دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 ربيع الأول 1441هـ/10-11-2019م, 08:45 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي مجلس أداء التطبيق الرابع من تطبيقات مهارات التخريج

مجلس أداء التطبيق الرابع من تطبيقات مهارات التخريج


اختر مجموعة من المجموعات التالية وخرّج الأقوال فيها وبيّن حالها ووجّهها ورجّح ما تراه راجحاً في معنى الآية.

المجموعة الأولى:
( 1 ) قول مجاهد في تفسير قول الله تعالى: {تماماً على الذي أحسن} ، قال: على المؤمنين والمحسنين.
( 2 ) قول محمد بن كعب القرظي: ({منادياً ينادي للإيمان}: المنادي القرآن)
( 3 ) قول طاووس بن كيسان: (الحفدة الخدم )


المجموعة الثانية:
( 1 ) قول مجاهد: ( وأيّدناه بروح القدس) : القدس هو الله ).
( 2 ) قول الحسن البصري: (أكالون للسحت) : أكالون للرشى)
( 3 ) قول عكرمة في تفسير قول الله تعالى: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} قال: اتقوا الأرحام أن تقطعوها).

المجموعة الثالثة:
( 1 ) قول الشعبي في تفسير قول الله تعالى: {تتخذون منه سكراً} السكر: النبيذ).
( 2 ) قول محمد بن سيرين ( {السابقون الأولون} الذي صلوا القبلتين ).
( 3 ) قول عطاء بن أبي رباح: ( التفث: حلق الشعر وقطع الأظفار )






تعليمات:
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 ربيع الثاني 1441هـ/22-12-2019م, 12:00 PM
رقية إبراهيم عبد البديع رقية إبراهيم عبد البديع غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 312
افتراضي

المجموعة الثالثة:
( 1 ) قول الشعبي في تفسير قول الله تعالى: {تتخذون منه سكراً} السكر: النبيذ).
في المسألة أقوال:
الأول: أنها الخمر المحرمة
مروي عن بعض الصحابة والتابعين، وأخرجه ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير والحسن والشعبيوإبراهيم وأبي رزين
وأخرج ابنالأنباري والبيهقي عن إبراهيم والشعبي أنها منسوخة.
قال الطبري:
- حدّثنا أحمد بن إسحاق قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: " الرّزقالحسن: الحلال، والسّكر: الحرام ".
حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن مغيرة، عنأبي رزينٍ: {تتّخذون منه سكرًا ورزقًا حسنًا} قال: " نزل هذا وهم يشربون الخمر،فكان هذا قبل أن ينزل تحريم الخمر "
حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثناسعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ومن ثمرات النّخيل والأعناب تتّخذون منه سكرًا ورزقًاحسنًا} " أمّا السّكر فخمور هذه الأعاجم، وأمّا الرّزق الحسن فما تنتبذون، وماتخلّلون، وما تأكلون، ونزلت هذه الآية ولم تحرّم الخمر يومئذٍ، وإنّما جاء تحريمهابعد ذلك في سورة المائدة ".
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّدبن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {سكرًا} قال: " هي خمور الأعاجم، ونسخت في سورةالمائدة، والرّزق الحسن، قال: ما تنتبذون وتخلّلون وتأكلون "
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثنيعمّي قال: حدّثني أبي عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: {ومن ثمرات النّخيل والأعناب تتّخذونمنه سكرًا ورزقًا حسنًا} " وذلك أنّ النّاس كانوا يسمّون الخمر سكرًا، وكانوايشربونها "، قال ابن عبّاسٍ: " مرّ رجالٌ بوادي السّكران الّذي كانت قريشٌ تجتمعفيه، إذا تلقّوا مسافريهم إذا جاءوا من الشّام، وانطلقوا معهم يشيّعونهم حتّىيبلغوا وادي السّكران ثمّ يرجعوا منه، ثمّ سمّاها اللّه بعد ذلك الخمر حين حرّمت "،وقد كان ابن عبّاسٍ يزعم أنّها الخمر، وكان يزعم أنّ الحبشة يسمّون الخلّ السّكر،قوله: {ورزقًا حسنًا} يعني بذلك: الحلال، التّمر والزّبيب، وما كان حلالاً لا يسكر ".
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِحجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله السّكر ما حرّم من ثمرتها والرّزقالحسن ما أحلّ وصله الطّبريّ بأسانيد من طريق عمرو بن سفيان عن بن عبّاسٍ مثلهوإسناده صحيحٌ وهو عند أبي داود في النّاسخ وصحّحه الحاكم ومن طريق سعيد بن جبيرٍعنه قال الرّزق الحسن الحلال والسّكر الحرام ومن طريق سعيد بن جبيرٍ ومجاهدٍ مثلهوزاد أنّ ذلك كان قبل تحريم الخمر وهو كذلك لأنّ سورة النّحل مكّيّةٌ ومن طريققتادة السّكر خمر الأعاجم). [فتحالباري: 8/387]
جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبيشيبة، وابن جرير، وابن المنذر عن ابن مسعود قال: السكر خمر. وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير والحسن والشعبيوإبراهيم وأبي رزين مثلهوأخرج ابنالأنباري والبيهقي عن إبراهيم والشعبي في قوله: {تتخذون منه سكرا} قالا: هيمنسوخة). [الدر المنثور: 9/71]

الثاني: أنها النبيذ عموما (كل ما نُبذ في الماء ونُقع) قبل أن يحرم وتنسخ الآية، وقد أشارت الآية إلى كراهته والعتاب فيه؛ تمهيدا لتحريمه.
أخرجه الطبري بسنده عن شعبة، عنالمغيرة، عن إبراهيم، والشّعبيّ
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِحجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (ومن طريق الشّعبيّ وقيل له في قوله تتّخذون منه سكرا أهوهذا الّذي تصنع النّبط قال لا هذا خمرٌ وإنّما السّكر نقيع الزّبيب والرّزق الحسنالتّمر والعنب واختار الطّبريّ هذا القول وانتصر له). [فتحالباري: 8/387]
قال الطبري: حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، قال: حدّثنا شعبة، عنالمغيرة، عن إبراهيم، والشّعبيّ، وأبي رزينٍ قالوا: " هي منسوخةٌ في هذه الآية: {تتّخذون منه سكرًا ورزقًا حسنًا} ".
الثالث: السّكر بمنزلة الخمر فيالتّحريم وليس بخمرٍ، وقالوا: هو نقيع التّمر والزّبيب إذا اشتدّ وصار يسكرشاربه.
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا الحكم بن بشيرٍ، قال: حدّثنا عمرٌو، في قوله: {ومن ثمرات النّخيل والأعناب تتّخذون منه سكرًا ورزقًاحسنًا}، قال ابن عبّاسٍ: " كان هذا قبل أن ينزل تحريم الخمر، والسّكر حرامٌ مثلالخمر، وأمّا الحلال منه، فالزّبيب، والتّمر، والخلّ، ونحوه "
- حدّثني المثنّى، وعليّ بن داود، قالا: حدّثنا عبداللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: " {تتّخذونمنه سكرًا} فحرّم اللّه بعد ذلك، يعني بعد ما أنزل في سورة البقرة من ذكر الخمر،والميسر، والأنصاب، والأزلام، السّكر مع تحريم الخمر لأنّه منه، قال: {ورزقًاحسنًا} فهو الحلال من الخلّ والنّبيذ وأشباه ذلك، فأقرّه اللّه، وجعله حلالاًللمسلمين "
- حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنامندلٌ، عن أبي روقٍ، عن الشّعبيّ قال: قلت له: ما {تتّخذون منه سكرًا}؟ قال: " كانوا يصنعون من النّبيذ والخلّ "، قلت: والرّزق الحسن؟ قال: " كانوا يصنعون منالتّمر والزّبيب "
- حدّثنا ابن وكيعٍقال: حدّثنا أبو أسامة، وأحمد بن بشيرٍ، عن مجالدٍ، عن الشّعبيّ قال: " السّكر: النّبيذ، والرّزق الحسن: التّمر الّذي كان يؤكل ".
وعلى هذا التّأويل، الآية غير منسوخةٍ، بل حكمهاثابتٌ.
الترجيح:
رجح الطبري القول الثالث؛ حيث لا يقال بالنسخ إلا عند تعذر الجمع مع وجود دليل، ولا دليل هنا ولا حاجة له مع هذا القول.
حيث قال: "وهذا التّأويل عندي هو أولىالأقوال بتأويل هذه الآية، وذلك أنّ السّكر في كلام العرب على أحد أوجهٍ أربعةٍ: أحدها: ما أسكر من الشّراب، والثّاني: ما طعم من الطّعام، والثّالث: السّكون، والرّابع: المصدر من قولهم: سكر فلانٌ يسكر سكرًا وسكرًاوسكرًا
فإذا كان ذلك كذلك، وكان ما يسكرمن الشّراب حرامًا بما قد دلّلنا عليه في كتابنا المسمّى: " لطيف القول في أحكامشرائع الإسلام " وكان غير جائزٍ لنا أن نقول: هو منسوخٌ، إذ كان المنسوخ هو ما نفىحكمه النّاسخ، وما لا يجوز اجتماع الحكم به وناسخه، ولم يكن في حكم اللّه تعالىذكره بتحريم الخمر دليلٌ على أنّ السّكر الّذي هو غير الخمر، وغير ما يسكر منالشّراب حرامٌ، إذ كان السّكر أحد معانيه عند العرب، ومن نزل بلسانه القرآن هو كلّما طعم، ولم يكن مع ذلك، إذ لم يكن في نفس التّنزيل دليلٌ على أنّه منسوخٌ، أو وردبأنّه منسوخٌ خبرٌ من الرّسول، ولا أجمعت عليه الأمّة، فوجب القول بما قلنا من أنّمعنى السّكر في هذا الموضع: هو كلّ ما حلّ شربه ممّا يتّخذ من ثمر النّخل والكرم،وفسد أن يكون معناه الخمر أو ما يسكر من الشّراب، وخرج من أن يكون معناه السّكرنفسه، إذ كان السّكر ليس ممّا يتّخذ من النّخل والكرم، ومن أن يكون بمعنىالسّكون). [جامع البيان: 14/284-285]

( 2 ) قول محمد بن سيرين ( {السابقون الأولون} الذي صلوا القبلتين ).
في المسألة أقوال:
الأول: أنهم هم الذين صلوا القبلتين.
وهو مروي عن أبي موسى وسعيد بن المسيب ومحمد بن سيرين.. كما رواه الطبري بسنده عنهم.
وهو مروي عن الشّعبيّ في إحدى الرّوايات وعن الحسن وقتادة.. كما ذكره ابن أبي حاتم الرازي.
إسناد قول محمد بن سيرين: رواه الطبري عن المثنى عن عمرو بن عون عن هشيم عن بعض أصحابه عن أشعث عنه... فهناك راو مجهول في السند
ولكن يعضده روايته له عن ابن بشار عن معاذ بن معاذ عن ابن عون عن محمد (لا أدري أهو محمد بن سيرين أم غيره؛ فإن كان هو فالغالب ن فيه نفس الراوي المجهول وإن أُسقط)، وروايته لهذا القول عن أبي موسى وسعيد بن المسيب.
-قال الطبري: "حدّثني المثنّى، قال: حدّثناعمرو بن عونٍ، قال: أخبرنا هشيمٌ، عن بعض، أصحابه، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب،وعن أشعث، عن ابن سيرين، في قوله: {والسّابقون الأوّلون} قال: هم الّذين صلّواالقبلتين.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا معاذ بن معاذٍ، قال: حدّثنا ابن عونٍ، عن محمّدٍ، قال: المهاجرون الأوّلون: الّذين صلّوا القبلتين"
وقال عطاء: السّابقون الأوّلون من شهدبدرا. وهو مروي عن الحسن وابن سيرين؛ كما ذكره السيوطي نقلا عن ابن المنذر وابن أبي نعيم.
قال القاضي ابن عطية رحمه الله: وحولت القبلة قبل بدربشهرين،فيتفق هذا القول مع القول الأول.
القول الثاني: هم من أدرك بيعة الرّضوان
رواه ابن أبي حاتم بسنده عن عامرٍ الشعبي وعن ابن سيرين.
وهذان القولان مبنيان على القراءة المشهورة: هي جر (والأنصار) عطفا على (المهاجرين)
القول الثالث: هم المهاجرون.
وهي مبنية على قراءة رفع (والأنصار) استئنافا، فتكون (من) لبيان جنس السابقين وهم المهاجرين.
قال ابن عطية: "ولو قال قائل إن السابقين الأولين هم جميع من هاجر إلى أنانقطعت الهجرة لكان قولا يقتضيه اللفظ وتكون من لبيان الجنس، وقرأ عمر بن الخطاب والحسن بن أبي الحسن وقتادة وسلاموسعيد ويعقوب بن طلحة وعيسى الكوفي «والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار» برفعالراء عطفا على والسّابقون،وأسند الطبري أن زيد بن ثابت سمعهفرده فبعث عمر في أبي بن كعب فسأله فقال أبي بن كعب والسّابقون الأوّلون منالمهاجرين والأنصار والّذين اتّبعوهم بإحسانٍ، فقال عمر ما كنا نرى إلا أنّا قدرفعنا رفعة لا ينالها معنا أحد، فقال أبي إن مصداق هذا في كتاب الله في أول سورةالجمعة وآخرين منهم لمّا يلحقوا بهم [الآية: 3] وفي سورة الحشر والّذين جاؤ منبعدهم يقولون ربّنا اغفر لنا ولإخواننا الّذين سبقونا بالإيمان [الآية: 10] وفي سورة الأنفال في قوله والّذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم [الآية: 75]، فرجع عمر إلى قول أبي
الترجيح:
والذي يظهر لي – والله أعلم- هو أن في الآية وجهان: الأول: أنهم الذين صلوا القبلتين، وهم أهل بدر.. وهو موافق للقراءة الأولى (الجر عطفا)، وقول كثير من السلف.
الثاني: أنهم المهاجرون. وهو موافق للقراءة الثانية (الرفع استئنافا)، فتكون القراءتان متعاضدتان.
أما القول الآخر: (أنهم من أدرك بيعة الرضوان) فلا مانع يحيل قبوله،، وإن كانوا قد امتدحهم الله تعالى في آية الفتح {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة...} ، فكان القولان الأوليان أقرب؛ والله أعلم.

( 3 ) قول عطاءبن أبي رباح: ( التفث،: حلق الشعر وقطع الأظفار )
في المسألة أقوال متقاربة للغاية تندرج تحت قول واحد:
أولا: التّفث: تفث الحجّ، حلق الرّأس ورمي الجمار ونحو ذلك
أخرجه الرملي عن يوسف بن عديٍّ، عن رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني
ثانيا: " التّفث: حلق الرّأس، وأخذٌ من الشّاربين، ونتف الإبط، وحلق العانة، وقصّ الأظفار، والأخذ من العارضين، ورمي الجمار، والموقفبعرفة، والمزدلفة" أخرجه الطبري نحوه عن هشيمٌ، عن عبد الملك، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه قال: كأنّه الخروج من الإحرام إلى الإحلال.
وأخرجه يحيى بن سلام البصري عن حمّادٌ، عن قيس بنسعدٍ، عن عطاءٍ قال: التّفث: حلق الشّعر وقطعالأظفار.
فهو مروي عن ابن عبّاسٍ وعطاء بن أبي رباح عن ابن عباس. ومجاهد عنه، وكذا قال عكرمة، ومحمّد بن كعبٍ القرظي وعطاء الخراساني. كما ذكر بعض ذلك ابن كثير.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 ربيع الثاني 1441هـ/26-12-2019م, 12:43 AM
عائشة إبراهيم الزبيري عائشة إبراهيم الزبيري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 328
افتراضي

المجموعة الثانية:
(1) قول مجاهد: ( وأيّدناه بروح القدس) : القدس هو الله .

التخريج:
قال ابن وهب المصري في الجامع في علوم القرآن: أخبرني الحارث، عن غالب بن عبيد الله، عن مجاهد، وكذا ذكره القرطبي غير انه قال غالب بن عبد الله وليس عبيد الله، ولعله تصحيف فإن غالب بن عبد الله صحابي، وأما غالب بن عبيد الله فهو ضعيف ومتروك الحديث.
وقد قال السيوطي في الدر المنثور أن ابن أبي حاتم أخرج عن مجاهد هذا القول، والذي وجدته في تفسير ابن أبي حاتم قول الربيع وليس مجاهد، ولعله ذكره في موضع آخر.

توجيه القول:
كان استناد بعض السلف في قولهم هذا على ما وصف الله به نفسه في قوله: (هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡقُدُّوسُ...) [الحشر: 23]، والقدس والقدوس واحد، لذلك قال بعض السلف بأن القدس هو الله سبحانه وتعالى.

وفي المراد بالقدس أقوال ذكرها السلف:
1. أن القدس هو الله كما روي عن مجاهد والربيع والحسن وأبي جعفر وكعب وابن زيد.
2. أن القدس هي البركة، روي عن السدي.
3. أن القدس هو المطهر، روي عن ابن عباس.
4. أن روح القدس اسم مركب وهو الذي كان عيسى يحي به الموتى، روي ابن عباس وسعيد بن جبير.

الترجيح:
وهذه الأقوال يمكن جمع بعضها مع بعض، فإن معنى اسم الله القدوس اختلف فيه هل هو المبارك أم المطهر، كما يقال بيت المقدس هل يراد به البيت المبارك أم البيت المطهر، ولا تعارض بين القولين، فمن الممكن دمج الثلاثة أقوال الأولى معاً فإن معنى القداسة هي الطهارة والبركة في اللغة، والتي تكون في أعلى درجاتها في الله سبحانه وتعالى، بل وهو أصلها، وكل ما وصف بهذه الصفة من المخلوقات ذلك لأنه موجدها على تلك الصفة التي يحبها، فروح القدس كما هو الراجح أنه جبريل عليه السلام الذي طهره الله وبارك فيه وخلقه على تلك الصفة، وهو كذلك روح الله من باب إضافة المخلوق إلى الخالق تشريفاً له، كما يقال بيت الله وناقة الله، ولا تعارض بين الأمرين.
أما القول الرابع فلعل أصله من الإسرائيليات، والله أعلم.


(2) قول الحسن البصري: (أكالون للسحت): أكالون للرشى
التخريج:
قال ابن وهب المصري في الجامع في علوم القرآن: أخبرني أشهل عن قرة بن خالد، عن الحسن في هذه الآية: {أكالون للسحت}، (أكالون الرشى)، وقد قال البعض عن أشهل بن حاتم بأنه صدوق، وضعفه البعض الآخر.
وقد روي عن الحسن قول آخر فيه زيادة تفصيل رواه عنه الطبري وابن أبي حاتم من طريق أبو عقيل، عن الحسن في قوله: {سمّاعون للكذب أكّالون للسّحت} قال: تلك الحكّام سمعوا كذبةً، وأكلوا رشوة، وكذلك رواه عبد بن حميد عن الحسن كما ذكره السيوطي في الدر المنثور.

توجيه القول:
يعود هذا القول إلى ما رواه ابن عباس عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (رشوة الحكام حرام، وهي السحت الذي ذكر الله في كتابه).

وفي المراد بالسحت أقوال:
1. رشوة الحكام، روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم والحسن كما يتبين مما سبق، وطاووس، وعبد الله بن مسعود، وابن عباس، وقتادة، ومجاهد، وابن زيد، محمد بن سيرين.
2. الرشوة والهدية التي تدفع لمن شفع شفاعة ليرد حقاً أو ليدفع عنه مظلمة، روي عن عمر، وعلي، وابن مسعود، وابن عباس، ومسروق، وفي قولهم هذا تبيين أن رشوة الحاكم والقاضي ليست سحت بل هي كفر استدلالاً بقوله تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون).
3. أنه الحرام كله ومنه الرشوة ومهر البغيّ، وثمن الكلب، والاستجعال في القضيّة، وحلوان الكاهن، وعسب الفحل، والرّشوة في الحكم، وثمن الخمر، وثمن الميتة، وقد ذكر بعض السلف بعضها وبعضهم ذكرها كلها من باب ضرب المثل لتقريب المعنى، روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وعمر، وعلي، وأبو هريرة، وزيد، وابن عباس.

الترجيح:
بالعودة للمعنى اللغوي الذي ذكره علماء اللغة هو كسب ما لا يحل، وهو من أسحته اللّه وسحته: إذا أبطله وأهلكه، ومنه قوله تعالى: (فيسحتكم بعذاب)، فكل ما يوجب لصاحبة الإهلاك من المكاسب فهو سحت، فيدخل في هذا المعنى جميع الأقوال السابقة، فهي من باب ضرب الأمثلة، ويبقى لدينا إشكالية نفي بعض الصحابة أن رشوة الحكام سحت، استدلالاً بقوله تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) مع قول الآخرين بأنها من السحت، ويمكننا القول بأن بعض الأحكام بغير ما أنزل الله تكون كفراً وبعضها ظلماً وبعضها فقساً، كما تخبر الآيات (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون)، (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون)، وقبول الرشوة وأخذها من طرف الحاكم تدخل في الظلم والفسق، فيكون الحاكم ظالماً فاسقاً، ولا يشترط أن يكون كافراً، والله أعلم.

(3) قول عكرمة في تفسير قول الله تعالى: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} قال: اتقوا الأرحام أن تقطعوها.
التخريج:
قال موسى بن مسعود النهدي في تفسير الثوري: سفيان [الثوري] عن خصيفٍ عن عكرمة {الذي تساءلون به والأرحام} يقول: (اتّقوا اللّه واتّقوا الأرحام أن تقطعوها)، من نفس الطريق رواه ابن جرير الطبري وابن المنذر.

التوجيه:
يعود هذا القول إلى قراءة الجمهور للأرحام بالنصب، وإلى محل الكلمة الإعرابي، فهي مفعول به منصوب فعله مضمر تقديره: واتقوا الأرحام أن تقطعوها، أو هي معطوفة على لفظ الجلالة.

وفي المسألة قولان لأهل العلم:
1. اتقوا الأرحام أن تقطعوها، كما هو قول عكرمة السابق، وروي كذلك عن ابن عباس، والسدي، والحسن، ومجاهد، والضحاك، والربيع، وابن زيد، ورواه قتادة عن النبي موقوفاً، وهذا القول يؤيده القراءة الجمهور بالنصب كما بينت سابقاً، وكذلك قراءة الرفع لعبد الله بن زيد، فتكون الأرحام مبتدأ والخبر مقدر تقديره: والأرحام أهل أن توصل، وكلا القراءتين متفقتين في المعنى.
2. اتقوا الله الذي تساءلون به وبالرحم، كقولهم أسألك بالله وبالرحم، وروي هذا القول عن الحسن، ومجاهد، وإبراهيم، وهذا القول مبني على القراءة بالخفض عطفاً على الضمير في (به).

الترجيح:
والراجح هو القراءة بالنصب، لأن القراءة بالخفض والتي يكون فيها عطف الظاهر على المضمر غير فصيحه ومكروهة عند العرب، والعرب لا تعطف الظاهر على المضمر حال الخفض إلا في الشعر لضيقه، كما في قول سيبويه:
فاليوم قربت تهجونا وتشتمنا... فاذهب فما بك والأيّام من عجب
أما في غير الشعر فيقبح أن يقال مررت بك وزيد، ويمكن إذا أظهر الخافض (الباء) كقولنا: مررت بك وبزيد، لأن المخفوض متصل غير منفصل، ويقبح ان يعطف باسم يقوم بنفسه على اسم لا يقوم بنفسه (هاء الضمير في به)، وقد فسر المازني ذلك فقال: الثاني في العطف شريك للأول، فإن كان الأول يصلح شريكا للثاني وإلا لم يصلح أن يكون الثاني شريكا له.
قال: فكما لا تقول مررت بزيد و " ك " فكذلك لا يجوز مررت بك وزيد، ويجدر بنا الإشارة إلى أن القرآن يحمل على أشرف المذاهب، ولذلك فقراءة الخفض قبيحة، بل وقد لم يجيز نحويي البصرة هذه القراءة.
وكذلك هناك وجه آخر لضعف قراءة الخفض، وهو إما أن يكون ذكر التساؤل بالأرحام لا معنى له، وهو مذكور من باب الإخبار فقط أن الناس تتساءل بالأرحام، وهذا لا يصح لأن الفصاحة في أن يكون لذكر الأرحام فائدة مستقلة، وإما أن يكون إقراراً لتساؤل الناس بالأرحام، وهذا يعارض الأحاديث الكثيرة الصحيحة الصريحة في النهي عن الحلف بغير الله، بل وبالآباء خصوصاً في بعض الأحاديث، وهذه الأحاديث ترد هذا القول وترد القراءة بالخفض، والله أعلم.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 9 جمادى الأولى 1441هـ/4-01-2020م, 11:17 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة التطبيق الرابع من تطبيقات تخريج أقوال المفسرين

بارك الله فيكم وزادكم علمًا وهدىً، وحرصًا على تحصيل هذا العلم والاستزادة منه، وأرجو الاعتناء بهذه الملحوظات بين يدي تقويم هذا المجلس:
* هذه التطبيقات لا تختلف كثيرًا عما درستموه في دورة المهارات المتقدمة في التفسير؛ فبين أيدينا مسألة، والمطلوب هو:
1. نحدد نوعها والمصادر التي هي مظان بحثها،ومنها - ولابد - المصادر الأصيلة التي تعتني بالرواية، وكذلك المصادر التي تعتني بتوجيه أقوال المفسرين وتحرير المسائل الخلافية.
2. ثم بعد ذلك نخرِّج القول المطلوب في رأس السؤال.
3. ونجمع الأقوال الواردة في المسألة مع:
- عزوها لقائليها
- وتوجيهها
- وتعيين الراجح منها، أو بيان وجه الجمع بينها - إن أمكن -، ولا يصار إلى الترجيح إلا إذا تعذر الجمع.
* الذي يُضاف لهذه التطبيقات هو دراستكم لسير هؤلاء الأئمة من المفسرين من خلال دورة " سير أعلام المفسرين "، ومعرفتكم لطبقات الرواة عنهم، وينبغي ظهور أثر ذلك على إجابتكم.
ويحسن بكم مراجعة دروس الدورة لمن طال عهده بها، ومراجعة الملحوظات التي وردت على تطبيقاتكم السابقة.
* كما ذُكر في المشاركة الأولى فإن معايير التقويم كما يلي:
1: صحة الإجابة [بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة]
2: اكتمال الجواب. [بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

* مما سبق نؤكد على ضرورة استيعاب الأقوال، والتعبير بأسلوبكم في توجيه الأقوال وبيان وجه الجمع بينها، أو الترجيح بينها، وليس مجرد النسخ واللصق من أقوال المفسرين.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 9 جمادى الأولى 1441هـ/4-01-2020م, 11:19 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رقية إبراهيم عبد البديع مشاهدة المشاركة
المجموعة الثالثة:
( 1 ) قول الشعبي في تفسير قول الله تعالى: {تتخذون منه سكراً} السكر: النبيذ).
في المسألة أقوال:
الأول: أنها الخمر المحرمة
مروي عن بعض الصحابة والتابعين، وأخرجه ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير والحسن والشعبيوإبراهيم وأبي رزين
وأخرج ابنالأنباري والبيهقي عن إبراهيم والشعبي أنها منسوخة.
[بارك الله فيكِ، التخريج لا يكون بنسخ تخريج السيوطي أو غيره ، بل باتباع قواعد التخريج التي تعلمتيها في المهارات المتقدمة في التفسير،خاصة وأن هذه الكتب بين يديكِ يسهل الوصول إليها، ولن تحصلي مهارة التخريج التي نرجوها من هذا البرنامج بنسخ تخريج العلماء، وراجعي التعليق أدناه]
قال الطبري:
- حدّثنا أحمد بن إسحاق قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: " الرّزقالحسن: الحلال، والسّكر: الحرام ".
حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن مغيرة، عنأبي رزينٍ: {تتّخذون منه سكرًا ورزقًا حسنًا} قال: " نزل هذا وهم يشربون الخمر،فكان هذا قبل أن ينزل تحريم الخمر "
حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثناسعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ومن ثمرات النّخيل والأعناب تتّخذون منه سكرًا ورزقًاحسنًا} " أمّا السّكر فخمور هذه الأعاجم، وأمّا الرّزق الحسن فما تنتبذون، وماتخلّلون، وما تأكلون، ونزلت هذه الآية ولم تحرّم الخمر يومئذٍ، وإنّما جاء تحريمهابعد ذلك في سورة المائدة ".
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّدبن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {سكرًا} قال: " هي خمور الأعاجم، ونسخت في سورةالمائدة، والرّزق الحسن، قال: ما تنتبذون وتخلّلون وتأكلون "
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثنيعمّي قال: حدّثني أبي عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: {ومن ثمرات النّخيل والأعناب تتّخذونمنه سكرًا ورزقًا حسنًا} " وذلك أنّ النّاس كانوا يسمّون الخمر سكرًا، وكانوايشربونها "، قال ابن عبّاسٍ: " مرّ رجالٌ بوادي السّكران الّذي كانت قريشٌ تجتمعفيه، إذا تلقّوا مسافريهم إذا جاءوا من الشّام، وانطلقوا معهم يشيّعونهم حتّىيبلغوا وادي السّكران ثمّ يرجعوا منه، ثمّ سمّاها اللّه بعد ذلك الخمر حين حرّمت "،وقد كان ابن عبّاسٍ يزعم أنّها الخمر، وكان يزعم أنّ الحبشة يسمّون الخلّ السّكر،قوله: {ورزقًا حسنًا} يعني بذلك: الحلال، التّمر والزّبيب، وما كان حلالاً لا يسكر ".
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِحجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله السّكر ما حرّم من ثمرتها والرّزقالحسن ما أحلّ وصله الطّبريّ بأسانيد من طريق عمرو بن سفيان عن بن عبّاسٍ مثلهوإسناده صحيحٌ وهو عند أبي داود في النّاسخ وصحّحه الحاكم ومن طريق سعيد بن جبيرٍعنه قال الرّزق الحسن الحلال والسّكر الحرام ومن طريق سعيد بن جبيرٍ ومجاهدٍ مثلهوزاد أنّ ذلك كان قبل تحريم الخمر وهو كذلك لأنّ سورة النّحل مكّيّةٌ ومن طريققتادة السّكر خمر الأعاجم). [فتحالباري: 8/387]
جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبيشيبة، وابن جرير، وابن المنذر عن ابن مسعود قال: السكر خمر. وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير والحسن والشعبيوإبراهيم وأبي رزين مثلهوأخرج ابنالأنباري والبيهقي عن إبراهيم والشعبي في قوله: {تتخذون منه سكرا} قالا: هيمنسوخة). [الدر المنثور: 9/71]

الثاني: أنها النبيذ عموما (كل ما نُبذ في الماء ونُقع) قبل أن يحرم وتنسخ الآية، وقد أشارت الآية إلى كراهته والعتاب فيه؛ تمهيدا لتحريمه.
أخرجه الطبري بسنده عن شعبة، عنالمغيرة، عن إبراهيم، والشّعبيّ
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِحجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (ومن طريق الشّعبيّ وقيل له في قوله تتّخذون منه سكرا أهوهذا الّذي تصنع النّبط قال لا هذا خمرٌ وإنّما السّكر نقيع الزّبيب والرّزق الحسنالتّمر والعنب واختار الطّبريّ هذا القول وانتصر له). [فتحالباري: 8/387]
قال الطبري: حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، قال: حدّثنا شعبة، عنالمغيرة، عن إبراهيم، والشّعبيّ، وأبي رزينٍ قالوا: " هي منسوخةٌ في هذه الآية: {تتّخذون منه سكرًا ورزقًا حسنًا} ".
الثالث: السّكر بمنزلة الخمر فيالتّحريم وليس بخمرٍ، وقالوا: هو نقيع التّمر والزّبيب إذا اشتدّ وصار يسكرشاربه.
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا الحكم بن بشيرٍ، قال: حدّثنا عمرٌو، في قوله: {ومن ثمرات النّخيل والأعناب تتّخذون منه سكرًا ورزقًاحسنًا}، قال ابن عبّاسٍ: " كان هذا قبل أن ينزل تحريم الخمر، والسّكر حرامٌ مثلالخمر، وأمّا الحلال منه، فالزّبيب، والتّمر، والخلّ، ونحوه "
- حدّثني المثنّى، وعليّ بن داود، قالا: حدّثنا عبداللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: " {تتّخذونمنه سكرًا} فحرّم اللّه بعد ذلك، يعني بعد ما أنزل في سورة البقرة من ذكر الخمر،والميسر، والأنصاب، والأزلام، السّكر مع تحريم الخمر لأنّه منه، قال: {ورزقًاحسنًا} فهو الحلال من الخلّ والنّبيذ وأشباه ذلك، فأقرّه اللّه، وجعله حلالاًللمسلمين "
- حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو أحمد قال: حدّثنامندلٌ، عن أبي روقٍ، عن الشّعبيّ قال: قلت له: ما {تتّخذون منه سكرًا}؟ قال: " كانوا يصنعون من النّبيذ والخلّ "، قلت: والرّزق الحسن؟ قال: " كانوا يصنعون منالتّمر والزّبيب "
- حدّثنا ابن وكيعٍقال: حدّثنا أبو أسامة، وأحمد بن بشيرٍ، عن مجالدٍ، عن الشّعبيّ قال: " السّكر: النّبيذ، والرّزق الحسن: التّمر الّذي كان يؤكل ".
وعلى هذا التّأويل، الآية غير منسوخةٍ، بل حكمهاثابتٌ.
الترجيح:
رجح الطبري القول الثالث؛ حيث لا يقال بالنسخ إلا عند تعذر الجمع مع وجود دليل، ولا دليل هنا ولا حاجة له مع هذا القول.
حيث قال: "وهذا التّأويل عندي هو أولىالأقوال بتأويل هذه الآية، وذلك أنّ السّكر في كلام العرب على أحد أوجهٍ أربعةٍ: أحدها: ما أسكر من الشّراب، والثّاني: ما طعم من الطّعام، والثّالث: السّكون، والرّابع: المصدر من قولهم: سكر فلانٌ يسكر سكرًا وسكرًاوسكرًا
فإذا كان ذلك كذلك، وكان ما يسكرمن الشّراب حرامًا بما قد دلّلنا عليه في كتابنا المسمّى: " لطيف القول في أحكامشرائع الإسلام " وكان غير جائزٍ لنا أن نقول: هو منسوخٌ، إذ كان المنسوخ هو ما نفىحكمه النّاسخ، وما لا يجوز اجتماع الحكم به وناسخه، ولم يكن في حكم اللّه تعالىذكره بتحريم الخمر دليلٌ على أنّ السّكر الّذي هو غير الخمر، وغير ما يسكر منالشّراب حرامٌ، إذ كان السّكر أحد معانيه عند العرب، ومن نزل بلسانه القرآن هو كلّما طعم، ولم يكن مع ذلك، إذ لم يكن في نفس التّنزيل دليلٌ على أنّه منسوخٌ، أو وردبأنّه منسوخٌ خبرٌ من الرّسول، ولا أجمعت عليه الأمّة، فوجب القول بما قلنا من أنّمعنى السّكر في هذا الموضع: هو كلّ ما حلّ شربه ممّا يتّخذ من ثمر النّخل والكرم،وفسد أن يكون معناه الخمر أو ما يسكر من الشّراب، وخرج من أن يكون معناه السّكرنفسه، إذ كان السّكر ليس ممّا يتّخذ من النّخل والكرم، ومن أن يكون بمعنىالسّكون). [جامع البيان: 14/284-285]
[النبيذ، منقوع الثمار، وهو مأخوذ من النبذ أي الإلقاء، حيث تلقى الثمار في السائل مثل الماء واللبن ليُحلى بها، ثم يُشرب؛ وهو بهذه الصورة حلال شربه، لكن إذا طالت مدة النقع يصير مسُكرًا وهنا يحرم.
ومن هذا تعلمين أن النبيذ منه ما هو مسكر فهو حرام، ومنه ما لا يسكر فلا يحرم
وأن رواية الشعبي؛ سكرًا: النبيذ، مشكلة لأنها تحتمل المعنيين، أما الرواية من طريق أبي روق عن الشعبي فتفيد أنه أراد النبيذ الحلال.
وأرجو مراجعة التعليقات العامة أدناه]


( 2 ) قول محمد بن سيرين ( {السابقون الأولون} الذي صلوا القبلتين ).
في المسألة أقوال:
الأول: أنهم هم الذين صلوا القبلتين.
وهو مروي عن أبي موسى وسعيد بن المسيب ومحمد بن سيرين.. كما رواه الطبري بسنده عنهم.
وهو مروي عن الشّعبيّ في إحدى الرّوايات وعن الحسن وقتادة.. كما ذكره ابن أبي حاتم الرازي.
إسناد قول محمد بن سيرين: رواه الطبري عن المثنى عن عمرو بن عون عن هشيم عن بعض أصحابه عن أشعث عنه... فهناك راو مجهول في السند
ولكن يعضده روايته له عن ابن بشار عن معاذ بن معاذ عن ابن عون عن محمد (لا أدري أهو محمد بن سيرين أم غيره؛ فإن كان هو فالغالب ن فيه نفس الراوي المجهول وإن أُسقط)، وروايته لهذا القول عن أبي موسى وسعيد بن المسيب.
[قول محمد بن سيرين رواه ابن جرير وأبو نعيم في معرفة الصحابة فيمكنكِ الرجوع لإسناده]
-قال الطبري: "حدّثني المثنّى، قال: حدّثناعمرو بن عونٍ، قال: أخبرنا هشيمٌ، عن بعض، أصحابه، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب،وعن أشعث، عن ابن سيرين، في قوله: {والسّابقون الأوّلون} قال: هم الّذين صلّواالقبلتين.
[هنا إسنادان يدوران على هشيم
الأول: هشيم عن بعض أصحابه عن قتادة عن سعيد بن المسيب.
الثاني: هشيم عن أشعث عن ابن سيرين.
فالإسناد إلى ابن سيرين متصل]

- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا معاذ بن معاذٍ، قال: حدّثنا ابن عونٍ، عن محمّدٍ، قال: المهاجرون الأوّلون: الّذين صلّوا القبلتين"
وقال عطاء: السّابقون الأوّلون من شهدبدرا. وهو مروي عن الحسن وابن سيرين؛ كما ذكره السيوطي نقلا عن ابن المنذر وابن أبي نعيم. [رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة والكتاب متوفر، فلا يصح النقل عن السيوطي]
قال القاضي ابن عطية رحمه الله: وحولت القبلة قبل بدربشهرين،فيتفق هذا القول مع القول الأول.
القول الثاني: هم من أدرك بيعة الرّضوان
رواه ابن أبي حاتم بسنده عن عامرٍ الشعبي وعن ابن سيرين.
وهذان القولان مبنيان على القراءة المشهورة: هي جر (والأنصار) عطفا على (المهاجرين)
القول الثالث: هم المهاجرون.
وهي مبنية على قراءة رفع (والأنصار) استئنافا، فتكون (من) لبيان جنس السابقين وهم المهاجرين.
قال ابن عطية: "ولو قال قائل إن السابقين الأولين هم جميع من هاجر إلى أنانقطعت الهجرة لكان قولا يقتضيه اللفظ وتكون من لبيان الجنس، وقرأ عمر بن الخطاب والحسن بن أبي الحسن وقتادة وسلاموسعيد ويعقوب بن طلحة وعيسى الكوفي «والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار» برفعالراء عطفا على والسّابقون،وأسند الطبري أن زيد بن ثابت سمعهفرده فبعث عمر في أبي بن كعب فسأله فقال أبي بن كعب والسّابقون الأوّلون منالمهاجرين والأنصار والّذين اتّبعوهم بإحسانٍ، فقال عمر ما كنا نرى إلا أنّا قدرفعنا رفعة لا ينالها معنا أحد، فقال أبي إن مصداق هذا في كتاب الله في أول سورةالجمعة وآخرين منهم لمّا يلحقوا بهم [الآية: 3] وفي سورة الحشر والّذين جاؤ منبعدهم يقولون ربّنا اغفر لنا ولإخواننا الّذين سبقونا بالإيمان [الآية: 10] وفي سورة الأنفال في قوله والّذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم [الآية: 75]، فرجع عمر إلى قول أبي
الترجيح:
والذي يظهر لي – والله أعلم- هو أن في الآية وجهان: الأول: أنهم الذين صلوا القبلتين، وهم أهل بدر.. وهو موافق للقراءة الأولى (الجر عطفا)، وقول كثير من السلف.
الثاني: أنهم المهاجرون. وهو موافق للقراءة الثانية (الرفع استئنافا)، فتكون القراءتان متعاضدتان.
أما القول الآخر: (أنهم من أدرك بيعة الرضوان) فلا مانع يحيل قبوله،، وإن كانوا قد امتدحهم الله تعالى في آية الفتح {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة...} ، فكان القولان الأوليان أقرب؛ والله أعلم.

( 3 ) قول عطاءبن أبي رباح: ( التفث،: حلق الشعر وقطع الأظفار )
في المسألة أقوال متقاربة للغاية تندرج تحت قول واحد:
أولا: التّفث: تفث الحجّ، حلق الرّأس ورمي الجمار ونحو ذلك
أخرجه الرملي عن يوسف بن عديٍّ، عن رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني [الرملي رواه كتب،
ثانيا: " التّفث: حلق الرّأس، وأخذٌ من الشّاربين، ونتف الإبط، وحلق العانة، وقصّ الأظفار، والأخذ من العارضين، ورمي الجمار، والموقفبعرفة، والمزدلفة" أخرجه الطبري نحوه عن هشيمٌ، عن عبد الملك، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه قال: كأنّه الخروج من الإحرام إلى الإحلال.
وأخرجه يحيى بن سلام البصري عن حمّادٌ، عن قيس بنسعدٍ، عن عطاءٍ قال: التّفث: حلق الشّعر وقطعالأظفار. [هذا هو الإسناد المطلوب؛ فالمطلوب تخريج القول المذكور في رأس السؤال بنصه]
فهو مروي عن ابن عبّاسٍ وعطاء بن أبي رباح عن ابن عباس. ومجاهد عنه، وكذا قال عكرمة، ومحمّد بن كعبٍ القرظي وعطاء الخراساني. كما ذكر بعض ذلك ابن كثير.


[في المسألة أقوال أخرى لم تذكريها]

بارك الله فيكِ أختي الفاضلة ونفع بك.
أرجو قراءة الملحوظات العامة في المشاركة السابقة.
وهذه الملحوظات خاصة بتطبيقك:
1. لا يصح نقل التخريج من الدر المنثور للسيوطي وغيره، بل يجب أن تفعلي هذا بنفسك كما تدربت في التطبيق السادس من المهارات المتقدمة في التفسير ويمكنك مراجعة الدرس الخاص بمهارة التخريج.
2. احرصي على قراءة التفاسير التي تعتني بنقل أقوال السلف جيدًا، كذلك التفاسير التي تعتني بتحرير الأقوال وتوجيهها، حتى يمكنكِ استيعاب جميع الأقوال في المسألة ومعرفة توجيهات العلماء للأقوال.
3. الصياغة تكون بأسلوبك، ولا ننقل من أقوال العلماء إلا ما لابد منه، ما نعضد به كلامنا، أما أن يكون التطبيق مجرد نقل لأقوال العلماء فهذا لا يصح.
4. يظهر لي أنكِ لم تنهي تطبيقات المهارات المتقدمة في التفاسير، ويصعب عليكِ إتقان هذه الدورة ما لم تتقني أساسياتها، فأرجو أن ترجعي إلى دورة المهارات المتقدمة وتقرأي الدروس بعناية وتعيدي التطبيقات المطلوبة فإن كان فيها مشقة فاحرصي على تقسيمها إلى مهام قصيرة، بحيث تؤدين مهمة في كل يوم حتى تنجزيها جميعًا بإذن الله.

التقويم: هـ

وأخيرًا، ليس الغرض أن نشق عليكِ، وإنما نريد أن تحصلي المهارات المرجوة، وإذا صبرتِ على مشقة اليوم فيُرجى لكِ الخير الكثير غدًا بإذن الله، وما تستصعبينه اليوم ويأخذ منكِ وقتًا طويلا ستنجزينه في وقت قصير غدًا بإذن الله، فقط الصبر الصبر، ومن صبر ظفر.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10 جمادى الأولى 1441هـ/5-01-2020م, 12:44 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عائشة إبراهيم الزبيري مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية:
(1) قول مجاهد: ( وأيّدناه بروح القدس) : القدس هو الله .

التخريج:
قال ابن وهب المصري في الجامع في علوم القرآن: أخبرني الحارث، عن غالب بن عبيد الله، عن مجاهد، وكذا ذكره القرطبي غير انه قال غالب بن عبد الله وليس عبيد الله، ولعله تصحيف فإن غالب بن عبد الله صحابي، وأما غالب بن عبيد الله فهو ضعيف ومتروك الحديث.
[لا حاجة للنقل عن القرطبي وهو مصدر ناقل وقد وجدتِ أصل القول]
وقد قال السيوطي في الدر المنثور أن ابن أبي حاتم أخرج عن مجاهد هذا القول، والذي وجدته في تفسير ابن أبي حاتم قول الربيع وليس مجاهد، ولعله ذكره في موضع آخر.
[تجدينه في تفسير ابن أبي حاتم لسورة المائدة، الآية 110]

توجيه القول:
كان استناد بعض السلف في قولهم هذا على ما وصف الله به نفسه في قوله: (هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡقُدُّوسُ...) [الحشر: 23]، والقدس والقدوس واحد، لذلك قال بعض السلف بأن القدس هو الله سبحانه وتعالى.

وفي المراد بالقدس أقوال ذكرها السلف:
1. أن القدس هو الله كما روي عن مجاهد والربيع والحسن وأبي جعفر وكعب وابن زيد.
2. أن القدس هي البركة، روي عن السدي.
3. أن القدس هو المطهر، روي عن ابن عباس.
4. أن روح القدس اسم مركب وهو الذي كان عيسى يحي به الموتى، روي ابن عباس وسعيد بن جبير.
الترجيح:
وهذه الأقوال يمكن جمع بعضها مع بعض، فإن معنى اسم الله القدوس اختلف فيه هل هو المبارك أم المطهر، كما يقال بيت المقدس هل يراد به البيت المبارك أم البيت المطهر، ولا تعارض بين القولين، فمن الممكن دمج الثلاثة أقوال الأولى معاً فإن معنى القداسة هي الطهارة والبركة في اللغة، والتي تكون في أعلى درجاتها في الله سبحانه وتعالى، بل وهو أصلها، وكل ما وصف بهذه الصفة من المخلوقات ذلك لأنه موجدها على تلك الصفة التي يحبها، فروح القدس كما هو الراجح أنه جبريل عليه السلام الذي طهره الله وبارك فيه وخلقه على تلك الصفة، وهو كذلك روح الله من باب إضافة المخلوق إلى الخالق تشريفاً له، كما يقال بيت الله وناقة الله، ولا تعارض بين الأمرين.
أما القول الرابع فلعل أصله من الإسرائيليات، والله أعلم.
[أحسنتِ التفرقة بين المراد بروح القدس، والمراد بالقدس.
والأقوال في المراد بالقدس إما أنه اسم لله تعالى، أو من باب إضافة الموصوف لصفته -.
ولا يمكن الجمع بين الأقوال، لأن أسماء الله عز وجل توقيفية؛ فلابد أن يرد نص صريح من القرآن والسنة لإثبات اسم لله تعالى، وهذا لم يرد مع " القدس".
ولقائل أن يقول أن القدس من القدوس، ونقول بأن أسماء الله عز وجل تتصف بأنها حسنى، فهي في أعلى درجات الكمال، فحتى وإن كان في كلمة " القُدُس" بعض معنى اسم الله تعالى " القدوس "، فلا يعني هذا إثبات القدس اسما لله عز وجل]


(2) قول الحسن البصري: (أكالون للسحت): أكالون للرشى
التخريج:
قال ابن وهب المصري في الجامع في علوم القرآن: أخبرني أشهل عن قرة بن خالد، عن الحسن في هذه الآية: {أكالون للسحت}، (أكالون الرشى)، وقد قال البعض عن أشهل بن حاتم بأنه صدوق، وضعفه البعض الآخر.
وقد روي عن الحسن قول آخر فيه زيادة تفصيل رواه عنه الطبري وابن أبي حاتم من طريق أبو [أبي] عقيل، عن الحسن في قوله: {سمّاعون للكذب أكّالون للسّحت} قال: تلك الحكّام سمعوا كذبةً، وأكلوا رشوة، وكذلك رواه عبد بن حميد عن الحسن كما ذكره السيوطي في الدر المنثور.

توجيه القول:
يعود هذا القول إلى ما رواه ابن عباس عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (رشوة الحكام حرام، وهي السحت الذي ذكر الله في كتابه). [أين تخريج هذا الحديث وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم يسهل معرفة صحيحها من ضعيفها بالرجوع للكتب المحققة بعد معرفة التخريج فيفضل ذكر حكم الحديث طالما استخدمتيه في التوجيه.
وتوجيه قول الحسن أنه من باب ضرب المثال على أكل السحت]


وفي المراد بالسحت أقوال:
1. رشوة الحكام، روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم والحسن كما يتبين مما سبق، وطاووس، وعبد الله بن مسعود، وابن عباس، وقتادة، ومجاهد، وابن زيد، محمد بن سيرين.
2. الرشوة والهدية التي تدفع لمن شفع شفاعة ليرد حقاً أو ليدفع عنه مظلمة، روي عن عمر، وعلي، وابن مسعود، وابن عباس، ومسروق، وفي قولهم هذا تبيين أن رشوة الحاكم والقاضي ليست سحت بل هي كفر استدلالاً بقوله تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون).
3. أنه الحرام كله ومنه الرشوة ومهر البغيّ، وثمن الكلب، والاستجعال في القضيّة، وحلوان الكاهن، وعسب الفحل، والرّشوة في الحكم، وثمن الخمر، وثمن الميتة، وقد ذكر بعض السلف بعضها وبعضهم ذكرها كلها من باب ضرب المثل لتقريب المعنى، روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وعمر، وعلي، وأبو هريرة، وزيد، وابن عباس.

الترجيح:
بالعودة للمعنى اللغوي الذي ذكره علماء اللغة هو كسب ما لا يحل، وهو من أسحته اللّه وسحته: إذا أبطله وأهلكه، ومنه قوله تعالى: (فيسحتكم بعذاب)، فكل ما يوجب لصاحبة الإهلاك من المكاسب فهو سحت، فيدخل في هذا المعنى جميع الأقوال السابقة، فهي من باب ضرب الأمثلة، ويبقى لدينا إشكالية نفي بعض الصحابة أن رشوة الحكام سحت، استدلالاً بقوله تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) مع قول الآخرين بأنها من السحت، ويمكننا القول بأن بعض الأحكام بغير ما أنزل الله تكون كفراً وبعضها ظلماً وبعضها فقساً، كما تخبر الآيات (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون)، (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون)، وقبول الرشوة وأخذها من طرف الحاكم تدخل في الظلم والفسق، فيكون الحاكم ظالماً فاسقاً، ولا يشترط أن يكون كافراً، والله أعلم.

(3) قول عكرمة في تفسير قول الله تعالى: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} قال: اتقوا الأرحام أن تقطعوها.
التخريج:
قال موسى بن مسعود النهدي في تفسير الثوري: سفيان [الثوري] عن خصيفٍ عن عكرمة {الذي تساءلون به والأرحام} يقول: (اتّقوا اللّه واتّقوا الأرحام أن تقطعوها)، من نفس الطريق رواه ابن جرير الطبري وابن المنذر.

[موسى بن مسعود النهدي راوي كتب فينسب الأثر لصاحب التفسير، سفيان الثوري.
تكون صياغة التخريج:
رواه سفيان الثوري في تفسيره وابن جرير وابن المنذر من طريق خصيف عن عكرمة]

التوجيه:
يعود هذا القول إلى قراءة الجمهور للأرحام بالنصب، وإلى محل الكلمة الإعرابي، فهي مفعول به منصوب فعله مضمر تقديره: واتقوا الأرحام أن تقطعوها، أو هي معطوفة على لفظ الجلالة.

وفي المسألة قولان لأهل العلم:
1. اتقوا الأرحام أن تقطعوها، كما هو قول عكرمة السابق، وروي كذلك عن ابن عباس، والسدي، والحسن، ومجاهد، والضحاك، والربيع، وابن زيد، ورواه قتادة عن النبي موقوفاً، وهذا القول يؤيده القراءة الجمهور بالنصب كما بينت سابقاً، وكذلك قراءة الرفع لعبد الله بن زيد، فتكون الأرحام مبتدأ والخبر مقدر تقديره: والأرحام أهل أن توصل، وكلا القراءتين متفقتين في المعنى.
2. اتقوا الله الذي تساءلون به وبالرحم، كقولهم أسألك بالله وبالرحم، وروي هذا القول عن الحسن، ومجاهد، وإبراهيم، وهذا القول مبني على القراءة بالخفض عطفاً على الضمير في (به).

الترجيح:
والراجح هو القراءة بالنصب، لأن القراءة بالخفض والتي يكون فيها عطف الظاهر على المضمر غير فصيحه ومكروهة عند العرب، والعرب لا تعطف الظاهر على المضمر حال الخفض إلا في الشعر لضيقه، كما في قول سيبويه:
فاليوم قربت تهجونا وتشتمنا... فاذهب فما بك والأيّام من عجب
أما في غير الشعر فيقبح أن يقال مررت بك وزيد، ويمكن إذا أظهر الخافض (الباء) كقولنا: مررت بك وبزيد، لأن المخفوض متصل غير منفصل، ويقبح ان يعطف باسم يقوم بنفسه على اسم لا يقوم بنفسه (هاء الضمير في به)، وقد فسر المازني ذلك فقال: الثاني في العطف شريك للأول، فإن كان الأول يصلح شريكا للثاني وإلا لم يصلح أن يكون الثاني شريكا له.
قال: فكما لا تقول مررت بزيد و " ك " فكذلك لا يجوز مررت بك وزيد، ويجدر بنا الإشارة إلى أن القرآن يحمل على أشرف المذاهب، ولذلك فقراءة الخفض قبيحة، بل وقد لم يجيز نحويي البصرة هذه القراءة.
وكذلك هناك وجه آخر لضعف قراءة الخفض، وهو إما أن يكون ذكر التساؤل بالأرحام لا معنى له، وهو مذكور من باب الإخبار فقط أن الناس تتساءل بالأرحام، وهذا لا يصح لأن الفصاحة في أن يكون لذكر الأرحام فائدة مستقلة، وإما أن يكون إقراراً لتساؤل الناس بالأرحام، وهذا يعارض الأحاديث الكثيرة الصحيحة الصريحة في النهي عن الحلف بغير الله، بل وبالآباء خصوصاً في بعض الأحاديث، وهذه الأحاديث ترد هذا القول وترد القراءة بالخفض، والله أعلم.
[القراءات الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم مقدمة على أقوال أهل اللغة، بل إن القرآن حاكم ومهيمن على أهل اللغة وغيرهم، وقد أخطأ بعض المفسرين في رد بعض القراءات الصحيحة.
وقراءة {الأرحامِ} بالخفض من القراءات الصحيحة، ولها توجيهها، ويبحث عنه في كتب توجيه القراءات؛ فلعلكِ تراجعينها].

أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
- أرجو مراجعة التعليقات العامة هنا:
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...36&postcount=4
- المطلوب توجيه جميع الأقوال، لكن تخريج القول المذكور في رأس السؤال فقط.
التقويم: ب
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25 جمادى الأولى 1441هـ/20-01-2020م, 02:48 PM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي اجابة عن المجموعة الأولى

المجموعة الأولى:
( 1 ) قول مجاهد في تفسير قول الله تعالى: {تماماً على الذي أحسن} ، قال: على المؤمنين والمحسنين.

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ)
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {تمامًا على الّذي أحسن}: المؤمنين والمحسنين.[جامع البيان: 9/ 673-678]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ):
- حدّثنا حجّاج بن حمزة ثنا شبابة ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ قوله: {تمامًا على الّذي أحسن}، قال: على المؤمنين.[تفسير القرآن العظيم: 5/ 1423-1424]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {تماما على الذي أحسن}، قال: على المؤمنين المحسنين.[الدر المنثور: 6/ 260-262] لم أجده في مسند عبدبن حميد ولا تفسير ابن المنذر في الشاملة ولا أعرف أبو الشيخ وبحثت عن الاسم فلم اهتد لشيء.

التخريج
رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طرق عن ابن أبي نجيح عن مجاهد

بيان حال القول من جهة ثبوته لمن نسبت إليه
ابن أبي نجيح ممن سمع من مجاهد وهو من طبقة الرواة الأولى عنه

في تفسير قوله تعالى: {على الذي أحسن} أقوال:
الأول: على المؤمنين والمحسنين مروي عن مجاهد
الثاني: فيما أعطاه الله مروي عن الربيع
الثالث: من أحسن في الدّنيا تمّم اللّه له ذلك في الآخرة. مروي عن قتادة
الرابع: تمامًا من اللّه وإحسانه الّذي أحسن إليهم وهداهم للإسلام، وآتاهم ذلك الكتاب تمامًا لنعمته عليه وإحسانه.مروي عن ابن زيد (تماما أي تفضلا من الله على إحسانه تعالى) فأحسن فعل ماض والفاعل لفظ الجلالة

توجيه الأقوال
أما القول الأول :أن تكون الذي بمعنى من أو الذين على عادة العرب في ذلك
قال ابن قتيبة: أراد: آتينا موسى الكتاب تماما على المحسنين، كما تقول: أوصي بمالي للذي غزا وحج، تريد الغازين الحاجّين، ويكون (الذي) في موضع (من) كأنه قال: تماما على من أحسن.
و(على) في هذا الموضع بمعنى (لام الجر) كما يقال: أتمّ الله عليه وأتمّ له قال الرّاعي:رعته أشهرا وخلا عليها فطار النّيّ فيها واستغارا أراد: وخلا لها.
وقد ذكر ابن جرير في جواز أن يقال: (على الذي أحسن) ، فيوحِّد"الذي"، والتأويل على الذين أحسنوا؟ أن العرب تفعل ذلك خاصة في"الذي" وفي"الألف واللام"، إذا أرادت به الكل والجميع، كما قال جل ثناؤه: (وَالْعَصْرِ إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ) ، [سورة العصر: 1،2] ، وكما قالوا:"كثر الدِّرهم فيه في أيدي الناس". وأيده بقراءة عبد اللّه بن مسعودٍ: (تمامًا على الّذين أحسنوا)، وذلك من قراءته كذلك يؤيّد قول مجاهدٍ.
وأما القول الثاني: أن تكون الذي بمعنى ما ويكون"أحسن"، نصبًا، لأنه فعل ماض كما قال ابن عطية: الَّذِي غير موصولة، والمعنى تماما على ما أحسن هو من عبادة ربه والاضطلاع بأمور نبوته، يريد موسى عليه السلام، هذا تأويل الربيع وقتادة
وأما القول الثالث: فأيضا الذي بمعنى ما وأحسن فعل ماض والمعنى كما قال ابن جرير:آتيناه الكتاب لأتمم له كرامتي في الآخرة، تمامًا على إحسانه في الدنيا في عبادة الله والقيام بما كلفه به من طاعته.
وأما القول الرابع: الذي غير موصولة وهي بمعنى ما أيضا وأحسن في موضع نصب وفاعله لفظ الجلالة والمعنى كما ذكره ابن عطية تَماماً أي تفضلا وإكمالا على الذي أحسن الله فيه إلى عباده من النبوءات والنعم وغير ذلك، ف الَّذِي أيضا في هذا التأويل غير موصولة.

الترجيح
الأقوال وإن كانت مختلفة في توجيهها فجميعها تحتمله الآية
أن إيتاء الكتاب لموسى تفضلا على المؤمنين والمحسنين ولما أحسن موسى فيما أعطاه ربه وهذا كله تفضل وإحسان من الله تعالى على من أحسن من عباده.
_____________________________
( 2 ) قول محمد بن كعب القرظي: ({منادياً ينادي للإيمان}: المنادي القرآن)
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن موسى بن عبيدة عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ في قول اللّه: {إنّنا سمعنا مناديًا ينادي للإيمان} قال: المنادي الكتاب يعني القرآن [الآية: 193]). [تفسير الثوري: 83]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا قبيصة بن عقبة، قال: حدّثنا سفيان، عن موسى بن عبيدة، عن محمّد بن كعبٍ: {إنّنا سمعنا مناديًا ينادي للإيمان} قال: هو الكتاب، ليس كلّهم لقي النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا منصور بن حكيمٍ، عن خارجة، عن موسى بن عبيدة، عن محمّد بن كعب القرظيّ، في قوله: {ربّنا إنّنا سمعنا مناديًا ينادي للإيمان} قال: ليس كلّ النّاس سمع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ولكنّ المنادي القرآن[جامع البيان: 6/314-316]
قال ابن المنذر
- حَدَّثَنَا أبو عمران: مُوسَى بْن هارون بْن عَبْدِ اللهِ الحمال، قَالَ: حَدَّثَنَا شجاع بْن مخلد، قَالَ: حدثني يحيى، قَالَ: أخبرني مُوسَى بْن عبيدة، عَنْ مُحَمَّد بْن كعب القرظي، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ} ، قَالَ: المنادي: القرآن "[تفسير ابن المنذر 2/536]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ):
(قوله تعالى: ربّنا إنّنا سمعنا مناديًا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو داود الحفريّ، عن سفيان، عن موسى ابن عبيدة، عن محمّد بن كعبٍ قوله: ربّنا إنّنا سمعنا منادياً ينادي للإيمان قال: هو الكتاب.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والخطيب في المتفق والمفترق عن محمد بن كعب القرظي {سمعنا مناديا ينادي للإيمان} قال: هو القرآن ليس كل الناس يسمع النّبيّ صلى الله عليه وسلم.
التخريج
رواه الثوري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب القرظي

حالهامن جهة الثبوت وعدمه
موسى بن عبيدة الربذي من رواة الطبقة الأولى عن محمد بن كعب المكثرين عنه وإن كان كثير الخطأ

في المراد بالمنادي قولين
الأول: القرآن مروي عن محمد بن كعب وهو معنى قول قتادة
الثاني: المراد به رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما في قوله: {ادع إلى سبيل ربك} مروي عن ابن جريج وابن زيد

توجيه الأقوال
أما القول الأول القرآن: قال محمد بن كعب:ليس كلّهم لقي النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فيكون المنادي القرآن
وأما القول الثاني: النبي صلى الله عليه وسلم فباعتبار أنه المنادي والداعي كما في الآية قال الله تعالى: {وداعيًا إلى الله}

الترجيح
والقولين متقاربين فالنبي صلى الله عليه وسلم هو الداعي والقرآن هو معجزته الباقية إلى قيام الساعة.
_______________________
( 3 ) قول طاووس بن كيسان: (الحفدة الخدم )
قال ابن جرير - حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا زمعة، عن ابن طاوسٍ، عن أبيه، قال: " الحفدة: الخدم ".
- حدّثنا ابن بشّارٍ، مرّةً أخرى قال: " ابنه وخادمه "

التخريج
رواه ابن جرير ثنا ابن بشار ثنا عبدالرحمن ثنا زمعة عن ابن طاووس عن أبيه.

حاله من جهة الثبوت وعدمه
وعبدالله بن طاووس من رواة الطبقة الأولى عنه.

في المراد بالحفدة أقوال:
الأول: الأعوان والخدم مروي عن طاووس ومالك والحسن وعن مجاهد وقتادة
الثاني: من يخدمك من ولدك وولد ولدك مروي عن عكرمة وسعيد بن جبير والضحاك ومجاهد عن ابن عباس وفيهم من خصه بالبنات ذكره القسطلاني
الثالث: الأصهار والأختان مروي عن أبي الضحى وإبراهيم وعن زر عن ابن مسعود وعلي بن أبي طلحة عن ابن عباس
الرابع: بنو امرأة الرجل مروي عن العوفي عن ابن عباس

توجيه الأقوال
أما القول الأول: من المعنى اللغوي للحفدة وهو الإسراع في الخدمة
وأما القول الثاني: أي ولد ولده أو بناته فإن الحافد هو المسرع في الخدمة والبنات يخدمن في البيوت أتم خدمة أو هم البنون أنفسهم والعطف لتغاير الوصفين أي جعل لكم بنين خدمًا
وأما القول الثالث: قال القسطلاني: وقيل الحفدة الأصهار قال: فلو أن نفسي طاوعتني لأصبحت = لها حفد مما يعدّ كثير.. لكنها نفس عليّ أبية = عيوف لأصهار اللئام قذور).
وأما القول الرابع: فيمكن تخريجه على أن العطف للمغايرة وفعطف الحفدة على البنين فغايرها فكان معناها بنو امرأة الرجل من غيرهم فهم مسرعون في الخدمة أيضا

الترجيح
الحفدة تسع المعاني كلها الواردة في الأقوال المذكورة
قال ابن جرير: وإذ كان معنى الحفدة ما ذكرنا من أنّهم المسرعون في خدمة الرّجل المتخفّفون فيها، وكان اللّه تعالى ذكره أخبرنا أنّ ممّا أنعم به علينا أن جعل لنا حفدةً تحفد لنا، وكان أولادنا وأزواجنا الّذين يصلحون للخدمة منّا ومن غيرنا، وأختاننا الّذين هم أزواج بناتنا من أزواجنا، وخدمنا من مماليكنا، إذا كانوا يحفدوننا فيستحقّون اسم حفدةً، ولم يكن اللّه تعالى دلّ بظاهر تنزيله ولا على لسان رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم ولا بحجّة عقلٍ، على أنّه عنى بذلك نوعًا من الحفدة دون نوعٍ منهم، وكان قد أنعم بكلّ ذلك علينا، لم يكن لنا أن نوجّه ذلك إلى خاصٍّ من الحفدة دون عامٍ، إلاّ ما اجمعت الأمّة عليه أنّه غير داخلٍ فيهم.
وإذا كان ذلك كذلك فلكلّ الأقوال الّتي ذكرنا عمّن ذكرنا وجهٌ في الصّحّة، ومخرجٌ في التّأويل، وإن كان أولى بالصّواب من القول ما اخترنا لما بيّنّا من الدّليل
وقال ابن حجر:قال الحفدة البنون وبنو البنين ومن أعانك من أهلٍ أو خادمٍ فقد حفدك وهذا أجمع الأقوال وبه تجتمع وأشار إلى ذلك الطّبريّ وأصل الحفد مداركة الخطو والإسراع في المشي فأطلق على من يسعى في خدمة الشّخص ذلك

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10 جمادى الآخرة 1441هـ/4-02-2020م, 11:51 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة احمد صابر مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
( 1 ) قول مجاهد في تفسير قول الله تعالى: {تماماً على الذي أحسن} ، قال: على المؤمنين والمحسنين.

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ)
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {تمامًا على الّذي أحسن}: المؤمنين والمحسنين.[جامع البيان: 9/ 673-678]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ):
- حدّثنا حجّاج بن حمزة ثنا شبابة ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ قوله: {تمامًا على الّذي أحسن}، قال: على المؤمنين.[تفسير القرآن العظيم: 5/ 1423-1424] [لاحظي اختلاف اللفظ من هذا الطريق،فهو يقتصر على لفظ " المؤمنين" فقط]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {تماما على الذي أحسن}، قال: على المؤمنين المحسنين.[الدر المنثور: 6/ 260-262] لم أجده في مسند عبدبن حميد ولا تفسير ابن المنذر في الشاملة ولا أعرف أبو الشيخ وبحثت عن الاسم فلم اهتد لشيء.
[لأن الجزء المطبوع من تفسير ابن المنذر حتى سورة النساء فقط، والباقي مفقود، وتفسير عبد بن حميد من الكتب المفقودة، فحينئذ يعد الدر المنثور من المصادر البديلة ونقول في التخريج: وأخرجه عبد ابن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ كما في الدر المنثور للسيوطي]
التخريج
رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طرق عن ابن أبي نجيح عن مجاهد

بيان حال القول من جهة ثبوته لمن نسبت إليه
ابن أبي نجيح ممن سمع من مجاهد وهو من طبقة الرواة الأولى عنه

في تفسير قوله تعالى: {على الذي أحسن} أقوال:
الأول: على المؤمنين والمحسنين مروي عن مجاهد
الثاني: فيما أعطاه الله مروي عن الربيع
الثالث: من أحسن في الدّنيا تمّم اللّه له ذلك في الآخرة. مروي عن قتادة
الرابع: تمامًا من اللّه وإحسانه الّذي أحسن إليهم وهداهم للإسلام، وآتاهم ذلك الكتاب تمامًا لنعمته عليه وإحسانه.مروي عن ابن زيد (تماما أي تفضلا من الله على إحسانه تعالى) فأحسن فعل ماض والفاعل لفظ الجلالة

توجيه الأقوال
أما القول الأول :أن تكون الذي بمعنى من أو الذين على عادة العرب في ذلك
قال ابن قتيبة: أراد: آتينا موسى الكتاب تماما على المحسنين، كما تقول: أوصي بمالي للذي غزا وحج، تريد الغازين الحاجّين، ويكون (الذي) في موضع (من) كأنه قال: تماما على من أحسن.
و(على) في هذا الموضع بمعنى (لام الجر) كما يقال: أتمّ الله عليه وأتمّ له قال الرّاعي:رعته أشهرا وخلا عليها فطار النّيّ فيها واستغارا أراد: وخلا لها.
وقد ذكر ابن جرير في جواز أن يقال: (على الذي أحسن) ، فيوحِّد"الذي"، والتأويل على الذين أحسنوا؟ أن العرب تفعل ذلك خاصة في"الذي" وفي"الألف واللام"، إذا أرادت به الكل والجميع، كما قال جل ثناؤه: (وَالْعَصْرِ إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ) ، [سورة العصر: 1،2] ، وكما قالوا:"كثر الدِّرهم فيه في أيدي الناس". وأيده بقراءة عبد اللّه بن مسعودٍ: (تمامًا على الّذين أحسنوا)، وذلك من قراءته كذلك يؤيّد قول مجاهدٍ.
وأما القول الثاني: أن تكون الذي بمعنى ما ويكون"أحسن"، نصبًا، لأنه فعل ماض كما قال ابن عطية: الَّذِي غير موصولة، والمعنى تماما على ما أحسن هو من عبادة ربه والاضطلاع بأمور نبوته، يريد موسى عليه السلام، هذا تأويل الربيع وقتادة
وأما القول الثالث: فأيضا الذي بمعنى ما وأحسن فعل ماض والمعنى كما قال ابن جرير:آتيناه الكتاب لأتمم له كرامتي في الآخرة، تمامًا على إحسانه في الدنيا في عبادة الله والقيام بما كلفه به من طاعته.
وأما القول الرابع: الذي غير موصولة وهي بمعنى ما أيضا وأحسن في موضع نصب وفاعله لفظ الجلالة والمعنى كما ذكره ابن عطية تَماماً أي تفضلا وإكمالا على الذي أحسن الله فيه إلى عباده من النبوءات والنعم وغير ذلك، ف الَّذِي أيضا في هذا التأويل غير موصولة.

الترجيح
الأقوال وإن كانت مختلفة في توجيهها فجميعها تحتمله الآية
أن إيتاء الكتاب لموسى تفضلا على المؤمنين والمحسنين ولما أحسن موسى فيما أعطاه ربه وهذا كله تفضل وإحسان من الله تعالى على من أحسن من عباده. [يمكنكِ تصنيف الأقوال على حسب معنى " الذي " هل هي بمعنى " من " أو " ما "
فعلى معنى " من " يكون المراد موسى عليه السلام، أو عموم المؤمنين والمحسنين، وعلى القول بأنها بمعنى " ما " يكون المراد تمامًا على إحسان الله لموسى، أو على ما أعطاه الله، أو على إحسان الله لأنبيائه]

[وهناك قول ليحيى بن يعمر لم تذكريه وهو أن " الذي" صفة لموصوف محذوف، فيكون المعنى: " تماما على الدين الذي هو أحسن"]
_____________________________
( 2 ) قول محمد بن كعب القرظي: ({منادياً ينادي للإيمان}: المنادي القرآن)
[لا يلزمكِ نقل النقول، وإنما تكتبين التخريج مباشرة، وهذه النقول تكون في مسودة عملك]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن موسى بن عبيدة عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ في قول اللّه: {إنّنا سمعنا مناديًا ينادي للإيمان} قال: المنادي الكتاب يعني القرآن [الآية: 193]). [تفسير الثوري: 83]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا قبيصة بن عقبة، قال: حدّثنا سفيان، عن موسى بن عبيدة، عن محمّد بن كعبٍ: {إنّنا سمعنا مناديًا ينادي للإيمان} قال: هو الكتاب، ليس كلّهم لقي النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا منصور بن حكيمٍ، عن خارجة، عن موسى بن عبيدة، عن محمّد بن كعب القرظيّ، في قوله: {ربّنا إنّنا سمعنا مناديًا ينادي للإيمان} قال: ليس كلّ النّاس سمع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ولكنّ المنادي القرآن[جامع البيان: 6/314-316]
قال ابن المنذر
- حَدَّثَنَا أبو عمران: مُوسَى بْن هارون بْن عَبْدِ اللهِ الحمال، قَالَ: حَدَّثَنَا شجاع بْن مخلد، قَالَ: حدثني يحيى، قَالَ: أخبرني مُوسَى بْن عبيدة، عَنْ مُحَمَّد بْن كعب القرظي، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ " {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ} ، قَالَ: المنادي: القرآن "[تفسير ابن المنذر 2/536]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ):
(قوله تعالى: ربّنا إنّنا سمعنا مناديًا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو داود الحفريّ، عن سفيان، عن موسى ابن عبيدة، عن محمّد بن كعبٍ قوله: ربّنا إنّنا سمعنا منادياً ينادي للإيمان قال: هو الكتاب.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والخطيب في المتفق والمفترق عن محمد بن كعب القرظي {سمعنا مناديا ينادي للإيمان} قال: هو القرآن ليس كل الناس يسمع النّبيّ صلى الله عليه وسلم.
التخريج
رواه الثوري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب القرظي

حالهامن جهة الثبوت وعدمه
موسى بن عبيدة الربذي من رواة الطبقة الأولى عن محمد بن كعب المكثرين عنه وإن كان كثير الخطأ

في المراد بالمنادي قولين
الأول: القرآن مروي عن محمد بن كعب وهو معنى قول قتادة
الثاني: المراد به رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما في قوله: {ادع إلى سبيل ربك} مروي عن ابن جريج وابن زيد

توجيه الأقوال
أما القول الأول القرآن: قال محمد بن كعب:ليس كلّهم لقي النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فيكون المنادي القرآن
وأما القول الثاني: النبي صلى الله عليه وسلم فباعتبار أنه المنادي والداعي كما في الآية قال الله تعالى: {وداعيًا إلى الله}

الترجيح
والقولين متقاربين فالنبي صلى الله عليه وسلم هو الداعي والقرآن هو معجزته الباقية إلى قيام الساعة. [والقولان متقاربان]
_______________________
( 3 ) قول طاووس بن كيسان: (الحفدة الخدم )
قال ابن جرير - حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا زمعة، عن ابن طاوسٍ، عن أبيه، قال: " الحفدة: الخدم ".
- حدّثنا ابن بشّارٍ، مرّةً أخرى قال: " ابنه وخادمه "

التخريج
رواه ابن جرير ثنا ابن بشار ثنا عبدالرحمن ثنا زمعة عن ابن طاووس عن أبيه.

حاله من جهة الثبوت وعدمه
وعبدالله بن طاووس من رواة الطبقة الأولى عنه.

في المراد بالحفدة أقوال:
الأول: الأعوان والخدم مروي عن طاووس ومالك والحسن وعن مجاهد وقتادة
الثاني: من يخدمك من ولدك وولد ولدك مروي عن عكرمة وسعيد بن جبير والضحاك ومجاهد عن ابن عباس وفيهم من خصه بالبنات ذكره القسطلاني
الثالث: الأصهار والأختان مروي عن أبي الضحى وإبراهيم وعن زر عن ابن مسعود وعلي بن أبي طلحة عن ابن عباس
الرابع: بنو امرأة الرجل مروي عن العوفي عن ابن عباس

توجيه الأقوال
أما القول الأول: من المعنى اللغوي للحفدة وهو الإسراع في الخدمة
وأما القول الثاني: أي ولد ولده أو بناته فإن الحافد هو المسرع في الخدمة والبنات يخدمن في البيوت أتم خدمة أو هم البنون أنفسهم والعطف لتغاير الوصفين أي جعل لكم بنين خدمًا
وأما القول الثالث: قال القسطلاني: وقيل الحفدة الأصهار قال: فلو أن نفسي طاوعتني لأصبحت = لها حفد مما يعدّ كثير.. لكنها نفس عليّ أبية = عيوف لأصهار اللئام قذور).
وأما القول الرابع: فيمكن تخريجه على أن العطف للمغايرة وفعطف الحفدة على البنين فغايرها فكان معناها بنو امرأة الرجل من غيرهم فهم مسرعون في الخدمة أيضا
[توجيهك للأقوال في هذه المسألة ضعيف ويحتاج لمزيد بحث منكِ ]
الترجيح
الحفدة تسع المعاني كلها الواردة في الأقوال المذكورة
قال ابن جرير: وإذ كان معنى الحفدة ما ذكرنا من أنّهم المسرعون في خدمة الرّجل المتخفّفون فيها، وكان اللّه تعالى ذكره أخبرنا أنّ ممّا أنعم به علينا أن جعل لنا حفدةً تحفد لنا، وكان أولادنا وأزواجنا الّذين يصلحون للخدمة منّا ومن غيرنا، وأختاننا الّذين هم أزواج بناتنا من أزواجنا، وخدمنا من مماليكنا، إذا كانوا يحفدوننا فيستحقّون اسم حفدةً، ولم يكن اللّه تعالى دلّ بظاهر تنزيله ولا على لسان رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم ولا بحجّة عقلٍ، على أنّه عنى بذلك نوعًا من الحفدة دون نوعٍ منهم، وكان قد أنعم بكلّ ذلك علينا، لم يكن لنا أن نوجّه ذلك إلى خاصٍّ من الحفدة دون عامٍ، إلاّ ما اجمعت الأمّة عليه أنّه غير داخلٍ فيهم.
وإذا كان ذلك كذلك فلكلّ الأقوال الّتي ذكرنا عمّن ذكرنا وجهٌ في الصّحّة، ومخرجٌ في التّأويل، وإن كان أولى بالصّواب من القول ما اخترنا لما بيّنّا من الدّليل
وقال ابن حجر:قال الحفدة البنون وبنو البنين ومن أعانك من أهلٍ أو خادمٍ فقد حفدك وهذا أجمع الأقوال وبه تجتمع وأشار إلى ذلك الطّبريّ وأصل الحفد مداركة الخطو والإسراع في المشي فأطلق على من يسعى في خدمة الشّخص ذلك
[الأولى أن تعيدي صياغة ما فهمتيه من كلام المفسرين بأسلوبكِ]

التقويم: ب+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بك، واصلي التدرب مع الاعتناء بتوجيه الأقوال ودراستها.
زادكِ الله توفيقًا وسدادا.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 8 رجب 1441هـ/2-03-2020م, 03:23 PM
سها حطب سها حطب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي

اختر مجموعة من المجموعات التالية وخرّج الأقوال فيها وبيّن حالها ووجّهها ورجّح ما تراه راجحاً في معنى الآية.
المجموعة الأولى:
( 1 ) قول مجاهد في تفسير قول الله تعالى: {تماماً على الذي أحسن} ، قال: على المؤمنين والمحسنين.
  • رواه ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ وابن أبي حاتم وعبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيّ من طرق عن ابن أبي نجيحٍ، عنه.
وابن أبي نجيح ممن سمع من مجاهد وهو من طبقة الرواة الأولى عنه
وتأويل الكلام أن الله جل ثناؤه آتى موسى الكتاب فضيلة على ما آتى المحسنين من عباده.
وعلى هذا القول يكون قوله: (أحسن)، فعلا ماضيًا مبنيا على الفتح.
وقد ذكر عن عبد الله بن مسعود: أنه كان يقرأ: ( تمامًا عَلَى الَّذِينَ أَحْسَنُوا).
قال الطبري رحمه الله: (فإن قال قائل: فكيف جاز أن يقال: (على الذي أحسن)، فيوحِّد(الذي)، والتأويل على الذين أحسنوا؟ قيل: إن العرب تفعل ذلك خاصة في (الذي) وفي(الألف واللام)، إذا أرادت به الكل والجميع، كما قال جل ثناؤه: (وَالْعَصْرِ إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ)).

الأقوال الأخرى في المسألة:
  • أن يكون تأويل الكلام: ثم آتينا موسى الكتاب تمامًا على الذي هو أحسن دينا وأرضاه وهو موسى عليه السلام.
  • أن يكون تأويل الكلام: ثم آتينا موسى الكتاب تمامًا على ما أحسنه ( إحسان ) موسى.
  • أن يكون تأويل الكلام: ثم آتينا موسى الكتاب تمامًا على إحسان الله إلى أنبيائه وأياديه عندهم.
وهذه أقوال متقاربة لا يعارض بعضها بعضا فإن الله تعالى أتى موسى عليه السلام التوراة إتماما لإحسانه في الدنيا في عبادة الله والقيام بما كلفه به من طاعته، فكان هذا إحسانا من الله عليه نظير إحسانه كما يقول تعالى : ( وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان)، وإحسان الله على عبيده ليس مختصا بموسى عليه السلام بل قد سبق للأنبياء من قبله وومن بعده، ولكل مؤمن محسن.



( 2 ) قول محمد بن كعب القرظي: ({منادياً ينادي للإيمان}: المنادي القرآن)
روى هذا القول أبو حذيفة النهدي والطبري والرازي بأسانيدهم عن سفيان عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب القرظي.
ورواه الطبري بإسناد آخر عن المثنى عن إسحاق عن منصور بن حكيم عن خارجة عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب القرظي.
وموسى بن عبيدة الربذي من رواة الطبقة الأولى عن محمد بن كعب المكثرين عنه وهو رجل صالح غير متّهم بالكذب، لكنّه كثير الخطأ، واهي الرواية.

وعلل هذا القول أن ليس كل الناس سمع النبيّ صلى الله عليه وسلم، ولكن المنادي القرآن.


الأقوال الأخرى في المسألة:
  • أن المنادي هو محمد صلى الله عليه وسلم.
ولا شك أن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم وآمن به ينطبق عليه معنى الآية أصالة، وأما من جاء بعده فإنه سمع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن والسنة، فتشمله الآية تضمنا.



( 3 ) قول طاووس بن كيسان: (الحفدة الخدم )
رواه أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ عن ابن بشّارٍ، عن عبد الرّحمن، عن زمعة، عن ابن طاوسٍ، عن أبيه.
وعبد الله بن طاووس من الثقات المكثرين عنه.
ومعتمد هذا القول اللغة :
قال مالك: الحفدة الخدم والأعوان
وروي عن ابن عباس في قوله تعالى:" وحفدة" قال هم الأعوان، من أعانك فقد حفدك. قيل له: فهل تعرف العرب ذلك؟ قال نعم وتقول! أو ما سمعت قول الشاعر:
حفد الولائد حولهن وأسلمت ... بأكفهن أزمة الأجمال
أي أسرعن الخدمة. والولائد: الخدم، الواحدة وليدة،
قال الأعشى:
كلفت مجهولها نوقا يمانية ... إذا الحداة على أكسائها حفدوا
أي أسرعوا.
وقال ابن عرفة: الحفدة عند العرب الأعوان، فكل من عمل عملا أطاع فيه وسارع فهو حافد، قال: ومنه قولهم" إليك نسعى ونحفد"، والحفدان السرعة. قال أبو عبيد: الحفد العمل والخدمة. وقال الخليل بن أحمد: الحفدة عند العرب الخدم.

الأقوال الأخرى في المسألة:
  • هم الأختان، أختان الرجل على بناته.
  • هم ولد الرجل وولد ولده.
  • هم بنو امرأة الرجل من غيره.
وكل ذلك يدخل في عموم معنى الحفدة أي من يسرعون في إعانة المرء وخدمته، ولكن سياق الآيات وقوله تعالى ( وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ) يدخل فيه الأختان ولد ولد الرجل وبنو امرأة الرجل من غيره ولا يدخل فيه الخدم والله أعلم.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 9 رجب 1441هـ/3-03-2020م, 12:49 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سها حطب مشاهدة المشاركة
اختر مجموعة من المجموعات التالية وخرّج الأقوال فيها وبيّن حالها ووجّهها ورجّح ما تراه راجحاً في معنى الآية.
المجموعة الأولى:
( 1 ) قول مجاهد في تفسير قول الله تعالى: {تماماً على الذي أحسن} ، قال: على المؤمنين والمحسنين.
  • رواه ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ وابن أبي حاتم وعبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيّ من طرق عن ابن أبي نجيحٍ، عنه.

[راجعي تفسير ابن أبي حاتم، ولاحظي الفرق بين طريق الطبري وطريق ابن أبي حاتم
فعند ابن أبي حاتم اقتصر على " المؤمنين " فقط، ومن المهم الانتباه لذلك، طالما اختلف اللفظ والمعنى.
أما إن اختلف اللفظ والمعنى واحد، فيمكن سياقها في مساق واحد.
واختلاف المعنى لا يعني أنه اختلاف تضاد كما تعلمين، بل يمكن الجمع بين الأقوال طالما الاختلاف خلاف تنوع]

وابن أبي نجيح ممن سمع من مجاهد وهو من طبقة الرواة الأولى عنه
وتأويل الكلام أن الله جل ثناؤه آتى موسى الكتاب فضيلة على ما آتى المحسنين من عباده.
وعلى هذا القول يكون قوله: (أحسن)، فعلا ماضيًا مبنيا على الفتح.
وقد ذكر عن عبد الله بن مسعود: أنه كان يقرأ: ( تمامًا عَلَى الَّذِينَ أَحْسَنُوا).
قال الطبري رحمه الله: (فإن قال قائل: فكيف جاز أن يقال: (على الذي أحسن)، فيوحِّد(الذي)، والتأويل على الذين أحسنوا؟ قيل: إن العرب تفعل ذلك خاصة في (الذي) وفي(الألف واللام)، إذا أرادت به الكل والجميع، كما قال جل ثناؤه: (وَالْعَصْرِ إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ)).

[ يمكنكِ إعادة الصياغة بأسلوبك، فتقولين:
ويؤخذ على هذا القول ....
وجوابه كذا ...
ثم تستشهدين بأقوال أهل اللغة في إرادة الجمع " بالذي " ]

الأقوال الأخرى في المسألة:
  • أن يكون تأويل الكلام: ثم آتينا موسى الكتاب تمامًا على الذي هو أحسن دينا وأرضاه وهو موسى عليه السلام.
  • أن يكون تأويل الكلام: ثم آتينا موسى الكتاب تمامًا على ما أحسنه ( إحسان ) موسى.
  • أن يكون تأويل الكلام: ثم آتينا موسى الكتاب تمامًا على إحسان الله إلى أنبيائه وأياديه عندهم.
[ينقصكِ عزو الأقوال لقائليها من السلف]
وهذه أقوال متقاربة لا يعارض بعضها بعضا فإن الله تعالى أتى موسى عليه السلام التوراة إتماما لإحسانه في الدنيا في عبادة الله والقيام بما كلفه به من طاعته، فكان هذا إحسانا من الله عليه نظير إحسانه كما يقول تعالى : ( وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان)، وإحسان الله على عبيده ليس مختصا بموسى عليه السلام بل قد سبق للأنبياء من قبله وومن بعده، ولكل مؤمن محسن.



( 2 ) قول محمد بن كعب القرظي: ({منادياً ينادي للإيمان}: المنادي القرآن)
روى هذا القول أبو حذيفة النهدي [أبو حذيفة رواي تفسير الثوري؛ فنقول: رواه الثوري في تفسيره] والطبري والرازي [من الرازي؟ هذا لقب لعدد من العلماء فينبغي التعيين] بأسانيدهم عن سفيان عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب القرظي. [ومخرج الأثر هو موسى بن عبيدة]
ورواه الطبري بإسناد آخر عن المثنى عن إسحاق عن منصور بن حكيم عن خارجة عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب القرظي. [يكفي تعيين مخرج الأثر، طالما لم يختلف اللفظ باختلاف الطرق]
وموسى بن عبيدة الربذي من رواة الطبقة الأولى عن محمد بن كعب المكثرين عنه وهو رجل صالح غير متّهم بالكذب، لكنّه كثير الخطأ، واهي الرواية.

وعلل هذا القول أن ليس كل الناس سمع النبيّ صلى الله عليه وسلم، ولكن المنادي القرآن.


الأقوال الأخرى في المسألة:
  • أن المنادي هو محمد صلى الله عليه وسلم.
ولا شك أن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم وآمن به ينطبق عليه معنى الآية أصالة، وأما من جاء بعده فإنه سمع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن والسنة، فتشمله الآية تضمنا.



( 3 ) قول طاووس بن كيسان: (الحفدة الخدم )
رواه أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ عن ابن بشّارٍ، عن عبد الرّحمن، عن زمعة، عن ابن طاوسٍ، عن أبيه.
وعبد الله بن طاووس من الثقات المكثرين عنه.
ومعتمد هذا القول اللغة :
قال مالك: الحفدة الخدم والأعوان
وروي عن ابن عباس في قوله تعالى:" وحفدة" قال هم الأعوان، من أعانك فقد حفدك. قيل له: فهل تعرف العرب ذلك؟ قال نعم وتقول! أو ما سمعت قول الشاعر:
حفد الولائد حولهن وأسلمت ... بأكفهن أزمة الأجمال
أي أسرعن الخدمة. والولائد: الخدم، الواحدة وليدة،
قال الأعشى:
كلفت مجهولها نوقا يمانية ... إذا الحداة على أكسائها حفدوا
أي أسرعوا.
وقال ابن عرفة: الحفدة عند العرب الأعوان، فكل من عمل عملا أطاع فيه وسارع فهو حافد، قال: ومنه قولهم" إليك نسعى ونحفد"، والحفدان السرعة. قال أبو عبيد: الحفد العمل والخدمة. وقال الخليل بن أحمد: الحفدة عند العرب الخدم.

الأقوال الأخرى في المسألة:
  • هم الأختان، أختان الرجل على بناته.
  • هم ولد الرجل وولد ولده.
  • هم بنو امرأة الرجل من غيره.
وكل ذلك يدخل في عموم معنى الحفدة أي من يسرعون في إعانة المرء وخدمته، ولكن سياق الآيات وقوله تعالى ( وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ) يدخل فيه الأختان ولد ولد الرجل وبنو امرأة الرجل من غيره ولا يدخل فيه الخدم والله أعلم.
[وما الذي يمنع أن يكون ولد الرجل خدمًا وأعوانًا له؟]


بارك الله فيكِ أختي الفاضلة ونفع بكِ، وشكر لكِ جهدكِ.
أرجو منكِ مراجعة تطبيق الألأخت فاطمة أحمد صابر السابق لتطبيقكِ، والاستفادة من الملحوظات عليه.
وهناك ملحوظتان ريئستان على تطبيقكِ:
الأولى: عدم عزو الأقوال الأخرى إلى قائليها من السلف، ولا يصح في هذه المرحلة إطلاق الأقوال دون عزوها.
الثانية: ضعف توجيه الأقوال، وتوجيه الأقوال مشروح في الدرس العاشر من المهارات المتقدمة في التفسير، وعليه التطبيق الأخير من تطبيقاتها:
http://www.afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=37558
ويحتاج سعة اطلاع على كلام المفسرين، خاصة من يعتنون بتحرير الأقوال وتوجيهها، والتفاسير كما تعلمين كثيرة جدًا فينبغي معرفة أيها التي نرجع إليها:
ولعلكِ اطَّلعتِ على الملحوظات العامة هنا:
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...36&postcount=4
وأول نصيحة منها هي تحديد نوع المسألة ومصادرها والذي سبق دراسته في الدرس الخامس من المهارات المتقدمة.
اصبري وثابري وصابري، وواصلي التدرب بطريقة صحيحة، وأضمن لكِ بإذن الله الوصول.
التقويم: د+
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 10 رجب 1441هـ/4-03-2020م, 01:47 PM
للا حسناء الشنتوفي للا حسناء الشنتوفي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 384
افتراضي

مجلس أداء التطبيق الرابع من تطبيقات مهارات التخريج


بسم الله الرحمن الرحيم

قول مجاهد بن جبر في تفسير قوله تعالى : (تماما على الذي أحسن)، قال : على المؤمنين والمحسنين.



التخريج:
ورد عن مجاهد في تفسير هذه الآية قوله :
- (عن المؤمنين والمحسنين)، رواه ابن جرير عن محمد بن عمرو عن أبي عاصم عن عيسى عن ابن أبي نجيح عنه.
- وذكره السيوطي عن عبد بن حميد وابن المنذر وأبي الشيخ عنه.

وقوله : (على المؤمنين) :
- رواه ابن جرير من طريق عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، والهمذاني من طريق ورقاء عن ابن أبي نجيح عنه.

التوجيه:
قال ابن جرير :
هذا القول مبني على توجيه (الذي) إلى معنى الجميع، فيكون تأويل الكلام ومعناه إلى أن الله جل ثناؤه أخبر عن موسى أنه آتاه الكتاب فضيلة على ما آتى المحسنين من عباده، وقد ذُكر عن عبد الله بن مسعود أنه كان يقرأ (تماما على الذين أحسنوا).

وفي المسألة أقوال أخرى:
1- معنى قوله تعالى : (تماما على الذي أحسن)، موسى، فيما امتحنه الله به في الدنيا من أمره ونهيه.
ذكره الربيع وقتادة،
2- معنى ذلك : ثم آتينا موسى الكتاب تماما على إحسان الله إلى أنبيائه وأياديه عندهم.
ذكره ابن زيد ويحيى بن يعمر.
والتأويل في هذين القولين مبني على أنّ (الذي) جاءت بمعنى (ما).

الترجيح :
رجح الإمام الطبري قول من قال : معنى (ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن) : أي على الذي أحسن موسى في قيامه بأمرنا ونهينا، لأن هذا المعنى هو الأظهر في الكلام، فقد أخبر الله تعالى أنه أنعم على نبيه موسى عليه السلام لما سلف له من صالح عمل وحسن طاعة، وأن إيتاءه الكتاب منة عظيمة منه سبحانه.
وهذا القول أولى بالصواب من قول مجاهد في توجهه (الذي) بمعنى الجميع إذ لا دليل عليه، وإذا تنوزع في الكلام وانتفى الدليل الأقوى كان الأولى حمل الكلام على ظاهره.

قول محمد بن كعب القرظي: ({منادياً ينادي للإيمان}: المنادي القرآن.


التخريج :
رواه سفيان الثوري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب القرظي.
وذكره السيوطي عن عبد بن حميد. وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والخطيب في المتفق والمفترق عن محمد بن كعب القرظي.

التوجيه :
توجيه هذا القول هو ما ذكره محمد بن كعب القرظي من أن ليس كل الناس لقي وسمع النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي المسألة قول آخر، وهو أن المراد بالمنادي : رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو قول ابن جريج وابن زيد.

الترجيح:
رجح ابن جرير الطبري قول محمد بن كعب، وهو أن يكون المنادي القرآن، وبنى ترجيحه لهذا القول بالأدلة التالية:
- ذكر أن كثيرا ممن وصفهم الله في هذه الآيات لم يروا النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمعوا دعاءه إلى الله تعالى ونداءه.
- ساق نظير هذه الآية في القرآن، وهي إخبار الله تعالى عن سماع الجن لكلام الله تعالى يُتلى عليهم قالوا : (إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به) الجن 1-2.
- أيّد ذلك قول قتادة في تفسيره لهذه الآيات :
قال أبو جعفر : حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله : (ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان) إلى قوله (وتوفنا مع الأبرار)، سمعوا دعوة من الله فأجابوها فأحسنوا الإجابة فيها، وصبروا عليها. ينبئكم الله عن مؤمن الإنس كيف قال، وعن مؤمن الجن كيف قال، فأما مؤمن الجن فقال (إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا)، وأما مؤمن الإنس فقال: (إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا) الآية.

قول طاووس بن كيسان: (الحفدة الخدم )


التخريج :
رواه ابن جرير عن ابن بشار عن عبد الرحمن عن زمعة عن ابن طاوس عن أبيه.

التوجيه:
هذا القول مبني على اللغة، فالحفدة في كلام العرب جمع حافد، والحافد هو المتخفف في الخدمة والعمل.
أخرج ابن جرير عن أبي حمزة قال: سئل ابن عباس عن قوله تعالى (بنين وحفدة) قال : من أعانك فقد حفدك، أما سمعت قول الشاعر :
حفد الولائد حولهن وأسلمت
بأكفهنّ أزمة الاجمال.

وقد ذهب إلى مثل هذا القول مجاهد وقتادة وأبو مالك وعكرمة والحسن.
وقال سعيد بن جبير هم الولد وولد الولد.
وقال ابن عباس البنون.

وفي المسألة أقوال أخرى :
- الحفدة بنو امرأة الرجل ليسوا منه، قاله ابن عباس
- وقيل : الرجل يعمل بين يدي الرجل، وهم الأَختان.

الترجيح:
ذهب ابن جرير الطبري إلى أن المراد بالحفدة : المسرعون في خدمة الرجل، المتخففون فيها من الأولاد والحفدة والأزواج من الرجل وغيره، والاَختان الذين هم أزواج بنات الرجل ، واستدل بسياق الآية التي امتن الله تعالى فيها على عباده بما جعل لهم من الأزواج والبنين، فقال تعالى : (والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة)، وألحق الخدم والمماليك إذا كانوا يحفدون الرجل فاستحقوا بذلك اسم حفدة مبينا أن ظاهر الآية لم يخصص نوعا واحدا، وأنه يفيد عموم الحفدة.


الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 12 رجب 1441هـ/6-03-2020م, 09:51 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة للا حسناء الشنتوفي مشاهدة المشاركة
مجلس أداء التطبيق الرابع من تطبيقات مهارات التخريج


بسم الله الرحمن الرحيم

قول مجاهد بن جبر في تفسير قوله تعالى : (تماما على الذي أحسن)، قال : على المؤمنين والمحسنين.



التخريج:
ورد عن مجاهد في تفسير هذه الآية قوله :
- (عن المؤمنين والمحسنين)، رواه ابن جرير عن محمد بن عمرو عن أبي عاصم عن عيسى عن ابن أبي نجيح عنه. [هذا الطريق فيه " المؤمنين" فقط، ويكتفى بالراوي عن ابن أبي نجيح وهو هنا عيسى، والمقصود الراوي الذي عليه مدار الخلاف.
فلابن جرير طريقان:
عن عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: " المؤمنين "
عن شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : " المؤمنين والمحسنين"
أما إذا لم يكن خلاف في المعنى فيكتفى بمخرج الأثر فقط]

- وذكره السيوطي عن عبد بن حميد وابن المنذر وأبي الشيخ عنه.
[ورواه عبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ كما في الدر المنثور للسيوطي]
وقوله : (على المؤمنين) :
- رواه ابن جرير من طريق عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، والهمذاني من طريق ورقاء عن ابن أبي نجيح عنه. [أولى من من الهمذاني ابن أبي حاتم، وجاء من نفس الطريق بلفظ " المؤمنين"]

التوجيه:
قال ابن جرير :
هذا القول مبني على توجيه (الذي) إلى معنى الجميع، فيكون تأويل الكلام ومعناه إلى أن الله جل ثناؤه أخبر عن موسى أنه آتاه الكتاب فضيلة على ما آتى المحسنين من عباده، وقد ذُكر عن عبد الله بن مسعود أنه كان يقرأ (تماما على الذين أحسنوا).

وفي المسألة أقوال أخرى:
1- معنى قوله تعالى : (تماما على الذي أحسن)، موسى، فيما امتحنه الله به في الدنيا من أمره ونهيه.
ذكره الربيع وقتادة،
2- معنى ذلك : ثم آتينا موسى الكتاب تماما على إحسان الله إلى أنبيائه وأياديه عندهم.
ذكره ابن زيد ويحيى بن يعمر.
والتأويل في هذين القولين مبني على أنّ (الذي) جاءت بمعنى (ما).
[قول يحيى بن يعمر مختلف عن قول ابن زيد
قول ابن زيد كما ذكرتِ.
أما قول يحيى بن يعمر أن المعنى " تماما على الدين الذي هو أحسن "؛ فجعل " الذي صفة لموصوف محذوف " الدين " وقرأ " أحسن " بالرفع]
وفي المسألة أقوال أخرى]

الترجيح :
رجح الإمام الطبري قول من قال : معنى (ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن) : أي على الذي أحسن موسى في قيامه بأمرنا ونهينا، لأن هذا المعنى هو الأظهر في الكلام، فقد أخبر الله تعالى أنه أنعم على نبيه موسى عليه السلام لما سلف له من صالح عمل وحسن طاعة، وأن إيتاءه الكتاب منة عظيمة منه سبحانه.
وهذا القول أولى بالصواب من قول مجاهد في توجهه (الذي) بمعنى الجميع إذ لا دليل عليه، وإذا تنوزع في الكلام وانتفى الدليل الأقوى كان الأولى حمل الكلام على ظاهره.

قول محمد بن كعب القرظي: ({منادياً ينادي للإيمان}: المنادي القرآن.


التخريج :
رواه سفيان الثوري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب القرظي.
وذكره السيوطي عن عبد بن حميد. وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والخطيب في المتفق والمفترق عن محمد بن كعب القرظي.
[ورواه عبد بن حميد كما في الدر المنثور للسيوطي]
التوجيه :
توجيه هذا القول هو ما ذكره محمد بن كعب القرظي من أن ليس كل الناس لقي وسمع النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي المسألة قول آخر، وهو أن المراد بالمنادي : رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو قول ابن جريج وابن زيد.

الترجيح:
رجح ابن جرير الطبري قول محمد بن كعب، وهو أن يكون المنادي القرآن، وبنى ترجيحه لهذا القول بالأدلة التالية:
- ذكر أن كثيرا ممن وصفهم الله في هذه الآيات لم يروا النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمعوا دعاءه إلى الله تعالى ونداءه.
- ساق نظير هذه الآية في القرآن، وهي إخبار الله تعالى عن سماع الجن لكلام الله تعالى يُتلى عليهم قالوا : (إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به) الجن 1-2.
- أيّد ذلك قول قتادة في تفسيره لهذه الآيات :
قال أبو جعفر [في كتاب التفسير معلومٌ من أبو جعفر المقصود، لكن في تطبيقك لن يتضح للقارئ من المقصود إلا إذا حددتِ ذلك] : حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله : (ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان) إلى قوله (وتوفنا مع الأبرار)، سمعوا دعوة من الله فأجابوها فأحسنوا الإجابة فيها، وصبروا عليها. ينبئكم الله عن مؤمن الإنس كيف قال، وعن مؤمن الجن كيف قال، فأما مؤمن الجن فقال (إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا)، وأما مؤمن الإنس فقال: (إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا) الآية.
[راجعي التعليق أدناه على الترجيح بين الأقوال]
قول طاووس بن كيسان: (الحفدة الخدم )


التخريج :
رواه ابن جرير عن ابن بشار عن عبد الرحمن عن زمعة عن ابن طاوس عن أبيه.

التوجيه:
هذا القول مبني على اللغة، فالحفدة في كلام العرب جمع حافد، والحافد هو المتخفف في الخدمة والعمل.
أخرج ابن جرير عن أبي حمزة قال: سئل ابن عباس عن قوله تعالى (بنين وحفدة) قال : من أعانك فقد حفدك، أما سمعت قول الشاعر :
حفد الولائد حولهن وأسلمت
بأكفهنّ أزمة الاجمال.

وقد ذهب إلى مثل هذا القول مجاهد وقتادة وأبو مالك وعكرمة والحسن.
وقال سعيد بن جبير هم الولد وولد الولد.
وقال ابن عباس البنون.

وفي المسألة أقوال أخرى :
- الحفدة بنو امرأة الرجل ليسوا منه، قاله ابن عباس
- وقيل : الرجل يعمل بين يدي الرجل، وهم الأَختان.

الترجيح:
ذهب ابن جرير الطبري إلى أن المراد بالحفدة : المسرعون في خدمة الرجل، المتخففون فيها من الأولاد والحفدة والأزواج من الرجل وغيره، والاَختان الذين هم أزواج بنات الرجل ، واستدل بسياق الآية التي امتن الله تعالى فيها على عباده بما جعل لهم من الأزواج والبنين، فقال تعالى : (والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة)، وألحق الخدم والمماليك إذا كانوا يحفدون الرجل فاستحقوا بذلك اسم حفدة مبينا أن ظاهر الآية لم يخصص نوعا واحدا، وأنه يفيد عموم الحفدة.


الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
بارك الله فيكِ أختي الفاضلة ونفع بكِ.
لا تعتمدي على ترجيحات ابن جرير الطبري - رحمه الله - في ترجيحكِ للأقوال؛ بل ينبغي أن تعملي القواعد التي درستيها في المهارات الأساسية والمهارات المتقدمة لمعرفة ما إن كان الخلاف خلاف تنوع أو خلاف تضاد
فإن كان الخلاف خلاف تنوع فما هو وجه الجمع بين الأقوال.
وإن كان خلاف تضاد فما هو وجه ترجيح القول الراجح، وما هي علل الأقوال المرجوحة.
في البداية سيصعب عليكِ فعل ذلك لذا ينبغي عليكِ الآتي:
1. مراجعة ما درستِ من قواعد خاصة في المهارات الأساسية ومن ذلك، إذا أمكن الجمع بين الأقوال لا نلجأ للترجيح، مثل المثال الثاني والثالث.
2. سعة الاطلاع على التفاسير خاصة التي تتميز بالتحرير العلمي مثل تفسير ابن عطية وابن كثير والقرطبي وغيرهم، وبالطبع قبل كل هذا تفسير ابن جرير الطبري لكن المقصود عدم الاكتفاء به.
تجدين مثلا أن ابن كثير رحمه الله، كثيرًا ما يعرض ترجيح ابن جرير الطبري وينقده، ويرجح قولا آخرًا.
3. جمع توجيه المفسرين لكل قول وتأمل ما ذكروه من وجوه تقوية للقول، أو علل الأقوال.
4. التعبير بأسلوبك، وعدم الاعتماد على النقل من التفاسير.
التقويم: ج.
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:15 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir