24: تبيع بن عامر الكلاعي الحميري(ت:101هـ)
ابن امرأة كعب الأحبار، من المخضرمين، أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يسلم إلا في عهد أبي بكر، وهو ابن امرأة كعب الأحبار، رويت عنه أخبار إسرائيلية في كتب التفسير، ووقعت له قصص وأعاجيب.
روى عن: أبي الدرداء وكعب الأحبار.
وروى عنه: مجاهد، وعطاء بن أبي رباح، وشفيّ بن ماتع الأصبحي، ورشيد بن كيسان الفهمي، وأبو قبيل المعافري المصري، وغيرهم.
والرواية عنه قليلة.
- قال ابن سعد: (تبيع ابن امرأة كعب الأحبار، وكان عالماً، قد قرأ الكتب، وسمع من كعب علماً كثيراً).
- قال ابن عساكر: (قرأ القرآن على مجاهد بأرواد، جزيرة في البحر، قريب من القسطنطينية، وكانا غازيين بها).
- وقال أبو بكر البغدادي في تاريخ الحمصيين: (أبو عبيدة تبيع بن عامر، كان رجلاً مرجلاً، كان دليلاً للنبي صلى الله عليه وسلم، فعرضَ عليه الإسلام، فلم يسلم، حتى توفي النبي صلى الله عليه وسلم، وأسلم مع أبي بكر، وقد كان يقصّ عند أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم). ذكره أبو الحجاج المزي.
- قال ابن وهب: حدثني الليث بن سعد، عن رشيد بن كيسان الفهمي قال: كنا برودس وأميرنا جنادة بن أمية الأزدي، فكتب إلينا معاوية بن أبي سفيان: إنه الشتاء، ثم الشتاء فتأهبوا له؛ فقال تبيع بن امرأة كعب الأحبار: تقفلون الى كذا وكذا.
فقال الناس: وكيف نقفل وهذا كتاب معاوية: انه الشتاء ثم الشتاء.
فأتاه بعض أهل خاصته من الجيش فقال: "ما يسميك الناس إلا الكذاب لما تذكر لهم من القَفْل الذي لا يرجونه".
فقال تبيع: (فإنهم يأتيهم إذنهم في يوم كذا وكذا، من شهر كذا وكذا، وآية ذلك أن تأتي ريح فتقلع هذه التينة التي في مسجدهم هذا).
فانتشر قوله فيهم؛ فأصبحوا ذلك اليوم في مسجدهم ينتظرون ذلك، وكان يوماً لا ريحَ فيه، فانتظروا حتى احتاجوا الى المقيل والغداء وملوا؛ فانصرفوا إلى مساكنهم أو إلى مراكبهم حتى إذا انتصف النهار، وقد بقي في المسجد بقايا من الناس؛ فأقبلت ريح إعصار، فأحاطت بالتينة فاقتلعتها، وتصايح الناس في منازلهم: خرت التينة، خرت التينة.
فأقبلوا من كل مكان حتى اجتمعوا على الساحل، فرأوا شيئاً لائحاً يتجول في الماء حتى تبين لهم أنه قارب، فأتاهم بموت معاوية وبيعة يزيد ابنه، وإذنهم بالقفل، فشكروا تبيعاً وأثنوا عليه خيراً.
ثم قالوا: وأخرى قد بقيت قد دخل الشتاء، ونحن نخاف أن تنكسر مراكبنا، فقال تبيع: (لا ينكسر لكم عود يضرّكم، ولا ينقطع لكم حبل يضرّكم حتى تردوا بلادكم).
قال: (فساروا فسلَّمهم الله عز وجل). رواه يعقوب بن سفيان.