دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 ربيع الثاني 1443هـ/1-12-2021م, 10:14 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس السادس: مجلس مذاكرة القسم التاسع من تفسير سورة البقرة من الآية 111إلى الآية 126

مجلس مذاكرة القسم التاسع من تفسير سورة البقرة
الآيات (111 - 126)

السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).

استخرج خمس فوائد سلوكية واستدلّ لها من قوله تعالى: {
إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ}.


السؤال الثاني: أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1: فسّر
قول الله تعالى:

{الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.
2: حرّر القول في:

أ: المراد بالتطهير في قوله تعالى: {وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهّرا بيتي} الآية.
ب: معنى قوله تعالى: {كل له قانتون}.
3: بيّن ما يلي:
أ: معنى قوله تعالى: {أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين}.
ب: القائل: {لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى}، مع الاستدلال لكلامك.


المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى:

{
بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.
2: حرّر القول في:

أ: المراد بمن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها.
ب: معنى {مثابة} في قوله تعالى: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا}.
3: بيّن ما يلي:
أ: المراد بالكتاب في قوله تعالى: {وهم يتلون الكتاب}.
ب: معنى تفضيل بني إسرائيل على العالمين.


المجموعة الثالثة:
1: فسّر قول الله تعالى:

{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120)
} البقرة.
2:
حرّر القول في:
أ: المراد بالكلمات التي ابتلى الله بها إبرهيم.
ب: معنى الظلم في قوله تعالى: {لا ينال عهدي الظالمين}.
3: بيّن ما يلي:
أ: المراد بمقام إبراهيم، والحكمة من اتّخاذه مصلّى.
ب: معنى قوله تعالى: {إذا قضى أمرا فإنما يقول له فكن فيكون}.


المجموعة الرابعة:
1: فسّر قول الله تعالى:
{وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آَيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118)} البقرة.
2:
حرّر القول في:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {ولله المشرق والمغرب فأينما تولّوا فثمّ وجه الله}.
ب: القراءات في قوله تعالى: {إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم}، ومعنى الآية على كل قراءة.
3: بيّن ما يلي:
أ: مناسبة ختام الآية لأولها في قوله تعالى: {ولله المشرق والمغرب فأينما تولّوا فثمّ وجه الله إن الله واسع عليم}.
ب: المقصد من قوله تعالى: {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم} الآية، وفائدة تكرارها.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 ربيع الثاني 1443هـ/3-12-2021م, 11:40 PM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله.

السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج خمس فوائد سلوكية واستدلّ لها من قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ}.

الأولى: وجوب طاعة النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لأنه مرسل من الله تعالى كما قال: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ} الآية. وطاعة المرسَل من طاعة المرسِل.
الثانية: وجوب الإيمان بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم والعمل به، وذلك لأن الله سمى ما يرسل به حقا، كما قال: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ}، فكونه حقا يقتضي الإيمان والعمل به، ويدل على بطلان غيره.
الثالثة: جاء النبي صلى الله عليه وسلم ببيان ما يحب ربنا تعالى، وببيان ما يبغض، فمن أطاعه فهو مبشر بالفلاح، ومن عصاه مبشر بالنار، وهذا بدليل قوله: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}.
الرابعة: لا بد في الدعوة إلى الله تعالى من السلوك بين الترغيب والترهيب، بدليل قوله تعالى: {بَشِيرًا وَنَذِيرًا}.
الخامسة: لا يسأل الإنسان عن ذنب غيره، بدليل قوله تعالى: {وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ}، فينبغي للعبد أن يشتغل بعيوب نفسه وإصلاحها، فلا يشغل نفسه بعيوب غيره، إذ لا فائدة في ذلك، بل ربما يفضي إلى الغيبة وسوء الظن.

السؤال الثاني: أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1: فسّر قول الله تعالى:
{الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.
الإيمان بكتب الله ركن من أركان الإيمان، فهذه الآية تبين أسباب الإيمان بها والثبات عليه، قال تعالى: {الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ} لقد بعث الله تعالى في كل أمة برسول وأنزل معه كتابا، فقد أعطى داود زبورا، وموسى التوراة، وعيسى الإنجيل، وأعطى محمدا صلى الله عليه وسلم القرآن. فكلما جاء كتاب من عند الله تفرق الناس، فمنهم من آمن به، ومنهم من كفر. ولما أنزل تعالى كتبه ببيان الهدى بين بما يتحقق الإيمان بها فقال: {يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ} أي: يقرؤونه فيتبعون ما فيها من الهدى والنور، فقد تمت كلمة ربنا تعالى صدقا في الأخبار وعدلا في الأحكام، فعلى العبد الإيمان والتصديق بكل ما أخبر الله به، والعمل بما أمره ربه واجتناب ما نهاه عنه. فيصير ممن قال الله تعالى فيهم: {أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ} بكتاب الله تعالى إيمانا حقا.
{وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ} فيحرف لفظه ومعناه، ويكتم صفات النبي صلى الله عليه وسلم، ويحلل حرامه، ويحرم حلاله-كما فعله أهل الكتاب- {فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}يكون ذلك سبب عذابه في الدنيا والآخرة.

2: حرّر القول في:
أ: المراد بالتطهير في قوله تعالى: {وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهّرا بيتي} الآية.

ورد في المراد بالتطهير في قوله تعالى: {وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهّرا بيتي} الآية عدة أقوال:
الأول: من الفرث والدم، وهو معنى قول الحسن البصريّ، وذكره ايضا ابن عطية وضعفه؛ لأنه "لا تعضده الأخبار".
الثاني: المراد به إخلاص النية، ذكره الطبري، وابن عطية، وابن كثير.
وهو مثل قوله تعالى: {أفمن أسّس بنيانه على تقوى من اللّه ورضوانٍ خيرٌ أم من أسّس بنيانه على شفا جرفٍ هارٍ}[التّوبة: 109]، وقوله: {وإذ بوّأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئًا وطهّر بيتي للطّائفين والقائمين والرّكّع السّجود} الآيات [الحجّ: 26 -37].
الثالث: من الشرك، وهو قول ابن عباس، ومروي أيضا عن عبيد بن عميرٍ، وأبي العالية، وسعيد بن جبيرٍ، ومجاهدٍ، وعطاءٍ وقتادة. رواه عنهم ابن أبي حاتم كما ذكره ابن كثير، وبه قال الزجاج، وذكره ابن عطية عن مجاهد.
وأورد ابن جرير الطبري هنا سؤالا فقال: "فإن قيل: فهل كان قبل بناء إبراهيم عند البيت شيءٌ من ذلك الذي أمر بتطهيره منه؟" وأجاب على هذا بوجهين، قال:
" أحدهما: أنّه أمرهما بتطهيره ممّا كان يعبد عنده زمان قوم نوحٍ من الأصنام والأوثان ليكون ذلك سنّة لمن بعدهما إذ كان اللّه تعالى قد جعل إبراهيم إمامًا يقتدى به كما قال عبد الرّحمن بن زيدٍ: {أن طهّرا بيتي} قال: من الأصنام التي يعبدون، التي كان المشركون يعظّمونها".
واعترض على هذا الجواب ابن كثير بأنه يحتاج إلى دليل.
أما الجواب الثاني فقد قال ابن جرير: أنّه أمرهما أن يخلصا في بنائه للّه وحده لا شريك له، فيبنياه مطهّرًا من الشّرك والرّيب، كما قال جلّ ثناؤه: {أفمن أسّس بنيانه على تقوى من اللّه ورضوانٍ خيرٌ أم من أسّس بنيانه على شفا جرفٍ هارٍ}[التّوبة: 109] قال: فكذلك قوله: {وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهّرا بيتي} أي: ابنيا بيتي على طهرٍ من الشّرك بي والرّيب، كما قال السّدّيّ: {أن طهّرا بيتي} ابنيا بيتي للطّائفين".
ويظهر من هذا أن الأقوال متقاربة المعنى، فالآية تشمل كلها، ويدل حذف متعلق التطهير على إرادة العموم.

ب: معنى قوله تعالى: {كل له قانتون}.
ورد في معنى قوله تعالى: {كل له قانتون} عدة أقوال:
الأول: مصلّين. وهو قول ابن عباس، كما رواه عنه ابن أبي حاتم وذكره ابن كثير.
وقد يفهم من هذا القول دلالة الآية على العموم الذي أريد به الخصوص. وذهب إلى هذا الفراء، وعليه يعنى به أهل الطاعة فقظ.
ولكن سياق الآية يخالف هذا بدليل قوله تعالى: {ما في السّماوات والأرض كلّ له قانتون}، كما ذكره الزجاج.
الثاني: مقرّون له بالعبوديّة. وهو قول عكرمة وأبي مالكٍ كما ذكره ابن كثير.
قال الزجاج: و"القانت" في اللغة: القائم -أيضاً-؛ ألا ترى أن القنوت إنما يسمى به من دعا قائماً في الصلاة: قانتاً، فالمعنى: كل له قانت مقر بأنه خالقه، لأن أكثر من يخالف ليس بدفع أنه مخلوق, وما كان غير ذلك, فأثر الصنعة بين فيه، فهو قانت على العموم، وإنما القانت الداعي.
الثالث: الإخلاص. وهو قول سعيد بن جبيرٍ كما ذكره ابن كثير.
الرابع: يقول كلٌّ له قائمٌ يوم القيامة. وهو قول الرّبيع بن أنسٍ ذكره ابن كثير.
الخامس: مطيعون له تعالى يوم القيامة.وهو قول السّدّي ذكره ابن كثير.
السادس: مطيعون، كن إنسانًا فكان، وقال: كن حمارًا فكان.وهو قول مجاهدٍ ذكره ابن كثير.
السابع: مطيعون، يقول: طاعة الكافر في سجود ظلّه وهو كارهٌ. وهو قول مجاهدٍ ذكره ابن كثير، وذكره أيضا ابن عطية.
وهذا القول يجمع الأقوال كلّها، فاختاره ابن جرير، والزجاج، وابن عطية، وابن كثير. وذلك لأن "القنوت" له معنيان متقاربان في اللغة هما الطّاعة والقيام،
وعلى هذا تشمل الآية العبودية الخاصة والعامة، فقد قال تعال: {وللّه يسجد من في السّماوات والأرض طوعًا وكرهًا وظلالهم بالغدوّ والآصال} [الرّعد: 15]. كما تشمل العبودية في الدنيا والآخرة.
قال الزجاج: وإنما تأويله: كل ما خلق اللّه في السّماوات والأرض فيه أثر الصنعة، فهو قانت للّه، والدليل على أنه مخلوق.
قال ابن عطية: فمعنى الآية أن المخلوقات كلها تقنت لله أي تخضع وتطيع، والكفار والجمادات قنوتهم في ظهور الصنعة عليهم وفيهم.

3: بيّن ما يلي:
أ: معنى قوله تعالى: {أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين}.

ورد في معنى قوله تعالى: {أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين} عدة أقوال:
الأول: ظاهره خبر ومعناه الأمر، فأمر الله تعالى المؤمنين بجهاد الكفار، ذكره ابن كثير.
الثاني: أنه وعد للمؤمنين ووعيد للكافرين. ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
الثالث: أنه على أصله، أي: هو إخبار من الله تعالى عن أحوال الكفار. ذكره ابن كثير.
فلا تنافي بين الأقوال، فلما أخبر الله تعالى عن أحوال الكفار فقد بشر عباده بالفتح إذا جاهدوا.

ب: القائل: {لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى}، مع الاستدلال لكلامك.
هم اليهود والنصارى، فالمعنى: قالت اليهود: "لن يدخل الجنة إلا من كان يهوديا"، وقالت النصارى: "لن يدخل الجنة إلا من كان نصرانيا".
ولا يخفى أن كل منهما يضلل الآخر، كما بينه تعالى بقوله: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ}.
فدل تفريق نوعيهم على تفرق قوليهم، كما ذكره ابن عطية.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 ربيع الثاني 1443هـ/4-12-2021م, 08:48 AM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج خمس فوائد سلوكية واستدلّ لها من قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ}.
١- الله واحد أحد وهو من أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم بالحق ولكنه عبر عن نفسه بضمير الجمع تعظيما وإجلالا وتكريما لرسوله عليه الصلاة والسلام فوجب علينا أن نعظم الله تعالى حق التعظيم بطاعته وتوحيده واجتناب معصيته وكذلك توقير الرسول صلى الله عليه وسلم بالتأسي به واتباعه وتصديقه..(إنا أرسلناك)
٢- الله أرسل رسوله صلى الله عليه وسلم بالحق فأي شيء يناقضه باطل لأنه عرّف الحق فعلى العاقل الكيس أن يلتزم الوحي ليعرف الحق من الباطل.. (إنا أرسلناك بالحق) .
٣- من الحق في هذا الكتاب عدل الله في تعامله مع عباده فيبشر المؤمنين وينذر الكافرين فلنعمل على ما يجلب لنا البشرى (بشيرا ولا نذيرا)
٤- على الداعي أن يبذل جهده في تبليغ رسالة ربه ولا يحبطه إعراض المعرضين لأن الله يبين أن الرسول صلى الله عليه وسلم لن يسأل عمن أعرض عن دعوته على أحد القراءتين (ولا تسأل عن أصحاب الجحيم)
٥- معرفة عظم عذاب أصحاب الجحيم بما تدلل عليه القراءة الثانية لتسأل تبعث في القلب الخوف من الذنوب وتحث على العمل الصالح خوفا من العقاب (ولا تسأل عن أصحاب الجحيم)
المجموعة الأولى:
1: فسّر قول الله تعالى:
{الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.
تصنف الآية الكريمة الناس ممن أنزل الله إليهم الكتب إلى مؤمن وكافر بحسب اتباعهم للكتاب والوحي فمن آمن بما أنزل الله وصدق به وأتبعه عملا صالحا فقد آمن ومن كذب فقد كفر هذا على الإجمال
وعلى التفصيل إن كان المراد بالكتاب التوراة التي أعطاها الله لليهود والنصارى فإن تلوها على حقيقتها وأقاموها حق إقامتها بتصديق ما جاء بها من الأخبار بمبعث محمد صلى الله عليه وسلم فإنهم سيؤمنون به وينصرونه وتحقق لهم الخير في الدنيا والآخرة ويكون غيرهم ممن كفر جاحد لما يعلم حقيقته فيكون من الخاسرين الناقص حظهم في الآخرة ..
وإن كان المراد بالكتاب القرآن فيكون المراد الذين يتلونه هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنى تلاوته تشمل القراءة لحروفه فيعتنون بتلاوته ويتدبرونه فلا يمرون بآي رحمة إلا سألوا الله مثلها وإن مروا بآية عذاب تعوذوا بالله من مثله..
والمعنى الآخر لتلاوته هو الاتباع كما قال ابن عباس : يتبعونه حق اتباعه ثم تلا (والقمر إذا تلاها ) وكما جاء عن ابن مسعود : والذي نفسي بيده إن حق تلاوته أن يحل حلاله ويحرم حرامه ويقرأه كما أنزله الله ولا يحرف الكلم عن مواضعه ولا يتأول منه شيئا على غير تأويله..
وقد يراد بالكتاب هنا جنس الكتاب مما أنزله الله على رسله فيكون المراد من الذين يتلونه عموم مؤمني بني إسرائيل والمؤمنين من العرب ويكون معنى يتلونه اتباعه حق اتباعه بامتثال الأمر والنهي.
2: حرّر القول في:
أ: المراد بالتطهير في قوله تعالى: {وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهّرا بيتي} الآية.
قال الزجاج معنى طهرا بيتي : امنعاه من تعليق الأصنام عليه ، وذكر ابن عطية عن مجاهد هو أمر بالتطهير من عبادة الأوثان. وقال : قيل من الشرك وهو موافق للقول بعبادة الأوثان. وذكره ابن كثير عن ابن عباس وذكر ابن أبي حاتم عن جماعة من السلف منهم مجاهد وقتادة : أي بلا إله إلا الله
قال ابن عطية: ابنياه وأسساه على طهارة ونية طهارة كقوله تعالى (أسس على التقوى)
قال ابن عطية قيل من الفرث والدم وذكر ابن كثير عن الحسن البصري: أمر الله إبراهيم وإسماعيل أن يطهراه من الأذى والنجس ولا يصيبه من ذلك شيء
وقد ذكر ابن كثير عن مجاهد وسعيد بن جبير قولا جامعا : أن ذلك من الأوثان والرفث وقول الزور والرجس..
ومن جمع الأقوال فالطهارة المأمور بها على شقيها المعنوي والحسي
فالمعنوي أن يبنى البيت على طهارة نية وبالتوحيد وبلا إله إلا الله
والحسي إزالة جميع صور الشرك من الأوثان والدم وجميع صور الأذى
ب: معنى قوله تعالى: {كل له قانتون}.
يختلف معنى القنوت لغة لذلك يختلف المراد بالقانتين في الآية ؛ فقال الزجاج
أن القنوت لغة هو : الطاعة والقانت هو المطيع لذلك قال الفراء (كل له قانتون) هذا خصوص ؛ إنما يعني به أهل الطاعة.. وذكر ابن كثير بنحو هذا عن ابن عباس: مصلين وسعيد بن جبير قال : الإخلاص وقال السدي : مطيعون يوم القيامة وقال مجاهد مطيعون كن إنسانا فكان وقال كن حمارا فكان. وقال عكرمة : مقرون له بالعبودية.
وقال الزجاج قال أن الكلام يدل على خلاف ما قال لأن لفظ (كل) يدل على الإحاطة فيكون تأويله :كل ما خلق الله في السماوات والأرض فيه أثر الصنعة فهو قانت لله والدليل على أنه مخلوق.
والمعنى الثاني للقانت: القائم ؛ ومن هنا سمي الدعاء بدعاء القنوت لأن من دعا يكون قائما في الصلاة فيكون التأويل على هذا المعنى كل له قانت مقر بأنه خالقه أثر الصنعة بين فيه فيكون قانتا على العموم
وذكر ابن كثير عن الربيع بن أنس قوله: كل له قائم يوم القيامة
و قال ابن عطية بقول الزجاج : إن المخلوقات كلها تقنت لله وتخضع له وتطيع والكفار قنوتهم في ظهور الصنعة عليهم وقيل الكفر يسجد بظله وهو كاره. وهو ما نقله ابن كثير عن مجاهد
واختار ابن جرير قول مجاهد: أن القنوت هو الطاعة والاستكانة إلى الله وذلك شرعي وقدري كما قال تعالى (ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها)
وقد ضعف ابن كثير حديث يبين معنى القنوت بالقرآن أنه الطاعة وقال أن إسناد الحديث ضعيف لا يعتمد عليه ورفعه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم منكر.
3: بيّن ما يلي:
أ: معنى قوله تعالى: {أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين}.
الآية تحمل على معنيين : معنى الخبر ومعنى الطلب
أما من ناحية الخبر فهو يحمل البشرى للمسلمين بظهور أمرهم على جميع من خالفهم بحيث لا يمكن دخول مخالف إلى مساجدهم إلا خائفا كقوله تعالى (ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)
وأما من ناحية الطلب : ففيه الأمر بعدم تمكين من منع ذكر الله في المساجد وخربها من دخولها إذا قدرتم عليهم إلا تحت الهدنة والجزية .
وذكر ابن كثير الدليل على ذلك بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة أمر من العام القابل في سنة تسع بألا يحجن بعد العام مشرك ولا يطوفن بالبيت عريان
وقيل أنهم ما كان ينبغي لهم أن يدخلوا مساجد الله إلا خائفين على حال التهيب والخوف من المؤمنين أن يبطشوا بهم فهذا هو الحق والواجب.

ب: القائل: {لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى}، مع الاستدلال لكلامك
القائلون هم اليهود والنصارى وجمع بينهما لأنهم يقرؤون الكتاب نفسه وإلا فإن كل طائفة ادعت الجنة لأتباع ملتها فقط دون غيرها.
اليهود قالت لن يدخل الجنة إلا من كان هودا والنصارى قالت أن لن يدخل الجنة إلا من كان نصرانيا
فجمع قولهم في الآية مع التفريق في نوعيهما وهو أسلوب الإيجاز واللف.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 ربيع الثاني 1443هـ/4-12-2021م, 12:20 PM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب). استخرج خمس فوائد سلوكية واستدلّ لها من قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ}.
1- )إنا ) (أرسلناك) الله العظيم، تعظيم رسوله و ما أرسل به من تعظيم الله، و إن عظم الله في قلوبنا كانت الخشية له لنا عنوان و منهاج.
2- ( أرسلناك بالحق) كل ما هو من عند الله حق، لا ريب فيه، به نصل و به ننجو، و غيره باطل ؛ به نضل و به نخسر، اتبع الحق تكن من المفلحين.
3- ( بشيرًا و نذيرًا) مهمة الرسول و مهمة كل من كان متصدرًا للدعوة، ليس عليك هداهم و لكن الله يهدي من يشاء.
4- (بشيرًا و نذيرًا) دعوة عامة للعالمين، و الإنسان يختار ، هل ممن يستحق البشارة أم ممن يستحق النذارة.
5- (وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ) لا تحاسب عنهم، فكلٌ مسؤول عن نفسه، ارتضوا بعملهم أن يكونوا أصحاب الجحيم، فكانوا، بلغ و لا ترهق نفسك بما سيؤول لهم مصيرهم.
6- (أرسلناك) محمد رسول من الله مبلغ عنه، نؤمن بذلك و نؤدي حقه؛ نطيعه فيما أمر، نجتنب ما نهى عنه و زجر، و نوقره و ننصره.
س1- فسّر قول الله تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120)} البقرة
من رحمة الله بالرسول صلى الله عليه و سلم و بأمته، أن يبين لهم ما كانت عليه الأمم ممن حولهم من الخداع و المكر، كان اليهود و النصارى يساومون الرسول صلى الله عليه و سلم، إن هادنهم سيتبعون ما جاء به، و هذا كذب منهم و خداع، بينه الله لنبيه و للمؤمنين، ( لن ترضى عنك اليهود و النصارى) لن يرضيهم عنك و يسعدهم منك و ممن اتبعك إلى يوم الدي إلا ( حتى تتبع ملتهم) أن تترك ما أنت عليه من التوحيد و من الحق ، لتكون على ما هم عليه من الباطل، ما هم عليه من طريقة و دين محرف باطل، و لذلك لا بد أن تكون كلمتك واضحة و موقفك واضح ( قل إن هدى الله هو الهدى) قولة الحق التي تصدح بها و من اتبعك، لا رشاد و لا توفيق إلا باتباع ما كان من الله، فيه بيان الطريق المستقيم الذي لا ريب فيه، لا عوج فيه، واضح الأركان، شريعة الحق من الحق، و ليس شريعتهم التي هي على ما في قلوبهم من هوى و ضلال، لذا قال تعالى واعظًا و مبينًا لنبيه و متوعدًا لكل من ساورت نفسه أن تفكر في العدول عن الحق بعد معرفته ( و لئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم)، فالعلم حجة على صاحبه، كيف لمن تبين له الحق أن يتركه؟ كيف لمن ذاق حلاوة الإيمان أن يعرض عنه؟
من اتبع الضلال و أعرض عن سبيل الحق كان محرومًا قال الله تعالى ( ما لك من الله من ولي و لا نصير)، لن تجد من يتولى أمرك، و يصلح حالك و ينصرك من الله، فإما أن تتبع هدي الله فيكون وليك ، و إما أن تترك هدي الله فتكون عدوًا لله، لا ثالث لهم.
هذا الخطاب للرسول صلى الله عليه و سلم و لمن تبعه من المؤمنين، لا مهادنة و لا أمان لمن عادى الله، فلا يرضيهم إلا أن تعادوه معهم.
حرّر القول في:
أ: المراد بالكلمات التي ابتلى الله بها إبرهيم.

تحرير القول في المراد بالكلمات في قوله عزّ وجلّ: {وإذ ابتلى إبراهيم ربّه بكلمات فأتمهن ) مترتب على من الذي أتم ؟
1- على القول بأن الذي أتم الكلمات إبراهيم عليه السلام ، كما قال تعالى: {وإبراهيم الّذي وفّى} [النّجم: 37]، أي: وفّى جميع ما شرع له، فعمل به صلوات اللّه عليه:
و الكلمات هنا هي الكلمات الشرعية؛ أمر أو نهي، واختلفت الأقوال في المراد:
1- ابتلاه اللّه بالمناسك، قاله ابن عباس رواه عنه عبد الرزاق و أبو إسحاق السّبيعي ذكر ذلك عنهم ابن كثير، و حكاه ابن عطية عن طائفة.
2- ابتلاه اللّه بالطّهارة: خمسٌ في الرّأس، وخمسٌ في الجسد؛ في الرّأس: قص الشّارب، والمضمضة، والاستنشاق، والسّواك، وفرق الرّأس. وفي الجسد: تقليم الأظفار، وحلق العانة، والختان، ونتف الإبط، وغسل أثر الغائط والبول بالماء، قول آخر لابن عباس رواه عنه عبد الرزاق ، و قاله سعيد بن المسيّب، ومجاهدٍ، والشّعبيّ، والنّخعي، وأبي صالحٍ، وأبي الجلد روى ذلك عنهم ابن أبي حاتم، ذكر ذلك عنهم ابن كثير و ذكره الزجاج .
عقب الزجاج على هذا القول فقال: وعليه كثير من أهل التفسير
و رجحه ابن عطية و قال : وهذا أقوى الأقوال في تفسير هذه الآية
و عقب ابن كثير بحديث عائشة عن سنن الفطرة في مسلم.
3- هي الخلال الست التي امتحن بها، الكوكب، والقمر، والشمس، والنار، والهجرة، والختان، وقيل بدل الهجرة: الذبح، قاله الحسن البصري، رواه عنه ابن جرير و ابن أبي حاتم ذكر ذلك عنهم ابن كثير، و ذكر ذلك عنه ابن عطية.
4- عشرٌ، ستٌّ في الإنسان، وأربعٌ في المشاعر. فأمّا التي في الإنسان: حلق العانة، ونتف الإبط، والختان. وكان ابن هبيرة يقول: هؤلاء الثّلاثة واحدةٌ. وتقليم الأظفار، وقصّ الشّارب، والسّواك، وغسل يوم الجمعة. والأربعة التي في المشاعر: الطّواف، والسّعي بين الصّفا والمروة، ورمي الجمار، والإفاضة، قاله ابن عباس روى ذلك عنه ابن أبي حاتم ، ذكر ذلك عنهم ابن كثير، و حكاه عنه ابن عطية، و قاله قتادة، ذكر ذلك عنه ابن عطية.
5- هي الإسلام كله لم يتمه أحد كاملا إلا إبراهيم صلوات الله عليه ، الإسلام ثلاثون سهمًا، منها عشر آياتٍ في براءةٍ: {التّائبون العابدون الحامدون}[التّوبة: 112] إلى آخر الآية وعشر آياتٍ في أوّل سورة {قد أفلح المؤمنون} و {سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ} وعشر آياتٍ في الأحزاب: {إنّ المسلمين والمسلمات}[الآية: 35] إلى آخر الآية، فأتمهنّ كلّهنّ، فكتبت له براءةٌ، قاله ابن عباس رواه عنه الحاكم، وأبو جعفر بن جريرٍ، وأبو محمّد بن أبي حاتمٍ، بأسانيدهم إلى داود بن أبي هندٍ، به، ذكر ذلك عنهم ابن كثير، و حكاه ابن عطية عنه.
6- فراق قومه -في اللّه -حين أمر بمفارقتهم. ومحاجّته نمروذ -في اللّه -حين وقفه على ما وقفه عليه من خطر الأمر الذي فيه خلافه. وصبره على قذفه إيّاه في النّار ليحرقوه -في اللّه -على هول ذلك من أمرهم. والهجرة بعد ذلك من وطنه وبلاده -في اللّه -حين أمره بالخروج عنهم، وما أمره به من الضّيافة والصّبر عليها بنفسه وماله، وما ابتلي به من ذبح ابنه حين أمره بذبحه، قاله ابن عباس في رواية لمحمد ابن اسحق، ذكر ذلك عنهم ابن كثير.
ذكر ابن كثير حاصل ما قاله أبو جعفر بن جريرٍ: أنّه يجوز أن يكون المراد بالكلمات جميع ما ذكر، وجائزٌ أن يكون بعض ذلك، ولا يجوز الجزم بشيءٍ منها أنّه المراد على التّعيين إلّا بحديثٍ أو إجماعٍ. قال: ولم يصحّ في ذلك خبرٌ بنقل الواحد ولا بنقل الجماعة الذي يجب التّسليم له.
و ذكر ابن جرير روايتان في المعنى و عقب أنهما لا تجوز روايتهما إلّا ببيان ضعفهما.
7- {وإذ ابتلى إبراهيم ربّه بكلماتٍ فأتمّهنّ} فمنهنّ: {إنّي جاعلك للنّاس إمامًا} ومنهنّ: {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل} ومنهنّ: الآيات في شأن المنسك والمقام الذي جعل لإبراهيم، والرّزق الذي رزق ساكنو البيت، ومحمّدٌ بعث في دينهما، هو مجموع ما قاله ابن عباس ، و مجاهد و السدي و الربيع ابن انس ذكر ذلك عنهم ابن كثير.
ذكر ابن كثير ما قاله ابن جرير و الذي يظهر منه أنه مال لهذا القول و قال عمن قالوا أنه أولى أنه مذهب، لكن ابن كثير يرى أن السياق لا يناسبه.
2- القول على أن الله تعالى هو الذي أتم:
قال اللّه لإبراهيم: إنّي مبتليك بأمرٍ فما هو؟ قال: تجعلني للنّاس إمامًا. قال: نعم. قال: ومن ذرّيّتي؟ {قال لا ينال عهدي الظّالمين} قال: تجعل البيت مثابةً للنّاس؟ قال: نعم. قال: وأمنًا. قال: نعم. قال: وتجعلنا مسلمين لك ومن ذرّيّتنا أمّةً مسلمةً لك؟ قال: نعم. قال: وترزق أهله من الثّمرات من آمن منهم باللّه؟ قال: نعم: قاله مجاهد روى ذلك عنه ابن جرير و ابن أبي حاتم، ذكر ذلك عنهم ابن كثير، و حكاه ابن عطية، و قاله ابن أبي نجيح و نسبه لعكرمة، ذكر ذلك عنهم ابن كثير.
ذكر الزجاج القولين ( الطهارة (سنن الفطرة) ، واختباره بذبح ابنه و بالكواكب ، و عقب عليهما بقوله: وجميع هذه الخلال قد ابتلي بها إبراهيم، وقد وفّى بما أمر به, وأتى بما يأتي به المؤمن, بل البر المصطفى المختار.
و اختيار ابن كثير كما يظهر هو ما ذكره ابن جرير من أن الكلمات تشمل جميع ما ذكر من أقوال ، لأنه أقوى : و عبر عنه أنه الأوامر و الشرائع ، و بين أن الكلمات هنا هي الكلمات الشرعية : وهي إمّا خبر صدقٍ، وإمّا طلب عدلٍ إن كان أمرًا أو نهيًا.
و هو الراجح، فكل قول من الأقوال هو من التفسير بالمثال لما أُمر به أو نهي عنه إبراهيم عليه السلام.
ب- معنى الظلم في قوله تعالى: قال لا ينال عهدي الظالمين:
1- على القول أن العهد هو الإمامة و النبوة:
يكون المراد هو ظلم المعاصي ، مفهوم كلام مجاهد ذكر ذلك عنه ابن كثير، و قاله ابن عطية.
ذكر ابن كثير أن مجاهد قال : لا يكون إمامٌ ظالمٌ يقتدى به.
وذكر ابن كثير ما رواه ابن أبي حاتمٍ عن مجاهدٍ، : أمّا من كان منهم صالحًا فسأجعله إمامًا يقتدى به، وأمّا من كان ظالمًا فلا ولا نعمة عينٍ.
2- و على القول أن العهد هو الأمان أو الدين أو الطاعة أو الأمر: يكون المراد بالظلم هو الكفر و الشرك، و هو ما قاله سعيد بن جبير و مفهوم كلام الضحاك، و الربيع بن أنس، ذكر ذلك عنهم ابن كثير ، و قاله ابن عطية.
ذكر ابن كثير ما قاله جويبرٌ، عن الضّحّاك: لا ينال طاعتي عدوٌّ لي يعصيني، ولا أنحلها إلّا وليًّا لي يطيعني.
و العاصي المؤمن ينال الدين و الأمان من الله من العذاب، كما أنه إذا كان ولي الأمر مؤمن تلزم طاعته.
وقال عبد الرّزّاق: أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله: {لا ينال عهدي الظّالمين} قال: لا ينال عهد اللّه في الآخرة الظّالمين، فأمّا في الدّنيا فقد ناله الظّالم فأمن به، وأكل وعاش.
و استدل ابن كثير بقول الربيع ابن أنس : عهد اللّه الذي عهد إلى عباده: دينه، يقول: لا ينال دينه الظّالمين، ألا ترى أنّه قال : {وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذرّيّتهما محسنٌ وظالمٌ لنفسه مبينٌ} [الصافات: 113]، يقول: ليس كلّ ذرّيّتك يا إبراهيم على الحقّ. رويَ مثل ذلك عن أبي العالية، وعطاءٍ، ومقاتل بن حيّان.
سياق الآيات في الحديث عن الإمامة و القدوة، كما أن الظالمين جاءت على الإطلاق فيهاإرادة العموم،و ال هنا للاستغراق، فهي تضم جميع الذنوب و المعاصي صغيرها و كبيرها ، فتضم الكفر و الشرك.
فلا يكون الإمام و القدوة مقيم على المعاصي ظالم لنفسه و لغيره، و لا يكون مشركًا.
ب- ما المراد بمقام إبراهيم:
1- المراد به مكان :
أ‌- الحرم كلّه. قاله ابن عباس روى ذلك عنه ابن أبي حاتم ، وروي عن مجاهدٍ وعطاءٍ مثل ذلك.، ذكر ذلك عنهم ابن كثيرو حكاه عن مجاهد أيضًا ابن عطية.د
ب‌- المسجد الحرام، نسبه ابن عطية لفريق من العلماء
2- المراد به مناسكالحجّ كلّه قاله عطاء عن ابن عباس، ذكر ذلك عنهم ابن كثير و حكاه ابن عطية عن ابن عباس، ثمّ فسّره عطاءٌ فقال: التّعريف، وصلاتان بعرفة، والمشعر، ومنًى، ورمي الجمار، والطّواف بين الصّفا والمروة.
3- المراد به الحجر:
أ‌- الحجر مقام إبراهيم نبيّ اللّه، قد جعله اللّه رحمةً، فكان يقوم عليه ويناوله إسماعيل الحجارة. ولو غسل رأسه كما يقولون لاختلف رجلاه قاله ابن عباس وقتادة وغيرهما، وخرجه البخاري ذكر ذلك ابن عطية، سعيد ابن جبير ، ذكر ذلك عنه ابن كثير.
ب‌- الحجر الذي وضعته زوجة إسماعيل تحت قدم إبراهيم حتّى غسلت رأسه.قاله السدي ،و حكاه القرطبيّ، ، و حكاه الرّازيّ في تفسيره عن الحسن البصريّ وقتادة والرّبيع بن أنسٍ ذكر ذلك عنهم ابن كثير، و حكاه عن الربيع ابن أنس ابن عطيةن و قال ابن كثير: وضعّفه القرطبي ورجّحه غيره.
اختيار ابن كثير و هو الراجح و الله أعلم لتواتر الأحاديث التي تشير لذلك: هو مكان خاص هو الحجر الذي كان يقوم عليه إبراهيم عليه السلام لبناء الكعبة، و استدل بعدد من الأحاديث عن صلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم في مقام إبراهيم ، منها:
عن ابن عمر يقول: قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فطاف بالبيت سبعًا، وصلّى خلف المقام ركعتين. . الحكمة من اتخاذه مصلى: فهو المكان الذي انتهى عنده بناء الكعبة، وضعه فيه إبراهيم عليه السلام فيه بعد انتهاء البناء، فناسب أن يؤمر بالصلاة بعد الفراغ من الطواف، تكريمًا و تشريفًا لإبراهيم عليه السلام و لعمله.
. ب: معنى قوله تعالى: {إذا قضى أمرا فإنما يقول له فكن فيكون}.
يبين الله عظيم قدرته و سلطانه، أن الله إذا قضى أمرًا كونًا و قدرًا،كتبه في اللوح المحفوظ، فهو في علمه كائن، فإنه يقول له قولة واحدة و كلمة واحدة (كن) فيكون كما أراد و قدر، و وقتما شاء و دبر، دون تراخي و لا تأخير، و هذا كقوله تعالى {وما أمرنا إلا واحدةٌ كلمحٍ بالبصر} [القمر: 50]
و الأمر هنا للمعدوم و الموجود سواء، فلما كان المأمور في علم الله أنه سيكون ( و إن لم يكن موجود) ، لما قدر الله وجوده كان كالموجود يوجه له الأمر.
و من أمثلة عظيم قدرة الله خلق عيسى عليه السلام الذي يدعي أهل الكتاب أنه ابن الله افتراءً و كذبًا، قال تعالى {إنّ مثل عيسى عند اللّه كمثل آدم خلقه من ترابٍ ثمّ قال له كن فيكون} [آل عمران: 59]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29 ربيع الثاني 1443هـ/4-12-2021م, 04:41 PM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج خمس فوائد سلوكية واستدلّ لها من قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ}.

كتاب الله غني بالفوائد والعبر التي لو اتبعها الفرد منا لسعد في الدارين سعادة لا توازيها سعادة، كيف لا؟ وهو كتاب الله المعجز الذي عز أن يكون له نظير.
وهذه الآية هي لؤلؤة من قلائد اللآلئ التي تنتظم منها سور كتاب ربنا العظيم، وباستخراج خمس فوائد سلوكية من الآية أقول بعد التوكل على الله:
1) من قوله تعالى: "إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ" نؤمن برحمة الله بالعباد جميعا، فقد خلقهم ولم يتركهم هملا، بل أرسل لهم رسلا، وأنزل عليهم كتبا ليخرجهم من الظلمات إلى النور.
2) من قوله تعالى: "بِالْحَقِّ" نعلم ان الله هو الحق، وقوله الحق، وأرسل رسله بالحق، فنبيه أحق أن يتبع، وبهذه الآية نرد على كل أصحاب الملل والطوائف الباطلة وأهل البدع والإلحاد، أنهم وما يعبدونه لهو الباطل، ولو أقبلوا على الحق بصدق لهداهم الله، ولوجدوا ولمسوا ذلك بأيديهم.
3) من قوله تعالى: "بَشِيرًا" نؤمن بأن النبي صلى الله عليه وسلم أرسله الله رحمة للعالمين، مبشرا بالجنة المخلوقة حاليا، وبيّن لهم ما أعده الله تعالى لعباده أهل جنته من النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول، فتشتاق النفس وتتطلع لتكون من أهلها، فتعمل لتستقر في دار رحمة الله.
4) من قوله تعالى: "وَنَذِيرًا" نؤمن بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أرسله الله ليحذر الناس من مخالفة أمره، والعقاب الذي يترتب على ذلك، وعذاب النار المخلوقة الآن، وتفاصيل أحوالها، وصفات أهلها ليجتنبها العبد، فيخالف نفسه وهواه والشيطان لئلا يكون من أهلها، أعاذنا الله وإياكم منها.
5) من قوله تعالى: "وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ" نؤمن أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما عليه البلاغ، فمن لم يستجب له فحسابه عند ربه، ويقال ذات الأمر للدعاة المصلحين أتباع الأنبياء والمرسلين، بأنهم في الدعوة ليس لهم إلا إرشاد الناس وهدايتهم هداية البيان، أما هداية التوفيق فهي بيده سبحانه، فلا تذهب النفس على من لم يؤمن حسرات.
6) من قوله تعالى: "وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ" نقر ونعترف ونؤمن بأن من مات على الكفر فهو من أهل النار.
7) من قوله تعالى: "وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ" نؤمن بأن النصوص دلت على أن والدي النبي صلى الله عليه وسلم ماتا على الكفر وأنهم من اهل النار.
8) من قوله تعالى: "الْجَحِيمِ" نؤمن بأن النار دركات كما الجنة درجات، فالجحيم هو إحدى طبقات النار، وكل طبقة لها أهلها بذنوبهم الخاصة التي اقترفوها.

السؤال الثاني: أجب على إحدى المجموعات التالية:

المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى:
{بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.

تحدى القرآن اليهود بالإتيان بأي دليل يؤيد ادعاءهم بأنهم أبناء الله وأحباؤه، وبأن الجنة ستكون دارهم ومستقرهم وحدهم دون غيرهم، ولكنهم عجزوا عن الإتيان بما يؤيد مزاعمهم الكاذبة، بل وتحداهم بأن يتمنوا الموت ليصيروا إلى الجنة التي جزموا لأنفسهم بها، فنكصوا على أعقابهم. ثم شرعت الآيات تبيّن لهم الطريق الموصل إلى الجنة، فالأمر ليس بالتمني، فمن سلك الصراط المستقيم نجى وصار إلى جنة عرضها السماوات والأرض. فمعالم هذا الطريق واضحة بيّنة، يسيرة "بَلَى" ليست تصعب على أحد نشد الحق ورام الهدى، ف "مَنْ أَسْلَمَ" واستسلم وخضع ووجه "وَجْهَهُ لِلَّهِ" وحده مخلصا له الدين، "وَهُوَ مُحْسِنٌ" متبع للنبي صلى الله عليه وسلم، فقد أتى بشرطي قبول العمل، فهذا "فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ" خالصا كاملا لا نقص فيه، ليس هذا فحسب، بل وإنه "وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ" فيما سيستقبلونه بعد موتهم "وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" على ما تركوه وراءهم وفاتهم، بل ينتظرهم النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول، كتبنا الله وإياكم ممن قبلت منه الأعمال بتحقيقنا للإخلاص والمتابعة، ورفعنا بها في عليين.

2: حرّر القول في:
أ: المراد بمن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها.

جاء عن أهل التفسير عدة أقوال بالمراد بمن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها، يمكن اختصارها إلى ثلاثة أقوال، هي:
القول الأول: الروم النصارى. وهو ما ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير الذي ذكر اختيار ابن جرير له بسبب أن قريشا لم تسع في خراب الكعبة لذلك ترجح لديه أنهم النصارى الروم، ولكن ابن كثير عارضه في اختياره هذا.
والمعنى: أن الروم كانوا قد دخلوا بيت المقدس وخربوه حين أعانوا بختنصر البابلي المجوسي على تخريبه. هذا ما قاله قتادة والسدي وذكره ابن عطية وابن كثير.
وقال ابن عباس في سعيهم في خرابها: أنهم – أي النصارى – كانوا يؤذون من يصلي في بيت المقدس ويطرحون عليه الأقذار. وبرروا أفاعيلهم تلك بسبب قتل بني إسرائيل ليحيى بن زكريا.
القول الثاني: مشركو العرب. ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
وذلك لسعيهم في منع المسلمين من ذكر الله في المسجد الحرام حين حالوا بين المسلمين والبيت في الحديبية، مع أن العرب كانت لا تمنع من قتل أخاه من دخول المسجد الحرام، ولكنهم صدوا المسلمين عنه بحجة قتل المسلمين لآباءهم في بدر.
وقد اختار ابن كثير هذا القول ورجحه على القول الأول محتجا بأن النصارى يرون أنفسهم على الحق واليهود على الباطل فلن تقبل منهم صلاتهم في بيت المقدس، حيث لعنوا على لسان داوود وعيسى ابن مريم، وأيضا قوله أنه لما ذم الله اليهود والنصارى قبلها، شرع هنا في ذم المشركين الذين أخرجوا النبي والمؤمنون معه من مكة، ومنعوهم من الصلاة في المسجد الحرام، وقال ابن كثير: فأي خراب أعظم مما فعلوا وإن لم يخربوا البيت الحرام بهدمه؟
القول الثالث: جميع الكفار. قاله أهل اللغة وذكره الزجاج.
واحتج الزجاج بأن المشركين قد تظاهروا على الإسلام ومنعوا جملة المساجد، فمن قاتل المسلمين حتى منعهم من الصلاة فقد منع جميع المساجد، وكل موضوع متعبد فيه فهو مسجد.
الأدلة والشواهد:
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏ "‏ جُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا أَيْنَمَا أَدْرَكَ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِي الصَّلاَةَ صَلَّى‏"‏.‏ رواه النسائي.
وقد أيده ابن عطية بأن الآية تشمل كل من منع مسجدا إلى يوم القيامة، أو خرب مدينة إسلام لأنها مساجد، وإن لم تكن موقوفة فإن الأرض كلها مسجد لهذه الأمة.


ب: معنى {مثابة} في قوله تعالى: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا}.
ذكر المفسرون عدة أقوال في معنى مثابة، يمكن اختصارها إلى قولين هما:
القول الأول: من ثاب إذا رجع. لأن الناس يثوبون إليها أي ينصرفون. ذكره ابن عطية، كما ذكره ابن كثير عما رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس، وبمثله قال أبو العالية وسعيد بن جبير في رواية، وعطاء ومجاهد والحسن وعطية والربيع بن أنس والضحاك.
قال الأخفش: دخلت الهاء في "مثابة" للمبالغة، لكثرة من يثوب أي يرجع إليه، لأنه قل ما يفارق أحد البيت إلا وهو يرى أنه لم يقض منه وطرا. وقال ابن جرير: يثوبون إليه من البلدان كلها ويأتونه.
الأدلة والشواهد:
ذكر ابن كثير قوله تعالى في استجابته لدعوة إبراهيم عليه السلام: {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُون}

القول الثاني: من الثواب: أي يثابون هناك. ذكره ابن عطية.

القول الثالث: مجمعا. قاله سعيد بن جبير في رواية أخرى، وعكرمة وقتادة وعطاء وذكره ابن كثير.

3: بيّن ما يلي:
أ: المراد بالكتاب في قوله تعالى: {وهم يتلون الكتاب}.

للمفسرين في المراد بالكتاب قولان، هما:
القول الأول: أن تكون "ال" للعهد الذهني، فيراد بالكتاب: التوراة، لأن النصارى تمتثلها. ذكره الزجاج وابن عطية.
والمعنى: أن كلا الطائفتين تتلو كتابا واحدا وهو التوراة ومع ذلك وقع بينهما الاختلاف.

القول الثاني: أن تكون "ال" للجنس: التوراة والإنجيل. ذكره ابن عطية وابن كثير.
والمعنى: أن كل طائفة تقرأ في كتابها صدق ما عليه الطائفة الأخرى، فاليهود تقرأ في التوراة نبوءة عيسى وكتابه الإنجيل، والنصارى تقرأ في إنجيلها صدق موسى عليه السلام وكتابه ومع ذلك كفروا به.
ولا مانع من الجمع بين القولين في معنى الآية.

ب: معنى تفضيل بني إسرائيل على العالمين.
جاء عن أهل التفسير قولين في معنى تفضيل بني إسرائيل على العالمين، هما:
القول الأول: أنهم أفضل من كل العالمين على مر الأزمان وذلك في خصيصة كثرة الأنبياء فيهم، فيكون المراد العموم العام ويتعلق التفضيل في فضيلة معينة وهي كثرة الأنبياء فيهم.
القول الثاني: أنهم أفضل من كل عالمي زمانهم على الإطلاق بكل ما فضلهم الله به، ليس على مر الأزمان، لأن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أفضل منهم بالنص.
وكلاهما ذكرهما ابن عطية.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 1 جمادى الأولى 1443هـ/5-12-2021م, 03:19 AM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

🔸الفوائد السلوكية المستفادة 🔸


📝 {. إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ۖ وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ. }


هذه الآية القرانية ترسم خط الدعوة إلى الهدى والحق من لدن إمام الدعوة الأول ومساره وفق منهج رباني حكيم وسبيل كل داعٍ إلى هذا الهدى والحق ، فلم يترك ربنا الداعي إليه لاجتهاده البشري إلا في تفاصيل لا تتعارض وخطوط الدعوة الواضحة وقواعدها الراسية المتينة ، التى تتابعت في ثنايا( آي الكتاب ) ، فمن أراد أن يسير في قافلة النور والدلالة على الحق ، فليتصل بكتاب الله وليوثق العلاقة به وليستمطر هداياته ، فلا يضل ولا يحار .


📝 ولما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي بشّر وأنذر ، وبلغ عن الله رسالاته :
{ إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً } كان لازماً علينا أن نقتفي خطاه ونتتبع سيرته في التعامل مع الناس
فقد رسمت سيرته العطرة ، خط سيره في صغير المحطات قبل كبيرها ، تلطفاً وتعطفاً وبشارةً في محلها ، وحزماً وحسماً ونذراةً في موطنها فلا يصلح عندها غيرها .


📝 { بشيراً } نبشر الناس ببشاشة الإيمان و طمأنينته ، و بحسن أحكام شرائع الإسلام ، فالمسلم يعيش في المجتمع المسلم ، سعيداً بعبوديته لله وحده لا يستعبده مخلوق مثله ، يخاف ربه فيراقبه في شأنه كله فلا يظلم ولا يجور ، ويرجو ربه فيأمل خيره وينتظر بره ، فيقطع مسيرة حياته بحسن الظن في رباً يملك كل شيء ، لا تنفد خزائنه ، فيحيا في بحبوحة الإيمان وعدالة الإسلام عيش الكريم الراضي .{ وبشيراً } بجنة عرضها السموات والأرض للمؤمنين الصابرين على طاعة الله ومعصية الله وما قُدِّر في اللوح المحفوظ قدراً وأزلاً شكراً في السراء
وصبراً وتسليماً في الضراء .

📝 { ونذيراً } أنذر نفسي بإنذار القرآن ووعيده ، كما منيّتها بشاراته وعطاءاته ، فالله أحق أن يُخشى ويُتَّقى
سبحانه ، فاهل الغفلة والعصيان ، قريبون من غضب الله بعيدون عن رحمة الله إلا من تاب وأناب ، لابد من ان نحساب أنفسنا وأن نذكرها ،


📝 { إنا أرسلناك } وكل من سار في إثر الرسل عليهم السلام ، وتقلد أمانتهم وتوشح بأوسمتهم ، واختار أن يكون في فلكهم في إرث النبوة ، فليحذر عوائق الطريق ومواطن الزلل ، وليشفق عليه نفسه من خذلان الله
(عياذاً بالله ) لكل من تغير إخلاصه أو زهى بمنزلته ، أن يترك لنفسه ، فيضل ويزل ، فليسأل ربه دائماً أبداً مشفقاً وجلاً ، الثبات على طريقهم والسير على نهجهم ، حتى يؤدي أمانة العلم والتبليغ .






لمجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى:
{بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.


⚪ التفسير ⚪


تحّاجت وتخاصمت الملتان ، اليهود والنصارى في أي الفريقين أهدى سبيلا وأحق برضى الله وجنته
فتعصٌب كلٌ لنفسه ، وادعى كل منهما ان شرط دخول الجنة ، أن يكون على ملتهم وطريقتهم ، فاليهود قالواجازمين لن يطمع في دخولها إلا من كان يهودياً ، وصرّحت النصارى أنهم أهل الجنة دون غيرهم { وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى }
وأقوالهم هذه { تلك أمانيهم } أماني تمنوها ، وعاشوا على دعواها ، حياة الكفر والضلال ، فردوا رسالة الحق وكذبوا نبي الصدق ، لا جهلاً بأحقية ما جاء به ، وكيف ذلك ؟ وقد تواتر وصفه في كتبهم ، وتتالت عليهم أوامر ربهم بوجوب تصديقه ولزوم تأييده وان يكونوا عوناً له ونصيرا ، فتنكبوا الهداية واستعذبوا الشهوات ، وتعصب كل فريق لطائفته ، مخافة ان يضيع عليه حظ الدنيا وساحر زخرفها
فكفّر بعضهم بعضاً وتقاتلوا ، وحرٌموا الجنة على غيرهم ، تحريم المتمني الذي ليس له من أمانيه إلا خيال كاذب يراه هو ويصدقه ، {بلى } فتهدم الآية دعواهم ، وتخرّ بها من عالى الوهم والسراب ، في حسم ووصف لأهل الجنة { بلى من أسلم وجهه لله } فانقاد لامر الله ، مخلصاً ، ذليلاً ، يرى أن أمره كله لربه ، فهو مسلَّم مطيع ، توجه بقلبه وقالبه لموالاه ، يتبع رسوله من ربه فى شأنه كله ، { وهو محسن } يسعى إلى استكمال إيمانه ، يرنو إلى مراقي الإيمان متشوفاً إلى مراتب الإحسان ، إحسان مع الله بالتوحيد الخالص وإحسان إلى الخلق بحسن التعامل ومراقبة الله فيهم ، فيجازى ، باحسان الخالق له سبحانه :
{ فله أجره عند ربه } أجرٌ غير ممنون ، عند من تعبد له ، والتجأ إلى كنفه رباً ولياً حافظاً ، يملك أمره ويصلح شأنه ويعصمه من الفتن ظاهرة وبَاطِنَة ، كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم :
( احفظ الله يحفظك ) فلا يخاف ويقلق في قادم آيامه { فلا خوف عليهم } ، ولا يتحسر ويتوجع على ما أصابه وما فاته { ولا هم يحزنون } ، وقيل لا خوف عليهم في الآخرة ، ولا هم يبتأسون ويحزنون لقدوم الموت وحين ألأجل ، فأهل الإيمان والإحسان ، يبشرون في النزع وعند السكرات ، وتتنزل عليهم الرحمات . ( جعلنا الله واياكم منهم )


2: حرّر القول في:
🔷 أ: المراد بمن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها.
🔹القول الاول :
مشركون مكة ، لمنعهم أهل التوحيد المسلمين من ذكر الله تعالى في المسجد الحرام ، ومن هذا منع المشركين رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه يوم الحديبية من الاعتمار ونحر الهدي
ذكر هذا الزّجّاج و أورده ابن عطية وابن كثير عن ابن زيد وذكر ابن كثير عن ابن جرير بسنده عن ابن عباس : أن قريشاً منعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاةعند الكعبة في المسجد الحرام


🔹القول الثاني :
النصارى ، الذين يجترؤون على حرمة بيت المقدس وأيذاء المصلين فيه برمي القاذورات عليهم أمعاناً في إذلالهم ، قاله ابن عباس و مجاهد ، وقيل هم النصارى الذين أعانوا بختنصر وأصحابه على خراب بيت المقدس ، نكاية في اليهود ، روي هذا عن قتادة ، وقال السدي والحسن ، الروم هم الذين ظاهروه لقتلهم يحيى بن زكريا ، ذكر هذا عنهم ابن كثير وابن عطية
🔹🔹واختار ابن جرير القول الثاني محتجاً بأن قريشاً لم تسع في خراب الكعبة وأما الروم فسعوا في خراب بيت المقدس ، في حين رأى ابن كثير أن القول الاول أقرب وأظهر ، لأن إخراج رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأصحابه ومنعهم من التعبد في بيت الله الحرام ، وامتهانه بأصنامهم وشركهم ، خراب عظيم وخطب جسيم ، على أن ابن عطية أطلق المعنى فقال :
هذه الآية عامة في كل من منع مساجد الله أو خرب مدينة إسلام حتى يوم الدين ولعل قوله هذا رحمه الله الأظهر والاولى ، والله أعلم



🔶 ب: معنى {مثابة} في قوله تعالى: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا}.


🔸القول الأول
مثابة : يثوبون إليه ويأمونه من جميع البلاد ، ثم يرجعون إليه ، تهفو قلوبهم إليه شوقاً بعد شوق كأنهم ما ينصرفون عنه إلا ليعودوا ، لذا دخلت الهاء فيها للمبالغة ، عدواً بعد عود
ذكره الزّجّاج ، وأورده ابن كثير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما وأبي العالية وسعيد ومجاهد والربيع بن أنس والضحاك ، وذكره ابن عطية قولاً أولأً .
🔸القول الثاني
مثابةً : من الثواب ، أي يثابون هناك ، ذكر هذا القول ابن عطية .
🔸القول الثالث
مثابة : مجمعاً ، يجتمع عندها الوافدين من كل بلاد ووهاد ، ذكر هذا القول ابن كثير في تفسيره ونسبه لكل من ، عطاء وسعيد بن جبير وعكرمة وقتادة
والمعنى كما يبدو واضحاً يحتمل هذه الأوجه كلها ، فالبيت الحرام ، مثابةً يُزار وتعاد زيارته شوقا
ورغبةً في الثواب وهو وطن اجتماع والتقاء يجمع من بلاد شتى تؤمه وتقصده .


3: بيّن ما يلي:
🔷 أ: المراد بالكتاب في قوله تعالى: {وهم يتلون الكتاب}.
🔹القول الأول
الكتاب : التوراة ، فكتاب النصارى واليهود واحد ، وهذا فيه دلالة على عظم ضلالهم وبعدهم عن الهدى الحق ، ذكر هذا القول الزّجّاج وابن عطية
🔹القول الثاني :
الكتاب : التوارة والإنجيل ، وألألف واللام للجنس ، والعجب منهم ، لكون كل منهما مصدق للأخر ، فالإنجيل نزل بصدق موسى عليه السلام وتقرير التوارة ، والتوارة قبله بشّرت بعيسى عليه السلام
وشرعته والإنجيل ، ثم أن كلا الكتابين بشرا بمبعثه صلى الله عليه وسلم ، فكيف يكفّر بعضهم بعضاً
ثم لا يؤمنون بمحمد لو الله عليه وسلم ؟ ذكر هذا القول ابن عطية وابن كثير ، وروى ابن كثير عن مجاهد وقتادة أنهما قالا : كانت أوائل اليهود والنصارى على شيء ، ولكن من جاء بعدهم اختلفوا وابتدعوا وتفرقوا ، بل حصر أبو العالية والربيع بن أنس المقصود ، هم من عاصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا في زمنه ، وقد ساق محمد بن إسحاق رواية له عن ابن عباس. :
قال: لما قدم أهل نجران من النّصارى على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، أتتهم أحبار يهود، فتنازعوا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال رافع بن حريملة ما أنتم على شيءٍ، وكفر بعيسى وبالإنجيل. وقال رجلٌ من أهل نجران من النّصارى لليهود: ما أنتم على شيءٍ. وجحد نبوّة موسى وكفر بالتّوراة. فأنزل اللّه في ذلك من قولهما {دوقالت اليهود ليست النّصارى على شيءٍ وقالت النّصارى ليست اليهود على شيءٍ وهم يتلون الكتاب }


🔶 ب: معنى تفضيل بني إسرائيل على العالمين.
هو ماأنعم الله به عليهم من جزيل نعمه ، وكريم فضله ، فَلَو أردنا تفضيلاً مطلقاً عاماً ، لكان هذا مثمتلاً في وفرة الأنبياء والرسل فيهم دون غيرهم من الأمم ، وإن أريد التفضيل المختص بعالم زمانهم ، فهم قد خصوا بنعم دينية ودنيوية على من عاصرهم ، فقد تقرر أن أفضل الأمم قاطبة هي أمة محمد صلى الله عليه وسلم قال عزمن قائل : { كُنتُم خير أمّةٍ أُخرجتْ لِلنَّاس } فصار تفضيل بني إسرائيل على عوالم زمانهم ، من حيث
أنهم كان فيهم الملوك والأنبياء وأعطوا علم التوراة وأنهم كانوا على بينة من نبوة عيسى وحمد صلى الله عليهما وسلم لما سبق عندهم من علم الوحي. والتنزيل ، فما كان منهم إلا أن قابلوا هذه النعم والعطايا ، بالحسد للنبي الذي عرفوا والصد عن سبيل الهدى. ، حسداً من عند أنفسهم وكبراً وضلالاً .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 1 جمادى الأولى 1443هـ/5-12-2021م, 05:41 AM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

السَّلاَمُ عَلَيْكُمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

طلبة العلم الأفاضل
نفع الله بكم

حبذا لو تم المرور على كل المجموعات دون تكرار إلا بعد استيفائها كلها
كما تطلب منا الإدارة في كل مجلس
لتنتفع بكل الأسئلة

جزاكم الله خيرا
السَّلاَمُ عَلَيْكُمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 2 جمادى الأولى 1443هـ/6-12-2021م, 07:25 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تصحيح مجلس مذاكرة القسم التاسع من تفسير سورة البقرة
تعليق عام : أؤكد على ما ذكرته أستاذة إيمان من ضرورة استيعاب كافة المجموعات قبل تكرارها.
- عند تحرير الخلاف في مسألة ما ، يُنظر هل يمكن تصنيف الأقوال إلى أقوال أكثر شمولا، بحيث يسهل النظر في إمكانية الجمع بينها أو لابد من الترجيح


المجموعة الأولى:

فروخ الأكبروف: أ+
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك
الفوائد السلوكية: بالنسبة للفائدة الخامسة، وتعقيبا على ما ذكرت، فهذا لا يعني ترك شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل يعني أنه لا ينبغي للداعية أن ينشغل بأثر دعوته، فليس عليه إلا البلاغ، ولا يحاسب إلا على عمله.
س1: وفي مرجع الضمير في قوله تعالى: {أولئك يؤمنون به} عدة أقوال، وجميعها متلازمة وقد اخترت إحداها وهو الإيمان بالكتاب، ومن لازم الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم، وبالهدى الذي جاء به.
س2: أ: أحسنت، ويمكن تصنيف الأقوال إلى طهارة حسية من النجاسات الحسية، وطهارة معنوية من الشرك، ويجمع بين الأقوال كما أشرت.
س3:أ: معنى كلام ابن كثير، الذي فيه بيان أحوالهم، يعني أن الواجب أن يكونوا على هذه الحال من الخوف عند دخول المساجد، لولا ظلم الكفار وتسلطهم.

هنادي الفحماوي: أ
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك
س1: فاتكِ الإشارة إلى عاقبة من يكفر به {فأولئك هم الخاسرون}
س2: لو بدأت بتصنيف الأقوال أولا، ثم بيان ما يمكن أن يندرج تحتها، مثلا:
أ: ابدأي ببيان أن التصنيف الأعم للأقوال، طهارة معنوية، ويندرج تحته أقوال تذكرينها، وطهارة حسية، وتذكرين ما يندرج تحته من أقوال، ثم بيان الجمع.
ب: وهكذا مسألة القنوت: القنوت العام وهو القنوت القدري وهو للمؤمن والكافر وكل مخلوق، والقنوت الخاص وهو القنوت الشرعي وتحت كل منهما أقوال
وقولكِ: ( وقال السدي : مطيعون يوم القيامة وقال مجاهد مطيعون كن إنسانا فكان وقال كن حمارا فكان. وقال عكرمة : مقرون له بالعبودية.
وقال الزجاج قال أن الكلام يدل على خلاف ما قال لأن لفظ (كل) يدل على الإحاطة فيكون تأويله :كل ما خلق الله في السماوات والأرض فيه أثر الصنعة فهو قانت لله والدليل على أنه مخلوق)
هذا من القنوت العام، وفيما بعده من الكلام خلط بين القنوت العام والخاص، وتكرار بعض الأقوال، وهذا يقدح في جودة تحريرك للمسألة

المجموعة الثانية:
إيمان جلال: أ+
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك
الفوائد السلوكية:
أحسنت، ولكن لا حاجة لمثل هذه التشبيهات " لؤلؤة من قلائد اللآلئ التي تنتظم منها سور كتاب ربنا العظيم "
بالنسبة للفائدة السابعة، لا دليل عليها صريح من الآية.
س2:ب: ومعنى الآية يحتمل جميع الأقوال، بيت الله الحرام يرجع إليه الناس، وينالون بهذا الثواب ويجتمعون فيه

سعاد مختار: أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك
س1: ولا يكون هذا الإحسان إلا باتباع النبي صلى الله عليه وسلم، لهذا اجتمع في هذه الآية شرطي قبول العمل؛ الإخلاص لله في قوله تعالى: {أسلم لله} ومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {وهو محسن}
س2:أ: مشركو مكة، تحذف النون عند الإضافة.

يتبع بإذن الله ...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 2 جمادى الأولى 1443هـ/6-12-2021م, 08:58 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

متابعة التصحيح ...
المجموعة الثالثة:
رولا بدوي: أ+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
بالنسبة للسؤال الأخير، أنبه على أن الاختلاف في تفسير هذه الآية تبعًا للاختلاف في مسألة الكلام بين الفرق، والواجب في هذه المرحلة تعلم تفسيرها من تفاسير أهل السنة مثل تفسير ابن جرير الطبري ، وتفسير ابن كثير، ويُتجنب تفسير ابن عطية لهذه المسألة.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 30 جمادى الأولى 1443هـ/3-01-2022م, 09:39 PM
رفعة القحطاني رفعة القحطاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 241
افتراضي

استخرج خمس فوائد سلوكية واستدلّ لها من قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ}.

1-يعلم العبد أن الرسالة النبوية واضحة وضوح تام لا لبس فيها جاءت بالبرهان والحق الساطع ، فيعمل بالهدى الذي بلغه من الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم،((انا ارسلناك بالحق).
2-الداعية مسؤؤل عن تبليغ الحق لا هداية الخلق ، وتذكيرهم وارشادهم ،وهذا المعنى على قرءة:( ولن تسأل عن أصحاب الجحيم).
3- ثبوت رسالة النبي صلى الله عليه وسلم أنها من عند الله ، فلا اختلاف فيها ولاتضاد ، وانما الخلل من جهل الانسان ، فعلى المسلم ان يعتز بدينه واحكام شريعة ربه ،(انا ارسلناك).
4-يستعمل الداعية اسلوب التبشير والترغيب للمدعوين، واسلوب الترهيب والنذارة تارة اخرى، بذلك تعتدل كفة الميزان، ( بشيرا ونذيرا).
5-يذكرنا لفظ (أصحاب) بأهمية الصحبة، فالصحبة الصالحة دالة على الخير ، وصحبة الاشرار دالة لصاحبها مواطن الشرور والفتن، فاختر من تصاحب،( ولاتسأل عن اصحاب الجحيم).


السؤال الثاني: أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1: فسّر قول الله تعالى:
{الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.
يخبرنا الله تعالى عن اهل الكتاب فقال: {الّذين آتيناهم الكتاب } ذكر انهم هم اليهود والنّصارى، وذكر انهم هم أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.

{يتلونه حقّ تلاوته} قال ابن مسعودٍ: والذي نفسي بيده، إنّ حقّ تلاوته أن يحلّ حلاله ويحرّم حرامه ويقرأه كما أنزله اللّه، ولا يحرّف الكلم عن مواضعه، ولا يتأوّل منه شيئًا على غير تأويله.
فهم يتبعونه حق الاتباع ، ثم قال تعالى:{ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون} كما قال تعالى: {ومن يكفر به من الأحزاب فالنّار موعده} [هودٍ: 17]. وفي الصحيح: "والّذي نفسي بيده لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأمّة: يهوديٌّ ولا نصرانيٌّ، ثمّ لا يؤمن بي، إلّا دخل النّار" .


2: حرّر القول في:
أ: المراد بالتطهير في قوله تعالى: {وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهّرا بيتي} الآية.

1-قيل: أمرهما اللّه أن يطهّراه من الأذى والنّجس ولا يصيبه من ذلك شيء، قاله الحسن.
2-قيل: عن ابن عباس، قوله: {أن طهّرا بيتي للطّائفين والعاكفين} قال: من الأوثان، وروي عن مجاهد وسعيد بن جبير نحوه.
3-قيل: بلا إله إلّا اللّه، من الشّرك، روي عن عبيد بن عمير، وأبي العالية، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وعطاء وقتادة.

وهذه الأقوال لاتتعارض فيجب تطهير المساجد التطهير الحسي وفي السّنة أحاديث كثيرةٍ،امرت بتطهيرها وتطييبها وغير ذلك، و صيانتها من الأذى والنجاسات وما أشبه ذلك، وقبل ذلك تطهير العقائد الفاسدة والمظاهرة المحرمة والتماثيل ونحوها،فالتوحيد اوجب الواجبات، والله اعلم.



ب: معنى قوله تعالى: {كل له قانتون}.

1- قيل:مصلين، مصلين، روي عن ابن عباس.
2-قيل:مقرون بالعبودية،روي عن عكرمة وأبو مالك.
3-قيل:الاخلاص روي عن سعيد بن جبير.
4-قيل:يقوم كل له قائم يوم القيامة، روي عن الربيع بن انس.
5-قيل:مطيعون يوم القيامة،روي عن السدي وجاهد.
وقول مجاهدٍ اختياره ابن جريرٍوهو يجمع الأقوال كلها، وهو أنّ القنوت: هو الطّاعة والاستكانة إلى اللّه، وذلك شرعيٌّ وقدري، كما قال تعالى: {وللّه يسجد من في السّماوات والأرض طوعًا وكرهًا وظلالهم بالغدوّ والآصال} [الرّعد: 15].

3: بيّن ما يلي:
أ: معنى قوله تعالى: {أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين}.

هذه الاية خبر بمعنى الطّلب، أي لا تمكّنوا هؤلاء -إذا قدرتم عليهم-من دخولها إلا تحت الهدنة والجزية، ولهذا لمّا فتح رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مكّة أمر من العام القابل في سنة تسعٍ أن ينادى برحاب منًى: "ألّا لا يحجّن بعد العام مشركٌ، ولا يطوفنّ بالبيت عريان، ومن كان له أجلٌ فأجله إلى مدّته". وهذا كان تصديقًا وعملًا بقوله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا إنّما المشركون نجسٌ فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا} الآية [التّوبة: 28]،

وقيل: ما كان ينبغي لهم أن يدخلوا مساجد اللّه إلّا خائفين على حال التهيب.
وقيل: إنّ هذا بشارةٌ من اللّه للمسلمين أنّه سيظهرهم على المسجد الحرام وعلى سائر المساجد،وقد أنجز اللّه هذا الوعد كما تقدّم من منع المشركين من دخول المسجد الحرام، وأوصى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن لا يبقى بجزيرة العرب دينان، وأن تجلى اليهود والنّصارى منها،والحمدلله.



ب: القائل: {لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى}، مع الاستدلال لكلامك.

ادعت كل طائفةٍ من اليهود والنصارى أنه لن يدخل الجنة إلا من كان على ملتها، كما أخبر اللّه عنهم في سورة المائدة أنّهم قالوا: {نحن أبناء اللّه وأحبّاؤه} [المائدة: 18]. فأكذبهم اللّه تعالى بما أخبرهم أنّه معذّبهم بذنوبهم، ولو كانوا كما ادعوا لما كان الأمر كذلك، وكما تقدّم من دعواهم أنّه لن تمسّهم النّار إلّا أيّامًا معدودةً، ثمّ ينتقلون إلى الجنّة، وردّ عليهم تعالى في ذلك،فقال {تلك أمانيّهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين).

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 11 جمادى الآخرة 1443هـ/14-01-2022م, 11:23 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رفعة القحطاني مشاهدة المشاركة
استخرج خمس فوائد سلوكية واستدلّ لها من قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ}.

1-يعلم العبد أن الرسالة النبوية واضحة وضوح تام لا لبس فيها جاءت بالبرهان والحق الساطع ، فيعمل بالهدى الذي بلغه من الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم،((انا ارسلناك بالحق).
2-الداعية مسؤؤل عن تبليغ الحق لا هداية الخلق ، وتذكيرهم وارشادهم ،وهذا المعنى على قرءة:( ولن تسأل عن أصحاب الجحيم). ["ولا تسأل" فإذا كانت لا ناهية، جاء الفعل مجزوما، وإذا كانت نافية جاء الفعل مرفوعا، وينبغي تعيين القراءة التي تقصدين]
3- ثبوت رسالة النبي صلى الله عليه وسلم أنها من عند الله ، فلا اختلاف فيها ولاتضاد ، وانما الخلل من جهل الانسان ، فعلى المسلم ان يعتز بدينه واحكام شريعة ربه ،(انا ارسلناك).
4-يستعمل الداعية اسلوب التبشير والترغيب للمدعوين، واسلوب الترهيب والنذارة تارة اخرى، بذلك تعتدل كفة الميزان، ( بشيرا ونذيرا).
5-يذكرنا لفظ (أصحاب) بأهمية الصحبة، فالصحبة الصالحة دالة على الخير ، وصحبة الاشرار دالة لصاحبها مواطن الشرور والفتن، فاختر من تصاحب،( ولاتسأل عن اصحاب الجحيم). [دلالتها هنا على لزومهم للجحيم والعياذ بالله]


السؤال الثاني: أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1: فسّر قول الله تعالى:
{الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.
يخبرنا الله تعالى عن اهل الكتاب فقال: {الّذين آتيناهم الكتاب } ذكر انهم هم اليهود والنّصارى، وذكر انهم هم أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.

{يتلونه حقّ تلاوته} قال ابن مسعودٍ: والذي نفسي بيده، إنّ حقّ تلاوته أن يحلّ حلاله ويحرّم حرامه ويقرأه كما أنزله اللّه، ولا يحرّف الكلم عن مواضعه، ولا يتأوّل منه شيئًا على غير تأويله.
فهم يتبعونه حق الاتباع ، ثم قال تعالى:{ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون} كما قال تعالى: {ومن يكفر به من الأحزاب فالنّار موعده} [هودٍ: 17]. وفي الصحيح: "والّذي نفسي بيده لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأمّة: يهوديٌّ ولا نصرانيٌّ، ثمّ لا يؤمن بي، إلّا دخل النّار" .

[بدأت التفسير بذكر وجهين في تفسير الآية، حسب المقصود بالكتاب، ومرجع الضمير في {آتيناهم} وينبغي إكمال التفسير ببيان معنى الآية على الوجهين.
كما ينبغي بيان وجه احتمال معنى الآية للقولين وذلك ببيان معنى التعريف في {الكتاب} والمقصود به على كل قول، ثم بيان معنى تلاوته حق التلاوة على كل قول]

2: حرّر القول في:
أ: المراد بالتطهير في قوله تعالى: {وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهّرا بيتي} الآية.

1-قيل: أمرهما اللّه أن يطهّراه من الأذى والنّجس ولا يصيبه من ذلك شيء، قاله الحسن.
2-قيل: عن ابن عباس، قوله: {أن طهّرا بيتي للطّائفين والعاكفين} قال: من الأوثان، وروي عن مجاهد وسعيد بن جبير نحوه.
3-قيل: بلا إله إلّا اللّه، من الشّرك، روي عن عبيد بن عمير، وأبي العالية، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وعطاء وقتادة.

وهذه الأقوال لاتتعارض فيجب تطهير المساجد التطهير الحسي وفي السّنة أحاديث كثيرةٍ،امرت بتطهيرها وتطييبها وغير ذلك، و صيانتها من الأذى والنجاسات وما أشبه ذلك، وقبل ذلك تطهير العقائد الفاسدة والمظاهرة المحرمة والتماثيل ونحوها،فالتوحيد اوجب الواجبات، والله اعلم.



ب: معنى قوله تعالى: {كل له قانتون}.

1- قيل:مصلين، مصلين، روي عن ابن عباس.
2-قيل:مقرون بالعبودية،روي عن عكرمة وأبو مالك.
3-قيل:الاخلاص روي عن سعيد بن جبير.
4-قيل:يقوم كل له قائم يوم القيامة، روي عن الربيع بن انس.
5-قيل:مطيعون يوم القيامة،روي عن السدي وجاهد.
وقول مجاهدٍ اختياره ابن جريرٍوهو يجمع الأقوال كلها، وهو أنّ القنوت: هو الطّاعة والاستكانة إلى اللّه، وذلك شرعيٌّ وقدري، كما قال تعالى: {وللّه يسجد من في السّماوات والأرض طوعًا وكرهًا وظلالهم بالغدوّ والآصال} [الرّعد: 15].

3: بيّن ما يلي:
أ: معنى قوله تعالى: {أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين}.

هذه الاية خبر بمعنى الطّلب، أي لا تمكّنوا هؤلاء -إذا قدرتم عليهم-من دخولها إلا تحت الهدنة والجزية، ولهذا لمّا فتح رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مكّة أمر من العام القابل في سنة تسعٍ أن ينادى برحاب منًى: "ألّا لا يحجّن بعد العام مشركٌ، ولا يطوفنّ بالبيت عريان، ومن كان له أجلٌ فأجله إلى مدّته". وهذا كان تصديقًا وعملًا بقوله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا إنّما المشركون نجسٌ فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا} الآية [التّوبة: 28]،

وقيل: ما كان ينبغي لهم أن يدخلوا مساجد اللّه إلّا خائفين على حال التهيب.
وقيل: إنّ هذا بشارةٌ من اللّه للمسلمين أنّه سيظهرهم على المسجد الحرام وعلى سائر المساجد،وقد أنجز اللّه هذا الوعد كما تقدّم من منع المشركين من دخول المسجد الحرام، وأوصى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن لا يبقى بجزيرة العرب دينان، وأن تجلى اليهود والنّصارى منها،والحمدلله.



ب: القائل: {لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى}، مع الاستدلال لكلامك.

ادعت كل طائفةٍ من اليهود والنصارى أنه لن يدخل الجنة إلا من كان على ملتها، كما أخبر اللّه عنهم في سورة المائدة أنّهم قالوا: {نحن أبناء اللّه وأحبّاؤه} [المائدة: 18]. فأكذبهم اللّه تعالى بما أخبرهم أنّه معذّبهم بذنوبهم، ولو كانوا كما ادعوا لما كان الأمر كذلك، وكما تقدّم من دعواهم أنّه لن تمسّهم النّار إلّا أيّامًا معدودةً، ثمّ ينتقلون إلى الجنّة، وردّ عليهم تعالى في ذلك،فقال {تلك أمانيّهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين).
[راجعي إجابة الأخ فروخ الأكبروف للفائدة]




بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
التقويم: ج
خُصمت نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السادس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir