قولُه: (وَلِهَذَا تَحَرَّجَ جَمَاعَةٌ مِن السَّلَفِ عَنْ تَفْسِيرِ مَا لاَ عِلْمَ لَهُمْ بِهِ، كَمَا رَوَى شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: أَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي وَأَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي إِذَا قُلْتُ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا لَمْ أَعْلَمْ. وَقَالَ أَبُو عُبَيَدٍ القَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ , عَن العَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ: {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا } فَقَالَ: أَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي وَأَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي إَنْ أَنَا قُلْتُ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا لاَ أَعْلَمُ؟! مُنْقطِعٌ.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ أَيْضًا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ , عَنْ حُمَيدٍ , عَنْ أَنَسٍ , أَنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ قَرأَ عَلَى الْمِنْبَرِ: {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} فَقَالَ: هَذِهِ الفَاكِهَةُ قَدْ عَرَفْنَاها فَمَا هُوَ الأَبُّ؟ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى نَفْسِِهِ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا لَهُوَ التَّكلُّفُ يا عمرُ.
وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ, حَدَّثَنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍِ , عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - وَفِي ظَهْرِ قَمِيصِهِ أَرْبَعُ رِقَاعٍ - فَقَرَأَ: {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} فَقَالَ: وما الأبُّ؟ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا لَهُوَ التَّكلُّفُ، فَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ تَدْرِيَهُ؟)
الكلامُ هنا لا زال يتعلَّقُ بموضوعِ تفسيرِ القرآنِ بالرأيِ، وقد ذَكرَ المصنِّفُ بعضَ الأسانيدِ التي حُكِمَ عليها بالانقطاعِ، ومع ذلك أَورَدها؛ لأنَّ مثلَ هذا المعنى دلَّتْ عليه أدلَّةٌ أخـرى.
فهذه الآثارُ وغيرُها كثيرٌ يدلُّ على أنَّهم يتوقَّفون فيما لا يَعرِفونَه؛ ولهذا توقَّفَ أبو بكرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه , وكذلك عمرُ رَضِيَ اللَّهُ عنه في معنى (الأبِّ)، ولعلَّ السببَ في ذلك – واللَّهُ أعلمُ – هو أنَّ (الأبَّ) لم يكنْ من دارجِ كلامِ قريشٍ؛ لأن القرآنَ نَزلَ بلغةِ قريشٍ وبغيرِ لغةِ قريشٍ، وإنما كان معروفًا عندَهم بغيرِ هذا المسمَّى مِثلِ الكلأِ، ولذلك استشكلوا هذه اللفظةَ.
ولا يدلُّ استشكالُ أبي بكرٍ وعمرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهما لمعنى الأبِّ – مع أنهما أفضلُ الأمَّةِ – على أنَّ (الأبَّ) لا يعرفُه أحدٌ، ولكنهما جَهِلا هذا المعنى وعَرَفَه غيرُهما من الصحابةِ؛ ولهذا لا يُوجدُ في القرآنِ ما لا يُعلمُ معناه، بل كلُّ القرآنِ معلومٌ، فإن جَهِلَه فلانٌ عَلِمَه فلانٌ.
والإشكالُ الذي لم أجدْ له جوابًا هو: ما وجْهُ التكلُّفِ في معرفةِ (الأبِّ)؟ فقولُ عمرَ رَضِيَ اللَّهُ عنه هنا: إنَّ هذا لَهو التكلُّفُ فما عليك ألا تَدرِيَه؟ فكأنه قرأَ هذه الآياتِ: {أنَّا صبَبْنَا الماءَ صبًّا، ثم شَقَقْنَا الأرضَ شقًّا، فأَنْبَتْنَا فيها حبًّا، وعِنَبًا وقَضْبًا، وزيتونًا ونَخْلًا، وحدائِقَ غُلْبًا، وفاكِهةً وأبًّا} فهذه المعطوفاتُ تدلُّ على أنَّ (الأبَّ) نوعٌ من المأكولِ أو المطعومِ، فكأنه رَضِيَ اللَّهُ عنه يَرَى أن تحديدَ نوعِ هذا المأكولِ بذاتِه نوعٌ من التكلُّفِ، وأنا لم يَظْهَرْ لي إلى الآنَ وجهُ التكلُّفِ الذي أرادَه عُمرُ رَضِيَ اللَّهُ عنه.
الدرسُ العشرونَ
قولُه: (وَهَذَا كُلُّهُ مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهُمَا - رَضِيَ اللَّهُ عنهما - إِنَّمَا أَرَادَا اسْتِكْشَافَ مَاهِيَّةِ الأَبِّ، وَإِلاَّ فَكَوْنُهُ نَبْتًا مِن الأَرْضِ ظَاهِرٌ لاَ يُجْهَلُ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَباً وَقَضْباً * وَزَيْتُونًا وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْبًا }.
وَقَالَ ابنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بنُ إِبْرَاهيمَ قَالَ: حَدَّثَنا ابنُ عُليَّةَ عَنْ أَيُّوبَ عَن ابنِ أَبِي مُلَيْكَةَ , أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ سُئِلَ عَنْ آيَةٍ لَوْ سُئلَ عَنْهَا بَعْضُكُم لَقَال فِيها، فَأَبَى أَنْ يَقُولَ فِيهَا. إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ .
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: حَدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ بنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَيُّوبَ عَن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ ابنَ عبَّاسٍ عَنْ :{ يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ }، فَقَالَ ابنُ عبَّاسٍ: فَمَا: { يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } ؟ فَقَالَ الرَّجلُ: إِنَّمَا سَأَلْتُكَ لِتُحَدِّثَني، فَقَالَ ابنُ عبَّاسٍ: هُمَا يَوْمَانِ ذَكَرَهُمَا اللَّهُ فِي كِتَابِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِهِمَا. فَكَرَِه أَنْ يَقُولَ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا لاَ يَعْلَمُ.
وَقَالَ ابنُ جَرِيرٍ: حَدَّثني يَعْقُوبُ بنُ إِبْرَاهيمَ قالَ: حدَّثَنا ابنُ عُليَّةَ , عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ , عَن الْوَلِيدِ بنِ مُسْلِمٍ قَالَ: جَاءَ طَلْقُ بنُ حَبِيبٍ إِلَى جُنْدُبِ بنِ عَبْدِِ اللَّهِ فَسَألَهُ عَنْ آيَةٍ مِن القُرْآنِ فَقَالَ: أُحَرِّجُ عَلَيْكَ إِنْ كُنْتَ مُسْلِمًا لَمَا قُمْتَ عنِّي. أَوْ قالَ: أَنْ تُجَالِسَنِي .
وَقَالَ مَالِكٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: إِنَّهُ كَانَ إِذَا سُئلَ عَنْ تَفْسِيرِ آيَةٍ مِن القُرْآنِ قالَ: إِنَّا لاَ نَقُولُ فِي القُرْآنِ شَيْئًا.
وَقَالَ اللَّيْثُ: عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ , عَنْ سَعِيدِ بنِ الْمُسَيِّبِ , أنَّهُ كَانَ لاَ يَتَكَلَّمُ إِلاَّ فِي الْمَعْلُومِ مِن القُرْآنِ .
وَقَالَ شُعْبَةُ: عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ سَعِيدَ بنَ الْمُسيِّبِ عَنْ آيَةٍ مِن الْقُرْآنِ فَقَالَ: لاَ تَسْأَلْنِي عَن القُرْآنِ، وَسَلْ مَنْ يَزْعُمُ أَنَّهُ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْهُ شَيْءٌ. يِعْنِي عِكْرِمَةَ.
وَقَالَ ابنُ شَوْذَبٍ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بنُ أَبِي يَزِيدَ قالَ: كُنَّا نَسْأَلُ سَعِيدَ بنَ الْمُسَيِّبِ عَن الْحَلاَلِ وَالْحَرَامِ، وَكَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ، فإِذَا سَأَلْنَاهُ عَنْ تَفْسِيرِ آيَةٍ مِن الْقُرْآنِ سَكَتَ كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْ.
وقالَ ابنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: لَقَدْ أَدْرَكْتُ فُقَهَاءَ الْمَدِينَةِ، وَإنَّهُم لَيُعَظِّمُونَ الْقَوْلَ فِي التَّفْسِيرِ، مِنْهُم سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَالقَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَسَعِيدُ بنُ المسيِّبِ، وَنَافِعٌ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَن اللَّيثِ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: مَا سَمِعْتُ أَبِي تَأَوَّلَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ قطُّ .
وَعَنْ أَيُّوبَ، وَابْنِ عَوْنٍ، وَهِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: سَأَلْتُ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيَّ عَنْ آيَةٍ مِن القُرْآنِ، فَقَالَ: " ذَهَبَ الَّذِين كَانُوا يَعْلَمُونَ فِيما أُنزِلَ مِن القُرْآنِ، فَاتَّقِ اللَّهَ، وَعَلَيْكَ بِالسَّدادِ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: حَدَّثَنا مُعَاذٌ , عَن ابْنِ عَوْنٍ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ , عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: إِِذَا حَدَّثْتَ عَن اللَّهِ فَقِفْ حَتَّى تَنْظُرَ مَا قَبْلَهُ وَمَا بَعْدَهُ. حَدَّثَنا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهيمَ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُهُ يَتَّقُونَ التَّفسيرَ وَيَهَابُونَهُ .
وَقَالَ شُعْبَةُ: عَن عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي السَّفَرِ، قَالَ: قالَ الشَّعبيُّ: وَاللَّهِ مَا مِنْ آيَةٍ إِلاَّ وَقَدْ سَأَلْتُ عَنْها، وَلَكِنَّهَا الرِّوايةُ عَن اللَّهِ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: حَدَّثَنا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَنْبَأنَا عُمَرُ بنُ أَبِي زَائِدَةَ , عَن الشَّعْبِيِّ , عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: اتَّقُوا التَّفسِيرَ؛ فَإِنَّمَا هُوَ الرِّوايةُ عَن اللَّهِ .
فهَذِهِ الآثارُ الصَّحيحةُ، وَمَا شَاكَلَهَا عَنْ أَئِمَّةِ السَّلَفِ مَحْمُولَةٌ عَلَى تَحَرُّجِهِم عَن الْكَلاَمِ فِي التَّفْسِيرِ بِمَا لاَ عِلْمَ لَهُمْ بِهِ، فَأَمَّا مَنْ تَكَلَّمَ بِما يَعْلَمُ مِنْ ذَلِكَ لُغَةً وَشَرْعًا فَلاَ حَرَجَ عَلَيْه) .
كلُّ هذه الآثارِ التي ذَكرَها تَنْصَبُّ في التحذيرِ مِن التفسيرِ بالرأيِ , وقد كان مذهبًا لكُلِّ الأعلامِ الذين ذكرَهم مِن التابعين، من تابِعي المدينةِ أو الكوفةِ أو البصرةِ، فكأنَّ التورُّعَ في التفسيرِ غلَبَ على فقهاءِ المدينةِ والكوفةِ.
ولكنَّ تلاميذَ ابنِ عباسٍ مِن أكثرِ الناسِ قولًا في التفسيرِ، وقد ذَكرَ المصنِّفُ أنَّ مَن تكلَّمَ بما يَعلمُ من ذلك لغةً وشرعًا فلا حَرجَ عليه.
قولُه: (وَلِهَذَا رُوِيَ عَنْ هَؤُلاَءِ وَغَيْرِهِم أَقْوَالٌ فِي التَّفْسِيرِ، وَلاَ مُنَافَاةَ؛ لأنَّهُم تَكَلَّمُوا فِيمَا عَلِمُوهُ وَسَكتُوا عَمَّا جَهِلُوهُ، وَهَذَا هُوَ الوَاجِبُ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ، فَإِنَّهُ كَمَا يَجِبُ السُّكوتُ عَمَّا لاَ عِلْمَ لَهُ بِهِ، فَكَذَلِكَ يَجِبُ القَوْلُ فِيمَا سُئِلَ عَنْهُ مِمَّا يَعْلمُهُ؛ لِقَولِهِ تَعَالَى :{ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ} ؛ وَلِمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْمَرْوِيِّ مِنْ طُرُقٍ: ((مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ)).
وَقَالَ ابنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزِّنادِ , قَالَ: قَالَ ابنُ عبَّاسٍ: التَّفسيرُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ: وَجْهٍ تَعْرِفُهُ العَرَبُ مِنْ كَلاَمِهَا، وَتَفْسِيرٍ لاَ يُعْذَرُ أَحَدٌ بِجَهَالَتِهِ، وَتَفسيرٍ يَعْلَمُهُ العُلَمَاءُ، وَتَفْسِيرٍ لاَ يَعْلَمُهُ إِلاَّ اللَّهُ - تَعَالَى ذِكْرُهُ - , وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ) .
نبَّه شيخُ الإسلامِ هنا إلى أنَّ هؤلاء الذين رُوِي عنهم أنهم تَحرَّجُوا في التفسيرِ لا يعني هذا أنه لم تَرِدْ عنهم أقوالٌ في التفسيرِ، بل وَردَ عن بعضِهم أقوالٌ في التفسيرِ، مثلِ سعيدِ بنِ المسيِّبِ ومسروقٍ، فتُحملُ أقوالُهم السابقةُ على أنهم لا يقولون في القرآنِ إلا ما يَعرِفُونه ويَعلمونَه، ويتوقَّفون فيما سوى ذلك.