دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > الدعوة بالقرآن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 رجب 1436هـ/28-04-2015م, 07:06 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي رسالة تفسيرية في قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ ..

رسالة تفسيرية


تفسير قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172) إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173) } البقرة
أسباب النزول :
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ : قوله تعالى {فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه} [الآية: 173]
قال عبد بن حميد حدثنا يونس نا شيبان عن قتادة قال ذكر لنا أن نبي الله خرج في جيش فلبثوا ثلاثا لا يجدون طعاما فقالوا يا رسول الله ألا نفتصد قال بلى قال فافتصدوا ثم طبخوا حتى أدركوا الطعام قال وذكر لنا أن النبي بعث جيشا فلبثوا خمس عشرة ليلة ليس لهم طعام إلا خبط الإبل ثم وجدوا حمل البحر ميتا فأكلوا منه شهرا فلما رجعوا إلى رسول الله ذكروا ذلك له فقال هو رزق رزقكموه الله).
الناسخ والمنسوخ :
للعلماء قولان في هذه المسألة :
القول الأول :
أن السنة نسخت بعض الميتة وبعض الدم بقوله عليه الصلاة والسلام : "أحلت لنا ميتتان ودمان: السمك والجراد والكبد والطحال" ، وقال سبحانه: {وما أهل به لغير الله} ثم رخص للمضطر إذ كان غير باغ ولا عاد بقوله تعالى: {فلا إثم عليه} .
وهو قول ابن حزم الأندلسي وابن نصر المقري .
القول الثاني :
ليس في الآية نسخ ، وأن الله سبحانه استثنى من التحريم حال الضرورة ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أستثنى بالتخصيص ما ذُكر في الحديث ولا وجه للنسخ بحال .
وهو قول بن الجوزي رحمه الله .
وهو الراجح لأنه لا يُذهب للنسخ طالما يمكن الجمع بين الأدلة .
قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا}
قال الضحاك : آمنوا : صدقوا
قال ابن جرير : أي صدقوا الله ورسوله وأقروا لله بالعبودية وأذعنوا له بالطاعة .
قوله تعالى : {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}
قال ابن جرير : أطعموا من حلال الرزق الذي أحللناه لكم فطاب لكم بتحليلي إياه لكم .
عن قتادة : قال : كرامة أكرمكم الله بها فاشكروا الله على نعمته .
عن سعيد بن جبير : كلوا من طيبات : من الحلال .
وعن أبي أمية : فلم يوجد من الطيبات شيء أحل ولا أطيب من الولد وماله .
قال ابن عطية : الطيب : الحلال المستلذ .
فالآية تحض على الطعام من حلال الرزق الذي أحلله الله للناس مما كانوا يحرمونه ولم يكن يحرمه الله عليهم .
قوله تعالى : {وَاشْكُرُوا لِله}
قال الطبري : اثنوا على الله بما هو أهل منكم على النعم التي رزقها لكم .
روى أحمد ومسلم عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة ويشرب الشربة فيحمد الله عليها" .
قوله تعالى : {إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}
قال الطبري : إن كنتم منقادين لأمرنا سامعين مطيعين .
وقد أخرج مسلم وأحمد والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: {يا أيّها الرّسل كلوا من الطّيّبات واعملوا صالحًا إنّي بما تعملون عليمٌ}، وقال: {يا أيّها الّذين آمنوا كلوا من طيّبات ما رزقناكم} قال: وذكر الرّجل يطيل السّفر أشعث أغبر يمدّ يده إلى السّماء يا ربّ، يا ربّ ومطعمه حرامٌ، ومشربه حرامٌ، وملبسه حرامٌ، وغذّي بالحرام، فأنّى يستجاب لذلك».
وعن الحسن أنه قال لفرقد السنجي : يا أبا يعقوب بلغني أنك لا تأكل الفالوذج فقال : يا أبا سعيد أخاف ألا أؤدي شكره ، فقال : يا لكع ، وهل تؤدي شكر الماء البارد في الصيف ، والحار في الشتاء ، أما سمعت قوله تعالى {يا أيّها الّذين آمنوا كلوا من طيّبات ما رزقناكم} .
قال ابن كثير : أمر الله عباده المؤمنين بالأكل من طيبات ما رزقهم الله ، وأن يشكروه على ذلك إن كانوا عبيده ، والأكل من الحلال سبب لتقبل الدعاء والعباده ، كما أن الأكل من الحرام يمنع قبول الدعاء والعبادة .
قوله تعالى : { إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ}
قال الطبري : يقول تعالى : لا تحرّموا على أنفسكم ما لم أحرّمه عليكم أيّها المؤمنون باللّه وبرسوله من البحائر، والسّوائب، ونحو ذلك، بل كلوا ذلك فإنّي لم أحرّم عليكم غير الميتة والدّم ولحم الخنزير وما أهلّ به لغيري .
الميتة :
هي ما تموت من غير تذكية كالمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة أو ما عدا عليها السبع ، وأستثنى من ذلك ميتة البحر لقوله عليه الصلاة والسّلام في البحر: «هو الطّهور ماؤه الحلّ ميتته» وروى الشّافعيّ وأحمد وابن ماجه والدّارقطنيّ من حديث ابن عمر مرفوعًا: «أحلّ لنا ميتتان ودمان: السّمك والجراد، والكبد والطّحال»
الدم :
يُراد به الدم المسفوح ، أما ما خالط اللحم فغير محرم بالإجماع .
لحم الخنزير :
خُص ذكر اللحم من الخنزير ليدل على تحريم عينه ذُكي أم لم يذك ، وليعم الشحم والغضاريف وغير ذلك .
قوله تعالى : {وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ }
عن ابن عباس : ما ذبح لغير الله .
وعن قتادة : ما ذبح لغير الله مما لم يسم عليه .
قال الضحاك : ما أهل به للطواغيت .
قال الطبري : ما ذبح للألهة والأوثان يسمى عليه بغير اسمه أو قصد به غيره من الأصنام .
وقيل :{وما أهل به } لأنهم كانوا إذا أرادوا ذبح ما قربوه لألهتهم جهروا بذلك أصواتهم فجرى ذلك من أمرهم على ذلك حتى قيل لكل ذابح سمى أم لم يسم , جهر بالتسمية أو لم يجهر : مهل .
ومنها استهلال المطر : صوت وقوعه على الأرض ، واستهلال الصبي إذا صاح عند خروجه من بطن أمه .
قوله تعالى : {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ}
اختلف أهل التأويل على أقوال :
القول الأول :
{غير باغ} : غير خارج على الأمة بسيفه باغيا عليهم بغير حق {ولا عاد} ولا عاديا عليهم بحرب ظلم وعدوان .
وهو قول عن مجاهد ، وعن سالم عن سعيد .
القول الثاني :
غير باغ الحرام في أكله ولا معتد الذي أبيح له منه
وهو قول قتادة ، والحسن وعكرمة والربيع وابن زيد .
القول الثالث :
غير باغ في أكله شهوة ، ولا عاد فوق ما لا بد له منه
وذكر ذلك السدي .
وأولى الأقوال : من قال : {غير باغ} بأكله ما حرم عليه من أكله {ولا عاد} في أكله ، وله في ترك أكله بوجود غيره مما أحله الله له غنى ومندوحة .
وعن مسروق : من اضطر فلم يأكل ولم يشرب ثم مات دخل النار .
وقال ابن كثير : وهذا يقتضي أن أكل الميتة للمضطر عزيمة لا رخصة .
قوله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
عن سعيد بن جبير : غفور لما أحل من الحرام ، رحيم إذ أحل الحرام في الاضطرار .
فالله سبحانه غفور : إن أطعتم الله فاجتنبتم أكل ما حرم عليكم وتركتم اتباع الشيطان فيما كنتم تحرمونه في جاهليتكم طاعة منكم للشيطان قبل إسلامكم ، فصافح عنكم وتارك عقوبتكم عليه ، رحيم بكم إن أطعتموه.
المراجع :
- تفسير ابن جرير الطبري .
- ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي .
- إبراهيم بن السّريّ الزّجاج .
- عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي .
- إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي .
- تفسير السعدي
طريقة محاكاة الرسالة :
حاولت في هذه الرسالة محاكاة السعدي في تفسيره ، فذكرت أسباب النزول ، والناسخ والمنسوخ ، ثم قسمت الآية لجمل ، وفسرت كل جملة من حيث المعاني ، وأقوال السلف رحمهم الله ، وذكر الأدلة على الأحكام من الكتاب والسنة ، وأقوال أهل العلم ، ثم ذكر بعض الفوائد والإستنباطات من الآية .


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تفسيرية, رسالة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir