المجلس الحادي عشر: مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة طرق التفسير

[هند محمد المصرية]

س1: تحدّث عن عناية الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي.
الإجابة:-
من طرق التفسير الصحيحة التفسيرُ بلغة العرب وقد اعتنى الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي فقد كان الصحابة والتابعين على علم كبير بفنون اللغة وهم يتفاوتون في ذلك إلا أنهم إجمالا كانوا يتميزون في فنون اللغة ولاسيما ما يحفظونه من أشعارهم. وقد كان بن عباس يحفظ الكثير من الشواهد الشعرية والحجج اللغوية.
وكان الصحابة والتابعين لا يعرف منهم اللحن في اللغة وقد اعتنى الصحابة والتابعين بالتفسير اللغوي عناية شديدة فنجد مثلا : عاصم بن أبي النجود يقول : (كان زرّ بن حبيش أعرب الناس، وكان عبد الله [بن مسعود] يسأله عن العربية).
وفي مصنّف ابن أبي شيبة أن رجلاً قال للحسن البصري: يا أبا سعيد، والله ما أراك تلحن!! فقال : (يا ابن أخي ، إني سبقت اللحن).
ومع أن الصحابة والتابعين لم تعرف منهم العجمة ولا اللحن إلا أنهم كانوا يتفقهون في اللغة ويسألون عنها.

*********************
س2: بيّن مع التمثيل أثر معرفة الأساليب القرآنية في التفسير.

الإجابة :-

إن لأثر معرفة الأساليب القرآنية أثرا كبيرا في التفسير فيكون به الكشف عن معنى اللفظ، ومعرفة مقاصد الأساليب ، وأكثر عناية السلف اللغوية كانت بهذا النوع.
ولا يستقيم فهم معنى الآية إلا بمعرفة معنى الأسلوب وهو قدر زائد على معرفة معنى الألفاظ القرآنية إلا أنه له أثر كبير على التفسير ووضوح معنى الأية ومثال ذلك:-
قوله تعالى: {فما أصبرهم على النار}
فقد فسر الأسلوب هنا بالتعجب وقد فسر بالاستفهام لذلك هناك قولان في معنى هذه الآية عمادهما معرفة معنى الأسلوب
******************

س3: تحدّث بإيجاز عن احدى أمثلة دراسة معاني الحروف في التفسير.

الإجابة:-
علم معاني الحروف من العلوم اللغوية المهمّة للمفسّر فهو مفيد في معرفة الاوجه التفسيرية و ومعرفة أوجه الجمع والتفريق بين كثير من أقوال المفسرين.
وقد اعتنى المفسرون بهذا العلم عناية كبيرة وقد يختلف معنى الحرف فيختلف معنى الآية
ومثال ذلك :- اختلاف معنى الباء في قوله تعالى ( بسم الله)
والصحيح منها أربعة وهي:-
القول الأول: الباء للاستعانة وهي قول ابن حيان الأندلسي وجماعة من اللغوين.

القول الثاني :- الباء للابتداء وهو قول ابن قتيبة والفراء وغيرهم.


القول الثالث:- الباء للمصاحبة واختاره ابن عاشور

القول الرابع :- الباء للتبرك واختاره مستخرج من قول بعض السلف

وهذه الأقوال كلها صحيحة ويمكن الجمت بينهم .








س4: تحدّث بإيجاز عن عناية علماء اللغة بمسائل الإعراب على مر العصور.

وقد اعتنى علماء اللغة بمسائل الإعراب وذلك لأهميته في الكشف عن المعاني، والتعرّف على علل الأقوال، وترجيح بعض الأقوال وأوجه المعاني على بعض، وتخريج أقوال المفسّرين.
وقد كان لجماعة من علماء اللغة المتقدّمين عناية بمسائل الإعراب في التفسير ومنهم الخليل بن أحمد وسيوبيه وغيرهم.
ظهر في أواخر القرن الثاني وأوائل القرن الثالث التأليف في معاني القرآن وإعرابه ومنهم الإمام الكسائي ومنهم الفراء و وكتب أبو عبيدة معمر بن المثني
ثمّ اتّسع التأليف في إعراب القرآن في القرن الرابع الهجري؛ واشتهرت فيه كتب منها: معاني القرآن وإعرابه للزجاج وغيره

ثمّ تتابع التأليف في إعراب القرآن في القرون التالية وكان من المؤلفات فيه "مشكل إعراب القرآن" لمكي بن أبي طالب وغيره.
وقد كان لجماعة من المفسّرين عناية حسنة بمسائل الإعراب وأثرها على التفسير والترجيح بين الأقوال، ومن هؤلاء المفسّرين ومنهم الطبري . وابن عاشور.