دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 محرم 1441هـ/16-09-2019م, 12:42 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

اختر مجموعة من المجموعات التالية وخرّج الأقوال فيها وبيّن حالها ووجّهها ورجّح ما تراه راجحاً في معنى الآية.
المجموعة الثانية:

( 1 ) قول مجاهد: ( وأيّدناه بروح القدس) : القدس هو الله ).
( 2 ) قول الحسن البصري: (أكالون للسحت) : أكالون للرشى)
( 3 ) قول عكرمة في تفسير قول الله تعالى: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} قال: اتقوا الأرحام أن تقطعوها ) .

( 1 ) قول مجاهد: ( وأيّدناه بروح القدس) : القدس هو الله.
ورد في قوله تعالى: ( وأيّدناه بروح القدس) أربعة أقوال : إحداها هذا القول الذي ورد عن مجاهد .
التخريج : رواه عبدالله بن وهب المصري من طريق غالب بن عبيد الله ، في الجامع في علوم القرآن : 1/44 .
وغالب بن عبيدالله: من الطبقة الخامسة طبقة الضعفاء وفيها تفصيل، وقد روى عنه ثقات ووضعفاء ،خرج لهم أصحاب التفاسير المسندة، وعلى طالب العلم المهتم بهذا النظر في أسانيدهم ومعرفة ماهي عليه من الصحة أو النكارة .
وقد عزاه السيوطي في الدر المنثور إلى ابن أبي حاتم ولم أقف عليه في المطبوع .
القول الثاني : ورد عن السدي ، أنه البركة ، والثالث : عن ابن عباس ، هو المطهر ، والرابع : هو الاسم الّذي كان عيسى يحيي به الموتى .

وأماقول مجاهد رحمه الله تعالى بأن (القدس) هو الله تعالى ،فالله قُدُس وقُدُّوس، كما قال تعالى :( الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ ) ووجه هذا القول والله أعلم ؛ أنه يراد به روحه مضافة إلى الله ،لأن جبريل خلق من خلق الله ، فهو من باب إضافة المخلوق إلى خالقه، كما في قوله تعالى:( فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا) .
الترجيح :يظهر والله أعلم أن الراجح من الأقوال قول من قال أنه جبريل عليه السلام ،لماورد من آيات وأحاديث تشهد له من ذلك قوله تعالى :( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ ...( وقوله ﴿قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ القُدُسِ مِن رَبِّكَ بِالحَقِّ﴾ .
ويؤيد هذا القول ما رواه الشيخان بسنديهما عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع حسان بن ثابت الأنصاري يستشهد أبا هريرة : أنشدك الله هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يا حسَّان أجب عن رسول الله ، اللهم أيِّده بروح القدس " قال أبو هريرة : نعم .
وممن قال به ، ابن مسعود ،وابن عباس،وقتادة ،والسدي وغيرهم ، ((تفسير ابن جرير)) (2/221-224)
وقال ابن جريرٍ: وأولى التّأويلات في ذلك بالصّواب قول من قال: الرّوح في هذا الموضع جبريل، لأنّ اللّه -عزّ وجلّ- أخبر أنّه أيّد عيسى به، كما أخبر في قوله: {إذ قال اللّه يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيّدتك بروح القدس تكلّم النّاس في المهد وكهلا وإذ علّمتك الكتاب والحكمة والتّوراة والإنجيل} الآية [المائدة: 110]. فذكر أنّه أيّده به، فلو كان الرّوح الذي أيّده به هو الإنجيل، لكان قوله: {إذ أيّدتك بروح القدس}، {وإذ علّمتك الكتاب والحكمة والتّوراة والإنجيل} تكرير قولٍ لا معنى له، واللّه أعزّ أن يخاطب عباده بما لا يفيدهم به .

( 2 ) قول الحسن البصري: (أكالون للسحت) : أكالون للرشى (

التخريج : رواه ابن وهب في الجامع في علوم القرآن عن قرة بن خالد ،ورواه ابن أبي حاتم ،وابن جرير من طريق أبو عقيل عن الحسن ،وعزاه السيوطي في الدر المنثور إلى عبد بن حميد وقد رجعت إلى ما طبع من تفسيره فلم أجد إلا مقتطفات من سورتي ال عمران والنساء .
أما ما رواه ابن وهب عن قرة ، فيعد في المرتبة الأولى؛ وهم الثقات المكثرون من حمل الحديث ورواية عنه .
وأما رواه ابن جرير عن أبو عقيل ففي المرتبة الثانية وهم الثقات المقلون وإن كان لبعضهم طول صحبه .
وقد ورد في المراد بقوله تعالى): أكالون للسحت) عدة أقوال : فمنهم من قال : أنها في الرشوة بالدين ، قال به ابن مسعود ،وقيل الاستعجال في القضية ،قال به أبو هريرة، وقيل كل كسب حلال ، قال به ابن عباس، وزيد ،وهذا القول الذي ورد عن الحسن رضي الله عنه، والذي يظهر والله أعلم أنه خصه بالأحكام لمناسبة الآيات ،ولسبب النزول الذي رواه مسلم من حديث البراء بن عازب ،
روى ابن جرير عن أبو عقيلٍ، قال: سمعت الحسن، يقول في قوله: {سمّاعون للكذب أكّالون للسّحت} قال: تلك الحكّام سمعوا كذبةً، وأكلوا رشوةً.)
الترجيح : ما ذكر من أقوال كلها متقاربة وداخله في معنى الآية ومن خص فإنما يذكره إما لمناسبته ،أو يضرب به مثلا لعظم جرمه،كالرشوة في الدين، ولعل الراجح من الأقوال والله أعلم ،أنها تشمل كل شيء ،كل مال حرام يلزم آكله العار، روى ابن جريرعن عن مسروق قال: سألت عبد الله عن"السحت"، فقال: الرجل يطلب الحاجةَ للرجل فيقضيها، فيهدي إليه فيقبلُها.
روى ابن جرير، عن أبي هريرة، قال: مهر البغيّ سحتٌ، وعسب الفحل سحتٌ، وكسب الحجّام سحتٌ، وثمن الكلب سحتٌ.
قال الرازي : إذا عرفت هذا فنقول: السحت: الرشوة في الحكم، ومهر البغي، وعسب الفحل، وكسب الحجام، وثمن الكلب، وثمن الخمر، وثمن الميتة، وحلوان الكاهن، والاستئجار في المعصية: روي ذاك عن عمر وعثمان وعلي وابن عباس وأبي هريرة ومجاهد، وزاد بعضهم، ونقص بعضهم، وأصله يرجع إلى الحرام الخسيس الذي لا يكون فيه بركة، ويكون في حصوله عار بحيث يخفيه صاحبه لا محالة، ومعلوم أن أخذ الرشوة كذلك، فكان سحتا لا محالة.
وقال السعدي : أي: المال الحرام، بما يأخذونه على سفلتهم وعوامهم من المعلومات والرواتب، التي بغير الحق، فجمعوا بين اتباع الكذب وأكل الحرام.

( 3 ) قول عكرمة في تفسير قول الله تعالى: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} قال: اتقوا الأرحام أن تقطعوها ) .
التخريج :
هذا القول أخرجه سفيان الثوري في تفسيره، والطبري في جامع البيان ،من طريق خصيف
وهو من المرتبة الخامسة والذين في روايتهم ضعف واضطراب مع ماهم عليه من صدق وصلاح في أنفسهم ،فإن سلمت روايتهم عن عكرمة من النكارة والمخالفة فهي معتبرة في التفسير .
وعزاه السيوطي إلى عبد ابن حميد ، وبحثت عنه فوجدت مقتطفات من تفسيره ،وفيها رواية له عن أبيه عن عكرمة في قوله:{الذي تساءلون به والأرحام} قال :قال ابن عباس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(يقول الله تعالى :صلوا أرحامكم ، فإنه أبقى لكم في الحياة الدنيا وخير لكم في آخرتكم ) .
وقول عكرمة :( اتقوا الأرحام أن تقطعوها ) على قراءة النصب معطوفة على لفظ الجلالة ، و(الأرحام) جمع رحم، وهم القرابة، فيكون في الآية أمرٌ بصلة الأرحام والقيام بحقها.
قال السمين الحلبي :<< والجمهور/ على نصب ميم «والأرحام» وفيه وجهان، أحدهما: أنه عطفٌ على لفظ الجلالة أي: واتقوا الأرحام أي: لا تقطعوها. وقَدَّر بعضهم مضافاً أي: قَطْعَ الأرحام، ويقال: «إنَّ هذا في الحقيقة من عطفِ الخاص على العام، وذلك أن معنى اتقوا الله: اتقوا مخالفَتَه، وقطعُ الأرحام مندرجٌ فيها» .
وممن قال به من السلف :ابن عباس، والضحاك، ومقاتل ،وعكرمة ،والسدي وغيره .
وعلى قراءة الجر: فهي معطوفة على الضمير في (به) أي: تساءلون به وبالأرحام.
قال الحلبي ) والثاني: أنه معطوفٌ على محل المجرور في «به» نحو: مررت بزيد وعمراً، لَمَّا لَم يَشْرَكْه في الإِتباع على اللفظِ تبعه على الموضع. ويؤيد هذا قراءة عبد الله: «وبالأرحام» . وقال أبو البقاء: «تُعَظِّمونه والأرحام، لأنَّ الحَلْفَ به تعظيمٌ له» .
وممن قال به : إبراهيم ، والحسن ،ومجاهد .
الترجيح :
قال ابن تيمية – رحمه الله تعالى ):فعلى قراءة الجمهور بالنصب إنما يسألون بالله وحده لا بالرحم، وتساؤلهم بالله تعالى يتضمن إقسامَ بعضهم على بعض بالله، وتعاهدهم بالله، وأما على قراءة الخفض فقد قال طائفةٌ من السلف: هو قولهم: أسألك بالله وبالرحم، وهذا إخبار عن سؤالهم، وقد يقال: إنه ليس بدليل على جوازه، فإن كان دليلًا على جوازه فمعنى قوله: أسألك بالرحم ليس إقسامًا بالرحم، والقَسَمُ هنا لا يسوغ، لكن: بسبب الرحم، أي: لأن الرَّحِم تُوجِبُ لأصحابها بعضهم على بعض حقوقًا، كسؤال الثلاثة لله تعالى بأعمالهم الصالحة، وكسؤالنا بدعاء النبي ﷺ وشفاعته.
وقال ابن عثيمين رحمه الله تعالى : (التساؤل بالأرحام أنه مما جرت به العادة عند العرب أنه يقول: أسألك بالله وبالرحم، أو يقول: أسألك بالرحم التي بيني وبينك، وهم لعصبيتهم يقدرون الرحم تقديرًا بالغًا ويحترمونها ويرون حمايتها، ولهذا ذكَّرهم الله تعالى بها.
وقال :( كل واحدة جاءت بمعنى جديد؛ فقراءة النصب فيها الأمر باتقاء الأرحام؛ أي: اتقاء التفريط في حقهم، والآية الثانية فيها التذكير بأن الناس يتساءلون بالأرحام لعظم حقها ).
وهذا والله أعلم أنه هو الذي يترجح –أنه لامنافاة بينهما وأن كل قراءة تأتي بمعنى ، وخصوصا أن القراءة بالخفض والتي عليها المقال واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم .

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 محرم 1441هـ/18-09-2019م, 11:09 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منيرة محمد مشاهدة المشاركة
اختر مجموعة من المجموعات التالية وخرّج الأقوال فيها وبيّن حالها ووجّهها ورجّح ما تراه راجحاً في معنى الآية.
المجموعة الثانية:

( 1 ) قول مجاهد: ( وأيّدناه بروح القدس) : القدس هو الله ).
( 2 ) قول الحسن البصري: (أكالون للسحت) : أكالون للرشى)
( 3 ) قول عكرمة في تفسير قول الله تعالى: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} قال: اتقوا الأرحام أن تقطعوها ) .

( 1 ) قول مجاهد: ( وأيّدناه بروح القدس) : القدس هو الله.
ورد في قوله تعالى: ( وأيّدناه بروح القدس) أربعة أقوال : إحداها هذا القول الذي ورد عن مجاهد .
التخريج : رواه عبدالله بن وهب المصري من طريق غالب بن عبيد الله ، في الجامع في علوم القرآن : 1/44 .
وغالب بن عبيدالله: من الطبقة الخامسة طبقة الضعفاء وفيها تفصيل، وقد روى عنه ثقات ووضعفاء ،خرج لهم أصحاب التفاسير المسندة، وعلى طالب العلم المهتم بهذا النظر في أسانيدهم ومعرفة ماهي عليه من الصحة أو النكارة .
وقد عزاه السيوطي في الدر المنثور إلى ابن أبي حاتم ولم أقف عليه في المطبوع .
القول الثاني : ورد عن السدي ، أنه البركة ، والثالث : عن ابن عباس ، هو المطهر ، والرابع : هو الاسم الّذي كان عيسى يحيي به الموتى .

وأماقول مجاهد رحمه الله تعالى بأن (القدس) هو الله تعالى ،فالله قُدُس وقُدُّوس، كما قال تعالى :( الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ ) ووجه هذا القول والله أعلم ؛ أنه يراد به روحه مضافة إلى الله ،لأن جبريل خلق من خلق الله ، فهو من باب إضافة المخلوق إلى خالقه، كما في قوله تعالى:( فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا) .
الترجيح :يظهر والله أعلم أن الراجح من الأقوال قول من قال أنه جبريل عليه السلام ،لماورد من آيات وأحاديث تشهد له من ذلك قوله تعالى :( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ ...( وقوله ﴿قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ القُدُسِ مِن رَبِّكَ بِالحَقِّ﴾ .
ويؤيد هذا القول ما رواه الشيخان بسنديهما عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع حسان بن ثابت الأنصاري يستشهد أبا هريرة : أنشدك الله هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يا حسَّان أجب عن رسول الله ، اللهم أيِّده بروح القدس " قال أبو هريرة : نعم .
وممن قال به ، ابن مسعود ،وابن عباس،وقتادة ،والسدي وغيرهم ، ((تفسير ابن جرير)) (2/221-224)
وقال ابن جريرٍ: وأولى التّأويلات في ذلك بالصّواب قول من قال: الرّوح في هذا الموضع جبريل، لأنّ اللّه -عزّ وجلّ- أخبر أنّه أيّد عيسى به، كما أخبر في قوله: {إذ قال اللّه يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيّدتك بروح القدس تكلّم النّاس في المهد وكهلا وإذ علّمتك الكتاب والحكمة والتّوراة والإنجيل} الآية [المائدة: 110]. فذكر أنّه أيّده به، فلو كان الرّوح الذي أيّده به هو الإنجيل، لكان قوله: {إذ أيّدتك بروح القدس}، {وإذ علّمتك الكتاب والحكمة والتّوراة والإنجيل} تكرير قولٍ لا معنى له، واللّه أعزّ أن يخاطب عباده بما لا يفيدهم به .


[ فرّقي بين مسألة المراد بالقدس ومسالة المراد بروح القدس، وراجعي التعليقات على هذا السؤال في تطبيقات زميلاتك ]


( 2 ) قول الحسن البصري: (أكالون للسحت) : أكالون للرشى (

التخريج : رواه ابن وهب في الجامع في علوم القرآن عن قرة بن خالد ،ورواه ابن أبي حاتم ،وابن جرير من طريق أبو عقيل عن الحسن ،وعزاه السيوطي في الدر المنثور إلى عبد بن حميد وقد رجعت إلى ما طبع من تفسيره فلم أجد إلا مقتطفات من سورتي ال عمران والنساء .
أما ما رواه ابن وهب عن قرة ، فيعد في المرتبة الأولى؛ وهم الثقات المكثرون من حمل الحديث ورواية عنه . [ يكفي الإشارة إلى كونه ثقة أو ضعيفاً عند الحاجة إلى ذكر ذلك ]
وأما رواه ابن جرير عن أبو عقيل ففي المرتبة الثانية وهم الثقات المقلون وإن كان لبعضهم طول صحبه .
وقد ورد في المراد بقوله تعالى): أكالون للسحت) عدة أقوال : فمنهم من قال : أنها في الرشوة بالدين ، قال به ابن مسعود ،وقيل الاستعجال في القضية ،قال به أبو هريرة، وقيل كل كسب حلال ، قال به ابن عباس، وزيد ،وهذا القول الذي ورد عن الحسن رضي الله عنه، والذي يظهر والله أعلم أنه خصه بالأحكام لمناسبة الآيات ،ولسبب النزول الذي رواه مسلم من حديث البراء بن عازب ،
روى ابن جرير عن أبو عقيلٍ، قال: سمعت الحسن، يقول في قوله: {سمّاعون للكذب أكّالون للسّحت} قال: تلك الحكّام سمعوا كذبةً، وأكلوا رشوةً.).



[ وأين التوجيه ؟ ]

الترجيح : ما ذكر من أقوال كلها متقاربة وداخله في معنى الآية ومن خص فإنما يذكره إما لمناسبته ،أو يضرب به مثلا لعظم جرمه،كالرشوة في الدين، ولعل الراجح من الأقوال والله أعلم ،أنها تشمل كل شيء ،كل مال حرام يلزم آكله العار، روى ابن جريرعن عن مسروق قال: سألت عبد الله عن"السحت"، فقال: الرجل يطلب الحاجةَ للرجل فيقضيها، فيهدي إليه فيقبلُها.
روى ابن جرير، عن أبي هريرة، قال: مهر البغيّ سحتٌ، وعسب الفحل سحتٌ، وكسب الحجّام سحتٌ، وثمن الكلب سحتٌ.
قال الرازي : إذا عرفت هذا فنقول: السحت: الرشوة في الحكم، ومهر البغي، وعسب الفحل، وكسب الحجام، وثمن الكلب، وثمن الخمر، وثمن الميتة، وحلوان الكاهن، والاستئجار في المعصية: روي ذاك عن عمر وعثمان وعلي وابن عباس وأبي هريرة ومجاهد، وزاد بعضهم، ونقص بعضهم، وأصله يرجع إلى الحرام الخسيس الذي لا يكون فيه بركة، ويكون في حصوله عار بحيث يخفيه صاحبه لا محالة، ومعلوم أن أخذ الرشوة كذلك، فكان سحتا لا محالة.
وقال السعدي : أي: المال الحرام، بما يأخذونه على سفلتهم وعوامهم من المعلومات والرواتب، التي بغير الحق، فجمعوا بين اتباع الكذب وأكل الحرام.

( 3 ) قول عكرمة في تفسير قول الله تعالى: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} قال: اتقوا الأرحام أن تقطعوها ) .
التخريج :
هذا القول أخرجه سفيان الثوري في تفسيره، والطبري في جامع البيان ،من طريق خصيف [عنه ]
وهو من المرتبة الخامسة والذين في روايتهم ضعف واضطراب مع ماهم عليه من صدق وصلاح في أنفسهم ،فإن سلمت روايتهم عن عكرمة من النكارة والمخالفة فهي معتبرة في التفسير .
وعزاه السيوطي إلى عبد ابن حميد ، وبحثت عنه فوجدت مقتطفات من تفسيره ،وفيها رواية له عن أبيه [ من هو ؟ ] عن عكرمة في قوله:{الذي تساءلون به والأرحام} قال :قال ابن عباس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(يقول الله تعالى :صلوا أرحامكم ، فإنه أبقى لكم في الحياة الدنيا وخير لكم في آخرتكم ) .
وقول عكرمة :( اتقوا الأرحام أن تقطعوها ) على قراءة النصب معطوفة على لفظ الجلالة ، و(الأرحام) جمع رحم، وهم القرابة، فيكون في الآية أمرٌ بصلة الأرحام والقيام بحقها.
قال السمين الحلبي :<< والجمهور/ على نصب ميم «والأرحام» وفيه وجهان، أحدهما: أنه عطفٌ على لفظ الجلالة أي: واتقوا الأرحام أي: لا تقطعوها. وقَدَّر بعضهم مضافاً أي: قَطْعَ الأرحام، ويقال: «إنَّ هذا في الحقيقة من عطفِ الخاص على العام، وذلك أن معنى اتقوا الله: اتقوا مخالفَتَه، وقطعُ الأرحام مندرجٌ فيها» .
وممن قال به من السلف :ابن عباس، والضحاك، ومقاتل ،وعكرمة ،والسدي وغيره .
وعلى قراءة الجر: فهي معطوفة على الضمير في (به) أي: تساءلون به وبالأرحام.
قال الحلبي ) والثاني: أنه معطوفٌ على محل المجرور في «به» نحو: مررت بزيد وعمراً، لَمَّا لَم يَشْرَكْه في الإِتباع على اللفظِ تبعه على الموضع. ويؤيد هذا قراءة عبد الله: «وبالأرحام» . وقال أبو البقاء: «تُعَظِّمونه والأرحام، لأنَّ الحَلْفَ به تعظيمٌ له» .
وممن قال به : إبراهيم ، والحسن ،ومجاهد .
[ اقرئي أقوال المفسّرين وتفهّميمها ثم حرري المسألة بأسلوبك ، ولا بأس أن تستعيني ببعض النقول لكن توضع في سياق مناسب ]

الترجيح :
قال ابن تيمية – رحمه الله تعالى ):فعلى قراءة الجمهور بالنصب إنما يسألون بالله وحده لا بالرحم، وتساؤلهم بالله تعالى يتضمن إقسامَ بعضهم على بعض بالله، وتعاهدهم بالله، وأما على قراءة الخفض فقد قال طائفةٌ من السلف: هو قولهم: أسألك بالله وبالرحم، وهذا إخبار عن سؤالهم، وقد يقال: إنه ليس بدليل على جوازه، فإن كان دليلًا على جوازه فمعنى قوله: أسألك بالرحم ليس إقسامًا بالرحم، والقَسَمُ هنا لا يسوغ، لكن: بسبب الرحم، أي: لأن الرَّحِم تُوجِبُ لأصحابها بعضهم على بعض حقوقًا، كسؤال الثلاثة لله تعالى بأعمالهم الصالحة، وكسؤالنا بدعاء النبي ﷺ وشفاعته.
وقال ابن عثيمين رحمه الله تعالى : (التساؤل بالأرحام أنه مما جرت به العادة عند العرب أنه يقول: أسألك بالله وبالرحم، أو يقول: أسألك بالرحم التي بيني وبينك، وهم لعصبيتهم يقدرون الرحم تقديرًا بالغًا ويحترمونها ويرون حمايتها، ولهذا ذكَّرهم الله تعالى بها.
وقال :( كل واحدة جاءت بمعنى جديد؛ فقراءة النصب فيها الأمر باتقاء الأرحام؛ أي: اتقاء التفريط في حقهم، والآية الثانية فيها التذكير بأن الناس يتساءلون بالأرحام لعظم حقها ).
وهذا والله أعلم أنه هو الذي يترجح –أنه لامنافاة بينهما وأن كل قراءة تأتي بمعنى ، وخصوصا أن القراءة بالخفض والتي عليها المقال واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم .



ب

بارك الله فيك

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir