دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 جمادى الأولى 1431هـ/9-05-2010م, 07:26 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي كتاب الإيمان

1- كتاب الإيمان
1- باب أفضل الأعمال وأحبها إلى الله تعالى الإيمان وأنه ينجّي العبد من النار
1- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثني الحارث بن يزيد بن الحضرميّ، عن عليّ بن رباحٍ، أنّه سمع جنادة بن أبي أميّة، يقول: سمعت عبادة بن الصّامت، يقول: إنّ رجلاً أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا نبيّ الله، أيّ العمل أفضل؟ قال: إيمانٌ بالله وتصديقٌ به، وجهادٌ في سبيله، قال: أريد أهون من ذلك قال: السّماحة والصّبر، قال: أريد أهون من ذلك يا رسول الله قال: لا تتّهم الله في شيءٍ قضاه لك.
1/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا شيبان بن فرّوخٍ، حدّثنا سويدٌ - يعني: أبا حاتم - حدّثني عيّاشٌ، عن الحارث بن يزيد، عن عليّ بن رباحٍ، عن جنادة بن أبي أميّة، عن عبادة بن الصّامت، قال: بينما أنا عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، إذ جاء رجلٌ، فقال: يا رسول الله، أيّ الأعمال أفضل؟ قال: إيمانٌ بالله، وتصديقٌ به، وجهادٌ في سبيل الله، وحجٌّ مبرورٌ، فلمّا ولّى الرّجل، قال: وأهون عليك من ذلك، قال: إطعام الطّعام، ولين الكلام، والسّماحة، وحسن الخلق. قال: فلمّا ولّى الرّجل، قال: وأهون عليك من ذلك، قال: لا تتّهم الله في شيءٍ قضاه عليك.
1/3- قال: وحدّثنا أبو عبد الله الدّورقيّ، حدّثنا العلاء بن عبد الجبار العطّار، حدّثنا سويدٌ أبو حاتمٍ: حدّثني عيّاش بن عبّاسٍ... فذكر نحوه.
قلت: ورواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده، والطّبرانيّ في معجمه بإسنادين أحدهما حسنٌ.
2- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا مالك بن إسماعيل، حدّثنا عبد السّلام بن حربٍ، عن عبد الله بن بشرٍ، عن الزّهريّ، عن سعيد بن المسيّب، عن عثمان بن عفّان، عن أبي بكرٍ الصّدّيق - رضي الله عنه - قال: سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن نجاة هذا الأمر، فقال: من قبل الكلمة الّتي عرضتها على عمّي فردّها عليّ، فهي له نجاةٌ.
2/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا مسروق بن المرزبان الكوفيّ، حدّثنا عبد السّلام بن حربٍ، عن عبد الله بن بشرٍ، عن الزّهريّ، عن سعيد بن المسيّب، عن عثمان بن عفّان، قال: لمّا قبض النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وسوس ناسٌ من أصحابه، فكنت فيمن وسوس، قال: فمّر عمر عليّ فسلّم عليّ، فلم أردّ عليه، فشكاني إلى أبي بكرٍ، قال: فجاء، فقال لي: سلّم عليك أخوك فلم تردّ عليه؟! قال: قلت: ما علمت بتسليمه، وإنّي عن ذلك في شغلٍ، قال: ولم؟ قلت: قبض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولم أسأله عن نجاة هذا الأمر، قال: فقد سألته. قال: فقمت إليه فاعتنقته، قال: قلت: بأبي أنت وأمّي أنت أحقّ بذلك قال: قد سألته، فقال: من قبل الكلمة الّتي عرضتها... فذكره.
2/3- قلت: ورواه أحمد بن حنبلٍ من طريق حمران، عن عثمان بن عفّان: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: إنّي لأعلم كلمةً لا يقولها عبدٌ حقًّا من قلبه... فذكره بتقديمٍ وتأخيرٍ.
وحديث عثمان بن عفّان، عن أبي بكرٍ الصّدّيق إسناده صحيحٌ.
3- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا شبابة، حدّثنا المسعوديّ، عن عبد الملك بن عميرٍ، عن رجلٍ من آل أبي حثمة، عن الشّفاء بنت عبد الله - وكانت من المهاجرات الأول - قالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، سئل عن أفضل الأعمال؟ قال: إيمانٌ بالله، وجهادٌ في سبيل الله، وحجٌّ مبرورٌ.
3/2- رواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا الحسن بن قتيبة، حدّثنا المسعوديّ... فذكره.
3/3- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا سريج بن يونس أبو الحارث، حدّثنا عبيدة بن حميد، عن عمارة بن غزيّة، عن عثمان بن أبي حثمة، عن جدّته الشّفاء، قالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وسأله رجلٌ: أيّ الأعمال أفضل؟... فذكره.
3/4- ورواه عبد بن حميدٍ، قال: حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا المسعوديّ، عن عبد الملك، عن ابن أبي حثمة، عن الشّفاء بنت عبد الله - وكانت من المهاجرين - قالت: سئل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن أفضل العمل... فذكره.
قلت: المسعوديّ اختلط بأخرةٍ، وهاشم بن القاسم روى عنه بعد الاختلاط، وشبابة بن سوّارٍ، والحسن بن قتيبة، لم يدر هل رويا عن المسعوديّ قبل الاختلاط أو بعده فاستحقّا التّرك، وعثمان بن أبي حثمة مجهولٌ لم أر من ذكره.
وله شاهدٌ من حديث جابر بن عبد الله وغيره، وسيأتي في كتاب الحجّ في باب الحجّ المبرور.
4- قال أبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن راهويه: وحدّثنا جرير بن عبد الحميد، عن منصورٍ، عن أبي وائلٍ، قال: حدّثت أنّ أبا بكرٍ، لقي طلحة بن عبيد الله، قال: ما لي أراك واجمًا؟ قال: كلمةٌ سمعتها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: إنّها موجبةٌ فلم أسأل عنها، فقال أبو بكرٍ: أنا أعلمها، هي: لا إله إلاّ اللّه.
4/2- رواه أحمد بن منيعٍ، حدّثنا الحسن بن موسى الأشيب، حدّثنا شيبان، عن منصورٍ، عن شقيقٍ، قال: لقي أبو بكرٍ طلحة، فقال: مالي أراك أصبحت واجمًا؟ قال: لا إلاّ كلمةٌ سمعتها: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول... فذكره.
ورواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده، والنّسائيّ في عمل اليوم واللّيلة من حديث مجالدٍ، عن الشّعبيّ، عن طلحة - وقيل: عن الشّعبيّ، عن ابن طلحة، عن طلحة، وذكروا أنّ القصّة جرت لطلحة مع عمر بن الخطّاب.
وهذا الإسناد أصّح من ذلك إلاّ أنّ فيه من لم يسمّ.
4/3- و رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا جرير بن عبد الحميد... فذكره.
هذا حديثٌ رجاله ثقاتٌ، لكن قال العلائيّ في المراسيل: سئل ابن معينٍ عن حديث منصورٍ، عن أبي وائلٍ، أنّ أبا بكرٍ لقي طلحة... الحديث، فقال: حديثٌ مرسلٌ. وعدّ الحاكم أبا وائلٍ ممّن أدرك العشرة، وسمع منهم.
4/4- قال أبو يعلى، وحدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا معلّى بن منصورٍ، حدّثنا أبو زبيدٍ عبثر بن القاسم، حدّثنا مطرّفٌ، عن عامرٍ، عن يحيى بن طلحة، قال: رأى عمر طلحة بن عبيد الله حزينًا، فقال: مالك؟ قال: إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: إنّي لأعلم كلماتٍ لا يقولهنّ عبدٌ عند الموت إلا نفّس عنه، وأشرق لها لونه، ورأى ما يسرّه فما يمنعني أن أسأله عنها، إلاّ القدرة عليها، فقال عمر: إنّي لأعلم ما هي؟ قال: هل تعلم كلمةً هي أفضل من كلمةٍ دعا إليها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عمّه عند الموت؟ قال طلحة: هي والله هي، قال عمر: لا إله إلاّ اللّه.
هذا إسناد رجاله ثقات.
5- قال: وحدّثنا نافع بن خالدٍ الطّاحيّ، حدّثنا نوح بن قيسٍ، حدّثنا خالد بن قيسٍ، عن قتادة، عن رجلٍ من خثعم، قال: أتيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو في نفرٍ من أصحابه، قال: قلت: أنت الّذي تزعم أنّك رسول الله؟ قال: نعم، قال: قلت: يا رسول الله، أيّ الأعمال أحبّ إلى الله؟ قال: إيمانٌ بالله قال: قلت: يا رسول الله، ثم مه؟ قال: ثمّ صلة الرّحم. قال: قلت: يا رسول الله، أيّ الأعمال أبغض إلى الله؟ قال: الإشراك بالله قلت: يا رسول الله، ثم مه؟ قال: قطيعة الرّحم، قال: قلت: يا رسول الله ثم مه؟ قال: الأمر بالمنكر ونهيٌ عن المعروف.
هذا إسنادٌ فيه مقالٌ، نافعٌ ما علمته، ولم أره في شيءٍ من كتب الجرح والتّعديل، وباقي رجال الإسناد ثقاتٌ على شرط مسلمٍ.
6- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا يحيى بن أيّوب، حدّثنا إسماعيل بن جعفرٍ، أخبرني عمرو بن أبي عمرٍو، عن أبي الحويرث، عن محمّد بن جبيرٍ، أنّ عمر مرّ على عثمان - رضي الله عنهما - وهو جالسٌ في المسجد، فسلّم عليه فلم يردّ عليه، فدخل على أبي بكرٍ، فاشتكى ذلك إليه، فقال: مررت على عثمان، فسلّمت عليه، فلم يردّ عليّ، فقال: أين هو؟ قال: في المسجد قاعدٌ. قال: فانطلقا إليه، فقال له أبو بكرٍ: ما منعك أن تردّ على أخيك حين سلّم عليك؟ قال: والله ما سمعت أنّه سلّم حين مرّ عليّ، وأنا أحدّث نفسي، فلم أشعر أنّه سلّم، فقال أبو بكرٍ: فبماذا تحدّث نفسك؟ قال: خلا بي الشّيطان، فجعل يلقي في نفسي أشياء ما أحبّ أنّي تكلّمت بها، وأنّ لي ما على الأرض، قلت في نفسي - حين ألقى الشّيطان ذلك في نفسي -: يا ليتني سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما ينجّينا من هذا الحديث الّذي يلقي الشّيطان في أنفسنا؟ فقال أبو بكرٍ: فإنّي والله قد اشتكيت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وسألته: ما الّذي ينجّينا من هذا الحديث الّذي يلقي الشّيطان في أنفسنا؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ينجّيكم من ذلك، أن تقولوا مثل الّذي أمرت به عمّي عند الموت فلم يفعل.
هذا إسنادٌ فيه مقالٌ، أبو الحويرث اسمه: عبد الرّحمن بن معاوية الزّرقيّ، قال مالكٌ: ليس بثقةٍ، واختلف قول ابن معينٍ فيه ؛ فمرّةً وثّقه، ومرّةً ضعّفه، وقال أبو حاتمٍ: ليس بقويٍّ. وقال النّسائيّ: ليس بذاك. وذكره ابن حبّان في الثّقات، وباقي رجال الإسناد على شرط مسلمٍ.
7- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا يزيد بن زريعٍ، حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن مسلم بن يسارٍ، عن حمران بن أبانٍ، أنّ أبا بكرٍ أتى عثمان - رضي الله عنهما - فسلّم عليه فردّ عليه ردًّا ضعيفًا، فذكر ذلك لعمر - رضي الله عنهما - فقال: أتيت عليه فسلّمت، فردّ عليّ ردًّا ضعيفًا، كأنّه كره ما كان من أمري، قال: فلقيه، عمر - رضي الله عنه - فذكر ذلك له فقال: أتى عليك أبو بكرٍ، فسلّم عليك، فرددت عليه ردًّا ضعيفًا، كأنّك كرهت ما كان من أمره؟ قال: لا والله ما كرهت ذلك، إنّه لأحقّ النّاس بها، إنّه الصّدّيق وإنّه ثاني اثنين، ولكنّه أتى عليّ، وأنا أحدّث بشيءٍ سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، توفّي نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم قبل أن يبيّن لنا، قال: فقال: وما ذاك؟ قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: إنّي لأعلم كلمةً لا يقولها عبدٌ حقًّا من قلبه، يموت على ذلك إلاّ حرّمه الله، عزّ وجلّ، على النّار. قال عمر: أنا آتيك بها: شهادة أن لا إله إلاّ اللّه، وهي الكلمة الّتي ألاص نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم عمّه أن يقولها عند موته، فأبى عليه، وهي الكلمة الّتي ألزمها محمّدٌ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه: شهادة أن لا إله إلاّ اللّه.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ، وسعيدٌ هو ابن أبي عروبة مهران أبو الفضل اليشكريّ، وإن اختلط بأخرةٍ، فإنّ يزيد بن زريعٍ، روى عنه قبل الاختلاط كما أوضحته في تبيين حال المختلطين.
7/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عبد الوهّاب الخفّاف، حدّثنا سعيدٌ... فذكره مختصرًا.
7/3- ورواه ابن حبّان في صحيحه: حدّثنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة، حدّثنا محمّد بن يحيى الأزديّ، حدّثنا عبد الوهّاب بن عطاءٍ، حدّثنا سعيدٌ... فذكره.
8- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا أبي، عن صالحٍ، عن ابن شهابٍ، حدّثني رجلٌ من الأنصار - من أهل الفقه غير متّهمٍ - أنّه سمع عثمان بن عفّان - رضي الله عنه - يحدّث، أنّ رجالاً من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين توفّي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حزنوا عليه حتّى كاد بعضهم أن يوسوس، فقال عثمان: فكنت منهم، فبينا أنا جالسٌ في ظلّ أطمٍ مرّ عليّ عمر بن الخطّاب، فسلّم عليّ فلم أشعر أنّه مرّ ولا سلّم فانطلق عمر حتّى دخل على أبي بكرٍ، فقال: ألا أعجبك! مررت على عثمان فسلّمت عليه فلم يردّ عليّ السّلام، فأقبل عمر، وأبو بكرٍ في ولاية أبي بكرٍ، حتّى أتيا فسلّما جميعًا، ثمّ قال: جاءني أخوك عمر، فزعم أنّه مرّ عليك فسلّم فلم تردّ عليه السّلام، فما الّذي حملك على ذلك؟ فقلت: ما فعلت. فقال عمر: بلى، ولكنّها عبّيّتكم يا بني أميّة، قال عثمان: فقلت: والله ما شعرت بأنّك مررت، ولا سلّمت، قال: فقال أبو بكرٍ: صدق عثمان، ولقد شغلك عن ذلك أمرٌ قال: قلت: أجل، قال: فما هو؟ قال: قلت: توفّى الله نبيّه صلّى الله عليه وسلّم قبل أن أسأله عن نجاة هذا الأمر. قال أبو بكرٍ: قد سألته عن ذلك. قال عثمان: فقلت: بأبي أنت وأمّي، أنت أحقّ بها، فقال أبو بكرٍ: قلت: يا رسول الله ما نجاة هذا الأمر؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من قبل الكلمة الّتي عرضت على عمّي فردّها فهي له نجاةٌ.
9- قال أبو يعلى: وحدّثنا محمّد بن بشّارٍ العبديّ، حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، حدّثنا شعبة، عن أبي حمزة - جارنا - يحدّث، عن أنس بن مالكٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لمعاذ بن جبلٍ: اعلم أنّه من شهد أن لا إله إلاّ اللّه دخل الجنّة.
هذا إسنادٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ، وأبو حمزة اسمه: عبد الرّحمن بن عبد الله.
10- قال أبو يعلى: وحدّثنا أبو موسى محمّد بن المثنّى، حدّثنا بدل بن المحبّر، حدّثنا زائدة، عن عبد الله بن محمّد بن عقيلٍ، سمعت ابن عمر، عن عمر، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمره أن يؤذّن في النّاس، أنّه من شهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له مخلصًا دخل الجنّة. فقال عمر: يا رسول الله إذًا يتّكلوا، فقال: دعهم.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف عبد الله بن محمّد بن عقيلٍ.
11- قال أبو يعلى: وحدّثنا أبو بكرٍ، حدّثنا حسين بن عليٍّ، عن زائدة، عن ابن عقيلٍ، عن جابرٍ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ناد يا عمر في النّاس، أنّه من مات يعبد اللّه مخلصًا من قلبه أدخله اللّه الجنّة، وحرّمه على النّار، قال: فقال عمر: يا رسول الله، أفلا أبشّر النّاس؟ قال: لا، لا يتّكلوا.
قلت: عقيلٍ هو ابن جابر بن عبد الله أخو عبد الرّحمن بن جابر، ومحمد بن جابر. قال الذّهبيّ: مجهولٌ، وذكره ابن حبّان في الثّقات، وزائدة هو ابن قدامة، وحسين بن هانىء لم أقف له على ترجمة، وأبو بكرٍ هو ابن أبي شيبة.
12- قال: وحدّثنا الحسن بن شبيبٍ، حدّثنا هشيمٌ، حدّثنا كوثر بن حكيمٍ، عن نافعٍ، عن ابن عمر، عن عمر، عن أبي بكرٍ الصّدّيق، قال: قلت: يا رسول الله ما نجاة هذا الأمر الّذي نحن فيه؟ قال: من شهد أن لا إله إلاّ اللّه، فهو له نجاةٌ.
12/2- رواه أحمد بن منيعٍ: وحدّثنا هشيمٌ، حدّثنا كوثر بن حكيمٍ، عن نافعٍ، عن ابن عمر - أو عن نافعٍ، شكّ أحمد بن منيعٍ - قال: قال أبو بكرٍ: يا رسول الله ما النّجاة من هذا الأمر؟ قال: شهادة أن لا إله إلاّ اللّه.
قلت: كوثر بن حكيمٍ، ضعيفٌ.
13- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا سويد بن سعيدٍ، حدّثنا سويد بن عبد العزيز، عن ثابت بن عجلان، عن سليم بن عامرٍ، سمعت أبا بكرٍ، يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اخرج فناد في النّاس: من شهد أن لا إله إلاّ اللّه، وجبت له الجنّة قال: فخرجت فلقيني عمر بن الخطّاب، فقال: مالك يا أبا بكرٍ؟ فقلت: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اخرج فناد في النّاس، من شهد أن لا إله إلاّ اللّه، وجبت له الجنّة قال عمر: ارجع إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فإنّي أخاف أن يتّكلوا عليها، فرجعت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: ما ردّك؟ فأخبرته بقول عمر، فقال: صدق.
هذا الإسنادٌ ضعيفٌ، لضعف سويد بن عبد العزيز، ضعّفه أحمد، وابن معينٍ، وابن سعدٍ، والنّسائيّ، وغيرهم.
2- باب بني الإسلام على خمس
14- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا جرير بن عبد الحميد، عن منصورٍ، عن
سالم بن أبي الجعد، عن عطيّة، مولى بني عامرٍ، عن يزيدٍ السّكسكيّ، قال: قدمت المدينة، فدخلت على عبد الله بن عمر، فأتاه رجلٌ، فقال: يا عبد الله بن عمر، ما لك تحجّ وتعتمر، وقد تركت الغزو في سبيلٍ الله؟ فقال: ويلك إنّ الإيمان بني على خمسٍ: تعبد الله، وتقيم الصّلاة، وتؤتي الزّكاة، وتحجّ البيت، وتصوم رمضان، كذلك حدّثنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ الجهاد بعد ذلك حسنٌ.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ ؛ لجهالة التّابعيّ والرّاوي عنه.
وأصله في الصّحيحين، والتّرمذيّ، والنّسائيّ بلفظ: بني الإسلام على خمسٍ: شهادة أن لا إله إلاّ اللّه... إلى آخره دون باقيه.
15- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا عبيد الله، أنبأنا داود الأوديّ، عن الشّعبيّ، عن جريرٍ، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: بني الإسلام على خمسةٍ: شهادة أن لا إله إلاّ اللّه، وإقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، وحجّ البيت، وصوم رمضان.
15/2- قال: وحدّثنا معاوية، عن شيبان، عن جابرٍ، عن عامرٍ... فذكره.
15/3- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة... فذكره.
15/4- قلت: رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا مكّيٌّ، حدّثنا داود بن يزيد الأوديّ... فذكره.
15/5- قال: وحدّثنا هاشمٌ، حدّثنا إسرائيل، عن جابرٍ... فذكره.
هذا حديثٌ ضعيفٌ من الطّريقين ؛ أما الطّريق الأوّل ففيها داود الأوديّ، وقد ضعّفه أحمد، وابن معينٍ، وأبو داود، والنّسائيّ، وأبو أحمد الحاكم، وابن عديٍّ، والسّاجيّ، وغيرهم، والطّريق الثّانية: فيها جابرٌ الجعفيّ، وإن وثّقه الثّوريّ، وشعبة، فقد كذّبه الإمام أبو حنيفة، والجوزجانيّ، وابن عيينة، ونسبه زائدة إلى الرّفض، وضعّفه كثيرون.
3- باب فيمن شهد أن لا إله إلا الله
16- قال مسدّدٌ: حدّثنا حمّادٌ، عن أيّوب، عن حميد بن هلالٍ، عن هصّان بن كاهل - أو كاهل بن هصان - عن عبد الرّحمن بن سمرة، عن معاذٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا يموت عبدٌ يشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّي رسول الله، يرجع ذلك إلى قلبٍ موقنٍ إلاّ دخل الجنّة. فقال له رجلٌ: أنت سمعت هذا من معاذٍ؟ فقال: نعم، أنا سمعت ذلك من معاذٍ يحدّث عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
16/2- قال: وحدّثنا يزيد بن زريعٍ، حدّثنا يونس بن عبيدٍ، عن حميد بن هلالٍ، عن هصّان بن كاهلٍ، سمعت عبد الرّحمن بن سمرة، يحدّث، عن معاذٍ، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما من نفسٍ تموت تشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّي رسول الله يرجع ذلك إلى قلبٍ موقنٍ إلاّ غفر له قال: قلت: أنت سمعت ذلك من معاذٍ؟ قال: كأن القوم عنّفوني فقال: دعوه، لا تعنفوه، نعم أنا سمعت من معاذٍ يأثره، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - ثلاث مرّات.
17- قال: وحدّثنا حمّادٌ، عن عبد العزيز بن صهيبٍ، عن أنسٍ، ذكر عن معاذٍ أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: يا معاذ بن جبلٍ قال: لبّيك يا رسول الله - قالها ثلاثًا - قال: بشّر النّاس أنّه من قال: لا إله إلاّ اللّه دخل الجنّة.
17/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن يونس، عن حميد بن هلالٍ، عن هصّان بن كاهلٍ - وكان أبوه كاهنًا في الجاهليّة - قال: دخلت المسجد في إمارة عثمان، قال: فإذا شيخٌ أبيض اللّحية والرّأس، يحدّث عن معاذ بن جبلٍ، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: ما من نفسٍ تموت... فذكر طريق مسدّدٍ الثّانية.
17/3- ورواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا يونس بن عبيدٍ... فذكره.
قلت: روى النّسائيّ في عمل اليوم واللّيلة، وابن ماجة في سننه، المرفوع منه دون باقيه.
17/4- ورواه ابن حبّان في صحيحه: حدّثنا الفضل بن الحباب، حدّثنا مسدّد بن مسرهدٍ، عن ابن أبي عديٍّ، حدّثنا حجّاج الصّوّاف: أخبرني حميد بن هلالٍ: حدّثني هصّان بن كاهلٍ، قال: جلست مجلسًا فيه عبد الرّحمن بن سمرة - ولا أعرفه - فقال: حدّثنا معاذ بن جبلٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم... فذكره.
18- قال مسدّد: وحدّثنا يحيى، حدّثنا نعيم بن حكيمٍ، حدّثني أبو مريم سمعت أبا الدّرداء، يحدّث، عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم، قال: ما من رجلٍ يشهد أن لا إله إلاّ اللّه - أو مات لا يشرك بالله شيئًا - إلاّ دخل الجنّة، أو لم يدخل النّار - قلت: وإن زنا وإن سرق، قال: وإن زنا وإن سرق ورغم أنف أبي الدّرداء.
18/2- ورواه أبو يعلى: حدّثنا أبو عبد الله المقدميّ، حدّثنا يحيى... فذكره.
ورواه أحمد بن حنبلٍ: وسيأتي في باب الذّكر.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ، أبو مريم الثّقفيّ قاضي البصرة، ذكره ابن حبّان في الثّقات، ونعيم بن حكيمٍ المدائنيّ، قال ابن معينٍ والعجليّ: ثقةٌ وقال النّسائيّ: ليس بالقويّ، وقال ابن خراشٍ: صدوقٌ لا بأس به، وذكره ابن حبّان في الثّقات، ويحيى هو ابن سعيدٍ القطّان.
19- قال مسدّدٌ: وحدّثنا يحيى، عن هلالٍ أبي عمرو، حدّثنا أبو بردة، عن أبي موسى قال: من جاء بشهادة أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، وأنّ محمّدًا عبده ورسوله، حرّم على النّار.
هذا إسنادٌ فيه مقالٌ، هلالٌ لم أقف له على ترجمةٍ، وباقي رجال الإسناد ثقاتٌ.
20- قال مسدّدٌ: وحدّثنا بشرٌ، حدّثنا الجريريّ، عن عبد الله بن قدامة، حدّثنا الأعرابيّ قال: جلبت جلوبةً لي مرّةً إلى المدينة، ففرغت من ضيعتي، فقلت: لآتينّ هذا الرّجل فلأسمعنّ منه، فتلقّاه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بين أبي بكرٍ وعمر، فتبعتهم عند أعقابهم، فأتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على رجلٍ من اليهود ناشرًا التّوراة يقرأها، يعزّي بها نفسه على ابنٍ له في الموت أحسن الفتيان وأجمله، فمال إليه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وصاحباه ومكثت معهم، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا يهوديّ، أنشدك بالّذي أنزل التّوراة تجدني في كتابك هذا صفتي ومخرجي؟ فقال برأسه هكذا أي: لا، فقال ابنه: بلى والّذي أنزل التّوراة، إنّه ليجدك فيها صفتك ومخرجك، فأشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّ محمّدًا رسول الله، فقال: أقيموا اليهوديّ عن أخيكم فأقاموا اليهوديّ، فوليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جبّنه وكفّنه وصلّى عليه.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ، عبد الله بن قدامة العنبريّ. قال النّسائيّ: ثقةٌ، وذكره ابن حبّان في الثّقات، وسعيدٌ هو ابن إياسٍ الجريريّ، وبشرٌ هو ابن المفضّل، أحد رجال الصّحيحين، إلاّ أنّ الجريريّ اختلط بأخرةٍ، لكنّ بشرًا روى عنه قبل الاختلاط، ومن طريقه روى له البخاريّ ومسلمٌ.
21- قال مسدّدٌ: وحدّثنا عبد الله بن داود، عن أمّ داود الوابشيّة، عن سلاّمة، قالت: مرّ بي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في بدء الإسلام، وأنا أرعى، فقال: يا سلاّمة بم تشهدين؟ قلت: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّ محمّدًا رسول الله، فتبسّم ضاحكًا، فضحكت.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة التّابعيّة، فلم أقف لها على ترجمةٍ في شيءٍ من الكتب.
22- وقال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا سعيد بن أبي أيّوب، عن عبد الله بن الوليد، عن أبي الرّبيع - رجلٍ من أهل المدينة - عن عبد الله بن عمرو، أنّ أعرابيًّا أقبل على راحلته، ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم في أصحابه، فقال: يا رسول الله، إنّ الله الّذي له ملك السّموات والأرض، أرسلك إلى عباده تبشّرهم بجنّاتٍ لا موت فيها، وشبابٍ لا كبر فيه، وفرحٍ لا حزن فيه، وبأمانٍ لا خوف فيه، ومطاعم ومشارب، ولباسهم فيها حريرٌ، وتنذرهم نارًا موقدةً، يصبّ من فوق رؤوسهم الحميم، وتقطّع لهم ثيابٌ من نارٍ، فأخبرني بخلالٍ أعمل بهنّ تبلّغني هذا، وتنجّني من هذا. فقال: تعبد الله وحده ولا تشرك به شيئًا، وإقام الصّلاة المكتوبة، وإيتاء الزّكاة المفروضة، وصيام شهر رمضان كما كتبه الله على الأمم قبلكم، وتحجّ البيت. إتمامهنّ: وما كرهت أن يأتيه النّاس إليك، فلا تأته إليهم، فقال الأعرابيّ: إذًا أرفض ما بين المشرق والمغرب وراء ظهري، وأعمل ما يبلّغني هذا، وينجّيني من هذا.
هذا إسنادٌ (.....)
23- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا قتيبة بن سعيدٍ، حدّثنا بكر بن مضر، عن يزيد بن الهاد، عن محمّد بن إبراهيم، عن سعيد بن الصّلت، عن سهيل بن البيضاء، قال: بينما نحن في سفرٍ مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأنا رديفه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا سهيل بن بيضاء - ورفع صوته مرّتين أو ثلاثًا، كلّ ذلك يجيبه سهيلٌ - فبلغ النّاس صوت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وظنّوا أنّه يريدهم، فحبس من كان بين يديه، ولحق من كان خلفه حتّى إذا اجتمعوا، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّه من شهد أن لا إله إلاّ اللّه، حرّمه الله على النّار، وأوجب له الجنّة.
23/2- رواه عبد بن حميدٍ، حدّثني أبو بكر بن أبي شيبة... فذكره.
23/3- وحدّثنا يعقوب بن إبراهيم الزّهريّ، عن أبيه، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن محمّد بن الحارث، عن سهيل بن بيضاء، مرفوعًا... فذكره.
23/4- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا يحيى بن عبد الرّحمن، حدّثنا عبد العزيز بن محمّدٍ، عن يزيد بن الهاد، عن محمّد بن إبراهيم التّيميّ، عن سعيد بن الصّلت، عن عبد الله بن أنيسٍ، عن سهيل بن بيضاء، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: من مات يشهد أن لا إله إلاّ اللّه دخل الجنّة.
23/5- قال: وحدّثنا مصعب بن عبد الله الزّبيريّ، حدّثنا عبد العزيز بن محمّدٍ... فذكره.
23/6- قلت: ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا قتيبة بن سعيدٍ... فذكره.
ورواه ابن حبّان في صحيحه من طريق حيوة بن شريحٍ، قال: حدّثنا يزيد بن الهاد... فذكره.
هذا حديثٌ رجاله ثقاتٌ، وسعيد بن الصّلت المصريّ أبو يعقوب، وثقّه ابن حبّان، وهو بفتح السّين كما ذكره البخاريّ وأبو حاتمٍ، وحكى الضّياء المقدسيّ، عن ابن أبي عاصم أنّه سعيدٍ بالضّمّ وصوّبه.
24- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا غندرٌ، عن شعبة، سمعت أبا حمزة - جارنا - يحدّث، عن أنس بن مالكٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اعلم أنّه من شهد أن لا إله إلاّ اللّه دخل الجنّة.
هذا إسنادٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ، وأبو حمزة اسمه عبد الرّحمن بن عبد الله.
25- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا يزيد، أنبأنا هشامٌ الدّستوائيّ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن أبي سلاّمٍ، أنّ رجلاً، حدّثه، أنّه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: بخٍ بخٍ، لخمسٍ ما أثقلهنّ في الميزان: سبحان الله، والحمد للّه، ولا إله إلاّ اللّه، والله أكبر، والولد الصّالح يتوفّى فيحتسبه والده، وخمسٌ من لقي الله بهنّ مستيقنًا بها، وجبت له الجنّة: من شهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّ محمّدًا عبده ورسوله، وأيقن بالموت، والحساب، والجنّة، والنّار.
25/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا داود بن رشيدٍ، حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، عن عبد الله بن العلاء، وعبد الرّحمن بن يزيد بن جابرٍ، قالا: حدّثنا أبو سلاّمٍ، حدّثني أبو سلمى - راعي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم - قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: بخٍ بخٍ، خمسٌ ما أثقلهنّ في الميزان: لا إله إلاّ اللّه، وسبحان الله، والحمد للّه، والله أكبر، والولد الصّالح يتوفّى للمرء المسلم فيحتسبه.
قلت: ورواه النّسائيّ في اليوم واللّيلة من طريق الوليد بن مسلمٍ، به.
25/3- ورواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده: حدّثنا يزيد بن هارون... فذكره.
25/4- قال: وحدّثنا عفّان، حدّثنا أبانٌ، حدّثنا يحيى بن أبي كثيرٍ، عن زيدٍ، عن أبي سلاّمٍ، عن مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال... فذكره.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ، وله شاهدٌ من حديث أبي أمامة الباهليّ، وسيأتي في كتاب الذّكر - إن شاء الله تعالى.
26- وقال عبد بن حميدٍ: حدّثنا عبد الله بن يزيد، حدّثنا عبد الرّحمن بن زيادٍ، عن عبد الله بن يزيد، عن عبد الله بن عمرٍو، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: يؤتى برجلٍ يوم القيامة،
ثم يؤتى بالميزان، ثم يؤتى بتسعةٍ وتسعين سجلاً: كلّ سجلٍّ منها مدّ البصر، فيها خطاياه وذنوبه، فتوضع في كفّة الميزان، ثمّ يخرج له قرطاسٌ مثل هذا - وأمسك بإبهامه على نصف أصبع - فيها: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّ محمّدًا عبده ورسوله، فتوضع في كفّةٍ أخرى، فترجح بخطاياه وذنوبه.
قلت: عبد الرّحمن بن زياد بن أنعمٍ الأفريقيّ، ضعيفٌ.
رواه ابن ماجة في سننه، والتّرمذيّ في الجامع، وحسّنه بغير هذا اللّفظ، وابن حبّان في صحيحه، والحاكم، وقال: صحيحٌ على شرط مسلمٍ.
27- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا ابن نميرٍ، وأبو هشامٍ، قالا: حدّثنا قدامة بن محمّدٍ المدنيّ، عن مخرمة بن بكيرٍ، عن أبيه، عن أبي حرب بن زيد بن خالدٍ الجهنيّ، قال: أشهد على أبي أنّه قال: أمرني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن أنادي أنّه من شهد أن لا إله إلاّ اللّه دخل الجنّة.
27/2- قال: وحدّثنا أبو خيثمة، وهارون الحمّال، حدّثنا قدامة بن محمّد بن قدامة المدنيّ، حدّثني مخرمة، عن أبي حرب بن زيد بن خالدٍ الجهنيّ، قال: أشهد على أبي زيد بن خالدٍ الجهنيّ، سمعته يقول: أرسلني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: بشّر النّاس أنّه من قال: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له دخل الجنّة.
27/3- قال هارون الحمّال، حدّثنا قدامة بن محمّدٍ الأشجعيّ... فذكر مثل حديث أبي خيثمة.
هذا إسنادٌ فيه مقالٌ، أبو حربٍ هذا لم يسمّ، قال الذّهبيّ: مجهولٌ، وذكره ابن حبّان في الثّقات، وقدامة بن محمّدٍ، قال أبو حاتمٍ: لا بأس به، وقال ابن حبّان في الضّعفاء: لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد يروي مقلوبات.
رواه النّسائيّ في اليوم والليلة.
28- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا نصر بن عليٍّ، حدّثنا نوح بن قيسٍ، حدّثنا الأشعث الحدّانيّ، عن مكحولٍ، عن عمرو بن عبسة، قال: أقبل شيخٌ كبيرٌ يدعم على عصا، حتّى قام بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال يا رسول الله، إنّ لي غدراتٍ وفجراتٍ، فهل يغفر لي؟ قال: ألست تشهد أن لا إله إلاّ اللّه؟ قال: بلى، وأشهد أنّك رسول الله قال: فقد غفر لك غدراتك وفجراتك.
28/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا سريج بن النّعمان، حدّثنا نوح بن قيسٍ... فذكره.
29- قال أبو يعلى: وحدّثنا عبد الله، حدّثنا عبدة، عن أبي حيّان التّميميّ، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، قال: أنشد حسّان بن ثابتٍ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أبياتًا، فقال:
شهدت بإذن الله أنّ محمّدًا... رسول الّذي فوق السّموات من عل
وأنّ أبا يحيى ويحيى كلاهما... له عملٌ في دينه متقبّل
وأنّ أخا الأحقاف إذ قام فيهم... يقوم بذات الله فيهم ويعدل
فقال النّبيّ: وأنا.
4- باب فيمن قال إني مسلم
30- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا عمرو بن ثابتٍ، حدّثنا سماك بن حربٍ، عمّن سمع عديّ بن حاتمٍ، يقول: لمّا قدمت المدينة، وقد كان يبلغني أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: إنّي لأرجو أن يجعل الله يده في يدي قال: فانطلق بي إلى رحله، وألقت لنا الجارية وسادةً - أو قال: بساطًا - فجلسنا، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أتنكر أن يقال: لا إله إلاّ اللّه، فهل من إلهٍ غير الله؟! قال: قلت: لا. قال: فتنكر أن يقال: الله أكبر، فهل شيءٌ أكبر من الله؟! فقلت: لا. قال: فإنّ اليهود مغضوبٌ عليهم، والنّصارى ضلال قلت: فإنّي مسلمٌ، قال: فرأيت وجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم استبشر لذلك واستنار لذلك.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة التّابعيّ، وعمرو بن ثابتٍ.
رواه ابن ماجة في سننه باختصارٍ من طريق الشّعبيّ، عن عديّ بن حاتمٍ به.
31- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا معاوية بن عمرٍو، حدّثنا أبو إسحاق، عن الأوزاعيّ، عن هارون بن رئابٍ قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعثًا، ففتح لهم، فبعثوا بشيرهم إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فبينا هو خبره بفتح الله لهم، وبعدد من قتل الله منهم، قال: فتفرّدت برجلٍ منهم، فلمّا غشيته لأقتله، قال: إنّي مسلمٌ، قال: فقتلته وقد قال: إنّي مسلمٌ؟! قال: يا رسول الله، إنّما قال ذلك متعوّذًا، قال: فهلاّ شققت عن قلبه؟! قال: وكيف أعرف ذلك يا رسول الله؟ قال: فلا لسانه صدّقت، ولا قلبه عرفت، إنّك لقاتله اخرج عنّي فلا تصاحبني قال: ثمّ إنّ الرّجل توفّي فلفظته الأرض مرّتين، فألقي في بعض تلك الأودية.
فقال بعض أهل العلم: إنّ الأرض لتواري من هو أنتن منه، ولكنّه موعظةٌ.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ، وهو معضلٌ فإنّ هارون بن رئابٍ الأسديّ البصريّ العابد، إنّما روى عن التّابعين عن الحسن وابن المسيّب وأشباههما، والأوزاعيّ، اسمه: عبد الرّحمن بن عمرٍو أبو عمرٍو، وأبو إسحاق هو: عمرو بن عبد الله السّبيعيّ، اختلط بأخرةٍ، ولم يتبيّن حال معاوية بن عمرٍو، هل روى عنه قبل الاختلاط أو بعده، فاستحقّ التّرك.
وله شاهدٌ من حديث جندب بن سفيان، رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو يعلى الموصليّ في مسنديهما، بإسنادٍ حسنٍ وسيأتي بطرقه في كتاب الفتن: في باب ستكون فتنٌ كقطع اللّيل المظلم.
وسيأتي له شواهدٌ في كتاب الجهاد - إن شاء الله تعالى.
5- باب في الإيمان والإسلام
32- قال مسدّد: حدّثنا أبو عوانة، عن المغيرة، عن عامر قال: الصّبر نصف الإيمان، والشكر ثلثا الإيمان، واليقين الإيمان كلّه.
33- وقال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا مروان الفزاريّ، عن أبانٍ، حدّثنا الصّبّاح بن محمّدٍ، عن مرّة، عن عبد الله بن مسعودٍ، أنّه سمع نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: إنّ الله تعالى قسّم بينكم أخلاقكم، كما قسّم بينكم أرزاقكم، وإنّ الله يعطي على نيّة الدّنيا من يحبّ ومن لا يحبّ، ولا يعطي الدّين إلا من يحبّ، فمن أعطاه الله الدّين، فقد أحبّه، والّذي نفس محمّدٍ بيده لا يسلم عبدٌ حتّى يسلم قلبه ولسانه، ولا يؤمن حتّى يأمن جاره بوائقه: قلنا: يا نبيّ الله، وما بوائقه؟ قال: غشمه وظلمه، ولا يكسب عبدٌ مالاً حرامًا، فينفق منه، فيبارك له فيه، ولا يتصّدّق منه فيقبل منه، ولا يتركه خلف ظهره إلاّ كان زاده إلى النّار، وإنّ الله - تبارك وتعالى - لا يمحو السّيّئ بالسّيّئ، ولكن يمحو السّيّئ بالحسن، إنّ الخبيث لا يمحو الخبيث.
هذا ضعيفٌ، الصّبّاح بن محمّدٍ أبو حازمٍ البجليّ الكوفيّ: مجهولٌ، قاله الذّهبيّ في طبقات رجال التّهذيب، وقال ابن حبّان: كان ممّن يروي الموضوعات عن الثّقات. وقال العقيليّ: في حديثه وهمٌ، ويرفع الموقوف.
رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده وغيره، من طريق أبان بن إسحاق، به.
34- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا أبو الحسين عاصم بن عليٍّ، حدّثنا الحكم بن فصيلٍ (1)، حدّثنا سيّارٌ أبو الحكم، عن شهر بن حوشبٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: بينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قاعدٌ في النّاس، إذ دخل رجلٌ يتخطّى النّاس، حتّى وضع يديه على ركبتي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: ما الإسلام يا رسول الله؟ قال: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّ محمّدًا رسول الله. قال: فإذا فعلت ذلك فقد أسلمت؟ قال: نعم. قال: فما الإيمان يا رسول الله؟ قال: أن تؤمن بالله واليوم الآخر، والملائكة، والكتاب، والنّبيّين، والحساب، والميزان، والحياة بعد الموت، والقدر كلّه خيره وشرّه. قال: فإذا فعلت، فقد آمنت يا رسول الله؟ قال: نعم، قال: ما الإحسان يا رسول الله؟ قال: أن تعبد الله كأنّك تراه، فإنّك إن لا تكن تراه، فإنّه يراك، قال: فإذا فعلت ذلك فقد أحسنت؟ قال: نعم، قال: فمتى السّاعة يا رسول الله؟ قال: هي في خمسٍ لا يعلمهنّ إلاّ الله ثم تلا قوله تعالى: {إنّ اللّه عنده علم السّاعة وينزّل الغيث ويعلم ما في الأرحام...} الآية. ألا أخبرك بعلامةٍ - أو قال: معالم - ذلك إذا رأيت العراة الجياع العالة رؤوس النّاس، ورأيت الأمة ولدت ربّتها، ورأيت أصحاب البداء يتطاولون في البنيان. قال: فانطلق الرّجل حتّى توارى، قال: عليّ الرّجل، فطلب فلم يوجد، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: هذا جبريل أتاكم ليعلّمكم دينكم، وما أتاني في صورةٍ إلاّ عرفته فيها غير مرّته هذه.
34/2- رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده، حدّثنا أبو النّضر، حدّثنا عبد الحميد، حدّثنا شهرٌ... فذكره.
_____حاشية_____
(1) تحرف في المطبوع إلى: "فضيل" بالمعجمة، وصوابه: "فصيل" بفتح الفاء، وكسر الصاد المهملة، انظر "المؤتلف والمختلف" للدارقطني 4/181، و"الإكمال" لابن ماكولا 7/66، و"الأنساب" للسمعاني 4/389، و"المشتبه" للذهبي 509، و"توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين 7/109، و"تبصير المنتبه" 3/1081 لابن حجر.
هذا إسنادٌ حسنٌ، شهر بن حوشبٍ الشّاميّ وثّقه أحمد بن حنبلٍ وابن معينٍ والعجليّ، وقال أبو حاتمٍ: ليس هو بدون أبي الزّبير. وقال يعقوب بن شيبة: ثقةٌ، على أنّ بعضهم طعن فيه.وقال ابن حزمٍ: ساقطٌ، وقال البيهقيّ: ضعيفٌ. وعبد الحميد هو ابن بهرامٍ، وثّقه أحمد بن حنبل، وابن المدينيّ، وابن معينٍ، وقال النّسائيّ: ليس به بأسٌ، وأبو النّضر هو هاشم بن القاسم، حافظ.
35- قال الحارث: وحدّثنا يونس بن محمّدٍ، حدّثنا ليثٌ - يعني ابن سعدٍ - عن يزيد بن أبي حبيبٍ، عن أبي الخير، أنّه سمع ابن أبي رافعٍ، يقول: أنّ رجلاً حدّثه أنّه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول حين سأله: ما الإيمان يا رسول الله؟ قال: الإيمان أن تؤمن بالله ورسوله. ثمّ سأله الثّانية، فقال مثل ذلك، ثم سأله الثّالثة، فقال: أتحبّ أن أخبرك ما صريح الإيمان؟ قال: ذلك أردت، قال: إنّ صريح الإيمان إذا أسأت أو ظلمت أحدًا عبدك، أو أمتك، أو أحدًا من المسلمين، تصدّقت وصمت، وإذا أحسنت استبشرت.
هذا إسنادٌ فيه مقالٌ، ابن أبي رافعٍ، إن كان هو عبد الرّحمن بن أبي رافعٍ الرّاوي، عن عمّته سلمى، وعبد الله بن جعفرٍ، وعنه حمّاد بن سلمة، قال ابن معينٍ: صالحٌ، وإلاّ فما علمته، وباقي رجال الإسناد رجال الصّحيحين.
36- قال الحارث: وحدّثنا روحٌ، حدّثنا هشام بن أبي عبد الله، حدّثنا يحيى بن أبي كثيرٍ، عن يزيد، عن زيد بن سلاّمٍ، عن جدّه ممطورٍ، عن أبي أمامة، أنّ رجلاً سأل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: ما الإيمان؟ قال: إذا سرّتك حسنتك وساءتك سيّئتك فأنت مؤمنٌ، قال: يا رسول الله فما الإثم؟ قال إذا حاك في نفسك شيءٌ فدعه.
قلت: يزيد لم أقف له على ترجمةٍ، وباقي رجال الإسناد ثقاتٌ.
37- قال الحارث: وحدّثنا أبو النّضر، حدّثنا شعبة، عن الحكم، عن عروة بن النّزّال - أو النّزّال بن عروة - التّميميّ، أنّ معاذ بن جبلٍ، قال: يا نبيّ الله، أخبرني بعملٍ يدخلني الجنّة؟ قال: بخٍ لقد سألت عن عظيمٍ، وإنّه ليسيرٌ على من يسّره الله - تعالى - عليه، تعبد الله، عزّ وجلّ، ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصّلاة المكتوبة، وتؤتي الزّكاة المفروضة، ألا أدلّك على رأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ أمّا رأس الأمر الإسلام، أسلم تسلم، وأمّا عموده فالصّلاة، وأما ذروة سنامه فالجهاد في سبيل الله، أولا أدلّك على أبواب الخير؟ الصّلاة قربانٌ، والصّيام جنّةٌ، والصّدقة طهورٍ، وقيام العبد في جوف اللّيل يكفّر الخطيئة، قال: وتلا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربّهم خوفًا وطمعًا وممّا رزقناهم ينفقون} ألا أدلّك على أملك ذلك كلّه، قال: فأقبل ركبٌ - أو راكبٌ - فأشار إليّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن اسكت، قال: فلمّا مضى الرّكب، قلت: يا رسول الله، وإنّا لمؤاخذون بما نتكلّم؟ قال: ثكلتك أمّك، وهل يكبّ النّاس على مناخرهم في جهنّم إلاّ حصائد ألسنتهم.
قلت: رواه التّرمذيّ في الجامع، وصحّحه، والنّسائيّ في الكبرى، وابن ماجة في سننه بنقص ألفاظٍ من طريق شقيقٍ، عن معاذٍ، به.
ورواه أحمد بن حنبلٍ: والبزّار في مسنديهما مطوّلاً جدًّا من طريق شهر بن حوشبٍ، عن معاذ بن جبلٍ، به.
38- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا داود بن عبد الله، حدّثنا عبد العزيز بن محمّدٍ، عن عمرو بن أبي عمرٍو مولى المطّلب، عن المطّلب، عن أبي موسى الأشعريّ: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: من عمل حسنةً فسرّته، وعمل سيّئةً فساءته فهو مؤمنٌ.
38/2- قلت: رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا قتيبة بن سعيدٍ، حدّثنا عبد العزيز بن محمّدٍ.... فذكره.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ.
39- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا إبراهيم بن الحجّاج السّاميّ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عبد الله بن المختار، عن عبد الملك بن عميرٍ، عن عبد الله بن الزّبير، عن عمر بن الخطّاب، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: من ساءته سيّئته، وسرّته حسنته فهو مؤمنٌ.
39/2- قال: حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا حمّادٌ، عن عبد الله بن المختار.
قلت: حديث عمر بن الخطّاب رجاله ثقاتٌ. وله شاهدٌ من حديث أبي موسى، رواه أحمد بن حنبلٍ.
40- قال أبو يعلى: وحدّثنا محمّد بن جامعٍ العطّار - بصريٌّ - حدّثنا محمّد بن عثمان، حدّثنا سليمان بن داود، عن رجاء بن حيوة، عن عبد الرّحمن بن غنمٍ، عن عمر بن الخطّاب، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا يبلغ عبدٌ صريح الإيمان، حتّى يدع المزاح والكذب، ويدع المراء وإن كان محقًّا.
6- باب في طعم الإيمان وحلاوته
41- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا سلاّمٌ، عن منصورٍ، عن ربعيٍّ، عن عليٍّ - رضي الله عنه - عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: لا يجد عبدٌ طعم الإيمان حتّى يؤمن بالقدر كلّه.
41/2- رواه مسدّدٌ بزيادةٍ في إسناده ومتنه فقال: حدّثنا أبو الأحوص، حدّثنا منصور بن المعتمر، عن ربعيّ بن حرّاشٍ، عن رجلٍ من بني أسدٍ، عن عليٍّ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أربعٌ لن يجد رجلٌ طعم الإيمان حتّى يؤمن بهنّ: لا إله إلاّ اللّه وحده، وأنّي رسول الله بعثني بالحقّ، وأنّه ميّتٌ، ثمّ مبعوثٌ بعد الموت، ويؤمن بالقدر كلّه.
41/3- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أبو الأحوص... فذكر طريق مسدّدٍ الثّانية بتمامها.
41/4- وكذا رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا خلفٌ البزّار، حدّثنا أبو الأحوص... فذكره.
ورواه مسدّدٌ، والتّرمذيّ أيضًا.
42- قال أبو داود الطّيالسيّ: وحدّثنا شعبة، عن أبي بلجٍ، عن عمرو بن ميمونٍ، عن أبي هريرة: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من سرّه أن يجد طعم الإيمان، فليحبّ العبد لا يحبّه إلاّ الله - عزّ وجلّ.
هذا إسنادٌ فيه مقالٌ، أبو بلجٍ - بالباء الموحّدة مفتوحةً، وآخره جيمٌ - مختلفٌ في اسمه على أقوالٍ، ومختلفٌ في عدالته، وثّقه ابن معينٍ وابن سعدٍ والنّسائيّ والدّارقطنيّ، وقال أبو حاتمٍ: لا بأس به، وقال ابن حبّان في الثّقات: يخطئ، وقال البخاريّ: فيه نظرٌ، وقال الجوزجانيّ والأزديّ: كان غير ثقةٍ انتهى، وباقي رجال الإسناد رجال الصّحيح.
وله شاهدٌ في الصّحيحين، وغيرهما من حديث أنسٍ.
43- وقال مسدّدٌ: حدّثنا خالد، حدّثنا حميد، عن أنس قال: كان الرجل يسلم على الطمع اليسير فما يمسي حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما فيها.
43/2- رواه أبو يعلى الموصليّ، حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا يزيد بن زريع، حدّثنا حميد، عن أنس بن مالك قال: إن كان الرجل ليأتي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لشيء من الدنيا لا يسلم إلاّ له فما يمسي... فذكره.
43/3- قال: وحدّثنا زهير، حدّثنا عبد الله بن بكر، حدّثنا حميد... فذكره.
قلت: إسناد حديث أنس رجاله ثقات.
7- باب ما جاء في البيعة على التوحيد
44- قال مسدّدٌ: حدّثنا عبد الواحد، عن ليثٍ، عن عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن جدّه، قال: قلنا للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم - أو قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم -: أبايعكم على أن لا تشركوا بالله شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا النّفس الّتي حرّم الله بغير حقٍّ، فمن أصاب منكم هذا، فعجّل له عقوبته، فهو كفّارةٌ، ومن ستر عليه، فأمره إلى الله إن شاء عذّبه وإن شاء رحمه، ومن لم يصب منهنّ شيئًا ضمنت له الجنّة.
44/2- رواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا أبو نصرٍ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن ليث بن أبي سليمٍ، عن عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن جدّه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: هل تدرون على ما بايعتموني؟ قالوا: الله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم أعلم؟ قال: على أن لا تشركوا بالله شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا النّفس الّتي حرّم الله إلاّ بالحقّ، فمن أتى شيئًا منهنّ، فعجّلت عقوبته، فهي كفّارة ذنبه، ومن ستر عليه فحسابه على الله، إن شاء غفر له، وإن شاء عذّبه، ومن لم يواف بشيءٍ منهنّ ضمنت له الجنّة.
قلت: الجمهور على ضعف ليث بن أبي سليمٍ.
45- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عبد الرّحيم بن سليمان، عن مجالد بن سعيدٍ، عن عامرٍ، عن عقبة بن عمرٍو، قال: وعدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أهل العقبة يوم الأضحى، ونحن سبعون رجلاً - قال عقبة: إنّي لأصغرهم سنًّا - فأتانا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: أوجزوا في الخطبة، فإنّي أخاف عليكم كفّار قريشٍ فقلنا: يا رسول الله، سلنا لربّك وسلنا لأصحابك، وأخبرنا ما الثّواب على الله وعليك؟ قال: أسألكم لربّي أن تؤمنوا به، ولا تشركوا به شيئًا، وأسألكم أن تطيعوني أهدكم سبيل الرّشاد، وأسألكم لي ولأصحابي أن تواسونا في ذات أيديكم، وأن تمنعونا ممّا منعتم به أنفسكم، فإذا فعلتم ذلك فلكم على الله الجنّة، وعليّ. قال: فمددنا أيدينا فبايعناه.
45/2- رواه عبد بن حميدٍ: وحدّثني أبو بكر بن أبي شيبة.
45/3- ورواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا ابن أبي زائدة، حدّثني أبي، عن عامرٍ، قال: انطلق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومعه العبّاس عمّه إلى السّبعين من الأنصار عند العقبة تحت الشّجرة، فقال: ليتكلّم متكلّمكم، ولا يطيل الخطبة، فإنّ عليكم من المشركين عينًا، وإنّهم إن يعلموا بكم يفضحوكم، فقال قائلهم - وهو أبو أمامة -: سل ربّك يا محمّد، ما شئت ولأصحابك ما شئت، ثمّ أخبرنا ما لنا من الثّواب إذا فعلنا ذلك؟ فقال: أسألكم لربّي أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئًا، وأسألكم لنفسي ولأصحابي أن تؤوونا، وتنصرونا، وتمنعونا ممّا منعتم منه أنفسكم قالوا: فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال: لكم الجنّة قالوا: فلك ذلك.
45/4- قال: وحدّثنا يحيى بن زكريّا، أنبأنا مجالدٌ، عن الشّعبيّ، عن أبي مسعودٍ الأنصاريّ مثل ذلك، قال: وكان أبو مسعودٍ أصغرهم سنًّا.
قلت: طريق ابن أبي شيبة فيه مجالد بن سعيدٍ ضعيفٌ، وطريق أحمد بن منيعٍ الأولى مرسلة.
46- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا خالد بن مخلدٍ، عن عليّ بن هاشمٍ، عن أشعث، عن محمّد بن سيرين، عن الجارود العبديّ، قال: أتيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أبايعه، وقلت له: على أّنّي إن تركت ديني ودخلت في دينك لا يعذّبني الله في الآخرة؟ قال: نعم.
46/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ، وأشعث هو ابن عبد الملك الحمرانيّ، وعليّ ابن هاشمٍ هو ابن البريد الكوفيّ، وخالد بن مخلدٍ هو القطوانيّ الكوفيّ أبو الهيثم.
47- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا شباب حدّثنا عون بن كهمس بن الحسن، حدّثنا حمران بن حديرٍ، حدّثنا رجلٌ منّا يقال له: مقاتلٌ، عن قطبة بن قتادة السّدوسيّ، قال: أتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقلت: يا رسول الله، ابسط يدك أبايعك على نفسي، وعليّ أمّي، والحوصلة، ولو كذبت على الله لخدعك.
47/2- رواه الإمام أحمد بن حنبلٍ من طريق حمران بن يزيد، عن قتادة، عن رجلٍ من بني سدوسٍ، عن قطبة بن قتادة، قال: بايعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم... فذكره.
قلت: مدار إسناد حديث قطبة بن قتادة على مقاتلٍ أبي عبد الرّحمن السّدوسيّ وهو مجهولٌ.
48- وقال مسدّدٌ: حدّثنا معتمر بن سليمان، حدّثنا عاصم الأحول، عن عمرو بن عطية قال: أتيت عمر فبايعته وأنا غلام على كتاب الله وسنة نبيه صلّى الله عليه وسلّم هنّ لنا وهن علينا، فضحك وبايعنا.
هذا إسناد ضعيف موقوف، عمرو بن عطية العوفي ضعفه الدراقطنى وغيره وقال العقيلي: في حديثه نظر.
8- باب بيعة النساء
49- قال الحميديّ: حدّثنا سفيان، حدّثنا ابن أبي حسينٍ، عن شهر بن حوشبٍ، أنّه سمع أسماء بنت يزيد، تقول: بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في نسوةٍ، فقال: فيما استطعتنّ فقلنا: يا رسول الله بايعنا، فقال: إنّي لا أصافحكنّ إنّما آخذ عليكنّ ما أخذ الله - عزّ وجلّ.
49/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا عثمان بن عمر، حدّثنا إبراهيم بن عبد الرّحمن السّاميّ، حدّثني شهر بن حوشبٍ، أنّه لقي أسماء بنت يزيد، قال: فحدّثتني أنّها بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم بايع النّساء، قالت: فمددت يدي لأبايعه فقبض يده، وقال: لا أصافح النّساء ولكن إنّما أخذ عليهنّ بالقول.
49/3- قال: وحدّثنا أبو كريبٍ، حدّثنا محمّد بن ربيعة، عن مستقيم بن عبد الملك، عن شهر بن حوشبٍ، عن أسماء بنت يزيد، قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا يصافح النّساء.
هذا إسنادٌ حسنٌ، شهر بن حوشبٍ مختلفٌ فيه، وثّقه أحمد بن حنبلٍ، وابن معينٍ، والعجليّ، ويعقوب بن شيبة، وليّنه النّسائيّ، وضعّفه ابن حزمٍ، والبيهقيّ، وابن أبي حسينٍ: هو عبد الله بن عبد الرّحمن القرشيّ النّوفليّ، أحد رجال الصّحيحين، وباقي رجال الإسناد، رجال الصّحيح.
50- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا نصر بن عليٍّ، حدّثتني غبطة أمّ عمرٍو عجوزٌ من بني مجاشعٍ، حدّثتني عمّتي، عن جدّتي، عن عائشة، قالت: جاءت هند بنت عتبة بن ربيعة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لتبايعه، فنظر إليها، فقال: اذهبي فغيّري يدك، قالت: فذهبت فغيّرتها بحنّاء، ثمّ جاءت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: أبايعك على أن لا تشركي بالله شيئًا، ولا تسرقي، ولا تزني، قالت: أو تزني الحرّة؟! قال: ولا تقتلن أولادكنّ خشية إملاقٍ قالت: وهل تركت لنا أولادًا نقتلهم؟! قالت: فبايعته، ثمّ قالت له وعليها سوارين من ذهبٍ: ما تقول في هذين السّوارين؟ قال: جمرتين من جمر جهنّم.
51- قال: وحدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا يونس بن محمّدٍ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمّد بن حاطبٍ، حدّثني أبي، عن أمّه، عائشة بنت قدامة، قالت: أنا مع أمّي رائطة بنت سفيان الخزاعي والنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يبايع نسوةً، ويقول: أبايعكنّ على ألاّ تشركن بالله شيئًا، ولا تسرقن، ولا تزنين، ولا تقتلن أولادكنّ، ولا تأتين ببهتانٍ تفترينه بين أيدكنّ وأرجلكنّ، ولا تعصين في معروفٍ، فأطرقن، فقال لهنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: قلن نعم، فيما استطتعن، قلن نعم فيما استطعنا وأقول معهنّ، وتلقّنّي أمّي قولي: نعم، فأقول: نعم.
51/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا إبراهيم بن أبي العبّاس، ويونس المعنى، قالا: حدّثنا عبد الرّحمن، يعني: ابن عثمان بن إبراهيم بن محمّد بن حاطبٍ... فذكره.
قلت: عائشة بنت قدامة بن مظعونٍ القرشيّة الجمحيّة المدنيّة، ذكرها ابن حبّان في الصّحابة، وقال: رأت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقبّل عمّها عثمان بن مظعونٍ، وهو ميّتٌ، فإن صحّ ذلك فلها صحبةٌ، وإن لم يصّحّ فسنذكرها في التّابعين ثمّ ذكرها في التّابعين، انتهى .
ومع ذلك فالإسناد إليها فيه جهالةٌ.
52- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثني سليط بن أيّوب، عن أمّه، عن سلمى بنت قيسٍ - وكانت إحدى خالات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قد صلّت معه القبلتين، وكانت إحدى نساء بني عديّ بن النّجّار - قالت: جئت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فبايعته في نسوةٍ من الأنصار، فلمّا شرط علينا ألاّ نشرك بالله شيئًا، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتانٍ نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيه في معروفٍ، قال: ولا تغششن أزواجكنّ قالت: فبايعناه، ثم انصرفنا، فقلت لامرأةٍ منهنّ: ارجعي فسلي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما غشّ أزواجنا؟ قالت: فسألته، قال: تأخذ ماله فتحابي به غيره.
52/2- قال: وحدّثنا عبد الرّحمن بن صالحٍ الأزديّ، حدّثنا يونس بن بكيرٍ، عن ابن إسحاق، حدّثني سليط بن أيّوب، عن أمّه سلمى بنت قيسٍ أمّ المنذر - إحدى خالات النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قد صلّت معه القبلتين - قالت: بايعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فيمن بايعه من النّساء، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا تغشّنّ أزواجكنّ فبايعته، فقلت لامرأةٍ: ويحك ارجعي فسليه: ما غشّ أزواجنا؟... فذكره.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبلٍ.
وسيأتي في كتاب النّكاح في باب إعلان النّكاح.
52/3- قال: وحدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرعرة، حدّثنا وهب بن جريرٍ، حدّثنا أبي، سمعت ابن إسحاق، عن رجلٍ من الأنصار، عن أمّه، عن أمّ المنذر، قالت: كنت فيمن بايع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فكان فيما أخذ علينا، أن لا نغشّ أزواجنا، فلمّا انصرفنا عنه، قلت: ويحكنّ استفتين رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما غشّكنّ لأزواجكنّ، فرجعت، ورجعت معي امرأةٌ، فقال: أن تأخذ إحداكنّ ماله فتحابي به غيره.
قلت: سليط بن أيّوب الأنصاريّ المدنيّ، ذكره ابن حبّان في الثّقات، وباقي رجال الإسناد ثقاتٌ، وابن إسحاق هو محمّد بن إسحاق بن يسارٍ صاحب المغازي، وإن كان مدلّسًا، فقد صرّح بالتّحديث، فزالت تهمة تدليسه.
52/4- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا يعقوب بن إبراهيم... فذكره.
53- قال أبو يعلى: وحدّثنا أبو كريبٍ، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا إسحاق بن عثمان الكلابيّ، حدّثنا إسماعيل بن عبد الرّحمن بن عطيّة الأنصاريّ، حدّثتني جدّتي أمّ عطيّة، قالت: لمّا قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المدينة، جمع نساء الأنصار في بيتٍ، ثمّ بعث إلينا عمر فقام فسلّم، فرددنا عليه السّلام، فقال: إنّي رسول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إليكم قلنا: مرحبًا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وبرسول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قالت: فقال: أتبايعنني على أن لا تشركن بالله شيئًا، ولا تزنين، ولا تسرقن، ولا تقتلن أولادكنّ، ولا تأتين ببهتانٍ تفترينه بين أيديكنّ وأرجلكنّ، ولا تعصين في معروفٍ؟ قلنا: نعم، قالت: فمددنا أيدينا من داخل البيت، ومدّ يده من خارجه... فذكره.
هذا إسنادٌ فيه مقالٌ، إسماعيل بن عبد الرّحمن، ذكره ابن حبّان في الثّقات، وأخرج له هو وابن خزيمة في صحيحهما. وإسحاق قال فيه أبو حاتمٍ: ثقةٌ وقال ابن معينٍ: صالحٌ، وذكره ابن حبّان في الثّقات ووكيعٌ: هو ابن الجرّاح، وأبو كريبٍ: هو محمّد بن العلاء الهمدانيّ الحافظ.
53/2- رواه ابن حبّان في صحيحه: حدّثنا أبو خليفة، حدّثنا أبو الوليد الطّيالسيّ، حدّثنا إسحاق بن عثمان، حدّثنا إسماعيل بن عبد الرّحمن بن عطيّة، عن جدّته أمّ عطيّة، قالت: لمّا قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم... فذكره.
وهو في الصّحيح من حديث عمر، وروى أبو داود منه قطعةً يسيرةً.
9- باب عرى الإسلام وشرائعه وسهامه وضراوته وشرته
54- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا محمّد بن فضيلٍ، عن ليثٍ، عن عمرو بن مرّة - زاد فيه: جريرٌ، عن معاوية بن سويدٍ - عن البراء بن عازبٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أوثق عرى الإيمان الحبّ في الله، والبغض في الله.
54/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا إسماعيل، حدّثنا ليثٌ... فذكره، ولفظه: كنّا جلوسًا عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: أيّ عرى الإسلام أوثق؟ قالوا: الصّلاة، قال: حسنةٌ، وما هي بها قالوا: الزّكاة، قال: حسنةٌ، وما هي بها، قالوا: صيام رمضان، قال: حسنٌ، وما هو به، قالوا: الجهاد، قال: حسنٌ وما هو به، قال: إنّ أوثق عرى الإيمان الحبّ في الله والبغض في الله.
54/3- وقد رواه أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا جريرٌ، عن ليثٍ... فذكره.
ومدار طرقهم على ليث بن أبي سليمٍ، وهو ضعيفٌ.
55- وقال عبد بن حميدٍ: حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا بشر بن نميرٍ، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن عليّ بن أبي طالبٍ بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد منافٍ، أنّه كان يقول عن قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، كان يقول: عرى الإيمان أربعٌ، والإسلام توابعٌ، عرى الإيمان: أن تؤمن بالله وحده، وبمحمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم وما جاء به، وتؤمن بالله وتعلم أنّك مبعوثٌ بعد الموت، وإقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، وصيام رمضان، وحجّ البيت، والجهاد في سبيل الله - عزّ وجلّ.
قلت: بشر بن نميرٍ اتّفقوا على ضعفه، وقال يحيى بن سعيدٍ: كان ركنًا من أركان الكذب.
56- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو يوسف الجيزيّ، حدّثنا مؤمّلٌ، حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، حدّثنا عمرو بن مالكٍ النّكريّ، عن أبي الجوزاء، عن ابن عبّاسٍ - قال حمّادٌ: ولا أعلمه إلاّ قد رفعه إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم - قال: عرى الإسلام وقواعد الدّين ثلاثةٌ عليهنّ أسّس الإسلام، من ترك منهنّ واحدةً، فهو بها كافرٌ حلال الدّم: شهادة أن لا إله إلاّ اللّه، وإقام الصّلاة المكتوبة، وصوم رمضان.
ثمّ قال ابن عبّاسٍ: تجده كثير المال لا يزكّي، ولا يزال بذلك كافرًا، ولا يحلّ دمه، وتجده كثير المال لم يحجّ فلا يزال بذلك كافرًا، ولا يحلّ دمه.
هذا إسنادٌ فيه مقالٌ، أبو الجوزاء: هو أوس بن عبد الله، وثّقه أبو حاتمٍ، وأبو زرعة والعجليّ، وعمرو بن مالكٍ النّكريّ - بضمّ النّون - ذكره ابن حبّان في الثّقات وقال: يعتبر حديثه من غير رواية ابنه عنه، يخطئ ويغرب، وحمّاد بن زيدٍ مشهورٌ.
ومؤمّلٌ هو ابن إسماعيل مولى آل عمر، وثّقه ابن معينٍ وإسحاق بن راهويه، وذكره ابن حبّان في الثّقات، وقال ابن سعدٍ: ثقةٌ كثير الخطأ، وكذا قال الدّارقطنيّ: - وأبو يوسف هو يعقوب بن سفيان الفسويّ - قال النّسائيّ، ومسلمة بن قاسمٍ: لا بأس به، وذكره ابن حبّان في الثّقات.
57- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا عبد الواحد بن غيّاثٍ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن شقيقٍ، عن رجلٍ من بلقين، قال: أتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو بوادي القرى، فقلت: يا رسول الله، ما أمرت به؟ قال: أمرت أن تعبدوا الله، ولا تشركوا به شيئًا، وأن تقيموا الصّلاة، وتؤتوا الزّكاة. فقلت: يا رسول الله، من هؤلاء؟ فقال: المغضوب عليهم - يعني اليهود - فقلت: من هؤلاء؟ قال: الضّالّين - يعني: النّصارى - قلت: فلمن المغنم يا رسول الله؟ قال: للّه، عزّ وجلّ، سهمٌ ولهؤلاء أربعة أسهمٍ قال: قلت: فهل أحدٌ أحق للمغنم من أحدٍ؟ قال: لا حتّى السّهم يأخذه أحدكم من جنبه، فليس بأحقّ به من أحدٍ.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ، عبد الواحد بن غيّاثٍ المربديّ - بكسر الميم، وسكون الرّاء، وفتح الباء الموحدة - قال أبو زرعة: صدوقٌ، وقال الخطيب: كان ثقةً، وذكره ابن حبّان في الثّقات، وباقي رجال الإسناد على شرط مسلمٍ.
58- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا عبيد الله بن موسى: أنبأنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهبٍ الهمدانيّ، قال: قدم علينا معاذ بن جبلٍ، فقال: إنّي رسول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إليكم، أن تعبدوا الله، ولا تشركوا به شيئًا، وأن تطيعوني لا آلوكم خيرًا، وأنّ المصير إلى الله وإلى الجنّة والنّار إقامةٌ لا ظعن، وخلودٌ فلا موتٍ.
هذا إسنادٌ صحيحٌ
59- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا محمّد بن بشرٍ، حدّثنا زكريّا، حدّثنا عطيّة، عن أبي سعيدٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: من مات لا يشرك بالله شيئًا، دخل الجنّة.
59/2- رواه عبد بن حميدٍ، حدّثنا عبد الله بن يزيد، حدّثنا عبد الرّحمن بن زيادٍ، عن عبد الله بن راشد مولى عثمان بن عفّان سمعت أبا سعيدٍ الخدريّ، يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إن بين يدي الرّحمن للوحًا فيه ثلاثمائةٍ وخمسة عشر شريعةٍ، يقول الرّحمن: وعزّتي وجلالي لا يأتني عبدٌ من عبادي لا يشرك بي شيئًا فيه واحدةٌ منكنّ، إلاّ دخل الجنّة.
59/3- ورواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة وأبو يعلى الموصليّ قالا: حدّثنا أبو عبد الرّحمن المقرئ، حدّثنا عبد الرّحمن بن زياد بن أنعمٍ، حدّثنا عبد الله بن راشد مولى عثمان بن عفّان سمعت أبا سعيدٍ الخدريّ، يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ بين يدي الرّحمن للوحًا فيه ثلاثمائةٍ وخمسة عشر شريعةٍ، يقول الرّحمن: وعزّتي لا يأتني عبدٌ من عبادي ما لم يشرك بي، فيه واحدةً منكنّ إلاّ أدخلته الجنّة.
قلت: حديث أبي سعيدٍ هذا ضعيفٌ لضعف عطيّة العوفيّ، وعبد الرّحمن بن زيادٍ الأفريقيّ.
60- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا يحيى بن أبي بكيرٍ، حدّثنا أبو جعفرٍ، أنبأنا الرّبيع بن أنسٍ سمعت أنس بن مالكٍ، يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من فارق الدّنيا على الإخلاص للّه، وعبادته لا شريك له، وإقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة فارقها والله عنه راضٍ، وذلك دين الله الّذي جاءت به الرّسل، وبلّغوا عن ربّهم قبل هرج الأحاديث، واختلاف الأهواء، يقول الله، عزّ وجلّ،: فإن تابوا وخلعوا الأنداد وعبادتها، وأقاموا الصّلاة، وآتوا الزّكاة فخلّوا سبيلهم.
61- قال الحارث: وحدّثنا أبو النّضر، حدّثنا شيبان أبو معاوية، حدّثنا عثمان بن عبد الله بن موهبٍ، عن موسى بن طلحة، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يسير فجاءه رجلٌ، فأخذ بزمام ناقته، فقال: يا نبيّ الله، أخبرني بشيءٍ يقرّبني من الجنّة، ويزحزحني عن النّار؟ قال: تؤمن بالله، ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصّلاة، وتؤتي الزّكاة، وتصل الرّحم فأرسل الزّمام، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إن وفّى بما قلت له دخل الجنّة.
هذا إسنادٌ صحيحٌ، إلاّ أنّه مرسلٌ، موسى بن طلحة، هو ابن عبيد الله ليست له صحبةٌ، بل روايته عن عمر مرسلةٌ، وأبو معاوية هو محمّد بن خازمٍ الضّرير.
62- قال الحارث: وحدّثنا عاصم بن عليٍّ، حدّثنا المسعوديّ، عن عون بن عبد الله، عن أبي هريرة.
62/2- قال عاصمٌ: وأخبرني بعض أصحابنا، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة، قال: جاء رجلٌ بجاريةٍ سوداء لا تفصح، فقال: إنّي جعلت عليّ رقبةً مؤمنةً أفأعتق هذه؟ فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: من ربّك؟ فأشارت برأسها إلى السّماء، فقال: من أنا؟ فأشارت إلى السّماء - تعني أنّك رسول الله - قال: أعتقها فإنّها مؤمنةٌ.
قلت: الطّريق الأولى فيها المسعوديّ واسمه عبد الرّحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعودٍ اختلط بأخرةٍ، وعاصم بن عليٍّ روى، عنه بعد الاختلاط، كما أوضحت ذلك في تبيين حال المختلطين.
والطّريق الثّانية: ضعيفةٌ لجهالة شيخ عاصم بن عليٍّ ولعلّه المسعوديّ.
63- قال الحارث: وحدّثنا الخليل بن زكريّا، حدّثنا عبد الله بن عونٍ، حدّثني نافعٌ، عن ابن عمر، أنّ رجلاً جاء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا رسول الله، عليّ نسمةٌ مؤمنةٌ أن أعتقها، وإنّ هذه الجارية أعجميّةٌ، فيجوز لي أن أعتقها؟ قال: قال لها: أين ربّك؟ قالت: في السّماء، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أعتقها فإنّها مؤمنةٌ.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف خليل بن زكريّا، قال العقيليّ: يحدّث بالبواطيل، عن الثّقات وقال الأزديّ: متروك الحديث. وقال الذّهبيّ في الكاشف: متّهمٌ.
64- وقال أبو داود الطيالسي: حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، سمعت صلة بن زفر، يحدث عن حذيفة قال: الإسلام ثمانية أسهم: الإسلام سهم، والصلاة سهم، والزكاة سهم، والحج سهم، وصوم رمضان سهم، والأمر بالمعروف سهم، والنهي عن المنكر سهم، والجهاد في سبيل الله سهم، وقد خاب من لا سهم له.
64/2- رواه البزّار في مسنده: حدّثنا محمد بن المثنى، حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة... فذكره موقوفًا.
هذا إسناد صحيح موقوف. وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله وإن اختلط بآخره، فإن شعبة روى عنه قبل الاختلاط، ومن طريقه روى له الشيخان في صححيهما.
64/3- قال: وحدّثنا محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم التستري، حدّثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي، حدّثنا يزيد بن عطاء، حدّثنا أبو إسحاق، عن صلة، عن حذيفة، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: الإسلام ثمانية... فذكره مرفوعا.
قال البزّار: لم يسنده إلاّ يزيد بن عطاء اليشكري.
قلت: يزيد بن عطاء اليشكري اختلف فيه كلام أحمد بن حنبل، وضعفه ابن معين والنسائي، وقال ابن حبان: ساء حفظه؟ كان يقلب الأسانيد ويروي عن الثقات ما ليس من حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به.
وقال الدّارقطنيّ وغيره: الصحيح أنه موقوف.
65- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا سويد بن سعيدٍ، حدّثنا حبيب بن حبيبٍ - أخو حمزة الزّيّات - عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن عليٍّ - رضي الله عنه - عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: الإسلام ثمانية أسهمٍ: الإسلام سهمٌ، والصّلاة سهمٌ، والزّكاة سهمٌ، والحجّ سهمٌ، والجهاد سهمٌ، وصوم رمضان سهمٌ، والأمر بالمعروف سهمٌ، والنّهي عن المنكر سهمٌ، وخاب من لا سهم له.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف الحارث بن عبد الله الأعور.
66- قال أبو يعلى: وحدّثنا هدبة بن خالدٍ، حدّثنا همّام، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن شيبة الخضري، أنّه شهد عروة يحدّث عمر بن عبد العزيز،
عن عائشة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: ثلاثٌ أحلف عليهنّ: لا يجعل الله من له سهمٌ في الإسلام كمن لا سهم له، وسهام الإسلام ثلاث: الصّوم، والصّلاة، والصّدقة، لا يتولّى الله عبدًا فيولّيه غيره يوم القيامة، ولا يحبّ رجلٌ قومًا إلاّ جاء معهم يوم القيامة والرّابعة: لو حلفت عليها لم أخف أن آثم لا يستر الله على عبدٍ في الدّنيا، إلاّ ستر عليه في الأخرة.
فقال عمر بن عبد العزيز: إذا سمعتم مثل هذا من مثل عروة فاحفظوه.
66/2- قال إسحاق: وحدّثني عبد الله بن عتبة بن مسعودٍ، عن ابن مسعودٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بمثله.
66/3- قلت: حديث عائشة، رواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا يزيد، حدّثنا همّام بن يحيى... فذكره.
ورواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده بإسنادٍ جيّدٍ، وسيأتي في كتاب الصّلاة.
وحديث عبد الله بن مسعودٍ، رواه الطّبرانيّ في الكبير.
67- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا محمّد بن إسحاق، عن أبي الزّبير، عن أبي العبّاس مولى لبني الدّيليّ، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: ذكرنا عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قومًا يجتهدون في العبادة اجتهادًا شديدًا، فقال: تلك ضراوة الإسلام وشرّته، وإنّ لكلّ شرّةٍ فترةً، فمن كانت فترته إلى الاقتصاد فلأمٍّ ما هو! ومن كانت فترته إلى المعاصي، فأولئك هم الكافرون.
67/2- رواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا حصينٌ، عن مجاهدٍ، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لكلّ عابدٍ شرّةٌ، ولكلّ شرّةٍ فترةٌ، فإمّا إلى سنّةٍ، وإمّا إلى بدعةٍ، فمن كانت فترته إلى سنّتي فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك هلك.
67/3- قال: وحدّثنا يزيد بن هارون... فذكره.
67/4- ورواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا أبو النّضر حدّثنا شعبة، عن حصين بن عبد الرّحمن... فذكره.
67/5- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا شعبة... فذكره.
67/6- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا يزيد بن هارون... فذكره،
67/7- ورواه ابن حبّان في صحيحه: حدّثنا أبو يعلى الموصليّ... فذكره.
ورواه ابن أبي عاصمٍ، وله شاهدٌ من حديث أبي هريرة، ورواه ابن حبّان في صحيحه، وسيأتي في كتاب الزهد.
وقوله شرة - بكسر الشين المعجمة، وتشديد الراء وبعدها تاء تأنيث - هي النشاط والهمة، وشرة الشباب أوله وحدته.
قلت: له شاهد، وسيأتي في كتاب النوافل وفي كتاب الزهد في باب من اجتهد في العبادة.
10- باب ما جاء فيمن آمن ويبعث أمة وحده
68- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا المسعوديّ، عن نفيل بن هشام بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيلٍ العدويّ - عديّ قريشٍ - عن أبيه، عن جدّه، أن زيد بن عمرو،
وورقة بن نوفلٍ خرجا يلتمسان الدين، حتى انتهيا إلى راهب بالموصل، فقال لزيد بن عمرو: من أين أقبلت يا صاحب البعير؟ قال: من بنية إبراهيم، قال: وما تلتمس؟ قال: ألتمس الدّين، قال: ارجع، فإنّه يوشك أن يظهر الّذي تطلب في أرضك فأمّا ورقة فتنصّر، وأمّا أنا فعرضت عليّ النّصرانيّة فلم توافقني فرجع وهو يقول:
لبّيك حقًّا حقًّا... تعبّدًا ورقًّا
البرّ أبغي لا الخال... وهل مهجر كمن قال
آمنت بما آمن به إبراهيم، وهو يقول:
أنفي لك عانٍ راغمٌ... مهما تجشّمني فإنّي جاشمٌ
ثم يخرّ فيسجد
قال: وجاء ابنه إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال يا رسول الله، إنّ أبي كان كما رأيت وكما بلغك، أفأستغفر له؟ قال: نعم، فإنّه يبعث يوم القيامة أمةً وحده، وأتى زيد بن عمرٍو على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومعه زيد بن حارثة، وهما يأكلان من سفرةٍ لهما، فدعواه لطعامهما، فقال زيد بن عمرٍو للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: يا ابن أخي لا نأكل ممّا ذبح على النّصب.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ، نفيلٌ وهشامٌ ذكرهما ابن حبّان في الثّقات، والباقي على شرط مسلمٍ، إلاّ أنّ المسعوديّ اختلط بأخرةٍ، وممّن روى عنه بعد الاختلاط، أبو داود الطّيالسيّ، ويزيد بن هارون، كما أوضحته في تبيين حال المختلطين.
68/2- رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده: حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا المسعوديّ... فذكره.
وله شاهدٌ من حديث مجالدٍ، عن الشّعبيّ، عن جابرٍ، قال: سألنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، عن زيد بن عمرو بن نفيلٍ... الحديث، وفيه: ذاك أمّةٌ وحده، يحشر بيني وبين عيسى بن مريم وفيه: وسألته عن ورقة بن نوفلٍ، فقال: رأيته يمشي في بطنان الجنّة، عليه حلّةٌ من سندسٍ... الحديث.
رواه أبو يعلى، وسيأتي في كتاب المناقب.
وروي من حديث عائشة مرفوعًا بسندٍ صحيحٍ: لا تسبّوا ورقة، فإنّي رأيت له جنّةً أو جنّتين.
11- باب ما جاء فيمن آمن بالغيب
69- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا طلحة، عن نافعٍ، قال: جاء رجلٌ إلى ابن عمر، فقال: يا أبا عبد الرّحمن، أنتم نظرتم إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بأعينكم؟ قال: نعم، قال: وكلّمتموه بألسنتكم هذه؟ قال: نعم، قال: وبايعتموه بأيمانكم هذه؟ قال: نعم، قال: طوبى لكم يا أبا عبد الرّحمن قال: أفلا أخبرك عن شيءٍ سمعته منه، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى لمن لم يرني وآمن بي - ثلاثًا.
69/2- رواه عبد بن حميدٍ: حدّثنا أبو نعيمٍ، حدّثنا طلحة بن عمرٍو، عن نافعٍ... فذكره.
قلت: مدار حديث ابن عمر على طلحة بن عمرٍو الحضرميّ، وقد أجمعوا على ضعفه.
70- قال أبو داود الطّيالسيّ: وحدّثنا همّامٌ، عن قتادة، عن أيمن، عن أبي أمامة: سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، يقول: طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى سبعًا لمن لم يرني وآمن بي.
70/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عبيد الله بن موسى: أنبأنا هشامٌ، عن قتادة.
70/3- ورواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا يزيد، أنبأنا همّامٌ... فذكره.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ، أيمن بن مالكٍ الأشعريّ ذكره ابن حبّان في الثّقات، وباقي رجال الإسناد رجال الصّحيح.
71- وقال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا المقرئ، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثني يزيد بن أبي حبيبٍ، أن رجلاً من جهينة أخبره، أن رجلين أتيا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فنظر إليهما يومًا مذحجيّان كنديّان ثمّ قال: بل كنديّان، فأتياه فإذا هما كنديّان، فقال أحدهما: أرأيت يا رسول الله من اتّبع ما أرسلت به وصدّقك، ولم يرك ماذا له؟ قال: طوبى له، ثم طوبى له.
قلت: عبد الله بن لهيعة الحضرميّ أبو عبد الرّحمن قاضي مصر ضعيفٌ.
72- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا محمّد بن عبيدٍ، حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيبٍ، عن مرثد بن عبد الله، عن أبي عبد الرّحمن الجهنيّ، قال: بينا نحن عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذ طلع راكبان فلمّا رآهما قال: كنديّان مذحجيّان، حتّى أتيا، فإذا رجلان من مذحجٍ، قال: فدنا أحدهما إليه ليبايعه، فلمّا أخذ بيده، قال: يا رسول الله، أرأيتك من رآك، وآمن بك، وصدّقك، واتّبعك، ماذا له؟ قال: طوبى له فمسح على يده فانصرف، ثمّ أقبل الآخر وأخذ بيده ليبايعه، فقال: يا رسول الله، أرأيتك من آمن بك، وصدّقك، واتّبعك، ولم يرك؟ قال: طوبى له، ثم طوبى له. ثم مسح على يده فانصرف.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لتدليس محمّد بن إسحاق.
73- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا أبو عامرٍ العقديّ عبد الملك بن عمرٍو، عن محمّد بن أبي حميدٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطّاب، قال: كنت جالسًا مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: أتدرون أيّ أهل الإيمان أفضل إيمانًا؟ قالوا: يا رسول الله، الملائكة، قال: هم كذلك، وحقّ ذلك لهم وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنزلة الّتي أنزلهم، بل غيرهم، قلنا: يا رسول الله، الأنبياء، قال: هم كذلك وحقّ لهم ذلك بل غيرهم، قلنا: يا رسول الله، فمن هم؟ قال: قومٌ يأتون بعد هم في أصلاب الرّجال فيؤمنون بي ولم يروني، ويجدون الورق المعلّق، فيعملون بما فيه، فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيمانًا.
73/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا مصعب بن عبد الله الزّبيريّ، حدّثنا عبد العزيز بن محمّدٍ، عن محمّد بن أبي حميدٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطّاب، قال: كنت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جالسًا، فقال: أنبؤوني بأفضل أهل الإيمان إيمانًا؟ قالوا: يا رسول الله، الملائكة، قال: هم كذلك، ويحقّ لهم ذلك، وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنزلة الّتي أنزلهم بها! بل غيرهم، قالوا: الأنبياء الّذين أكرمهم الله برسالته والنّبوّة، قال: هم كذلك ويحقّ لهم، وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنزلة الّتي أنزلهم بها، قالوا: يا رسول الله، الشّهداء الّذين استشهدوا مع الأنبياء، قال: هم كذلك ويحق لهم، وما يمنعهم وقد أكرمهم الله، عزّ وجلّ، بالشّهادة مع الأنبياء! بل غيرهم، قالوا: فمن يا رسول الله؟ قال: أقوامٌ في أصلاب الرّجال... فذكره بتمامه.
73/3- قال: وحدّثنا موسى، حدّثنا ابن أبي عديٍّ، حدّثنا محمّد بن أبي حميدٍ... فذكره.
قلت: محمّدٌ هذا ضعيفٌ سيّئ الحفظ.
74- وقال أحمد بن منيع، حدّثنا يحيى بن سعيد الأموي، عن الأعمش، عن عمارة، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: كنت جالسًا عند عبد الله فذكروا أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم وما قد سبق لهم قال: إن أمر محمد صلّى الله عليه وسلّم كان بينًا لمن رآه، والذي لا إله غيره، ما من أحد أفضل من إيمان بغيب، ثم قرأ: {الم ذلك الكتاب لا ريب فيه...} إلى قوله: {المفلحون}.
هذا إسناد رجاله رجال الصحيحين. وعبد الرحمن بن يزيد هو النخعي، وعمارة هو ابن عمير الكوفي، والأعمش اسمه سليمان بن مهران.
75- قال أحمد بن منيع، وحدّثنا أبو قطن، حدّثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن إبراهيم، عن علقمة: قال رجل عند عبد الله: إني مؤمن. فقال له عبد الله: فقل: إني في الجنة. قال: آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله.
قلت: رجاله رجال الصحيحين، وأبو قطن اسمه عمرو بن الهيثم بن قطن بن كعب البصري.
76- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا داود، حدّثنا بقيّة، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن عبد الله بن بسرٍ، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى لمن آمن بي ولم يرني، طوبى لهم وحسن مئابٍ.
قلت: بقيّة بن الوليد الدّمشقيّ مدلّسٌ، وقد رواه بالعنعنة.
77- قال أبو يعلى: وحدّثنا عبد الغفّار بن عبد الله، حدّثنا عبد الله بن عطاردٍ البصريّ، عن الأوزاعيّ، حدّثني أسيد بن عبد الرّحمن، عن صالحٍ، عن أبي جمعة، قال: تغدّيت مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ومعه أبو عبيدة بن الجرّاح، فقال له أبو عبيدة: يا رسول الله، أحدٌ خيرٌ منّا أسلمنا معك، وجاهدنا معك؟ قال: نعم، قومٌ يكونون من بعدي، يؤمنون بي ولم يروني.
قلت: أبو جمعة هو الأنصاريّ، وقيل: الكنانيّ، وقيل: القارىء، اسمه، حبيب بن سباعٍ له صحبةٌ، وصالح بن جبيرٍ هو الصّدائيّ أبو محمّدٍ، وأسيد بن عبد الرّحمن لم أقف له على ترجمةٍ.
78- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا زيد بن الحباب، عن موسى بن عبيدة، عن محمّد بن كعبٍ، عن عوف بن مالكٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: يا ليتني لقيت إخواني قالوا: ألسنا إخوانك وأصحابك؟ قال: بلى - حتّى قال ثلاثًا - وأولئك يقولون: آمنّا بك وصدّقناك ونصرناك، قال: بلى، ولكنّ قومًا يجيؤون من بعدكم، يؤمنون بي إيمانكم ويصدّقوني، تصديقكم وينصروني نصركم، فيا ليتني قد لقيت إخواني.
قلت: موسى ضعيفٌ.
12- باب أسلموا يغفر لكم
79- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو عبد الله الدّورقيّ، حدّثنا موسى بن داود، حدّثنا عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، عن عمير بن هاني، عن أبي العذراء، عن أبي الدّرداء، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أجلّوا الله يغفر لكم.
قال ابن ثوبان: أسلموا.
قلت: أبو العذراء لم يسمّ، قال أبو حاتمٍ: مجهولٌ.
13- باب من أراد الله به خيرا وفقه للإسلام
80- قال مسدّدٌ: حدّثنا سفيان، عن الزّهريّ، عن عروة، عن كرز بن علقمة الخزاعيّ، قال: قال رجلٌ: يا رسول الله، هل للإسلام من منتهى؟ قال: نعم، أيّ أهل بيتٍ من العرب والعجم، أراد الله، عزّ وجلّ، بهم خيرًا أدخل عليهم الإسلام قال: ثمّ مه؟ قال: ثمّ تقع الفتن كأنّها الظّلل، قال: كلاّ والله إن شاء الله. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: بلى، والّذي نفسي بيده، ثمّ تعودون فيها أساود صبًا، يضرب بعضكم رقاب بعضٍ.
80/2- رواه الحميديّ: حدّثنا سفيان، حدّثنا الزّهريّ، حدّثني عروة بن الزّبير، سمعت كرز بن علقمة الخزاعيّ، يقول: سأل رجلٌ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا رسول الله هل للإسلام من منتهى... فذكره بتمامه.
وقال: قال الزّهريّ: والأسود ؛ الحيّة إذا أرادت أن تنهش تنتصب هكذا، ورفع الحميديّ يده ثم تنصّب، قال سفيان حين حدّث بهذا الحديث: لا تبالي ألاّ تسمع هذا من ابن شهابٍ.
80/3- ورواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا سفيان... فذكره بإسناد مسدّدٍ ومتنه.
80/4- قال ابن أبي شيبة: وحدّثنا محمّد بن مصعبٍ، عن الأوزاعيّ، عن عبد الواحد بن قيسٍ، عن عروة، عن كرزٍ، قال: قيل: يا رسول الله، فأيّ المؤمنين يومئذٍ خيرٌ؟ قال: رجلٌ في شعبٍ من الشّعاب يتّقي الله، عزّ وجلّ، ويدع النّاس من شرّه.
80/5- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن الزّهريّ، عن عروة، عن كرز بن علقمة، أن رجلاً سأل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم... فذكر الحديث إلى قوله: كأنّها الظّلل ولم يذكر باقيه.
هذا حديثٌ رجاله رجال الصّحيح، وكرز بن علقمة بن هلالٍ له صحبةٌ وروايةٌ، أسلم يوم الفتح، وعمّر طويلاً، وهو الّذي قفى أثر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وصاحبه وهما بالغار، فقال: هنا انقطع الأثر، وهو الّذي نصب أعلام الحرم زمن معاوية.
14- باب عقوبة من لم يؤمن بالله عز وجل
81- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا شعبة، عن أبي بشرٍ، سمعت سعيد بن جبيرٍ، يحدّث، عن أبي موسى، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأمّة، ولا يهوديٌّ، ولا نصرانيٌّ، ولا يؤمن بي إلاّ كان من أهل النّار.
81/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عفّان، حدّثنا شعبة، حدّثنا أبو بشرٍ، سمعت سعيد بن جبيرٍ... فذكره. إلاّ أنّه قال: من سمع بي من أمّتي، أو يهوديٌّ، أو نصرانيٌّ، ثمّ لم يؤمن بي دخل النّار.
81/3- ورواه النّسائيّ في التّفسير: حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، عن خالدٍ، عن شعبة.
هذا حديثٌ رجاله رجال الصّحيح، وأبو بشرٍ هو جعفر بن أبي وحشيّة إياسٌ. وأبو موسى اسمه عبد الله بن قيسٍ الأشعريّ أمير زبيد وعدن للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وأمير الكوفة، والبصرة لعمر بن الخطّاب، روى عنه: بنوه: أبو بردة، وأبو بكرٍ، وإبراهيم، وموسى، قال ابن بريدة: وكان قصيرًا، خفيف اللّحم، مناقبه مشهورةٌ.
ولهذا الحديث شاهدٌ من حديث أبي هريرة، رواه مسلمٌ في صحيحه.
15- باب خير الدين أيسره
82- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا أبو عوانة، عن أبي بشرٍ، عن رجاءٍ، عن محجنٍ، قال: أخذ محجنٌ بيدي حتّى انتهينا إلى مسجد البصرة، فإذا بريدة الأسلميّ قاعدٌ على بابٍ من أبواب المسجد، وفي المسجد رجلٌ، يقال له: سكبة، يطيل الصّلاة، وكان في بريدة مزاحةٌ، قال بريدة: يا محجن، ألا تصلّي كما يصلّي سكبة؟ فلم يردّ عليه محجنٌ شيئًا، وقال محجنٌ: أخذ بيدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتّى صعدنا أحدًا، فأشرف على المدينة، فقال: ويلٌ لأمّها من قريةٍ يدعها أهلها أعمر ما كانت، حتّى يجي الدّجال فيجد على كلّ بابٍ منها ملكًا مصلّتا، ولا يدخلها.
82/2- وبه إلى محجنٍ، قال: أخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بيدي، حتّى انتهينا إلى سدّة المسجد، فإذا رجلٌ يركع ويسجد، ويركع ويسجد، فقال لي: من هذا؟ فقلت: هذا فلانٌ، وجعلت أطريه وأقول هذا هذا، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا تسمعه فتهلكه ثمّ انطلق بي حتّى بلغ باب حجرةٍ، ثمّ أرسل يده من يدي قال: فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: خير دينكم أيسره - قالها ثلاثًا.
82/3- قال: وحدّثنا عيينة بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن بريدة، قال: خرجت أمشي فرأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يومًا فظننت أنّه يريد حاجةً، فعارضته حتّى رآني، فأرسل إليّ فأتيته، فأخذ بيدي فانطلقنا نمشي جميعًا، فإذا رجلٌ بين أيدينا يصلّي يكثر الرّكوع والسّجود، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: تراه يرائي؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، فأرسل يدي، فقال: عليكم هديًا قاصدًا، فإنّه من يشادّ هذا الدّين يغلبه.
82/4- رواه مسدّدٌ: حدّثنا يزيد بن زريعٍ، حدّثنا يونس، عن زياد بن مخراقٍ، عن رجلٍ من أسلم، قال: كان منّا ثلاثة نفرٍ صحبوا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: بريدة، ومحجنٌ، وسكبة، فقال محجنٌ لبريدة: ألا تصلّي كما يصلّي سكبة؟ قال: لا، لقد رأيتني أقبلت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من أحدٍ نتماشى، يدي في يده، فرأى رجلاً يصلّي، فقال: أتراه رجلاً، أتراه صادقًا، فذهبت أثني عليه، قال: فلمّا دنونا نزع يده من يدي، وقال: ويحك اسكت لا تسمعه فتهلكه، إنّ خير دينكم أيسره.
82/5- ورواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا شبابة بن سوّارٍ، حدّثنا شعبة، عن جعفر بن إياسٍ، عن عبد الله بن شقيقٍ، عن رجاء بن أبي رجاءٍ، قال: دخل بريدة المسجد، ومحجنٌ على باب المسجد، فقال بريدة - وكان فيه مزاح -: يا محجن ألا تصلّي كما يصلّي سكبة؟ فقال محجنٌ: إنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أخذ بيدي، فصعد أحدًا، فأشرف على المدينة، فقال: ويل أمّها مدينةٌ يدعها أهلها، وهي أخير ما كانت - أو أعمر - يأتيها الدّجال فيجد على كلّ بابٍ من أبوابها ملكًا مصلّتًًا بجناحيه، فلا يدخلها، ثمّ نزل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو آخذٌ بيدي، فدخل المسجد، فإذا رجلٌ يصلّي، فقال لي: من هذا؟ فأثنيت عليه خيرًا، فقال: اسكت لا تسمعه فتهلكه ثمّ أتى على باب حجرة امرأةٍ من نسائه فنفض يده من يدي، ثمّ قال: إنّ خير دينكم أيسره، إنّ خير دينكم أيسره - مرّتين.
82/6- قال: حدّثنا يزيد بن هارون وأبو داود الطّيالسيّ، عن عيينة بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن بريدة الأسلميّ، قال: كنت مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فأتى على رجلٍ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أتراه مرائيًا؟ ثم قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: عليكم هديًا قاصدًا، فإنّه من يشّادّ هذا الدّين يغلبه.
82/7- ورواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا إسماعيل بن عليّة، عن عيينة بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن بريدة الأسلميّ، قال: خرجت ذات يومٍ، فإذا أنا بالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يمشي بين يدي، فأدركته، فمشيت معه، فأخذ بيدي فانطلقنا، فإذا نحن بأيدينا رجلٍ يكثر الرّكوع والسّجود، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: تراه يرائي؟ قلت: الله ورسوله أعلم، فترك يده من يدي، وقال بيده فجمعهما، ثمّ جعل يصوّبهما، ويقول: عليكم هديًا قاصدًا، فإنّه من يشّادّ هذا الدّين يغلبه.
82/8- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن عيينة بن عبد الرّحمن... فذكر حديث ابن منيعٍ بتمامه.
هذا حديثٌ صحيحٌ، وفيه: ثلاثةٌ من الصّحابة:
بريدة هو ابن الحصيب الأسلميّ، شهد فتح خيبر، وهو آخر من مات من الصّحابة بخرسان، وأسلم قبل بدرٍ، ولم يشهدها، وشهد الفتح.
ومحجنٌ هو ابن الأدرع الأسلميّ، نزل البصرة واختطّ مسجدها.
وسكبة بفتحاتٍ وموحّدةٍ.
ورجاء بن أبي رجاءٍ الباهليّ البصريّ، وثّقه العجليّ وابن حبّان.
وأبو بشرٍ: هو جعفر بن إياسٍ أحد رجال الصّحيح.
وأبو عوانة: هو الوضّاح بن عبد الله اليشكريّ الحافظ.
وعبد الرّحمن بن جوشن، وثّقه أبو زرعة، وابن سعدٍ، والعجليّ، وذكره ابن حبّان في الثّقات.
وابنه عيينة وثّقه ابن معينٍ، وابن سعدٍ، وأبو حاتمٍ، والنّسائيّ، وذكره ابن حبّان في الثّقات.
وزياد بن مخراقٍ المزني وثّقه ابن معينٍ والنّسائيّ، وذكره ابن حبّان في الثّقات، وباقي رجال الإسناد رجال الصّحيح.
82/9- ورواه القضاعيّ في كتابه مسند الشّهاب، من طريق عيينة بن عبد الرّحمن بن جوشنٍ، حدّثني أبي، عن بريدة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من يشّادّ هذا الدّين يغلبه.
83- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا أبو عامرٍ العقديّ، حدّثنا هشام بن سعدٍ، عن زيد بن أسلم، عن ابن الأكوع، قال: كنت أحرس ليلةً رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقمت، فأخذ بيدي، فاتّكأ عليها فأتينا على رجلٍ يصلّي في المسجد، رافعًا صوته، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: عسى أن يكون مرائيًا؟ فقلت: يا رسول الله يصلّي ويدعو، فرفض يدي، وقال: إنّكم لن تدركوا هذا الأمر بالمغالبة - أو قال: بالشّدّة، قال: ثمّ خرجنا ليلةً أخرى، فمررنا برجلٍ يصلّي رافعًا صوته، فقلت: - يا رسول الله، عسى أن يكون مرائيًا؟ فقال: لا، ولكنّه أوّاهٌ قال: فإذا الرّجل عبد الله ذو البجادين، والآخر أعرابيٌّ.
83/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن إسحاق المسيّبيّ، حدّثنا سليمان بن داود بن قيسٍ، عن داود بن قيسٍ، عن زيد بن أسلم... فذكره.
قلت: طريق إسحاق بن راهويه رجالها ثقاتٌ على شرط مسلمٍ، وأبو عامرٍ العقديّ اسمه عبد الملك بن عمرٍو، وطريق أبي يعلى الموصليّ ضعيفةٌ، لضعف سليمان بن داود.
84- قال: وحدّثنا وهب بن بقيّة، أنبأنا عاصم بن هلالٍ، عن غاضرة بن عروة الفقيميّ، أخبرني أبي، قال: أتيت المدينة، فدخلت المسجد، والنّاس ينتظرون الصّلاة، فخرج علينا رجلٌ يقطر رأسه من وضوءٍ توضّأه - أو غسلٍ اغتسله - فصلّى بنا فلمّا صلّينا جعل النّاس يقومون إليّه، ثمّ يقولون: يا رسول الله، أرأيت كذا، أرأيت كذا - يردّدها مرّاتٍ - فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أيّها النّاس إنّ دين الله في يسرٍ، يأيّها النّاس، إنّ دين الله في يسرٍ.
84/2- رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده: حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا عاصم بن هلالٍ، حدّثنا غاضرة بن عروة.
هذا إسنادٌ فيه مقالٌ، غاضرة بن عمرٍو - وقيل: ابن عروة - الفقيميّ البصريّ، ذكره ابن حبّان في الثّقات، وقال ابن المدينيّ: مجهولٌ.
وعاصم بن هلالٍ البارقيّ ضعّفه ابن معينٍ، وقال أبو داود والبزّار: ليس به بأسٌ، وقال أبو حاتمٍ: محلّه الصّدق، وقال النّسائيّ: ليس بالقويّ، وقال ابن حبّان: كان ممن يقلب الأسانيد توهّمًا لا عمدًا، حتّى بطل الاحتجاج به، وباقي رجال الإسناد ثقاتٌ.
85- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا يزيد بن هارون، عن محمّد بن إسحاق، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: سئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أيّ الأديان أحبّ إلى الله؟ قال: الحنيفيّة السّمحة.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لتدليس محمّد بن إسحاق.
85/2- رواه عبد حميدٍ، وأحمد بن حنبلٍ، قالا: حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا محمّد بن إسحاق، عن داود، به.
وله شاهدٌ من حديث أسعد بن عبد الله بن مالكٍ الخزاعيّ، رواه الحاكم في تاريخه، ورويناه في الغرائب لأبيٍّ النّرسيّ.
16- باب ما جاء فيمن مات على التوحيد ولم يشرك بالله شيئا
86- قال الطّيالسيّ: وحدّثنا هشام الدّستوائيّ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسارٍ، عن رفاعة بن عرابة، قال: كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حتّى إذا كنّا بالكديد،
- أو قال: بقديدٍ - جعل رجالاً منّا يستأذنون إلى أهليهم، فيأذن لهم، ثمّ حمد الله، وقال خيرًا، ثمّ قال: ما بال شقّ الشّجرة الّتي تلي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أبغض إليكم من الشّقّ الآخر، فلم ير عند ذلك من القوم إلاّ باكيًا، فقال رجلٌ: يا رسول الله، إنّ الّذي يستأذن بعد هذا لسفيهٌ، فقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فحمد الله، وقال خيرًا، وقال: أشهد عند الله ألاّ يموت عبدٌ يشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّ محمّدًا رسول الله صادقًا من قلبه، ثم يسدّد إلاّ سلك في الجنّة، قال: وقد وعدني ربّي - تبارك وتعالى - أن يدخل الجنّة من أمّتي سبعين ألفًا لا حساب عليهم، ولا عذاب، وإنّي لأرجو ألا يدخلوا حتّى تتبوّءوا أنتم ومن صلح من أزواجكم وذرّيّاتكم مساكن الجنّة.
86/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا محمّد بن مصعبٍ، عن الأوزاعيّ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ... فذكره، إلاّ أنّه، قال: أشّد عباد الله، وكان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذا حلف، قال: لا، والّذي نفس محمّدٍ بيده ما من عبدٍ يؤمن، ثم يسدّد إلاّ سلك به في الجنّة وزاده في آخره، ثمّ قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: إنّ الله يمهل حتّى إذا ذهب من اللّيل نصفه أو ثلثاه، قال: لا يسأل عبادي غيري، من يدعني أستجب له، من يسألني أعطه، من يستغفرني أغفر له، حتّى يطلع الفجر.
86/3- قلت: روى ابن ماجة طرفًا منه، عن أبي بكر بن أبي شيبة، به.
ورواه النّسائيّ في اليوم واللّيلة من طريق الأوزاعيّ، به.
86/4- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا هشامٌ الدّستوائيّ... فذكره.
86/5- قال: وحدّثنا يحيى بن سعيدٍ، حدّثنا هشامٌ... فذكره.
86/6- قال: وحدّثنا أبو المغيرة، حدّثنا الأوزاعيّ، حدّثنا... فذكره.
86/7- قال: وحدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا شيبان عن يحيى بن أبي كثيرٍ... فذكره.
ورواه ابن حبّان في صحيحه من طريق الوليد بن مسلمٍ، حدّثنا الأوزاعيّ... فذكره.
87- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن زياد بن مخراقٍ، عن شهر بن حوشبٍ، عن عقبة بن عامرٍ، قال: دخلت المسجد ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يخطب، قال لي عمر - رضي الله عنه -: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبل أن تجيء: من مات يؤمن بالله واليوم الآخر، قيل له: ادخل الجنّة، من أيّ أبواب الجنّة شئت.
87/2- رواه إسحاق بن راهويه: أنبأنا المؤمّل، حدّثنا حمّاد بن سلمة، حدّثنا زياد بن مخراقٍ، عن شهر بن حوشبٍ، عن عقبة بن عامرٍ الجهنيّ، حدّثني عمر - رضي الله عنه - أنّه سمع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم... فذكره.
87/3- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا مؤمّل... فذكره.
هذا إسناد حسنٌ، شهرٌ، وثّقه أحمد، وابن معينٍ، والعجليّ، والنّسائيّ، وضعّفه ابن حزمٍ، والبيهقيّ، وزياد بن مخراقٍ وثّقه ابن معينٍ والنّسائيّ وباقي الإسناد ثقاتٌ.
88- وقال مسدّدٌ: حدّثنا حفصٌ، عن الأعمش، عن أبي سفيان، وعن أبي صالحٍ، عن جابرٍ، قال: كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سفرٍ، فقال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّي رسول الله، من جاء بهما غير شاكٍّ بهما، لم يحجب عن الجنّة.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ، أبو صالحٍ اسمه ذكوان، وأبو سفيان هو طلحة بن نافعٍ، والأعمش هو سليمان بن مهران، وحفصٌ هو ابن غيّاثٍ.
88/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عليّ بن هاشمٍ، عن ابن أبي ليلى، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ، قال: دخل رجلٌ إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: ما الموجبات؟ قال: من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنّة، ومن مات يشرك بالله شيئًا دخل النّار.
89- قال مسدّد: وحدّثنا إسماعيل، حدّثنا أيوب، عن محمد بن سيرين، عن ابن الديلمي أحد الثلاثة الذين كانوا يخدمون معاذًا، قال لما حضر معاذ قلت: ألا أراك، قد حضرت؟ قال: نعم وساء حين الكذب هذا، من مات وهو موقن بثلاث: يعلم أن الله حق، وأن الساعة قائمة، وأن الله يبعث من في القبور. قال: فقال قولا رغب لهم فيه إلاّ يكن: إلاّ غفر له، فلا أدري.
هذا إسناد فيه مقال، أبو الديلم لم أقف له على ترجمة إلى الآن، وباقي رجال الإسناد ثقات.
90- وقال محمّد بن يحيى بن أبي عمر، حدّثنا المقرئ، حدّثنا المسعوديّ، عن القاسم، عن عبد الله بن مسعودٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: من مات، ولم يجعل للّه ندًّا، أدخله الجنّة.
وقال عبد الله: وأنا أقول: من مات وهو لا يجعل للّه ندًّا أدخله الله الجنّة.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ.
91- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن أشياخه، عن أبي أيّوب، قال: خرج غازيًا في زمن معاوية، قال: فمرض، فلمّا ثقل، قال لأصحابه: إذا أنا متّ فاحملوني، فإذا صاففتم العدوّ، فادفنوني تحت أقدامكم، وسأحدّثكم بحديثٍ سمعته من رسول الله، لولا ما حضرني لم أحدّثكموه سمعت رسول الله، يقول: من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنّة.
91/2- رواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا معاوية بن عمرٍو، حدّثنا أبو إسحاق، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، قال: غزونا مع أبي أيّوب أرض الرّوم فمرض... فذكره.
قلت: حديث أبي أيّوب رجاله ثقاتٌ.
91/3- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا أسود بن عامرٍ، حدّثنا أبو بكر، عن الأعمش... فذكره.
ورواه النّسائيّ في الكبرى.
وسيأتي حديثٌ طويلٌ في كتاب المناقب في وفاة أبي أيّوب ودفنه.
92- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا عبد الله بن بكرٍ السّهميّ، حدّثنا حاتم بن أبي صغيرة، عن عمرو بن دينارٍ، عن جابر بن عبد الله، قال: لمّا حضر معاذ بن جبلٍ، قال: ارفعوا عنّي سجف القبّة، فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: من مات وهو يعبد الله لا يشرك به شيئًا، دخل الجنّة.
هذا إسنادٌ رجاله رجال الصّحيح.
93- قال ابن أبي شيبة: وحدّثنا الحسين بن عليٍّ، عن زائدة، عن عبد الله بن محمّد بن عقيلٍ، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا عمر، ناد أنّه من مات يعبد الله مخلصًا من قلبه، أدخله الله الجنّة - أو حرّمه على النّار - فقال عمر: يا رسول الله إذًا يتكلوا.
93/2- رواه عبد بن حميدٍ: عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا الحسين بن عليٍّ... فذكره.
قلت: حديث جابرٍ، ضعيفٌ لضعف عبد الله بن محمّد بن عقيلٍ.
93/3- قال عبدٌ: وحدّثنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا هشامٌ الدّستوائيّ، حدّثنا أبو الزّبير، عن جابرٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: من لقي الله لا يشرك به شيئًا، أدخله الله الجنّة، ومن لقيه يشرك به أدخله النّار.
هذا إسنادٌ صحيحٌ رجاله رجال الصّحيحين.
94- قال عبدٌ: وحدّثنا محمّد بن الفضل، حدّثنا سعيد بن زيدٍ، سمعت عمرو بن دينارٍ، قال: حدّثنا جابر بن عبد الله الأنصاريّ، قال: قال معاذ بن جبلٍ في وصيّته الّتي توفّي عنها: لولا أن تتكلوا لحدّثنكم حديثًا سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: من مات وفي قلبه لا إله إلاّ اللّه موقنًا دخل الجنّة.
هذا إسنادٌ صحيحٌ، وسعيد بن زيدٍ، هو أخو حمّاد بن زيدٍ، ومحمّد بن الفضل هو أبو النّعمان السّدوسيّ عارمٌ الحافظ، إلاّ أنّه اختلط بأخرةٍ، لكنّ عبد بن حميدٍ سمع منه قبل الاختلاط، ومن طريقه روى مسلمٌ في صحيحه كما أوضحت ذلك في تبيين حال المختلطين.
94/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عفّان، حدّثنا همّامٌ، أنبأنا عاصمٌ، عن أبي صالحٍ، عن معاذ بن جبلٍ، أنّه لمّا حضر، قال: أدخلوا عليّ النّاس فأدخلوا عليه، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: من مات لا يشرك بالله شيئًا، جعله الله في الجنّة ما كنت أحدّثكموه إلاّ عند الموت، والشّهيد على ذلك عويمر أبي الدّرداء، فانطلقوا إلى أبي الدّرداء، فقال: صدق أخي، وما كان يحدّثكم به إلاّ عند موته.
95- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا شيبان بن عبد الرّحمن، عن منصورٍ، عن سالم بن أبي الجعد، عن سلمة بن نعيمٍ - وكان من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من لقي الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنّة قلت: يا رسول الله: وإن زنى وإن سرق! قال: وإن زنى، وإن سرق.
95/2- رواه عبد بن حميدٍ: حدّثنا هاشم بن القاسم... فذكره.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ.
95/3- ورواه أحمد بن حنبل: حدّثنا أبو النّضر، حدّثنا أبو معاوية - يعني شيبان - عن منصور... فذكره.
96- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا الفضل بن دكينٍ، حدّثنا سفيان، عن إبراهيم بن محمّد بن المنتشر، عن أبيه، قال: جاء شيخٌ - أو رجلٌ - من أهل المدينة، فنزل على مسروقٍ، فقال سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: من لقي الله لا يشرك به شيئًا، لم تضرّه خطيئة، ومن مات وهو يشرك بالله شيئًا لم ينفعه معه حسنته.
96/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: قال: حدّثنا أبو أحمد، وأبو نعيمٍ، قالا: حدّثنا سفيان.
قلت: لم أر للمنتشر ترجمةً لا في تهذيب الكمال، ولا في الميزان، ولا في لسان الميزان، ولا في رجال المسند، وباقي رجال الإسناد ثقاتٌ، محتجٌّ بهم في الصّحيح، وإبراهيم هو ابن محمّد بن المنتشر.
97- وقال عبد بن حميدٍ: حدّثني إبراهيم بن الحكم بن أبانٍ، حدّثني أبي، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال الله - تبارك وتعالى -: من علم منكم أنّي ذو قدرةٍ على مغفرة الذّنوب، غفرت له، ولا أبالي ما لم يشرك بي شيئًا.
98- قال: وحدّثنا أحمد بن يونس، حدّثنا أبو شهابٍ، عن ليثٍ، عن أبي فزارة، عن يزيد بن الأصمّ، عن ابن عبّاسٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: ثلاثٌ من لم تكنّ فيه، فإنّ الله، عزّ وجلّ، يغفر ما سوى ذلك لمن يشاء: من مات ولم يشرك بالله شيئًا، ولم يكن ساحرًا يتّبع السّحرة، ولم يحقد على أخيه.
قلت: إسناد عبد بن حميدٍ الأوّل ضعيفٌ، وإبراهيم بن الحكم بن أبانٍ أبو إسحاق العدنيّ ضعّفه ابن معينٍ، وأبو زرعة، والبخاريّ، والنّسائيّ، والأزديّ، والجوزجانيّ، وغيرهم.
17- باب ماجاء فيمن قال رضيت بالله ربا
99- قال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا سفيان، عن أبي عميسٍ، عن القاسم بن عبد الرّحمن، قال: تكلّم ابن مسعودٍ عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وأثنى عليه، ثمّ قال: رضيت بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمّدٍ نبيًّا، وبالقرآن إمامًا، ثمّ قال: رضيت لكم ما رضي الله ورسوله، وكرهت لكم ما كره الله ورسوله، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: رضيت لأمّتي ما رضي لها ابن أمّ عبدٍ.
18- باب كف القتل عمن قال: لا إله إلا الله
100- قال مسدّدٌ: حدّثنا أبو عوانة، عن سماكٍ، عن النّعمان بن سالمٍ، عن أوسٍ، قال: جاء رجلٌ إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فسأله وأنا أسمع، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اذهب إليهم فقل لهم: اقتلوه ثمّ دعاه فرجع إليه بعدما ذهب، فقال: لعلّه يقول لا إله إلاّ اللّه قال: أجل والله، قال: قل لهم يرسلوه، فإنّي أوحي إليّ أن أقاتل النّاس حتّى يقولوا: لا إله إلاّ اللّه، فإذا قالوا: لا إله إلاّ اللّه، حرّمت عليّ دماؤهم إلاّ بالحقّ وحسابهم على الله.
100/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا ابن أبي بكرٍ المقدميّ، حدّثنا أبو عوانة... فذكره.
سندٌ صحيحٌ.
101- وقال محمد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا مروان الفزاري، عن إسماعيل بن أبي خالد قال: قال مروان بن الحكم لأيمن بن خريم: ألا تخرج تقاتل معنا؟ فقال: إن عمي وأبي شهدا بدرًا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فعهدا إليّ ألا أقاتل أحدًا يشهد أن لا إله إلاّ الله؟ فإن أتيتني ببراءة من النار قاتلت معك. قال: اذهب، فلا حاجة لنا فيك.
101/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زحمويه، حدّثنا صالح بن عمر، عن مطرف، عن عامر قال: لما قاتل مروان الضحاك بن قيس أرسل إلى أيمن بن خريم الأسدي فقال: إنا نحب أن تقاتل معنا. فقال: إن أبي وعمي شهدا بدرًا فعهدا إليّ ألا أقاتل أحدًا يشهد أن لا إله إلاّ الله، فإن جئتني ببراءة قاتلت معك. قال: اذهب، ووقع فيه وشتمه.
فأنشأ أيمن بن خريم يقول:
لست أقاتل رجلاً يصلي... على سلطان آخر من قريش
له سلطانه وعليّ إثمي... معاذ الله من جهل وطيش
أأقتل مسلمًا في غير شيء... فليس بنافعي ماعشت عيشي
قلت: أيمن بن خريم بن فاتك الأسدي مختلف في صحبته وله عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، قال ابن عبد البر: أسلم مع أبيه وهو غلام. وقال العجلي: تابعي ثقة. وكذلك قال الدارقطني نحو هذا.
وإسماعيل أحد رجال الصحيحين، وكذلك مروان بن معاوية أبو عبد الله الحافظ.
102- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا الفضل بن دكينٍ، حدّثنا أبان بن عبد الله البجليّ، حدّثنا إبراهيم بن جريرٍ، عن جريرٍ، قال: بعثني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى اليمن أقاتلهم وأدعوهم، فإذا قالوا: لا إله إلاّ اللّه حرّمت عليّ دماؤهم وأموالهم.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ، إلاّ أنّه منقطعٌ، إبراهيم ذكره ابن حبّان في الثّقات، وقال ابن معينٍ وأبو حاتمٍ: لم يسمع من أبيه شيئًا.
وأبان بن عبد الله وثّقه أحمد، وابن معينٍ، والعجليّ، وابن نميرٍ، وأخرج له ابن خزيمة، والحاكم في صحيحيهما، وباقي رجال الإسناد رجال الصّحيح.
103- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا بكر بن عبد الرّحمن، حدّثنا عيسى - هو ابن عمه - عن محمّد بن أبي ليلى، عن جابرٍ، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: من شهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّي رسول الله، حرّم عليّ دمه إلاّ ثلاثةً: التّارك لدينه، والثّيّب الزّاني، ومن قتل نفسًا ظلمًا.
104- وبه عن جابرٍ، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأتاه رجلٌ، فقال إنّ لي جارًا منافقٌ يصنع كذا، ويقول كذا، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أيقول لا إله إلاّ اللّه؟ قال: نعم، قال: عن قتل أولئك نهيت.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ، عيسى وثّقه ابن معينٍ، وذكره ابن حبّان في الثّقات.
وبكر بن عبد الرّحمن، قال الدّارقطنيّ: ثقةٌ، وذكره ابن حبّان في الثّقات.
105- وقال عبد بن حميدٍ: أنبأنا عبد الرّزّاق بن همّامٍ، أنبأنا معمرٌ، عن الزّهريّ، عن عطاء بن يزيد الليثيّ، عن عبد الله بن عديّ بن الحمراء، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بينما هو جالسٌ بين ظهراني النّاس، جاءه رجلٌ يستأذنه أن يسارّه في قتل رجلٍ من المنافقين، فجهر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بكلامه، قال: أليس يشهد أن لا إله إلاّ اللّه؟ قال: بلى يا رسول الله، ولا شهادة له قال: أليس يشهد أنّي رسول الله؟ قال: بلى يا رسول الله، ولا شهادة له قال: أليس يصلّي؟ قال: بلى، ولا صلاةً له قال: أولئك الّذين نهيت عن قتلهم.
هذا إسنادٌ رجاله رجال الصّحيح.
106- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا معاوية بن عمرٍو، حدّثنا أبو إسحاق، عن عبد الرّحمن بن عبد الله، عن قتادة، عن أبي مجلزٍ، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إذا أشرع أحدكم الرّمح، إلى الرّجل فإن كان عند ثغرة نحره، فقال: لا إله إلاّ اللّه، فليرفع عنه الرّمح. قال: فقال أبو عبيدة: فجعل الله هذه الكلمة أمنة المسلم، وعصمة دمه، وجعل الجزية أمنة الكافر وعصمة دمه وماله.
107- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن إسماعيل، حدّثنا معتمرٌ، عن أبيه، عن السّميط، عن العلاء، حدّثني فتًى من الحيّ، قال: كنت عند عمران، فجاءه قيسٌ -
أو أبي قيسٍ - فقال له: ألا تقاتل في كلامٍ أحفظه؟ فقال عمران بن الحصينٍ: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اغزوا بني فلانٍ فغزونا، فلمّا التقينا، جاء رجلٍ إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: استغفر لي، قال: وماذا صنعت؟ قال: شدّدت على رجلٍ بالرّمح، فقال: لا إله إلاّ اللّه فقتلته، فلم يستغفر له، وقال: اغزوا بني فلانٍ فغزونا فلمّا التقينا جاء رجلٌ، فقال: يا رسول الله، استغفر لي، قال: وما صنعت؟ قال: حملت على رجلٍ الرّمح فقال: لا إله إلاّ اللّه فقتلته، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: قال لا إله إلاّ الله فقتلته؟! فقال: يا رسول الله، إنّما قالها متعوّذًا، قال: فهلاّ شققت عن قلبه حتّى تعلم؟ قال أبو عبد الله: لا أدري هذه الكلمة قالها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم للرّجل الأوّل أو لهذا، فأبى أن يستغفر له، فمات فدفنه قومه فنبذته الأرض، ثم دفنوه فنبذته الأرض، ثم دفنوه وحرسوه، فنبذته الأرض، فلمّا رأوا ذلك تركوه.
وله شاهدٌ، وتقدّم في باب: إنّي مسلمٌ.
19- باب لا يفتك مؤمن
108- قال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا عبد الوهّاب الثّقفيّ، عن أيّوب، عن الحسن، أن رجلاً، قال للزّبير: ألا أقتل لك عليًّا؟ قال: كيف تقتله؟ قال: أغتاله، قال: لا، إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: الإيمان قيّد الفتك، لا يفتك مؤمنٌ.
108/2- قال: وحدّثنا عبد الحميد، عن ابن جريجٍ، عن أبي بكرٍ، عن الحسن، قال: قال رجلٌ للزّبير: أقتل عليًّا؟ قال: وكيف تقتله؟ قال: أكون معه، ثمّ أتحوّل فأقتله، قال: لا، ولكن ائته من قبل وجهه، قال: لا إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: قيّد الفتك الإيمان، لا يفتك مؤمنٌ.
108/3- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أبو أسامة، عن عوفٍ، عن الحسن، عن الزّبير، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم... فذكره.
108/4- ورواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا يزيد، حدّثنا مبارك بن فضالة، عن الحسن، قال: قال رجلٌ للزّبير... فذكره.
108/5- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عفّان، ويزيد بن هارون، قالا: حدّثنا المبارك بن فضالة، حدّثنا الحسن... فذكره.
هذا حديثٌ رجاله ثقاتٌ.
الفتك: قتل الرّجل غفلةً وغرّةً.
109- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّاد بن سلمة، أنبأنا عليّ بن زيدٍ، عن سعيد بن المسيّب، أنّ معاوية دخل على عائشة، فقالت: أقتلت حجرًا وأصحابه؟ ما خفت أن أقعد لك رجلاً فيقتلك؟ قال: ما كنت لتفعلين وأنا في بيت أمانٍ، وقد سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: الفتك قد الإيمان كيف أنا في الّذي بيني وبينك، وفي حوائجك؟ قالت: صلحٌ، قال: فدعينا وإيّاهم حتّى نلقى ربّنا.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف عليّ بن زيد بن جدعان.
109/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عفّان... فذكره.
20- باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده
110- قال مسدّدٌ: حدّثنا إسماعيل، حدّثنا أيّوب، عن أبي قلابة، عن رجلٍ من أهل الشّام، عن أبيه، قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أسلم تسلم، قال: يا رسول الله: وما الإسلام؟ قال: أن تسلم قلبك للّه، ويسلم المسلمون من لسانك ويدك. قال: فأيّ الإسلام أفضل؟ قال: الإيمان قال: وما الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، وبالبعث من بعد الموت، قال: فأيّ الإيمان أفضل؟ قال: الهجرة قال: وما الهجرة؟ قال: أن تهجر المآثم قال: فأيّ الهجرة أفضل؟ قال: الجهاد قال: وما الجهاد؟ قال: أن تجاهد الكفّار إذا رأيتهم، ثمّ لا تغلّ، ولا تجبن، ثمّ عملان هما من أفضل الأعمال إلا كمثلهما، ثلاث مرّاتٍ، حجّةٌ مبرورةٌ أو عمرةٌ.
110/2- رواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا إسماعيل... فذكره إلى قوله: من لسانك ويدك.
110/3- ورواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا معاوية بن عمرٍو، حدّثنا أبو إسحاق الفزاريّ، حدّثنا سفيان الثّوريّ، عن أيّوب... فذكره بإسناد مسدّدٍ ومتنه، دون قوله: ثمّ عملان... إلى آخره.
110/4- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا جعفر بن مهران السّبّاك، حدّثنا عبد الواحد، عن أيّوب، عن أبي قلابة، عن رجلٍ من الشّام، عن أبيه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لرجلٍ: أسلم... فذكره بتمامه، إلاّ أنّه قال: والبعث بعد الموت، والجنّة، والنّار.
هذا حديثٌ ضعيفٌ لجهالة التّابعيّ
له شاهدٌ من حديث عبد الله بن عمرٍو، وسيأتي في كتاب البرّ والصّلة.
111- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا حسين بن عليٍّ، عن زائدة، عن هشامٍ، عن الحسن، عن جابرٍ، قال: قيل: يا رسول الله، أيّ الإسلام أفضل؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده قال: فأيّ الإيمان أفضل؟ قال: الصّبر والسّماحة قيل: فأيّ المؤمنين أكمل إيمانًا؟ قال: أحسنهم خلقًا قال: فأيّ الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده وأهريق دمه قيل: فأيّ الصّلاة أفضل؟ قال: طول القنوت، قيل: فأيّ الصّدقة أفضل؟ قال: جهد المقلّ، قيل: فأيّ الهجرة أفضل؟ قال: أن تهجر ما حرّم الله عليك.
11/2- رواه عبد بن حميدٍ: حدّثنا عبيد الله بن موسى، عن ابن أبي ليلى، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ، قال: جاء رجلٌ إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا رسول الله، ما الموجبتان؟ قال: من مات لا يشرك بالله شيئًا وجبت له الجنّة، ومن مات يشرك بالله وجبت له النّار، قال: يا رسول الله، فأيّ الإسلام أفضل؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده، قال: فأيّ الصّلاة أفضل؟ قال: طول القنوت قال: فأيّ الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده وأهريق دمه قال: فأيّ الهجرة أفضل؟ قال: أن تهجر ما يكره ربّك.
111/3- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبيد بن جناد الحلبيّ، حدّثنا يوسف بن محمّد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، قال: سئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الإيمان؟ قال: الصّبر والسّماحة.
قلت: رواه مسلمٌ في صحيحه، والتّرمذيّ في الجامع باختصارٍ، ورواه الحارث، وابن حبّان في صحيحه.
112- وقال عبد بن حميدٍ: أنبأنا عبد الرّزّاق، أنبأنا معمرٌ، عن أيّوب، عن أبي قلابة، عن عمرو بن عبسة، قال: قيل: يا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ما الإسلام؟ قال: أن يسلم قلبك للّه، عزّ وجلّ، وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك قال: فأيّ الإسلام أفضل؟ قال: الإيمان قال: وما الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث بعد الموت قال: فأيّ الإيمان أفضل؟ قال: الهجرة قال: وما الهجرة؟ قال: أن تهجر السّوء قال: فأيّ الهجرة أفضل؟ قال: الجهاد، قال: وما الجهاد؟ قال: أن تقاتل الكفّار إذا لقيتهم قال: فأيّ الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده وأهريق دمه قال: وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ثمّ عملان هما أفضل الأعمال، إلاّ من عمل مثلهما حجّةٌ مبرورةٌ أو عمرةٌ.
قلت: روى ابن ماجة منه: فأيّ الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده وأهريق دمه من طريق شهر بن حوشبٍ، عن عمرو بن عبسة.
وسيأتي هذا الحديث مطوّلاً في كتاب المواقيت.
113- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو بكرٍ، حدّثنا زيد بن الحباب، عن عليّ بن مسعدة، حدّثنا قتادة، عن أنسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الإسلام علانيةٌ، والإيمان في القلب - ثمّ يشير بيده إلى صدره - التّقوى هاهنا التّقوى هاهنا.
114- قال: وحدّثنا المقدميّ، عن مباركٍ، عن عبد العزيز، عن أنسٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم سئل عن المؤمن، قال: من أمنه جاره، ولا يخاف بوائقه، والمسلم من سلم النّاس من لسانه ويده.
114/2- قال: وحدّثنا أبو نصرٍ التّمّار، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيدٍ، ويونس بن عبيدٍ وحميدٍ، عن أنسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: المؤمن من أمنه النّاس، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر السّوء، والّذي نفسي بيده لا يدخل عبدٌ الجنّة لا يأمن جاره بوائقه.
114/3- رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده، حدّثنا بهز بن أسدٍ، حدّثنا عليّ بن مسعدة... فذكره.
114/4- قال: وحدّثنا حسنٌ، حدّثنا حمّاد بن سلمة... فذكره.
ورواه البزّار في مسنده.
114/5- ورواه ابن حبّان في صحيحه: حدّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار، حدّثنا أبو نصرٍ التّمّار، حدّثنا حمّاد بن سلمة... فذكره.
21- باب الإيمان بالله ينجي العبد من النار
115- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا مصعب بن المقدام، حدّثنا عكرمة بن عمّارٍ، حدّثنا أبو زميلٍ، عن مالك بن مرثدٍ الزّمّانيّ، عن أبيه، قال: قال أبو ذرٍّ: سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ماذا ينجّي العبد من النّار؟ قال: الإيمان بالله قال: قلت: يا نبيّ الله، إنّ مع الإيمان عملاً؟ قال: ترضخ ممّا رزقك الله - أو يرضخ ممّا رزقه الله - قال: قلت: يا نبيّ الله، أرأيت إن كان فقيرًا لا يجد ما يرضخ؟ قال: يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر قال: قلت: يا رسول الله، أرأيت إن كان عييًّا، لا يستطيع أن يأمر بالمعروف، ولا ينهى عن المنكر؟ قال: فليصنع لأخرق قال: قلت: يا نبيّ الله، أرأيت إن كان أخرق لا يحسن يصنع؟ قال: يعين مغلوبًا قال: قلت: يا رسول الله، أرأيت إن كان ضعيفًا لا يستطيع أن يعين مغلوبًا؟ قال: ما تريد أن تدع لصاحبك من خيرٍ، قال: فليمسك أذاه عن النّاس قال: قلت: يا رسول الله، أرأيت إن فعل هذا أيدخل الجنّة؟ قال: ما من مؤمنٍ يصنع خصلةً من هذه الخصال إلاّ أخذت بيده، حتّى تدخله الجنّة.
قلت: روى التّرمذيّ في الجامع بعضه من طريق عكرمة بن عمّارٍ، به.
وأبو زميلٍ اسمه سمّاك بن الوليد، ورواه البزّار، وابن حبّان في صحيحه مطوّلاً، والحاكم، والبيهقيّ.
وله شواهدٌ تقدّمت في أوّل الكتاب.
22- باب ما جاء فيمن علم الحق فأسلم
116- قال مسدّد: حدّثنا جعفر، عن حميد الأعرج، عن مجاهد قال: كان الحارث بن سويد أسلم وكان مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثم لحق بقومه وكفر فأنزلت هذه الآية: {كيف يهدي اللّه قومًا كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أنّ الرّسول حقٌّ...} إلى آخر الآية قال: فحملهن إليه رجل من قومه فقرأهن عليه، فقال الحارث: والله إنك ما علمت لصدوق، وإن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأصدق منك، وإن الله لأصدق الثلاثة، ثم رجع فأسلم إسلامًا حسنًا.
هذا إسناد مرسل، رجاله ثقات. وجعفر هو ابن سليمان.
117- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: أنبأنا وكيعٌ، عن شعبة، عن قتادة، عن نصر بن عاصمٍ اللّيثيّ، عن رجلٍ منهم، أنّه أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأسلم على أن يصلّي صلاتين، فقبل منه.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ.
118- وقال أبو يعلى الموصلي: حدّثنا الحسن بن حمّادٍ الكوفيّ، حدّثنا مسهر بن عبد الملك بن سلعٍ، أخبرني أبي قال: قلت لعبد: خيرٍ كم أتى عليك؟ قال: عشرون ومائة سنةٍ، قال: هل تذكر من أمر الجاهليّة شيئًا؟ قال: نعم، كنّا ببلاد اليمن، فجاءنا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا النّاس إلى خيرٍ واسعٍ، وكان أبي فيمن خرج، قال لأمّي: مري بهذه القدر فلتراق للكلاب، فإنّا قد أسلمنا فأسلم.
وسيأتي في كتاب العلم في باب التاريخ الكلام على الإسناد.
23- باب من لم يؤمن بالله لم ينفعه عمل
119- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا هشيم بن بشيرٍ، أنبأنا حجّاجٌ، عن عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن جدّه، أنّه سأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا رسول الله، إنّ العاص بن وائل كان يأمر أن ينحر في الجاهليّة مائة بدنةٍ، وأنّ هشام بن العاص نحر حصّته من ذلك خمسين بدنةً، أفلا أنحر عنه؟ قال: إنّ أباك لو كان أقرّ بالتّوحيد فصمت عنه، أو أعتقت عنه، أو تصدّقت عنه بلغه ذلك.
هذا إسنادٌ فيه الحجّاج بن أرطاة الكوفيّ، وهو ضعيفٌ مدلّسٌ.
120- قال: وحدّثنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، قال: قالت أمّ سلمة: يا رسول الله، إنّ هشام بن المغيرة، كان يطعم الطّعام، ويقري الضّيف، ويصل الرّحم، ويفكّ العناة - تعني: الأسرى - ولو أدركك أسلم، فهل له في ذلك أجرٌ؟ قالت: فقال: إنّ عمّك كان يعطي للدّنيا، وذكرها، وحماها، وما قال يومًا قطّ: اغفر لي يوم الدّين.
120/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، عن أمّ سلمة، قالت: قلت للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: إنّ هشام بن المغيرة، كان يصل الرّحم، ويقري الضّيف، ويفكّ العناة، ويطعم الطّعام، ولو أدركك أسلم، هل ذلك نافعه؟ قال: لا، إنّه كان يعطي للدّنيا، وذكرها، وجمالها... فذكره.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ.
وله شاهدٌ من حديث سلمة بن يزيد النّخعيّ، وسيأتي في كتاب صفات النّار وأهلها.
24- باب فيمن أسلم وهاجر
121- قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا معاوية بن عمرٍو، حدّثنا أبو إسحاق، عن المبارك بن سعيدٍ، سمعت منصور بن المعتمر، يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ إبليس قعد لابن آدم بأطرقه، فقعد له بطريق الإسلام، فقال: أتسلم وتترك ولدك، ومولدك، وأهلك؟ فعصاه فأسلم، فقعد له بطريق الهجرة، فقال له: أتهاجر وإنّما الهجرة كالفرس في طوله، لا يرم؟ فعصاه فهاجر، فقعد له بطريق الجهاد، فقال له: أتجاهد إنّما الجهاد كاسمه يجهد المال، والنّفس، فتقاتل فتقتل، فتنكح المرأة، ويقسّم المال؟ فعصاه فجاهد، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فمن كانت فيه هذه الخصال، فهو مضمونٌ على الله إن مات، أو قتل، أو غرق، أو احترق أن يدخله الله الجنّة.
هذا إسنادٌ معضلٌ.
25- باب فيمن عرض عليه الإسلام فأبى
122- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عفّان، حدّثنا عبد الواحد بن زيادٍ، حدّثنا عاصم بن كليبٍ، عن الفلتان بن عاصمٍ الجرميّ، قال: كنّا قعودًا مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في المسجد، فشخص بصره إلى رجلٍ يمشي في المسجد، فقال: لبّيك يا رسول الله، ولا ينازعه الكلام إلاّ قال: يا رسول الله، قال: فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أتشهد أنّي رسول الله؟ قال: لا، قال: أتقرأ التّوراة؟ قال: نعم، قال: والإنجيل؟ قال: نعم، والقرآن، والّذي نفسي بيده لو تشاء لقرأته، قال ثمّ ناشده: هل تجدني نبيًّا في التّوراة والإنجيل؟ قال: سأحدّثك نجد مثلك، ومثل هيئتك، ومثل مخرجك، وكنّا نرجو أن تكون فينا، فلمّا خرجت، تخوّفنا أن تكون أنت هو، فنظرنا، فإذا ليس أنت فيه، قال: فوالّذي نفس محمّدٍ بيده، لأنا هو، وإنّهم لأمّتي، وإنّهم لأكثر من سبعين ألفًا وسبعين ألفًا.
ورجاله ثقاتٌ.
26- باب من علم أن الله مجازيه على عمله فهو مؤمن
123- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو الحارث سريج بن يونس، حدّثنا مروان بن معاوية الفزازيّ، عن محمد بن أبي قيسٍ، عن سليمان بن موسى، عن مجاهد بن جبرٍ، عن ابن عبّاسٍ، حدّثني أبو رزينٍ العقيليّ، قال: قال لي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: لأشرب أنا وأنت من لبنٍ لم يتغيّر لونه قلت: كيف يحيي الله الموتى؟ قال: أما مررت بأرضٍ مجدبةٍ، ثمّ مررت بها مخصبةً، ثمّ مررت بها مجدبةً، ثمّ مررت بها مخصبةً؟ قلت: بلى، قال: كذلك النّشور قال: قلت: كيف لي بأن أعلم أنّي مؤمنٌ؟ قال: ليس أحدٌ من هذه الأمّة - قال ابن أبي قيسٍ: أو قال: من أمّتي - عمل حسنةً وعلم أنّها حسنةٌ، وأنّ الله جازيه بها خيرًا، أو عمل سيّئةً، وأنّ الله جازيه بها سوءًا، أو يعفوها إلاّ مؤمنٌ.
123/2- رواه أحمد بن حنبلٍ مطوّلاً فقال: حدّثنا عليّ بن إسحاق، حدّثنا عبد الله - يعني: ابن المبارك – أّنبأنا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابرٍ، عن سليمان بن موسى، عن أبي رزينٍ العقيليّ، قال: أتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقلت: يا رسول الله، كيف يحيي الله الموتى؟ قال: أمررت بأرضٍ من أرضك مجدبةٍ، ثمّ مررت بها مخصبةً؟ قلت: نعم، قال: كذلك النّشور، قلت: يا رسول الله، ما الإيمان؟ قال: أن تشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، وأنّ محمّدًا عبده ورسوله، وأن يكون الله ورسوله أحبّ إليك ممّا سواهما، وأن تحرق بالنّار أحبّ إليك من أن تشرك بالله، وأن تحبّ غير ذي نسبٍ لا تحبّه إلاّ للّه، فإذا كنت كذلك فقد دخل الإيمان في قلبك، كما دخل حبّ الماء للظّمآن في اليوم القائظ قلت: يا رسول الله، كيف لي بأن أعلم أنّي مؤمنٌ؟... فذكره.
27- باب إثبات الإيمان لمن شهد الشاهدين وعمل صالحا
124- قال إسحاق بن راهويه: أنبأنا حماد بن عمرو الجزري، عن زيد بن رفيع، عن معبد الجهني قال: كان رجل يقال له: يزيد بن عميرة السكسكي، وكان تلميذًا لمعاذ بن جبل... فذكر الحديث قال: فقبض معاذ، ولحق يزيد بالكوفة، فأتى مجلس عبد الله بن مسعود وليس ثم، فجعلوا يتذاكرون الإيمان، فقال بعضهم: لو شهدت أني مؤمن لشهدت أني في الجنة. قال يزيد: فأنا أشهد أني مؤمن ولا أشهد أني في الجنة، إذ جاء ابن مسعود فأخبر بذلك، فقال ابن مسعود ليزيد: كذاك؟ قال: نعم. قال: ومن أين ذاك؟ قال يزيد: يا أبا عبد الرحمن، إن الله يقول: {إنّ الّذين آمنوا والّذين هادوا والصّابئين والنّصارى والمجوس والّذين أشركوا...} فمن أي هؤلاء أرى يا أبا عبد الرحمن؟ فقال: من الذين آمنوا. قالت: نعم حقًّا. ثم قال ليزيد: آلله كنت تلميذًا لمعاذ بن جبل؟ قال: نعم. فقال ابن مسعود: إن معاذًا كان أمة قانتًا للّه حنيفًا ولم يكن من المشركين. قال أصحابه: إن إبراهيم كان أمة قانتًا. قال ابن مسعود: إن معاذًا كان أمة قانتًا للّه حنيفًا.
28- باب فيمن زعم أنه من أهل الجنة من غير دليل
125- قال مسدّد: حدّثنا عبد الله بن داود، عن موسى بن عبيدة، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز قال: قال عمر بن الخطاب: إن أخوف ما أخاف عليكم إعجاب المرء برأيه، ومن قال: أنا عالم فهو جاهل، ومن قال: إني في الجنة فهو في النار.
هذا إسناد ضعيف، لضعف موسى بن عبيدة.
125/2- رواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا عفّان، حدّثنا همّامٌ، عن قتادة، أنّ عمر بن الخطّاب، قال: من زعم أنّه مؤمنٌ فهو كافرٌ، ومن زعم أنّه في الجنّة فهو في النّار، ومن زعم أنّه عالمٌ فهو جاهلٌ، قال: فنازعه رجلٌ، فقال: إن يذهبوا بالسّلطان، فإنّ لنا الجنّة، قال: فقال عمر: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: من زعم أنّه في الجنّة فهو في النّار.
قلت: الإسناد الأوّل فيه: موسى بن عبيدة، وهو ضعيفٌ، والإسناد الثّاني: صحيحٌ إلاّ أنّه منقطعٌ.
125/3- ورواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده: حدّثنا معتمرٌ، عن أبيه، عن نعيم بن أبي هندٍ، قال: قال عمر،... فذكره.
ورواه ابن مردويه من طريق موسى بن محمّدٍ، عن طلحة بن عبيد الله بن كريزٍ، عن عمر.
29- باب لا إيمان لمن لا أمانة له
126- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا مصعب بن المقدام، حدّثنا أبو هلالٍ، عن قتادة، عن أنسٍ، قال: قلّما خطب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلاّ قال: لا إيمان لمن لا أمانة له.
126/2- رواه عبد بن حميدٍ: حدّثني أبو بكر بن أبي شيبة... فذكره.
126/3- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا شيبان، حدّثنا أبو هلالٍ... فذكره.
126/4- ورواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده، حدّثنا بهزٌ، وحسنٌ، حدّثنا أبو هلالٍ... فذكره.
ورواه ابن حبّان في صحيحه.
126/5- قال: وحدّثنا عفّان، حدّثنا حمّادٌ، حدّثنا المغيرة بن زيادٍ، أنّه سمع أنس بن مالكٍ،... فذكره مرفوعًا.
127- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا وهبٌ، أنبأنا خالدٌ، عن حسينٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خطب النّاس، فقال: إنّ الله، عزّ وجلّ، قد أعطى كلّ ذي حقٍّ حقّه، إنّ الله - عزّ وجلّ – قد فرض فرائض، وسنّ سننًا، وحدّ حدودًا، فأحلّ حلالاً، وحرّم حرامًا، وشرع الإسلام فجعله سهلاً واسعًا، ولم يجعله ضيّقًا، أيّها النّاس، إنّه لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له، ومن نكث ذمّة الله طلبه الله، ومن نكث ذمّتي خاصمته ومن خاصمته فلجت عليه الحجّة، ومن نكث ذمّتي لم تنله شفاعتي ولم يرد عليّ الحوض ألا إنّ الله، عزّ وجلّ، لم يرخّص القتل إلاّ في ثلاثٍ: مرتدٌّ بعد إيمانٍ أو زانٍ بعد إحصانٍ أو قاتل نفسٍ فقتل بها اللهمّ هل بلّغت.
127/2- رواه مسدّدٌ: حدّثنا خالدٌ، حدّثنا حسين بن قيسٍ،... فذكره.
هذا إسنادٌ مداره على حسين بن قيسٍ الرّحبيّ، المعروف: بحنشٍ، وقد ضعّفه ابن معينٍ وأبو حاتمٍ وأبو زرعة والبخاريّ والسّاجيّ والعقيليّ والدّارقطنيّ وابن عديٍّ وابن عبد البرّ وغيرهم.
ورواه الطّبرانيّ في الكبير بسندٍ ضعيفٍ.
وقوله: فلجت عليه، أي ظهرت عليه بالحجّة والبرهان، وظفرت به.
30- باب أصول الدين وبيان العمل من الإيمان
128- قال إسحاق بن راهويه: أنبأنا كثير بن هشامٍ، حدّثنا فرات بن سلمان، حدّثنا محمّد بن علوان، عن عليّ بن أبي طالبٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: ثلاثٌ من أصل الدّين: تجمع وراء كلّ برٍّ وفاجرٍ، وتصلّي على من مات من أهل القبلة، وتجاهد في خلافة من كان، لك أجرك.
129- قال: وأنبأنا عبد الله بن يزيد المقرئ والملائيّ، قالا: حدّثنا المسعوديّ، عن القاسم، قال: جاء رجلٌ إلى أبي ذرٍّ فسأله عن الإيمان فقرأ {ليس البرّ أن تولّوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكنّ البرّ من آمن بالله} تلا إلى قوله: {أولئك الّذين صدقوا وأولئك هم المتّقون} فقال الرّجل: ليس عن البرّ سألتك. قال أبو ذرٍّ: جاء رجلٌ إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فسأله عن الّذي سألتني عنه فقرأ عليه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كما قرأت عليك، فقال له الّذي قلت لي، فلمّا أبى أن يرضى، قال له: ادن فدنا، قال: إنّ المؤمن إذا عمل الحسنة سرّته ورجا ثوابها، وإذا عمل السّيّئة ساءته وخاف عقابها.
129/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا هاشم بن الحارث، حدّثنا عبيد الله بن عمرٍو، عن عامر بن شفيٍّ، عن عبد الكريم، عن مجاهدٍ، عن أبي ذرٍّ، أنّه سأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما الإيمان؟ فتلا عليه: {ليس البرّ أن تولّوا وجوهكم...} إلى آخر الآية، ثمّ سأله، أيضًا فتلا عليه، ثمّ سأله أيضًا فتلا عليه، قال: ثمّ سأله فقال: إذا عملت حسنةً أحبّها قلبك وإذا عملت سيئة أبغضها قلبك.
31- باب ما يطبع عليه المؤمن
130- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا الأعمش، قال: حدّثت، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يطبع المؤمن على كلّ شيءٍ إلاّ الخيانة والكذب.
130/2- رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده: حدّثنا وكيعٌ... فذكره.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ، إلاّ أنّه منقطعٌ.
131- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا داود بن رشيدٍ، حدّثنا عليّ بن هاشم بن البريد، سمعت الأعمش يذكره، عن أبي إسحاق، عن مصعب بن سعدٍ، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: كلّ خلّةٍ يطبع - أو قال: يطوي - المؤمن - شكّ عليّ بن هاشمٍ - إلاّ الخيانة والكذب.
131/2- رواه البزّار في مسنده: حدّثنا إبراهيم بن زيادٍ الصّائغ، حدّثنا داود بن رشيدٍ... فذكره.
قال البزّار: روي عن سعدٍ من وجهٍ مرفوعًا، ولا نعلم أسنده إلاّ عليّ بن هاشمٍ بهذا الإسناد.
قلت: وثّقه أحمد، وابن معينٍ، وابن المدينيّ، وأبو زرعة، والنّسائيّ، وابن حبّان، وغيرهم.
32- باب مثل المؤمن
132- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عليّ بن إسحاق، عن ابن المبارك، عن مصعب بن ثابتٍ حدّثني أبو حازمٍ سمعت سهل بن سعدٍ السّاعديّ، يحدّث، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرّأس من الجسد، يألم المؤمن لأهل الإيمان كما يألم الجسد لمّا في الرّأس.
133- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن مرزوقٍ، حدّثنا مؤمّل بن إسماعيل، حدّثنا شعبة، عن يعلى بن عطاءٍ، عن وكيع بن عدسٍ، عن عمّه أبي رزينٍ، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: مثل المؤمن مثل النّحلة، أكلت طيّبًا ووضعت طيّبًا.
133/2- رواه النّسائيّ في الكبرى: عن يحيى بن حكيمٍ، عن ابن أبي عديٍّ، عن شعبة، به.
133/3- ورواه ابن حبّان في صحيحه: حدّثنا عبد الله بن قحطبة، حدّثنا العبّاس بن عبد العظيم العنبريّ، حدّثنا مؤمّلٌ... فذكره.
33- باب فيمن تحرم عليه النار
134- قال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن نوفل بن مسعودٍ المدنيّ، قال: دخلنا على أنس بن مالكٍ، فقلنا حدّثنا ما سمعت من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: ثلاثٌ من كنّ فيه تحرّم عليه النّار - أو حرّمت النّار عليه -: إيمانٌ بالله، وحبٌّ في الله، وأن يلقى في النّار فيحترق، أحبّ إليه من أن يرجع في الكفر.
134/2- قال: وحدّثنا يحيى، حدّثني نوفل بن مسعودٍ المدنيّ، قال: رأيت ابن عمر يصفّر لحيته، قال: دخلنا على أنسٍ، فقلنا: حدّثنا... فذكره.
134/3- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ... فذكره.
134/4- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا العبّاس بن الوليد النّرسيّ، حدّثنا يحيى بن سعيدٍ القطّان... فذكره.
هذا إسنادٌ صحيحٌ، نوفل بن مسعودٍ، ذكره ابن حبّان في الثّقات، وباقي رجاله ثقاتٌ.
34- باب بقاء الإيمان إذا أكره صاحبه على الكفر
135- قال إسحاق بن راهويه: أنبأنا عبد الرّزاق، حدّثنا معمرٌ، عن عبد الكريم الجزريّ، عن أبي عبيدة بن محمّد بن عمّار بن ياسرٍ، قال: أخذ المشركون عمّار بن ياسرٍ يعذّبوه فقاربوه في بعض ما أرادوا به، فشكا ذلك إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: كيف تجد قلبك؟ قال رضي الله عنه: مطمئنًّا بالإيمان، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فإن عادوا فعد.
35- باب ما جاء في الوسوسة
136- قال أبو بكر بن أبي شيبة وعبد بن حميدٍ وأحمد بن حنبلٍ: حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو الأسود محمّد بن عبد الرّحمن بن نوفلٍ، أنّه سمع عروة بن الزّبير، عن عمارة بن خزيمة بن ثابتٍ الأنصاريّ، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يأتي الشّيطان الإنسان، فيقول: من خلق السّماوات؟ فيقول: الله، فيقول: من خلق الأرض؟ فيقول: الله، حتّى يقول: فمن خلق الله؟ فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل: آمنت بالله ورسوله.
136/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا الحسن بن موسى... فذكره.
قلت: هذا الحديث مداره على عبد الله بن لهيعة، وهو ضعيفٌ.
137- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا سعيد بن سليمان، حدّثنا صالحٌ، حدّثنا قتادة، عن زرارة بن أوفى، أنّ رجلاً قام إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا رسول الله، إنّ في صدري شيئًا لو أبديته هلكت، أفهالكٌ أنا؟ قال: لا، إنّ الله، عزّ وجلّ، تجاوز لأمّتي ما حدّثت به نفسها ما لم تتكلّم به أو تعمل.
138- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبد الله بن عامر بن زرارة، حدّثنا عبد الله بن الأجلح، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: إنّ الشّيطان يأتي أحدكم، فيقول: من خلق السّماوات؟ فيقول: الله، فيقول: من خلق الأرض؟ فيقول: الله، فيقول: من خلق الله؟ فإذا كان ذلك، فليقل: آمنت بالله ورسله.
138/2- رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده: حدّثنا محمّد بن إسماعيل، حدّثنا الضّحّاك، عن هشام بن عروة... فذكره.
ورواه ابن حبّان في صحيحه من طريق مروان بن معاوية، عن هشام بن عروة، به.
وله شاهدٌ في الصّحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة.
139- وقال أبو يعلى أيضًا: وحدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا معتمرٌ سمعت ليثًا يحدّث، عن شهر بن حوشبٍ، أنّ رجلاً، قال لعائشة: إنّ أحدنا يحدّث نفسه بشيءٍ، لو تكلّم به ذهبت آخرته، ولو ظهر عليه لقتل، قال: فكبّرت ثلاثًا، ثمّ قالت: سئل عنها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فكبّر ثلاثًا، ثمّ قال: إنّما يختبر بهذا المؤمن.
140- قال: وحدّثنا محمّد بن بكّارٍ، حدّثنا عبّاد بن عبّادٍ المهلّبيّ، عن يزيد الرّقاشيّ، عن أنسٍ، قال: قالوا: يا رسول الله، أرأيت أحدنا يحدّث نفسه بالشّيء الّذي لئن يخرّ من السّماء، فينقطع أحبّ إليه من أن يتكلّم به، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: تلك محض الإيمان.
140/2- رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده: حدّثنا مؤمّلٌ، حدّثنا حمّادٌ، عن ثابتٍ، عن أنسٍ... فذكره.
141- وقال أبو يعلى الموصليّ أيضًا: حدّثنا أبو الرّبيع، حدّثنا الحارث بن عبيدٍ، عن ثابتٍ، عن أنسٍ، قال: قالوا: يا رسول الله، إنّا نكون عندك على حالٍ، حتّى إذا فارقناك نكون على غيره؟ قال: كيف أنتم ونبيّكم؟ قالوا: أنت نبيّنا في السّرّ والعلانية قال: ليس ذاك النّفاق.
142- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا عمرو بن محمّدٍ القرشيّ، حدّثنا عمر بن ذرٍّ، عن أبيه، عن أبيّ بن كعبٍ، أنّه قال: يا رسول الله، والّذي بعثك بالحقّ، إنّه ليعرض في صدري الشّيء وددت أن أكون حممًا، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الحمد للّه الذي قد يئس الشّيطان أن يعبد بأرضكم هذه مرّةً أخرى، ولكنّه قد رضي بالمحقّرات من أعمالكم.
قال شيخنا أبو الفضل العسقلانيّ: رواه أبو داود، والنّسائيّ من حديث ذرٍّ، عن عبد الله بن شدّادٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّ رجلاً، قال: يا رسول الله... فذكر بعضه، وزاد: الحمد للّه الّذي ردّ كيده إلى الوسوسة، والأوّل منقطعٌ.
36- باب ما جاء في الإسراء
143- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا هوذة بن خليفة، حدّثنا عوفٌ، عن زرارة بن أوفى، قال: قال ابن عبّاسٍ، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لمّا كان ليلة أسري بي وأصبحت بمكّة، قال: فصحت بأمري، وعرفت أنّ النّاس مكذّبيّ، فقعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم معتزلاً حزينًا، فمرّ به أبو جهلٍ، فجاء حتّى جلس إليه، فقال له - كالمستهزئ -: هل كان من شيئٍ؟ قال: نعم قال: وما هو؟ قال: إنّي أسري بي اللّيلة
قال: إلى أين؟! قال: إلى بيت المقدس قال: ثمّ أصبحت بين ظهرانينا؟! قال: نعم فلم يره أنّه مكذّبه مخافة أن يجحد الحديث، إذا دعا قومه إليه، قال: أتحدّث قومك ما حدّثتني إن دعوتهم إليك؟ قال: نعم قال: فيا معشر بني كعب ابن لؤيٍّ قال: فتنقّضت المجالس، حتّى جاؤوا فجلسوا إليهما، فقال له: حدّث قومك ما حدّثتني، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّي أسري بي اللّيلة، قالوا: إلى أين؟ قال إلى بيت المقدس قالوا: ثمّ أصبحت بين ظهرانينا؟! قال: نعم قال: فبين مصدّقٍ - أو مصفّقٍ - وبين واضعٍ يده على رأسه مستعجبًا للّذي زعم، وقالوا: ألا تستطيع أن تنعت لنا المسجد؟ - قال: وفي القوم من سافر إلى ذلك البلد، ورأى المسجد - قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فذهبت أنعت لهم فما زلت أنعت لهم، وأنعت حتّى ألبس عليّ بعض النّعت، فجيء المسجد، وأنا أنظر إليه حتّى وضع دون دار عقيلٍ - أو دار عقالٍ - فنعتّه وأنا أنظر إليه، قال القوم: أمّا النّعت والله فقد أصاب.
143/2- رواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا هوذة... فذكره.
ورواه النّسائيّ في التّفسير من طريق عوفٍ به.
وسيأتي حديث المعراج في علامات النّبوّة من حديث أمّ هانئٍ بنت أبي طالبٍ.
144- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن أبي حمزة، عن إبراهيم، عن علقمة بن قيسٍ، عن ابن مسعودٍ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أتي بالبراق، فركبه خلف جبريل، فسار بهما، فكان إذا أتى على جبلٍ ارتفعت رجلاه، وإذا هبط ارتفعت يداه، فسار بنا في أرضٍ غمّةٍ منتنةٍ، فسار بنا
حتّى أفضينا إلى أرضٍ فيحاء طيّبةٍ فقال: تلك أرض النّار، وهذه أرض الجنّة قال: فأتيت على رجلٍ قائمٍ يصلّي، فقال: من هذا يا جبريل معك؟ قال: هذا أخوك محمّدٌ. قال: فرحّب ودعا لي بالبركة، وقال: سل لأمّتك اليسر قال: قلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أخوك عيسى قال: ثمّ سرنا فسمعنا صوتًا وتذمّرًا، قال: فأتينا على رجلٍ، فقال: من هذا معك يا جبريل؟ قال: هذا أخوك محمّدٌ. قال: فرحّب ودعا لي بالبركة وقال: سل لأمّتك اليسر، قال: قلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أخوك موسى قال: قلت: على من كان تذمّره وصوته؟ قال: على ربّه قال: قلت: على ربّه؟! قال: نعم، إنّه يعرف ذلك منه وحدته قال: ثمّ سرنا فرأينا مصابيح فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذه شجرة أبيك إبراهيم، أتدنو منه؟ قال: قلت: نعم قال: فدنوا منه، فرحّب ودعا لي بالبركة، ثمّ مضينا حتّى دخلنا بين المقدس، فربط الدّابّة بالحلقة الّتي تربط بها الأنبياء، ثمّ دخلت بيت المقدس، فنشرت لي الأنبياء من سمّى الله، ولم يسمّ، فصلّيت بهم، إلاّ هؤلاء الثّلاثة: موسى، وعيسى، وإبراهيم.
144/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا هدبة بن خالدٍ، وشيبان بن فرّوخٍ، قالا: حدّثنا حمّاد بن سلمة... فذكره.
145- وقال الحارث أيضًا: حدّثنا داود بن المحبّر، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيدٍ، عن أبي الصّلت، عن أبي هريرة، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: ليلة أسري بي لمّا انتهيت إلى السّماء السّابعة، فنظرت فوقي، فإذا أنا برعدٍ وبرقٍ وصواعق، ثمّ أتينا على قومٍ بطونهم كالبيت فيها كالحيّات، ترى من خارج بطونهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء أكلة الرّبا فلمّا نزلت إلى السّماء، نظرت أسفل منّي، فإذا أنا بريحٍ، ودخانٍ، وأصواتٍ، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ فقال: هذه الشّياطين تحرف على بني آدم، لئلاّ يتفكّروا في ملكوت السّموات والأرض، ولولا ذلك لرأوا العجائب.
قلت: عليّ بن زيد بن جدعان ضعيفٌ، وداود بن المحبّر وضّاعٌ.
146- قال الحارث: وحدّثنا داود بن المحبّر، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن أبي هارون العبديّ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: أتي بالبراق، وهو دابّةٌ أبيض مضطرب الأذنين فوق الحمار ودون البغل، يضع حافره عند منتهى طرفه، فركبته فسار بي نحو بيت المقدس، فبينما أنا أسير، إذ ناداني منادٍ عن يميني: يا محمّد، على رسلك أسألك، حتّى ناداني ثلاثًا، فلم أعرّج عليه، ثمّ ناداني منادٍ عن يساري: يا محمّد، على رسلك أسألك، حتّى ناداني ثلاثًا، فلم أعرّج عليه، ثمّ استقبلتني امرأةٌ عليها من كلّ حليٍّ وزينةٍ ناشرةً يديها، تقول: يا محمّد، على رسلك أسألك، تقول ذلك، حتّى كادت تغشاني، فلم أعرّج عليها، حتّى أتيت بيت المقدس، فربطت الدّابّة بالحلقة الّتي تربط بها الأنبياء، ثمّ دخلت المسجد، فصلّيت فيه ركعتين، ثمّ خرجت فجاءني جبريل بإناءٍ فيه خمرٌ، وإناءٍ فيه لبنٌ، فاخترت اللّبن، فقال: أصبت الفطرة، ثمّ قال: ما لقيت في وجهك هذا؟ قلت: بينما أنا أسير إذ ناداني منادٍ عن يميني: يا محمّد على رسلك أسألك، حتّى ناداني بذلك ثلاثًا، قال: فما فعلت؟ قلت: فلم أعرّج عليه، قال: ذاك داعي اليهود، لو كنت عرّجت عليه لتهوّدت أمّتك، قلت: ثمّ ناداني منادٍ عن يساري: يا محمّد على رسلك حتّى ناداني بذلك ثلاثًا قال: فما فعلت؟ قلت: فلم أعرّج عليه، قال: ذاك داعي النّصارى، لو كنت عرّجت عليه لتنصّرت أمّتك، قلت: ثمّ استقبلتني امرأةٌ عليها من كلّ زينةٍ ناشرةً يديها، تقول: يا محمّد، على رسلك أسألك حتّى كادت تغشاني، قال: فما فعلت؟ قلت: فلم أعرّج عليها، قال: تلك الدّنيا، لو عرّجت عليها، لاخترت الدّنيا على الآخرة، ثمّ أتينا بالمعراج، فإذا أحسن ما خلق الله، ألم تر إلى الميّت إذا شقّ بصره، إنّما يتبعه المعراج عجبًا به، ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: {تعرج الملائكة والرّوح إليه في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ}، قال: فقعدت في المعراج أنا وجبريل - صلّى الله عليهما وسلّم - حتّى انتهينا إلى باب الحفظة، فإذا عليه ملكٌ يقال له: إسماعيل معه سبعون ألف ملكٍ، ومع
كلّ ملكٍ سبعون ألف ملكٍ، ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: {وما يعلم جنود ربّك إلا هو }، فاستفتح جبريل، فقال: من أنت؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمّدٌ، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بآدم كهيئته يوم خلق، قلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أبوك آدم فرحّب ودعا لي بخيرٍ، فإذا الأرواح تعرض عليه، فإذا مرّ به روح المؤمن، قال: روحٌ طيّبةٌ وريحٌ طيّبةٌ وإذا مرّ عليه روح كافرٍ، قال: روحٌ خبيثةٌ وريحٌ خبيثةٌ، قال: ثمّ مضيت، فإذا أنا بأخاوين عليها لحومٌ منتنةٌ، وأخاوين عليها لحومٌ طيّبةٌ، وإذا رجالٌ ينتهسون اللّحوم المنتنة، ويدعون اللّحوم الطّيّبة، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الزّناة، يدعون الحلال، ويبتغون الحرام، ثمّ مضيت، فإذا أناسٌ قد وكّل بهم رجالٌ يفكّون لحيهم وآخرون يجيؤون بالصّخر من النّار، يقذفونها في أفواههم، فتخرج من أدبارهم، قلت: من هؤلاء يا جبريل؟! قال: هؤلاء الّذين يأكلون أموال اليتامى ظلمًا، إنّما يأكلون في بطونهم نارًا وسيصلون سعيرًا. قال: ثمّ مضيت، فإذا برجالٍ قد وكّل بهم رجالٌ يفكّون لحيهم، وآخرون يقطّعون لحومهم، فيصفّرونهم إيّاها بدمائها، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الغمّازون اللّمّازون، ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: {ولا يغتب بعضكم بعضًا أيحبّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا}، قال: ثمّ مضيت فإذا أنا بأناسٍ معلّقاتٍ بثديهنّ، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟! قال: هؤلاء الظّوّرات يقتلن أولادهنّ، قال: ثمّ مضيت حتّى انتهيت إلى سابلة آل فرعون، فإذا رجالٌ بطونهم كالبيوت إذا عرض آل فرعون على النّار غدوًّا وعشيًّا، فيقفون بآل فرعون... ظهورهم وبطونهم فيثردونهم آل فرعون ثردًا بأرجلهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟! قال: هؤلاء أكلة الرّبا، ثمّ تلا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: {الّذين يأكلون الرّبا لا يقومون إلا كما يقوم الّذي يتخبّطه الشّيطان من المسّ}، فإذا عرض آل فرعون على النّار، قالوا: ربّنا لا تقم السّاعة ؛ لما يرون من عذاب الله. قال: ثمّ عرج بنا إلى السّماء الثّانية، فاستفتح جبريل، فقيل: من أنت؟
قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمّدٌ صلّى الله عليه وسلّم، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بيوسف، وإذا هو قد أعطي شطر الحسن، قلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أخوك يوسف، فرحّب ودعا لي بخيرٍ. ثمّ عرج بي إلى السّماء الثّالثة، فاستفتح جبريل، فقيل: من أنت؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قال: محمّدٌ صلّى الله عليه وسلّم، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بابني الخالة يحيى وعيسى، فرحّبا ودعيا لي بخيرٍ. ثمّ عرج بنا إلى السّماء الرّابعة، فاستفتح جبريل، فقيل: من أنت؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قال: محمّدٌ، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بإدريس، فرحّب ودعا لي بخيرٍ، ثمّ تلا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: {ورفعناه مكانًا عليًّا}. قال: ثمّ عرج بنا إلى السّماء الخامسة، فاستفتح جبريل، فقيل: من أنت؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قال: محمّدٌ صلّى الله عليه وسلّم، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بهارون، فإذا أكثر من رأيت تبعًا، وإذا لحيته شطران شطرٌ سوادٌ، وشطرٌ بياضٌ، فقلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا المحبّب في قومه، فرحّب ودعا لي بخيرٍ. ثمّ عرج بنا إلى السّماء السّادسة، فاستفتح جبريل، فقيل: من؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمّدٌ صلّى الله عليه وسلّم، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، ففتح لنا، فإذا موسى، فرحّب ودعا لي بخيرٍ، فقال موسى: تزعم بنو إسرائيل أنّي أكرم الخلق على الله، وهذا أكرم على الله منّي، فلو كان إليه وحده لهان عليّ، ولكنّ النّبيّ معه أتباعه من أمّته. ثمّ عرج بنا إلى السّماء السّابعة، فاستفتح جبريل، فقيل: من أنت؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قال محمّدٌ صلّى الله عليه وسلّم قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه ففتح لنا، فإذا أنا بشيخٍ أبيض الرّأس واللّحية، وإذا هو مستندٌ إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كلّ يومٍ سبعون ألف ملكٍ لا يعودون إليه، فقلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أبوك إبراهيم، فرحّب ودعا لي بخيرٍ، وقال: يا محمّد، هذه منزلتك، ثمّ تلا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: {إنّ أولى النّاس بإبراهيم للّذين اتّبعوه وهذا النّبيّ والّذين آمنوا والله وليّ المؤمنين} فدخلت إلى البيت المعمور، فصلّيت فيه، ثمّ نظرت فإذا أمّتي شطران: شطرٌ عليهم ثيابٌ رمدٌ، وشطرٌ عليهم ثيابٌ بيضٌ، فدخل الّذين عليهم ثيابٌ بيضٌ،
واحتبس الآخرون، قال: ثمّ ذهب جبريل إلى سدرة المنتهى، فإذا الورقة من ورقها لو غطّيت بها هذه الأمّة لغطّتهم، وإذا السّلسبيل قد انفجر من أسفلها نهران: نهر الرّحمة، ونهر الكوثر، قال: فاغتسلت في نهر الكوثر فسلكته حتّى انفجر في الجنّة، فنظرت في الجنّة، فإذا طيرها كالبخت، وإذا الرّمّانة من رمّانها كجلد البعير القود، وإذا بجاريةٌ، فقلت: يا جارية لمن أنت؟ قالت: لزيد بن حارثة، فبشّرت بها زيدًا، وإذا في الجنّة ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشرٍ، ونظرت إلى النّار، فإذا عذاب الله شديدٌ لا تقوم له الحجارة والحديد، قال: فرجعت إلى الكوثر، حتّى انتهيت إلى السدرة المنتهى، فغشيها من أمر الله ما غشيها، ووقّع على كلّ ورقةٍ منها ملكٌ فأيّدها الله بإرادته، وأوحى إليّ ما أوحى، وفرض عليّ في كلّ يومٍ وليلةٍ خمسين صلاةً، فنزلت حتّى انتهيت إلى موسى، فقال: ما فرض ربّك على أمّتك؟ فقلت: خمسين صلاةً في كلّ يومٍ وليلةٍ، فقال: إنّ أمّتك لا تطيق ذلك، وإنّي قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم فارجع إلى ربّك فسله التّخفيف لأمّتك، فرجعت فقلت: أي ربّ خفّف عن أمّتي فحطّ عني خمسًا فرجعت إلى موسى، فقال: ما فعلت؟ فقلت: حطّ عنّي خمسًا، فقال: إنّ أمّتك لا تطيق ذلك، فارجع إلى ربّك فسأله التّخفيف، فرجعت، فقلت: أي ربّ خفّف عن أمّتي فحطّ عنّي خمسًا، فلم أزل أرجع بين ربّي وبين موسى ويحطّ عنّي خمسًا، حتّى فرض عليّ خمس صلواتٍ في كلّ يومٍ وليلةٍ، وقال: يا محمّد إنّه لا يبدّل القول لديّ، هنّ خمس صلواتٍ لكلّ صلاةٍ عشرٌ، فهنّ خمسون صلاةً، ومن همّ بحسنةٍ فلم يعملها كتبت له حسنةً، فإن عملها كتبت عشر أمثالها، ومن همّ بسيّئةٍ فلم يعملها لم تكتب عليه فإن عملها كتبت سيّئةً واحدةً، فرجعت إلى موسى فأخبرته، فقال: ارجع إلى ربّك وسله التّخفيف لأمّتك، فقلت: قد رجعت إلى ربّي حتّى استحييت.
هذا حديثٌ مداره على أبي هارون العبديّ، وهو ضعيفٌ.
وله شاهدٌ من حديث أبي هريرة، رواه البزّار في مسنده مطوّلاً جدًّا.
37- باب فضل الإسلام وشرفه
147- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا عبّاد بن راشدٍ، حدّثنا الحسن، عن أبي هريرة، ونحن إذ ذاك بالمدينة، قال: يأتي الإسلام يوم القيامة، فيقول الله، عزّ وجلّ،: أنت الإسلام وأنا السّلام اليوم بك أعطي وبك آخذ.
هذا إسنادٌ صحيحٌ.
148- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عبد الله بن نميرٍ، حدّثنا يزيد بن زياد بن أبي الجعد، عن عبد الملك بن عميرٍ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: انتسب رجلان على عهد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال أحدهما: أنا فلان بن فلانٍ - حتّى عدّ تسعةً - فمن أنت؟ لا أمّ لك؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: انتسب رجلان على عهد موسى، فقال أحدهما: أنا فلان بن فلانٍ حتّى عدّ تسعةً، فمن أنت؟ لا أمّ لك؟ قال: أنا فلان بن فلانٍ ابن الإسلام، فأوحى الله، عزّ وجلّ، إلى موسى - عليه السّلام -: ائت هذين المنتسبين، أمّا أنت أيّها المنتمي - أو المنتسب - إلى تسعةٍ في النّار، وأنت عاشرهم في النّار، وأمّا أنت المنتسب إلى اثنين، فأنت ثالثهم في الجنّة.
148/2- رواه عبد بن حميدٍ: حدّثني أبو بكر بن أبي شيبة... فذكره.
قلت: وله شاهدٌ من حديث ابن أبي ليلى، عن معاذ بن جبلٍ، رواه أبو داود، والتّرمذيّ، والنّسائيّ.
149- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا الفضل بن دكينٍ، حدّثنا عبد الصّمد بن جابرٍ الضّبّيّ، عن مجمّع بن عتّاب بن شميرٍ، عن أبيه، قال: قلت للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: يا رسول الله، إنّ لي أبًا شيخًا كبيرًا، وإخوةً فأذهب إليهم لعلّهم أن يسلموا فآتيك بهم؟ قال: إن هم أسلموا فهو خيرٌ لهم، وإن أقاموا فالإسلام واسعٌ أو عريضٌ.
38- باب الإيمان بأن الله لا ينام
150- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا إسرائيل، حدّثنا هشامٌ بن يوسف، عن أميّة بن شبلٍ، عن الحكم بن أبانٍ، عن عكرمة، عن أبي هريرة: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يحكي، عن موسى - عليه السّلام - على المنبر، قال: وقع في نفس موسى - عليه السّلام - هل ينام الله تبارك وتعالى؟ فأرسل الله إليه ملكًا، فأرّقه ثلاثًا، ثمّ أعطاه قارورتين في كلّ يدٍ قارورةٌ، وأمره أن يحتفظ بهما، قال: فجعل ينام وتكاد يداه تلتقيان، ثمّ يستيقظ فيحبس إحداهما على الأخرى، حتّى نام نومةً فاصطفقت يداه فانكسرت القارورتان، قال: فضرب له مثلا أنّ الله، عزّ وجلّ، لو كان ينام لم تستمسك السّماء والأرض.
39- باب الحياة والبذاذة من الإيمان وما جاء في الإيمان بلقاء الله وغيره
151- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو ياسرٍ عمّارٌ، حدّثنا أبو المقدام، حدّثنا هشام بن زيادٍ، قال: حدّثني أبي، عن يوسف بن عبد الله بن سلامٍ، عن أبيه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: الحياء من الإيمان.
152- وقال الحميديّ: حدّثنا سفيان، حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن معبد بن كعبٍ، عن عمّه، عن أمّه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: يا هؤلاء، إنّ البذاذة من الإيمان.
153- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا إبراهيم بن الحجّاج، حدّثنا حجّاجٌ، عن محمّد بن إسحاق، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيفٍ، عن عبد الله بن كعبٍ الباهليّ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: ألا تسمعون، ألا تسمعون إنّ البذاذة من الإيمان، والبذاذة من هيئة الدّنيّة.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لتدليس محمّد بن إسحاق.
البذاذة - بفتح الباء الموحّدة وذالين معجمتين بينهما ألفٌ - أي رثاثة الهيئة.
154- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا إسماعيل، عن أيّوب، عن محمّدٍ، عن أنسٍ، قال: أشهد أنّ اللّه حقٌّ، ولقاءه حقٌّ، وأنّ السّاعة حقٌّ، وأنّ الجنّة حقٌّ، والنّار حقٌّ، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من فتنة الدّجّال، ومن فتنة المحيا والممات، ومن عذاب القبر وعذاب جهنّم.
قال أبو خيثمة: كأنّه يعني النّبيّ صلى الله عليه وسلم.
40- باب ما جاء في ربيع المؤمن وسعادته
155- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا درّاجٌ، عن الهيثم، عن أبي سعيدٍ، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: الشّتاء ربيع المؤمن.
155/2- قال: وحدّثنا أبو كريبٍ، حدّثنا رشدين، عن عمرو بن الحارث، عن أبي السّمح، عن أبي الهيثم... فذكره.
155/3- قال: وحدّثنا زهيرٌ، حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا درّاجٌ أبو السّمح... فذكره.
155/4- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا الحسن، حدّثنا ابن لهيعة... فذكره.
155/5- ورواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ: حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، حدّثنا محمّد بن إسحاق، حدّثنا أبو الأسود، حدّثنا ابن لهيعة، عن درّاجٍ أبي السّمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الشّتاء ربيع المؤمن، قصر نهاره فصام، وطال ليله فقام.
وسيأتي في كتاب الصّيام في باب: ما ورد في صوم الشّتاء.
155/6- ورواه أبو عبد الله محمّد بن سلامة بن جعفر بن عليٍّ القضاعيّ في كتابه مسند الشّهاب: حدّثنا أبو محمّدٍ عبد الرّحمن بن عمر التّجيبيّ، أنبأنا أبو الطّاهر المدنيّ، أنبأنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن وهبٍ: أخبرني عمرو بن الحارث، أنّ درّاجًا حدّثه... فذكره.
هذا حديثٌ رجاله ثقاتٌ، وسيأتي في كتاب الصوم
156- وقال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا عبد الرّحيم بن زيدٍ، عن أبيه، عن أنسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: كفى بالمرءٍ سعادةً أن يوفّق في دينه.
41- باب ما جاء في النصح وإتهام الرأي على الدين وكيف يتم إيمان المرء
157- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثنا محمّد بن مسلمٍ، عن عمرو بن دينارٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الدّين النّصيحة قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لكتاب الله، ولنبيّه، ولأئمّة المسلمين.
157/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة... فذكره.
158- قال أبو يعلى: حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرعرة، حدّثنا سلم بن قتيبة، حدّثنا الحسن بن عليٍّ الهاشميّ، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أمرني جبريل - عليه السّلام - بالنّصح.
159- قال: وحدّثنا أبو موسى، حدّثنا يونس - يعني ابن عبيد الله - العميريّ
أبو عبد الرّحمن، حدّثنا مبارك بن فضالة، حدّثنا عبيد الله بن عمر، عن نافعٍ، عن ابن عمر، عن عمر - رضي الله عنه - قال: اتّهموا الرّأي على الدّين، فلقد رأيتني أراد على أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما آلو عن الحقّ، وذاك يوم أبي جندلٍ، والكتاب بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأهل مكّة، فقال: اكتبوا بسم الله الرّحمن الرّحيم، فقالوا: ترانا إذًا قد صدّقناك بما تقول؟ ولكن اكتب باسمك اللهمّ، قال: فرضي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأبيت عليهم، حتّى قال: يا عمر تراني قد رضيت وتأبى؟! قال: فرضيت.
160- قال: وحدّثنا الهذيل بن إبراهيم الجمّانيّ، حدّثنا عثمان بن عبد الرّحمن الزّهريّ، عن الزّهريّ، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: تعمل هذه الأمّة برهةً بكتاب الله، ثمّ تعمل برهةً بسنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ تعمل بالرّأي، فإذا عمل بالرّأي، فقد ضلّوا وأضلّوا.
161- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا يعقوب بن إسحاق الحضرميّ، حدّثنا معارك بن عبد الله القيسيّ، عن عبد الله بن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا يتمّ إيمان المرء حتّى يستثني في كلّ حديثه - أو قال: في كلّ كلامه.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف عبد الله بن سعيدٍ
42- باب الخصال التي تدخل الجنة وتنجى من النار
162- قال إسحاق بن راهويه: أنبأنا عبد الرّزّاق، أنبأنا معمرٌ، عن أبي إسحاق، عن الزّبير بن العوّام، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: من ضمن لي ستًّا، ضمنت له الجنّة؟ قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: إذا حدّث صدق، وإذا وعد أنجز، وإذا ائتمن لم يخن، ومن غضّ بصره وحفظ فرجه، وكفّ يده.
قال شيخنا الحافظ أبو الفضل العسقلانيّ: هكذا رواه إسحاق في مسند الزّبير بن العوّام، وهكذا رواه أحمد بن منصورٍ الرّماديّ، عن عبد الرّزّاق. ورواه زهير بن معاوية وغير واحدٍ عن أبي إسحاق، عن الزّبير بن عديٍّ، ورواه غيرهم عن أبي إسحاق، عن الزّبير غير منسوبٍ، فإن كان معمرٌ حفظه فهو صحيح الإسناد، لكنّه منقطعٌ، وإن كان زهيرٌ حفظه فهو معضلٌ.
163- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا مصعب بن عبد الله الزّبيريّ، حدّثني أبي، عن هشام بن عروة، عن محمّد بن المنكدر، عن جابرٍ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: ألا أخبركم على من تحرّم النّار غدًا؟ على كلّ هيّنٍ، ليّنٍ، قريبٍ، سهلٍ.
قلت: له شاهدٌ من حديث ابن مسعودٍ، وسيأتي في كتاب البيوع في باب السّماحة في البيع - إن شاء الله تعالى.
43- باب ما جاء في حق الله على العباد وخواتيم الأعمال وغير ذلك
164- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو إبراهيم التّرجمانيّ، حدّثنا صالحٌ المرّيّ، سمعت الحسن، يحدّث، عن أنس بن مالكٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم - فيما يرويه عن ربّه - قال: أربع خصالٍ واحدةٌ منهنّ لي، وواحدةٌ لك، وواحدةٌ فيما بيني وبينك، وواحدةٌ فيما بينك وبين عبادي: فأمّا الّتي لي: فتعبدني لا تشرك بي شيئًا، وأمّا الّتي لك عليّ: فما عملت من خيرٍ جزيتك به، وأمّا الّتي بيني وبينك: فمنك الدّعاء وعليّ الإجابة، وأمّا الّتي بينك وبين عبادي: فارض لهم ما ترضى لنفسك.
صالحٌ ضعيفٌ.
165- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن ثابتٍ، ويونس، وحميدٍ في آخرين، عن الحسن، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: لا عليكم أن لا تعجلوا بأحدٍ منكم حتى تنظروا ماذا يختم به عمله.
وكان الحسن، يقول: اللهمّ اجعل أحسن أعمالنا خواتيمها، واجعل ثوابها الجنّة، قال: وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: اللهمّ اجعل أخير أعمالنا ما يلي آجالنا، واجعل خيار أيّامنا يوم نلقاك.
قلت: وسيأتي لهذا الحديث شواهدٌ في كتاب المواعظ.
166- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا زيد بن الحباب، عن عبد الرّحمن بن ثوبان، أخبرني أبي، عن مكحولٍ، عن عمر بن نعيمٍ، عن أسامة بن سلمان سمعت أبا ذرٍّ، يقول: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: إنّ الله يغفر لعبده ما لم يقع الحجاب قيل: يا رسول الله وما الحجاب؟ قال: أن تموت النّفس وهي مشركةٌ.
166/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو كريبٍ، حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثنا عبد الرّحمن بن ثوبان... فذكره.
44- باب الإيمان قائد وهيوب والعمل سائق
167- قال إسحاق بن راهويه: أنبأنا عطاء بن مسلم الحلبي، عن جعفر بن برقان، عن وهب بن منبه قال: الإيمان قائد، والعمل سائق، والنفس حرون بينهما، فإذا قاد القائد ولم يسق السائق لم يغن ذلك شيئًا، واذا ساق السائق تبعتها النفس طوعًا أو كرهًا.
168- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن سفيان، حدّثنا عبد العزيز بن رفيع، سمعت وهب بن منبه يقول: الإيمان يمانية، ولباس التقوى.
169- قال: وحدّثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، سمعت عبيد بن عمير يقول: الإيمان هيوب.
45- باب ما جاء في أهل القبلة
170- قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا أحمد بن يزيد، حدّثنا هاشم بن يزيد السّعديّ، عن نهشل بن سعيدٍ، عن الضّحّاك بن مزاحمٍ، قال: قال ابن عمر: يا نافع أدنني من سبيل الحاجّ - قال: وذلك بعد ضعف بصره - ففعل، فنظر إلى أصحاب المحامل، فقال: رحمكم الله ما أنعمكم، ثمّ نظر إلى أصحاب الجواليق السّود عليها الرّحال، فقال: أنتم الحاجّ لعلّي لا ألقاكم بعد عامي هذا فاسمعوا منّي حديثًا أحدّثكموه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أهل قبلتنا مؤمنون، لا يخرجهم من الإيمان إلاّ الباب الّذي دخلوا فيه.
171- قال: وحدثنا إسماعيل بن عبد الكريم، حدّثنا إبراهيم بن عقيل، عن أبيه، عن وهب - يعني ابن منبه - قال: وسألت جابرًا: هل في المصلين من طواغيت؟ قال: لا. وسألته: هل فيهم مشرك؟ قال: لا.
172- وقال أبو يعلى الموصلي: حدّثنا ابن نمير، حدّثنا أبي، حدّثنا الأعمش، عن أبي سفيان قال: سألت جابرًا وهو مجاور بمكة وكان نازلا في بني فهر، فسأله رجل: هل كنتم تدعون أحدًا من أهل القبلة مشركًا؟ فقال: معاذ الله، ففزع لذلك.
قال: هل كنتم تدعون أحدًا منهم كافرًا؟ قال: لا.
173- قال: وحدثنا أبو خيثمة: حدّثنا عمر بن يونس، حدّثنا عكرمة، حدّثنا يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك، قال: قلت: يا أبا حمزة، إن ناسًا يشهدون علينا بالكفر والشرك قال أنس: أولئك شر الخلق والخليقة.
46- باب علامات النفاق
174- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو الرّبيع، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد الله، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، بمثل حديث عبد الله بن عمرٍو.
قلت: حديث عبد الله بن عمرٍو في الصّحيحين وغيرهما، ولفظه: قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أربع خلالٍ من كنّ فيه كان منافقًا خالصًا: من إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر، ومن كانت فيه خصلةٌ منهنّ كانت فيه خصلةٌ من النّفاق.
174/2- رواه البزّار في مسنده: حدّثنا إبراهيم بن سعيدٍ، حدّثنا شبابة بن سوّارٍ، عن يوسف بن الحطّاب، عن عبادة بن الوليد، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: في المنافق ثلاث خلالٍ: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان.
قال البزّار: وهذا لا يروى عن جابرٍ إلاّ من هذا الوجه، ويوسف مجهولٌ.
174/3- ورواه ابن حبّان في صحيحه: حدّثنا أبو يعلى الموصليّ... فذكره.
47- باب من مات على شيء بعث عليه
175- قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا أبو عبد الرّحمن، حدّثنا حيوة، حدّثني أبو هاني حميد بن هاني، أنّ أبا عليٍّ الجنبيّ، حدّثه أنّه سمع فضالة بن عبيدٍ الأنصاريّ، يحدّث، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أنّه قال: من مات على مرتبةٍ من هذه المراتب بعثه الله عليها يوم القيامة.
175/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن عبد الله بن نميرٍ، حدّثنا عبد الله بن يزيد المقري، حدّثنا حيوة... فذكره.
وسيأتي بقيّة طرقه في كتاب القيامة في باب: من مات على مرتبةٍ بعث عليها.
48- باب ما جاء في الكبائر
176- قال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن سفيان، حدّثني منصورٌ، عن هلال بن يسافٍ، عن سلمة بن قيسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّما هنّ أربعٌ: لا تشركوا بالله شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا النّفس الّتي حرّم الله فما أنا بأشحّ عليهنّ اليوم منّي منذ سمعتها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
176/2- رواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا أبو النّضر، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا منصورٌ، حدّثنا هلال بن يسافٍ... فذكره.
177- قال مسدّدٌ: وحدّثنا يحيى، حدّثنا شعبة، عن فراسٍ، عن مدرك بن عمارة، عن عبد الله بن أبي أوفى، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: لا يسرق وهو مؤمنٌ، ولا يزني حين يزني وهو مؤمنٌ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمنٌ، ولا ينتهب نهبةً ذات شرفٍ - أو قال: ذات سرفٍ - حين ينتهبها وهو مؤمنٌ.
177/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا ابن عليّة، عن ليثٍ، عن مدركٍ، عن ابن أبي أوفى، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم... فذكره بتمامه، إلاّ أنّه قال: ذات سرفٍ يرفع المسلمون رؤوسهم وهو مؤمنٌ.
177/3- قال: وحدّثنا الحسن بن موسى، عن شعبة، عن فراسٍ... فذكره.
177/4- ورواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا عبد الله بن عبد الرّحمن، حدّثنا شعبة، أنبأنا الحكم بن عتيبة، عن ابن أبي أوفى، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم... فذكر حديث مسدّدٍ.
177/5- وكذا رواه عبد بن حميدٍ: حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا شعبة، عن الحكم، عمّن سمع عبد الله بن أبي أوفى، يحدّث عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم... فذكره.
177/6- وكذا رواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا عليّ بن الجعد، أنبأنا شعبة، عن الحكم، عن رجلٍ، حدّثه، عن ابن أبي أوفى، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
178- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا مالك بن إسماعيل، حدّثنا جعفرٌ، عن أبي هارون، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا يزني الزّاني حين يزني وهو مؤمنٌ، ولا يسرق السّارق حين يسرق وهو مؤمنٌ، ولا ينتهب نهبةً ذات شرفٍ يرفع إليها النّاس رؤوسهم وهو مؤمنٌ.
قلت: ولهذا الحديث شاهدٌ من حديث عائشة، وسيأتي في كتاب السّرقة.
179- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا عمر بن سعيدٍ، حدّثنا سعيدٍ، عن قتادة، عن الحسن، عن عمران بن الحصين، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: إذا رأيتم الزّاني، والسّارق، وشارب الخمر، ما تقولون فيهم؟ قال: قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: هنّ فواحش، وفيهنّ عقوبةٌ، أو لا أنبّئكم بأكبر الكبائر: الإشراك بالله، قال: {ومن يشرك بالله فقد افترى إثمًا عظيمًا}، وعقوق الوالدين، ثمّ قال: {اشكر لي ولوالديك} قال: وكان متّكئًا فاحتفز، وقال: ألا وقول الزّور، ألا وقول الزّور.
180- قال: وحدّثنا عبد العزيز بن أبانٍ، حدّثنا السّريّ بن إسماعيل، حدّثنا قيس بن أبي حازمٍ، سمعت أبا بكرٍ الصّدّيق، يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: كفر بالله من نسب إلى نسب لا يرف، وكفر بالله من تبرأ من نسب وإن دق.
181- قال: وحدّثنا داود بن رشيدٍ، حدّثنا معتمرٌ، حدّثنا عبد الله بن بشرٍ، عن الأعمش، عن عطيّة بن سعدٍ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: لا يدخل الجنّة خمسٌ: مدمن مسكرٍ، وقاطع رحمٍ، ومؤمنٌ بسحرٍ، ومنّانٌ، وكاهنٌ.
182- قال: وحدّثنا إسماعيل بن عبد الكريم، حدّثنا إبراهيم بن عقيلٍ، عن أبيه، عن وهبٍ، قال: سألت جابرًا: أسمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، يقول: لا يزني المؤمن حين يزني وهو مؤمنٌ، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمنٌ؟ قال جابرٌ: لم أسمعه، قال: وأخبر جابرٌ أنّ ابن عمر كان يقوله.
182/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا موسى، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الزّبير، سألت جابرًا... فذكره، إلاّ أنّه قال: قال جابرٌ: وأخبرني ابن عمر، أنّه قد سمعه.
183- قال: وحدّثنا أبو النّضر، حدّثنا أبو معاوية، عن ليثٍ، عن عثمان، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: من غشّ امرءًا مسلمًا في أهله أو خادمه، فليس منّا.
184- وقال أبو يعلى الموصليّ، حدّثنا محمّد بن أبي بكرٍ المقدّميّ، حدّثنا فضيل بن موسى، حدّثنا موسى بن عقبة، حدّثنا عبد اللّه بن سلمان، عن أبيه، عن أبي أيّوب – رضي الله عنه - قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ما من عبدٍ يعبد اللّه تعالى لا يشرك به شيئًا، ويقيم الصّلاة، ويؤتي الزّكاة، ويصوم رمضان، ويجتنب الكبائر إلاّ دخل الجنّة، قيل: وما الكبائر؟ قال: الإشراك بالله، وقتل النّفس.
185- قال: وحدّثنا أبو الربيع، حدّثنا حماد بن زيد، عن يحيى بن عتيق وهشام، عن محمد بن سيرين، قال: سئل ابن عباس عن الكبائر، فقال: كل ما نهى الله عنه في القرآن فهو كبيرة، وقد ذكر النظرة.


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الإيمان, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:49 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir