دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العام للمفسر > منتدى المسار الثاني

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #9  
قديم 2 صفر 1445هـ/18-08-2023م, 08:27 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رولا بدوي مشاهدة المشاركة
حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين
: من أُمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقول لهم: {إن كنتم تحبون الله فاتّبعوني}.

اختلف أهل التأويل في السبب الذي أنزلت هذه الآية فيه على أقوال:
1- أنزلت في قوم قالوا على عهد النبي ﷺ:"إنا نحب ربنا"، فأمر الله جل وعز نبيه محمدًا صلى الله عليه و سلم ، أن يقول لهم:"إن كنتم صادقين فيما تقولون، فاتبعوني، فإن ذلك علامة صِدْقكم فيما قلتم من ذلك، بآثار متقاربة الألفاظ، قاله الحسن، و ابن جريج.
أ‌. قول الحسن:
- أخرجه ابن جرير و ابن أبي حاتم في تفسيرهما من طريق عباد بن منصور، عن الحسن في قوله:"إن كنتم تحبون الله" الآية، قال: إن أقوامًا كانوا على عهد رسول الله ﷺ يزعمون أنهم يحبون الله، فأراد الله أن يجعل لقولهم تصديقًا من عمل، فقال:"إن كنتم تحبون الله" الآية، كان اتباعُ محمد ﷺ تصديقًا لقولهم.
و أخرجه ابن جرير بأسانيد أخرى إلى الحسن، منها:
- قال حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله، عن بكر بن الأسود قال، سمعت الحسن يقول: قال قومٌ على عهد النبي ﷺ: يا محمد، إنا نحبّ ربنا! فأنزل الله عز وجل:"قُل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم"، فجعل اتباع نبيه محمد ﷺ عَلَمًا لحبه، وعذاب من خالفه.
- و قال حدثني المثنى قال، حدثنا علي بن الهيثم قال، حدثنا عبد الوهاب، عن أبي عبيدة قال: سمعت الحسن يقول: قال أقوامٌ على عهد رسول الله ﷺ: يا محمد، إنا لنحب ربنا! فأنزل الله جل وعز بذلك قرآنًا:"قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم"، فجعل الله اتباع نبيه محمد ﷺ علمًا لحبه، وعذاب من خالفه.
- وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، مِن طَرِيقِ أبِي عُبَيْدَةَ النّاجِيِّ، عَنِ الحَسَنِ قالَ: «قالَ أقْوامٌ عَلى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ: واللَّهِ يا مُحَمَّدُ إنّا لَنُحِبُّ رَبَّنا. فَأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿قُلْ إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فاتَّبِعُونِي﴾ الآيَةَ» .
ب‌. قول ابن جريج :
- أخرجه ابن جرير و ابن المنذر في تفسيرهما، عن ابن جريج من طريق القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قوله:"إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله"، قال: كان قوم يزعمون أنهم يحبون الله، يقولون: إنا نحب ربّنا! فأمرهم الله أن يتبعوا محمدًا ﷺ، وجعل اتباع محمد علمًا لحبه.
- ذكره ابن حجر في العجاب في بيان الأسباب و نسبه إلى تفسير سنيد عن حجاج عن ابن جريج ( الحسين هو سنيد). [لهذا يمكنكِ اختصار إسناد ابن جرير والبدء من الحسين بن داود المصيصي الملقب بسنيد فتقولين: قال سنيد قال حجاج عن ابن جريج: (...) رواه ابن جرير]
و حكاه عن الحسن و ابن جريج ابن عطية في تفسيره، و الواحدي في أسباب النزول.
- حكاه ابن عطية عن الحسن بن أبي الحسن وابن جريج قالا: إن قوما قالوا للنبي عليه السلام: يا محمد إنا نحب ربنا، فنزلت هذه الآية في قولهم، جعل الله فيها اتّباع محمد علَما لحبه.
ذكر ابن عطية ان المتن فيه ( فنزلت)، و الروايات ليس فيها ذلك، في رواية الحسن ( فأنزل) و رواية ابن جريج ليس فيها ما يدل على سبب نزول صريح.
حكاه ابن كثير عن الحسن وعن غيره من السلف.
2- المخاطبين أهل قريش : نقل عن ابن عباس رضي الله عنهما .
- نقل الواحدي في تفسيره أن جُوَيْبِرٌ روى، عَنِ الضَّحّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: وقَفَ النَّبِيُّ ﷺ عَلى قُرَيْشٍ وهم في المَسْجِدِ الحَرامِ وقَدْ نَصَبُوا أصْنامَهم، وعَلَّقُوا عَلَيْها بَيْضَ النَّعامِ، وجَعَلُوا في آذانِها الشُّنُوفَ، وهم يَسْجُدُونَ لَها، فَقالَ: ”يا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، لَقَدْ خالَفْتُمْ مِلَّةَ أبِيكم إبْراهِيمَ وإسْماعِيلَ، ولَقَدْ كانا عَلى الإسْلامِ“ . فَقالَتْ قُرَيْشٌ: يا مُحَمَّدُ، إنَّما نَعْبُدُ هَذِهِ حُبًّا لِلَّهِ لِيُقَرِّبُونا إلى اللَّهِ زُلْفى. فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى: ﴿قُلْ إن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ﴾ وتَعْبُدُونَ الأصْنامَ لِتُقَرِّبَكم إلَيْهِ، ﴿فاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ . فَأنا رَسُولُ اللَّهِ إلَيْكم وحُجَّتُهُ عَلَيْكم، وأنا أوْلى بِالتَّعْظِيمِ مِن أصْنامِكم.
- نقله عنه ابن حجر في العجاب من بيان الأسباب، و عقب عليه، فقال : قلت وهذا من منكرات جويبر فإن آل عمران مدنية وهذه القصة إنما كانت بمكة قبل الهجرة ولعل الذي نزل فيهما في أوائل الزمر). [العجاب في بيان الأسباب
3- وفد نصارى نجران ، رُوِي عن جعفر بن الزبير.
- أخرجه ابن جرير قال: حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير:"قل إن كنتم تحبون الله"، أي: إن كان هذا من قولكم - يعني: في عيسى حبًّا لله وتعظيمًا له ،"فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم"، أي: ما مضى من كفركم ="والله غفور رحيم".(
- نقل الواحدي في أسباب النزول، و ابن حجر في العجاب في بيان الأسباب، ما رواه مُحَمَّدُ بْنُ إسْحاقَ بْنِ يَسارٍ في المغازي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ قالَ: نَزَلَتْ في نَصارى نَجْرانَ؛ وذَلِكَ أنَّهم قالُوا: إنَّما نُعَظِّمُ المَسِيحَ ونَعْبُدُهُ حُبًّا لِلَّهِ وتَعْظِيمًا لَهُ. فَأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى هَذِهِ الآيَةَ رَدًّا عَلَيْهِمْ.
- حكاه ابن عطية في تفسيره. [ما لم تكن فائدة من النسبة لمصدر ناقل كما سبق؛ فلا حاجة لهذه النسبة]
4- نزلت في اليهود: نقل عن ابن عباس رضي الله عنهما و مقاتل ين سليمان.
- نقله الواحدي في أسباب النزول و ابن حجر في العجاب في بيان الأسباب عن الكَلْبِيُّ عَنْ أبِي صالِحٍ، عَنِه [عن ابن عباس] ، أنَّ اليَهُودَ لَمّا قالُوا: نَحْنُ أبْناءُ اللَّهِ وأحِبّاؤُهُ. أنْزَلَ اللَّهُ تَعالى هَذِهِ الآيَةَ، فَلَمّا نَزَلَتْ عَرَضَها رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلى اليَهُودِ، فَأبَوْا أنْ يَقْبَلُوها.
- حكاه ابن حجر في العجاب في بيان الأسباب ،عن مقاتل بن سليمان قال: لما دعا النبي كعب بن الأشرف وأصحابه إلى الإسلام قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه ولنحن أشد حبا لله مما تدعونا إليه فنزلت قل إن كنتم تحبون الله فاتبعون. [تفسير مقاتل مطبوع؛ فينظر فيه فإن وجدتِ قوله؛ نسبت إليه مباشرة، قال مقاتل: (...) ثم ينقد قوله بحسب قواعد التفسير؛ هل هو مما يحتمل الاجتهاد؟ وهل اجتهاده صحيح؟ أم هو مما يُعلم بالنقل؟ ]
توجيه الأقوال:
- رجَح ابنُ جرير قولَ محمد بن جعفر بن الزبير: بأن المخاطبين هم نصارى نجران، مستندًا إلى السياق؛ لأنه لم تتناول الآيات غيرهم في السورة، و تعليم الرسول صلى الله عليه و سلم حجته في مجادلتهم.
- و عقب بالرد على القول أن الخطاب خاص بقوم في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم و هو قول الحسن ، أولًا أنه لا خبر به يصح عنده، و وجه قوله إن صح إلى أنه قد يكون المراد بهؤلاء القوم هم نصارى نجران.
- قال ابن عطية في تفسيره باحتمال أن يكون المخاطبين أهل الكتاب: اليهود و النصارى، و حجته في ذلك أن الفريقين ادعو أنهم يحبون الله و يحبونه، ﴿نَحْنُ أبْناءُ اللهِ وأحِبّاؤُهُ﴾ [المائدة: ١٨]، ولَفْظُ "أحِبّاؤُهُ" إنَّما يُعْطِي أنَّ اللهَ يُحِبُّهُمْ، لَكِنْ يَعْلَمُ أنَّ مُرادَهم "وَمُحِبُّوهُ" فَيَحْسُنُ أنْ يُقالَ لَهُمْ: ﴿قُلْ إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ﴾. ، .
- قال ابن كثير بالعموم، لكل من ادعى محبة الله، و أنها حاكمة عليهم، و استدل بما ثبت في الصّحيح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردّ" ولهذا قال: {قل إن كنتم تحبّون اللّه فاتّبعوني يحببكم اللّه} أي: يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبّتكم إيّاه، وهو محبّته إيّاكم، وهو أعظم من الأوّل، كما قال بعض الحكماء العلماء: ليس الشّأن أن تحبّ، إنّما الشّأن أن تحبّ.
- القول أنها نزلت في قوم في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم: الآثار الي رويت عن الحسن من مراسيل الحسن، و من روى عنه أبو عبيدة ، و بكر بن الأسود و هما من الضعفاء،و قول ابن جريج هو من تابعي التابعين و ليس في الأثر ما يقول انه سبب نزول، و كما ذكرنا لم يصح خبر عند ابن جرير في ذلك.
- أما الكلبي فهو متروك الحديث متهم بالكذب، وقال علي بن الجنيد، والحاكم أبو أحمد، والدارقطني: متروك [تهذيب التهذيب (3/ 569، قال ابن عدي في كتاب الكامل في ضعفاء الرجال(حَدَّثَنَا جنيدي، حَدَّثَنا البُخارِيّ قَالَ مُحَمد بن السائب أَبُو النضر الكلبي الكوفي تركه يَحْيى بن سَعِيد، وابن مهدي قال علي، حَدَّثَنا يَحْيى عن سفيان قَال لي الكلبي قَال لي أَبُو صَالِح كل ما حدثتك فهو كذب).
و قال السيوطي: في الاتقان : وأوهى الطرق عن ابن عباس طريق الكلبي عن أبي صالح ،) .
- أما قول مقاتل فهو بدون إسناد، و روى ابن عدي في كتاب الكامل في الضعفاء قال : حَدَّثَنَا ابْن حَمَّاد قَالَ البُخارِيّ مقاتل بْن سُلَيْمَان خراساني منكر الحديث سكتوا عنه. [راجعي التعليق على قوله أعلاه]
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثَنا عَبَّاس، عَن يَحْيى، قَالَ مقاتل بْن سُلَيْمَان ليس حديثه بشَيْ.
- القول أنها لخطاب أهل قريش عن قال عنه ابن حجر كما ذكرنا أنه من منكرات جويبر ،السبب أن آل عمران مدنية، و ما ذُكر في الأثر كلن بمكة قبل الهجرة. العجاب من بيان الأسباب.
- الآيات التي تسبق هذه الآية كانت تتناول أهل الكتاب (اليهود و النصارى معًا)، و فيها خطاب عام كذلك.
خلاصة القول:
- و بالنظر لما سبق يظهر أنه و الله أعلم؛ أن الله أمر النبي صلى الله عليه و سلم أن يقول ذلك لوفد نصار نجران، كما اختار ابن جرير، و تحتمل الآية بعد ذلك اليهود و كل من ادعى محبة الله عز و جل ، فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
المراجع :
كتب التفسير( ابن جرير، ابن المنذر، ابن عطية، ابن كثير)
كتب الحديث( الكامل في ضعفاء الرجال، تهذيب التهذيب)
كتب أسباب النزول( أسباب النزول للواحدي، ابن حجر ؛ العجاب في بيان الأسباب)



التقويم: أ+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:25 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir