادة به.
و إذا بدا لك خطأ من الشيخ ، أو وهم فلا يسقطه ذلك من عينك ، فإنه سبب لحرمانك من علمه ، ومن ذا الذي ينجو من الخطأ سالماً ؟ واحذر أن تمارس معه ما يضجره ، ومنه ما يسميه المولدون : "حرب الأعصاب " ، بمعنى : امتحان الشيخ على القدرة العلمية والتحمل.
وإذا بدا لك الانتقال إلى شيخ آخر ، فاستأذنه بذلك ؛ فإنه أدعى لحرمته ، وأملك لقلبه في محبتك والعطف عليك
إلى آخر جملة من الأدب يعرفها بالطبع كل موفق مبارك وفاء لحق شيخك في "أبوته الدينية " ، أو ما تسميه بعض القوانين باسم "الرَّضاع الأدبى " ، وتسمية بعض العلماء له "الأبوة الدينية " أليق ، وتركه أنسب.
واعلم أنه بقدر رعاية حرمته يكون النجاح والفلاح ، وبقدر الفوت يكون من علامات الإخفاق.
تنبيه مهم:
أعيذك بالله من صنيع الأعاجم ، والطرقية ، والمبتدعة الخلفية ، من الخضوع الخارج عن آداب الشرع ، من لحس الأيدي ، وتقبيل الأكتاف ، والقبض على اليمين باليمين والشمال عند السلام ، كحال تودد الكبار للأطفال ، والانحناء عند السلام ، واستعمال الألفاظ الرخوة المتخاذلة : سيدي ، مولاي ، ونحوها من ألفاظ الخدم والعبيد.
وانظر ما يقوله العلامة السلفي الشيخ محمد البشير الإبراهيمي الجزائري (م سنة 1380 هـ) رحمه الله تعالى في "البصائر " ؛ فإنه فائق السياق.
الشيخ :
هذا هو الأدب الثامن عشر من آداب طالب العلم وهو من أدب الطالب مع شيخه ، وتقدم معنا قسمان :
الأول : أدب الطالب فيما يتعلق بنفسه.
الثاني : الآداب المتعلقة بكيفية الطلب والتلقي.
الأول من آداب الطالب مع شيخه : رعاية حرمة الشيخ ، وذلك لأنّ الله جل وعلا رفع من شأن المعلمين وهذا معلم فهو يعلمك ، فقد استفدت منه علما فهو صاحب فضل عليك ، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله ، ثم الأمر الآخر أنّ الشيخ يبث العلم ، فعندما تحُفظ حرمته وتُراعى يكون ذلك سببا من أسباب تلقي العلم عنه ، فإذا لم تُراعى حرمته وتمّ احتقاره أو إهماله لم يعرفه الناس ، ولم يأخذوا من علمه ، ويختار الشيخ المتقن ليأمن من العثار ويأمن من الزلل ، قال المؤلف : (فليكن شيخك محل إجلال منك) يعني تقدير واحترام (وإكرام وتقدير وتلطف) والتقدير معرفة المقدار ، والتلطف يعني تسهيل النفس وتخفيضها عند مقابلته ، ويكون هذا في طريقة الجلوس وطريقة الحديث وفي اختيار الأسئلة ، وفي (حسن الأدب في تصفح الكتاب أمامه) ، وفي( ترك التطاول) يعني معرفة أنّ للنفس فضلا على الآخرين ، أو (و ترك المماراة) أيضا وهو الحديث العقيم والمناقشة غير الهادفة ، وكذلك من آداب التلميذ مع شيخه (عدم التقدم عليه بكلام) إذا جاءت مسألة ينتظر فلا يتكلم حتى يتكلم شيخه ، وإذا بدأ في المجلس يبتدئ الشيخ قبل تلميذه ، وهكذا أيضا في المسير فلا يتقدم عليه بالسير ، (ولا يكثر الكلام عند شيخه) لئلا يشوش عليه ، ولئلا يكون صارفا لفهمه عن فهم كلام شيخه ، قال وعدم التقدم عليه يشمل أيضا عدم معارضته والرد عليه أو (الإلحاح عليه في جواب) إذا سُئل فسكت فإنه يحافظ الأدب معه فلا يسأل مرة أخرى ، ويتجنب (الإكثار من السؤال) لعله أن يأتي في كلام شيخه فيما يأتي ، خصوصا إذا كان هناك جماعة يشاهدون الموقف ، فإنه حينئذ يكون حفظ الأدب مع الشيخ أولى ، إذا لم يحافظ الإنسان على هذه الآداب فقد يظن أنّ في نفسه زودة و أنه عنده علم ليس عند شيخه ، فيورثه ذلك الغرور ، و يورث الشيخ الملل منه.
وهكذا يناديه بما يكون أحب إلى نفسه من الأسماء التي فيها إجلال له ومعرفة لحقه ، كذلك يجتنب الطالب أن ينادى على شيخه من مكان بعيد ، وإذا كان الشيخ بعيدا فلا تناده حتى تقرب منه فتكلمه فتناديه ، وذلك لأنه إذا كان بعيدا فناديته قد يكون ذلك سببا من أسباب جرأة الناس عليه ، وهكذا أيضا إذا خاطبه الإنسان عن بعد ، فإنه سيتطلب منه أن يرفع صوته بالجواب ، وهذا من الأمور غير المستحسنة عند العرب ، هكذا أيضا (لا تناده باسمه) لأنه لا يحسن أن تنادي والدك باسمه وهكذا أيضا الأب من التعلم.
كذلك مجلس الشيخ يحفظ الإنسان الأدب فيه ويوقره ويظهر للشيخ ولغيره أنه قد استفاد من هذا الدرس وأنه فرحٌ به وهكذا ،كذلك إذا وقع من الشيخ خطأ لأنّ الشيخ غير معصوم ، فحينئذ لا ينبغي به أن يشهر به ، ولا أن يسقط من عينه فإنّ هذا سبب من أسباب الحرمان من العلم ، لأنّ ما من أحد إلا و قد يقع في الزلل ، وهكذا أيضا يجتنب الإنسان ما يؤدي إلى نُفرة الشيخ وعدم تقبله الكلام منك ، ولهذا صور :
الصورة الأولى : مطالبة الشيخ بأن يتحدث في مسائل لم يجتهد فيها ، والإلحاح عليه في ذلك.
الثاني : تكرار السؤال على الشيخ ليتحدث في أمور يرى الشيخ عدم الجواب فيها من باب السياسة الشرعية ، كذلك إذا كان الشيخ يخشى من عقوبة قد لا يتكلم ، إما عاقبة سيئة للناس أو يوجد خصومة بينهم فالشيخ سيترك ذلك ، فعندما تلح لطلب الحديث منه فإنك تحرجه في مثل ذلك ، ومما ذكره الشيخ هنا أن يقوم التلاميذ بامتحان شيخهم ليعرفوا قدرته على التحمل أو يصبر أو ما يصبر فهذا أيضا يخالف الأدب ، فإن قال قائل : قد وجد اختبارات للمحدثين فيما مضى فتلك الإختبارات ليس من تلميذ لشيخه ، ثم إنّ تلك الامتحانات لفائدة بمعرفة الصادق من الكاذب في الرواية ، فهذه الإختبارات توصل طالب العلم إلى درجة التلقي منه ، وأما من ثبت تحريته قبل ذلك فلا يحسن أن تطرح عليه هذه المسائل المشكلة ، نعم .
قال : (وإذا بدا لك الإنتقال من شيخ إلى شيخ آخر) فاستأذن الشيخ الأول حفاظا لحرمته ، ولتبقى المودة بينك وبين شيخك ويستمر في العطف عليك ، ذكر المؤلف ماذا يسمى المعلم ؟ بعضهم يقول : (أبوك من الرضاعة الأدبية) ، وبعضهم يقول : (هذه الأبوة الدينية ) هذا كلام في المصطلحات ، قال المؤلف : (اعلم أنه بقدر رعاية حرمة الشيخ) يكون نجاحك وفلاحك ، وكلما تركت حرمة الشيخ أدى بك ذلك إلى الإخفاق وعدم الاستفادة ، وهناك ثلاثة إن لم يكرموا لم يعطوا منهم : المعلم ، نعم.
ثم قال : وانتبه فإنّ كونك تحفظ الأدب مع الشيخ لا يعني أن تغلوَ فيه من مثل لحس يده أو تقبيلها ، أو تقبيل الكتف فهذه كلها ليست مشروعة ، ولا يقال بأنّ هذا من التلقي على المشايخ ، لأنّ هذه الأفعال غير محمودة في الشرع ومثله أيضا الإنحناء عند السلام والتخضع في الكلام ، نعم.

القارئ :
قال المؤلف : غفر الله له ولشيخنا
التاسع عشر رأس مالك - أيها الطالب - من شيخك :
القدوة بصالح أخلاقه وكريم شمائله ، أما التلقي والتلقين فهو ربح زائد ، لكن لا يأخذك الاندفاع في محبة شيخك فتقع في الشناعة من حيث لا تدرى وكل من ينظر إليك يدري ، فلا تقلده بصوت ونغمة ، ولا مشية وحركة وهيئة ، فإنه إنما صار شيخاً جليلاً بتلك ، فلا تسقط أنت بالتبعية له في هذه.
الشيخ :
هذه هي الصفة التاسعة عشرة من صفات طالب العلم أن يعرف الطالب أنّ الشيخ هو الذي استفاد منه العلم ، ومن هنا فإنه يتلقى العلم منه ، وهكذا يستفيد من أخلاقه فيقتدي به فيها ، لكن يجب على الطالب أن يقتلع الشناعة ، وأن لا يُقدم على أمور مخالفة ، و من أمثلة ذلك :
أولها : الحديث في بقية الشيوخ لأنهم ليسوا شيوخا لك ، ولأنك تظنهم أنهم ينافسون شيخك هذا حرام ولا يجوز ، لأنّ عمل العلماء والمشايخ مبني على التعاون ، وبالتالي كل منهم يعاون الآخر ، فعندما يطعن بعضهم في بعض أو يريد إلغاء قدرته في ذلك فإنه يخالف الشرع .
الأمر الثاني : مما يلاحظ في هذا أنّ محبة الشيخ أمر مطلوب ، لأنه صاحب فضل عليك فتتقرب لله بمحبته محبة زائدة عن محبتك لأفراد المؤمنين.
الأمر الثالث : أن تلاحظ أن لا توصلك هذه المحبة إلى تقليده في الصوت أو تقليده في المزامير أو نحو ذلك.
الأمر الرابع : أنّ التقليد يكون في العلم والتعلم والتعليم والعمل به ، وأما الصورة الظاهرة فإنه لا يقلد فيها ، فإنه إنما صار شيخا بعلمه ، وعمله ، وتعلمه ، وتعليمه فيقتدى به في ذلك ، وأما طريقة مشيته ، وطريقة كتابته ، وحركة يديه عند الدرس فهذه لم تجعله شيخا ، إنما الذي جعله شيخا هو العلم ، نعم.

القارئ :
قال المؤلف غفر الله له ولشيخنا
العشرون نشاط الشيخ في درسه:
يكون على قدر مدارك الطالب في استماعه ، وجمع نفسه ، وتفاعل أحاسيسه مع شيخه في درسه ، ولهذا فاحذر أن تكون وسيلة قطع لعلمه ، بالكسل ، والفتور والاتِّكاء ، وانصراف الذهن وفتوره.
قال الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى :
"حق الفائدة أن لا تساق إلا إلى مبتغيها ، ولا تُعرِض (تصحيح الشيخ : ولا تُعرَض ) إلا على الراغب فيها ، فإذا رأى المحدث بعض الفتور من المستمع ، فليسكت ، فإن بعض الأدباء قال : نشاط القائل على قدر فهم المستمع ".
ثم ساق بسنده عن زيد بن وهب ، قال:
"قال عبد الله : حَدِّث القوم ما رمقوك بأبصارهم ، فإذا رأيت منهم فترة ، فانزع " ا هـ.
الشيخ :
هذه من صفات الطالب أو من صفات المعلم بحيث يلاحظ أحوال الطلاب ، و يلاحظ تفاعلهم معه ، فيجعل ما يلقيه من المعلومات على مقدار ذلك ، وفي ثنايا هذا النهي عمّا يشغل الشيخ حال الدرس ، فإذا كانت كثرة حركتك تشغله عن الدرس وإكماله فاجتنبها ، وهكذا نوم الإنسان في درسه قد يؤدي إلى فتور شيخه ، وبالتالي يجب عليه أن يحاول ما يستطيع أن لا يأتيَه ذلك أثناء درسه ، هكذا شرود الذهن فإنّ شرود ذهن الطالب يجعل المعلم لا يتقن تعليمه ، لأنه سيشتغل بما في ذهنه وسيشتغل بمحاولة إعادته إلى درسه ، بقي هنا مسألة وهي أنّ من جاءك للتعلم فأنت تبذله له لأنه راغب مقبل عليه ، لكن من لم يأتك هل تقبل عليه فتعلمه ؟ ، فإن كان في الدعوة فلا إشكال أنه يدعى فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يغشى الناس في منازلهم ، قال المؤلف : (فإذا رأى المحدث بعض الفتور) وهو الانقطاع والعجز ، (من المستمع فليسكت) الشيخ ، لأنه إذا كان متعبا فقد يفهم من كلام شيخه ما لا يريده الشيخ ، نعم


 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثالث, الفصل

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:05 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir