دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 محرم 1441هـ/24-09-2019م, 10:40 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

مجلس أداء التطبيق الثالث من تطبيقات مهارات التخريج

خرّج جميع الأقوال التالية ثمّ حرر المسائل التفسيرية المتعلقة بها:

1-قول زر بن حبيش: أخرجه عبد بن حميد والفراء وابن جرير الطبري (في تفسيره من طرق) كلهم من طريق عاصم عن زر بن حبيش
وقوله الظنين المتهم والضنين البخيل:
وهما قراءتان متواترتان قراءة بالظاء {ظنين }أي مظنون به والمعنى ليس بمتهم من الظنة والتهمة وهى قراءة ابن كثيرٍ، وأبو عمرٍو، والكسائيّ، وابن مسعودٍ، وابن عبّاسٍ، وزيد بن ثابتٍ، وابن عمر، وابن الزّبير، وعائشة، وعمر بن عبد العزيز، وابن جبيرٍ، وعروة بن الزّبير، ومسلم بن جندبٍ، ومجاهدٌ وغيرهم وهى قراءة ثابتة بالتواتر
وقراءة بالضاد {ضنين}من الضن وهو البخل وهى قراءة نافعٍ، وعاصمٍ، وابن عامرٍ، وحمزة، وعثمان بن عفّان، وابن عبّاسٍ، والحسن، وأبي رجاءٍ، والأعرج، وأبي جعفرٍ، وشيبة، وجماعةٍ وافرةٍ وهى قراءة متواترة أيضا وهى الموافقة لخط المصحف الإمام
وكل من هؤلاء يقرأ على حرفه لا ينكر من قرأ على الحرف الآخر وكيف ذاك وقد ثبتت تلك القراءتان عن النبي صلى الله عليه وسلم
، قال سفيان بن عيينة: (ظنينٌ) و(ضنينٌ) سواءٌ، أي: ما هو بكاذبٍ، وما هو بفاجرٍ، والظّنين: المتّهم، والضّنين: البخيل
-والمعنى في قراءة الظاء أي ليس بمتهم في تبليغ الوحى فلايكذب على الله تعالى
-وفي قراءة الضاد :يحتمل أحد معنيين الأول أي يضن بالشيء حتى يعطى عليه أجر كحلوان الكاهن وفي ضمنها نفي الكهانة عن النبي صلى الله عليه وسلم
الثانى :ضنين بمعنى كاتم (مجاز مرسل) بعلاقة اللزوم لأن الكتمان بخل بالأمر المعلوم
-والمعنى ليس ببخيل عما أعطاه الله من القرآن فإنه بلغه وعلمه وبينه ولم يضن به عليكم فكلا القراءتين معناه صحيح والذي لايكذب على الله تعالى فهو أمين والأمين يبلغ البلاغ التام كما أمر لايضن عما أمر به من البلاغ
-فلا ترجيح بين القراءتين بل نجمع بينهما لثبوتهما تواترا وأن معنى الآية يحتملهما قطعا.

الرد على من رجح إحدى القراءتين على الأخرى :

فمن قرأ {ظنين}احتج بحرف {على }أى لست بمتهم عليه كما تقول ما أنت على فلان بمتهم وهو مناسب لهذه القراءة دون الأخرى
وقيل ظنين بمعنى ضعيف أي لست ضعيف القوة عليه كما يقال للبئر قليلة الماء بئر ظنون والعرب تقول للرجل الضعيف ظنون وظنين من قولهم ناقة شروب وشريب ،كما ذكر الفراء وابن عطية
فلو كان {عن} أو {الباء} مكان {على }كان ملائما ل{ضنين} كما تقول ما هو بضنين بالغيب أو ما هو عن الغيب بضنين وقال ابن عاشور على بمعنى الباء أى ماهو بالغيب بضنين كقوله تعالى {حقيق على ألا أقول على الله إلا الحق} أى حقيق بي ووجه استعمال على مكان الباء في قراءة الضاد لتضمين معنى الحرص وهو شدة البخل،ووجه استعمال على في قراءة الظاء ظنيت للإستعلاء المجازى أى لست بمتهم في أمر الغيب

الدراسة والترجيح :
-رأى ابن جرير أن أولى القراءتين عنده بالصواب هى قراءة الضاد وعلة ذلك عنده اتفاق خطوط المصاحف على حرف الضاد وإن اختلفت قراءتهم به
-وقد أحسن ابن عاشور رحمه الله في تحرير المسألة وخلاصة ماذكره:
-أنه لايشترط موافقة القراءة لخط المصحف الإمام إذا ثبتت القراءة بالتواتر وإن تواتر القراءة مقدم على تواتر الخط إن كان للخط تواتر.
-تواتر القراءتين دليل أن الله أنزله بالوجهين وأراد كلا المعنيين
-أن ما اعتذر به أبو عبيدة عن اتفاق المصاحف على خط الضاد دون الظاء رغم تواتر قراءة الظاء لأجل شدة التشابه بينهما في الخط لا حاجة له وذلك أن كتابة المصاحف على حرف دون الآخر وجهه أنهم اعتمدوا على كتابة إحداهما ووكلوا الأخرى للقراءة لتواترها أيضا لا لإختلاف بينهم في الكتابة
وأقول: أن مارواه عبد بن حميد كما في الدر المنثور عن هشام بن عروة عن عائشة وقولها (أن الكتاب يخطئون في المصاحف) فإن هذا القول عنها رضي الله عنها لايصح


2-قول أبي العالية الرياحي في تفسير قول الله تعالى: {إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً لن تقبل توبتهم} قال: (قال: إنما هم هؤلاء النصارى واليهود الذين كفروا، ثم ازدادوا كفرًا بذنوب أصابوها، فهم يتوبون منها في كفرهم).
في الآية مسائل:
الأولى :المراد بالذين كفروا بعد إيمانهم
الثانية :معنى ازدادوا كفرا
الثالثة :علة عدم قبول توبتهم

المسألة الأولى :المراد بالذين كفروا بعد إيمانهم ،جاء فيها أقوال:
قول أبي العالية: إنما هم هؤلاء النصارى واليهود الذين كفروا، ثم ازدادوا كفرًا بذنوب أصابوها، فهم يتوبون منها في كفرهم)
-رواه ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن جرير من طرق عن داود بن أبي هند عن أبي العالية بألفاظ متقاربة وهو قول الحسن أيضا رواه ابن جرير من طريق عباد بن منصور
-أقوال أخرى في المراد بالذين كفروا بعد إيمانهم :
- هم اليهود الذين كفروا بعيسى والإنجيل ثم ازدادوا كفرا بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن، رواه ابن جريروابن أبي حاتم من طريق معمر عن قتادة ورواه عبد بن حميد كما في الدر المنثور وقال معمر :قال مثل ذلك عطاء الخراسانى
-نزلت في قوم ارتدوا بعد إسلامهم ثم أسلموا ثم ارتدوا فأرسلوا إلى قومهم يسألون لهم فذكروا لرسول الله فنزلت الآية ،رواه البزار من طريق عكرمة عن ابن عباس كما ذكر ابن كثير في تفسيره
ويبدو لى أن هذا هو معنى قول ابن جرير :الذين كفروا بعد إيمانهم بأنبيائهم وهو قول مجاهد

المسألة الثانية :معنى قوله {ثم ازدادوا كفرا}
ومعنى ازدادوا كفرا مبنى على المراد ب{الذين كفروا بعد إيمانهم}:
-فعلى القول بأن المراد بهم اليهود والنصارى الذين كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم بعد إيمانهم بأنبيائهم وازدادوا كفرا أى بما ارتكبوه من الذنوب والمعاصي حال كفرهم وهو قول أبي العالية
-وعلى القول بأن المراد بالذين كفروا اليهود كفروا بعيسى بعد إيمانهم بنبيهم ثم ازدادوا كفرا بمحمد صلى الله عليه وسلم وهو قول قتادة وعطاء الخراسانى
-وأما القول بأنهم قوم ارتدوا بعد إسلامهم فيكون معنى ازديادهم الكفر أى تموا على كفرهم وماتوا عليه فتلك زيادة كفرهم و هو قول مجاهد

المسألة الثالثة : علة عدم قبول توبتهم
-أي هؤلاء اليهود والنصارى الذين كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم بعد إيمانهم بأنبيائهم لن تقبل توبتهم من الذنوب وهم على حال الكفر والضلالة ولذا قال تعالى بعدها {وأولئك هم الضالون} وهو قول أبي العالية
-وقيل لن تقبل توبتهم إذا حضرهم الموت وهو قول الحسن والسدى
-وأما على القول بأنهم الذين ارتدوا بعد إسلامهم ثم أسلموا ثم ارتدوا فالمراد عدم قبول توبتهم الأولى ولاتنفعهم لكفرهم الآخر وموتهم عليه وهو معنى قول مجاهد وصرح به ابن جريج

الدراسة والترجيح:

-أما القول الأول بأنهم اليهود والنصارى الذين آمنوا بأنبيائهم وكفروا بمحمد أو على القول بأنهم اليهود الذين كفروا بعيسى ثم كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم فإن توبتهم من الذنوب حال قيامهم على الكفر لا تقبل لأن الله يتقبل من المؤمنين ويغفر الذنوب جميعا وأعظمها الشرك فليس المقصود بنفي قبول التوبة التوبة من الشرك إلى الإيمان وإنما التوبة من بعض الذنوب وترك التوبة من أصل الذنوب وهو الشرك وهذا القول هو الذي رجحه ابن جرير وانتصر له
وأما من فسر عدم قبول التوبة بأن قيدها بحال الإحتضار فقال لاتقبل توبتهم عند حضور الموت فإن له وجهه وذلك أن الله تعالى يقول {وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إنى تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار }
واعترض ابن جرير على هذا القول وذلك أن التائب من الذنب وإن كان كفرا يقبل منه ولو كان حال الموت مالم يغرغر وتحشرج نفسه وهو مروى عن السلف منهم ابن عمر وابن زيد وغيرهما كما روى ابن جرير في تفسيره

-وأما القول بأنهم قوم آمنوا بأنبيائهم ثم كفروا بعد إيمانهم وهذا هو معنى الردة فالمراد بعدم قبول التوبة منهم أي إيمانهم الأول قبل كفرهم فإنه لن ينفعهم ولاتقبل التوبة بعد الموت كما قال تعالى {إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به} وقد اعترض ابن جرير على هذا القول وعلل ذلك بأن ظاهر الآية ليس فيه مايدل على توبتهم من كفر كان بعد إيمان ثم عودة إلى كفر مرة أخرى وإنما ظاهر الآية أنهم كفروا بعد إيمانهم
ولكن وجه ابن عطية هذا القول بل رآه وعلة ذلك عنده أنهم المعنيون بالذكر في الآية السابقة بقوله تعالى {كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق }فهؤلاء الذين ارتدوا بعد إيمانهم وإقرارهم بالنبوة وشهدوا على ذلك لن تقبل توبتهم أي لأنهم يكوتون على الكفر وقد علم الله منهم ذلك فصاروا في حيز من لاتقبل توبته ولذا ذكر بعدها حكما عاما في حال من يموت على الكفر هكذا قال
ولكن أرى أن هذا الوجه فيه تكلف نوعا ما فقول الله تعالى {لن تقبل توبتهم }أي إذا تابوا وهم لم يفعلوا إذ ماتوا على ذلك والأصل حمل معانى القرآن على ظاهراللفظ مالم تصرفه قرينة
والذي يظهر والله أعلم أن ألفاظ الآية الكريمة تحتمل جميع هذه المعانى كلها فيجوز أن يكونوا الذين كفروا من أهل الكتاب أو المرتدين بعد إسلامهم وأن التوبة لاتقبل من الذنوب حال القيام على الشرك ولاتقبل حال الاحتضار عند الحشرجة والغرغرة ولذا استثنى الله تعالى بعدها فقال {إلا الذين تابوا من بعد ذلك }أى من بعد الشرك والكفر أو الردة والله أعلم بمراده

3-قول سعيد بن جبير في الصاحب بالجنب قال: (الرفيق في السفر)
رواه عبد الرزاق وابن جرير من طرق عن أبي بكير عن سعيد بن جبير ورواه سفيان الثورى من طريق مورق أو مرزوق عنه
وقد لاحظت قول ابن أبي حاتم عن أبي بكير قال يعنى مرزوقا فلعله هو فيكون رواية الثورى من طريق أبي بكير عنه
ويكون التخريج على هذا:
رواه عبد الرزاق وابن جرير من طرق والثورى كلهم من طريق أبي بكير عنه :الرفيق في السفر
وروى ابن جرير من طرق وابن أبي حاتم عن أبي بكير عنه أيضا :{الرفيق الصالح}
وروي هذا القول (الرفيق في السفر) أيضا عن ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي والضحاك وغيرهم

الأقوال الأخرى في المراد ب{الصاحب بالجنب}:
-امرأة الرجل التى تكون معه إلى جنبه،وقال به عبد الله وعلي وعبد الرحمن بن أبي ليلى وإبراهيم
-وقيل هو الذي يصحبك ويلزمك رجاء نفعك ،قال به ابن عباس وابن زيد
. وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم كما في الدر المنثور : {والصاحب بالجنب} قال: هو جليسك في الحضر ورفيقك في السفر وامرأتك التي تضاجعك
وهذا القول لزيد بن أسلم قول جامع لكل ماسبق من الأقوال إذ كل منها يحتمل دخوله في معنى الآية ولاتناقض بينها لأنّ كلّهم بجنب الّذي هو معه وقريبٌ منه، وقد أوصى اللّه تعالى بالإحسان إلى جميعهم لوجوب حقّ الصّاحب على المصحوب.
ومعنى بالجنب أي إلى جنب صاحبه ففيها المرافقة والمصاحبة والملازمة وقد أخرج البخاري في الأدب المفرد وغيره عن ابن عمرو عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: خير الأصحاب عند الله خير هم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره

4.قول سعيد بن المسيّب في قول الله تعالى: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} قال: (إنما ذاك في الصلاة)
. قول سعيد بن المسيب أخرجه بن جرير في تفسيره من طريق مجاهد عنه
اتهم ابن جريج بالتدليس مع كونه ثقة واختلف الأئمة في حكم عنعنته بين راد لعنعنته مطلقا مالم يصرح بالتحديث وبين القبول للعنعنة مالم توجد قرينة
والرواية التى أوردها ابن جرير بإسناد معلق، ومعنى المتن صحيح ومروى عن أكثر من واحد من السلف لكن في ثبوته عن ابن المسيب نظر
وقال بهذا القول أنها الصلاة المكتوبة أو الصلوات الخمس : ابن عمر وابن عباس ومجاهد والحسن وإبراهيم و عامر الشعبي والضحاك وعبد الرحمن بن أـبي عمرة
-قيل صلاة الصبح وصلاة العصر وهو قول قتادة ،وهذا القول يدخل تحت القول الأول
الأقوال الاخرى في المراد بالدعاء الذي كان يدعونه هؤلاء بالغداة والعشي:
-أن المراد بالدعاء غداة وعشيا ذكر الله تعالى وهو قول إبراهيم ومنصور
-وقيل دعاؤهم تعلمهم القرآن وقراءته:وهو قول أبي جعفر
-وقيل دعاؤهم عبادتهم ربهم وهو قول الضحاك واستشهد بقوله تعالى {لاجرم أنما تدعوننى إليه }يعنى تعبدونه
الدراسة والترجيح :
ورد في المحرر في أسباب النزول : أخرج مسلم والنسائي وابن ماجه عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ستة نفر فقال المشركون للنبي - صلى الله عليه وسلم - اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا، قال: وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال ورجلان لست أسميهما، فوقع في نفس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما شاء الله أن يقع. فحدث نفسه. فأنزل الله - عز وجل -: (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه)
وهذا أصح ماورد في سبب نزول الآية الكريمة لصحة الإسناد وموافقة لفظه نص الآية الكريمة وتصريحه بالنزول مع احتجاج المفسرين به مع عدم المعارض الراجح
وأما الوصف الذي جاء لهؤلاء الضعفاء من المؤمنين بقوله {يدعون ربهم بالغداة والعشي}وجاء في تأويل دعائهم ربهم عدة تأويلات منها أنهم الذين يشهدون الصلوات المكتوبة في جماعة أو الذين يصلون صلاتى الغداة والصبح وهى الصلاة المفروضة بمكة أول الأمر ركعتان من أول النهار وركعتان من آخره وتأوله آخرون بأن الدعاء هو الذكر ومعلوم أن الذكر داخل في الدعاء خاصة إذا قيد بوقتى الغداة والعشي وقيل بل هو تعلمهم القرآن وقراءته وهو أفضل الذكر وأجل العبادات ومنهم من تأوله بأنه العبادة على وجه العموم
وكل ذلك صحيح داخل في لفظ الآية الكريمة محتمل لها ولاتعارض فهم القوم الذين يعبدون ربهم على مدار اليوم والليلة بأداء الفرائض التى من أعظمها الصلاة ويذكرون ربهم بالغداة والعشي ويقرؤون القرآن ولهذا أمر النبي بملازمتهم وعدم الإنفكاك عن صحبتهم وترك مجالستهم

5-قول إبراهيم النخعي في تفسير المراد بسوء الحساب: ( هو أن يحاسب الرجل بذنبه كله، لا يغفر له منه شيء).
قول إبراهيم :رواه ابن جرير في تفسيره من طريق فرقد السبخى بهذا اللفظ ،ورواه سعيد بن منصور من طريق رجل لم يسمه-لعله فرقد- بلفظ {أن يأخذ عبده بالحق} و أخرجه سعيد بن منصور وأبو الشيخ عن فرقد السبخى كما في الدر المنثور
وروى نحو هذا القول عن شهر بن حوشب والحسن ومعناه استقصاء الحساب على المحاسب فلا يعفى له عن شىء منه وهذا هو أشد الحساب وهو حساب الكفار
أقوال أخرى في معنى سوء الحساب :
-وقيل هو مناقشة الأعمال : وهو قول أبي الجوزاء كما في الدر المنثور ، ونسب مكى بن أبي طالب هذا القول لابن عباس بدون إسناد
ومعنى المناقشة : يناقشون على النقير والقطمير كما ذكر ابن كثير
ودليل هذا القول حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {من نوقش الحساب عذب}
-وقيل :التوبيخ والتقريع عند الحساب ،ذكره ابن الجوزى وهذا القول يدخل تحت القول السابق فإن من يناقش أعماله السيئة فإنه يوبخ ويقرع عليها
الدراسة والترجيح:
-القول الأول في معنى سوء الحساب وهو أن يؤخذ العبد بذنبه كله فلا يغفر له منه شىء وإن كانت له حسنات أحبطت بسيئاته وهذا أشد الحساب و لايكون إلا للكفار الذين لايقبل الله تعالى منهم صرفا ولاعدلا فكفرهم أحبط أعمالهم ؛ فوصف السوء للحساب مرتبط بما يحيط بالحساب من الإهانة والتقريع ومن بعد ذلك العذاب
-وأما القول بأن سوء الحساب هو مناقشة الأعمال :فهى مناقشة من توزن حسناته وسيئاته
فمن استدل على هذا القول بحديث {من نوقش الحساب عذب} فهم منه أنه في حق صنف من أصناف المسلمين الذين يعذبون بذنوبهم ويؤاخذون عليها
أما سياق الآية الكريمة فإنها تتحدث عن من لم يستجيبوا لربهم وأنهم لو افتدوا من عذاب الله بملء الأرض لايقبل منهم ولهم سوء الحساب ومرجعهم الأخير إلى جهنم وهؤلاء هم الكفار فسياق الآية فيهم ويكون القول بأن سوء الحساب المناقشة فداخل فيه أيضا والله أعلم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26 محرم 1441هـ/25-09-2019م, 12:57 AM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

خرّج جميع الأقوال التالية ثمّ حرر المسائل التفسيرية المتعلقة بها:

1: قول زر بن حبيش: ( الظنين المتّهم، وقي قراءتكم {بضنين} والضنين البخيل).
قوله تعالى :( بظنين). لها قراءتان عند القراء ..
القول الأول : بقراءة (بظنين ) بالظاد وهو المتهم ،قراءة أهل مكة والبصرة والكسائي بالظاء ، وقراءة ابن عباس ، قولاً عن ابن عباس وعن عاصم بن زر ، وقولاًعن سعيد بن جبير ، وإبراهيم
قول ابن عباس : رواه الطبري عن طريق جُوَيْبِرٍ، عن الضحَّاكِ، عن ابنِ عبَّاسٍ، أنَّهُ قَرَأَ: (بِظَنِينٍ) قالَ: ليْسَ بِمُتَّهَمٍ.
قول عاصم بن زر : رواه ابن جرير ثَنَا سُفيانُ، عنْ عاصِمٍ، عنْ زِرٍّ: (وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ)، قالَ: الظَّنِينُ المُتَّهَمُ.
وأخرجه ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرانُ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ عاصِمٍ، عنْ زِرٍّ:
قول سعيد بن جبير :
رواه ابن جرير الطبري قولاً عن شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي الْمُعَلَّى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ:
قول ابراهيم : رواه ابن جرير الطبري قولاً عن خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: ثنا الْمُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ.
القول الثاني : قراءة قرّاء المدينة والكوفة ( بِضَنِينٍ ) بالضاد وقراءة ابن عباس وابن مسعود ، أي ببخيل وهو قول مجاهد
تفسير مجاهد أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} [التكوير: 24] يَعْنِي بِبَخِيلٍ، يَقُولُ: «لَا يَضِنُّ عَلَيْكُمْ بِمَا يَعْلَمُ»
القول الثالث : بضعيف سماعاً عن الضحاك بانه قال :تأول أهل العربية قول بضعيف.
رواه ابن جرير الطبري قال حدثت عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: ثنا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ …
التوجيه :
قال القرطبي وقيل : بظنين : بضعيف . حكاه الفراء والمبرد ; يقال : رجل ظنين : أي ضعيف . وبئر ظنون : إذا كانت قليلة الماء ; قال الأعشى :
ما جعل الجد الظنون الذي جنب صوب اللجب الماطر..
الدراسة. :
من المفسرين من رجح القراءة بالظاء بقوله (بظنين ) ، ومنهم من رجحها بالضاد ، وكلا القراءتين لها معنى صحيح ومناسب لهذا المقام .
قال الالوسي : ورجحت هذه القراءة ، لأنها أنسب بالمقام ، لاتهام الكفرة له صلى الله عليه وسلم بذلك ، ونفى التهمة ، أولى من نفى البخل
فالراجح : هو قول ظنين وضنين سواء ، لاتعارض بينهما، وكلاهما متواتر تعطي معنى ومدلول صحيح ، فلا رسولنا الكريم بمتهم بما يخبرهم عن الأنباء ، ولاهو ببخيل بتعليمهم بما ينفعهم في دينهم ودنياهم. .
قال سفيان بن عيينة : ظنين وضنين سواء أي ما هو بكاذب وما هو بفاجر والظنين المتهم والضنين : البخيل .
قال القرطبي : واختاره أبو عبيد ; لأنهم لم يبخلوه ولكن كذبوه ; ولأن الأكثر من كلام العرب : ما هو بكذا ، ولا يقولون : ما هو على كذا ، إنما يقولون : ما أنت على هذا بمتهم .
قال ابن جرير الطبري : وَأَوْلَى القراءَتَيْنِ في ذلكَ عندِي بالصَّوابِ: ما عليهِ خُطُوطُ مصاحِفِ المُسْلِمِينَ مُتَّفِقَةً، وإِن اخْتَلَفَتْ قِرَاءَتُهم بهِ، وذلكَ {بِضَنِينٍ} بالضادِ؛ لأنَّ ذلكَ كلَّهُ كذلكَ في خُطُوطِهَا.
وقال : فإذا كانَ ذلكَ كذلكَ، فَأَوْلَى التأويلَيْنِ بالصوَابِ في ذلكَ تأويلُ مَنْ تأوَّلَهُ: وما مُحَمَّدٌ على ما عَلَّمَهُ اللَّهُ مِنْ وَحْيِهِ وتَنْزِيلِهِ بِبَخِيلٍ بتَعْلِيمَكُمُوهُ أيُّها الناسُ، بلْ هوَ حريصٌ على أنْ تُؤْمِنُوا بهِ وتَتَعَلَّمُوهُ).

2: قول أبي العالية الرياحي في تفسير قول الله تعالى: {إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً لن تقبل توبتهم} قال: (قال: إنما هم هؤلاء النصارى واليهود الذين كفروا، ثم ازدادوا كفرًا بذنوب أصابوها، فهم يتوبون منها في كفرهم).
اختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك فمنهم من قال :
القول الأول : من كفر ببعض الأنبياء قبل مبعث محمد ، ثم ازداد كفراً بعد بعثه صلى الله عليه وسلم ، وهو قول الحسن وقتادة
قول الحسن : رواه الطبري حدّثني محمّد بن سنانٍ، قال: حدّثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، قال: حدّثنا عبّاد بن منصورٍ، عن الحسن،
قول قتادة : روى الطبري من طرق عن قتادة حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد ، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة ....، ورواية أخرى عن عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة ...
القول الثاني : الذين كفروا من أهل الكتاب بمحمد بعد إيمانهم بأنبيائهم وازدادوا ذنوباً مع كفرهم ، قول أبي العالية
قول أبي العالية : رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طرق عن داود، قال: سألت أبا العالية...
القول الثالث : أنّ الّذين كفروا بعد إيمانهم بأنبيائهم، وازدادوا عليه وهم مقيمون حتى هلكوا ، فلن ينفعهم توبتهم الأولى ولاإيمانهم الأول. قاله مجاهد
قول مجاهد : رواه ابن جرير الطبري حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهد ....
القول الرابع : ازدادوا كفرا فماتوا كفار فلن تقبل لهم توبة ، قاله السدي
قول السدي : رواه ابن جرير وابن أبي حاتم قال : حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ …
الدراسة والترجيح :
جميع هذه الأقوال صحيحة ، وسياق الآيات تبين التوبة وبعض أصناف الناس فيها ، ولعل أقربها للسياق هو من قال :هم قوموا ارتدوا عن الإسلام ودخلوا في الكفر ، ولم يحققوا التوبة وظلوا مقيمون الكفر حتى اداركهم الموت فلن تقبل لهم توبة ..
قال أبو العالية: هؤلاء قوم أظهروا التوبة ولم يحققوا.
قال أبو جعفرٍ: وأولى هذه الأقوال بالصّواب في تأويل هذه الآية قول من قال: عنى بها اليهود، وأن يكون تأويله أنّ الّذين كفروا من اليهود بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم عند مبعثه بعد إيمانهم به قبل مبعثه، ثمّ ازدادوا كفرًا بما أصابوا من الذّنوب في كفرهم ومقامهم على ضلالتهم، لن تقبل توبتهم من ذنوبهم الّتي أصابوها في كفرهم، حتّى يتوبوا من كفرهم بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، ويراجعوا التّوبة منه بتصديق ما جاء به من عند اللّه.

3: قول سعيد بن جبير في الصاحب بالجنب قال: (الرفيق في السفر).
اختلف أهل التّأويل في المعنيّ بذلك فقالوا :
القول الأول : الرفيق بالسفر. قول ابن عباس وسعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة وقتادة والسدي والضحاك وزيد بن أسلم.
قول ابن عباس : أخرجه ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب قولاً عن معاوية، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ …
قول سعيد ابن جبير : رواه عبدالرزاق وابن جرير قولاً عن سفيان، عن أبي بكيرٍ قال: سمعت سعيد بن جبيرٍ …
ورواه أبو حذيفة من طريق سفيان [الثوري] عن مورقٍ أو مرزوقٍ مولى الشّعبيّ عن سعيد بن جبيرٍ …
قول مجاهد : رواه عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة وابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ …
ورواه ابن أبي حاتم قولاً عن عقبة، عن إسرائيل، عن جابرٍ، عن مجاهدٍ وعكرمة ....
قول قتادة : رواه ابن جرير وابن أبي حاتم قولاً عن يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة…
قول السدي : رواه ابن جرير قولاً عن أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ ………
قول الضحاك : رواه ابن جرير قولاً عن هشيمٌ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك …
قول زيد بن أسلم : أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن إبراهيم بن حمزة، ثنا حاتم بن أبي عجلان، عن زيد ابن أسلم …
القول الثاني : امرأة الرّجل الّتي تكون معه إلى جنبه. قول علي وعبدالله وابن عباس وابراهيم
قول علي وعبدالله : رواه ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو حذيفة قولاً عن سفيان، عن جابرٍ، عن عامرٍ أو القاسم، عن عليٍّ، وعبد الله …
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن علي ...
وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن جرير، وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن مسعود مثله ...
قول ابن عباس : رواه ابن جرير قولاً عن محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ …
قول ابراهيم : رواه ابن جرير وعبدالرزاق من طرق عن أبي الهيثم، عن إبراهيم ..، وفي سنن سعيد بن منصور عن طريق عبد اللّه بن المبارك، عن محمّد بن سوقة، عن إبراهيم -
القول الثالث : الّذي يلزمك ويصحبك رجاء نفعك. قول ابن عباس وابن زيد
قول ابن عباس : رواه ابن جرير قولاً عن الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ …
قول ابن زيد : رواه ابن جرير قولاً عن يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ…
الدراسة والترجيح :
تأويل هذه الآية بالمعنى اللغوي هي تخص كل من جانب شخص ولازمه ، فيدخل فيها صاحب السفر والمرأة وكل من لازم شخص رجاء نفع ومصلحة ، فجميعهم من أوصى بهم الله سبحانه وحث على ملازمتهم لحق الصاحب على المصحوب.
قال الأخفش في معاني القرآن : ( الصّاحب بالجنب} فمعناه: "هو الذي بجنبك"، كما تقول "فلان بجنبي" و"إلى جنبي").
والراجح أن جميع هذه المعاني تحتمل هذا المعنى ، وهم معنيون به .
قال ابن جرير : الصّاحب بالجنب محتملا جميع هذه المعاني ، فكلّ من جنب رجلاً يصحبه في سفرٍ أو نكاحٍ أو انقطاعٍ إليه واتّصالٍ به، ولم يكن اللّه جلّ ثناؤه خصّ بعضهم ممّا احتمله ظاهر التّنزيل؛ فالصّواب أن يقال: جميعهم معنيّون بذلك، وبكلّهم قد أوصى اللّه بالإحسان إليه).
4: قول سعيد بن المسيّب في قول الله تعالى: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} قال: (إنما ذاك في الصلاة).
اختلف أهل التّأويل في هذا الدعاء :
القول الأول : الصلوات الخمس . قول ابن عباس وابراهيم ومجاهد والضحاك وقتادة وعبدالله بن عمر وعبدالرحمن بن أبي عمرة وعامر
قول ابن عباس : رواه ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم قولاً عن معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ …
قول إبراهيم : رواه ابن جرير قولاً عن الحجّاج بن المنهال، قال: حدّثنا حمّادٌ، عن أبي حمزة، عن إبراهيم … ، ورواية أخرى عن هنّاد بن السّريّ، وابن وكيعٍ، قالا: حدّثنا ابن فضيلٍ، عن الأعمش، عن إبراهيم …
قول مجاهد : رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من عدة طرق عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ …
قول الضحاك : رواه ابن جرير قال : حدّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، قال: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك ….
قول قتادة : رواه ابن جرير قولاً عن بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة …
قول عبدالله بن عمر : رواه ابن جرير قولاً عن محمّد بن عجلان، عن نافعٍ، عن عبد اللّه بن عمر…
قول عبدالرحمن بن أبي عمرة : رواه ابن جرير فقال :حدّثنا وكيعٌ، عن أبيه، عن منصورٍ، عن عبد الرّحمن بن أبي عمرة…
قول عامر : رواه ابن جرير قولاً عن إسرائيل، عن جابرٍ، عن عامرٍ ..
القول الثاني : أهل الذكر. . قول إبراهيم
قول إبراهيم : رواه ابن أبي شيبة ،وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طرق عن منصورٍ، عن إبراهيم …
القول الثالث : بل كان ذلك تعلّمهم القرآن وقراءته.قول أبي جعفر
قول أبي جعفر : رواه ابن جريروابن أبي حاتم قولاً عن إسرائيل، عن جابرٍ، عن أبي جعفرٍ …
القول الرابع : بدعائهم ربّهم عبادتهم إيّاه. قول الضحاك
قول الضحاك : رواه ابن جرير قولاً عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، قال: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك …
الدراسة والترجيح :
الأقوال جميعها لاتعارض بينها ،فجميع ماذكر تصدق عليه معنى هذه الآية ، فقد جاء لفظ الدعاء في مواطن عديدة، يكون المعنى فيه حسب سياق الآية ..
وأساس هذه الأمور جميعها لايكون إلا بتوحيد الله وإفراده بالعبادة.
و خصا البكرة والعشي بذلك لأنه الغالب فيهما الشغل عند الناس ، ويغلب في هذا الوقتين الدعاء والذكر ...

5: قول إبراهيم النخعي في تفسير المراد بسوء الحساب: ( هو أن يحاسب الرجل بذنبه كله، لا يغفر له منه شيء).
رواه عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ عن عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد بن سلمة، عن فرقد عن إبراهيم ………
ورواه الطبري قولاً عن عفّان، قال: حدّثنا حمّادٌ، عن فرقدٍ، عن إبراهيم…
وفي رواية أخرى عن ابن جرير عن ابن سنانٍ القزّاز، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، عن الحجّاج، عن فرقدٍ، قال: قال لي إبراهيم ………
وقيل : المناقشة بالأعمال ، رواه عبدالرزاق وابن جرير الطبري عن جعفر بن سليمان عن عمرو بن مالك قال سمعت أبا الجوزاء …
وقيل التوبيخ والتقريع : كما ذكره ابن الجوزي وهي تدخل في المناقشة .
الدراسة والترجيح :
سياق هذه الآية للذين لم يستجيبوا لله والرسول ، فلم تنفعهم اعمالهم ، وعرضوا على الحساب ونوقشوا فيه ..
فسوء الحساب يكون بالمناقشة واستيفاء العبد لكل حقوقه؛ فالله سبحانه منزه عن الظلم ، فمن نوقش الحساب لقي العذاب ، ولعل من استدل بحديث ( من نوقش الحساب عذب} ، فهو يخص صنف من خلطوا عمل صالح وعمل سيء وهو مؤمن ، فهم يعذبون حسب ذنبهم ، حتى يلقوا الله سبحانه ماعليهم من ذنب.
فالكافر يناقش ويعذب على كل صغيرة وكبيرة ، ولن تنفعه أعماله الحسنة ، طالما مات على الكفر ..فمن نوقش ناله التوبيخ والتقريع ، وعذب على حسب عمله ولايظلم فتيلا.
قال ابن كثير:يناقشون على النقير والقطمير ...
فالراجح أنه لاتعارض بين هذه الأقوال ،فهي مكملة لبعض ، ودلالة اللفظ تشير لهذا المعنى . والله اعلم.
اعتذر عن عدم التنسيق لضيق الوقت ، وكذلك لتخريجي جميع الأقوال باجتهاد مني ، لم ألحظ انه غير مطلوب إلا نهاية التطبيق ، ولعله يستفاد منه بحول الله بعد التصحيح .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1441هـ/25-01-2020م, 12:00 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل يوسف مشاهدة المشاركة
مجلس أداء التطبيق الثالث من تطبيقات مهارات التخريج

خرّج جميع الأقوال التالية ثمّ حرر المسائل التفسيرية المتعلقة بها:

1-قول زر بن حبيش: أخرجه عبد بن حميد والفراء وابن جرير الطبري (في تفسيره من طرق) كلهم من طريق عاصم عن زر بن حبيش [تفسير عبد بن حميد مفقود فأين اطلعت على إسناده؟ إن كان نقلا عن مصدر بديل فنذكره، مثلا وأخرجه عبد بن حميد كما في الدر المنثور للسيوطي]
وقوله الظنين المتهم والضنين البخيل:
وهما قراءتان متواترتان قراءة بالظاء {ظنين }أي مظنون به والمعنى ليس بمتهم من الظنة والتهمة وهى قراءة ابن كثيرٍ، وأبو عمرٍو، والكسائيّ، وابن مسعودٍ، وابن عبّاسٍ، وزيد بن ثابتٍ، وابن عمر، وابن الزّبير، وعائشة، وعمر بن عبد العزيز، وابن جبيرٍ، وعروة بن الزّبير، ومسلم بن جندبٍ، ومجاهدٌ وغيرهم وهى قراءة ثابتة بالتواتر [المصدر؟، القراءات يحسن تخريجها من كتب القراءات]
وقراءة بالضاد {ضنين}من الضن وهو البخل وهى قراءة نافعٍ، وعاصمٍ، وابن عامرٍ، وحمزة، وعثمان بن عفّان، وابن عبّاسٍ، والحسن، وأبي رجاءٍ، والأعرج، وأبي جعفرٍ، وشيبة، وجماعةٍ وافرةٍ وهى قراءة متواترة أيضا وهى الموافقة لخط المصحف الإمام
وكل من هؤلاء يقرأ على حرفه لا ينكر من قرأ على الحرف الآخر وكيف ذاك وقد ثبتت تلك القراءتان عن النبي صلى الله عليه وسلم
، قال سفيان بن عيينة: (ظنينٌ) و(ضنينٌ) سواءٌ، أي: ما هو بكاذبٍ، وما هو بفاجرٍ، والظّنين: المتّهم، والضّنين: البخيل
-والمعنى في قراءة الظاء أي ليس بمتهم في تبليغ الوحى فلايكذب على الله تعالى
-وفي قراءة الضاد :يحتمل أحد معنيين الأول أي يضن بالشيء حتى يعطى عليه أجر كحلوان الكاهن وفي ضمنها نفي الكهانة عن النبي صلى الله عليه وسلم
الثانى :ضنين بمعنى كاتم (مجاز مرسل) بعلاقة اللزوم لأن الكتمان بخل بالأمر المعلوم
-والمعنى ليس ببخيل عما أعطاه الله من القرآن فإنه بلغه وعلمه وبينه ولم يضن به عليكم فكلا القراءتين معناه صحيح والذي لايكذب على الله تعالى فهو أمين والأمين يبلغ البلاغ التام كما أمر لايضن عما أمر به من البلاغ
-فلا ترجيح بين القراءتين بل نجمع بينهما لثبوتهما تواترا وأن معنى الآية يحتملهما قطعا.

الرد على من رجح إحدى القراءتين على الأخرى :

فمن قرأ {ظنين}احتج بحرف {على }أى لست بمتهم عليه كما تقول ما أنت على فلان بمتهم وهو مناسب لهذه القراءة دون الأخرى
وقيل ظنين بمعنى ضعيف أي لست ضعيف القوة عليه كما يقال للبئر قليلة الماء بئر ظنون والعرب تقول للرجل الضعيف ظنون وظنين من قولهم ناقة شروب وشريب ،كما ذكر الفراء وابن عطية
فلو كان {عن} أو {الباء} مكان {على }كان ملائما ل{ضنين} كما تقول ما هو بضنين بالغيب أو ما هو عن الغيب بضنين وقال ابن عاشور على بمعنى الباء أى ماهو بالغيب بضنين كقوله تعالى {حقيق على ألا أقول على الله إلا الحق} أى حقيق بي ووجه استعمال على مكان الباء في قراءة الضاد لتضمين معنى الحرص وهو شدة البخل،ووجه استعمال على في قراءة الظاء ظنيت للإستعلاء المجازى أى لست بمتهم في أمر الغيب

الدراسة والترجيح :
-رأى ابن جرير أن أولى القراءتين عنده بالصواب هى قراءة الضاد وعلة ذلك عنده اتفاق خطوط المصاحف على حرف الضاد وإن اختلفت قراءتهم به
-وقد أحسن ابن عاشور رحمه الله في تحرير المسألة وخلاصة ماذكره:
-أنه لايشترط موافقة القراءة لخط المصحف الإمام إذا ثبتت القراءة بالتواتر وإن تواتر القراءة مقدم على تواتر الخط إن كان للخط تواتر.
-تواتر القراءتين دليل أن الله أنزله بالوجهين وأراد كلا المعنيين
-أن ما اعتذر به أبو عبيدة عن اتفاق المصاحف على خط الضاد دون الظاء رغم تواتر قراءة الظاء لأجل شدة التشابه بينهما في الخط لا حاجة له وذلك أن كتابة المصاحف على حرف دون الآخر وجهه أنهم اعتمدوا على كتابة إحداهما ووكلوا الأخرى للقراءة لتواترها أيضا لا لإختلاف بينهم في الكتابة
وأقول: أن مارواه عبد بن حميد كما في الدر المنثور عن هشام بن عروة عن عائشة وقولها (أن الكتاب يخطئون في المصاحف) فإن هذا القول عنها رضي الله عنها لايصح
[أحسنت، بارك الله فيك، والأولى في تحرير المسألة، عرض كل قراءة، ثم بيان معنى كل قراءة، ثم بيان وجه الجمع بينهما، ومعنى الآية بالجمع بين القراءتين والرد على من رجح إحداهما على الأخرى]

2-قول أبي العالية الرياحي في تفسير قول الله تعالى: {إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً لن تقبل توبتهم} قال: (قال: إنما هم هؤلاء النصارى واليهود الذين كفروا، ثم ازدادوا كفرًا بذنوب أصابوها، فهم يتوبون منها في كفرهم).
في الآية مسائل:
الأولى :المراد بالذين كفروا بعد إيمانهم
الثانية :معنى ازدادوا كفرا
الثالثة :علة عدم قبول توبتهم

المسألة الأولى :المراد بالذين كفروا بعد إيمانهم ،جاء فيها أقوال:
قول أبي العالية: إنما هم هؤلاء النصارى واليهود الذين كفروا، ثم ازدادوا كفرًا بذنوب أصابوها، فهم يتوبون منها في كفرهم)
-رواه ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن جرير من طرق عن داود بن أبي هند عن أبي العالية بألفاظ متقاربة وهو قول الحسن أيضا رواه ابن جرير من طريق عباد بن منصور
-أقوال أخرى في المراد بالذين كفروا بعد إيمانهم :
- هم اليهود الذين كفروا بعيسى والإنجيل ثم ازدادوا كفرا بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن، رواه ابن جريروابن أبي حاتم من طريق معمر عن قتادة ورواه عبد بن حميد كما في الدر المنثور وقال معمر :قال مثل ذلك عطاء الخراسانى
-نزلت في قوم ارتدوا بعد إسلامهم ثم أسلموا ثم ارتدوا فأرسلوا إلى قومهم يسألون لهم فذكروا لرسول الله فنزلت الآية ،رواه البزار من طريق عكرمة عن ابن عباس كما ذكر ابن كثير في تفسيره
ويبدو لى أن هذا هو معنى قول ابن جرير :الذين كفروا بعد إيمانهم بأنبيائهم وهو قول مجاهد [نص قول مجاهد ليس فيه هذا المعنى وإنما فيه علة عدم قبول التوبة، وهي تمامهم على الكفر]

المسألة الثانية :معنى قوله {ثم ازدادوا كفرا}
ومعنى ازدادوا كفرا مبنى على المراد ب{الذين كفروا بعد إيمانهم}:
-فعلى القول بأن المراد بهم اليهود والنصارى الذين كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم بعد إيمانهم بأنبيائهم وازدادوا كفرا أى بما ارتكبوه من الذنوب والمعاصي حال كفرهم وهو قول أبي العالية
-وعلى القول بأن المراد بالذين كفروا اليهود كفروا بعيسى بعد إيمانهم بنبيهم ثم ازدادوا كفرا بمحمد صلى الله عليه وسلم وهو قول قتادة وعطاء الخراسانى
-وأما القول بأنهم قوم ارتدوا بعد إسلامهم فيكون معنى ازديادهم الكفر أى تموا على كفرهم وماتوا عليه فتلك زيادة كفرهم و هو قول مجاهد [ولا مانع أن يكون هذا المعنى في اليهود والنصارى أيضًا، ولا مانع كذلك من دخول قول أبي العالية فيمن ارتد بعد إسلامه، لذا كان من الجيد فصل هذه عن المسألة قبلها]

المسألة الثالثة : علة عدم قبول توبتهم
-أي هؤلاء اليهود والنصارى الذين كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم بعد إيمانهم بأنبيائهم لن تقبل توبتهم من الذنوب وهم على حال الكفر والضلالة ولذا قال تعالى بعدها {وأولئك هم الضالون} وهو قول أبي العالية
-وقيل لن تقبل توبتهم إذا حضرهم الموت وهو قول الحسن والسدى
-وأما على القول بأنهم الذين ارتدوا بعد إسلامهم ثم أسلموا ثم ارتدوا فالمراد عدم قبول توبتهم الأولى ولاتنفعهم لكفرهم الآخر وموتهم عليه وهو معنى قول مجاهد وصرح به ابن جريج
[وقول آخر أنهم أرادوا التوبة بعد ما ارتدوا نفاقًا؛ فلم يكونوا صادقين في طلبهم، لهذا لم تقبل توبتهم]
الدراسة والترجيح:

-أما القول الأول بأنهم اليهود والنصارى الذين آمنوا بأنبيائهم وكفروا بمحمد أو على القول بأنهم اليهود الذين كفروا بعيسى ثم كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم فإن توبتهم من الذنوب حال قيامهم على الكفر لا تقبل لأن الله يتقبل من المؤمنين ويغفر الذنوب جميعا وأعظمها الشرك فليس المقصود بنفي قبول التوبة التوبة من الشرك إلى الإيمان وإنما التوبة من بعض الذنوب وترك التوبة من أصل الذنوب وهو الشرك وهذا القول هو الذي رجحه ابن جرير وانتصر له
وأما من فسر عدم قبول التوبة بأن قيدها بحال الإحتضار فقال لاتقبل توبتهم عند حضور الموت فإن له وجهه وذلك أن الله تعالى يقول {وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إنى تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار }
واعترض ابن جرير على هذا القول وذلك أن التائب من الذنب وإن كان كفرا يقبل منه ولو كان حال الموت مالم يغرغر وتحشرج نفسه وهو مروى عن السلف منهم ابن عمر وابن زيد وغيرهما كما روى ابن جرير في تفسيره

-وأما القول بأنهم قوم آمنوا بأنبيائهم ثم كفروا بعد إيمانهم وهذا هو معنى الردة فالمراد بعدم قبول التوبة منهم أي إيمانهم الأول قبل كفرهم فإنه لن ينفعهم ولاتقبل التوبة بعد الموت كما قال تعالى {إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به} وقد اعترض ابن جرير على هذا القول وعلل ذلك بأن ظاهر الآية ليس فيه مايدل على توبتهم من كفر كان بعد [بعده] إيمان ثم عودة إلى كفر مرة أخرى وإنما ظاهر الآية أنهم كفروا بعد إيمانهم
ولكن وجه ابن عطية هذا القول بل رآه وعلة ذلك عنده أنهم المعنيون بالذكر في الآية السابقة بقوله تعالى {كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق }فهؤلاء الذين ارتدوا بعد إيمانهم وإقرارهم بالنبوة وشهدوا على ذلك لن تقبل توبتهم أي لأنهم يكوتون على الكفر وقد علم الله منهم ذلك فصاروا في حيز من لاتقبل توبته ولذا ذكر بعدها حكما عاما في حال من يموت على الكفر هكذا قال [هنا خلط بين قولين في علة عدم قبول التوبة؛ القول بأن العلة أنهم تابوا حال حضرتهم الوفاة، والقول بأن المراد بالتوبة في قوله {لن تقبل توبتهم} إيمانهم الأول قبل كفرهم، وهو قول ابن جريج]
ولكن أرى أن هذا الوجه فيه تكلف نوعا ما فقول الله تعالى {لن تقبل توبتهم }أي إذا تابوا وهم لم يفعلوا إذ ماتوا على ذلك والأصل حمل معانى القرآن على ظاهراللفظ مالم تصرفه قرينة
والذي يظهر والله أعلم أن ألفاظ الآية الكريمة تحتمل جميع هذه المعانى كلها فيجوز أن يكونوا الذين كفروا من أهل الكتاب أو المرتدين بعد إسلامهم وأن التوبة لاتقبل من الذنوب حال القيام على الشرك ولاتقبل حال الاحتضار عند الحشرجة والغرغرة ولذا استثنى الله تعالى بعدها فقال {إلا الذين تابوا من بعد ذلك }أى من بعد الشرك والكفر أو الردة والله أعلم بمراده

3-قول سعيد بن جبير في الصاحب بالجنب قال: (الرفيق في السفر)
رواه عبد الرزاق وابن جرير من طرق عن أبي بكير عن سعيد بن جبير ورواه سفيان الثورى من طريق مورق أو مرزوق عنه [وهو نفسه أبو بكير]
وقد لاحظت قول ابن أبي حاتم عن أبي بكير قال يعنى مرزوقا فلعله هو فيكون رواية الثورى من طريق أبي بكير عنه
ويكون التخريج على هذا:
رواه عبد الرزاق وابن جرير من طرق والثورى كلهم من طريق أبي بكير عنه :الرفيق في السفر
وروى ابن جرير من طرق وابن أبي حاتم عن أبي بكير عنه أيضا :{الرفيق الصالح} [حبذا أن نذكر هنا الراوي عن أبي بكير لاختلاف اللفظ]
وروي هذا القول (الرفيق في السفر) أيضا عن ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي والضحاك وغيرهم

الأقوال الأخرى في المراد ب{الصاحب بالجنب}:
-امرأة الرجل التى تكون معه إلى جنبه،وقال به عبد الله وعلي وعبد الرحمن بن أبي ليلى وإبراهيم
-وقيل هو الذي يصحبك ويلزمك رجاء نفعك ،قال به ابن عباس وابن زيد
. وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم كما في الدر المنثور : {والصاحب بالجنب} قال: هو جليسك في الحضر ورفيقك في السفر وامرأتك التي تضاجعك
وهذا القول لزيد بن أسلم قول جامع لكل ماسبق من الأقوال إذ كل منها يحتمل دخوله في معنى الآية ولاتناقض بينها لأنّ كلّهم بجنب الّذي هو معه وقريبٌ منه، وقد أوصى اللّه تعالى بالإحسان إلى جميعهم لوجوب حقّ الصّاحب على المصحوب. [نوادر الأصول متوفر، وتفسير ابن المنذر لسورة النساء ضمن الجزء المطبوع، وتفسير ابن أبي حاتم أيضًا]
ومعنى بالجنب أي إلى جنب صاحبه ففيها المرافقة والمصاحبة والملازمة وقد أخرج البخاري في الأدب المفرد وغيره عن ابن عمرو عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: خير الأصحاب عند الله خير هم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره

4.قول سعيد بن المسيّب في قول الله تعالى: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} قال: (إنما ذاك في الصلاة)
. قول سعيد بن المسيب أخرجه بن جرير في تفسيره من طريق مجاهد عنه
اتهم ابن جريج بالتدليس مع كونه ثقة واختلف الأئمة في حكم عنعنته بين راد لعنعنته مطلقا مالم يصرح بالتحديث وبين القبول للعنعنة مالم توجد قرينة
والرواية التى أوردها ابن جرير بإسناد معلق، ومعنى المتن صحيح ومروى عن أكثر من واحد من السلف لكن في ثبوته عن ابن المسيب نظر
[هذا إسناد الطبري:
"حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد:"ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي"، قال: المصلين المؤمنين، بلال وابن أم عبد = قال ابن جريج، وأخبرني عبد الله بن كثير، عن مجاهد قال: صليت الصبح مع سعيد بن المسيب، فلما سلّم الإمام ابتدر الناس القاصَّ، فقال سعيد: ما أسرعَ بهم إلى هذا المجلس! (2) قال مجاهد: فقلت يتأولون ما قال الله تعالى ذكره. قال: وما قال؟ قلت:"ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي"، قال: وفي هذا ذَا؟ إنما ذاك في الصلاة التي انصرفنا عنها الآن، إنما ذاك في الصلاة" اهـ.
وهو يفيد بأن الجزء الذي تحته خط مشترك إلى مجاهد، وإلى سعيد بن المسيب
والإسناد إلى سعيد ابن المسيب فيه أمران:
الأول: أن ابن جريج لم يرسل عن مجاهد، بل بينه وبين مجاهد واسطة.
والثاني: أنه صرح بالتحديث عن الواسطة فقال: أخبرني عبد الله بن كثير]

وقال بهذا القول أنها الصلاة المكتوبة أو الصلوات الخمس : ابن عمر وابن عباس ومجاهد والحسن وإبراهيم و عامر الشعبي والضحاك وعبد الرحمن بن أـبي عمرة
-قيل صلاة الصبح وصلاة العصر وهو قول قتادة ،وهذا القول يدخل تحت القول الأول
الأقوال الاخرى في المراد بالدعاء الذي كان يدعونه هؤلاء بالغداة والعشي:
-أن المراد بالدعاء غداة وعشيا ذكر الله تعالى وهو قول إبراهيم ومنصور
-وقيل دعاؤهم تعلمهم القرآن وقراءته:وهو قول أبي جعفر
-وقيل دعاؤهم عبادتهم ربهم وهو قول الضحاك واستشهد بقوله تعالى {لاجرم أنما تدعوننى إليه }يعنى تعبدونه
الدراسة والترجيح :
ورد في المحرر في أسباب النزول : أخرج مسلم والنسائي وابن ماجه عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ستة نفر فقال المشركون للنبي - صلى الله عليه وسلم - اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا، قال: وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال ورجلان لست أسميهما، فوقع في نفس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما شاء الله أن يقع. فحدث نفسه. فأنزل الله - عز وجل -: (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه)
وهذا أصح ماورد في سبب نزول الآية الكريمة لصحة الإسناد وموافقة لفظه نص الآية الكريمة وتصريحه بالنزول مع احتجاج المفسرين به مع عدم المعارض الراجح
وأما الوصف الذي جاء لهؤلاء الضعفاء من المؤمنين بقوله {يدعون ربهم بالغداة والعشي}وجاء في تأويل دعائهم ربهم عدة تأويلات منها أنهم الذين يشهدون الصلوات المكتوبة في جماعة أو الذين يصلون صلاتى الغداة والصبح وهى الصلاة المفروضة بمكة أول الأمر ركعتان من أول النهار وركعتان من آخره وتأوله آخرون بأن الدعاء هو الذكر ومعلوم أن الذكر داخل في الدعاء خاصة إذا قيد بوقتى الغداة والعشي وقيل بل هو تعلمهم القرآن وقراءته وهو أفضل الذكر وأجل العبادات ومنهم من تأوله بأنه العبادة على وجه العموم
وكل ذلك صحيح داخل في لفظ الآية الكريمة محتمل لها ولاتعارض فهم القوم الذين يعبدون ربهم على مدار اليوم والليلة بأداء الفرائض التى من أعظمها الصلاة ويذكرون ربهم بالغداة والعشي ويقرؤون القرآن ولهذا أمر النبي بملازمتهم وعدم الإنفكاك عن صحبتهم وترك مجالستهم

5-قول إبراهيم النخعي في تفسير المراد بسوء الحساب: ( هو أن يحاسب الرجل بذنبه كله، لا يغفر له منه شيء).
قول إبراهيم :رواه ابن جرير في تفسيره من طريق فرقد السبخى بهذا اللفظ ،ورواه سعيد بن منصور من طريق رجل لم يسمه-لعله فرقد- بلفظ {أن يأخذ عبده بالحق} و أخرجه سعيد بن منصور وأبو الشيخ عن فرقد السبخى كما في الدر المنثور
[قول إبراهيم النخعي أخرجه ابن وهب وابن جرير الطبري والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد من طريق فرقد عن إبراهيم النخعي به، وأخرجه أبو الشيخ كما في الدر المنثور للسيوطي.
ورواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة من طريق سعيد بن زيد عن أبي حمزة عن إبراهيم النخعي.
وروى سعيد بن منصور من طريق خلف بن خليفة، عن رجل عن إبراهيم أنه قال في معنى (سوء اللحساب): أن يأخذ عبده بالحق، وكذا رواه أبو بكر أحمد بن مروان الدينوري المالكي في المجالسة وجواهر العلم من دون واسطة بين خلف وإبراهيم]


وروى نحو هذا القول عن شهر بن حوشب والحسن ومعناه استقصاء الحساب على المحاسب فلا يعفى له عن شىء منه وهذا هو أشد الحساب وهو حساب الكفار
أقوال أخرى في معنى سوء الحساب :
-وقيل هو مناقشة الأعمال : وهو قول أبي الجوزاء كما في الدر المنثور [لمَ اللجوءللدر المنثور والقول متوفر في الكتب المسندة مثل تفسير عبد الرزاق ومصنف ابن أبي شيبة،وتفسير ابن جرير] ؟، ونسب مكى بن أبي طالب هذا القول لابن عباس بدون إسناد [رواه أبو داوود عن ابن عباس موقوفًا عليه، ومقطوعًا على أبي الجوزاء]
ومعنى المناقشة : يناقشون على النقير والقطمير كما ذكر ابن كثير
ودليل هذا القول حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {من نوقش الحساب عذب}
-وقيل :التوبيخ والتقريع عند الحساب ،ذكره ابن الجوزى وهذا القول يدخل تحت القول السابق فإن من يناقش أعماله السيئة فإنه يوبخ ويقرع عليها
الدراسة والترجيح:
-القول الأول في معنى سوء الحساب وهو أن يؤخذ العبد بذنبه كله فلا يغفر له منه شىء وإن كانت له حسنات أحبطت بسيئاته وهذا أشد الحساب و لايكون إلا للكفار الذين لايقبل الله تعالى منهم صرفا ولاعدلا فكفرهم أحبط أعمالهم ؛ فوصف السوء للحساب مرتبط بما يحيط بالحساب من الإهانة والتقريع ومن بعد ذلك العذاب
-وأما القول بأن سوء الحساب هو مناقشة الأعمال :فهى مناقشة من توزن حسناته وسيئاته
فمن استدل على هذا القول بحديث {من نوقش الحساب عذب} فهم منه أنه في حق صنف من أصناف المسلمين الذين يعذبون بذنوبهم ويؤاخذون عليها
أما سياق الآية الكريمة فإنها تتحدث عن من لم يستجيبوا لربهم وأنهم لو افتدوا من عذاب الله بملء الأرض لايقبل منهم ولهم سوء الحساب ومرجعهم الأخير إلى جهنم وهؤلاء هم الكفار فسياق الآية فيهم ويكون القول بأن سوء الحساب المناقشة فداخل فيه أيضا والله أعلم
[لاحظي -بارك الله فيكِ- أن التعبير بسوء الحساب ورد في موضعين من القرآن الكريم، كلاهما في سورة الرعد
أحدهما أن المؤمنين يخافون سوء الحساب، والثاني فيمن لم يستجب لأمر الله، فجزاؤه سوء الحساب.
لذا لا مانع من الجمع بين الأقوال، بل يدخل فيها قول الزجاج: " لا تقبل حسناتهم، ولا تغفر سيئاتهم، وعلل ذلك بقول بأن الكفر يحبط العمل، واستدل بقول الله تعالى: {الّذين كفروا وصدّوا عن سبيل اللّه أضلّ أعمالهم}]


التقويم: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir